Haneen
2013-01-17, 11:46 AM
<tbody>
</tbody>
<tbody>
السبت
19/1/2013
</tbody>
<tbody>
</tbody>
<tbody>
أقلام وآراء من الصحف العبرية
</tbody>
<tbody>
في هــــــذا الملف
من أين يفسد الأمن؟
بقلم:يوسي سريد،عن هآرتس
الحمار وحده لا يصوت
بقلم:يوئيل ماركوس،عن هآرتس
تصويت واجب لا حق
بقلم:يوسي بيلين،عن اسرائيل اليوم
ينبغي صنع نظام في الشرق الاوسط
بقلم:دوري غولد،عن اسرائيل اليوم
اراضي الكيبوتس وراء حدود لبنان
بقلم:عدي حشمونائي،عن معاريف
كيف يفكر نتنياهو قبل ساعات على الانتخابات؟
بقلم:اريئيل كهانا،عن معاريف
</tbody>
من أين يفسد الأمن؟
بقلم:يوسي سريد،عن هآرتس
إن تقرير مراقب الدولة قد جعل البلاد تضج. لماذا، ماذا حدث. ذكّرنا يعقوب شريت هذا الاسبوع بامور منسية. ففي رسالة الى صحيفة 'هآرتس' جاء بكلام عن قائليه كما وثّق في يوميات أبيه. 'شريت: 'لا توجد في الجيش حقيقة''. ويصادق على ذلك بن غوريون بقوله: 'هذا هو الأفظع'. ولم ينجح كلاهما في اقتلاع ثقافة الكذب من الجيش الاسرائيلي ولم يتجرآ على محاولة ذلك.
هذه هي الثقافة التي جعلت السيطرة المدنية على الجيش سخرية وتجعل اسرائيل ديمقراطية ورقية صورية. ولم يتغير الكثير منذ ذلك الحين وقد تكون العلاقات بين المستويين قد ازدادت سوءا.
إن 'قضية هرباز' هي كشف آخر عن تركة المعركة بين المستوى المدني والعسكري. لم يسمح قادة جهاز الامن لأنفسهم قط سواء أكانوا في الملابس العسكرية أو من غيرها، بأن يسيروا في الكرياه من غير نعال عالية واسألوا بوغي يُخبركم.
واليكم قصة نشرت هذا الاسبوع في 'يديعوت احرونوت' على لسان عزرئيل نافو، السكرتير العسكري لمناحيم بيغن (وكان يغئال سيرينا هو الذي أغراه بالحديث): 'حينما لاحظت دوائر الكذب في الجيش وحدثت بيغن غضب علي لأنه كيف اتجرأ على ان أتخيل أن الضباط يكذبون عليه'. ويتذكر أريه ناؤور أمين سر الحكومة لقاء بيغن والمبعوث الامريكي فيليب حبيب: 'أبلغ حبيب ان قوة من الجيش الاسرائيلي دخلت بعبدة وطلب بيغن ان يتصلوا بوزير الدفاع. فأكد له شارون انه لا يوجد أي جندي لنا هناك. وأصر حبيب وطلب بيغن ان يوصلوه برفول فأكد رئيس الاركان ايضا ان الجيش الاسرائيلي ليس في بعبدة. فقال بيغن ان رفول لن يضلله لكن عزرئيل أجرى مكالمات اخرى وتبين له ان حبيب على حق'.
كان بيغن انسانا نزيها وكان شارون ورفول كاذبين خائنين. وبدل ان يسبق الى عزلهما طرحاه وقت شيخوخته فقال: 'لم أعد استطيع' وانطوى على نفسه في بيته.
حصد رئيس وزراء عاصفة خلفها وراءه رئيس وزراء سابق. كان ذلك بن غوريون 'أول من لاحظ' طبيعة المقدم اريك: 'لو أنه تخلص من نقصه وهو عدم قول الحقيقة لأصبح قائدا عسكريا قدوة'، كتب في يومياته. لكن شارون انتقل من سلاح الى سلاح لأنه لا يُنزلون اللص فقط عن عمود المشنقة بل يُنزلون الكاذب ايضا حينما يحتاجون اليه.
واسرائيل محتاجة: كيف كانت تعلل العملية في قبية التي قتل فيها 70 رجلا وامرأة وولدا حينما فجرت وحدة شارونية مختارة بيوتهم عليهم. وكيف استطاعت ان تعلم ان البيوت يسكنها ناس وهم ينامون ليلا. وقد أعلن بن غوريون في الكنيست ان المذبحة لم ينفذها جنود بل مواطنون غاضبون من البلدات الحدودية. وكانت تلك الكذبة الرسمية الاولى للدولة التي نشأت إثرها ألف كذبة وكلها عن الدفاع عن النفس. وعلى مر الايام تولى الامر هنا رئيس وزراء آخر أحلّ الأكاذيب وبيّضها 'من اجل الدولة'؛ وكان اسمه اسحق شمير.
وماذا كنا سنفعل باعتبارنا عاجزي الكذب بعد المجزرة في كفر قاسم أو بعد حافلة الخط 300 التي نثرت على قارعة الطريق جميع اكاذيب 'الشباك' في المحاكم ولجان التحقيق؛ وفي اثناء حرب لبنان التي انقض الجيش الاسرائيلي عليها كأنه وجد غنيمة كبيرة؛ وفي الانتفاضة الثانية حينما استخف رئيس الاركان شاؤول موفاز التميمي برئيس الوزراء والوزراء من وراء ظهورهم، منتظرا سقوطهم وصعود شارون الذي يسهل معه سرقة الخيول والرأي. ولم نعد الاكاذيب اليومية التي يدوسها الاحتلال بعقبيه.
إن عزل ايرز فينر عدل لكن لا تسويغ للشعور بالتطهر. وقد أصبح معسكرنا طاهرا لكن متى، والى متى سيظل الكذب سلاحا يُستل من مستودع ادعائنا أننا ضحايا في كل عمل آثم.
إن فينر سمكة صغيرة لم يأت الفساد من رأسها.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
الحمار وحده لا يصوت
بقلم:يوئيل ماركوس،عن هآرتس
موشيه دايان، الذي درج على القول ان شرم الشيخ بلا سلام خير من سلام بلا شرم الشيخ، وغير رأيه في كامب ديفيد، علل تردداته بقول دخل الوعي: 'الحمار وحده لا يغير رأيه'.
في نظرتنا الى الخريطة السياسية مثلما تنعكس في الاستطلاعات، قبل ايام قليلة من الانتخابات، هناك تخوف بانه لن ينقص الحمير الذين سيكررون ذات الموقف بلا تغيير.
غير مرة حذروا بيبي من استفزاز الرئيس اوباما. وهو ليس فقط لم يستجب للتحذيرات بل تجند في صالح المرشح الجمهوري. تجاهل تحذيرات مقربي اوباما، في أن قلب الرئيس ثقيل عليه في كل ما يتعلق بسلوك رئيس حكومتنا. وبالفعل، ما خفنا منه جاء علينا هذه الايام بسبب سلوك رئيس وزراء يتطلع الى ولاية ثالثة. اوباما ينضم الى نزعة النفور الشخصي التي تتفتح في أوساط زعماء اوروبا. وهو لن يتركنا أمنيا، ولكنه لن يصفنا كحلفاء دون احساس بالتقيؤ.
هذه هي اللحظة لنعرض فيها لكل أصحاب حق الاقتراع الا يتأثروا بدعاية السلطة الحالية التي تروي لنا كم جيد حالنا وكم نحن اقوياء. فعلى اي حال، كانوا يتوقعون عجزا بـ 18 مليار وفجأة اكتشفوا بان الحديث يدور عن مبلغ مضاعف. فمن أجل ماذا توجد للجمهور جيوب عميقة. مثل هذا الخطأ في التقدير يمكن ان نسقط حكومة في دولة طبيعية، ولكنه عندنا يمر، وخسارة أن هكذا. صاحب حق الاقتراع ملزم بان يتعاطى مع يوم الصندوق وكأن هذا هو الزمن لحساب النفس في يوم الغفران. أولا وقبل كل شيء عليه أن يصوت. فالامتناع ليس خيار المواطن المفكر، وذلك لانه يضاعف قوة من يقود الشعب في اتجاه لا يريد أن يوجد فيه.
نصيحة رقم اثنين: لا تعنى بالاستراتيجية، لا تسأل نفسك من يرتبط بمن، من يجتاز أو لا يجتاز نسبة الحسم. عليك أن تختار من يبدو لك مصداقا أكثر، حتى وان كان من النظرة من هنا لا أمل له. اذا كنت صوت في المرة الماضية في صالح احد ما أخلّ بتعهداته فلا تصوت له مرة اخرى. قل لنفسك: غششتني مرة واحدة، فاخجل من نفسك؛ اما اذا غششتني مرة ثانية فانا من ينبغي أن يخجل من نفسه. افحص ما هي العلاقة بين ما وعد به بيبي وبين ما فعله واذا كان اداؤه يبث استقامة وثقة.
