المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اقلام واراء حماس 226



Haneen
2013-01-07, 12:53 PM
أقلام وآراء حماس (226)


 العيساوي والشراونة عنوان كبير لقضية عادلة أهملناها
المركز الفلسطيني للإعلام،،، مصطفى الصواف

 ربع قرن على تأسيس حماس...ماذا بعد؟!(3/5)
المركز الفلسطيني للإعلام،،، سري سمّور

 مرج الزهور في عيون التاريخ!
المركز الفلسطيني للإعلام،،، لمى خاطر

 مخيم بلاطة ومخيم اليرموك
المركز الفلسطيني للإعلام،،،، فايز أبو شمالة



العيساوي والشراونة عنوان كبير لقضية عادلة أهملناها
المركز الفلسطيني للإعلام،،، مصطفى الصواف
العيساوي والشراونة عنوان كبير لقضية عادلة أهملها أهلها قبل أن يهملها المجتمع الدولي المدافع عن حقوق الإنسان، لم نعط بعد هذه القضية حجمها من الاهتمام ومع الأسف التحرك على الأرض هو لمجرد التقاط الصور من قبل الداعين لهذه الفعاليات أو لتسجيل نشاط ، أما أن يكون هناك فعل حقيقي على الأرض يجبر العدو على التفكير مرة أخرى في القضية أو في تغيير السلوك االعيسوي والشراونة و الفعل الاحتلالي لم يحدث بعد.
موت مؤكد ينتظر العيسوي والشراونة إذا استمر إضرابهما عن الطعام ، فهل تعتقدون أن الاحتلال أو المجتمع الدولي وحده من يتحمل ذنب القتل الذي قد يكون بعد هذا الإضراب الذي فاق كل الحدود والتوقعات؟، بل مع الأسف نحن شركاء في القتل بسلبيتنا وعدم تعاطينا من الموضوع بجديه كبيرة كما تعاملنا مع إضراب الكرامة.
يجب أن يكون الأداء على الأرض دافعا نحو تعزيز القضية العادلة التي من أجلها يضرب العيسوي والشراونة، لابد أن يكون هناك ضغط على الاحتلال من خلال المواجهة المباشرة تحت شعار الحرية للعيساوي والشراونة، هذه المواجهة سيحسب لها الاحتلال حسابات كبيرة وستجبره على التفكير في إعادة النظر تجاه الأسيرين لأن الاستمرار بسياسة الغطرسة وعدم الاهتمام وفي نفس الوقت استمرار المواجهة من العدو التي يمكن أن تتحول إلى الشرارة التي تشعل انتفاضة ثالثة ضد الاحتلال الأمر الذي يخشاه هذا المحتل.
قضية العيسوي والشراونة والأسرى جميعا يجب أن تتحول إلى قضية دولية يتم تبنيها بشكل كامل لأنها قضية حياة أو موت، قضية حرية إنسان، هذه القضية يجب أن تفعل على نطاق واسع لا أن تترك أو يتم التعامل معها بشكل موسمي ومرتبط بتدهور صحة الأسيرين، لأبد من التحرك السريع قبل فوات الأوان وتفعيل كافة الأدوات الحقوقية والسياسية والإنسانية الإعلامية، والقيام بحملة دعم ومساندة في كافة المحافل وبكل الأدوات المتاحة.
























ربع قرن على تأسيس حماس...ماذا بعد؟!(3/5)
المركز الفلسطيني للإعلام،،، سري سمّور
( 5)تطور الأداء الإعلامي
ظل الإعلام العربي والدولي يتجاهل حماس كثيرا، إلى أن جاءت عملية إبعاد المئات من حماس والجهاد الإسلامي إلى مرج الزهور في مثل هذه الأيام قبل عشرين سنة، فأصبح اسم حماس معروفا ومتداولا لدى كل وكالات الأنباء العالمية، ومراكز الدراسات والبحوث الاستراتيجية، وحتى بيل كلينتون الذي كان وقتها قد انتخب حديثا وصف حماس بأنها «مجموعة أصولية إسلامية» وبرز المتحدث باسم المبعدين د.عبد العزيز الرنتيسي ومن خلال قدرته على الحديث بالعربية والإنجليزية تمكن من شرح معاناة المبعدين مما سهل إغلاق هذا الملف، وعبارات الرنتيسي وتصريحاته النارية حببت الكثير من الجمهور الفلسطيني بحماس ورفعت المعنويات لأنه ظل يركز على المقاومة وتحدي الاحتلال، كما ساهمت عملية الإبعاد في إزالة التكتم الاجتماعي حيث ازداد بوضوح عدد المصرحين بأنهم من أعضاء حماس في المجتمع الفلسطيني.
