المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اقلام واراء حماس 231



Haneen
2013-01-07, 01:05 PM
اقلام واراء حماس 231

في هذا الملف

الذاكرة الحية

يوسف رزقة
فلسطين اون لاين

الشفافية والوضوح قاعدة لبناء الثقة

مصطفى الصواف
المركز الفلسطيني للاعلام
عدو مصر عدو فلسطين

د.فايز أبو شمالة
صوت الاقصى
نجاح في سوريا

محمد مشينش
فلسطين الان
المصالحة إصلاحات وليست انتخابات!

فايز أبو شمالة
فلسطين اون لاين
نائب رئيس الوزراء بالأرقام

د.فايز أبو شمالة
الرسالة نت
المفاوضات مع اليهود مضيعة للوطن والقضية

د.عصام شاور
أجناد الاخباري



الذاكرة الحية

يوسف رزقة
فلسطين اون لاين

لم يتوقف قطاع غزة كثيرًا عند الذكرى الرابعة لمعركة (الفرقان) 2009م التي استمرت (22) يومًا على غزة المحاصرة. ولم يتناول الإعلام الفلسطيني للأسف هذه الذكرى في برامجه بما يليق بها ويكافئ أهميتها السياسية والعسكرية، التي لخصها الاسم الفلسطيني الذي أطلق عليها وهو (الفرقان).

قد ألتمس عذرًا لهذا التجاوز أو الإغفال الذي يرجع ربما لمشاعر النصر الذي تحقق في معركة (حجارة السجيل). والتي فرح بنتائجها الفلسطيني والعربي والمسلم وأحرار العالم جميعًا على السواء. نعم (الفرح) يجب ما قبله، و(النصر) يجب ما قبله، ولكن فرح النصر في حجارة السجيل ما كان يمكن أن يتحقق بدون (الفرقان) أبدًا.

الفرقان التي توقفت عند إفشال أهداف العدو من المعركة، وهي الأهداف التي تلخصت في: إسقاط حكم حماس، واستعادة شاليط، واستعادة قوة ردع وكسر ظهر المقاومة. هذه الأهداف الثلاثة فشلت تمامًا، لم يسقط حكم حماس، ولم تستعد دولة الاحتلال شاليط إلا بثمنه من خلال صفقة وفاء الأحرار، ولم تستعد قوة الردع ولم تكسر ظهر المقاومة، وقد أثبتت معركة السجيل أن المقاومة خرجت من الفرقان أقوى مما كانت بأضعاف مضاعفة، ومن جاء ليردع غزة بقوة نيرانه، عاد مردوعًا في عقر داره وفي مركز صناعته للقرار، في( تل أبيب) والقدس وبئر السبع.

لقد قلّص الردع الفلسطيني زمن المعركة من (22 يومًا) في حرب الفرقان إلى (8 أيام) في معركة حجارة السجيل، وفاجأت المقاومة العدو بأكثر من مفاجأة مؤثرة ومؤلمة ومنها إطلاق سفارات الإنذار في (تل أبيب) والقدس وبئر السبع وهارتسيليا ويبنا والقسطينة، ومدن وقرى غلاف غزة، وبموجبها دخل (3 ملايين) صهيوني إلى الملاجئ على مدى الأيام الثمانية. ومنها إسقاط طائرة (f16) وطائرة استطلاع، وإطلاق صواريخ 107 على البوارج البحرية.

لقد شعر قادة الاحتلال، ومتخذو قرار اغتيال أحمد الجعبري، رحمه الله، أنهم كانوا مخطئين في قرار الاغتيال، وأنهم سيكونون أكثر خطأ إذا استمروا في المعركة لأيام أخرى بعد الأيام الثمانية، لذا قرروا الموافقة على مطالب المقاومة التي قدمها الراعي المصري لهم، وهذا تقدم كبير يحصل لأول مرة في تاريخ المقاومة في انتفاضة الأقصى المباركة.

إن تقدم المقاومة، في استراتيجيتها القتالية، وفي إجراءاتها الميدانية على مدى الأيام الثمانية، وفي رؤيتها السياسية للمعركة وكيفية الخروج منها ما كان له أن يحدث بهذا الشكل الرائع لولا (حرب الفرقان) التي قدمت دورًا كبيرا للمقاومة وللشعب على السواء.