لا شيء سيغير رأي المتطرفين وبلاد رجال اسرائيل الكاملة، الذين منهم ستتشكل على نحو شبه مؤكد الحكومة التي سيترأسها بيبي. اعلان شارون بان 'يجب ايقاظ الشعب من حلم بلاد اسرائيل الكاملة' ليس فقط لم يتحقق بل وذوى معه. بيبي في ولايته الثالثة كفيل بان يجعل الكابوس واقعا، مهما كلف الامر. وقريبا ستكون تحت تصرفه طائرة ملكية وحقيقة أنه سيواصل كونه ضيفا غير مرغوب فيه في كل مكان في العالم، هي حقيقة لا يعتد بها. وهو يواصل كونه واثقا بانه يمكنه أن يعمل مع كل العالم والا ينفذ اي كلمة من خطاب بار ايلان. هذا لن ينجح.
ليس عندي من اصوت له، يقول الشباب الذين يصوتون لاول مرة؛ ولكن عدم التصويت هو تعبير سلبي عن خيبة الامل. وهو سيعزز فقط من هم ربما غير معنيين بان يعززوهم، في الوقت الذي لم تحسم فيه الامور وكل مصوت يمكنه أن يؤثر. الفنان ارثور فينكلشتاين، الذي أخطأ في التقدير بان رومني سيفوز أخطأ ايضا في توصيته بربط ليبرمان بالليكود. تقدير المستطلعين هو أن الناخبين من اصل روسي سيرجحون كفة النتيجة بسبب عدم محبتهم الزائدة للطوائف الشرقية، دون أن نذكر الغموض الذي يحوم فوق مصير ليبرمان القضائي.
في الانتخابات في اسرائيل توجد في احيان بعيدة مفاجآت غير متوقعة. ذات مرة، في اجتماع انتخابي للعمل، قبل ثلاثة ايام من الانتخابات وصف دودو توباز اعضاء الليكود بـ 'المهرجين الذين يخدمون كأنفار هذا اذا ذهبوا الى الجيش'. وبعد يوم استخدم مناحيم بيغن زلة اللسان هذه التي أنقذته من هزيمة كانت تنتظره. لا شيء في جيب احد. أذهبوا للتصويت، او على حد قول بيبي لاوباما: 'فقط مواطنو اسرائيل سيقررون مصيرهم'.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
تصويت واجب لا حق
بقلم:يوسي بيلين،عن اسرائيل اليوم
توجد اسباب جيدة كثيرة للبقاء في البيت في يوم الثلاثاء القريب. فكثيرون يقولون ماذا سيغير هذا؟ فالجميع يعدون لكن لا أحد تقريبا يفي بوعده. فاذا وجد تهديد حقيقي فان اليسار ايضا سيخرج للحرب واذا وجد احتمال حقيقي للسلام فان اليمين ايضا سيصنع السلام. ويتذكر الجميع بعد الانتخابات ان ما يرونه من هناك لا يرونه من هنا وتعود الاعراض المعروفة فيستسلم الجميع للحريديين ويلقون ثقلا آخر على من يحملون الثقل أصلا.
لكن الامر ليس كذلك. يمكن بسهولة الاستخفاف بعملية الانتخابات لكن الجنس البشري لو يوجد الى الآن طريقة أنجح لاقرار قيادة للدولة. ان القادة الذين ينتخبون يحددون مبلغ نقاء الهواء الذي نتنفسه وعن أي الادوية سنضطر الى ان ندفع مالا باهظا وأي الادوية سنحصل عليها بالمجان وأي جزء من أجورنا سنضطر الى تحويله الى خزانة الدولة وكم منه نستطيع ان نستعمله في حاجاتنا الشخصية.
هم الذين يقررون وهم غير مصنوعين من جلد واحد، ونحن نعلم مسبقا من منهم يؤيد أية طريقة (وإن لم نقرأ قط برامج الاحزاب)، وينتج عن هذا ان من لا يصوت في يوم الانتخابات يجد نفسه يؤيد خصوصا اولئك الذين لم يكن معنيا بأن يُنتخبوا، هذا هو الحساب. فحينما بقي اليمين في البيت في 1992 انتخب رابين وحينما بقي اليسار في البيت في 2001 انتخب شارون بفرق كبير عن باراك. وكل طرف معني بألا يأتي منتخبو خصومه الى صناديق الاقتراع وبخاصة حينما يكون الأمل في نقلهم من معسكر الى معسكر صغيرا جدا.
هل الجميع نفس الشيء؟ لا حقا. فهناك من يهددون بالعمل على مواجهة ايران اذا لم تساعد الخطوات المتخذة الآن في منعها من تخصيب اليورانيوم بدرجة عالية، وهناك من يشترطون كل عمل على ايران بالتنسيق مع الولايات المتحدة، وقد يكون هذا أهم قرار سياسي في السنة القريبة وسيؤثر في حياتنا جميعا. وهناك من هم غير مستعدين لدفع ثمن تقسيم البلاد لضمان ان تبقى اسرائيل دولة يهودية وديمقراطية وتكف عن العيش في الشرق الاوسط مثل نبتة غريبة يريد الجميع اقتلاعها، وهناك من هم مستعدون لدفع ثمن من الاراضي ويؤمنون بأن ذلك سيُمكّننا من ان نحيا حياة سوية هنا.
وهناك من يعتقد ان الاحكام الشخصية في اسرائيل يجب ان تكون قوانين علمانية وان الزوجين اللذين يريدان ذلك يستطيعان الزواج مدنيا، وهناك من يعتقدون انه يجب على العلمانيين ايضا ان يتزوجوا بحسب الشريعة التقليدية وان يصيروا الى الطلاق بحسبها، ومنع الزواج بين كاهن ومطلقة وعدم الاعتراف بالتهويد غير الارثوذكسي والامتناع عن نكاح 'أبناء الزنى' وغير ذلك.
والقائمة طويلة. والقرارات في يد الكنيست وهي تقرر بما لا نهاية له. وتحدد أي حكومة تكون لنا ومن يرأسها. ومن الجيد ان نتذكر هذا في يوم الثلاثاء.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
ينبغي صنع نظام في الشرق الاوسط
بقلم:دوري غولد،عن اسرائيل اليوم
جمعت المملكة الاردنية في سنة 1996 منتدى دوليا في قصر الهاشمية في عمان شارك فيه ضيوف من أنحاء الشرق الاوسط وساسة كبار ايضا من خارج المنطقة، ووجدت نفسي باعتباري عُينت آنذاك لمنصب المستشار السياسي لرئيس الوزراء نتنياهو، مدعوا الى واحد من تلك الاجتماعات. وكان أحد الضيوف الذين تحدثت اليهم طويلا وزير الخارجية الامريكي السابق هنري كيسنجر الذي يتمتع بجمع نادر بين الخبرة الدبلوماسية العظيمة والقدرة على قياس ما سيكون على ما كان.
كان واضحا في تلك الفترة ان المسيرة السياسية الاسرائيلية الفلسطينية على شفا انهيار بعد ان هاجم مخربون منتحرون فلسطينيون مدنا اسرائيلية اربع مرات بين شباط وآذار 1996 وسببوا موت نحو من تسعين اسرائيليا. وقال لي كيسنجر عن ادراك انه يجب الالتزام بتوجه آخر: 'إن ما تحتاجون اليه هو 'معيار سلوك' بالنسبة للشرق الاوسط'.
أقول بصدق أنني لم أكن أعلم في تلك اللحظة ألبتة ما الذي يتحدث عنه. واستقر رأيي على أن أنظر حينما أعود الى بيتي في القدس في المجلدات الاربعة لمذكراته التي كانت في مكتبتي، وأن أعود الى الحديث معه مرة اخرى حينما سيأتي الى البلاد بعد ذلك ببضعة ايام. وتوقعت ان أجد مصطلح 'معيار سلوك' في فهرس كتبه، لكنه لم يكن موجودا هناك. لكنه تبين لي من حوارنا بعد ذلك ما الذي قصد اليه بالضبط.
