تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : اقلام واراء اسرائيلي 238



Haneen
2013-01-17, 11:28 AM
<tbody>


</tbody>

<tbody>
الاربعاء
9 /1/2013



</tbody>

<tbody>


</tbody>


<tbody>
أقلام وآراء من الصحف العبرية



</tbody>


<tbody>
في هــــــذا الملف

هل نعود الى خريطة الطريق؟
بقلم:دوف فايسغلاس،عن يديعوت

عقاب اوباما
بقلم:سيفر بلوتسكر،عن يديعوت

تمييز في القدس
بقلم:أفيف تترسكي/' محقق في جمعية 'عير عميم'،عن معاريف

الملكية لا تزال قائمة
بقلم:يوئيل جوجنسكي،عن معاريف

هرباز والنووي الايراني
بقلم:ادام راز،عن معاريف

كلام خطير
بقلم:زلمان شوفال،عن اسرائيل اليوم

ماذا يكون اذا هاجمت ايران؟
بقلم:بني موريس ،عن هآرتس





</tbody>
هل نعود الى خريطة الطريق؟

بقلم:دوف فايسغلاس،عن يديعوت

إن الأفق الاسرائيلي الفلسطيني يزداد قتامة الى درجة فقدان الأمل. فالجمود السياسي المطلق، والوضع الاقتصادي الآخذ في التدهور، وضعف السلطة الفلسطينية وصعود قوة حماس، وذلك بفعل نشاط اسرائيلي متعمد، بقدر غير قليل، كل ذلك أعاد الفلسطينيين الى الشوارع وزاد في ظواهر العنف والشغب.
ان الجو مشحون بـ'بخار الوقود'، كما قال رئيس 'الشباك' السابق يوفال ديسكن، الذي أحسن وصف الازمة التي أخذت تقترب في مقابلة صحافية صريحة صائبة نشرت في نهاية الاسبوع الماضي.
إن قوات الامن الفلسطينية تكافح المشاغبين لكن يبدو انها تفعل ذلك بتصميم أقل؛ وقد يكون أسهم في ذلك تأخير اسرائيل لرواتبهم. وفي اثناء ذلك تسخر حماس بصوت جهير من فشل السلطة الفلسطينية في طريق السلام وتدعو الى انتفاضة ثالثة.
ان تجديد التفاوض السياسي ضرورة فورية لمحاولة منع الهياج المرتقب؛ لكن لما كان احتمال احراز تسوية دائمة ضعيفا، اذا لم نشأ المبالغة بسبب تكوين الحكومة في اسرائيل وبسبب ضعف السلطة الفلسطينية، فربما كان من المناسب ان نعود ونفكر في مبادئ 'خريطة الطريق' وان نحاول تحقيقها.
أدرك رئيس الوزراء شارون، الذي أتم في هذه الايام سبع سنين منذ عولج على أثر جلطته الدماغية، أدرك منذ زمن ان الدولة الفلسطينية ستنشأ حتما سواء أردنا ذلك أم لم نُرده، وأن 'خريطة الطريق' هي الصيغة الأفضل لتقليل أخطارها.
