المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أقلام وآراء عربي 179



Haneen
2012-08-11, 09:48 AM
أقـــــلام وأراء عربي 179{nl} نصيحتنا للابراهيمي: لا تقع في المصيدة{nl}بقلم: عبد الباري عطوان – القدس العربي{nl} خطوة ليبية كبرى نحو الديمقراطية{nl}رأي القدس العربي{nl} غبار البلطجة{nl}بقلم: عزت القمحاوي - المستقبل{nl} 'القسمة والنصيب' في التلفزيون المصري!{nl}بقلم: سليم عزوز – الاهرام{nl} النظام السوري بنية مغلقة عصيّة على التغيير السلمي{nl}بقلم: محمد عمر البستاني المستقبل {nl} أيام من أيلول في الذاكرة العربية!{nl}بقلم: شمس الدين الكيلاني - المستقبل{nl}نصيحتنا للابراهيمي: لا تقع في المصيدة{nl}بقلم: عبد الباري عطوان – القدس العربي{nl}تشير الأنباء القادمة من الامم المتحدة ان السيد الأخضر الإبراهيمي وزير الخارجية الجزائري الاسبق، اختير كمبعوث عربي ودولي للتعاطي مع الملف السوري، خلفا لكوفي عنان الذي استقال قرفا وإحباطا، وقال شهادته للتاريخ.{nl}التكليف الرسمي سيصدر يوم الخميس المقبل، والامين العام للمنظمة الدولية، بان كي مون، متحمس للسيد الابراهيمي، وكذلك السيدة سوزان رايس مندوبة الولايات المتحدة الامريكية، وبات الأمر متعلقا بقبول صاحب الشأن، اي السيد الابراهيمي، لهذا التكليف.{nl}اتمنى شخصيا ان يرفض السيد الابراهيمي هذه المهمة الخطيرة، وان يعتذر عن قبولها حرصا على ما تبقى لديه من مصداقية، واحتراما لسنه، وتجنبا للوقوع في مصيدة جرى إعدادها له بإحكام، لتفتيت سورية كمقدمة لتفتيت المنطقة بأسرها.{nl}قبل ان نخوض في التفاصيل، نجد لزاما علينا التذكير بأن كوفي عنان لم يفشل، وانما تعمدت الولايات المتحدة والدول الغربية والعربية الاخرى إفشاله، لأنه وضع اصبعه على الجرح، عندما اراد حوارا يحافظ على وحدة التراب السوري، ويحقن دماء الشعب الواحد، ويمنع الحرب الأهلية الطائفية، وتدخلات القوى العظمى وصراعاتها على الارض السورية.{nl}كوفي عنان كان يريد إشراك جميع القوى الاقليمية في حل سياسي، لقناعته بأن الحلّ العسكري سيكون مدمرا، ولهذا ذهب الى طهران وبغداد واسطنبول والرياض وموسكو، ولكن الولايات المتحدة وحلفاءها في المنطقة لا يريدون الحل السياسي، ويفضلون بل ويعملون على تدمير سورية، مثلما دمروا العراق والمقاومة الفلسطينية، وادخلوا المنطقة في دوامة سلام كاذب، اوصلها الى ما وصلت اليه من ضعف وهزال، وبما يخدم في نهاية المطاف مصلحة اسرائيل.{nl}اختيار مبعوثين عرب للقيام بمهمات دولية تحت ذريعة تسوية النزاعات والحروب في المنطقة، يجعلني اضع يدي على قلبي خوفا، فقد تعرضنا للدغ من الجحر نفسه، اي الامم المتحدة، اكثر من مرة في السابق وتحت واجهات عربية اختيرت بعناية، ووفق أجندات مريبة.{nl}لا يمكن ان ننسى ان غزو العراق وتدميره وتجريده من اسلحة الدمار الشامل التي هي اسلحة للأمة بأسرها، ثم عندما كان السيد بطرس غالي امينا عاما للامم المتحدة. فقد كان الأكثر حماسا لوضع العراق تحت البند السابع لميثاق الامم المتحدة، وبما يشرّع استخدام القوة، وارسال نصف مليون جندي امريكي الى الجزيرة العربية، وعندما اكتشف حقيقة المخطط، واعترض على الحصار الظالم، جرى القذف به من موقعه بطريقة مهينة ما زال يعاني من آثارها اكتئابا.{nl}' ' '{nl}السيد الابراهيمي نفسه، جرى توريطه بطريقة اجرامية، عندما قبل بتكليفه مبعوثا امميا للعراق، لترتيب اوضاعه تحت مظلة الاحتلال الامريكي، وصياغة مستقبله، وبالتنسيق مع الجنرال بريمر. فارتكب الخطيئة الكبرى، وهي المحاصصة الطائفية اثناء خروجه بفكرة مجلس الحكم في العراق، وتوزيع مقاعد المجلس على اسس عرقية ومذهبية بين الشخصيات العراقية المعارضة التي كانت تتصدر مؤتمر لندن، واختارها السفير الامريكي ريتشاردوني. وهو المؤتمر الذي مهّد لغزو العراق واحتلاله، واضفى مشروعية عراقية عليهما.{nl}الغالبية الساحقة من مآسي العراق وكوارثه السياسية في مرحلة الغزو، وما بعدها، جاءت بسبب مجلس الحكم وتقسيماته الطائفية، بما في ذلك حلّ الجيش العراقي وتفكيك مؤسسات الدولة تحت مسميات اجتثاث البعثيين، والسيد الابراهيمي احد المسؤولين عن هذه الاخطاء، او بالاحرى الكوارث، سواء كان ذلك بحسن نية او عن قصد.{nl}أعترف بأن السيد الابراهيمي كان شجاعا عندما فاجأ الجميع، وفي جلسة حوار عقدت في افتتاح مؤتمر الديمقراطية في دبي عام 2006 على ما اظن، وكنت مشاركا فيه، عندما اعتذر عن خطأ المحاصصة الطائفية الذي وقع فيه اثناء تشكيل مجلس الحكم العراقي، ولذلك لا نريده ان يتورط في مهمة ربما تكون اكثر خطورة عليه والأمة بأسرها، لأن لا مجال لاعتذار جديد، بعد ان اقترب الرجل من الثمانين من عمره.{nl}سورية تعيش حاليا حربا اهلية، او بالأحرى صراعا على السلطة، او حربا بالوكالة بين دول عظمى تتقاتل على ارضها، سمها كما شئت. فالثورة الشعبية التي بدأت سلمية، تحمل مطالب مشروعة في التغيير الديمقراطي تحولت الى ثورة مسلحة تحتل مدنا وقرى ونجوعا، وساهمت في هذه العسكرة دول عديدة عربية واجنبية، تحت عنوان حماية المحتجين وانطلاقا من حقهم في الدفاع عن انفسهم، وعلى امل التسريع في اسقاط النظام، وهو امر لم يحدث، ولا يوجد اي مؤشر ان النظام سيسقط في المستقبل المنظور، لأسباب ليس هذا مكان شرحها.{nl}لا نريد ان يكرر السيد الابراهيمي خطأه والدكتور غالي في العراق، ويجري توظيفه في اطار خطة لتفتيت سورية وتقسيمها الى دول، او جيوب طائفية متصارعة، تمتد،اي الخطة، الى المنطقة بأسرها، وربما بلده الجزائر نفسها في مرحلة لاحقة. فهذه المهمة القذرة يجب ان تحارب، واذا كان لا يريد محاربتها فعليه ان يتركها للآخرين، وما اكثرهم، لان التاريخ لم يرحم ولن يرحم.