المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أقلام وآراء عربي 193



Aburas
2012-09-01, 09:07 AM
أقلام وآراء{nl}ـــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــ{nl}الأسد يعي ما يقول تماما!{nl}بقلم طارق الحميد عن الشرق الاوسط{nl}على عكس ما يعتقد كثر ممن تابعوا حديث بشار الأسد التلفزيوني الأخير، فإن الأسد كان يعي ما يقول، وإن طغت الدراما السوداء على بعض إجاباته، خصوصا حول الانشقاق والمؤامرة؛ فالأسد لم يكن منفصلا عن الواقع، كما يبدو، بل إنه كان يوجه رسائل محددة لأناس محددين.{nl}وما يجب التنبه له هنا أن حديث الأسد التلفزيوني جاء عشية قمة عدم الانحياز بطهران، وكل ما أراد الأسد قوله في ذلك اللقاء التلفزيوني إنه يحقق تقدما على الأرض، لكنه بحاجة للوقت، لا أكثر ولا أقل، فالأسد كان يتحدث وعينه على إيران، وعلى مريديه أيضا، وعملائه، في سوريا ولبنان، فطاغية دمشق قال بكل وضوح: «الكل يتمنى أن يكون الإنجاز أو الحسم خلال أسابيع أو أيام أو ساعات.. هذا كلام غير منطقي. نحن نخوض معركة إقليمية وعالمية، فلا بد من وقت لحسمها، لكن أستطيع أن أختصر كل هذا الشرح بجملة أننا نتقدم إلى الأمام والوضع عمليا هو أفضل، ولكن لم يتم الحسم بعد، وهذا بحاجة لوقت»! فالأسد يعد بالنصر، لكنه يريد من مناصريه وحلفائه الانتظار، وعدم التخلي عنه، أو اليأس من أنه قادر على إنجاز ذلك النصر.{nl}ومن يتأمل ما حدث بإيران، وتحديدا في قمة عدم الانحياز، سيدرك أن الأسد كان يعي تماما ما يقول، والدليل أن وليد المعلم اضطر للانسحاب من المؤتمر، وفي طهران، بعد أن شن الرئيس المصري هجوما على الأسد وأمام المرشد الأعلى والرئيس الإيراني، وبقلب العاصمة الإيرانية التي تعتبر الملاذ الآمن للأسد ونظامه، وهذا يقودنا إلى التأمل في أمر آخر مهم أيضا. فحديث الأسد يدفع المتابع للتشكيك فعليا في ما دار بين الأسد وزواره الإيرانيين مؤخرا، فيبدو أن تلك الاجتماعات انطوت على معطيات مختلفة عما تم تسريبه، حيث يشعر المرء بأن تلك الاجتماعات لم تكن للتفاوض على حيثيات المبادرة الإيرانية المزمعة تجاه سوريا، كما قيل حينها، بل يبدو أن طهران قد أبلغت الأسد بأنها تريد إنجاح قمة عدم الانحياز بأي شكل من الأشكال، وإلا فكيف نفهم أن يتجرأ نوري المالكي، رئيس الوزراء العراقي، على طرح مبادرة تجاه سوريا خلال قمة عدم الانحياز، في الوقت الذي أعلن فيه وزير الخارجية الإيراني عن أن بلاده تنوي إطلاق مبادرة خاصة تجاه سوريا؟{nl}والأمر الآخر المهم هنا هو أن المرشد الأعلى وأحمدي نجاد تفاديا الحديث عن سوريا بقمة عدم الانحياز، علما بأن كلمة نجاد جاءت بعد كلمة الرئيس المصري الذي شن هجوما على الأسد ونظامه، مما اضطر وليد المعلم لتكذيب قناة «العالم» الإيرانية التي قالت إنه لم ينسحب من القاعة احتجاجا على الرئيس المصري، فالواضح أن الإيرانيين كانوا حريصين على إنجاح مؤتمرهم، وكسب مصر، أكثر من الحرص على الأسد بكثير! ولذا فالواضح أن طاغية دمشق كان يعي ذلك تماما، ولذا لجأ للمقابلة التلفزيونية ليقول لحلفائه وعملائه إنه بحاجة للوقت، مما يعني أن الأسد بات يعي خطورة قادم الأيام، فحديثه لم يكن حديث المغرور، بل المذعور!{nl}السلفيون واللقمة السائغة!{nl}بقلم امال موسى عن الشرق الاوسط{nl}المتابع للأوضاع في تونس خلال الشهرين الأخيرين، يلاحظ تواتر اعتداءات مجموعات سلفية على أكثر من مبدع وعلى تظاهرات ثقافية عدة. اعتداءات هيمن على أدواتها العنيفة أصلا استعمال القوة، وذلك مرة بقطع الطريق أمام ممثل كي لا يصل إلى مكان العرض المسرحي، ومرة أخرى من خلال العنف الجسدي، إضافة إلى اقتحام تظاهرات ثقافية وإيقافها وبث البلبلة في صفوف الحاضرين.