تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : اقلام واراء حماس 227



Haneen
2013-01-07, 12:54 PM
أقلام وآراء حماس (227)


 حماس في الفكر الإسرائيلي(6)
المركز الفلسطيني للإعلام،،، علاء الريماوي
 إسقاط مشاريع التوطين
المركز الفلسطيني للإعلام،،، عصام عدوان
 "ليبرمان" ورحلة اللاعودة
المركز الفلسطيني للإعلام،،، جمال أبو ريدة
 انتفاضة اقتصادية .. ثم ماذا؟
المركز الفلسطيني للإعلام،،، عصام شاور
 سيناريو سوري قاتم بتوقيع روسي أمريكي
فلسطين الآن،،،ابراهيم حمامي


حماس في الفكر الإسرائيلي(6)
المركز الفلسطيني للإعلام،،، علاء الريماوي
ظلت إسرائيل تعتمد على النظام المصري البائد في تعاطيه مع ملف قطاع غزة من خلال إحكام الحصار عليه ومنعه من تهريب الأسلحة والمواد الغذائية حتى وصل الحال إلى بناء سور حديدي على طول الحدود المصرية الفلسطينية مع قطاع غزة.
السور باهظ الثمن كان بتمويل أمريكي وإشراف إسرائيلي مصحوبا بتكنلوجيا متقدمة لرصد حركة الأنفاق التي كانت تخترق جنبات المكان لكن عزيمة المحاصر غلبت إيقاع الظالم فدمر السور عبر اختراقه في أكثر من موضع.
حديث التدمير في العلاقات المصرية مع حركة حماس ظلت الأخيرة تبتعد عنه من خلال الصمت على الظلم بل المبالغة أحيانا في الاحترام على عكس القناعة التي كان يحكمها منطق المصالح العليا للشعب الفلسطيني.
في لعبة الضغوط على حماس كان يدير النظام المصري ومن خلفه إسرائيل مفهوما للمصالحة يخرج حماس من المشهد السياسي ويعيد قطاع غزة للحالة التي كان عليها قبل الانقسام والتي يمكن لها أن تضمن حالة منضبطة ومفتوحة وفق أنجدات المصالح الإسرائيلية.
هذا الحديث كان السبب وراء خلاف داخلي لدى الحركة وصل صداه الإعلام لأول مرة واستغلته بعض من الأطراف للحديث عن قرب تمرد لحماس القطاع على رئيس مكتبها السياسي مما جعل مسار التبرير بعدم إحداث المصالحة من السلطة يسوغ لدى المتابع بعدم جدية حماس في المصالحة واتفاقها على ذلك.
هذا الحال لم يدم طويلا حتى جاءت أحداث الربيع العربي وسقط النظام المصري فشعرت حماس بأن قيدها تحطم وأن مقاس المخططات الإسرائيلية لم يعد قادرا على تقييد حركة بات فضاء تحركها أنظمة تنتمي لذات الفكر والمرجعية.
هذا الواقع وضع الكيان الصهيوني في أزمة التعاطي مع غزة وحماس مما أدخل في مصطلحات راسم السياسة الإسرائيلي " التعاطي الحذر " هذا الواقع رفع وتيرة النشاط لدى الحركة من خلال بناء منظومة تسلح واسعة مضافا إليها نشاط في بناء غزة والتي بات شرك حصارها يتفكك.
هذا الواقع لم يكن في حالة الضفة مماثلا بل زيد في حصار الحركة و أمعنت (|إسرائيل) في تفكيك بنيتها عبر اعتقالات واسعة ومركزة طالت عديد الكوادر المؤثرة والقادرة على تجديد نشاط الحركة.
هذه الحالة أضافت لها الأوراق الإسرائيلية مسألة الأزمة السورية وانحياز الحركة لثورة شعبها مما أفقدها قاعدة انطلاق آمنة ومهمة لحركة بنت قواعد تحركها في منطقة قريبة لفلسطين.