{nl}من الصعب علينا، وفي ظل تعقـــيدات الملف السوري، والتدخــــلات الخارجية والاقليمية فيه، ان نرى اي نجاح للسيد الابراهيمي اذا ما تولى هذه المهمة، مع كل احترامنا له ولخبرته الدبلوماسية، سواء تلك التي اكتسبها عندما عمل كمساعد للامين العام لجامعة الدول العربية، عندما كانت جامعة، او كوزير لخارجية الجزائر. فهو ليس اكثر خبرة من سلفه السيد عنان، اللهم الا اذا كان مفهوم النجاح عنده يتطابق مع مفهوم النجاح عند السيدتين هيلاري كلينتون وسوزان رايس. ويكفي التذكير انهما استبعدتا كوفي عنان من آخر مؤتمر لأصدقاء سورية انعقد في باريس، لانه رفض ان يتحول الى أداة لهما.{nl}' ' '{nl}هذا ليس هو الوقت الذي يجب ان يتبادل فيه العرب توجيه اللوم الى هذا الطرف او ذاك، وان كنا نؤمن بأن النظام السوري يتحمل المسؤولية الأكبر لادارته الكارثية للأزمة، لان هذا النهج لن يفيد ابدا، ولن يوقف المجازر التي تتواصل حاليا ويدفع ثمنها من دمه وارواح ابنائه واستقراره. الشعب السوري بأسره في طرفي المواجهة.. هذا وقت البحث عن حلول ومخارج والتصرف بعقلانية مسؤولة تؤدي الى حقن الدماء، فلن يكون هناك منتصر في نهاية المطاف، وستكون سورية الوطن هي الخاسر الأكبر.{nl}ربما لا يعجب هذا الكلام الكثيرين في الحكومة والمعارضة، وبعض العواصم العربية التي تؤجج الصراع، ولكن ألم يندم الكثيرون على النهاية التي انتهى اليها العراق، ونقصد بالكثيرين اولئك الذين تدثروا بقرارات الامم المتحدة ومبعوثيها لتدمير هذا البلد، وتقطيع اوصاله، وقتل مليون من ابنائه، وانتهائه ممزقا عرقيا ومذهبيا بلا هوية، ومحكوما بديكتاتورية طائفية اكثر قمعا وفسادا من الديكتاتورية السابقة التي جاء الغرب للإطاحة بها.{nl}كوفي عنان تحرك ضميره، بعد ان اكتشف المأساة في العراق ودوره فيها صغيرا كان ام كبيرا، واراد ان يكفر عن ذنبه في سورية بالتصرف بعقلانية ومسؤولية، فانهالت عليه السهام والاتهامات من كل جانب، فقرر الانسحاب بهدوء.{nl}السيد الابراهيمي يجب ان يفعل الشيء نفسه، لأنه عانى كثيرا من لعنة العراق التي طاردته طوال السنوات السابقة، ولا يحتاج الى لعنة سورية اخرى، ربما تطارده طوال ما تبقى من سنوات في حياته.{nl}رجاؤنا للسيد الابراهيمي ان لا يقع في المصيدة، ويكون احد عوامل تفتيت سورية، فهو اكبر من هذه المهمة التي لن تضيف اليه جديدا، فممنوع عليه ان ينجح اذا تصرف من منطلق عربي، وانحاز الى ضميره ورفض ان يكون أداة.{nl}خطوة ليبية كبرى نحو الديمقراطية{nl}رأي القدس العربي{nl}خطت ليبيا خطوتها الثانية على طريق الديمقراطية عندما اختار المؤتمر الوطني العام الزعيم المعارض السابق محمد يوسف المقريف رئيسا له في انتخابات جرت يوم الخميس من قبل مئتي عضو يمثلون مختلف انحاء البلاد والقوى السياسية فيها.{nl}السيد المقريف يمثل الاحزاب والجماعات الاسلامية وبعض المستقلين، بينما يمثل خصمه او بالاحرى منافسه علي زيدان التيار الليبرالي الذي يتزعمه السيد محمود جبريل اول رئيس وزراء في ليبيا بعد الاطاحة بنظام العقيد معمر القذافي.{nl}مهمة السيد المقريف لن تكون سهلة، بعد تسلم مسؤولية القيادة من المجلس الوطني الانتقالي ورئيسه مصطفى عبدالجليل، فعليه اختيار حكومة جديدة برئاسة جديدة تخلف حكومة السيد الكيب، ووضع دستور دائم للبلاد، واعادة بناء مؤسسات الدولة، وجمع الاسلحة من الميليشيات.{nl}ولعل المهمة الابرز تتمثل في اعادة الثقة بالدولة الليبية ووحدتها الترابية، وهي الوحدة التي تعرضت للاهتزاز بفعل اشتباكات قبلية وظهور بعض النزعات الانفصالية، خاصة في منطقة برقة التي ينتمي اليها السيد المقريف.{nl}ويملك رئيس المؤتمر الوطني الليبي العام خبرة سياسية كبيرة، ليس بسبب رئاسته للجبهة الوطنية للانقاذ التي تعتبر من اقدم المنظمات الليبية المعارضة، وانما ايضا بسبب علاقاته مع الولايات المتحدة الامريكية واجهزتها التي دعمته للقيام باكثر من محاولة اغتيال للعقيد القذافي، وبل ووصل الامر لدرجة محاولة القيام بعملية عسكرية انطلاقا من تشاد للاطاحة بحكمه.{nl}طريق ليبيا نحو الاستقرار ما زالت طويلة، والتحديات التي تواجه الديمقراطية الوليدة صعبة وشائكة، فقد شهد الاسبوع الذي سبق انتخاب رئيس جديد للمجلس الوطني الليبي العديد من التفجيرات، من بينها سيارة مفخخة انفجرت قرب مقر الشرطة العسكرية في طرابلس، وانفجار آخر في المكاتب السابقة الخالية للمخابرات العسكرية في مدينة بنغازي.{nl}السؤال الذي يطرح نفسه بقوة هو حول مدى قبول الميليشيات المسلحة لنتائج هذه الديمقراطية الجديدة، ومدى التفافها في الوقت نفسه حول السيد المقريف، خاصة ان معظم زعامتها لم تحصل على التمثيل الذي تستحقه في البرلمان المؤقت.{nl}الميليشيات المسلحة هي التي تملك القوة الحقيقية على الارض، وهي التي لعبت الدور الاكبر في القتال ضد نظام العقيد القذافي، واصبحت دولة داخل دولة، لها سجونها ومعتقلاتها واجهزتها القضائية والادارية للتعاطي مع الظروف المعيشية للمواطنين في المناطق التابعة لها.{nl}لا شك ان التيار الليبرالي بزعامة الدكتور محمود جبريل الذي فاز بحوالى 39 مقعدا من مجموع 80 مقعدا مخصصة للاحزاب (هناك 120 مقعدا للمستقلين) سيشعر بخيبة امل كبيرة من جراء هذه النتائج، وربما تتفاقم خيبة الامل هذه اذا ما جرى تجاوز الدكتور جبريل، والطلب من شخص آخر تشكيل الحكومة الليبية الجديدة.