وجد كيسنجر نفسه في 1972 مشاركا في مفاوضة الاتحاد السوفييتي في تحديد زيادة مخزونات الصواريخ الاستراتيجية للقوتين العظميين. وأفضت تلك المباحثات في آخر الامر الى التوقيع على ميثاق 'سولت 1'، لكن كانت توجد اسباب جدية للشك في ان تفضي المفاوضات بين القوتين العظميين الى حل حقا لأن موسكو عملت على توسيع نشاطها العسكري في العالم الثالث من جنوب شرقي آسيا الى أنغولا. وطور كيسنجر وثيقة سُميت 'مباديء أساسية للعلاقات بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي'.
وبحسب تصوره فانه اذا عملت موسكو بحسب معيار السلوك هذا فتستطيع واشنطن ان تزن معدل التقدم الذي تم كي تنشيء علاقات جديدة بين القوتين العظميين تقوم على وقف التوتر بين الدولتين. لكن اذا أخلت موسكو بمعيار السلوك فتستطيع واشنطن ان تحول هذه المباديء الى وسيلة دبلوماسية لتضرب الروس أمام حلف شمال الاطلسي والجمهور الامريكي. ومكّن معيار السلوك الولايات المتحدة من جعل السوفييت يكشفون عن نواياهم الحقيقية.
هل تستطيع فكرة معيار السلوك عند كيسنجر ان تكون نافعة في الشرق الاوسط؟ وهل يمكن ان نصوغ منظومة قواعد لتفاوض في المستقبل تدفع قدما بمسيرة سلام حقيقية أو هل تكفي اشارة واضحة الى ان القيادة الفلسطينية قد أخلت بالتزاماتها؟ كانت توجد قضايا خاصة بالشرق الاوسط كان يمكن التطرق اليها كالتحريض على العنف وايواء المنظمات الارهابية والتوجه الى جهات دولية بمبادرات مضادة لاسرائيل.
لم يكن علاج هذه القضايا جزءا من برنامج العمل الرسمي في التفاوض كموضوع الحدود أو مسألة اللاجئين أو مستقبل المستوطنات لكن هذه القضايا كان يمكن ان تكون اشارة مهمة الى جدية الطرف الفلسطيني في المسيرة السياسية. وهناك حاجة من اجل انشاء معيار سلوك في حال الصراع الاسرائيلي الفلسطيني الى تأييد امريكي والى ان تصبح واشنطن قاضية في واقع الامر.
إن فكرة معيار السلوك اليوم ذات موضوع بسبب بعد آخر للتحديات المتوقعة في الشرق الاوسط. ففي الفترة التي تلي ما يسمى الى الآن الربيع العربي، أخذت تظهر نظم حكم جديدة في الشرق الاوسط مؤلفة في احيان متقاربة من قادة يُماهون الاخوان المسلمين. ومن المنطق ان نفترض ان يكون تأثير كبير في سوريا في فترة ما بعد الاسد للتيارات السلفية المتطرفة بل لأذرع القاعدة.
يجري في الغرب جدل واسع يتعلق بسؤال ماذا يفعلون مع الاخوان المسلمين. يوجد من جهة وعي ان قيادة القاعدة قد اكتسبت ثقافتها السياسية تحت جناح الاخوان المسلمين مثل أيمن الظواهري خليفة اسامة بن لادن وكذلك ايضا خالد الشيخ محمد المخطط للعملية في برجي التوائم في الحادي عشر من ايلول والذي نشأ في ذراع في الكويت. ومن الجهة الاخرى يوجد في اوروبا وواشنطن صاغة سياسة يرون الاخوان المسلمين بديلا معتدلا نسبيا عن السلفيين.
يستطيع معيار السلوك المخطط له بحرص ان يكون أداة للتفريق بين الزعماء الذين يخضعون لمبادئه واولئك الذين يتجاهلونها اذا ما أُنشئت معايير موضوعية لسلوك سياسي مقبول.
ويمكن ان نستعمله للتفريق بين من يُسمح لهم بأن يكونوا 'تحت السقف نفسه' مع الغرب ويتمتعون بالتجارة الدولية ونقل التكنولوجيا بل بيع السلاح ايضا خلافا لاولئك الذين سيبقون في نفس فئة التصنيف مع الدول العاصية.
وفي نهاية الامر تم ايعاب معيار سلوك كيسنجر في وثيقة تأسيسية لمؤتمر الامن الاوروبي في 1975 المعروفة أكثر بتصريح هلسنكي. ودُعي الذين حققوا المباديء المقررة هناك وشاركوا في منظمة الامن والتعاون في اوروبا (سي.اس.سي.إي).
في اطار اتفاق السلام مع الاردن في 1994 وافقت اسرائيل على انشاء منظمة مشابهة في الشرق الاوسط. فلو انه نشأ مؤتمر من هذا النوع في منطقتنا لوجب على الدول ان تقرر هل تؤيد مبادئه الأساسية وكان ذلك سيساعد في صب أسس لتسوية اقليمية مستقرة في المستقبل.
لكن حينما يختار الغرب ان يتبنى زعماء جددا في الشرق الاوسط لا تنطبق عليهم معايير دولية ما في الحد الأدنى فانه يتعجل مسيرة سلبية فقط، فهو يمهد الطريق لانشاء أساس لفوضى دولية تزيد في خطر المواجهة المسلحة في المنطقة في المستقبل.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
اراضي الكيبوتس وراء حدود لبنان
بقلم:عدي حشمونائي،عن معاريف
67 سنة مرت منذ تأسس كيبوتس مسغاف عام في الجليل الاعلى، ولكن مؤخرا دهش اعضاء الكيبوتس إذ اكتشفوا بان دولة اسرائيل قررت بان قسما من أراضي الكيبوتس تعود اطلاقا الى الاراضي السيادية للبنان.
وقد انكشفت البشرى الصاخبة بعد أن رفع الكيبوتس الى اللجنة اللوائية للتخطيط والبناء في الشمال التابعة لوزارة الداخلية طلبا بتغيير وجهة استخدام الارض في عدة قطع للاراضي في الكيبوتس من أجل بناء وحدات سكن جديدة عليها لغرض استيعاب الابناء العائدين والسكان الجدد. ومع أن جدار الفصل الهائل الذي على طوله تسير دوريات الجيش تمر بمحاذاة جدار الكيبوتس، فقد فوجيء اعضاء الكيبوتس إذ قرأوا في الوثيقة التي نقلتها اليهم اللجنة اللوائية السنة الماضية بان الشرط الاول الذي يتعين على الكيبوتس الايفاء به حتى قبل ان تبحث اللجنة بالخطط الجديدة هو الانسحاب الى حدود اسرائيل. وجاء في الوثيقة الرسمية لوزارة الداخلية انه 'يجب تعديل الخط الازرق بحيث لا يتجاوز حدود الدولة'.
'لاسفنا، واجهنا رفض اللجنة حتى للبحث في طلباتنا بسبب وجود خط حدودي يقطع الكيبوتس'، قال أمس يعقوب بيرغمان، منسق المرافق الاقتصادية. 'اضافة الى ذلك تتجاهل اللجنة المباني القائمة والمأهولة، الطرق، ساحات ايقاف السيارات وما شابه، التي توجد داخل الكيبوتس، غربي خط الحدود الجديد الذي تقرر بعد الانسحاب من لبنان في أيار 2000'.
كما أن توجهات رئيس المجلس الاقليمي للجليل الاعلى المنصرف، أهرون فلنسي، ومهندس اللجنة المحلية للتخطيط والبناء اوري أمير، الى ادارة اللواء الشمالي في وزارة الداخلية، وقعت على اذان صماء. 'في الاشهر الاخيرة جرى التوجه مرتين الى مدير عام ديوان رئيس الوزراء هرئيل لوكر من أجل أن يساعد في ايجاد حل، ولكن حتى اليوم لم يأتِ أي رد'، قال أمس المحامي اودي راز، الذي يمثل الكيبوتس.
وفي نية اعضاء الكيبوتس رفع دعوى تعويض بمبلغ عشرات ملايين الشواكل ضد دولة اسرائيل. وذلك على حد قول راز 'لانهم وجدوا أنفسهم بلا وسيلة. فمن جهة يمكنهم أن يرفعوا الى الامام بشؤون التخطيط والتوسيع للكيبوتس ومن جهة اخرى لا يوجد هناك من يساعدهم في حل المشكلة. لم يتبقَ لهم عنوان يمكنهم حقا أن يتوجهوا اليه. لقد استنفدوا كل الامكانيات. ولعله يمكن الان ان يحل لهم التعويض المالي من الدولة المشكلة او كبديل يدفع الجهاز الى ايجاد حل مناسب'.
