المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اقلام واراء عربي 291



Haneen
2013-01-17, 11:55 AM
<tbody>
الأحد
6/1/2013



</tbody>

<tbody>




</tbody>

<tbody>
أقلام وآراء عـــــــــــــربي



</tbody>

أكبر من مهرجان .. أقل من «لحظة تحوّل»
عريب الرنتاوي عن الدستور الأردنية

السـرايا .. نجحت فتح أم فشلت حماس ؟
عمر كلاب عن الدستور الأردنية

بين غزة و«فتح» أكبر من احتفاء
حلمي موسى عن السفير

السر الفتحاوي - معنى الأحداث
د. إبراهيم عباس عن المدينة السعودية

«يهودية الدولة» تنخر المجتمع الإسرائيلي!
هاني حبيب عن الدستور الأردنية

زوبعة في فنجان الكونفدرالية
باسم سكجها عن الدستور الأردنية

تجويع الفلسطينيين لتركيعهم
بركات شلاتوة عن دار الخليج

إبداع من رحم المعاناة
أمجد عرار عن دار الخليج

الملف الملغوم
خيري منصور عن دار الخليج(يتحدث عن ملف اللاجئين)

أهمية نقد «المقاومة» الفلسطينية وخياراتها
هشام منوّر - كاتب وباحث عن عمان العمانية

.. ورَّد اليهود
محمد سلماوي عن المصري اليوم

أكبر من مهرجان .. أقل من «لحظة تحوّل»
عريب الرنتاوي عن الدستور الأردنية
في غزة، يعيد التاريخ نفسه، وإن بطريقة معكوسة، موزعاً “سُخريته” على الجميع بالتناوب..تتبدل معها المواقع والمواقف والأوزان والأحجام والديناميكيات والمفاجآت..مهرجان انطلاقة فتح والثورة بالأمس، فاجأ أصحابه بالقدر الذي فاجأ خصومهم ومجادليهم المحليين، تماماً مثلما جاءت نتائج انتخابات 2006، ومن بعدها “الحسم/الانقلاب” في 2007، مفاجأة للمنتصر والمهزوم على حد سواء.
غزة خرجت عن بكرة أبيها للمشاركة في العيد الثامن والأربعين للرصاصة الأولى..”مليونية” فتح، جاءت مذهلة بكل الحسابات والمقاييس والمعايير..والتفاصيل التي تابعتها مع أصدقاء في غزة، أولاً بأول، كانت تشي وتشير، إلى أن “شيئاً ما” عميقاً، حدث ويتفاعل في قطاع غزة منذ سيطرة حماس منفردة عليه..نصف القطاع، وفي بعض التقديرات ثلثي البالغين فيه، خرجوا من منازلهم مبكرين للمشاركة في الاحتفال / الحدث.
ليس كل من خرج إلى المهرجان فتحاوياً، هذا مؤكد..وليس كل من صوّت لحماس في انتخابات 2006 حمساوياً..المحتفون بفتح اليوم، والمصوتون لحماس بالأمس..كثيرون منهم فعلوا ذلك من باب “النكاية بالآخر”، أو بالأحرى من باب الاحتجاج على “هيمنة” فتح ابتداءً وسطوة حماس لاحقاً..إنه الشعب الفلسطيني وقد قرر أن “يعاقب” بطريقته الخاصة، كل فريق يسعى للاستئثار والهيمنة والتفرد وفرض اللون الواحد (سياسياً واجتماعياً وثقافياً)..إنه الشعب الفلسطيني وقد قرر أن يبعث برسالة حاسمة مفادها، أن لا بديل عن الوحدة والمصالحة ولم الشمل، فالتعددية الفلسطينية، كما الوحدة الوطنية، خط شعبي أحمر، سيُعاقب كل من يحاول كسره أو اجتيازه.
أمس بدا المشاركون في المهرجان، في كل ما هتفوا وصرحوا وصاحوا به، أنهم كانوا كمن خرج من “زنزانته” للتو..المرأة التي تحدثت عن “الانفجار” الذي كان يتفاعل في جوفها، قبل أن تقذف بحممه في مهرجان الأمس، لخصت المشهد بعبارات شديدة الصدق والوضوح..والفصائل التي شاركت في المهرجان، كانت تجد فيها نافذة لحريتها التي افتقدتها منذ سنوات طوال..وفتح التي “مُسّت” كبرياؤها الوطنية شعرت أنها تستعيد زخم انطلاقاتها الأولى في عيد انطلاقتها الثامنة والأربعين.
أنه أكثر من مهرجان، إنها لحظة تحوّل في المزاج الشعبي العام، بدءا من قطاع غزة، لا ندري إن كانت مرشحة للاستمرار والتصاعد والتفاعل، أم أنها ستتوقف عند هذه الحدود..وسوف نكون بحاجة لمناسبة مماثلة، لنتعرف على طبيعة وعمق التحولات في الضفة الغربية بعد خمس سنوات من سيطرة فتح وإقصاء حماس وملاحقتها..هل المزاج الشعبي في الضفة يشبه ما هو عليه في غزة..أم أنه سلك طريقاً معاكساً، فباتت حماس هنا “مهوى أفئدة” أبناء الضفة، مثلما بدا أن فتح في غزة، باتت رمزاً للتوق والتطلع لزمن آخر وخيارات آخرى.
واللافت أن “مفاجأة فتح” في غزة، وقعت على حماس وهي في ذروة انتعاشها بنصرها في صد العدوان الأخير على القطاع، والمقاومة الباسلة التي جوبه بها...بل وهي في ذروة انتعاش شعبيتها، ولا أدري ما الذي كان سيحصل لو أن حدثاً كهذا وقع قبل العدوان الإسرائيلي الأخير..كما يصعب على المراقب عن بعد، أن يقدر الأثر الذي أحدثه “انتصار نيويورك” على شعبية فتح ومكانتها سواء في الضفة الغربية المحتلة أو في القطاع المحاصر.
على أية حال، يقتضي الحذر المنطقي في التحليل، تجنب القفز إلى “استنتاجات حاسمة” من واقعة واحدة، على أهميتها ودلالاتها الرمزية والشعبية..نحن أمام حدث أكبر من مهرجان، بيد أنه أقل من أن يكون نقطة تحوّل حاسمة في موازين القوى على الساحة الفلسطينية، أو بداية استنهاض لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح)..مشكلة الحركة / العمود الفقري، لم تكن يوماً مع “نقص جاهزية الشعب الفلسطيني والتفافه حول مشروعه الوطني”..مشكلة فتح، بنيوية - مؤسسية - قيادية، فهل نتوقع بعد مهرجان غزة، أن تستعيد فتح لياقتها، وكيف؟..هل يمكن أن تُترجم هذه “الحشود” إلى حالة من “عودة الوعي” لفتح؟..هل ستخرج فتح من “المنطقة الرمادية” بين الثورة والدولة، التي راوحت فيها خلال العقدين الأخيرين، وكادت أن تبتلعها؟..ولم تكن لها من نتيجة سوى التخلي عن الثورة والفشل في بناء الدولة.
بالقياس على تجارب سابقة، وبالنظر لوضع فتح الداخلي، يصعب التقدم بإجابات متفائلة على أسئلتنا تلك..والذين وحدتهم المناسبة في غزة قد تفرقهم “المصالح المتضاربة” و”القوائم المتنافسة” في الانتخابات المقبلة وقد يعصف بوحدتهم وفاعليتهم، صراع مراكز القوى في فتح والمنظمة..والفجوة بين “الجماهير” و”القيادة” التي أفقدت فتح زمام المبادرة في السنوات الأخيرة، مرشحة للإستمرار، ما لم يحدث في فتح، ومن داخلها، ما يشبه “الثورة في الثورة”.


