تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : أقلام وآراء اسرائيلي 154



Aburas
2012-09-03, 08:42 AM
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــ{nl}بين ميونيخ وطهران{nl}بقلم: ايتان هابر عن يديعوت أحرونوت{nl}ما العلاقة اذا كانت توجد علاقة أصلا بين الأنباء التي نشرت في الاسبوع الماضي عن اخفاقات الالمان الهُواة في مذبحة رياضيي الوفد الاسرائيلي في الالعاب الاولمبية في ميونيخ وبين حضور الامين العام للامم المتحدة في نهاية الاسبوع الماضي لمؤتمر دول عدم الانحياز في طهران؟ توجد علاقة. ففي الحالتين برغم ان اربعين سنة تفصل بين الحادثتين، الحديث عن عالم هازل وعالم شك وعالم تسلك فيه دولة اسرائيل منذ أكثر من اربعة عقود وكأن مئتي دولة اخرى هي قمامة تكرهنا فقط؛ وفيها معاداة للسامية. ونحن ننشد احتفاءا بها 'العالم كله ضدنا' ونقرأ في الكتب المقدسة ان 'وصية الله هي التي ستقوم'.{nl}اليكم تخمينا لمسار التفكير الالماني آنذاك وهو قوله: انتظرنا هذه الالعاب الاولمبية سنين، وأنفقنا مليارات الماركات وقلبنا العالم، كل العالم، وجاءت عشرات الدول للمشاركة في الالعاب الاولمبية فهل ندَع عددا من الفلسطينيين وعددا من اليهود من اسرائيل يُفسدون علينا هذا الاحتفال؟ مات 11 رياضيا، ووقفنا دقيقة صمت فماذا تطلبون منا بعد؟.{nl}واليكم تخمينا لمسار تفكير الامين العام للامم المتحدة بان كي مون (واليكم كشفا حسنا هو أنني من اصدقائه): أرسلت 120 دولة مندوبين الى المؤتمر في طهران وهي ثلثا اعضاء الامم المتحدة اليوم. فهل أقاطع هذا المؤتمر وأخاصم 120 دولة وأتشاجر معها، من اجل ماذا؟ أمن اجل دولة اسرائيل؟ مع كل الاحترام، أنا الامين العام للامم المتحدة ولست حاخام كريات أربع. هل طهران مرفوضة وخطيرة على سلام العالم؟ هذا مؤكد. لكن الايرانيين لا يملكون الى الآن قنبلة ذرية، فما حالكم أنتم؟.{nl}ان المشترك بين هاتين الحالتين وبين الجو و'الوضع' اليوم في العالم، هو أن معاداة السامية أخذت تقوى وتغلي وتفور و'العالم كله ضدنا'. صحيح ان العالم اليوم أكثر من كل وقت مضى هازل وقاس وبراميل النفط من السعودية أهم عنده كثيرا من حياة يهود طائفة باريس أو بونس آيرس. ولا يحمل أكثر قادته اليوم، وهذا مؤكد في اوروبا، على أكتافهم تبعة المحرقة. فالمحرقة عندهم في حالات كثيرة فصل من كتب التاريخ كحروب نابليون وحرب القرم. فماذا نفعل؟ ان العالم في 2012 غير ذوقه وقادته وآراءه. وهو نفس العالم الغريب والمضحك والهازل وغير العادل المستعد للاعتراف بحق اسرائيل في الوجود في مواقع احتلتها وحررتها في 1948 لكنه غير مستعد للاعتراف على أية حال من الاحوال بنتائج حرب الايام الستة في 1967.{nl}أليس عادلا؟ أليس نزيها؟ أليس صحيحا؟ هذا هو الواقع. ألا يعجبنا هذا؟ فلنرسل الى البلدان الخارجية كتائب من الاعلاميين ينفقون المال والزمن ويحاولون الاقناع وربما ينجحون هنا وهناك ايضا، لكن النتيجة ستكون نفس النتيجة كما كانت في الحالة الشريرة (الالعاب الاولمبية في ميونيخ) والحالة السيئة (الامم المتحدة في طهران). ولن تكون لمصلحتنا على أية حال من الاحوال.{nl}نستطيع في السنين القريبة ان نفعل شيئا من شيئين: فاما الاستخفاف بالعالم الذي لا يريدنا ولا يريد مصلحتنا، وإما الاستمرار في العيش في ظل منشآت ذرية حولنا (هل تذكرون كيف لم نعرف بذلك في ليبيا لولا ان تفضل الامريكيون بابلاغنا وكيف عرفنا بما كان في سوريا بالصدفة فقط؟) وأن نزعم ان العالم كله أصلا معاد للسامية ويريد السوء لنا. ونستطيع ايضا ان نحاول اقتلاع إبر السُم بدعاوى ان العالم ضدنا في الأساس بما يتعلق باحتلالات 1967. ويصاحب هذا الكثير من المعاناة وخيبات الأمل والدموع، لكن هذا ما يريده العالم الهازل. أليس عادلا وليس نزيها؟ صحيح فماذا نفعل اذا؟ هل ننتظر الى ان يعترف العالم بعدلنا وبحقنا في هذه البلاد؟ ان المسيح المُخلص الذي أصبح موجودا في تل ابيب بحسب أنباء منشورة مختلفة، سيأتي كما يبدو قبل ذلك العالم.{nl}وما الصلة بعد بين الكشف عن وثائق الالعاب الاولمبية في ميونيخ ومشاركة الامين العام للامم المتحدة في مؤتمر دول عدم الانحياز؟ أنهم عندنا فقط في اسرائيل تأثروا بهاتين الحادثتين. ان العالم الساخر القاسي غير العادل تأثر بصور عُري الأمير البريطاني أكثر. لكن هذا بسبب ان 'العالم كله ضدنا' ونحن 'شعب يسكن وحده'. كم نحب الوحدة.{nl}طريق باراك ـ لفني{nl}بقلم: أمير أورن عن هآرتس{nl}قد يُعارض اهود باراك الهجوم على ايران في الشهرين اللذين بقيا حتى الانتخابات في الولايات المتحدة. وقُبيل الانتخابات في اسرائيل، لا يرفض الانضمام الى تسيبي لفني والظهور في قائمتها في المكان الثاني.{nl}ان هذه الاستنتاجات التي لم يفوض باراك أحدا ان ينشرها باسمه والتي تناقض ما اعتيد ان يُنسب اليه، ليست مفصولة عن روح اقوال سُمعت على لسانه في الايام الاخيرة. انها عجيبة الى درجة الحاجة الى الفحص عن انه هل تعطل جهاز التسجيل في مكتب وزير الدفاع مرة اخرى، لكنها تتساوق مع العقل السديد. فباراك ليس أسير مواقفه. وهو يغيرها بحسب تقدير للوضع من جديد. وكل موقف حتى لو كان مناقضا لسابقه صحيح لذلك لوقته فقط، وقد يحتاج الى تحديث آخر بين اللحظة التي أُدرك فيها واللحظة التي طُبع النبأ عنه فيها.{nl}ان باراك الذي تحدث في قضية بوعز هرباز 'عن لغم جانبي' دفنه في زعمه معسكر غابي اشكنازي على هيئة اعداد مسبق لاعمال أو وثائق يُكشف عنها في المستقبل كي تؤثر الى الخلف، قد رفض هذا الامر.{nl}انه سيد صياغة التصريحات التي تعتبرها الأذن السطحية جازمة، لكنها تستحق ان تُدرس في دورات استكمال وكلاء التأمين باعتبارها نموذجا لجعل الزبون يوقع على حروف صغيرة: مواد تهرب وملاحظات تحذير ونجوم وسلالم. من المؤكد انه كان يُبرأ حينما كان مراودا لو قُدمت فيه دعوى قضائية لاخلاله بوعد زواج. فتصريحاته ثخينة لكن الدقائق الكامنة فيها يمكنها ان تجعلها لا شيء اذا أراد ذلك.{nl}مع هذا التحفظ يمكن ان نعود الى مواقفه الجديدة المعارضة للعملية والمؤيدة للفني. انه لم يرجع عن رغبته الأساسية في الهجوم على البنية التحتية الذرية لايران. واتساقه من هذه الناحية يسيء اليه. فكل سنة من 2010 فما بعد أُعلن انها سنة الحسم الآن أو لا الى الأبد. وانقضت 2010 وبعدها 2011 ايضا ولم تقع أية كارثة. بالعكس: لو ان اسرائيل عملت قبل سنتين وأخرت حصول ايران على القدرة الذرية سنتين لأصبحت ايران اليوم أقرب من السلاح الذري في ظروف أصعب على اسرائيل.{nl}ان موقف باراك بخلاف بنيامين نتنياهو وهذا الفرق مهم لباراك من قضية ايران ليس مطلقا. فهو يعرف حكمة دعاوى المخالفين لرأيه برغم انه لا يوقع على استنتاجهم الرافض. وعلى ذلك بقي السؤال التشغيلي وهو هل يُعصى براك اوباما ويُخرج للحرب قبل السادس من تشرين الثاني. وجواب باراك الجديد هو: لا.{nl}يريد باراك ان يهاجم في أسرع وقت لكن لا في سياق. في أسرع وقت بسبب ميزان القوى الذري ـ المدافع عن النفس بازاء المهاجم (والمدافع عن نفسه بسبب رد ايران وحزب الله وحماس) وفصول السنة وحالة الجو؛ لكن لا في السياق السياسي لتصور المس المتعمد باوباما ومساعدة ميت رومني ابن الأخ المفضل الثاني للعم شلدون.{nl}ان الفشل القريب لنتنياهو في تشريع ميزانية الدولة سيسبق انتخابات الكنيست. وقُبيل الانتخابات هذه يُغرق باراك لفني بثناء مفرط إما لتسليمه لعدم ادماجه في الليكود وإما ليشير الى انه يوجد له بديل، وهو لم يعد يرى لفني عصفورة قليلة القدرة على القيادة كما كانت في الانتخابات السابقة.{nl}وقد فعل ذلك علنا في يوم تركها للكنيست بيد ان الرسالة لم يتم تلقيها، وكرر ذلك في الاسبوع الماضي بصورة متواضعة لكنها واضحة.