هذه المتغيرات حددت لها المؤسسة الإسرائيلية طابعا للتعاطي من خلال قبول لواقع لم تصنعه لكن أبقت لذاتها رقابة حذرة خاصة وأن قوى المقاومة في غزة زادت سعة تأثيرها خاصة في مناطق سيناء المصرية والذي أعتبر في الكيان كمعضلة إستراتيجية وجب التصدي لها وبحزم.
المجلس الأمني المصغر ( المطبخ الأمني والسياسي في إسرائيل ) اعتبر أن المنطقة فخه الذي يمكن له أن يفجر العلاقات المصرية الإسرائيلية المتوترة أصلا خاصة في ظل مزاج شعبي يحتاج إلى ذريعة التحرك كما حدث في الحالة التركية التي كانت غزة سبب توسعها وانتقالها إلى اتجاه معاد ظلت ( إسرائيل) إلى اليوم عاجزة عن إصلاحه.
حماس في هذه المرحلة كانت تعيش نقاشا عميقا في أروقتها خاصة بعد زيادة وتيرة التصعيد الإسرائيلي وتفلت بعض الفصائل التي كانت تحرج الحركة في صمتها المعلن.
القراءة الداخلية وصلت إلى قناعة من أن استمرار الاعتداءات سيضع الحركة أمام اتهام كبير لا تقوى عليه ولا تسعى إلى ترسيخه فكان القرار في الشهور الأربعة الماضية بأن ترد الحركة على النار بالنار لكن دون صخب إعلامي.
هذا الرد رأت فيه إسرائيل تكتيكا لا يمكن توسعه، خاصة في ظل حديث عن إعادة إعمار غزة، قراءة إسرائيل كانت مقدمة لاغتيال القائد الجعبري والذي كان على إثر الاستشهاده الحرب الأخيرة، التي وجب الوقوف عليها من خلال قراءة سنتناول فيها في مقال الغد إن شاء الله حماس وأثر الحرب على واقعها ومستقبلها الحركة والتعاطي الإسرائيلي مع هذا الواقع.



إسقاط مشاريع التوطين
المركز الفلسطيني للإعلام،،، عصام عدوان
ما برحت مؤامرات توطين اللاجئين الفلسطينيين تطل برأسها بين فترة وأخرى. وقد تورطت وكالة الغوث الدولية(الأونروا) بعدد من هذه المشاريع، أتى على رأسها مشروع إسكان وتوطين اللاجئين في شمال غرب سيناء بين عامي 1953 – 1955م والذي هدف إلى إفراغ قطاع غزة من اللاجئين على مدار عشرين عاماً.
لقد عمل أرئيل شارون عندما تولى قيادة المناطق الجنوبية في مطلع السبعينيات على تفريغ المخيمات في قطاع غزة من لاجئيها فعمد إلى ترحيل الآلاف منهم إلى سيناء، وتوسيع شوارع المخيمات عبر هدم أحياء بكاملها داخل المخيمات، وإنشاء مشاريع إسكان لنقل لاجئي المخيمات إليها لتفريغ المخيمات ومن ثمّ إنهائها، وكان من هذه المشاريع مشروع حي الشيخ رضوان في غزة، وحي الأمل في خانيونس، ومشروع بيت لاهيا، وغيرها. لكن المخيمات استمرت في الوجود وفي التضخم السكاني، وتضخمت أيضاً مشاريع الإسكان الجديدة.هذا الأمر أكد أن مؤامرات الإسكان والتوطين قد فشلت في مرادها، لكنها أثبتت أن اللاجئين في المخيمات بحاجة ماسة إلى التوسع، لأن المخيمات لا تتناسب مع معدلات الزيادة السكانية للاجئين واحتياجاتهم المتنامية. لكن الأونروا لم تتعامل مع مشاريع الإسكان القديمة والجديدة التي تبنيها في خانيونس ورفح على أنها جزء منفصل من المخيمات وهي بالضرورة امتداد طبيعي للمخيمات.
