Haneen
2011-03-05, 11:58 AM
الوضع العربي في ظل التطورات التي تطيح بالانظمة ونظرة مستقبلية لما يمكن ان يحدث{nl}يعيش الوطن العربي حالة من عدم الاستقرار السياسي نظرا للثورات الشعبية _ ان صح وصفها - على الانظمة الحاكمة، ولكن الى حد الان لم تتضح معالم المرحلة الحالية حتى بعد تحرر بعض الشعوب من انظمتها ...{nl} هل هي حالة تحرر من الانظمة الاستبدادية التي حكمت شعوبها بالحديد والنار جعلتها تعيش في ظل انظمة بوليسية كممت الافواه وصادرت الحريات كافة ؟؟ ام ان نظرية الفوضى الخلاقة التي ابتدعتها الولايات المتحدة الامريكية من اجل السيطرة على الشعوب ومقدراتها بطريقة تسمح لها بالتدخل سواء المباشر او غير المباشر داخل اطار الدولة الهدف؟؟. {nl}ان السياسة الاستعمارية التي اخدت بتطبيق مبدأ فرق تسد اثبتت نجاعتها على مدى عقود حيث اصبح تحقق تطلعات الاستعمار بالسيطرة بأقل الخسائر ودون اي جهد يذكر، واكبر دليل اتفاقية "سايكس بيكو" والتي من الأصح ان نسميها الجزء الاول التي تم بموجبها تقسيم الوطن العربي وفق سياسات تخدم دول الاستعمار الغربي في ذلك الوقت وكذلك على المدى البعيد وخصوصا الان.{nl}ان الجزء الثاني لـ "سايكس بيكو" بدأ مرحلة التنفيذ في هذا الوقت حيث تجزئة التجزئة وأقامة دويلات صغيرة في قلب الدول العربية بهدف اضعاف الوطن العربي وفقدان فرصة ان يكون في المستقبل القريب او حتى البعيد الوطن العربي الكبير وهو حلم جميع الامة العربية والاسلامية.{nl}من المؤكد ان القوى الاستعمارية تستغل تناقضات المجتمعات الذاتية والبينية وتسخيرها من اجل انهاك المجتمعات الاخرى وتركيع انظمة الحكم بها، مستخدمة الامكانيات المتفوقة تقنيا وثقافيا وسياسيا. ومن بين تللك الثغرات التي يتم استغالالها لتحقيق الاهداف الاستعمارية التباينات الطبقية والمذهبية اجتماعية، وتفاقمها الى ان تصبح انشقاقات سياسية ذات آلية مدمرة تتيح للقوى الاستعمارية فرصة التدخل المباشر وتوجيه حركة الصراع بما يخدم مصالحها الخاصة.{nl}الشرق الأوسط الجديد ... وحدود الدم :{nl}نتيجة للأهمية الجيوستراتيجية لدول الوطن العربي ولتمتعها بمواقع جغرافية متميزة وموارد بشرية هائلة وكذلك اقتصادية ضخمة تميل بالكفة لصالح المجتمع العربي, ذلك كله القى بظلاله على معادلة التوازن الإقليمي, وجعل من الدول العربية رقم هاما وصعبا في معادلة الصراع العربي – الإسرائيلي، لذلك تسعى الإدارة الأمريكية ومن خلال "مشروع الشرق الأوسط الجديد" الى توسعة خارطة العالم العربي من خلال تقسيم دوله ولا سيما الكبرى منها وتجزئتها كما حدث مع السودان على سبيل المثال, لتستطيع إسرائيل التسيُد على المنطقة بعد إضعافها.{nl}ان إيجاد أنظمة جديدة في العالم العربي لضمان نجاح عملية التطبيع, عن طريق إقصاء بعض الزعماء الذين قد انتهت فترات صلاحياتهم بالنسبة لأمريكا حتى وان كانوا من كبار المواليين لها, واستبدالهم بدماء جديدة وزعماء جدد سيخدمون هم أيضا السياسية الأمريكية ولكن بأساليب مختلفة أكثر حداثة ورقي.