{nl}فالواضح أن بعض المجموعات السلفية في تونس اختارت التعبير عن نفسها والإعلان عن وجودها من خلال إقامة علاقة تقوم على القوة والعنف ضد المبدعين، وهي جزئية من استراتيجية عامة مقصودة وموجهة بشكل دقيق ومحسوب مائة في المائة، ذلك أن توخي مثل هذا التكتيك يضمن للسلفيين حضورا إعلاميا كبيرا يستفيدون منه حتى ولو كان من نوع الدعايات التي تسمى الدعاية المضادة.{nl}ومن جهة أخرى، لا نعتقد أن التركيز على المجال الفني والإبداعي من قبيل الصدفة، بل إنه اختيار دقيق يقوم على تحديد أكثر الخصوم ضعفا وأقلهم قوة. أي إن هذه المجموعات التي نشطت بقوة في مرحلة ما بعد الثورة وجدت في بعض أهل الفن والإبداع لقمة سائغة، خصوصا أن الإعلام لا يتأخر في الانقضاض على مثل هذه الأخبار وترويجها، في حين أنهم يشكون من أن غالبية الأبواب الإعلامية شبه موصدة أمام رموز المجموعات السلفية وخطابهم الآيديولوجي. ومن ثم، فإن هذه الأحداث مراوغة سلفية لتصدّر عناوين الصفحات الأولى للصحف والنشرات الإخبارية ولكن من الباب الخلفي الذي لا يزعج السلفيين، باعتبار أن «اعتداءاتهم» تعبّر عن مضمونهم الآيديولوجي وموقفهم من المسألة الإبداعية الفنية ومدى العجز عن هضم مقولة حرية التعبير والإبداع.{nl}ولكن، هل تغافل السلفيون وهم يتبنون خيار شن الحرب على المبدعين واستخدام القوة والعنف عن أن مثل هذا الخيار يعني عدم الاعتراف بالدولة القائمة، التي من المفروض أنها وحدها تملك مشروعية استخدام القوة المعبر عنه في الأدبيات السياسية بالعنف المشروع؟{nl}نطرح هذا التساؤل لأن ممارسات بعض المجموعات السلفية تفيد بشكل واضح بتجاوز الدولة والنخبة السياسية الحاكمة. وما بين التجاوز وعدم الاعتراف بالسلطة المنتخبة، يتزايد الوضع تعقيدا من منطلق كون هذه المجموعات، ومهما كان حجمها الكمي والنوعي، أشبه ما يكون بعناصر تسعى إلى تكوين إمارة صغيرة داخل دولة صغيرة!{nl}المراقبون من جهتهم ركزوا على موقف الحكومة من ممارسات السلفيين وعدم ردعهم بالسرعة والشكل اللازمين: فهناك من فسر رد فعل الحكومة بنوع من التواطؤ يهدف إلى إظهار البعد الوسطي ومرونة خطاب حركة النهضة مقارنة بآيديولوجيا الجماعات السلفية.{nl}غير أن المتعمق في الأمر ربما يستنتج أن مثل هذا التكتيك مرشح للانقلاب إلى العكس، حيث يُظهر ضعف الحكومة وعدم قدرتها على حماية الأفراد عامة والفنانين خاصة. ومن ثم، تكون النخبة الثقافية في تونس انتقلت من طور غياب حرية النقد السياسي من خلال أعمال فنية - مع العلم أن النقد الفكري والاجتماعي والثقافي كان يتوفر على هامش مقبول في مرحلة ما قبل الثورة - إلى طور التكفير وتحجير الممارسة الإبداعية الموسومة بالجرأة، بدليل أن الأسماء التي عرفت بالخوض في مواضيع مسكوت عنها في مجال التفكير الديني وغيره قد أحجمت عن النشر وربما الكتابة أيضا، وقنعت بالصمت، مما يعني أن البيئة الفكرية غير مواتية.{nl}أما بالنسبة إلى المعارضة، فإنها اكتفت بتسييس تجاوزات السلفيين، واعتبرتها ورقة سياسية رابحة ضد الخصم الحاكم، في حين أن الملف السلفي أكبر من أن يحصر في مزايدات سياسية؛ فهو من الخطورة ما يجعله محل حوار ونقاش يشمل أبعاد الظاهرة السلفية كافة.{nl}ولا نعتقد أن التنديد وبلاغات الاستنكار، وحتى الوقفة الأمنية الحازمة، وحدها كافية، بل قد تكون أدوات مواجهة عكسية النتائج، تعمق الظاهرة وتؤصل أسبابها، لا سيما أن تشخيص الظاهرة في حد ذاتها لم يتم بعد!{nl}هل اعتمد الأسد «النأي بالنفس» عن سورية؟