السـرايا .. نجحت فتح أم فشلت حماس ؟
عمر كلاب عن الدستور الأردنية
لا يمكن الاستكانة الى ردود الافعال لتصبح وحدها شكل التعبير الشعبي في الفضاء الفلسطيني , فمنذ اخر انتخابات فلسطينية طغى التعبير المضاد على المشهد , فبات الشارع الفلسطيني يعطي صوته للطرف الثاني من معادلة الحكم بصرف النظر عن مقدرة هذا الطرف على التعبير عن امانيه وطموحاته , ولربما يمكن سحب هذا النموذج في التعبير على باقي الشوارع العربية التي منحت الثقة التصويتية للطرف الاخر لكونه طرفا نقيضا للنظام القائم فقط .
ما حدث على ارض السرايا في قطاع غزة كان مباغتا بكل المقاييس حتى لحركة فتح , قبل حركة حماس وقبل الفصيلين للكيان العبري وباقي المراقبين , فالرقم المهول الذي تحرك نحو ارض السرايا للاحتفال بالذكرى 48 لانطلاقة فتح , كان صورة مقلوبة لما جرى في العام 2006 , العام الذي حققت فيه حركة حماس نصرا انتخابيا صادما لكل المراقبين المعتادين على قراءة الحالة بعين التقليد او عين المعتاد .
فما جرى قبل سبع سنوات كان ردة فعل غاضبة من الشعب الفلسطيني على السلطة الوطنية التي عاث الفساد باوصالها واجهزتها , وكان ردّا قاسيا على تحول فتح من حركة مقاومة الى حزب حاكم , فذهب الشعب الفلسطيني الى الصناديق كي يوصل رسالة للسلطة ولحزبها الحاكم , وكانت رسالة صادمة ومدوية قبل ان تتحول الرسالة الى نهاية درامية بالانقلاب على السلطة في قطاع غزة وتكريس الانفصال الاجتماعي بين الضفة وغزة ليصبح انفصالا سياسيا او ابتعادا اجتماعيا بمظلة سياسية .
الغزيّون بهجومهم الكاسح على ارض السرايا كرّسوا منطق ردّ الفعل الغاضب او العاتب , ولم ينفصلوا عن منطق ردود الافعال , وصوّتوا على مسار حماس السياسي وعلى شكل تعاطيها مع القطاع بوصفه دويلة اسلامية معزولة عن كيانها الأُم , وقالوا كلمة مدوية ضد الانفصال وكان تصويتا على برنامج حماس في الحكم اكثر منه تأييدا لحركة فتح , التي لم يتغير على برنامجها او وجوهها شيء يستحق ان يقال او يستوجب التأويل .
من الممكن ان تختال فتح بالاعداد الضخمة التي جاءت الى ارض السرايا , ومن المتوقع ان تتعامل حماس مع هذه الحشود على مواقع التواصل الاجتماعي التابعة لها بخفّة وبإدارة ظهر للواقع المتشكل على ارض القطاع , والطرفان يمارسان نفس الفعل والمسلك اللذين اوديا بانظمة حكم مستقرة وراسخة , في اتون الربيع العربي , فحماس نظام حكم في غزة وفتح نظام حكم في الضفة , وستقدم فلسطين وشعبها نموذجا جديدا ومستحدثا للضربة الثنائية بالاطاحة بالنظامين معا .
من المفيد ان يقرأ طرفا المعادلة الفلسطينية نتائج الانتخابات اللبنانية بعد حرب تموز , التي حقق فيها حزب الله نصرا عظيما , لكن النصر لم يتحقق في صناديق الاقتراع اللبنانية , لأن من يعد العصي غير الذي يُجلد بها , وهذا الدرس لم تقرأه حماس في غزة وهي تعرف تمام المعرفة بأن اي انتخابات مقبلة في قطاع غزة ستكون مخرجاتها ضد الحركة وبرنامجها ولذا تسعى الى رفض الانتخابات الان , وتعرف فتح ان الانتخابات في الضفة لن تكون بأي حال في صالحها , فثمة مسكوت عنه في العلاقة بين فتح وحماس حيال صناديق الاقتراع .
بالقراءة السياسية الهادئة لا يمكن تسجيل ما حدث في ارض السرايا كنصر في سيرة فتح الذاتية بقدر ما هو خسارة لبرنامج حماس وطريقة ادارتها للقطاع وازمته , فحركة فتح لم تقم بإجراء مراجعة لما حدث منذ دخول عرفات رحمه الله الى غزة ولم تراجع برنامجها السياسي واداء السلطة الوطنية , حتى يسجّل الحضور الكثيف في ميزان حسناتها او اعمالها , وعلى حماس ان تعيد قراءة المشهد الفلسطيني بعين المصالح الفلسطينية وعين المصالحة فقد تساوت مع السلطة وحركة فتح في عين الشارع الفلسطيني بوصفها نظام حكم وليست حركة مقاومة .
ما حدث على ارض السرايا قابل للاستنساخ مرة اخرى ولكن على شكل ربيع فلسطيني سيطيح بالفصيلين معا اذا لم يراجعا برامجهما بعين المصلحة الفلسطينية لا بعين المصلحة التنظيمية , فخروج اهالي قطاع غزة بهذه الكثافة هو اول رد على فلسفة الحكم عند حركة حماس وليس اخره , وسيكون حافزا لجماهير الضفة كي تخرج على السلطة , فالربيع الفلسطيني قادم لا محالة .