ومع دخول السلطة إلى غزة حصل عماد الفالوجي، قبل فصله لاحقا من الحركة، على ترخيص لصحيفة «الوطن» ثم ظهرت صحيفة الرسالة الأسبوعية، وقد برز من كتبتها صلاح البردويل وغازي حمد وعطا الله أبو السبح، وقد ركزت الرسالة كثيرا على موضوع المقاومة والاحتلال إضافة إلى شئون مختلفة أخرى اجتماعية واقتصادية وثـقافية، وكانت تجري مقابلات مع مختلف المسئولين من مختلف القوى ومن السلطة كذلك، ولأنها تصدر قريبة أو من قلب الأحداث التي تغطيها كانت تمتاز بالدقة والموضوعية أكثر من الصحف التي كانت تأتي من الخارج، علما بأنها كانت تعرف نفسها بأنها تصدر عن حزب الخلاص الوطني الإسلامي الذي أسسته حماس لمواكبة الظروف المحلية الجديدة.
ومع بداية دخول الإنترنت والفضائيات أواسط التسعينيات إلى بيوت الفلسطينيين والعرب، تمكنت حماس من الدخول إلى عالم الإعلام الإلكتروني قبل الآخرين، ومع أنه حتى الآن لا يوجد للحركة موقع رسمي خاص بها، إلا أن هنالك مواقع ومنتديات وشبكات إخبارية عدة تطرح رؤية الحركة، وتقدم سيرا ذاتية للشهداء والرموز، وتقارير إخبارية متنوعة، ومقالات رأي مختلفة، ولو نظرنا مثلا إلى موقع «المركز الفلسطيني للإعلام» لوجدنا أنه لم يقتصر على اللغة العربية بل أضاف لها الإنجليزية والفرنسية والفارسية والأوردو وغيرها من اللغات وذلك لإطلاع أكبر شريحة ممكنة من المسلمين وغيرهم على الوضع الفلسطيني ورؤية حماس.
ولقد كان للفضائيات ما يمكن أن يعتبر طفرة نوعية في عالم الإعلام، خاصة قناة الجزيرة، بغض النظر عن الملاحظات العديدة، فقد تمكنت من كسر التقاليد الإعلامية التي فقط تمجد الحكام، وتجعل 90% من تغطيتها لمدحهم ورجالهم وسياستهم، فقد أصبح بالإمكان رؤية المعارضة ورؤية المقاومة على الشاشة تتحدث وتدافع عن طرحها، مما أجبر محطات التلفزة الأخرى على التقليد بما في ذلك الإعلام الرسمي إلى حد معين، وقد كان برنامج شاهد على العصر قد افتتح بتسجيل مع الشيخ الشهيد أحمد ياسين بعيد الإفراج عنه من سجون الاحتلال...ولكن هذا لا يعني أن الجزيرة لم تكن تغطي ما يتعلق بحركة فتح والسلطة فحتى وليد العمري المقرب بل المحسوب على فتح تحدث بالأرقام عن عدد ساعات تغطية الجزيرة للشأن الفتحوي، لكن الجزيرة، لا سيما في برامجها الحوارية، تحتاج متحدثين يتقنون الطرح وتوزيع الأفكار على الوقت المتاح والمحدد ويجيبون ببداهة عن الأسئلة، وقد تـفوقت حماس في ذلك.
