تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : اقلام واراء حماس 240



Haneen
2013-01-17, 12:15 PM
<tbody>




</tbody>

<tbody>
السبت
12/1/2013



</tbody>


<tbody>

مختارات من اعلام حماس



</tbody>



<tbody>



الثورة في قميص السلطة.. بلا جواز للدولة!

المركز الفلسطيني للإعلام،،، عماد عفانة



"الفيس بوك" ونظرية عش النمل

المركز الفلسطيني للإعلام،،، حسام الدجني



وصف حالة

المركز الفلسطيني للإعلام،،، د. يوسف رزقة



بنيامين نتنياهو ..الإرهابي الفج

المركز الفلسطيني للإعلام،،، د.عصام شاور



فتح في فكر المؤسسة الإسرائيلية (8)

المركز الفلسطيني للإعلام،،، علاء الريماوي



أحكام البراءة لرجال مبارك !!

فلسطين الآن ،،، أحمد منصور



مهرجان انطلاقة فتح ..قراءة رقمية

فلسطين الآن ،،، عصام شاور






</tbody>



























الثورة في قميص السلطة.. بلا جواز للدولة!
المركز الفلسطيني للإعلام،،، عماد عفانة
ما هي مشكلة القضية الفلسطينية ولماذا لم تحل حتى الآن..؟
يبدو السؤال غبيا، ولكن...الاجابة تكمن في التساؤل التالي:
كيف قامت "دولة اسرائيل"..؟
ليس هذا لغزا وإنما اشارات لأولي الألباب..
فقد قامت "دولة اسرائيل"عندما انبرت مجموعة من اليهود الصهاينة الماكرين بتحديد هدف وغاية لهم وهي اقامة دولة او كيان لهم، اختلفوا في البداية على مكانه كما تقول الوثائق ثم اتفقوا على فلسطين.
ثم وضعوا خطة للوصول إلى هذه الغاية، وشكلوا لأنفسم كيانات مؤسسية ومؤتمرات دورية لمتابعة التنفيذ، من خلال العمل على تجنيد كل المقدرات والامكانات والنفوذ والاموال وتوظيف كل الصهاينة كل في موقعه لدعم الوصول الى هذا الهدف حسب المخطط المرسوم بدقة وضمن السقف الزمني الذي حددوه لأنفسهم.
وبعد مضي هذه المدة وبالتوقيت المحدد تقريبا حصلوا على دولة "اسرائيل" على أنقاض الشعب الفلسطيني.
أما مشكلة القضية الفلسطينية فقد شكل الفلسطينيون أنفسهم جزءا كبيرا منها، والمقصود اولئك الذين انبروا ليدافعوا عن الوطن السليب، واعلنوا هدفهم من هذا التحرك وهو تحرير فلسطين، ولكن..
دون أن يضعوا خطة، ودون أن يحددوا سقفا زمنيا، ودون أن يوظفوا طاقات الكل الفلسطيني في إطار هذه الخطة، وشكلوا كيانات تمثيلية غير ممثلة بشكل حقيقي للشعب الفلسطيني سواء المجلس الوطني الفلسطيني او منظمة التحرير او لجنتها التنفيذية، الامر الذي انسحب بعد ذلك على مختلف المؤسسات الفلسطينية التابعة للمنظمة أو تلك التي البسوها ثوب المؤسسات الاهلية.
الأمر الذي ادى إلى انشغال الاغلبية الطامة من فصائلنا المسلحة ومنتسبيها في الاختلاف على عدد مقاعد التمثيل، وعلى تحصيل الامتيازات والموازنات، وتشكيل الكيانات الفصائلية التي اخذت الطابع الفقاعي غير الحقيقي للأعداد الحقيقية التي كان يضمها وتلك التي كان يمثلها هذا الفصيل أو ذلك لتحقيق اكبر قدر من المكاسب الشكلية الفارغة من المقاعد والامتيازات والاموال وكل ذلك على حساب القضية التي ادعى الجميع تمثيلها والتضحية من أجلها.
ووصل الامر لدرجة الاقتتال الفلسطيني الفلسطيني في بيروت وغيرها، والتنافس غير الشريف، وبيع البندقية لهذا الطرف العربي او ذلك من اجل تشريفه وليس من أجل التحرير.
كل ذلك جعل الثورة الفلسطينية طيعة لينة لأن هناك من عمل على التحكم بأكسجين الثورة وهو المال والسلاح.
ولما نفيت الثورة من بيروت إلى تونس بعد الترويض العسكري في 1982م، وبدا أن حركة حماس التي برزت كقائد حقيقي للانتفاضة1987م، وخوفا من قادة الثورة على مواقعهم في قيادة الشعب والثورة، التقط قادة الثورة اول عظمة القيت لهم.
فتوجه قائد الثورة للامم المتحدة ليبعث برسائل المحبة والسلام لامريكا واسرائيل وحذرهم من اسقاط غصن الزيتون من يديه المرتعشتين، الأمر الذي كان شرطا لفتح حوار بين المنظمة وواشنطن.
وبذلك وضعت واشنطن قدم الثورة على حافية الهاوية التي اودت بها فيما بعد نحو مدريد ثم اوسلو واخواتها من الاتفاقات التي انتهت باغتيال قائد الثورة بعد ان انتهت مهمته...
وبعد أن نجح قائد الثورة في حشر الثورة في قميص السلطة الضيق، وانتقل الأعداء إلى مربع الأصدقاء، وخرج المناضلون من الخنادق الى الفلل والفنادق، والتزم ثائر الامس وفدائي القدس بالاتفاقات الامنية لحماية المحتل وامنه، جنوده ومغتصبيه.
وبعد ان انزلقت الثورة في دهاليز المفاوضات التي يقول عنها سلام فياض في مقابلة للشرق الاوسط " إن عملية المفاوضات لم تكن مجدية لجهة إنهاء الاحتلال، بل هي وفرت غطاء له كي يصبح أكثر تجذرًا، فالعملية السياسية وليس فقط المفاوضات فشلت بكامل مكوناتها فشلًا ذريعًا"
واضاف فياض "أن مفهوم الحل الذي مثله اتفاق أوسلو لم يبق له أي مصداقية بما في ذلك المفاوضات، والسبب الرئيس لذلك هو أن حالة عدم التماثل في قوة الموقف التفاوضي بين الجانبين الفلسطيني و"الإسرائيلي"لم يعوض عنها بما كان ينبغي من خلال اللجوء والاحتكام للقانون الدولي".