{nl}بقلم عادل مالك عن الحياة اللندنية {nl}أيضاً وأيضاً عن لبنان نكتب. فبعد استيراده الحرب في سورية ولو مرغماً (الحياة 18 آب/ أغسطس 2012)، وعملاً بمبدأ «وحدة المسار والمصير» بات الحديث عن تطورات ما يجري على الساحات السورية، هو نفسه الحديث عما تشهده الساحات اللبنانية. في هذا المجال ومع اشتداد حدة المواجهات وضراوتها بين النظام والثوار، وحده عدّاد الموت الذي يسجل عدد الضحايا لا يهدأ فيها الآلاف من السوريين الذين يهربون من جحيم المعارك والاشتباكات في أكثر من اتجاه وأبرزها تركيا، والأردن ولبنان، وقد تجاوزت أعداد المهاجرين والمهجرين كل التوقعات الأمر الذي ضاقت به كل الأماكن في دول الجوار السوري والذي حمل بعض الأطراف المعنية في شكل مباشر أو غير مباشر وفي الطليعة تركيا أردوغان للمطالبة بإنشاء منطقة عازلة أو أكثر لممارسة مزيد من الضغوط على النظام السوري. وتلقف الرئيس الفرنسي الجديد فرنسوا هولاند الفكرة معلناً تأييده لها، مقابل الأطراف الدولية الأخرى الفاعلة والمؤثرة في أحداث سورية، التي رفضت السير في هذا الخيار نظراً إلى ما ينطوي عليه من تعقيدات وأخطار على غير صعيد. ومثلاً لا حصراً، فما شهدته مدينه طرابلس في الأيام الأخيرة بين «معسكري باب التبانة وجبل محسن هو الدليل القاطع والواضح على تحريك الجبهة الجاهزة دائماً للاشتعال «غب الطلب».{nl}وما الهدنة الهشة التي أمكن التوصل إليها بموافقة الفاعليات الطرابلسية، وتنفيذ الجيش اللبناني، إلا هدنة بين عاصفتين، واحدة انقضت وخلفت عشرات الضحايا بين قتيل وجريح وأخرى قابلة للاشتعال في كل لحظة. وحول مجمل ما يجري هناك بعض الكلام الذي يجب أن يقال ولو في عناوين رئيسة.{nl}أولاً: إن الشعار الذي طرحه لبنان الرسمي وهو «النأي بالنفس» عما يجري في سورية هو شعار من طرف واحد غير ملزم للأطراف الأخرى المتدخلة والمتداخلة في تفاصيل الوضع اللبناني. وأكدت الأحداث أن رفع هذا الشعار لا يضمن الأمن والاستقرار في لبنان، والدليل على ذلك ما تشهده الساحات اللبنانية منذ بضعة أسابيع وما هو مرتقب حدوثه في الآتي من الأيام والأسابيع والشهور قياساً على الوضع القائم. وما الذي تشهده طرابلس من مواجهات بين طرفي «الباب» و «الجبل»، إشارة واضحة للوضع المشتعل، هذا الوضع المفخخ القابل للتفجير في كل لحظة «تدعو إليها الحاجة». والجانب المخزي في كل ما يجري هو حال الاستقالة أو «الإقالة» من الجانب الرسمي من الدولة اللبنانية، وهو الأمر الذي شكل حالة العجز التي تعاني منها يومياً في أكثر من منطقة من مناطق الجمهورية. وهو الأمر الذي أوجد حالة من الإرباك الشديد حيال تعاطي أجهزة الدولة، الأمني منها والمدني مع ما يشهده الوطن.{nl}ثانياً: وعندما تنحسر سلطات السلطة وتنكفئ وتتراجع إلى الوراء، تبرز الحالات الشعبية التي تريد أن تعبّر عن مطالبها بشتى الوسائل وفي طليعة هذه الوسائل اللجوء إلى قطع الطرقات وإشعال مجموعة من الإطارات وهي الذخيرة «المزدهرة» هذه الأيام، الأمر الذي أدى إلى عزل حركة التنقل بين المواطنين، وهو يطرح الواقع الآتي:{nl}يحق لأصحاب المطالب المحقة التعبير عن هذه المطالب لكن الذي يحدث فعلياً هو تعطيل حياة العاديين من الناس وخصوصاً المتنقلين من مطار بيروت وإليه. ونشرت بعض الصحف الأميركية صورة لعدد من المسافرين الذيي أرغمتهم ظروف قطع طريق المطار على السير على الأقدام مع حمل حقائبهم، حتى لا تفوتهم الرحلة، وكذلك كانت الحال مع العائدين إلى الوطن، وحمل تعليق الصورة: «إذا كنت تريد أن تذهب إلى لبنان، فهذا ما ينتظرك!». وفي هذا المجال صرخة من الأعماق من مواطن لبناني عادي إلى قاطعي الطرق، ولا نريد استعمال عبارة قطاع الطرق! للقول: أنتم تريدون ممارسة الضغوط على السلطة كي تحفزوها على الاهتمام بمطالبكم، وهذا حق مشروع لكن اللجوء إلى الدواليب المشتعلة وإقفال الطرقات يدفع ثمنه المواطنون العاديون الذين لا علاقة لهم بالأزمة من قريب ولا من بعيد. وحول قطع الطرقات، علمنا أن رئيس الجمهورية ميشال سليمان قال