{nl}"حدود الدم" مشروع جديد للشرق الأوسط الجديد، فيه إلغاء للحدود الحالية لصالح حدود إثنية وطائفية جديدة، يقوم المشروع على التقسيم والتجزئة والاقتطاع والإلحاق فتصغر بعض الدول الحالية ويكبر بعضها لأغراض واضحة ويتحول بعضها إلى دويلات جديدة. {nl}ففي مجلة القوات المسلحة الأمريكية (عدد تموز 2006) نشر الضابط الأمريكي السابق "رالف بيترز" مقالة بعنوان: "حـــدود الـــدم" وهي جزء من كتابه الجديد "لا تترك القتال أبداً" يعتبر "رالف بيترز" الصراعات الشرق أوسطية والتوتر الدائم في المنطقة نتيجة "منطقية" لخلل كبير في الحدود الاعتباطية الحالية التي وضعها حسب تعبيره "الأوربيون الانتهازيون". {nl}وينطلق أيضاً من فرضية مفادها: "أن الحدود الدولية لا يمكن أن تكون عادلة بشكل كامل"، ولكن حجم الظلم الناتج عن ذلك يحدد الفرق بين ما يسميه: الحرية والقمع، التسامح والوحشية، الشرعية والإرهاب أو الحرب والسلم". ويزعم أن: "الحدود غير المنصفة في الشرق الأوسط تولد اضطراباً أكبر مما تستطيع المنطقة تحمله". صحيح أن الشرق الأوسط يعاني من مشاكل متعددة مثل الركود الثقافي والظلم الاجتماعي والتطرف الديني ولكن مفتاح فهم الفشل الكبير في المنطقة - كما يقول - ليس الإسلام بل الحدود القائمة بين دول المنطقة والتي ما يزال الحديث عنها محظوراً. {nl}ورغم اعتراف "رالف بيترز" أن المجموعات الإثنية والدينية في الشرق الأوسط مارست الاختلاط والتعايش والتزاوج ولكن لابد من إعادة رسم الحدود لإنصاف الإثنيات الموجودة!! ويذكر قائمة طويلة بهذه المجموعات من منظور إثني وتصنيف ديني أو طائفي. {nl}ويذكِّر "بيترز" أولئك الذين لا يريدون إعادة ترتيب الحدود باعتباره نوعاً من "التفكير بالمستحيل" يذكرهم "بالتطهير العرقي" السائد منذ خمسة آلاف عام من أجل العودة إلى ما يسميه "حدود الدم". ويرى "بيترز" أن الحروب المستمرة بين العرب واليهود ليست صراعاً على الوجود بل هي خلاف على الحدود وأن المنطقة ستظل تعاني من الاضطراب ما دامت الحدود مضطربة وغير نهائية. {nl}لذلك ومن أجل شرق أوسط – أمريكي - جديد يتقدم "بيترز" بخارطة أمريكية جديدة تلغي الحدود القائمة ويقسم الدول الحالية فتتحول الدولة الواحدة إلى دويلات وتنشأ دول جديدة وتكبر دول صغيرة وتصغر دول كبيرة. الخاسر الأكبر في الخارطة الجديدة هي السعودية!!. أما العراق فيتحول إلى ثلاث دويلات!!. وهناك وضع جديد لسورية وغيرها كما سيظهر لاحقاً. {nl}يلقي "بيترز" باللوم على الولايات المتحدة وحلفائها على عدم استثمار الفرصة العظيمة بعد سقوط بغداد لتقسيم العراق إلى ثلاث دول من أجل ما يسميه "إنهاء الظلم" الموجود. والتقسيم سيؤدي إلى دولة شيعية في الجنوب وسنية في الوسط وكردية (كردستان الحرة) في الشمال.{nl}حقائق ...{nl}الموقف الروسي {nl}الرئيس الروسي "دميتري مدفيديف" اشار في تصريح له الى محطة اخبار "روسيا اليوم" الى وجود سيناريو معد مسبقا من اجل تقسيم عدد من دول الشرق الاوسط والعالم العربي الى دويلات صغيرة، ونوه الى ان ذات السيناريو تم اعداده لروسيا لكنه لم ولن ينجح. {nl}النظرة الإسرائيلية {nl}شمعون بيرس طرح فكرة الشرق الأوسط الجديد عام 1993م بعد حرب الخليج الأولى حيث كان يشغل وزير خارجية اسرائيل اليهودي آنذاك، ووصف "بيرس" فكرته حول الشرق الاوسط في كتابه حيث قال : "بالأسلوب الجديد في التفكير للوصول للأمن والاستقرار، الذي يتطلب منا جميعاً نظام أمني وترتيبات إقليمية مشتركة واسعة النطاق، وتحالفات سياسية لدول المنطقة ككل".{nl}إذا كانت واشنطن تحاول أن تنأى بنفسها عن تهمة ركوب الحركات المطالبة بالإصلاح في المنطقة العربية، فإن تل أبيب تسبب بتصريحات مسئوليها حرجا لحاميها فيما وراء المحيط.