تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : اقلام واراء حماس 228



Haneen
2013-01-07, 12:56 PM
أقلام وآراء حماس (228)


 انفلونزا الخنازير.. كارثة حقيقية تحل بالضفة
المركز الفلسطيني للإعلام،فلسطين الآن،، د.عصام شاور
 حماس وفلسفة القدرة
المركز الفلسطيني للإعلام،،، علاء الريماوي
 إلى الأبد
المركز الفلسطيني للإعلام،،، خالد معالي
 اليرموك
المركز الفلسطيني للإعلام،،، د. يوسف رزقة
 حماس في الفكر الإسرائيلي(7)
المركز الفلسطيني للإعلام،،، علاء الريماوي
 لعبة بلا قواعد
فلسطين الآن،،، فهمي هويدي
 مخيم اليرموك.. تطور تكتيكي أبعاده استراتيجية
فلسطين أون لاين،،، نقولا ناصر



انفلونزا الخنازير.. كارثة حقيقية تحل بالضفة
المركز الفلسطيني للإعلام،فلسطين الآن،، د.عصام شاور
موجة من البرد الشديد وأزمة مالية خانقة وبعض اللامبالاة أحيانا توفر الأسباب لجعل انتشار انفلونزا الخنازير في الضفة الغربية كالنار في الهشيم، وقد قتل الفيروس حتى الآن ثلاثة أشخاص في شمال الضفة من عشرات الحالات المصابة بالمرض،منها بضع حالات خطيرة و أخرى دون ذلك.
هذه ليست المرة الأولى التي تتعرض لها الضفة الغربية للإصابة بمرض انفلونزا الخنازير ولكنها اليوم اقل استعدادا لمقاومة المرض، حيث كانت وزارة الصحة في الماضي تواجه الأمر بكفاءة عالية وتنفق الأموال الطائلة لفحص الحالات المشتبه بها، ولكن الفحوصات بعد ذلك اقتصرت على الحالات الأكثر صعوبة ولكبار السن المصابين بنقص المناعة ولمن يشكل المرض خطرا على حياتهم، أما الآن فإن وزارة الصحة تطالب المصابين بالانفلونزا بالتزام البيت مع إعطائهم بعض الإرشادات والتطمينات، وإذا استعصى الأم تنصحهم بالتوجه الى المشفى لتلقي العلاج اللازم، وذلك لأن السلطة الوطنية الفلسطينية تمر بأزمة مالية غير مسبوقة، وهي عاجزة عن توفير رواتب الموظفين الذين لم يعد بإمكان بعضهم الوصول إلى مراكز عملهم ومنها المراكز الصحية.
بالأمس توفيت سيدة بسبب المرض، ولكن الغريب انه تم اكتشاف السبب بعد الوفاة التي حدثت خلال نقلها للمشافي الإسرائيلية، تلك السيدة كانت نزيلة أحد مشافي الضفة لسبب غير " الانفلونزا"، وكانت في غرفة متعددة الاسرة تختلط بالنزلاء وموظفي المشفى وكذلك بالزائرين لها ولغيرها لثلاثة أيام، أي أن المشفى أصبح مركزا لنشر العدوى،وهذا دليل على ان هناك تقصيرا في جانب ما يساعد على تفشي المرض،وهذه نقطة خطيرة جدا تقع مسؤوليتها على وزارة الصحة في الضفة بالدرجة الأولى ولا بد من اخذ الاحتياطات اللازمة لمواجهة " الوباء" وخاصة اننا نمر في ظروف غير طبيعية ولا نملك الإمكانات والأموال اللازمة للتعامل مع المرض بالطريقة المناسبة ولسنا بحاجة إلى الإهمال واقتراف الأخطاء .
آثار الأزمة المالية للسلطة الوطنية الفلسطينية بدأت تشكل خطرا على حياة المواطنين فضلا عن ضيق المعيشة لآلاف الأسر المعتمدة على الله ثم على راتب اخر الشهر، ونحن ندرك أن الحكومة تدرك_كما تقول_ لصعوبة الموقف، ولكن إدراك وجود خطر يستدعي التصدي له وإزالة آثاره.



حماس وفلسفة القدرة
المركز الفلسطيني للإعلام،،، علاء الريماوي
قدمت القناة العاشرة الإسرائيلية قراءة موسعة حول احتفالات الضفة الغربية التي دعت إليها حركة حماس في ذكرى انطلاقتها ال 25 متناولة زخم المشاركة، ونوعية الخطاب وحديث الناس.
في القراءة كان اللافت التركيز على جيل الشباب والأطفال الذين كانوا يحملون الرايات الخضراء ومن ثم البناء على حديثهم، الذي حاول معد القراءة توجيه مسار الحوار نحو تأطير حماس و فكرها على قواعد الموت والاستشهاد.
هذا الحديث أعقبه نقاش مهم حول السبب الذي عادت فيه حماس بقوة إلى الضفة برغم من سبعة أعوام من المتابعة، والحرب، والتجفيف.
