تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : اقلام واراء اسرائيلي 233



Haneen
2013-01-17, 11:20 AM
اقلام واراء اسرائيلي 233


<tbody>
في هــــــذا الملف


السنة التي كانت: من ربيع عربي الى شتاء اسلامي
بقلم: إيال زيسر عن اسرائيل اليوم

أين اختفت الذرة الايرانية؟
بقلم: عوزي بنزيمان عن هآرتس

افتحوا العين الثانية
بقلم: شاؤول اريئيلي،عن هآرتس

حقه وواجبه
بقلم: اوري افنيري ،عن معاريف

الذرة في 2013: بين عملية واحتواء
بقلم: زلمان شوفال ،عن اسرائيل اليوم

ومن لا يجيب؟
بقلم: عميرة هاس ،عن هارتس

الرئيس يعربد
بقلم: أمنون لورد ،عن معاريف





</tbody>

السنة التي كانت: من ربيع عربي الى شتاء اسلامي
بقلم: إيال زيسر عن اسرائيل اليوم
اصطبغت سنة 2012 كالسنة التي سبقتها بصبغة الربيع العربي، هناك من يقول انه شتاء اسلامي الذي زار منطقتنا. ومن الواضح منذ زمن أن الحديث ليس عن حادثة نقطية بل عن مسار تاريخي كانت نقطة بدئه الثورة في تونس في كانون الاول/ديسمبر 2010 لكن ما يزال من غير الممكن ان نرى نهايته.
توجد اماكن يمكن الحديث فيها عن 'نهاية البداية' في الزعزعة التي جرت على دول المنطقة. في هذه الاماكن كمصر أو تونس بل ليبيا، انتهى بنجاح النضال لابعاد المستبدين البغيضين وانقضى النظام القديم. لكن توجد اماكن كسورية لا يمكن الحديث فيها حتى عن 'نهاية البداية'، لأن النضال لاسقاط السلطة ما يزال في ذروته وبعيدا عن نهايته. ونقول في النهاية انه توجد اماكن كالممالك العربية، ولا سيما الاردن أو حتى دول الخليج حتى لم يبدأ فيها الربيع العربي، رغم الغليان الذي يتم الشعور به في الشوارع. ان الاردن مثلا قد يكون، وذلك لغير صالحه ومن المؤكد انه لغير مصالح اسرائيل الواضحة، قد يكون بطل الربيع القريب أو ربما ذاك الذي سيأتي على أثره.
لكن حتى في الاماكن التي أُسقط فيها حكام الماضي يتبين ان النضال لم ينته، بل ما يزال في ذروته. ولم يعد هذا نضالا للحاكم البغيض بل أصبح نضالا لملء الفراغ الذي نشأ في أعقاب سقوط نظم حكم الماضي، وهو في الأصل نضال عن الوجهة والطريق التي ستسير فيها الدولة والمجتمع في تونس وليبيا ومصر. وهو صراع بين التيار الاسلامي الذي يريد للاسلام ان يحكم حياة الدولة والمجتمع وبين الدوائر العلمانية التي تريد التحرر والحرية لا من الحاكم المستبد فقط بل من سلطة الفقهاء ايضا.
كانت 2012 'سنة مصر' لأنه في هذه الدولة انتقلت السلطة الفعالة الى ممثل الاخوان المسلمين محمد مرسي. لكن الصراع حتى في هذه الدولة ما يزال بعيدا عن الحسم كما شهدت الأحداث العنيفة في شوارع القاهرة في الاسابيع الأخيرة.
ستكون السنة القادمة كما يبدو مصبوغة بصبغة الصراع في سورية. وقد أخذ يقوى في الاسابيع الأخيرة انطباع ان الصراع في هذه الدولة قد بلغ مرحلته الأخيرة.
إن الاسد في الحقيقة اجتاز التأبينات المبكرة وأظهر نظامه قدرة مدهشة على البقاء. ومع كل ذلك أصبح سوء وضعه في الاسابيع الأخيرة حقيقيا بل حرجا. وفقد النظام السوري السيطرة على أجزاء كبيرة من الدولة، وهو يوشك كما يبدو أن يفقد حلب وهي المدينة الثانية في أهميتها في سورية، ويقاتل في معركة بقاء في مواجهة المتمردين في ريف العاصمة دمشق.
ومع ذلك ومثل كل شيء آخر يتعلق بالثورة السورية، قد تكون المرحلة الأخيرة من الصراع الجاري للسيطرة على هذه الدولة طويلة متواصلة. ينبغي اذا ان نفترض ان يستمر النظام السوري على الاحتضار نحو نهايته في مسار تدريجي قد يستمر مدة غير قصيرة.
مهما يكن الأمر فان جميع الدلائل تشير الى ان السنة القريبة، سنة 2013، ستصطبغ بصبغة استمرار الغليان وعدم الاستقرار واستمرار الصراع ايضا الذي هو في جزء منه صراع عنيف للسيطرة في الدول العربية المحيطة بنا.
وكل ذلك مع افتراض ألا تسرق ايران منزلة الريادة من أخواتها العربيات وألا يعود التقديم المُعجل لمشروعها الذري ليقوم في مركز الانتباه في اسرائيل وفي العالم الواسع.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ

أين اختفت الذرة الايرانية؟
بقلم: عوزي بنزيمان عن هآرتس
ذكر بنيامين نتنياهو في الاسبوع الماضي آخر الامر التهديد الذي تتعرض له اسرائيل من ايران. فمنذ كان عرضه المجلجل في الامم المتحدة الذي جسد فيه الخطر الايراني بتصوير سخيف، أُسقطت هذه القضية المصيرية (بحسب مذهبه) عن برنامج عمله المعلن.
وكان ذلك تحولا عجيبا اذا أخذنا في الحسبان ان الجهد الذري الايراني كان في مقدمة اهتمامات نتنياهو طوال فترة ولايته الحالية كلها، وأن صورة علاجه له ألقت على اسرائيل عبء خطر وجودي ملموس. عاد في خطبة افتتاح الحملة الانتخابية لـ'الليكود بيتنا' في يوم الثلاثاء الماضي فقط وتطرق الى هذا الشأن الساخن لكنه فعل ذلك وكأنه يريد اسقاط واجب: فقد ذكر ايران باعتبارها من التحديات التي تواجه الدولة، التي لا يستطيع ان يواجهها سوى رجل قوي مثله فقط (بحسب ما يرى).
يحتاج هذا السلوك الى توضيح: فالرجل الذي قرن مبادرته الى تقديم موعد الانتخابات باقامة القضية الايرانية ليبت فيها الجمهور في صناديق الاقتراع، يختار الآن أن يتجاهلها تماما تقريبا. فليست هي في مركز المعركة الانتخابية، ولا تحصل على منزلة 'جي.بي.إس' يوجه الناخبين في طريقهم الى أوراق التصويت، ولا تتحول الى ورقة اختبار للحكم على قدرة نتنياهو على القيادة. ويُحتاج الى جواب عن سؤال ما معنى سكوت رئيس الوزراء: هل تراجع عن تشخيصه ان مصير اسرائيل معلق بصورة مواجهة قيادتها للتهديد الذري الايراني؟ وهل تخلى عن نيته مهاجمة منشآت ايران الذرية؟ وهل يشير دفعه الموضوع الايراني الى هوامش ظهوره العام الى ضعف نفس وتفكير ثانٍ واستجابة لضغط امريكي، أم يشير الى وجود قنوات تحادث دبلوماسية خفية على الناظر يباركها رئيس الوزراء؟
يوجد شيء ما غير معقول في هذا التطور المتطرف من رفع الشأن الايراني في مقدمة برنامج العمل الوطني (والدولي) أشهرا طويلة، الى إبعاده تماما تقريبا عن الخطاب العام ومنه ما يوجد في المعركة الانتخابية. لا يجوز لمجتمع سوِّي أن يتجاوز عن ان زعيمه يحدد له هدفا وطنيا لا مثيل له في شذوذه وخطره، ويقرر طريقة عسكرية لمواجهته ويُجند من اجل ذلك موارد ضخمة، ويغطي كيانه كله بتهديد ثقيل، ويُغرق العالم بنذيره الكئيب ثم يُبعد يده فجأة عن كل تلك الجلبة من غير ان يُقدم لأحد حسابا عن سلوكه.
ان المعركة الانتخابية هي في ظاهر الامر الفرصة المناسبة للفحص عن قدرات نتنياهو على قيادة الدولة. أكان على حق في تشخيصه المتعلق بالتهديد الايراني من قبل طهران والموضع الذي أعطاه إياه من برنامج عمله؟ وهل اختار طريقة المواجهة الصحيحة للتهديد؟ وهل النتيجة معقولة اذا قيست بالتكلفة؟ بيد أن هذا الاستيضاح المطلوب لا يتم. فنتنياهو يملأ فمه بالماء ولسبب ما اختار رؤساء الاحزاب التي تنافسه تجاهل هذا الموضوع ايضا. لكنهم هم ايضا يواجهون الامتحان في هذه القضية: هل هم مستريحون لصورة علاج نتنياهو للخطر الايراني وهل توجد عندهم طرق علاج بديلة، ولماذا يُعاضدون توجه رئيس الوزراء الى دفع هذه القضية الى هامش الخطاب العام.
في اسرائيل في نهاية 2012 تنظر القيادة السياسية في عدم اكتراث الى التأهب المتطرف الذي أدخل رئيس الوزراء دولة كاملة فيه في مواجهة تهديد وجودي قام بتشخيصه. وفي اسرائيل هذه لوح نتنياهو بخطر المحرقة في مقابل النوايا الآثمة لآيات الله الايرانيين، ومنح افيغدور ليبرمان (إذ كان وزير الخارجية) التهديد وزنا مشابها جسدته خطبة عصماء لخالد مشعل، وردد وزراء في الحكومة كالببغاء زعم ان عدم اكتراث دول اوروبا لتهديدات حماس لاسرائيل يُماثل نظرها الى مصير اليهود في المحرقة. إن الخطر على الوجود لم يعد كما كان ذات مرة.

ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ

افتحوا العين الثانية
بقلم: شاؤول اريئيلي،عن هآرتس
يبدو ان كثيرين قد اختاروا مؤخرا ان ينظروا الى الواقع بعين واحدة فقط للحصول على صورة ذات بُعد واحد تمنح الفهم والوضوح في الظاهر فقط. وهم يمتنعون عن فتح العين الثانية التي تهب القدرة على مواجهة عمق الواقع وتركيبه.
إن الذين ينظرون بعين واحدة الى سلسلة طويلة من منتخبي الجمهور، من ميري ريغف الى ميخائيل بن آري، يرون ان سلوكهم ومواقفهم جزء مما اعتاد عليه الجمهور. وسيتبين لهم اذا فتحوا العين الثانية ان هذا السلوك وهذه المواقف تستمد قوتها ووجودها من أمراض مزمنة في جهاز التربية بشتى أقسامه. من العدد الذي أخذ يكبر لطلاب في مدارس حريدية ورسمية دينية، لا يحصلون على تربية مناسبة على قيم الديمقراطية والليبرالية، ومن تجاهل متعمد في التيار الرسمي لدراسة عميقة للصراع، والتأكيد المبالغ فيه للعلاقة بين المحرقة ووجود دولة للشعب اليهودي، ومن اعتماد الدولة في الأساس على القوة العسكرية لاقامة نفسها، ومن دراسة ناقصة للظواهر الاجتماعية التي أفضت الى ذلك.
إن الذين ينظرون بعين واحدة فقط يرون في نفتالي بينيت الرباط الجديد بين الصهيونية واليهودية. 'يجب ان نُقيم حياتنا القومية على أساس يهودي ويجب ان نعطي الدولة صبغة يهودية'، بيّن لآري شبيط ('هآرتس'، 28/12). هذه هي العباءة القومية، الدينية المسيحانية، ثمرة نظرية الحاخام كوك، التي يرجو بينيت ان يلف الدولة بها. فقد قال الحاخام كوك انه حتى لو كانت الصهيونية بدأت بالعلمانية فستعود في مراحلها المتأخرة الى المقدس، وسيتحقق في ارض اسرائيل يوتوبيا دينية ستكون ذروتها انشاء الهيكل من جديد، واقامة السنهدرين وتجديد الملكية. فهي صهيونية تختلف عن صهيونية هرتسل وجابوتنسكي وبن غوريون. يريد 'البيت اليهودي' و'زعامة يهودية' في الليكود بيتنا، اللذان يحشدان ناس 'غوش ايمونيم' بمختلف أجياله، يريدان بضم المنطقة (ج) أن 'يدفعا الى الأمام' بالواقع المسيحاني، الذي لم يجد راحته منذ أن ضُمت هضبة الجولان في 1981. ولهذا اذا فتحنا العين الثانية فقط سنفهم بصورة أفضل تحذير اسحق رابين الذي كتب في 1979 قائلا: 'رأيت في غوش ايمونيم ظاهرة خطيرة جدا انه سرطان في جسم الديمقراطية الاسرائيلية. وقد كان من الضروري ان نناضل تصورهم الأساسي الذي يُناقض أساس اسرائيل الديمقراطي نضالا شديدا يكشف عن المعنى الحقيقي لمواقف هذه الكتلة وطرق عملها'.
إن الذين ينظرون بعين واحدة الى المجتمع الفلسطيني ويرون فيه فقط عربا يصطفون في صف واحد مرصوص وراء تصريحات حماس، لا يدركون الصراع الموجود فيه. لا فيما يتعلق بحل الصراع فقط بل فيما يتعلق ايضا بصورة الدولة الفلسطينية وصبغتها: أدينية شرعية كرؤية حماس أم ديمقراطية كرؤية محمود عباس ومؤيديه. وأهم من ذلك أنه سيتبين لهم أن حسم ذلك متعلق بقدر كبير ايضا باسرائيل وبسياستها تجاه هذين التيارين في المجتمع الفلسطيني.
إن الذين ينظرون بعين واحدة الى المجتمع الدولي ويرونه جبهة معادية للسامية ومؤيدة للفلسطينيين سيتبين لهم اذا فتحوا العين الثانية، أن العالم يندد حقا بالاحتلال الذي ذروته مشروع الاستيطان، لكنه يعترف باسرائيل في خطوط 1967. وسيدركون ايضا ان هذه هي ماهية العلاقة بالدولة التي تريد الانتماء الى أسرة الشعوب.
وإن الذي ينظر الى الواقع الاسرائيلي وعيناه الاثنتان مفتوحتان لا يستطيع ان يتهرب من تركيبه. ومن يغمض عينيه في المقابل يضطر الى تخيل الواقع وان يعالج الامور فيه بحلول متخيلة. إن المشروع الصهيوني العلماني هو في جوهره تأليف بين الشجاعة والحلم وبين الفهم لتبني التركيب باعتباره نهج حياة.

ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ

حقه وواجبه
بقلم: اوري افنيري ،عن معاريف
أتفق مع أقوال الرئيس شمعون بيرس، وهذا لم يحصل لي كثيرا في السنوات الخمسين الاخيرة. أعتقد أن الرئيس بيريس محق عندما يقول انه لا ريب أن الاغلبية الساحقة من الجمهور تريد حل الدولتين للشعبين.

هل ينبغي للرئيس أن يعبر عن ارائه عشية الانتخابات؟ هذا سؤال جيد، وجوابه ليس في مجال القانون بالذات. اذا كان الرئيس بيريس يشعر بالحاجة لان يقول قولته، فانه من حقه ذلك مثل كل مواطن.

لا اعتقد أن الرئيس بيريس يفقد مكانته كمواطن قلق فقط لانه يتبوأ منصب رئيس الدولة. فهو لا يزال صاحب رأي خاص به، واذا كان ضميره يقول له ان هذا هو الوقت للاعراب عن رأيه فهذا حقه الكامل، بل وربما واجبه.

يجب ان نرد ردا باتا الانتقاد الذي وجه الى الرئيس بسبب أقواله، وأولا وقبل كل شيء انتقاد النائب ميخائيل بن آري، الفاشي المعلن وتلميذ كهانا الذي اخرجت حركته عن القانون. اذا كان لبن آري حق في التعبير فبالتأكيد للرئيس بيريس حق محفوظ مشابه.

وبالنسبة لرد الليكود الحاد، فانه من المسموح لرجال الحزب بالتأكيد ان يقولوا رأيهم في اقوال بيريس. فمن أجل هذا بالذات توجد انتخابات، واذا كان في هذه الانتخابات موضوع السلام والحرب يطرح على جدول الاعمال بفضل رئيس الدولة فان هذا يسعدني حقا. حتى الان عنيت الحملة الانتخابية اساسا بالترهات في مرق بندورة. حتى الان المشاكل الوجودية للدولة لم تطرح على البحث تقريبا، واذا كان بيريس يساعد على طرح المواضيع المهمة على جدول الاعمال فمبارك هو.

بالنسبة لمضمون اقوال الرئيس، برأيي يمكن الوصول الى اتفاق سلام مع ابو مازن في غضون شهر، اذا كنا نريد. كل الشروط مطروحة على الطاولة ومعروفة للجميع. وقد نبشنا فيها جميعنا حتى التعب. يمكن أن نقبلها أو نرفضها. المصلحة الوجودية لاسرائيل تتطلب أن نقبلها، وأنا أشد على يد شمعون بيريس، ربما لاول مرة في حياتي.

ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ


الذرة في 2013: بين عملية واحتواء
بقلم: زلمان شوفال ،عن اسرائيل اليوم
تكثر الدلائل على ان 2013 ستكون السنة التي يُحسم فيها أمر هل يكون لايران قنبلة ذرية. يرى كثيرون في واشنطن ان الرئيس اوباما سيضطر في الاشهر القريبة الى ان اتخاذ قرار بهل يسمح لطهران باحراز هدفها أم يوقفها ويشمل ذلك استعمال الخيار العسكري الذي التزم به ضمنا على الأقل. يجدر بالمناسبة أن ننتبه الى ان مواقف اوباما من قضية 'الخطوط الحمراء' التي يجب ان توضع أمام طهران قد اقتربت بقدر كبير من 'الخطوط الحمراء' التي رسمها في حينه بنيامين نتنياهو (وتلقى لذلك غير قليل من الانتقاد المسموم).
يدعو معارضو عملية عسكرية من اسرائيل أو من الولايات المتحدة اوباما الى أن يقرر سياسة 'احتواء'، أي ان يتم تمكين الايرانيين لعدم وجود مناص من التوصل الى قنبلة ذرية لكن مع منعهم استعمالها، إما باقتراح 'قطع حلوى' على اختلافها وإما بتهديدات تشمل تهديدات عسكرية في المستقبل. ويزعم أنصار الاحتواء ان عملية عسكرية لن تجعل انطلاق طهران الذري يُبطئ أكثر من سنتين وأن ذلك سيفضي الى فوضى في الشرق الاوسط ويعزز تأييد الشعب الايراني لقادته ويزيد في الوقت نفسه في موالاة طهران عند الجمهور العربي، الذي بدأ يُدير ظهره لها بسبب تأييدها لنظام الاسد في سورية. ويصعب ألا نرتاب في ان أنصار هذا التوجه يرون ان اسرائيل هي 'الشخص السيء' أكثر من ايران.
رغم ان احتمالات ان يُعين تشاك هيغل وزيرا للدفاع قد قلّت فانه يوجد في القيادة السياسية الامنية الاسرائيلية قلق طفيف من ان يعمل السناتور الجمهوري السابق المعروف بمعارضته لعملية عسكرية على ايران، الذي لا يعتبر من أصدقاء اسرائيل الواضحين، أن يعمل في تعزيز توجه 'الاحتواء'. وينبغي أن نذكر ان اوباما رغم أنه سيستمع بيقين الى الشخصيات المهيمنة الثلاث في مجال سياسة الخارجية والامن (وزير الخارجية ووزير الدفاع ومستشار الأمن القومي) فسيكون هو صاحب القرار الحاسم.
يقف بين المعسكرين اللذين يؤيدان، إما عملية عسكرية وإما احتواء، من يعتقدون أنه لا يجوز ان يكون لطهران قنبلة ذرية، لكن يمكن احراز هذا الهدف من غير استعمال الوسائل العسكرية، في المرحلة الاولى على الأقل. فدينس روس مثلا الذي كان مستشار الرئيس اوباما في ولايته الاولى في شأن ايران، يعتقد ان الساعة الذرية الايرانية تتكتك بايقاع سريع مقلق حقا بيد انه ينبغي في هذه الاثناء ان يوزن تقديم اقتراح امريكي لـ 'صفقة شاملة'، تُمكّن الايرانيين من تطوير برنامج ذري لحاجات مدنية فقط برقابة دولية وثيقة ملاصقة. وهو يعتقد ان الوضع الداخلي في ايران، بسبب التدهور الاقتصادي وتضعضع مكانتها السياسية بسبب تأييدها لنظام الاسد، يعطي احتمال ان يستجيب نظام خامنئي بالموافقة على أفكار كهذه حتى لو كان ذلك من اجل منع هجوم.
ربما من اجل تقوية الجهات الامريكية والدولية التي تعارض عملية عسكرية، أُشيع ان ايران ضاءلت بارادتها تخصيب اليورانيوم، والى جانبها أنباء عن اتصالات دبلوماسية سرية بين واشنطن وطهران. وينبغي ان نفترض ان هذه وتلك ترمي بالنسبة للايرانيين الى كسب وقت وتنويم تيقظ العالم. وستضطر اسرائيل في أقرب وقت لاجراء حوار مكثف مع حليفتها الامريكية والفحص عن جميع الاختيارات التي تملكها.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ

ومن لا يجيب؟
بقلم: عميرة هاس ،عن هارتس
اذا كان يخيل في أحيان قريبة ان الناطقين الرسميين يضحكون علينا، نحن الصحافيين عندما يجيبون بجملة عابثة واحدة، عديمة المعلومات، فقد جاء طلب 'البؤرة لحماية الفرد ـ هموكيد' للحصول على معلومات في موضوع جمع شمل العائلات في شرق القدس، ليثبت ان هناك عدة طرق للضحك.
مثل طلب سعر عالٍ مناقض للقانون. وان كان مع الكثير من الصبر، الوقت، المكالمات الهاتفية، المراسلات، الخبرة المهنية والالتزام المبدئي، يوجد أمل في تحويل الضحك الى معلومات.
في 13 اذار/مارس 2012 طلب مركز هموكيد من وزارة الداخلية الحصول على معطيات عن طلبات جمع شمل العائلات التي رفعها الفلسطينيون من سكان شرق القدس منذ العام 2003.
محامية هموكيد نوعا دياموند لم تطلب فقط عدد الطلبات التي رفعت، رفضت وأقرت، تصنيفات اخرى للمعلومات. فمثلا، كم حالة كان فيها الطالب رجلا وكم كان امرأة، من أين ابناء العائلة غير المقدسيين ـ من غزة، الضفة أو من خارج البلاد، وكم حالة طلب فيها الاباء او الامهات 'جمع شمل العائلات' مع ابنائهم (تذكير: اسرائيل تفعل كل ما في وسعها كي لا يحصل اطفال الفلسطينيين تلقائيا على مكانة مقيم في المدينة).
واذا كان هموكيد يطلب الكثير من التفاصيل، فهذا لان البيروقراطية الاسرائيلية خلقت متاهات عويصة، كي لا يتحقق حق الفلسطينيين في اقامة عائلة في مدينتهم القدس. ويحتاج هموكيد الى المعلومات كي يواصل الكفاح باسم العائلات التي تحرمها اسرائيل مما هو مسلم به.
قانون حرية المعلومات سن كي يتمكن كل مواطن أو مقيم اسرائيلي ان يحصل من كل السلطات العامة على معلومات عن عملها. وحسب القانون، فان وزارة العدل هي المخولة لان تقرر حجم الرسوم، التي هي 98 شيكلا للطلب و 53 شيكلا لكل ساعة عمل في العثور على المعلومات وتصنيفها، بينما الدفع يحسب ابتداء من ساعة العمل الثالثة. فريق هموكيد عرف من طلبات سابقة بان المعلومات محوسبة وتديرها شركة خاصة - HP .
بعد نحو خمسة أسابيع من ارسال الطلب اجابت وزارة الداخلية بان كلفة الخدمة المطلوبة ستكون 2046 شيكلا بما في ذلك ضريبة القيمة المضافة مقابل 11 ساعة عمل. ولكن حسب أنظمة القانون كان يفترض الكلفة ان تكون نحو ربع المبلغ 9 ساعات عمل من أصل 11 حسب 53 شيكلا للساعة، وبدون ضريبة القيمة المضافة المجموع 477 شيكلا. وطلب هموكيد تفسيرا من وزارة الداخلية. المزيد من الوقت، المزيد من المكالمات الهاتفية.
وفي 9 تموز/يوليو تبين ان الثمن وعدد الساعات ارتفعا: المسؤولة عن حرية المعلومات في وزارة الداخلية ميلي دوديان، كتبت بان مدة العمل المتوقعة هي 15 ساعة، والمبلغ 3250 شيكلا. ومرة اخرى طلب هموكيد تفسيرا، وفي 12 تموز كتبت دوديان بان كلفة ساعة العمل حسب التسعيرة المقرة (التي قررتها الشركة الخاصة بموافقة وزارة الداخلية، ع. هـ) هي 168 شيكلا زائدا ضريبة القيمة المضافة.
وفي اعتراضها على المبلغ العالي كتبت دياموند: 'قيمة الرسوم حسب قانون حرية المعلومات، القانون الذي جاء ليجسد القيم الديمقراطية الاساس، تقرر بحيث أن يتحقق توازن بين احتياجات السلطة العامة (وعلى رأس ذلك منع رفع طلبات عابثة)، وبين تحقيق غايات القانون ومنع خلق حواجز غير مبررة في وجه حق الوصول الى المعلومات... جباية رسوم اصدار عالية اربعة اضعاف تقريبا عن مقدار الرسوم المقررت في الانظمة تخطئ اهداف القانون وتخلق حاجزا واضحا في وجه حق الوصول الى المعلومات'.