{nl}يوم الاثنين 21 فبراير 2011 اعتبر الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز في حديث مع الإذاعة الإسرائيلية العامة أن الانتفاضات التي اندلعت في الشرق الأوسط تدل على نهاية «الأنظمة الديكتاتورية»، وقال بيريز «الواضح الآن هو انه لم يعد بإمكان أي ديكتاتور أن يكون مطمئنا في الشرق الأوسط. هم راحلون وفيسبوك باق»، وأضاف الرئيس الإسرائيلي «يتعين على الطغاة من الآن فصاعدا أن يجيبوا على ما يراه العالم على الشاشات من الفقر والقمع والفساد. لقد بات كل شيء اليوم شفافا إلى حد انه لم يعد أمام الطغاة أي مكان يختبئون فيه».{nl}صحفيون في اسرائيل ذكروا أن السفير الأمريكي في تل أبيب عبر عن امتعاضه تجاه تلك التصريحات، مشيرا إلى أن الكثيرين في البلدان العربية سيرون فيها عكس ما أراده بيريز، غير أن محللين في إسرائيل ردوا قائلين أن غالبية جيل الشباب في البلدان العربية ولدوا بعد حرب أكتوبر 1973 ولم يتأثروا كثيرا بحرب لبنان سنة 2006 ولا حرب غزة سنة 2008، ولهذا فهم لا يحملون نفس كره وحقد الأجيال التي سبقتهم نحو الكيان الصهيوني. ويزيد هؤلاء بالقول أن جزء من الشباب يتوق لحياة على الطراز الغربي.{nl}رغم التأنيب الأمريكي لبيريز خرج رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو يوم الثلاثاء 22 فبراير 2011 بتصريح مشابه وقال انه يتمنى «ازدهار الحرية والديمقراطية في العالم العربي»، وأضاف «بقدر ما تكون أسس الديمقراطية صلبة، بقدر ما تكون أسس السلام صلبة أيضا، نريد أن نرى ازدهار الحرية والديمقراطية في العالم العربي». وأضاف «لا نريد أن نرى ديكتاتوريات تدوس حقوق الإنسان وتكبح الإصلاحات الديمقراطية وتشكل تهديدا للسلام».{nl}العلاقة بين المشاهدة والجريمة{nl}الموقف البريطاني :{nl} وزيرة الأمن البريطاني "بولين نيفيل جونز" قالت الخميس 17 فبراير 2011 أن الثورات التي يقوم بها الشباب العربي يسعى للحرية تمثل «فرصة كبيرة» لجهود الغرب في مكافحة الإرهاب. {nl}وأضافت "جونز" في مقابلة أجرتها معها وكالة "رويترز" «لدينا إذا صح القول أداة كبيرة للترويج للقيم الغربية، هؤلاء الشبان.. يطلبون المزيد من الحريات. إنهم يطلبون تطبيق نمط القيم الغربية في مجتمعاتهم ذلك النمط الذي يستطيعون رؤيته من خلال الانترنت، في رأيي يجب النظر إلى ذلك على أنه فرصة كبيرة».{nl}النظرة الامريكية {nl}أطلقت وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة "كوندليزرايس" في العام 2005 تعبير "الفوضى الخلاقة"، وبالتالي احداث فوضى عارمة فى جميع الدول العربية على كافة المستويات بالإستعانة بالعناصر الصديقة الموجهة إعلامياً لتفكيك اواصل الوطن العربى وإنشاء صراعات داخلية بين فئات الشعب الواحد.{nl}"مارينا اوتاوي" كبيرة الباحثين في "مؤسسة كارينجي للسلام الدولي" والمشرفة على برنامج "التحول الديمقراطي في العالم العربي" حددت عام 2006 ثلاث خطوات من المبادرة الرامية إلى إعادة تشكيل الشرق الأوسط, يمكن اختصاره في نقاط أساسية:{nl}الأولى: «الطنطنة» اللفظية التي يلجأ إليها الرئيس الأميركي في كل مناسبة للتأكيد أن واشنطن لم تتراجع عن ضغوطها لـ"دفع مسيرة الحرية والديمقراطية في المنطقة".{nl}الثانية: النشاطات المتواضعة أو الخطوات المدروسة التي تموّلها الحكومة الأميركية من خلال مبادرة الشراكة والتعاون مع حكومات المنطقة، مثل دعم حقوق المرأة، إصلاح نظم التعليم، الإصلاح الاقتصادي والإصلاح السياسي، تدريب الأحزاب السياسية، تدريب الكوادر النسائية على تنظيم حملات انتخابية فعّالة، مع الحرص على تجنب الدفع في مجالات تشكل تهديداً لعلاقات واشنطن الودية مع زعماء الدول الصديقة في المنطقة. {nl}الثالثة: الانحدار المتواصل في مستوى الضغط السياسي، وهو ضغط لم ولن يكون كافياً لوضع حد للمأساة التي تعيشها الشعوب.