وبالتالي رفعت الأونروا حصاناتها وامتيازاتها عن الأحياء الجديدة، وإن كانت حصانات وامتيازات اسمية ولا أثر لها على الأرض في مواجهة الاحتلال الغاشم. وأوقفت خدمات النظافة في الأحياء الجديدة رغم كونها لا تكلف الوكالة شيئاً يُذكر، وأصرت على اعتبار الأحياء الجديدة ليست مخيمات ولا امتداد للمخيمات، ولم تحفر آبار مياه في تلك الأحياء، وغير ذلك من الإجراءات والقيود التي يُشتَم منها رغبة الوكالة القديمة الجديدة في التدرج في إنهاء أعمالها وخدماتها تجاه اللاجئين تساوقاً مع مشاريع تصفية قضية اللاجئين وتصفية وكالة الغوث نفسها.
إن وكالة الغوث الدولية، والحكومة الفلسطينية، والبلديات في قطاع غزة مطالبون، جميعهم، بالحفاظ على قضية اللاجئين ومخيماتهم وحقوقهم في الحصول على خدمات الوكالة كاملة غير منقوصة إلى أن يعودوا إلى ديارهم التي هُجروا منها عام 1948م، وإن أي تلاعب أو انتقاص من هذه الحقوق هو تساوق مع مؤامرات تصفية قضية اللاجئين، وأنا شخصياً أربأ بوكالة الغوث وبالحكومة الفلسطينية أن تتورطا في هذه المؤامرات.
إن من حق اللاجئين الفلسطينيين أن يحصلوا على كافة خدمات النظافة والتعليم والصحة والإغاثة والتشغيل داخل مخيماتهم وخارجها، وعلى الحماية داخل مخيماتهم. ومن حقهم التوسع المكاني بما يتناسب مع متطلبات الزيادة السكانية، والوكالة ملزمة بتطوير خدماتها بما يوافق ذلك. ومن حق اللاجئين الدفاع عن حقوقهم ومصالحهم بكل السبل السلمية المشروعة، وإعلاء صوتهم أمام كل الجهات المسئولة. وليس من حق الوكالة أن تعاقبهم بوقف الخدمات عنهم أو تقليصها. وليس من حق الحكومة أن تمنعهم من التعبير عن مطالبهم بشكل حضاري. فإن مليون ومائتي ألف لاجئ فلسطيني في قطاع غزة هم غالبية سكان القطاع يجب أن تكون لهم كلمة مسموعة وصوت عالٍ وحقوق محفوظة. والتاريخ لا يرحم.



"ليبرمان" ورحلة اللاعودة
المركز الفلسطيني للإعلام،،، جمال أبو ريدة
على غير المتوقع أبدًا، تلقى وزير الخارجية (الإسرائيلي) "ليبرمان"، رسالة من المستشار القضائي للحكومة (الإسرائيلية) "يهودا فاينشطاين"، تهدده بالإقالة من منصبه إذا لم يستقل من منصبه على الفور، وهو ما تحقق بالفعل مطلع الأسبوع الماضي حينما قدم "ليبرمان" استقالته، وقام المستشار بتوجيه تهمة إساءة الأمانة لـ "ليبرمان"، وذلك بعدما حصل من سفير (إسرائيل) السابق في روسيا البيضاء على صورة من تحقيق سري أجري بحقه، وذلك خلال زيارة له إلى "منسك" العاصمة في أكتوبر 2008م، الأمر الذي قطع على الشرطة (الإسرائيلية) مفاجأته بالأسئلة التي كان من شأنها إدانته بالفساد، ومن ثم تذهب به إلى السجن، ليسدل الستار عنه سياسيًا بعد هذه السنوات الطويلة من العمل السياسي، التي ظهر فيها كمستوطن متطرف أكثر منه وزيرًا للخارجية، ولعل التدقيق في تصريحاته تكشف أنه لا يعدو أن يكون أحد كبار المجرمين في (إسرائيل(.