التوجه وفيه طلب دفع الرسوم الجديدة تم في 16 تموز. ومرة اخرى مرت الايام ووزارة الداخلية لم تجب. في 30 تموز كتبت دياموند بان هموكيد سيضطر الى الاستئناف لمحكمة الصلح على مقدار الرسوم. مرة اخرى جر الوقت ووزارة الداخلية لم تجب. في 2 ايلول كتب الاستئناف ورفع الى محكمة الصلح في القدس.
السلطة الادارية، كتبت دياموند في الاستئناف، 'تخضع الاعتبارات التي يفترض أن توجهها اعتبارات الشفافية وحق الوصول الى المعلومات الى اعتبارات اقتصادية صرفة. وهي تسمح لشركة خاصة، منحت صلاحيات السلطة، بان تقرر 'سعر السوق' لحرية المعلومات. وذلك رغم حقيقة أن المشروع حدد بصراحة بان معالجة طلبات حرية المعلومات، لا يتحدد اسعارها وفقا لاعتبارات تجارية... وهكذا تتحلل السلطة من صلاحياتها، وتسمح بالخصخصة بحكم الامر الواقع للحق في حرية المعلومات'.
وهكذا عندما يكون الاستئناف في المحكمة، يكون التملص أكثر صعوبة. المحامية نوعا الشيخ من النيابة العامة للدولة في لواء القدس كتبت في 31 تشرين الاول/اكتوبر 2012 بان وزارة الداخلية مستعدة لان تجبي الدفعات 'وفقا للرسوم المحددة للمعالجة' أي وفقا للقانون والانظمة حسب 53 شيكلا للساعة. وعدد ساعات العمل المطلوبة الان 14 شيكلا. وبات الاستئناف لا لزوم له. هموكيد دفع وهو الان ينتظر المعلومات.
سألت سبين حداد، مديرة قسم المتحدث باسم المؤسسة والاعلام في سلطة السكان والهجرة، اذا كان الالتزام بانظمة القانون يسري فقط على طلب هموكيد، أم انه سينطبق من الان فصاعدا على كل التوجهات للحصول على معلومات. كان الجواب الذي تلقيته على هذا السؤال وعلى بضعة استفسارات تتعلق بالحقائق: 'ليس معروفا لنا اي تغيير في ادارة المعلومات في السنوات الاخيرة'. كل المحاولات لفهم معنى الجواب ضاعت هباء.
حرب الاستنزاف ضد هموكيد انتهت ظاهرا بهزيمة وزارة الداخلية. ولكن على حساب ماذا ضاعت، من دون حاجة، الطاقة، الوقت والابداع المهني لموظفي هموكيد! على حساب ساعات الفراغ والراحة لهم وربما ايضا على حساب عائلة اخرى في سبيل حقوقها ينبغي الكفاح.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
الرئيس يعربد
بقلم: أمنون لورد ،عن معاريف
هديتان خلفهما ديفيد بن غوريون لدولة اسرائيل. الاولى هي المفاعل النووي في ديمونا، والاخرى هي شمعون بيريس. كلتاهما مرتبطتان الواحدة بالاخرى، ولكن مع الزمن بات واضحا ان ضرر الهدية التي تسمى شمعون بيريس يفوق منفعة الخيار النووي.
فأمام انظار سفراء اسرائيل في العالم يصف رئيس الدولة حكومة اسرائيل بانها 'نزاعة الى القوة'.
لقد تسرب ان الرئيس اوباما لن يتدخل في الانتخابات في اسرائيل. اما أنا فلم أعد واثقا. فليس فقط بيريس أثنى وامتدح الرئيس اوباما عند سباقه المتجدد في الانتخابات، كموصٍ بالاستقامة، بل انه الان، وربما مقابل ميدالية الحرية، نجد بيريس ينزل باللائمة مرتين في اقل من اسبوع على رئيس الوزراء نتنياهو بشكل شخصي، وعلى حكومة اسرائيل كلها.