{nl}سترتب لفني قائمتها كما تحب. فاذا وافقت على جعل باراك مرشحا لوزارة الدفاع في حكومتها فسيكون ذلك تحديا لمنافسين بلا تجربة سياسية وأمنية في المركز، بل ربما لنتنياهو الذي يستطيع باراك ان ينتقل الى حكومته من غد الانتخابات. يوجد شيء من العوائق في طريق باراك ـ لفني منها معرفتهما بالمشترَك حاييم رامون، لكن وكما أحب ان يقول ياسر عرفات الذي لم يُرد، 'اذا وجدت الارادة وجدت الطريق'، والآن قد تكون طريق ذلك الحزب المثقل بالتاريخ والاستقلال الى حضن قائمة لفني أقصر من طيران سلاح باراك الى ايران.{nl}ذئب متعطش للدم{nl}بقلم: يوسي بيلين عن اسرائيل اليوم{nl}أُريد بصفتي صهيونيا تُسميه يا خامنئي لسبب ما 'ذئبا متعطشا للدم'، أريد ان أقول لك ان أكبر أعدائك كانوا يجلسون في المؤتمر الذي عقدتموه لدول 'عدم الانحياز'. ولما كنتَ تعيش كما يبدو في فقاعة وتعرف القليل جدا مما يحدث عندك في الداخل، وعن كيفية قضاء الشباب لأوقاتهم وعن هرب الأدمغة وعن الكراهية الكبيرة لجماعة الشيوخ الذين يريدون ان يرجعوا الى الوراء ناسا ممتلئين حياة يأملون لحظة تحملهم فيها الريح، فانني أصرف انتباهك الى ان حقيقة ان كارهيك صفقوا لك لا تجعل هذا المؤتمر قصة نجاح.{nl}جاءوا الى طهران لاسباب مختلفة وذلك في الأساس لأنهم ظنوا ان الآخرين سيأتون فلم يشاؤوا ان تبقى اماكنهم خالية وهم لم يعدوك بشيء، ومنذ اللحظة التي غادروا فيها المطار لن يكفوا عن السخرية من العرض الذي أجريتموه لهم ويشمل ذلك الجولة الرائعة في المنشآت الذرية. انهم يعدون أيامكم، وهم يأملون ان تخشوا في الثاني عشر من حزيران في السنة المقبلة تزوير نتائج انتخابات مجلس النواب وان تنشأ قوة جديدة في السياسة الايرانية، ويأملون ان يكون الرئيس القادم شخصا يمكن الحديث معه. وهم يعلمون ان الشعب الايراني لن يبقيكم الى ما لا نهاية. إقرأ من فضلك رواية 'قراءة لوليتا في طهران' وسلسلة طويلة من كتب الجالين الاخرى كي تفهم ان سراويل الجينز تحت العباءة السوداء ستنتصر آخر الامر على الجلباب.{nl}لم يكن في عالمك محرقة ولا اضطهاد وقد جاء آباؤنا الى هنا فقط كي يسلبوا شيئا لا يستحقونه ويسيطروا على شعب عاش هنا في سكينة تحت شجرة التين. بل ان بان كي مون (الذي استقر رأيه ولا يعلم أحد سوى الله لماذا على أنه لا يحل له الغياب عن المؤتمر الانفعالي هذا لدول لم تعد تعلم منذ زمن بعيد أنها غير منحازة) لم ينجح في ان يبين لك ما هي القصة الحقيقية. ربما يكون ذلك ببساطة لأنه لا داعي لخسارة الوقت. {nl}سنضطر الى ان نعلم أنك هناك الآن تريد ان ترى اختفاء دولة اخرى هي عضو كدولتك في منظمة الامم المتحدة (برغم ان هذه المنظمة كان يجب عليها ان تنبذك عنها منذ زمن)، وان تفعل كل ما يمكن كي تنهي هذه الادارة التي تهدد سلام العالم والتي هي خطر على المنطقة التي تعيش فيها وتجعل مواطنيها بؤساء، ان تنهي عملها وتُفرغه لايرانيين يريدون مصلحة شعبهم واختياره.{nl}نظرت في وجوه المشاركين في المؤتمر. ان كثيرين منهم معروفون لي جيدا من أحاديث كانت بيننا وحدنا. وأنا أعرف ماذا يعتقدون في الادارة التي ترأسها وماذا يعتقدون فيمن تُسميهم 'ذئابا متعطشين للدم'. ربما لا يحبوننا. فمن المؤكد أنهم يعتقدون أننا لم نبذل ما يكفي للتوصل الى تسوية مع الفلسطينيين. وهم يعارضون المستوطنات من أعماق قلوبهم لكن اذا اضطروا الى ان يقرروا مع من يبقون في غرفة واحدة فسيفضلون 'الذئاب المتعطشين للدم' على الحمقى الشيوخ المقطوعين عن العالم والذين يريدون جعله مظلما.{nl}ان انتصارك يُذكرني بانتصار البنت القبيحة في الفصل الدراسي التي تنجح في جلب أكثر الطلاب الى حفلها بفضل الكيترينغ. لا تضللك الأوهام. يمكن عد اللحظات الى الوراء. ان نهايتك ونهاية رفاقك لن تأتي بتهديد خارجي بل من الناس الهادئين في شوارع طهران الذين أخذ تسليمهم لسلوككم ينفد ولن يمنع ذلك أي مؤتمر ولن يوقف ذلك أي كلام حماسي من فمك.