الأمر الذي انعكس على حركة فتح التي قادت المنظمة، ثم وأدت المنظمة لصالح قيادة السلطة حتى أصبحت وكما يقول القيادي الفتحاوي في مدينة نابلس حسام خضر "ان حركة فتح الآن في حاله يرثى لها و تمر بأسوأ حالاتها بسبب غياب كامل لدور قيادتها و تغييب دور المؤسسة و تهميشها و عدم تقديم الدعم من قبل قمة الهرم الفتحاوي".
وأضاف القيادي خضر بأن "التجيير الذي حصل في المؤتمر السادس كان الهدف منه فوز القيادة المعروفة بتاريخها المزيف و الذي علق في جسد حركة فتح فقط بحكم الواقع الراهن و من أجل الموافقة على تمرير فترة سياسية معقدة و مركبة، تمس جوهر القضية الفلسطينية و فرض المزيد من التراجع والتنازل على حركة فتح".
وأشار خضر الى أن فتح الآن أخذت الى الجانب الأمني و الأجهزة الأمنية و مربع سياسي فاشل و هو أن المفاوضات خيار استراتيجي رغم أن الوطن يصادر و فتح بقيادتها العاجزة عاجزة عن لعب دور جماهيري مناهض لهذه السياسيات الإسرائيلية العدوانية و التي أسست لدولة يهودية جديدة في أراضي الفلسطينية المحتلة1967".
لذلك وخلافا لرغبة عباس لا تستطيع السلطة الانتقال إلى مربع الدولة التي حصلت على صفة مراقب في الامم المتحدة ببساطة لأنها لا تملك جواز سفر للانتقال من مربع السلطة الى مربع الدولة.
ببساطة لأن السلطة كيان أمني وجد لتنفيذ مهمة حماية الاحتلال وغطاء لمخططاته في ابتلاع الارض وتهويد المقدسات، كيان وجد لهذه الغاية ومحظور عليه ان ينتقل لمربع يشكل فيه أدنى تهديد لكيان العدو.
لكن ما الحل..؟
ليس من السهل استعادة فتح لروح الثورة التي قادتها، أو استعادتها لمكانتها الثورية ونفوذها السياسي إلا في حال آمنت قيادة فتح مرة أخرى برسالة و دور فتح و انها وجدت لتحقق المشروع الوطني الفلسطيني و ببرنامجها و أسلوبها و نهجها المقاوم لا المفاوض.
ولا يتحقق ذلك إلا إذا وضعت فتح موضوع خلع قميص السلطة موضع التفكير الجدي، وليس كورقة تكتيكية تلقيها كلما تأزمت الأوضاع حتى فقدت قيمتها.
لكن هل الأمر ينطبق على حركة حماس..!!
لا شك أن حركة حماس التي لبست ثوب وجلابية السلطة الضيق في الوقت الذي أبقت فيه البندقية مشهرة خارج الأكمام، مدعوة كما هي حركة فتح للوقوف والالتفات إلى مسيرتها في الحكم طيلة السنوات السبع الماضية، حيث يقول يحيى موسى، النائب عن كتلة حماس البرلمانية في المجلس التشريعي في تعقيبه على مهرجان انطلاقة فتح " إن قيادة الحركة باتت مطالبة بأن تقف مع الذات" وعزا موسى شعبية فتح الكبيرة في قطاع غزة إلى "وجود مشكلة عميقة بين البناء القاعدي لحركة حماس وجماهير الشعب الفلسطيني، مشددا على أن معالجة هذه المشكلة تتطلب «إعادة تثقيف وتأهيل قواعد الحركة كي تكون فاعلة في المجتمع، ومتكيفة معه، وقادرة على فهم ديناميات العمل المجتمعي، وهذا يحتاج إلى البحث عن أدوات ووسائل التواصل المباشر، بعيدا عن الأعمال الاستعراضية التي لا تفيد».
واعتبر موسى أن الحركة في حاجة ماسة لإعادة «صياغة عقول ونفوس وقلوب أبناء الصف الإخواني والحمساوي، كي يكون متصالحا مع الذات ومع المجتمع، وهذا يحتاج إلى استنهاض جديد ويقظة حقيقية».
كما حذر موسى من أن الانتصارات التي حققتها كتائب القسام، الجناح العسكري للحركة، أوشكت أن تصيب قيادة الحركة «بحالة من العجب، فتركن إلى أنها تحقق إنجازات وانتصارات على الأرض، وتجعل قدرتها على قراءة الموقف وتحليل البيئة الداخلية للحركة ضعيفة».
وختم موسى قائلا إنه يتوجب على قيادة الحركة «أن تشكل فرق العمل، وأن تعقد الندوات والورش المتخصصة كي تقيم شعبية الحركة، ولماذا تفشل في إقناع الشارع بصدقها، بينما تنجح فتح في إقناع الشارع بسحرها وكذبها ودجلها».
إذا تبقى المقاومة دائما أكبر من أي سلطة، لأن المقاومة ثورة، والثورة ليس لها ثوب سوى الدرع والبندقية.
وما يشهده ما يسمى الربيع العربي من أزمات وعقبات هو نتيجة عدم فهم حقيقي لمضمون هذا الربيع أو لروح الثورة التي كانت الشعوب قائدها الأول.
فثورة الربيع كان يجب ان تعني فيما تعني أن تجب كل درن وأوساخ وأقذار وفساد الأنظمة السابقة بقوانينها ورجالاتها ودساتيرها وممارساتها، لا ان تحاول الثورة تكييف نفسها واختصار أهدافها وحشر نفسها حشرا في ثوب الحكومات السابقة الضيقة والمحشوة بالدساتير والقوانين التي كانت وما زالت تشكل أكبر العقبات امام تحقيق الثورات لأهدافها، سواء في فلسطين أو مصر أو تونس أو اليمن أو ليبيا، الأمر الذي أصبح لا يعدو كونه استبدال حكومة بأخرى ونطام بفوضى..
وكي تصبح حماس أو غيرها من قوى المقاومة ثورة حقيقية يلتف الشعب خلفها يجب أن تصنع من نفسها قائدا حقيقيا للشعب أكثر من كونها قائدا لفصيلها وأبنائها.
وأن يلمس الشعب والمشتاقون لقيادة معبرة عن آمالاهم وطموحاتهم كما آلامهم أن الثورة أب لهم وأم حانية من خلال عدالة المعاملة والمشاركة الحقيقية في الوطن بعسله وحنظله.
وأن يجد مئات آلاف الشباب الذين يعج بهم شعبنا من يوجه بوصلتهم السياسية بأدوات ثقافية وعسكرية وأمنية واجتماعية وإعلامية ضمن خطة وطنية واضحة لتحقيق أهدافنا الوطنية الجامعة، وعندها سيجد هذا الفصيل الذي يحقق في نفسه هذه الشروط موضع التفاف الشعب بل والأمة من خلفه، وسيجد له جوازا ليس نحو الدولة بل نحو التحرير بإذن الله.





