Haneen
2013-02-07, 11:20 AM
اقلام واراء عربي 314
5/2/2013
إسرائيل مع مَن في سوريّة؟
حازم صاغيّة عن الحياة اللندنية
«غيتو» إسرائيلي في شرق اوسط متحرّك
ماجد كيالي (كاتب فلسطيني) عن الحياة اللندنية
ببساطة: اعرف عدوك
أمل عبد العزيز الهزاني عن الشرق الأوسط
حركة السلاح الإيراني؟
عماد الدين أديب عن الشرق الأوسط
اسرائيل ستندم.. نحن في الانتظار
عبد الباري عطوان عن القدس العربي
عطل في شبكة الهاتف الإسرائيلية: رد سوري على الغارة؟
حلمي موسى عن السفير
سوريا: مديحٌ لمعاوية بن أبي سفيان
جهاد الزين عن النهار اللبنانية
إيران وإسرائيل.. وبينهما سوريا!!
كلمة الرياض بقلم:يوسف الكويليت
سوريا ولبنان أمام العاصفة!!
صالح عوض عن الشروق الجزائرية
الرئيس المؤمن محمد مرسي
بلال فضل عن الشروق المصرية
صور المقتول والمشنوق والمسحول.. والمستبد العارى!
عزت القمحازي عن المصري اليوم
فاكرنا داقين عصافير خضر بتطير!
حمدي رزق عن المصري اليوم
إسرائيل مع مَن في سوريّة؟
حازم صاغيّة عن الحياة اللندنية
جاءت الغارة الإسرائيليّة الأخيرة، التي لا يزال هدفها مشوباً بشيء من الغموض، تجدّد «السجال» بين بيئتي السلطة والمعارضة السوريّتين. فالأولى رأت أنّ تلك الغارة دليل لا يُدحض على أنّ إسرائيل تقف ضدّ نظام بشّار الأسد، وتعمل ما يسعها لتكميل ما بدأته المعارضة المسلّحة وحلفها الممتدّ من الدوحة إلى واشنطن.
أمّا بيئة الثورة فنوّهت بعدم الردّ السوريّ الرسميّ، وهو ما يرقى إلى برهان آخر على استمرار التواطؤ بين النظام الأسديّ الذي أسكت جبهة الجولان منذ 1974 وبين الدولة العبريّة.
وواضح هنا أنّ كلاً من الحجّتين تبني على جزئيّة صحيحة، لتستخلص منها رواية قابلة للطعن والتشكيك. لكنْ يبقى أنّ البناء على موقف إسرائيل المفترض من أجل البرهنة على صحّة الموقف في كلّ من الطرفين هو من بقايا ثقافة سياسيّة قديمة تجمع بين الأطراف العربيّة حين تتنازع وتتصارع. وقد تكرّست الثقافة هذه وتصلّب عودها عقداً بعد عقد، بحيث بات من الصعب علينا تعقّل العالم من دون أن نحدّد مسبقاً أين تقف إسرائيل. فإذا تراءى لوهلة أنّ طرفاً من الأطراف يتقاطع مع حركة أبدتها الدولة العبريّة، أو يستفيد من خطوة خطتها، بادر الطرف المذكور إلى التنصّل وإعادة تأويل الموقف بما يضمن له النصاعة والنقاء.
وفيما تنساق المعارضة وراء ذهنيّة التحريم هذه بولاء ساذج للسلف الفكريّ الصالح، فإنّ السلطة تعتمد الذهنيّة إيّاها بسينيكيّة بعيدة لا حاجة إلى كشف ما فيها من كذب وخداع ولا مبالاة بالعقل كما بالواقع ووقائعه. وهذا فضلاً عن الدور النفعيّ الكبير الذي لعبه النظام السوريّ في تأسيس تلك الطريقة في النظر والمحاكمة.
إلاّ أنّ ما يزيد بؤس «السجال» هذا بؤساً أنّ إسرائيل ليست هنا وليست هناك. إنّها مع مصلحتها الأمنيّة في أكثر المعاني ضيقاً، أي في أن لا تهتزّ جبهتها الهادئة مع سوريّة، وألاّ يتسرّب من سوريّة سلاح كيماويّ أو نظام سلاحيّ متقدّم، وألاّ يصل إلى «حزب الله»، فضلاً عن القلق الذي يسمّيه البعض وجود «القاعدة» وأخواتها على حدودها.
وتلك «الهواجس» الإسرائيليّة تحمل أصحابها على تفضيل إضعاف النظام مع بقائه، أو إبقائه أضعف ممّا كان. ذاك أنّ بقاءه هو ما اعتادت عليه وجنت فوائده على الجبهة المشتركة في الجولان، ناهيك عن تولّي هذا النظام ضبط أيّة راديكاليّة إسلاميّة تقول إسرائيل إنّها تقلقها، فيما إضعاف النظام يتكفّل بتقليص دعمه لحلفائه في «الساحة اللبنانيّة». أمّا أن تكون لدى الدولة العبريّة استراتيجيّة تتعدّى مصالحها الأمنيّة هذه وتتّصل بمستقبل سوريّة، فهذا كرم أخلاق لا تسمح التجارب بافتراضه في الإسرائيليّين حيال السوريّين، أو حيال أيّ عرب آخرين، تماماً كما لا يمكن افتراض مثله عند أيّ طرف عربيّ حيال الإسرائيليّين.
وهذا ما يفسّر الدفاع المتّصل لتلّ أبيب والمقرّبين منها في واشنطن عن «ضرورة بقاء النظام السوريّ»، مثلما يفسّر توجيهها، بين الفينة والأخرى، ضربة مذلّة وموجعة له.
وأسوأ ممّا عداه، بالمعنى النفعيّ للكلمة، أنّ هذا «السجال» السوريّ – السوريّ يتجاهل أنّ الهمّ الإسرائيليّ في الموضوع السوريّ (الحدود، السلاح الكيماويّ، «القاعدة»...) يكاد يغدو نقطة التقاطع العالميّة حيال سوريّة. وفي المعنى هذا، يغدو «السجال» الذي يستغرقنا دليلاً آخر على جهد يُبذَل في المكان الخطأ.