ولعل المهم في الاستقالة أنها جاءت قبل شهر من الانتخابات البرلمانية في (إسرائيل)، والمقررة في 22 يناير 2013م، والمتوقع فيها فوز القائمة المشتركة "الليكود بيتنا"، وهي القائمة التي تضم أكبر حزبين يمينيين وهما حزبا "الليكود" و"إسرائيل بيتنا"، بـ 35 مقعدًا من مقاعد البرلمان (الإسرائيلي)، المكون من 120 مقعدًا، الأمر الذي من شأنه بالإضافة إلى الكثير من العوامل الأخرى، وتحديدًا فشل العدوان (الإسرائيلي) على غزة، وانتصار المقاومة الفلسطينية التي أجبرت 4 ملايين (إسرائيلي) النزول إلى الملاجئ، وضرب تل بيب، والتوقيع على اتفاق التهدئة، ووصول خالد مشعل إلى غزة لأول مرة كقائد منتصر، إلى تراجع القائمة وعدم حصولها على المقاعد المتوقع لها الحصول عليها حسب استطلاعات الرأي العام (الإسرائيلي) الأخيرة، وبالتالي فقدانها الأغلبية التي يمكنها أن تشكل ائتلاف حكومي يستطيع "نتنياهو" من خلاله قيادة (إسرائيل)، لفترة جديدة.
لقد كان من المتوقع أن يذهب "ليبرمان" إلى تقديم استقالته السياسية- ليلحق بوزير الحرب "باراك" بعد فشله في العدوان على غزة منتصف الشهر الماضي- لفشله الذريع كوزير للخارجية في تبرير عدوانه على غزة، والذي لاقى معارضة وإدانة واسعة من دول العالم، بل ومعارضة وإدانة الولايات المتحدة الأمريكية الحليف الإستراتيجي لـ(إسرائيل)، التي أرسلت بوزيرة خارجيتها "كلينتون" على وجه السرعة للمنطقة للضغط على (إسرائيل) لوقف العدوان على وجه السرعة، والقبول بشروط التهدئة مع المقاومة الفلسطينية، ولعل الفشل الآخر لـ"ليبرمان"، كان عجزه عن تجنيد دول العالم، بل وتحديدًا الصديقة للوقوف بجانبه ضد التوجه الفلسطيني إلى الأمم المتحدة لنيل اعترافها بفلسطين عضواً مراقباً في الأمم المتحدة، وهو الاعتراف الذي نال تأييد 138 دولة، وهي الأمور التي في -حدود علمي- قد ساعدت النائب العام (الإسرائيلي) على التلويح بالقوة لـ"ليبرمان" لتقديم استقالته.
إن استقالة "ليبرمان" ليست استقالة عادية، بل هي صفعة قوية لليمين (الإسرائيلي) كله، الذي يتطلع إليه كخليفة لـ"نتنياهو"، في التطرف وعدم الاعتراف بالحقوق السياسية والوطنية للشعب الفلسطيني، ولعل ما يحسب لـ"ليبرمان" في السنوات الأخيرة أنه استطاع "تعطيل" عملية السلام بالكامل، وذهب إلى أبعد من ذلك حينما أطلق العنان للمستوطنين لإقامة المزيد من المستوطنات في الضفة الغربية، وتحديدًا في القدس الشرقية لقطع الطرق على أي محاولة لإقامة دولة فلسطينية في حدود الرابع من حزيران 1967م، بل الأنكى من ذلك مطالبته في الفترة الأخيرة السلطة الفلسطينية الاعتراف "بيهودية" الدولة، قبل أي اعتراف بالحقوق السياسية والوطنية للشعب الفلسطيني، الأمر الذي يعني تهجير وطرد فلسطيني عام 48 بالكامل.
