Haneen
2012-08-26, 09:42 AM
أقلام وآراء حماس (144){nl} المعذبون عند المعبر{nl} فلسطين الآن فهمي هويدي{nl} ثـوار أم إرهابيـون؟!{nl} فلسطين الآن ياسر الزعاترة{nl} عاشق البندقية{nl} فلسطين أون لاين أ.د. عبد الخالق العف{nl} الحكم عقد مؤقت{nl} فلسطين أون لاين أ.د. يوسف رزقة{nl}المعذبون عند المعبر{nl}فلسطين الآن،،، فهمي هويدي{nl}حين تلقت عائلة "الحتو" في غزة نبأ وفاة ابنها فادي في ماليزيا، سافر الأب والأم وشقيق له إلى هناك، لكي يصحبوا جثته ويدفنوه في تراب بلده. {nl}تكلفت الرحلة 16 ألف دولار، قيمة السفر بالطائرة والإقامة وتحنيط الجثة قبل نقلها من كوالالمبور إلى القاهرة للوصول إلى القطاع. {nl}بعدما أتموا كل الإجراءات رفضت السفارة المصرية أن تعطيهم تأشيرة دخول للجثة. لأن قراراً كان قد صدر وقتذاك بمنع الفلسطينيين من دخول مطار القاهرة وإغلاق معبر رفح، ضمن الإجراءات التي اتخذت عقب قتل الستة عشر جندياً وضابطاً مصرياً في رفح. {nl}انتظرت الأسرة يومين وثلاثة وأربعة على أمل أن يسمح لهم بالمرور من القاهرة، وظلت الجثة المحنطة محفوظة في إحدى الثلاجات، وحين يئسوا من تحقيق مرادهم قرروا أن يدفنوا ابنهم البالغ من العمر 22 عاما في ماليزيا، {nl}وبعد أيام قليلة سمح لهم بالعودة إلى القاهرة لكي يواصلوا رحلتهم إلى غزة. لكن تلك لم تكن نهاية عذاباتهم، لأن الابن احتجز في المطار لمدة أربعة أيام، في حين سمح للأبوين بمواصلة السفر براً إلى غزة عن طريق معبر رفح.{nl}لم يجد الأب والأم تفسيراً لمنعهما من دفن ابنهما في غزة، ولم يفهما لماذا احتجز الابن في مطار القاهرة. لكنهما اعتبرا أن ما صادفاه كان حلقة في مسلسل العذاب المفروض على الفلسطينيين، الذي كانت "النكبة" بدايته، أما نهايته فهي مفتوحة إلى أجل لا يعلمه إلا الله. {nl}أما تساؤلاتهما فلم ينتظراً لها جواباً، لكنهما ضماها إلى آلاف أسئلة المصير الحائرة التي تملأ الفضاء الفلسطيني، كأنما كتب على الفلسطيني أن يقضي حياته أسير ثلاثية التشرد والعذاب والحيرة.{nl}ما أصاب عائلة الحتو لم يكن حادثاً استثنائياً، ولكنه نموذج لمعاناة الفلسطينيين الذين شاء حظهم أن يتكدسوا في القطاع، وأصبح معبر رفح أحد مصادر تعاستهم. {nl}ذلك أنهم فهموا لماذا صاروا لاجئين ولماذا يحاصرهم الإسرائيليون ولماذا هم تحت الاحتلال، لكنهم لم يفهموا سياسة مصر إزاء القطاع، سواء في الظروف العادية أو الاستثنائية.{nl}بعد قتل الجنود والضابط المصريين في رفح أغلقت (إسرائيل) معبر كرم أبو سالم الذي يفترض أن تمر منه البضائع لمدة 24 ساعة فقط، ثم أعادت فتحه. {nl}وتفهم المسؤولون في غزة قرار السلطات المصرية إغلاق معبر رفح لاستيعاب الحدث وملاحقة الجناة. {nl}وقيل لهم وقتذاك إن المعبر سيغلق لمدة ٤٨ ساعة فقط. رغم أنهم لم يفهموا سبب منع الفلسطينيين القادمين عبر مطار القاهرة من دخول البلاد، وإلزامهم بالعودة على الطائرات التي حملتهم إلى البلدان التي جاءوا منها. {nl}وكان بوسع السلطات المصرية أن تسمح لهم بالبقاء في القاهرة لعدة أيام إلى حين فتح المعبر، بدلا من إعادة تسفيرهم إلى الخارج.