إن جوهر منطق 'خريطة الطريق' هو اشتراط التقدم السياسي في تغيير الواقع الفلسطيني في مراحل متصلة يتم الفحص عنها بشدة على الدوام، الى ان يحين موعد التباحث في الترتيبات الدائمة، وهو تباحث سيشتمل على موضوعات صعبة مؤلمة كاخلاء مستوطنات وتقسيم مدينة القدس ومسألة اللاجئين. وفي السنين التي تمر بين بدء التقدم وتحقيق الاتفاق يُطلب الى الفلسطينيين ان يظهروا نضجا رسميا مثل: نظام مستقر وأمن ومنع الارهاب، وسلطة القانون ونظم ادارية ملائمة. وحينما يكون ذلك تختفي المخاوف وتزول الهواجس وتزداد الثقة ويبقى بين الشعبين الجو المطلوب للحسم في الشؤون 'الوجودية'.
أجازت حكومة اسرائيل 'خريطة الطريق' بقرار من الحكومة في 25/5/2003 وكان ذلك ايضا بقرار متفق عليه من مجلس الامن. وهذه هي الخطة السياسية التي يقبلها العالم كله لادارة مسيرة السلام الاسرائيلية الفلسطينية، ولم تُلغ حكومة اسرائيل الحالية قط ولم تغير القرار الذي يُجيزها، بل هي تتجاهله ببساطة وهذا مؤسف.
ان الفصل الثاني من 'خريطة الطريق' يُقر قاعدة سياسية تدريجية ومناسبة لتجديد التفاوض الذي يرمي الى احراز هدف سياسي وعملي وموزون وجزئي وهو دولة فلسطينية ذات خصائص سيادة محدودة، في الحدود الحالية؛ وقد أصبحت هذه الدولة موجودة أصلا بعد قرار الامم المتحدة الاخير.
وسيكون استمرار التفاوض نحو المرحلة الثالثة وهي التباحث في التسوية الدائمة مشروطا بأداء السلطة الفلسطينية العملي في جميع مجالات الادارة.
إن الأهداف التي وضعت للسلطة الفلسطينية في 'خريطة الطريق' ليست سهلة البتة، واحرازها سيستغرق غير قليل من الوقت؛ والى ذلك الحين سيؤجل التباحث في التسوية الدائمة. لكن فيما بين هذين ستحظى السلطة الفلسطينية بانجاز سياسي مهم دولة فلسطينية في حدود مؤقتة يمكن ان يمنع الشر القريب.
التزمت السلطة بـ'خريطة الطريق' ويمكن، ومن المؤكد ان من المناسب الفحص عن ذلك، ان توافق على تجديد التفاوض مع اسرائيل على أساس الفصل الثاني. ان السلطة الفلسطينية يائسة؛ وهي لا تريد صعود قوة المتطرفين وعودة الارهاب والعنف وهدم الاقتصاد وانهيار الاستقرار الذي كان سائدا منذ ست سنين.
إن وعدا دوليا حقيقيا بأن تلك المرحلة البينية لن تصبح نهائية وانه سيمكن بعد بضع سنوات حينما تتم ظروف ذلك ان ينتقل المتفاوضون الى التباحث في التسوية الدائمة، يمكن ان يعيد السلطة الفلسطينية الى طاولة التفاوض، فهذه آخر لحظة للمحاولة.

ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ


عقاب اوباما

بقلم:سيفر بلوتسكر،عن يديعوت

أعلن رئيس الولايات المتحدة باراك اوباما أمس نيته تعيين السناتور الجمهوري السابق تشاك هيغل وزيرا للدفاع. وهو الاعلان الذي هو الوجبة الاولى في الطعام المر الذي ينوي اوباما ان يطعمه لرئيس الوزراء نتنياهو. في خلال معركة انتخابات الرئاسة غطى اوباما أوراق لعبه ولم يرد على تجنيد نتنياهو الهادر نفسه من اجل المرشح الجمهوري رومني. واختزن اوباما الغضب وكتم الاهانات وحانت الآن ساعة تصفية الحساب بطيئة.
ليس في هذا زعم انه كان لرغبة اوباما في 'عقاب' نتنياهو لتدخله في انتخابات الرئاسة وزن حاسم في استقرار الرأي على عرض وزارة الدفاع على هيغل، فقد كان الوزن الاسرائيلي في قراره خفيا وثانويا لكنه كاف كي يرجح الكفة عنده.
إن هيغل باعتباره وزير دفاع الولايات المتحدة هو كما كُتب هنا لأول مرة الكابوس الذي لا كابوس سواه لحكومة اليمين الاسرائيلية التي يتوقع ان تنشأ بعد الانتخابات، بحسب استطلاعات الرأي، وليس هو كذلك بالنسبة اليها فقط، فمن اللقاءات الصحافية الكثيرة التي أجراها هيغل في الماضي البعيد والقريب تُرسم صورة سياسي محافظ ينفر من التأثير الزائد، بحسب رأيه، للوبي اليهودي في امريكا، ويؤيد محادثة ايران في الشأن الذري (وهو يحرص على ألا يذكر الاختيار العسكري)، ويعارض تشديد العقوبات وهو مستعد لمد يد المصالحة الى حماس.
يُسكن اليهود الليبراليون في الاعلام الامريكي جأشي بقولهم ان المارد غير فظيع وان آراء هيغل في الحاصل لا تتجاوز آراء رئيس الموساد السابق افرايم هليفي الذي يذكرونه على الدوام في هذا السياق. لكن هذا ادعاء للسذاجة، لأنه حتى لو كانت التصورات السياسية لهذين الرجلين متشابهة فان مصالحهما الأساسية مختلفة. فهليفي يتحدث مثل وطني اسرائيلي يشير الى حكومته بما يُحسن وضع الدولة، أما هيغل فيتحدث مثل محافظ امريكي ضاق ذرعا بأن تُملي حكومة اسرائيل على البيت الابيض بوساطة جماعة الضغط اليهودية القوية، سياستها في الشرق الاوسط.
حينما، واذا، سيدخل هيغل أبواب وزارة الدفاع الامريكية، سيتم الحفاظ على المظهر المعلن للعلاقات الوثيقة بين المؤسستين الامنيتين، لكن الامور تحت السطح ستبدأ تسلك سلوكا مختلفا. فتتلاشى التفاهمات غير المكتوبة ويُضر بالعلاقات الشخصية الجيدة وتقل المساعدة الخارجية ـ الميزانية وقد تختفي تماما، ويحل محل العناق الساخن الكتف الباردة سريعا. انها كتف سليمة لكنها باردة.
ما يزال اعلان التعيين غير تعيين، ومن المنطق ان نفترض ان يراكم الجمهوريون كل عائق ممكن في طريق هيغل الى وزارة الدفاع الامريكية فهم يرون انه جرى عليه تناسخ سياسي متطرف وهو يعتبر الآن في اليساريين سيئي الذكر. أما الامر الواضح فهو ان رئيس وزراء اسرائيل لم يكن يمكنه ان يتوجه شخصيا وعلى نحو سري الى رئيس الولايات المتحدة حينما نشر أمر التعيين الذي يتم وزنه أول مرة ومحاولة التأثير فيه واقناعه بألا يختار هيغل. فقد قضى نتنياهو على هذا الاحتمال حينما وقف في مقدمة المعسكر المضاد لاوباما في انتخابات 2012. وهو وقوف بائس غير موزون ندفع عنه جميعا وسندفع بعد ثمنه.

ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ

تمييز في القدس

بقلم:أفيف تترسكي/' محقق في جمعية 'عير عميم'،عن معاريف


البناء الاسرائيلي في القدس 'ردا' على الخطوة الفلسطينية للاعتراف في الامم المتحدة، هو احبولة اعلامية اخرى من مصنع حكومة بنيامين نتنياهو. فالخطة الوحيدة للبناء في المدينة التي اقرت في أعقاب قرار الحكومة هي اقامة 1.500 وحدة سكن في رمات شلومو. مداولات اخرى جرت هذا الشهر، اقرت فيها مخططات البناء في جفعات همتوس وغيلو تقررت قبل وقت طويل من التصويت في الامم المتحدة. واحدة من الخطتين الاخريين اللتين رفعتا للاقرار في اطار الرد الاسرائيلي رفضت، اما الثانية، التي اقرت بالذات، فتتعلق بالبناء للفلسطينيين على أراض بملكيتهم. هذه هي الدراما الكبرى.
معطيات البناء في القدس الشرقية في العام 2012 هي بالفعل موضوع دراماتيكي غير انه لا علاقة له بـ'الردود' ـ فهذه سياسة مخطط لها وثابتة. في السنة الاخيرة اقرت مخططات في القدس بحجوم ذروة، أعلى بكثير من متوسط العقد الاخير.
والمعنى الاستراتيجي لهذا البناء شرح جيدا في وسائل الاعلام في الشهر الاخير. وهكذا، فان الحكومة واثقة جدا بان هذه المدينة لم يعد ممكنا تقسيمها، ولهذا فانها تتوجه الى المرحلة الثانية من الخطة.
هذا الشهر جرى حث بناء الاف وحدات السكن في المستوطنات التي تقع حول القدس. والى جانب شبكات الطرقات الجديدة والغالية بين 'الكتل' والمدينة، تتحقق باطراد رؤية القدس الموسعة مدينة كبرى ضخمة تقضم من اراضي الضفة الغربية وتضم عمليا عشرات الاف الفلسطينيين والمحرومين من حق المواطنة. من يرى أحداث الشهر الاخير بانها مجرد رد اسرائيلي، لا يفهم كامل حجم مخططات الحكومة التي تطبق منذ زمن بعيد.
عندما يشجب الاتحاد الاوروبي البناء الاسرائيلي وبعد بضعة ايام من ذلك يقر امتيازات تصدير لمعدات طبية من اسرائيل، فان نتنياهو يفهم جيدا بان ليس هناك ما يوقف التوسع خلف الخط الاخضر. وعليه فمهم ان نفحص الواقع في القدس الموحدة، التي ستبقى تحت السيطرة الاسرائيلية 'في كل تسوية مستقبلية'.
يسود في المدينة وضع تمييز حاد على خلفية عرقية: للاسرائيليين حقوق زائدة والفلسطينيون يعيشون في احياء مهملة، يسافرون في مواصلات عامة باهظة وغير ناجعة ويعانون من توريد عليل للخدمات الاساسية. البلدية تستثمر في السكان الفلسطينيين فقط ثلث الميزانية التي يستحقونها حسب نصيبهم النسبي بين سكان المدينة.
فهل هذا ما يقصده نير بركات عندما يتباهى بتقليص الفوارق؟ عمليا التمييز آخذ في التفاقم: التعليم المجاني من سن الثالثة ابتداء من هذه السنة اعطي للاسرائيليين وليس للفلسطينيين الذين يعيشون في المدينة؛ الشقق الـ 1.500 التي اقرت في رمات شلومو الاصولية ستبنى على الاراضي الخاصة التي صودرت من سكان شعفاط؛ سكان قرية الولجة ينقطعون بمعونة جدار الفصل عن 1.000 دونم من اراضيهم الخاصة وبلدية القدس تحث اقامة حديقة وطنية على هذه الاراضي.
يصعب النظر الى هذا الواقع مباشرة، وهو الذي يتعارض جدا مع الصورة الذاتية الاخلاقية لنا، ولكن من الحيوي أن نفعل ذلك. مخيف ربما النظر في المرآة، ولكن الصورة الذاتية الوهمية لنا يمكننا نحن ان نستبدلها بأفعال شجاعة من التعديل. في القدس يعيش شعبان وكلاهما ينتميان اليها. 360 الف فلسطيني الذين يستحقون تنفيذ الاحتياجات الانسانية الاساسية لهم، يعيشون في المدينة. والتمييز السائد في القدس هو الدليل الاقوى على أن اسرائيل غير قادرة حقا على الحكم في المدينة الشرقية.

ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
الملكية لا تزال قائمة

بقلم:يوئيل جوجنسكي،عن معاريف


لماذا تحسن مصير الملكيات العربية في الشرق الاوسط؟ التوافق القوي بين الملكية والبقاء السياسي يرمز الى أن لطريقة الحكم هذه دورا مباشرا في الأمر. أولا، خرجت الملكيات كاسبة من قدرتها على الوعد بالاصلاحات، وثانيا لا يزال الحكم الملكي يعتبر بين المواطنين أفضل من البدائل. ومع ذلك، فان نجاح الملكيات يرتبط بقدر اكبر بالنفط، بمداخيله وبالدعم الاجنبي.
بينما هزت الثورات الشعبية الجمهوريات في المنطقة، فانه لم تسقط اي ملكية حاكمة. والمعارضة وقفت بهدوء في قطر وفي اتحاد الامارات، بينما عُمان والسعودية لم تشهدا سوى هياج منعزل هنا وهناك. والاحتجاجات المتواصلة في الكويت تعكس تقاليد طويلة من الفاعلية المدنية والاحتجاج السياسي الذي بدأ قبل وقت طويل من الهزة في المجال؛ البحرين وحدها شهدت اضطرابا طائفيا على نطاق واسع، ولكن التدخل العسكري من جانب السعودية أدى الى انهاء وضع الطوارئ حاليا.
التفسير الاكثر شعبية لهذا الوضع هو أن الملكية المطلقة تنسجم مع القيم الدينية والقبلية للثقافية العربية، ولهذا فانها تتمتع بالشرعية. ولكن هل كان مبارك وبن علي ليتركان منصبيهما بهذه السرعة لو كانا اكتشفا نفطا بقيمة 100 مليار دولار، حين يتجمع عليهما ابناء الطبقة الوسطى المظلومين؟
منذ 2011 أنفقت السعودية والملكيات الاخرى في الخليج المليارات على الاصلاحات (منح نقدية ورفع للرواتب ومشاريع تنمية وخلق وظائف). المنطق بسيط: المواطنون الذين يتغذون جيدا ويشتغلون في وظائف يكسبون منها جيدا لا يثورون. أما اولئك الذين يمكن أن يفعلوا ذلك فيفشلون.
ولكن كيف ساهم الامر في الاردن والمغرب، حيث لا توجد آبار نفط؟ أولا الدعم الاقتصادي والسياسي الدولي ساعدهما، وثانيا، ثبت بان ثراء النفط يتحرك بحرية. فالدولتان ولاسيما الاردن تتمتعان بمنح سمينة من دول الخليج.
الى جانب الملكيات العربية يقف كنز جغرافي ـ سياسي، مردودات جغرافية واهتمام استراتيجي واسع من جانب قوى عظمى في الغرب وفي الشرق. اذا ما أخذتم من السعودية ثراء النفط لديها، او حرمتم اتحاد الامارات من الدعم الغربي الذي يناله؛ واذا لم تحصل عُمان على المنح السمينة، واذا قطعتم البحرين عن الدعم السعودي، فان امكانية سقوط الملكيات لا تكون بعيدة بهذا القدر.
والدليل هو أن الملكيات نفسها ليست واثقة، متى وبأي شكل وهل ستحتمي من الهزة العربية. لهذا السبب فانها تنفق مبالغ طائلة بهدف محاولة نزع فتيل الثورات الشعبية المحتملة.
الخوف من الثورات في المستقبل ليس بلا أساس، وذلك لان بعض العناصر التي تقف خلف الثورات في اماكن اخرى الفساد السلطوي وبطالة الشباب التي تناطح السحاب (وذلك في الوضع الذي تكون فيه معظم النساء، نصف السكان، لا يعملن) موجودة في الخليج ايضا.
ومع ذلك، فان العوامل الثقافية لا تروي كل القصة. عاملان استراتيجيان يشرحان بالشكل الافضل قدرة صمود الملكية: النفط والجغرافيا السياسية. لقد صمدت الملكيات العربية في الثورات لان معظمها يطفو على بحر من الثراء يسمح لها بشراء المعارضين من الداخل ونيل الدعم من الخارج.

ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
هرباز والنووي الايراني


بقلم:ادام راز،عن معاريف

تضع العاصفة حول قضية هرباز في الظل 'البطل الرئيس' الحقيقي في القضية، الذي هو الهجوم في ايران. قال أمنون ابرموفتش للمشاهدين ان مراقب الدولة تلقى كمية كبيرة من المادة على الخلفية الايرانية للقضية، ولكنه قرر الا يلمس هذا الجانب.
منذ اندلاع القضية تبين ان للشقاق بين ايهود باراك وغابي اشكنازي يوجد مضمون استراتيجي، وان الحديث لا يدور عن نزاع شخصي، بل عن خلاف استراتيجي يتعلق بايران. وفي الوقت الذي شتموا فيه (ويشتمون) باراك في وسائل الاعلام، غابت مثلا التقارير عن أنه مع احتفالات انهاء مهام منصبه كرئيس للاركان قال اشكنازي لنظيره الامريكي ان 'الاحاديث عن خيار عسكري عديمة الاساس وان هذه ترهات'. وهكذا أوضح اشكنازي للعالم كله بان اسرائيل لا تعتزم العمل عسكريا ضد الجمهورية الاسلامية.
ان فكرة عرض باراك ومؤيديه كمجانين عديمي المسؤولية يتراوح بين التزييف والتلاعب، وهدف هذه الخطوات كان حث استراتيجية اشكنازي، التي عارضت الاعمال التي ستمنع عن ايران السلاح النووي. وشرحت دوائر اشكنازي بان باراك يريد يوآف غالنت رئيسا للاركان، لان الاخير منفذ لاوامره، وفي هذه الاقوال انطوى عمليا اكثر من تلميح عن أن معارضة اشكنازي لغالنت كانت لان رئيس الاركان المرشح يتبنى خطا استراتيجا معارضا في كل ما يتعلق بالهجوم ضد الايرانيين. عندما يدعي باراك ومؤيدوه بان اسرائيل لا تبعد عن الطاولة أي امكانية بينما يدعي اشكنازي ومؤيدوه العكس، فلا توجد هنا مسألة للحسم بين المتزنين وعديمي المسؤولية؛ 'الخيار العسكري' يتضمن اشكالا مختلفة من الرد، وذوو الصلة يعرفون ذلك. والنية في وصف السياسيين الاسرائيليين المعنيين بان يستوعب الزعماء الايرانيون بانه يوجد لدولتنا خيار عسكري مصداق بانهم مغامرون عديمو المسؤولية فيما أن معارضيهم، المعنيون بان يبثوا لايات الله بانه لا يوجد مثل هذا الخيار، هم متزنون، ليس تحليلا بل تدخلا في الصراع بين استراتيجيتين متعارضتين.
ان الحسم ضد التحول النووي العسكري لايران سيتم في نهاية المطاف بين المؤيدين والداعمين للخطوة في أوساط القيادة الايرانية. والقول ان لاسرائيل خيارا كهذا يشكل ذخيرة مهمة لمعارضي النووي في ايران، وبالتالي فان نشر الفكرة في أن اسرائيل تخلت عن الامكانية العسكرية يعزز كتلة أحمدي نجاد ويساعد على ادخال المنطقة في سباق تسلح نووي.
رغم الانشغال بعلم النفس وبالامور التافهة، فان قضية هرباز كشفت بعضا من الخلاف على مستقبل المنطقة.
يخيل لي أن 'السلوك غير اللائق' لاشكنازي، على حد قول المراقب، يتلقى لونا آخر عندما يفحص من الجانب الاستراتيجي.

ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ

كلام خطير

بقلم:زلمان شوفال،عن اسرائيل اليوم

حينما يريد عامل سابق في الحياة العامة في المجال السياسي أو الامني أن ينشر مذكراته، ولاسيما اذا كان الحديث عن رجل استخبارات، فعليه ان يُقدم في البدء الفصول ذات الصلة الى جهة رقابة لمنع منشورات قد تضر بأمن الدولة.
وليس واضحا هل يجري هذا الحكم ايضا على مقابلات صحافية أو تصريحات شفوية، بحيث يصعب أن نعلم أمرت مقابلة رئيس 'الشباك' السابق يوفال ديسكن في نهاية الاسبوع الاخير في 'يديعوت احرونوت' بهذا المسار أم لا. وعلى كل حال اذا لم تكن تصريحاته في موضوعات شتى، أمنية وسياسية واجتماعية وشخصية، جناية قانونية فانه يمكن ان نُعرفها بأنها جناية اخلاقية.
تكلم ديسكن في موضوعات حساسة كايران وحماس من غير ان يمنحه منصبه السابق، الذي تناول في الأساس شؤون الامن الداخلي، تأهيلا أو خبرة لا نظير لهما في شؤون تكلم فيها في نطاق المقابلة الصحافية.
وسواء أكان حب الذات أم غريزة الشهرة فمن المؤسف ان ديسكن لم يتذكر الشعر الذي يقول 'لا تمل الى الغريزة' ولم يتذكر ايضا وصية 'ضع يدك على فمك'.
وقعت حالة مشابهة لكنها ذات خصائص مختلفة وهي تصريحات رئيس الموساد السابق مئير دغان قبل بضعة اشهر في شأن ايران. ان دغان لا يستخف بالتهديد الذري الايراني، لكنه يعارض عملا عسكريا اسرائيليا مستقلا.
ونقول ان ما لم يأخذه دغان كما يبدو في حسابه، هو ان تستغل جهات ذات مصالح في العالم كلامه، وهي معادية احيانا، لحاجات بعيدة جدا عن الهدف الذي أراد احرازه هو نفسه، أي تأكيد ان التي يجب عليها في رأيه ان تواجه عمليا تهديد ايران الذري هي امريكا لا اسرائيل.
نشرت في نهاية الاسبوع الاخير في صحيفة 'واشنطن بوست' مقالة زيجنييف بجيجنسكي الذي كان مستشار الامن القومي للرئيس السابق كارتر والتي عبر فيها عن معارضة شديدة لكل عمل عسكري على ايران (يبدو كما يمكن ان نفهم من مقالة المستشار السابق انه ليست عنده مشكلة في ان يملك الايرانيون سلاحا ذريا). وعلى من يعتمد بجيجنسكي في كلامه؟ على اقتباس من دغان وهو ان 'الهجوم على ايران هو أغبى شيء أعرفه'. وتذكرون ان هذا الكلام كان موجها الى عمل اسرائيلي مستقل لا من اجل إحلال الوباء الايراني ورفض هجوم امريكي.
ويزعم بجيجنسكي في مقالته ايضا ان التهديد الذري من كوريا الشمالية أشد وأخطر من تهديد ايران متجاهلا بذلك ان هذه الاخيرة تهدد بابادة شعب ودولة وتسعى ايضا الى الاضرار بمصالح امريكا وحليفاتها في الشرق الاوسط، الحيوية.
لا يشغل بجيجنسكي في الحقيقة اليوم أي عمل رسمي في ادارة الرئيس اوباما، لكن يوجد وزن لصوته ونصائحه وقد تقع في ارض خصبة، ولاسيما بعد ان يُعين تشاك هيغل شريكه في مواقفه من قضية ايران (ومن قضية الصراع الاسرائيلي الفلسطيني)، كما يبدو الآن، لمنصب وزير الدفاع الامريكي. لا توجد في عالم العولمة حواجز وكل شيء متصل بكل شيء. فيمكن ان تتحول مقابلة صحافية مُشهرة في صحيفة محلية أو تصريح يُقتبس خارج سياقه الى سلاح في يد من لا يتوخون بيقين مصلحة اسرائيل ولا حتى كما يفسرها ديسكن أو دغان.

ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ





ماذا يكون اذا هاجمت ايران؟

بقلم:بني موريس ،عن هآرتس

في السنين الأخيرة اشتغل كثيرون في اسرائيل وايران والعالم الكبير باحتمال ان تهاجم اسرائيل منشآت ايران الذرية. وأنا نفسي قدّرت في 2008 وفي فرص اخرى، ان ذلك يوشك أن يحدث 'في الاشهر القريبة'. وما يزال يوجد توقع محتمل لأن تحقق اسرائيل و/ أو الولايات المتحدة التهديد وتهاجم المنشآت الذرية في الربيع أو الصيف القادمين، اذا لم تنجح العقوبات في الافضاء الى وقف برنامج ايران الذري.

لكنه يوجد ايضا احتمال آخر عكسي أثاره قليلون، وهو ان تهاجم ايران، اذا خلصت الى استنتاج ان اسرائيل أو الولايات المتحدة توشك ان تهاجمها قريبا ان تهاجم بالصواريخ مطارات اسرائيل العسكرية وربما تهاجم منشآت استراتيجية اخرى باعتبار ذلك ضربة استباقية وضربة ردع.

يزعم رافضو هذا الامكان ان الايرانيين سيمتنعون عن ذلك لأن هذا الشيء سيُسوغ لاسرائيل أو للولايات المتحدة ان تردا وتضربا منشآتهم الذرية، ومن يستطيع آنذاك توجيه الدعاوى عليهما؟