بالصوت العالي خلال جلسة مجلس الوزراء إن إقفال طريق المطار خط أحمر ولا يجوز تكراره مهما كانت الأسباب والدوافع، كذلك نسب إلى الرئيس نبيه بري القول إنه يجب أن تقطع يد كل من يحاول قطع طريق المطار. وعلينا الانتظار لكي نرى مدى جدية وضع هذه التهديدات موضع التنفيذ حتى لا يسود الوضع ما يأتي: إن قطع الطرقات هو من قطع الأرزاق والأعناق! ويصبح الوضع بالغ الخطورة عندما يطلق المسؤولون، أو بعضهم على الأقل، صيحات الاستنكار والاحتجاج كسائر المواطنين العاديين فأين وكيف يمكن العثور على مسؤولين يتمرسون بالسلطة لا يأخذون دور المواطن في إطلاق الشكاوى وتحميل «الدولة مسؤولية العجز الناشئ» عن الإشكاليات القائمة وكأن الأمر لا يعنيهم؟{nl}ثالثاً: على صعيد الوقائع وبمعزل عما سيتحمله الآتي من الأيام من مفاجآت بعضها في الحسبان، وبعضها الآخر ليس في الحسبان، يبدو أن الأمر الواضح نتيجة الوضع الإشكالي القائم أن التجاذب ولعبة شد الحبال بين «الأكثرية» و «الأقلية» تؤشر إلى ممارسة المزيد من الضغوط على الحكومة الميقاتية في سبيل إحراجها وصولاً إلى إخراجها.{nl}ونذكر جيداً قصة «الانقلاب الدستوري» الذي أطاح الرئيس سعد الحريري وأتى بالرئيس نجيب ميقاتي لرئاسة الحكومة. لذا، تشعر المعارضة بأن الوقت قد حان لممارسة أقصى الضغوط لحمل الرئيس نجيب ميقاتي على تقديم استقالته إنقاذاً لمبدأ «الثأر» ورد الاعتبار لتيار «المستقبل» وتجمع 14 آذار. مع العلم أن هذا التطور إذا ما حدث وأرغمت الحكومة على تقديم استقالتها فإن مسألة تأليف حكومة جديدة هي من المهام الصعبة إن لم تكن المستحيلة، وعليه تبقى الحكومة الميقاتية في دور تصريف الأعمال، وعدم الحاجة إلى اتخاذ قرارات كبيرة قد تضطرها الظروف إلى مواجهتها.{nl}رابعاً: إذاً، في ضوء الواقع الحافل بألف همّ وهمّ يأتي السؤال: كيف سيتمكن لبنان بالتركيبة القائمة والأوضاع الإشكالية والمعقدة من مواجهة تداعيات تصدير سورية الثورة بكل مآسيها إلى لبنان؟{nl}هل عاد شعار وحدة المسار والمصير بين لبنان وسورية إلى التنفيذ عندما كانت سورية في حال السلم وقبل اندلاع الثورة؟{nl}لكن الأمور تغيرت ولبنان أمام وضع جديد يبعث على القلق وإن أي قراءة غير متأنية لهذا الموقف المستجد قد توقع الوطن الصغير ضحية لعبة أمم كبيرة قد لا يستطيع تحمل ما ستنتهي إليه الأزمة في سورية. ومع استيراد الثورة باتت مواكبة الأحداث في سورية أكثر إلحاحاً لمتابعة ما ستؤول إليه الثورة الشعبية. آخر تصريحات الرئيس الأميركي باراك أوباما: «لم أتخذ أي قرار حتى الآن في شأن سورية، لكن إذا بلغ الأمر مرحلة استخدام الأسلحة الكيماوية من جانب نظام بشار الأسد، فهذا خط أحمر لن نسمح بتجاوزه». هل نحن أمام «صيغة» جديدة من «أسلحة الدمار الشامل» في العراق بطبعة سورية؟ وفي سياق متصل لا بد من رصد كل التحركات المتعلقة بالكيماوي «السوري» والنووي «الإيراني» حيث يطلق بنيامين نتانياهو هذه الأيام، ومع فشل عملية الائتلاف الداخلي مع حزب «كاديما»، التهديدات بتوجيه ضربه عسكرية إلى إيران.{nl}خامساً: مع بدء الوسيط العربي والدولي الأخضر الإبراهيمي مهمة الوساطة، على رغم أنه لم يمارس مهمته عملياً بعد، وهو الأمر الذي عجز عن القيام به كوفي أنان، ما هي نسبة حظوظه في النجاح؟ الرجل صاحب تجربة عريقة في الوساطات العربية وأبرزها المسأله اللبنانيه التي تُوجت باتفاق الطائف في التسعينات، فهل يمكن اقتباس الفكرة واستخدامها في سورية قد تنتهي بـ «طائف سورية»؟ وحول آخر المستجدات على الساحة السورية لا تزال المواجهات والمنازلات بين كرّ وفرّ وبين مذبحة وأخرى. فقد فشلت حتى الآن جميع محاولات روسيا على تغيير موقفها، وهذا يؤكد القرينة القائلة ليس بالإمكان التوصل إلى أي تسوية في سورية من دون صفقة «متكاملة» بين الغرب الأميركي منه والأوروبي وروسيا.