المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أقلام وآراء عربي 183



Haneen
2012-08-15, 09:51 AM
أقـــــلام وأراء عربي (183) {nl}في هذا الملــــف:{nl}المجلس الوطني السوري يلفظ انفاسه؟{nl}رأي القدس العربي{nl}القدس تستصرخ الانسانية.. فهل من مجيب{nl}بقلم:د. سعيد الشهابي عن القدس العربي{nl}رسالة إلي الرئيس محمد مرسي‏..‏وزارة لتنمية سيناء‏!‏{nl}بقلم: د.أسامة الغزالى حرب عن الأهرام{nl}قبل أن يهزم الجميع والوطن أولهم{nl}بقلم:فهمي هويدي عن الشروق المصرية{nl}جمايكا.. أخجلتنا{nl}بقلم عبد الناصر عن الشروق الجزائرية{nl}الوجود اللغوي على نحو نسوي{nl}بقلم:سلوى العباسي عن الشروق التونسية{nl}«الإخوان» ومقولة «الحضن الإيراني»{nl}بقلم:محمد برهومة عن الحياة اللندنية{nl}زيارة لوران فابيوس لجيران سورية{nl}بقلم:رندة تقي الدين عن الحياة اللندنية{nl}الثورة العربية.. ثورة تأسيسية !{nl}بقلم:ميثم الجنابي عن الصباح العراقية{nl}طبعا ضد المقاطعة .. ولكن!{nl}بقلم:حلمي الاسمر عن الدستور{nl}«فرخة» قورة و.. بيضة «الخعنفق»!!{nl}بقلم:فؤاد الهاشم عن الكويت الكويتية{nl}مؤتمر التضامن الاسلامي والتحولات الجذرية{nl}بقلم: عبد المطلوب مبارك البدراني عن المدينة السعودية{nl}المجلس الوطني السوري يلفظ انفاسه؟{nl}رأي القدس العربي{nl}عندما تفقد ثلاث دول غربية كبرى هي الولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا وفرنسا ثقتها في المجلس الوطني السوري وتبدأ في البحث عن بديل ممثل للثورة السورية فهذا يعني ان المجلس اضاع فرصة تاريخية لكي يحظى بقيادة هذه الثورة وتمثيل القطاع العريض من الشعب السوري الذي يلتف حولها.{nl}الدول الغربية الثلاث تبنت المجلس الوطني السوري، بل لعبت دورا كبيرا في تكوينه، متشجعة بتجربة المجلس الوطني الليبي المؤقت، وحرصت على حضور قيادته لمختلف اجتماعات تحالف اصدقاء سورية في اعتراف صريح وواضح به، ولكن الخلافات الكبيرة داخل صفوفه، وفشله في استقطاب جماعات اخرى للعمل تحت مظلته، واقامة قنوات اتصال حقيقية مع جماعات الداخل، كلها عوامل تقف خلف قرار هذا المثلث الغربي المذكور.{nl}تطورات الاوضاع على الاراضي السورية لا يمكن تجاهلها في رصد اسباب سحب الثقة بالمجلس، فانتقال الثورة من المرحلة السلمية الى المرحلة العسكرية، جعل الثقل الداخلي السوري هو صاحب الكلمة العليا في مسألة تمثيل الشعب السوري المعارض للنظام.{nl}وكان واضحا ان الكثير من قيادات الداخل السوري لم تكن متحمسة لقيادة المجلس الوطني للثورة الشعبية وتمثيلها في المؤتمرات واللقاءات الدولية، وانعكس هذا الموقف في العديد من البيانات التي اتهمت اعضاء المجلس بالبعد كثيرا عن الواقع السوري لانها عاشت لسنوات طويلة في المنفى، ومعظمها من الاكاديميين والمثقفين المثاليين قليلي الخبرة في العملين السياسي والعسكري الميداني.{nl}وهذه النتيجة التي قد ينتهي اليها المجلس الوطني السوري ليست غريبة او غير متوقعة، فالتجارب السابقة اثبتت ان من يحمل البندقية ويخوض المعارك في ميدان المواجهة هو الذي ينتزع التمثيل وبالتالي القيادة.{nl}من يخوض المواجهات العسكرية الدامية في جبهات القتال في حلب وحمص وحماة وادلب ودير الزور وبقية المناطق السورية الساخنة من الصعب عليه ان يقبل بتسليم امر قيادته الى مجموعة من الاكاديميين في باريس او لندن او واشنطن يتنافسون فيما بينهم على المناصب الرئيسية، ويتبادلون الاتهامات فيما بينهم، ومن ثم مع الآخرين في الجبهات والتجمعات الاخرى المعارضة.{nl}الثورة السورية اصبحت الآن ثورة مسلحة، رأس حربتها الجيش السوري الحر، ومن المنطقي ان يكون القادة الميدانيون هم الذين يجلسون خلف عجلة القيادة في هذه المرحلة على الاقل، وهذا ما يفسر اجتماع سفراء امريكان مثل روبرت فورد السفير السابق في سورية، وجون ويلكس مبعوث بريطانيا في شؤون سورية بممثلين عن الجيش السوري الحر، وبحث احتياجاتهم من المساعدات المالية والعسكرية.{nl}هذا الارتباك في صفوف القوى الغربية المتمثل في دعم تشكيل المجلس الوطني، والاعتراف به كممثل للثورة السورية، ثم التخلي عنه بهذه السهولة والسرعة، يعكس حالة من قصور الفهم، والقراءة الخاطئة للواقع السوري الراهن، ولا نتوقع حدوث اي تغيير لهذا النهج في المستقبل القريب.{nl}الجماعات الجهادية الاسلامية التي عززت وجودها في سورية بعد عمليات التمويل المادي والعسكري في الاشهر الاخيرة، وباتت تعمل باستقلالية عن المجلس الوطني السوري او المعارضة السورية التقليدية، بما في ذلك حركة الاخوان المسلمين نفسها، هذه الجماعات اصبحت تمثل التيار الثالث القوي، والعمود الفقري للمعارضة السورية المقاتلة على الارض.{nl}المثلث الامريكي البريطاني ـ الفرنسي بات الآن امام خيار وحيد وهو التعاطي مع هذه الجماعات والتسليم بنفوذها وقوتها وتواجدها على الارض، او محاربتها. الاعتراف بها والتعامل معها سيشكل تناقضا مع كل الادعاءات الغربية بمحاربة الاسلام الجهادي وجماعاته، ومحاربتها تعني الوقوف في خندق النظام.{nl}لن نستبق الامور، ونطلق تنبؤات حول ما يمكن ان يتبلور عليه شكل القرار الغربي المستقبلي حول هذه المسألة، ولكن ما يمكن قوله وبكل ثقة ان هذه الجماعات الجهادية سحبت البساط من تحت اقدام الجميع، وباتت الرقم الاصعب في المعادلة السورية، وبات من المتأخر جدا لاي قرار امريكي ـ غربي ان يغير هذه الحقيقة.