في مخرجات النقاش كان واضحا غياب الفهم لبنية حماس القادرة على العودة بزخم حين الشعور بالبيئة الآمنة لأسباب وجب الانتباه لها والتي يمكن تلخيصها عبر النقاط الآتية:
1. اعتماد حماس على البنية التنظيمية السائلة في الضفة الغربية والتي لا تحتاج إلى بناء هرمي واضح المعالم في غالب الأحيان مما يجعل الدور التنظيمي قائما من خلال الجهد الفردي إذا غابت البنية التنظيمية.
2. رسوخ الحركة من خلال كم كبير من الشخصيات المحبوبة في المجتمع والذين لم ينقطعوا عن القيام بالدور المجتمعي الذي لا يلتفت إليه كثير من التنظيمات الفلسطينية.
3. البديل الفكري : تعتبر حماس الحركة الإسلامية الأهم القادرة على الانتشار في كافة الفئات المتدينة أو القريبة من حالة التدين البسيطة لوسطية الفكر الذي تحمل.
4. بروز الصف الشبابي في قيادة نشاطات الحركة والذي يميل في كثير من الأحيان إلى جانب التحدي خاصة في الجامعات الفلسطينية التي اعتمدت على مواردها الذاتية وأفكار شبابها دون الحاجة للرجوع إلى مستويات قيادية منظمة.
5. التجربة الغنية : نجحت الضربات الأمنية في تفكيك بنية الحركة لكنها فشلت في ردع محاولات الحركة في إعادة ترتيب القواعد التنظيمية والتي نقلت مستوى القيادة إلى الصف الرابع والخامس في الحركة.
6. الحالة الطوعية في الحركة : يقوم العمل في الحركة على فكرة العمل التطوعي و التعبدي والذي يرى في نشاط الحركة لدى أنصارها بأنه حالة من العبادة النافلة وأحيانا الفريضة لاقتران ذلك بمفهوم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
7. المنهجية الفكرية الراسخة : حماس في منظومة التعبئة الفكرية تقوم على منهج جماعة الإخوان المسلمين المنتشرة في أصقاع الأرض والتي نجحت على الدوام في بناء منظومة وجودها من خلال العالم الافتراضي عبر التعبئة العامة والعلمية، والأنشطة العالمية التي تنقسم بين العمل العام والأسري.
8.التاريخ الملهم : تتمتع حماس في نظر مناصريها بتاريخ غني بالعمل المقاوم والفداء الكبير الذي قدمته قيادتها، والذي تجاوز فلسفة الظهور الإعلامي إلى عمل حقيقي تسبب باستشهاد أكثر من نصف قيادتها من الصف الأول.
9. خيبة المجتمع الفلسطيني من الفصائل الفلسطينية التي لا ترى في مساحات العمل الحقيقي والذي نجحت حماس في قيادته من خلال نموذج المقاومة والفعل في قطاع غزة.
هذه النقاط يضاف إليها إلى أن حماس تعتبر من الحركات الفكرية الراسخة و التي ثبت من خلال الاستقراء في المحيط العربي أن هذا النموذج من الحركات لا يموت وأن الأفكار لا تفنى وإن بدا على وجوه أصحابها التعب.
حماس نجحت في بناء قواعدها على أرض صلبة سقيت بتاريخ احمر أبقى لها وجودا محبوبا في قلوب الناس حتى الخصوم منهم.
هذا ما أغفله التقرير الإسرائيلي وهذا ما افتقده خصوم الحركات الإسلامية في الوطن العربي، لكن الأخطر الذي وجب التنبيه منه هو أن الخصومة مع أتباع مثل هكذا حركات يجب أن تظل في السياق العقلاني، لأنه إذا تحول إلى أدوات للقمع والتغييب فإن بواعث العنف تكون قائمة كما شوهد ذلك في التاريخ الحديث في المشرق العربي.

إلى الأبد
المركز الفلسطيني للإعلام،،، خالد معالي
خرج علينا "نتنياهو" بتصريحات نارية تحاكي زعماء العرب قبل ربيعهم؛ من أن القدس المحتلة عاصمة دولته المزعومة إلى الأبد، كما كانت منذ 3 آلاف عام؛ وان اليهود وجدوا على الأرض الفلسطينية منذ ألاف السنين، ولهم حق فيها بفعل العامل التاريخي الذي ركز عليه في تصريحاته، فهو كمن " فكر وقدر، فقتل كيف قدر، ثم قتل كيف قدر".
يتردد في العالم العربي كثيرا مصطلح إلى الأبد ...؛ فشعار الأسد إلى الأبد معروف، وشعار الزعيم الملهم والفذ صاحب الحكمة والبصيرة، والقرارات الصائبة دائما التي لا تخطئ، من قبيل مقولة فرعون: "ما أريكم إلا ما أرى"، هي الأخرى معروفة للجميع.
يغالط السنن الكونية والجدلية التاريخية ومنطق الأشياء؛ كل من يقول أن هناك حدثا أو شيئا سيستمر إلى الأبد؛ فقد قضت حكمة الله تعالى أن الأيام دول، يتم تداولها بين الناس، وان التغيير سنة دارجة يخسر من غالبها في نهاية الأمر.