بين غزة و«فتح» أكبر من احتفاء
حلمي موسى عن السفير
لم يكن عابراً ذلك المشهد الذي وقع في غزة يوم أمس، وأثر تأثيرا واسعا في كل من رآه تقريباً. فانطلاقة حركة فتح، كانت ولا تزال، تعبر لدى الجمهور الفلسطيني عن انطلاقة الكفاح المسلح أكثر مما تعبر عن إنشاء تنظيم. وفتح، ربما ليست كسواها من الفصائل الوطنية الفلسطينية، وربما كان هذا مكمن سحرها، فهي عمدت منذ البداية إلى اعتبار نفسها حركة الشعب الفلسطيني بأسره وليست حركة هذا القطاع أو الطبقة. وبالرغم من أن الكثيرين يأخذون على قيادتها تخبطا هنا وخطأ هناك وخطيئة في موضع ثالث، داخليا أو خارجيا، إلا أن غالبية الفلسطينيين يقرون بأن فتح هي التي قادتهم لدخول عالم السياسة والخروج من دائرة الإيديولوجيا.
وبكلمات أخرى، كانت فتح أكثر من ألبس القضية الفلسطينية برنامجها السياسي في العقود
الخمسة الأخيرة، فهي من قاد الكفاح المسلح في العقود الأولى، ومن قاد التسوية السياسية في العقدين الأخيرين. وبالرغم من أن لفتح ما لها، وعليها ما عليها، إلا أن برنامجها السياسي، برغم احتدام الخلاف حوله وحول أسلوب تحقيقه، ظل البرنامج السياسي الواقعي الفلسطيني الوحيد. وبالرغم من احتدام الصراعات الفلسطينية الداخلية، وخصوصاً على السلطة، بقيت غالبية الفلسطينيين ترى في فتح «أم الصبي».
بعد أقل من شهر على اصطباغ غزة بلون حركة حماس الأخضر، في احتفالها بذكرى انطلاقتها، غطت رايات فتح الصفراء مدينة غزة بشكل لم يسبق له مثيل. ونظراً لتميز حماس بقدرات تنظيمية كبيرة، كان مشهد الحشد الذي تجمع في ساحة الكتيبة الشهر الماضي مؤثراً، لكنه أجبر الكثيرين بعد حشد حركة فتح في مهرجان ذكرى انطلاقتها الثامنة والأربعين على إجراء المقارنة. والواقع أن ما تكسبه فتح بسهولة وعفوية، تجهد حماس في اكتسابه بالجهد والعرق والتضحيات. لكن هذه إرادة الجمهور وسيكولوجيته التي ترفع من تشاء، بمنطق ومن دونه، وتذل من تشاء.
ويبدو من المستحيل فهم ما جرى في غزة يوم أمس في احتفال انطلاقة فتح من دون التقديم السالف، خصوصاً أن المهرجان يأتي بعد الحرب الإسرائيلية على غزة، ونيل الفلسطينيين اعتراف الجمعية العامة للأمم المتحدة بدولتهم. فقد كان الحضور جمهوراً حقيقياً واسعاً لم يجر اجتذابه أو نقله أو حشده بالمعنى المعهود. ورأى كثيرون كيف أن آلافا من الناس، خصوصاً الشباب، باتوا ليلتهم في الساحة التي أقيمت على أرض ساحة السرايا الحكومية التي دمرتها الطائرات الإسرائيلية، والتي أسماها شباب فتح «ساحة ياسر عرفات». كما أن أي قوة جذب مادية ما كانت لتفلح في اجتذاب كل هذه العائلات بأطفالها وشيبها وشبابها من كل مكان في القطاع. فالدافع الحقيقي عند الحضور لا يمكن تفسيره إلا بواحد من ثلاثة: حب لفتح ومكانها، نكاية بحماس وسلطتها، وإيمان بالوحدة الوطنية. ولكنه فوق هذا وذاك تمسك بالهوية الوطنية وتحد للاحتلال الإسرائيلي.
صحيح أن صغارا في حركة فتح بدأوا لعبة الأرقام ليس من باب الاستفادة من الحدث فعلياً وإنما من أجل تجييره في المناكفة سواء داخل حركة فتح نفسها أو مع حركة حماس، ولكن من المؤكد أن غزة، ومثلما كانت دائما، عبرت عن حقيقة أنها تمثل كل فلسطين. وليس صدفة أن الكثير من المظاهر التي أنجحت المهرجان وأعطته معانيه كانت في الأصل صدفة.
والواقع أن حركة فتح في الضفة الغربية لم تنجح في إقامة مهرجان بالحجم والسعة والمعنى الذي أقيم في قطاع غزة. صحيح أن فتح تسيطر في الضفة وأن حماس تسيطر في القطاع، ولكن المزاج الفتحاوي والعام في القطاع مختلف. ففتح في قطاع غزة لها مظلوميتها، المحقة أو الباطلة، وهي لاحظت أن الفرصة سانحة في الظروف الوحدوية التي نشأت بعدما هزمت غزة «عمود السحاب» الإسرائيلي كي تثبت ذاتها. وساعدت في ذلك أخطاء من جانب حركة حماس لا يمكن إغفالها، وأبرزها ذلك النقاش العقيم والطويل حول مكان إجراء المهرجان، إذ رفضت حماس منح فتح حق إقامة مهرجانها في ساحة الكتيبة وقبلت أخيراً على إجرائها في ساحة السرايا.
وأسهم هذا النقاش في تحريض أنصار فتح وجمهور آخر على المشاركة في المهرجان من أجل إيصال رسالة مزدوجة لن تفهمها قيادة فتح ولن تعتبر منها قيادة حماس. ومن الجائز أن تدمير إسرائيل مباني الإدارات الحكومية في «أبو خضرة» أسهم أيضاً في توسيع ساحة السرايا الواقعة في مركز المدينة، والتي قاد الاحتفال فيها إلى شل المواصلات تقريباً في المنطقة جراء إغلاق الشوارع الرئيسية الثلاثة، عمر المختار والوحدة والجلاء.
ولا يمكن تجاهل أن هذه هي المرة الأولى التي يفتتح فيها احتفال انطلاقة فتح بصلاة الجمعة، حيث توفقت فتح بخطيب وحدوي مفوه هو وزير الأوقاف السابق الشيخ يوسف سلامة الذي ألقى خطبة جامعة حدد فيها رسائل الحشد. وتحدث فيها باسم الفلسطينيين ليس فقط في الضفة والقطاع وهمومهم وإنما في الشتات أيضا. وبعيدا عن شعارات فتح «الغلابة»، نطق باسم المطالبين باستعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية التي أرهق غيابها كاهل الشعب تحت الاحتلال ونفوس الشعب في الشتات. ولكن ما كان مهماً في هذه النقطة أن فتح، برغبة أو صدفة، تحدت حماس على أرضيتها الدينية.
ويسجل في هذا السياق الدور الإيجابي لحكومة حماس في تسهيل إجراء المهرجان الذي لم يكن تنظيمه أبرز إيجابياته. فقد ألغيت فقرات مقررة، خصوصا تلك التي خصصت لإظهار الوحدة الوطنية عبر تخصيص حماس بإلقاء كلمة القوى الوطنية في المهرجان. ويشاع أن خلافات تنظيمية فتحاوية، «دحلان ـ أبو مازن»، وربما اندهاشاً من حجم الحشد قاد في النهاية إلى نوع من الفوضى.
وبحسب الحضور، فإن الحفل جوهريا انتهى عند الحشد وصلاة الجمعة حيث إن كلمة الرئيس الفلسطيني محمود عباس لم تكن مؤثرة، فيما لم تسمع كلمة عضو اللجنة المركزية في فتح نبيل شعث جيداً.