وكان كيبوتس مسغاف عام تأسس في العام 1945 من قبل نواة من 'البلماخ'. العزلة، المناخ الصعب، النقص في المياه، قلة الاراضي والوسائل التي رافقت اعضاء النواة المؤسسين كانت صعبة جدا. درب ضيق فقط ربطهم بالعالم الخارجي، وعلى مدى السنين انضم اعضاء قلائل فقط الى الكيبوتس البعيد. وفي صباح 7 نيسان 1980 دفع الكيبوتس ثمنا باهظا على وجوده بمحاذاة الحدود، حيث أن خلية من خمسة مخربين تسللت من الاراضي اللبنانية، سيطرت على حضانة في الكيبوتس. وفي اثناء عملية الانقاذ التي قامت بها وحدة سييرت متقال الخاصة، قتل رضيع، سكرتير المرافق الاقتصادية ومقاتل في وحدة غولاني واصيب 11 جنديا.
ولكن رغم المصاعب التي رافقته على مدى السنين، ففي العام 2006 اطلق في الكيبوتس حي مجتمعي جديد ويسكن فيه الان 270 عضوا، من السكان والاطفال. 'نحن استحكام الدولة. المقدمة للدولة. ونحن نستجدي الدولة لتسمح لها مواصلة النمو الديمغرافي، وهي لا تسمح'، اضاف بيرغمان. 'هذا جنون'.
في وزارة الداخلية لم ينفوا ادعاءات ممثلي الكيبوتس ولكنهم قالوا: 'الوزارة تعمل لتوفير رد لاحتياجات مسغاف عام، في ضوء النمو السكاني، وفقا لقوانين دولة اسرائيل. عندما ترفع الدعوى سترد الوزارة في المحكمة على الادعاءات'.
وجاء من ديوان رئيس الوزراء انه 'كون الحديث يدور عن اجراءات استئناف في مجال التخطيط، فانه حسب القانون لا يوجد الموضوع الا بصلاحية وزارة الداخلية ولهذا يجب توجيه الاسئلة الى الوزارة'.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
كيف يفكر نتنياهو قبل ساعات على الانتخابات؟
بقلم:اريئيل كهانا،عن معاريف
بعد أربع سنوات من ضنين نتنياهو في اجراء المقابلات الصحفية معه، فان رئيس الوزراء يكثر هذه الايام من الحديث مع الصحفيين. آلة الرسائل لديه مزيتة ومجربة، وقسم كبير من صفحة النقاط التي أعدها مسبقا للمقابلة تعنى بالصراع الانتخابي بينه وبين نفتالي بينيت. ويغضب نتنياهو من رئيس البيت اليهودي، الذي حسب تحليل الاستطلاعات يقتطع منه الكثير من اصوات الذين أيدوا الليكود في الماضي.
وهو يقول ان 'مؤيدي الاستيطان وبلاد اسرائيل قد يرتكبون خطأ تاريخيا فتاكا مثلما فعلوا في 1992 و 1999. فقد وزعوا الاصوات واضعفوا الليكود وكانت النتيجة صعود حكومة اليسار. ليس السؤال اذا كنت سأنتصر في الانتخابات، ولكن اذا كانت يداك مستقرتين على الدفة. عندما تكون أيادٍ اكثر مما ينبغي على الدفة، فان السيارة تنقلب'.
' هل يمكنك أن تضمن أن في السنوات الاربعة القادمة لن تقتلع مستوطنة؟
' نعم صحيح. أيام الجرافات التي تقتلع يهودا باتت خلفنا وليس امامنا. أنا لا اعنى بالتطوع بتنازلات. سجلنا يثبت ذلك. لم نقتلع أي مستوطنة، عززنا الاستيطان، أقمنا في اريئيل الجامعة الاولى منذ عشرات السنين. فعلنا هذا حين اضطررنا الى الابحار بطبيعة الاحوال في نهر جار من الاحداث الدولية، وبالطبع قدرتي على الابحار ترتبط بشكل مباشر بالحزب الذي يقف خلفي. كلما كان الحزب أصغر، هكذا كانت قدرتي على صد الضغوط اصغر. لا ينبغي لاحد ان يعطيني الدروس عن محبة بلاد اسرائيل او الالتزام بقضية الصهيونية أو الاستيطان'.
' بينيت يعارض الدولة الفلسطينية، وهذا النهج يجذب الكثير من ناخبيك المحتملين؟
' قبل كل شيء، لا يريد احد دولة ثنائية القومية. انا لا اريد ان أدرج في دولة اسرائيل مليون ونصف أو مليوني عربي فلسطيني. توجد أمور لنا فيها ما هو مشترك مع الاحزاب الاخرى، ولكن في هذا الموضوع موقفي واضح'.
وهنا نتنياهو يرفع صوته: 'من يعتقد ان السير في الميدان الدولي يتم بعمى، فانه سيضرب رأسه في الحائط. اعتقد أن هذا السير يحتاج الى تجربة وخبرة أكبر والكثير من الحكمة والعقلانية في ظل الصمود في وجه الضغوط. ومن لا يفهم ذلك فمصيره السقوط بسرعة'.
' هل طرأ لديك تغيير في موضوع الدولة الفلسطينية نتيجة التطورات في السنة الاخيرة؟
' 'أنا واقعي. الفلسطينيون يطرحون شرطا للدخول الى المفاوضات لا يمكن قبوله. وبالمقابل، عندي شروط انهاء. مطالبهم في الدخول غير مقبولة من جانبي. ومطالبي للانهاء غير مقبولة من جانبهم. هذا هو الواقع الحقيقي. كل واحد يفهم هذا. أنا لا ارى بين قادة الاحزاب حولي احدا يمكنه أن يدعي بانه سيدير الامور بذات المسؤولية وذات التجربة'.
' هل تعتزم تبني تقرير ليفي؟
' 'نحن ندرس الموضوع باهتمام شديد، ولكني لا اعتقد انه يمكن لاحد أن يعطينا النصائح كيف نعزز الاستيطان. لا ينبغي لاحد أن يعزز لنا الوعي الوطني والوعي اليهودي'.
' هل تعتزم دفن التقرير في الخزانة؟
' 'التقرير ليس مدفونا في الخزانة. نحن ندرس كل الاعتبارات وسنتخذ القرارات في التوقيت المناسب الذي يكون في صالح اسرائيل'.
' الجيش السوري يتفكك، مصر تواجه مصاعب مالية، فهل التهديد من سوريا ومصر اختفى؟
' 'ما كنت أقول هذا. ليس عن مصر التي أعتزم الالتزام معها باتفاق السلام. لمصر مصاعب اقتصادي ولكن جيشها على حاله. سوريا بالتأكيد في مؤشر التفكك ولكن السلاح لم يختفِ وقد يقع في اياد اخرى'.
' واضح أنه بعد الانتخابات ستضطر الى مواجهة الخطة الاوروبية المتبلورة، فماذا ستعطيهم؟
' 'قبل كل شيء الناس يعرفون كيف يقدروا الزعيم الذي يصر على المصالح الوطنية لاسرائيل. لقد اثبتنا ذلك رغم ان هذا ليس سهلا وليس شعبا. الانبطاح ليس سياسة. ولكننا في نفس الوقت اثبتنا باننا قادرون على السير في ظروف غير بسيطة. صمدنا امام ضغوط هائلة وسنواجه ذلك ايضا. مواطنو اسرائيل سيقررون من يمكنه أن يقود اسرائيل في هذه الظروف الدولية'.
' أعلنت في بار ايلان عن دولة فلسطينية ونفذت تجميدا للاستيطان، فهل ستجمده مرة اخرى؟
' 'التجميد استنفد نفسه. فقد اثبت بان الفلسطينيين غير معنيين وان موضوع الاستيطان هو تضليل بقدر كبير.
موضوع المستوطنات هو نتيجة النزاع وليس سبب النزاع. فالنزاع عربد على مدى نصف قرن من 1920 وحتى 1967، عندما لم تكن حتى ولا مستوطنة واحدة في يهودا والسامرة، فعلى ماذا خاضوا الحرب في حينه؟ وعندما أخلت اسرائيل من طرف واحد قطاع غزة واصل الفلسطينيون امطار اسرائيل بالصواريخ. لقد اوضحوا ان نيتهم ليس تحرير يهودا والسامرة بل اسدود وبئر السبع. هذه فلسطين الحقيقية.
'عندما نأتي الى السلطة الفلسطينية ونقول: استنكروا ليس فقط اساليب حماس بل وميثاق حماس واعترفوا باسرائيل كدولة الشعب اليهودي، فانهم غير مستعدين لعمل ذلك. هم غير مستعدين لوضع حد للنزاع وغير مستعدين للاعتراف بدولة يهودية باي حدود.
