المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اقلام واراء عربي 280



Haneen
2013-01-07, 01:22 PM
اقلام واراء عربي

في هذا الملف:
ترحيب إسرائيلي حذر بجون كيري: «صديـق» ويعكـس رؤيـة أوبامـا
حلمي موسى عن السفير
إفلاس سياسي
رأي البيان الإماراتية(حول تصريحات بنيامين نتانياهو حول الأمم المتحدة، واستهزاؤه بموقفها من الاستيطان)
الكونفدرالية: لا تنقصنا مصائب جديدة
سلمان ابو ستة عن القدس العربي
... ويدافعون عن قصف مخيم اليرموك!
معن البياري عن الدستور
تشكيك في نفي اليهود: أصول خزرية وليست سامية
حلمي موسى عن السفير
جنون العنصرية
محمد عبيد عن دار الخليج
أوهام الحراك نحو السلام
د.ماهر الجعبري(سياسي فلسطيني) عن الزمان العراقية
انتصارٌ أسوأ من الهزيمة!
صالح القلاب عن الرأي الأردنية
لتوظيفات الأمريكية للاخوان المسلمين مع حركة طالبان( 1 - 3)
المحامي محمد احمد الروسان عن الدستور
«حريم السلطان» والتاريخ المقدس
أسامة مصالحة ( كاتب فلسطيني) عن الحياة اللندنية
وهم الدولة الإسلاموية
عبدالله ناصر العتيبي (كاتب وصحافي سعودي) عن الحياة اللندنية
ربّيلك كتكوتين أحسن
حمدي رزق عن المصري اليوم(يسخر من مرشد الإخوان المسلمين وينتقد هجومه على المؤسسة العسكرية والجيش المصري)
ترحيب إسرائيلي حذر بجون كيري: «صديـق» ويعكـس رؤيـة أوبامـا
حلمي موسى عن السفير
أبدت تل أبيب ارتياحاً تجاه ترشيح السيناتور جون كيري لخلافة هيلاري كلينتون في المنصب الديبلوماسي الأميركي الأول كوزير للخارجية. ولكن هذا الارتياح لم يخف نوعاً من القلق المستتر الناجم عن مواقف سابقة للسيناتور الذي برغم وصفه بالصديق إلا أنه يقع ضمن السياق الجديد للعلاقات المتوترة بين إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما الثانية والحكومة الأشد يمينية في تاريخ إسرائيل.
ومن المؤكد أن تعيين كيري يندرج أيضاً في إطار الرؤية الشاملة لـ«خلية العمل» التي ستدير السياسة الأميركية في العالم عموماً وفي الشرق الأوسط خصوصاً في السنوات الأربع المقبلة. ولا يقل أهمية عن هذا التعيين ترجيح تعيين السيناتور الجمهوري تشاك هايغل الذي تتعامل معه الأوساط الإسرائيلية واليهودية الأميركية بدرجة عالية من الريبة والشك، في منصب وزير الدفاع.
وأعلن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو أن «كيري يطفح بالخبرة ومؤيد مشهور لأمن إسرائيل. ونحن أصدقاء من سنوات طويلة»، مضيفاً «قدرت جدا واقع أنه قبل نصف عام، بعد وفاة والدي، وصل لزيارتي أثناء أسبوع الحداد. وأتوقع عملاً مشتركاً معه».
أما نائب وزير الخارجية داني إيلون الذي خدم في الماضي سفيراً لإسرائيل في واشنطن فأرسل برقية تهنئة لكيري جاء فيها: «تبريكات حارة لتعيينك الجدير. في كل حواراتنا ولقاءاتنا قدرت حكمتك ورؤيتك. وأتمنى لك نجاحا كبيراً، خصوصاً في ضوء التحديات المعقدة التي تواجهنا».
وجاء الترحيب الإسرائيلي بترشيح كيري في الوقت الذي تم فيه الإعلان عن أن السيناتور والمرشح الرئاسي الديموقراطي قبل ثمانية أعوام هو من المؤيدين الواضحين لإسرائيل. ولكن الحكومة الإسرائيلية الحالية، برئاسة نتنياهو، لا ترى في كل مؤيد لإسرائيل بالضرورة مؤيداً لسياستها. وربما أن ما ينطبق على أوباما ينطبق بشكل لا يقل على جون كيري نفسه الذي سبق وأطلق انتقادات ضد السياسة الإسرائيلية. ومن المقرر أن يصادق الكونغرس قريباً على تعيين كيري من دون عراقيل خصوصاً أن الجمهوريين أعلنوا أنهم لن يعترضوا على تعيينه.
وطوال سنوات عمله في الكونغرس وأثناء ترشحه لمنصب الرئاسة، عمل كيري على تأييد إسرائيل في حربها ضد حماس وبرر لها إنشاء الجدار الفاصل في الضفة الغربية. لكن المطلعين على مواقفه يؤكدون أنه في كل ما يتعلق بالصراع العربي الإسرائيلي ليست هناك فوارق جدية بين موقفه وموقف أوباما. وبكلمات أخرى فإن الأخير لن يمنح تأييداً تلقائياً لإسرائيل وسيضع مواقفها على المحك وضمن الرؤية الأميركية العامة.
ومن المواقف التي تسجلها إسرائيل ضد كيري أنه كثيراً ما دعا الإدارة الأميركية، قبل الأحداث في سوريا، إلى إعادة فتح حوار مع القيادة السورية وطالب بتخفيف العقوبات الأميركية المفروضة على دمشق. وفضلاً عن ذلك، اشتهر كيري بمعارضته الحادة لسياسة الاستيطان الإسرائيلية التي شكلت على مدى السنوات الماضية مركز الخلاف الجوهري بين واشنطن وتل أبيب. ومن تصريحات كيري التي رفضتها إسرائيل أن «هضبة الجولان يجب إعادتها إلى سوريا»، و«عاصمة فلسطين يجب أن تكون القدس الشرقية مع السيطرة على الأقصى». كما أعلن أن «البناء في المستوطنات يضع العقبات في طريق السلام»، وقال بوجوب إزالة إسرائيل الحصار عن غزة.
وبحسب صحيفة «يديعوت أحرونوت»، فإن كيري في مواقفه السياسية يقترب من اليسار الإسرائيلي، «فهو يؤمن بحل الدولتين للشعبين على أن يكون شرقي القدس عاصمة فلسطين»، وهو حل، بالنسبة إليه، يتحقق من خلال المفاوضات وليس بخطوات احادية الجانب. كما أعرب كيري في الماضي عن معارضته للبناء الإسرائيلي في المستوطنات واختيار الحل العسكري بدل الديبلوماسي في معالجة مسألة النووي الايراني. من هذه النواحي، يشكل تعيينه وزيرا للخارجية مشكلة لحكومة نتنياهو ليبرمان.
وأشارت مصادر مؤيدة لإسرائيل إلى مخاوف من أن كيري، مثل وزراء خارجية سابقين، قد يحاول في أيامه الأولى إظهار تحركات غير مرغوب فيها من جانب إسرائيل تتعلق بالصراع العربي الإسرائيلي. وقالت هذه المصادر لوسائل إعلام إسرائيلية إن كلينتون تميزت عملياً بموقف سلبي تجاه هذا الصراع ولم تعرض أي مبادرات ذات شأن. ومن الجائز أن مكانة كيري الشعبية كعسكري سابق وكمناضل ضد الحرب أكسبته مكانة أبقته 27 عاماً في مجلس الشيوخ، كما أكسبته ثقة حزبه به بترشيحه للرئاسة (2004)، فضلاً عن أنه طوال السنوات الأربع الأخيرة ترأس لجـــنة الخارجية في مجلـــس الشيوخ وجميعها مناصب أكسبته خبرة تساعده جــداً في منصبه الجديد كرئيس للخارجية الأميركية.
على كل حال تترقب إسرائيل بفارغ الصبر انتهاء التعيينات في إدارة أوباما الثانية. ومن المقرر أن ينتهي الرئيس الأميركي من إتمام إشغال كل المناصب العليا في إدارته خلال الأسابيع القريبة. وبديهي أن أرفع منصبين في الإدارة بعد الخارجية هما وزارة الدفاع ورئاسة الاستخبارات المركزية. ومعلوم أن وزير الدفاع الحالي ليون بانيتا أعرب عن رغبته في عدم الاستمرار في منصبه، وكذلك حال مدير الاستخبارات المركزية الجنرال دايفيد بتراوس الذي اضطر لتقديم استقالته على خلفية فضيحة غرامية.
وبرزت انتقادات وشكوك إسرائيلية كبيرة إزاء أقوى المرشحين لوزارة الدفاع وهو السيناتور الجمهوري السابق تشاك هايغل. وتــوجهت هذه الانتقــادات أساساً لمواقف هايغل «المتسامحة» من وجهة نــظر إسرائيلية تجاه إيــران وحركة حماس و«حزب الله».
وفي المقابل فإن المرشحين الأكثر ترجيحاً لمنصب مدير الاستخبارات المركزية هما نائب بتراوس، مايكل مورال، ومساعد وزير الدفاع لشؤون الاستخبارات مايكل فيكرز. ويلي ذلك في الأهمية منصب وزير المالية حيث يمكن أن يستبدل برئيس طاقم البيت الأبيض جاك لو. وكذلك أعرب النائب العام أريك هولدر عن رغبته في ترك منصبه وعلى الأغلب ستحل مكانه وزيرة الأمن الداخلي، جانيت نابوليتانو.


إفلاس سياسي
رأي البيان الإماراتية(حول تصريحات بنيامين نتانياهو حول الأمم المتحدة، واستهزاؤه بموقفها من الاستيطان)
تمثل تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو حول الأمم المتحدة، واستهزاؤه بموقفها من الاستيطان، قمة الإفلاس السياسي. فتجاهل السياسي اليميني لهذه المنظمة الدولية، واعتباره لها غير موجودة في حساباته السياسية، لا يعبر عن قوة بقدر ما يعبر عن تخبط ومحاولة مكشوفة للتغطية على الهزيمة المدوية التي تعرض لها في الأمم المتحدة، عندما توالت التصويتات المؤيدة لمقعد فلسطين في الأمم المتحدة، ولحق تقرير المصير للشعب الفلسطيني.
لقد بينت نتائج التصويت الأخير أن ثلاث دول فقط تعارض حق الفلسطينيين في تقرير المصير، هي الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا، بالإضافة إلى أربع دول أخرى لا أحد يعرف عنها شيئاً سوى من خلال التصويت ضد حقوق الفلسطينيين؛ مثل بالاو، وميكرونيزيا، وجزر المارشال، وناورو.