{nl}في جميع الاحوال لا يمكن التقليل من اهمية هذه الخطوة، اي انتخاب السيد المقريف، رئيسا للبرلمان المؤقت، وتولي المسؤولية الاعلى في الدولة خلفا للسيد عبد الجليل ومجلسه الانتقالي، فكل الدلائل تشير الى ان ليبيا بدأت رحلة الالف ميل نحو الديمقراطية والاستقرار نظريا على الاقل، ولكن من الصعب الجزم بان هذه الرحلة ستكون خالية من المطبات الوعرة.{nl}غبار البلطجة{nl}بقلم: عزت القمحاوي - المستقبل{nl}على الرخام المعتم لجدار صالة مطار القاهرة القديمة تنبسط لوحة ضخمة لصورة الرئيس الأمريكي بجوار كلماته التي قالها بحق الثورة المصرية: 'سوف نعلم أولادنا لكي يكونوا مثل الشباب المصري'.{nl}عبارة أوباما العاطفية التي قالها تعليقًا على الثورة المصرية الأبهى بين الثورات نسيها المصريون، وربما نسيها أوباما نفسه، لكنها ظلت مصلوبة في مطار القاهرة، الذي عاد كما كان.{nl}يلخص المطار صورة أي بلد؛ وقد عاد جنود الشرطة وموظفي مطار القاهرة إلى النداء بصوت عال على المسافرين الموصى عليهم من أجل تفادي الاصطفاف في الطابور أمام معبر الجوازات، تحت لوحة أوباما المضحكة.{nl}لم يتسرع أوباما في جملته العاطفية، لكنه قالها نفاقًا وأسرع مع أجهزة دولته في العمل من أجل جعل إنجاز الشباب المصري مجرد ذكرى تكفنها كلماته!{nl}الذين عبروا مطار القاهرة عقب إزاحة مبارك مباشرة، رأوا كيف ارتعد المرتشون وأصحاب النفوذ من روح العدالة التي حملتها الثورة والتزموا بالطابور. كان الراشي والمرتشي والقريب وقريبه يخشيان الإقدام على السلوك المنحط نفسه الذي طالما مارسوه خلال حقبة مبارك عندما كان كل شيء خارج القانون، حتى أن بعض المخالفات كانت ـ وعادت ـ ترتكب لمجرد أنها مخالفات، أو لكونها علامة تميز عديمة القيمة، ومن بينها ميزة عبور حاجز الجوازات سريعًا التي لا يستفيد الراكب منها، لأنه يعود إلى الوقوف مع الآخرين مجددًا انتظارًا لحقائبه.{nl}اصطفت الطوابير في أيام الثورة الأولى استعدادًا لدولة النظام التي ستخرج من رحم دولة العصابة، لكن العصابة كانت أقوى، وأعادت انتشارها بالحيلة هذه المرة، وعندما تمكنت من رقبة الدولة انفض طابور المطار، وفتــــح الموظفون في كل مكان أيديهم لتلقي الرشوة التي غابت عنهم أيام الثورة.{nl}كل ما يجري في مصر الآن خارج القانون. لا أحد في مكانه، ولا أحد يتقيد بمقتضيات وظيفته. قضاة يتدخلون في السياسة علنًا ويهينون رئيسًا منتخبًا، عسكر يتركون الحدود مكشوفة ليواصلوا العبث بمقدرات الداخل، جماعة بلا صفة سياسية تحرك ابنها الرئيس، وأقلام تستأجر مثلما تستأجرسكاكين وعصي البلطجية.{nl}البلطجة سيدة الموقف، والجنود الذين ينادون على الراكب المميز كي يخرج من طابور الجوازات في المطار يوجد مثلهم في الصحافة والإعلام، كل يدافع عن معلمه. والفرق الوحيد في المبلغ الذي يتقاضاه البلطجية لقاء خدماتهم؛ فراكب الطائرة قد يضع عشرين جنيها في يد الجندي الذي يخدمه، بينما يضع راكب البلاد مليون جنيه في يد الصحافي أو الإعلامي!{nl}وقد انتبهت جماعة الإخوان إلى هذه الحقيقة؛ فلم توعز لمجلس الشورى الذي يمارس حقوق الملكية على الصحافة لإصلاح الإعلام، لكنها تركته على حاله ودخلت معركة تغيير رؤساء التحرير بآخرين سيتلقون الامتيازات نفسها، ليحولوا اتجاه أقلامهم.{nl}وفي أثناء المعركة بينها وبين الصحافة وقعت مجزرة الجنود في سيناء، فكانت فرصة الصحافة والإعلام في إلصاق كل المسئولية بالرئيس الإخواني محمد مرسي. بعضهم وجه اتهامات قاطعة للجماعة وحركة حماس بقتل العسكريين في رفح.{nl}افتئات على الحقيقة لا يمكن وصفه إلا بالبلطجة الإعلامية المستفزة ضد الرئيس، إذ لا ذكر لمسئولية المجلس العسكري ومهمته الأولى في الدفاع عن الحدود، ولا ذكر لاتفاقية كامب ديفيد التي أفرغت سيناء من السلاح وتركتها مكشوفة أمام الإرهاب وعصابات المخدرات.{nl}ولم يكتف محرك العرائس بهذه البلطجة الإعلامية، بل دفع ببلطجية مبارك للاعتداء على رئيس الوزراء ومنع الرئيس من حضور الجنازة والهتاف ضد الإخوان قتلة الجنود!{nl}وما كان من مجلس الجماعة إلا أن أوعز لمجلسه بإصدار حركة التغييرات في الصحف المسماة بالقومية بعد أن كان أرجأها، كما أوعز لميلشياته لتأديب الإعلاميين ضربًا. من حيث المبدأ هذا أسلوب غريب في الحكم، كما أن الميلشيات الإخوانية لم تعتد على من أساءوا إلى الجماعة خاصة، بل على إعلاميين وسياسيين آزروا الرئيس الإخواني في جولة الإعادة ضد مرشح نظام مبارك.{nl}وهكذا تغيب الثورة وتغيب الدولة تحت غبار البلطجة وقعقعة أسلحة بلطجية جماعة مبارك وجماعة الإخوان، وهما صنوان لم يفترقا منذ أطلق السادات هذه الجماعة في حربه ضد اليسار منصف السبعينيات، ولم يفترقا بعد الثورة، على الرغم من المشاحنات بين بلطجية الطرفين.{nl}ويومًا ما، ليس ببعيد، ستكنسهما معًا ثورة جديدة، وسيكون على الأمريكيين أن يعلموا أولادهم بحق كيف يتصرفون مثل الشباب المصري.{nl}'القسمة والنصيب' في التلفزيون المصري!{nl}بقلم: سليم عزوز - الاهرام{nl}كما قال ابن أبيه، وكان في معزل: ' تكون في فمك وتقسم لغيرك'، وقد كان مذيع تلفزيون الريادة الإعلامية خيري حسن هو اقرب المرشحين لرئاسة القطاع الأهم، وهو قطاع الأخبار، الذي مات إكلينيكيا، بعد منحه لإبراهيم الصياد، وموت برنامج 'صباح الخير يا مصر' كاشف عن هذا الموت وليس منشئاً له.