Haneen
2011-02-28, 11:51 AM
الشيعة في الخليج و المملكة العربية السعودية{nl}(( اضاءة )){nl}فتحت المظاهرات التي جرت امس الاحد في المنطقة الشرقية للملكة العربية السعودية، الباب على مصراعيه لتسليط الضوء على الاقلية الشيعية في مركز الاسلام السني ، فرغم ان الشيعة في السعودية لا يتجاوز عددهم المليوني نسمة في افضل الاستطلاعات، إلا ان تأثيرهم السياسي قد يكون كبيرا، اذا ما اخذنا بعين الاعتبار موالاتهم العقائدية والسياسية لايران، التي تزاحم المملكة العربية بالنفوذ في منطقة الخليج العربي خاصة ، والشرق الاوسط بشكل عام.{nl}يقوم نظام الحكم في المملكة السعودية على التحالف بين ال سعود والمؤسسة الدينية السلفية المتشددة، والتي تبسط سطوتها الدينية على كل مرافق البلاد، ويعد السلفيون من اكثر الفرق الاسلامية السنية عداء للشيعة، وتشددا في الموقف الفقهي من الشيعة الى الحد الذي يصل الى المحاربة والتكفير ، ونعتهم بالرافضة ورفض الحوار معهم باعتبار انهم خارجين عن ملة الاسلام، ويعد هذا الموقف عند السلفية موقفا قطعيا لا يحتكم لاي مصلحة سياسية او تحالف ولو كان مؤقتا، كما تقوم به جماعة الاخوان المسلمين، التي تتحالف سياسيا مع الشيعة في ايران، مع التناقض المذهبي والقطيعة الفقهية بينهما.{nl}فالشيعة السعوديون المتمركزون في المنطقة الشرقية الغنية بالنفط ، يعدون بؤرة قلق لكل الحكومات السعودية منذ تاسيس الحكم الملكي وحتى اليوم، لحساسية موقعهم الجغرافي القريب من البحرين ذات الاغلبية الشيعية، ولكثرة محاولات التمرد التي قاموا بها خدمة لمصالح ايرانية، لذا قامت السلطات السعودية بتضييق الخناق عليهم، ومراقبتهم ومتابعتهم بشكل دائم ومستمر، كي لا ينضج اي تحرك منظم يسبب القلاقل للحكم السعودي المستقر منذ مطلع القرن العشرين.{nl}فهل من الممكن ان يستغل شيعة السعودية الحراك الشعبي في الدول العربية وحالة عدم الاستقرار في المنطقة لكي يقوموا باثارة الشغب في المنطقة الشرقية كما حدث بالامس، مستغلين سلاح النفط الذي يمتلكونه، ام هي مجرد محاولة سياسية هزيلة لتغطية الاحتجاجات التي تقودها المعارضة في ايران، وزج السعودية في اتون حرب داخلية؟{nl}إن المتتبع للخارطة الشيعية في المملكة ، سيتوصل الى نتيجة ان اي حالة من الفوضى يحركها الشيعة في السعودية، ستكون بمثابة انتحار سياسي اذ سيتم اجهاضها ولو بالقوة لان الشيعة لا يستطيعون تأليب السكان على النظام الحاكم ، اذ سيقتنع اغلبية السعودييين بأن المحرك لهذه الاحتجاجات هي الارتباط بالمصالح الخارجية مع ايران، فلربما تكون مظاهرات الامس هي محاولى للفت نظر الحكومة السعودية ، علهم يحظون بمزيد من المكاسب الاجتماعية والسياسية والدينية المحدودة.{nl}إحصائيات الشيعة في الخليج العربي:{nl}((العراق)){nl}لا توجد إحصاءات رسمية ودقيقة للتركيبة الديمغرافية في العراق، ، فبينما يشير تقرير "الحرية الدينية في العالم" إلى أن الشيعة يمثلون أغلبية السكان، وتتراوح نسبتهم ما بين 60 و65 في المئة من تعداد السكان (الذي يقدر بنحو 26 مليون نسمة)، يذكر السوسيولوجي العراقي المعروف الدكتور فالح عبدالجبار بأن الشيعة يؤلفون 53.5 في المئة من إجمالي السكان لعام 2000، أما السنة فيشكلون 42.3 في المئة، وذكرت مصادر سنية عراقية أن عشرات الآلاف من الإيرانيين الشيعة دخلوا البلاد بعد سقوط نظام صدام حسين وتم منحهم الجنسية العراقية، ويتركز الشيعة في محافظات جنوب البلاد، وفي المناطق الفقيرة في العاصمة بغداد، وخصوصاً مدينة الصدر التي يقارب عدد سكانها مليوني نسمة،المذهب الإمامي (الجعفري) هو المذهب السائد بين شيعة العراق، الذين ينقسمون حسب الالتزام بتعاليم المذهب إلى متدنيين وعلمانيين، والأخيرون أقل عدداً ونفوذاً، باعتبار أن المرجعيات الدينية تهيمن على المجتمع الشيعي والقوى السياسية التي تمثله، وهو ما يعبر عنه رمزياً شعار "الحوزة مرجعنا" الذي يتردد على ألسنة جماهير الشيعة في السنوات الأخيرة والعراق هو موطن التشيع الأول ومهده.