المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أقلام وآراء عربي 176



Haneen
2012-08-07, 09:43 AM
أقـــــلام وأراء عربي 176{nl}في هذا الملف:{nl}اتهام الاخوان للموساد{nl}رأي القدس العربي{nl}مصر وإسرائيل .. ' رسائل الكتمان '{nl}بقلم:حكيم بالطيفة عن القدس العربي{nl}حلول غير تقليدية لمشكلات مزمنة{nl}بقلم: د. مصطفى الفقى عن الأهرام{nl}عن تسميم عرفات{nl}بقلم:فهمي هويدي عن الشروق المصرية{nl}رائحة* ‬الموساد{nl}بقلم:رشيد ولد بو سيافة عن الشروق الجزائرية{nl}سيناء* ‬والاحتمالات* ‬الصعبة ..... مهم{nl}بقلم:صالح عوض عن الشروق الجزائرية{nl}لماذا توارى «حجاب» وراء حجاب في عّمان؟{nl}بقلم: ماهر ابو طير عن الدستور الأردنية{nl}عاجل : انشقاق بشار الأسد !{nl}بقلم: ياسر الزعاترة عن الدستور الأردنية{nl}المشروع الغائب في الحكومة المصرية الجديدة{nl}بقلم:فهمي هويدي عن السفير{nl}إسرائيل ومخطط تهويد الأقصى{nl}رأي البيان الإماراتية{nl}اتهام الاخوان للموساد{nl}رأي القدس العربي{nl}ان تتهم حركة الاخوان المسلمين في بيان رسمي لها نشرته على موقعها الالكتروني، جهاز الامن الخارجي الاسرائيلي (موساد) بالوقوف خلف الهجوم الذي استهدف نقطة لحرس الحدود في سيناء قرب معبر رفح مساء امس الاول، واسفر عن استشهاد 16 من افراد حرس الحدود المصريين، فهذا الاتهام ينطوي على وجهة نظر يجب ان توضع بعين الاعتبار في محاولة فهم هذا الهجوم من حيث توقيته والجهة التي يخدمها في نهاية المطاف.{nl}الهجوم على مركز حدودي وقتل مجموعة من حراسه المصريين ساعة الافطار، والاستيلاء على عربتين مدرعتين والانطلاق بهما نحو معبر كرم ابو سالم، الذي تسيطر عليه اسرائيل، كان جريمة بشعة اوقعت فتنة بين الجانبين الفلسطيني والمصري في هذا الوقت الحرج والحساس من تاريخ مصر التي تعيش هذه الايام ظرفا سياسيا واقتصاديا حرجا للغاية.{nl}بيان حركة الاخوان لم يجانب الحقيقة عندما قال ان جهاز المخابرات الاسرائيلية يحاول اجهاض الثورة المصرية التي اطاحت بالرئيس السابق حسني مبارك، وافشال مهمة الرئيس المنتخب الدكتور محمد مرسي مرشح حركة الاخوان المسلمين.{nl}فالاجهزة الامنية الاسرائيلية تعمل دائما على احداث شرخ بين المصريين والفلسطينيين، وتأليب ابناء مصر ضد المقاومة الفلسطينية، وبما يؤدي الى تشديد الحصار المفروض على قطاع غزة ويخدم المخططات الاسرائيلية.{nl}نظام الرئيس المصري حسني مبارك كان يتعمد نسف اي علاقة بين الشعبين المصري والفلسطيني، ويحاول تصوير ابناء قطاع غزة بالذات على انهم مصدر الخطر على مصر وامنها القومي، وبما يبرر مشاركته الشرسة في تضييق الحصار على ابناء القطاع واغلاق معبر رفح المنفذ الوحيد لهم الى العالم الخارجي.{nl}العلاقات تطورت وبصورة ايجابية بين مصر وحركة 'حماس' بعد وصول الرئيس مرسي الى الرئاسة، وتعهد الرئيس الجديد بفتح معبر رفح في العطلات الرسمية وزيادة ساعات العمل فيه في الايام العادية لتخفيف معاناة الفلسطينيين المحاصرين، ويبدو ان هناك جهات لا تريد لهذه العلاقة ان تتطور وتتحسن، ولذلك عملت على نسفها من خلال العملية الهجومية الاخيرة التي لم تسفر عن مقتل او اصابة اي اسرائيلي.{nl}الاسرائيليون كانوا على علم مسبق بمثل هذا الهجوم، فقد ناشدوا السياح الاسرائيليين قبل اربعة ايام بمغادرة سيناء فورا تحسبا لتعرضهم للخطر، الامر'الذي يضعهم في موضع الشبهات، وربما لهذا السبب بادرت حركة الاخوان بتوجيه اصبع الاتهام اليهم.{nl}اننا نأمل ان لا تقع الحكومة المصرية في المصيدة الاسرائيلية وتبتلع طعم الفتنة وتقدم على اعمال انتقامية لمعاقبة ابناء قطاع غزة الذي قيل ان بعض الجماعات المسلحة فيه اطلقت قذائف مدفعية هاون على الموقع العسكري المصري ساعة وقوع الهجوم.{nl}ان تطويق هذه الفتنة هو مسؤولية الجانبين المصري والفلسطيني حتى لا تعطي ثمارها المريرة تدهورا في العلاقات وبما يخدم المصالح الاسرائيلية في وأد مصر الثورة، واذكاء نار العداء بين الشعبين الشقيقين.{nl}تظل هناك نقطة لا يمكن تجاهلها وهي ان تكبيل مصر بمعاهدات كامب ديفيد هو الذي ادى الى ضعف قبضتها على صحراء سيناء، الامر الذي يحتم تجميد العمل بهذه المعاهدات، واذا لم يتأت ذلك فالاصرار على مراجعة ملاحقها الامنية التي تحد من وجود قوات مصرية كافية على الحدود المصرية سواء مع فلسطين المحتلة عام 1948 او مع قطاع غزة.{nl}رحم الله شهداء مصر الذين هم شهداء فلسطين والمسلمين جميعا الذين استشهدوا في هذا الشهر الفضيل وهم يؤدون واجبهم في الدفاع عن ارضهم وسيادتهم.{nl}مصر وإسرائيل .. ' رسائل الكتمان '{nl}بقلم:حكيم بالطيفة عن القدس العربي{nl}في السياسة، الشيطان يكمن دائما في التفاصيل الصغيرة.. فثمة تفاصيلُ تعـدّ من الأساسيات يصعب أن نتغافل عنها والمرورُ عليها مرور الكرام لا يجعلها مادة غير قابلة للإنفجار.. رسالة الرئيس المصري محمد مرسي إلى الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز والتي طعنت القاهرة في مصداقيتها هي سابقة من نوعها، فهي أول رسالة رسمية من القاهرة الجديدة إلى إسرائيل.. هذه الرسالة التي تحولت إلى أزمة حقيقة بسبب الروايات المتضاربة بشأنها تطرح أسئلة هامة وخطيرة وتقتضي أجوبة دقيقة وسريعة.. {nl}بين مشكّك ومؤكد {nl}وحتى نتفادى أي مضيعة للوقت، الأكيد أن هذه الرسالة ليست زائفة والمـــؤكد أيــضـــا أنه لم تحملها حمائم السلام بل نقلها السفير المصري بتل أبيب ياسر رضا إلى العميد حسون حسون السكرتير العسكري للرئيس الإسرائيلي. هذه الرسالة التي استقبلتها إسرائيل عبر البريد وعن طريق الفاكس جاءت ردا على تهنئة من الرئيس بيريز للرئيس مرسي بتوليه الرئاسة منذ شهر وردا على تهنئة ثانية أعرب خلالها شيمون بيريز عن أفضل أمنياته لمرسي بمناسبة حلول شهر رمضان. ومن غير المعقول بل ومن المستحيل لعاقل أن يتصور أن مرسي قد مزّق رسالة بيريز ورمى بها في القمامة من دون أن يبعث بالرد ليس فقط لإلزامية هذا الرد وفق العرف الدبلوماسي بل أيضا بالعودة إلى مرجعية الرجل التي تفرض عليه التعامل الحسن حتى ولو كان مع عدوه ما أتاه مسالما. {nl}التحية بأحسن منها؟