صحيح أن آليات تنفيذ القرارات في الأمم المتحدة تعاني من إشكالية، ولكنها على الصعيد القانوني والأخلاقي تبقى وثائق مهمة على صعيد تكريس حقوق الفلسطينيين الأساسية، والتي طالما عانت من التجاهل والنظر إليها باعتبارها حقوقاً جزئية ذات طابع إنساني بحت، وليس أدل على ذلك من تأسيس منظمة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، التي تعنى فقط بتوزيع المساعدات الغذائية والتعليم في مخيمات اللجوء.. في الوقت الذي كان يفترض حل القضية الفلسطينية سياسياً، عبر تنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة.
لقد خاض الفلسطينيون مختلف أشكال الكفاح للحصول على حقوقهم، ولم يتركوا وسيلة ممكنة إلا ولجأوا إليها، من الكفاح المسلح إلى المفاوضات، ولكن الجانب الإسرائيلي، كان دائماً لا يفعل شيئاً سوى بذر العراقيل في وجه أي تقدم سلمي، يمكن أن يؤدي إلى إيجاد حل للقضية ويفتح المجال أمام الفلسطينيين، وباقي شعوب المنطقة لسلوك طريق التنمية، بدل إنفاق الميزانيات على التسلح ودعم المجهود الحربي. ولذلك فإن أي تقدم على طريق السلام والاستقرار، يهدد جوهر المشروع الصهيوني، والذي يهدف أولاً وأخيراً إلى ضرب استقرار المنطقة وإشغالها بالحروب الكبيرة والصغيرة.
ولذلك يبدو أن توجه الفلسطينيين إلى الأمم المتحدة سيسحب الذرائع من الإسرائيليين بوجود تهديد مسلح، ومن هنا يمكن فهم حالة العصاب السياسي التي أصابت نتانياهو وحكومته.



الكونفدرالية: لا تنقصنا مصائب جديدة
سلمان ابو ستة عن القدس العربي
تتوارد الأخبار عن الإيعاز لاعضاء فتح الكبار في رام الله بالتحضير لكونفدرالية قادمة بين 'فلسطين' الدولة الجديدة والأردن. وزادت من أهمية هذه الأخبار زيارة الملك عبدالله الثاني إلى الرئيس محمود عباس بعد التصويت على 'فلسطين' كدولة غير عضو مراقب في الأمم المتحدة.
ونحن لا نزال نلعق جراح كارثة أوسلو التى ابتلينا بها منذ حوالى عشرين عاماً، لأن اتفاقية أوسلو كانت ناقصة الإدراك، قصيرة النظر، سيئة الإعداد إلى درجة الإهمال الاجرامي، وتفتقر إلى أبسط مبادئ العادلة، وتخلو من أى تأكيد قانوني على الحقوق الفلسطينية. وقبل هذا وذاك تفتقر إلى موافقة مجموع الشعب الفلسطيني، رغم الموافقة الروتينية المضمونة من كوادر فتح المطيعة.
والآن يتحدثون عن كونفدرالية بين 'دولتين'، ناجم عن مرور قرار الأمم المتحدة باعتبار فلسطين 'دولة' على خُمس أراضيها. أما التصويت على دولة فلسطين في الأمم المتحدة، فلم يأت لبراعة دبلوماسية جديدة، وإنما أتى تأكيداً من المجتمع الدولي غير الاستعمارى على مواقفه المساندة للشعب الفلسطيني منذ عام 1974. وأما الاراضي الفلسطينية فلا زالت محتلة بكل معاني الكلمة. ولذلك فإن جمع الدولتين في كيان واحد، هو أمر خطير جداً في هذه الظروف.
أول المخاطر أن تدفع إسرائيل، بسياستها القمعية الطاردة، إلى هجرة جماعية إلى شرق النهر. خصوصاً لاصحاب العقول وأصحاب الأموال، وتبقى الفئة الضعيفة فريسة لإسرائيل تمارس عليها كل أنواع الفصل العنصري، دون أن تكون لها دولة بالمعنى الحقيقي لتحميها.
وثانى المخاطر أن الطرف الفلسطينى في المعادلة سيكون مرغماً، بالواقع او القانون، على الاعتراف بمعاهدة وادي عربة (السلام) مع إسرائيل لعام 1994، أى الاعتراف بإسرائيل حسب شروط هذه المعاهدة. وهو الأمر الذي رفضه الفلسطينيون على ضعفهم كل هذه العقود.
بل والادهى أن معاهدة السلام هذه تلغي في الواقع حق العودة رغم أنه حق غير قابل للتصرف أو المقايضة بأي ثمن، وتستبدله بحل 'إنساني' (أي توطين)، وهذا سيجبر الدويلة الفلسطينية على اعتناق هذه الخطيئة. وتصبح 'فلسطين وطننا' عبارة تاريخية خالية المضمون.
ولا شك أن إسرئيل ستنتهز هذه الفرصة للتخلص من أهلنا الباقين على أرضهم في فلسطين 1948، وتنقلهم بطرق ظاهرة وخفية إلى الدويلة الفلسطينية أو إلى الأردن. وبذلك يتحقق ما كان يحلم به نتنياهو بتحويل فلسطين إلى 'دولة يهودية'.
وهكذا بدون قصد، يصبح الأردن هو الوطن البديل. واعتناق معاهدة وادي عربة هذه يعني تسليم الفلسطينيين بسيطرة إسرائيل على مصادر المياه، وموافقتهم على أن كل الاراضي 'غير الأردنية'، كما جاء في المعاهدة، (أى فلسطينية) هى إسرائيلية، وأن حدود فلسطين التاريخية هي حدود إسرائيل.
ولا ننسى أن معاهدة وادي عربة تجب أى اتفاقية أخرى تناقض المعاهدة مع إسرائيل، بما فيها الدفاع العربي المشترك. وبمعنى آخر لا يجوز للأردن عقد أو تطبيق أي اتفاق مع أي طرف سابقاً أو لاحقاً لا يوافق ضمناً مصالح إسرائيل.
وبالاضافة إلى ذلك، فإن وضع الأردن السياسى، من حيث معاهدته مع إسرائيل وعلاقته الوثيقة مع الولايات المتحدة، والدور الذي تلعبه في المجال السياسي العربي، سيكون مفروضاً على الدويلة الفلسطينية لكي تلعب الدور المقرر لها.
وقطاع غزة سيكون خارج هذا الميدان في واقع الأمر إما بسبب الجغرافيا وإما بسبب عداوة الطرفين لحركة حماس والمقاومة المسلحة. والهدف المخفي وراء هذا المشروع هو تحجيم الحركات الإسلامية السياسية في الأردن وفلسطين، وهو نتيجة طبيعية لشروط معاهدة وادي عربة. أما الشتات الذى يمثل 70' من الشعب الفلسطيني، فسيكون منتزعاً من الكيان الفلسطيني بأكمله. وتصبح كلمة 'فلسطين' الدولة، تعني أقل من خمس الشعب الفلسطيني، هذا إذا تركت إسرائيل أحداً في الضفة.
وتأتينا الأخبار أيضاً أن بعض الشخصيات الفلسطينية تتصل الآن بجهات قانونية دولية لصياغة مسودة الثنائي الجديدة.
بل تأتينا الأخبار أيضاً أنه في اجتماعات اليونسكو الأخيرة في سانت بيترسبرغ هذا العام أنفرد الوفد الأردني بالحديث عن القدس مع الطرف الإسرائيلي باعتبار أنها 'مسئولية هاشمية'، ولم يتعاون مع الوفد الفلسطيني للدفاع عن القدس، كما جرت العادة سابقاً، مما سبب مشاحنة بين الاثنين.
وقد كتب المندوب السعودي في اليونسكو زياد الدريس في الحياة في 5-12-2012 مقالاً أشار فيه إلى أن 'الصراع الجديد على القدس هو صراع فلسطيني / أردني' باعتبار أن الأردن ترى 'أن الولاية على المقدسات حق أصلي مناط بالأسرة الهاشمية'.
ولا نريد أن نخوض هنا في كيفية ضم الضفة الغربية إلى الأردن عام 1950، ولا إلى كيفية سقوطها الكارثي عام 1967 ولا إلى خلعها عن الأردن عام 1988، فهذا موضوع طويل.
ولكن يكفي أن نشير هنا إلى مشروع آلون المقترح بعد نكسة 1967، باستقطاع غور الأردن والقدس لصالح إسرائيل وضم كتلتين شمال وجنوب الضفة إلى الأردن. وهو المسودة التى تدور حولها كل مشاريع الاستيطان.
وموضوع تفكير السلطة في الكونفدرالية ليس جديداً، فهو احد إفرازات أوسلو. وهو خطوة أولى لها ما بعدها. ونذكر أنه في منتصف التسعينات صدر كتاب من مؤسسة بكدار بقلم رئيسها محمد شتيه، المقرب من الرئيس محمود عباس، يعرض تحالفاً ثلاثياً بين فلسطين الدويلة والأردن وإسرائيل على نسق Benelux (بين هولندا وبلجيكا ولوكسمبرغ). كما صدرت دراسات إسرائيلية كثيرة تؤيد هذه الاتجاه وتبين مزاياه لإسرائيل.
أما الوحدة العربية فهى من أماني الشعب العربي على مدى العصور. وعندما تصبح فلسطين دولة مستقلة على كامل أراضيها، يعيش عليها الشعب الفلسطيني بأكمله، فإن الاتحاد مع أى بلد عربي وأوله الأردن، بل ومع بلاد الشام ومع مصر وباقي الدول العربية، يصبح واجباً وطنياً.
أما اختزال فلسطين إلى خُمسها، وإرغامها على الاعتراف بإسرائيل فهو خطيئة أخرى تضاف إلى سجل الخطائين.


... ويدافعون عن قصف مخيم اليرموك!
معن البياري عن الدستور
أَما وأَنَّ عناصر من الجيش السوري الحر وجبهة النصرة دخلوا -أَو اجتاحوا بحسب بعضهم- مخيم اليرموك، فذلك يُجيز للنظام السوري، بطيرانِه ومدفعيته، أَنْ يُعالج أَمرَهم عسكرياً،وقد أَرادوا استثمارَ المخيم في حملةِ التحريض والافتراءِ ضد النظام، وجعله مادةً إِعلاميةً تشهيرية.
وما كان لم يتعدَّ غارةً جويةً يتيمةً، حقَّقت غرضها بإِرسال رسالةٍ إِلى هؤلاء وغيرهم بأَنْ يلعبوا خارج المخيم الذي تستحقُّ الجبهة الشعبية القيادة العامة التقديرَ لتحملها عبء الدفاع عنه، فيما تتعرَّضُ لحملةٍ مضللة.