{nl}((البحرين)){nl}يشكل الشيعة أغلبية السكان، وتتراوح التقديرات ما بين 60 و80 في المائة من إجمالي السكان، الذي يبلغ 725 ألف نسمة تقريباً،أما تقرير "الحرية الدينية في العالم"، الصادر عن وزارة الخارجية الأمريكية عام 2006، فيقدر نسبتهم بنحو 70 في المائة من عدد السكان المواطنين، ومثله تقرير "التحدي الطائفي في البحرين"، الصادر عن المجموعة الدولية لمعالجة الأزمات (ICG) في بروكسل، وشيعة البحرين، كشيعة المنطقة الشرقية بالسعودية؛ فهم ينتمون إلى الأصول نفسها، ويشتركون في التاريخ نفسه، ويتبعون المذهب نفسه، وهو الإمامية.ويوجد في شيعة البحرين من هم من أصول فارسية، والذين يقدر عددهم ما بين 25 و30 في المائة من إجمالي السكان. إلا أن الشيعة العرب يشكلون أغلبية المجتمع الشيعي، ويقطن معظمهم القرى والمناطق الريفية،ولا يوجد لشيعة البحرين مرجع تقليد مقيم، فهم يتبعون مرجعيات في الخارج، ويمارس الشيعة احتفالاتهم الدينية وشعائرهم بدون قيود، إذ أن البحرين هي الوحيدة من دول الخليج التي تتخذ من يوم عاشوراء عطلة وطنية.{nl}((الكويت)){nl}يمثل الشيعة في الكويت أقلية، فوفقاً لتقرير "الحرية الدينية في العالم" لعام 2006، الذي تصدره الخارجية الأمريكية، يشكل الشيعة نسبة 30 في المائة من عدد السكان المواطنين، الذين يبلغ عددهم 973 ألفاً، علماً أن {nl}العدد الإجمالي لسكان الكويت، (مواطنين ووافدين)، يصل إلى مليونين و900 ألف تقريباً،ويذكر التقرير ذاته أيضاً أن هناك 100 ألف شيعي مقيم لا يحمل الجنسية الكويتية. كما يوجد نحو عشرة آلاف من طائفة البهرة {nl}(الشيعية) الهنود،ويذكر الباحث الكويتي المعروف الدكتور فلاح المديريس في كتابه "الحركة الشيعية في الكويت" الصادر عام 1999، أن شيعة الكويت ينقسمون على أساس عرقي إلى شيعة من أصل عربي، وشيعة من أصل إيراني،فالشيعة العرب ينحدرون من شرق الجزيرة العربية، والذين يطلق عليهم {nl}"الحساوية"، نسبة إلى منطقة الأحساء بالسعودية، أو "البحارنة" نسبة إلى البحرين، وفئة قليلة منهم جاءت من جنوب العراق، ويطلق عليهم "البصاروة" أو "الزبيرية"، نسبة إلى البصرة أو الزبير بالعراق،أما الشيعة الذين جاؤوا من إيران فيطلق عليهم "العجم"، وهم يشكلون نسبة كبيرة {nl}من شيعة الكويت، وقد توالت هجرة هذه الجماعات منذ القرن التاسع عشر؛ ويتركز أغلب الشيعة في العاصمة والمناطق المجاورة لها؛ مثل الرميثية والشرق والدسمة ودسمان وبنيد القار والقادسية والجابرية وحولي، وتوجد أقلية شيعية في محافظة الجهراء،ويمارس الشيعة في الكويت شعائرهم بحرية، وفي عام 2006 سمحت الحكومة للشيعة، وللمرة الأولى، بإقامة موكب عزاء حسيني في الرميثية، بمناسبة الاحتفال بعاشوراء، ووفرت الحماية الأمنية لهم،{nl}ومقارنة بألف مسجد للسنة، يملك الشيعة 26 مسجداً و140 حسينية، بحسب المصادر الشيعية نفسها. وينتقد الشيعة بطء إجراءات الحكومة في ترخيص بناء مساجد جديدة، وإصلاح القائم منها، إلا أن الحكومة منذ العام 2001 منحت ست رخص لبناء مساجد جديدة.{nl}((السعودية)){nl}لا توجد إحصاءات رسمية عن عدد الشيعة في السعودية.. فتقرير "المسألة الشيعية في المملكة العربية السعودية"، الصادر عن المجموعة الدولية لمعالجة الأزمات (ICG) في بروكسل عام 2005، يقدر عددهم بمليوني نسمة تقريباً، يمثلون نسبة 10-15 في المائة من إجمالي السكان (الذي بلغ في عام 2004 نحو 22 مليون و670 ألف نسمة، يشكل المواطنون منهم 16 مليون و530 ألف نسمة تقريباً)، ويتركز الشيعة في المنطقة الشرقية من المملكة، الغنية بالنفط، ويشكلون أغلبية السكان في هذه المنطقة، ولاسيما في القطيف والأحساء، كما تعيش أقلية شيعية في مناطق أخرى؛ مثل المدينة المنورة، بالإضافة إلى الشيعة الإسماعليين من أبناء قبيلة "يام" في منطقة نجران، في الجنوب، الذين تتفاوت التقديرات في عددهم، فبينما يقدرهم تقرير المجموعة الدولية لمعالجة الأزمات بنحو 100 ألف، نجد أن تقرير "الحرية الدينية في العالم" لعام 2006، والصادر عن وزارة الخارجية الأمريكية، يقدر عددهم بنحو 700 ألف.{nl}كما ينتشر الشيعة الزيديون في مناطق عدة في الجنوب (عسير وجيزان ونجران) والغرب (جدة وينبع)، ولا توجد تقديرات لعددهم.