«غيتو» إسرائيلي في شرق اوسط متحرّك
ماجد كيالي (كاتب فلسطيني) عن الحياة اللندنية
بعث الإسرائيليون، عبر نمط تصويتهم في انتخابات الكنيست الـ 19، برسالة مدوّية إلى الفلسطينيين، تفيد بأنهم باتوا في حلّ منهم، وبمنأى عن قضيتهم، بعدما لم تعد لهؤلاء قدرة على التأثير في نمط حياتهم، ورفاهيتهم واستقرارهم وأمنهم، حتى أن جدعون ليفي اعتبر أن هذه «أكثر انتخابات غير سياسية عرفتها إسرائيل». («هآرتس»، 23/1). هذا تطوّر نوعي جديد، لم يكن مطروحا في السابق، ولا في أية مرحلة، إذ ظلّت قضية الفلسطينيين، وتقرير مستقبل الأراضي المحتلة، تحتلّ مكانة مركزية في أولويات الإسرائيليين، وخلافاتهم، وصراعاتهم، طوال العقود الماضية.
وقد لفت مارتن أنديك (السفير الأميركي السابق لدى إسرائيل) إلى هذه الحقيقة، في ندوة لمعهد «بروكنغز» في واشنطن (24/1)، باعتباره أن الإسرائيليين، من خلال الانتخابات، قالوا للفلسطينيين: «أنتم لستم على رادارنا، أو رادار أي من القوى السياسية يمينية كانت أم يسارية». وعنده فإن «الناخب الإسرائيلي يركّز على قضاياه الداخلية من اقتصاد وأمن وغيرها، كأن الفلسطينيين في قارة أخرى». وقد أكد ذلك الأكاديمي الإسرائيلي ناتان زاكس بقوله: «الإسرائيليون يتجاهلون الاحتلال والفلسطينيين، مع العلم أن الضفة على مرمى حجر... الفلسطينيون هادئون. لو كانت هناك انتفاضة ثالثة عارمة، لكان تجاهل الفلسطينيين وضرورة التوصل إلى حل سلام معهم أمراً صعباً».
هذه ملاحظات محقّة تماماً، فلطالما حذّر كثيرون من وجود مسار كهذا عند الإسرائيليين، بعد تحوّل حركة التحرر الفلسطينية إلى سلطة، مرتهنة لشروط قيامها، وبعد غياب المقاومة والانتفاضة المسلحة أو السلمية والشعبية، في الضفّة وفي غزّة، ويمكن أن نضيف إلى ذلك حال الإرهاق والإحباط والضياع عند الفلسطينيين، بعد كل ما قدموه من تضحيات ومعاناة وبطولات في انتفاضتين طويلتين، وفي مسار تفاوضي مضن ومعقّد ناهز العقدين، ناهيك عن التداعيات الخطيرة والمضرّة الناجمة عن الخلاف والانقسام الفلسطينيين، بين الضفة وغزة، وبين «فتح» و «حماس».
ففي ظلّ أوضاع كهذه باتت إسرائيل تحاصر قطاع غزة، وتتحكّم بالسلطة في الضفة، وتصادر الأراضي فيها، مع إقامتها مزيداً من المستوطنات، وبنائها الجدار الفاصل، الذي تحاول عبره تحقيق الفصل الديموغرافي مع الفلسطينيين، من دون ان تتيح إمكان قيام دولة لهم، ذات تواصل وقادرة على الحياة.
المغزى أن إسرائيل قطعت شوطاً كبيراً في انفصالها عن الفلسطينيين، وعن همومهم ومعاشهم، وفق «خطّة الفصل»، التي شعارها: «نحن هنا وأنتم هناك»، لكن من دون أن تنفصل عن أرضهم، ومن دون أن تتيح لهم الخروج من نطاق سيطرتها الأمنية والاقتصادية.
هكذا ثمة اليوم واقع من احتلال مريح ومربح للإسرائيليين، تشكّل مع إقامة كيان السلطة في الضفة وغزة، إذ لم تعد اسرائيل هي المسؤولة عن إدارة أحوال الفلسطينيين، ولا عن تقديم الخدمات لهم، على رغم تحكّمها بذلك. وفضلاً عن هذا وذاك، ففي هاتين المنطقتين لم يعد ثمة احتكاكات مباشرة بينهم وبين الفلسطينيين، فقد انسحبت إسرائيل من غزّة (2005)، وفي الضفة ثمة جدار فاصل وأنفاق وجسور، وطرق التفافية، تجنّب المستوطنين الاحتكاك بالفلسطينيين، أو تقلّل منه.
والحال فقد أنشأت إسرائيل واقعاَ من نظام «أبارثايد» في الضفة، ولو من دون الإعلان عن ذلك، ومن دون ترسيمه بترتيبات قانونية صريحة، بحيث جعلت الفلسطينيين، من الناحية العملية، في معازل، مع طرق ومعابر خاصّة، مغطّية ذلك بوجود سلطة تدير أوضاع الفلسطينيين، وتتمتّع بمكانة سياسية دولية، ومع رئيس وحكومة وعلم ونشيد وجوازات سفر وسفراء وممثلين في المنظمات الدولية. ويشرح ألوف بن هذا الوضع بقوله: «أكثر الإسرائيليين مقطوعون اليوم عن النزاع مع الفلسطينيين ولا يحتكّون بهم. فهم يرونهم شخوصاً غير واضحة في الأخبار... تبعد نابلس ورام الله نحو أربعين دقيقة سفر عن تل أبيب، ولكنهما موجودتان في نظر المقيمين في تل أبيب في كوكب آخر... المستوطنون وراء جدار الفصل هم الإسرائيليون الوحيدون الذين يقابلون الفلسطينيين... من خلال نافذة السيارة في الشوارع المشتركة... يمكن السفر إلى المستوطنات الكبيرة مثل معاليه ادوميم واريئيل من دون رؤية الفلسطينيين تقريباً... تزيد العزلة الفرق بين شكل رؤية الإسرائيليين لدولتهم وشكل رؤية العالم لها... بسبب العزلة وعدم الاكتراث، لا يوجد ضغط عام على الحكومة للانسحاب من «المناطق» ولإقامة دولة فلسطينية». («هآرتس»، 13/1/2010)
أيضاً، لا شكّ في أن نجاح إسرائيل الاقتصادي، مع ناتج محلي يقدّر بحوالى 240 بليوناً من الدولارات، وحصّة الفرد منه حوالى 31 ألف دولار سنوياً، يشجّع على تنمية الاهتمام بالرفاه وبالأوضاع الداخلية على حساب القضايا السياسية، لا سيما أن الأمر يتعلّق بمجتمع مستوطنين، ما زالوا يعتنقون عقيدة الهجرة والاستيطان والمنافع الاقتصادية (هذا من دون ان نتحدث عن العامل الايديولوجي/الديني).