هذا ما جرى في المخيم الفلسطيني في الأيام الماضية، بحسب كاتبين عزيزين، أَحسدهما على مقاديرَ غزيرةٍ لديهما من حسن الظن بنظام دمشق، وأن لا يصرحان بذلك، بل يعمدان إلى إيضاح ما يفترضانِها تفاصيلَ ما حدث ووقع، لئلا يقع جمهور قرائهما ضحية أَضاليل عراب “أوسلو” ياسر عبد ربه، مثالاً.
ما نمى إِلى علم عديدين، ليس منهما زميلاي، أَنَّ مخيم اليرموك ( 680 نسمة بعضهم سوريون) استضافَ في الشهور الماضية نصف مليون لاجئ سوري من مدنهم وأريافهم، أَي ثلث مهجري الداخل.
وأَنَّ المظاهر المسلحة فيه نشرتها ميليشياتٌ لجبهة أحمد جبريل سمَّت نفسها “لجانا شعبية”، تتحمل مسؤوليةً كبرى في توريط المخيم في الصراع السوري، حين أَقامت حواجز فيه، ووزَّعت قناصةً منها فوق بناياتٍ عديدة، وقتلت فلسطينيين وسوريين مدنيين، تشتبه بعدم ولعهم ببشار الأسد، وقبضت على نشطاءَ سوريين وسلمتهم إلى المخابرات.
أَراد الجيش الحر التخلص من هذا العدو، فدخلت عناصرُ منه ومن جبهة النصرة المخيم. ولأَن النظام السوري يحترفُ القتل كيفما اتفق، أَغارت طائرة ميغ من طيرانِه الذي قيل لنا إنه للتوازن الاستراتيجي مع إِسرائيل على مدرسةٍ ومسجد في المخيم، كانا يأويان لاجئين فلسطينيين ونازحين سوريين، فقضى ضحايا عديدون تحولت جثثهم أَشلاء. ثم دمرت، تالياً، قنبلةٌ فراغيةٌ مربعاً في المخيم، وأحالت بيوتَه ركاماً، كان سكانها وأَهلها قد غادروها، في نزوح نحو 100 ألف فلسطيني من المخيم بعد جريمة الميغ تلك، وعقب ضربة الفراغيّة هذه.
أَما حكاية نأي الفلسطينيين في مخيم اليرموك عن الجاري بين ظهرانيهم، فتحتاج تعقيباً، إِذ ليس لديهم ذاكرة طيبة مع نظام آل الأسد الذي لم ينجح في إِقناعهم بممانعته وسعيِه إلى تحرير فلسطين، ففي البال أَنهم رفعوا ياسر عرفات وسيارته على أَكتافهم لما باغتَ المخيم ساعة إفطار رمضاني قادماً لقراءة الفاتحة على الشهيد أَبو جهاد، وكان الطخُّ الإعلامي، (التحريض والافتراء والتشهير) عليه كثيفاً في تلك الغضون.
ولا يمكنُ بأَيِّ حال نزع مشاعر الناس، فالذين تظاهروا من أَهل المخيم، الصيف الماضي، تضامنا مع ضحايا مذبحة التريمسة، كانوا يتضامنون مع أَهلهم، ولهذا عاقبهم النظام القاتل وجبهة جبريل بالرصاص، فقضى ثمانية منهم.
ليلعن أَصدقاؤنا ممن لا يرون ثورةً في سوريا يجب أَنْ تنتصر على طغيان نظام لا يُحتمل سنسفيل جورج صبرة وياسر عبد ربه كما يشاؤون.
ولكن، يغشانا أَسىً ونحن نقرأ ما يكتبون، خلواً من أَيِّ كلمةِ انتقادٍ لتوحش النظام الذي ينفردُ وحدَه بين أَنظمة الكون باستخدام الطائرات والقنابل الفراغية ضد “إِرهابيين” من شعبه.
لو ينتبهوا، إِذا أَمكن، إِلى ما هو إنساني في المشهد، فيتخففوا، وهم يتصيّدون أَخطاء المعارضة السورية المسلحة وخطاياها (غير القليلة) من افتراض كل هذه الطيبة في النظام السوري، والذي أَثبت، بجدارةٍ، أَنه قوةُ احتلال هناك.



تشكيك في نفي اليهود: أصول خزرية وليست سامية
حلمي موسى عن السفير
أعاد خبير إسرائيلي في علم الجينات إلى الواجهة السؤال المركزي عن أصل «الشعب اليهودي» عبر إثباته من جديد أن المكون الخزري هو العنصر الظاهر في الحمض النووي ليهود أوروبا، ما يعني أن أصولهم خزرية وليست سامية.
وأشارت دراسة أعدها الدكتور عران الحياك، ونشرت تقريراً عنها صحيفة «هآرتس»، إلى أنه إذا صح البحث فإن الكثير من أسلاف الإسرائيليين هم أقارب لأسلاف الإيرانيين.
ويقول الحياك إن «باحثين مختلفين عرضوا على مرّ السنين تفسيرات لأصل اليهود». وعدّد في بحثه مختلف النظريات التي أشيعت طوال المئة العام الأخيرة، ولكنه يشرح أن بحثه «هو الأول الذي يعرض نظرية شاملة، تفسر كل الاستنتاجات المتناقضة ظاهرياً».
وقد أجرى الحياك بحثه في كلية الصحة العامة في جامعة «جون هوبكنز» الأميركية في بالتيمور. ونشر نتائجه في مجلة «جنوم، بيولوجيا، ونشوء» التي تصدر عن جامعة أوكسفورد. وأوضح بروفيسور فحص الدراسة أنها «أعمق من كل الأبحاث السابقة التي تتعلق بأصل اليهود».
وأوضح الحياك إنه أفلح في توفير أساس علمي لنظرية تاريخية قديمة وموضع خلاف. ووفق هذه النظرية فإن اليهود الأوروبيين هم من نسل الخزر، وهي إمبراطورية تشكلت من شعوب مختلفة (إيرانية، وتركية، وسلاف، وقوقاز وغيرهم)، وحكمت في القرون الوسطى منطقة شاسعة بين البحرين الأسود والخزري. ووفقاً للنظرية، فإن الخزر تهوّدوا في القرن الثامن، ونسلهم هم اليهود الأوروبيون الذين يعيشون في الخارج وفي فلسطين اليوم.
وبكلمات أخرى، فإن بحث الحياك يعزز الأفكار التي تحدّت الخطاب اليهودي والصهيوني المعهود، والذي ركز على أن اليهود الحاليين هم من نسل سكان مملكة يهودا التي أجلي أهلها منها، وعادوا إليها بعد ألفي عام في الشتات.
وواضح أن بحث الحياك يقر أن اليهود هم من نسل شعوب مختلفة عاشت في مناطق مختلفة، وتهودت في مراحل مختلفة في التاريخ. وبحسب هذه النظرية فإن قصة النفي من يهودا، وشتات الشعب، وحنينه إلى الوطن، ليست سوى أسطورة.
وقال الحياك إن «بحثي يناقض 40 عاماً من الأبحاث الجينية، والتي افترضت جميعها أن اليهود هم عالم مختلف جينياً عن كل شعوب العالم». وقد اعتمد البحث على معطيات جينية شاملة توفرت من دراسات أخرى. وبسبب عدم توفر معطيات جينية عن الخزر، استعان الحياك بشعوب مجاورة للخزر مثل الجيورجيين، والأرمن والقوقاز، كما هو معهود في الأبحاث الوراثية. وأوضح «لقد جاء هؤلاء جميعاً من الشارة الجينية ذاتها». وبعد تحليل متعدد لأساليب مختلفة وجد الحياك ما أسماه «المكوّن الخزري» في يهود أوروبا.
وبحسب البحث الجديد فإن المكون المهيمن في أوساط يهود أوروبا هو المكون الخزري. وهو يشكل في يهود وسط أوروبا 38 في المئة، وهو الأعلى من أي مكون آخر في جينومهم. أما في أوساط يهود شرق أوروبا فيشكل 30 في المئة، وليس في جينومات هؤلاء أي مكوّن أعلى منه.
فما هي المكونات الإضافية ليهود أوروبا؟ يجيب البحث عن ذلك بأنها مكونات غرب أوروبية مصدرها الإمبراطورية الرومانية، وهناك مصدر شرق أوسطي قريب من وادي الرافدين، «قد ينسب جزئياً إلى فلسطين»، بحسب الحياك. ولهذا المعطى أهمية في البحث لأنه يعيد ربطهم بفلسطين حتى وإن كان بنسبة ضئيلة فقط. وهو ليس قوياً لادعاء نسبة اليهود إلى مملكة يهودا.
وفقاً للبحث، فإن هناك تواصلاً جينياً بين يهود إيران، والقوقاز، وأذربيجان وجورجيا ويهود أوروبا. وبكلمات أخرى: من الجائز أن هذه المجموعات لها آباء مشتركون هم الخزر.
وماذا بشأن اليهود الآخرين؟ يجيب البحث أنه ليس بينهم وبين يهود أوروبا صلة دم ولا حتى صلات عائلية. «فالمجموعات اليهودية في العالم لا تشترك في أصل جيني مشترك. والحديث يدور عن مجموعات مختلفة جداً، لا رابط بينها سوى الدين». وبحسب كلامه فإن الجينوم «ليهود أوروبا هو فسيفساء شعوب عتيقة، لكنه في أغلبه خزري».


جنون العنصرية
محمد عبيد عن دار الخليج
إلى أي مرحلة يمكن أن يصل أشد المستعمرين تطرفاً؟ وهل من حد يقفون عنده أو يتم إيقافهم عنده؟ وماذا قد نرى بعد من جنون العنصرية الصارخة التي لا تستثني فلسطينياً، وتطال كل ممكن ومحرّم؟
جنون العنصرية “الإسرائيلية” يتصاعد على مختلف الجبهات، مشكّلاً جبهة عريضة من المجرمين السادّيين، وجامعاً في إطاره كل ما يمكن جمعه من أفكار ومخططات تهويد واقتلاع وقتل، وهو في إطار هذا العمل التكاملي بين جيش الاحتلال وعتاة المستعمرين، ومن خلفهم جوقة من القوى الدولية التي لا تتوانى عن الترافع عن جرائم الاحتلال، مستمر إلى ما لا نهاية، إذ لا يعتقد ولا يرى أي رادع حقيقي لهذه الحرب الوجودية .