{nl}العوامل المساندة والمساعدة في تحقيق الاهداف ...{nl}ان سهولة الاتصال الفردي والجماهيري الذي اوجدتة وسائل الاتصال والاعلام احد اهم المقومات التي تعتمد عليها نظرية الفوضى في العهد الجديد لما لها من تأثير مباشر على تحركات الجماهير وتوجيههم وامدادهم بالمعلومات اللازمة من اجل تنفيذ استراتيجية معدة مسبقا تخدم تلك الجهة التي تقف ورائها، ومن المعروف ان من يسيطر على الاعلام يستطيع بكل سهوله ان يمرر الافكار والمفاهيم والخطط التي يريد بطريقة تلقى آذان صاغية في الوطن العربي.{nl}تزايدت في السنوات الأخيرة شبكات التجسس الإعلامية التي تعمل لصالح جهات أجنبية تتقاطع مصالحهت جميعا بهدف نقل الفوضى والبلبلة ولاسيما الفوضى الإعلامية إلى معظم أقطار الوطن العربي بحجة حرية الصحافة والرأي والتعبير وما إلى ذلك من مسميات ليمر من خلال هذه البوابة اخطر المؤامرات ضد الأمة العربية والإسلامية في مختلف مراحل التاريخ السياسي. {nl}المتتبع الدقيق لبعض القنوات الإخبارية الناطقة بالعربية سيجدها إعلاما موجهاً بحتاً لما يخدم سوى مصالح القائمين عليها, وسيلاحظ أنها تشترك بطريقة أو بأخرى في تنفيذ المخططات معدة مسبقا، وبأنها تعزف على وتر واحد وهو تهييج الشارع العربي وإحداث تصدعات عميقة في مجتمعاته. فإذا أردت مثلا أن تسمع حرباً إعلامية على البحرين, في هذه الأيام بالذات, فما عليك إلا أن تضغط على قناة "العالم", وان أردت حرباً إعلامية على ليبيا فما عليك إلا أن تختار قناة "الجزيرة", أما أن رغبت في أن ترى حرباً إعلامية على إيران فعليك أن تتوجه لقناة "العربية" وقس الأمور على ذلك, وهذا ما يعرف بالإعلام الموجه.{nl} ولتسليط الضوء على الإعلام الموجهة وبشكل مختصر, سنأخذ هنا قناتين ناطقتين بالعربية تعملان وفق توجهات الخارجية الأمريكية. إحدى هذه القنوات معروفة بأنها قناة أمريكية وتعمل بحرفية عادية وأخرى تعمل بحرفية ومهنية عالية جدا بحيث يصعب على المشاهد أن يدرك بان القناتين معاً يتبعان لسياسة واحدة ويعملان في إطار "مشروع الشرق الأوسط الجديد" كإعلام موجه تديره أمريكا وتشرف على برامجها الاستخبارات الاسرائيلية. {nl}القناة الأولى هي قناة "الحرة" وهي قناة يعرفها الجميع والفكرة القائمة عليها "حاليا" هو التغطية والتمويه عن دور القناة الثانية التي سيأتي ذكرها لاحقا, ليقتنع المشاهد بان لأمريكا قناتها الخاصة بها ولا يشك في عمل الثانية.{nl}كما يعرف الجميع ولدعم التوجهات الأمريكية في المنطقة ومساندة الكيان الإسرائيلي في تنفيذ مشاريعه وتطلعاته, حرصت القيادة ألأمريكية على إنشاء قواعد عسكرية لها في بعض الدول ومنها العربية, إلا إنها في دولة قطر أقامت قاعدتين هامتين وليست قاعدة واحدة كما يتخيل للبعض. فالقاعدة الأولى عسكرية وهي قاعدة العديد, أما الثانية فهي إعلامية وهذه القاعدة هي الأشد خطراً من القواعد العسكرية, فهي لا تغزو الدول فقط بل تغزو كل بيت، ومن خلال هذه القناة استطاعت امريكا واسرائيل في بعثرة الكثير من الأوراق العربية ونسف مستقبل الأمة ونزع الثقة القائمة بين الشعوب وحكامها. وهذه القاعدة أو بالأصح القناة التي حاولنا الإشارة لها مسبقا هي قناة "الجزيرة" الإعلامية, تلك القناة التي بعد أن كانت مشروعا قطرياً بحتاً (حتى وان كانت فكرتها أمريكية) وناجحاً بكل المقاييس, لا كما وصفتها وثائق وكيلكس بأنها " أداه ابتزاز سياسي لدولة قطر" أو بأنها العصا التأديبية التي