{nl}ما أثار الدهشة والسخط لدى البعض في معسكر الإخوان المسلمين هو أن مرسي رد التحية بأحسنَ منها. إذ أنه لم يكتف بالشكل البروتوكولي المعتاد في الرد على برقيات التهنئة بين الدول بل كتب فوق الشكر قائلا إنهُ يتطلع لبذل قصارى جهده 'لإحياء جهود السلام من أجل تحقيق الأمن والاستقرار لجميع شعوب المنطقة بما في ذلك إسرائيل'.. طريقة صياغة الرسالة أثارت الإستياء إذ رأى فيها البعض من الإخوان المسلمين وحتى من غيرهم الرافضين لأي شكل من أشكال التواصل مع إسرائيل فما بالك بالتطبيع 'توددا وتواضعا مبالغا فيهما الأمر الذي من شأنه أن يبعث برسالة خاطئة مفادها أن مصر في خانة الضعفاء أمام عدو غاصب وتخشى المواجهة'.{nl}وبالعودة سويعات إلى الوراء.. تروي مصادر إسرائيلية في صلب مكتب شيمون بيريز أنها سألت السفير المصري بتل أبيب عما إذا كان لمصر أي اعتراض على نشر الرسالة في وسائل الإعلام الإسرائيلية، فطلب السفير المصري مهلة من نصف ساعة عاد بعدها بضوء أخضر من الرئاسة المصرية يجيز النشر.. ويُعتقد أن وصول هذه الرسالة إلى مكتب بيريز لم يكن يتوقعه بيريز نفسه، فالرد على التهاني الإسرائيلية جاء من الرئيس المنحدر من الإخوان وهذا في حد ذاته حدث جلل.. كما جاء الرد في وقت تبددت فيه الآمال بشأن وصول خطاب من مرسي بعد شهر كامل من الانتظار.. ولعل هذا ما يفسر المفاجأة في مكتب بيريز وقت استلام الرسالة لذلك حرص مكتب الرئاسة الإسرائيلية على سرعة نشر نسخة منها في الصحافة. {nl}إسرائيل 'المتفهمة' {nl}ووفق الرئاسة الاسرائيلة، ردة فعل الرئاسة المصرية طبيعية والإنكار متوقع بالعودة إلى الجلبة الذي أثارها هذا الخطاب خاصة وأن مرسي كان معروفا بانتقاداته اللاذعة لإسرائيل وهو الـــذي التقى منذ أيام فــقـط قــيــــادات من حركة حماس آخرها اسماعيل هنية.. تقول اسرائيل إنهُ ثمة خشية من أن تُـلحق هذه الرسالة الضرر بموقف الرئيس المصري وإنها تستوعب وتتفهم حساسية موقف الرئيس مرسي الذي يتعرض لضغوط داخلية وإن اسرائيل لن تنزعج حتى ولئن أنكر مرسي شخصيا أمر الرسالة..{nl}ومن جهتهم يؤكد محلّلون سياسون إسرائيليون أن الرئيس بيريز أعطى مرسي فرصة ذهبية أخفق فريق مستشاريه في استغلالها. فلبيريز قناعة راسخة يرغب في أن يتقاسمها مع الشعب الإسرائيلي مفادها أن الإخوان 'ليسوا من أتباع الشياطين' وأنهم حريصون على المضي قدما في عملية السلام وأنهم لن ينكثوا عهدا ولن يهددّوا أمن إسرائيل على عكس المخاوف التي تثيرها لدى الرأي العام رئاسة الوزراء المتوجسة من الإخوان.. {nl}وبالنسبة لمرسي الذي يتحمل أعباء مسؤلية ليست بالهينة بالنظر إلى التحديات الكبيرة الداخلية منها والخارجية التي تنتظر بلاده، يدافع البعض عنهُ بالقول إنهُ ما أخطأ أبدا، فقد اعتمد مبدأ التقية وفق ضوابطها الشرعية باظهاره عكس ما يبطنه وبتغاضيه عن بيان العداوة باللسان.. وأوضاع الحرب تجيز كل شيء.. {nl}ما لم تقله الرسالة {nl}هذه الرسالة ولئن وصلت إلى إسرائيل إلاّ أنه تمت صياغتها وكأن 'المرسَل إليه' هي واشنطن، فهدف هذه الرسالة هو طمأنة واشنطن قبل إسرائيل بشأن النوايا المصرية. وفي مقابل الدعم اللافت للانتباه الذي تقدمه واشنطن للإسلاميين، تبدو الشكوك عميقة في أن هذه الرسالة إما صيغت بحضور أمريكي أو أملتها رغبة أمريكية ملحة تزامنا مع جولة وزير الدفاع الأمريكي ليون بانيتا في الشرق الأوسط وأيا يكن من أمر وحتى نخلص إلى المغزى ونقف عند 'ما لم تقله الرسالة'.. فإن بامكاننا استخلاص عدد من الاستنتاجات بعضها قد يأتي في قالب تساؤلات : أولا الرئيس محمد مرسي تصرف بشكل مسؤول تمليه عليه صلاحياته كرئيس دولة لا كقيادي في حزب إسلامي.. وعليه فان رسالة مرسي إلى بيريز لا ضير فيها خاصة وأنها وُجهت إلى رئيس ذي منصب شرفي التعاطي معه غير ملزم سياسيا وأنها تأتي ردا على رسالة تهنئة بشهر رمضان وهذه أبسط آداب المعاملة الدبلوماسية، فلم الإنكار؟ {nl}ثانيا النفي المصري كان متسرّعا ولم يكن موفّـقا لا في شكله ولا في مضمونه ويرى محللون مصريون أنهُ أثار الشكوك حول ما يمكن أن يخفيه هذا النفي من شبهات خاصة وأن مرسي تعهد أكثر من مرة باحترام التزاماتِ مصر تجاه إسرائيل.. {nl}ثالثا هذا النفي يضع الرئاسة المصرية أمام مأزق كبير، فهل ستظل القاهرة التي تصر على تكذيب خبرالرسالة صامتة أمام تزوير إسرائيل لخطاب رسمي يحمل إمضاء الرئيس وشعار الجمهورية في خطوة تعتبر تعديا على سيادة الدول ويعاقب عليه القانون الدولي..؟