{nl}يحسب الصياد علي امة قد خلت، والرجل باهت، كحكومة الدكتور هشام قنديل، الذي راعي فيها الرئيس محمد مرسي أن تكون من السكرتارية ومديري مكاتب الوزراء السابقين، الذين لا يستطيعون ضرباً في الأرض، ولا يتحركون إلا وفق ' الهام السيد الرئيس'، لنعود بفضلهم إلي زمن الرئيس الملهم، والرئيس الضرورة، وبعد ان صار هناك وزير إعلام جديد ينتمي إلي جماعة الإخوان المسلمين، فانه يصبح من الضروري أن يغادر رئيس قطاع الأخبار، والذي هو بمثابة ' الشريان التاجي' بالنسبة للإعلام المصري بحسب قول وزير الإعلام الجديد، ويبدو انه استقر في وجدانه انه لكي تكون وزيراً للإعلام في المحروسة لابد ان تصك المصطلحات، وقد كان الرائد متقاعد صفوت الشريف مخترعاً كبيراً في هذا المجال..و لم أعد سعيداً بالمناسبة باستمرار حبسه، وكم تمنيت ان تعاد محاكمة رموز النظام البائد بالقانون ويدون الخضوع لتأثير الرأي العام، فدولة القانون كانت مبتغي الثوار، وليست دولة ' الكيد السياسي'.{nl}لا يعرف وزير الإعلام الجديد تفاصيل الأمور في مبني ماسبيرو، فليس مهتماً، ومن اختاره لهذا الموقع كلفه من البلاء ما لا يطيق، وانا ضد وجود هذا المنصب بعد الثورة، وهو المرتبط وجوداً وعدماً بالدولة المستبدة التي تريد ان توجه الإعلام، وعندما قيل انه لابد من وجود وزيراً للإعلام لفترة من الزمن لإعادة الهيكلة ثم يلغي الموقع، ويدار المبني العتيق علي طريقة إدارة الـ ' بي بي سي'، قلت ان حمدي قنديل هو الأقرب بحكم الاختصاص، وبحكم انتمائه للثورة، وأيضاً لأنه كان من القوي الثورية التي قررت مع اختلافها مع جماعة الإخوان الانحياز إلي مرشحها الرئاسي الدكتور محمد مرسي، في جولة الإعادة، وعندما رفع شعار: ' قوتنا في وحدتنا'، بعد ابتذال شعار: ' مشاركة لا مغالبة' الذي كان يرفعه الإخوان من قبل ثم تبين ان رفعه للاستهلاك المحلي، فلما فتح باب الترشيح للانتخابات البرلمانية انقلبوا علي الشعار وأردوها مغالبة لا مشاركة.{nl}لا يلدغ مؤمن من جحر مرتين، لكن هناك من لديهم استعداد فطري لأن يلدغوا من جحر الإخوان مثني وثلاث ورباع، وجاء تشكيل الحكومة ليذكرنا بخالد الذكر جحا، الذي سئل يوماً ماذا تفعل في ديونك القديمة؟.. قال: لا أسددها. قيل: والجديدة؟.. قال: اتركها حتي تصبح قديمة بمرور الأيام، فقد تبين ان شعار: ' قوتنا في وحدتنا'، الذي تم به دغدغة المشاعر الجياشة لعدد من رموز القوي الثورية هو ' وحدة الإخوان'، لكن وحتي لا نظلم عواطف جماعتنا، فانهم انحازوا لمرسي حتي لا يأتي الفريق احمد شفيق، الذي قال عن مبارك انه مثله الأعلى.{nl}ويصدق في ' فعلة الإخوان' قول الشاعر ابن أبيه:{nl}أصعب حاجة إنك تكون بتحب في حد.. وانت واخدها بجد.. والحد واخدها هزار!.{nl}المذيعات الكبار{nl}في البداية قيل ان المجلس العسكري ضغط علي الرئيس المنتخب حتي انتزع سلطة الاختصاص فيما يختص بالوزارات السيادية ومن بينها وزارة الإعلام، لكن باختيار صلاح عبد المقصود، الاخواني المعروف، وزيراً للإعلام تأكد ان ما تم الترويج له ليس صحيحاً، وان الرئيس مطلق السراح، وان أولي الأمر منا ' جماعة وحزباً' يريدون الوزارة علي قاعدة ' الإعلام الموجه' وثيق الصلة بالأنظمة الشمولية، لأن زميلنا عبد المقصود ليس هو الشخص المناسب لعملية الهيكلة، وكيف يهيكل ما لم يحط به علماً، فلا أظن أن أمر التلفزيون كان شاغله في يوم من الأيام لا بحكم التخصص ولا بحكم الانتماء الفكري، وفي برلمان سنة 1978 وقف عدد من نواب الإخوان وهاجموا احتفاء التلفزيون الرسمي بالخلاعة والرقص والمجون، وكان وزير الداخلية رجلاً ' مفلوت العيار' ومسحوباً من لسانه، فقال لهم بعامية سوقية: أليس غريباً ان تكونوا مشايخ وتشاهدون التلفزيون، وإلا كيف وقفتم علي انه يبث المجون والرقص؟!.{nl}عندما علمت بأمر تعيين زميلنا عبد المقصود وزيراً للإعلام أشفقت علي المذيعات الكبار فيه، والواحدة منهن تنافس نجمات السينما وقد تدخل علي الوزير فيسأل من بجانبه بصوت خفيض: من هذه؟.. وقلت انه قادر بعدم معرفته بهن ان يحطم معنوياتهن.. فلدي شك كبير في ان وزير الإعلام الجديد يمتلك جهاز تلفزيون في بيته، وإذا وجد فهو مضبوط علي قناة ' مصر 25' خيبة الإخوان الثقيلة، فالقوم ليسوا محظوظين في مجال الإعلام ولم يظهروا في هذا المجال كرامة، لأسباب يعلمها سبحانه وتعالي !.{nl}وللعلم فلم يعد تلفزيون الريادة الإعلامية بقادر الآن علي أن يصنع نجوماً، فالذين صنعوا نجوميتهم فيه كان هذا في مرحلة ما قبل ' الجزيرة' وظهور الفضائيات الخاصة، التي سحبت البساط من تحت قدميه، وقبل أيام استمعت الي مذيعة فيه تقول ان هناك مؤامرة علي التلفزيون المصري، وضربت مثلاً بمسلسل عادل إمام الذي يعرض علي شاشته فلا يتخلل العرض سوي إعلان واحد، في حين ان المشاهد يمل من الفواصل الإعلانية التي تتخلله وتتخلل غيره من المسلسلات في هذا الشهر الفضيل علي القنوات الخاصة.. أسهل شئ ان تعلق فشلك علي شماعة ' المؤامرة'.{nl}الزواج بالإكراه{nl}هناك ملفان علي مكتب وزير الإعلام يحتاجان الي قرار حاسم، الأول هو وضع حد لعملية الزواج بالإكراه التي تمت في زمن صاحب النفوذ عبد اللطيف المناوي بين قطاع الأخبار وقناة النيل للأخبار، وسيحتاج الأمر الي فترة ليست بالقصيرة ومن الشرح وتكرار الشرح ليقف علي أهمية الانفصال ووجوب الطلاق للضرر. والملف الثاني هو إقالة القيادات الفلولية وشبه الفلولية من المواقع القيادية، فالذين حكموا مصر علي مدي عام ونصف العام لم يكن لهم ولاء للثورة، ولهذا ابقوا مثلاً علي عضو في لجنة السياسات علي قمة احدي المؤسسات الصحافية القومية، علي الرغم من انه كان قد تقدم باستقالته بعد الثورة وبعد أن حاصره العاملون في المؤسسة، وقد رأينا كيف جري تصعيد معتزة مهابة لتكون القائمة علي قناة النيل للأخبار، وهي من الفلول بالنشأة والتكوين، وكانت تناصر النظام البائد، وتهاجم الثوار، ووصفت الثورة بنكسة يناير، ولهذا جري ترقيتها الي هذا المنصب، وفي عهد الثورة!.