آخر أساليب التطرف “الإسرائيلي”، وآخر ما توصلت إليه العقلية العنصرية في القدس المحتلة، تتمثل في وسيلة جديدة للتهجم على كل ما هو فلسطيني، والإساءة إلى الدين الإسلامي، والنبي محمد صلى الله عليه وسلم، من خلال إعلانات تستهدف الفلسطينيين، توضع على سيارات للمستعمرين المتطرفين، بهدف البيع، مرفقة بأرقام هواتف ما إن يتم الاتصال بها حتى يتلقى المتصل جواباً مسجلاً مسبقاً، ينال من كل ما ذكر بالسباب والشتائم .
والمسألة لا تقتصر على سيارة بعينها، أو رقم هاتف بحد ذاته، بل تتعدد السيارات والأرقام، في ما يشير إلى تحرك منظّم ومعدّ مسبقاً، هدفه التمادي في المساس بالشعور الديني للفلسطينيين في بيت المقدس أولاً، والضغط عليهم أكثر من خلال العنف اللفظي الغارق في دونية اللفظ والشتيمة ثانياً، والأهم من ذلك كله البناء على أساليب العدوان المفتوح على الفلسطينيين وكل ما ينتمي إليهم أو ما ينتمون إليه، بوسيلة جديدة لا تقل قذاعة عن غيرها .
وأمام كل هذه الحقائق الدامغة، والجرائم الموثّقة، يجد الفلسطيني في بيت المقدس ومختلف الأراضي المحتلة نفسه وحيداً أمام آلة عسكرية ودعائية إجرامية، لا تكتفي مما صنعت لأجله، ولا تجد من يردعها أو يوقف دوامتها العاصفة بكل عنصرية وسادية وإجرام، بل على العكس، يجد الفلسطيني المتروك لمصيره قوى دولية عظمى على رأسها الولايات المتحدة، تتحدث عن ضرورة العودة إلى مفاوضات التسوية، لتحقيق ما تعتبره “سلاماً ممكناً”، ونجد دولاً أخرى غربية تلوذ بجدار الصمت، أو تتعامى عن الحقائق .
أي تسوية ممكنة و”الإسرائيليون” يعارضون بالأغلبية العظمى، حسب آخر الاستطلاعات، قيام دولة فلسطينية منقوصة؟ وأي تسوية محتملة ولا وجود لشريك محتمل أو مفترض؟ وأي تسوية ممكنة والمشروع الصهيوني من أساسه مشروع قتل واقتلاع وتهجير، وفكرة تنادي بتفوق عنصري اثني لفئة من بني البشر على غيرها؟
حاول الكيان ومجرموه من مستعمرين وساسة متطرفين منذ زمن، النيل من الفلسطينيين وصمودهم، وضعوا المخططات وارتكبوا الجرائم والمجازر بحق البشر والشجر، هاجموا المساجد والكنائس ودنسوها من دون أدنى رادع، والآن يجددون الأساليب ويستخدمون سلاحاً أشد فتكاً بالتعرض مباشرة لدين الإسلام ونبيه، وفي النهاية قد لا يقف هذا الجنون عند حد، فلا وجود لمحرّم في فكر هؤلاء .
المجتمع الدولي عاجز عن ردع “إسرائيل”، هذا معروف بل ومفروغ منه أيضاً، لكن عجزه عن حماية كل مقدّس في نظر أتباع الديانات السماوية ككل، يعبّر عن تواطؤ مع الصهيونية العالمية، ولا أدل على ذلك من الإحصائية الأخيرة عن التقسيم الديني لسكان العالم، التي أشارت إلى وجود 2 .2 مليار مسيحي (32% من سكان العالم)، و6 .1 مليار مسلم، (23%)، و14 مليون يهودي (2 .0%)، وفي هذه الأرقام تأكيد للمأساة، ف2 .0% يحكمون العالم .



أوهام الحراك نحو السلام
د.ماهر الجعبري(سياسي فلسطيني) عن الزمان العراقية
مع تشكّل حكومة إسرائيلية أكثر تطرفا بالشراكة بين نتنياهو وليبرمان مطلع العام 2009، تكثفت النشاطات الاستيطانية في الضفة الغربية، وتهربت إسرائيل من كل محاولة أمريكية لدفعها نحو الانخراط الجاد في العملية السلمية، ولم يثمر الحراك السياسي الكاذب نحو السلام شيئا، ولم يتمخض عن الحوار الوطني أي فرصة لإعادة الالتحام السلطوي.
في صيف 2009 تورط عباس بتوجيه أمريكي في ادعاء البطولة السياسية عندما شرط العودة للمفاوضات مع إسرائيل بوقف نشاطات الاستيطان في الضفة الغربية، وبعد صعود تلك الشجرة تعذّر نزوله عنها بسلاسة، خصوصا في ظل حكومة ليكودية لا تحفظ ماء الوجوه للحكام في الأنظمة العربية كما وبّخت النظام المصري ، فكيف لها أن تأبه بأشباه الحكام في سلطة هزيلة؟
ومع مطلع أيلول 2009، تصاعد الحديث عن دعوة أمريكية لعباس لمتابعة المفاوضات، بينما كان نبيل شعث قد أكّد في تلك الأجواء أن الرئيس محمود عباس سيرفض أي دعوة من الولايات المتحدة لاستئناف محادثات السلام مع إسرائيل ما لم تقنعها واشنطن بتجميد جميع الأنشطة الاستيطانية ملحق أغطس 2009 . إلا أن عباس عاد وانصاع للإملاءات الأمريكية بشكل مذل. ومن ثم حركت أمريكا مسار المفاوضات في حينه في أكثر من اتجاه
توكّل النظام المصري عرّاب المصالح الأمريكية بتحضير الأرضية الفلسطينية للمفاوضات، فأعدّ ورقة المصالحة، لتجهيز الأجواء الدافعة لمسار المفاوضات، وسلمها للفصائل بتاريخ 9»9»2009. وقد تناولت ترتيبات إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية والمجلس الوطني، وتفعيل وتطوير منظمة التحرير الفلسطينية، إضافة إلى تشكيل قوة أمنية بإشراف مصري وعربي لإعادة تشكيل الأجهزة الأمنية ورقة المصالحة . واعتبر حزب التحرير في فلسطين أن الورقة المصرية للمصالحة خطوة جديدة على طريق أمركة وتصفية قضية فلسطين ، وأنها توطئة لخطة الرئيس الأمريكي، والتي تقتضي إفراز طبقة سياسية للقيام بمهمة التنازل، ولذلك حسمت الورقة المصرية موقف الفصائل من المنظمة، ونصّت على الحفاظ عليها إطارا ومرجعية سياسية، وكانت حركة فتح قد أعادت انتخاب محمود عباس رئيسا لها في آب 2009.
وفي هذه الأجواء، حاولت أمريكا تحريك المسار السوري إذ ظلت تتحرك ضمن رؤيتها حول تلازم مسارات الحل وتربط تقدم المفاوضات الفلسطينية ــ الإسرائيلية مع مثيلتها السورية، وتحرّك قادة تركيا في أيلول 2009 كعرّابين للسلام بين سوريا و إسرائيل ، رغم ادعائهم تجسيد نموذج إسلامي في الحكم، ورغم تفاخر أردوغان بتاريخهم العثماني في ظل الخلافة.
وقف الاستيطان
وفي 25»9»2009 تم لقاء عباس ونتنياهو في واشنطن دون وقف الاستيطان، فسقط عباس عن الشجرة دون أن يعبأ بسقوطه أحد. وبرّر عباس الذي ارتطم أنفه بالتراب انصياعه ذاك بالقول لا نريد أن نخرج بأزمة مع الأمريكيين أو أن نفتعل أزمة .
ولم يتمخض عن لقاء واشنطن شيء يذكر، غير أن إسرائيل تابعت جرائمها مستخدمة منطق الهروب للأمام، فعاودت قصف غزة في 5»10»2009، واقتحم اليهود المسجد الأقصى، وكانت قد باشرت حفريات خطرة تحت المسجد الأقصى في حزيران 2009.
وعندما أحسّ الكيان اليهودي بتصاعد الضغط الأمريكي نحو المسار السلمي، أخذت قيادته تحرّض على ضرب إيران. وكان التلويح الإسرائيلي بضرب إيران كالكرت الأصفر الذي ترفعه إسرائيل كلما تصاعد الضغط عليها نحو المفاوضات. واستغلت أوربا الموقف وأخذت تُسخّن الأجواء ضد إيران ، فيما ظلت أمريكا تعمل على إطفاء نار الحرب، وتدفع نحو التعامل مع مسألة البرنامج النووي الإيراني عبر مجلس الأمن لإحباط مماحكات أوربا ومشاكسات إسرائيل . وحيث أن الموقف الأمريكي من إيران ومعها سوريا يُشكل على بعض المتابعين السياسيين، لا بد من لمحة توضيح لارتباط النظام الإيراني بمصالح أمريكا، ومن ثم فهم الموقف الأمريكي الرافض لضرب إيران
دون الحاجة للرجوع إلى نشأة النظام الإيراني، فإن تقرير بيكر هاملتون حول أزمة العراق الذي صدر نهاية العام 2006، قد شدّد على أهمية الدور الإيراني والسوري في إنقاذ أمريكا من وحل العراق، بعدما أكّد التعاون الإيراني ــ الأمريكي في أفغانستان ، وقد أوصى بالبحث في إمكانية تكراره لتطبيقه على الحال العراقية ملخص نص تقرير بيكر ــ هاملتون . ثم إن بعض التقارير قد كشفت أن إيران ساعدت أمريكا على احتلال العراق، وكان الرئيس الإيراني نجاد قد شدد في أكثر من مناسبة على أن إيران مستعدة للتعاون مع أمريكا في تسوية المشكلات في العراق وأفغانستان في مقابل أن تبدي واشنطن احتراما بإيران وسياساتها صحيفة الراية في شباط 2009 .
وكانت هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي قد نقلت على لسان جون سوارز سفير بريطانيا لدى الأمم المتحدة في 22»2»2009 أن طهران عرضت التعاون مع واشنطن لإسقاط طالبان والإطاحة بصدام، ونقلت عن هيلاري مان عضو الوفد الأمريكي الذي أجرى حوارات مع الإيرانيين أن مسؤولاً عسكرياً إيرانياً قام ببسط خريطة على طاولة النقاش وحدد عليها الأهداف التي أراد أن تركز عليها الولايات المتحدة وخاصة في شمال أفغانستان ، وقالت مان أخذنا خريطة الأهداف التي اقترحها الإيرانيون إلى القيادة المركزية للقوات الأمريكية سنتكوم والتي اعتمدتها ضمن الإستراتيجية العسكرية للولايات المتحدة في أفغانستان . هذا عدا عن الدور الإيراني الوسخ المستند للمذهبية في العراق. ولذلك فقد ظلت إسرائيل تستخدم ورقة إيران أمام أمريكا في تنفيس الضغط.