{nl}القدس تستصرخ الانسانية.. فهل من مجيب{nl}بقلم:د. سعيد الشهابي عن القدس العربي{nl}في زحمة التطورات في البلدان المحيطة بفلسطين تغيب قضية مدينة القدس، وتبدو كأنها مسألة هامشية لا تهم سوى المقدسيين الرازحين تحت الاحتلال. هذا برغم ان الفجر الثوري الذي انطلق في الشرق الاوسط قبل ثلاثة عقود تتمحور فصوله حول الموقف من الاحتلال الاسرائيلي لفلسطين. واذا كانت التوجهات الوطنية واليسارية قد وقفت ضد ذلك الاحتلال منذ بدء محنة ارض المعراج واقامة الكيان الصهيوني، فان الصحوة الاسلامية المعاصرة وضعت قضية فلسطين في جوهر اهتمامها، ليس على صعيد الشعار والسياسات فحسب، بل على مستوى الممارسة ايضا. كانت باكورة الجوانب العملية لاحتضان قضية فلسطين ما حدث في العام 1979 في غضون اسابيع من انتصار الثورة الاسلامية في ايران. فقد اتخذ النظام الجديد واحدا من اهم القرارات التاريخية في المنطقة، متمثلا بقطع العلاقات التي كان الشاه قد ابرمها مع الكيان الاسرائيلي، وغلق سفارته في طهران، وفتح السفارة الاولى لفلسطين في العالم. وحتى هذه اللحظة ليست هناك سفارة اخرى للفلسطينيين في اية دولة عربية او اجنبي، وان كانت هناك مكاتب لمنظمة التحرير الفلسطينية. وتزامن مع ذلك تخصيص الجمعة الاخيرة من شهر رمضان من كل عام يوما عالميا للقدس. وعلى مدى 33 عاما تواصلت التظاهرات في ذلك اليوم في البلدان التي اقتنعت شعوبها بضرورة العمل الميداني من اجل فلسطين وابقاء قضية القدس حية في نفوس المسلمين واحرار العالم. وقد دفعت ايران، وما تزال تدفع ثمنا سياسيا باهظا لموقفها هذا من فلسطين، وتعرضت لحصار سياسي واقتصادي متواصل، وبقيت تحت تهديد العدوان العسكري الاسرائيلي حتى هذه اللحظة. ولو غيرت طهران سياستها، بالتخلي عن قضية فلسطين، واعترفت بالكيان الاسرائيلي، كما فعلت مصر وتركيا مثلا، وتخلت عن دعم المقاومة ضد الاحتلال لتغيرت السياسات الغربية تجاهها. انها حقيقة تضيع وسط الضجيج الاعلامي المدعوم بالمليارات النفطية الذي يسعى لتحجيم الاهتمام بقضية فلسطين، ودعم ما سمي 'مسار المفاوضات' الذي ادرك الفلسطينيون بعد عشرين عاما من مؤتمر مدريد انه لم يحقق شيئا لصالح القضية. {nl}وفيما تسخر ايران امكاناتها المادية والسياسية والدبلوماسية لاحياء يوم القدس العالمي يوم الجمعة المقبل، تتضافر جهود قوى الثورة المضادة على مسارات اخرى لاضعاف ذلك الاهتمام، وطرح العامل المذهبي مبررا للتقاعس عن تلبية نداء الواجب تجاه ارض المعراج. انها سياسة لا تتجاهل يوم القدس فحسب بل ان مناسبة الاسراء والمعراج في 27 رجب من كل عام لم تعد تحظى باهتمام يتناسب مع القضية لكي لا يشعر اصحاب القرار السياسي والديني بالحرج من التقاعس عن التصدي للقضية. فالقدس حاضرة في اذهان الساسة الاسرائيليين بوضوح، لا تفارق اذهانهم ولا تختفي من اهتماماتهم. حتى اصبحت قضية المدينة المقدسة واحدة من اهم القضايا التي يجب ان يتضمنها مانفستو المرشحين للرئاسة الامريكية. فكل مرشح مطالب باعلان التزامه بمبدأ تحويل القدس الى عاصمة للكيان الاسرائيلي. ولم يشذ عن هذه القاعدة اي من الذين خاضوا الانتخابات الرئاسية في العقود الاخيرة. وفي الوقت نفسه يندر ان تطرح مسألة القدس من قبل الحكام العرب في خطاباتهم الا نادرا، فهي لا تشغل من الحيز السياسي الا كوة ضيقة تتجاوزها التطورات السياسية والدبلوماسية. ويسعى اعلام قوى الثورة المضادة لاطفاء وهج الاهتمام بقضية فلسطين والقدس في الوجدان الشعبي، بتجاهلها اعلاميا والغائها حتى من المناسبة الدينية، واشغال الجماهير بما لا يرقى الى الاهتمام، من قضايا هامشية او صراعات بينية او ازمات محلية. انها ظاهرة تؤكد حضور قوى الثورة المضادة على نطاق واسع جعلها قادرة على التأثير على الوجدان الشعبي في ما يخص واحدة من اهم قضايا العالمين العربي والاسلامي. ولذلك تراجعت قضية فلسطين على المستوى الجماهيري بشكل كبير، ولم تعد تحظى بالاهتمام الذي كان متوفرا لها في السابق، عندما كانت تمثل، لدى جيل رواد نهضة الامة، المنطلق الاساس لامور عديدة. فهي اولا عنوان لظلامة امة بشكل فاضح لا يمكن تبريره، فكيف يمكن تبرير اقتطاع وطن يسكنه شعب، ومنحه لشعب آخر بذريعة ان الاخير تعرض لظلامة تاريخية على ايدي اقوام آخرين؟ ثانيا: انها تعبر عن واحدة من أشد حالات الامة تخلفا وضعفا، عندما كانت خاضعة للاستعمار الغربي، والبريطاني بشكل خاص، ثالثا: انها اصبحت تمثل تحديا اخلاقيا وقيميا للنخب الحاكمة والسياسية التي عجزت عن التصدي للظلم والاحتلال. رابعا انها تجسيد مصغر لاستباحة امة مظلومة، بدأت تلك الاستباحة بتفتيت الامة، ثم استعمار اراضيها، تلى ذلك استباحة خيراتها، حتى وصلت الى اكثر مستوياتها هبوطا بالهيمنة على منابع نفطها الذي هو مصدر ثروتها الوحيد تقريبا.{nl}القدس، عاصمة فلسطين، هي اليوم عنوان الظلامة التاريخية للامة. وبالامكان اعتبارها المنطلق لاستعادة الوعي الجماهيري بتلك الظلامة، وهو وعي، ان تحقق، قد يمكن توجيهه على طريق التحرير واستعادة المكانة المسلوبة والاراضي المحتلة. فمنذ حرب 1967 لم يتعرض الكيان الاسرائيلي لتحديات حقيقية تلامس وجوده او تتحدى شرعية وجوده، الا عندما اعلنت دولة واحدة سحب اعترافها به وقطع العلاقات معه، واعلان وقوفها مع الشعب الذي احتلت ارضه وبعثرته في اصقاع الارض. وطوال العمر التاريخي لهذا الكيان كان يفرض نفسه على المنطقة والعالم بالابتزاز العسكري المؤسس على الالتزام الامريكي المتواصل بحفظ التفوق العسكري الاسرائيلي على الدول العربية المجاورة. ولم يواجه هذا الكيان انتكاسة كالتي تعرض لها عندما اراد احتلال جنوب لبنان في 2006، فتصدت له المقاومة