{nl}الـ48 ساعة استمرت خمسة أيام، تكدس خلالها المعتمرون الفلسطينيون في المطارات السعودية، ومنع المرضى من العلاج خارج القطاع، وتعطلت مصالح آلاف العاملين والدارسين الذين لهم ارتباطاتهم بالخارج، {nl}ولم يفهم أحد لماذا تقرر بعد ذلك فتح المعبر من جانب واحد، بحيث يسمح بالدخول إلى القطاع دون الخروج منه. إلا أن العذاب تكرر مع دخول العيد، حيث أغلق المعبر تماما، ولم يعد يسمح لأحد لا بالدخول إليه أو الخروج منه، الأمر الذي أربك الجميع وأهدر مصالح ألوف البشر. وبعد انتهاء عطلة العيد، التي لم يغلق خلالها أي معبر جوي أو بري آخر على الحدود المصرية، أعلن مرة أخرى أن المعبر سيفتح من جانب واحد، بحيث يسمح بالدخول إلى القطاع ويغلق الأبواب في وجوه أصحاب المصالح الذين يريدون الخروج منه.{nl}المحير في الأمر أن التحقيقات والتحريات الجارية لم تثبت أن لغزة علاقة بما جرى في رفح. بمعنى أنه لم يكن هناك مبرر لاتخاذ إجراءات العقاب الجماعي بحق أهالي القطاع. {nl}وتتضاعف الحيرة حين تلتزم السلطات المصرية بالصمت إزاء هذه المسألة. ورغم أن ثمة اتصالات يومية بين الطرفين الفلسطيني والمصري، إلا أن المسؤولين في غزة لم يتلقوا أي إيضاح أو تفسير يبرر تلك الإجراءات.{nl}لقد توقعنا أن موقف مصر تجاه قطاع غزة بعد الثورة سوف يختلف عما كان عليه في عهد مبارك (كنز إسرائيل الاستراتيجي). وهذا التصور تحول إلى يقين حين تولى الدكتور محمد مرسي رئاسة الجمهورية واستقبل في مكتبه رئيس حكومة غزة السيد إسماعيل هنية، ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس السيد خالد مشعل. {nl}وبعدما تردد عن تفاهمات تمت وصفحة جديدة من الثقة وإحسان الظن فتحت، أصبحنا شبه متأكدين من أن مشكلة معبر رفح بسبيلها إلى الحل، على الأقل من حيث إنه لن يظل مصدرا لتعذيب الفلسطينيين أو إذلالهم. {nl}لكن هذا الذي يحدث على الأرض يكاد يغير الصورة تماما، من حيث إنه يثير الشكوك حول صدقية ما قيل عن التفاهمات والصفحة الجديدة مع السلطة في مصر. ذلك أنه يعطي انطباعا بأن العقلية التي كانت تدير المعبر في عهد مبارك، هي ذاتها التي تديره الآن.{nl}لا أعرف ما إذا كان الرئيس مرسي الذي استقبل هنية ومشعل، على علم بما حدث عند المعبر أم لا. لكنني لا أتردد في القول بأنه إذا لم يكن يعلم فتلك خطيئة، أما إذا كان يعلم فإن الخطيئة تغدو أكبر وأعظم.{nl}ثـوار أم إرهابيـون؟!{nl}فلسطين الآن،،، ياسر الزعاترة{nl}بعد شهور طويلة جدا من التركيز على الإجرام الذي مارسه ويمارسه جيش بشار الأسد، وجحافل الشبيحة الذي يعملون إلى جانبه، تشيع في الصحافة ووسائل الإعلام العالمية أجواء هجمة كبيرة، وأقله تركيز لافت للنظر على أخطاء الثوار بسبب ما يعتقد أنها انتهاكات يرتكبونها ضد المدنيين، وضد من يقعون في أيديهم من عناصر الجيش والشبيحة.{nl}أليس من المعيب والظالم على سبيل المثال أن تضع وكالة أنباء شهيرة انتهاكات النظام وانتهاكات الثوار على قدم المساواة في سياق تغطيتها لتقرير حقوقي دولي رغم تفريقه بينهما من حيث الحجم؟! وعموما فإن ما سُجل عمليا ضد الثوار لا يعدو أن يكون نقطة في بحر ما ارتكبه النظام وشبيحته من مجازر وانتهاكات.{nl}ولو تتبعنا ما تحدثت عنه وسائل الإعلام لوجدنا أن الأمر لا يتجاوز مجموعة من الحوادث التي لا تغير في حقيقة المشهد الذي يتبدى أمام أعين الناس، ممثلا في ثورة تواجه أعتى أنواع الإجرام بشتى الأسلحة، بما فيها الدبابات والمدافع والصواريخ والطائرات.