، ويغلب على شيعة السعودية، وخصوصاً في المنطقة الشرقية، المذهب الإمامي، الذين يؤمنون بأئمة الشيعة الإثنى عشر، ويرجع شيعة المملكة إلى أصول وجذور عربية، ويعود تاريخ وجودهم في شرق الجزيرة العربية إلى أواخر القرن الثالث الهجري، حين أقام القرامطة (وهم من الشيعة الإسماعيلية) في هذه المنطقة دولتهم. ومنذ ذلك التاريخ وحتى تأسيس الدولة السعودية الحديثة، مثلت هذه المنطقة مركزاً شيعياً روحياً مهماً، فكانت القطيف تسمى "النجف الصغرى" لكثرة الحوزات العلمية فيها، ولا يتبع شيعة الإمامية في السعودية، مرجعية دينية واحدة؛ فمنهم من يقلد آية الله علي خامنئي، المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية، ومنهم من يقلد آية الله علي السيستاني في العراق، ومنهم من يقلد آية الله صادق الشيرازي في ُقم، {nl}أو آية الله محمد تقي المدرسي في كربلاء، أو آية الله محمد حسن فضل الله في لبنان، وعلى العموم، يغلب على شيعة السعودية التوجه الإسلامي المحافظ، وللشيعة محكمة خاصة بهم تسمى "محكمة الأوقاف والوصايا"، وتتبع وزارة العدل.{nl}((قطر)){nl}وفقاً لتقرير"الحرية الدينية في العالم"، الصادر عن وزارة الخارجية الأمريكية عام 2006، فإن نسبة الشيعة تصل إلى 10 في المائة، إذ يقدر عدد سكان قطر 900 ألف تقريباً، منهم 200 ألف مواطن قطري.وينحدر الشيعة في قطر من أصل عربي، وهم "البحارنة" الذين تكون أصولهم بحرينية، أو من الأحساء والقطيف في السعودية، والعجم الذين هم من أصول إيرانية، ويوجد في قطر أيضاً شيعة يحملون الجنسية الإيرانية،ومما تجب الإشارة إليه هنا أنه توجد في قطر قبائل تسمى الهولة (أو الحولة)، والتي كانت تاريخياً تستوطن الساحل العربي من الخليج، إلا أنها انتقلت إلى الساحل الفارسي، وفي القرنين التاسع عشر والعشرين عادت إلى الساحل العربي مرة أخرى، بيد أن هذه القبائل عربية القومية وسنية المذهب، وهي معروفة في دول الخليج الأخرى، ولا يشكل الشيعة أغلبية في أي منطقة سكانية، {nl}إلا أنهم يكثرون في مناطق الهلال، والمطار، والروضة، والدفنة،ومعظم شيعة قطر يتبعون لمرجعية آية الله العظمى علي السيستاني في العراق، ومع أن المذهب السائد في الدولة هو الحنبلي، مثل السعودية، إلا أن شيعة قطر، على خلاف إخوانهم في السعودية، يمارسون شعائرهم واحتفالاتهم الدينية بحرية في مساجدهم وحسينياتهم.{nl}أما منهاج التربية الدينية المعتمد في المدارس الحكومية، فيستند إلى المذهب السني، لكنه لا يزدري المذاهب الأخرى، وخصوصاً المذهب الجعفري، وكان الشيعة يحتكمون في قضايا الأحوال الشخصية إلى المحاكم الشرعية، وفي عام 2005 أنشئ لهم ضمن هذه المحاكم شعبة للمذهب الجعفري، تبت بقضايا الزواج والطلاق والميراث وغيرها.{nl}ومن أبرز مساجد الشيعة في قطر، مسجد البحارنة، ومسجد ومركز الإمام الصادق، ومن أكبر حسينياتهم، حسينية الرسول الأعظم بالدوحة.{nl}((الامارات)){nl}يق در تقرير "الحرية الدينية في العالم"، الصادر عن وزارة الخارجية الأمريكية عام 2006، نسبة الشيعة إلى إجمالي السكان، بنحو 15 في المائة من إجمالي عدد سكان دولة الإمارات، الذي يبلغ نحو 4.5 مليون، ويشكل نسبة غير المواطنين منهم نحو 85 في المائة، في حين أن مصادر أخرى تقول إن نسبة الشيعة لا تزيد عن 10 في المائة. {nl}ويتركز الشيعة في إمارة دبي والشارقة وأبوظبي، ولهم وجود محدود في بقية الإمارات الأخرى، ويغلب على المجتمع الشيعي في الإمارات مذهب الإمامية، وتتنوع أصولهم الإثنية/ القومية إلى عرب، وهم "البحارنة" الذين جاؤوا من شرق الجزيرة العربية؛ مثل البحرين، والإحساء والقطيف في السعودية؛ وإيرانيين أو "العجم"، وأبرزهم اللاريون والأشكنانيون؛ وهنود، ومنهم اللواتية، الذين هاجروا قبل قرون من منطقة حيدر آباد الهندية إلى سلطنة عُمان، ومنها إلى الشارقة ودبي، وفضلاً عن المواطنين الشيعة، يقيم في الإمارات {nl}أيضاً عدد كبير من الإيرانيين الشيعة، الذين هاجر أغلبهم إليها بعد الثورة الإيرانية، فقد أشار تقرير لجريدة "الشرق