لننظر من حولنا، كيف أن الشجر يبدل أوراقه ويغيرها كل سنة، وحتى أن حيوانات وكائنات حية تبدل جلدها وتغيره في مواسم معينة.
الذي يمكن أن يبقى ذكره يطول ويطول ولكن ليس للأبد؛ هو الانجاز، وتقديم شيء جديد ومفيد للبشرية جمعاء، وهنا فان ما يقدمه "نتنياهو" هو المزيد من المشاكل والمعضلات، وتوتير المنطقة، وزرع بذور الفتنة، والقتل والدمار، وإيقاد نيران الحروب، فالتاريخ لن يذكره ولو بحسنة واحدة ؛ بل بالقتل والتخريب وأنواع الشرور الكثيرة "كشيطان رجيم" .
"نتنياهو" بتصريحاته الأبدية يستخدم نفس مصطلحات الزعماء العرب، ويبدو انه تأثر بما لدى القادة العرب من سيئات وسلبيات، ولم يتعظ مما يجري حوله من تغيير، ولذلك يسارع بالمكابرة والعنجهية والمغالطة التاريخية بتصريحاته تلك.
لو أن كل مسلم سكن أو تواجد في بقعة من العالم صار له حق فيها؛ فان فرنسا واسبانيا والبرتغال هي للعرب والمسلمين، وهذا غير معقول وغير مقبول من قبل كل عاقل، وهو على شاكلة ما صرح به "نتنياهو".
نواميس الكون ومعادلاته قضت بالتبدل والتغيير الجزئي والشامل؛ من هنا يمكن القول أن القيادة الامريكية الحالية كانت "حكيمة لدرجة ما" بعدم مغالبة سنن الكون في التغيير؛ ولذلك سارعت إلى عدم مواجهة طوفان التغيير بما اصطلح عليه "الربيع العربي"؛ بل فكرت وقدرت، وهي الآن تحاول أن تركب موجته ما استطاعت إلى ذلك سبيلا؛ وهذا يعتمد بالدرجة الأولى على رواد وقيادة الربيع العربي بقدر حكمتهم وفطنتهم، وتغليب مصلحة شعبهم وأمتهم على المصالح الامريكية دون صدام.
حضارات عظيمة قامت بقوة وتألقت؛ منها حضارات كانت ظالمة وقاسية، اندثرت بسرعة، ومنها حضارات عادلة وعظيمة استمرت طويلا، كالحضارة الإسلامية، وجميعها تبدلت وتغيرت، فهل "نتنياهو" أقوى من تلك الحضارات والدول حتى يدلي بتصريحاته الكاذبة والمغلوطة تلك؟!
الاتحاد السوفيتي وعلى عظمته سابقا؛ تغير وتبدل بفعل عوامل التغيير الجارفة. حكام عرب طغاة قساة ذهبوا ورحلوا غير مأسوف عليهم، بفعل قوة التغيير التي غالبوها وعاندوها حتى أطاحت بهم وكنستهم إلى مزابل التاريخ غير مأسوف عليهم، والبقية تنتظر دورها، شاءت أم أبت.
لننظر حولنا ونتفكر قليلا في انجاز المقاومة الأخير في غزة، التي تبدلت وتطورت وتغيرت بسرعة قياسية من الحجر إلى الصاروخ، والذي سيبقى ذكرها يطول، وتكتب كلماتها بمداد من ذهب.
من كان يصدق أن قطاع صغير محاصر ومجوع يقدر على الوصول إلى قلب دولة الاحتلال المدججة بمختلف أنواع الأسلحة، ويضربها بقوة وعظمة، ويفرض شروطه؟! ومن كان يصدق أن عدة آلاف من المقاومين يصنعون تاريخا مختلفا في المنطقة، طال انتظاره، وشاب وهرم الكثيرون لأجل هذه اللحظة؟!



اليرموك
المركز الفلسطيني للإعلام،،، د. يوسف رزقة
مائة ألف لاجئ فلسطيني هم سكان مخيم اليرموك بسوريا. مائة ألف بالتمام والكمال غادروا المخيم هربًا بأرواحهم بعد أن فقدوا بيوتهم وممتلكاتهم وحتى أموالهم وأعمالهم. مائة ألف لاجئ يهاجرون رغمًا عن أنوفهم مرة ثانية الأولى كانت في عام 1948م بيد الصهيونية القاتلة. والثانية هي اليوم في عام 2012م بعد أن استفحل القتل فيهم بيد سورية. النظام السوري الذي يفقد مشروعيته يومًا بعد يوم لم يبد حساسية واجبة إزاء المخيمات الفلسطينية، لذا لم يجد حرجًا في قصف المخيم بالطائرات.