على خلفية ذلك ربما يثير الانتباه بروز وجهات نظر في إسرائيل، لشخصيات محسوبة على اليمين «القومي» (وضمنها «ليكود»)، لا تبالي بتشكّل دولة «ثنائية القومية»، بدلاً من دولة يهودية خالصة، باعتبارها مصلحة إسرائيل تكمن في الاحتفاظ بالضفة الغربية، وإغلاق ملف الدولة الفلسطينية المستقلة، ولو كان ثمن ذلك هو الاحتفاظ بالفلسطينيين. ويأتي ضمن ذلك روبي ريفلين (رئيس الكنيست) وموشيه ارينز (وزير دفاع أسبق)، الذي نبّه اسرائيل لمثل هذا الاستحقاق الذي قد يصل الى حدّ منح الجنسية الاسرائيلية لفلسطينيي الضفة، وحتى مشاركتهم في الانتخابات الإسرائيلية. («هآرتس»، 2/6/2010)
المؤسف في مقابل كل ذلك أن الوضع على الجهة الفلسطينية ما زال لا يشتغل على النحو المناسب، لمواجهة هذا السيناريو او ذاك، او لتغيير المعادلات القائمة، وفرض قضية الفلسطينيين على رأس أجندة الإسرائيليين، لا سيما مع تشبّث القيادة الفلسطينية بطريقها، وببناها، وخطاباتها، وبنمط إدارتها لصراعها ضد اسرائيل.
إزاء هذا الواقع الصعب والمعقّد والخطير من الواضح أن الفلسطينيين باتوا امام لحظة مفصلية، فإما التحول إلى مجرد كيان تابع ومشوّه، في ظلّ نظام خليط من علاقات الاحتلال والأبارثايد، وإما فتح صفحة جديدة في مشروع التحرّر الوطني خاصّتهم، في مواجهة استعمارية اسرائيل وعنصريتها.
عموماً يبدو أن الواقع، والتاريخ، يعملان كل بطريقته الخاصة و «الماكرة»، بغضّ النظر عن إرادة اسرائيل، وعمّا تفعله أو لا تفعله القيادة الفلسطينية، فثمة اليوم مسار ثنائي «القومية» يشقّ طريقه ببطء وصعوبة في رحم الواقع المتشكّل بحكم القوة في فلسطين/إسرائيل، وإن في ظل علاقات هيمنة استعمارية وعنصرية. وعلى رغم أن القوى الفاعلة عند الطرفين تفضّل إنكار هذا الواقع، وترفض تنمية إدراكها بحقائقه ومتطلّباته، مثلما ترفض الاشتغال على أساسه، إلا أنه يقف أمامها في كل مرحلة، وعند كل محطّة.
القصد أن تجاهل الإسرائيليين للفلسطينيين، وإصرار دولتهم على خنق امكان قيام دولة مستقلة لهم، ربما يسهمان، عن غير قصد، بتغيير الرؤى السياسية التي ارتهن لها الفلسطينيون لأكثر من ثلاثة عقود، وضمنها عقدان على اتفاق اوسلو، من دون جدوى. وربما، أيضاً، قد يفيد ذلك بتحويل الفلسطينيين من الانحصار في خيار الدولة المستقلة، والصراع على بضعة كيلومترات، إلى خيار الصراع المفتوح على أرض فلسطين كلها، وعلى المساواة في المواطنة والحقوق والموارد، وعلى أساس الحقيقة والعدالة.
لكن معضلة الفلسطينيين هنا، على رغم خبراتهم، وثقافتهم، أن إسرائيل لا تتفوّق على قيادتهم في إمكاناتها، وقدراتها الاقتصادية والعسكرية، وإنما أيضاً، بطريقة إدارتها لأحوالها، وحسن استثمارها لمواردها، المادية والبشرية، كما تتفوّق على القيادة الفلسطينية بحيويتها ومرونتها من الناحية السياسية، لا سيما لناحية عدم الارتهان لخيار واحد. صحيح إنها وقّعت على اتفاق اوسلو، ومنحت الفلسطينيين نوعاً من سلطة، مثلاً، لكنها شقّت مسارات أخرى موازية وبديلة، جوّفت من خلالها هذا المعطى، وجعلته بلا معنى.
ولمناسبة الانتخابات الإسرائيلية، مثلاً، ففي حين ما زالت الطبقة السياسية الفلسطينية المتحكّمة في المنظمة هي ذاتها منذ عقود، فإن الطبقة السياسية الإسرائيلية تغيّرت كثيراً. وبينما أجرى الفلسطينيون انتخابات مرتين (للسلطة)، منذ عقد اتفاق أوسلو (1993)، مع كل المرارات والانشقاقات التي نجمت عنها، فإن الإسرائيليين أجروا ست عمليات انتخابية (بين 1996 و 2013). أيضا، ثمة اليوم خمسة أحزاب إسرائيلية جديدة بين التسعة أحزاب في الكنيست الجديد، (يوجد مستقبل، إسرائيل بيتنا، البيت اليهودي، الحركة، كاديما)، وثمة في هذه الدورة الانتخابية ثلث اعضاء الكنيست ينتخبون لأول مرة، وثلاثة نساء يترأسن ثلاثة أحزاب.
يبقى القول إن تجاهل الإسرائيليين للفلسطينيين ليس دليل عافية البتّة، وهي ملاحظة ربما فاتت مارتن إنديك أو تجاهلها، وإنما هي دليل تقوقع، ودليل على أن هؤلاء يدفنون رأسهم في رمال الشرق الاوسط المتحركة، على ما يظهر ذلك واضحاً وجلياً في هذه الأيام، أكثر من غيرها.
ببساطة: اعرف عدوك
أمل عبد العزيز الهزاني عن الشرق الأوسط
الشكر للذين توافقوا معي، وأيضا للذين أمطروني بوابل من الرسائل الغاضبة عن مقالي السابق حول إسرائيل، متهمينني بالدعوة للتطبيع، والدفاع عن اللغة العبرية، والتمجيد لليبرالية الإسرائيلية، وهذه الأخيرة تهمة من شقين كما يظهر.
أمر متوقع ما حصل لي لأني تعمدت الدخول إلى المنطقة المحرمة، ولكني يؤسفني أن أقول لهؤلاء، رغم تقديري لرأيهم، إن غضبهم لن يغير من الواقع شيئا، إسرائيل كما هي؛ دولة صغيرة أقوى من أمة، والعرب على حالهم؛ أمة كبيرة تهزمها دولة.
لم يكن المقال يناقش الموقف السياسي من إسرائيل، لأن هذا الأمر حسمه العرب في قمة بيروت 2002 حينما أقروا مبادرة السلام العربية، وهي المبادرة التي ستظل مفتاح الحل السياسي مهما طال الزمن لأنها تعيد الحق لأصحابه وتؤسس لعلاقات طبيعية بين العرب وإسرائيل.
