Haneen
2012-08-25, 09:25 AM
أقلام وآراء اسرائيلي 148{nl}في هــــــذا الملف{nl}مثابة آخرة{nl} بقلم:أسرة التحرير،عن هآرتس{nl}الاعلام لا يخاف مرسي{nl} بقلم:تسفي برئيل،عن هآرتس{nl}العناق بين مرسي واحمدي نجاد الى أين؟{nl} بقلم:دوري غولد،عن اسرائيل اليوم{nl}سورية تغرق في حمام دم.. ذبح شعب{nl}اصدروا الينا اوامر صريحة باطلاق النار على الاولاد والنساء والشيوخ وكل من رفض التنفيذ اعدم فورا على مرأى من الآخرين{nl} بقلم:الداد باك،عن يديعوت{nl}مثابة آخرة{nl}بقلم:أسرة التحرير،عن هآرتس{nl}هذا الاسبوع سمحت اسرائيل لنحو 130 ألف فلسطيني بالدخول اليها على شرف عيد الفطر. لعشرات الاف سكان الضفة الغربية اعطيت فرصة نادرة لزيارة عائلاتهم في اسرائيل، للاستحمام في البحر والتنزه في البلاد. منسق اعمال الحكومة في المناطق والادارة المدنية اتخذا مبادرة شجاعة، ومع أنهما حاولا ابقاء الخطوة في الظل عن علم الجمهور في اسرائيل، الا انها جديرة بالثناء. {nl}هذه الحملة مرت بسلام. فقد سمحت، ولو للحظة، لسكان المناطق، بالخروج من السجن الضخم الذي يعيشون فيه والشعور بطعم الحرية في الدولة التي تحتلهم، والتي يُمنعون من دخولها. ايام العيد هذه كانت ايام فرح لعشرات الاف الاشخاص الذين عاشوا لاول مرة في حياتهم تجربة الاستحمام في البحر، وكان بوسعهم أن يلتقوا ابناء عائلاتهم وان يستجموا كبني بشر. المشاهد على شواطيء تل أبيب التي وصل اليها الاف الفلسطينيين، كانت مشاهد انسانية مثيرة جدا للانفعال. {nl}رغم احتجاج المستوطنين واليمين، حلت اسرائيل في السنوات الاخيرة بعضا من قبضتها الوحشية في المناطق المحتلة. فقد ازيلت عشرات الحواجز، وفتحت طرق امام الحركة وازداد عدد الفلسطينيين الذين سمح لهم بالدخول للعمل في اسرائيل بقدر ما وهذه خطوات لم تمس بالامن بصفته هذه. {nl}ولكن ليس في هذا ما يكفي. في ضوء الهدوء النسبي الذي ساد في السنوات الاخيرة يجب توسيع هذا الميل بشدة. فتح مضبوط لبوابات اسرائيل امام الفلسطينيين، ليس فقط كالقاء عظمة للعيد، هو خطوة مطلوبة، ليس فقط من ناحية اخلاقية بل وايضا في صالح الشعبين. فبعد سنوات طويلة مُنع فيها كل اتصال بينهما، فان أمر الساعة هو الاعادة بالتدريج للحركة الحرة بين الضفة واسرائيل. وهكذا سيكون ممكنا تحسين شروط المعيشة في المناطق، تغيير ما في أجواء اليأس التي تسود الطرفين والتقريب بينهما. {nl}المشاهد التي بدت هذا الاسبوع، نادرة وشبه هاذية في الواقع الاسرائيلي يجب ان تصبح أمرا اعتياديا. وبالذات في الوقت الذي تبددت فيه تماما الثقة بالسلام، فان اسرائيل ملزمة بان تفتح ابوابها على مصراعيها، طالما لا يوجد ارهاب. عشرات الاف الفلسطينيين الذين كانوا هذا الاسبوع في اسرائيل عادوا سعداء الى بيوتهم. فرحتهم يجب أن تكون أيضا فرحة الاسرائيليين.{nl}ـــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ{nl}الاعلام لا يخاف مرسي{nl}بقلم:تسفي برئيل،عن هآرتس {nl}'مرسي يكافح حرية الصحافة'، 'مرسي سيجعل الصحافة فرعا للاخوان المسلمين'، 'مرسي يغلق الصحف'، هتفت العناوين الرئيسية للصحف في أعقاب الاعمال الاخيرة لمحمد مرسي في مجال الاعلام. وقد جاءت هذه في أعقاب تعليمات النائب العام باغلاق محطة 'الفراعنة' التلفزيونية، بعد أن تحدث مديرها، توفيق عكاشة بشكل يمكن تفسيره كتحريض على قتل الرئيس حديث العهد. فضلا عن ذلك، أمر النائب العام ايضا بمصادرة نسخ صحيفة 'الدستور' بسبب ما وصف كإهانة الرئيس ويقدم محرر الصحيفة، اسلام عفيفي، الى المحاكمة الان. كما أن صحيفة 'الشعب' الاسلامية شعرت بوقع ذراع الرئيس المنتخب، بعد أن تقرر مصادرة أعدادها في أعقاب اقوال مشابهة كتبت عن الرئيس. الخطوات الاولى لمرسي لا تبشر بالخير.