{nl}يحتاج الوزير الجديد إلي ردح من الزمن قبل ان يعرف اسم معتزة مهابة أصلاً ، ولانه ليس ملماً بالتفصيل فقد يستدعيها من 'باب التبين' وسوف تنفي له كما فعلت من قبل، فيطمئن قلبه بالايمان، وربما يري أنها بهذا النفي والخوف من ضياع الوظيفة الكبري ما يمكنه من السيطرة ولن يعدم قاعدة دينية تمكنه من تبرير قراره فهي ' من المؤلفة قلوبهم'.{nl}الجزء الثاني من الملف الثاني هو الخاص بقطاع الأخبار، وهو القطاع الذي فتح الباب علي مصراعيه في الانتخابات الرئاسية للتشهير بالإخوان والترويج للفريق احمد شفيق مرشح النظام القديم ، ومن هنا فان إقالته ضرورة، إلا إذا كان الوزير قرر ينتحر ويبقي علي إبراهيم الصياد في موقعه.{nl}ولعل هذا هو ما دار في خلد المذيع التقليدي علي الطريقة القديمة، خيري حسن وهو من أبناء القطاع القدامي، وربما شاهده الوزير في تلفزيون الجيران وهو يقرأ نشرة الأخبار بالطريقة الخشبية عندما يتحنط المذيع ويتسمر في مكانه، وكأنه واحد من المصريين القدماء وقد توصل إلي أسرار فن التحنيط!.{nl}تم تكليف خيري حسن بإذاعة وقائع بث جنازة شهداء رفح فهتف: انها فرصتي، ووقف من الجنازة غير بعيد، ولم يظهر الرئيس محمد مرسي أمامه علي الشاشة، ومع هذا اخذ يصف مشاعر الحزن والآسي التي يراها علي وجه الرئيس، وكيف ان الرئيس الذي يبدو متماسكاً يدمره الحزن وكيف انه يتمزق من داخله.{nl}مذيعو التلفزيون المصري ومنذ بداية بثه لديهم قدرته علي قراءة ما يدور في القلوب، فهم مكشوفاً عنهم الحجاب، وعندما كنت في المهد صبياً كانت تدهشني العبارة التي تتردد والي الآن علي لسان من ينقل وقائع الصلاة علي الهواء مباشرة سواء في التلفزيون او في الإذاعة: ' وأري المصلين الآن وقد وقفوا يؤدون ركعتي السنة في خشوع وخضوع'، من أين عرف انهم في خشوع وخضوع؟.. ثم يذكر الدعاء الذي يذكرونه في صلاتهم والذي يختلف من مذيع الي مذيع فهذه فقرة فيها حرية التصرف.{nl}بعد أن أسهب خيري حسن في ذكر مشاعر الرئيس في هذه اللحظات العصيبة وتمزقه الداخلي تبين ان الرئيس لم يشارك في الجنازة، ليذكرنا هذا بواقعة قديمة جرت في سنة 1981 عندما جاء مانشيت جريدة ' المساء' ان الرئيس السادات غادر العرض العسكري إلي منزله، وتناول طعام الغداء في حضور عدد من قيادات الدولة وكان قد صافح عدد منهم لحظة خروجه من العرض، وكان السادات والصحيفة في الأسواق قد مات، وقد تم طبع ' المساء' دون انتظار انتهاء العرض، فكان كل ما جاء فيها فضيحة.{nl}ربما ظن خيري حسن انه في اللحظة التي سيصل فيها إلي مبني التلفزيون وبعد نقل توصيف مشاعر الرئيس بدقة سيجد قرار تعيينه رئيساً لقطاع الأخبار في انتظاره فقد اثبت هو الإخلاص العذري للمرحلة الجديدة، لكن إذا بالأمر يتحول إلي فضيحة مكتملة الأركان ويتغني بها الركبان، مما يحول بطبيعة الحال دون ترقية المذيع المذكور الي هذا المنصب بعد ان ظن انه الأقرب اليه، فهكذا القسمة والنصيب والتي عبر عنها ابن أبيه: ' تكون في فمك وتقسم لغيرك'.{nl}دنيا إذا حلت أوحلت!.{nl}النظام السوري بنية مغلقة عصيّة على التغيير السلمي{nl}بقلم: محمد عمر البستاني المستقبل {nl}طوال أكثر من أربعة عقود زمنية طويلة، مرت على المجتمع السوري وكأنها دهور بأكملها، عانى فيها أبناؤه أشد أنواع القمع والبطش والقهر والاضطهاد والاحتكار للسلطة والثروة والقرار، وتحكم بهم أسوأ أنواع الاستبداد السياسي والعسكري والأمني المسلح بكم هائل من مبادئ ايديولوجيا العنف الرمزي والمادي البعثية القائمة على الانقلاب والاستئصال وأعراف العصبية السياسية والطائفية.. أقول: طيلة تلك العقود والحقبة السوداء التي لم يقدر فيها للشعب السوري أن يعيش فترات الراحة والسعادة ولو لفترة زمنية قصيرة، لم يكن من الممكن لأي كان أن يتصور أن بنية سياسية وعسكرية - أمنية مصمتة ومغلقة على ذاتها ومتكورة على مصالحها ومكتسباتها الفئوية، ولها مراكز قواها وحلقاتها المتراكبة والمعقدة، مثل بنية هذا النظام الديكتاتوري، ستبدأ بالتفكك والانهيار والذوبان ككثبان الرمل تحت ضربات سواعد أبناء هذا الشعب المظلوم، ومن دون أية تدخلات خارجية (بعد هذا الصمت الدولي المطبق والعاجز)، نتيجة حادثة بسيطة، تعامل معها رؤوس وعتاولة النظام باستخفاف واستهانة وتكابر وعناد مفضوح على جري أمثال هؤلاء الطغم الحاكمة.. {nl}ولكن -كما يقولون- هي روح التاريخ ومكره، فقد تسقط دولة قوية جبارة، أو أمة قوية عملاقة نتيجة فعل اجتماعي عادي غير محسوب وغير منتظر أو متوقع، أو نتيجة سوء تقدير وعدم نضج وعدم خبرة قادتها ونخبتها الحاكمة مما يجعلها غير قادرة على وعي وإدراك لطبيعة معادلات حكمها الداخلية والخارجية، فتسقط الدول والأمم والحضارات هكذا بلا مقدمات مميزة أو غير عادية في براثن الاسترخاء والجمود السياسي والمجتمعي، ولاحقاً في مهاوي التفتت والضياع، وتبديد الثروات والموارد والمكانة والدور.. بعد أن يكون حكامها قد ارتاحوا لحالة من الرغبوية والذاتية والغرور والعنجهية والتسلط التي تجتاحهم بعد طول إقامتهم المديدة في هيكل السلطة المغلقة، بما يجعلهم يعتقدون خطأ أنهم أغلقوا تماماً حركة وسنة التغيير التاريخية بمفاتيح القوة الفارغة الباطشة والساحقة التي