وظلّت إسرائيل مصرّة على نهج الاستيطان، وسيطرت على الأجواء السلطوية حالة من الإحباط السياسي. وفي تشرين أول 2009 صدر تقرير جولدستون حول الحرب على غزة، وتورّط عباس ومساعديه في الحيلولة دون التصويت على التقرير الذي دعا إلى تقديم مجرمي الحرب الإسرائيليين لمحكمة العدل الدولية. وأدى ذلك الموقف المخزي إلى توتر الأجواء السياسية الفلسطينية حول عباس، ووصفه البعض بـ تسونامي غولدستون ، ووصل الأمر إلى رمي صورته بالأحذية في غزة. وتعاظمت الدعوات الفلسطينية للمطالبة بتقديم الرئيس الفلسطيني محمود عباس ومساعديه للمحاكمة، وعزلهم من مناصبهم الشرق الأوسط في 6»10»2009 ، ولاحقا كشفت تسريبات الجزيرة تورط عباس في التآمر على الحرب على غزة .
التسونامي
وتحت وقع هذا التسونامي السياسي، أعلن عباس في 5»11»2009 نيته عدم الترشح لولاية ثانية في الانتخابات التي دعا لإجرائها مطلع 2010. وسواء أكان إعلان عباس ذاك مجرد فقاعة إعلامية أو من أجل إيصال رسالة سياسية إلى جميع الأطراف، لحثّهم على تحريك العملية السلمية ، فقد أعلن أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه أن اللجنة التنفيذية أكدت تمسكها بالرئيس عباس . وإذا اعتبر إعلان عباس من باب الحرد على أمريكا، فقد ردّت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون أنها تتطلع للعمل مع الرئيس الفلسطيني بأي صفة جديدة العربية نت في 5»11»2009 .
وتصاعد الإحباط في أوساط بعض قيادات المنظمة، وبدا كأنهم يفقدون البوصلة؛ وفي تلك الأجواء كتب القيادي في حركة فتح عثمان أبو غربية مقالا سياسيا يعبر عن تلك الحالة بعنوان ما العمل؟ سؤال مطروح فلسطينياً وعربياً في 2»11»2010 ، قرر فيه أن هنالك خطا أحمر لدى اليهود يقضي بعدم قبول أية سيادة أخرى سوى سيادة الاحتلال في المنطقة الواقعة بين البحر والنهر، وأن أقصى ما تطرحه هو دولة أشبه بقن دجاج في باحة البيت الإسرائيلي ، وأن المفاوضات عندها ليست سوى مناورات، في سياق التظاهر بالحراك الكاذب نحو الحل وضمن حملة العلاقات الدولية. وحاولت أوربا تحريك المياه الراكضة، فباشرت حملة اتصالات مع حركة حماس مع نهاية 2009، وراج في وسائل الإعلام صدى لنية الاتحاد الأوربي الإعلان الصريح عن موقفه تجاه تقسيم القدس، كعاصمة للدولة الفلسطينية وعاصمة لما تسمّى إسرائيل . فحذّرت الخارجية الإسرائيلية دول الاتحاد الأوربي من مغبة ذلك الجزيرة نت في 1»12»2009 . ثم تحركت روسيا مع مطلع العام 2010 لجر قيادات حماس نحو المشروع السلمي، وتتابعت الاتصالات، حتى زار رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل موسكو في 8»2»2010، وتحدث هناك عن السلام مستخدما لغة الحكام، ثم أكّد في لقائه مع قناة روسيا اليوم في 10»2»2010 قبوله للتسوية على أساس حدود 67 وسلام الأقوياء، واعتبر المقاومة مجرد ورقة ضغط، ورحب بمؤتمر موسكو المتعثّر، وكان لقاء مليئا بمصطلحات المنظمة والأنظمة التنازلية، وعلى رأسها مصطلح التسوية. وفي مواجهة التحركات الأوربية والروسية، عاودت أمريكا تحريك الملف الفلسطيني، للحفاظ على تفردها فيه، فشهدت الساحة السياسية تحركات للزعماء العرب ولقادة الفصائل الفلسطينية، ولكنها ظلت كغلي الحجارة.
ومع هذه التحركات عادت إسرائيل لنهج الهروب للأمام فجددت تهديدها لإيران من أجل تفريغ التحركات الأمريكية نحو تفعيل مسار السلام، ونقلت الجزيرة نت في 4»2»2010 عن نتنياهو قوله يجب أن نجند العالم كله لقتال نجاد ، واستمرت أوربا في محاصرة إيران سياسيا، وتحدثت الـ بي بي سي في 3»2»2010 عن تحريض رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير على إيران وهو يتحدث للجنة تقصي بشأن العراق، بما توافق مع انتقاد خلفه في الحكم، جوردون براون، لبرنامج إيران النووي. ولذلك حنت إيران رأسها أمام العاصفة الأوربية وقبلت بمقترحات أمريكا لتخصيب اليورانيوم في الخارج، لسحب البساط من تحت أرجل إسرائيل وأوربا. إضافة لذلك تابعت إسرائيل تحدّيها لمشاعر المسلمين، وقرر رئيس وزرائها، في 21»2»2010 اعتبار المسجد الإبراهيمي في الخليل، ومسجد بلال بن رباح في بيت لحم، ضمن المناطق التراثية الإسرائيلية ، ثم قامت مجموعات إرهابية يهودية باقتحام المسجد الأقصى، وعاثت فيه فسادا، وأطلقت النار على المصلين فيه، وتم كل ذلك في ظل استخذاء السلطة والأنظمة العربية.
التحركات الدولية
وفي هذه الأجواء من تعنّت نتنياهو أمام التحركات الدولية، حذرت رئيسة المعارضة في كيان الاحتلال اليهودي ليفني عن خشيتها من أن الصراع السياسي بين إسرائيل والفلسطينيين من الممكن أن يتحول إلى نزاع عقائدي لا يمكن إيجاد حل له قناة المنار في 1»3»2010 ، وتوافقت تصريحاتها تلك مع تصريحات لعباس حذّر فيها مما أسماه الحرب الدينية، وقال عباس أعلنت بصراحة في أوربا كأن إسرائيل تريد أن تشعل حرباً دينية في المنطقة القدس العربي في 1»3»2010 .
ومع ذلك ظل نتنياهو يتصرف كلاعب مشاكس في ساحة معاقين من الحكام العرب، وظلت عوراتهم تتكشف أمام تحديات نتنياهو، ثم وفّر وزراء الخارجية العرب عباءة لستر عورة رئيس السلطة ووافقوا في القاهرة في 5»3»2010 على استئناف المفاوضات غير المباشرة لمدة أربعة أشهر، بينما أقرّوا في قمة سرت في آذار 2010 بعجزهم عن أي فعل جاد يرد على مشاكسات نتنياهو. ومع استمرار عناد نتنياهو، عبر الرئيس الأمريكي أوباما عن شعوره بالإحباط بسبب تعثر جهود السلام في الشرق الأوسط بغض النظر عن حجم الضغط الذي تمارسه واشنطن رويترز في 14»4»2010 . وتوترت الأجواء السياسية بين أمريكا و إسرائيل ، ووجّه السفير الأمريكي السابق في إسرائيل مارتن أنديك انتقادات حادة لنتنياهو قال فيها إذا كانت إسرائيل ترى في نفسها قوة عظمى لا تحتاج إلى أي دعم من الولايات المتحدة، فسيكون بوسعها في ذلك الحال اتخاذ قراراتها الخاصة بها جريدة القدس 21»4»2010 . ثم سيطرت أجواء من الحيرة في الأوساط العربية والسلطوية، استغلها الرئيس الليبي الهالك القذّافي لتجديد الحديث عن حل الدولة الواحدة، وذلك خلال لقائه بوفد فلسطيني خلال نيسان 2010 الراية نيوز 14»4»2010 ، إذ بقيت بعض الأصوات تدندن إعلاميا حول حل الدولة الواحدة بين الفينة والأخرى. ومع استمرار أجواء الإحباط وعناد نتنياهو، انعقدت قمة سرت من جديد في تشرين أول 2010، وتحدّث فيها عباس عن تقديم بدائل لمفاوضات السلام المتعثرة، وذكر من بينها تقديم طلب عضوية دولة فلسطين على أساس حدود عام 1967 في الأمم المتحدة تقرير لموقع سكاي نيوز في 28»11»2012 ، فكانت تلك التصريحات بداية لمسار جديد من أجل تجاوز عناد نتنياهو، وقد ألقى هذا التوجه بظلاله على تحركات السلطة اللاحقة، ضمن مسار بدا كأنه بديل عن مسار المفاوضات. وهكذا ظل المشهد الفلسطيني بلا أفق سياسي للسلطة ولفصائل العمل الوطني، رغم السقوط المذل لعباس عن الشجرة التي تسلقها عندما شرّط عدم العودة للمفاوضات إلا بوقف الاستيطان، ورغم صدور ورقة المصالحة الفلسطينية التي تضمنت تجهيز الأجواء لمسار المفاوضات، ورغم ارتفاع نغمة القبول بدولة في حدود 1967 عند قيادات حماس، ورغم المحاولات الأمريكية والأوربية والروسية، وظلت إسرائيل ترد بارتكاب الجرائم وبتهديد إيران، مما أوصل قادة المنظمة لحالة من الإحباط، ومن ثم عبر أوباما نفسه عن شعوره بالإحباط.


انتصارٌ أسوأ من الهزيمة!
صالح القلاب عن الرأي الأردنية
من حق «الإخوان المسلمين» في مصر وفي أربع رياح الأرض وفي كل مكان أن يفرحوا وأن يهنئوا بعضهم بعضاً وأن يهنئوا «سلفييهم» أيضاً بالفوز بـ»نعم» على «دستورهم» الذي فصَّله محمد مرسي أو فصَّلوه هم على مقاسهم لكن وفي كل الأحوال إنَّ عليهم أن يدركوا وحتى لو أنهم حازوا على رقم تسعين في المائة وليس ثلاثة أو أربعة وستين أن مصر في عهدهم وفي ظل إنتصاراتهم هذه قد أصبحت منقسمة على نفسها وأن هناك قطاعاً كبيراً من المصريين يرى أنهم أختطفوا ثورة «يناير» في لحظة تداخلت فيها المعادلات واختلطت فيها الألوان وأن كل الإنتخابات التي انتصروا فيها كانت مزورة.. وبالتالي فإنه لابد من «إبْطال» كل ما قام على باطل.. إنه إنتصار أسوأ من الهزيمة.