{nl}رام الله غالية علينا... التجار اشتكوا واحتجوا... الفلسطينيون تدفقوا في عيد الفطر على المجمعات التجارية الاسرائيلية وكأنه لم تكن هناك دعوة الى القطيعة{nl}بقلم: عميره هاس عن هآرتس{nl}كان هناك ايضا من لم يتأثروا بتدفق جموع شعب فلسطين من الضفة الغربية الى سواحل البحر المتوسط، أي بسخاء الادارة المدنية باعطاء تصاريح دخول لاسرائيل في عيد الفطر، وهم التجار في رام الله. وما كان في البدء سرا مهموسا أصبح حديث المدينة.{nl}قبل العيد ببضعة ايام مضى نضال ابن الخامسة والاربعين 'لاتمام تصريح' لزيارة عائلته في يافا. وكانت الخطوة الاولى تقديم طلب تصريح لدخول اسرائيل في المكتب الفلسطيني للشؤون المدنية في رام الله وهو واحد من منتوجات اتفاقات اوسلو التي أبقت بيروقراطية التصاريح على حالها لكنها ضاعفتها فقط، كما كان يتم في 1991 1995 مباشرة مع الموظف أو الجندي الاسرائيلي أصبح يتم الآن بواسطة موظف فلسطيني. وينقل موظفو مكتب الشؤون المدنية بعد ذلك الطلبات الى الادارة المدنية الاسرائيلية وراء التل.{nl}قال الموظف الفلسطيني لنضال: نحن آسفون. ان الكثير جدا من الناس يطلبون دخول اسرائيل ويوجد عبء ولم نعد نصدر تصاريح. وفهم نضال ان الجانب الاسرائيلي لا يصمد أمام العبء لكن صديقا أوضح له ان الجانب الاسرائيلي قد هب لاصدار تصاريح الى حد انه من الواضح ان الجنود في حاجز قلندية تلقوا أوامر بالتخفيف، فقد تقدم صف الانتظار سريعا وسُمح للسيارات (ذات الارقام الاسرائيلية فقط) التي تجتاز الحاجز بالسفر لا للسائقين وأبنائهم فقط بل للأصحاب ذوي تصاريح الدخول الذين يُطلب اليهم في ايام اخرى النزول من السيارات والسير على الأقدام الى الأقفاص مع الأبواب الحديدية الدوارة، والانتظار في صف انتظار مزدحم أمام المنصة والأبواب الالكترومغناطيسية واجهزة التفتيش عن المعادن. وكان الجنود ايضا لطيفين وتحدثوا بأدب (كالجنود الذين يُرشَدون في حاجز أبناء الذوات 'بيت ايل' في شرقي رام الله الى ان يكونوا مؤدبين ومهذبين دائما لا في العيد فقط وان يقولوا 'ليكن يومك لطيفا' حتى في ساعات المساء.{nl}هكذا علم نضال ان الجانب الفلسطيني هو الذي توقف عن قبول الطلبات ونقلها لأن التجار في رام الله اشتكوا من ان الجميع قد ذهبوا في ايام رمضان واشتروا من القدس ما يشترونه للعيد، ومن يعلم الى ذلك ماذا سيحدث في ايام العيد نفسها. 'رام الله فارغة'، قال لي تاجر بمبالغة مميزة. صحيح ان شوارع رام الله وحوانيتها قد بدت للعين غير المعتادة أكثر ازدحاما مما هي دائما، لكن عددا من الاشخاص قالوا مصدقين ان شكوى التجار جعلت مكتب الشؤون المدنية يوقف تيار الطلبات. وكشف فحص سريع عن ان هذا حدث في رام الله فقط. فقد استمرت فروع فلسطينية اخرى في الضفة كالخليل وجنين كالعادة تتلقى التوجهات وتنقلها ليعالجها رب البيت الاسرائيلي.{nl}هذا عجيب. أليس سكان الخليل وجنين شركاء في الجدل الاستهلاكي الذي يميز ايام رمضان والعيد، أولا تقلق مشترياتهم من اسرائيل التجار في هاتين المدينتين؟ وهكذا كُشف عن لبنة اخرى: فقد تبين لسكان رام الله ان الاسعار في اسرائيل أقل كثيرا منها في رام الله، اجل حتى للماركات الفخمة كما تبين لـ دنيا وصديقاتها بنات السابعة عشرة في المجمع التجاري في المالحة وشارع يافا في القدس. ولخصت سعاد والدت دنيا من غير ان تلطف الامر قائلة: 'فهم الناس أنهم في رام الله يخدعوننا' فكل شيء في رام الله أغلى كثيرا، من كأس القهوة في مقهى فخم الى ملابس الاطفال والفتيات انتهاءا بالمنتوجات الكهربائية على اختلاف أنواعها.