{nl}رابعا هذه الرسالة تتوجب وبشكل عاجل أن يبدي الرئيس المصري موقفه بكل وضوح للداخل والخارج من إسرائيل عامة ومن عمــلـيـة الســلام خاصة وتحمل المسؤولية كاملة على هذا الأساس حتى ولئن وجد مرسي نفسه بين مطرقة الالتزامات الدولية وسندان الصف المتشدد في حزبه.. هذا الصف الذي عليه أن يستعد من الآن نفسيا ويتهيأ لأن المصافحة بين مرسي والمسؤولين الإسرائيليين آتية آتية لا ريب فيها وموعدها على الأرجح في شهر أيلول سبتمبر المقبل على هامش انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة ..{nl}أخيرا وللمرة الألف وجب على ساسة مصر الجدد أن يفهموا أن المواطن المصري لن يدّخر اليوم جهدا في الدفاع عن مكاسبه وقناعاته وطموحاته فلذا هو بحاجة إلى أن يتم التعامل معه بشفافية مطلقة لا وفق مبدأ 'ما يطلبه المستمعون' وعليه كفى استغفالا لهذا المواطن. وووجب على هؤلاء الساسة أن يُـفهموننا إلى متى سيستمرون في إقامة علاقاتٍ تحت جنح الظلام مع إسرائيل في الوقت الذي يصدحون فيه ويتباهون علنا بمقاطعتها؟ إلى متى سيفضّل الساسة العرب على حد قول الإسرائيليين أنفسِهم أن يلعب الإسرائيليون معهم وبطلب ملح منهم دور العشيقة لا دور الزوجة الشرعية في علاقة سرية تغذيها رسائل الكتمان ثم تـنـفيها ؟!.{nl}حلول غير تقليدية لمشكلات مزمنة{nl}بقلم: د. مصطفى الفقى عن الأهرام{nl}إن من يتأمل أوضاع الوطن المصري قبل ثورة يناير‏2011‏ وبعدها سوف يكتشف أننا لا نزال ندور في الحلقة المفرغة نفسها عند مواجهتنا للمشكلات المزمنة في حياتنا‏{nl} بدءا من قضايا التعليم والصحة ومسائل الإسكان والمرور, وما يتصل بها من تراجع للخدمات وضعف في الإنتاجية وما يتبع ذلك أيضا من تدهور في السلوك العام.{nl}لقد آن الأوان لأن يتعامل المصريون مع مشكلاتهم المزمنة بأسلوب عصري يقوم بتوظيف الوسائل الحديثة للدراسة والبحث والتنقيب في جوانب المعاناة التي تشهدها حياتنا المعاصرة, ولا بد من تشكيل رؤية متكاملة تقتحم المشكلة ولا تكتفي بالدوران حولها, ولنا في ذلك الشأن عدد من المحاور نسوقها فيما يلي:{nl}أولا: إن الذي يميز أسلوبا في التحليل عن غيره ويرفع مكانة العقل الذي يقف وراءه هو اتباع المنهج الصحيح من بين مناهج البحث المتاحة, إذ إن جدولة الذهن واعتناق مفهوم الرؤية الشاملة والاستغراق في فهم فقه الأولويات هذه كلها عناصر تسهم بشكل فعال في كيفية اقتحام المشكلة المزمنة بمنطق علمي سليم وأسلوب عصري شامل, لذلك فإن الفارق بين تناول العلم لمشكلة معينة, وبين تناول الخرافة لها هو بون شاسع يفصل بين المعرفة واللامعرفة.{nl}ثانيا: إننا لا نبدأ من فراغ, فعندما نتناول مشكلة ما فإننا نتجه إلي السوابق لها جغرافيا وتاريخيا, أي من حيث المكان والزمان لملاحظة الأوضاع النظيرة محليا وخبرات الدول الأخري عالميا, وبذلك يستقيم لنا تصور متكامل لأبعاد المشكلة المزمنة وكيفية التعامل معها, فليس المطلوب أبدا أن نسقط من حسابنا تجارب الأمم وخبرات الشعوب, فالتواصل الإنساني مستمر والحراك الفكري لا يتوقف وما من مشكلة نواجهها إلا ولها سوابق بأبعاد مختلفة وذلك هو( دهاء التاريخ) علي حد تعبير الفيلسوف الراحل الدكتور فؤاد زكريا.{nl}ثالثا: إننا لا يمكن أن نتعامل مع مشكلة ما في إطار مطلق, بل لابد من الانتساب لحدود زمنية واضحة بدلا من الاسترسال دون ضوابط, وذلك حتي نتحكم في المسافة الزمنية التي يتحقق فيها الهدف لذلك, فإن الأمر يحتاج إلي استيعاب الإمكانات المادية المطلوبة, كما يتمثل الجانب المتصل بالبرامج المطلوبة تحت تعبير شامل هو الخطة, بينما يتمثل جانب الموارد المتاحة فيما نطلق عليه الموازنة, ولذلك فإن حشد الموارد يرتبط بتوظيفها الأمثل عند محاولة اقتحام مشكلة مزمنة.{nl}رابعا: إن الحل غير التقليدي يعني بالضرورة الخروج من الصندوق المغلق والتعامل مع المشكلة بأفق واسع ونظرة رحبة تقبل التغيير وتؤمن بالإصلاح وتري أن الجديد أنفع ـ في مواجهة المشكلة ـ من تلك الحلول الروتينية التي تقوم علي نظرية التسكين بل, تتجاوز ذلك إلي حد إنكار وجود المشكلة ذاتها, ولو أن كلا منا أمعن النظر في أسلوب حل المشكلات المطروحة لاكتشف أن العجز الحقيقي يكمن في الإحجام عن المغامرة والابتعاد عن المسالك الواضحة في مواجهة البلادة والغوغائية ونقص المعلومات.{nl}خامسا: إن مفهوم الإصلاح يختلف من عصر إلي عصر ومن نظام سياسي إلي غيره, وذلك يستدعي مسحا شاملا للمشكلات وتصنيفها في تجاوز محدود بحيث ينتهي الأمر إلي ظهور مجموعات متجانسة بينها حد أدني من المشترك السياسي أو الاقتصادي أو الثقافي, بحيث يمكن التعامل مع المشكلة مجتمعيا وتعميم الحلول أحيانا وفقا للعناصر المشتركة بينها.{nl}سادسا: إن الذي يتطلع لتحقيق برنامج النهضة يجب أن يضع في حسبانه أن الأمور تبدأ بالرؤية الشاملة والنظرة المتكاملة, وليتذكر الجميع التجربة الهندية الرائدة عندما استطاع جواهر لال نهرو رئيس وزراء الهند في مطلع خمسينيات القرن الماضي أن يقيم مركزا قوميا دائما للتخطيط يقوم علي المركزية في وضع السياسات وعلي اللامركزية في تطبيقها, ثم استمر الهنود علي هذا النهج لم يتركوه حتي يومنا هذا, حتي أصبحت الهند واحدة من الدول الصناعية العشر الكبري ودولة فضاء ودولة نووية ودولة اكتفاء ذاتي في الحبوب الغذائية لما يقرب من مليار ومائتي مليون نسمة!{nl}سابعا: إن علم الإدارة يجب أن يتصدر اهتماماتنا, لذلك فإنه لم يعد غريبا أن نجد المتخصصين في جميع المجالات العلمية والتطبيقية يتوجون دراساتهم العليا بتخصص مستمر في علم الإدارة وفلسفته, فالفارق بين منزل وآخر أو مكتب عمل ونظيره هو أسلوب الإدارة ومنهجها ولايزال الصديق خبير الإدارة الدكتور صبري الشبراوي يلفت النظر إلي هذه المسألة في كل مناسبة.