{nl}... وبعد{nl}في مجال المواقف والمزايدات من هنا وهناك لا يجوز قيام بعض الأطراف في لبنان أو عبر لبنان المضي في المواقف التي تعمل على المزيد من تأجيج النيران في كل مكان السوري. وعلى السلطة في لبنان أن تعيد النظر في كيفية تطبيق شعار النأي بالنفس، وتصويب ما هو مطلوب كي يتلاءم واقعياً مع متطلبات المرحلة الحالية البالغة الخطورة والحافلة بالمفاجآت السار منها للبعض وغير السار للبعض آخر. وفي الختام، ملاحظة لافتة تتجلى في تصرفات الرئيس بشار الأسد، فهو عندما يتحدث عما يجري في بلاده وكأنه يتحدث عن كوكب آخر! فهل اقتبس الأسد شعار «النأي بالنفس» كي يمارس نأيه بنفسه عما يجري في سورية؟{nl}قال الآتي رئيس النظام السوري في ظهوره التلفزيوني الأخير وعندما سئل رأيه في تفسير ظاهرة الانشقاقات التي تحدث عمداً: «إنها عملية تنقية ذاتية للدولة أولاً وللوطن ثانياً». وفي ضوء فشل جميع المحاولات التي جرت لوقف الحرب والدمار وسيلان شلالات الدم، على الأطراف التي راهنت على سقوط أو إسقاط النظام بسرعة، عليها مراجعة كل الحسابات السابقة.{nl}«سفير ثورة» و «سفير نظام»{nl}بقلم بيسان الشيخ عن الحياة اللندنية {nl}هو المنطق نفسه يتكرر في لبنان متخذاً وجوهاً مختلفة وفق المناسبات التي يطبق فيها واللاعبين الذين يعتمدونه. منطق بات مكرساً وواضحاً يقوم على الفعل ورد الفعل بمبررات «منطقية» بدورها ومحقة ومقنعة للطرفين وجمهورهما، بحيث ينتهي المطاف بأن يدخل الجميع في حلقة مفرغة تبحث أيهما جاء قبل الآخر، البيضة أم الدجاجة. مناسبة التطرق لهذا «المنطق» اللبناني، التحرك الذي أطلقه طلاب 14 آذار لطرد السفير السوري من لبنان، والتهديد بتحرك مقابل من فريق 8 آذار لطرد السفيرة الأميركية. إنه تكرار لسيناريو الخطف مقابل الخطف، العمالة مقابل العمالة، الفساد مقابل الفساد والشارع مقابل الشارع... أي عملياً المنطق الذي يحكم لبنان منذ 2005 وحتى اليوم. وإذ تتم لملمة الملفات الأمنية والمالية والسياسية بالتراضي، فإن الشرخ المجتمعي الذي يحدثه الشارع غير قابل للردم لأنه يقوم أساساً على اتهام ضمني - علني لطائفة بكاملها، وليس لأفراد فيها، بالعمالة والولاء للخارج.{nl}ولعل أول سؤال يطرح على «طلاب» 14 آذار ونوابهم المشاركين في الاعتصام، إن كان طرد السفير السوري أولوية لبنانية بالدرجة الأولى، و14 آذارية بالدرجة الثانية، وهم الذين نزلوا إلى الشوارع من قبلُ يطالبون بتمثيل ديبلوماسي بين البلدين وعلاقة أسموها وقتذاك بالندية.{nl}هذا والنظام السوري هو نفسه لم يتغير. وهم إذ طالبوه بإرسال بعثة ديبلوماسية كان عليهم أن يدركوا أنهم عملياً يسعون إلى «شرعنة» العلاقة معه وليس إلى تقليصها. وباستخدام سردية 14 آذار ومصطلحاتها، يمكن القول إنهم قبلوا، لا بل طالبوا، بممثل رسمي لنظام «متورط بدماء اللبنانيين» هم أنفسهم أول ضحاياه! إلا إذا كانوا يتوقعون أو يأملون في أن يرسل لهم بشار الأسد أحد معارضيه سفيراً له.{nl}وصحيح أن العلاقات الطبيعية والصحية بين البلدان تقضي بتبادل البعثات الديبلوماسية والثقافية والاقتصادية، لكن حين رفع هذا الشعار لم تكن العلاقات اللبنانية - السورية ارتقت إلى هذا المستوى بعد. بل لو أن في لبنان سفيراً سورياً في ذلك الوقت، كان يفترض بهؤلاء المطالبة برحيله انسجاماً مع اتهام نظامه بسلسلة الاغتيالات التي هزت البلد. لذا، يبدو الإصرار المفاجئ على طرده اليوم ضرباً من السذاجة يشبه ضرب الإصرار على قدومه، لا سيما أن التحرك استغل القطاع الطالبي بغالبية مسيحية لإيصال تلك الرسالة في وقت لا الطلاب ولا المسيحيون بينهم يشكلون متن 14 آذار أو عصبها الفعلي. إلى ذلك، فإن فوضى الشعارات التي رفعت والكلمات الارتجالية التي أطلقت شتتت الانتباه عن هدف التحرك وأفرغته من معناه. وإذ تبدو هذه الخطوة محقة ومبررة في سياقات طبيعية، فهي وفق «المنطق» اللبناني نفسه تفتح الباب أمام خطوة أخرى، محقة ومبررة على طريقتها، وهي المطالبة بطرد السفيرة الأميركية. فإذا كان «السوري» (مع التحفظ على استخدام التعميم) عدواً لفريق لبناني، فإن «الإميركي» لا يقل عداء لفريق آخر لبناني أيضاً.