تستخدمها الدولة لمعاقبة أولئك الذين لا تنسجم سياساتهم مع سياساتها, تحولت بها الأمواج واُستُقطبت من قبل الاستخبارات الأمرو- اسرائيلية. فبعد أن نجحت القناة نجاحا باهرا واستأ سرت قلوب وعقول الشارع العربي وخصوصا بعد تأليبه على اسرائيل, وجد فيها الموساد ضالته فانقض عليها بضوء اخضر من أمريكا وبالضغط منها على كبار القائمين على القناة. فتم توقيع الاتفاقات السرية بين القائمين وكبار المخضرمين الإسرائيلين, على أن تعمل القناة, لما لها من جمهور عربي عريض, لصالح السياسة الأمرو- اسرائيلية, مقابل حمايتها وحماية الدولة المالكة لها, وكان ذلك جلياً حينما قطعت السلطات المصرية بث القناة, فتضامن العالم الغربي والمنظمات الأمريكية كلها معها احتجاجا على قطع البث وان ذلك يتعارض مع الأعراف الإعلامية. {nl}لقد استطاع الموساد أن يحول مسار خط القناة من مسار يضر بمصالحه وتطلعاته إلى مسار يخدمه ويخدم أهدافه. القناة ونتيجة للاحترافية المتميزة التي تمتهنها فهي ترتكز في سياستها على مهاجمة إسرائيل وبطريقة شرسة أمام الرأي العام "ظاهرياً" وتنفذ مشاريع الكيان الاسرائيلي وتقود التطبيع معه "باطنياً". وبما أن القناة مستقلة كما يقال فذلك لا يدع مجال للشك بأنها تدار بريموت كنترول أمريكي وبمهنية عالية جداً لدرجة أن موظفي وعاملي ومعدي برامج القناة (الذين لا يعرفون ما يدور من وراء الكواليس من اتفاقات بين القائمين الحقيقيين على القناة والموساد) لا يشعرون بذلك التوجه إطلاقا بالرغم لما يتمتعون به من ذكاء وحنكة لان الطرف الأخر اشد حنكة وذكاء منهم, فلم يشعر القائمون يوماً على الإطلاق بان المواضيع الساخنة التي تقدمها القناة هي تحت إشراف المخابرات الصهيونية. {nl} بالفعل استطاع الموساد حقا أن يخترق القناة اختراقا كاسحا, وكيف لا, وهو من اخترق كافة الأنظمة العربية الهزيلة. ومن السذاجة أن تستخف القناة بعقول العرب وان نصدق, على سبيل لمثال, بان القناة حصلت على وثائق تدين السلطة الفلسطينية! وكأن لهذه القناة استخبارات تفوق الاستخبارات الروسية ! أيعقل بان الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية بهذه السذاجة لان تُفقد بعض أوراقها ووثائقها الهامة بهذا الشكل, أم أن في الأمر شيء؟ أن كل ما في الأمر هو أن الموساد يُسرب الوثائق التي يُراد لها أن تُسرب, ويحتفظ بالوثائق التي يُراد لها أن تُحتفظ، فالوثائق وصلت للقناة إذن بأيادي اسرائيلية لضرب السلطة بحماس مجدا عن طريق منابر الحرية ومنابر من لا منبر له!!!.{nl} ونفس الشيء كررته القناة حينما قالت بان طائرات إسرائيلية تحمل أسلحة لمصر, وكأن مصر خالية من السلاح! ما هذا العبط وما هذا الاستخفاف بعقول البشر, ألا يوجد بمصر أسلحة؟ وكان غرض ذلك حينها هو تأجيج الصراع بين السلطة والشارع المصري لإسقاط النظام بآي ثمن, لان الموساد أيقن جيداً بان المظاهرات إذا فشلت في مصر و لم تأتي أوكلها, فان ذلك سيُعد مؤشرا سلبياً في سير خطة الفصل الأول من "مشروع الشرق الأوسط الجديد". فشُنت الحرب الإعلامية الضخمة على مصر بحيث تحول مبارك إلى رجل يفوق الوليد بن طلال بثروته, بل وتعدت تلك الثروة لان تتجاوز ميزانية ليبيا للعام 2010 وهي الدولة التي تحتل المرتبة الثانية عشر عالمياً بين الدول المصدرة للنفط, بينما وهي "أي ثروة مبارك" والى الآن بحسب التصريحات الأخيرة, لم تتعدى الملايين بعد أن كانت قد وصلت إلى السبعين مليار دولار بحسب القناة التي اعتمدت في تقريرها على ما نظن على "صحيفة الجارديان البريطانية". {nl}اليوم يكرر نفس السيناريو في ليبيا وبشعبها الأبي، الأمر حقا مضحك مبكي أن نرى أبناء الوطن العربي يشاركون في مهازل تاريخية تقود أوطاننا للخراب والدمار، لسنا بصدد الدفاع عن الأنظمة العربية أو أن نتحامل على قناة كان لها الفضل في "بداية نشأتها" على توعية الشعوب من المخاطر الحقيقة التي تواجهها, لكننا بصدد الدعوة إلى اخذ الحيطة والحذر من الإعلام الموجه.