السر الفتحاوي - معنى الأحداث
د. إبراهيم عباس عن المدينة السعودية
مليونية غزة أمس الأول هي بلا شك ظاهرة ملفتة تستحق الوقوف أمامها طويلاً، فهي تعني أن فتح لا تزال تسكن في وجدان الشعب الفلسطيني وتعشش في ضميره، وأنها ما تزال تعني لكل أفراد الشعب الفلسطيني أنها ثورة حتى النصر، وأن النصر في مفهوم أبناء هذا الشعب المناضل يعني التحرير والدولة والعودة. كما أن خروج مليون شخص رجالاً ونساءً.. شيوخًا وأطفالاً جاءوا من كل أنحاء القطاع ليقولوا: نعم لفلسطين.. نعم للوحدة الوطنية.. نعم لوحدة الضفة الغربية وقطاع غزة.. نعم لوحدة بندقية وحجر وصاروخ المقاومة.. نعم للقدس عاصمة لدولة فلسطين، هؤلاء الذين جاءوا للاحتفال بهذه الذكرى العزيزة بهذه (النعم) التي لا لبس فيها ولا التباس، لا يمكن أن يكون احتشادهم هذا غير المسبوق في تاريخ القطاع مجرد حدث عادي، لا سيما وأنه شكل أكثر قليلاً من نصف سكان القطاع وأنه تم في ساحة السرايا التي تقل بكثير عن أي ساحة أو ميدان عربي. ولعل أجمل ما في الاحتفال أن كل الفصائل الفلسطينية -بما في ذلك حماس- شاركت فيه. وإن كنت أتمنى أن ترفع خلال الاحتفال الذي شاهدته من خلال التلفاز -كما قلت في السابق الشيء نفسه في احتفالات حماس- راية فلسطين بدلاً من راية فتح، فعلم فلسطين -وليس أي راية أو علمًا آخر- هو أحد الرموز المهمة للهوية الفلسطينية، والانتماء الأول لكل أبناء الشعب الفلسطيني للوطن والقدس والقضية، ولا يصح استبداله بأي راية أو علم لأي فصيل فلسطيني حتى لو كان ذلك الفصيل فتح.
مليونية غزة بمناسبة ذكرى الانطلاقة أرادت أن تخاطب الشطر الآخر من الوطن السليب: كلنا فتح.. كلنا ياسر عرفات.. كلنا نؤمن بالمقاومة بكل أشكالها.. ففتح العشق الأول.. وهي ربيع الثورة الفلسطينية الدائم.. هي الرصاصة الأولى.. والشهيد الأول.. والأنشودة الأولى، وهي كلمة السر في التراث الثوري والنضالي للشعب الفلسطيني منذ العام 1965.
لكن رغم روعة المشهد ومشاعر الفرحة ومظاهر التآخي التي سادت أجواء القطاع، إلا أننا لا بد وأن ننظر إلى نصف الكوب الآخر غير الممتلئ.. إلى إسرائيل التي كانت تحتفل هي الأخرى، لكن على طريقتها الخاصة، عندما صادق رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو على بناء آلاف الوحدات الاستيطانية الجديدة في القدس العربية واعتبار العام 2012 العام الأكثر إنجازًا لها في تاريخ البناء والتوسع الاستيطاني في القدس. وهو ما ينبغي على القيادات الفلسطينية -فتح وحماس- أخذه في الحسبان، والانتباه إلى عامل الوقت الذي تستغله إسرائيل على أوسع نطاق لتحقيق مشروعها الكبير الذي تطلق عليه (القدس الكبرى)، والذي أوشك على الانتهاء، بحيث يمكن توظيف هذا الزخم الجماهيري الفلسطيني الرائع لتحقيق برنامج وطني فاعل وعاجل يوقف إسرائيل عند حدها، فيما تتفرغ تلك القيادة لاستثمار النصر الدبلوماسي الذي تحقق مؤخرًا في الأمم المتحدة للضغط على إسرائيل، وتدشين مرحلة جديدة من النضال الفلسطيني ترتكز أساسًا على استخدام ورقة القانون الدولي، وما يتطلبه ذلك من توفر خبراء في القانون الدولي ليكونوا الرجال الأقرب للرئيس الفلسطيني.
كلمة أخيرة: لا بد وأن يحسب لحماس تلك الخطوة الجيدة بسماحها لحركة فتح بإحياء ذكرى الانطلاقة في القطاع بعد 7 سنوات من الممانعة، وأن تستغل الخطوة ومعها الحدث في تسريع المصالحة وإسدال صفحة الانقسام إلى الأبد.





«يهودية الدولة» تنخر المجتمع الإسرائيلي!
هاني حبيب عن الدستور الأردنية
مع اقتراب موعد الانتخابات التشريعية الإسرائيلية، تزداد معطيات استطلاعات الرأي العام الإسرائيلي قتامة بالنسبة لنتنياهو، ولكن ليس لحساب تيار الوسط، بل لصالح الأحزاب اليمينية الأكثر تطرفاً، التي «ستأكل» من نصيبه ونصيب حزبه المتحالف مع حزب ليبرمان «ليكود بيتنا» دون أن تتأثر أحزاب الوسط واليسار الإسرائيلي، إذ إن هذه الأحزاب لها جمهورها الخاص الذي ينتقل فيما بينها، وباختصار، فإن استطلاعات الرأي هذه تشير إلى أن نصيب تحالف نتنياهو ـ ليبرمان يتقلص لصالح الأحزاب اليمينية المتطرفة التي بدأت، مع ظهور نتائج استطلاعات الرأي الأخيرة إلى أن نتنياهو لن يستطيع تشكيل حكومته القادمة بدون هذه الأحزاب، وهذا يعني أن اليمين المتطرف سيملي سياساته الدينية والاجتماعية على حكومة نتنياهو، ذات الطابع الليبرالي المدني.
جوهر سياسات اليمين المتطرف دينياً، في إسرائيل، لا يتعلق بالأجندة اليمينية للأحزاب الليبرالية مثل الليكود، وإسرائيل بيتنا، إذ إن المسألة المتعلقة بالاستيطان ـ مثلاً ـ تعتبر مسألة «إجماع وطني» بين كلا الكتلتين، أما مسائل الخلاف الجوهرية فتتعلق بالبرامج الاجتماعية التي تبلورت أكثر من أي وقت مضى بعد رفع شعار اليمين الليبرالي يهودية الدولة العبرية، الأمر الذي أسبغ على الدولة الصفة الدينية. الليبراليون الإسرائيليون اتخذوا من هذا الشعار وسيلة لوقف العملية التفاوضية مع الجانب الفلسطيني، أما اليمين الديني المتطرف فقد اتخذ من هذا الشعار وسيلة لتحقيق البرامج الدينية الاجتماعية، وإسباغ صفة دينية أساسية على كافة تشريعات الدولة العبرية، وعلى هذا الأساس، لا يجب النظر إلى التحولات في نتائج استطلاعات الرأي في إسرائيل مؤخراً، انها تجري على أساس أمني سياسي، كما جرت العادة، بل على أساس تحولات اجتماعية داخلية في المقام الأول.