{nl}لكن الفرق يكمن في دهاء فريق 8 آذار وحنكته في توظيف أهدافه. فالمعادلة «المنطقية» كانت تقضي بأن يتوجه الاعتصام المقابل إلى سفارتي قطر والسعودية اللتين يتهمهما الأسد بالتآمر عليه وتمويل الثورة ضده، فيستوي «منطق» طرد «سفير ثورة» مقابل طرد «سفير نظام».{nl}لكن ذلك كان سيسمح بدفاع علني وصاخب من فريق 14 آذار، إضافة إلى قطيعة تامة بين 8 آذار والمنطقة برمتها، وهو ليس الهدف المرجو. أما اتهام أميركا فجاهز دائماً في سياقات «الممانعة» وخسائره محدودة، والدفاع عن سياساتها في المقابل يشوبه إحراج ومواربة وكثير من تبرير النفس، حتى بين أشد المؤيدين لها.{nl}الواقع أنه كان يمكن فريق 14 آذار أن يلتقط لحظة نادرة في الانقسام السياسي لكسر ذلك «المنطق» الدوار الذي لا يفضي إلى شيء. قوام تلك اللحظة تململ جمهور عريض من أداء فريق 8 آذار حيال الأزمة السورية، وإعلان رجال دين شيعة «انشقاقهم» عن رأي الطائفة في خطوة جريئة وغير مسبوقة. كان يمكن بناء حالة عابرة للطوائف تعلن دعمها الصريح للثورة السورية وترفض الممارسات اللبنانية غير الإنسانية بحق اللاجئين والناشطين فيها، فتتفادى تلك الفولكلورية الهزيلة. عندها فقط يصبح السفير السوري مجرد تفصيل يسقط من تلقائه.{nl}إسرائيل المستفيدة مما يجري في المنطقة{nl}تحقق الاستيطان في فلسطين وتفرض التوطين{nl}بقلم اميل خوري عن النهار اللبنانية{nl}يقول سياسي مخضرم إن كل ما يجري في المنطقة من ثورات وتحولات يصب في مصلحة اسرائيل التي تراهن على ان هذه الثورات قد تأتي بالفوضى وبالصراع على السلطة، وان الفوضى قد تأتي بتقسيم دول فيها تعتمد "الفيديرالية" او "الكونفيديرالية" او قيام دويلات مذهبية وعرقية تبرر قيام "الدولة اليهودية" التي باتت مطلب القيادات فيها وشرطاً للقبول بقيام دولة فلسطينية تعترف بها.{nl}وفي ظل هذه الفوضى المفترضة فإن الاوضاع الاقتصادية والمالية قد تنهار في عدد من الدول بحيث لا يعود في امكانها شراء اسلحة متطورة لمواجهة اسرائيل، ولا يعود في امكان المواطن الجائع ان يحارب ويقاوم. وهكذا يكون قد تحقق أمن اسرائيل الدائم والثابت وهو أمن تعتبره اميركا حليفة اسرائيل "فوق كل اعتبار"... وقد بدأت تعمل لتحقيق هذا الامن عندما تم توقيع اتفاق "كمب ديفيد" بين مصر واسرائيل واتفاق وادي عربة مع الاردن واتفاق فك الاشتباك مع سوريا الذي جعل الجولان جبهة هادئة والجنوب اللبناني شبه هادئ بعد إخراج المسلحين الفلسطينيين من لبنان الى تونس. ولم يبق ما يزعج اسرائيل امنياً سوى حركة "حماس" في قطاع غزة و"حزب الله" في لبنان وهما في الطريق الى معالجة وضعهما من خلال الحل السياسي او العسكري في سوريا او من خلال صفقة محتملة مع ايران تتم بموافقة روسيا او من دون موافقتها.{nl}وفي انتظار ان تستقر الثورات العربية ويصير اتفاق على قيام انظمة جديدة فيها وحكام جدد، تكون اسرائيل قد نفذت مخططها الاستيطاني الذي جعل السلطة الفلسطينية ترفض العودة الى طاولة المفاوضات ما لم يتوقف تنفيذه، واستمرار هذا الرفض جعل اسرائيل تستمر في بناء المستوطنات التي ترسم حدود دولتها النهائية وتهويد القدس، كما تكون فرضت مع مرور الوقت الطويل توطين اللاجئين الفلسطينيين حيث هم ولاسيما في لبنان وإن ظل مرفوضاً بالكلام والبيانات، وهو توطين يصبح أمراً واقعاً لا بد من التسليم به. وهذا شأن لاجئين كثر في دول عدة يتم في النهاية تسوية اوضاعهم بمنحهم جنسية البلد الذي يقيمون فيه والعمل على دمجهم في المجتمع الذي يعيشون فيه.