{nl}هناك تسائلات تطرح نفسها ... ألا يدرك القائمون على القناة بأنها ساعدت على زرع الفتن والعنصرية وبث روح الكراهية بين الشعوب بذريعة حرية التعبير؟ وبأنها ساعدت على إضعاف الأمة العربية ومقدراتها بحجة التحرر من الأنظمة الجائرة؟ ألا يعلمون بان قناتهم أنست الكثير منا القضية الفلسطينية وجعلتنا نركز على مواضيع فتح وحماس وألهتنا عن الموضوع الجوهري في هذه القضية الأم؟ بل وجعلتنا اليوم ننحرف بالمسار ونتوجه نحو دولا عربية أخرى. الم يدرك هؤلاء بأنه كان لدينا فلسطين واحدة وبفضل سياستها صار لنا أكثر من فلسطين وفي أكثر من بلد عربي جريح؟ الم يتساءل القائمون على القناة من هو المستفيد الأول من نشر الفوضى في عالمنا العربي؟ ألا يعلمون بان المخابرات الاجنبية وبفعل إعلامها الموجه هي من أسقطت العراق في مستنقع صعُب الخروج منه وهي من قسمت السودان إلى دولتان وهي من دمرت الصومال, وضربت تونس ومصر, وتهدد امن ليبيا واليمن والأردن والبحرين, وان المخطط الأمرو- اسرائيلي لن يتوقف حتى يطال كافة الدول العربية, الصديق منها قبل العدو وبدون استثناء, ولكل اجل كتاب ولكلأ وقته وحينه؟{nl}يحق لنا أيضاً أن نتساءل لماذا لم تلعب القناة دوراً ايجابياً أخراً يعود بالنفع على الأمة العربية وتلاحمها طالما وهي قناة تهتم بمصالح الأمة العربية وشؤونها بحسب ما يقولون, كأن تعمل على الدفع بالشباب العربي من أقصاه إلى أقصاه وتهيج مشاعره نحو التظاهر والمطالبة بالوحدة العربية وباتحاد عربي مشترك, وفك حدود الدول فيما بينها؟ لما لم تشحن الشعوب نحو مظاهرات يومية تنادي بإيقاف الاستيطان وتضغط على الدول العربية لمنع تصدير النفط ولو برميلا واحداً إلى أن تُرفع الوصاية على القدس الجريح؟ ولكن يا تُرى لو كانت القناة حرضت على ذلك, فهل كانت ستلقى كل هذا الدعم وكل هذا التأييد وكل هذا التضامن من المنظمات الغربية حين يُقطع بثها؟ لا نظن.{nl}علينا إذن التعامل وبحذر ونحن نتلقى معلوماتنا من الإعلام الموجهة, وبالذات ذالك الإعلام الذي يعتمد على الأسلوب الصهيوني "في التخدير الذهني والمؤثر على أدمغة المشاهدين باستخدامه طريقة التنويم البطيء في تعامله معهم". فشعوبنا العربية تدفع اليوم كثيراً وستدفع غدا أكثر وأكثر نتيجة مشاهدة هذا النوع من الإعلام.{nl} لقد اصبح الإعلام مندسا كما يندس المخربون بين أوساط الوطنيون الأحرار والمناضلون الثوار. وهل كان ليحصل ما يحصل اليوم في أوطاننا لولا هذا النوع من الإعلام؟؟؟{nl} خلال الأيام الأخيرة من شهر فبراير من هذا العام قام الاميرال "مايكل مولن" رئيس اركان الجيوش الأمريكية المشتركة، بجولة في دول الخليج العربي وذلك بعد أن زار الأردن يوم 13 فبراير وإسرائيل يوم 14 فبراير، وكان المسئول العسكري الأمريكي قد قام قبل أشهر بزيارات رسمية، إلى السعودية وقطر والإمارات العربية المتحدة.{nl}وقال "مولن" الذي أجرت معه قناة الجزيرة الفضائية القطرية مقابلة طويلة، أنه جاء إلى المنطقة بهدف «طمأنة» الحلفاء و«فهم ما يجري» والتأكيد على أن التوترات «يجب ان تعالج بالطرق السلمية».