الفرقان صنعت السجيل. ومن الصمود في الفرقان وُلِد النصر في السجيل، والاحتفال والفرح بالمولود اللذيذ الجميل، الأمم الحية تستذكر تاريخها دائمًا أبدًا، لأن المستقبل المشرف يولد من رحم التاريخ الحي، والأمم التي لا تاريخ لها ولا ميراث تحاول أن تصنع لها تاريخًا وميراثًا يدل على أمجادها. وأحسب أن للشعب الفلسطيني ميراثًا عريقًا، وتاريخًا حيًا بين الأمم الحية، ومن هذا التاريخي الطبيعي الحي كان الفرقان، وكان السجيل، وغدًا يكون التحرير والفتح بإذن الله، ويجدر بالإعلام الفلسطيني والحركي أن يستدرك ويستذكر المواقف العظيمة والعظماء من الشهداء والقادة في كل محطة ليستبقي ذاكرة الأمم حية.



الشفافية والوضوح قاعدة لبناء الثقة


مصطفى الصواف
المركز الفلسطيني للاعلام

كان مساء جميلا ذلك الذي جمع نائب رئيس الوزراء المهندس زياد الظاظا بعدد من الصحفيين والكتاب والمحللين ورجال قانون ومدراء لمراكز لحقوق الإنسان جرى فيه الحديث بمنتهى الوضوح والشفافية أعقبه تعقيبات ومناقشات وتساؤلات استمرت نحو ثلاث ساعات شعرت بعدها أن حالة من الرضا كانت واضحة على تعقيبات الحضور في نهاية اللقاء والإطراء على الفكرة خلال حديث المتداخلين والمستفسرين.

الفكرة جاءت عندما جلست قبل العدوان مع نائب رئيس الوزراء وسألته عن الحكومة والمشاريع وغيرها وقلت له لماذا لا تتحدثون مع نخب الشعب وتتحدثون بما تحدثتم به لي خاصة أن كثيرين منهم لا يعلمون مثل هذا الحديث وهناك كثير من التساؤلات مطروحة من أصحاب الفكر والرأي وغيرهم، خاصة أن هناك غيابا واضحا للمعلومة أو جهل لمصادرها الأمر الذي يوقع في خطأ وسوء تقدير ويصبح التحليل يعتمد على التخمين أو التوقع دون الاستناد إلى المعلومة الحقيقية وهذا يخلق تربة خصبة للإشاعات.

لم يتردد المهندس الظاظا ووافق على الفور على الفكرة وقال أنا جاهز في أي وقت ، أخذت ما قاله الظاظا على وجه السرعة لأن اللقاء والترتيب له يحتاج إلى مؤسسة فلم يكن هناك أولى من المكتب الإعلامي الحكومي وتواصلت مع مديره المهندس إيهاب الغصين الذي عمل على تنفيذ الفكرة والتي رأت النور يوم الاثنين الماضي في قاعة الكمودور.

الفكرة تهدف بالأساس إلى وضع الناس أمام حقائق لا يعلمونها وإن حاولوا الوصول إليها لم يصلوا إلا بشق الأنفس وقد لا يصل كثيرون إليها، ليس هناك أسرار يخشى من معرفتها، بل المطلوب توفير المعلومات الكاملة عن نشاط الحكومة ومشاريعها، وكيف لها أن تدير الوضع العام في القطاع، وكيفية حصول الحكومة على أموالها، وما هي نفقاتها ومدخولاتها ومصادرها وكثير من الأمور التي بحاجة إلى إجابات فكان اللقاء ايجابيا واضحا شفافا.

تحدث الظاظا في قضايا متعددة وأجاب على أكثر من ستين سؤالا وملاحظات طرحها الحضور وقدم عرضا رقميا وكلاميا وسياسيا ومجتمعيا بكل وضوح، تحدث عن المصالحة والمقاومة والعلاقة مع فتح والقوى والاحتلال واتفاق التهدئة غير الموقع ، وأشار إلى التجاوزات والمخالفات والعدوان والمستقبل واللقاء مع الوفود ودورها وغيرها من الأمور التي تعد أساس في معرفة عمل الحكومة وعلاقاتها الداخلية والخارجية ، تحدث حول الاقتصاد والنمو الاقتصادي والمشاريع الاقتصادية وتحدث في الزراعة وسياسات الحكومة وأهدافها، وأفاض في التعليم وسياساته ومستقبله وعدد الملتحقين به ومناهجه تطويرها.