التأثيرات المباشرة على هذه التحولات الداخلية الإسرائيلية، ستترك آثارها ونتائجها على الخارطة الحزبية السياسية في إسرائيل من خلال تشكيل الحكومة القادمة والتكتلات الحزبية داخل البرلمان «الكنيست»، غير أن الأمر لا يتوقف عند هذا الحد، إذ هناك ما يمكن تسميته «عنصرية دينية» بدأت تجتاح المجتمع الإسرائيلي، صحيح أن العنصرية ضد العرب لا تزال تشكل جوهر وأساس هذا النموذج العنصري، وصحيح أن هذه العنصرية تتجلى بين مختلف الفئات الاجتماعية في إسرائيل على أساس اللون، ومكان الهجرة إلى الدولة العبرية، كالعنصرية ضد المهاجرين اليهود من الأفارقة، إلاّ أن الجديد في هذه العنصرية أخذت تتبلور على أساس ديني، بين متدينين متطرفين، ويهود غير متدينين، تزايد أعداد المتدينين في القدس المحتلة ومدينة تل أبيب في السنوات الأخيرة، تركت آثارها على التركيبة الاجتماعية الدينية في هاتين المدينتين بشكل ملموس وترجمة شعار «يهودية الدولة» لم يعد مجرد أداة لمواجهة استحقاقات العملية التفاوضية مع الجانب الفلسطيني، بل باتت إحدى معالم تفكيك المجتمع الإسرائيلي على أساس الموقف من الدين اليهودي، ويمكن القول إن هناك شرخاً عمودياً في هذا المجتمع على هذا الأساس.
ترجمة هذه التحولات على الأرض، يمكن ملاحظتها بقوة في آخر تقرير حول الهجرة من إسرائيل، صدر في الرابع عشر من الشهر الجاري، ونشرته صحيفة «هآرتس»، أعده البروفيسور سرجيو ديلي بيرجولا من الجامعة العبرية في القدس المحتلة، يظهر أن 40 في المئة من الإسرائيليين يفكرون في الهجرة، والأهم في هذه النسبة غير المسبوقة، أن هؤلاء في الغالب في سن الشباب ومن الكفاءات العلمية، والأهم من ذلك كله أن دافع هؤلاء للتفكير في الهجرة، يعود إلى أسباب اجتماعية اقتصادية، وليس لأسباب أمنية كما قد يتوهم البعض.
إلاّ أن التفكير بالهجرة، لا يعني الهجرة من الناحية الفعلية، كما يقول البعض، إلاّ أن معطيات دائرة الإحصاءات المركزية الإسرائيلية قد كشفت مؤخراً، أن ستمائة ألف إسرائيلي يقيمون خارج فلسطين المحتلة، ومثل هذا العدد لديه جواز سفر أجنبي يمكنه بسهولة مغادرة الدولة العبرية لكي يقيم في دولة أجنبية، وان 25 ألفاً غادروا إسرائيل كل عام خلال السنوات الأربع الماضية، معظمهم من اليهود الروس إلى روسيا «حق العودة» وألمانيا وكندا وأستراليا والولايات المتحدة، يبلغ متوسط أعمارهم 28 عاماً.
رئيس جهاز «الشاباك» السابق يوفال ديسكين علق على التقرير الذي نشرته «هآرتس» بدعوة الناخبين في الانتخابات التشريعية القادمة بعد أقل من شهر، إلى التصويت من خلال «ورقة بيضاء» كإشارة إلى رفض هذا الواقع الجديد في ظل غياب الزعامات والأزمة القيادية لدفع عجلة التغيير وفي سبيل الخروج من الأزمة القيمية التي تعيش في أتونها إسرائيل.
في المقابل، فإن هذه الهجرة القائمة على أسس اجتماعية اقتصادية، لا يجب أن تشكل رؤية خاطئة مفادها أن إسرائيل تنهار من الداخل ـ على سبيل المثال ـ فهذه الدولة لا تزال قادرة على احتواء أزماتها بالنظر إلى اعتمادها على «المؤسسة» وقدرتها المستمرة على التعاطي بفاعلية مع أزماتها الداخلية والخارجية على حد سواء، غير أن القراءة لهذه التقارير والإحصاءات، تجعل من قدرتنا على المواجهة، أكثر اعتماداً على دراسة التحولات التي من شأنها أن تضع الخطط والسياسات التي تجعل من هذه التحولات أداة لدينا في عملية المواجهة تلك!!



زوبعة في فنجان الكونفدرالية
باسم سكجها عن الدستور الأردنية
مسيرة الجامع الحسيني تعلن رفضها للكونفدرالية الاردنية الفلسطينية، وتصدر الجبهة الشعبية بياناً يرى فيها مؤامرة، وتظهر عشرات المقالات الرافضة المنددة التي تعتبرها إما المحاولة الاخيرة لتصفية القضية الفسطينية، او واحدة من سلسلة محاولات تحقيق الوطن البديل.
من يتابع كل ذلك يظنّ أن هناك مشروعاً واضح المعالم يجري بحثه بين طرفين، او في القليل ان هناك مبادرة سياسية مطروحة للدراسة، ولكن ذلك كله ليس صحيحاً، ولا اساس واضحاً له سوى خبر نُشر في صحيفة وتم نفيه، مفاده ان محمود عباس ابلغ قيادات فلسطينية ان لديه معلومات حول قرب طرح فكرة الكونفدرالية مع الاردن، وعليهم تهيئة انفسهم لهذا الامر.
تصوروا ان رئيس دولة يعلن ان لديه “معلومات” حول شان يتعلق بمستقبل دولته، وكأنه مجرد صحافي سمع عن “معلومات” وسيقوم بنشرها، ويكون الامر اساساً لكل هذه الضجة التي تبدو وكأنها زوبعة في فنجان، فليس هناك على ارض الواقع ما يمكن ان يؤشر لمثل تلك النتيجة.
فأية كونفدرالية هذه التي ستقوم بين فلسطين والأردن وفلسطين فيها محتلة اولاً، ومقسمة بين رام الله وغزة ثانياً، وتملأ المستوطنات الضفة الغربية والقدس، وسيبدأ قريباً بناء جدار حدودي على ضفة نهر الاردن يحمل مغزى الفصل النهائي؟
ما يحزن في المسألة أن التعامل مع هذا الموضوع الحساس يأخذ شكل الاصطفاف، وتبادل القصف الكلامي المجاني، ولو كان له اساس لقبلناه باعتباره شكلاً من الحوار الساخن، ولكن أن نتعارك على مجرد خبر تمّ نفيه وثبت خطؤه فأمر لا يمكن فهمه بالمرة!





تجويع الفلسطينيين لتركيعهم
بركات شلاتوة عن دار الخليج
بات واضحاً أن الشعب الفلسطيني استنفد كل الخيارات، وأيقن أنه مع محتل غاصب متعجرف مثل “إسرائيل” فإن الانتفاضة هي الحل، لذا فإن الضفة الغربية المحتلة باتت ساحة مفتوحة للمواجهات مع جنود الاحتلال وقطعان المستوطنين على مدار الساعة، إثر اعتداءات وتنكيل وتضييق متصاعد ضد الفلسطينيين والاعتداء عليهم في عقر دارهم من قبل غلاة التطرّف من المستوطنين وبحماية من الجنود الصهاينة .
وبالرغم من انتهاج المستوطنين سياسة “تدفيع الثمن” ضد القرى والمدن والتجمعات الفلسطينية منذ وقت طويل، بحيث لم تسلم من اعتداءاتهم المساجد والكنائس والحقول والمواشي، إلا أن أياً منهم لم يتم توقيفه أو محاكمته “إسرائيلياً”، كما أن السلطة لم تسع بحق للرد على هؤلاء المتطرفين سياسياً أو ميدانياً، ما سمح لهم بالذهاب بعيداً وصولاً إلى التهديد باستهداف حياة الفلسطينيين لا ممتلكاتهم فقط، بعد كتابة شعارات في الخليل جنوب الضفة تحيي مقولة أول رئيسة وزراء للكيان غولدا مائير وهي أن “الفلسطيني الجيّد هو الفلسطيني الميّت” .
الرد على هؤلاء أتى شعبياً على شكل مواجهات واشتباكات باتت تقترب يوماً بعد آخر من انتفاضة تجتاح الضفة الغربية والقدس المحتلتين، وتحولهما إلى كتلة من اللهب في وجه المحتلّين، لكن السلطة، التي من المفترض أن تقوم بواجباتها تجاه هذا التصعيد، لم تبتعد عن خانة التهديد والتلويح بحل نفسها و”تسليم مفاتيح” الضفة للاحتلال، كما أنها لم تخرج عن طور الإدانة والاستنكار في مواجهة غول الاستيطان الذي أتى على أراضي الدولة الفلسطينية ولم يبق منها إلا الفتات .
المؤسف أن حركة “حماس” التي كانت تهاجم في السابق اتفاق أوسلو المقيت، ها هي اليوم تهرول نحو فتات السلطة أيضاً ويطلب نائب رئيس مكتبها السياسي، موسى أبو مرزوق من الرئيس محمود عباس تسليم “حماس” المفاتيح بدلاً من رئيس وزراء الكيان بنيامين نتنياهو على قاعدة “الأقربون أولى بالسلطة” كما قال، متناسياً أن حركته كانت تنعت “أوسلو” الذي أقام السلطة بأنه “باطل هو وما بني عليه”، فهل أصبحت المبادئ تبدّل كما المعاطف، أم أن الباطل يتحوّل إلى حق بالتقادم؟
كان من المفترض أن تشجع الحركة الرئيس عباس على حل السلطة والمسارعة إلى الوحدة وتبني استراتيجية مقاومة في مواجهة العدو الصهيوني بعيداً عن الاتفاقات والالتزامات والاستحقاقات، خاصة بعدما أثبتت أنها تملك قوة وسلاحاً وبإمكانها أن توجع الاحتلال بعد أن هزمته في العدوان الدموي الأخير على قطاع غزة .
الآن وفي سياق التآمر الدولي على الشعب الفلسطيني وقضيته والسعي لتركيعه من خلال سياسة التجويع حيث لا مال ولا غذاء ولا دواء، فإن على هذا الشعب أن يواصل مسيرته النضالية التي جبل عليها، وأن يفجر غضبه بركاناً في وجه المحتلين ويعتمد على سواعده في تحرير أرضه بعيداً عن وعود السلام الفارغة والمساعدات المشروطة المذلّة .