كان مأخذي أن العرب يتغطرسون، يترفعون عن معرفة عدوهم حتى لا يضطروا للاعتراف بوجوده. ولكن الحقيقة المرة أننا إن لم نعترف بإسرائيل قولا، فالواقع يعترف بها في قبور الشهداء، ومخيمات اللاجئين، وفلسطينيي الشتات، والأراضي المغتصبة، والحروب الدورية على لبنان وغزة، ومشاريع الاستيطان. لا يهم بعد ذلك إن كابرنا وتعالينا فوق الواقع لأننا سنبقى وحدنا نغمز في الظلام.
معرفة كيف تحيا إسرائيل، كيف تتطور، كيف تتعلم، كيف تصنع، وأي الرياضات تمارس، ليس تطبيعا. المعرفة ليست بالضرورة علاقة بين طرفين، فقد تكون علاقة فردية بين المرء ونفسه.
أعظم عدو للإنسان هو الجهل، وأعظم رغبة قد تعتريه هي الجنوح للمعرفة. الفضول وسبر الأغوار شعور يشبه العطش والجوع، رغبة ملحة، توق وشوق ونهم لا يفهمها كثير من الناس، إنها إضاءات مهمة لفهم الطرف الآخر، لذلك على الأمة العربية الكريمة أن تسأل نفسها كيف لها أن تتلمس طريقها في الظلام وهي تشيح بوجهها عن مشعل النور؟
ليس من الضرورة أن يقرر العرب تعلم اللغة العبرية ليفهموا عدوهم، فليس كل الإسرائيليين يجيدون العربية أو يميلون لدراستها، اللغة إحدى وسائل المعرفة، إنما من الواجب أن تحظى العبرية على الأقل باهتمام دول الجوار الإٍسرائيلي، لأن إسرائيل ستظل جارتهم، وعدوتهم حتى حين، ولا تصدقوا ادعاءات مسح إسرائيل من الخريطة، وحدها «غوغل» الأميركية من يستطيع فعل ذلك.
اللغة العربية لغة رسمية في إسرائيل لأن خمس السكان هم من العرب. ولكن عرب إسرائيل ليسوا سببا أساسيا في إقبال الإسرائيليين على التعرف على الدول العربية. سبب حماسهم هو بدافع المعرفة، لأن عزلتهم، وإن كانوا الأقوى، لن تأتي لهم بخير، وإن كنا نؤمن بأننا في حالة حرب مع إسرائيل فإن الحرب خدعة، والخدعة أساسها المعرفة.
لا تبتعدوا كثيرا، تصفحوا مواقع الإنترنت وانظروا كم صفحة تصدر من إسرائيل تتيح اللغتين العربية والعبرية للقارئ، وكم عدد الصحف والمجلات التي تحمل نسخة عربية، بعضها متخصص في العادات والتقاليد الشرقية، وبعضها ينقل الأخبار المحلية لدول عربية تعتبرها إسرائيل معادية لها كبعض دول الخليج.
إمعانا في الضغط على الجرح تابعوا المتحدث باسم وزارة الدفاع الإسرائيلية في موقع «تويتر». ستفاجئون أنه شاب في الثلاثين من العمر يتحدث العربية بطلاقة، ويغرد بأخبار الجيش الإسرائيلي، وفي كل مناسبة للمسلمين يضع لهم تهنئة جيش الدفاع الإسرائيلي متمنيا لهم عيدا سعيدا أو صياما مقبولا أو حجا مبرورا. بطبيعة الحال هو لا يخاطب عرب إسرائيل، ولا حتى الفلسطينيين فقط، هو يوجه خطابه لكل عرب «تويتر»، يستفزهم بالحوار الهادئ، فتثور عواطفهم بسيل من اللعن والشتائم، لكنه يمضي في مسعاه. لا يسايرهم حبا فيهم، ولكنه يستهدف عمقهم الثقافي.
وفضلا عن اللغة، لاحظوا كيف يتعامل الإعلام العربي مع إسرائيل، إنه يجبن عن نشر الأخبار ذات الطابع الثقافي أو الاقتصادي، أو حتى بعض السياسي، لأنه يخشى من رجل الشارع أن يثور عليه ويتهمه بالصهينة. لذلك يتجنب عرض الحقائق أو يختار منها الضئيل. حتى في وقت دوران المعارك ضد غزة أو لبنان، كانت الفضائيات العربية تتجنب أو تحذر من استضافة متحدث باسم الجانب الإسرائيلي حتى لا يغضب عليها المشاهد العربي صاحب الرأي الواحد، رغم أن الاستماع لطرفي المعادلة هو من صميم مهنية العمل الإعلامي. وحدها قناة «العربية» تجرأت على كسر المحذور، لذلك لم يتأخر بعضهم من تحوير اسمها إلى «العبرية».
الحقيقة أن العرب انشغلوا بالغضب والكره الأعمى منذ نكسة 1967، وفي هذه الأثناء، بنت إسرائيل 8 جامعات حكومية، و200 متحف، يطوف بها 4 ملايين سائح سنويا، وأصبحت منافسة للولايات المتحدة في صناعة البرمجيات والأجهزة الإلكترونية.
وبلا قصد إغاظة المتحمسين الغاضبين، فإن الناتج المحلي لإسرائيل 240 مليار دولار سنويا، وما تقدمه أميركا من مساعدات سنوية لإسرائيل لا يتجاوز 1.5 في المائة من قيمة الناتج المحلي، وثلاثة أرباع هذه المساعدات تذهب في شراء الأسلحة، أي أن واشنطن تعطيهم باليمين وتأخذه بالشمال. هذه المعلومة تدحض ادعاء من يقول إن أميركا تطعم الإسرائيليين الخبز وتنفق على تعليمهم وصحتهم. هذا غير صحيح للأسف، إسرائيل دولة غنية لا تحتاج من ينفق عليها، فوضعها الاقتصادي يشابه إلى حد بعيد اقتصاد كوريا الجنوبية.
فقط اقرأوهم، لتفهموا أين أنتم منهم، الحروب لا تكتسب بمشاعر الكراهية وإلا لهيمن العرب على العالم بعواطفهم السلبية تجاه الأشياء والأحداث.
«اعرف عدوك» حتى لا تتفاقم الخسائر، هذه كانت دعوتي، ولا أزال عليها.
حركة السلاح الإيراني؟
عماد الدين أديب عن الشرق الأوسط
في آخر كلماتها قبيل مغادرة منصبها وزيرة لخارجية الولايات المتحدة الأميركية، حذرت السيدة هيلاري كلينتون من تنامي عمليات الحشد والتسليح والتسخين التي تقوم بها إيران في المنطقة.