{nl}وأثنى الأميرال الأمريكي على دور الجزيرة التي تخصص تغطية واسعة للتظاهرات في العالم العربي مما يدل على الاهمية البالغة التي تحظى بها وسائل الاعلام التي تنفذ اجندة معدة مسبقا لدول اخرى سواء بقصد او بغير قصد.{nl}في ذات السياق اقرت وزيرة الخارجية الامريكية " هيلاري كلينتون" بتاريخ 4/3/2011 بتفوق قناة الجزيرة اخباريا في تغطية الثورات العربية, مشيرة الى ان الاعلام الامريكي خسر حرب المعلومات في العالم والجزيرة نجحت في قيادة الاخبار - رغم اننا لا نتفق معها - ولكنها أفضل من المحطات الاخبارية الامريكية بما تقدم.{nl}نموذج للوضع الحالي للوطن العربي{nl}مصر : {nl}ان مايحدث في الوطن العربي ابتداءا من مصر التي تم الاطاحة بنظام الحكم فيها، وما سبق الاطاحة بالنظام من احداث يعطي مؤشرات الى وجود من يحرك تلك الاحداث حتى وان لم تكن جميعها، فحادث تفجير الكنيستين وما اعقبه من تصريحات قبطية مطالبة بالانفصال وتشكيل دولة جديدة بدعوى الحماية من التطرف المذهبي، وكذلك الاحداث التي حصلت اثناء الثورة المصرية من اعتداءات متفرقة على الاقباط والتي رفعت من مستوى سخط الاقباط على مايحدث لها دلالات بمحاولات اثارة فتنة مذهبية يقود الى تفتيت جسد الدولة الواحدة، مع العلم ان الاقباط يشكلون ما نسبتة 9-10% من سكان مصر البالغ عددهم نحو 80 مليون مواطن.{nl}البحرين : {nl}البحرين تعاني من نفس المأزق في عملية التفتيت والتجزئه حيث تواجه مخاوف حقيقية من حالة تشرذم قد تحدث بداخلها وفي نسيجها الاجتماعي، وتتلخص تلك المخاوف بالصراع الاثني (الديني) كون البحرين تضم عدد كبير من ابناء الطائفة الشيعية هناك حيث يعانون من التقصير بحقوقهم الوطنية المشروعة وهي الخاصرة الضعيفة للبحرين والتي ركزت عليها القوى الخارجية لتكون المدخل نحو تحقيق اهدافها بغض النظر عن طبيعة تللك الاهداف.{nl}ليبيا :{nl}النسيج الاجتماعي في ليبيا كان مدخلا قويا لعملية زعزعة استقرارها الداخلي كون القبائل الليبية تتمتع بوزن قوي على الساحة، حيث كان الرئيس الليبي يكسب ودهم عن طريق الهدايا والعطايا على صورة مشاريع أو دعم عيني أو أنصبة من عائد النفط، لكن ماحصل من اخطاء تحتسب على النظام من لغة الوعيد والتهديد التي تحدث فيها سيف الاسلام القذافي مما اثار الروح القبلية التي ترفض الرضوخ بهذه اللغة مهما كان مصدرها، كما ان القتلى الذين سقطوا على ايدي النظام دفع بعائلاتهم الى الانضمام للثورة او المحتجين هناك، فعلى سبيل المثال قبيلة ترهونة -التي ينتسب إليها معظم جنود الجيش- اعلنت تبرؤها من النظام، ورفض الانسياق إلى ما أسمتها الفتنة التي دعا إليها سيف الإسلام القذافي، فيما رفضت بعض القبائل في مدينة الزاوية رشاوى عرضت عليها من قبل نظام القذافي من اجل اخماد الثورة وعدم تأييد المحتجيين{nl}تناقلت الأخبار أن الولايات المتحدة أحكمت الطوق العسكري حول ليبيا بدعوى الاستعداد لكافة الاحتمالات دون أن تخبرنا ما ذا تعني بذلك، وماهية هذه الاحتمالات.