المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اقلام واراء اسرائيلي 234



Haneen
2013-01-17, 11:21 AM
اقلام واراء اسرائيلي 234


<tbody>
في هــــــذا الملف

تدفق اللاجئين السوريين اهم من السلاح الكيميائي
بقلم: جاكي خوري عن هآرتس

مُحادثة حماس
بقلم: أفرايم هليفي عن يديعوت

موسم التهديدات
بقلم: عميره هاس ،عن هآرتس

الشعب لا يشتري سلعة سياسية مستعملة
بقلم: حاييم شاين،عن اسرائيل اليوم

تحريض تحت غطاء القلق
بقلم: أسرة التحرير ،عن هارتس

حنين الزعبي عدو لاسرائيل
بقلم: نداف هعتسني ،عن معاريف

ملاجيء في غزة: تحصين ساخر
بقلم: رؤوبين باركو ،عن اسرائيل اليوم










</tbody>
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ

تدفق اللاجئين السوريين اهم من السلاح الكيميائي
بقلم: جاكي خوري عن هآرتس
أعلن الاردن بانه جاهز لمواجهة خطر السلاح الكيميائي، بسبب الحرب المستمرة في سوريا المجاورة وامكانية تسريب مخزونات السلاح الكيميائي الى الثوار والى المنظمات الاسلامية المتطرفة. وفي بيان نشرته وكالة الانباء الرسمية 'البتراء' أوضح وزير الاعلام، سامح معايطة، ان الاردن 'لن يعقد اي تحالفات' للدفاع عن نفسه.
ويخاف الاردن والولايات المتحدة ودول اخرى، بما فيها اسرائيل، من أنه في المحاولات الاخيرة لانقاذ نظامه سيستخدم الرئيس السوري بشار الاسد السلاح الكيميائي. ولم يقدم المعايطة تفاصيل عن قدرة المملكة الهاشية على تقليص الضرر له في حالة هجوم بالسلاح الكيميائي، ولكن حسب مصادر اخرى في الاردن، فان خبراء عسكريين من الولايات المتحدة وبريطانيا ارشدوا الاردن في الدفاع عن المواطنين في وجه هجوم كيميائي.
وفي الاردن أشاروا الى أن مصدر قلق أكبر من استخدام السلاح الكيميائي هو استمرار تدفق اللاجئين الى الاردن، وآثار الامر على الاقتصاد الاردني. وافادت وكالة الانباء الاردنية الرسمية بان ملك البحرين سيمنح الاردن ميزانيات لاقامة مجال لتعليم أطفال اللاجئين في مخيم الزعتري على الحدود السورية.
وعلى حد قول وزير الاعلام الاردني، فمنذ بدأت الثورة في سورية قبل نحو سنتين، دخل الاردن نحو 275 ألف لاجئ، يعيش 150 الفا منهم في المدن الاردنية ويثقلون جدا على سكان الدولة. وعلم أن 17 ألفا منهم يتعلمون في المدارس في الاردن.