{nl}لذلك فإن السنوات المقبلة ستكون سنوات العمل على جعل الثورات العربية تهدأ وتستكين والحكم فيها يستقر بعد تدريب المواطن على ممارسة الديموقراطية ممارسة صحيحة وسليمة بحيث يأتي الحكام بارادة شعبية حرة. وتستفيد اسرائيل من جهة اخرى من انشغال العرب والفلسطينيين بمشاكلهم الداخلية لكي تنتهي من بناء المستوطنات وتهويد القدس ومن مرور الوقت الطويل الذي يساعد على توطين اللاجئين الفلسطينيين حيث هم. وهو توطين اذا لم يكن يغير شيئاً من وضع دول تستضيفهم فإنه يغير من دون شك الوضع الديموغرافي في لبنان الذي تضيق مساحته الصغيرة بسكانه فكيف باللاجئين اذا اضيفوا اليهم؟{nl}وينبه السياسي نفسه الى ان السنوات القليلة المقبلة قد تكون سنوات الاستيطان لليهود في جزء كبير من الاراضي الفلسطينية المصادرة وسنوات التوطين الذي يتأذى منه لبنان على الاخص ويسقط حق العودة الذي ترفضه اسرائيل بكل احزابها، فإلى أين تكون العودة إذاً؟{nl}والخطر على لبنان من التوطين يشكل انتهاكاً لنصوص الدستور التي نصت مقدمته: "ارض لبنان ارض واحدة لكل اللبنانيين. فلكل لبناني الحق في الاقامة على اي جزء منها والتمتع به في ظل سيادة القانون. فلا فرز للشعب على اساس اي انتماء كان، ولا تجزئة ولا تقسيم ولا توطين" (الفقرة ط). فانتهاك هذا النص بفرض التوطين يؤدي الى تجزئة وتقسيم، وعندها قد يتحقق ما نبه اليه الرئيس بري من احتمال قيام فيديرالية سويسرية. فهل هذا هو المخطط الذي يُعمل له في الغرف المظلمة من اجل إمرار التوطين ولو ادى الى تقسيم؟!{nl}هل تخلّت روسيا عن الأسد؟!{nl}بقلم راجح الخوري عن النهار اللبنانية {nl}لماذا تتوارى روسيا عن المسرح السوري الذي اضطلعت فيه بدور المدافع عن النظام السوري في مجلس الامن وعبر الاساطيل وشحنات السلاح، واين هو سيرغي لافروف ولماذا غاب صوته وتصريحاته اليومية وزياراته المتلاحقة الى دمشق، وهل انسحبت موسكو الى كواليس المسرح الدموي تاركة الايرانيين وحدهم يدعمون النظام الذي يتخبط في رمال متحركة ستنتهي بانهياره؟{nl}انها الاسئلة المطروحة الآن بعدما لاحظ المراقبون ان روسيا تنسل بهدوء خارج الازمة السورية التي ربما ادركت اخيراً انها ستسبب لها خسارة كبيرة في العالمين العربي والاسلامي من دون اي ضمان لنجاح الاسد في تجاوز الأزمة.{nl}سبب هذا الكلام ليس غياب الصوت الروسي عن قمة عدم الانحياز، ولا غياب سيرغي لافروف عن المشهد بعدما كان يقال انه صار وزير خارجية سوريا. السبب الحقيقي هو الحديث المتواتر عن امكان انسحاب السفن الروسية من طرطوس وحتى من المياه السورية!{nl}ما يشجعني على طرح هذه الاسئلة هو التناقض الواضح في التصريحات الاخيرة للقيادات العسكرية الروسية وكذلك قرارات وقف استعراض القوة البحرية امام الساحل السوري في مواجهة التهديدات "الكلامية" الغربية. ففي 22 آب الماضي اعلن قائد الاسطول الروسي فيكتور تشيركوف انه "إذا وصلت الحرب ضد سوريا الى ميناء طرطوس فمن المحتمل ان تخلي موسكو قطعها البحرية من الميناء وكذلك من السواحل المقابلة لسوريا".{nl}طبعاً ليس في وسع تشيركوف ان يقول كلاماً بهذه الاهمية من دون مباركة او ايعاز من فلاديمير بوتين، وطبعاً ليس في وسع بوتين اعطاء فكرة سلبية عن تراجع روسيا عن موقفها في سوريا بهذه السهولة، ولهذا جاءت تصريحات قائد اركان الجيش الروسي الجنرال نيكولاي ماركوف بعد "انتظار" ستة ايام على كلام تشيركوف، لتعلن انه "لم يطرأ اي تغيير على جدول اعمال الجيش الروسي الموجود في سوريا ولن يتم اخلاء قواعد الاسطول من طرطوس ومن السابق لأوانه الحديث عن "الهروب" من سوريا"، بما يعني ضمناً ان هناك على الاقل تفكيرا في احتمال "الهروب" عندما يحين الأوان!