وفي كل الأحوال فإن المستقبل السياسي لـ" ليبرمان"، قد أصبح في دائرة الخطر، بغض النظر عن طبيعة الصفقة التي سيبرمها مع النيابة العامة، فالأخير لن يعود بعد اليوم إلى أي منصب سيادي في الحكومة (الإسرائيلية)، بعدما كان يتطلع إلى منصب رئيس الوزراء لتحقيق أحلامه بل "أمراضه"، في الاستيلاء بالقوة على المزيد من الأراضي الفلسطينية لإقامة المزيد عليها من المستوطنات، وعلى الرغم من ذلك فإنه لا يزال يكابر ويصر على أن استقالته فرصة له لزيادة ارتباطاته الخاصة بالعملية الانتخابية، مع إدراكه الجيد أن الوقت ينفذ بسرعة، وأنه يحتاج إلى معجزة لتقديم نفسه لـ(الإسرائيليين) كبطل قومي، بعدما ظهر كـ " لص"، ملاحق من الشرطة والقضاء معًا.
























انتفاضة اقتصادية .. ثم ماذا؟
المركز الفلسطيني للإعلام،،، عصام شاور
كثفت دولة الاحتلال (إسرائيل) من ضغوطها الاقتصادية على السلطة الفلسطينية وخاصة بتحويلها أموال الضرائب الفلسطينية إلى شركات إسرائيلية مثل شركة الكهرباء كسداد إجباري للديون المستحقة على السلطة وبذلك تتهرب " إسرائيل" من تهمة القرصنة أمام المجتمع الدولي وتضع السلطة في أزمة اقتصادية لا فكاك منها ، سيما وأن شبكة الأمان العربية _100 مليون دولار شهريا_ما زالت مجرد وعود.
الدكتور سلام فياض قال بإمكانية اللجوء إلى انتفاضة اقتصادية تقوم السلطة بموجبها بمقاطعة البضائع الإسرائيلية على غرار الحملة ضد منتجات المستوطنات الإسرائيلية، أي انتفاضة اقتصادية كرد فعل على ضغوط سياسية إسرائيلية نتيجة التوجه إلى الأمم المتحدة وحصول فلسطين على صفة مراقب، وهذا يظهر مدى الضعف الذي أصاب السلطة الوطنية الفلسطينية ، حيث إن سياسة المقاطعة لن تكون مؤثرة على دولة الاحتلال، والحصار الإسرائيلي لقطاع غزة ومنع دخول البضائع الإسرائيلية وغيرها إليه خير دليل على أن الحسابات الاقتصادية الهامشية لا تمنع إسرائيل من تنفيذ سياساتها القمعية وغير الإنسانية ضد الشعب الفلسطيني.
داخل الخط الأخضر يعمل نحو 30 ألف عامل فلسطيني بتصاريح رسمية وأكثر من هذا العدد يدخل الأراضي المحتلة عام 1948 دون تصاريح (تهريب يغض الاحتلال بصره عنه)، فإذا منع هؤلاء من العمل داخل " إسرائيل" فإن أزمة السلطة الوطنية الفلسطينية المالية ستتفاقم الى أبعد الحدود بسبب ارتفاع مستوى البطالة، ولن يكتب للانتفاضة الاقتصادية النجاح بل وربما تتحول الى احتجاجات ضد السلطة نفسها، وهذا بسبب تبعية الاقتصاد الفلسطيني لاقتصاد دولة الاحتلال وعدم وضع القضايا الأساسية في إطارها الصحيح.