هذا وكانت صحيفة 'القدس العربي' الصادرة في لندن نشرت الاسبوع الماضي ان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو سافر الى الاردن سرا، وبحث هناك مع الملك عبدالله امكانية سقوط سلاح كيميائي سوري في ايدي الثوار. وعلم في بداية الشهر ان اسرائيل طلبت من الاردن ضوءا اخضر للهجوم على منشآت السلاح الكيميائي السوري. وخلف هذا النشر وقف الصحافي جيفري غولدبرغ من موقع الانترنت لمجلة 'اتلانتيك'. وحسب التقرير، فقد بعث نتنياهو مرتين بمبعوثين من الموساد الى عمان لتنسيق الامر مع الاردنيين وتلقي الاذن من الملك. وحسب غولدبرغ رد الاردنيون بالسلب ولم يصدروا الاذن.
وحذر وسيط الامم المتحدة والجامعة العربية للازمة في سورية، الاخضر الابراهيمي، من تدهور آخر في الحرب الاهلية في الدولة، اذا ما قاطع الطرفان الاتصالات التي يحاول بحثها. ففي مؤتمر صحافي في موسكو قال الابراهيمي ان الوضع في سورية قد يصبح 'جحيما حقيقيا' ويصل حد تفتت سلطوي على نمط الصومال. واتهمت روسيا اعداء الاسد باحباط الاتصالات لانهاء القتال.
وفي الاسبوع الماضي التقى الابراهيمي في دمشق مع الاسد ومع ممثلي الثوار للبحث في امكانية اقامة حكومة انتقالية في سورية، من دون ذكر الدور المستقبلي للاسد. وقال الابراهيمي في موسكو انه 'اذا كان الخيار هو بين الجحيم والمسيرة السياسية، فاننا جميعنا ملزمون بان نعمل بدون ابطاء نحو المسيرة السياسية. الحل لما يجري في سورية يجب ان يتوفر في العام 2013. يوجد تخوف من أن تنتقل المواجهة الى الاردن ولبنان ايضا'.
بعد يوم من التقرير عن ذبح نحو 220 شخصا في دير بعلبه، قرب حمص في سورية، بلغت أمس منظمة المعارضة بان الجيش السوري نجح في السيطرة على البلدة. وحسب التقرير ، فقد ادخل سكان البلدية الى مصنع بتروكيماوي واعدموا. وبين القتلى نساء واطفال كثيرون. وافادت منظمات المعارضة بان الجيش السوري الحر سيطر على محطة انتاج النفط في محافظة الرقة شمال الدولة، بعد معارك. والمحطة مسؤولة عن توريد النفط لمنطقة حمص، حيث توجد واحدة من مصافي البترول التي يشغلها النظام.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ

مُحادثة حماس
بقلم: أفرايم هليفي عن يديعوت
مر أكثر من شهر منذ كانت عملية 'عمود السحاب' فأصبح الجمهور في اسرائيل يحصر انتباهه في الانتخابات التي أخذت تقترب. ولا يشغل ما يجري في القطاع سوى قليل من الناخبين. فهم يرون ان حماس رفعت رأسها واستقر رأي الحكومة على أن يخرج الجيش الاسرائيلي في عملية خاطفة ليضرب المنظمات التي تعمل في القطاع وأن أهداف العملية أُحرزت كاملة.
في خلال 1500 طلعة جوية سُحقت قوة حماس المقاتلة وقوة سائر المنظمات، وقُتل أكثر من 100 ارهابي وعلى رأسهم الجعبري، ودخلت مصر الى العملية كي تفضي الى إنهاء القتال وأسهمت الولايات المتحدة بنصيبها لتبارك النهاية الناجحة. وستحين في وقت ما بالطبع جولة قتال اخرى ـ ولمح رئيس الوزراء الى ذلك في كلامه، لكن من الصحيح الى الآن أنه لا حاجة الى صرف التفكير الى ذلك.
إن كل ما قيل حق لكنه ليس الحقيقة كلها. فالى جانب الرضى المفهوم عن قدرة جهاز الأمن على اختلاف عناصره على إحداث نجاح استخباري وعملياتي قريب من الكامل، كانت نتائج اخرى مهمة لعملية 'عمود السحاب'.
شهدنا بدء تغيير مهم في سياسة اسرائيل نحو غزة، وهي ليست سياسة معلنة لكنها سياسة فعلية. فقد تم لأول مرة تحت غطاء سرية مباركة تفاوض مهم مع حماس في مستقبل القطاع وإن لم يكن ذلك بحوار مباشر بل بتوسط طرف ثالث. وقد انشأنا وهما دبلوماسيا مكّن الطرفين، كل واحد بحسب مبادئه من الحفاظ على مذهبه العقائدي.
خرج الطرفان رابحين من هذه الطريقة بازاء جمهوريهما، ويبدو من الصحيح الى الآن أنه يمكن التقدم في هذا الطريق في المستقبل ايضا. وقد مكّن اسرائيل من بين ما مكّنها منه من ان تتفضل فورا على حماس بزيادة عرض الشريط البحري الذي يُباح صيد السمك فيه لصيادي القطاع. وبدأت وجوه الصيادين المبتسمة تظهر فوق صفحات الصحف وشاشات وسائل الاعلام العربية والدولية.
وتابعنا التفضل ونحن نُجيز الآن دخول قافلة جديدة من الحافلات الى القطاع وكميات من مواد البناء بنوعيات لم يكن يُسمح بها قبل ذلك. وسمحنا لخالد مشعل بان يزور القطاع لأول مرة، سواء أكان ذلك صراحة أم لا، وفي نفس الوقت مُنع دخول مسؤولين ايرانيين كبيرين، وزير الخارجية صالحي، ورئيس مجلس الشعب لاريجاني.
يومئ متحدثون اسرائيليون الى أن استمرار الهدوء وربما ايضا تعويق دخول وسائل قتالية ايرانية جديدة عن طريق الأنفاق، سيفضيان الى تفضلات اخرى. وكلما تم حفظ تسلسل سلوك الطرفين ربما نشهد بدء استراتيجية اسرائيلية جديدة نحو القطاع مقرونة ايضا بسياسة نحو مصر التي يسيطر عليها الاخوان المسلمون، وهم الحركة الأخت لحماس. وفي المزاوجة بين القاهرة والقدس يحتاج الطرفان الى وجبات من الايهام الدبلوماسي تُمكّن كيانين ذوي عقيدتين متناقضتين من أن يعيشا معا.
كلما استطعنا ان نطور أنماط العمل هذه استطعنا ان نصوغ واقعا لا نحتاج فيه الى مجابهة العقيدة المتطرفة التي تنادي بالقضاء على اسرائيل، أما الطرف الثاني فلن يُطلب اليه ان يعرف بدولة يهودية تسيطر على أكثر الارض المقدسة. ولن نضطر ايضا الى مواجهة معضلة المبادرة الى عملية خاصة لاجتثاث حماس من القطاع.
لم يكن للسلطة الفلسطينية لا يد ولا رجل في 'عمود السحاب' ونتائجها. ويبدو أن حركة فتح ستضطر الى مواجهة الطلب المصري الجديد للمصالحة مع حماس. وربما يُسهل علينا سير الامور بيننا وبين حماس ألا نحتاج مرة بعد اخرى الى محاولة تصديع المجتمع الفلسطيني.
في أيدينا مادة كثيرة للتفكير والفعل ووسائل مختلفة نستطيع استعمالها للدفع قدما بمصالح اسرائيل العملية.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ

موسم التهديدات
بقلم: عميره هاس ،عن هآرتس
إن موسم التهديدات الفلسطينية في ذروته، وإن كان التهديد للآذان الاسرائيلية وعداً لآذان من ضاقوا ذرعا بالاحتلال: تحويل الضعف الى نقطة امتياز في توازن القوى غير المتكافئة. وهو وعد بشيء ما يزعزع ويشوش على الارتياح العنيف الذي تواصل اسرائيل السيطرة على الفلسطينيين به.
صدرت ثلاثة وعود رئيسة عن متحدثين رسميين فلسطينيين في الاسابيع الاخيرة، فقد قال جبريل الرجوب لصحافيين اسرائيليين إن هجمات المستوطنين لن تمر بعد الآن مع عدم رد فلسطيني؛ وكان هناك وعد آخر هو أن يتجه الفلسطينيون الآن بعد تحسين منزلتهم في الامم المتحدة الى محكمة الجنايات الدولية، وكان آخر الامر الوعد/ التحذير الذي سُمع من محمود عباس على مسامع براك ربيد في الاسبوع الماضي بأنه اذا استمر الجمود بعد الانتخابات فسيُسلم المفاتيح الى بنيامين نتنياهو.
توجد رسالة واحدة واضحة وصادقة وراء كل الوعود، وهي ان المسؤولين الفلسطينيين الكبار قلقون حقا وصدقا من عمى المجتمع الاسرائيلي الذي هو على ثقة من ان النظام الثنائي الذي ترسخ قدمه بين النهر والبحر، دولة واحدة لليهود، ومحابس كثيرة للفلسطينيين، سيستمر الى الأبد.
لكن هل يوجد تخطيط وفعل يتجاوزان رسالة القلق والتصريحات؟ هنا يعترينا الشك. اذا كان يوجد احتمال ما للتوجه الى محكمة الجنايات الدولية فهو موجود فقط في موضوع المستوطنات (من تجربة دول افريقية يمكن ان تتحول دعوى قضائية على مجرمي حرب اسرائيليين الى سيف ذي حدّين وان تنتهي الى دعوى قضائية ايضا، أو فقط، على المبادرين لعمليات الانتحار مثلا). وهذا توجه يوجب وضعا يُختار فيه أفضل خبراء القانون الفلسطينيين بحسب مقدرتهم وتمسكهم باعتقادهم لا بحسب علاقاتهم الشخصية بفلان مهم أو قدراتهم على الترويج لأنفسهم، وأن يشتركوا معا ويعملوا معا وبتنسيق مع الجهات المدنية الكثيرة التي حشدت خبرة كبيرة بشأن المستوطنات، أي يُحتاج الى التنسيق وتركيز المعلومات والخبرة والعمل الجماعي بلا منافسة. وهو ما يميز نقصه كثيرا طريقة العمل الفلسطينية ويصعب احرازه في مدة قصيرة.
وماذا عن الوعد بالرد على اعتداءات المستوطنين؟ اذا كان الرجوب الذي حافظ على لغة غامضة قد قصد رد أفراد فقط فانه موجود. واذا كان قصد الى ان يتم توجيه أفراد شرطة السلطة الفلسطينية للدفاع عن أبناء شعبهم بدل احتجازهم والتحقيق معهم، والى رد هجمات المستوطنين، فما الذي ينتظرونه والى متى؟ والى ذلك فان كل حديث عن 'رد' يعني معتقلين فلسطينيين آخرين. لكن السلطة الفلسطينية لم تستطع حتى الآن ان ترشد الشباب الذين يردون على الاحتلال دفاعا عن آرائهم الخاصة الى كيفية السلوك في غرف التحقيق وفي المحاكم العسكرية. وما تزال السلطة الفلسطينية والمنظمات المختلفة تُسهل على الجهاز القضائي العسكري الاسرائيلي لأنها لا تقاطعه، بل انها تسارع الى التوقيع على طلب صفقات قضائية. ولهذا لا يتوقع من غير تغيير أساسي في عمل الاجهزة والعلاقة بالجهاز القضائي العسكري، رد فلسطيني حقيقي ومنظم على عنف المستوطنين (ما عدا التنديدات).
وفيما يتعلق بالتصريح عن تسليم نتنياهو المفاتيح، يحرص متحدثون فلسطينيون آخرون خصوصا على قول عكس ذلك، وهو انه لا يمكن حلٌ مبادر اليه للسلطة الفلسطينية. إن الممكن هو انهيارها، خاصة بسبب العقوبات الاقتصادية التي فرضتها اسرائيل خلافا للاتفاقات ولموقف العالم، وهذه هي التناقضات الداخلية.
إن تصريح عباس وإن لم يكن ينبغي ان نُفسره تفسيرا حرفيا يكشف عن مبلغ تمسكه بالطريقة الدبلوماسية ـ النخبوية. فهو قادر على ان يتخيل تسليم المفاتيح لا الكفاح الشعبي الذي يحتاج بعكس الكفاح المسلح لأفراد الى تنسيق وتخطيط وتنظيم وايمان بقوة الشعب.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ

الشعب لا يشتري سلعة سياسية مستعملة
بقلم: حاييم شاين،عن اسرائيل اليوم
أدت المعركة الانتخابية باليسار الاسرائيلي الى خيبة أمل عميقة متصلة. وقد كان أمل اليسار ان تصبح موضوعات الاجتماع والاقتصاد في المركز. وآمن المستشارون الاستراتيجيون من الاسرائيليين والاجانب بأنهم سيستطيعون استعمال احتجاج جبن الكوتج والسكن، وهو احتجاج انحصر في جادة روتشيلد المسماة باسم المتبرع السخي المشهور. إن دخول رؤساء الاحتجاج ميدان المعركة السياسية لم يكن نافعا، وتخلت عنهم وسائل الاعلام التي عظمت الاحتجاج. ولم ينجع شعار 'بيبي جيد للاغنياء' لأن أكثر الاغنياء يصوتون لاحزاب اليسار.
يفهم الجمهور جيدا ان اسرائيل غير مقطوعة عن الواقع الاقتصادي العالمي. واسرائيل رغم الصعاب الموضوعية، جزيرة استقرار في بحر اقتصادي هائج مائج. في دولة عانى كثيرون من مواطنيها من ثقل وطأة البلشفية الاجتماعية والاقتصادية، لا احتمال لأن يؤيدوا حلولا من هذا النوع. وشعار الأخذ من الاغنياء والقِسمة على الفقراء يلائم حكايات الاطفال لا ادارة اقتصاد في دولة حديثة.
ان الولايات المتحدة الكبيرة والقوية تحولت في سنين قليلة الى بطة عرجاء بعد ان حولها الرئيس اوباما الى دولة مساعدة تحتفل فيها البطالة على حساب المبادرة والعمل الصعب. فيجب على اسرائيل ان تشجع الانتاج والمبادرة وان تضم رجالا ونساء آخرين الى دائرة العمل ولا يجوز ان توجد وجبات بالمجان.
رغم محاولات الاعلام ان يزرع اليأس والكآبة، فان المواطنين متفائلون بطبيعتهم. ولولا مقدار لا نهاية له من التفاؤل والأمل لاختفى اليهود منذ زمن من خريطة التاريخ. صحيح انه توجد عائلات تعيش في عُسر لكن المسافة كبيرة من هنا الى تحول دولة اسرائيل الى تابعة لشرق اوروبا. وفي نهاية الامر ستضر شعارات اليسار بالطبقة الوسطى وهي طبقة يهتمون برخائها في ظاهر الامر.
في ذروة يأس اليسار ظهر المعزي الوطني رئيس الدولة شمعون بيريس، وهو الشخص الذي ابتدع رؤية الشرق الاوسط الجديد، وهي رؤية تقادمت بأقصى سرعة. وقد رأى الرئيس عمل يديه يغرق في البحر ورأى أكثر مواطني اسرائيل ينشدون اناشيد الفخر، فاستقر رأيه على ان يستل الأرنب القديم الجريح الممروط من القبعة، وأعني مسيرة السلام. وكانت هذه محاولة غير ساذجة لاحياء أجندة اليسار الداحضة التي خدمته باخلاص سنين كثيرة. كانت كلمات 'السلام' و'مسيرة السلام' و'ضحايا السلام' منذ كانت بدعة هستيرية. ولم يتحدث المتنبئون عن الاقتصاد وعن الامن وعن المجتمع، بل تحدثوا دائما عن السلام الذي لم يأت قط. وعرف هؤلاء المتنبئون كيف يقرأون خواطر الشعب فباعوه حلوى تسبب الادمان في صورة السلام.
لا أشارك في انتقاد رئيس الدولة، فلا داعي اليه ولا أهمية له. ان حزبا هامشيا واحدا صغيرا فقط في دولة اسرائيل ما يزال يشارك الرئيس في تسويق أحلام السلام. ولم يعد أحد يشتري هذه السلعة المهترئة المستعملة التي دفع كثيرون في اسرائيل عنها ثمنا باهظا. صحيح أن أبو مازن هو آخر زعيم فلسطيني ينجح في الحديث بلغتين بالعربية وبالانكليزية لكنه يقول الحقيقة بالعربية. ولا فرق في هذه اللغة بينه وبين اسماعيل هنية وخالد مشعل وياسر عرفات.
صحيح أن أبو مازن تخلى عن بيته في صفد. فهو يعلم ان حسيديي بريسليف لن يستقبلوه هناك بالرقص وهو يفضل ان يُجهز له شمعون بيريس قصرا رئاسيا قرب جبل الهيكل في القدس.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ


تحريض تحت غطاء القلق
بقلم: أسرة التحرير ،عن هارتس
اعتقال مواطن اريتري للاشتباه باغتصابه امرأة مسنة في جنوب تل أبيب، عاد ليشعل المنطقة القابلة للاشتعال على اي حال، والتي يعيش فيها مواطنون اسرائيليون كادحون الى جانب طالبي لجوء افريقيين.
مئات من سكان جنوب تل ابيب، ينظمهم ناشطون يمينيون، ساروا أول أمس نحو المحطة المركزية، وهم يحملون اليافطات التي تدعو الى طرد السودانيين والاريتريين. 'المتسللون يصلون الى هنا دون نساء وبعد ذلك يتفاجأ الناس بانهم يغتصبون'، قال في المظاهرة النائب ميخائيل بن آري (قوة لاسرائيل)، 'ادعو الى اصدار مرسوم طوارئ والامر بطرد كل المتسللين عائدين الى افريقيا'.
بن آري ليس الشخصية العامة الوحيدة التي سارعت الى استغلال الاغتصاب لاثارة الرأي العام، العاصف على أي حال. فوزير الداخلية ايلي يشاي نشر على صفحته على الفيسبوك اعلانا جديدا في اطار حملة انتخابات شاس: 'شاس بيتي، السودان بيتهم'، والى جانبه النص: 'هذه حالة اخرى مثيرة للصدمة تجسد فقدان الامن الشخصي لمواطني اسرائيل في مناطق تجمع المتسللين'. اقوال يشاي، التي تتناقض ومعطيات دائرة البحوث في الكنيست، التي تقضي بان معدل الجريمة في اوساط الاجانب أدنى منه في أوساط باقي السكان، تشكل مثالا على ظاهرة بشعة لوصم جمهور كامل على خلفية عنصرية.
ويحاول منتخبو الجمهور، مثل بن آري ويشاي، تحقيق مكسب سياسي عشية الانتخابات في ظل عرض أنفسهم كـ'مقاتلين في سبيل سكان الاحياء'، مستغلين الصدمة، الغضب والخوف الذي ثار في اوساط السكان في اعقاب الاغتصاب. وبدعوتهم الحماسية فانهم يشرعون العنف والضرر بالابرياء لاسباب عنصرية، مثل تلك التي وقعت في اذار/مارس الماضي في المظاهرة في حي هتكفا، والتي ضرب فيها المتظاهرون المارة الافريقيين، وأحرقت صناديق القمامة وسلبت ونهبت المحلات التجارية.
ان الكراهية الجماعية والعنف ضد الاجانب لن يحلا ازمة سكان جنوب تل أبيب الحقيقية. فبن آري ويشاي يعرفان، بان صرف غضب الجمهور نحو هذه الافاق يساعدهم على الامتناع عن تقديم حلول حقيقية للازمات الاجتماعية ـ الاقتصادية لسكان جنوب تل ابيب بشكل خاص والسكان المستضعفين بشكل عام.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ

حنين الزعبي عدو لاسرائيل
بقلم: نداف هعتسني ،عن معاريف
قرار محكمة العدل العليا السماح بتنافس حنين الزعبي في الانتخابات، يكفر بالفرضيات الديمقراطية الاساس للدولة التي تدافع عن نفسها ضد أعدائها، بل ويتناقض مع قرار المحكمة العليا في العام 1965. 'مثلما ليس ملزما الانسان في ان يوافق على أن يقتلوه، هكذا فان الدولة غير ملزمة بان توافق على ان يصفوها ويشطبوها من الخريطة. وحكامها لا يحق لهم ان يقعدوا مكتوفي الايدي (...) عندما يطلب أحد منهم مساعدتها في أن يضع حدا للدولة'. هذه الكلمات الحادة لم يكتبها من قرر استبعاد ترشيح حنين الزعبي للكنيست؛ هذه اقوال قاضي المحكمة العليا الراحل يوئيل زوسمان في القرار المسمى 'فكرة يردور' الذي استبعد ترشيح 'قائمة الاشتراكيين' للانتخابات في العام 1965.
هذا الاسبوع جلست ذات المحكمة العليا، ولكن بتركيبة شخصية اخرى، فنقضت نهائيا 'فكرة يردور، وكفرت عمليا بالقول المسلم به لقضاة المحكمة العليا من الجيل السابق. قرارها في موضوع الزعبي، الذي الغى ما قررته لجنة الانتخابات وسمح للنائبة العربية بالتنافس مرة اخرى في الانتخابات، يجسد مشكلة صلاحيات محكمة العدل العليا.
لا يحتمل أن يكون القول ان امكانية ان يتنافس عدو لدود لدولة اسرائيل مثل حنين الزعبي للكنيست منوطة فقط بالمذهب الفكري لمن يجلس اليوم في القاعات العليا. وبالنسبة لكون حنين الزعبي عدوا لدودا لدولة اسرائيل والحركة الصهيونية فلا خلاف في ذلك، والزعبي تشهد بذلك بنفسها. وهي تسمي المشروع الصهيوني 'مشروعا استعماريا وعنصريا' تقرر بانه 'منذ البداية لم يكن هناك مبرر لاقامة دولة يهودية'، تسمي الدولة 'يهودية عنصرية' وتطالب بتحقيق 'حق العودة' للعرب الى كل نطاقات الخط الاخضر والغاء الطابع اليهودي للدولة؛ وهي تدعي بان جهاز القضاء الاسرائيلي 'مصاب بسوء العقل وبالعنصرية'، وبالطبع تبرر ايضا لمن حاول قتل جنود الجيش الاسرائيلي على مرمرة وتؤيد حماس.
في قرار المحكمة حول يردور كتب من كان رئيس المحكمة العليا، القاضي شمعون اغرانات ان 'قائمة مرشحين للكنيست تتنكر لكون دولة اسرائيل 'دولة يهودية في بلاد اسرائيل' تقوض اساس وجود الدولة ولهذا فليس لها الحق في المشاركة في الانتخابات. اما قرار محكمة العدل العليا يوم الاحد الماضي فيجسد كم هي اغلبية قضاة المحكمة العليا اليوم لا يتفقون مع الرئيس اغرانات ومع اغلبية قضاة الماضي. عدم الاتفاق هذا يعبر عن مفهوم فكري قيمي لا يقوم على اساس القانون. فالمادة 7 أ من القانون الاساس للكنيست يقضي صراحة بان قائمة ترفض الطابع اليهودي والديمقراطية للدولة ستستبعد.
والى جانب ذلك، فان اغلبية النواب، الذين يمثلون اغلبية متماسكة بين الجمهور الاسرائيلي، يعتقدون خلافا لمعظم قضاة العليا، ويقبلون بالذات فكرة الجيل السابق من قضاة العليا. وهكذا في واقع الامر فانهم علقوا في أزمة جوهرية تفترض العمل، فإما يقام مجلس اعيان أو يتأكد ان ما هو ظاهر أمر مسلم به في القانون الحالي ايضا؛ مجلس الاعيان، اذا ما تشكل، فسيعنى بمسائل دستورية تدمج القانون بالقيم، مثل مسألة استبعاد الزعبي.
ويكون في هذا المجلس قضاة ولكن ايضا خبراء آخرون في القيم، يعكسون بشكل خبير طيف الاراء بين الجمهور ويبلورون القرارات القيمية في محفل أعلى. في قضية يردور ثبتت المحكمة استبعاد 'قائمة الاشتراكيين' على اساس فهم الديمقراطية المدافعة عن نفسها، التي حذار ان توفر لاعدائها الادوات لتصفيتها. لشدة الاسف، فان قرار محكمة العدل العليا هذا الاسبوع يعاني بالضبط من المتلازمة التي حذرت منها المحكمة العليا في 1965. وعليه، ففور الانتخابات من المهم ان تتخذ الكنيست فعلا ما في هذا المجال ايضا.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ

ملاجيء في غزة: تحصين ساخر
بقلم: رؤوبين باركو ،عن اسرائيل اليوم
يلاحظ في غزة في الآونة الاخيرة زخم بناء يشتمل ايضا على بناء ملاجئ مع مصاحبة دعائية مكثفة من حماس، يشهد بها ايضا اسامة كحيل رئيس اتحاد المقاولين الفلسطينيين. وعلى حسب تقارير من الميدان يتم البناء بدعم من الحكومة، ويعد حاتم الشيخ خليل، متحدث بلدية غزة، بأن يحصل المقاولون الذين سيزودون مبانيهم بملاجئ على اعفاء من تكاليف مختلفة.
إن بناء الملاجئ بحسب ما يقول الاعلام الفلسطيني، قد جاء على أثر هجمات الجيش الاسرائيلي التي اضطر كثير من السكان خلالها الى ان يجدوا ملاجئ في مدارس وكالة الغوث. اجل ان هذا الجهاز الشيطاني التابع للامم المتحدة يؤبد على عمد مشكلة اللاجئين، باعتبارها عملا مربحا لأهدافه، ويستعمل في صفوفه ناشطي ارهاب ويقدم في ساحاته على عمد الحماية للارهابيين الذين يطلقون الصواريخ على اسرائيل وللمدنيين الذين يكونون مظلة واقية لهم.
إن صورة تحصين اسرائيل لمواطنيها تناقض بصورة حادة استعمال زعماء حماس الساخر لمواطنيهم دروعا بشرية. إن المواطنين الغزيين الذين قابلتهم شبكة 'الجزيرة' دعوا بشجاعة الى ابعاد العمليات العسكرية عن أحياء مدنية.
وتوجد في غزة علامات استنزاف شديدة تبرز من تحت حلة المجانين لـ'سكوت الأبطال' التي فرضتها حماس على مواطنيها. وتُعرض المعاناة الآن على أنها منتوجة دعائية.
إن بناء الملاجئ ظاهرة جديدة في المشهد الفلسطيني، فلم يكن أمن المواطن الفلسطيني قط عنصرا في تقدير قيادته. وقد نبع ذلك من الحقيقة الساخرة وهي ان هؤلاء المواطنين لم يعتبروا مُحتاجين الى الحماية، بل بالعكس كانوا يُرون 'ذخيرة نافدة' ودرعا بشرية، وجثثا من اجل التصوير الدعائي، وزيتا في اطارات المقاومة.
قام التصور الأمني عند قادة الارهاب الاسلامي الذين أطلقوا الصواريخ عمدا على تجمعات المدنيين، على اخلاقية اسرائيل وعلى أنها لن تمس عمدا بالمدنيين الفلسطينيين، بيد انه في الحرب، كما هي الحال في الحرب، أُصيب للأسف الشديد مواطنون أُطلقت الصواريخ من مناطق سكنهم ايضا.
هل يمكن ان يكون بناء الملاجئ مبشرا بتغيير في سياسة مشعل وهنية عن شعور بالمسؤولية والحكم وفهم ضائقة المواطنين؟ أم ان الحديث عن حيلة دعائية تعرض الغزيين على أنهم 'مهاجَمون' واسرائيل على أنها 'معتدية' وحماس على أنها 'مُخلِّصة'؟ وهل بناء الملاجئ تغطية على تحصن قادة الارهاب في ملاجئ اسمنتية عميقة؟ وهل أدركت حماس ان اسرائيل ستصيب مصادر اطلاق الصواريخ حتى لو وجدت ملاذا تحت دروع بشرية؟
إن بناء الملاجئ 'الحكومية' يتم تصويره مثل صورة تقليد تثير السخرية لاجراءات التحصين الاسرائيلية. فهي محاولة انفعالية لتسكين غضب الجمهور الفلسطيني المكبوت، المتروك لمصيره في حين يختبئ قادته بصورة جيدة. ويعرض الاعلام الفلسطيني الآن أولادا يعالجون علاج ما بعد الصدمة بسبب القصف الاسرائيلي. وتذكرون ان هؤلاء الاولاد قد التُقطت لهم صور قبل ذلك وهم يحملون ألغاما وبنادق كلاشينكوف ويدعون الى إبادة اسرائيل.
أثبتت حماس لنا أنهم 'حينما يريدون يستطيعون' وهي الآن تكف المنظمات الارهابية الخاضعة لسلطتها. قد يكون بناء الملاجئ خطوة نحو الجولة القتالية التالية لكن لا شك في أنهم فهموا ان من يملك القدرة على الدخول الى عمق جبل والقضاء على قنبلة ايرانية والتغلغل الى ملجأ تحت الارض في ضاحية بيروت، سيدخل ايضا الى ملاجئ الارهاب الجديدة.


ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