الاسلامية هناك وحالت بينه وبين تحقيق النصر كما اعتاد تحقيقه في كل مرة يغزو فيها ذلك البلد المبتلى. وجاء صمود اهل غزة بعد ذلك بعامين ليغرس في نفوس زعماء ذلك الكيان حالة عميقة من الشك والرعب جعلتهم يعيدون النظر في ما كانوا يعتبرونه ثوابت في استراتيجياتهم العسكرية والسياسية. ويعتقد هذا الكيان انه في حرب مفتوحة مع القوى الرافضة لوجوده، متمثلة اساسا في ايران والمجموعات الجهادية المقاومة، ولذلك يخطط دائما للقضاء عليها باساليبه التي لا تتوقف عند حد، بل تشمل الاغتيال والعدوان خارج اطر القانون بدون خشية ما دام الدعم الامريكي متوفرا. انه يعتمد على التخويف من جهة والدعم الامريكي ودبلوماسية الدول العربية الساعية للتطبيع معه من جهة اخرى، لادخال الخوف في نفوس القوى التي يفترض ان تتخذ قرارات بمقاطعته وعدم الاعتراف به، بالايحاء بان امريكا ستقف ضدهم وربما تلغيهم من الحراك السياسي المقبول. ايا كان الامر فما تزال هناك قوى لا ترهبه، بل تتحداه يوميا. وما صمود اهل غزة الا مصداق لذلك التحدي، برغم سياسات التجويع التي يمارسها بحقهم واصراره على غلق المعابر التي تساعدهم على العيش. {nl}ان يوم القدس العالمي مشروع استراتيجي، لانه يختصر القضية الفلسطينية بالمدينة المقدسة التي تمثل البعد التاريخي لاهمية فلسطين، كحاضنة للاديان السماوية وملتقى للحضارات، وارضية للتعايش السلمي بين اتباع الاديان. الجشع الصهيوني لم يكتف باحتلال الشطر الاكبر من فلسطين في 1948، ثم القسم الشرقي منها في 1967، بل يسعى لقضم المناطق الاخرى ويسعى باستمرار لتفعيل مقولة ارض الميعاد الممتدة من البحر الى النهر. لقد اصبحت مدينة القدس بؤرة استقطاب بين مشروعين: تحرري استقلالي انساني، وآخر استعماري جائر يؤسس سياساته على منطق القوة والغلبة والقهر، ويتجاوز القيم الانسانية ولا يقبل بحدود تمنع تمدده الجغرافي والثقافي. هذا المشروع يجسده الاحتفاء السنوي بيوم القدس العالمي من قبل شعوب نائية، تمثل امتداد دين الاسلام والانسانية الفطرية، وقدرة ما تحتويه المدينة من شعائر دينية على جذب قلوب الآخرين اليها. ويمكن القول ان هناك سباقا على الزمن بين اتباع المشروعين من اجل تحقيق ارضية دولية تدعم هذا الطرف او ذاك. وسوف يستمر الصراع على الارض المقدسة، وليس مستبعدا ان تتحول القضية الى صراع دولي مسلح، خصوصا مع تطورات اوضاع المنطقة، والتهديدات التي يطلقها كيان الاحتلال بشن العدوان ضد الدول الاخرى التي ترفض الاعتراف بوجوده. فحالة الاستقطاب غير المسبوقة في العلاقات الدولية بسبب الازمة في سورية تخرج تدريجيا عن السيطرة وقد تؤدي لحرب اقليمية او حتى دولية. هذه الحرب، ان حدثت، لن تنفصل عن قضية فلسطين ومدينة القدس اللتين بقيتا تمثلان تحديا لجميع الاطراف المعنية. ويمكن القول ان السياسات الامريكية التي حولت واشنطن الى طرف مباشر في الصراع، مسؤولة الى حد كبير عن هذا الاستقطاب الخطير.{nl}البعض ينظر الى يوم القدس انه 'مشروع ايراني' وبالتالي فليس من المناسب التفاعل معه لأسباب واهية فرضها الغربيون لاسبابهم الخاصة. صحيح ان مشروع 'يوم القدس العالمي' انطلق من طهران الثورة، واستمر ثلث قرن حتى الآن، ولكن الواضح ايضا ان قضية فلسطين تحظى بمركزية متميزة في المشروع السياسي الايراني ذي الطابع الديني. وفي الاحوال الطبيعية فان ذلك يمثل امرا ايجابيا للامة. فكما كان هناك ارتياح عندما بعثت تركيا قبل عامين ناقلة سفينة الاغاثة 'مرمرة' الى غزة، ودخلت في مواجهة سياسية مع الصهاينة بعد اعتدائهم عليها وقتلهم تسعة من المتطوعين الاتراك، فان تصدي ايران لقضية القدس يجب ان يحظى باهتمام وتقدير وتعاون، بدلا من النظر اليه بسلبية. فالجميع يعلم ان ايران تدفع ثمنا باهظا لذلك التصدي، يتجسد في ما تتعرض له اليوم من مقاطعة اقتصادية وحصار وسياسي، وتهديد مستمر بالحرب من قبل الاسرائيليين. ولطالما وجهت الاتهامات للانظمة العربية بانها متقاعسة ازاء هذه القضية، بل متواطئة وتسعى للتطبيع مع الصهاينة. ولذلك وقفت المعارضات العربية، خصوصا الاسلامية منها، بوجه هذه الانظمة التي تخلت عن قضية فلسطين. وفي مرحلة ما بعد ا لثورات، يفترض ان تكون قضية فلسطين قد عادت الى الواجهة لان الاسلاميين امسكوا بزمام الحكم في العديد من الدول. ولكن يبدو ان ثمة تقاعسا في اوساط الاسلاميين ازاء هذه القضية المحورية، لاسباب عديدة من بينها انهم يخشون مواجهة الولايات المتحدة، ويرون في تلك المواجهة تهديدا لوجودهم السياسي في السلطة. حركة النهضة التونسية اقرت مؤخرا مبدأ تجريم التطبيع مع 'اسرائيل' وهو خطوة ايجابية على طريق تفعيل دور الامة في افشال محاولات التطبيع مع كيان غاصب. ولا يكفي ان ينحصر القرار بحركة النهضة، بل المطلوب ان يتحول الى سياسة يتبناها الحكم، ليس في تونس فحسب، بل في مصر ايضا. ومصر هي خط المواجهة الاول مع الكيان الاسرائيلي، وكان الكثيرون ينتظرون من جماعة الاخوان المسلمين قرارا تاريخيا بقطع العلاقات مع الكيان الاسرائيلي، فورا بدون تأخير. واذا لم يستطيعوا استصدار قانون حكومي بذلك، فان الجماعة مطالبة بتوضيح مواقفها المحددة ازاء عدد من القضايا: اولها العلاقات مع الكيان الاسرائيلي، ثانيها: اتفاقات كامب ديفيد، ثالثها: الموقف من القدس، واقعها ومستقبلها وماذا تستطيع فعله ازاء ارض المعراج. في الاسبوع الماضي كان هناك استطلاع رأي بموقف 'الثبات' اللبناني، للاجابة على السؤال: هل تنتصر مصر للاقصى بعد انتخاب محمد مرسي رئيسا؟ وكان المدهش ان 90 بالمائة من الذين صوتوا اجابوا بالنفي، وهذا امر مقلق. فاذا كان الشعور الشعبي العام بان مصر الاخوان لن تنتصر للأقصى، فان ذلك مؤشر سلبي لمدى ثقة الجماهير في اكبر الحركات الاسلامية واقدمها. ان بامكان الاخوان تعبئة الرأي العام المصري باتجاه فلسطين بما يرجح كفة الثورة لصالحهم ويضعف الاطراف المتأمركة والمتصهينة التي اصبحت تفرض اجندتها على الرأي العام مستفيدة من الامكانات الاعلامية والسياسية الكبيرة التي تتيحها اموال النفط. وسوف يرفع ذلك المشروع حظوظهم السياسية ويضعف الآخرين.{nl}رسالة إلي الرئيس محمد مرسي‏..‏وزارة لتنمية سيناء‏!‏{nl}بقلم: د.أسامة الغزالى حرب عن الأهرام{nl}سيادة الرئيس محمد مرسي رئيس الجمهورية‏..‏ أكتب إليكم هذه الرسالة بشأن القضية التي شغلتكم مثلما شغلت المصريين جميعا‏-‏ طوال الأيام العشرة الأخيرة‏,‏ وتحديدا منذ الحادث الإرهابي الجبان الذي تعرض له أبناؤنا‏,‏ جنود الجيش المصري البواسل‏,‏{nl} وهم يتناولون طعام إفطارهم مغرب الأحد5 أغسطس, لكن, بالرغم من فداحة الحدث وبشاعته, إلا أنه ينطبق عليه كغيره القول المأثور' رب ضارة نافعة'! فما حدث في ذلك اليوم المشئوم كان بلا شك جرس إنذار خطيرا, لقضيتين علي أعلي مستوي من الأهمية: قضية التقصير الذي أدي إلي وقوع الحادث, ثم قضية الأمن المفقود في سيناء, واستباحتها من عناصر إرهابية وإجرامية عديدة! ولا شك أن قراراتكم الأخيرة بشأن تغييرات قيادة الجيش, قد تعاملت بحسم مع المقصرين في الحادث, وأعتقد أن الغالبية الساحقة من الرأي العام المصري قد استراحت لتلك القرارات, وهي تتفاءل خيرا بالقيادات العسكرية الجديدة!{nl}غير أن حديثي سيادة الرئيس- ينصرف إلي القضية الثانية, أي مستقبل سيناء, الذي أعتقد أنه يمكن أن يكون بالنسبة لكم, كرأس للدولة المصرية- مشروعا يسجله التاريخ باسمكم, لأن تلك البدايات الجادة في التعامل مع سيناء, لم يسبق لها أن تمت بذلك المستوي من الاهتمام في العقود السابقة, والتي أرجو- وألح في الرجاء- أن تستمر علي نفس الإيقاع! إن كثيرا مما سوف أذكره في هذا الخطاب, سبق أن كتبته في مقال قديم بجريدة المصري اليوم, بتاريخ15 ديسمبر2008, كما كان أيضا موضوعا لـ' طلب مناقشة' أعددته عندما كنت عضوا بمجلس الشوري في السنة نفسها- ولكنه لم يلق أبدا أي اهتمام, وظل حبيس الأدراج هناك.{nl}والمفارقة اللافتة هنا, هي أن الاهتمام الذي كانت تأخذه سيناء, كان يرتبط غالبا بالكوارث أو الحوادث التي تجري فيها, ثم يعود الحال إلي ما كان عليه! كما أن من الشجاعة أن نصارح أنفسنا بأن المبادرة بتنمية شرم الشيخ بالذات في جنوب سيناء إنما تمت علي يد الإسرائيليين في أثناء احتلالهم لها بين1967 و1973.., وإن كان التوسع الهائل فيها قد حدث بعد عودتها لوطنها الأم. لذلك فإن الهدف من حديثي هنا يتجاوز الاهتمام اللحظي الذي يثور بمناسبة الأحداث الإرهابية أو ما يشابه. كما أنه ينطوي علي أمل كبير في أن نفلح نحن المصريين في تنمية سيناء كل سيناء- بما يفوق بكثير ما بادر به الاحتلال الإسرائيلي في مناطق محدودة منها.{nl}إن سيناء سيادة الرئيس- منطقة غنية عظيمة الإمكانيات, ولن أكرر هنا, ما تتضمنه بالتفصيل المشروعات المعنية بها, ولكني فقط أحب أن أبدأ فأذكر بحقيقة أولية بسيطة للغاية, ولكنها تبدو مثيرة, وهي أن مساحة سيناء(60 ألف كيلو متر مربع) تفوق مساحة بلاد مثل: الدنمارك, أو هولندا, أو سويسرا, أو بلجيكا, أو الكويت, أو البحرين, أو قطر, أو قبرص, أو سنغافورة, أو لبنان, أو بعض هذه الدول مجتمعة!{nl}إن هذه المساحة الهائلة من أرض مصر, بما تحتويه من إمكانيات تنموية هائلة, متعددة الأبعاد: الزراعية والصناعية والسياحية, ما تزال تتعثر تنميتها بالرغم من وجود مشروعات وأفكار عديدة قابلة للتنفيذ الفوري, علي رأسها علي الإطلاق' المشروع القومي لتنمية سيناء' الذي فشل النظام السابق في تنفيذه فشلا ذريعا, وفضلا عن ذلك كما نسب للدكتور عبدالعظيم عبدالعال, رئيس لجنة تنمية القوي البشرية والادارة المحلية بمجلس الشوري فإن المرسوم بقانون رقم14 لسنة2011 لا يصلح لتنمية سيناء ويعتبر حائط صد للتنمية.{nl}إنني أناشدكم سيادة الرئيس- العمل علي بث الروح في المشروع القومي لتنمية سيناء, في هذا الوقت الذي أصبحت فيه قضية تنمية وتعمير سيناء تفرض نفسها بقوة أكثر من أي فترة سابقة علي نحو لا ينبغي تجاهله أو التقليل من شأنه. ولن أكرر هنا- ابتداء- أي عبارات فخمة وطنانة مثل القول إن قضية سيناء هي' قضية أمن قومي'؟!( وفي الواقع فإنني لا أحبذ هذا الميل للإسراف في إسباغ الصفة' الأمنية' علي القضايا التي نريد إبراز أهميتها, وكأن هذا التهويل أصبح موضة أو حيلة نفسية نستعيض بها عن الحل الفعلي لها مثلما أكدنا أن التعليم أمن قومي, والقمح أمن قومي, والماء أمن قومي؟!) ولن استعمل عبارات شائعة وبديهية ولا تعني شيئا بذاتها مثل تكرار أن سيناء هي البوابة الشرقية لمصر؟! وكذلك لن أدعو إلي أن يكون تعمير سيناء هو( المشروع القومي) الذي انتظرناه طويلا؟! فالواقع أن أمامنا قائمة طويلة من المشروعات القومية التي لا تقل أهمية عن تعمير سيناء: فإصلاح التعليم مشروع قومي حيوي, وكذلك تحسين الخدمات الصحية, وتوفير السكن الملائم, وتوفير الوظائف لملايين المصريين... الخ.