{nl}التعيين العاجل لـ 53 محررا جديدا للصحف الحكومية، أثار عاصفة وانتقادا شديدا سواء في أوساط رابطة الصحافيين شديدة القوة، أم في صفوف المعارضة في البرلمان وخارجه. {nl}قوانين النظام السابق تتضمن الرقابة الشديدة، حبس الصحافيين، فرض غرامات بل واغلاق وسائل اعلام. اما أمس بينما كان عفيفي يقوم بآخر استعداداته للدخول الى المعتقل، نشر مرسي قانونا جديدا يمنع اعتقال الصحفيين على مخالفات النشر. اضافة الى ذلك، أعلن بان في نيته الافراج عن عفيفي من المعتقل بأمر رئاسي. كما اعلن بان في نيته الغاء المادة في قانون الصحافة الذي سمح باعتقال الصحفيين اذا ما اهانوا أو شتموا الرئيس. {nl}في هذا الجانب، فان الصراع على التحكم في وسائل الاعلام والجدال على قدرة مرسي على تقييدها أكثر تعقيدا، ومرسي يخشى من ردود فعل الجمهور هذه التي تجد تعبيرها في ميدان التحرير، ولكن ايضا ردود الفعل التي تبرز الان في وسائل الاعلام الجديدة، غير المؤطرة والموجهة. {nl}'كمواطن أدفع الضرائب، أتساءل لماذا يتعين علي ان أمول الصحف الحكومية التي لا يقرأها أحد باستثناء محرريها وموظفي الحكومة الذين يتلقونها بالمجان والتي فشلت اقتصاديا؟' كتب على صفحته على الفيس بوك وائل غنيم، الذي توج بزعيم الانترنت للثورة في مصر. 'لماذا مفروض علي، كمواطن في الدولة التي يعاني الكثير من مواطنيها من الجوع، ان امول بمليارات الجنيهات المصرية لسنة ارادة الحكومة توجيه المواطنين عبر وسائلها الاعلامية؟ توجيه يخدم من يوجد على راس هرم السلطة التنفيذية؟' غنيم، الشاب، المثقف ورجال التكنولوجيا العليا الناجح، وان كان أصبح شهير الثورة، الا أنه لم يكن طليعة الثورة على الانترنت. شباب مصر اكتشفوا قوة الشبكة عندما بادروا الى الاضراب الكبير في 6 ابريل 2008، الموعد الذي على اسمه تسمى حركة شبابية ثورة. {nl}ولكن يختلف الكثيرون مع ادعاء غنيم في أن 'احدا لا يقرأ الصحف الحكومية'. فالباحثة المصرية اليزابيت اسكندر تقول ان نتائج الاستطلاع الشعبي على الدستور تدل على أن الاراء التي سيطرت على الفيس بوك لم تمثل أغلبية الجمهور المصري. كما أن استطلاع غالوب يوضح ان فقط 8 في المائة من السكان تلقوا معلوماتهم عن المظاهرات في كانون الثاني 2011 وعبر الفيس بوك والتويتر وان نحو 81 في المائة تلقوا المعلومات عبر محطات التلفزيون الحكومية أو من قراءة الصحف. ليس أقل من 59 في المائة من المستطلعين قالوا انهم يصدقون وسائل الاعلام الحكومية. {nl}فضلا عن مسألة تأثير الشبكة على الثور، يثير في مصر جدال شديد حول مكانة الصحف الحكومية. ولا يتعلق الجدال فقط بمسألة اذا كان لا يزال في الدولة الديمقراطية دور لهذه الصحافة، فانه يتناول الشكل الذي يعتزم فيه الاخوان المسلمون بشكل عام والرئيس محمد مرسي بشكل خاص تطبيق الديمقراطية الجديدة. {nl}ظاهرا، يعد تعيين محررين جدد لـ 53 صحيفة ومجلة حكومية جزءً من حملة سيطرة. ولكن رغم الانتقاد يبدو أن العديد من الصحفيين الكبار، بمن فيهم اولئك الذين خدموا باخلاص نظام مبارك وانتقدوا بشدة الاخوان المسلمين لا توجد لديهم أي مشكلة في أن يتولوا المناصب في النظام الجديد. وقبل اربع سنوات فقط نشرت فاطمة سيد أحمد التي كانت حتى وقت أخير مضى نائبة المحرر والمحللة العسكرية لصحيفة 'روز اليوسف' الحكومية كتابا بعنوان 'ماذا سيحصل اذا سيطر الاخوان في مصر؟'. ورسمت في الكتاب صورة قاتمة تعرض مصر كدولة لا تطبق الاتفاقات الدولية، وبصفتها هذه تكون معزولة ومنبوذة مثل حماس، حزب الله وايران. ولكن عندما نشرت قبل بضعة اشهر لجنة التفتيش لمجلس الشورى (المجلس الاعلى في البرلمان)، المسؤولة ايضا عن تعيين المحررين في الصحف الحكومية، دعوة للصحفيين لطرح ترشيحهم الى مناصب المحررين، سارعت سيد أحمد ايضا الى تعبئة الطلب. كمحرر 'روز اليوسف' انتخب في نهاية المطاف الصحفي القديم ونائب المحرر، جمال طايع، الذي عمل في الصحيفة منذ عهد مبارك. {nl}وردا على ذلك، قررت سيد أحمد ـ التي هي مقتنعة بان رفض ترشيحها جاء بسبب كونها إمرأة وبسبب الكتاب الذي كتبته الشروع في اضراب عن الطعام في مكتب رئيس رابطة الصحفيين مطالبة بطلب مثير للاهتمام: إما ان يعطوني منصب محررة الصحيفة الذي استحقه، أو يعطوني ان أكتب عامودا دائما ومكتبا خاصا بي'. وفي هذه الاثناء تضطر الى مواصلة احتجاجها. ويشار الى أن 'روز اليوسف' حتى تحت مسؤولية المحرر الجديد، تواصل انتقاد الحكومة الجديدة وتنشر بلغة حادة اخفاقاتها. {nl}وهكذا، وخلافا لعهد مبارك، يجد نفسه الان المدعي العام امام 'وقاحة صحفية' جديدة. احد نماذج ذلك هو ملف الدعوى ضد عفيفي، سارع رئيس رابطة الصحفيين، ممدوح الوالي، الى