هذه هي المشكلة. على هذه الحقيقة البسيطة يتعين علينا أن نعود لنكررها في المحافل الدولية، مثلما فعلت'.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ
</tbody>
<tbody>
السبت
19/1/2013
</tbody>
<tbody>
</tbody>
<tbody>
أقلام وآراء من الصحف العبرية
</tbody>
<tbody>
في هــــــذا الملف
من أين يفسد الأمن؟
بقلم:يوسي سريد،عن هآرتس
الحمار وحده لا يصوت
بقلم:يوئيل ماركوس،عن هآرتس
تصويت واجب لا حق
بقلم:يوسي بيلين،عن اسرائيل اليوم
ينبغي صنع نظام في الشرق الاوسط
بقلم:دوري غولد،عن اسرائيل اليوم
اراضي الكيبوتس وراء حدود لبنان
بقلم:عدي حشمونائي،عن معاريف
كيف يفكر نتنياهو قبل ساعات على الانتخابات؟
بقلم:اريئيل كهانا،عن معاريف
</tbody>
من أين يفسد الأمن؟
بقلم:يوسي سريد،عن هآرتس
إن تقرير مراقب الدولة قد جعل البلاد تضج. لماذا، ماذا حدث. ذكّرنا يعقوب شريت هذا الاسبوع بامور منسية. ففي رسالة الى صحيفة 'هآرتس' جاء بكلام عن قائليه كما وثّق في يوميات أبيه. 'شريت: 'لا توجد في الجيش حقيقة''. ويصادق على ذلك بن غوريون بقوله: 'هذا هو الأفظع'. ولم ينجح كلاهما في اقتلاع ثقافة الكذب من الجيش الاسرائيلي ولم يتجرآ على محاولة ذلك.
هذه هي الثقافة التي جعلت السيطرة المدنية على الجيش سخرية وتجعل اسرائيل ديمقراطية ورقية صورية. ولم يتغير الكثير منذ ذلك الحين وقد تكون العلاقات بين المستويين قد ازدادت سوءا.
إن 'قضية هرباز' هي كشف آخر عن تركة المعركة بين المستوى المدني والعسكري. لم يسمح قادة جهاز الامن لأنفسهم قط سواء أكانوا في الملابس العسكرية أو من غيرها، بأن يسيروا في الكرياه من غير نعال عالية واسألوا بوغي يُخبركم.
واليكم قصة نشرت هذا الاسبوع في 'يديعوت احرونوت' على لسان عزرئيل نافو، السكرتير العسكري لمناحيم بيغن (وكان يغئال سيرينا هو الذي أغراه بالحديث): 'حينما لاحظت دوائر الكذب في الجيش وحدثت بيغن غضب علي لأنه كيف اتجرأ على ان أتخيل أن الضباط يكذبون عليه'. ويتذكر أريه ناؤور أمين سر الحكومة لقاء بيغن والمبعوث الامريكي فيليب حبيب: 'أبلغ حبيب ان قوة من الجيش الاسرائيلي دخلت بعبدة وطلب بيغن ان يتصلوا بوزير الدفاع. فأكد له شارون انه لا يوجد أي جندي لنا هناك. وأصر حبيب وطلب بيغن ان يوصلوه برفول فأكد رئيس الاركان ايضا ان الجيش الاسرائيلي ليس في بعبدة. فقال بيغن ان رفول لن يضلله لكن عزرئيل أجرى مكالمات اخرى وتبين له ان حبيب على حق'.
كان بيغن انسانا نزيها وكان شارون ورفول كاذبين خائنين. وبدل ان يسبق الى عزلهما طرحاه وقت شيخوخته فقال: 'لم أعد استطيع' وانطوى على نفسه في بيته.
حصد رئيس وزراء عاصفة خلفها وراءه رئيس وزراء سابق. كان ذلك بن غوريون 'أول من لاحظ' طبيعة المقدم اريك: 'لو أنه تخلص من نقصه وهو عدم قول الحقيقة لأصبح قائدا عسكريا قدوة'، كتب في يومياته. لكن شارون انتقل من سلاح الى سلاح لأنه لا يُنزلون اللص فقط عن عمود المشنقة بل يُنزلون الكاذب ايضا حينما يحتاجون اليه.
واسرائيل محتاجة: كيف كانت تعلل العملية في قبية التي قتل فيها 70 رجلا وامرأة وولدا حينما فجرت وحدة شارونية مختارة بيوتهم عليهم. وكيف استطاعت ان تعلم ان البيوت يسكنها ناس وهم ينامون ليلا. وقد أعلن بن غوريون في الكنيست ان المذبحة لم ينفذها جنود بل مواطنون غاضبون من البلدات الحدودية. وكانت تلك الكذبة الرسمية الاولى للدولة التي نشأت إثرها ألف كذبة وكلها عن الدفاع عن النفس. وعلى مر الايام تولى الامر هنا رئيس وزراء آخر أحلّ الأكاذيب وبيّضها 'من اجل الدولة'؛ وكان اسمه اسحق شمير.
وماذا كنا سنفعل باعتبارنا عاجزي الكذب بعد المجزرة في كفر قاسم أو بعد حافلة الخط 300 التي نثرت على قارعة الطريق جميع اكاذيب 'الشباك' في المحاكم ولجان التحقيق؛ وفي اثناء حرب لبنان التي انقض الجيش الاسرائيلي عليها كأنه وجد غنيمة كبيرة؛ وفي الانتفاضة الثانية حينما استخف رئيس الاركان شاؤول موفاز التميمي برئيس الوزراء والوزراء من وراء ظهورهم، منتظرا سقوطهم وصعود شارون الذي يسهل معه سرقة الخيول والرأي. ولم نعد الاكاذيب اليومية التي يدوسها الاحتلال بعقبيه.
إن عزل ايرز فينر عدل لكن لا تسويغ للشعور بالتطهر. وقد أصبح معسكرنا طاهرا لكن متى، والى متى سيظل الكذب سلاحا يُستل من مستودع ادعائنا أننا ضحايا في كل عمل آثم.
إن فينر سمكة صغيرة لم يأت الفساد من رأسها.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
الحمار وحده لا يصوت
بقلم:يوئيل ماركوس،عن هآرتس
موشيه دايان، الذي درج على القول ان شرم الشيخ بلا سلام خير من سلام بلا شرم الشيخ، وغير رأيه في كامب ديفيد، علل تردداته بقول دخل الوعي: 'الحمار وحده لا يغير رأيه'.
في نظرتنا الى الخريطة السياسية مثلما تنعكس في الاستطلاعات، قبل ايام قليلة من الانتخابات، هناك تخوف بانه لن ينقص الحمير الذين سيكررون ذات الموقف بلا تغيير.
غير مرة حذروا بيبي من استفزاز الرئيس اوباما. وهو ليس فقط لم يستجب للتحذيرات بل تجند في صالح المرشح الجمهوري. تجاهل تحذيرات مقربي اوباما، في أن قلب الرئيس ثقيل عليه في كل ما يتعلق بسلوك رئيس حكومتنا. وبالفعل، ما خفنا منه جاء علينا هذه الايام بسبب سلوك رئيس وزراء يتطلع الى ولاية ثالثة. اوباما ينضم الى نزعة النفور الشخصي التي تتفتح في أوساط زعماء اوروبا. وهو لن يتركنا أمنيا، ولكنه لن يصفنا كحلفاء دون احساس بالتقيؤ.
هذه هي اللحظة لنعرض فيها لكل أصحاب حق الاقتراع الا يتأثروا بدعاية السلطة الحالية التي تروي لنا كم جيد حالنا وكم نحن اقوياء. فعلى اي حال، كانوا يتوقعون عجزا بـ 18 مليار وفجأة اكتشفوا بان الحديث يدور عن مبلغ مضاعف. فمن أجل ماذا توجد للجمهور جيوب عميقة. مثل هذا الخطأ في التقدير يمكن ان نسقط حكومة في دولة طبيعية، ولكنه عندنا يمر، وخسارة أن هكذا. صاحب حق الاقتراع ملزم بان يتعاطى مع يوم الصندوق وكأن هذا هو الزمن لحساب النفس في يوم الغفران. أولا وقبل كل شيء عليه أن يصوت. فالامتناع ليس خيار المواطن المفكر، وذلك لانه يضاعف قوة من يقود الشعب في اتجاه لا يريد أن يوجد فيه.
نصيحة رقم اثنين: لا تعنى بالاستراتيجية، لا تسأل نفسك من يرتبط بمن، من يجتاز أو لا يجتاز نسبة الحسم. عليك أن تختار من يبدو لك مصداقا أكثر، حتى وان كان من النظرة من هنا لا أمل له. اذا كنت صوت في المرة الماضية في صالح احد ما أخلّ بتعهداته فلا تصوت له مرة اخرى. قل لنفسك: غششتني مرة واحدة، فاخجل من نفسك؛ اما اذا غششتني مرة ثانية فانا من ينبغي أن يخجل من نفسه. افحص ما هي العلاقة بين ما وعد به بيبي وبين ما فعله واذا كان اداؤه يبث استقامة وثقة.