{nl}إنني أرجو سيادة الرئيس- أن تنظروا بعين الإهتمام والرعاية المأمولة منكم إلي قضية تنمية سيناء بمنهج وروح تختلف عما كان سائدا في الماضي, خاصة إزاء' المشروع القومي لتنمية سيناء' الذي هو مشروع طموح, بدأ تنفيذه عام1992 علي تصور أن يمتد حتي عام2017 باستثمارات قدرت بـ75 مليار جنيه, واستهدف ربط سيناء بمصر والخارج, وإحداث تنمية في البنية الأساسية والصناعة والهيكل العمراني بما يرفع سكان سيناء إلي ثلاثة ملايين نسمة. غير أنه وباختصار شديد, ووفقا للبيانات الرسمية, فإن نسبة الإنجاز لم تتعد في أفضل التقديرات30% من المستهدف. وتبدو الصورة أكثر كآبة عند تأمل مصير ترعة السلام, التي كان يفترض أن يقام عليها23 مأخذا لمد خطوط المياه, لم ينفذ منها إلا مأخذ واحد, مما أدي إلي إهدار600 ألف فدان, و50 مليون شجرة زيتون كان مخططا زراعتها. وإجمالا, لم يستصلح إلا1% من الأرض التي كانت مستهدفة. غير أن الأدهي من ذلك هو أن استخدام مياه ترعة السلام بحالتها الراهنة( شديدة التلوث!) يمكن أن يشكل خطرا علي البيئة في سيناء, مما يحتم معالجتها وتنقيتها؟! من ناحية أخري, توقف مشروع ربط سيناء بالوادي بالسكك الحديدية... الخ! أما الثلاثة ملايين مواطن الذين كان منتظرا جذبهم إلي سيناء فلم أستطع أن أجد مصدرا يحدد كم ذهب منهم, إذا كان أحد قد ذهب أصلا.{nl}ومع أننا يجب أن نشير أيضا إلي جهود خاصة لا يمكن إنكارها في مجالات السياحة وصناعة الأسمنت, إلا أننا لابد أن نخلص في نهاية المطاف- للأسف الشديد- إلي التواضع الشديد لنتائج مشروع تنمية سيناء إجمالا, فضلا عن عدم استفادة أهالي سيناء منه حتي الآن, علي نحو مباشر أو ملموس, بل إن معاناتهم ومشاكلهم تتفاقم مع تزايد الفقر والبطالة, بما يوجد تربة صالحة لكافة أنواع الأنشطة غير المشروعة.{nl}النقب!{nl}غير أن الصورة تبدو- للأسف- أكثر إيلاما, ليس بمقارنة ما يتم فعليا بما هو مستهدف من مشروع تعمير سيناء, وإنما أيضا بمقارنته بما يحدث علي الجانب الآخر من الحدود. وليس عيبا علي الإطلاق أن نتعلم من أعدائنا وخصومنا, بل إن الغيرة والشعور بالمنافسة أمر مطلوب لنشحذ الهمم, ولنتخلي عن التراخي والكسل والاكتفاء بما هو مألوف. فصحراء النقب, التي تشكل امتدادا لسيناء علي الجانب الآخر من الحدود مع إسرائيل, والتي تبلغ مساحتها14 ألف كيلومتر مربع( أي ما يزيد علي نصف مساحة إسرائيل) تشهد- علي العكس تماما- عملا تنمويا طموحا ومثمرا يتركز بالذات حول البحث العلمي والتكنولوجيا علي نحو لا يمكن إنكاره. ففي صحراء النقب, يوجد مفاعل ديمونة النووي, ولكن الأهم من ذلك أنها اختيرت بالذات لإنشاء جامعة بن جوريون- في مدينة بئر سبع, كبري مدن النقب- بهدف المساهمة في تطوير منطقة النقب عن طريق التعليم والبحث العلمي, خاصة من خلال المعهد الوطني لتقنية علوم الأحياء' البيوتكنولوجي', ومعهد أبحاث الصحراء. وخلال خمسة وثلاثين عاما- منذ إنشائها- نالت الجامعة شهرة عالمية في أبحاث تطوير الزراعة الصحراوية, فضلا عن أبحاث الصناعة والتعليم وشئون البدو. وفي الواقع, فإن تطوير وتحديث منطقة النقب كان أحد أحلام بن جوريون الذي قال' إن النقب هي المستقبل' واختار أن يعيش فيها, وكذلك فعل آرييل شارون. ورصدت الحكومة الإسرائيلية مبلغ3.6 بليون دولار لتنفيذ خطة عشرية( بين2005 و2015) لتنمية النقب بالتركيز علي صناعات التكنولوجيا العليا والتكنولوجيا الحيوية, إلي جانب مشروعات البنية الأساسية والإسكان, والتعليم والسياحة! فضلا عن استهداف زيادة عدد السكان من535 ألفا إلي900 ألف! كما أنشئ بالفعل خط للسكك الحديدية يربط مدينة بئر سبع( وجامعة بن جوريون) بقلب إسرائيل. وبعبارة موجزة, فإن التنمية المتسارعة لصحراء النقب تطرح تحديا خارجيا إضافيا, لبداية جادة حقيقية لتنمية سيناء!{nl}منظور جديد{nl}في مواجهة هذه الحقائق, لابد من وجود نظرة جديدة إلي تنمية سيناء, تتجاوز مجرد استكمال أو استئناف أو تنشيط المشروع القومي لتنمية سيناء, وأتصور هنا التركيز علي ثلاثة عناصر:{nl}الأول- إيجاد مكانة أساسية للبحث العلمي الذي يتصدي لخصوصية بيئة سيناء الطبيعية والبشرية, ويسهم في استثمار كنوزها وإمكاناتها. ويمكن أن يتم ذلك بجهود الجامعات المصرية ومراكز الأبحاث التي ينبغي عليها أن تنقل بعض مراكزها إلي قلب سيناء, ومدنها المختلفة. والمجالات مفتوحة بلا حدود لأبحاث الصحراء, والطاقة الشمسية وحماية البيئة والزراعة والمياه... الخ.{nl}ثانيا- جذب أكثر عدد من الكوادر العلمية والإدارية للعمل في سيناء مع توفير درجة عالية من اللا مركزية وحرية الحركة واتخاذ القرار, بعيدا عن الروح البيروقراطية التقليدية في العاصمة ووادي النيل. وبعبارة أخري, فإن النجاح والازدهار الذي يشهده أقصي جنوب سيناء سياحيا( خاصة في شرم الشيخ) ينبغي أن تتكرر عناصره صناعيا وزراعيا وتعليميا وكذلك سياحيا أيضا في باقي أقاليم سيناء.{nl}ثالثا- الاعتماد بالدرجة الأولي في كافة العمليات التنموية في سيناء علي أبنائها. فأهالي سيناء وأبناؤها ينبغي أن يكونوا هم أداة التنمية, وهدفها الأول.. يعني ذلك في جوهره أن يكون التحديث الاجتماعي والثقافي في مقدمة أهداف تعمير سيناء, وهو تحديث ينبغي أن يتم بشكل علمي مدروس ويتعامل بحذر وحساسية مع الثقافة المحلية وتقاليدها.{nl}في هذا السياق, فإنني أطرح هنا فكرة إنشاء' وزارة لتنمية سيناء' لأكثر من سبب:{nl}فتنمية سيناء- في ضوء ما ذكر- أهم بكثير من أن تكون مهمة وحدة إدارية في وزارة الإسكان, اسمها جهاز تعمير سيناء, كإحدي وحدات الجهاز المركزي للتعمير, الذي هو بدوره واحد من قطاعات عديدة في الوزارة تشمل التخطيط العمراني, والمياه والصرف الصحي وتمويل المساكن والمجتمعات العمرانية وتعاونيات الإسكان وبحوث ورقابة البناء.