لست أدري ماذا يعني للمجتمع الدولي وللنظام العربي هجرة مائة ألف لاجئ فلسطيني من مخيم اليرموك ليهيم بعضهم على وجهه باحثًا عن مكان أكثر أمنًا في سوريا نفسها أو في لبنان؟! نحن لا نتحدث عن ألف أو ألفين ولكن نتحدث عن مائة ألف لاجئ؟! لماذا لم يبد النظام السوري حساسية إزاء خصوصية مخيمات اللاجئين في سوريا؟! هل الخطأ في المخيم أم الخطأ في النظام الذي يقصف بالطيران لأدنى الأسباب؟!
لقد عاش النظام ردحًا من عمره بالقضية الفلسطينية، وبالممانعة وبتحرير فلسطين والجولان. لقد كانت فلسطين قناعًا للمتاجرة في الساحة العربية وفي الساحات الدولية. لقد استفاد النظام من القضية الفلسطينية عشرة أضعاف ما قدم لها من فوائد، وباتت فلسطين ورقة مساومة مع الغير لتحقيق مصالح الأنظمة، فإذا اضطربت ساحة النظام الداخلية قام بتمزيق هذه الورقة وقصف المخيمات بالطائرات، أو ارتكاب مذابح في داخلها.
اليرموك عَلَمٌ على النصر والعزة تاريخيًا. اليوم اليرموك علم على النكبة والكارثة المتواصلة التي تلاحق الشعب الفلسطيني منذ أن فقد وطنه. لم يعد الشعب الفلسطيني أو اللاجئ الفلسطيني يملك ثقة بأي من الأنظمة العربية، لأن جل الأنظمة آذته وآلمته وقتلت عددًا من أبنائه ليستوي في ذلك جل الدول التي تأوي مخيمات لاجئين، وتلك التي لا مخيمات لاجئين فيها.
دراسة تجربة المخيمات، أو قل تجارب المخيمات في البلاد العربية وآخرها تجربة مخيم اليرموك تكشف عن حقيقة أن من لا وطن له لا حرمة له؟! الوطن يحفظ الدم، والعرض، والممتلكات، والاستقرار والحرية. ومن لا وطن له فكل هذه الأساسيات هي عرضة للتدمير، والانتهاكات.
النظام العربي في أكثر من موقع كان جريئًا على الدم الفلسطيني والحرية الفلسطينية. ومن ثم باتت (إسرائيل) تُعَيِّر النظام العربي بكثرة ما قتل من الفلسطينيين، حيث تبدو (إسرائيل) أقل قتلاً، مع ملاحظة أن (إسرائيل) تتحمل المسئولية عن قتلها، وعن قتل النظام العربي للفلسطينيين لأن (إسرائيل) التي سلبت الوطن واغتصبته بقوة السلاح هي التي سببت القتل في كل مكان.
الحل الوحيد لوقف القتل وسفك الدم الفلسطيني وإنهاء فكرة اللجوء المتكررة يكون فقط باستعادة الوطن، واستعادة اللاجئ الفلسطيني لحقوقه وممتلكاته، وبدون هذا الحق سيستمر قتل وتهجير الفلسطيني. ليس أمام الفلسطيني بديل عن الوطن. الوطن يحمي الدم ويحمي العرض.



حماس في الفكر الإسرائيلي(7)
المركز الفلسطيني للإعلام،،، علاء الريماوي
في المقال السابق تناولنا الحديث عن حركة حماس في ظل الربيع العربي وكيف تعاملت إسرائيل مع هذا الواقع والذي يمكن تلخيصه بعبارة (التوجس وضبط النفس ) هذا التوجس لم تفلح معه المؤسسة السياسية ضبط إيقاع تصرفاتها خاصة حين شعرت أن مسار التهدئة القائم سيمس قدرة إسرائيل على التحرك في المراحل القادمة.
القراءة الإسرائيلية ظلت في هذا السياق مرتبكة حتى أقنع بارك رئيس حكومة العدو أن غزة لن تدخل في مواجهة مفتوحة، وأن حماس باتت مقتنعة بتهدئة تحفظ ما أنجز من إعمار خاصة في ظل زيارة أمير قطر ودعم مصر السياسي لفك الحصار عن قطاع غزة.
هذه القراءة لباراك كانت نتاج جملة إستطلاعات للرأي وضعته في المنزلة (رقم 0 )في الإنتخابات المتوقعة خلال الأشهر القادمة مما جعل الأخير يفكر في مجد ينعكس على واقعه فيعتزل السياسة على إثرها.
هذه الأمنية إلتقت مع توجهات نتنياهو فكان القرار إغتيال القائد القسامي الجعبري والذي أعتبر في حينه من الضربات الأهم للقسام بعد إغتيال القائد صلاح شحادة.
في متابعة السلوك الأمني للكيان كانت حصيلة التوقعات أن يكون الرد محدودا وأن تذهب حماس لحركة تهدئة لن تطول ولن يكون الرد خارج السياق الطبيعي المعتاد.
حسابات البيدر لم تكن بحجم توقعات الفلاح البائس فكان رد القسام عنيفا وعميقا، مدروسا ومنظما، قويا وقادرا، متقنا وبارعا، محكما وواثقا، مؤلما ومرعبا، والأهم مجمعا عليه من كافة الفصائل الفلسطينية يمينها ويسارها التي شاركت و بشكل لا يستهان به خاصة حركة جهاد الإسلامي.