يدعون حيازتها، متناسين أن الشعوب المقهورة تصابر ولا تسامح، تنتظر ولا تنسى، وتتفجر لاحقاً غضباً وكرامة وحرية كالبراكين الثائرة من بواطن الجبال الشاهقة أو من أعماق البحار الهادئة أو الوديان السحيقة أو السهول الممتدة الواسعة.. {nl}وهكذا فقد كانت سوريا الوطن والإنسان والجغرافية والدور والمكانة - مغيبة عقوداً طويلة عن ذاتها وتاريخها وهويتها الوطنية الحقيقية، هوية الحضارات العظيمة التي صنعها أبناؤها على مدى التاريخ كله.. وكانت مستبعدة كذلك عن دورها ومكانتها الحيوية المعروفة والطبيعية التي وفرتها لها جغرافيتها وغناها البشري والطبيعي، بسبب ما فعله بها نظام البعث الانقلابي الذي دخل جسد هذا البلد في غفلة من الزمن، كداء الطاعون الذي لا يترك جسداً إلا بعد أن يصيبه بعاهات وأمراض مستديمة شبه قاتلة.. وهكذا لم تستفد سوريا كدولة ومؤسسات وشعب ومجتمع من ثروات وموارد وطاقات البلد إطلاقاً، بل بقيت حكراً على نخبة متريفة خاصة وطبقة وفئة قليلة من أهل السلطة ومن لف لفهم من الأعوان والمحازبين والمنتفعين والحواشي من أهل المدن المحدثي النعمة من هنا وهناك ممن كانوا يطبلون للنظام، ويزينون له وجهه القبيح وأعماله الرديئة وأفاعيله السيئة بحق المواطن والمجتمع والدولة السورية حتى وصل شره إلى كثير من دول المنطقة العربية (العراق- الأردن -لبنان- فلسطين..).. كما أن الشعب لم ينتفع أبداً من هذا الوجود الجغرافي الحيوي المهم لسوريا على مفترق وتقاطع طرق برية وبحرية وجوية حيوية ومميزة لم تتوفر لغيره كان يكفي حاكمها أن يجلس بكل هدوء وأريحية، ويجبي الأموال التي يمكن أن تأتيه فقط كضرائب من حركة النقل وعبور الترانزيت (بكل أنواعه) عبر بلده.. ولكن للأسف تحول هذا الموقع الاستراتيجي المهم والنوعي من نعمة إلى نقمة، ومن خير إلى شر في ظل وجود هكذا سلطة ديكتاتورية انعدمت عندها حتى أدنى درجة من درجات قيم الضمير الوطني، وكل منافذ التفكير بمصالح الناس والمجموع العام، وتركز تفكيرها وهاجسها الجنوني الأوحد في بقائها بالحكم رابضةً بالقوة والقهر وبحماية الأمن والعسكر على صدر هذا الشعب الأبي، بقطع النظر عن الأثمان والتكاليف الباهظة لمثل هذا الحكم اللا شرعي.. والذي لم يكن أصلاً له أية شرعية قانونية أو شعبية أو أخلاقية.{nl}ونتيجة لهذا النمط البدائي المتخلف والما قبل دولتي من التفكير الأناني النفعي الذي هيمن ولا يزال يهيمن- على معظم طاقم الحكم السوري طيلة فترة حكم البعث منذ حوالى خمسة عقود، وبالذات على هذا الطاقم العائلي الأسري الأخير المتحكم بدفة الحكم وآليات سير القيادة في بلد عظيم وموفور الغنى مثل سوريا، وصلنا إلى ما نحن عليه الآن من حالة الدمار والقتل والصراع الأهلي والحرب اليومية المنتشرة على كامل رقعة مساحة هذا البلد، وما يكلفه من خسائر معنوية ومادية سياسية واقتصادية واجتماعية كبيرة، مع تهديد يومي متصاعد باندلاع حرب أهلية واقتتال طائفي وعرقي ناتج عن اجتياح آلة القمع النظامية العنيفة فائضة القوة غير المستخدمة ضد إسرائيل - بمختلف أدواتها ورمزها الطائفية البغيضة - لكافة المدن والبلدات السورية منذ حوالى خمسة عشر شهراً.. {nl}وقد عطل هذا الواقع القسري المفروض على البلد حالياً نتيجة انعدام حس القيادة الواعية، وعدم وجود أدنى وازع أخلاقي مسؤول لدى الحاكم السوري، كافة مواقع التنمية والعمل والفاعلية والإنتاج لدى المواطن السوري، وضاقت به سبل الحياة والعيش حتى بأدنى مقوماته، وبدأ الجميع بالبحث عن ملاذات آمنة من هول البطش المفروض عليهم، يراه بعضهم في الدين والآخر في الطائفة.. في انعدام العيش مع هذه الطائفة أو تلك... الخ..{nl}وهكذا انطلق النظام ليستثمر في كل شيء بغض النظر عن أخلاقيته وشرعيته وإنسانيته - يحقق له وجوده اللا شرعي في الحكم منذ سنوات طويلة رغماً على إرادة الناس وأفراد المجتمع السوري.. وهاهو يستخدم الغول الطائفي والطائفية المقيتة كأسلوب سياسي للاستمرار في السلطة والتسلط على رقاب البشر.. وبالذات هو يستخدم الطائفة طائفته - كرهينة وكمطية لتحقيق مآربه السلطوية المتمثلة في ديمومة بقائه.. بعد أن ضربها وأمضى سيفه فيها ليجعلها مجرد أقلية ضائعة ومشتتة ومتشظية وبلا مرجعية بعيدة عن روح المشاركة الوطنية الفاعلة مع باقي الفاعلين الوطنيين لبناء وإنتاج سوريا الجديدة، مبقياً هذه الطائفة كالطير المذبوح، رهن سيطرته في مواجهة أغلبية ساحقة تريد تغييره بأي شكل كان.. {nl}وها قد مرت عقود طويلة على هذا النمط من التفكير البدائي المكلف للدولة والناس والمجتمع.{nl}نعم.. أكثر من أربعين عاماً لم يتمكن النظام من كسب ثقة مجتمعه إلا بالخوف والقمع واللعب على التناقضات والتوترات والخلافات بين الناس.. مثله مثل الاستعمار الذي حكمنا بسياسة فرق تسد..