وقد دخل الإعلام المقاوم لاحقا إلى الشاشة عبر فضائية المنار التابعة لحزب الله، والتي لا شك لعبت دورا كبيرا في الحشد للمقاومة ومع أنها لبنانية إلا أن الشأن الفلسطيني كان حاضرا فيها لساعات طويلة...ومنذ سنوات أطلقت فضائية ومرئية وإذاعة الأقصى، وهي تتبع حماس مباشرة، ومقارنة مع عمر قناة الأقصى وأدائها فإنه يتحسن، وفي الحرب الأخيرة على غزة كانت الأقصى دقيقة في نـقل الأخبار وتـفوقت على الإعلام الصهيوني وغيره، وتجري الأقصى مقابلات وحوارات مع مختلف ألوان الطيف الفلسطيني، ولكن مع صعود حماس فإن هذا لا يكفي، فالمطلوب أن تكون الأقصى فلسطينية بمرجعية حمساوية، لا أن تظل حمساوية بمرجعية حمساوية، كما أنه من المهم ما تـفعله من تغطية أمور المقاومة والشهداء والأسرى وعوائلهم، ولكن هذا لا يكفي فثمة أمور اجتماعية وتربوية حساسة ومحرجة ولكنها موجودة في مجتمعنا على القناة أن تتجرأ وتكسر التابو وتغطيها...وعلى قناة الأقصى أن تكون دقيقة في معلوماتها فمثلا هناك تـقرير بث مرات عدة في الأيام الأخيرة يضع صورة شهيد من القسام استشهد في اشتباك مسلح أثناء معركة مخيم جنين، ولكن التعليق الموجود على الصورة في القناة يقول عن الشهيد أنه منفذ عملية استشهادية ويضع اسما خطأ له، وهذه سقطة تتكرر فيما يخص العديد من المعلومات.
وإذا كان الإعلام الحديث، لا سيما بعد انتشار شبكات التواصل الاجتماعي، لم يدع بيتا إلا ودخلته حماس، فإن الأسرى لديهم مشكلة كبيرة؛ فمنذ 2009م تم حجب قناة الجزيرة عنهم، ولا تدخل إليهم إلا جريدة القدس، وبأعداد محدودة، ويمكنهم التقاط بعض الإذاعات المعنية بشئون الأسرى وإيصال رسائل صوتية من ذويهم حسب قرب السجن من منطقة معينة، وهذه مشكلة كبيرة يجب العمل على حلها، لأن الأسرى لهم رؤيتهم، ولا يمكنهم بلورة أي رؤية ناضجة إلا بحرية تدفق المعلومات إليهم.
وقد تطور النشيد والفن، ومنذ البدايات كان الصوت يمتاز بالجمال، واللغة بالرقي والأصالة، ولكن كانت ثمة عقدة تم تجاوزها، وهي الأخذ بالرأي الذي يحرم الآلات الموسيقية حرمة مطلقة، وحتى الآن هناك عزوف عن دراسة الفنون وتحديدا الموسيقا، وهذا من التابوهات التي يجب كسرها كما كسر غيرها.

( 6)التمدد إلى الخارج
يجب ألا يغيب عنا ولو لوهلة أن ستة ملايين من أبناء شعبنا يعيشون في الخارج سواء منهم من هو لاجئ أو مقيم أو بين بين؛ لذا فإنه من الحماقة بمكان إهمال الساحات الخارجية؛ وبالنسبة لحماس فقد برزت الحاجة الملحة مبكرا لوجود مكاتب تمثيل سياسي في الخارج، وقيادة بعيدة عن الاستهداف المباشر، حيث أن استهداف شخصيات أو مقرّات خارج الأراضي الفلسطينية المحتلة له تبعات سلبية كبيرة على الكيان كما ثبت بالتجربة العملية، وعموما فإن العمليات في الخارج ليست دائمة.