{nl}ما تنساه تلك الوكالات والفضائيات ولا تتحدث عنه إلا لماما هو وجود عشرات الآلاف من المعتقلين في سجون النظام لا يعرف أحد ما يتعرضون له من تنكيل، لا سيما أن أحدا منهم لم يعد يخرج من تلك السجون منذ شهور، ربما كي لا يعرف الناس ما يجري داخلها من انتهاكات بشعة لحقوق الإنسان. {nl}وقد وصل الحال بالصهاينة أن يقولوا للمعتقلين الفلسطينيين بحسب ما نقل الشيخ رائد صلاح عنهم، إنهم سيرسلونهم أسبوعا لسجون بشار كي يدركوا أية نعمة يتقلبون فيها في السجون الإسرائيلية!!{nl}ليس ثمة حرب في الدنيا لا تنطوي على انتهاكات لحقوق الإنسان. فكيف ونحن نعلم أن بعض المقاتلين قد خسروا أهلا وأحبة.{nl}وفيما يبدو المشهد من طرف النظام واضحا لا لبس فيه من حيث القتل اليومي والمجازر، فإن الأمر في جبهة الثوار لا يتعدى بعض الانتهاكات التي تصدر عن حفنة منهم هنا وهناك، فيما تدينها أوساط الثورة وتحذر منها بشكل دائم. وقد اضطر الجيش الحر إلى إصدار ميثاق شرف يرفض فيه أية انتهاكات بحق المدنيين، أو ضد المقاتلين من الطرف الآخر في حال وقعوا في الأسر.{nl}واللافت هنا أن جهات كثيرة باتت حريصة على تشويه صورة الثورة غير تلك التي يعرفها الناس ممثلة في النظام المجرم وجحافل الشبيحة الذين يدافعون عنه في الداخل والخارج، وهي جهات لها حضورها في الإعلام العربي وفي بعض الأوساط السياسية، بل إن أناسا يحسبون أنفسهم على الثورة باتوا يركزون على تلك الانتهاكات بشكل لافت كما هو حال هيثم مناع ومن يدورون في فلكه ممن يسمون أنفسهم معارضة الداخل، فيما يعلم الجميع أنهم أكثر من هامشيين، وهؤلاء يصفون حساباتهم مع الإسلاميين أكثر من أي شيء آخر.{nl}الطرف الصهيوني بأذرعه الإعلامية بات حاضرا في سياق التركيز على المقاتلين الإسلاميين ونسبتهم جميعا للقاعدة، وذلك من أجل دفع الجميع إلى التحفظ على الثورة، وإطالة أمد النزاع وصولا إلى تدمير البلد وإشغاله بنفسه لعقود قادمة.{nl}لا أحد ينكر الانتهاكات التي حدثت، والتي أستنكرها الجيش الحر ودوائر المعارضة، لكن ذلك شيء والاتهام التعميمي شيء آخر. بل إن نسبة تلك الانتهاكات للمقاتلين الإسلاميين القادمين من الخارج ينطوي على ظلم أيضا، فهؤلاء يتوزعون على أطياف شتى وغالبيتهم الساحقة تلتزم أخلاقيات الحرب وتنسق مع الجيش الحر، ودليل ذلك أن نمط العمليات الانتحارية لا يكاد يكون موجودا لما ينطوي عليه من إمكانية أن تتسبب في قتل بعض الأبرياء.{nl}كل ذلك لا يغير في حقيقة أننا ندعو الجميع إلى التزام أخلاقيات الحرب، لا سيما أن قضايا من هذا النوع لا تؤخذ بمنطق الثأر الشخصي والقبلي، وإنما تؤخذ بمنطق المصالح والمفاسد، فضلا عن الأهمية القصوى لكسب قلوب الناس الذين يشكلون الحاضنة الشعبية للثورة، فيما نعلم أن هناك من يسعى لدفع الناس إلى اليأس والانفضاض من حول الثوار بدعوى الخوف من المقاتلين الأجانب. {nl}عاشق البندقية{nl}فلسطين أون لاين،،، أ.د. عبد الخالق العف{nl}تشرفت بحضوره في القلب رمزاً للمقاوم الفذ، ومشاهدته بالعين والروح عملاً سينمائياً درامياً يوثق حياة القائد القسامي الشهيد عوض سلمي وبطولاته العسكرية، كما يسجل مرحلة نضالية مهمة من تاريخ جهاد شعب فلسطين، سطرها بوعيه وثقافته وأدبه وتجربته القائد المفكر الأديب الدكتور محمود الزهار, فقدم للسينما الفلسطينية قصة درامية حوارية في شكل سيناريو متقن، يدل على امتلاكه لهذه التقنية المعاصرة أحداثاً وأزمنة وأمكنة وشخصيات وتحولات درامية وسردية متماسكة في بنائها العضوي ، فتحققت بطولة الزمان والمكان والإنسان في هذه الملحمة البطولية الرائعة .