"الفيس بوك" ونظرية عش النمل
المركز الفلسطيني للإعلام،،، حسام الدجني
تحاكي نظرية عش النمل فرضية وجود نمل في جميع أنحاء المنزل، فهل نستطيع القضاء على هذا الكم الهائل من النمل...؟ بالتأكيد لا، والعمل هو البحث عن عش النمل كي نقضي على معقله الرئيس، ولكن في حال لم نتمكن من العثور على عش النمل، فإن الخيار الأمثل هو صناعة عش افتراضي للنمل، وبعد أن يتجمع النمل في هذا العش يتم القضاء عليه..
ضمن استراتيجية (مكافحة الإرهاب الدولي) ومحاربة تنظيم (القاعدة) عملت الولايات المتحدة الأمريكية بنظرية عش النمل، فبدل من أن ينتشر تنظيم (القاعدة) بين الدول، صنعت له عشاً، فوقع الاختيار على أفغانستان لتكون عش النمل الأمريكي، وأرسلت قوات التحالف الدولي جيوشها لأفغانستان، وبدأت المعارك بين تنظيم القاعدة وطالبان من جهة وقوات التحالف من جهة أخرى، وبقيت محصورة ضمن حدود أفغانستان وبعض المناطق المجاورة لها، وتكبدت الولايات المتحدة خسائر فادحة في هذه المعارك، ففشلت نظرية عش النمل في القضاء على تنظيم القاعدة، وبدأت أفكار التنظيم تنتشر بين البلدان بشكل متسارع.
الإنترنت أطلق عام 1969م، وهو مشروع يتبع وزارة الدفاع الأمريكية، ثم توسع وانتشر بين البلدان، حتى وصل إلى كل بيت، وعملت أجهزة الاستخبارات الدولية في استخدام الانترنت لأغراض التجسس والمراقبة، ومع تطور التكنولوجيا، وظهور ما بات يعرف باسم الإعلام الجديد، وهو عبارة عن شبكات للتواصل الاجتماعي عرفت بأسماء متعددة أشهرها تويتر والفيس بوك، فعملت أجهزة الاستخبارات الغربية والصهيونية على استغلالها، ومتابعة روادها، والحصول على معلومات المشتركين فيها، وأنماط تفكيرهم وتوجهاتهم السياسية والفكرية والاقتصادية، فأصبح الفيس بوك عش النمل الذي يقضي به الشباب العربي أوقاتا طويلة وهم يعبرون عن ما يجول في خواطرهم، فبدأت بعض أجهزة الاستخبارات العالمية استغلال الشبكة والعمل على اصطياد عملاء جدد، ومن أحدث الطرق التي تستخدمها أجهزة الاستخبارات الدولية لاستغلال مواقع التواصل الاجتماعي هي عملية اصطياد النخبة، ويتم ذلك من خلال عملية ذكية جداً، حيث يقدم رجل المخابرات نفسه بأنه مدير مركز أبحاث ودراسات أو رئيس تحرير صحيفة، وأنه يتابع كتابات الشخص المستهدف، ويبارك له بشرى اختيار المركز للباحث كي يعمل ضمن صفوف الباحثين التابعين للمركز مقابل راتب محترم، ويطلب منه أن يكتب بحثاً بعنوان: (سياسي أو أمني أو عسكري أو اقتصادي) حسب اهتمامات الجهة الممولة وتخصص الضحية، وما يدلل على أنهم لا علاقة لهم بمراكز الأبحاث المحترمة قولهم بأن ما تكتبه لا ينشر، وأن المركز هو للاستشارات فقط، وعندما تكثر الأسئلة عن هوية المركز ومن يعمل به وعنوانه الحقيقي، تعرف أنك أمام جهاز استخبارات، لأنه سرعان ما يقطع حديثه ويعمل بلوك على اسمك.
ولكن نظرية عش النمل فيما يتعلق بشبكة الانترنت وشبكات التواصل الاجتماعي أمام الوعي الأمني لشبابنا العربي والفلسطيني قد فشلت، وانقلب السحر على الساحر، ونجح الإعلام الجديد في إسقاط دكتاتوريات لم يتوقع أحد سقوطها، وفضح جرائم (إسرائيل) وعنصريتها أمام الرأي العام الغربي، وهذا ما حصل بالفعل في العدوان على قطاع غزة، حيث لعب الإعلام الجديد دوراً بارزاً في كشف اللثام عن وجوه الصهاينة اللئام.