{nl}يزعم التجار في الدفاع عن أنفسهم ان هذا بسبب الضرائب العالية ونفقات المحروقات والتخزين التي هي أعلى (مما هي على التجار الاسرائيليين) بسبب قيود الحركة. لكنهم لا يقنعون سامعيهم اقناعا تاما، فالفلسطينيون من مواطني اسرائيل يأتون للشراء من جنين ونابلس والخليل لأن الاسعار هناك أقل مما هي في اسرائيل.{nl}وتجار هذه المدن يعانون من ارتفاع تكاليف النقل بسبب قيود الحركة الاسرائيلية بصورة لا تقل عن تجار رام الله.{nl}الجواب مختلف وهو ان رام الله يأتي اليها اجانب كثيرون رواتبهم عالية ومضمونة، وهكذا يعيش فيها فلسطينيون من أبناء الطبقة الوسطى العالية لا يفتشون عن الاسعار كثيرا ومن هنا يأتي الفرق. والمتضررون الرئيسون هم الباقون جميعا وهم المستهلكون الأسرى في أكثر ايام السنة الذين يستغل التجار حقيقة أنهم لا يستطيعون السفر كل يوم الى القدس للمقارنة بين الاسعار.{nl}تغلي مشكلة اخرى تحت الحيرة الاستهلاكية التي تم بحثها كثيرا في وسائل الاعلام وأحاديث شبكة التواصل الاجتماعي. منذ أصدرت السلطة الفلسطينية أمر القطيعة مع منتوجات المستوطنات (وهي التي لا يتم تطبيقها 100 في المائة للأسف الشديد)، توجد ايضا محاولات منطقية ومباركة لتشجيع الناس على عدم استهلاك منتوجات اسرائيلية (أو منتوجات مستوردوها اسرائيليون). لماذا هذا منطقي؟ لأنه يوجد منتجون فلسطينيون للملابس والاحذية والأثاث والاطعمة ـ ولا سيما الخضراوات والفواكه ـ ينبغي حمايتهم من المنافسة الاسرائيلية غير العادلة التي تسبب فقدان اماكن عمل أو تشجع دفع رواتب منخفضة كثيرا. من المنطقي الشراء من مستوردين فلسطينيين يناضلون قيود الحركة الاسرائيلية وتصل ضرائبهم الى خزانة مالية السلطة الفلسطينية لا الى وزارة المالية الاسرائيلية.{nl}ولماذا هو مبارك؟ لأنه ليس من المعقول انه في حين يدعو النشطاء الفلسطينيون الى القطيعة مع منتوجات اسرائيلية في حوانيت في لندن ونيويورك، لا يكون توجه مشابه الى الجمهور الفلسطيني. وكما برهنت جنوب افريقية فان قطيعة المستهلكين جزء ضروري من بناء ثقافة مقاومة شعبية للسلطة الاجنبية ـ حتى حينما يكون التأثير الاقتصادي لمستعمل القطيعة محدودا. وهنا كشف ذعر الشراء الفلسطيني من الحوانيت الاسرائيلية عن مبلغ صعوبة بناء ثقافة مقاومة مع كسر عادات عمرها 45 سنة.{nl}ومع كل ذلك فاض من الشوك شيء من الحلاوة: فقد تمتعت الحوانيت في شرقي القدس التي فصلها الحصار عن الجمهور الفلسطيني كافة بالمشترين الجدد. وتبين لـ دنيا وصديقاتها اللاتي بحثن عن ماركات فخمة في غربي القدس انه يوجد يهود لطفاء حقا (ونعوذ بالله ان يُفهم مما كُتب هنا أننا نقبل نظام تصاريح ومحظورات الحركة الذي يميز بين الناس من أصل عرقي مختلف ممن يعيشون على نفس الارض بين البحر والنهر).{nl}اسرائيل ليست جنوب افريقية{nl}بقلم: جدعون ليفي عن هآرتس{nl}متى بكيتم في فيلم آخر مرة؟ حدث لي ذلك أول أمس: فقد ذرفت دموعا في فيلم واحد ثلاث مرات وليس هذا أمرا عاديا. حدث هذا أول مرة حينما ظهر على شاشة السينما تك في تل ابيب وزير القانون والنظام السابق لنظام الفصل العنصري في جنوب افريقية، ادريان بلوك، وهو يركع ويغسل قدمي ماريا ناتولي. فقد سمم ناسه ابن ناتولي الفتى وبعد ذلك فجروه في سيارته مع تسعة فتيان آخرين، وهو الذي يُعد من الشخصيات المكروهة ومن أكثر الشخصيات قسوة في فترة الفصل العنصري، يقضي الآن ايامه يوزع المنتوجات الغذائية على عائلات ضحاياه.{nl}حينما دخل بلوك بيت ناتولي وعرفته أُصيبت بصدمة؛ وبعد ذلك غسل قدميها بلفتة نظر مسيحية وانسانية لم تترك أحدا غير مكترث. وذرفت الدمع في المرة الثانية حينما انفجر واحد من قادة المقاومة العنيفة للفصل العنصري، هو رشيد اسماعيل أبو بكر، في بكاء شديد حينما سمع قصة مُحدثته الاسرائيلية روبي دملين التي ثكلت ابنها الجندي دافيد في الانتفاضة الثانية وهي الآن نشيطة في نادي العائلات الثكلى الاسرائيلية والفلسطينية. واغرورقت عيناي في المرة الثالثة حينما انفجر ديسموند توتو باكيا حينما قال لدملين انه سيأتي بعد يوم وتنشأ في اسرائيل وفي فلسطين ايضا لجان حقيقة ومصالحة كما هي الحال في بلاده.