لا شيء سيغير رأي المتطرفين وبلاد رجال اسرائيل الكاملة، الذين منهم ستتشكل على نحو شبه مؤكد الحكومة التي سيترأسها بيبي. اعلان شارون بان 'يجب ايقاظ الشعب من حلم بلاد اسرائيل الكاملة' ليس فقط لم يتحقق بل وذوى معه. بيبي في ولايته الثالثة كفيل بان يجعل الكابوس واقعا، مهما كلف الامر. وقريبا ستكون تحت تصرفه طائرة ملكية وحقيقة أنه سيواصل كونه ضيفا غير مرغوب فيه في كل مكان في العالم، هي حقيقة لا يعتد بها. وهو يواصل كونه واثقا بانه يمكنه أن يعمل مع كل العالم والا ينفذ اي كلمة من خطاب بار ايلان. هذا لن ينجح.
ليس عندي من اصوت له، يقول الشباب الذين يصوتون لاول مرة؛ ولكن عدم التصويت هو تعبير سلبي عن خيبة الامل. وهو سيعزز فقط من هم ربما غير معنيين بان يعززوهم، في الوقت الذي لم تحسم فيه الامور وكل مصوت يمكنه أن يؤثر. الفنان ارثور فينكلشتاين، الذي أخطأ في التقدير بان رومني سيفوز أخطأ ايضا في توصيته بربط ليبرمان بالليكود. تقدير المستطلعين هو أن الناخبين من اصل روسي سيرجحون كفة النتيجة بسبب عدم محبتهم الزائدة للطوائف الشرقية، دون أن نذكر الغموض الذي يحوم فوق مصير ليبرمان القضائي.
في الانتخابات في اسرائيل توجد في احيان بعيدة مفاجآت غير متوقعة. ذات مرة، في اجتماع انتخابي للعمل، قبل ثلاثة ايام من الانتخابات وصف دودو توباز اعضاء الليكود بـ 'المهرجين الذين يخدمون كأنفار هذا اذا ذهبوا الى الجيش'. وبعد يوم استخدم مناحيم بيغن زلة اللسان هذه التي أنقذته من هزيمة كانت تنتظره. لا شيء في جيب احد. أذهبوا للتصويت، او على حد قول بيبي لاوباما: 'فقط مواطنو اسرائيل سيقررون مصيرهم'.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
تصويت واجب لا حق
بقلم:يوسي بيلين،عن اسرائيل اليوم
توجد اسباب جيدة كثيرة للبقاء في البيت في يوم الثلاثاء القريب. فكثيرون يقولون ماذا سيغير هذا؟ فالجميع يعدون لكن لا أحد تقريبا يفي بوعده. فاذا وجد تهديد حقيقي فان اليسار ايضا سيخرج للحرب واذا وجد احتمال حقيقي للسلام فان اليمين ايضا سيصنع السلام. ويتذكر الجميع بعد الانتخابات ان ما يرونه من هناك لا يرونه من هنا وتعود الاعراض المعروفة فيستسلم الجميع للحريديين ويلقون ثقلا آخر على من يحملون الثقل أصلا.
لكن الامر ليس كذلك. يمكن بسهولة الاستخفاف بعملية الانتخابات لكن الجنس البشري لو يوجد الى الآن طريقة أنجح لاقرار قيادة للدولة. ان القادة الذين ينتخبون يحددون مبلغ نقاء الهواء الذي نتنفسه وعن أي الادوية سنضطر الى ان ندفع مالا باهظا وأي الادوية سنحصل عليها بالمجان وأي جزء من أجورنا سنضطر الى تحويله الى خزانة الدولة وكم منه نستطيع ان نستعمله في حاجاتنا الشخصية.
هم الذين يقررون وهم غير مصنوعين من جلد واحد، ونحن نعلم مسبقا من منهم يؤيد أية طريقة (وإن لم نقرأ قط برامج الاحزاب)، وينتج عن هذا ان من لا يصوت في يوم الانتخابات يجد نفسه يؤيد خصوصا اولئك الذين لم يكن معنيا بأن يُنتخبوا، هذا هو الحساب. فحينما بقي اليمين في البيت في 1992 انتخب رابين وحينما بقي اليسار في البيت في 2001 انتخب شارون بفرق كبير عن باراك. وكل طرف معني بألا يأتي منتخبو خصومه الى صناديق الاقتراع وبخاصة حينما يكون الأمل في نقلهم من معسكر الى معسكر صغيرا جدا.
هل الجميع نفس الشيء؟ لا حقا. فهناك من يهددون بالعمل على مواجهة ايران اذا لم تساعد الخطوات المتخذة الآن في منعها من تخصيب اليورانيوم بدرجة عالية، وهناك من يشترطون كل عمل على ايران بالتنسيق مع الولايات المتحدة، وقد يكون هذا أهم قرار سياسي في السنة القريبة وسيؤثر في حياتنا جميعا. وهناك من هم غير مستعدين لدفع ثمن تقسيم البلاد لضمان ان تبقى اسرائيل دولة يهودية وديمقراطية وتكف عن العيش في الشرق الاوسط مثل نبتة غريبة يريد الجميع اقتلاعها، وهناك من هم مستعدون لدفع ثمن من الاراضي ويؤمنون بأن ذلك سيُمكّننا من ان نحيا حياة سوية هنا.
وهناك من يعتقد ان الاحكام الشخصية في اسرائيل يجب ان تكون قوانين علمانية وان الزوجين اللذين يريدان ذلك يستطيعان الزواج مدنيا، وهناك من يعتقدون انه يجب على العلمانيين ايضا ان يتزوجوا بحسب الشريعة التقليدية وان يصيروا الى الطلاق بحسبها، ومنع الزواج بين كاهن ومطلقة وعدم الاعتراف بالتهويد غير الارثوذكسي والامتناع عن نكاح 'أبناء الزنى' وغير ذلك.
والقائمة طويلة. والقرارات في يد الكنيست وهي تقرر بما لا نهاية له. وتحدد أي حكومة تكون لنا ومن يرأسها. ومن الجيد ان نتذكر هذا في يوم الثلاثاء.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
ينبغي صنع نظام في الشرق الاوسط
بقلم:دوري غولد،عن اسرائيل اليوم
جمعت المملكة الاردنية في سنة 1996 منتدى دوليا في قصر الهاشمية في عمان شارك فيه ضيوف من أنحاء الشرق الاوسط وساسة كبار ايضا من خارج المنطقة، ووجدت نفسي باعتباري عُينت آنذاك لمنصب المستشار السياسي لرئيس الوزراء نتنياهو، مدعوا الى واحد من تلك الاجتماعات. وكان أحد الضيوف الذين تحدثت اليهم طويلا وزير الخارجية الامريكي السابق هنري كيسنجر الذي يتمتع بجمع نادر بين الخبرة الدبلوماسية العظيمة والقدرة على قياس ما سيكون على ما كان.
كان واضحا في تلك الفترة ان المسيرة السياسية الاسرائيلية الفلسطينية على شفا انهيار بعد ان هاجم مخربون منتحرون فلسطينيون مدنا اسرائيلية اربع مرات بين شباط وآذار 1996 وسببوا موت نحو من تسعين اسرائيليا. وقال لي كيسنجر عن ادراك انه يجب الالتزام بتوجه آخر: 'إن ما تحتاجون اليه هو 'معيار سلوك' بالنسبة للشرق الاوسط'.
أقول بصدق أنني لم أكن أعلم في تلك اللحظة ألبتة ما الذي يتحدث عنه. واستقر رأيي على أن أنظر حينما أعود الى بيتي في القدس في المجلدات الاربعة لمذكراته التي كانت في مكتبتي، وأن أعود الى الحديث معه مرة اخرى حينما سيأتي الى البلاد بعد ذلك ببضعة ايام. وتوقعت ان أجد مصطلح 'معيار سلوك' في فهرس كتبه، لكنه لم يكن موجودا هناك. لكنه تبين لي من حوارنا بعد ذلك ما الذي قصد اليه بالضبط.