الاستئناف. وعلى حد قوله، حسب القانون، فان المدعي العام ملزم بتبليغ رئيس رابطة الصحفيين بكل تحقيق وكل اشتباه يجري ضد صحفي مسجل، على أن يتواجد في التحقيق نفسه مندوب عن رابطة الصحفيين. ولما كان المدعي العام لم يكلف نفسه عناء تبليغ رابطة الصحفيين، فان الوالي يطالب بالغاء الدعوى. ولكن الادعاءات ضد وسائل الاعلام لا تنحصر بالسلطة المصرية. معارضو مرسي والاخوان لا يوفرون الانتقاد عن الصحف 'السائبة التي تسيء لسمعة المهنة'. وهكذا مثلا نشر الصحفي الهام حمدي قنديل مقالا لاذعا وصف فيه قناة الفراعنة التلفزيوني التي اغلقت بانها 'مزبلة كان يجب أن تغلق منذ زمن بعيد' وهو ينتقد الصحفيين الذين لا ينجحون في التحكم في نوازعهم.{nl}قنديل ليس رجل الاخوان المسلمين وليس مؤيدا لهم. وكان في الماضي اضطر الى الهرب من مصر من رعب النظام الذي انتقده وبدأ ينتقد ايضا الاخوان. {nl}ثني الايادي هذا وان كان يحظى بتغطية اعلامية واسعة، ولكن مرسي يمكنه في هذه الاثناء أن 'يوجه' الصحف الحكومية فقط. في المستقبل القريب سيتعين عليه ايضا أن يقرر اذا كان وكيف سيمول هذا الفيل الابيض، الذي هذه السنة فقط خسر 500 مليون جنيه مصري (نحو 80 مليون دولار) وغارق في الديون بأكثر من 10 مليار جنيه. {nl}في الاسبوع الماضي اقترح الناطق بلسان الاخوان المسلمين، محمد غزلان، تحويل الصحف الحكومية الى شركات قابضة تبيع الاسهم للعاملين وللجمهور، فتتحول الى وسائل اعلام جماهيرية وليس حكومية. اذا ما طبقت الخطة، فستتقلص أكثر فأكثر السيطرة المباشرة للحكومة على هذه الصحف. {nl}الصحف الخاصة، مثل 'المصري اليوم' التي بملكية رجال الاعمال المسيحي نجيب سواريس، او الصحيفة الجديدة 'الوطن' بملكة رجال الاعمال محمد الامين ـ الذي يسيطر أيضا على 14 محطة تلفزيونية ومثلها عشرات المنشورات الاخرى التي قام معظمها قبل الثورة، لا يذعرون من اشارات الحكومة. وهم يواصلون شد حدود حرية التعبير. لجميعهم (مثل الصحف الحكومية ايضا) توجد مواقع انترنت متطورة وسريعة يمكن أن تقرأ فيها الاعداد التي صادرتها الشرطة. اذا سعى مرسي الى مكافحة حرية التعبير، فلا بد أن يكون هناك من يعرض عليه المضامين المخيفة التي تظهر في المحطات الدينية. وهكذا مثلا في أحد برامج المقابلات في محطة 'الحافظ' الدينية هاجم أحد الضيوف، الداعية الدينية، الممثلة الهام شاهين في أن مساهمتها في الثقافة والفن كانت مجرد التعرية، الفظاظة والتسيب 'مع كل رجل نمتِ بإسم الفن؟'، سأل الداعية. قبل شهرين من ذلك منح مرسي ذات المحطة مقابلة واسعة. {nl}اذا اضطرت وسائل الاعلام التقليدية، الصحف والمحطات التلفزيونية، الى التمسك بالقوانين القديمة، الى أن تتغير مع صياغة الدستور الجديد، فان وسائل الاعلام الجديدة، رغم محدودية الوصول اليها، هي تحدٍ اشد بكثير للحكومة. وحسب التقديرات الحذرة فقد ارتفع عدد حسابات الفيس بوك في مصر في السنوات الاخيرة من نحو 7 مليون الى أكثر من 9.5 مليون. معدل انتشار الهواتف الخلوية، التي تستخدم كوسيلة ممتازة لنقل الرسائل من كل نوع ولا تحتاج الى معرفة تكنولوجية أو معرفة القراءة والكتابة المتطورة، اكبر بكثير من عدد سكان مصر.{nl}ومع أنه يمكن للحكومة المصرية ان تشوش على البث، او 'تطفىء' الانترنت الا انها مرة اخرى ستجد امامها ميدان التحرير العاصف. ومع أن للاجهزة صلاحيات قانونية واسعة وقدرات للمس بوسائل الاعلام التي خلفها لها مبارك، الا أن هذه وسائل اعلام جديدة ترى نفسها أحدثت الثورة ولن تسمح بحبسها مرة اخرى.{nl}ـــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــ{nl}العناق بين مرسي واحمدي نجاد الى أين؟{nl}بقلم:دوري غولد،عن اسرائيل اليوم{nl}متابعة للعناق الذي منحه رئيس مصر محمد مرسي، للرئيس الايراني احمدي نجاد في قمة منظمة الدول الاسلامية في مكة، أبلغت مصادر في مكتب الرئيس المصري ان مرسي ينوي زيارة طهران في قمة دول عدم الانحياز في نهاية الشهر. وستكون هذه الزيارة أول زيارة لرئيس مصري لايران منذ حدثت الثورة الاسلامية في 1979.