نحن مع مقاطعة المنتجات الإسرائيلية بشكل تام كخطوة لتأسيس اقتصاد فلسطيني ولتشجيع الإنتاج الوطني الجيد الذي يبني الوطن ويساعد المواطن ولا يستغله باسم الوطنية ، وعلى الشعب الفلسطيني أن يبدأ بإعادة إحياء الأرض والاعتماد على زراعته وصناعته ، ونؤكد على أن معركتنا مع الاحتلال الإسرائيلي ليست اقتصادية أو سياسية ولا هي معركة طارئة بل هي صراع وجود ممتد منذ اللحظة التي فكر فيها اليهود في إقامة كيانهم غير الشرعي على الارض الفلسطينية حتى تحريرها وتطهيرها من آخر مغتصب.













سيناريو سوري قاتم بتوقيع روسي أمريكي
فلسطين الآن،،،ابراهيم حمامي
واهم من يؤمن بالصدفة في عالم السياسة، وأكثر وهماً من يعتقد أن ما يجري هو من قبيل التزامن البريء بين موقف وآخر، خاصة في ظل تبادل الأدوار الممارس في الشأن السوري بين الشرق والغرب وتحديداً بين روسيا والصين من جهة وبين الولايات المتحدة وأوربا من جهة أخرى، والذي ظهر جلياً في مهزلة مجلس الأمن وعجز العالم عن وقف نزيف الدم السوري في مجلس الأمن تحت حجة الفيتو، وهو ما لم يكن سبباً للعدوان على العراق أو التدخل في البوسنة وكوسوفو.
فجأة لم يعد يشغل كل هؤلاء إلا السلاح الكيماوي الذي يستعد نظام بشار لاستخدامه، لم يبق مسؤول أو زعيم إلا عبّر عن قلقه ومخاوفه من استخدام الكيماوي، وهدد آخرون أنهم على أهبة الاستعداد للتدخل لمنع النظام السوري من استخدام الكيماوي ضد شعبه - وكأن استخدام باقي الأسلحة الفتاكة مسموح ومقبول – وبدأ الاعلام يتحدث عن خطط جاهزة ومناورات في الأردن، وقوات أمريكية اسرائيلية مدربة للسيطرة على الأسلحة الكيماوية خلال دقائق بعد رصد أماكنها، إضافة لأفلام إثارة على بعض المنابر الاعلامية.
وفي تزامن غير بريء وصدفة ليست بصدفة خرجت تصريحات وتقارير لمراكز أبحاث ومواقف جديدة نرصد منها:
• أعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما، اعتراف الولايات المتحدة بالائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة ممثلا شرعيا للشعب السوري – 11/12/2012.
• أقر المشاركون في اجتماع «أصدقاء سوريا» بمراكش، الذين مثلوا 114 دولة بالاعتراف به كممثل شرعي ووحيد للشعب السوري- 13/12/2012.
• نقلت صحيفة الديلي تلغراف تقرير للمخابرات الأميركية أنها تقدر نهاية رئيس العصابة الأسدية بثمانية إلى عشرة أسابيع فقط بعد النجاحات التي أحرزها الجيش الحر 07/12/2012
• روبرت فورد، السفير الأمريكي لدى سوريا " أيام نظام الأسد في الحكم باتت معدودة، خاصة مع تزايد وتيرة المعارك في محيط العاصمة دمشق" 07/12/2012
• رئيس البرلمان العراقي اسامة النجيفي يتوقع "سقوط نظام الاسد في غضون اسابيع قليلة"، داعيا الثوار السوريين الى "التعامل بحكمة مع ابناء الطائفة العلوية"، مضيفاً "المعلومات تشير الى ان الامور ستتغير في سوريا خلال اسابيع"، 06/12/2012.
• ذكرت صحيفة "كومرسانت" الروسية، أن روسيا تقاوم ضغوط الولايات المتحدة؛ كي تقنع الأسد بالاستقالة وقال تقرير الصحيفة إن "روسيا لا تعتزم إقناع الرئيس السوري بترك منصبه طواعية" وأن "موسكو مقتنعة بأن الأسد لن يخرج طواعية"، وتابع التقرير أن وزيرة الخارجية الأميركية كلينتون أبلغت نظيرها الروسي سيرجي لافروف، خلال اجتماعها مؤخرا في دبلن أن حكومة الأسد ستسقط إن عاجلا أم آجلا، وأنه إذا لم تكن هناك حكومة انتقالية فمن المرجح أن تسقط سورية في الفوضى والعنف والاقتتال الطائفي، 12/12/2012.