هذا اللقاء فتح الباب أمام عقد لقاءات أخرى مع رئيس الوزراء ونخب من كافة شرائح المجتمع، وكذلك اللقاءات مع الوزراء وجاهزية الحكومة للتواصل مع الكل من أبناء الشعب الفلسطيني من أجل تحمل المسئوليات المشتركة، هذا اللقاء كان مطلوبا منذ زمن بعيد وفق ما تحدث به الحضور على أن يكون البداية وان يتبعه لقاءت مختلفة.

دعا الظاظا الجميع للمشاركة وتقديم النصح والإرشاد والمشاريع وإسداء الرأي للحكومة مبديا استعداده باللقاء بمن يريد اللقاء به ويحمل مشروعا أو مشورة داعيا إلى ضرورة المساهمة في تسويق مشاريع إعادة البناء، حديثا طويلا شاملا واضحا صريحا تحدث الظاظا فيه بشفافية وصراحة فاجأت الحضور ما فتح شهيتهم لمزيد من المعلومات.

هذه اللقاءات باتت ضرورة وهذا الانفتاح مع نخب المجتمع يجب أن يستمر، ويجب أن نقول ما لدينا وما نقدمه وما نعمله فالحكومة لا تعمل في الخفاء وطالما أنها كذلك يجب أن تطلع المجتمع عن كل ما لديها، وأن تسمع في نفس الوقت من الناس وملاحظاتهم، وحقهم أن يفهموا ما الذي يجري وكيف والى أين؟ ، وان يعبروا عن آرائهم بما يسمعون ويرون على الأرض والتشاور مع المجتمع وإشراكهم في رسم الخطط ووضع الأهداف لان شراكة المجتمع باتت ضرورية وتحمل المسئولية أمر ايجابي.

أتمنى أن تستمر هذه اللقاءات وتتوسع مع قادم الأيام بنفس الشفافية والوضوح الذي تحدث به الظاظا في لقاء ليلة الثلاثاء الماضي فكم نحن بحاجة إلى الوضوح والشفافية والوصول إلى المعلومة من مصادرها بسهولة ويسر لبناء الثقة بين الحكومة والجمهور على مختلف أنواعه وأشكاله.

عدو مصر عدو فلسطين


د.فايز أبو شمالة
صوت الاقصى

تفاجأ المصري مايكل نبيل، وارتبك من صرخة امرأة عربية تقول له: اخجل من نفسك يا خائن، فمد يده ليشرب الماء، ويبتلع الإهانة، ويهدئ من رجفة يده الأخرى التي تمسك بمكبر الصوت، لقد تعالت صرخات الطالبات العربيات اللائي يدرسن في الجامعة العبرية، اخجل من نفسك، أنت وصمة عار على جبين الشعب المصري المقاوم، أنت خائن يا مايكل، وأنت لا تمثل مصر، ولا تمثل ثورة يناير، عار عليك يا مايكل أن تزور القدس وهي تحت الاحتلال، ومن ثم تزور قبر القاتل إسحق رابين، الذي أمر بتكسير عظام الفلسطينيين في الانتفاضة الأولى، وصاحب قرار إبعاد قادة حماس إلى مرج الزهور في الجنوب اللبناني.

ليس غريباً أن يتصدى الطلاب العرب الفلسطينيون في الجامعة العبرية للمصري مايكل نبيل الذي شن هجوماً على الأمة العربية، وأشاد بدولة الصهاينة، وليس غريباً في مقابل ذلك أن يصف معهد ترومان الصهيوني مايكل نبيل بأنه ثائر مصري جاء من ميدان التحرير، وبطل من أبطال حرية الرأي والديمقراطية العرب، وأول سجين رأي في مصر، وأن يرسل له الناطق باسم الجيش الإسرائيلي "أفيخاي أدرعي" تحية سلام وشجاعة.

وحتى يكتمل مشهد الثورة المصرية، ويصير تحديد أعدائها من أصدقائها، ويصير الانتباه إلى أصحاب المصالح في نهوض مصر، وأصحاب الأجندات الخارجية في حصارها، تجدر الإشارة إلى أن حركة الأقباط الأحرار وأقباط بلا قيود، واتحاد شباب ماسبيرو، وتجمع لا للمحاكمات العسكرية، كل هؤلاء كانوا قد أعلنوا عن وقفة احتجاجية في يوم 2 سبتمر 2011 تطالب بالإفراج عن مايكل نبيل، فلما أفرجت عنه مصر سارع إلى قبر القاتل إسحق رابين، وراح يناجيه قائلاً: كل الاحترام لك أيها القائد الذي وهب حياته لنا لنعيش بسلام!.