{nl}هذه المشهدية السينمائية الفريدة ألبسها المخرج الفلسطيني المبدع عوض أبو الخير رداء الدراما الموشى بكل عناصر الإبداع السينمائي والإمتاع البصري والسمعي والنفسي , وقد أجاد هذا المخرج المتألق استخدام الصورة والبيئة الفلسطينية الريفية الدافئة وأتقن الانتقال بسلاسة وانسيابية بين الأحداث في حبكة فنية جعلت الفيلم عملاً سينمائياً متماسكاً لا يشعر المشاهد بالملل, وقد أضفى الفنان الفلسطيني العالمي وليد الهشيم حليةً موسيقيةً زادت مساحة التأثير الانفعالي والاندماج النفسي مع الأحداث والمشاهد ذات البعد الحركي العنيف أو البعد الهادئ الإنساني, وقد وفق الهشيم في اختيار إيقاعات ومؤثرات صوتية تلائم المواقف المختلفة وتستدعي الأغاني التراثية الشعبية الفلسطينية القارة في الذاكرة الوطنية .{nl}المصورون قدموا لنا حداً معقولاً من جودة الصورة بما أتيح لهم من إمكانيات وتجهيزات وقد برعوا في بعض المشاهد مع جماليات المونتاج الإيحائي مثل مشهد الحلم ومشهد مفترق الطرق .{nl}هندسة الصوت جيدة وكان هناك توافقاً هارمونياً وانسجاماً صوتياً في الانتقال بين المشاهد دون نشاز أو تغيير في مستوى الصوت .{nl}الماكياج والملابس جيدة وتلائم البيئة الفلسطينية الريفية أو الحضرية في تلك الفترة التاريخية .{nl}أما الإضاءة فقد تميزت في بعض مشاهد الغروب والمشاهد الليلية وتوافقت بعض الإسقاطات الضوئية مع مشاهد السجن والتعذيب وبعض المشاهد الداخلية.{nl}الممثلون جيدون رغم قلة الخبرة وضعف الإمكانات لدى بعضهم ، لكن الأداء الصادق والانفعال الحقيقي والتلقائية قد غطى على قدرات التجسيد والتشخيص والتقمص التي تحتاج إلى دراسة وتدريب وقد أجاد بطل الفيلم "محمد أبو كويك" تجسيد دور عوض في بعض المشاهد وكان متكلفاً في مشاهد أخرى لحداثة خبرته في التمثيل, وأنا أتوقع له مستقبلاً جيداً, أداء الممثلين الكبار أصحاب الخبرة جيد ومقنع وقد أدهشني أداء الأم في مشهد ولادة ابنة عوض ثم إشاعة خبر استشهاده وذرفت من عيني الدموع .{nl}الإشراف العام وإدارة الإنتاج من قبل الأستاذ سعد اكريم فيه كثير من الجهد والتميز ، ولكن نتيجة الظروف الأمنية والاقتصادية والسياسية والحصار فقد تأخر إنتاج الفيلم قليلاً ونأمل في التجارب السينمائية القادمة أن نستثمر الوقت بشكل أفضل وأكثر دقة, خاصة وأن الأستاذ سعد قد امتلك خبرة سينمائية ولديه رؤية في الإخراج والتمثيل بالإضافة إلى خلفيته الشرعية .{nl}إنها خطوة أخرى مباركة بعد فيلم عماد عقل الذي سبق بالطبع بتجارب سينمائية درامية وتسجيلية فلسطينية جيدة ، وهي لبنة أخرى في صرح صناعة السينما الفلسطينية بحسبانها شكلاً فنياً مقاوماً يعزز صمود شعبنا وتضحياته في سبيل الاستقلال والحرية والكرامة والنصر .{nl}وأخيراً فإن الإنتاج السينمائي يحتاج إلى دعم كبير على المستوى الرسمي والمؤسساتي والشعبي كما يحتاج إلى حملات توعية ثقافية بأهميته وجدواه في جهاد شعبنا ومعاركه النضالية ضد المحتل الذي يخوض ضدنا حرباً إعلامية وفنية وثقافية إضافة إلى حروبه العسكرية المتواصلة , فمزيداً من العطاء والإبداع والتميز وشكراً لكل جهد وحبة عرق سالت على جبين المبدعين من أسرة هذا الفيلم الجميل .