• قالت صحيفة ذي كريستيان ساينس مونيتور الأمريكية اليوم أن المشهد السوري الآن في ظل حصار المعارضة السورية للعاصمة دمشق، يشير إلى أن أيام الرئيس السوري بشار الأسد باتت معدودة، 10/12/2012.
• اعتبر نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف اليوم الخميس أن النظام السوري يفقد سيطرته على البلاد، من دون أن يستبعد احتمال انتصار المعارضة. ونقلت قناة "روسيا اليوم"عن بوغدانوف، قوله في كلمة ألقاها أمام الغرفة الاجتماعية الروسية "يجب النظر إلى الوقائع.. النظام والحكومة السوريين يفقدان السيطرة على البلاد أكثر فأكثر". ، 13/12/2012
• خبراء: سقوط نظام الأسد ليس وشيكاً، تقرير لصحيفة الحياة 16/12/2012
مقابل ذلك، اتخذت الولايات المتحدة خطوة غير مفهومة - في حينها - بإدراج أحد التشكيلات السورية على لائحة الارهاب الخاصة بها - جبهة النصرة - لتتبعها الاستخبارات الاسرائيلة بتقرير يتحدث عن قرب سيطرة جبهة النصرة - هكذا - على أسلحة كيماوية، حيث ذكر تقرير استخباراتي اسرائيلي نُشر الأسبوع الماضي أنه "اذا فشل الاسد في منع مقاتلي "القاعدة" من الوصول الى مخازن السم والاسلحة الكيمائية في "السفيرة" وبالتالي ينجح تنظيم القاعدة ويتسلح بالاسلحة الكيمائية لاول مرة، ساعتئذ تضطر الولايات المتحدة على القيام بهجوم جوي – ليس على جيش الاسد بل على مقاتلي المتمردين الذين يقاتلونه، لانه اذا تمكن مقاتلو القاعدة من السيطرة على مخازن الاسلحة الكيمائية، فمن المتوقع ان يطلقوا الصورايخ ذات الرؤوس الكيمائية ضد مراكز نظام الاسد في دمشق. فسقوط "السفيرة" يحول الحرب الاهلية السورية الى حرب الصواريخ الكيمائية".
وتكتمل الصورة بالتحذيرات التي وجهتها أجهزة بشار حول احتمال إطلاق أسلحة كيماوية على المناطق السكنية من قبل "مجموعات إرهابية" لاتهام النظام بها.
زاوية أخرى لا تقل أهمية، وهي التقارير المتواترة التي تتحدث عن فرار قيادات "علوية" كبيرة مع عائلاتها للساحل، وخبر آخر بالأمس عن فرار أحمد جبريل - حوّل فصيله الفلسطيني إلى فصيل شبيح - من مخيم اليرموك إلى طرطوس، وأنباء سابقة عن فتح فرع للمصرف المركزي السوري في منطقة الساحل، وتأهيل مطار زراعي في طرطوس ليصبح مطاراً مدنياً – تصريحات نزار اسماعيل موسى محافظ طرطوس في 20/09/2012، وغيرها من الاستعدادات القائمة على قدم وساق لتجهيز جيب ساحلي – دويلة - يشكل ملاذاً حصيناً لعصابات البعث وبشار، ومن ثم بداية تطبيق السيناريو المرسوم.