والمعلومات الواردة من اليمن تؤكد قيام البحرية الأميركية بإيقاف باخرة كبرى محملة بالأسلحة من إيران في طريقها إلى قوات الحوثيين.
ونشرت الصحف العبرية خلال الأيام القليلة الماضية معلومات تدعي أن آلاف الصواريخ الإيرانية المحمولة كتفا قد تم تهريبها من الأراضي السورية إلى الأراضي اللبنانية وأصبحت في حوزة المخازن السرية لحزب الله اللبناني.
وجاء في التقارير المعلنة عن الضربة الجوية التي قام بها الطيران الإسرائيلي داخل الأراضي السورية لضرب مركز أبحاث وتصنيع وتجميع صواريخ سورية قادرة على حمل رؤوس كيماوية لمدى متوسط وطويل، أن هذه الأبحاث تمت برعاية وتمويل إيرانيين.
إذن نحن أمام حركة عسكرية وأمنية محمومة من قبل الحرس الثوري الإيراني في المنطقة بهدف إحداث تسخين وتصعيد للأوضاع في المنطقة، ويبقى السؤال لماذا الآن؟
يبدو أن صانع القرار الإيراني يريد الحصول على أكبر أوراق ضغط أمني على السياسة الأميركية قبيل الحوار الأميركي - الإيراني المنتظر.
ويبدو أن السياسة الخارجية الإيرانية تريد أن تستقبل الثلاثي الجديد في واشنطن «وزير الدفاع، وزير الخارجية، مدير الاستخبارات الأميركية» بتصعيد قوي في المنطقة.
والمراقب للأحداث لا يمكن له أن يتغافل عن عدة تصريحات إيرانية أخيرة منها:
الأول: تصريح رئيس الأركان الإيراني عن التهديد بإغلاق مضيق هرمز أمام الملاحة العالمية في حال تعرض إيران أو أي من حلفائها للخطر.
الثاني: تصريح وزير الخارجية الإيراني بأن طهران لن تسمح بأي تدخل خارجي لإسقاط نظام الرئيس السوري بشار الأسد الحليف القوي الذي لا يمكن الاستغناء عنه.
هذه التصريحات، بالإضافة إلى حركة نقل الأسلحة، بالإضافة إلى النشاط الأمني النشط لإيران، والمناورات البحرية الاستعراضية في الخليج العربي، كلها إشارات خطر عظيم يدفع للتساؤل: هل تريد إيران الاشتباك الفعلي أم أنها تقوم بالتصعيد بهدف المقايضة مع الأميركان؟
اسرائيل ستندم.. نحن في الانتظار
عبد الباري عطوان عن القدس العربي
صحيح ان الغارة الاسرائيلية التي استهدفت مركزا للأبحاث جنوبي دمشق، ولم تستغرق الا اربع دقائق، قد احرجت النظام السوري، الا انها احرجت ايران بقدر اكبر، وهذا ما يفسر، في اعتقادنا، ردة الفعل الايرانية الغاضبة والمتوعدة بالانتقام.
السيد سعيد جليلي امين المجلس الاعلى للأمن القومي الايراني الذي طار الى دمشق فور اذاعة انباء الغارة، والتقى الرئيس بشار الاسد اكد في مؤتمر صحافي عقده بعد اللقاء 'ان الاسرائيليين سيأسفون لهذا العدوان'.
المسؤولون الايرانيون اكدوا اكثر من مرة ان اي اعتداء على سورية هو اعتداء على ايران، وان الاخيرة لن تسمح بسقوط نظام الرئيس بشار الاسد. ولا شك ان هذه الغارة الاسرائيلية وضعت هذه الاقوال موضع اختبار جدي، خاصة ان منتقدي ايران في اوساط المعارضة السورية استغلوها للتشكيك في هذا الالتزام، ورددوا اتهامات تقول ان ايران تدعم النظام في مواجهة شعبه، ولكنها لا تفعل الشيء نفسه عندما يتعلق الأمر بالعدوان الاسرائيلي.
اللهجة التي استخدمها السيد جليلي في مؤتمره الصحافي، والتهديدات بالانتقام من العدوان الاسرائيلي التي وردت على لسانه، جاءتا مختلفتين عن كل التصريحات والتهديدات السابقة، مما يوحي ان احتمالات الرد على هذا العدوان الاستفزازي الاسرائيلي باتت اكثر ترجيحا من اي وقت مضى.
السؤال هو عما اذا كان هـــــذا الرد المفــــترض سيكون مباشرا، اي من قبل قوات او طائرات او صواريخ ايرانية، او عبر الطرف السوري نفسه الذي تعرض لأكثر من عدوان مماثل حتى قبل اندلاع الثورة السورية، او من خلال طرف ثالث مثل حزب الله في لبنان والجهاد الاسلامي في قطاع غزة؟
' ' '
نختلف مع بعض الآراء، خاصة في منطقة الخليج، التي تقول ان ايران لم تحارب اسرائيل مطلقا، فحزب الله اللبناني الذراع العسكرية لإيران في المنطقة العربية حقق انتصارين كبيرين في حربين ضد اسرائيل، الاول عام 2000 عندما اجبر اسرائيل على التسليم بالهزيمة والانسحاب من جانب واحد من جنوب لبنان، ودون اي اتفاق مع المقاومة اللبنانية. والثاني عندما صمد صيف عام 2006 لاكثر من 33 يوما وحطم اسطورة دبابة 'الميركافا' الاسرائيلية.
ولا يمكن ان ننسى ان الصواريخ التي ردت فيها المقاومة الفلسطينية على الهجوم الاسرائيلي على قطاع غزة، سواء كانت 'فجر5' التي كانت في حوزة الجهاد الاسلامي، او 'ام 75' الحمساوية من صنع ايراني بالكامل، مثلما هو حال صواريخ الجهاد، او من مواد وقطع ايرانية وتركيب خبراء حركة 'حماس'.
العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة الذي استغرق ثمانية ايام كان اختبارا للقبة الحديدية الاسرائيلية في مواجهة صواريخ ايران، التي وصلت للمرة الاولى الى تل ابيب ومشارف القدس المحتلة، والغارة الاسرائيلية التي استهدفت مركز الابحاث او القافلة التي كانت تنقل اسلحة وصواريخ مضادة للطائرات الى حزب الله، حسب الرواية الاسرائيلية، جاءت لاختبار مدى صلابة التحالف الايراني السوري،الى جانب كونها رسالة استفزازية لإيران لهزّ صورتها امام الرأي العام العربي او قطاع عريض منه.