حين يتصدى العرب الفلسطينيون لمايكل نبيل في الجامعة العبربة، فإنهم بذلك يتصدون للسلام المخادع الذي يجري خلفه أمثال مايكل نبيل، وهم يتصدون بذلك لأعداء الشعب المصري، ويعلنون بجرأة وقوف كل فلسطين مع مصر الثورة، ومع قيادتها الرشيدة، ويعلنون أن عدو فلسطين هو عدو مصر، وأن حبيب فلسطين هو حبيب مصر وشعب مصر وثورتها، وأكبر دليل على ذلك الشاب المصري أسامة العقيد، الذي يعمل حارساً شخصياً لخيرت الشاطر، النائب الأول لمرشد الإخوان، والمحبوس حالياً على ذمة اتهامه بحيازة سلاح دون ترخيص، والمتهم بزيارة غزة، والتدرب على النخوة والكرامة لدى رجال المقاومة فيها.

سيظل أسامة العقيد شامة على جبين فلسطين أبد الدهر، بينما لا يمثل مايكل نبيل إلا فوطة حمام يستخدمها الصهاينة لمرة واحدة، وإذا كان الشيخ محمد العقيد الذي اعتقل أثناء عودته من الجهاد في فلسطين سنة 1943، هو جد الشاب أسامة العقيد، فإنني واثق أن المخلوع حسني مبارك، والمطلوب بطرس غالي، والمجرم ليبرمان، والهارب حسين سالم، والمستشار الزند هم أجداد مايكل نبيل، وأسياده.

نجاح في سوريا


محمد مشينش
فلسطين الان
يتواجد في سوريا ما يقرب من 700 الف لاجئ فلسطيني، اي انها ثاني اكبر ساحة لتواجد اللاجئين بعد الاردن،ويوجد في سوريا مكاتب تمثيل لكل الفصائل الفلسطينية ويوجد طبعا مكتب لمنظمة التحرير (او سفارة دولة فلسطين)، وتعتبر الساحة السورية بؤرة للعمل الوطني الفلسطيني لوقت قريب وقبل ان تؤول الاوضاع لما هو حاصل الان، كما يوجد في سوريا مكاتب للعمل الطلابي والشبابي والاغاثي والعمل النسوي ومكاتب تدريب للشباب.. الخ من بنى ومؤسسات العمل الفلسطيني وبكافة تشكيلاته

تواجد بهذا الحجم ينتج وبشكل طبيعي حالة مجتمعية منظمة جزء كبير منها مؤطر ضمن عمل مؤسسي، هذا الامر تبرز فوائده الى جانب زيادة الوعي في القضية الفلسطينية ومعرفة سبل النهوض بها والوقوف بوجه المشروع الصهيوني، ينتج ايضا قدرة عالية في التعامل مع الظروف الطارئة، ومما لاشك فيه ان الظروف التي يمر بها اللاجئون الفلسطينيون في سوريا ويتشاركون بها مع الشعب السوري هي ضروف صعبة واستثنائية.

لقد نجحت القيادات الفلسطينية في سوريا في ادارة الدفة وتشكيل وعي جمعي للاجئين الفلسطينيين في المخيمات مبني على تبني فكرة الحياد مع فتح المجال لاستقبال النازحين من المناطق الاخرى وتقديم العون لهم سواء كانوا من السوريين او من الفلسطينيين باعتبار ان المخيمات تعتبر اماكن امنة الى حد ما، اي انه تبنى الموقف الانساني في هذا الصراع الداخلي ان صح التعبير وهو نجاح يسجل للحالة القيادية الفلسطينية بكافة جوانبها وقراءة صحيحة للتاريخ والواقع والمآلات.

الحدث الابرز كان في قصف المخيم بالطائرات، وهو ما افرز رد فعل بدى للوهلة الاولى فشل للعمل الفلسطيني، اذ خرج فيه اهالي المخيم هائمين على وجوههم الى خارج سوريا كلبنان مثلا او الى الداخل السوري في المناطق الامنة في المدارس وغيرها،وانتج حالة مأساوية، اعادة لنا مشاهد ما حصل للفلسطينيين في العراق، ردة القعل هذه لم تدم سوى يومين لتستعيد بعدها القيادات الفلسطينية زمام المبادرة ولتجري مفاوضات مع طرفي النزاع في سوريا ولتصل لنتيجة تسجل كنجاح مميز للحالة الفلسطينية في سوريا واقنعت الطرفين بتحييد المخيم عن دائرة الصراع وخروج كل المسلحين منه.