{nl}ثامنا: إن الأمر يتطلب قبل كل شيء تشكيل الرؤية المتكاملة التي تصوغ المستقبل وتحدد ملامحه وترسم الإطار لحل المشكلة علي المدي القصير والمدي الطويل والأمر يتطلب في هذه الحالة وفقا لخيال واسع يضع أمامه تصورا دقيقا للهدف ووسائل الوصول إليه, فالمسألة ليست ارتجالا بقدر ما هي عقل يفكر ومنطق يطبق ورؤية تدوم.{nl}تاسعا: إن التوجه المعاصر لمواجهة المشكلات يقوم علي حسابات تستفيد من الأشواط التي قطعها علم تكنولوجيا المعلومات في العصر الإلكتروني, وهنا أطالب بشدة باقتصار دورها علي جمع قاعدة البيانات دون اتخاذ القرار, فالعقل الإنساني لايزال هو أرقي أجهزة التعامل مع المشكلات الحادة والقضايا الحيوية, فالمضي وراء التقدم التكنولوجي يجب أن يكون محسوبا هو الآخر.{nl}عاشرا: إن الإيمان بالتخصص واحد من لزوميات العصر وأدواته المهمة, فإذا كنا نؤمن بنظرية وحدة المعرفة ونتحمس لها فإننا نعترف في الوقت ذاته بأن الطرق المختلفة قد تؤدي إلي الحل الواحد, وليس صحيحا أنه توجد صيغة واحدة لحل مشكلات الشعوب, وهذه نقطة مهمة لأنها تعني أن الذين يتعاملون مع مسألة معينة يجب أن يكونوا من مجموعة متعددة من التخصصات المرتبطة بطبيعة المشكلة إذ لا يوجد حل واحد, بل إن الأمر قد يؤدي إلي التعددية والاتساع علي نحو لم يكن معروفا في الأزمنة الماضية.{nl}.. هذه محاولة لفتح ملف مهم في هذه الفترة الحرجة من تاريخ الوطن ولابد من الوعي الكامل بأبعادها حتي يتحقق للوطن المصري في هذه المرحلة الخروج من أزماته المتكررة ومواجهة مشكلاته المتعددة وصياغة رؤاه الشاملة.{nl}عن تسميم عرفات{nl}بقلم:فهمي هويدي عن الشروق المصرية{nl}آخر تحديث : الإثنين 6 أغسطس 2012 - 8:00 ص ثمة جدل فى إسرائيل حول ضلوعها فى تسميم عرفات، أثاره التقرير الذى بثته قناة «الجزيرة» وأثبت أن إسرائيل أدخلت إلى طعامه مادة مشعة سامة من نوع «يولونيوم 210» أدت قتله فى نهاية المطاف. فقد قال أورى أفنيرى رئيس كتلة السلام الإسرائيلية إنه لم يفاجأ بالتقرير، وهو من سبق له أن قام بزيارة الرئيس الفلسطينى فى مقره، وخرج ليكتب مقالة تحت عنوان قتل «عرفات» (فى 21/9/2002) قال فيها إن أبوعمار مهدد بالموت فى أى لحظة، مشيرا إلى أن إرئيل شارون رئيس الوزراء آنذاك كان ينوى اغتيال عرفات منذ أعلن مسئوليته عن الانتفاضة، حيث أعلن صراحة أنه لم يعد لديه بوليصة تأمين على الحياة. وأضاف أن شارون حاول اغتيال عرفات 19 مرة خلال حرب لبنان، لكنه فشل. وقال آنذاك «إن شارون لا يريد طرد عرفات إلى غزة أو إلى أى مكان آخر فى العالم، لكنه يريد طرده من الدنيا، والآن تتيح له الظروف تنفيذ ذلك.{nl}الخبير عوديت جرانوت الذى كان من الشخصيات الإسرائيلية التى التقت عرفات أثناء حصاره فى المقاطعة أعرب عن اقتناعه بأن إسرائيل هى التى قامت بتصفيته لكنه تساءل: ما الذى دفع الأرملة (يقصد سهى عرفات) إلى الانتظار طوال ثمانى سنوات لتستخرج بعد ذلك من خزينة محاميها ملابس عرفات فى المستشفى وتنقلها إلى الجزيرة لكى تجرى تحقيقها حول الموضوع، وهى التى كانت قد عارضت بكل حزم تشريح جثته بعد الوفاة مباشرة؟ توجه أيضا بسؤال آخر هو: على افتراض أن إسرائيل هى من أدخلت السم المشع إلى طعامه، فهل كان بوسعها أن تتدخل فى غذاء عرفات دون مساعدة من الدائرة المقربة منه؟ ــ وهو بهذا السؤال يلمح إلى تصريح صلاح البردويل القيادى فى حركة حماس الذى قال فيه إن ثمة أيادى فلسطينية ضالعة فى القتل.{nl}بعد إعلان وفاة الرئيس الفلسطينى فى 11/11/2004 كتبت مقالة نشرتها الأهرام فى 1/12/2004 كان عنوانها «لا تغلقوا ملف عرفات». قلت فيها ما نصه: الذى لا يقل سوءا عن غياب عرفات، أن تطوى صفحته ويغلق ملفه، رغم ما أحاط بأسباب موته من غموض وشكوك.{nl}قلت أيضا إن عناد عرفات وتمسكه ببعض الخطوط الحمراء فى الملف الفلسطينى أزعج الأمريكيين الذين عملوا على تقليص صلاحياته ودفع الإسرائيليين إلى التفكير فى التخلص منه، حتى قال بعض الحاخامات: لن نستطيع أن ننتظر طويلا حتى تتدخل الأقدار لحسم مصيره. وأضفت ما نصه «إنه ليس سرا أن أصوات التخلص من عرفات لقيت ارتياحا فى أوساط بعض القيادات الفلسطينية الطموحة، ومنها عناصر تحركت مبكرا لتهيئة المسرح للتعامل مع مرحلة ما بعد عرفات».{nl}وقتذاك، اتصلت هاتفيا بعمان، وتحدثت إلى الدكتور أشرف الكردى الذى ظل طبيب عرفات ولازمه طوال 25 سنة، وهو طبيب أعصاب مرموق وكان وزيرا للصحة فى الأردن. وكان مما قاله لى: فى الأسبوع الثالث لمرضه استدعونى لعلاجه. وهو ما أثار دهشتى لأننى كنت استدعى على عجل خلال يوم أو اثنين. حين كان أبوعمار يشعر بأى توعك حتى إذا كان مجرد «زكام» حل به. حين ذهب إلى رام الله وجد حول أبوعمار أربعة أطباء مصريين وخمسة تونسيين كانوا يرونه لأول مرة. وهناك سمع منه بحضور الجميع شرحا مفصلا لما شعر به منذ بداية المرض. ولأنه أدرك أن الإمكانات المتوافرة فى رام الله لا تسمح بتشخيص الحالة وتقديم العلاج اللازم له، فإنه ناقش الأمر مع فريق الأطباء الموجودين، واتفق الجميع على ضرورة تسفيره إلى الخارج، وقد آثر أبوعمار أن يعالج فى فرنسا. ومنذ تم ترتيب الأمر له وغادرت طائرته عمان انقطعت علاقة طبيبه الدكتور الكردى به، وأصبح يتابع حالته من خلال ما تكتبه وسائل الإعلام.