{nl}وبهذا المعني أيضا, فإن تنمية سيناء أكبر بكثير من أن تكون قضية تعمير وإسكان, إنها قضية سياسية واقتصادية واجتماعية وأمنية من الطراز الأول تستوجب التعامل معها علي المستوي نفسه من الأهمية.{nl}وسوف تكون مهمة' وزارة تنمية سيناء' هي إنجاز المشروع القومي لتنمية سيناء( بعد تنقيحه وتطويره) بدءا من حشد الموارد المالية والبشرية, وحتي عمليات التنسيق بين مختلف الجهات المعنية, بما فيها القطاعان العام والخاص مع إعطاء زخم سياسي ومعنوي خاص لتلك الجهود.{nl}لقد عرفت مصر تجارب لوزارات أنشئت لتحقيق مهام محددة, وانتهت بانتهائها, لاشك في أن أهمها كانت وزارة السد العالي التي أنشئت عام1961 وأسندت حينها إلي المهندس موسي عرفة ثم تولاها المهندس محمد صدقي سليمان في سبتمبر1962.. وظلت قائمة إلي ديسمبر عام1970, حيث لم يعد هناك مبرر لوجود وزارة للسد العالي بعد إنشائه. كما عرفت مصر منصب( وزير شئون مدينة بورسعيد) وهي وزارة تشكلت لمهمة مؤقتة في ديسمبر عام1956 عقب العدوان الثلاثي لإعطاء دفعة قوية لإعمار بورسعيد, وتولاها في ذلك الوقت السيد عبداللطيف البغدادي. كذلك عرفت مصر منصب الوزير المقيم بمنطقة القناة في أول وزارة تشكلت عقب حرب عام1967, وتولاها السيد علي صبري( نائب رئيس الجمهورية في ذلك الحين) لإعادة ترتيب الأوضاع هناك.{nl}والآن, وعقب أحداث5 أغسطس, التي فضحت أبعادا كثيرة للتقصير والإهمال في سيناء, والتي ذكرتنا بقوة بتلك الطاقة الهائلة المعطلة هناك.. والتي يمكن أن تستقطب للتنمية والعمل فيها- مئات الآلوف من البشر, فإنني سيادة الرئيس- اناشدكم مرة أخري ومن أجل أحداث نقلة نوعية حقيقية في تنمية سيناء واستثمار كنوزها.. استحداث' وزارة تنمية سيناء'!{nl}قبل أن يهزم الجميع والوطن أولهم{nl}بقلم:فهمي هويدي عن الشروق المصرية{nl}لا يزعجنا أن تتابع الزوابع على مصر خلال الأسبوع الأخير، لكن المزعج حقا أنها جميعا لا علاقة لها بالآمال المعلقة على الثورة وإنها بمثابة استدراج لنا لخوض معارك عدة على الجبهة الغلط.{nl}(1){nl} خذ مثلا تداعيات جريمة قتل 16 ضابطا وجنديا مصريا فى رفح، التى أصابتنا من حيث لا نحتسب. فسمَّمت العلاقة بين مصر وقطاع غزة. وأفسدت المناخ الإيجابى الذى لاح فى الأفق بعد الثورة، الأمر الذى هيأ فرصة تصويب آثار التوتر الذى فرضه النظام السابق. إذ ما أن وقعت الواقعة حتى أشاعت بعض الأبواق فى مصر أن غزة لها صلة بالجريمة، رغم أن من الإسرائيليين ــ رونى دانئيل معلق الشئون العسكرية فى القناة الإسرائيلية الثانية وألون بن دافيد معلق الشئون العسكرية فى القناة العاشرة مثلا ـ من أكد أنه لا يوجد لدى إسرائيل أى دليل يربط بين غزة وبين ما جرى فى رفح.{nl} شغلت الجريمة الرأى العام فى مصر، وأسهم الشحن الإعلامى المضاد فى تأليب الشعب المصرى على الفلسطينيين، وكانت هيئات التقدير الاستراتيجى فى إسرائيل والأجهزة الأمنية المعنية قد اعتبرت أن بروز تعاطف المصريين مع الفلسطينيين بعد الثورة من شأنه يقيد حرية إسرائيل فى القيام بأى عمليات عسكرية ضد قطاع غزة. وهو هاجس تراجع نسبيا بعد وقوع الجريمة وحملات التعبئة المضادة للفلسطينيين التى ترتبت عليها. ولا يقل أهمية عن ذلك أن وقوع الجريمة أربك السياسة الخارجية المصرية ووضعها فى موقف حرج. ذلك أنه وفر ظرفا قلص من قدرة القيادة الجديدة فى مصر على إعادة تقييم السياسة الخارجية وإعادة بلورتها على شكل مغاير لما كانت عليه فى ظل النظام السابق. وهو ما عبر عنه بشكل فج ودون مواربة وزير الخارجية الإسرائيلى أفيجدور ليبرمان حين قال إن مصر مطالبة بتعلم الدرس مما جرى فى رفح لمواجهة أعدائها الحقيقيين. وكان يقصد بإشارته المقاومة الفلسطينية فى غزة.{nl} لقد سارعت إسرائيل إلى توظيف الجريمة من خلال ابتزاز الرئيس الأمريكى باراك أوباما. إذ شرع ديوان نتنياهو فى الاتصال بالقيادات الجمهورية والديمقراطية فى الكونجرس، لمطالبة الرئيس الأمريكى بالضغط على القيادة المصرية ومطالبتها بعدم إحداث أى تغيير على السياسة التى كانت متبعة فى ظل النظام السابق. خصوصا فيما تعلق بظروف الحصار والعلاقة مع حركة حماس أو حتى مع إيران. وكانت الرسالة واضحة فى أن المطلوب أن تظل السياسة الخارجية لنظام مبارك مستمرة بعد الثورة، بحيث تبقى أسيرة مربع «الاعتدال» المطلوب أمريكيا وإسرائيليا، ولا تتقدم بأى خطوة إلى الأمام.{nl}(2){nl}خذ مثلا الضجة المثارة حول ما سُمى «بأخونة» الإعلام وتقييد حرية التعبير. والمشكلة الأولى أثيرت بمناسبة قرار مجلس الشورى تعيين 50 رئيس تحرير جديدا للصحف القومية، والثانية برزت بعد وقف بث إحدى القنوات الفضائية. وهما القضيتان اللتان احتلتا حيزا واسعا من التغطية والتعليق والضجيج فى مختلف وسائل الإعلام، فى حين أن الأولى فرقعة أخطأت الهدف، والثانية مجرد زوبعة فى فنجان.{nl} بطبيعة الحال فإن المنطق المهنى لا يقبل أن يتولى مجلس الشورى تعيين رؤساء تحرير الصحف القومية أو غير القومية، كما أن أى عقل سياسى أو وطنى لا يقبل فكرة أخونة الإعلام. ولكن المشكلة الحقيقية لم تكن فى القرار الذى اتخذته اللجنة المختصة بمجلس الشورى بخصوص التعيينات، لكنها تكمن فى مبدأ اختصاص المجلس بهذه المهمة. وهو اختصاص نص عليه القانون، الذى اعتبر الصحف القومية مملوكة لذلك المجلس. الأمر الذى كان غطاء لسيطرة الحكومة والأجهزة الأمنية على الصحف القومية. لذلك فإنه حين طعن فى ممارسة مجلس الشورى لذلك الاختصاص، فإن المحكمة الإدارية العليا وتقرير هيئة المفوضين رفضا الطعن، لأن ممارسته تمت فى حدود التفويض القانونى. لذلك فإن الإعلاميين حين وجهوا سهامهم إلى مجلس الشورى فإنهم أخطأوا الهدف، لأن المشكلة فى القانون الذى خوله ذلك الاختصاص، وليست فى المجلس الذى باشره. وهو ما يسوغ لنا أن نقول إن الضجيج الذى أثير شغل الناس بمعركة نخبوية مغلوطة.