هناك مشكلة كبيرة سببها حركة النهضة «الإخوانية» التونسية جعلت السياسي المخضرم الباجي قائد السَّبسي يقول ،بعد إعتداء «ميليشيات» هذه الحركة على إجتماعٍ لحزبه في أحد فنادق جزيرة «جربة» السياحية، :أن «النهضة» أصبحت أكبر خطر على تونس وحقيقة أن هذا البلد لم يعرف كل هذا التطرف الديني ولم يعرف «القاعدة» وأستنساخاتها إلاَّ في عهد الشيخ راشد الغنوشي الذي من المفترض أنه لا يزال متأثراً بإرث إنتمائه الناصري واليساري السابق.
كان على إخوان مصر أن يحرصوا حرصاً شديداً على الإبتعاد عن شمولية أنظمة الإنقلابات العسكرية في العديد من الدول العربية وكان عليهم ألاّ يخذلوا الذين راهنوا عليهم ،ومن بين هؤلاء كل الذين يتظاهرون ضدهم الآن في شوارع القاهرة وباقي المدن المصرية ومن بين هؤلاء أيضاً كل «إخوانهم» في الدول الأخرى ومع هؤلاء جميعاً الولايات المتحدة الأميركية التي من المعروف أنها هي التي حسمت الأمور لمصلحتهم إن بالتأثير على قرارات ومواقف المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية وإنْ بالتأثير والضغط على التوجهات المدنية والليبرالية والعلمانية.
لم يعُد «الإخوان المسلمون» بعد تجربتهم البائسة القصيرة العمر هذه يعتبرون البديل المطلوب لما كان قائماً ولما بقي قائماً في المنطقة العربية فهم فشلوا في اول امتحان لهم وهم أثبتوا أنهم لا زالوا غير مؤهلين للحكم وأنهم في حقيقة الأمر يتقنون الهدم ولا يتقنون البناء وأن الغاية بالنسبة إليهم تبرر الوسيلة وأن غايتهم هي الهيمنة على كل شيء إنْ بالقوة وبالتزوير وإنْ حتى بالألاعيب والممارسات التي لجأت إليها كل الأحزاب الإنقلابية التي أوصلت البلاد والعباد إلى كل هذه المآسي التي حلت بالعراق والتي تحل الآن في سوريا واليمن «السعيد»!!.
لقد كانت أول تجربة مأساوية للإخوان المسلمين في غزة حيث دفعت شهوة الحكم «حماس» إلى القيام بإنقلاب عسكري هو الأسوأ والأكثر دموية من بين كل الإنقلابات العسكرية وها هي تجربتهم الثانية والثالثة الأكثر مأساوية أولاً في مصر وثانياً في تونس وكل هذا جعل المواطن العادي إن في هذه البلدان الآنفة الذكر وإنْ في الأردن وفي الكويت.. وأيضاً في سوريا يعيد النظر بمواقفه ومراهناته وحساباته السابقة والمفترض أن التنظيمات الأخوانية في هذه الدول الأخيرة قد أدركت هذه الحقيقة وقد لمست تبدل مواقف الناس تجاههم.
لا يوجد أي إستهداف لـ»الإخوان المسلمين» لا في مصر ولا في غيرها ولعل ما يجب أن يعترف به هؤلاء كنوع من النقد الذاتي والإعتراف بالخطأ هو أنهم هم الذين استهدفوا أنفسهم بما اتخذوه من مواقف مرتجلة لا هي واقعية ولا مدروسة وبقفزهم من فوق رؤوس القوى التي كانوا يتحالفون معها للإستفراد بالسلطة والإستحواذ على الحكم وهذا كله هو سبب كل عمليات الإستقطاب المتصاعدة إن في الساحتين المصرية والتونسية وإن في الساحات الأخرى التي كانوا يتهيأون فيها لفعل ما فعله «إخوانهم» المصريون والتونسيون!!.. لقد جاء في الآية القرآنية الكريمة :»وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَـكِن كَانُواْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ».





لتوظيفات الأمريكية للاخوان المسلمين مع حركة طالبان( 1 - 3)
المحامي محمد احمد الروسان عن الدستور
تؤكد تقارير الأستخبارات الدولية والأقليمية, المعنية بشؤون الساحة الأفغانية, أنّ كل المعلومات والمعطيات الجارية هذا الآوان, تشي أنّ المفاوضات والمحادثات السريّة الأميركية, والأطلسية مع حركة طالبان, تجري بثبات على قدم وساق, وبتفاعلات غريبة عجيبة توحي, بأنّ شيئاً في الأفق يلوح باستمرار, ويعاني من حالات مخاض ليس عسيراً, لجهة التوصل الى اتفاق قد ينهي, حالة الصراع المسلح الجاري حالياً في أفغانستان المحتلة, خاصةً وبعد تصفية بن لادن قبل عامين تقريباً, وفقاً لسيناريو تصفيته المعلن أمريكيّاً.
كما تؤكد معلومات التقارير الأنفة, أنّ خلفية المفاوضات والمحادثات الأميركية والأطلسية السريّة الحالية, مع حركة طالبان لجهة المباشرة منها, وان لجهة غير المباشرة منها, عبر أطراف أخرى, يعتقد أنّها إسلامية وعربية, خلفيتها كانت محادثات سريّة, جرت عبر وكلاء لحركة طالبان بنسختيها – الأفغانية - والباكستانية, من تلك الأطراف, من داخل التنظيم الدولي للأخوان المسلمين من جهة, وأطراف من المخابرات الأميركية والأوروبية والحليفة لهما من جهة أخرى, جرت في أكثر من مكان وأكثر من مرة في أوروبا, وتحت عناوين حلقات نقاش استراتيجية, تبحث الشأن الدولي وشؤون الشرق الأوسط والشأن الأفغاني, وتعرّج على مسألة حوار الأديان وتلاقح الثقافات, والبحث في القيم والموروثات والقواسم المشتركة.
فما يجري الآن من مفاوضات ومحادثات سريّة, من جهة الولايات المتحدة وحلف الأطلسي مع حركة طالبان بنسختيها, ليس جديداً حديثاً كما أشرنا آنفاً, وهو استمرار لمحادثات سريّة سابقة, جرت في أكثر من مكان في القارة الأوروبية, وأكثر من مرة قبل أكثر من أربعة أعوام, بما فيها هذا العام, العام الثاني لثورات ما يسمى بالربيع العربي، وستكون محطتها الشبه الحاسمة كما هو متوقع، مطلع الى منتصف العام القادم 2013 م كما تسهب المعلومات بالحديث. وكان للحركة الأسلامية - العربية بنسختها الدولية, كل الدور لجهة التأثير في التوصل الى مرحلة التفاهمات السياسية والأمنية والعسكرية, مع حركة طالبان وأخواتها ونسخها المختلفة, حيث الأخيرة تثق بتلك الأطراف العربية – الأسلامية, وهي مقرّبة من زعيمها الملا محمد عمر, وكان لها أدوار عملية في اسناده وحركته, وقت القتال(الجهاد) الأفغاني, وقت التواجد السوفياتي في كابول.
تتحدث المعلومات والمعطيات الجارية, قيام الولايات المتحدة الأمريكية بالعمل, على إجراء المزيد من المفاوضات والمحادثات السريّة, مع حركة طالبان الأفغانية, والتي من شأنها أن تؤسس لجولات مماثلة مع حركة طالبان الباكستانية, وفي ذات السياق وضمن هذا النسق الدولي المخابراتي تقول المعلومة الأمنية: أنّ جهاز الأستخبارات السعودي, وبعض المنظمات الوهابية فيها, وفي جل مشيخات الخليج, وبالتنسيق مع بعض كوادر التنظيم الدولي لحركة الأخوان المسلمين, سعت وتسعى ومنذ سنوات, إلى رعاية محادثات واشنطن –طالبان, من أجل التوصل إلى صفقة أمريكية – طالبانية – سعودية – باكستانية, بخطوط سياسية, ذات تموضعات في التركيز على الفكرة التالية:-
ومن الجدير ذكره أنّ إدارة أوباما رقم واحد, قد قطعت أشواطا كبيرة ومتقدمة, في المحادثات والمفاوضات السريّة مع حركة طالبان الأفغانية, والتي جاءت على خلفية المحادثات السرية السابقة, ومنذ أربع سنوات, حتّى أنّ الكونغرس الأمريكي, قد يعد العدّة لماراثونات نقاش موضوع, انسحاب القوّات الأمريكية من أفغانستان المحتلة, تبدأ بعد أسابيع معدودة من تشكيل حكومة ادارة أوباما رقم 2, لكي يصل إلى جداول زمنية محددة لهذا الانسحاب.
فبعد اغتيال أسامة بن لادن زعيم القاعدة, صار الملا محمد عمر, يشكل عنصرا أساسيا للولايات المتحدة الأمريكية, في المحادثات والمفاوضات السريّة, مع حركة طالبان الأفغانية, للتوصل إلى تسويات سياسية في أفغانستان, حتّى أنّ الممثل الأمريكي لأفغانستان وباكستان, السيد مارك غروسمان, تحدث عن مهمات أخرى له, تتمحور حول البحث مع الرصد لأي معلومات, تقود إلى الملا محمد عمر, وذلك يشي بوضوح أنّ واشنطن ومخابراتها, لا يريدون التخلص منه, وتضيف المعلومات الأستخبارية, أنّ جهاز المخابرات الألماني – الفرع الداخلي, ساعد ضباط من المخابرات الأمريكية, ومعهم بعض من قادة وكوادر التنظيم الدولي للإخوان المسلمين, بالاتصال بالسيد طيّب أغا, ويعتقد أنّ الأخير هو نائب رئيس اللجنة السياسية في حركة طالبان, وصهر الملا محمد عمر, وسكرتيره الشخصي, شارك بتلك المحادثات السرية, التي ساعدت عليها المخابرات الألمانية, وبمباركة شخصية من الملا محمد عمر, وقد ساند هذه المعلومات الأستخبارية تصريحات غير مسبوقة, لوزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلنتون في نيويورك مفادها في حينه ووقته:(... لا ننكر ذلك وأنّ الحل السياسي, هو الكفيل الوحيد لإنهاء الحرب في أفغانستان) وكانت تشير إلى لقاءات مخابراتية مع السيد طيّب أغا, وان كان تصريحها هذا, والذي جاء على شكل زلّة لسان, يشير إلى شخصيتها الأركولوجية المضطربة.