هذا الحال وضع المؤسسة الأمنية والمجلس الأمني المصغر أمام أزمة تعمقت حين أبدع الرئيس محمد مرسي في إدارة ملف الحرب بقوة فاقت توقعات المستوى السياسي الذي خشي حركة تدحرج في الأوضاع تخرج عن السيطرة.
حماس في هذه المرحلة لم تكن في أي مراحل تاريخها بالقوة التي إكتسبتها منذ اليوم الثالث للعدوان خاصة بعد ان نجحت كتائبها ضرب العاصمة السياسية في الكيان و التهديد بتوسيع عمق النار إلى أبعد من ذلك.
هذا التهديد أصاب الجبهة المجتمعية غير المهيأة للحرب في إسرائيل مما جعل الأمن الإسرائيلي يطالب علانية بضرورة التوجه إلى خطو تهدئة في وقت قريب كي يظل صدى اغتيال الجعبري ما يغلف حالة وقف إطلاق النار.
المقاومة أدركت المحاولة الإسرائيلية وإستمرت في الفعل في رسالة قدرة وصلت إلى إسرائيل ومن خلفها الولايات المتحدة التي فهمت أن أوضاع المنطقة ستكون أمام حافة إنفجار سيتجاوز غزة إلى محيط قابل للانفلات.
حديث الانفلات أدركت من خلاله الولايات المتحدة قدرة مصر الجديدة على ضبطه خاصة وأن الرئيس المصري أثبت روحا قيادية جعلت الولايات المتحدة تعيد التفكير في قدرة مصر بعد الثورة خاصة في ملف الصراع الفلسطيني.
حكاية الدور وعجز إسرائيل على جبهة النار أعاد صياغة العلاقة مع حماس التي انتلقت إلى لعب دور الزعيم الفلسطيني القادر على ضبط إيقاع خطواته من خلال دعم منظومة دولية فيها تركيا و مصر وقطر وغيرها من دول دخلت على خط التضامن مع المقاومة عبر جامعة الدول العربية التي مارست حراكا لم يكن مألوفا منذ ثلاثين عام.
الروح هذه أعادت التقييم لأداء حكومة نتنياهو إلى جبهة الكيان والذي إنتقد فيه كبار السياسيين سلوك حكومتهم التي فضلت عزل الرئيس عباس ومواصلة الخطوات الأحادية لقناعة أن خطواتها لا يمكن الإعتراض عليها بشكل حقيقي.
لكن ما فعلته غزة رسخ لدى الكيان أن الشارع الفلسطيني بات مقتنعا بأن المقاومة هي المنهجية التي يجب حضورها في ملعب العلاقة مع الاحتلال جنبا إلى جنب مع الخيارات الأخرى المتاحة.
هذه الصورة نجحت الحركة في ترسيخها منذ عملية تبادل الأسرى واليوم بعد ملحمة الإنتصار في الحرب الأخيرة لكن تبقى الحركة اليوم مطالبة في إعادة قراءة مشهد العلاقة الداخلية الفلسطينية وقبلها منهجية المقاومة لمشاريع التهويد في القدس والضفة الغربية والتي تحتاج إلى خطوت عملية لم تنجح بعض الفصائل الفلسطينية بلورتها إلى الآن.
حماس في ذكرى انطلاقتها 25 أضافت للحركة الوطنية زخما كبيرا ومهما، وما كان في احتفالات غزة سوى رسالة قرأها الكاتب الإسرائيلي روني شكيد قال فيها " مشعل تحدث من غزة بلغة القائد الكبير للشعب الفلسطيني ".
في الختام: يظل حديث القيادة، والنصر، والقدرة في مدار اللحظة ممتعا، لكن الاهم هو الفعل الراسخ الذي وجب على من شحذ روحه المقاتلة أن يمضي دون التفات إلى الأضواء المبهرجة، لأن الراحة لا تعفي المقاتل من ثقل الأرض التي تقثل قبلة الإخلاص والجهد.






















لعبة بلا قواعد
فلسطين الآن،،، فهمي هويدي
أعجب عنوان صحفي وقعت عيني عليه هذا الأسبوع، كان الذي تصدر واجهة إحدى صحف الأحد الماضي 16/12، ونصه كالتالي: جبهة الإنقاذ: المؤشرات 65٪ يرفضون الدستور وأي نتيجة مخالفة تؤكد التزوير.
وهذه المعلومة التي حددت نسبة الرافضين وقطعت بأنها إذا قلت عن ذلك فستؤكد التزوير، يفترض أنها كتبت وأرسلت إلى المطبعة قبل موعد إغلاق الصناديق الذي جرى مده إلى الحادية عشرة مساء. وهي تذكرنا بإصرار الحركة الصهيونية على أن النازيين الألمان أعدموا ستة ملايين يهودي أثناء الحرب العالمية الثانية، واعتبرت أي نزول عن ذلك الرقم جريمة يستحق صاحبها العقاب، في أوروبا على الأقل. علما بأن الصهاينة كانوا أكثر احتشاما من الجريدة المصرية التي نشرت العنوان، ذلك أنهم انتظروا عدة سنوات حتى أطلقوا ادعاءهم، في حين أن أصحابنا تلهفوا على إعلان التزوير قبل موعد إغلاق صناديق الاقتراع.