وجد كيسنجر نفسه في 1972 مشاركا في مفاوضة الاتحاد السوفييتي في تحديد زيادة مخزونات الصواريخ الاستراتيجية للقوتين العظميين. وأفضت تلك المباحثات في آخر الامر الى التوقيع على ميثاق 'سولت 1'، لكن كانت توجد اسباب جدية للشك في ان تفضي المفاوضات بين القوتين العظميين الى حل حقا لأن موسكو عملت على توسيع نشاطها العسكري في العالم الثالث من جنوب شرقي آسيا الى أنغولا. وطور كيسنجر وثيقة سُميت 'مباديء أساسية للعلاقات بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي'.
وبحسب تصوره فانه اذا عملت موسكو بحسب معيار السلوك هذا فتستطيع واشنطن ان تزن معدل التقدم الذي تم كي تنشيء علاقات جديدة بين القوتين العظميين تقوم على وقف التوتر بين الدولتين. لكن اذا أخلت موسكو بمعيار السلوك فتستطيع واشنطن ان تحول هذه المباديء الى وسيلة دبلوماسية لتضرب الروس أمام حلف شمال الاطلسي والجمهور الامريكي. ومكّن معيار السلوك الولايات المتحدة من جعل السوفييت يكشفون عن نواياهم الحقيقية.
هل تستطيع فكرة معيار السلوك عند كيسنجر ان تكون نافعة في الشرق الاوسط؟ وهل يمكن ان نصوغ منظومة قواعد لتفاوض في المستقبل تدفع قدما بمسيرة سلام حقيقية أو هل تكفي اشارة واضحة الى ان القيادة الفلسطينية قد أخلت بالتزاماتها؟ كانت توجد قضايا خاصة بالشرق الاوسط كان يمكن التطرق اليها كالتحريض على العنف وايواء المنظمات الارهابية والتوجه الى جهات دولية بمبادرات مضادة لاسرائيل.
لم يكن علاج هذه القضايا جزءا من برنامج العمل الرسمي في التفاوض كموضوع الحدود أو مسألة اللاجئين أو مستقبل المستوطنات لكن هذه القضايا كان يمكن ان تكون اشارة مهمة الى جدية الطرف الفلسطيني في المسيرة السياسية. وهناك حاجة من اجل انشاء معيار سلوك في حال الصراع الاسرائيلي الفلسطيني الى تأييد امريكي والى ان تصبح واشنطن قاضية في واقع الامر.
إن فكرة معيار السلوك اليوم ذات موضوع بسبب بعد آخر للتحديات المتوقعة في الشرق الاوسط. ففي الفترة التي تلي ما يسمى الى الآن الربيع العربي، أخذت تظهر نظم حكم جديدة في الشرق الاوسط مؤلفة في احيان متقاربة من قادة يُماهون الاخوان المسلمين. ومن المنطق ان نفترض ان يكون تأثير كبير في سوريا في فترة ما بعد الاسد للتيارات السلفية المتطرفة بل لأذرع القاعدة.
يجري في الغرب جدل واسع يتعلق بسؤال ماذا يفعلون مع الاخوان المسلمين. يوجد من جهة وعي ان قيادة القاعدة قد اكتسبت ثقافتها السياسية تحت جناح الاخوان المسلمين مثل أيمن الظواهري خليفة اسامة بن لادن وكذلك ايضا خالد الشيخ محمد المخطط للعملية في برجي التوائم في الحادي عشر من ايلول والذي نشأ في ذراع في الكويت. ومن الجهة الاخرى يوجد في اوروبا وواشنطن صاغة سياسة يرون الاخوان المسلمين بديلا معتدلا نسبيا عن السلفيين.
يستطيع معيار السلوك المخطط له بحرص ان يكون أداة للتفريق بين الزعماء الذين يخضعون لمبادئه واولئك الذين يتجاهلونها اذا ما أُنشئت معايير موضوعية لسلوك سياسي مقبول.
ويمكن ان نستعمله للتفريق بين من يُسمح لهم بأن يكونوا 'تحت السقف نفسه' مع الغرب ويتمتعون بالتجارة الدولية ونقل التكنولوجيا بل بيع السلاح ايضا خلافا لاولئك الذين سيبقون في نفس فئة التصنيف مع الدول العاصية.
وفي نهاية الامر تم ايعاب معيار سلوك كيسنجر في وثيقة تأسيسية لمؤتمر الامن الاوروبي في 1975 المعروفة أكثر بتصريح هلسنكي. ودُعي الذين حققوا المباديء المقررة هناك وشاركوا في منظمة الامن والتعاون في اوروبا (سي.اس.سي.إي).
في اطار اتفاق السلام مع الاردن في 1994 وافقت اسرائيل على انشاء منظمة مشابهة في الشرق الاوسط. فلو انه نشأ مؤتمر من هذا النوع في منطقتنا لوجب على الدول ان تقرر هل تؤيد مبادئه الأساسية وكان ذلك سيساعد في صب أسس لتسوية اقليمية مستقرة في المستقبل.
لكن حينما يختار الغرب ان يتبنى زعماء جددا في الشرق الاوسط لا تنطبق عليهم معايير دولية ما في الحد الأدنى فانه يتعجل مسيرة سلبية فقط، فهو يمهد الطريق لانشاء أساس لفوضى دولية تزيد في خطر المواجهة المسلحة في المنطقة في المستقبل.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
اراضي الكيبوتس وراء حدود لبنان
بقلم:عدي حشمونائي،عن معاريف
67 سنة مرت منذ تأسس كيبوتس مسغاف عام في الجليل الاعلى، ولكن مؤخرا دهش اعضاء الكيبوتس إذ اكتشفوا بان دولة اسرائيل قررت بان قسما من أراضي الكيبوتس تعود اطلاقا الى الاراضي السيادية للبنان.
وقد انكشفت البشرى الصاخبة بعد أن رفع الكيبوتس الى اللجنة اللوائية للتخطيط والبناء في الشمال التابعة لوزارة الداخلية طلبا بتغيير وجهة استخدام الارض في عدة قطع للاراضي في الكيبوتس من أجل بناء وحدات سكن جديدة عليها لغرض استيعاب الابناء العائدين والسكان الجدد. ومع أن جدار الفصل الهائل الذي على طوله تسير دوريات الجيش تمر بمحاذاة جدار الكيبوتس، فقد فوجيء اعضاء الكيبوتس إذ قرأوا في الوثيقة التي نقلتها اليهم اللجنة اللوائية السنة الماضية بان الشرط الاول الذي يتعين على الكيبوتس الايفاء به حتى قبل ان تبحث اللجنة بالخطط الجديدة هو الانسحاب الى حدود اسرائيل. وجاء في الوثيقة الرسمية لوزارة الداخلية انه 'يجب تعديل الخط الازرق بحيث لا يتجاوز حدود الدولة'.
'لاسفنا، واجهنا رفض اللجنة حتى للبحث في طلباتنا بسبب وجود خط حدودي يقطع الكيبوتس'، قال أمس يعقوب بيرغمان، منسق المرافق الاقتصادية. 'اضافة الى ذلك تتجاهل اللجنة المباني القائمة والمأهولة، الطرق، ساحات ايقاف السيارات وما شابه، التي توجد داخل الكيبوتس، غربي خط الحدود الجديد الذي تقرر بعد الانسحاب من لبنان في أيار 2000'.
كما أن توجهات رئيس المجلس الاقليمي للجليل الاعلى المنصرف، أهرون فلنسي، ومهندس اللجنة المحلية للتخطيط والبناء اوري أمير، الى ادارة اللواء الشمالي في وزارة الداخلية، وقعت على اذان صماء. 'في الاشهر الاخيرة جرى التوجه مرتين الى مدير عام ديوان رئيس الوزراء هرئيل لوكر من أجل أن يساعد في ايجاد حل، ولكن حتى اليوم لم يأتِ أي رد'، قال أمس المحامي اودي راز، الذي يمثل الكيبوتس.
وفي نية اعضاء الكيبوتس رفع دعوى تعويض بمبلغ عشرات ملايين الشواكل ضد دولة اسرائيل. وذلك على حد قول راز 'لانهم وجدوا أنفسهم بلا وسيلة. فمن جهة يمكنهم أن يرفعوا الى الامام بشؤون التخطيط والتوسيع للكيبوتس ومن جهة اخرى لا يوجد هناك من يساعدهم في حل المشكلة. لم يتبقَ لهم عنوان يمكنهم حقا أن يتوجهوا اليه. لقد استنفدوا كل الامكانيات. ولعله يمكن الان ان يحل لهم التعويض المالي من الدولة المشكلة او كبديل يدفع الجهاز الى ايجاد حل مناسب'.