وتشير المعلومات الاستخباراتية الآنفة, أنّ كوادر وقادة حركة طالبان الأفغانية, ونظيرتها الباكستانية , على علم بمضمون علاقات الوسيط الأسلامي الدولي مع خصومهم, ومع ذلك وفي مفارقة تثير التساؤلات المحرجة, استمروا بالتفاوض للوصول الى الحد الأدنى, من سقوف مطالب حركة طالبان بنسختيها وأخواتهما, وبالتالي لاحتمالات التوصل الى مخرج من مأزق الحرب الأفغانية, عبر دراسة وفحص السبل التي يمكن أن تتيح الفرصة والمجال, أمام التوصل الى صفقة متوازنة مع حركة طالبان, تلبي المطالب الموضوعية والمعقولة للأخيرة, واشراكها بالعملية السياسية الأفغانية, وفق توافق داخلي مع حكومة كرازاي, حتّى ولو تم تعديل الدستور الأفغاني الحالي المعمول به.


«حريم السلطان» والتاريخ المقدس
أسامة مصالحة ( كاتب فلسطيني) عن الحياة اللندنية
قال محمد مرسي لرجب طيب أردوغان: «من غير اللائق أن يُصوّر السلاطين العثمانيون بهذه الصورة داخل قصور فارهة يتلاعب بهم حريمهم وأبناؤهم، والتاريخ العثماني جزء من تاريخ الأمة الإسلامية الذي يعتز به المسلمون جميعاً».
لا شك في أن ملاحظة الرئيس مرسي للرئيس اردوغان تنبع من ايمان راسخ بوجود «عصر ذهبي» أول؛ هو أقرب ما يكون الى يوتوبيا ارضية؛ أو «عصر بطولي» جسّدته سلسلة من الخلفاء والسلاطين والحكام العادلين.
وهذا التاريخ هو تاريخ مجيد، طاهر، ناصع البياض و «مقدس». وهذا التاريخ هو سردية دينية؛ رومانسية محمولة على أجنحة الميتافيزيقيا.
وكان طبيعياً أن يذهب الرئيس اردوغان الى حدود الغضب من هذا المسلسل الذي يشوّه سيرة «الغازي العظيم» الذي «قضى ثلاثين عاماً على ظهر الخيل» يحارب ليُخضع الممالك والبلدان والأمصار لسيطرة الصولجان العثماني.
أن يكون التأريخ مسرحاً للاشتباك السياسي بين قوى تعكف على صناعة المستقبل هو أيضاً شيء طبيعي. فتاريخ العالم «هو محكمة تُصدر أحكاماً» على ما كان هيغل يرى. وعلى رغم أن المسلسل لا يعدو أن يكون عملاً درامياً خيالياً، فإن الرئيس مرسي وجد أن في وسع ذلك العمل الدرامي أن ينطوي على حكم سياسي سلبي حول «الخلافة الإسلامية» العثمانية.
وحكم كهذا قد يضعف من الرصيد السياسي الحالي للتيارات الإسلامية التي تستثمر في الماضي أكثر مما تستثمر في المستقبل. وبدا الرئيس مرسي مهتماً بالوجه الأخلاقي للسلاطين أكثر من اهتمامه بوجههم السياسي. فما كان من «غير اللائق» هو تصوير «السلطان العاشر» كما لو كان دمية في يد امرأة؛ هي ألعوبة الشيطان. ولم تكن هناك إشارة الى سياسة أو تدبير لشأن من شؤون العامة جاء عليه السلطان واستنكره الرئيس، كالحرملك والجواري والعبيد، والخصيان والانكشارية.
الحقيقة التاريخية تقول إن السلطان سليمان القانوني يختلف عن ذاك الذي قدّمه المسلسل. فهو لم يكن ألعوبة في يد محظيته روكسلانا فحسب، بل كان هذا وأكثر. فالرجل كان قد أعدم اثنين من إخوته وعمّه الأكبر وذريته عند بدء حكمه. ووصل به الأمر لاحقاً الى حد إعدام صديق عمره ووزيره الأعظم ابراهيم وكذلك إبنه البكر ووريث عرشه الأمير مصطفى الذي اشتبه في تآمره عليه. ولم يتوقف السلطان عند إعدام إبنـــه مصطفى وذريــته وأخويه وعمّه الأكبــر، بل ذهـــب أيضاً الى حد الضغط على شاه ايران من أجل إعدام إبنه الأصغر بايزيد وأبنائه الأربعة معه، وذلك بعد أن هرب هذا الأخير الى ايران خوفاً من مصير يشابه مصير أخيه مصــطفى وذريته.
لكن هذه المجازر العائلية الصغيرة لم تكن حدثاً شاذاً في تاريخ «الباب العالي»... بل كانت هي القاعدة التي ارتقت الى أن تكون قانوناً رسمياً مدوناً منذ عصر السلطان محمد الثاني الذي أصدر القانون نامه. والقانون نامه، «قانون قتل الإخوة»، لم يكن سوى ذلك القانون الذي أباح فيه محمد الثاني لذريته قتل من لا يرتقون الى العرش من أفراد الأسرة. ويقول المؤرخون إن هذا القانون، الذي يبيح قتل الإخوة، لم يفعل سوى أنه أضفى طابعاً شرعياً على ممارسة سارية.
أما في ما يخص ترف السلاطين، فقد سجل الرحالة الأوروبيون اندهاشهم الكبير من مظاهر الترف والملابس الفاخرة والحلي والأحجار الكريمة والجياد المطهمة.
وقد لا تتقبل النظرة المثالية التقديسية للتاريخ، التي ترى الأمور بمنظور الأبيض والأسود، حقيقة أن السلطان، على رغم جرائمه المقززة، كان يرى فيه المؤرخون الغربيون أيضاً رجلاً فقيهاً، نبيلاً، أميناً، موفياً بتعهداته، معروفاً بسموّه الأخلاقي الاستثنائي وحكمته.
وهو الذي أرسى دعائم امبراطورية عالمية واسعة حازت كل «المنطقة الوسطى» للعالم القديم. وكانت امبراطوريته كوزموبوليتانية متعددة الأعراق والديانات ومتسامحة دينياً على نحو لافت. ويجب ألا يُستغرب أن كل السبعة الذين تقلدوا منصب «الصدر الأعظم»، الوزير الأول، كانوا من أصول مسيحية وغير تركية. ويجب ألا يُستغرب أن روكسلانا نفسها، زوجــته ومحظـــيته الجميلة، والتي سيصبح إبنها سليم الثاني سلطاناً بعد أبيه، كانت إبنة لراهب ارثوذوكسي. فللتاريخ، كما قال ت. س. اليوت «ممرات ماكرة ودهاليز محتالة ومسائل مثيرة للجدل».
لا تندرج «الحقبة العثمانية»، في الكلاسيكيات الإسلامية المعروفة، في إطار ما يسميه ميرسيا الياد بـ «الزمان الكبير». فالفاصل التاريخي بين عصر السلف والحقبة العثمانية يتجاوز القرون السبعة. وفي خلال القرون السبعة تلك، شهدت الحضارة العربية الإسلامية انهيارات وانكسارات وتشرذمات ومجازر وحروباً لا تحصى بين المؤمنين أنفسهم، ناهيك عن تلك التي حدثت مع الآخرين. وليس هناك ما يستدعي، حتى من وجهة نظر معينة، أن يتم إلحاق الحقبة العثمانية بـ «العصر الذهبي» المتخيل إلا إذا كانت هناك نية ورغبة في إلحاق الحاضر بتلك الحقبة أيضاً.


وهم الدولة الإسلاموية
عبدالله ناصر العتيبي (كاتب وصحافي سعودي) عن الحياة اللندنية
من الواضح أن مقاتلي «الجيش الحر» الذين يظهرون في الوقت الحالي على شاشات الفضائيات وفيديوات «اليوتيوب» هم من الإسلاميين. استخدام المساجد نقطة تجمع لبدء التظاهرات اليومية، وأصوات التكبير التي ترافق أصوات أسلحتهم في عملياتهم العسكرية، واللحى الطويلة التي تزيّن وجوههم، والأسماء التي يحملها قادتهم، كل ذلك يشير إلى أن المعركة السورية تأدلجت بالفعل، لكن هل هي أدلجة مقصودة، أم جاءت نتيجة للسياق الزماني والمكاني فقط؟ وهل هذه المخلوقات «اليوتيوبية» حديثة عهد بالإسلاموية، أم هي منتمية بالفعل منذ زمن ما قبل الثورة لتيارات الإسلام السياسي الموجودة في المنطقة؟
العربي بشكل خاص والمسلم بشكل عام قريبان إلى ربهما اعتقاداً حتى وإن ابتعدا عنه فعلاً. العربي كما المسلم عاطفي بالفطرة، ويحتاج دائماً لقوة غيبية تسند وجوده الدنيوي. ونتيجة لكونه يعيش على هامش التاريخ في هذا العصر، فإنه يعلّق بشكل عميائي خطأه وصوابه، فشله ونجاحه، ضعفه وقوته، توفيقه وخذلانه، قدرته وعجزه، يعلق كل ذلك بحبال القضاء والقدر، والتي هي في النهاية منتجات إلهية. وعندما يجد نفسه قريباً من الموت في صراع يومي، فإنه في الغالب يبحث عن أقصر الطرق وأيسرها للوصول إلى الرضا الإلهي. هذه الطرق يمكن اختصارها في اللحية الطويلة والصلاة اليومية والأدعية التي تساعد في التغلب على شعور الخوف. لكن السؤال: هل هذا هو الوضع فعلاً في سورية؟ هل هو وضع موقت نتيجة لظروف معينة، أم أن المتشكل الجديد بلغ منتهى التخلق؟
في بدء الأزمة السورية وقبل حوالى 18 شهراً تقريباً، عرضت قناة «العربية» برنامجاً وثائقياً عن مقاتلي الثورة السورية، وكانوا حينها في المراحل الأولى لتكوين تشكيلاتهم الثورية، ومن جملة ما تحدث به المقاتلون نفيهم التام للإسلاموية التي كانت تلصقها بهم الماكينة الإعلامية الأسدية، وكانوا لتأكيد ذلك يشيرون بشكل متطرف ومقزز إلى عدم التزامهم بالصلاة، وعدم الصوم في رمضان. وقبل أسابيع قليلة عرضت قناة «سكاي نيوز» البريطانية تقريراً لمراسلها في سورية يعرض فيه مجموعة من معتقلي «الجيش الحر» في أحد المخافر الأسدية. كان المعتقلون جميعاً بلحى طويلة وكان مسؤول المخفر يطرح عليهم بعض الأسئلة، ومن ثم يترجمها لمراسل القناة. ومن أبرز إجاباتهم تأكيدهم للحال الجهادية في سورية، واعتبارهم إسبانيا بلداً إسلامياً سليباً، وعزمهم على إكمال مسيرة الجهاد لاستعادة الأندلس ومن ثم أسلمة العالم.