كانت الصحف المصرية صباح الأربعاء قد ذكرت أن وزير العدل المستشار أحمد مكي طلب من محاكم الاستئناف السبع على مستوى الجمهورية ندب قضاة للتحقيق في كل البلاغات التي تحدثت عن انتهاكات شابت المرحلة الأولى من الاستفتاء، وهو التحقيق الذي كان يتعين انتظار نتائجه للتعرف على ما إذا كان هناك تزوير أم لا، وما هو حجمه إن وجد؟ أما الإصرار على حدوث التزوير وتجنيد العديد من المنابر الإعلامية لإقناع الناس بأن الأمر مقطوع به ولا يقبل المناقشة، ودعوة الجماهير إلى الخروج في مسيرات للاحتجاج على التزوير، الذي تم التعامل معه باعتباره حقيقة لا تقبل المناقشة. حتى أن إحدى الصحف خرجت علينا بعنوان أحمر من كلمة واحدة هي "المزورون"، وظهرت الكلمة فوق أرضية سوداء تنعى لنا مأتم الديمقراطية.
إلى جانب ذلك فقد بدا محيرا أن تصر الأبواق الإعلامية طول الوقت على التزوير رغم أن فارق الأصوات التي أعلنت جاء متواضعا (57٪ قالوا نعم و43٪ قالوا لا)، وهو ما دفع البعض إلى عدم الاعتداد بهذه الأغلبية في تمرير الدستور، وقال قائلهم إن النسبة التي أعلنت تعني أن المجتمع شبه منقسم إزاءه، وذلك مؤشر سلبي. بالتالي فلكي يطمئن إلى قبول المجتمع به فسيتعين أن يصوت لصالحه الثلثان. وقد كان بوسع المزورين، إذا كانوا قد فعلوها، أن يرفعوا من نسبة المؤيدين لكي يتجنبوا ذلك النقد، لكن ذلك لم يحدث، الأمر الذي يعني أنهم لا يزالون محدثين، حتى في التزوير.
لم يقف الأمر عند ذلك الحد، لأن اللعب في الأخبار المتعلقة بالاستفتاء استمر في نشر نتائج فرز أصوات المصريين في الخارج، وكان الحصر النهائي لعمليات الفرز قد أوضح أن 69٪ منهم أيدوا مشروع الدستور، في حين 31٪ عارضوه. لكن بعض صحفنا أصرت على أن مصر قالت لا والتزوير قال نعم. وذكرت صحف أخرى أن الرافضين للدستور في الخارج (اكتسحوا) مؤيديه. وقد وجهت الرسالة إلى الذين يقرؤون العناوين فقط، لأن التفاصيل المنشورة ذكرت النسبة الحقيقية التي لم تدل على أي (اكتساح) حتى من قبل المؤيدين.
ما همَّني في الأمر هو المدى الذي بلغه الاستقطاب، والذي جعل البعض لا يترددون في إهدار أبسط قواعد المهنة ـ لا تسأل عن الأخلاق ـ لكي يكثفوا من حملة الرفض والتحريض. وهو ما كان يمكن أن يتم بأسلوب أكثر احتشاما واحتراما لقواعد المهنة ولعقل القارئ.

ذلك الإهدار لقواعد المهنة والتلاعب غير الأخلاقي بالمعلومات والحقائق يقدم دليلا آخر على استغراق النخبة ليس فقط في محاولات تشويه الآخر وهدمه، وإنما أيضا في الإصرار على هدم قواعد اللعبة واحدة تلو أخرى. حتى أزعم أن إحدى مشكلات مصر الآن ليست فقط في الاستقطاب الحاد المخيم عليها، وإنما أيضا في أن صراع النخبة أصبح يمارس بلا قواعد. بالتالي فكل ما يحقق إقصاء الآخر وإنزال الهزيمة به يظل مقبولا ومرحبا به، بصرف النظر عن الوسائل التي استخدمت لتحقيقه، وحتى إذا أدى ذلك إلى شل حركة الإنتاج في المجتمع، وتشويه صورة الثورة المصرية أمام العالم الخارجي.
لقد أدهشني مثلا لجوء البعض إلى الاعتصام أمام مدينة الإنتاج الإعلامي احتجاجا على ممارسات بعض القنوات الفضائية، واستغربت أن يذهب آخرون لمحاصرة مقر المحكمة الدستورية. ولم أفهم سببا لاستهداف قصر الاتحادية ولم أستطع أن أفترض حسن النية في إظهار أحد مقدمي البرامج رسما تقريبيا لموقع مكتب رئيس الجمهورية، ويتصادف أن يتم ذلك أثناء اتجاه البعض إلى مقره. لكن ما صدمني حقا ــ ولازلت عاجزا عن تصديقه ــ لجوء مجموعة من وكلاء النيابة إلى محاصرة مكتب النائب العام وإجباره على الاستقالة من منصبه.