وليس لاوباما وحده كان لدى بيريس كلمات حارة في الصيف الماضي: ابو مازن، الذي يستثمر كله وكليله في حملة ترفض حق وجود اسرائيل، يعرضه بيريس بانه رجل سلام. الرجل غير القادر على أن يصون حكمه دون عكازتي اسرائيل، الرجل المرتبط بمذبحة ميونيخ في 1972 والذي يتهم زعماء اسرائيل بالجرائم ضد الانسانية، حظي من بيريس بعلاقات عامة حماسية.
لا بد انه ما كان سيكون غريبا على بن غوريون، ولا على موشيه شريت وغولدا مائير واسحق رابين الذين شهدوا عن كثب صعوده الى العظمة. فقبل نحو 15 سنة، بعد اوسلو، في 1997، كان بيريس موصي الاستقامة الاساس بياسر عرفات لغرض قبوله في عضوية الاشتراكية الدولية. فقد قال بيريس للاعضاء هناك: في اسرائيل نحن دوما نتجادل كيف نسمي عرفات؟ رئيس المنظمة.. رئيس السلطة.. الرئيس..؟ اما اليوم فقال بيريس 'ليس عندي تردد، فأنا أسميه الرفيق عرفات'. قبل نحو سنتين، في مقابلة طويلة مع بيني موريس في صحيفة الانترنت 'تابلت مغزين'، اثنى بيريس على ذكرى زعيم الارهاب ووصفه بانه 'رجل سلام'.
أعتقد أنه حان الوقت لان يتوقف الاسرائيليون للحظة ويفكروا من هو الذي يجلس في قصر الرئاسة في القدس. مسموح التفكير، لرؤية رئيسنا المحترم بعريه وعاره. الرجل يقود انقلابا مستمرا منذ عدة سنوات ضد حكومة اسرائيل ورئيسها. في شباط/فبراير 2011، عندما أخلى رئيس الاركان السابق غابي اشكنازي أخيرا مكانه، أجريت مقابلة تلفزيونية خاصة مع بيريس في القناة 2 ليعلن بانه يجب السماح لاشكنازي بالتنافس في الانتخابات من دون أي فترة تبريد. 'ممَ يحتاج الى التبريد؟'، سأل بيريس. المشكلة هي انه اذا عطس الرئيس فأننا كلنا نصاب بالبرد. فهل عندما يسمي الحكومة 'نزاعة الى القوة' يفحص السجل المضرج بالدماء لحكومته هو؟ لحكومة رابين، باراك واولمرت؟ فهم كلهم رجال سلام.
عندما قرر بيريس ان قانون التبريد لا ينطبق على اشكنازي فقد أعرب عن توقع بان تجرى الانتخابات قريبا. عمليا، يدور الحديث عن عدم ثقة برئيس الوزراء. وأعمال تآمرية من هذا النوع كان ينبغي أن تؤدي بالكنيست الى أن تقصر فترة ولاية بيريس. وبعد أن سمعنا ورأينا النشاط العلني لقادة اذرع الامن السابقين في محاولة للمس بسياسة القيادة السياسية ضد ايران يتصور المرء انه كان لهم شريك كبير: بيريس، الذي واصل موجة الهجمات حين تحدث، في يوم ميلاده، ضد هجوم في ايران. يجب مطالبته بالايضاح اذا كان يشجع رؤساء جهاز الامن المتقاعدين على الوقوف علنا ضد الحكومة المنتخبة؟ واذا كان لا، فلينف ذلك.
في كتابه 'جبهة بلا جبهة داخلية' قدم شلومو بن عامي وصفا باعثا على الصدمة لشمعون بيريس الذي يفقد بوصلته في أحد لقاءات المفاوضات مع عرفات وعصبته: 'بينما نحن نتباحث انتهى لقاء بيريس وعرفات. وانضم بيريس الينا ولم يعرف ما يفعل بنفسه. هل يجلس في الطرف الاسرائيلي من الطاولة، إذ كان هذا على يساري أو يميني، وكأني به يعترف باني انا الرئيس. فذهب للجلوس في الطرف الاخر من الطاولة، مع الوفد الفلسطيني. لعدة لحظات بعد ذلك نهض وتجول من دون غاية'.
يا شمعون بيريس متى ستنضم الى الوفد الاسرائيلي؟ أفلم تمل من منح الاغاثة والراحة ايضا لاعداء اسرائيل؟


ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