{nl}ان مشاهدة الفيلم الوثائق لميري وايرز لاوبر، 'يوم واحد بعد السلام'، عن رحلة دملين الى وطنها جنوب افريقية لا تزعزع شعوريا فقط بل تثير أفكارا حزينة ايضا عن الفرق الكبير بين اسرائيل وجنوب افريقية. تخيلوا فقط اهود باراك يركع ذات يوم في مخيم اللاجئين جنين ويغسل قدم والد فلسطيني ثاكل؛ وحاولوا ان تتخيلوا شاؤول موفاز يوزع طعاما في مخيم الدهيشة، وبوغي يعلون يفعل ذلك في النصيرات. بعد حلم يوم الصيف في الاسبوع الماضي حينما سمحت اسرائيل لعشرات الآلاف من الفلسطينيين بأن يأتوا لحظة الى شاطيء تل ابيب، جاءت هذه الفانتازيا للجان الحقيقة والمصالحة هنا ايضا وهي بعيدة تثير الخيال أكثر.{nl}يجب ان نضيف الى المقارنات بين اسرائيل وجنوب افريقية، بين نظام الاحتلال في المناطق ونظام الفصل العنصري، مع كل التشابه والاختلاف بينهما، ان نضيف هذه النهاية الحسنة هناك، والنهاية البعيدة جدا هنا. ان دملين، وهي امرأة نبيلة وشجاعة، مستعدة لأن تتقبل من اجل المصالحة الافراج عن ثائر حماد، القناص الذي قتل ابنها وتسعة اسرائيليين آخرين في حاجز وادي الحرمية في الضفة برغم انه أجابها برسالة فظة من سجنه. لكن المصالحة بعيدة هنا جدا ويمكن ان نحلم فقط بلجان حقيقة ومصالحة كتلك التي في جنوب افريقية.{nl}لا تكف اسرائيل عن الحديث عن جنوب افريقية. ففي الاسبوع الماضي فقط أعلن نائب وزير الخارجية داني أيلون ان 'نظام الفصل العنصري لم ينته' (لأن جنوب افريقية تجرأت على طلب تعليم المنتوجات من المستوطنات). لكن هذا التصريح السخيف الجاهل على لسان نائب وزير في دولة تعاونت مع الفصل العنصري، لا يمكنه ان يطمس على العظة المؤثرة التي كان يمكن لهذه الدولة ان تهبها لاسرائيل. بيد ان هذا الامكان في اسرائيل لا يبدو هاذيا فقط بل لا يؤخذ في الحسبان ايضا ما بقي الاحتلال وما لم تنته المظلمة.{nl}ومع ذلك فان الخريف على النوافذ فتعالوا نتخيل ولو للحظة ذلك اليوم البعيد الذي تركع فيه اسرائيل وتطلب المغفرة. واللحظة التي يعترف بها قادة نظام الاحتلال بما فعلوه أمام لجان حقيقة ومصالحة تنشأ هنا ايضا، واليوم الذي تظهر فيه للنور الحقيقة كلها على ألسنة مُدنسيها، ويمكن ان تأتي المصالحة بعد ذلك فقط، بعده فقط.{nl}هل يبدو هذا مجنونا؟ اجل. لكن في أواخر ثمانينيات القرن الماضي ايضا، أي ليس قبل زمن طويل بالمفاهيم التاريخية، لم يخطر ببال أحد ان يرى ادريان بلوك يدخل بيوت السود ويركع ويغسل أقدام ضحاياه ويحتضنونه.{nl}ينبغي الاهتمام بأنفسنا وبعد ذلك بالآخرين{nl}بقلم: ايزي لبلار عن اسرائيل اليوم{nl}ان أحد الألغاز الكامنة في الطغيان العالمي لمعاداة السامية هو ميل مجموعات ودول وقع عليها اضطهاد في الماضي الى ألا تكافىء أو تعترف على الأقل بالاسهامات اليهودية التي لا نظير لها في تأييد نضالها من اجل التحرر من الاضطهاد والتمييز والمس بحقوق الانسان والحصول على الاستقلال.{nl}فعلى سبيل المثال في حين لم توجد مجموعة امريكية ضحت كثيرا لمساعدة الافارقة الامريكيين على التغلب على التمييز العنصري ومساعدتهم في نضالهم من اجل حقوق المواطن كما فعل اليهود، أصبح الافارقة الامريكيون اليوم من المجموعات العنصرية أو العرقية الأكثر بروزا في الدفع الى الأمام بمعاداة اسرائيل ومعاداة السامية. وتجسد هذا التوجه في التصريح الذي يثير الاشمئزاز الذي صدر في الفترة الاخيرة عن الأديبة الافريقية الامريكية اليس ووكر التي طلبت منع ترجمة روايتها التي تتناول العنصرية الى العبرية.