يمكن في الحق من وجهة نظر ايرانية ان تغلب التقديرات التي تؤيد ضربة استباقية ارادة ان تُرى ضحية. صحيح ان الهجوم سيكون معارضا لتراث ايران الذي يرى انه لا ينبغي المبادرة الى حروب على جاراتها (ولا يشمل هذا عمليات عسكرية صغيرة يقوم بها منتدبون لحزب الله)، لكن قد يعتقد حكام ايران ان التهديد كبير جدا وان الهجوم المبادر اليه أفضل من الحفاظ على التراث. إن ضربة ايرانية استباقية بصواريخ شهاب وربما بطائرات ايضا قد تشوش على قدرة الهجوم الاسرائيلية (وإن لم تفعل ذلك بالامريكية)، ولا شك في ان الايرانيين سيزعمون ان عندهم سببا مُسوغا لأن قصدهم كان فقط الى التشويش على هجوم محقق عليهم. ولا شك في انه سيكون لهذا التفسير مشترون كثيرون في روسيا والصين وتركيا واوروبا والعالم العربي.
أُقدّر أنهم اذا اختاروا الهجوم فان هذا الهجوم لن يكون محدودا باطلاق صواريخ شهاب فقط على المطارات. فالى جانب حملة ارهاب دولية قد تُطلق آلاف الصواريخ من 'حزب الله' على شمال اسرائيل ومركزها إما جزءا من الهجوم الايراني وإما ردا على الهجوم الاسرائيلي/ الامريكي على ايران الذي سيأتي في أعقاب الهجوم الايراني. ورغم الشقاق بين ايران وحماس يحتمل ان تنشأ في هذا الوضع صدامات على طول حدود قطاع غزة بمبادرة منظمات الجهاد المختلفة فيها مثلا التي تعمل في تنسيق مع ايران. ولا شك في ان الهجمات من لبنان وقطاع غزة ستشوش على قدرة سلاح الجو الاسرائيلي على ضرب منشآت ايران الذرية. والى الضرر المباشر الذي ستسببه هذه الهجمات لممتلكات سلاح الجو، ستفضي بيقين الى صرف قدرات هذا السلاح نحو لبنان وقطاع غزة.
قد تكون آثار هجوم استباقي ايراني تصاحبه صدامات على حدود دولة اسرائيل، أوسع كثيرا، وقد تصبح كذلك في غضون ايام أو اسابيع. فالعالم السني الذي يحيط بنا ـ مصر وربما ايضا سورية والاردن اذا ما نشأ فيهما حكم اسلامي ـ سيُنحي جانبا حساباته مع الاسلام الشيعي وينضم هو ايضا على نحو ما الى الحرب. وقد تُدفع السعودية ودول اخرى التي يثير احتمال تطوير سلاح ذري ايراني القلق فيها بخلاف ارادة حكامها الى التعاون مع الاخوة السنيين.

فانه مهما تكن الاختلافات عميقة بين طائفتي الاسلام فان الاسلاميين في العالم يتحدون حول أمر واحد وهو عداوة اسرائيل وضرورة محو دولة الكافرين اليهودية عن الخريطة.

إن هجوما مضادا اسرائيليا و/ أو امريكيا على ايران (وعلى لبنان وربما على غزة ايضا) سيحث الجمهور المسلم على ان يطلب من الحكومات في الدول العربية ان تتدخل لمواجهة اسرائيل. ان دخول الجيش المصري الى سيناء لـ'انقاذ اخوتهم في غزة' واطلاق نار سورية على الجولان لـ'انقاذ الاخوة في لبنان' وربما ايضا اطلاق النار من شرق الاردن ومن الضفة، وانتفاضة العرب في اسرائيل نفسها كما حدث في تشرين الاول 2000 ليست سيناريوهات خيالية بل قد تكون بيقين جزءا من تدهور الوضع الذي قد يُحدثه في المنطقة هجوم رادع ايراني.
إن توقع نشوء سيناريو كهذا قد يغري الحكام في ايران ـ الذين يخشون ضربة اسرائيلية/ امريكية ـ بتوجيه ضربة رادعة تشوش على ضربة ناجعة لمشروعهم الذري. فمن الجيد ان تُعد منظومات الدفاع مثل القبة الحديدية ومنظومة حيتس وباتريوت التي ينبغي ان نُخمن أنها تحمي منشآت اسرائيل الحيوية، في ايام الربيع والصيف القادمين للتشويش على عمل مفاجئ ايراني وهو ليس غير محتمل.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