وبعيد اعتقال الشيخ أحمد ياسين سنة 1989م وتـفكيك التنظيم، تم تأسيس مكتب سياسي في الخارج باسم حماس، وقبل ذلك كان الشأن الحمساوي مشمولا بتنظيم الشام الإخواني في الخارج، فأصبح لحماس كينونتها الخاصة في الخارج، وباتت حماس على قناعة أن الاحتلال يمكنه الوصول للجسم التنظيمي في الداخل ولو بعد حين، ولهذا يجب أن يكون هناك جسم قيادي في الخارج بعيدا عن قهر الجغرافيا، وكان لوجود مكتب سياسي وممثليات في العديد من الدول حسنات عدة منها:-
1) رفع الحرج عن بعض فروع الإخوان المسلمين نظرا لأن لحماس كيانها التنظيمي المنفصل؛ فمثلا خروج حماس من الأردن لم ينعكس سلبا على جبهة العمل الإسلامي وإخوان الأردن بسبب هذا الفصل التنظيمي المعروف، والذي عرّف الكل بالمعادلة الجديدة:مدرسة فكرية واحدة بأجسام تنظيمية منفصلة ومختلفة.
2) إيجاد تواصل على المستوى الشعبي والرسمي مع العرب والمسلمين وغيرهم، وكان لهذا التواصل انعكاساته الإيجابية العديدة.
إلا أن حماس حصرت عملها العسكري والميداني في الداخل، ولم يكن إلا ثمة محاولات تسلل عبر الحدود الأردنية، انتهت باستشهاد أو اعتقال منفذيها، ويبدو بأنها محاولات فردية، كما أنه ليس لحماس قواعد عسكرية ومعسكرات تدريب معروفة، وإن وجدت فهي محدودة وسرية.
وكان وجود المكتب السياسي في الخارج وما زال محل تحليلات وتأويلات بلغت حد الشطحات الإعلامية والسياسية؛ فكلما وجد المكتب ورئيسه في بلد، أو تحسنت علاقات الحركة مع بلد، قيل بأن حماس تابعة لهذا البلد، بمتوالية زمنية تثير السخرية؛ ابتداء من الأردن مرورا بسورية(وإيران بحكم العلاقة) وليس انتهاء بتركيا ومصر وقطر التي يقال اليوم أن حماس أو خالد مشعل بات تحت عباءة حكامها؛ مع أن الواقع-وليس فقط التصريحات النافية الصريحة- ينفي ذلك تماما، فالتجربة التاريخية أثـبتت استقلالية حماس وقرارها، حتى لو كان هناك ترغيب أو ترهيب.
وقد قيل بأن القرار الحمساوي بيد قيادة الخارج لأن بيدها التمويل، ثم قيل بل في غزة لأنها «إمارة» خاصة بهنية والزهار، واستغنت عن مال الخارج بتجارة الأنفاق، ثم قيل بأن الجناح العسكري جزء منه تابع لمشعل والآخر تابع للزهار، وأن القرار الحمساوي منقسم بين القائد سين والقائد صاد والرجل القوي هو القائد عين...إلخ...وهذه التحليلات والتأويلات التي من شأنها زيادة مبيعات بعض أعداد الصحف والمجلات، وجذب عدد كبير من متصفحي موقع إلكتروني معين، تشير إلى شيء قد لا يتنبه له كثيرون؛ وهو أن أمور حماس التنظيمية ما تزال طيّ السرية والكتمان، وأن الحركة تخرج ما تشاء هي أن تخرجه أو تعلنه من هذه الأمور، ولكن المؤكد أن قرارات حماس شوروية وخطواتها مؤسساتية لا فردية...وبعون الله سأخصص الجزء الرابع كاملا للحديث عن جناح حماس العسكري ...يتبع.


مرج الزهور في عيون التاريخ!
المركز الفلسطيني للإعلام،،، لمى خاطر
كانت ردّة فعل غاضبة وغير محسوبة تلك التي اتخذتها حكومة الاحتلال قبل عشرين عاماً بعد أسر كتائب القسام الجندي الصهيوني (نسيم توليدانو) في ذكرى انطلاقة حماس، حين قرّرت إبعاد 415 من رموز حركتي حماس والجهاد الإسلامي إلى خارج فلسطين عبر الحدود اللبنانية!