{nl}اضافة الى هذه التصريحات المتناقضة يجب التوقف امام قرار موسكو الغاء المناورات الواسعة التي كان من المقرر اجراؤها هذه السنة في المنطقة، وكذلك عودة السفن الروسية الـ11 من سوريا الى المواقع التي تحركت منها في اساطيل الشمال والبلطيق والبحر الاسود، وكذلك الحديث عن ان موسكو ابلغت الاسد انها جمّدت المساعدات العسكرية له وستكتفي بتقديم المساعدة اللوجستية.{nl}والسؤال: هل قفز الروس من سفينة الاسد المشرفة على الغرق بعدما وجدوا انهم سيخسرون المنطقة من دون ضمان "ربح" بقاء النظام؟{nl}رأي الدستور تراجع دور منظمات حقوق الإنسان{nl}رغم المستجدات والمتغيرات الخطيرة التي تعصف بالمنطقة، بخاصة استمرار العدوان الصهيوني، واستمرار جرائم التطهير العرقي التي يقارفها المحتلون الصهاينة، والاعتداءات الغاشمة على حقوق الانسان متمثلة بمنع المصلين من الوصول الى المساجد، والإجراءات الفاشية التي يتعرض لها المواطنون الفلسطينيون، عند الحواجز الاسرائيلية، إلا أن كل ذلك وأكثر منه لم يدفع منظمات حقوق الانسان للنهوض بواجباتها كما تنص مواثيقها، وبقيت مساهمتها متواضعة.. وهو ما أسهم بتجرؤ العدو على الاستمرار بممارسة العنصرية والفاشية بأبشع صورهما ضد الشعب الفلسطيني الأعزل.{nl}إن إطلاق رعاع المستوطنين في الارض المحتلة ليمارسوا القتل والتدمير وحرق المساجد، والاعتداء على الابرياء، وحرق المحاصيل الزراعية، واقتلاع أشجار الزيتون.. هو تأكيد بأن اجراءات تلك المنظمات غير كافية وغير رادعة، وهو ما دفع الاتحاد الاوروبي ودولا عديدة للتحذير من خطورة استمرار تلك الإجراءات الصهيونية التعسفية بخاصة في القدس العربية، حيث تعمل سلطات الاحتلال على اجراء تغييرات ديمغرافية خطيرة، لتهويد المدينة المقدسة، وتحويلها الى مدينة يهودية بحلول عام 2020، ضاربة عرض الحائط بمعاهدة جنيف الرابعة التي تحظر اجراء اي تغييرات جغرافية أو ديمغرافية في المناطق المحتلة.{nl}إن ما يتعرض له الشعب السوري الشقيق من مذابح ومجازر على مدى اكثر من “18” شهرا، أدى لمقتل اكثر من 25 الف انسان، وآلاف الجرحى، وتهجير الملايين الى خارج وداخل القطر الشقيق، يؤكد ايضا ضعف دور المنظمات الانسانية، فلو كان هذا الدور فاعلا، لما استمرت تلك المجازر والمذابح على مرأى ومسمع من العالم أجمع، ولما استمر تدفق الاشقاء بالآلاف يومياً عبر الاسلاك الشائكة الى دول الجوار بخاصة تركيا والأردن.{nl}إن الظروف الصعبة واللاإنسانية التي يعاني منها الاشقاء في سوريا، بعد ان تحولت أرض الشام الى أرض محروقة، وسيطر الموت والألم والخوف على وقع الحياة كلها في القطر الشقيق، تستدعي موقفاً حقيقياً من تلك المنظمات على غرار مواقفها في البوسنة والهرسك، لإنقاذ الشعب الشقيق من الموت المحقق، ومن مأساة مروعة بدأت تحصد الآلاف من أرواح الأبرياء.. نساء واطفالا وشيوخاً، وتوفير مستلزمات الحياة الضرورية للاجئين، وتقديم المساعدات المادية بسرعة للدول المضيفة بخاصة الاردن الذي يستضيف حوالي 200 الف ويعاني من ظروف اقتصادية صعبة جداً.{nl}مجمل القول : تراجع دور منظمات حقوق الانسان يسهم بشكل فظيع باستمرار معاناة الشعبين الشقيقين الفلسطيني والسوري ما يفرض على تلك المنظمات ان تنهض بواجباتها الحقيقية لحماية الشعبين من الموت المحقق والإرهاب المنظم واللجوء القسري ووضع حد للمأساة التي باتت تنذر بعواقب خطيرة تحرق الأخضر واليابس.<hr>إضغط هنا لتحميل الملف المرفق كاملاً (http://192.168.0.105/archive02/attachments/DocsFolders/09-2012/عربي-193.doc)