وصف حالة
المركز الفلسطيني للإعلام،،، د. يوسف رزقة
ما زال الغموض يكتنف نتائج مباحثات المصالحة الفلسطينية التي تجري في القاهرة على مستوى القمة برعاية مصر.
التقت الأطراف في لقاءات مشتركة برعاية وزير المخابرات المصرية والتقت على انفراد مع رئيس الجمهورية د. محمد مرسي، وقد استمع الطرفان لرغبة مصر في إطلاق قطار المصالحة في هذه الظروف المواتية.
القطار توقف لأن نقطة البداية لم يتفق عليها الطرفان بعد، بعض المصادر المطلعة تتحدث عن التقدم خطوة إلى الأمام بشكل نسبي ولكن الجولة الحالية ليست النهائية ولا الأخيرة.
يبدو أن العمل في الميدان أيسر وأسهل من النقاش النظري في القمة القيادية، أهل الميدان تقاربوا في احتفالات الانطلاقة في غزة والضفة، واكتشف العاملون في الشوارع والأحياء أن الحريات أهم وأثمن من الجدل السياسي الذي يدور في دائرة البيضة والدجاجة.
الصعود من القاعدة الشعبية المتفاهمة ميدانياً قد يكون بديلا عن قرارات القمة التي تقيدها الاعتبارات الذاتية والمصالحة الدولية.
ثمة مشاعر إيجابية تولدت في قاعدة الهرم الفلسطيني بين "حماس" و"فتح"، بالرغم من أن إجراءات استعادة الثقة كانت محدودة، وأنتجتها ظروف (النصر والدولة) إضافة إلى (أزمة المشروع السياسي والمالي)، وأحسب أنه ثمة مسافة أخرى يجب قطعها من أجل استكمال إجراءات بناء الثقة بين التنظيمين الكبيرين الحاكمين.
وثمة لغة إعلام لطيفة ومبشرة تتحرك من خلال الأثير من الطرفين، وهي لغة مسكونة بدبلوماسية ناعمة تجاوزت عورات الماضي المتشنج، وعزفت على وتر العاطفة الشعبية التي تطالب بالوحدة الجغرافية والسياسية ونظام الحكم وهي اللغة والوتر نفسه التي تعزف عليها الانظمة العربية، والجامعة العربية، وتقدم المصالحة على أنها البلسم والشفاء لحاجات الشعب الفلسطيني.
المشروع السياسي الفلسطيني التفاوضي في مأزق، والحالة المالية العامة للسلطة بمأزق أيضاً، وشبكة الأمان العربية مازالت حبيسة الوعود، فلم تتحرك الأموال في أمعاء الصراف الآلي، ولا توجد مواعيد محددة مضروبة لجريانها، والاستيطان في (E1) يجري جريان النار في الهشيم رغم البرد القطبي الذي عصف بالضفة الغربية وغزة وأودى بحياة الضعفاء، وأتلف بعض الممتلكات في أوقات أجدبت فيها خزائن الحاكمين. في مخيم اليرموك مأساة جديدة، نزوج جديد, وانقسام جديد، وقتل وإعدام، وحياة مسكونة بالخوف والرعب، واتفاق أول وثان وربما ثالث لتجنيب المخيم المأساة والمعاناة فشلت بانتظار تدخل محمود عباس، وخالد مشعل، وغيرهما من قادة العمل الفلسطيني لإنقاذ المخيم وإبعاد شبح صبرا وشاتيلا، أو شبح مخيم نهر البارد.
لذا نحن في حاجة ماسة إلى قمة فصائلية من أجل مخيم اليرموك. قتلى المخيم وصلوا إلى 885 قتيلاً، وهو رقم كبير وكبير جداً ويستدعي وحده جلسة قمة فصائلية تستنهض الذات، والعرب أيضاً لحماية المخيمات الفلسطينية وإخراجها من الصراع.
المصالحة تتقدم ببطء، وتعاني درجات من الغموض، والحالة الفلسطينية في الأرض المحتلة، وفي مخيمات الشتات تدفع أثماناً باهظة لأسباب كثيرة، والاستيطان أعادنا إلى نقطة الصفر، والدولة لم تحل المشكلة، ولا جزءاً من مائة جزء منها، والباحثون عن الحل لا يملكون القرار ومن يملكون القرار غامضون، ويفضلون الانتظار.