{nl}أشرت فى المقالة إلى خلاصة مناقشة أجريتها حول الموضوع مع السيد خالد مشعل رئيس المكتب السياسى لحركة حماس. الذى كان قد تعرض لمحاولة تسميم إسرائيلية سابقة فى عمان، ولكنه نجا منها بأعجوبة. ونقلت عن أبوالوليد تأكيده على أن عرفات نقل إلى باريس مسموما، وأن ذلك تم عن طريق طعام قدم إليه. كما نقلت عنه دهشته من الردود التى تلقاها من قيادات السلطة الفلسطينية التى أجرى اتصالا بها، حيث كانت تلك الردود داعية إلى التهدئة وعدم التصعيد. لكى لا تفسد علاقة تلك القيادات مع رئيس الوزراء الإسرائيلى إرئيل شارون.{nl}فى 7/12، بعد مضى عدة أيام على ظهور تلك المقالة. تساءل زميلنا الأستاذ صلاح منتصر فى عموده اليومى بالأهرام: لماذا تقتل إسرائيل ياسر عرفات وتستبق قدره للتخلص منه بالسم، كما ذكرت بعض تحليلات الكتاب؟ ــ كان واضحا أنه يرد على ما كتبت، حيث قال إن دوافع عاطفية حركتها أحزان الموت هى التى جعلت البعض يتحدثون عن فكرة تسميمه. وخلص إلى أن عرفات كان مريحا لشارون وأن وضعه كان نموذجيا ومثاليا له. ثم تساءل مستنكرا: كيف والوضع كذلك تتعجل إسرائيل وفاته وتتآمر لاغتياله بالسم أو غيره؟ وقد ثبت الآن انه هو من تعجل فى تبرئة شارون من تهمة الاغتيال.{nl}لقد شاءت المقادير أن يظل عرفات شخصا مثيرا للجدل، حيا وميتا؟{nl}رائحة* ‬الموساد{nl}بقلم:رشيد ولد بو سيافة عن الشروق الجزائرية{nl}الضربة الموجعة التي تلقتها مصر أمس، بمقتل 15 جنديا في مدينة رفح، وما تبع ذلك من تطورات خطيرة تمثلت في إحكام الإغلاق على قطاع غزة، وتدمير الأنفاق كلها طعنة قوية في ظهر الثورة المصرية التي كان من أولى ثمارها تخفيف الحصار على غزة بفتح معبر رفح والتساهل في موضوع* ‬الأنفاق،* ‬وكذا* ‬الاستقبال* ‬المميز* ‬لإسماعيل* ‬هنية* ‬في* ‬مصر*.‬{nl}وتسجل بذلك أكبر مفارقة في العلاقة بين مصر وقطاع غزة، إذ لم يسبق أن استهدفت الأنفاق بهذا الشكل من قبل.. ولم يحدث ذلك حتى في عهد الرئيس السابق حسني مبارك، الذي كان يضرب حصارا على القطاع أشد من الحصار الذي تضربه عليه إسرائيل، فقد أمر وزير الدفاع المصري المشير* ‬طنطاوي،* ‬حرس* ‬الحدود* ‬بتفجير* ‬وتدمير* ‬كافة* ‬الأنفاق* ‬الرابطة* ‬بين* ‬مدينتي* ‬رفح* ‬المصرية* ‬والفلسطينية،* ‬على* ‬ما* ‬تمثله* ‬هذه* ‬الأنفاق* ‬كمصدر* ‬القوت* ‬الوحيد* ‬لسكان* ‬غزة*.‬{nl}وبغض النظر عن منفذ هذه الجريمة في حق جنود صائمين مهمتهم حراسة الحدود، فإن رائحة الموساد تشتم من بعيد، ذلك أن إسرائيل هي المستفيد الأكبر منها لأنها ضربت عدة عصافير بحجر واحد في ذات الوقت، فهي من جهة وضعت مصر في أسوأ موقف منذ اندلاع الثورة الشعبية ضد مبارك، ومن جهة أخرى دفعت بالجيش المصري إلى المواجهة المفتوحة مع الجماعات المتطرفة والمنفلتة في صحراء سيناء، هذه الجماعات مستفيدة من ضعف التواجد الأمني المصري بحكم معاهدة "كامب ديفيد" التي تحد من عدد الجنود المصريين في سيناء.{nl}قد يكون مجلس شورى المجاهدين أو أية جماعة منفلتة نفذت الهجوم على المركز الأمني المصري، لكن الواضح أن الهجوم جاء في إطار تهيئة المنطقة لوضع جديد يخدم إسرائيل ويجعلها في مأمن من أي خطر يأتيها من الجبهة المصرية، وعليه فإن بصمات الموساد تبدو واضحة في هذه العمليات* ‬المعقدة*.‬{nl}وقد* ‬بدأت* ‬النداءات* ‬بالفعل* ‬لتكون* ‬صحراء* ‬سيناء* ‬تحت* ‬الحماية* ‬الدولية،* ‬وهو* ‬ما* ‬يعني* ‬وجود* ‬قوات* ‬عسكرية* ‬أجنبية* ‬في* ‬المنطقة* ‬لتكون* ‬حصنا* ‬منيعا* ‬يحمي* ‬إسرائيل* ‬من* ‬أية* ‬تهديدات* ‬على* ‬الجبهة* ‬المصرية*.‬{nl}سيناء* ‬والاحتمالات* ‬الصعبة{nl}بقلم:صالح عوض عن الشروق الجزائرية{nl}عندما يصرح مسؤول فرنسي كبير في أعقاب العملية العسكرية الأخيرة في رفح المصرية: بأن سيناء بحاجة إلى حماية دولية، وعندما تنقل الصحف الأمريكية تحليلات تفيد بأن البدو بالسلاح الليبي سيمنعون القوات المصرية من تنفيذ مهمات المطاردة للمسلحين، وعندما نعلم أن التحذيرات* ‬الإسرائيلية* ‬بضرورة* ‬مغادرة* ‬الإسرائيليين* ‬لسيناء* ‬وأن* ‬هناك* ‬استنفارا* ‬على* ‬الحدود* ‬منذ* ‬أسبوع،* ‬فإننا* ‬نقف* ‬على* ‬جزء* ‬مهم* ‬من* ‬حقيقة* ‬التكتيك* ‬الإسرائيلي*.‬{nl}وهنا لابد من الحديث الأكثر عمقا، أي المرتبط بمصير التوجهات السياسية والأمنية في المنطقة وأن نحاول فهم ما جرى في هذا الإطار حتى لو لم يكن المنفذون على معرفة بكل ما نقول.. من نافلة القول أن العقيدة الأمنية الأسرائيلية تقوم على عدة عناصر، أولها أن تكون المعركة على أرض الخصم، ثم أن تكون الضربة مفاجئة وعنيفة وصادمة، وأخيرا أن لا تستمر الحرب لفترة طويلة.. وإسرائيل وهي كيان عسكري لا تتعامل إلا في إطار الحسابات الأمنية ومن أجل الأمن تعمل وسعها على كل الأصعدة الأخرى.. ومن هنا فإن التحرك في دائرة الفعل تجاه إسرائيل ينبغي* ‬أن* ‬لايغفل* ‬الطبيعة* ‬العسكرية* ‬لهذا* ‬الكيان* ‬ولمتطلباته* ‬الأمنية*.‬{nl}في المقابل وضع عربي مترهل وعجز عربي على الصعيد الأمني بعد انكشاف المنطقة على انهيارات في العراق وليبيا واليمن والسودان وتونس.. وبعد الارتباك والنقاهة التي تمر بها مصر.. في كل البلدان العربية التي قامت فيها ثورات شعبية ماعدا مصر تم استهداف القوات المسلحة وذلك* ‬لتفتيت* ‬البلاد* ‬العربية* ‬إلى* ‬كيانات* ‬صغيرة* ‬عرقية* ‬أو* ‬طائفية*.