ما الذي تغيّر خلال 18 شهراً الماضية؟ وهل اقتنع السوريون أخيراً بأن «الجهاد» هو الذي سيستعيد «الشام» من قبضة الاحتلال الأسدي؟ وهل أصبح الغرب مقتنعاً فعلاً بأن ما يحدث في سورية إنما هو ثورة الأسوأ على السيئ، الأمر الذي جعلهم يستبدلون أخيراً مصطلحات العنف والثورة السورية في إعلامهم بـ «الحرب الأهلية»؟
المؤكد أن طبيعة العربي كما أسلفت لها دور رئيسي في هذا التغيّر الدراماتيكي، لكنها لم تكن وحدها اللاعب الأساسي على كل حال، فقد ترافق معها دخول الكثير من الجهاديين العرب الذين يبحثون عن مصالحهم الشخصية المتمثلة في «الشهادة» أكثر من بحثهم عن إسقاط نظام بشار، من أجل تحرير السوريين وتخليص مدنيتهم وحرياتهم!
المقاتلون في الميدان الآن هم قوى أيديولوجية استبدلت مفهوم إسقاط زعيم فاسد وتكوين دولة مدنية، بحرب مقدسة يتسابق فيها المقاتلون إلى رمي أنفسهم في جنة الشهادة. هم سينتصرون حتماً، لكن الطريق إلى الانتصار سيأخذ بعض الوقت لأسباب عدة، لعل أبرزها يتمثل في التراجع الجزئي للغرب عن دعم مقاتلي «الجيش الحر»، خوفاً من صناعة وحش آخر لا يقل همجية وظلامية عن نظام «طالبان»، الذي كبر واشتد عوده بمباركة ودعم أميركا. كما أن علاقتهم شبه المقطوعة وانفصالهم التام عن قوى المعارضة في الخارج نتيجة لتضاد مفاهيم الواقع وأسس الوجود سيسهم بلا شك في تجريدهم من غطاء سياسي دولي هم بأمس الحاجة إليه لتعجيل نصرهم، ولن تفيد نفعاً محاولة المعارضة ترميم هذه العلاقة بتعيين أحمد معاذ الخطيب رئيساً لها في الخارج لاستمالة ومغازلة العاطفة الدينية لدى مجاميع المقاتلين في الميدان، لسبب بسيط جداً وهو تموضع المعارضة في الخارج دائماً في منطقة الصدى!
هم سينتصرون فعلاً، لكن كيف سيكون الحال بعد الانتصار؟
الوضع المستقبلي للسوريين سيكون مختلفاً بشكل كبير عن المآلات التي وجد التونسيون والمصريون والليبيون واليمنيون أنفسهم فيها، ففي تونس ومصر جاءت الثورتان الخاطفتان بالبديل الإسلاموي للأنظمة شبه العلمانية التي كانت قائمة، من مبدأ إتاحة الفرصة لعدو عدو الشعب. لم يكن للإسلامويين المصريين أو التونسيين دور يذكر في إذكاء نار الثورة، ولم تكن لهم يد في إقصاء حسني مبارك أو زين العابدين بن علي. حسنتهم الوحيدة التي توّجتهم على رأس السلطة تتمثل في كونهم المعارضة الوحيدة والحقيقية للنظامين طوال العقود القليلة الماضية. في مصر وتونس سقط الإسلامويون بالبراشوت على قلب الحكم وعقول الناس، وبالتالي فإن ذهابهم - إذا أراد الشعب التخلص منهم - سيكون بالسهولة ذاتها التي جاؤوا بها.
في ليبيا الوضع يختلف، فلم يكن الوقت كافياً لتشكل الحال الإسلاموية، وكأن وجود الغطاء الجوي لحلف «الناتو» يحول بين الدعوات والسماء، وحتى الذين كانوا ُيتهمون بالجهاد كعبدالحكيم بلحاج تخلص من لحيته عندما وجد المزاج العام في (ليبيا ما بعد القذافي) غير صالح لاحتضان الجهاديين الذين جاؤوا في المرتبة الثالثة في السباق نحو العزيزية بعد طائرات «الناتو» والتكتلات القائمة على الرابط القبلي!
في اليمن ضاع الإسلاموي الضعيف في متاهة العسكر - قبلية، ومن غير المنتظر بروز دور فعال له في المستقبل المنظور.
أما في سورية، فكل المؤشرات تقول إن الإسلامويين هم الذين حملوا السلاح أولاً، وهم الذين واجهوا الآلة العسكرية لبشار الأسد، وهم الذين وجدوا أنفسهم وحيدين في ساحة المعركة، وهم الذين سينتصرون في النهاية، فهل سيتنازلون بعد ذلك عن ثمرة النصر، ويحتكمون لما يعدونه منتجاً للغرب الكافر: الديموقراطية؟! هل سيقبلون بزعامة العلماني والليبرالي اللذين اكتفيا بالتنظير وتركا ميدان المعركة للإسلاموي؟
ستحتاج سورية إلى ولادتين بلا شك، لكن الثانية ستكون متعسرة وشديدة الألم. ستحتاج لأن تتخلص من بشار أولاً، ثم تعمل على إعادة المشروع الإسلاموي إلى القاعدة الشعبية شعوراً واعتقاداً وفعلاً، لكن بعيداً من العمل المدني والسياسي. الإسلاموي المفرد جميل جداً في المعاملات الأفقية، لكنه عند التعامل الرأسي يتحول إلى حاكم ديكتاتور. كل مواطن في الدولة ذات النفس الإسلاموي يتحول إلى مشرّع وقاضٍ ومنفذ في الوقت ذاته، لأنه ببساطة شديدة يظن أنه يتلقى التعليمات مباشرة من الله سبحانه وتعالى.
للدولة المدنية حاكم واحد، وللدولة الإسلاموية حكّام عديدون بعدد الشعب ذي التوجه والفكر الجهادي.


ربّيلك كتكوتين أحسن
حمدي رزق عن المصري اليوم(يسخر من مرشد الإخوان المسلمين وينتقد هجومه على المؤسسة العسكرية والجيش المصري)
د. محمد بديع عبدالمجيد سامى، مولود فى المحلة الكبرى فى 7 أغسطس 1947، حاصل على بكالوريوس طب بيطرى جامعة القاهرة سنة 1965. معيد بكلية طب بيطرى جامعة أسيوط 1965. ماجستير طب بيطرى ومدرس مساعد 1977 من جامعة الزقازيق. دكتوراه طب بيطرى ومدرس سنة 1979 من جامعة الزقازيق. أستاذ مساعد طب بيطرى 1983 جامعة الزقازيق. أستاذ طب بيطرى 1987 جامعة القاهرة فرع بنى سويف.
رئيس قسم الباثولوجيا بكلية طب بيطرى جامعة بنى سويف سنة 1990 لدورتين. وكيل كلية الطب البيطرى ببنى سويف لشؤون الدراسات العليا والبحوث سنة 1993 لدورة واحدة، يعمل كأستاذ متفرغ بقسم الباثولوجيا بكلية الطب البيطرى جامعة بنى سويف، كما كان أمينًا عامًا للنقابة العامة للأطباء البيطريين لدورتين، وأمين صندوق اتحاد نقابات المهن الطبية لدورة واحدة. رئيس مجلس إدارة جمعية الباثولوجيا والباثولوجيا الإكلينيكية لكليات الطب البيطرى على مستوى الجمهورية.
رئيس هيئة مجلة البحوث الطبية البيطرية لكلية طب بيطرى بنى سويف لمدة 9 سنوات، رئيس مجلس إدارة مركز خدمة البيئة بكلية طب بيطرى بنى سويف. قام بإنشاء المعهد البيطرى العالى بالجمهورية العربية اليمنية «صنعاء» لمدة أربع سنوات خلال الإعارة من 1982 حتى 1986، وإنشاء المزرعة الداجنة والحيوانية الخاصة به، وكذلك ترجمة المناهج الدراسية للغة العربية، وإنشاء متحف علمى وأقسام علمية بالمعهد البيطرى.
كله بيطرى، كله باثولوجى، كله دواجن وحيوانات، لدينا مربٍّ فاضل مضيّع علمه فيما لا ينفع الناس بل يضر كثيرًا، مال فضيلتك بالجيش وخير أجناد الأرض! مال سيادتك بالقيادات العسكرية السابقة والحالية! مال سيادتك أصلًا بالثكنات والوحدات العسكرية وما يجرى فيها!
إنتى بتشتغلى إيه؟! طبيب بيطرى، مال الطب البيطرى بالشأن العسكرى! البيطرى يظل بيطرى، لا يجوز أن يعالج بنى آدمين، والعسكرى يظل عسكرى، ما له علاقة بالمدنيين، كفاية خلط أوراق، وكل بيطرى يفتى فيما لا يفهم، من قال «لا أعلم» فقد أفتى، الفتوى فى غير محلها، لا تقدر على ضررها.
يا سيادة المربى الفاضل، خليك فى مشاريعك الحيوانية، والثروة الداجنية، تكسب كثيرًا ونكسب أكثر من عالم بحجم سيادتك، وعلم سيادتك، تخصصك نادر المثال، الفلاحون فى حاجة لعلمك وخبرتك، حيوانات ودواجن البلد فى حاجة لخبرتك المعملية الفذة، لدينا مشاكل حقيقية فى الثروة الداجنة من أيام أنفلونزا الطيور، الفراخ أسعارها نار، استنبط لنا أصنافًا جيدة، نحتاج خرافًا رخيصة للدبح على العيد الكبير، زهقنا من الخراف المطلوقة فى الشوارع تؤذى الناس، فى يدك مهنة تكسب بها دهب، ليه تتاجر فى الخسارة، وسحرة فرعون يمسكون عليك كلماتك المبطنة فى رسائلك التى لا تكتب منها حرفاً واحداً، الله يرحم كاتب الرسائل الدكتور جابر قميحة!
سيبك من عسكر فى المعسكر، ومرشد فى الجماعة، ربّيلك كتكوتين أحسن، وكما أنشأت المزرعة الحيوانية فى اليمن السعيد ياريت تنشئ لنا مزرعة بديعة فى الوطن السعيد، خلى الغلابة تاكل، حديثكم عن الجيش غريب وعجيب، إيش أخششك فى الجيش، كل واحد يتكلم فى تخصصه، مقبول أن تضع خبرتك البيطرية فى خدمة مزارع الجيش، تشرف على مزارعه، دواجنه وحيواناته، لا تتدخل فيما لا يعنيك حتى لا يصيبك ما لا يرضيك، الجيش غاضب، والجيش إذا غضب لا تسألنّ عن السبب، إنت اللى قتلت بابايه مرسى.<hr>