{nl}التدخل الأمريكي الذي كان احتمالاً في جملة سيناريوهات للتعامل مع تطورات الوضع في ليبيا أصبح اليوم قاب قوسين وأدنى من التنفيذ والجميع يدرك أسباب هذا التدخل الذي لا علاقة له بالحرص على حياة الليبيين أو وحدة أرضهم وبلدهم. هناك كثير من الإشاعات التي تبثها وسائل إعلام مشبوهة وبعض الأقلام المأجورة حول مجريات الوضع في ليبيا لا هدف لها سوى تبرير التدخل الغربي والتمهيد له. {nl}أعلن مسئولان أمريكيان فى وزارة الدفاع، أن السفينة الحربية الأمريكية "يو إس إس كيرسارج" التى يوجد على متنها مئات العناصر من المارينز تقترب من ليبيا، فى وقت يشدد فيه الغربيون الضغوط على نظام الرئيس الليبى معمر القذافى، قال هذان المسئولان، إن "يو إس إس كيرسارج"، وهى حاملة مروحيات وتنقل أيضا قوارب للإنزال، والقطعتين اللتين تواكبانها عبرت قناة السويس، وأكد مسئول مصرى، بحسب وكالة رويترز، أن الولايات المتحدة حركت قوات لها باتجاه المتوسط وتضم تللك القوات سفينتى إنزال أمريكيتين هما السفينة "كيرسارج" التى تحمل ألفين من مشاة البحرية والسفينة "بونس" {nl}وبإمكان مجموعة العمليات البرمائية فى كيرسارج مع حوالى 800 من المارينز وأسطول مروحيات ومنشآت طبية، أن تؤمن دعماً لعمليات إنسانية وعسكرية على حد سواء، وأضاف هذا الضابط "أن سفينة مثل كيرسارج يمكن أن تقوم بأنواع عديدة من المهمات".{nl}وذكر موقع تابع لقوات البحرية، أن حاملة الطائرات الأمريكية "يو إس إس انتربرايز" التى تنقل طائرات مطاردة قادرة عند الضرورة على فرض منطقة حظر جوى، قد تستدعى أيضاً كتعزيزات لمواجهة الأزمة الليبية، وهى حالياً فى شمال البحر الأحمر بحسب الموقع.{nl}كانت شبكة "إيه بى سى" الأمريكية قالت إن "إس إس كيرسارج" متواجدة بالبحر الأحمر، ومن المتوقع أن تعبر قناة السويس إلى البحر المتوسط لتقف بالقرب من المياه الإقليمية الليبية، كجزء من الخيارات المتاحة أمام الرئيس الأمريكى باراك أوباما، وأشارت الشبكة إلى أن السفينة تحمل على متنها مروحيات هيلكوبتر وطائرات هارير النفاثة، بالإضافة إلى مجموعة من 700 جندى من قوات المشاة البحرية "المارينز" من الوحدة الاستكشافية البحرية الـ26 الأمريكية.{nl}اليمن : {nl}كباقي معظم الدول العربية، تشهد اليمن اضطرابات واسعة في شتى اركان البلاد، بدأت في الاساس بمطالب عامة تخص الطبقات الاجتماعية، وتطالب بتحسين الوضع الاقتصادي، ووضع حلول لآفة البطالة التي تنهش الوطن العربي وغيرها من المطالب المشروعة، لكن الامور بدأت تخرج عن السيطرة من ايدي النظام حين تحول الصراع الى صؤاع قبلي. {nl}لا يمكن الجزم أن جميع قبائل اليمن هي في جيب النظام وأن ولائها المطلق له، فثمة قبائل عديدة تُدين بالولاء لغير السلطة، وهي مستعدة للوقوف في وجهها إذا تطلب الأمر، والدليل على إنضمام قبائل "حاشد" و"بكيل" إلى المطالبين بإسقاط النظام، حيث حشد أنجال رئيس البرلمان الراحل الشيخ "عبدالله بن حسين الأحمر" مئات الآلاف من رجال القبائل في تظاهرة ضخمة شهدتها محافظة عمران أوآخر فبراير لهذا العام، شمالي العاصمة صنعاء، اعتبرها المراقبون الأكبر في تاريخ المحافظة، وهي التظاهرة التي أدخلت القبائل في إطار معادلة الاستقطاب التي يحاول النظام ومعارضوه استمالتها إليهم .{nl}تأتي ورقة الجيش كأحد بواعث القلق من إجراء التغيير باليمن، بيد أنها ليست بالشيء المخيف الذي يمكن أن يعيق عملية التغيير، فالجيش هو في نهاية المطاف جزء من هذا الشعب ويجري عليه ما يجري على الشعب، والتذمر والسخط الموجود في أوساطه لا يقل عن ذلك الموجود في أوساط الشارع، ولسنا بحاجة هنا لسرد الكثير من حالات التمرد التي وقعت في أوساط قوات الجيش، سواء ضد تعسف القادة وسؤ معاملتهم أو للمطالبة بحقوقهم التي يجري مصادرتها بذريعة الانضباط العسكري وعدم جواز مخالفة الآوامر، أضف إلى ذلك فقد خلقت حروب "صعده" الست حالة من الاستياء والسخط الشديد في أوساط الكثير من أبناء القوات المسلحة نتيجة ما عانوه.<hr>