ولم أصدق عيناي حين قرأت في صحف اليوم التالي تهليلا لهذه الخطوة التي لم يشهد التاريخ القانوني لمصر لها مثيلا من قبل، واعتبرها بعض الشخصيات السياسية والفضائية عملا وطنيا شجاعا.
إن مشكلة اللعبة التي تتم بلا قواعد لا تكمن فقط في أن كل أطرافها يخرجون خاسرين، ولو ظنوا غير ذلك، وإنما الأخطر من ذلك أن خسارة الوطن تصبح أكبر وأفدح. تصبح بلا حدود!

















مخيم اليرموك.. تطور تكتيكي أبعاده استراتيجية
فلسطين أون لاين،،، نقولا ناصر
إن معارك الكر والفر بين طرفي الصراع الدموي الذي يستمر في تدمير سورية ماديا ومعنويا تتميز بكونها سلسلة طويلة مستمرة منذ عامين تقريبا من العمليات التكتيكية لما يصفه كلا الطرفين بـ"تحرير" مناطق من سيطرة الطرف الآخر ثم "الانسحاب التكتيكي" منها، وكانت معركة بابا عمرو في حمص مثالا حظي بتغطية واسعة لهذا النمط من القتال، وكان ما وصف بـ"تحرير مخيم اليرموك" للاجئين الفلسطينيين في العاصمة السورية مجرد واحدة من معارك هذه الحرب السجال، ومن المؤكد أن يعقب "تحرير" المخيم انسحابا "تكتيكيا" منه، من دون تحقيق أي إضافة نوعية للإنجازات العسكرية لهذا الطرف أو ذاك تغيرا استراتيجيا في ميزان القوى بينهما.
وهو ما يثير أسئلة جادة عن الأهداف الحقيقية لمن اجتاحوا المخيم أولا وهم يعرفون مسبقا رد الفعل العسكري المتوقع عليه، بقدر ما يدركون كذلك الكارثة الإنسانية الفلسطينية ذات الأبعاد السياسية الخطيرة التي سوف تترتب على "تحريره".
إن الأبعاد الاستراتيجية لهذه المحاولة الدموية لإخراج اللاجئين الفلسطينيين عن حيادهم في الصراع الدولي والإقليمي والداخلي المحتدم على الأرض السورية هي أبعاد سوف تتجاوز كثيرا مساحة الوجود الفلسطيني بكامله في سورية، ما لم تنجح الجهود الحثيثة الجارية لإقناع كل الأطراف المعنية باحترام حياد كل مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في سورية وليس مخيم اليرموك وحده.
يوصف مخيم اليرموك بأنه عاصمة مخيمات اللجوء الفلسطيني، وعاصمة المقاومة كونه قدم نصف شهدائها تقريبا خارج الوطن المحتل، حيث كان نواة المقاومة المسلحة التي انطلقت منه، ومركز المعارضة الفلسطينية لاتفاقيات أوسلو التي أوصلت الحال الفلسطيني إلى الوضع الراهن البائس الذي آل إليه، ورمزا للعض على حق العودة بالنواجذ، ورصيدا متيقظا دائما لمحاولات تصفية قضية اللاجئين الفلسطينيين، بقدر ما يمثل بقاؤه، مثله مثل بقية المخيمات، و رمزا لفشل النظام الرسمي العربي في تحمل مسؤولياته القومية تجاه عرب فلسطين وقضيتها ورمزا لمسؤولية هذا النظام التاريخية عن نكبة عام 1948، رمزا يقض مضاجع هذا النظام لأن وجود المخيم في حد ذاته يذكره بفشله وعجزه ويضع أنظمة حكمه في موضع المساءلة والمحاسبة أمام شعوبها التي لا تزال تعتبر القضية الفلسطينية قضيتها المركزية في وقت تتمنى الأنظمة أن يبتلعها النسيان أو تقود ما تسمى "عملية السلام" إلى التخلص من "كابوسها" الذي يؤرق منام حكامها ويهدد الاستقرار الاقليمي الذي يضمن بقاء أنظمتهم.
إن "تحرير" مخيم اليرموك قد ألغى مكانته هذه بين ليلة ظلماء داهمه فيها دهماء حروب داحس والغبراء العربية وبين ضحاها الذي أشرقت شمسه على عشرات الآلاف من لاجئي المخيم الهائمين على وجوههم في مصير مجهول لا يجدون فيه أي ملاذ آمن مما يصفه المراقبون ب"النكبة الثانية" لهم، ربما لحكمة إلهية كي يفهم الأبناء والأحفاد بالواقع الملموس ما كان يرويه لهم آباؤهم وأجدادهم عن "النكبة الأولى"، فيدفنوا إلى الأبد أمنية قادة دولة المشروع الصهيوني في فلسطين في أن "يموت الآباء وينسى الأبناء" الفلسطينيون نكبتهم الأولى.