{nl} مسألة الأخونة أيضا تبين أنها جزء من الكيد السياسى ولا أصل لها فى الواقع. فرؤساء التحرير الذين تم تغييرهم ينتمى أغلبهم إلى النظام السابق، بمعنى أنهم كانوا جزءا منه، وأن اختيارهم تم بتزكية من جهاز أمن الدولة، وقد ظل وجودهم محل قبول ورضا من جانب الذين أثاروا الضجيج وأطلقوا عاصفة النقد. صحيح أننى أستغرب الأسلوب الذى اتبع فى محاولة تغييرهم، حين وضعت معايير لاختيار بدائلهم وفتح الباب لترشح من توسم فى نفسه جدارة بشغل المنصب، وهو أمر غير مسبوق فى المهنة، إلا أن ذلك كان اجتهادا فى ممارسة الاختصاص بدا أقل سوءا من أن يتولى جهاز أمن الدولة ترشيح رؤساء التحرير. إلا أن ما يهمنى فى الشق المتعلق بالأخونة أن المرشحين جميعا ــ 241 صحفيا ــ لم يكن بينهم عضو فى جماعة الإخوان. وكانت النتيجة أن الخمسين الذين وقع عليهم الاختيار لم يكن أحد منهم عضوا فى الجماعة، بل إن منهم من نعرف أن لهم خصومة معها، ومنهم من كان زبونا فى القناة التى تم إغلاقها.{nl} كما أن الثورة على مجلس الشورى كانت نموذجا للمعركة الغلط، فإن إلغاء تصريح القناة بدا نموذجا للإجراء الغلط، الذى لا علاقة له بحرية التعبير التى هى الآن أوسع منها فى أى عهد عرفته مصر فى تاريخها الحديث. ذلك أننى تمنيت أن تحاسب القناة أو غيرها من منابر الانفلات والتحريض الإعلاميين أمام القضاء وليس من خلال الأساليب البيروقراطية الملتوية (هيئة الاستثمار مثلا).{nl} فى هذا الصدد ينبغى أن نعترف بتداخل الخطوط بين حرية التعبير وبين سب رموز الحكم الراهن والحط من هيبة الدولة، الأمر الذى وضعنا بإزاء حالة من الانفلات الإعلامى الفج، الذى سمح مثلا بوصف رئيس الجمهورية بأنه جبان وعميل للأمريكان، كما سمح لمحرر القناة المذكورة بالإعلان عن إهدار دم رئيس الجمهورية، إلى غير ذلك من المواقف والعناوين التى يستحى المرء من ذكرها وحفلت بها صحف الإثارة التى أدارت ظهرها للثورة وتفرغت للكيد السياسى وإشغال الناس بالمعارك الوهمية والمغشوشة.{nl}(3){nl} خذ أيضا مشكلة انقطاع التيار الكهربائى التى عانى منها ملايين المصريين فى الأسبوع الماضى حتى أثارت غضبهم ونقمتهم، خصوصا حين تزامن ذلك مع موجة الحر وشهر الصيام. ليس لدينا ما يدل على أن ذلك كان متعمدا، وأغلب الظن أنه تم لأسباب أخرى اجتمعت مع بعضها البعض فى الآونة الأخيرة. منها ما تعلق بالتحميل الزائد وارتفاع معدلات الاستهلاك. ومنها ما تعلق بحوادث سرقة الكابلات التى قرأت أنها هددت بإشاعة الإظلام فى صعيد مصر كله. وربما منها أيضا ما تعلق بالنقص فى المازوت المستورد المطلوب لتشغيل بعض المحطات، أو بالحاجة إلى الصيانة والإحلال والتجديد... إلخ.{nl} أيا كان السبب فالشاهد أننا فوجئنا أخيرا بمشكلة فُرضت علينا ولم تكن فى الحسبان. وقد قيل إن المشكلة كانت قائمة فى بعض المحافظات الأخرى التى لم يكن صوتها مسموعا، لكنها حين ضربت القاهرة الكبرى علا صوت الاحتجاج مدويا فى الفضاء المصرى، حيث تجاوز أثرها نكد البيوت والتسبب فى انقطاع المياه عن الطوابق العليا، وشمل تعطيل مترو الأنفاق وإيقاف تعاملات البورصة والبنوك.{nl} ما يلفت النظر فى هذا الصدد أن السلطات المعنية التزمت الصمت إزاء ما يجرى، وباستثناء تصريحات مبتسرة صدرت عن بعض المسئولين ردا على أسئلة الإعلاميين، فإننا لم نجد مسئولا كبيرا يخرج على الناس ويشرح لهم الحقيقة بصراحة وشفافية، ويعطيهم أملا فى حل المشكلة فى أجل يحدده. أو على الأقل يحدد لهم ما يستطيع أن يفعله وما يتجاوز قدراته (النقص فى موارد العملة الصعبة مثلا الذى يعطل الاستيراد من الخارج).{nl}قل مثل ذلك فى حوادث قطع الطرق، التى تفشت فى الآونة الأخيرة. بحيث أصبح بمقدور أى جماعة من الغاضبين لأى سبب أن يجتمعوا فيما بينهم ويقرروا قطع الطريق العام لإيصال صوتهم إلى الذين لا يسمعونه. ذلك غير الخارجين على القانون الذين باتوا يستسهلون قطع الطرق للاستيلاء على السيارات الفارهة أو على ما بحوزة العابرين. وهو ما أصبح يقلق كثيرين، خصوصا حيث يلاحظون أن الأمر لا يعالج بالجدية والحزم اللازمين. ومن الجدية أن يشعر الناس بأن لديهم وسائل أخرى لإيصال أصواتهم والاستماع إلى مشاكلهم. ومن الحزم أن تشدد عقوبة قطع الطرق إذا ما لزم الأمر، وأن تشترك القوات المسلحة فى تأمينها. {nl}(4){nl} لا أريد أن أقلل من شأن هذه المشكلات، لكننى أرجو ألا نختلف على اعتبارها مشكلات صغرى وفرعية إذا قورنت بالتحديات الكبرى التى انطلقت الثورة لمواجهتها والنهوض بها. سواء تعلقت بالتنمية أو الحرية أو العدالة الاجتماعية. لذلك فأخشى ما أخشاه أن تستهلك المعارك الصغرى طاقتنا وتصرفنا عن خوض المعارك الكبرى. لا يقل عن ذلك سوءا أن يغرق الوطن فى الاستقطاب بين القوى السياسية، الأمر الذى يقوض الإجماع الوطنى ويشل القدرة على أى تقدم باتجاه تحقيق شىء من أهداف الثورة.{nl} وإذ يتوجب علينا أن نتحلى بشجاعة ممارسة النقد الذاتى لتحديد مسئولية كل طرف عن الارتباك والخلل الماثلين، فإننا أيضا لا نستطيع أن نعفى النظام السابق من المسئولية عن تخريب وتدمير مؤسسات المجتمع وقواه الحية عبر ممارساته التى استمرت ثلاثين عاما. وهو ما أصابها بدرجات مختلفة من التشوّه والإعاقة. ولست أشك فى أن تلك الإعاقة تعد مصدرا أساسيا للحروب الأهلية الباردة المستعرة فى مصر منذ قامت الثورة، الأمر الذى غذى شهوة الاقتتال وكاد يبدد الأمل فى التوافق حول تحقيق حلم البناء والتقدم.