{nl}وقد اتهمت اسرائيل باستخدام 'عنصرية' أكثر تطرفا حتى من تلك التي استُخدمت في جنوب افريقية في فترة الفصل العنصري. وهذا قول غير مناسب ولا سيما في تطرقه الى الدولة اليهودية المؤلفة من واحد من أكثر المجموعات العرقية تنوعا في العالم. ويصح ما قلنا ايضا على العداء الشديد لاسرائيل من قبل حكومة جنوب افريقية الحالية وذلك برغم حقيقة انه حتى رجل الدين المعادي للسامية توتو قد اعترف بأنه 'في نضالنا للفصل العنصري كان أكبر مؤيدينا هم اليهود... فقد شعروا بصورة غريزية تقريبا بالحاجة الى الوقوف الى جانب عديمي الحقوق من اولئك الذين لا يُسمع صوتهم'. لكنه تنبأ في نفس الوقت بأفعال حكومته الاخيرة بأن دعا الى قطيعة اقتصادية مع اسرائيل لأنها 'اضطهدت اضطهادا أشد مما كان يستطيع عقائديو الفصل العنصري ان يحلموا به في جنوب افريقية'.{nl}تسيطر توجهات مشابهة على قادة العالم الثالث. لن أنسى أبدا لقاءا تم في نيودلهي في 1981 مع الرئيسة الهندية الراحلة انديرا غاندي. وقد استشاطت غضبا مجنونا على 'القوة اليهودية الدولية'، التي جعلت رئيس الولايات المتحدة في زعمها يُدير ظهره للهند. واعترفت في رد على جوابي بأن أكثر اصدقاء عائلتها الأكثر قربا حينما كانوا في انجلترا كانوا يهودا بريطانيين أيدوا في حماسة نضالهم للاستعمار وجهودهم لاحراز الاستقلال.{nl}ضُلل من لا يحصون من اليهود في اوروبا والولايات المتحدة في ثلاثينيات القرن العشرين. فقد أهملوا اليهودية وبذلوا حياتهم لعبادة الهدف الخلاصي الكاذب للشيوعية. ووجد اولئك اليهود أنفسهم بعد ذلك بمثابة ضحايا تطهيرات واجراءات قضائية كاذبة دبرها ستالين في نهاية ثلاثينيات القرن الماضي، وقتل الأدباء اليهود في 1952 وكانت ذروة ذلك في الافتراء على الاطباء في موسكو.{nl}يوجد اليوم ايضا يهود يؤمنون بأن التراث العالمي في اليهودية يوجب علينا ان ننحي جانبا مصالحنا اليهودية 'الضيقة' وان نحصر العناية في جعل العالم مكانا أفضل. لكن التوتر في ظاهر الامر بين وجود اليهود باعتبارهم أمة محددة وبين الدفع الى الأمام بقيم اخلاقية عامة، داحض بيقين. ان ابراهيم لم يحطم الأوثان وموسى لم يناضل من اجل حرية شعبه كي يصبح طائفة، بل خدما الشعب اليهودي لكنهما في موازاة ذلك وهبا للانسانية رسالات ذات معانٍ عامة.{nl}ان المثال على التأليف بين المفاهيم يبدو في الجمل المقتبسة من الكتاب المقدس: 'اذا لم أكن أنا لنفسي فمن يكون لي' تعادلها جملة تقول 'وحينما أكون لنفسي ماذا أكون؛ واذا لم أكن الآن فمتى'. وعلى ذلك يوجد تسويغ لأن نستمد الفخر من اعمال يهود أسهموا في 'اصلاح العالم' رفع المظالم في العالم وجعلوه مكانا أفضل للبشرية كلها.{nl}لا يجوز لنا ان نُمكّن مجموعات أدارت ظهورها لنا بعد ان حاربنا من اجلها بثمن شخصي باهظ ان تصرفنا عن الاعتراف بواجب المشاركة العامة مع الانسانية والتزامنا بالعدل وحقوق الانسان. ومع ذلك فانه في الازمان العاصفة التي نعيشها اليوم يجب علينا ان نعترف بأن التفضيل الأعلى يجب ان يكون حماية أنفسنا ممن يريدون القضاء علينا. ففي ساعة العسر يوجد تسويغ لحصر العناية في عائلاتنا وشعبنا قبل تحسين العالم. فبواسطة حماية رفاه الشعب والدولة اليهودية وحفظهما نستطيع ان نضمن ان يستمر اليهود في الاسهام في اصلاح العالم.{nl}لنعد بناء الثقة{nl}بقلم: تشيلو روزنبرغ عن معاريف{nl}التراشق اللفظي بين واشنطن والقدس يشير الى تعميق أزمة الثقة بين إدارة أوباما وحكومة اسرائيل. ويعد التصريح الاخير الذي صدر في لندن عن رئيس أركان القوات الامريكية مارتين دامبسي، خطيرا للغاية والذي قال فيه: 'لن أرغب في أن أكون شريكا في هجوم اسرائيلي'. وواصل دامبسي فادعى بأن 'الهجوم الاسرائيلي لن يصفي البرنامج النووي الايراني'. من هو ضالع في ترتيبات العمل في الولايات المتحدة يفهم جيدا بان هذا التصريح اتيح فقط بإذن الادارة بل وربما بالاذن المباشر من اوباما نفسه.