ما يجعلنا نميل اكثر هذه المرة الى احتمالات الردّ الانتقامي على هذه الغارة، وربما في فترة قريبة، انه لو حدث فعلا، سيخلط كل الأوراق في المنطقة، وسيعزز موقف النظام السوري، وسيحرج المعارضة السورية، وقد يعطي الرئيس الاسد 'عجلة انقاذ' من مأزقه الحالي.
انا شخصيا سمعت السيد سمير النشار العضو القيادي في المجلس الوطني السوري يدين العدوان الاسرائيلي على سورية، ويؤيد اي ردّ عليه، وقال بالحرف الواحد في مقابلة على قناة 'الميادين' الفضائية انه لو كان في السلطة لما تردد في استخدام كل الاسلحة للتصدي لهذا العدوان والثأر منه.
السؤال هو حول قدرة النظام السوري على التخلص من عقدة الخوف تجاه اسرائيل، والاقدام على الرد على هذا العدوان السافر، لوضع حدّ لهذه الإهانات الاسرائيلية المتكررة، خاصة ان اسرائيل تهددّ بتكرار الغارات، واقامة منطقة عازلة بعمق 17 كيلومترا داخل الحدود السورية في مواجهة هضبة الجولان المحتلة.
اسرائيل لم تخرج منتصرة في جميع حروبها التي خاضتها منذ عام 1973 ضد العرب، والمقاومتين اللبنانية والفلسطينية على وجه الخصوص، صحيح انها اجتاحت لبنان مرتين، الاولى عام 1982 ،والثانية عام 2006، ولكنها اضطرت للانسحاب مهزومة في المرتين، وهاجمت واجتاحت قطاع غزة مرتين ايضا، الاولى شتاء عام 2008 ، والثانية في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، واضطرت الى استجداء وقف اطلاق النار ولم تحقق ايا من اهدافها في القضاء على حركات المقاومة الرئيسية مثل حماس والجهاد الاسلامي، او تدمر ترسانتها المكتظة بالصواريخ الحديثة من مختلف الأوزان والأحجام.
' ' '
نتمنى ان يراجع الرئيس الاسد التجربة الامريكية في العراق، والاخرى في افغانستان، ولا نعتقد ان اسرائيل تستطيع ان تحقق في سورية ما عجزت امريكا، القوة الأعظم في التاريخ، عن تحقيقه.
صحيح ان العرب ممزقون، والمستقر مجازا منهم يقف في الخندق الآخر المعادي لسورية، ولكن هؤلاء لم يكونوا جميعا عونا لسورية، والاستثناء الوحيد هو مصر، واذا صحت البيانات الايرانية العسكرية التي تتحدث بشكل دوري عن اختبار صواريخ بعيدة المدى، وانتاج طائرات قادرة على اختراق الرادارات، وعن مناورات عسكرية برية وبحرية، فإن سورية تجد دعما من حليف قوي يستطيع ان يعوضها عن كل العرب.
الغرب ينصب صواريخ باتريوت لحماية حليفته تركيا، وحلف الناتو يؤكد انه سيقف الى جانبها في حال تعرضها لأي عدوان خارجي، ومن المفترض ان تفعل ايران الشيء نفسه بالنسبة الى حلفائها في سورية، اوهكذا يقول المنطق.
ما نريد ان نقوله، وبكل اختصار، ان هــــذه العـــــربدة الاســرائيلية يجب ان تتوقف، وان التهديدات والتوعدات الايرانية والسورية يجب ان تترجم الى افعال حتى يتم اخذها بالجدية المطلوبة. واذا تحقق ذلك فإن اقنعة الكذب والنفاق والتبعية لاسرائيل وامريكا ستسقط عن وجوه كثيرة بشعة.
عطل في شبكة الهاتف الإسرائيلية: رد سوري على الغارة؟
حلمي موسى عن السفير
صُدمت إسرائيل يوم أمس الأول، بتوقف إحدى أكبر شركات هاتفها الخلوي عن العمل إثر خلل مركزي وتعطل الخدمات المقدمة لحوالي ثلاثة ملايين مشترك. وقد حدث ذلك لشركة «بيلفون» الإسرائيلية الشهيرة، الأمر الذي أثر ليس فقط في الحياة اليومية لغالبية الإسرائيليين، وإنما كذلك في مفاوضات تشكيل الحكومة الإسرائيلية الجديدة. ونظراً لوقوع هذا العطب على مقربة من الغارات على سوريا، سرت مخاوف من أن يكون ما جرى ناجما عن حرب إلكترونية شنتها جهات موالية لسوريا، وهو ما يقوم الجيش الإسرائيلي بالتحقيق فيه.
وبحسب وسائل الإعلام الإسرائيلية فإن خللاً واسعاً أصاب أمس الأول شبكة الهاتف الخلوي التابعة لشركة «بيلفون» الأمر الذي لم يسمح لمئات آلاف المشاركين في الخدمة من إرسال أو استقبال مكالمات أو رسائل نصية. ودام الحال ساعات طويلة قبل أن تتمكن طواقم الشركة من التغلب على الخلل في منتصف ليلة الأحد ـ الاثنين. والواقع أن الخلل الذي أصاب «بيلفون» لم يقفز عن شركتي الهاتف الرئيسيتين الأخريين، «سيلكوم» و«أورانج»، اللتين لم تفلحا في تحمل الأعباء الناجمة عن غياب خدمات «بيلفون». وتأثرت كذلك شركات هاتف خلوي محلية أخرى أقل أهمية من الشركات الكبرى، لأنها تعتمد أساساً على البنية التحتية لـ«بيلفون» و«سيلكوم».
وبحسب الخبراء فإن الخلل وقع في مكون مركزي في الشبكة تجتمع عنده معطيات كل الزبائن، وهو المسؤول عن تحديد وتمييز الخدمات للمشاركين. وأعربت جهات فنية عن اعتقادها أن الخلل نجم عن عطب في احدى ركائز شبكة «بيلفون»، الأمر الذي لم يسمح لمنظومة الحواسيب بتشخيص أرقام الهواتف أو خطوط المشتركين، وبالتالي تحويل المكالمات منهم وإليهم.