ان القدرة على استمرار ادارة الدفة ومنع حصول حالة لجوء جديدة للاجئين الفلسطينيين في سوريا يجب ان تبقى على رأس اولويات العمل الفلسطيني في سوريا، والتي اثبتت نجاحا فيه لغاية الان على الاقل في منع حصول حالة هجرة جماعية للفلسطينيين.

ان فشل الحالة الفلسطينية بما تمتلكه من بنى ومؤسسات في ادارة الازمة في سوريا لا سامح الله سيشكل انتكاسة كبيرة لكل العمل الفلسطيني وخصوصا في الشتات،وسيحتاج الفلسطيني الى اجابة عن جدوى وجود هذا الكم من المؤسسات الفلسطينية ان تكرر سيناريو العراق.

المصالحة إصلاحات وليست انتخابات!

فايز أبو شمالة
فلسطين اون لاين

صندوق الاقتراع هو الحكم، وهو صاحب كلمة الفصل في حالة الانقسام الفلسطيني، فهيا إلى الانتخابات التشريعية والرئاسية، فإما أن تكون الغلبة لكم في حركة حماس، أو تكون لنا في حركة فتح، ولا داعي لمزيد من لقاءات المصالحة والتفاهمات، ذاك هو مضمون حديث السيد عباس عن المصالحة الفلسطينية، والذي يبدو في ظاهره رقيقاً ناعم الملمس، ويعطي مصداقية في زهد الرجل في السيطرة والحكم، ولكن باطنه يخفي الكثير من حقول الشوك، والمصائب السياسية للقضية الفلسطينية! فكيف يكون ذلك؟

الذي يدعو لانتخابات تشريعية ورئاسية في الضفة الغربية وغزة فقط، دون برنامج سياسي متفق عليه وملزم لجميع الفلسطينيين، يكون قد فصل بين أصول القضية الفلسطينية وفروعها، والأصل هو اغتصاب القدس وكل فلسطين، وليس احتلال الضفة الغربية وغزة فقط، ومن الجرائم السياسية أن نحصر المصالحة في موضوع السلطة الفلسطينية ووظيفتها الخدمية فقط، دون الالتفات إلى العمق السياسي من المصالحة.

والذي يدعو لانتخابات تشريعية ورئاسية في الضفة الغربية وغزة فقط، هو لا يفرط بشبرٍ من صلاحياته في رئاسة منظمة التحرير، والتفرد بقراراتها، باعتبارها المرجعية العليا لرئيس السلطة الفلسطينية ولرئيس الوزراء، وهي صاحبة الولاية في إبقاء المجلس التشريعي، وفي تجميد عمله وحله إن تطلب الأمر، وهي صاحبة اليد الطولى في كل شأن فلسطيني.

والذي يكرر الدعوة إلى انتخابات تشريعية ورئاسية في الضفة الغربية وغزة يراهن على فوز حزبه في هذه الانتخابات، وبالتالي فهو يضمن بقاء كل الصلاحيات في يده، مع تفويض من القوى الأخرى لمواصلة السير على نهجه السياسي القائم على المفاوضات، أما في حالة خسرانه الانتخابات التشريعية والرئاسية، فإن حزبه الممسك بتلابيب منظمة التحرير سيظل المرجعية العليا للسلطة الفلسطينية التى خسر انتخاباتها، وعليه ستظل المناكفة بين طرفي الخصومة قائمة، بل سيتعزز الانقسام السياسي أكثر، وسيكبر الفشل الإداري، ويتفاقم العجز المالي، لتتعالى صرخات الاستغاثة حتى حافة العلم الفلسطيني المتذلل للرواتب.

إن مصداقية الدعوة لانتخابات تشريعية ورئاسية في الضفة الغربية وقطاع غزة تتمثل في تحققها غداة التوافق على برنامج سياسي؛ ينبثق عن الثوابت الوطنية الفلسطينية التي نطبل ونرقص لها في الانطلاقات، على أن تجرى الانتخابات التشريعية والرئاسية بعد إصلاحات جذرية في البنية الأساسية لمنظمة التحرير الفلسطينية، التي اعترفت بدولة الصهاينة، وبعد تشكيل قيادة تنفيذية عليا للمنظمة تضم كل أطياف الشعب الفلسطيني.