{nl}انشأت التقارير الاخبارية عن الزيارة القريبة موجة تساؤلات تتعلق بسؤال هل يستطيع مرسي باعتباره أول رئيس للاخوان المسلمين ان يقود اجراء مهما لمصالحة بين السنيين والشيعة، وهو يمثل السنيين وتمثل ايران الشيعة. ان المصالحة بين السنيين والشيعة هي مطمح لمنظمة الاخوان المسلمين منذ انشأها حسن البنا في 1928.{nl}وكذلك وُجد قادة ايرانيون رأوا عقيدة الاخوان المسلمين مصدر الهام بل ان آية الله علي خامنئي ترجم بعض ما كتب سيد قطب من العربية الى الفارسية. وبعد حرب لبنان الثانية في 2006 بدأ الاخوان المسلمون في مصر ومرشدهم العام محمد مهدي عاكف تأييد ايران بصورة معلنة.{nl}لكن برغم هذا التاريخ توجد الآن عدة تحديات قد تجعل المصالحة السنية الشيعية مهمة متحدية. أولها ان الهبة الشعبية في سوريا قد تؤثر في العالم العربي في السنين القريبة. {nl}ومن الصحيح الى الآن ان تأييد ايران لنظام بشار الاسد لا ينحصر في ارساليات سلاح ومال فقط. ان جنودا شيعة من ايران يذبحون الآن عربا سنيين في المنطقة بين حمص وحلب، وبهذا فتحوا حساب دم مع العالم السني العربي. وفي أعقاب ذلك يصعب ان نتخيل كيف يستطيع مرسي معانقة القيادة الايرانية.{nl}والثاني انه توجد بين الاخوان المسلمين اصوات عالية تعارض كل مصالحة مع ايران. فمنذ 2008 يحذر الشيخ يوسف القرضاوي الذي يعتبر أعلى سلطة دولية للاخوان المسلمين من أن الشيعة يريدون 'غزو' الجماعات السنية بتأييد من ايران وتحويل دينها الى الاسلام الشيعي. بل انه نعت الشيعة بأنهم كفار ولمس بذلك عصبا مكشوفا للسنيين العرب.{nl}ويأتي قيد ثالث من قبل دول الخليج وعلى رأسها العربية السعودية. فعلى حسب وثائق من المحكمة الفيدرالية في الولايات المتحدة، كان منفذو العملية التي أُصيب فيها كثيرون في أبراج الخُبر في سنة 1996 سعوديين شيعة جندهم ودربهم حزب الله في لبنان. وجاءت الأوامر اليهم من مستويات رفيعة في الادارة الايرانية. {nl}وقد كشف مكتب التحقيقات الفيدرالي هذه السنة عن محاولة الحرس الثوري التعاون مع اتحاد شركات المخدرات المكسيكية لاغتيال السفير السعودي في واشنطن. أي أنه اذا كان مرسي معنيا ببناء علاقات مع ايران فقد يجد نفسه في مشكلة مع الأسرة المالكة السعودية التي توجه اليها في الفترة الاخيرة طالبا مساعدة اقتصادية. فلا سبب لأن نتفاجأ اذا استقر رأي مرسي في نهاية الامر على عدم زيارة طهران. فقد يتبين للاخوان المسلمين ان محاولة رأب الصدع بين المسلمين السنيين والشيعة أكثر تعقيدا من العناق في مكة.{nl}ــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــ{nl}سورية تغرق في حمام دم.. ذبح شعب{nl}اصدروا الينا اوامر صريحة باطلاق النار على الاولاد والنساء والشيوخ وكل من رفض التنفيذ اعدم فورا على مرأى من الآخرين{nl}بقلم:الداد باك،عن يديعوت{nl}يصعب ان نرى على وجه سعود آثار التجارب الشعورية الفظيعة التي مرت به في الايام الاخيرة. فهذا الشاب السوري الهزيل ابن الثانية والثلاثين لا يُسلم نفسه للمعاناة. نجح قبل ايام معدودة فقط بعد نوائب كثيرة ومقابل مبلغ جدي من المال في الهرب مع عائلته من بيته في دمشق المحترقة وان يصل بعد انتهاء مسار هرب طويل الى شاطىء أمان في مخيم اللاجئين دوميس، في داخل كردستان العراقية، وهو مشغول بالتنظيم الأولي وبايجاد سكن وطعام لعائلته الصغيرة التي تشتمل على زوجة وصغيرين. وما يزال لا يوجد عنده وقت للغرق في عذاب اللجوء.{nl}ان سعود وأبناء عائلته مثل سائر سكان المخيم الجدد الذين يزداد عددهم كل يوم، هم أكراد من أبناء الأقلية العرقية الكبرى في سوريا التي عانت عشرات السنين من سياسة تمييز واضطهاد وقمع من نظام البعث العربي. لكنه حينما وصلت الحرب الأهلية الى باب بيته فقط استقر رأيه على أنه حان وقت الهرب.{nl}'ان حيينا السكني في واحدة من ضواحي دمشق قد أصبح ميدان قتال بين الجيش السوري النظامي الموالي للنظام وبين الجيش الحر للمعارضة'، يقول سعود بصوت هادىء وهو يجلس على فراش في خيمة سكن لقريب جاء الى دوميس قبل اشهر.