بنيامين نتنياهو ..الإرهابي الفج
المركز الفلسطيني للإعلام،،، د.عصام شاور
كل فلسطيني يتمنى زوال دولة الاحتلال (إسرائيل) والقضاء على آخر مغتصب لأرضنا المقدسة، وحتى أولئك الذين وافقوا على الحلول السلمية المتعارضة مع حقوق وثوابت الشعب الفلسطيني يتمنون زوال (إسرائيل) إلا أن يأسهم دفعهم إلى الاستسلام لواقع لن يدوم، و إن وجد من يشذ عن تلك القاعدة فبسبب خلل في عقيدتهم ووطنيتهم وهم قلة قليلة لا تتعدى المئات من أبناء شعبنا في الداخل وفي الشتات.
رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو استنكر لقاء الرئيس محمود عباس مع خالد مشعل في القاهرة، واعتبره اجتماع من ينشد (السلام) مع (إرهابي) يسعى إلى محو الكيان الغاصب عن الوجود. نتنياهو نسي الفرحة التي عمت الأراضي الفلسطينية بعد الهزيمة التي مني بها جيش الاحتلال في غزة، والتهاني التي تبادلتها فتح وحماس في تلك المناسبة وإشادة حركة فتح بالمقاومة ونتائجها، فالكل الفلسطيني بات يجمع أنه لا طريق لتحرير فلسطين سوى بالمقاومة، فإن أراد نتنياهو تسمية المقاومة والدفاع عن الأرض والنفس إرهاباً فليكن، أما نحن والشعوب والدول الحرة في كل ارجاء المعمورة نعلم أن (إسرائيل) دولة إرهابية غير شرعية يقودها إرهابيون، أما خجل المجتمع الدولي من قول تلك الحقيقة لليهود ووصفهم لقادة العدو برجال السلام، فهو أشبه بشعب يرى ملكه يمشي عاريا ثم يلتزم الصمت أو حتى يثني على روعة ثياب لا يلبسها.
دولة الاحتلال والإرهاب (إسرائيل) لم تقدم شيئا للشريك محمود عباس سوى العقوبات والمزيد من العقوبات حتى جعلت السلطة الفلسطينية تترنح بفعل العقوبات المالية واحتياجات الشعب الاقتصادية والسياسية، وكما لا يوجد حدود لأطماع دولة الاحتلال وقادتها فإنه لا حدود لوقاحتهم، فهم يعاقبون الرئيس الفلسطيني ثم يحذرونه من لقاء إخوانه في حماس، يعاقبون الشعب الفلسطيني بأكمله ثم يقسمونه إلى معتدل ومتشدد، إلى مسالم وإرهابي، فهل هناك وقاحة اكبر من وقاحة اليهود أو إرهاب أشد من إرهابهم؟
في النهاية فإننا نتمنى على منظمة التحرير الفلسطينية وقادة السلطة الفلسطينية الرد على العدو الاسرائيلي بإتمام المصالحة الداخلية دون تباطؤ، وكذلك استنكار التدخل السافر لنتنياهو في شؤوننا الداخلية بكلمات واضحة وصوت يخرق آذان الإسرائيليين وعقولهم.




