وبدأت المؤسسة الأمنية الإسرائيلية أمس الأول، فحص ما إذا كان لانهيار شبكة «بيلفون» صلة بهجمات نفذتها من تصفها بالجهات الإرهابية. ومعروف أن في إسرائيل عدة جهات مسؤولة عن أمن الشبكات ومهمتها منع هجمات خارجية على إسرائيل ومنشآتها الحيوية. ويعتبر جهاز الأمن الداخلي «الشاباك»، وطاقم السايبر الوطني، ووزارة الدفاع والجيش الإسرائيلي بين الجهات الأساسية المسؤولة عن مكافحة هجمات السايبر. وبسبب حجم العطب الذي أصاب «بيلفون» والعجز طوال يوم بكامله عن اكتشاف موقعه، تزايدت الشكوك باحتمال أن تكون الشبكة قد تعرضت لهجوم إلكتروني معاد. ولم تكن هذه المرة الأولى التي تتعرض فيها إحدى شركات الهاتف الخلوي الإسرائيلية لمثل هذه الأعطال، إذ سبق وتعرضت شركة «سيلكوم» لعطل استمر أكثر من يوم في العام 2010.
وقاد العطل في الشركة الإسرائيلية إلى أن يتدخل مهندسو شركتي «أريكسون» و«إتش بي» (hp)، حيث قدمت الأولى أعتدة التصنيف وقدمت الثانية منظومات هندسة الرقابة الإلكترونية. وبعد إصلاح العطب أعلن المدير العام لـ«بيلفون» أنه «بقدر ما نعلم، الأمر لا يتعلق بتخريب أو باقتحام هاكرز وإنما بخلل هندسي. لكن تحليل المشكلة سيستمر الليلة. وستفحص الشركة أمر تعويض الزبائن».
والواقع أن المخاوف الإسرائيلية من أن يكون انهيار شبكة «بيلفون» نجم عن هجمات الكترونية لم تأت من فراغ. فخلال الساعات الـ48 التي سبقت الانهيار تعرض أكثر من ألف موقع الكتروني إسرائيلي لهجمات من هاكرز عرب رداً على الغارة الجوية على مركز البحوث العلمية السوري. وكتب الهاكرز في غالبية المواقع التي سيطروا عليها، أن «هذا هجوم سايبر على مواقع انترنت الكيان الصهيوني رداً على الهجوم الإسرائيلي على مركز البحوث العلمية. انتظروا المزيد».
وأشار دورون سيفان، الذي يدير شركة «ميدسك سكيورتي» لحماية المنظومات، الى أن هذه ليست المرة الأولى التي يهاجم فيها هاكرز سوريون مواقع إسرائيلية. وقال «هم في كل مرة يبحثون عن ذرائع مختلفة، وعلى ما يبدو وفرت لهم الغارة مبررا جيدا». ولاحظ خبراء الحماية الإسرائيليون أن الهاكرز السوريين ركزوا هجمتهم هذه المرة على مواقع صغيرة نسبيا، لا تمتلك مستوى حماية عاليا جدا. والتسلل إلى الخادم الذي يستضيف هذه المواقع «يفتح الباب» إلى بقية المواقع المستضافة هناك، كما في حجارة الدومينو.
وأشار الدكتور طال فابل، في مقالة له في «معاريف»، إلى أن إسرائيل موجودة على مرصاد «الجيش الإلكتروني السوري» وأن الأيام الأخيرة تشهد على أن الانترنت بات عالما موازيا للعالم المادي، وهو حلبة صراع بين الأطراف المتعادية. وكتب أن الصراع يدور أيضاً ضمن قواعد سرية وغموض وعناصر مباغتة، تشبه النشاط القائم في العالم «الحقيقي». وأشار إلى أنه بعد وقت قصير من الإعلان عن الغارة الإسرائيلية على سوريا وقعت عشرات المواقع الإلكترونية الإسرائيلية فريسة لهجمات أعلن مسؤوليته عنها «الجيش الإلكتروني السوري». وكتب أن هذا الجيش يعمل على ما يبدو لمصلحة النظام السوري أو على الأقل برعايته للمساس بأعداء سوريا الداخليين والخارجيين. وسبق لهذا الجيش أن هاجم خادم صحيفة «هآرتس» كما أعلن أمس الأول مسؤوليته عن اقتحام موقع وزارة المواصلات.
سوريا: مديحٌ لمعاوية بن أبي سفيان
جهاد الزين عن النهار اللبنانية
بين النصوص الجادة العديدة التي قدّمها مشاركون في مؤتمر"من أجل سوريا ديموقراطية ودولة مدنية" الذي انعقد الأسبوع المنصرم في جنيف لفت نظري نصّان من "لَوْنَيْنِ" ثقافيّين سوريّيْن مختلفيْن بل من حساسيّتيْن مختلفتين في الثقافة السياسية جديريْن برصدٍ بل باهتمامٍ خاص.
الأول هو الخطاب الذي ألقاه الشاعر أدونيس والثاني ورقة الشيخ رياض درار.
في الحقيقة خطاب أدونيس بل جملةٌ واحدةٌ فيه هي التي تستوقف لأنها كفيلةٌ بأن تفتحَ على مدىً جديدٍ في النظرة إلى إحدى الموضوعات الكبيرة في تاريخ الثقافة السياسية العربية والمسْلمة!
هذه الجُملة هي التالية: ... الدولة العربية الأولى في دمشق التي أنشأها معاوية وحملت البذورَ الأولى للثقافة المدنية وكانت النواةَ الأولى للفصل بين الدين والدولة، أو لإعطاء "ما لقيصر لقيصر وما لله لله"...
كلام لافتٌ جدا على المستوى الثقافي حين يصدر عن شخص من وزن أدونيس في السجال المعاصر حول الثقافة العربية وتحديدا الدينية.
فلو حمَلْنا هذه الجملة كعنوان لَصَلُحَتْ لنقاش غير مألوف بين المفكّرين العرب (وليس المستشرقين؟) من شأنه أن يعيد النظرَ في الكثير من المسلّمات حول الدولة الأموية التي هي تقليديا موضع إهمال وتشكيك من الفكر السلفي السني الذي يحصر الشرعية الدينية والسياسية والأخلاقية بـ"الخلفاء الراشدين" في صدر الإسلام ومن الفكر الشيعي التقليدي الذي بالإضافة إلى اتفاقه مع "المذاهب الأربعة" السنيّة على عقيدة "الخلافة الراشدة" يرفض أصلا أي شرعية للدولة الأموية. لهذا ينمُّ هذا التقييمُ الأدونيسيُّ عن شجاعة متعددة المستويات في إطار الحساسيات الدينية العربية والإسلامية من جهة، ويحرّض في الأوساط العلمانية على تفكير تجديدي في النظرة إلى المفاهيم والتراتبيات التي فرضَتْها الثقافة السياسية الشائعة من جهةٍ ثانية.
كل هذا في جُملةٍ واحدة بل في جزءٍ من جملةٍ أطول(¶)!