{nl}أربعون عاماً والنظام المغلق يشتغل ويستثمر في فكرة نظرية المؤامرة وعقلية الصراع ضد آخر لم ننتصر عليه ولو مرة واحدة بالرغم من كل ما قدمناه ودفعناه من أثمان باهظة من الدماء والأموال والدموع.. {nl}أربعون عاماً لم ينفك النظام يلوك مقولات المؤامرة والاستعمار الخارجي والامبريالية والصهيونية والتدخل الخارجي، المكشوفة من قبل هذا الشعب الذي قام لاحقاً بفضحها لا بل وهو نفسه ثار عليها، وقال لهم تلك اللغة باتت قديمة وعفنة، وهي عدة معطوبة وبضاعة فاسدة غير نافعة، بعد أن فقدت مصداقيتها على الفهم والتشخيص، بقدر ما أصبحت أداة للحجب والتضليل والتحريف وتزييف الوعي.. {nl}ولهذا فقد قادت تلك العقلية الاتكالية التبريرية - المركوزة في جوهر وعي النظام وأعوانه وداعميه في المنطقة- إلى الوقوع في براثن الفوضى والتخبط والتورط والتواطؤ مع من يدعي معاداتهم ومحاربتهم، بقدر ما قادت إلى استدعاء التدخل الخارجي كما حدث في العراق ويحدث الآن في سوريا التي أصبحت الموضوع الأوحد على موائد كل القوى والدول والسياسات في المنطقة والإقليم والعالم.. {nl}والقيادة العاجزة عن إدارة شؤون بلدها وغير القادرة على إصلاح أحوالها والاستجابة لمجتمعاتها، تفتح المجال والباب الواسع لتدخل الآخرين في شؤونها من الخارج، خصوصاً وأننا دخلنا منذ أكثر من عقد في عالم شبه متداخل ومترابط ومتداخل مع بعضه مصالح ومصائر وغايات.. عالم يعتبر أن لا وجود بعد الآن للحاكم الفرد المؤله المتفرد بكل شيء، عالم يعتبر القيادة حالة مؤسساتية لا فردية، عالم يعتبر أن الحاكم العاجز عن خدمة أبناء بلده هو العدو الأساسي والرئيسي لهم ولأمتهم وربما للإنسانية جمعاء..{nl}وهكذا ما كان من أنظمة حكمنا في العراق وسوريا، حيث رأينا كيف أن النظام السوري عجز عن إدارة أزمته الوجودية بصورة يحفظ فيها أمن وحرية شعبه، وطالما أنه بات عاجزاً عن تأمين مبادرات حلول ناجعة منذ بداية الأحداث كان لابد من محاسبته ومساءلته. {nl}فتحت ظل حكم البعث خسر كل من العراق وسوريا عشرات بل مئات المليارات من الدولارات على حروب وصراعات ذاتية داخلية وخارجية بعضها مفروض بحكم المؤامرات التي فتحها باب سوء استخدام السلطة والحكم والثروة.. ومعظمها كان مقصوداً لجهة إشغال الناس بصراعات الخارج عن هموم ومعيشة الداخل وقضايا التغيير المنشود.. ولكنه صراع بمجمله بلا طائل ولا جدوى، ولا معنى له سوى البقاء السرمدي للنخبة السياسية ومن معها من ناهبي المال العام في الحكم ومراكز القيادة... كما إن إيران تحت ظل ولاية الفقيه الدينية الشيعية الخاصة التي رفضها كثير من فقهاء وعلماء الشيعة وعلى رأسهم السيد محمد حسين فضل الله والشيخ محمد مهدي شمس الدين وغيرهما من علماء النجف وقم- خسرت مئات المليارات من الدولارات على شؤون النوويات وعسكرة المجتمع، وقضايا التبشير الديني والتدخل في شؤون الآخرين، في وقت هي بحاجة ماسة لتطوير وتنمية مجتمعها الذي يعاني الأمرين في تأمين حياته ومعيشته.. لاحظوا أن إيران قبل الثورة كانت أيضاً شيعية المذهب والعقيدة، وناسها كان شيعة أيضاً، ولكنهم كانوا مهتمين فقط بواقعهم وشؤونهم الداخلية..{nl}من هنا نؤكد بأن عسكرة المجتمعات والاستبداد الديني والسياسي والتفرد الأرعن بالسلطة هي مسائل تقود حتماً إلى مهاوي الصراعات والحروب الداخلية الطويلة، وتحول المجتمعات والدول حتى لو كانت غنية بالطاقات والأموال- إلى أشباه دول أو دول فاشلة كما هي حالتنا الآن في سوريا.. وعندها لا ينفع البكاء، ولا يجدي القول والشكوى بأن نقول كما تقول آلة الإعلام السوري والإيراني الغبية بأنها مؤامرات كونية متكاملة الأركان.. {nl}من هنا لب الموضوع وجوهر الأزمة الوجودية التي تعيشها تلك النظم هي هوس حكامها الجنوني بالسلطة، وكراسي الحكم، والسيطرة المطلقة - المنفلتة بلا ضوابط - على مقدرات المجتمعات ورقاب الناس الذين يعاملهم النظام كالعبيد والأقنان.. أو كالهمج الرعاع حيث يوجه إليهم الآن البنادق والرشاشات والمدافع والطائرات الحربية لقتلهم وحصدهم عسى ولعل تدوم له الحال ولو لوقت آخر..{nl}ولابد لنا من أن نلاحظ هنا أن ما يساعد النظام جزئياً في حربه الدموية على المجتمع والدولة السورية ككل هو كما سلف القول - تستره الفاضح وراء شعارات كبرى واستراتيجيات فكرية ومقاصد وغايات سياسية عظمى أكبر بكثير من إمكاناته وموارده، والتمويه الكامل من خلالها (خلال تلك الشعارات البراقة) على طبيعة حكمه العصبوي الأسروي العائلي الضيق من خلال تلك المقاصد الكبرى التي ليس بمقدور دولة كسوريا تحقيق ولو 5 في المئة منها، فما بالك في نظام رأسه قليل الخبرة، شبه أمي سياسياً، شديد الغرور، وافر الحقد الأعمى، والفساد ضارب أطنابه في كل حدب وصوب من نظامه العصبوي المستبد.. {nl}طبعاً قد يسأل سائل هنا عن أسباب قدرة النظام على إقناع الناس بتلك الشعارات التي دفع ثمنها من مستقبله ومستقبل الدولة السورية كما يقول النظام نفسه.. في الواقع الناس في سوريا ليست مقتنعة بصورة عامة بنظرية المقاومة والممانعة كما يفسرها ويدعو إليها النظام، ويغطي من خلالها على فساده واستبداده وسوء إدارته للبلد بصورة عامة.. أما عن المال والثروة السورية، فهو أي النظام- استثمرها فقط في تحسين صورته القبيحة أمام باقي البلدان والقوى الكبرى، وبنى شبكات علاقات عامة معهم، ومارس أدواراً وظيفية أرهقت مجتمعنا السوري مادياً، وكبلته ومنعته من التطور العلمي والسياسي والاقتصادي والمعرفي.. وكانت تلك الأدوار تتمحور حول أن كل شيء مباح ومحلل في سبيل البقاء في الحكم والاستمرارية على رأس السلطة.. وكل ذلك كان يأتي تحت قشرة المقاومة والممانعة التي تبين للناس أنها لم تكن أكثر من غشاء رقيق فضحته الثورة السورية على الملأ.. بعد أن استخدم الحل الأمني الواسع والكثيف والهائل ضد الشعب السوري..{nl}ولكن ما يبدو للجميع هو أن الحل الأمني العسكري الحربي البدائي لن ينفع نظاماً أرعن دخل في معركة وجودية مع شعبه الأعزل الذي أعطاه فرصاً هائلة لم تتوافر من شعب لحاكم كما توافرت لهذا النظام كي يصلح ويعمل وينمي ويخدم شعبه ومجتمعه.. ولكنه لم يفعل ولن يفعل ليس فقط لانتفاء مصلحته في الإصلاح والبناء، بل بسبب عدم وجود نية أصلاً ولا إرادة لفعل الإصلاح والبناء.. وهذا تاريخه أكبر شاهد عليه خاصة تاريخه الحديث منذ عام الـ2000 في كل أخطائه الإستراتيجية التي ارتكبها في تحالفاته وسياساته وعلاقاته مع دول المنطقة، وأخطائه في لبنان والعراق، وحقده على كل ما هو إنساني أو كل ما يشتم منه رائحة الإصلاح في بلده أو في جوار بلده..