{nl}فضلا عن المعاني الفورية، تشير تصريحات دامبسي الى عدم الثقة المتعاظم بين الولايات المتحدة واسرائيل الى فشل الدبلوماسية الثنائية. فالطرفان يمكنهما أن يدعيا علنا بروعة العلاقات بين الدولتين. اما في الواقع فلا توجد اي امكانية لاخفاء الوضع كما هو. عدم الثقة بين الزعيمين تصعده جدا خلافات الرأي في الموضوع الايراني. من ناحية نتنياهو فان نشر التقرير الاخير للوكالة الدولية للطاقة الذرية يشكل دليلا قاطعا على صحة سياسته، بما في ذلك الحاحية العملية العسكرية. اما الامريكيون فيبقون غير مبالين حتى بعد النشر، من ناحية اسرائيل، بالنسبة للعملية العسكرية الفورية لوقف البرنامج النووي الايراني.{nl}وتسفر المشادة بين الحكومتين، الاسرائيلية والامريكية عن أضرار دبلوماسية رهيبة من شأنها أن تمس باحباط البرامج الايرانية. وانطلاقا من فهم زعماء ايران للمتاهة الكبرى وخلافات الرأي، فانهم يصعدون نشاطهم. الايرانيون، لالمنا، ينجحون في إدارة سياسة خارجية جديرة باسمها وخداع الجميع.{nl}ولحسن رأيي، فان أزمة الثقة بين الولايات المتحدة واسرائيل تؤثر بشكل حاسم على السلوك الايراني. ولا مفر من استنتاج واحد: إذا لم تجتز العلاقات الاسرائيلية الامريكية تغييرا راديكاليا، فقد نجد أنفسنا في وضع لا رجعة عنه في ايران.{nl}الازمة الحالية بين اسرائيل والولايات المتحدة ليست سوى استمرار للازمة التي نشبت منذ صعود ادارة اوباما في ضوء مواقف حكومة اسرائيل الحالية بالنسبة للمسألة الفلسطينية.{nl}ينبغي القول بصراحة ودون تردد: لا ثقة بين اوباما ورئيس الوزراء، بل ويحتمل أن يكون هناك غضب من مواقف رئيس الوزراء بالنسبة للفلسطينيين. بالمقابل، يجب القول بصدق ان حكومة نتنياهو بالفعل اتخذت 'خطوات بناء ثقة'، مثل خطاب بار ايلان، الذي اعترف فيه رئيس وزراء من الليكود بحق الفلسطينيين في اقامة دولة خاصة بهم وتجميد البناء في المناطق على مدى أشهر عديدة. وعلى الرغم من ذلك، فان حكومة نتنياهو تتعرض لانتقاد شديد سواء في الولايات المتحدة ام في اوروبا، وليس دوما لاسباب موضوعية.{nl}الدبلوماسية لا تستند الا الى حماية المصالح الحيوية لكل طرف. من هنا فثمة خياران: جهود لصيانة العلاقات الطيبة في ظل تنازلات معينة أو ربما أزمة ثقة. أحد الاسباب المركزية للخلافات الشديدة بين الولايات المتحدة واسرائيل هو التقديرات الاستخبارية التي تفسر بشكل مختلف. فاسرائيل مقتنعة، حسب المعلومات الاستخبارية التي تحت تصرفها، بان ايران قريبة للغاية من انتاج القنبلة الذرية الاولى. اما الولايات المتحدة فليست مقتنعة بذلك. العكس هو الصحيح: الولايات المتحدة تقدر بان العقوبات على ايران تعمل بشكل جيد جدا، وان كان ثمة مجال لتشديدها. هناك من يقدر في الولايات المتحدة بان اخفاء المعلومات عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية يستهدف منع المعرفة الحقيقية عن المصاعب في التقدم في البرنامج النووي بسبب تلك العقوبات.{nl}مؤتمر مندوبي دول عدم الانحياز في طهران أثار غضب رئيس الوزراء وعن حق. فمشاركة الامين العام للامم المتحدة بان كي مون في المؤتمر أغضب القدس. وحتى لو كان نتنياهو محقا، فهذه نتيجة أزمة الثقة بينه وبين الولايات المتحدة واوروبا. معقول الافتراض بانه لو اجتهد اوباما قليلا، لبدت الامور مختلفة. في السياسة ايضا مهم ان نتذكر القول بانه احيانا يفضل ان يكون المرء حكيما وليس محقا. فاحساس ادارة اوباما بان اسرائيل تتجاهل كل طلباتها، رغم المساعدة الهائلة التي تلقتها اسرائيل في المجال العسكرية بإذن هذه الادارة، يلحق اضرارا جسيمة للغاية بالامن القومي لاسرائيل. ليس متأخرا بعد اجراء مراجعة في العلاقات من أجل نجاح خطوة احباط البرنامج النووي الايراني.<hr>إضغط هنا لتحميل الملف المرفق كاملاً (http://192.168.0.105/archive02/attachments/DocsFolders/09-2012/اسرائيلي-154.doc)