{nl}'أصبحت بيوتنا غرضا للطرفين، فقد أطلقوا النار علينا من كل جهة، ولم يستطع الاولاد النوم من شدة الخوف، انتقلنا للسكن في قبو، وأُصيبت بيوت الجيران. ودُمر المطعم الذي عملت فيه حتى الأساس وآنذاك استقر رأيي على أنه لم يعد سبب للبقاء تحت هذا الخطر على الحياة. فحزمنا شيئا من المتاع وهربنا على الأقدام الى بيت والد زوجتي الذي يسكن خارج دمشق. ومن حسن الحظ أننا وصلنا الى هناك من غير ان نُصاب، فقد أصبح البقاء على قيد الحياة مسألة حظ في سوريا. وأنت لا تعلم ألبتة من قد ينجم في طريقك فجأة أجنود أم عصابات مسلحة أم متمردون. فالجميع يشكون في الجميع والجميع قتلة'.{nl}كانت طريق سعود وأبناء عائلته مزروعة بالموت والدمار. ورتب والدا زوجته للفارين سيارة فروا بها الى مدينة القامشلي وهي عاصمة الاقليم الكردي في شمال سوريا على الحدود مع تركيا. وقد وصل مئات آلاف اللاجئين في الاسابيع الاخيرة الى هذه المدينة وهي من المدن القليلة التي لا تجري فيها معارك بين ناس الاسد وأعدائهم. فقد سيطرت قوات كردية بتشجيع من النظام المركزي كما يبدو على المناطق الكردية وهي تضمن هدوءا نسبيا. لكن سعود لاحظ على الجانب التركي للحدود القريب جدا من القامشلي قوات معززة من الجيش التركي. وقد خشي مثل كثيرين آخرين غزوا تركيا للاراضي الكردية واستقر رأيه في الاستمرار في طريقه نحو المناطق المستقلة من كردستان العراقية، فلا توجد خشية من غزو الاتراك لها. {nl}كانت بضعة آلاف من الدولارات حملها معه كافية ليرشو مهرب حدود قادهم جزءا من الطريق فقط وتركهم وحدهم على مبعدة يوم ونصف يوم سير عن الحدود. وقد وصل سعود وعائلته على نحو ما الى شاطىء الأمن في كردستان العراقية. لو أنهم بلغوا الى حدود العراق العربية مع سوريا لأعادهم الجنود على الحدود أو ألقوهم في الحبس في أحسن الحالات. ان كثيرا من الناس يختفون اليوم في طريق سوريا الغارقة في الدم.{nl}لم يُعترف بأن سعود وزوجته مواطنان سوريان قط باعتبارهما من الأقلية الكردية، وقد عاشا حياة بسيطة ولم يتدخلا في السياسة. 'في بداية التمرد على النظام كنا على يقين من أنه سينتهي بنجاح في وقت قصير'، يقول. 'قدّر الناس ان كل شيء سينتهي في شهرين أو في ثلاثة اشهر في أقصى حد. لكن ذلك استمر الى الآن نحوا من سنتين ويُقتل في كل يوم عشرات من الناس. ويصمد الاسد بفضل تأييد دول اجنبية روسيا وايران والصين ولولا ذلك لسقط. وما تزال أجزاء كبيرة من الجيش معه ايضا. وفي اللحظة التي يستجمع فيها الجيش الشجاعة ليقف الى جانب الشعب كما حدث في مصر وتونس ستحل نهاية الاسد'.{nl}أفاع وعقارب ولصوص{nl}استعد ابراهيم، وهو قريب لسعود لبقاء طويل في مخيم اللاجئين الذي يضم نحوا من 15 ألف انسان. وقد حول الجزء الأمامي من الخيمة الى ما يشبه جوسق (كشك) يعرض للبيع في الأساس زجاجات شراب بارد على سكان المخيم. ان الحرارة الفظيعة التي تسود المنطقة في هذه الايام نحوا من 50 درجة مئوية، وصوم رمضان، وقد حرص أكثر سكان المخيم هذه السنة على صومه برغم الوضع، يجعلان بيع المشروبات عملا مربحا جدا. وقد اشترى على أقساط ثلاجة من المدينة المجاورة دُهوك، وسيعيد كل دينه قريبا. 'سأكون سعيدا ان أعود للنوم في فراشي'، تنهد ابراهيم ابن الخامسة والثلاثين وقد كان ابناه يلعبان حوله بدمى بلاستيكية تلقوها هدايا من متبرعين محليين، 'لكنني أخشى ان تكون بدأت في سوريا الآن فوضى كالتي في العراق. نسمع من أقرباء خلفناهم وراءنا قصصا عن اختطافات. ولم يعد للناس مال للعيش ويحاولون البقاء بالحصول على فدية. وتوجد اعمال سطو كثيرة. ان جو مافيا يسيطر على سوريا وكلما زاد الفراغ الامني في أنحاء الدولة ازداد الوضع سوءا'.{nl}يسكن أكثر سكان دوميس في خيام منظمة صفوفا. وقد بدأ القدماء يبنون باللبن ما يشبه شققا صغيرة تحت الخيام ليحموا أنفسهم من السكان الطبيعيين للمحيط الجبلي والصحراوي من الأفاعي والعقارب على اختلاف أنواعها، ومن اللصوص بين اللاجئين ايضا. وهم يسمعون التقارير من الداخل في الأساس بواسطة شبكات التلفاز العربية. ان غير قليل من الخيام في المخيم مزودة بأطباق التقاط للاقمار الصناعية وهي منتوجات ترف لا توجد على نحو عام في مخيمات اللاجئين. والاتصال الهاتفي بسوريا ضعيف جدا فالنظام في دمشق يحرص على قطع الشبكات العاملة ليُصعب نقل المعلومات ولا سيما من قبل مجموعات المتمردين. ان قناة الاتصال المباشرة البديلة هي شبكات هاتف ملتفة عن طريق تركيا.