‬{nl}في هذا الإطار نجا الجيش المصري من مؤامرة تدميره إذ أنه استطاع أن ينأى عن فتن داخلية تورطه في حروب مع الشعب المصري، كما هو حاصل في سوريا وكما حصل في ليبيا.. وتوفرت لمصر الآن قيادة سياسية غير مرتبطة بسياسات إسرائيل في المنطقة، بل هي قريبة جدا للمقاومة الفلسطينية لاسيما التي في غزة.. ومن هنا يبدأ الحديث مجددا عن دور الجيش المصري الذي شلّته اتفاقيات "كامب ديفد" وحددت مهماته وعدد جنوده في البلاد.. وبدأ من جديد الحديث عن تمدد الجيش المصري لكل الأرض المصرية.{nl}تريد إسرائيل وهذا لا تخفيه وسائل إعلامها أن يتحطم الجيش المصري أو على الأقل أن يبتعد كثيرا عن الحدود مع إسرائيل، لاسيما وهي تواجه مخاطر حرب مع إيران وحزب الله وسوريا.. وفي هذا الإطار قامت بجهود جبارة لإرباك الساحة في سيناء من خلال شبكات الجواسيس وتجار المخدرات* ‬وعصابات* ‬القتل* ‬والتهريب* ‬التي* ‬لم* ‬تتوقف* ‬عن* ‬إرسال* ‬رسائل* ‬مفادها* ‬أن* ‬الدولة* ‬المصرية* ‬فاقدة* ‬السيطرة* ‬على* ‬سيناء*.‬{nl}لقد كتبنا وكتب غيرنا كثيرا، محذّرين من وبال سيحل بالمنطقة إذا لم تستدرك الجهات المصرية المعنية الأمر وتفرض الأمن في المنطقة.. إلا أن تأخر المصريين عن هذه المهمة الكبيرة والضرورية لايعني البتة إلا إعطاء فرص إضافية لإسرائيل لتنفذ مشروعها.{nl}تريد إسرائيل أن يكون الجيش المصري خارج أرض العمليات، بأن يتم تحديد تواجده غربي قناة السوبس وأن تحتل القوات الدولية "الأمريكية والغربية" سيناء بحجة الحماية الدولية.. وتكون إسرائيل بما تفرضه من ضعوط على حلفائها الدوليين لكي يطالبوا بالحماية الدولية.{nl}سيناء أمام احتمالات صعبة والرئاسة المصرية أمام تحد كبير.. ولكن يبدو أن القوات المسلحة المصرية هي من سيحسم الأمر بتوسيع انتشارها في سيناء، الأمر الذي سينهي مطامع إسرائيل في سيناء ومؤامرتها على الجيش المصري.{nl}لماذا توارى «حجاب» وراء حجاب في عّمان؟{nl}بقلم: ماهر ابو طير عن الدستور الأردنية{nl}ينفي وزير الاعلام سميح المعايطة خبر وصول رئيس الحكومة السورية،رياض حجاب الى عمان،لان عمان لا تريد ان تتحول الى محطة علنية ثابتة تستقبل السياسيين السوريين الكبار، من فر منهم،ومن ينتظر،وذاك الذي لم ُيبّدل تبديلا.{nl}النفي»اعلامي»ومفهوم وُمبرّر في دوافعه في هذه الحالة بخصوصيتها،لكنه لا يلغي احتمال وجود الرجل هنا،وقد تكون له مسوغاته السياسية والامنية،او يؤشرعلى مساعدة اردنية لا يراد الاعلان عنها في تمرير الرجل وبطانته من سورية الى الاردن.{nl}مصداقية النفي رأيناها في حالات كالحديث عن هروب فاروق الشرع ورستم غزالة،اذ تبين ان الاردن صادق ،غير ان حالة «حجاب» تبقى مختلفة لان من اعلن هروبه الى الاردن،بعض الذين حوله وحواليه.{nl}هناك من يظن ان الرجل قد يكون اختبأ في سورية او فر الى لبنان او تركيا،وان اعلان جماعته عن هروبه الى الاردن تمويه لشد انظار النظام السوري الى بلد آخر،غير موقعه الاساس،وهذا رأي يطرحه محللون لتقوية النفي الرسمي،ولاثبات عدم وجوده.{nl}من جهة اخرى فان الاردن لا يريد ان يحتمل كلفة لجوء كبار السياسيين ومنحهم ملاذات آمنة هنا،والمؤكد ان التسترعلى وجوده تم بترتيب وتوافق مع رئيس الحكومة المنشق،تحت عنوان ان عمان محطة ترانزيت مؤقتة،وعليك بعدها البحث عن مكان آخر وسريعاً.{nl}هذا يعني ان «حجاب» في عمان،ومحجوب عن الاعلام،لاعتبارات سياسية اردنية،حتى يجد محطة ثانية،يخرج عبرها ليدلي بتصريحاته ويبدأ نشاطاته السياسية،وقد نسمع عنه غدا،في الدوحة،او في اسطنبول،او في مابينهما من قوس العواصم.{nl}عصب الاردن الامني والسياسي،لا يحتمل تحويل الاردن الى محطة للفارين من الصف الاول،يحتمل فقط موجات اللجوء الانسانية العادية،ولربما موجات انشقاق ضباط عاديين من الجيش،ولايريد الاردن جذب المستوى السياسي والامني المرتفع،حتى لا تصير العداوة بين عمّان ودمشق،عداوة ُمشهرة،ومن مستويات عالية،خصوصا،ان الوضع في سورية ايضا لم يتم حسمه بعد.{nl}رياض حجاب رئيس الوزراء السوري،موظف كبير من الصف الاول،ولا اهمية له في خلية القرار،بقدر القيادات العسكرية والامنية التي تم تفجيرها وقتلها في دمشق،وهكذا فان هروبه يعني هزة كبيرة للنظام لكنها ليست بقدر زلزال اغتيال تلك القيادات.{nl}نفي الاردن الرسمي يعني من جهة اخرى،ان الرجل غير مرحب به في الاردن،للاستقرار بشكل دائم،وهكذا يكون دخوله مؤقتاً حتى يصل محطته الثانية،وعبرها فليفعل ما يشاء،وليحتمل مضيفه النهائي كلفته كما يشاء.{nl}ليس من مصلحة الاردن الاعلان عن وجوده هنا،وليس من مصلحة الاردن ابقاؤه هنا،وليس من مصلحته ايضا تحويل عمان،الى محطة لجوء سياسي لاركان النظام.{nl}وجودهم سيجعل الاردن يحمل الكلفة مرتين،الاولى امام النظام السوري الحالي،وهو مازال يحكم،والثانية امام مرحلة مابعد نظام الاسد،لانهم سيتحولون الى مطلوبين لمحاكمات وملاحقات،وضغوطات لتسليمهم،حتى لمجرد سؤالهم عن اسرار المرحلة الفائتة!.{nl}رياض حجاب،محجوب مؤقتا في عمان،وسنراه لاحقاً،عبر عاصمة ثانية،بعد ان يتم تأمينه وعائلته الى حيث يتم الاحتفال به،مؤقتا،لغايات فكفكة نظام الاسد،وبعدها قد يتغير العنوان الى محاكمة الفلول،وهو على رأسها،بالاضافة الى بقية الرفاق.{nl}لكل ما سبق النفي مفهوم،لكنه لم يكن نفياً.{nl}عاجل : انشقاق بشار الأسد !{nl}بقلم: ياسر الزعاترة عن الدستور الأردنية{nl}“نظام القتل والإرهاب”.. هكذا وصف رياض حجاب، رئيس الوزراء السوري المنشق نظام بشار الأسد.{nl}فماذا يقول شبيحة النظام المنبثين داخل سوريا وخارجها، والذين ينافحون عنه بكل ما أوتوا من قوة وبلاغة؟!