فتح في فكر المؤسسة الإسرائيلية (8)
المركز الفلسطيني للإعلام،،، علاء الريماوي
في المقال السابق تناولنا مرحلة مهمة من تاريخ فتح، والتي أعقبت رحيل المؤسس ياسر عرفات عام 2004 التي تولى فيها الرئيس محمود عباس دفة القيادة، مناقشين أهم المظاهر التي ترتبت على ذلك خاصة خسارة الحركة في الانتخابات التشريعية مما فاجأ دولة الاحتلال وفتح على حد سواء لتوقع سيطرة الأخيرة على مؤسسة التشريع بأغلبية مريحة.
الأغلبية والفوز لم يتحققا لفتح، لذلك أوكل أمر تشكيل الحكومة لحركة حماس التي لم تكن جاهزة لهذا الخيار، و لم تكن مستعدة له حتى من الجانب النفسي.
بدأت المشاورات وكان القرار الحازم لدى فتح أن الشراكة مع حماس أمر مستحيل، وأن عبء الحكومة على حماس تحمله وحدها، حيث تزامن هذا القرار مع إعلان إسرائيلي فوري بأن أي كيان سياسي تقوده الحركة سيتم حصاره ومقاطعته إلا إذا تحققت شروط أممية جهزت لنحر حماس سياسيا.
هذا النحر كان مخططا له خاصة في الخطة البديلة التي وضعت بعد إعلان نتائج فوز حماس، لذلك استدعي للتنفيذ أطراف عربية كمصر، وبعض الدول وبشراكة مع مفترض للسلطة العميقة.
فتح في هذا المخطط مارست دورها في تعطيل حكم حماس، من خلال دولتها العميقة وخاصة في الجانب الأمني، ومن ثم ممارسة سحب صلاحيات الحكومة لصالح مكتب الرئيس.
النتيجة التي تحققت بدأ المواجهة على الصلاحيات من اليوم الأول لتسلم الحكومة العاشرة مهمتها، هذا التنازع حولته فتح لمنهجية لإسقاط حكم حماس مستغلة ما يعرف بنقابة العاملين العموميين لتأطير حالة من العصيان الوظيفي، ومن ثم نشر حالة من الفوضى الأمنية غير المسبوقة عبر مليشيات مسلحة تخطف النواب، وتهدد الوزراء، وتحمي حالة الانفلات، مضافا إليها حالة من شلل كامل في سلوك الأجهزة الأمنية.
في متابعة المرحلة هذه كان الانطباع لدى المراقب أن هذا الجهد يأتي في سياق مخطط كبير يستهدف الحالة الفلسطينية الجديدة، لذلك فإن االحديث لم يكن غائبا عن الأوراق الإسرائيلية والتي تحدثت عن مخطط يجمع أركان دولية كصحيفة معاريف، وإسرائيل اليوم، والقناة الثانية العبرية.
كما برز في هذه المرحلة دور غزة على الضفة، ونشط الجناح الأمني فيها من خلال ما بات يعرف بمطبخ دحلان الذي دخل بقوة في إفشال الحكم الجديد مستعملا كافة الأدوات فارضا على القطاع حكما خلفيا من خلال سيطرته المطلقة على كافة مفاصل القطاع.
الأجواء هذه جاءت في ظل عملية خطف شاليط وما أعقبها من تصعيد إسرائيلي استهدف قيادة حماس ونوابها والوزراء مما مهد لاتفاق شكلت فيه حكومة الوحدة الوطنية بالشراكة مع فتح والتي وواجهت بحصار دولي ومعارضة إسرائيلية.
العلاقة الداخلية لم تهدأ بل تحول منطق الحوار فيها إلى لغة مواجهة عسكرية في الشارع خاصة في القطاع، كان رأس الحربة فيها دحلان الذي وصف في الإعلام الإسرائيلي (بأسد غزة )، واقع المواجهة كان يقف خلفه حالة من الإسناد المباشر من أطراف عديدة بالمال والسلاح لتحديد حاكم غزة، حيث كانت تشير تقارير الأجهزة الأمنية الإسرائيلية أن دحلان مع الغطاء والدعم يستطيع حسم غزة.
هذا الواقع أدخل القضية الفلسطينية في أزمة حرب أهلية راح ضحيتها مئات الشباب، وكلف القضية الفلسطينية نكسة انقسام لا زال قائما بل تجذر ليصبح واقعا حقيقيا على الأرض.
في مفهوم الربح والخسارة الضيق، تلقت فتح ضربة عنيفة بعد سيطرة حماس على غزة، حيث أضر ذلك بصورتها في العالم وشكل التعاطي الإسرائيلي مع حركة لا تحكم نصف الشعب في الداخل الفلسطيني.
الواقع الجديد أدخل فتح في أزمة داخلية خاصة في تحميل مسؤولية الفشل، لذلك بدأ الحساب والمنافسة بين الأجنحة المتصارعة في فتح يأخذ شكل التناحر على كسب القوة في الضفة الغربية.
الصراع أضعف من فتح الضفة لصالح دحلان، خاصة بعد نجاح الأخير بناء شبكة علاقات قوية في الضفة من خلال كم الأموال التي يملك موجها ذلك نحو تجهيز تياره للسيطرة على المؤتمر السادس للحركة للتمهيد لوراثة عرش السلطة الذي كان يسعى إليه بقوة.