{nl}أُنشئت بين صفوف الخيام مبان اسمنتية تُستخدم كمراحيض وحمامات عامة. وللحفاظ على الحشمة قُسم مخيم الخيام الى اثنين: سكن للعائلات وسكن للعازبين. وفي هذا الجزء تنشأ في أحيان متقاربة شجارات جماعية شهدت واحدا منها نشب بعد ان اشتكى عدد من العازبين أنهم لا يتلقون ما يكفي من الطعام قياسا بكميات الغذاء المخصصة للعائلات. وكلما مر الوقت تضعضع الامن الشخصي في المخيم وزاد عدد السرقات والهجمات. والسلطات المحلية لا تفعل شيئا، وعلى عكس مخيمات اللاجئين المغطاة اعلاميا جدا في الاردن ولبنان وتركيا، لا توجد الامم المتحدة في مخيم دوميس.{nl}لا تعترف وكالات الامم المتحدة ومنظمات دولية بأن سكان دوميس لاجئون، اعترافا رسميا لأن العراق لم يوقع على مواثيق دولية لحقوق اللاجئين وليست كردستان دولة مستقلة. وهم يحفظون بقاءهم في الأساس بفضل مساعدة السكان المحليين الذين يعطفون عطفا كبيرا على اللاجئين من سوريا. 'كنا نحن أنفسنا في وضع مشابه قبل عشرين سنة حينما هاجم صدام حسين المناطق الكردية في شمال العراق وهرب مئات الآلاف منا الى تركيا وسكنوا هناك في مخيمات لاجئين'، يقول فؤاد، وهو رجل اعمال كردي عراقي يمنح أبناء شعبه الذين يدفعون الآن ثمن الحرب الأهلية في سوريا، دعما ماليا.{nl}تأثير رمضان{nl}يصعب تقدير عدد اللاجئين السوريين الذين وجدوا ملجأ في كردستان العراقية لأن كثيرين منهم يأتون مباشرة الى بيوت أقرباء أو اصدقاء يسكنون في المدن الكبيرة. ويتم استيعاب الاكراد منهم بلا مشكلات كثيرة في المجتمع المحيط. والحكومة الكردية المستقلة ذاتيا تُمكّنهم من العمل كسبا للرزق ومن السكن ايضا خارج مخيمات اللاجئين المعدودة التي أُنشئت قرب الحدود مع سوريا. ان النمو الاقتصادي المدهش لكردستان العراقية الذي هو نتيجة الهدوء والامن اللذين يسودان مناطق الحكم الذاتي، يُنشىء ما يكفي من اماكن العمل الرخيصة للاجئين الكثيرين. في هذا الاسبوع مع انقضاء شهر رمضان، أُغرقت المدن الرئيسة من كردستان العراقية بعشرات آلاف السياح الذين جاءوا من سائر المناطق غير الآمنة في العراق العربية للاحتفال بعيد الفطر. وقد امتلأت الفنادق والمطاعم والحوانيت ومراكز الشراء الحديثة في مدن كردستان بمرة واحدة ونشأت حاجة عاجلة الى نادلين وموظفي استقبال وباعة يتحدثون العربية.{nl}وهكذا وجد علاء، ابن الثالثة والعشرين، عملا في فندق في عاصمة اقليم كردستان، اربيل. جاء الى كردستان من دمشق وحده قبل ايام معدودة واستقر رأيه على ألا يتأخر في مخيم اللاجئين. وقد حصل علاء بخلاف كثيرين من اصدقائه الاكراد على مواطنة سورية كاملة ولهذا أُلزم ان يُجند للخدمة النظامية في صفوف الجيش السوري. ووُضع في مدينة درعا، وهي ميدان المعارك الدامية في جنوب الدولة. وهو لن ينسى أبدا ما جربه هناك إذ كان جنديا منذ بدأ القتال.{nl}'أصدروا إلينا أوامر صريحة باطلاق النار على المواطنين من الاولاد والنساء والشيوخ'، يقول. 'وكل من رفض الاستجابة للامر العسكري أُعدم فورا على مرأى من الآخرين. فلم يبق لنا مفر. ان معاملة الضباط للجنود الاكراد أصلا فظيعة مخيفة. وكان جزء من السلاح الذي أُعطي لنا بعد نشوب التمرد الشعبي من انتاج الصين. ان الروح المعنوية بين الجنود متدنية جدا، وشروط الخدمة العسكرية سيئة جدا. وسمعت هذا ايضا من رفاق آخرين انشقوا عن الجيش لكن أكثر الجنود في جيش النظام ما يزالون من السنيين. حينما انتهت فترة خدمتي العسكرية بعد سنة ونصف وأبلغوني انه أُطيلت الخدمة النظامية للجنود بسبب الأحداث استقر رأيي على الانشقاق'.{nl}برغم أن لعلاء عائلة في تركيا، استقر رأيه على الهرب الى العراق. 'أنا لا أحب الاتراك وهم لا يحبوننا'، يقول. 'الحياة هنا أفضل. فنحن الاكراد يهتم بعضنا ببعض. وقد رتب لي معارف من دمشق العمل في فندق'.{nl}'كانت دمشق في الماضي مدينة رائعة'، يقول يوسف، وهو من سكان العاصمة وهو منشق عن الجيش السوري ايضا. 'عاش ناس من طوائف وديانات مختلفة فيها معا دون أي توتر. وقد تغير الوضع اليوم تغيرا شديدا. فأبناء الطوائف المختلفة ينطوون على أنفسهم ويوجد الكثير من الارتياب في الجو، وفوق ذلك الكراهية. ان النظام يعرض نفسه في الحقيقة على أنه يحارب من اجل مستقبل سوريا، الاسلاميين المتطرفين الذين يحاولون السيطرة على الدولة، لكنه في واقع الامر يلقي النزاع بين الطوائف المختلفة آملا ان يُطيل بذلك ايام حكمه'.