إبداع من رحم المعاناة
أمجد عرار عن دار الخليج
“إسرائيل” لا تريد أن تفهم أن الاحتلال يسير دائماً عكس سير التاريخ، أو أنها تفهم وتريد أن تتحدى، أو أنها تريد أن تكرّس نفسها كاستثناء للقاعدة . منذ اغتصبت فلسطين سنة ،1948 لم تترك شكلاً للقمع والإذلال إلا وجرّبته، لكنّها لم تنجح لا كلّياً ولا جزئياً في هدفها الرئيسي المتمثّل بتطويع الشعب الفلسطيني والشعوب العربية لإرادتها وأهدافها، وتحويل نفسها إلى أمر واقع . القتل والتشريد فشلا في إبادة الفلسطينيين، والجرح لم يخف الشباب الفلسطيني ولم يثنه عن مواجهة المحتلين، والاعتقال لم يردعه عن مواصلة النضال رغم أن مئات آلاف الفلسطينيين دخلوا السجون . في كل هذه الحالات، وجدت “إسرائيل” نفسها أمام شعب نضاله يتناسب طردياً مع قمعه، بل ولدت من رحم القمع حالات إبداع تردد صداها عالمياً .
الفلسطيني المعاق حركياً صلاح الأسطل، ابن غزة المحاصرة، أحد النماذج التي تجسّد ولادة الإبداع من رحم المعاناة، والانطلاق في آفاق تحطّم جدران الحصار، حيث فقد ساقيه في غارة جوية “إسرائيلية” على غزة سنة ،2008 وأصبح منذ ذلك الحين مقعداً على كرسي متحرك، ولسوء حظّه أن أسرته تسكن في شقّة في الطابق الثاني .
ولأن هذا الشاب لم يحتمل أن يكون عبئأ على أي من أفراد أسرته الذين دأبوا على حمله نزولاً وصعوداً حين الخروج من المنزل والعودة إليه، أعمل فكره ليبتكر في النهاية حلاً لمشكلته ويتمكّن من تصميم مصعد كهربائي ملاصق للجدار الأمامي للمنزل، وما عليه سوى الدخول إليه على متن كرسيّه المتحرّك وشد حبل معلق في سقف المصعد ليجد نفسه أمام مدخل الشقة، وبهذا أصبح قادراً على الحركة من دون مساعدة أحد .
حالة الأسطل ليست الأولى التي تمثّل التحدي الإبداعي للاحتلال، فالفلسطيني المعاق حركياً أيضاً محمود مجاهد، ابن الخليل، صنع سيارة تعمل بالكهرباء أطلق عليها اسم “مريم سيدس” كشف عنها قبل عامين في مدينة رام الله، وهي صديقة للبيئة، والأسرع بين نظيراتها التي تنتجها شركات تصنيع السيارات العالمية .
هاتان الحالتان تعيدان للأذهان قصة الطفل حمد النيرب من غزة الذي بترت قدماه بفعل صاروخ “إسرائيلي” قضى على أحلامه في أن يصبح لاعباً لكرة القدم أسوة ببطله البرازيلي رونالدو الذي وافق، خشوعاً لرسالة من النيرب إليه تحمل أحلامه الطفولية المشروعة، على أداء دور البطولة لفيلم فلسطيني حول معاناة أطفال فلسطين .
مرة أخرى، يعرف الصهاينة أن قمعهم للفلسطينيين، بشتى أشكاله، يرتد عليهم بنتائج عكسية، لكنهم يهربون إلى الأمام . أخبرهم التاريخ والتجربة أن الجيل الذي ولد بعد احتلال الضفة وغزة عام ،1967 وليس جيل نكبة الـ 48 هو الذي فجّر انتفاضة الحجارة، الانتفاضة الأطول في التاريخ، وأن مقولة “الكبار يموتون والصغار ينسون” تبخّرت على حرارة نضال هذا الجيل الذي يقاوم الاحتلال وجرائمه . لكن المستعمرين، دائماً وعبر التاريخ، لا يكترثون بالتجارب ولا يستطيعون الخروج من ثوبهم، لذلك فإن محاولات بعض السياسيين والمثقفين تحويل الاحتلال إلى “آخر” لن تغيّر شيئاً في طبيعة هذا الصراع، وليس من شأنها سوى مراكمة أزمات الاحتلال وإزاحة المتعاطين معه من مسار التاريخ . وإذا كان الفلسطيني المعاق صمّم مصعداً كهربائياً، ننصح هؤلاء بتصميم مهبط يأخذهم إلى مكانهم الطبيعي تحت الأرض .