إسرائيل في هذه المرحلة تحقق لها ما لم تحلم به، تفككت بنية الشريك، وعزلت غزة عن الضفة، وسادت الفرقة بين الشركاء، ثم تحولت بعد ذلك إلى متفرد في رسم العلاقة مع السلطة من خلال رؤية سيتم تناولها في الحلقة قبل الأخيرة غدا إن شاء الله.
أحكام البراءة لرجال مبارك !!
فلسطين الآن ،،، أحمد منصور
كل يوم تفاجئنا المحاكم المصرية بإصدار أحكام بالبراءة على رجال النظام الفاسد السابق في مصر، رجال حسني مبارك المحبوسين على ذمة قضايا فساد، حيث كان الكبير والصغير يشهد لهم بالفساد الذي لم يكونوا يمارسونه فحسب بل كانوا يتنفسونه ويأكلونه ويشربونه..!
ومعظم هؤلاء حُوِّلوا في قضايا كان يظهر من الادعاء والاتهامات الموجهة لهم فيها أن كلاًّ منهم سوف يقضي باقي حياته خلف جدران السجون، إلا أنه بعد التحقيقات وتحويل القضايا للمحاكم نُفاجأ بأحكام البراءة تصدر تباعًا ويوميًّا حتى على الذين أثروا ثراء فاحشًا ظاهرًا، وكانوا يجهرون بفسادهم!
والغريب أن معظم هذه الأحكام تصدر بتبرئتهم من شيء كانوا يقترفونه بالليل والنهار، وهو الكسب غير المشروع، كذلك بدأت تصدر الأحكام بالإفراج تباعًا عن كثيرين آخرين في قضايا جنائية أو الذين كانوا معتقلين على ذمة تحقيقات في قضايا أخرى..
والخوف أن نجد "حكمًا" قد يصدر قريبًا بالإفراج عن مبارك نفسه ونجليه؛ ولانشغال الشعب بما تشغله به وسائل الإعلام الفارغة، فإنّ عمليات الإفراج هذه تتم في هدوء وتتابع وتواصل كأنّه متفق عليه بين المحاكم في ظل الأزمة الطاحنة التي يعيشها القضاء والنيابة العامة في مصر، وأصبح الذين كانوا يوصفون بالفاسدين -وفق أحكام البراءة التي تصدر- هم أهل الطهر والشرف والعفاف، وأنهم كانوا يديرون مصر في العقود الماضية وفق أعلى معدلات النزاهة وطهارة اليد!!
أما الذين قاموا بتحويلهم إلى النيابة والمحاكم بتهمة الكسب غير المشروع أو التعدي على أملاك الشعب، فرغبتهم في الانتقام وحدها هي التي حرَّكتهم دون أدلة أو اتهامات حقيقية، هذه هي الصورة التي يظهر عليها هؤلاء في تصريحاتهم وحواراتهم الصحفية والإعلامية التي يدلون بها بعد الإفراج عنهم؛ حيث يظهرون في صورة وثوب المنتصر البريء المجني عليه المظلوم الطاهر شريف اليد!!
ولا ندري هنا أين الخلل؟ هل هو في الإجراءات القانونية، أو قصور الأدلة الجنائية، أو التواطؤ، أو الرغبة الحقيقيَّة في "الانتقام" كما يؤكد هؤلاء الأطهار الأشراف الذين شاركوا في نهب مصر وتجريفها من كل شيء خلال العقود الماضية؟!
وإذا كان هؤلاء هم الأطهار الشرفاء، فأين الفاسدون واللصوص الذين نهبوا أموال الشعب وسرقوا مقدراته وثرواته وجرفوا الحياة السياسية والاقتصادية؟! ولماذا حرَّك النائب العام السابق القضايا ضد هؤلاء تحديدًا، ثم جاءت فارغة من مضمونها وأدلتها حتى صدرت الأحكام ببراءتهم، بينما ملفات آخرين مخزنة في أدراج وأرفف النيابة العامة لم تحرَّك، بل عليها تأشيرات بالحفظ رغم الأدلة والمستندات المرفقة بها؟!
إن هذه الأحكام تؤكد أن منظومة التقاضي في مصر بها خلل كبير، وإذا كان هؤلاء هم الشرفاء، فأين اللصوص والفاسدون والمخربون؟! هل كانوا أشباحًا هربت واختفت من مصر بعد الثورة؟ وعلى أي شيء قامت الثورة إذا كانت النيابة والقضاء وأجهزة الدولة الرقابية قد فشلت في تقديم أية أدلة تدين أيًّا من هؤلاء المتهمين بالفساد؟
وطالما أن هذه المنظومة بهذا الوضع، أليس الأولى بالنظام السياسي أن يصدر عفوًا شاملاً تبقى من خلاله التهم لصيقة بهؤلاء دون أن يحاكموا، بدلاً من أن يحصلوا على صكوك قضائية بالبراءة والطهر والعفاف؟
إن ما يحدث بحاجة إلى ألاّ يمر مرور الكرام كما يحدث الآن، وإلاّ فإن هؤلاء سوف يتغولون على الثورة وعلى نتائجها! وسوف يُنفقون بعض ما حصلوا عليه في محاربة الثورة ومحاولة القضاء عليها، وفي النهاية لن تكون هذه "ثورة" وإنما محاولة فاشلة للانقلاب على نظام فاسد ثبت أنه متغلل في كل أركان الدولة، ولم يسقط بل يحاول العودة ليمارس السلب والنهب من جديد.