الأوسط" اللندنية (نشر في 26 يناير/ كانون الثاني 2007) إلى أن عدد الإيرانيين- بحسب تقديرات غير رسمية - يقدر بنحو نصف مليون، يتركز معظمهم في دبي، كما يقيم في دبي أيضاً عدد من أتباع طائفة {nl}البهرة (التي تنتسب إلى المذهب الإسماعيلي)، ولا يعرف عددهم في دبي على وجه الدقة، إلا أن مصادر تقدرهم بعدة آلاف، ومعظمهم يحمل التابعية الهندية والباكستانية، وتعتبر كافة جوامع الشيعة وحسينياتهم ومآتمهم ملكاً خاصاً، ولا تتلقى أي تمويل من الحكومة، وتتبع في إمارة دبي مجلس الأوقاف الجعفرية الخيرية، المشكَّل بمرسوم من حاكم دبي السابق، الشيخ مكتوم بن راشد. ولا يتم تعيين الأئمة لمساجد الشيعة من قبل هيئة الأوقاف والشؤون الإسلامية، ولكنها تراقب كل خطبهم عن كثب.{nl}((اليمن)){nl}يمثل الشيعة أقلية في اليمن، ويغلب عليهم المذهب الزيدي، وبحسب تقرير "الحرية الدينية في العالم" لعام 2006، الذي تصدره وزارة الخارجية الأمريكية، لا تزيد نسبتهم عن 30 في المائة من إجمالي سكان اليمن، الذي يبلغ 20 مليون تقريباً، كما يوجد في اليمن شيعة إسماعيلية، يبلغ عددهم نحو بضعة آلاف، وفقاً للتقرير نفسه، وتقدر مصادر أخرى نسبتهم بنحو 2 في المائة من إجمالي السكان، وبحسب "الموسوعة البريطانية لعام 2004" يتركز الزيود أو الزيديون في مناطق شمال البلاد، مثل صنعاء وصعدة وحجّة وذمار، أما الإسماعليون، والذين يعرفون بـ "المكارمة"، فيسكنون مناطق في شمال اليمن مثل حراز، وفي غرب صنعاء مثل مناخة، وللزيدية مساجدهم ومراكزهم العلمية في العاصمة صنعاء، وفي محافظة صعدة ، ويغلب على المجتمع اليمني التسامح الديني والمذهبي، حيث لم تمارس الدولة اليمنية، منذ إطاحة دولة الأئمة، أي تمييز ضد الشيعة الزيديين. إلا أن تقرير الخارجية الأمريكية يذكر أن السلطات اليمنية أخذت تفرض قيوداً على ممارسة بعض الشعار الدينية الشيعية، في سبيل الحد من تمدد "الحركة الحوثية" ، فقد حظرت، وللسنة الثانية، في يناير/ كانون الثاني 2006 الاحتفال بيوم الغدير للشيعة، كما أغلقت مكتبات ومحلات تسجيلات للحوثيين في محافظة صعدة، شهدت التسعينيات انتشاراً لأفكار المذهب الإمامي {nl}(الجعفري) بين زيدية صعدة، حيث كان على رأس هؤلاء حسين بدر الدين الحوثي، الذي أسس تنظيم "الشباب المؤمن" عام 1996، عقب انشقاقه عن حزب الحق، الذي تأسس بعد وحدة شطري اليمن عام 1990، والذي يرأسه أحمد محمد الشاميوتبنى حسين الحوثي آراء اعتبرت خروجاً عن الفكر الزيدي، والتي اقترب فيها إلى الفكر الإمامي.{nl}ورغم أن الزيدية هي مذهب الأقلية في اليمن، إلا أن بعض أتباعها تولوا حقائب وزارية، مثل أحمد محمد الشامي، الذي تولى منصب وزير الأوقاف، وإسماعيل أحمد الوزير الذي عين وزيراً للعدل أكثر من مرة، والقاضي أحمد عقبات الذي تولى منصب وزير العدل، ولعلماء الزيدية، بشكل عام، حضور واسع في مؤسسات القضاء ودار الإفتاء؛ فمفتي الجمهورية الحالي هو أحد علماء الزيدية الكبار، وهو القاضي العلامة محمد بن أحمد الجرافي، ومفتي الجمهورية اليمنية السابق، ولعشرات السنين هو العلامة أحمد بن محمد زبارة.{nl}الشيعة في السعودية: من التهميش إلى الاحتواء {nl} يعيش الشيعة على هامش النظام السياسي في المملكة العربية السعودية، وكرد فعل على هذه السياسة الرسمية، تبنوا مبدأ المواجهة مع نظام الحكم، إلا أن التسعينيات شهدت طوراً جديداً في العلاقة بين القوى الشيعية المعارضة والسلطة، فالسلطة تحاول أن تحتوي مطالبات الشيعة وتطلعاتهم، بينما يسعى الشيعة، سلمياً، لأن يحصلوا على مواطنيتهم الكاملة.{nl}(( تمهيد )){nl}منذ تأسيس المملكة العربية السعودية عام 1932 والشيعة يعيشون على هامش النظام السياسي السعودي، ويخضعون لسياسات، تصفها بعض تقارير منظمات حقوق الإنسان، بأنها تمييزية،إلا أن انتصار الثورة الإسلامية في إيران عام 1979، شكَّل لحظة فارقة في العلاقة بين الشيعة والنظام الحكم في السعودية. إذ ألهمت الثورة الإيرانية الشيعة السعوديين، وعززت توجهات الرفض لحكم آل سعود. وفي المقابل أوجد نجاح الثورة الإيرانية مخاوف عميقة لدى النظام السعودي من ولاء الشيعة للجمهورية الإسلامية الإيرانية.