الملف الملغوم
خيري منصور عن دار الخليج(يتحدث عن اللاجئين الفلسطينيين)
التفريق بين اليهودية كديانة والصهيونية كحركة سياسية استيطانية ليس وليد اليوم أو البارحة، والخلط بينهما لم يكن صناعة عربية أو إسلامية بقدر ما هو مخطط صهيوني يستهدف توريط اليهود جميعاً في مشروع لا يخص سوى فئة واحدة منهم، لكن ما يستوقفنا الآن هو فتح ملف ملغوم حول اليهود الذين عاشوا عصوراً في العالم العربي، وكانوا جزءاً عضوياً من النسيج الديمغرافي، خصوصاً في مصر والعراق واليمن، وكان تهجيرهم إلى فلسطين ضمن استراتيجية الاستيطان وإجلاء الفلسطينيين عن أرضهم كي تبدو قابلة للاستيعاب، إضافة إلى تكريس أطروحة زائفة ومزورة للوقائع تم اختراعها هي أن فلسطين كانت أرضاً بلا شعب .
والجزء الذي نسميه ملغوماً في هذا، الملف هو مزاعم الدولة العبرية حول حقوق هؤلاء الذين تم تهجيرهم في الأقطار العربية التي غادروها ومن ثم المطالبة بتعويضات قد تعادل أو تفوق التعويضات المطلوبة قانونياً وأخلاقياً ومادياً لملايين الفلسطينيين الذين خلعوا من ترابهم قبل أكثر من ستة عقود . والتزامن المثير هو بين فتح هذا الملف والحراك الدبلوماسي “الإسرائيلي” الذي بلغ ذروته قبل عام في عواصم الغرب والعالم حول هذه المسألة .
وما يغيب عن دعاة عودة اليهود الذين هجروا أو هاجروا من العالم العربي أن الأكثرية الساحقة من هؤلاء لم تعد على قيد الحياة لأسباب متعلقة بالزمن .
أما أبناؤهم وأحفادهم فإن معظمهم قد استقروا في عواصم أوروبية أو في الولايات المتحدة، إضافة إلى من ذهبوا إلى فلسطين، وقد سبق لمؤرخين مصريين وعراقيين منهم الرافعي والمستشار طارق البشري وأحمد سوسة الذي ألف كتاباً ضخماً عن اليهود العراقيين أن عالجوا هذه الظاهرة من مقتربات مختلفة، وعلى سبيل المثال، عندما صودرت أموال يهود مصريين في خمسينات القرن الماضي وبعد حرب السويس وصدور قوانين التأميم لم تصادر أموالهم بصفتهم يهوداً “إسرائيليين”، فقد كانوا من حملة الجنسيات الفرنسية والإنجليزية على الأغلب، وتم تعويضهم عام 1957 بموجب اتفاقيات تمت في مصر بعد انتهاء العدوان الثلاثي .
إن فتح هذا الملف مجدداً يجب أن يراعي عدداً من الاعتبارات كي لا تخلط الأوراق ويتحول الأمر إلى ذريعة “إسرائيلية” تخدم ما تدعيه من اضطهاد العرب لليهود .
فالتاريخ له منطق آخر غير هذا وشهد في العديد من مراحله رعاية الدولة العربية الإسلامية لليهود كمواطنين إذا كانوا من سكان البلاد، وحمايتهم كوافدين عندما لاذوا بالمسلمين فراراً من الاضطهاد الأوروبي سواء على أسس دينية أم عرقية .
وما يجب الاحتراز منه هو الوقوع العربي في فخ “هولوكوست” ليس له ما يؤكده في النطاق العربي، فالهولوكوست أوروبي بامتياز.
والابتزاز الذي مارسته الصهيونية ضد الأوروبيين وخصوصاً الألمان حول “الهولوكوست” إلى نمط إنتاج اقتصادي، فثمة عزف لا ينقطع على وتر الذاكرة الآثمة إزاء اليهود رغم أن ما حدث تاريخياً بالنسبة للعرب هو العكس في ما كتبه سملانسكي في رواية “خربة خزعة” ومؤلفات إسرائيل شاحاك وتصريحات بورغ إلى آخر القائمة هي التعبير الدقيق عن ذاكرة يهودية آثمة إزاء العرب وبالتحديد إزاء الفلسطينيين .





أهمية نقد «المقاومة» الفلسطينية وخياراتها
هشام منوّر - كاتب وباحث عن عمان العمانية
انتصار غزة الأخير على العدوان الإسرائيلي كان محكاً مهماً لاختبار شعبية حركات المقاومة الفلسطينية «وحدها» في مواجهة آلة القتل الإسرائيلية، وهو اختبار من أهم نتائجه إثبات استمرارية نهج المقاومة، وشعبية قادتها وحركاتها الفلسطينية لدى الشارع العربي، حتى بالنسبة لمن هاجمها بسبب موقفها من سوريا،
لم يمنع تراجع الحديث عن ثقافة «المقاومة» وأدبياتها وهويتها، وتبجيل رموزها وانتصاراتها على «إسرائيل» لصالح تغطية الموجات المتلاحقة للحراك الشعبي العربي في أكثر من بلد، البعض من «استغلال» مفهوم «المقاومة» ومكانة بعض رموزها، وتوظيفه في سياق الصراع على امتلاك الحق والحقيقة وبيان زيف بعض الحراكات أو إدراجها في سياق «مؤامرة كونية» تستهدف هذه الأنظمة.
واقع الحال يشير إلى منطقتين أو تيارين رئيسيين لتيار المقاومة «غير الرسمي»، يتمثل الأول في لبنان، والآخر في حركات المقاومة الفلسطينية، بشقيها الإسلامي والوطني، والتي كانت محط رعاية واهتمام واحتضان شعبي جماهيري دون استثناء، ورسمي مجتزأ من قبل بعض الأنظمة في المنطقة.
تيار المقاومة الفلسطيني «نأى بنفسه» (بداية) عن الحراك في سوريا بحكم أدبيات وتجارب فلسطينية سابقة جعلت من اللاجئ الفلسطيني دافع ضريبة أي تدخل في شأن داخلي لدولة مستضيفة، ما انعكس على شعبيته في العالم العربي، شئنا أم أبينا، ويكفي إجراء استبيان شعبي لمعرفة أثر ما يجري في العالم العربي، وسوريا تحديداً، على شعبية تيار المقاومة، سواء منه الفلسطيني أو اللبناني.
بيد أن موقف تيار المقاومة الفلسطيني، والمتمثل أساساً في حركتي حماس والجهاد الإسلامي، المستند إلى سياسة النأي بالنفس وتجنب التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية، وبالذات في سوريا، لم يقابله موقف شعبي مواز من قبل جموع اللاجئين الفلسطينيين في سوريا الذين لم يجدوا بداً من رد الدين لمستضيفهم «السوري» الذي استقبلهم وفتح لهم بيوتهم قبل عشرات السنين، فكان العقاب بقصف المخيمات الفلسطينية ومن اشتملت عليه من آلاف اللاجئين الفلسطينيين ومئات آلاف النازحين السوريين، ما حفظ للشعب الفلسطيني والشق الفلسطيني من تيار المقاومة ماء وجهه، وهو التيار الأساسي بطبيعة الحال، بحكم كون القضية الفلسطينية لبّ الصراع مع «إسرائيل»، وتسابق الجميع لاحتضان فصائل المقاومة الفلسطينية على اختلاف توجهاتها، وخاصة الإسلامية منها ذات الثقل الشعبي.
هذا الموقف الرسمي لتيارات المقاومة الفلسطينية الرئيسية ما لبث أن انقسم على نفسه مجدداً أو لنقل: إنه تمايز بعض الشيء بين حركتي حماس والجهاد الإسلامي، فحركة الحماس كانت الأكثر جرأة على إعلان انفصالها عن الداعم الرسمي في دمشق، وما جره ذلك عليها من هجوم إعلامي و«طائفي» بغيض من قبل بعض قنوات الإعلام الموالي للنظام السوري، التي سقط القناع عن وجهها في أكثر من موقف وتحرك جماهيري لمجرد إحساسها بأن هذا الحراك قد صبّ في غير المجرى المرجو أو المرتضى، وبحكم الاحتقان الذي تعاني منه المنطقة منذ بداية الحراك العربي في أكثر من بلد.
خروج حركة حماس من دمشق وإغلاق الأخيرة لمكاتب الحركة فيها، والتضييق على أنصارها والمتعاطفين معها، وقصف المخيمات الفلسطينية واستهداف نشطائها، كعقاب على الموقف الحمساوي، قابله، بعد فترة زمنية ليست بالبعيدة، خروج مشابه لقيادات حركة الجهاد الإسلامي من دمشق وإغلاق مكاتبها أيضاً «بحكم الضرورة»، حيث تحولت سوريا ومنها دمشق والمخيمات إلى ساحة حرب حقيقية، ولم ينكر مسؤولو حركة الجهاد الإسلامي، في أكثر من تصريح رسمي، تباين مواقفهم مع «إيران» بخصوص الشأن السوري، واقترابه من الموقف الحمساوي المعارض لمشهد سفك الدماء في سوريا، والدعوة إلى الحوار والعقلانية في التعامل مع الأزمة السورية، بموازاة العمل الميداني النشط الذي اضطلعت به كلتا الحركتين في مخيمات سوريا، لإسعاف الجرحى وإيواء النازحين وإطعامهم ولا سيما في شهر رمضان الفائت.
انتصار غزة الأخير على العدوان الإسرائيلي كان محكاً مهماً لاختبار شعبية حركات المقاومة الفلسطينية «وحدها» في مواجهة آلة القتل الإسرائيلية، وهو اختبار من أهم نتائجه إثبات استمرارية نهج المقاومة، وشعبية قادتها وحركاتها الفلسطينية لدى الشارع العربي، حتى بالنسبة لمن هاجمها بسبب موقفها من سوريا، فوسائل الإعلام التي هاجمت المقاومة لم تجد بداً من توجيه التحية والدعم «المعنوي» لرجال المقاومة في غزة، رغم الخلاف السياسي معها بخصوص سوريا، وإن سعت في بعض الأحيان إلى توظيف هذا الانتصار لمآرب أخرى، لا مجال لنقاشها الآن، وهو الأمر الذي لم يفت حركات المقاومة الفلسطينية، ولم يؤثر على موقفها في شكر كل من وقف إلى جانبها سابقاً وأمدها بالسلاح والعتاد.
ما يهمنا في نهاية المطاف، التأكيد على حضور عامل «المقاومة» في صراعات الثورات العربية مع أنظمتها، ومحافظة فصائل المقاومة الفلسطينية على حضورها وشعبيتها ورمزيتها بالنسبة للشارع العربي، ويبقى، أن تعي تيارات المعارضة السياسية في سوريا الإشارات المرسلة إليها، وأهمية بناء خطابها السياسي على التأكيد على مكتسبات اللاجئين الفلسطينيين في سوريا والحفاظ عليها، والبناء على التعاطف الضمني مع الحراك الشعبي في سوريا، وتخليص «أقنوم» المقاومة الذي لا يزال محترماً في نظر كثير من الشعوب العربية، مما علق به من نزعات المتاجرة والاستغلال والتدخل الخارجي لصالح أجندات معينة، وأن يتم انتزاع ورقة المقاومة من دائرة الصراع، لتحقيق المزيد من الانسجام العضوي مع الأهداف التي قام لأجلها الحراك الشعبي.
وبالمقابل، على فصائل المقاومة الفلسطينية «المترددة» في إعلان موقف واضح مما يجري في سوريا، أن تضع في حسبانها دماء أكثر من 700 لاجئ فلسطيني سفكت في الأزمة السورية، وغير خاف على أحد من يتحمل مسؤولية دمائهم وتهجيرهم من مخيماتهم، وإدراك أن الربيع العربي الذي تتخوف منه بعض الجهات، قد رفع من قدر الشعوب وخياراتها، وأكد على أهمية دعم الشعوب وحدها للمقاومة الفلسطينية في مواجهة العدو، وألا تعول في هذه المرحلة على أي جهة رسمية لدعمها، فمن الضروري تخليص المقاومة الفلسطينية من «فوبيا» التمويل أو التأييد، والبناء على ما أنجزته الشعوب العربية من قوة في مواجهة أنظمة الحكم البائدة، وهو ما يتطلب مزيداً من الاقتراب من نبض الشارع العربي، والفلسطيني اللاجئ.. بالضرورة!!