لماذا كل ما سبق؟
نضع الإجابة في النقاط التالية:
• وقف العالم "المتحضر" متفرجاً تاركاً الشعب السوري يواجه آلة القتل والاجرام وحده
• من مصلحة روسيا والولايات المتحدة، ومن أجل عيون "اسرائيل" أن يتم تدمير سوريا كبلد ووطن ومؤسسات، وهو ما قام به نظام الاجرام بقيادة بشار
• إطالة أمد الثورة السورية سيحقق المزيد من الدمار، وإضعاف البلاد لسنوات طويلة
• تبادلت الولايات المتحدة وروسيا الأدوار لإجهاض أي قرار في الأمم المتحدة، ولتبرير عدم دعم الشعب السوري
• التدخل سيكون فقط في اللحظات الأخيرة لمنع تحقيق انتصار شعبي على النظام، ولإبقاء الوضع في موضع المراوحة، تماماً كما حدث في البوسنة
• لابد من إيجاد مبررات للتدخل في اللحظات الأخيرة
• لذلك لابد من وجود طرفين "رسميين" متحاربين، وهو الأمر الذي لم يكن حتى تم الاعتراف الأخير بالائتلاف الوطني قبل أيام
• أصبح الآن هناك نظام رسمي هو نظام بشار، وائتلاف يعتبر ممثلاً شرعياً لكن ليس وحيداً، وبالإمكان التدخل للفصل بين الطرفين
• بعد الضربات والهزائم المتتالية سينكفيء بشار وعصابته للساحل لتنفيذ مخططهم بإقامة دويلة حصينة، وهو ما سبق ووضحته تفصيلياً في تقرير مطول تحت عنوان خيار الأسد الأخير – الدولة العلوية:
http://www.drhamami.net/lasthope.pdf
• الخيار بات متداولاً وبشكل كبير، واليوم تتحدث إحدى الصحف البريطانية وبوضوح، حيث تشير صحيفة صندي تايمزإلى أنه "لن يعترف بدويلة الجيب العلوي في الساحل السوري لو قامت سوى إيران وكوريا الشمالية وفنزويلا" 16/12/2012.
• سيستخدم بشار السلاح الكيماوي من منطقة الساحل ضد باقي المناطق السورية، بعد أن يضيق عليه الخناق، وربما يتهم "العصابات المسلحة" الموضوعة على "قوائم الارهاب" بذلك، لأنه جز لا يتجزأ - أي النظام- من الخطة والمؤامرة على تدمير سوريا.
وهنا يأتي تنفيذ السيناريو المنتظر والمتفق عليه بين روسيا والولايات المتحدة إضافة للمجرم بشار، والذي هيأوا له الأسباب والمبررات على مدى الأسبوعين الماضيين!
سيتم التدخل الدولي العسكري المباشر في سوريا، ليس دفاعاً عن الشعب السوري ولكن إجهاضاً لثورته، ومنعاً له من تحقيق الانتصار الكامل على الطاغية.
يقول ماجد آل عبد الجبار وباختصار شديد لهذا السيناريو "هجرة علوية للساحل مع استعداد عسكري غربي وتهديد بالتدخل عند استعمال الكيمياوي! استخدام!فتدخل!ففصل بين الطرفين وحماية لدولة علوية".
ما يجري ليس صدفة أو تزامن، لا التصريحات ولا التقارير ولا المواقف ولا الاعترافات ولا إدراج جبهة النصرة على قوائم الارهاب، كله يأتي في إطار التمهيد والاستعداد!
هذا ما يريدونه وهذا ما يخططون له وهذا ما ساعدهم ويساعدهم عليه نظام بشار المجرم.
لكننا على ثقة أن الشعب السوري البطل الذي سجل أروع الملاحم في التضحية والفداء والاصرار على نيل الحرية، لن يقبل أبداً بإجهاض ثورته، ولا بتدخل عسكري سافر يأتي فقط لتنفيذ مخطط حماية "اسرائيل" بعد أن أصبح سقوط النظام الحامي لها وشيكاً، حتى لو تطلب الأمر ثورة أخرى جديدة ضد غزاة جدد، تآمروا عليه وشاركوا في ذبحه.<hr>