{nl}وبعد أحداث نوفمبر/تشرين الثاني 1979، التي وقعت فيها صدامات عنيفة مع قوات الأمن السعودية أسفرت عن عشرات القتلى والجرحى ومئات المعتقلين، لاحق النظام الناشطين السياسيين الشيعة، مما دفعهم إلى اللجوء إلى المنفى، ومن ثم تنظيم حملة إعلامية وسياسية ضد نظام الحكم. {nl}ادركت المعارضة السياسية الشيعية في أواخر الثمانينيات أن مجابهة النظام لم تسفر عن نتائج ملموسة فيما يخص وضعهم (الشيعة) في المملكة. وفي الوقت نفسه، أدرك النظام أنه لا مناص من احتواء المعارضة الشيعية. وهكذا توصل الطرفان إلى "صفقة" في عام 1993، إثر لقاء الملك الراحل فهد بن عبد العزيز بأربعة من قيادات الشيعة في المملكة؛ فمقابل إيقاف المعارضة الشيعية نشاطها في الخارج، سمحت الحكومة السعودية بعودة المئات من المنفى، وأطلقت المعتقلين السياسيين الشيعة، وأعادت الجوازات المحجوزة إلى أصحابها، وسمحت بسفر الممنوعين من السفر، فضلاً عن تعهدها بمعالجة التمييز الطائفي، ويمكن القول إن الشيعة في السعودية قد اتبعوا منذ التسعينيات {nl}مساراً جديداً، بتوجيه من حركة الإصلاح الإسلامية الشيعية، أبرز القوى الشيعية، يتمثل في التصالح مع النظام ومهادنته، والتركيز على تعزيز مواطنية الشيعة في الدولة، والنضال بالطرق السلمية والسياسية من أجل الحصول على حقوقهم، مثل مواطنيهم الآخرين، والمساهمة في تعزيز التحول الديمقراطي والإصلاح في البلد. {nl}.(( الواقع السياسي/ الاجتماعي )){nl}بينما لا توجد منظمات أو تجمعات سياسية قانونية للشيعة، توجد لهم شبكات غير رسمية، ، ومن أبرز الجماعات السياسية الشيعية:{nl}• حركة الإصلاح الإسلامية الشيعية، والتي يعد الشيخ حسن الصفار من أبرز زعمائها، وقد حصد مرشحو الحركة، غير الرسميين، مقاعد المجالس البلدية للمدن والبلدات التي يغلب عليها الشيعة في الانتخابات المحلية التي جرت عام 2005. {nl}• جماعة حزب الله/ الحجاز، المعروفة محلياً باسم أنصار خط الإمام (الخميني)، والتي تأسست في العام 1987، على يد عدد من رجال الدين. إلا أن مراقبين يلحظون أن وجودها آخذ في الانحسار بالمجتمع الشيعي السعودي، علما بأن هذه الجماعة تؤمن بولاية الفقيه، كما تتبع بمرجعيتها الدينية لآية الله علي خامنئي، المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية؛ وهي متهمة بأنها كانت وراء التفجير الذي استهدف عام 1996، مقر سكن الجنود الأمريكيين في مدينة الخُبر السعودية. {nl}ويشتكي شيعة السعودية من معاملتم بوصفهم مواطنين من الدرجة الثانية، ويشيرون إلى التمييز الطائفي والمذهبي الذي يمارس ضدهم، وعدم مساواتهم ببقية المواطنين الآخرين، وعدم تمثيلهم في المناصب العليا للبلاد، كمجلس الوزراء (لم يتول أي شيعي حقيبة وزارية في تاريخ المملكة)، ووكلاء الوزارات، والحقل الدبلوماسي، والأجهزة العسكرية والأمنية، وقلة نسبة مشاركتهم في مجلس الشوري (4 من أصل 150 عضواً)، فضلاً عن العسف الذي يلاقونه على يد الأجهزة الأمنية، بحسب تقارير. {nl}يدعي الشيعة أيضاً بأنهم يعانون من الشحن المذهبي الذي يمارس ضدهم من المؤسسات الدينية الرسمية؛ كالمحاكم الشرعية، وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ومراكز الدعوة والإرشاد؛ وفتاوى التكفير، الصادرة عن الزعامات الدينية الرسمية وغير الرسمية، والكتب التي تطبع وتوزع داخل البلاد، والتي تعتبرهم كفاراً، بالإضافة إلى مناهج التعليم الديني في المدارس والجامعات التي يتكرر فيها وصفهم بالكفر والابتداع.{nl}يدعي المواطنون الشيعة الضغوط والمضايقات في أداء شعائرهم الدينية، حيث يمنع عليهم بناء المساجد والحسينيات إلا بصعوبة بالغة، رغم وجود أكثر من 37850 مسجداً سنياً قامت الحكومة ببناء معظمها (بحسب تقرير "الحرية الدينية للمواطنين في السعودية" الصادر عن المعهد السعودي بواشنطن عام 2004).{nl}لا يتمتع الشيعة بالسعودية أيضاً بأي حرية على المستوى الثقافي، حيث تمنع طباعة كتبهم ودخولها من الخارج، وإقامة أي مؤسسة ثقافية أو مركز ديني، كما أنهم محرومون من الحق في إنشاء معاهد وكليات دينية للتعليم حسب المذهب الشيعي.