{nl}الحكم عقد مؤقت{nl}فلسطين أون لاين،،، أ.د. يوسف رزقة{nl}الحكم عقد بين الحاكم والمحكومين. ولكل طرف منهما الحق في فسخ العقد ولاسيما حين تختل شروط العقد. والأمة بلغة الفقهاء، والشعب بلغة السياسيين هو مصدر السلطات، ولا يجوز للحاكم أن يتفرد بالحكم ويلغي دور الأمة، وحين يفعل هذا يتحول بالحكم إلى الاستبداد ويسقط العقد بينهما حكمًا، حتى وإن خنع الشعب بسبب الخوف، فكيف بالعقد ومصيره إذا ثار الشعب وطالب باسترداد سلطته وفسخ عقده مع الحاكم؟!{nl}الشعب دائم، والحاكم زائل، وليس للزائل والمؤقت أن يتحكم بالدائم المستمر، هذا إن أحسن الحاكم في حكمه وولايته، فكيف به إن أساء وظلم واستبد؟! وليس في الديمقراطية وراثة، ولا ولاية عهد، ولا أسر حاكمة، ولا يتضمن عقد الحكم الديمقراطي المعاصر شيئًا من هذه العناصر الفاسدة، كما لا يتضمن صمت الشعب وسكوته على الظلم والاستبداد. ومن ثمَّ كانت الدساتير منظمة للسلطات، ومنظمة للعلاقات بين الحاكم والمحكومين، ومفصلة لما أجمله العقد بينهما.{nl}في البلاد التي استقرت ديمقراطيًا، وتعودت على احترام دستورها، مواقيت محددة بأربع سنوات غالبًا لإعادة النظر في عقدها مع الحاكم، هل تنقضه، أم تمنحه فرصة جديدة، لمدة زمنية مؤقتة معلومة للطرفين؟! في هذه البلاد يمكننا الحديث عن الديمقراطية، أو عن الشورى، أو عن أنظمة سياسية مستقرة تحفظ للأمة وللشعب صلاحياتها.{nl}في بلاد العالم الثالث، أو قل في جلها، بما فيها البلاد العربية لأن التعميم خطأ، لا توجد ديمقراطية حقيقية مستقرة، وغالباً ما يستبد الحاكم بالأمة، ويسلبها صلاحياتها، ويسخِّرها لطاعته رهبًا ورغبًا، ويجعل البلاد ميراثًا لأسرته وعائلته وطائفته أحيانًا، ليجعل منهم أدوات حكمه واستبداده، وإخضاع الأمة لإرادته.{nl}في البلاد المستقرة ديمقراطيًا يأتي التغيير مزمونًا بمواقيت معلومة، وبآليات سلمية جوهرها الانتخابات وصندوق الاقتراع والمنافسة الحزبية، التي تتحنن إلى الأمة وتستعطفها، وتستجلب ثقتها بكل لغة ممكنة.{nl}وفي البلاد الأخرى حيث الديمقراطية الشكلية لا يأتي التغيير إلا من خلال الثورات الشعبية، وفسخ العقد مع الحاكم وأسرته بقوة السلام والمظاهرات، وعندها يصدر الحاكم أوامره إلى الجيش وقوى الأمن لقتل المتظاهرين، والتنكيل بالشعب وبالثائرين، وما حدث في ليبيا كان من هذا النوع، ومما يحدث الآن في سوريا هو أيضًا من هذا النوع.{nl}في الحالة الأولى تكون مسئولية المجتمع الدولي المراقبة فقط، وتقديم تقارير إعلامية عن شفافية التغيير ودقته، وفي الحالة الثانية لا تجدي المراقبة ولا التقارير، أمام الدماء النازفة والأشلاء الممزقة، والبيوت المهدمة. والمجتمع الدولي يتحمل مسئولية استخدام الجيش لآلته الحربية ضد الشعب، وهي مسئولية لا تقل في أوزارها عن مسئولية الحاكم المستبد أيضًا. إن بشار الأسد مسئول عن جرائمه ضد شعبه، وإن المجتمع الدولي ومنظماته مسئول عن هذه الجرائم، لأنه لم يقم بواجباته لحماية حقوق المدنيين، ويقف موقف المتفرج أو الشامت، أو موقف العنصري الذي يميز بين الدماء وبين الشعوب على قاعدة من اللون والجنس والدين.<hr>إضغط هنا لتحميل الملف المرفق كاملاً (http://192.168.0.105/archive02/attachments/DocsFolders/08-2012/حماس-144.doc)