كان توجّه الاحتلال في ذلك الحين هو القيام بحركة اجتثاث كاملة بحقّ حركة كان يتصوّرها جديدة وحديثة البناء والتنظيم على الساحة الفلسطينية، وكان يعتقد أن ردّة فعل عنيفة من هذا الطراز على سلسلة عمليات حماس العسكرية ستلقنها درساً بليغاً يتكفّل بإجهاض نشاطها العسكري من جهة، وبشلّ قدرتها على النهوض من جهة ثانية، بعد أن يتفرق قادتها في دول الشتات ويظل تنظيمها في الضفة وغزة بلا رأس أو جسم مركزي، خصوصاً مع اشتداد حملة الاعتقالات في صفوف رموز وعناصر كثيرة من حركة حماس حينها.
لم يدر في خلد الاحتلال أن تلك الحركة الناشئة كانت تقودها نخب قيادية متميّزة وضاربة في عمق البنيان الدعوي للحركة الإسلامية في فلسطين، وتحمل إرثاً كبيراً من القيم والمبادئ ومن مقوّمات الثبات والصمود والاستعداد للتضحية والبذل.
كان القرار القطعي للمبعدين حينها بالمرابطة على حدود الوطن في مخيّم مرج الزهور ثاني محطة حاسمة في تاريخ حماس الناشئة بعد قرارها دخول ساحة العمل العسكري ضد الاحتلال. وكان لهذا القرار الحاسم ما بعده كما قالت فصول التاريخ التالية، لكنّه جعل الاحتلال يتوقف على حقيقة هامة لم تغادر حساباته في مختلف مراحل استهدافه حماس وضرب بناها التحتية؛ وهي أن هذه الحركة أكبر من كل مخططات إنهائها، وأن لديها قدرة على التجدد وإعادة تشكيل البنيان تتجاوز المعايير المادية المجرّدة، فأيقن الاحتلال حينها أنه بات يواجه عدوّا مختلفا، ولمس معنى أن تكون الحركة المقاومة ذات بعد عقائدي وكيف يمكن أن يؤثر ذلك على معادلة الصراع.
كانت تجربة مرج الزهور وصمود المبعدين في العراء تحت المطر والثلج بمثابة بطاقة تعريف خارجية بحركة حماس، فالتفتت أنظار العالم كلّه إليها، وصار مخيم العودة في جنوب لبنان قبلة كثيرين ما بين سياسيين وإعلاميين ومتضامنين، وهو ما أتاح لهم الوقوف على حقيقة وطبيعة هذه الحركة الناشئة، لأنه كان يراها من خلال قادتها ورموزها، وعبر ما يترجمه صمودهم وإصرارهم على تحدي غطرسة المحتل وقهر إرادته في تغييبهم ونفيهم وإبعادهم عن ساحة المواجهة.
ثبت مبعدو مرج الزهور على خيارهم المرّ وقرارهم الجريء، في وقت كان يرى فيه آخرون ألا سبيل لإرغام الاحتلال على إعادة أي مبعد إلى وطنه، لكنّ الاحتلال رضخ في نهاية المطاف وأعاد جميع المبعدين على دفعتين، وكانت تلك أولى محطّات انتصار حماس على كيان الاحتلال، ومعركة عضّ الأصابع الأولى التي تسجّل فيها تفوّقها ثم جدارتها بالاسم الذي تحمله والمشروع الذي تتبناه.
كثيرون من محبي الحركة على امتداد العالم أدهشهم هذا الانتصار فاحتفوا به مع حركة حماس، وأكبروا في قادة الحركة اختيارهم العودة إلى السجون على الإبعاد عن الوطن، وظلّوا يرقبون مسيرة الحركة فيما بعد، ويتابعون فصول تميّزها في مختلف المراحل.
بعد حين من سنوات الجهاد والاستشهاد، والسجن والمطاردة، وارتقاء نفر من فرسان مرج الزهور شهداء؛ لم يعد تسجيل بصمات الانتصار حدثاً نادراً خلال مسيرة حماس، بل ظلّت الحركة من حين لآخر تزيل جانباً من ركام اليأس وتضيء زاوية من حلكة الليل، فكان تحرير غزة، وكان تحرير الأسرى، وكان قهر الاحتلال في معركتي الفرقان وحجارة السجيل، وكان لسان حال حماس وهي تختم ربع قرن من عمرها الجهادي يقول: ما زلنا نمتلك زمام المبادرة، وما زالت فلسطين كلّها محطّ أنظارنا، فما نقص إصرارنا ولا جفّ في عروقنا الأمل الذي زيّن هامات قادتنا وهم ينشدون في مرج الزهور: " يا أهلنا بفلسطين، إحنا عالعهد صامدين.. حبّة زعتر ناكلها، ولا بنعيش مشرّدين"!