{nl}قام 450 ناشطاً شيعياً، في 31 إبريل/ نيسان 2003، برفع عريضة باسم "شركاء في الوطن"، إلى الأمير عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود ( ولي العهد آنذاك)، والتي شددت على انتماء الشيعة للوطن السعودي، كما دعت العريضة إلى ضرورة تحقيق المواطنة الكاملة، والاعتراف بحقوق الشيعة على قدم المساواة مع أبناء الوطن الواحد، وإنهاء كل أشكال الكراهية والبغضاء والتحريض المذهبي الذي يمارس ضدهم، ويقر زعماء الشيعة أنه بمجيئ الملك عبد الله بن عبد العزيز إلى الحكم، حصل انفتاح أوسع عليهم من قبل النظام. إلا أنهم يلمحون أن ثمة تياراً في الأسرة الحاكمة، والمؤسسة الدينية الوهابية، يقفان عائقاً أمام مزيد من الانفتاح عليهم. {nl}وقد شارك الشيعة بفاعلية في الانتخابات البلدية التي جرت في مارس/ آذار 2005، والتي حصلوا فيها على 11 مقعداً، من أصل 12 مقعداً، مخصصة لمنطقة القطيف والأحساء. وكانت نسبة التصويت في المنطقة الشرقية ذات الأغلبية الشيعة، عالية، إذ تراوحت ما بين 70 و75 في المائة. {nl}(( الوضع الاقتصادي )){nl}تشير تقارير إلى أن الشيعة بالسعودية يعانون التمييز في الوظائف العامة. ورغم أن قطاعاً من شيعة المنطقة الشرقية يعملون في شركة أرامكو السعودية الحكومية، إلا أنهم يشيرون إلى حرمانهم من الترقي إلى الوظائف العليا في الشركة، ويرى مراقبون أنه "نتيجة لسياسة التمييز الحكومية" فالتجمعات الشيعية تعاني من الفقر وأوضاع معيشية صعبة.{nl}يتهم الشيعة الحكومة بأنها تعمدت إهمال مناطقهم على مدى عقود من الزمن، فالبنية التحتية فيها والخدمات الصحية والتعليمية وغيرها تعد متدنية. كما يدعون بأنهم حرموا من الاستفادة من العوائد النفطية، التي تنبع من مناطقهم، مثلما استفادت منها مناطق البلاد الأخرى.{nl}تجدر الإشارة إلى أن الشيعة يمتلكون جمعيات خيرية تتلقى الدعم من وزارة العمل والشؤون الاجتماعية السعودية، مثل جمعيات العمران والبطالية والمواساة، بالأحساء. {nl}أبرز الشخصيات الشيعية العامة{nl}• الشيخ حسن الصفار، من أبرز علماء الشيعة، بعد وفاة آية الله العظمى الشيخ محمد الهاجري، وكان من الناشطين السياسيين في السبعينيات، حين تزعم منظمة الثورة الإسلامية في الجزيرة العربية، إلى أن التجأ عام 1980 إلى إيران، ومن ثم إلى دمشق، وعاد في عام 1995 إلى المملكة العربية السعودية.{nl}• جعفر الشايب، وهو رجل أعمال إسلامي التوجه، فاز أخيراً بعضوية المجلس البلدي للقطيف، وكان أحد الأربعة الذين اجتمعوا بالملك فهد عام 1993.{nl}• نجيب الخنيزي، كاتب ليبرالي من القطيف، وهو من الذين وقعوا على العريضة التي تحمل عنوان "رؤية في حاضر ومستقبل الوطن" في يناير/ كانون الثاني 2003، وقد اعتقل في مارس/ آذار 2004، وأطلق سراحه بعدئذ.{nl}• توفيق السيف، الذي يعد من أنصار الحركة الإصلاحية الشيعية، وهو مقيم في لندن، وكان ممن شارك في لقاء عام 1993. {nl}الخارطة الشيعية في السعودية:{nl}المذهب الشيعي الإسماعيلي:{nl}يتركز الشيعة الإسماعيليون في منطقة نجران الجنوبية، حيث ينتسب معظم أفراد قبيلة «يام» إلى هذا المذهب، والزعيم الروحي للطائفة والمعروف بالداعي هو الشيخ حسين بن اسماعيل المكرمي. و يبلغ تعداد الإسماعيليين ما بين (200.000) إلى مليون نسمة، وفقا لمصادر مختلفة. وقد ازدادت التفرقة في المعاملة ضدهم في السنوات القليلة الماضية بعد قدوم الحاكم الجديد الأمير مشعل بن سعود، وتمنع الحكومة الإسماعيلية من الأذان بطريقتهم ( حي على خير العمل)في أي مسجد. {nl}المذهب الشيعي الجعفري :{nl}يشكل الشيعة الجعفرية أغلب سكان المنطقة الشرقية، كما يوجد لديهم جاليات كبيرة في المدينة المنورة ووادي فاطمة, وجاليات صغيرة في جدة والرياض. وهناك خلاف في عددهم الذي يقدّر ما بين (400.000) ومليونين نسمة. ويعتبر الشيعة الجعفريون أكثر الأقليات المذهبية مشاركة في الصراع مع الحكومة من أجل نيل حقوقهم. لذا فان وضعهم يتلقى معظم الاهتمام المعطى للأقليات