.. ورَّد اليهود
محمد سلماوي عن المصري اليوم
هل يمكن أن يتسم أداء الإخوان بهذه العشوائية الفاضحة، ليس فقط فى شؤون البلاد الداخلية وإنما أيضاً فى العلاقات الخارجية؟ هل يمكن لنائب رئيس حزب الإخوان الحاكم ومستشار رئيس الجمهورية وزعيم الأغلبية البرلمانية، أن يطلق تصريحاته عن اليهود التى ما أنزل الله بها من سلطان، ثم حين تنقلب الدنيا رأسا على عقب فى مصر وخارجها يسارع الحزب بالتنصل من هذه التصريحات، وتقول الرئاسة إن العريان ليس متحدثاً رسميا باسمها، وتؤكد الدوائر البرلمانية التابعة للإخوان أن آراءه شخصية لا تلزم أحداً؟!
هل يمكن لدولة أن تعمل بهذا الشكل؟ وهل يمكن لموضوع شائك ومهم مثل علاقة الدولة المصرية باليهود وبإسرائيل ومن ثم بالولايات المتحدة أن يطرح على الملأ دون اتفاق سابق ودون موافقة مسبقة من أعلى القيادات الإخوانية؟ أم أنها كانت بالونة اختبار لمعرفة إمكانية تمرير مثل هذه الموضوعات التى يبدو أنها أصبحت تطلب من النظام الجديد كما كانت تطلب من النظام السابق؟ لكن فى الوقت الذى كان النظام السابق فيه يرفض بحث هذا الموضوع وما يرتبط به من قضية التعويضات التى يطالب بها اليهود الذين تركوا مصر، فإن النظام الجديد يبدو لأول مرة مستعداً لبحثها،
بل ويبادر بدعوة أصحابها لاستعادة حقوقهم السياسية والمالية فى مصر، والتى يدعون ويدعى معهم الإخوان أنهم حرموا منها ظلما وعدوانا، أما عن الحقوق المادية فاليهود لن يتركوها سواء جاءتهم دعوة للعودة إلى مصر أو لم تأتهم، فلديهم قوائم وسجلات طالما بعثوا بها إلى مصر تدعى أن أملاكهم تساوى 30 مليار دولار، وأما عن العودة للعيش فى مصر فقد جاء رد يهود إسرائيل الذين هاجروا من مصر بمثابة صفعة على وجه صاحب الدعوة
- حسبما وصف رئيس الجالية بنفسه هذا الرد - حيث أكد رفضه هو وجاليته ترك إسرائيل والعيش فى دولة لا تحترم حقوق الأقليات وتفرض على شعبها دستورا يتعارض مع حقوق الإنسان، ولم يفت رئيس جالية يهود إسرائيل القادمين من مصر أن ينصح نائب رئيس حزب الإخوان الحاكم بأن يهتم بالكم الهائل من المشاكل الداخلية التى تواجه الإخوان فى مصر قبل أن يوجه الدعوة لمن خارجها للعيش فيها.
فما الذى دعا يهود إسرائيل الذين هاجروا إليها من مصر لرفض الدعوة للعودة إليها بهذا الشكل القاطع الذى ينم عن شعورهم بالإهانة؟ هذا هو موضوع حديثنا غداً.