{nl}كان يوسف منتسبا الى وحدة استخبارية سورية. وقد تعلم العبرية وتابع الاذاعة في المذياع والتلفاز من اسرائيل. وكانت مهمته الرئيسة هو وزملاؤه متابعة التقارير المتعلقة بالوضع في سوريا. 'أدهشنا أنه تبين لنا ان الاسرائيليين يخافون جدا مما يحدث عندنا'، يقول. 'كنا على ثقة من ان ضعف سوريا الداخلي سيُفرحهم ويخدم مصالحهم'.{nl}جاء جولار، ابن الثلاثين، الى اربيل من سوريا قبل نحو من اربعة اشهر. واستقر رأيه بعد مدة على ان يُجند لواحد من معسكرات التدريب التي انشأتها حكومة كردستان لاعداد القوة العسكرية التي تحمي المناطق الكردية في سوريا في اليوم الذي يلي سقوط الاسد. ان فرض العمل هو ان المعركة الحقيقية على صوغ وجه سوريا المستقبلي ستبدأ آنذاك فقط وأن ذلك سيصاحبه سفك دماء أفظع مما يجري اليوم على الدولة.{nl}'انشأت الحكومة الكردية قرب الحدود مع سوريا معسكري تدريب على الأقل'، يقول جولار. 'يوجد هناك بضع مئات من المقاتلين. كان في معسكري حوالي 650 شخصا. وقد دربنا ناس قدماء من البشمارغا. عملت هذه المعسكرات في البداية في سرية مطلقة لكن قبل بضعة اسابيع وفي لقاء في التلفاز كشف رئيس كردستان الحرة، مسعود برزاني، عن وجودها'. واستقر رأي جولار بعد زمن قصير على ترك معسكر التدريب. 'لم أستطع تحمل الجو هناك. فلم يكن واضحا من هو المسؤول وما هي أهداف التدريب وما هي خطة العمل، ولم يعطونا رواتب ألبتة. أنا لا أريد حربا ولا معارك ولا سلاحا'، يقول معلنا ويتحدث عن ان متطوعين كثيرين آخرين تركوا المعسكر هم ايضا.{nl}شارع سريع الى القاعدة{nl}يوجد تناقض كبير بين الصور وشهادات الفظاعة التي تأتي كل يوم من ميادين القتال في سوريا والهدوء المطلق الذي يسود المنطقة الحدودية بين سوريا والعراق ولا سيما في جزئها الشمالي، الكردي. ان حكومتي العراق الاتحادية التي مقرها بغداد، والكردية التي مركزها اربيل تبذلان أقصى ما تستطيعان للحفاظ على هذا الهدوء، وتمنع الشرطة وحرس الحدود دخول الاجانب بصورة مطلقة تقريبا ولا سيما الصحفيين الى المنطقة الحدودية بحواجز تُنصب في الطرق الرئيسة وبتشديد التفتيش. وتُستعمل في داخل مخيمات اللاجئين ايضا سياسة شديدة الصرامة: فالصور والمقابلات الصحفية مع اللاجئين ممكنة بعد الحصول على إذن خاص فقط من السلطات المحلية ولا يُعطى هذا الاذن بسهولة.{nl}تنبع الحساسية الشديدة بما يجري في المنطقة الحدودية من سببين أولهما تحول الحدود الى قناة تدفق لرجال القاعدة من العراق الى سوريا لمساعدة قوات المعارضة ولا سيما 'جيش التحرير' الذي يسيطر عليه 'الاخوان المسلمون' السنيون. والاكراد والشيعة في العراق معنيون بمنع هذا، كل فريق لاسبابه. اذا نشأت في سوريا دولة اسلامية متطرفة بالهام من القاعدة فسيكون لذلك كثير مما يقلق الشيعة والاكراد، ولهذا يفضلون وقف النشطاء وعلاجهم قبل ان يجتازوا الحدود الى سوريا.{nl}والسبب الثاني هو الرغبة في مضاءلة تدفق اللاجئين الاكراد الكثيرين على العراق بسبب التوازن السكاني اللطيف في الدولة المتعددة الطوائف. {nl}ان الشيعة والسنيين في العراق يخشون ان يقوى السكان الاكراد في بلادهم ويخشون زيادة قوة الشمال المحكوم ذاتيا في تقرير مستقبل الدولة التي تواجه هي ايضا الانقسام والانحلال. هذا الى ان سيطرة مجموعات كردية على مناطق الاكراد في سوريا تزيد في الأمل أو في الخوف وهذا متعلق بمن تتحدثون اليه من نشوء دولة كردية كبيرة تغير قواعد اللعب الاقليمية.{nl}دُعيت في ساعة متأخرة من الليل الى لقاء مع عدد من نشطاء المعارضة الاكراد السوريين تم في بيت خاص للاجيء قديم جاء الى العراق قبل سنين. وتستمر هذه اللقاءات المخصصة للتباحث في مستقبل سوريا، حتى ساعات الصباح ويصاحبها تدخين كثيف. ان الاكراد السوريين بخلاف اخوانهم العراقيين بعيدون عن الورع الديني. وهم فيما بين أنفسهم يسخرون من 'سكان الجبال البسطاء الذين يوجدون لأنفسهم تقاليد اسلامية لم يسمع أحد عنها ولم تنزل فيها كلمة واحدة في القرآن'. {nl}وهذا ما يجعل الاكراد السوريين ايضا يتابعون بقلق سيطرة حركة 'الاخوان المسلمين' بتشجيع من تركيا وقطر والسعودية والولايات المتحدة على 'جيش التحرير السوري' و'المجلس السوري الوطني' الممثلين المعترف بهما لمعارضة النظام السوري.