في المملكة. {nl}المذهب الشيعي الزيدي:{nl}يتركز الشيعة الزيديون في مدينة عسير الجنوبية ونجران وجدة وينبع. ولا يعرف لديهم أي مسجد أو رجال دين, لذا فانهم يعتمدون في الإرشاد الديني على إخوانهم الزيديين في اليمن. ولا يعرف عدد الزيديين في البلاد, فهم عادة ما يخفون اعتقاداتهم في المدن ذات الأغلبية السنية. ولا توجد لديهم أية مؤسسات دينية منظمة. وقد قامت الحكومة قبل ثلاث باحتلال مسجدهم في نجران وتغيير إمامه بشيخ من المذهب الرسمي. {nl}الشيعة المختبئين:{nl}المشاعر المتطرفة المعادية للشيعة والتفرقة ضدهم يقود أتباع الشيعة من مختلف المذاهب إلى إخفاء عقيدتهم. فلا يعرف سكان مدينة الرياض المحليين وجود جالية شيعية نجدية من السكان الأصليين، {nl}ويعيش الكثير من الشيعة المنحدرين من المدينة المنورة ونجران وعسير في مدينة جدة وغيرها ولا يعلنون عن عقيدتهم، ويؤدي ذلك إلى تحول البعض منهم لاعتناق المذهب السني. وكان هناك تقارير عن سنة اعتنقوا المذهب الشيعي مؤخرا بصورة سرية، كان معظمهم فتيات يافعات.{nl}المساجد:{nl}وفقا لمصادر وزارة الأوقاف يوجد في البلاد (37850) مسجدا تبني الحكومة غالبيتها. كما تفرض الحكومة أن تخضع المساجد الخاصة التي يبنيها المواطنون إلى سيطرتها. وقد مولت الحكومة بناء أكثر من (1600) مسجدا حول العالم بما فيها الولايات المتحدة الأمريكية . ولا يسمح للشيعة الجعفرية والشيعة الإسماعيلية ببناء مساجد, حيث تعود مساجدهم الحالية إلى زمن الحكم العثماني أو أنها تبنى سرا. ولايوجد أي مسجد للزيدية، ولا يمتلك الشيعة الجعفرية في المدينة المنورة أي مسجد بالرغم من كونهم أقلية لا يستهان بعددها. فقد صادرت الحكومة مسجدهم ودمرت حسينيتهم الوحيدة منذ عشرات السنين. لكنهم يحتفظون بمسجد تحت الأرض بالسر في الأحراش خارج المدينة, أو أنهم يصلون في سراديب منازلهم الخاصة، وقد تم إغلاق مسجد الإمام الحسين في منطقة البطالية في أبريل, ويعتقد أن المسجد بني باستخدام رخصة منزل. ويذكر أن معظم مساجد الشيعة التي بنيت منذ تأسيس المملكة العربية السعودية تم بناءها كمنازل, لكنها حولت ببطىء إلى مساجدها، وتغلق الشرطة مساجد الشيعة الإسماعيلية يوم العيد اذا صادف يوما قبل او بعد العيد الرسمي. ويستخدم الإسماعيلية طريقة مختلفة لتحديد العيدين عن المذهب الرسمي، ولكن في الآونة الأخيرة تم السماح ببناء بعض المساجد في المنطقة ولكن بشروط تلغي هوية المساجد الشيعية. وجدير بالذكر أن استخراج تصريح لبناء مسجد يستغرق فترات طويلة والمرور بتعقيدات إدارية مرهقة ووساطات متعددة حتى يتم استخراج التصريح.{nl}التعليم الديني: {nl}تمنع الحكومة تدريس أي كتب دينية غير حنبلية في المدارس والجامعات، فلا تعرض وجهات النظر الشافعية والمالكية والشيعية بالتعليم الديني. ولا يسمح لرجال الدين من غير الحنابلة بتدريس عقيدتهم ولو على انفراد. وقد درس معظم رجال الدين الشيعة الجعفرية في بلدان خارجية كإيران والعراق وسوريا، يوجد في البلاد 8 جامعات, 3 منها دينية. وترفض جامعة الإمام محمد بن سعود في الرياض والجامعة الإسلامية في المدينة المنورة قبول أي طالب من الشيعة أو تعيين مدرسين أو موظفين شيعة فيهما. من جانب آخر كتب ناصر القفاري رسالته للدكتوراه في جامعة الإمام محمد بن سعود عن الشيعة الجعفرية ووصفهم فيها بوصف مهين ناعتا إياهم بـ"الرافضة". وقد نشرت هذه الرسالة فيما بعد بدعم مادي من الحكومة.{nl}تتحكم الحكومة بالتعليم الديني بالمدارس العامة والخاصة من المرحلة التعليمية الأولى حتى نهاية المرحلة الجامعية, حيث تكون كافة الكتب الدينية والتاريخية وفقا لتفسير المذهب الرسمي. ولا تدعم الكتب بأي من آراء الفرق السنية الأخرى والشيعية. ففي السنوات الماضية أشارت بعض الكتب إلى العديد من الممارسات الدينية للشيعة والشوافع والموالك بأنها بدعة. وفي الآونة الأخيرة شنت الصحافة والأعلام العربي والغربي حملة لتصحيح المناهج لأنها تؤدي إلى الأحقاد والضغينة بين المواطنين على أختلاف مذاهبهم.