{nl}إذاً لا بدّ من الاعتراف بأن حلول النظام الأمنية الدموية، وتاريخها الحافل في سحق كرامة الشعب وإذلاله على مدى سنوات طويلة واستفحال الفساد، والتعاطي بفوقية ودموية مع الانتفاضة الشعبية في بداياتها السلمية، في انعكاس واضح لسوء إدارة الأزمة، بالإضافة إلى تخلف وسائل الإعلام المحلي، وانعدام مهنيتها وحشوها بالموظفين عديمي الكفاءات ومن لون واحد مع وجود استثناءات قليلة بالطبع، كلها عوامل سهّلت مهمة إشعال وامتداد وتجذر الثورة على هذا النظام.. وستسهل أيضاً انتصار هذا الشعب العظيم، وتحقيقه للدولة المدنية القادرة والقوية، دولة العدالة والحرية والمؤسسات.. {nl}أيام من أيلول في الذاكرة العربية!{nl}بقلم: شمس الدين الكيلاني - المستقبل{nl}شهد (أيلول) ثلاثة أحداث كبرى صادمة للضمير العربي في العصر الحديث، ترسّخ وقعها في ذاكرة جيلنا العاثر، الذي عاش فورة الأحلام والمشاريع الكبرى لتغيير حال العرب وأوضاعهم، ومرّ عليه الزمان ليشهد انطفاءها واحدة في أعقاب أخرى. لم يتوقف تأثير هذه الأحداث على الوجدان فحسب، بل إن هذا التأثير دفع التاريخ العربي بوجهة مغايرة لما هو مأمول ومتوقع.{nl}أولى تلك الأحداث، من حيث الترتيب الزمني، والفاعلية التاريخية، هو تمزق (الجمهورية العربية المتحدة) بانفصال سوريا عن مصر، في 28 أيلول عام 1961، وإعلان نهاية تجربة الوحدة السورية المصرية التي قامت في شباط 1958، تحت قيادة الرئيس جمال عبد الناصر على أمل أن تكون نواة وقاعدة للوحدة العربية الشاملة، ستلتحق بها أقطار عربية أخرى، كلما تهيأت ظروفها الذاتية لهذا الانضمام. ولقد قامت تلك الوحدة في خضم زمن ملحمي للعرب ابتدأه عبد الناصر بتأميم قناة السويس، وكسر احتكار الغرب للسلاح، وخروجه منتصراً سياسياً في معركة العدوان الثلاثي، وزعيماً غير منازع للعرب اخترقت شعبيته المليونية حدود الدولة الوطنية العربية لتشمل العالم العربي برمته. فقاد العمل العربي المشترك بطريقة لاح للعرب فيها، أنهم بدأوا يأخذون لهم مكاناً لائقاً بين الأمم، وصارت القاهرة، أثناء ذلك، في موقع العاصمة المعنوية للعالم العربي، وللقارة الأفريقية، والشريك الأبرز مع نيودلهي وبلغراد في توجيه دفة دول عدم الانحياز. وانفتح العرب حينها، من موقع الثقة بالذات والتطلع الواثق بالمستقبل، على ثقافة العصر، من دون القطيعة مع الثقافة القومية. فالتقت، في هذا الخضم، الخطوط السياسية بين مصر وسوريا يعزّزها الصراع المشترك ضد سياسية الأحلاف الاستعمارية، فقامت (الوحدة) تتويجاً لهذا اللقاء الكبير، مع موج عارم من التأييد الشعبي على الصعيد العربي، على أمل أن تكون نواة للوحدة الشاملة. لكن الانفصال في أيلول وضع نهاية مأسوية للوحدة وللآمال المُعلَّقة عليها. وكانت هذه الصيغة الوحدوية "الاندماجية" نموذجاً ارتضته النخب الراديكالية (التقدمية) على حساب صيغة "الجامعة العربية"، والصيغة "الدستورية التعاقدية"، فكان "الانفصال" الأيلولي بمثابة تراجع لنموذج الوحدة الاندماجية وإعلان بالفشل له.{nl}لقد صدم 28 أيلول أحلام العرب بالوحدة، التي بدت راجحة أيام عبد الناصر، فاستغل العسكر الانقسام الوطني الكبير الذي أعقب الانفصال، فانقضوا على السلطة، فانفتح الطريق لبروز نخبة جديدة حولت سوريا، إثر تحكمها بها،إلى محور في مواجهة مصر عبد الناصر، والنظام العربي برمته، وزادت من تمزق العرب، وخلقت وضعاً استنزفت فيه طاقاتهم، وقادت بالنهاية إلى هزيمة 1967.{nl}كسر (أيلول الأسود) زخم حركة المقاومة الفلسطينية، والاندفاعة الشعبية العربية التي أحاطت بها، فانحصرت بعدها بجنوب لبنان، وذلك بدفع من النظام السوري ليتخلص من أعبائها وليستثمر وجوهاً لصالحه عند الطلب، وهو ما جعلها أكثر خضوعاً لسياسات النظام السوري الذي استنزف جزءاً مهماً من طاقاتها في توظيفات محلية لبنانية سهلت له فيما بعد حدوث الانقسام الكبير في لبنان، والتدخل العسكري لبنان؛ وظل يتلاعب في الشأن الفلسطيني إلى أن أَجهز على منظمة التحرير الفلسطينية العدوان الإسرائيلي على لبنان عام 1982، فانتقل مركز المقاومة الفلسطينية، نهائياً، إلى قلب فلسطين،أما ما تبقى منها من نقاط عسكرية في لبنان فبقيت إلى حد كبير تحت رعاية النظام الأمني السوري، ولا تمُّتُ بصلة إلى النضال الفلسطيني.{nl}أما الحدث الأيلولي الثالث الصادم، فيتعلق بوفاة عبد الناصر، في 28 أيلول 1970، في زحمة انشغاله بوقف النزيف الفلسطيني. فكانت وفاة عبد الناصر معلماً بارزاً لنهاية حقبة في تاريخ العرب المعاصر، هي "الحقبة الناصرية" أو الحقبة "القومية التقدمية"، تقهقر بعدها تأثير الفكرة العربية على الساحة السياسية العربية، لاسيما على "الأنظمة التقدمية" في سوريا والعراق وليبيا، التي رشَّحت نفسها لتكون وريثة لدور عبد الناصر ولنموذج دولته. فلم تستطع أن ترث إلاّ الجانب الأوامري القمعي لنظامه الاستبدادي.{nl}تزامنت وفاة عبد الناصر مع انكشاف عجز وإفلاس (النظام التقدمي) المركزي، وحدوده التاريخية على الصعيد العالمي بدءاً من شرق أوروبا. فلم يتبق بعد وفاة عبد الناصر، سوى دول الأجهزة <hr>إضغط هنا لتحميل الملف المرفق كاملاً (http://192.168.0.105/archive02/attachments/DocsFolders/08-2012/عربي-179.doc)