وكان كيبوتس مسغاف عام تأسس في العام 1945 من قبل نواة من 'البلماخ'. العزلة، المناخ الصعب، النقص في المياه، قلة الاراضي والوسائل التي رافقت اعضاء النواة المؤسسين كانت صعبة جدا. درب ضيق فقط ربطهم بالعالم الخارجي، وعلى مدى السنين انضم اعضاء قلائل فقط الى الكيبوتس البعيد. وفي صباح 7 نيسان 1980 دفع الكيبوتس ثمنا باهظا على وجوده بمحاذاة الحدود، حيث أن خلية من خمسة مخربين تسللت من الاراضي اللبنانية، سيطرت على حضانة في الكيبوتس. وفي اثناء عملية الانقاذ التي قامت بها وحدة سييرت متقال الخاصة، قتل رضيع، سكرتير المرافق الاقتصادية ومقاتل في وحدة غولاني واصيب 11 جنديا.
ولكن رغم المصاعب التي رافقته على مدى السنين، ففي العام 2006 اطلق في الكيبوتس حي مجتمعي جديد ويسكن فيه الان 270 عضوا، من السكان والاطفال. 'نحن استحكام الدولة. المقدمة للدولة. ونحن نستجدي الدولة لتسمح لها مواصلة النمو الديمغرافي، وهي لا تسمح'، اضاف بيرغمان. 'هذا جنون'.
في وزارة الداخلية لم ينفوا ادعاءات ممثلي الكيبوتس ولكنهم قالوا: 'الوزارة تعمل لتوفير رد لاحتياجات مسغاف عام، في ضوء النمو السكاني، وفقا لقوانين دولة اسرائيل. عندما ترفع الدعوى سترد الوزارة في المحكمة على الادعاءات'.
وجاء من ديوان رئيس الوزراء انه 'كون الحديث يدور عن اجراءات استئناف في مجال التخطيط، فانه حسب القانون لا يوجد الموضوع الا بصلاحية وزارة الداخلية ولهذا يجب توجيه الاسئلة الى الوزارة'.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
كيف يفكر نتنياهو قبل ساعات على الانتخابات؟
بقلم:اريئيل كهانا،عن معاريف
بعد أربع سنوات من ضنين نتنياهو في اجراء المقابلات الصحفية معه، فان رئيس الوزراء يكثر هذه الايام من الحديث مع الصحفيين. آلة الرسائل لديه مزيتة ومجربة، وقسم كبير من صفحة النقاط التي أعدها مسبقا للمقابلة تعنى بالصراع الانتخابي بينه وبين نفتالي بينيت. ويغضب نتنياهو من رئيس البيت اليهودي، الذي حسب تحليل الاستطلاعات يقتطع منه الكثير من اصوات الذين أيدوا الليكود في الماضي.
وهو يقول ان 'مؤيدي الاستيطان وبلاد اسرائيل قد يرتكبون خطأ تاريخيا فتاكا مثلما فعلوا في 1992 و 1999. فقد وزعوا الاصوات واضعفوا الليكود وكانت النتيجة صعود حكومة اليسار. ليس السؤال اذا كنت سأنتصر في الانتخابات، ولكن اذا كانت يداك مستقرتين على الدفة. عندما تكون أيادٍ اكثر مما ينبغي على الدفة، فان السيارة تنقلب'.
' هل يمكنك أن تضمن أن في السنوات الاربعة القادمة لن تقتلع مستوطنة؟
' نعم صحيح. أيام الجرافات التي تقتلع يهودا باتت خلفنا وليس امامنا. أنا لا اعنى بالتطوع بتنازلات. سجلنا يثبت ذلك. لم نقتلع أي مستوطنة، عززنا الاستيطان، أقمنا في اريئيل الجامعة الاولى منذ عشرات السنين. فعلنا هذا حين اضطررنا الى الابحار بطبيعة الاحوال في نهر جار من الاحداث الدولية، وبالطبع قدرتي على الابحار ترتبط بشكل مباشر بالحزب الذي يقف خلفي. كلما كان الحزب أصغر، هكذا كانت قدرتي على صد الضغوط اصغر. لا ينبغي لاحد ان يعطيني الدروس عن محبة بلاد اسرائيل او الالتزام بقضية الصهيونية أو الاستيطان'.
' بينيت يعارض الدولة الفلسطينية، وهذا النهج يجذب الكثير من ناخبيك المحتملين؟
' قبل كل شيء، لا يريد احد دولة ثنائية القومية. انا لا اريد ان أدرج في دولة اسرائيل مليون ونصف أو مليوني عربي فلسطيني. توجد أمور لنا فيها ما هو مشترك مع الاحزاب الاخرى، ولكن في هذا الموضوع موقفي واضح'.
وهنا نتنياهو يرفع صوته: 'من يعتقد ان السير في الميدان الدولي يتم بعمى، فانه سيضرب رأسه في الحائط. اعتقد أن هذا السير يحتاج الى تجربة وخبرة أكبر والكثير من الحكمة والعقلانية في ظل الصمود في وجه الضغوط. ومن لا يفهم ذلك فمصيره السقوط بسرعة'.
' هل طرأ لديك تغيير في موضوع الدولة الفلسطينية نتيجة التطورات في السنة الاخيرة؟
' 'أنا واقعي. الفلسطينيون يطرحون شرطا للدخول الى المفاوضات لا يمكن قبوله. وبالمقابل، عندي شروط انهاء. مطالبهم في الدخول غير مقبولة من جانبي. ومطالبي للانهاء غير مقبولة من جانبهم. هذا هو الواقع الحقيقي. كل واحد يفهم هذا. أنا لا ارى بين قادة الاحزاب حولي احدا يمكنه أن يدعي بانه سيدير الامور بذات المسؤولية وذات التجربة'.
' هل تعتزم تبني تقرير ليفي؟
' 'نحن ندرس الموضوع باهتمام شديد، ولكني لا اعتقد انه يمكن لاحد أن يعطينا النصائح كيف نعزز الاستيطان. لا ينبغي لاحد أن يعزز لنا الوعي الوطني والوعي اليهودي'.
' هل تعتزم دفن التقرير في الخزانة؟
' 'التقرير ليس مدفونا في الخزانة. نحن ندرس كل الاعتبارات وسنتخذ القرارات في التوقيت المناسب الذي يكون في صالح اسرائيل'.
' الجيش السوري يتفكك، مصر تواجه مصاعب مالية، فهل التهديد من سوريا ومصر اختفى؟
' 'ما كنت أقول هذا. ليس عن مصر التي أعتزم الالتزام معها باتفاق السلام. لمصر مصاعب اقتصادي ولكن جيشها على حاله. سوريا بالتأكيد في مؤشر التفكك ولكن السلاح لم يختفِ وقد يقع في اياد اخرى'.
' واضح أنه بعد الانتخابات ستضطر الى مواجهة الخطة الاوروبية المتبلورة، فماذا ستعطيهم؟
' 'قبل كل شيء الناس يعرفون كيف يقدروا الزعيم الذي يصر على المصالح الوطنية لاسرائيل. لقد اثبتنا ذلك رغم ان هذا ليس سهلا وليس شعبا. الانبطاح ليس سياسة. ولكننا في نفس الوقت اثبتنا باننا قادرون على السير في ظروف غير بسيطة. صمدنا امام ضغوط هائلة وسنواجه ذلك ايضا. مواطنو اسرائيل سيقررون من يمكنه أن يقود اسرائيل في هذه الظروف الدولية'.
' أعلنت في بار ايلان عن دولة فلسطينية ونفذت تجميدا للاستيطان، فهل ستجمده مرة اخرى؟
' 'التجميد استنفد نفسه. فقد اثبت بان الفلسطينيين غير معنيين وان موضوع الاستيطان هو تضليل بقدر كبير.
موضوع المستوطنات هو نتيجة النزاع وليس سبب النزاع. فالنزاع عربد على مدى نصف قرن من 1920 وحتى 1967، عندما لم تكن حتى ولا مستوطنة واحدة في يهودا والسامرة، فعلى ماذا خاضوا الحرب في حينه؟ وعندما أخلت اسرائيل من طرف واحد قطاع غزة واصل الفلسطينيون امطار اسرائيل بالصواريخ. لقد اوضحوا ان نيتهم ليس تحرير يهودا والسامرة بل اسدود وبئر السبع. هذه فلسطين الحقيقية.
'عندما نأتي الى السلطة الفلسطينية ونقول: استنكروا ليس فقط اساليب حماس بل وميثاق حماس واعترفوا باسرائيل كدولة الشعب اليهودي، فانهم غير مستعدين لعمل ذلك. هم غير مستعدين لوضع حد للنزاع وغير مستعدين للاعتراف بدولة يهودية باي حدود.
هذه هي المشكلة. على هذه الحقيقة البسيطة يتعين علينا أن نعود لنكررها في المحافل الدولية، مثلما فعلت'.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