{nl}عملية الانشقاق استغرقت شهورا من الإعداد. هذا ما قاله المقربون من رياض حجاب وقادة الجيش الحر، ما يعني أن المسؤولين السوريين بكافة أشكالهم هم عبارة عن رهائن بيد النظام يحاصرهم الحرس الجمهوري بدعوى الحماية كي يحول بينهم وبين التفكير في الانشقاق!!{nl}لم يخرج الرجل إلا بعد أن أمّن أفراد عائلته الكبرى وليس الصغرى فقط، ما يعني أن النظام لا يأخذ المسؤولين رهائن لديه، وإنما يأخذ عائلاتهم رهائن أيضا، ونعلم أن أحدا لا يمكنه التضحية بعائلته، كما نعلم أن جحافل الشبيحة والحرس والمخابرات يشددون الرقابة على الجميع.{nl}أقسم أنه لو منح النظام مهلة أسبوع واحد لمن أراد الانشقاق عنه كي يخرج هو وعائلته لما بقي معه غير جزء يسير من بنيته الطائفية، وأقول جزء لأن كثيرا من العلويين لن يبقوا معه، لاسيما غير العسكريين منهم، هم الذين يدركون أنه يخوض معركة عبثية لا أفق لها على الإطلاق.{nl}لولا إسناد إيران التي تتدخل في مفاصل النظام وتدير المعركة وتوجه الوحدات المقاتلة، وهي ذاتها التي تقنع بشار ومن حوله بإمكانية الانتصار لانتهى كل شيء سريعا، ولجرى تجنيب البلد المزيد من الموت والدمار.{nl}إننا لا نبالغ حين وضعنا عنوان المقال، إذ لا يستبعد أن يكون الإسناد الإيراني والبنية الأمنية والعسكرية والطائفية التي تحيط ببشار الأسد هي التي تحول بينه وبين الموافقة على عروض “الخروج الآمن” التي قُدمت له من العرب وتركيا، فالرجل ليس خارق الشجاعة لكي يختار القتال حتى النهاية؛ هو الذي لا يحتاج لكثير من العقل والمنطق حتى يدرك أن انهيار نظامه لا يعدو أن يكون مسألة وقت لا أكثر.{nl}حتى متى يستطيع النظام أخذ مسؤوليه وعائلاتهم رهائن؟ وحتى متى يستطيع الإبقاء على عشرات الآلاف من الضباط والجنود رهائن في وحداتهم العسكرية لا يشاركون في القتال خشية الانشقاق، بينما يكتفي باستخدام الفرقة الرابعة بقيادة ماهر الأسد إلى جانب الحرس الجمهوري مع مضموني الولاء من الجنود والضباط؟!{nl}نعلم أنهم سيقولون إننا نتحدث بروحية طائفية، ولكن ما بات واضحا هو أن البنية السنية قد خرجت من دائرة الأسد، ولم يبق معه غير البنية العلوية، أو الجزء المقتنع بالمعركة منها، إلى جانب نسبة من بعض الأقليات الأخرى. وقد أصبح كل سني في دائرة الشك تراقبه البنية الأمنية الطائفية.{nl}ليست المسألة طائفية بالضرورة، بل هي منطقية، إذا أن عاقلا لا يمكن أن يعتقد أن النظام سيبقى، والغريب أن بعض النخب اليسارية والقومية في بعض الدول العربية ما زالت تعتقد أن النظام سينتصر على الإرهاب، ومن ورائهم إيران وحزب الله، لكن الواقع يصفعهم جميعا، وجاء انشقاق رياض حجاب ليشكل الصفعة الأكبر على وجوههم بعد عملية مبنى الأمن القومي، فالأمر لا يتعلق برئيس وزراء ومعه عدد من المسؤولين الحكوميين والأمنيين فحسب، بل بعملية معقدة تثبت تداعي النظام واقتراب انهياره.{nl}نكتب الآن، وقد سمعنا ونتوقع أن نسمع الكثير من الهراء من قبل النظام وشبيحته في الداخل والخارج بخصوص انشقاق رياض حجاب (قيل إنه أقيل!!)، لكن أي كلام يمكن أن يقولوه لن يداري حجم الخيبة التي يشعرون بها والارتباك الذي يتلبسهم.{nl}فالمسألة هنا لا تتعلق بسفير سيتهمونه بالفساد أو القول إنه مجمد أو إنه لم يكن سفيرا بل مجرد قائم بالأعمال أو قنصل أو موظف، بل يتعلق برئيس الوزراء.{nl}على الذين يحرصون على سوريا أن يطالبوا هذا النظام بسرعة الرحيل وتجنيب البلاد مزيدا من الدمار، أما تشجيعه على العناد والمضي في مسيرة القتل، فيمثل جريمة يتحملون مسؤوليتها معه، ونعني هنا إلى جانب الشبيحة إيران على وجه الخصوص، وكذلك حال روسيا والصين (ننتظر تصريحات لافروف، الناطق باسم التحالف الشيعي!! ألم يحذر من الدولة السنية؟!).{nl}سوريا الشعب تتنظر إعلان الانتصار. صحيح أن اليوم التالي سيبقى برسم الأسئلة، لكن ذلك لا يقلل من قيمة الانتصار، فما من ثورة مرت بيضاء معقمة، ومن الطبيعي أن تكون هناك خلافات ومشاكل وفوضى، لكن ذلك كله ثمن ضروري للتخلص من الديكتاتورية والفساد.{nl}المشروع الغائب في الحكومة المصرية الجديدة{nl}بقلم:فهمي هويدي عن السفير{nl}تشكيل الحكومة المصرية الجديدة يثير أكثر من سؤال حول وجهتها ومشروعها، الأمر الذي يحتاج إلى مناقشة ومراجعة، ذلك أن البدايات مهمة لا ريب، إلا أن المآلات أهم.{nl}(1){nl}لقد رحبت بتشكيل الحكومة باعتبارها مولوداً جديداً. رغم أننا لم نسمه ولم نعرف له ملامح بعد. وتمنيت أن تكون الخطوة قرينة على نقل السلطة من المجلس العسكري إلى المدنيين، كما اعتبرتها بمثابة حكومة الحد الأدنى التي كانت الخبرة العنصر الأهم في تشكيلها وليس الهوية السياسية. وإذ قدرت واحترمت تحفظات «الإخوان» والسلفيين وبعض ممثلي الجماعات السياسية على ما قلت، إلا أن أكثر ما أثار انتباهي في أصداء تشكيل الحكومة ان أغلب المعلقين اهتموا بلونها بأكثر من اهتمامهم بدورها. أعني أنهم شغلوا بحصة «الإخوان» والملتزمين دينياً ومن غاب ومن حضر فيها، أكثر مما شغلوا بمهمتها ومشروعها، الأمر الذي يُعدّ كاشفاً عن أحد أمراض البيئة السياسية الراهنة في مصر، حيث القوى السياسية مشغولة بحضورها وأنصبتها أكثر من انشغالها بهموم المجتمع وتحدياته الحقيقية. تشهد بذلك العناوين التي ما برحت تثير الصخب واللغط طوال الأشهر الماضية، والتي ظلت تجسد مشكلات المثقفين وصراعاتهم المنفصلة عن مشكلات الناس. أعني المعارك التي أثيرت حول التعديلات الدستورية، والدستور أولا أم الانتخابات أولا، وحدود التوافق وشروطه، والدولة الدينية والمدنية، ونسب التمثيل في تأسيسية وضع الدستور. كما يشهد به سيل الطعون القانونية التي لم تسلم منها أية خطوة أو إجراء اتخذ.