مخيم بلاطة ومخيم اليرموك
المركز الفلسطيني للإعلام،،،، فايز أبو شمالة
أهون على النفس سماع دوي القصف على مخيم اليرموك في سوريا من سماع وقع أقدام الجنود الصهاينة، وهم يقتحمون مخيم بلاطة قرب نابلس، ويعتقلون أربعة شباب فلسطينيين، فالذي يجري على أرض سوريا، وطال مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين بالتدمير والتهجير، صراع عنيف بين طرفين سوريين يسعيان إلى التوسع الجغرافي فوق الأرض، وبسط النفوذ على المكان الذي يتواجد فيه مخيم اليرموك، ولكن العدوان الصهيوني الذي يجري على أرض مخيم بلاطة في الضفة الغربية مختلف، لأن السلطة الفلسطينية القائمة على حياة الناس في مخيم بلاطة، وتسيطر على شئون حياتهم تعترف بـ(إسرائيل)، وتعترف بحق اليهود بالحياة فوق أرضهم ـ كما يقول السيد عباس، ولأن السلطة الفلسطينية هي الجهة التي أعطتها اتفاقية أوسلو السيادة الكاملة على منطقة "ا" التي تضم مخيم بلاطة، وقرية برقة قرب نابلس، وبيت فجار قرب بيت لحم، وغيرها من المدن والقرى التي تداهمها القوات الصهيونية، وتعتقل الشباب الفلسطيني بلا أدنى اعتراض من السلطة؛ صاحبة الولاية الدولية والقانونية والشرعية على الضفة الغربية.
إن اقتحام القوات الصهيونية لبيوت المواطنين الفلسطينيين الذين يحملون جواز سفر فلسطيني صادر عن السلطة الفلسطينية ليمثل انتهاكاً صريحاً لسيادة دولة فلسطين التي رقصنا لها قبل أيام في الشوارع، وإن اعتقال الجريح الفلسطيني من قرية "بيت ريما" بالقرب من رام الله لهو أرقى درجات الاحتقار لقوات الأمن الفلسطينية، ولهو أحط أشكال التفاهم بين الأجهزة الأمنية الإسرائيلية وبين جهاز المخابرات وجهاز الأمن الوقائي وجهاز الشرطة، وحرس الرئاسة الفلسطينية، والأمن العام وكل العاملين في هذا المجال، إذًا كيف يتم اقتحام منطقة السيادة الفلسطينية الكاملة تحت سمع وبصر ودراية ومعرفة السلطة الفلسطينية؟ كيف يتم اقتحام بيوت الفلسطينيين دون أن تلعلع رشاشات السلطة وأسلحتها في الدفاع عن النفس، فالفلسطيني الذي داهم اليهود بيته، وتم اعتقاله، هو النفس الفلسطينية التي تمثل نفوس كل الفلسطينيين.
على قيادة السلطة الفلسطينية في رام الله أن تراجع حساباتها مع الإسرائيليين، وأن تتحمل مسئوليتها الأمنية كاملة تجاه المواطنين الواقعين تحت سيادتها، وأن يعلو صوتها بالشكوى حتى مقر الأمم المتحدة ـ وهو أضعف الإيمان، أو حتى محكمة الجنايات الدولية، كما بشرنا بذلك القادة الذين هللوا لاعتراف الأمم المتحدة بدولة فلسطينية لها صفة مراقب.
على قيادة السلطة الفلسطينية أن تقف موقف عز وكرامة في زمن المقاومة والانتصار، وأن تصدر تعليماتها لكافة أجهزة الأمن الفلسطينية بالتصدي للقوات الصهيونية، وهذا هو أبسط اختبار لتحديد مستوى الانتماء للوطن فلسطين.<hr>