لكن البعد الاستراتيجي الأخطر في إلغاء الدور التاريخي والوطني والرمزي لمخيم اليرموك يكمن في أن مثل هذا الالغاء لا يخدم فقط من يريدون التخلص من أرق النكبة ورموزها وكل ما يذكر بها من الدول العربية المسؤولة عنها وعن استمرار نتائجها بل يخدم في المقام الأول المساعي الحثيثة التي لا تتوقف التي تقوم بها دولة الاحتلال الاسرائيلي لإنهاء مخيمات اللاجئين الفلسطينيين وتوطينهم حيث يوجدون أو تشتيتهم في جهات الأرض الأربع، من أجل تشتيت قواهم وتمييع مطالبتهم بحق العودة، ولهذا السبب تسعى أيضا إلى حل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" التابعة للأمم المتحدة وتحويل مسؤوليتها الحصرية عنهم إلى مسؤولية عامة معومة للمفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في العالم، باعتبار الأونروا رمزا أمميا لمسؤولية الأمم المتحدة والمجتمع الدولي عن النكبة الفلسطينية.
لذلك لا يمكن ل"تحرير" مخيم اليرموك إلا أن يقع في سياق هذا البعد الاستراتيجي الأخطر، بغض النظر عن النوايا والادعاءات الذاتية لمن يريدون "تحرير" المخيم، بينما إغلاق الحدود الأردنية، من دون إعلان رسمي، أمام نزوح اللاجئين الفلسطينيين في سورية يشير إلى أن الدفع باتجاه خروج هؤلاء اللاجئين عن حيادهم في الأزمة السورية لا يمكنه إلا أن يكون رسالة واضحة للأردن تخيره بين الانحياز فيها بدوره وبين التنكر لتاريخه الطويل في استضافة موجات متلاحقة من اللاجئين العرب لأسباب إنسانية وسياسية على حد سواء.
ولا يمكن له إلا أن يقع كذلك في سياق دق اسفين بين الحركة الوطنية الفلسطينية وبين حاضنتها السورية التاريخية، منذ بادر الرفاق المؤسسون للبعثيين الحاكمون اليوم ونظراؤهم من الاخوان المسلمين الذين يقودون المعارضة لهم الآن، إلى جانب غيرهم من عرب سورية،إلى التطوع للقتال دفاعا عن الهوية العربية الاسلامية لفلسطين في سنة 1948.
وفي السياق ذاته لا يمكن عزل التركيز على دور يوصف بالسلبي وغير المحايد للجبهة الشعبية – القيادة العامة في معركة "تحرير" المخيم عن كون حرمان الجبهة من وجودها العسكري في لبنان جزءا رئيسيا من مطالبات عربية ودولية بأن يكون سلاح الدولة اللبنانية هو السلاح الشرعي الوحيد، في قول حق يراد به باطل تجريد المقاومة اللبنانية من سلاحها كمطلب أميركي – إسرائيلي معلن.
لقد كانت معركة "تحرير مخيم اليرموك" أحدث حلقة في سلسلة تفكيك تجمعات اللاجئين الفلسطينيين في البلدان العربية المضيفة، سواء بالمجازر أو بالتدمير أو بالترحيل الجماعي أو بتسهيل الهجرة إلى بلدان الشتات الأجنبية أو بالاحتواء العسكري أو الأمني وتحويلها إلى سجون كبرى في الهواء الطلق للاجئين وطموحاتهم الوطنية وآمالهم في العودة كما هو الحال في قطاع غزة، وفي كل الحالات كان المخيم الفلسطيني ثمنا سهلا للاصطراع العربي، ولم يكن "تحرير" مخيم اليرموك حالة شاذة في هذه السلسلة.
إن"الأسف لما تعرض له مخيم اليرموك" الذي عبر عنه أكمل الدين احسان أوغلو بقدر ما يؤكد فشل وعجز منظمات اقليمية مثل منظمة التعاون الاسلامي التي يشغل منصب أمينها العام وجامعة الدول العربية بقدر ما يجعل هذه المنظمات شريكة بالتواطؤ أو بغض الطرف في مسلسل تفكيك تجمعات اللاجئين الفلسطينيين وفي الكوارث الانسانية والسياسية التي تتعرض لها مخيماتهم، وهو فشل وعجز وشراكة لا يعد اللاجئين الفلسطينيين بغير استمرار هذا المسلسل المأساوي.
لقد تدخل الرئيس محمود عباس مطالبا المجتمع الدولي ب"تمكين أبناء شعبنا في سوريا من دخول الأرض الفلسطينية"، ولا جدال في أنه كان يعني أراضي "دولة فلسطين" التي اعترفت الأمم المتحدة بها دولة مراقبة غير عضو فيها، وليس إلى فلسطين التي هجروا منها، ملتقطا لحظة إعلامية مناسبة للتركيز على الحل الاستراتيجي لقضية اللاجئين بالعودة، وهو يدرك تماما أنها دعوة حق منقوص لكنها غير واقعية، لأنها لا تقدم أي حل فعلي آني لمشردي مخيم اليرموك.<hr>