{nl}لقد قلت لمن سألني إن تشكيل الحكومة يمثل نجاحاً بدرجة «مقبول» في اختبار تأسيس النظام الجديد، لكننا لن نستطيع أن نرفع من تقديرنا لها إلا إذا عرفنا إلى أين هي ذاهبة وماذا ستفعل. أضفت ان التشكيل الراهن إذا كان قد تجنب بصورة نسبية إغضاب الكتل السياسية، فأتى بوزراء أغلبهم من خارج السياسة، فإن الحكومة ينبغي أن تسعى من خلال أدائها إلى استرضاء الناس وتهدئة خواطرهم، لأن تلك مسؤوليتها الحقيقية، فضلا عن ان مصيرها والحكم النهائي عليها، مرهون بمدى وفائها باستحقاقات تلك المسؤولية.{nl}(2){nl}لو أن مبارك أراد أن ينقذ نظامه بعدما أدرك أنه آيل للسقوط، فربما فكر بدوره في تشكيل حكومة كتلك التي اطلت علينا في مصر أخيراً. أعني أن يأتي بفريق من خارج السياسة أغلبه من الخبراء، ويطعمهم بعناصر من «الإخوان»، فيهدئ الشارع ويدغدغ مشاعر الاخيرين. وقد فعل اللواء عمر سليمان شيئاً من ذلك، بعد تعيينه نائباً للرئيس، حين نظم جهاز أمن الدولة اجتماعاً له مع بعض السياسيين وكان بينهم عدد من الإسلاميين و«الإخوان» الذين يكنّ لهم الرجل بغضاً شديداً. الاحتمال بعيد لأن الرجل كان غارقاً في عالمه الخاص وواثقاً من سيطرة الأجهزة الأمنية على كل شيء في البلد، لكنني أطرحه من باب الجدل لكي أصل إلى سؤال آخر هو، ما الفرق فى هذه الحالة بين حكومة الخبراء المعدلة والمحسنة التي كان يمكن ان يأتي بها مبارك، وبين الحكومة الجديدة التي أفرزتها الثورة؟ ردي على السؤال ان الحكومة قد تتطابق حتماً حيث الخبراء جاهزون للقيام بالواجب في الحالتين، لكن الفرق الأساسي يتمثل في مشروع كل من الحكومتين، إذ لا بد أن يكون الفرق شاسعاً بين حكومة خبراء في نظام تابع ومستبد وفاسد، وحكومة مماثلة في نظام يسعى للاستقلال ويقوم على أساس ديموقراطي فضلاً عن أنه رافض للفساد ومتطهر منه. ثم ان هناك فرقاً مهماً بين نظام مهجوس بالاستمرار في السلطة ونظام آخر يتولى الرئاسة فيه، عضو سابق في جماعة «الإخوان» التي تمثل مع إسلاميين آخرين أغلبية في برلمانه المنتخب، حيث يفترض أن له رسالة تستند إلى مرجعيته الدينية.{nl}مثل هذه الفروق ينبغي أن تكون واضحة ومحسومة في برنامج وأداء الحكومة الجديدة. وقبل ذلك ينبغي أن تتحقق بذات الدرجة من الوضوح والحسم في خطاب الرئيس محمد مرسى. فنحن لا نريد حكومة همها الاستمرار وموصوفة فقط بجودة الأداء ونظافة اليد، وملتحية كما قال البعض، ولكننا نريد حكومة تتمتع برؤية واعية لكرامة الوطن والمواطنين ومنحازة بوجه أخص إلى عافية الوطن وفقراء المواطنين.{nl}في الأول من شهر آب/ أغسطس الحالي نشرت صحيفة «نيويورك تايمز» تقريرا لمندوبها إلى القاهرة رود فوردلاند قال فيه ان حكومة «الإخوان» لم تتخذ أي خطوة إسلامية واحدة. إذ «لا يزال بيع واستهلاك الكحول مباحاً، الأمر الذي كان يقلق المشتغلين بالسياحة. ولم يدع أحد من أركان الدوائر الحاكمة إلى فرض الحجاب أو حظر موسيقى البوب أو إعادة النظر في اتفاقية السلام مع إسرائيل».{nl}صاحبنا هذا لم ير في الأداء الإسلامي سوى مجموعة من القيود والمحظورات في الداخل، إلى جانب خوض مختلف المعارك في الخارج، وهي ذات النظرة الاستشرافية التي يتبناها بعض المثقفين والسياسيين المصريين والعرب. الذين لم يروا في خطاب الإسلاميين سـوى أتفه وأتعس ما فيه. ومنهم من لا يريد ان يرى فضيلة أو بادرة نُضج في ذلك الخطاب توحي بأن ثمة شيئا إيجابيا يمكن المراهنة عليه في مجمل مشروعهم.{nl}لست ألوم حسني النية من هؤلاء، لكني أزعم أن اللوم ينبغي أن يوجه إلى الذين لم يحسنوا تقديم مشروعهم. وأساءوا إليه حين اختزلوه أو ابتذلوه في السعي لتغيير أشكال الناس وأزيائهم أو تطبيق الحدود ومراقبة سلوكيات الخلق، أو النضال لإحلال لافتة الخلافة محل عنوان الجمهورية أو الملكية...الخ.{nl}(3){nl}انتقد ني أيضا بعض «الإخوان» حين قلت أخيرا إنهم ليسوا جاهزين لتولى مسؤولية الحكم، وهو رأي ليس جديدا، عبرتُ عنه أكثر من مرة. وعاتبني بعض السلفيين لأنني قلت إنهم غير مقبولين من شرائح واسعة في المجتمع، لانهم لم يحسنوا تقديم أنفسهم. وهم بحاجة إلى إعادة النظر في الكثير من أفكارهم التي تصوغ علاقتهم بغيرهم. وحين شرحت وجهة نظري فيما قلت، دعوت إلى الكف عن تبادل النقد ومحاولة الالتقاء حول أرضية مشتركة تجمع ولا تفرق، وتصل ما انقطع بين عناصر الجماعة الوطنية. وأزعم أن ذلك المشترك لم يتوفر بعد، وأذهب فى ذلك إلى أن مشروع «النهضة» الذي بذل فيه «الإخوان» الكثير من الجهد لا يلبي تلك الحاجة الملحة.{nl}إذا جاز لي أن ألخص رأيي في ذلك المشروع فإنني أوجزه في أمرين جوهريين، الأول انه يفتقد إلى الخيال والإبداع، بمعنى أنه في أفضل أحواله يسعى إلى تحسين ما هو موجود واقتباس خبرات الآخرين، من دون أن يبلور جديدا نابعا من بيئة المجتمع وعمقه، ومستلهما قيم المرجعية الإسلامية التي يستند إليها. ان شئت فقل انه يعتمد على الاقتباس والاستنساخ بأكثر مما يجتهد في إبداع الأفكار والتجارب (كما هو الحاصل مثلا بالنسبة للخصخصة وتحرير التجارة وتشجيع الاستثمار الأجنبي). وذلك لا يعني بأي حال القطيعة<hr>إضغط هنا لتحميل الملف المرفق كاملاً (http://192.168.0.105/archive02/attachments/DocsFolders/08-2012/عربي-176.doc)