باختصار: كيف يصير إصلاح الفرع دون معالجة الأصل، وكيف يصير الانتقالي بديلاً للدائم، ويصير التمسك بالثانوي قرين التخلي على الأساسي؟ وكيف ينبهر البعض بالطلاء الخارجي وماكياج الكلمات، ويغفل عن جوهر الحق ومنطلق البدايات؟

نائب رئيس الوزراء بالأرقام

د.فايز أبو شمالة
الرسالة نت

لم يصدق الحضور أن في قطاع غزة حكومة، ورئيس وزراء، ووزراء، ووكلاء وزارة ومدراء عامين، لا تتجاوز مصاريفهم النثرية مبلغ 150 ألف دولار شهرياً، وأن لدى الحكومة في قطاع غزة 42 ألف موظف، وخمسة آلاف موظف بنظام العقد، تبلغ مجموع رواتبهم 124 مليون شيكل فقط، أي ما يعادل "37" مليون دولار، لقد أبدى معظم الحاضرين ارتياحهم للمعلومات التي ضخها بغزارة نائب رئيس الوزراء الفلسطيني المهندس زياد الظاظا.

لم يشدني في اللقاء مع نائب رئيس الوزراء الفلسطيني الذي دعى له المكتب الإعلامي الحكومي غياب شخصيات حماس عن اللقاء، واقتصار الحضور على نخبة من الكتاب والمفكرين والمهتمين بالشأن السياسي والاقتصادي، بالإضافة إلى عدد من شخصيات المجتمع المدني، ولم يشدني في اللقاء تلك اللغة النقدية الهجومية التي عبر عنها المتحدثون تجاه الحكومة الفلسطينية في قطاع غزة، ولحركة حماس بشكل عام، ولم تشدني سعة صدر نائب رئيس الوزراء، الذي اعتاد على سماع النقد والنقض والاعتراض في كل مكان، دون أن يخشى الناقد ردة فعل الحكومة، وفي هذا اعتراف صريح بأن الناس في غزة تعيش أجواء من الديمقراطية لا تتواجد إلا في الدول المتحضرة.

ولم يشدني اعتراض الحضور على إدارة الحكومة لشئون الحياة اليومية في كثير من المسائل، واختلاف الحضور مع بعض تصرفات حركة حماس داخل الشارع الفلسطيني، ومع ذلك، فقد وقف جميع الحضور صفاً واحداً خلف موقف حركة حماس السياسي، ولم يبد أي منهم اعتراضاً على موقف الحكومة الفلسطينية من المقاومة، لقد كانت الثوابت الفلسطينية جزءا من النقاش، وكانت أساس التوافق الذي أجمع عليه الحضور، وفي ذلك رسالة تعكس مزاج الشارع إلى ذوي الشأن الفلسطيني.

إن الذي شدني في اللقاء مع نائب رئيس الوزراء هو سحر الأرقام التي قدمها المهندس زياد الظاظا، لقد أبدى الرجل اهتماماً دقيقاً بالأرقام المعبرة عن واقع الحياة في قطاع غزة، لقد كان للأرقام تأثير إيجابي على الحضور، الذي تحول بمعظمه من معارض إلى مقتنع، ومن ناقد علانية إلى مهادن، ومن مختلف إلى متفق، لقد أبدى الجميع في نهاية اللقاء إعجابهم بعمل الحكومة الفلسطينية ولاسيما في هذه الظروف القاسية، وأبدى البعض استعداده للشد من أزرها، وراح البعض يطالب بنشر هذه المعلومات الرقمية، لتكون الحقيقة في متناول الجميع.

الأرقام التي ذكرها نائب رئيس الوزراء تغطي عمل معظم الوزارات، ولكن الذي شدني بالأرقام هو إنفاق وزارة الشئون الاجتماعية مبلغ 9 ملايين دولار على عدد 50 ألف حالة شئون اجتماعية، وهنالك 54 ألف حالة شئون اجتماعية يتلقون مساعدات غذائية، وهذا مؤشر اجتماعي طيب، فإذا أضيف للأرقام عدد 465 طالبا في المراحل التعليمية الأولى، وعدد 80 ألف طالب رياض أطفال، وعدد 70 ألف طالب جامعي، لتكون النتيجة 515 ألف إنسان، أي ما يعادل ثلث سكان قطاع غزة؛ ما زالوا يتلقون تعليمهم، وفي ذلك تأكيد على أن نسبة الأمية في قطاع غزة قد بلغت صفر في المائة، وهذا أفضل مؤشر عالمي تتفاخر به غزة.