مهرجان انطلاقة فتح ..قراءة رقمية
فلسطين الآن ،،، عصام شاور
الصورة لا تكذب ولكن الحكم عليها يعتمد على الذوق والهوى، وأحيانا على الحسابات والأرقام، وصور جماهير السرايا جميلة ومعبرة، ولكن إذا أردنا ترجمتها إلى أرقام فإن الأمر يتحول إلى مسألة حسابية محضة، بعيدا عن العواطف والحماس، وبعيدا عن الحسابات السياسية و التقديرات العشوائية.
إذا قيل بأن الحشود في السرايا بلغت مليون ومئتي ألف_ وهذا أكبر رقم سمعته_ فإن ذلك يعني أن كل متر مربع استوعب 35 شخصًا، وهذا أشبه باستضافة 3500 شخص في شقة متوسطة المساحة، وإذا قيل أن العدد هو ثلاثمئة ألف فهذا يعني وقوف 8 أشخاص و" نصف" على كل متر مربع أي أنك استضفت 136 شخصًا في غرفة استقبال مساحتها ( 4مx4م)، فما هو إذن العدد التقريبي والمعقول لما شاهدناه في ساحة السرايا يوم الاحتفال بالانطلاقة 48 لحركة التحرير الوطني الفلسطيني " فتح"؟.
تقع ساحة السرايا على ثلاثة شوارع رئيسة، مساحة أرض السرايا تبلغ 25 ألف متر مربع، أما الشوارع المحيطة بالسرايا من جهاتها الثلاثة فتبلغ مساحتها 9600 متر مربع ، أي أن المساحة الكلية للتجمهر أقل من 35 ألف متر مربع.
في المقابل فإن احتساب الحشود يعتمد على المساحة والكثافة، ففي الطواف حول الكعبة مثلا يمكن أن تصل الكثافة إلى 4 أشخاص لكل متر مربع (جانب الكعبة)، وتكون الحركة صعبة للغاية، ولا يمكن أن تكون كثافة الجماهير في احتفالاتنا شبيهة له وإلا لاختنق الصغار، ولما استطاع شخص التلويح براية أو حتى رفعها، والكثافة المرتفعة في احتفالاتنا تعني شخصين لكل متر مربع، وتهبط الكثافة إلى أقل من ذلك حسب المشهد.
صور مهرجان الانطلاقة عكست اختلافا في الكثافة، ففي مناطق كان الازدحام واضحًا، ومناطق أخرى جانبية كانت قليلة الازدحام، وشاهدنا من يجلس على الأرض وخاصة النساء المسنات، وشاهدنا أطفالًا بعرباتهم، وكذلك هناك المنصة والكثير من المقاعد وممرات لمنظمي الحفل، وغير ذلك من الفراغات التي تظهر في الصور بين الحشود.
لو فرضنا أن نصف المساحة كانت عالية الكثافة (شخصان للمتر المربع)، وربعها (شخص للمتر المربع) والربع الأخير شخص للمترين يصبح العدد لدينا هو : 35000 + 8750 + 4375=48125 أي أن عدد المحتشدين يقارب الـ 50 ألف شخص، ولو فرضنا أن المنطقة جميعها مزدحمة (والصور تقول غير ذلك وهي لا تكذب)، لكان العدد 70 ألفًا، ولو فرضنا أن كثافة المحتشدين في المهرجان أشبه بمن يطوفون حول الكعبة لبلغ الرقم 140 ألفا، ولو افترضنا أيضا أن الشارع الذي يمر من أمام ساحة السرايا امتلأ بالجماهير على طول 2 كم (حتى شاطئ البحر) لوصل العدد إلى 190 ألف، وإذا أردنا أن تتسع ساحة السرايا لمليون شخص علينا مدها إلى شاطئ البحر.
ختامًا فإنني أؤكد أنه لا يجوز الحديث عن مهرجانات مليونية في قطاع غزة سواء في السرايا لحركة "فتح" أو في الكتيبة لحركة "حماس"، والحركتان ما زالتا تحتفظان بجماهيرهما ولا داعي للغرور أو لمراجعة الذات اعتمادًا على الأرقام الفلكية، وعليهما التركيز على خدمة الشعب الفلسطيني والانتصار لحقوقه وقضيته، وأنا أطمئن الحركتين بأن قضية الانتماء الفصائلي عند غالبية أبناء شعبنا لا تتأثر بسهولة، وإلا لظهر " الطرف الثالث" الذي حاول البعض اختلاقه منذ بداية الانقسام