{nl}يقول لي أحد النشطاء الاكراد: 'كنا مُهملين. ففي اطار سياسة فرض الثقافة العربية التي استعملها نظام البعث عشرات السنين محاولا محو هويتنا القومية، بُنيت في اماكن سكننا مدارس وبعد ذلك أُرسلنا الى الجامعات. حصلنا على ثقافة واسعة وفُتحت لنا عوالم اخرى وبقينا مخلصين لهويتنا الكردية. ونحن الآن ننوي ان نحصد ثمار التغيير السياسي في سوريا. لم نكن قط أقرب من الآن من نيل حقوق مساوية والاعتراف بنا أننا شعب'.{nl}ينوي الاكراد بكونهم أكبر أقلية قومية في سوريا ان يؤدوا دورا مركزيا في تشكيل صورة الدولة بعد سقوط نظام الاسد. يراوح عدد الاكراد في سوريا بحسب تقديرات مختلفة بين 2.5 3 ملايين نسمة، يشكلون 12 15 في المائة من اجمالي السكان السوريين. وقد حظر النظام المركزي في دمشق ولا سيما تحت حكم حزب البعث القومي العربي، حظر على الاكراد الحديث بلغتهم على الملأ، وألزمهم أن يُسموا بأسماء عربية ومنعهم من اقامة تقاليد دينية وثقافية خاصة بهم وسلب كثيرين منهم المواطنة. ويعيش حتى اليوم في سوريا نحو من نصف مليون كردي بلا جنسية لا يستطيعون الخروج من الدولة.{nl}مذبحة في ملعب كرة القدم{nl}يفخر الاكراد السوريون بأنهم اول من رفعوا راية التمرد على نظام بشار الاسد. وقد بدأ ذلك قبل عشر سنين حينما كان الاسد الابن ما يزال رئيسا جديدا. فقد أجرت مجموعة من النشطاء الاكراد في دمشق مظاهرة هي الاولى من نوعها تأييدا للديمقراطية وتساوي الحقوق بين السوريين جميعا. واعتُقل منظمو المظاهرة بعد ذلك وأُلقوا في الحبس وعُذبوا تعذيبا شديدا وبعد ان تم الافراج عنهم اضطروا الى مغادرة الحدود السورية. وجاء ما تلا ذلك في سنة 2004 حينما تحولت لعبة كرة قدم بين منتخب كردي وآخر عربي في القامشلي الى شجار عنيف ذبحت فيه قوات الامن السورية المشجعين الاكراد. وقُتل عشرات الاشخاص وجُرح مئات وبعد ذلك زاد النظام السوري في اضطهاد الاكراد. والآن وقد أصبح تمردهم حركة شعبية أوسع، يحسب الاكراد خطواتهم في حذر كي لا يُفسدوا الاحتمالات التي تُفتح أمامهم.{nl}'الوضع في سوريا يختلف جدا عنه في العراق'، يقول واحد من كبار مسؤولي الحركة الديمقراطية الكردية. 'فالتركيب العرقي أكثر تعقيدا ولهذا فاحتمال حل اتحادي مع حكم ذاتي واسع للاكراد ليس واقعيا كثيرا. والى اليوم يعارض السنيون في حركة معارضة النظام الغاء تعريف سوريا بأنها 'جمهورية عربية' وهو شيء نُصر عليه. لكن برغم جميع المشكلات التي ما زالت تواجه سوريا وتواجهنا، أصبحنا أقرب من أي وقت مضى من احراز حقوق كاملة، سيستغرق هذا زمنا آخر وستغرق سوريا أكثر في حمام دم'.{nl}يُقدر المسؤول الكردي الكبير ان العلويين لن يتخلوا عن السلطة بسهولة. 'لن يوافقوا على انشاء دولة مركزية لا يحظون فيها بجزء كبير من كعكة السلطة المحلية'، يقول. 'اذا خسروا السيطرة على المدن المركزية دمشق وحلب وحمص فسيحاولون انشاء دولة علوية مستقلة في منطقة الساحل شمالي سوريا. ونحن نُقدر ان هذا هو سبب القتال الشديد في مراكز الاقتصاد السني هناك. {nl}ان العلويين يقومون الآن بذبح شعب وبتطهير عرقي يرمي الى تدمير جميع المراكز التجارية والسكنية السنية لضمان تفوق الدولة العلوية المستقبلية. وقد وجدت دولة كهذه في مطلع القرن الماضي ويستطيع العلويون انشاءها من جديد. من الممكن جدا ان سوريا تواجه الانحلال الى دول طائفية صغيرة أو الى محابس. وهذا الامكان قد يخدم السياسة الامريكية ويعزز مكانة اسرائيل وأمنها. لكن هذا الحل قد يؤثر في صورة الشرق الاوسط كله فالعراق ولبنان وتركيا ايضا قد تنحل هي ايضا.{nl}ما زلنا نؤمن بأن انشاء دولة ديمقراطية في سوريا تقوم على مبدأ اتحادي ما يُلبي مطامح الأقليات المختلفة في الدولة الى تقرير المصير، أفضل. لكننا نُعد أنفسنا ايضا لتطورات اخرى تجر رسما جديدا للحدود في المنطقة'.{nl}ـــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــ<hr>إضغط هنا لتحميل الملف المرفق كاملاً (http://192.168.0.105/archive02/attachments/DocsFolders/08-2012/اسرائيلي-148.doc)