{nl}يحظر استيراد الكتب الدينية التي لا تقبلها المؤسسة الدينية الرسمية، كالكتب الشيعية والصوفية والأباضية، بل أنها تصادر حين الوصول، وممكن أن يعاقب عليها بالغرامات والجلد والسجن وقد قتلت المواطنة الشيعية زهراء الناصر تعذيبا في سنة 1989 لأنها حملت كتابا شيعيا حين دخولها البلاد. ولا تحتوي المكتبات السعودية على كتب للشيعة أو الموالك، ككتب الشيخ محمد بن علوي المالكي الذي يقوم بنشر كتبه في مصر ولبنان ويوزعها بنفسه لأن المكتبات السعودية لا يمكنها بيع كتبه بصورة قانونية،وقد تم اعتقال العديد من الشباب الشيعية في مدينة العوامية لبيعهم كتبا شيعية .{nl}تتوفر الكتب المعادية للشيعة في البلاد وتباع بصورة قانونية وبكل حرية، حيث يطبع بعضها من قبل مؤسسات حكومية ويتم توزيعها مجانا. وقد تمكن الشيخ الشيعي البارز حسن الصفار من نشر واحد من كتبه فقط ، كما ويقيم صفحة على الإنترنت.{nl} يحظر سماع الأناشيد والمدائح الدينية المشهورة عند المذهبين الشافعي والمالكي والشيعي ، كما تحظر النوحيات أو العزاء الذي يستخدمه الشيعة في مناسباتهم الدينية. وقد تم اعتقال العديد من ناشدي النوح والعزاء «الشيالين» في المنطقة الشرقية.{nl}تعترف الحكومة بعطلتين رسميتين فقط هما عيدي الفطر والأضحى المباركين. ولا يسمح بالاحتفال بعدد من المناسبات الدينية الأخرى كالمولد النبوي الشريف الذي تحتفل به المذاهب الشافعية والمالكية والشيعية، حيث لا يعترف به من قبل وسائل الإعلام. ويحتفل المواطنون الحجازيون بمولد النبي بصورة سرية، كما يمنع أيضا الاحتفال بالمناسبات الشيعية كيوم عاشوراء ووفاة النبي محمد وابنته فاطمة الزهراء وزوجها علي , حيث يمنع الموظفون والطلبة الشيعة من التعطيل لهذه المناسبات، فعدم الذهاب إلى العمل يمكن أن يؤدي إلى الفصل عن العمل أو العقوبة. {nl}ويمنع الشيعة الإسماعيليون من حضور صلاة العيد إذا ما صادف العيد عندهم يوما قبل أو بعد العيد الرسمي للحكومة. فالشيعة الإسماعيليون والجعفريون يقررون باستقلالية متى يكون يوم العيد، حيث يعتمد الإسماعيليون على الحسابات الفلكية في تحديد ثبوت العيد، بينما تعتمد السلطات الدينية الرسمية رؤية الهلال في تحديد يوم العيد، وهذا يؤدي للأختلاف في تحديد العيد. {nl}الأسماء: {nl}تسيطر وزارة الداخلية من خلال إدارة الأحوال المدنية على أسماء المواطنين, فتحظر الأسماء التي لا تلائم المؤسسة الدينية الرسمية. وقد أجبر العديد من المواطنين الشيعة على تغيير أسمائهم وخاصة في السنوات القليلة الماضية. ويحظر التسمي بجميع الأسماء التي يقتصر إطلاقها على الشيعة "كعبد النبي" و"عبد الرسول" و"عبد الحسين" وما أشبه. ولا تستخدم وسائل الإعلام هذه الأسماء أبدا، فتحول مثلا اسم الفنان الكويتي عبد الحسين عبد الرضا إلى حسين رضا. وفي عام 1992 صدر أمر رسمي يحظر فيه التسمية بأسماء أخرى من بينها أسماء مشتقة من القرآن الكريم - مثل أيمان وسورة- يكثر استخدامها عند المذاهب الشافعية والمالكية والشيعية ، وهناك المواطنين من سلالة النبي محمد والذين يطلق عليهم اسم «سادة» عند الشيعة أو «أشراف» عند الشوافع والموالك, منعوا من استخدام تلك الألقاب في بطاقات الهوية أو المستندات الرسمية. والجدير بالذكر أن جميع الدول المجاورة تسمح لهم باستخدام تلك الألقاب.{nl}السجناء: {nl}على الرغم من ان الشيعة يشكلون اقلية في المملكة، لكنهم يشكلون اكثر من 95% من المعتقلين الدينيين والسياسيين في البلاد. وغالبية المعتقلين الشيعة هم من الإسماعيليين وعددهم 500 وبعدهم الجعفريين وعددهم 85 تقريبا. ولازال مصير أربعة معتقلين جعفريين مجهول منذ عام 1996. وذكر عدد من المعتقلين الشيعة الذي أفرج عنهم أن من بين التهم التي واجهوها هي انتمائهم المذهبي. ففي أثناء التحقيق تمت مناقشة الفرو قات المذهبية بين السنة والشيعة, وتم الطلب من المعتقلين اعتناق المذهب السني في مقابل تخفيف التهم وأحكام السجن عنهم. وطلب من رجال الدين المعتقلين التوقف عن نشاطاتهم الدينية وامتهان وظيفة أخرى. ويذكر أن الشيخ جعفر المبارك نزع عمامته الدينية عندما أفرج عنه عام 1997 وأصبح صيادا للسمك.<hr>