هنا سأجرى مقارنة رقمية، واترك الحكم للقارئ: لقد بلغت المصاريف النثرية للحكومة الفلسطينية في قطاع غزة مبلغ 150 ألف دولار، في حين بلغت المصاريف النثرية لحكومة السيد سلام فياض مبلغ 120 مليون شيكل،كما أكد ذلك بسام زكارنة، رئيس نقابة العاملين في الوظيفة العمومية، في تصريح له لوكالة معا للأنباء بتاريخ 17/5، فهل يمكن إدراك بعض أسباب المصائب المالية التي تعصف بحياة الموظفين؟.

المفاوضات مع اليهود مضيعة للوطن والقضية

د.عصام شاور
أجناد الاخباري

ما زالت السلطة الوطنية الفلسطينية متمسكة بالتفاوض مع المحتل الإسرائيلي، وكل يوم نسمع عن مبادرات عربية وأخرى غربية ليس من اجل السلام أو الدولة بل من اجل إنقاذ فكرة حل الدولتين والعودة إلى المفاوضات، أما حكومة بنيامين نتنياهو فهي مشغولة بالمصادقة على قرارات تهدف إلى تهويد القدس ومناطق في الضفة الغربية وبناء المزيد من الوحدات الاستيطانية.

الشقيقة قطر وعلى لسان وزير خارجيتها طرحت فكرة إلغاء المبادرة العربية للسلام كرد على التعنت الإسرائيلي،وهي فكرة صائبة تماما وطريقة للتكفير عن خطيئة اقترفها العرب حين وافقوا عليها في بيروت عام 2002 ، و الوقت لم يفت بعد حيث لم توافق عليها دولة الاحتلال ( إسرائيل) رغم مرور عشر سنوات على طرحها ومحاولة تسويقها عربيا وإسرائيليا، فالرفض الإسرائيلي لها والجرائم التي ارتكبتها خلال العقد الأخير لا بد وان تدفع الحكام العرب إلى سحب مبادرتهم تقربا إلى الشعوب العربية التي خلعت بعض الحكام وما زالت ثورتهم مستمرة للتخلص من آخرين.

اتفاقية " أوسلو" استهلكت جهود القيادة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية لأكثر من عشرين عاما، وحولت المنظمة عن أهدافها الحقيقية، فبعد أن كانت تقارع المحتل وتقاومه لتحرير فلسطين أصبحت تطالب سلميا بـ" ربع الوطن" ، ثم وجدنا أنفسنا بلا وطن ولا ربع وطن وتحولنا إلى الحديث عن الراتب ونصف الراتب.

" إسرائيل" نالت ما يكفيها من الفرص والدلال من اجل السلام المزعوم دون جدوى،وقد آن الأوان لتدرك قيادة منظمة التحرير انه لا يمكن للسلام أن يتحقق بالتفاوض،وعشرون عاما من المفاوضات العبثية كافية لإثبات هذه البديهية، وبدلا من إضاعة الوقت والانشغال باتفاقات أكل عليها الدهر وشرب ،ومبادرات لن تضيف سوى الخسران لشعبنا وقضيته، يجب أن نعطي فرصة حقيقية لإصلاح ذات البين وتوحيد صفنا الداخلي والاتفاق على آلية مجدية للتصدي للاحتلال الإسرائيلي ووقف عمليات التهويد والاستيطان وتغيير معالم القدس والضفة الغربية.

في النهاية نذكر بأن الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون وخليفته جورج بوش ومن بعدهم الرئيس الأمريكي الحالي باراك اوباما لم يعطوا الشعب الفلسطيني سوى الوهم وبالتوازي معهم فعلت الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة الشيء ذاته،ولن تكون الإدارة الأمريكية المنتظرة افضل حالا، ولن تخفف الانتخابات الإسرائيلية الشهر القادم من جرائم الاحتلال ولا من عبثية المفاوضات، وانتظار الفلسطينيين لهم مضيعة للوطن والقضية.<hr>