{nl}لقد بات الإنذار والتحذير واجبين، من أن الاقتتال الراهن لن يكون فيه منتصر ومهزوم، ولكن المحصلة التى قد تفاجئ الجميع أن الكل سيهزم فى نهاية المطاف، والوطن أولهم. وفى هذه الحالة لن نكون بحاجة إلى مؤامرة لإجهاض الثورة، لأن حروبنا الأهلية ستوفر للمتآمرين جهدهم وتحقق لهم مرادهم.{nl}جمايكا.. أخجلتنا{nl}بقلم عبد الناصر عن الشروق الجزائرية{nl}اسمها جمايكا، هي جزر عائمة في بحر الكاريبي، جيرانها كوبيون حرمتهم الولايات المتحدة من الماء والهواء، وهايتيون يتعاطى شعبهم الكوارث الطبيعية، لا تزيد مساحتها عن الإحدى عشرة ألف كيلومتر، تبتلع المياه نصفها، ولا يزيد عدد سكانها عن المليونين وثمان مئة ألف نسمة، ولن تقول أرضها هل من مزيد؟{nl}في مساحة لا تكفي لإضافة فرد واحد، تستورد غازها وبترولها من فنزويلا والمكسيك بعد أن حفر خبراؤها كل البلاد دون أن يجدوا قطرة نفط واحدة، ومع ذلك تمكن هذا البلد الذي لا يعرف له غالبية الجزائريين تاريخا ولا جغرافيا أن يضع نفسه ضمن كبار المعمورة، ليس في عالم الرياضة فقط عندما جنى أربع ذهبيات وأربع فضيات وأربع برونزيات في لندن، وإنما في عالم الفن والسياحة والفلاحة، وما حققه في الألعاب الأولمبية في لندن لا يثير فينا الإعجاب وإنما الخجل، فهذا البلد الذي هو أصغر مساحة من معظم بلدياتنا، ولا نقول ولاياتنا قهر الأمريكان في اختصاص سباقات السرعة التي قيل أنها رفقة جائزة نوبل في الفيزياء اختصاص أمريكي خالص، وعلامة مسجلة حرمت كارتر وريغن وبوش وأوباما من النوم، وحقق رقما من الميداليات لم يتمكن الوطن العربي الذي رأسه في المحيط الأطلسي ورجلاه في أعماق آسيا، وخيراته ما إن مفاتيحه لتنوء بالعصبة أولي القوة من الإتيان بنصف غلته.{nl}اهتمام بوتين وأوباما وفرانسوا هولند وماركل بالألعاب الأولمبية إلى درجة استفادتهم من عطلتهم السنوية ليتابعوا قوة وسرعة وعلوّ شبابهم مقارنة مع الآخرين، هو دليل على أن الرياضة هي جزء مهم من الحضارة، وما يحيّر فعلا أن كل الجزائريين يحفظون المثل القائل أن العقل السليم في الجسم السليم، لكنهم يرتضون أن تبقى عقولهم غير سليمة في أجسام غير سليمة، ومن المضحكات التي لا تحدث سوى في الجزائر أن أساتذة الرياضة البدنية يمنحون في شهادة البكالوريا نقاطا لا تقل عن التسعة عشرة من عشرين، في مهزلة كبرى لم يحدث وأن تدخل وزير التربية الوطنية لأجل توقيفها، ولا وزير الرياضة الذي ارتضى الاستهزاء وإهانة قطاعه الحيوي، وحتى البطل الجمايكي بولت لو شارك في امتحان بدني ما حصل على هذه النقطة المهينة للتعليم وللرياضة وللصحة وللجزائر.{nl}التفوّق الرياضي هو مرآة لحالة البلاد اقتصاديا وسياسيا وثقافيا وأيضا معنويا، ففي أوروبا عجزت البرتغال واليونان دون كل دول الاتحاد الاوروبي عن الحصول على ميداليات ذهبية، بعد أن تخلف اقتصادها وانهارت معنويات شعوبها ورياضييها، بينما حاولت دول أخرى مثل كوريا الشمالية وإيران ونجحت في التواجد مع الأمم الرياضية الكبرى، وعندما تكتفي الجزائر بميدالية ذهبية صرفت لأجلها خمس مئة مليار في زمن الثراء، وكانت منذ ستة عشرة سنة في أطلنطا عام 1996 في زمن النار قد حصلت على ذهبيتين وميداليات من الفضة والبرونز، فإن ذلك دليل على أن الرياضة مثلها مثل بقية المجالات تسير نحو الخلف.{nl}لقد غنى الجمايكي بوب مارلي، فبلغ بالريغي العالمية، وحوّلت جامايكا شواطئها التي لا تزيد مساحتها عن شواطئ موريتي الممنوعة على عامة الناس إلى جنة، وجرى بولت وزملاؤه فكانوا الأسرع في العالم.{nl}قديما قيل "اطلبوا العلم ولو في الصين". وحان الوقت أن نطلبه في الباهاماس وترينيداد وتوباغو.. وفي جمايكا؟{nl}الوجود اللغوي على نحو نسوي{nl}بقلم:سلوى العباسي عن الشروق التونسية{nl}إن الأنثوية عموما والنسوية بوجه خاص ليستا مجرد صفتي تمييز لكل ما يصف المرأة عن بقية الصفات اللغوية الدالّة على قيم الذكورة وأشكالها ومعانيها،إنهما تعبران عن قيمة موجود لغوي متكامل قادر على تغيير خارطة الأفكار والأشياء أنما حلّ في اللغة والكلام، هذا ما يمكن نعته بالوجود اللغوي على نحو نسوي.{nl} فمجرد استعمال لفظ المرأة وصفاتها ومتعلقاتها ومشتقاتها في أي نوع من أنواع الخطاب اليومي أو الأدبي أو الفلسفي يقلب نظرتنا وتفكيرنا نحو وجهات معلومة وغير معلومة من ذاك الخطاب،قد تجلب معها دلالات أضفى إلى حقول الألفاظ وأغراض الكلام، حتى تغدو المرأة «الموضوعة» الأزلية الشاملة للحب والجمال والروح والجسد والحكمة والحقيقة... إنها رحم الموضوعات كلها وقد ولّدت في تاريخ الأفكار والتعابير كل إحساس عميق، فريد بالحاجة إلى الخوض في كل ماهو غامض لعوب مغر خفي . .{nl}يتحول وجودنا الفكري اللغوي الفلسفي من «الاستكشافي» إلى التأويلي» الميتافيزقي» إلى الحدسي «الانثروبولوجي»، «الإناسي» إلى المعيش الواقعي الاجتماعي، تحولات مدهشة حثيثة الخطو، غير مفهومة في الغالب، فقط بمجرد أن يقوم كائن أنثوي يرتقي إلى مرتبة الرمز والفكرة بحركة بسيطة، قد تكون حركة أصابع تخلل خصلات شعر أو تخلّص جدائلها من مشبكها العاجي أو قد تكون رشة عطر على جيد مرمري يتخفى وراء غلالة في شرفة قمرية....{nl} يختال الدال والمدلول الأنثوي في اللغة على حدّ السّواء مجلوّين، مجلّلين بأبهى المعاني <hr>إضغط هنا لتحميل الملف المرفق كاملاً (http://192.168.0.105/archive02/attachments/DocsFolders/08-2012/عربي-183.doc)