يرى إذن صاحب "الثابت والمتحول" و"الكتاب" (الذي هو تأريخٌ شِعريٌّ لـ"الفتنة" الاسلامية الاسلامية أو كما يقول هو فيه: "آهِ من ذلك اليومِ الْذي أصبحَ تاريخَنا كلَّهُ")... يرى أن معاوية من دمشق هو أول مؤسّسٍ لدولة فصل الدين عن الدولة في الإسلام... وبهذا المعنى فإن دمشق هي مهد أول فصل للدين عن الدولة في التاريخ الإسلامي وأن معاوية هو رائد هذا التحول... ويختار، ليقول ذلك، مؤتمراً في قلب الصراع الضاري الدائر حاليا في كل سوريا كجزء من حرصه على تقديم نفسه في الإطار الثقافي للهموم السورية والعربية وليس في محض السياسة حتى لو كان في لُجّتها.
لسنا هنا في مجال موافقة أو معارضة مقولة أدونيس الأُمَوية ولكننا نسجّل أهميّتَها ونفكّر فيها في الآن معا.
النص الثاني في مؤتمر جنيف المشار إليه والذي يستحق التوقف هو ورقة الشيخ رياض درار الذي لم أستفد فقط من الاستماع إليه بل سُعدتُ أيضاً بالتعرّف عليه. أما هو فإمام مسجدٍ سابقٌ في دير الزور وسجينٌ سابق في سجون النظام لبضع سنوات ولم يكن يوما عضوا أو مؤيدا لـ"الإخوان المسلمين". وأما نصّهُ فهو مرافعة من شيخ مُسْلمٍ (سنّي طبعاً) ضد "الفكر التكفيري" وضد فكر سيد قطب تحديدا الذي يقول الشيخ درار عنه في نصّه:"سيد قطب لم يكن فقيها ولا رجل عِلْمٍ في الدين إنما هو رجُلُ أدبٍ وبلاغةٍ تناولَ النصَّ الدينيَّ وفق رؤيةٍ سياسية... وربما هذا هو منبعُ الإعجاب الذي قاد إلى تَمَحْوُرِ الكثيرين حول كتابه "في ظلال القرآن" وبيانه الساحر...".
والشيخ درار إذْ يكشف "الميثاق"الذي "تعاهد" عليه "الكثير من الكتائب المسلّحة" وأسماءَ قادتِها والمتضمّنَ السعيَ لإسقاط مشروع الدولة المدنية الديموقراطية وإقامة "خلافة إسلامية" يكتب أن "الناشطين الإسلاميين في سوريا بتشدُّدِهم ضد الحل الديموقراطي يساهمون في تأخُّرِ الإسلام ودخولِه العصر" إلى أن يُنهي ورقتَهُ بالتالي:"إن مراجعة الإرث التاريخي الفقهي ضرورةٌ هامةٌ للخروج من هالة القدسية التي رُسِمتْ للرجال على حساب النص وضرورة إعمال العقل والنقاش المفتوح بدلاً من تكريس ثقافة الأمر الواقع وثقافة الإقصاء والاستبعاد فلا بد من حسم القضايا المتعلّقة بالمرأة والرق والإماء والزواج من القاصرات وتعدّدِ الزوجات وقضية الجزية وحكم المرتد والعلاقات مع الأديان الأخرى والتعدّد المذهبي...".
إذا كانت كل هذه القضايا التي يعدِّدُها شيخُنا هي التي تشكِّل الشُغلَ الشاغل للسلفيين الجهاديين والسلفيين في كل المذاهب ً... فلنتصوّرْ أين نحن جميعا وفي أي جحيم؟
ما يمكن أن يُضاف في هذه العجالة على إشارة أدونيس أن هذه الرؤية للدولة الأموية تسمح، إذا صحّتْ، بما يمكن أن يُصبح أساساً سياسياً مبكراً لمفهوم فصل الدين عن الدولة في المجتمع الديني – كما هي في عصرِنا الدولةُ "المؤمنة" دينياً في الولايات المتحدة الأميركية التي تفصل الدين عن الدولة تبعاً لمصطلح "السيكولارية" الذي هو اشتقاق أنغلوساكسوني لمعنى الفصل مُتمايزٌ عن اصطلاح "العلمانية" الفرنسي الحامل لمعنى أكثر تناقضا بين قطبيْ ذلك الفصل.
هذا تحت "قبعة" أدونيس أما تحت "عمامة" رياض درار فموقفٌ مع الدولة المدنية يعيد الاعتبار لنمط من رجال الدين "غير الدينيين" في النظرة السياسية وهو نمط كان هو السائد والأقوى في مصر وبلاد الشام والمغرب في الزمن الذهبي لليبرالية العربية في النصف الأول من القرن العشرين وعقد أو عقدين تَلَيَاهُ قبل أن يبدأ النمط الديني الأصولي بالسيطرة على الموقف الديني في العقود الأخيرة. ولا يمكن تصوّر بناء دول ديموقراطية مدنية في بلداننا بدون إعادة الاعتبار له.
إيران وإسرائيل.. وبينهما سوريا!!
كلمة الرياض بقلم:يوسف الكويليت
سياسة إيران تجاه المنطقة العربية، ليست مذهبية بغلاف قومي شوفيني، بل تتجه إلى خلق فوضى في المنطقة كلها، ولأن ذراعها السورية انكسرت بفعلٍ داخلي لم تتوقعه عندما خططت لبناء حائط سميك يمتد منها إلى لبنان، ومن اليمن إلى دول الخليج، تصرفت بعقلية الوهم الامبراطوري في زمن تخلت أمريكا والاتحاد السوفياتي عن عقلية الامبراطوريات، وفي زمن غرقت الدولتان في مستنقع أفغانستان، وفيتنام ثم العراق، وإيران أدركت أن شعارات الممانعة والمقاومة ومجابهة العدو الإسرائيلي، لم يعد أحد يراها منطق العقل، لأن إيران تخشى ضربة إسرائيلية، أكثر من خوفها من أمريكا وأوروبا، ولم يعد العرب يقبلون تسويق تجارة صنعوها ورفضوها..
إسرائيل نفذت الأسبوع الماضي غارة عسكرية استهدفت مركزاً عسكرياً للبحوث قرب دمشق، وكذلك قافلة أسلحة متجهة من سوريا لحزب الله، وانتظر العالم رد فعل الحليف الإيراني على هذا الاعتداء والذي كان يصرح أن أي اعتداء على سوريا يجبر إيران على الرد المباشر بمثل ما جرى من اعتداء، والنتيجة زيارة لجليلي أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني لدمشق للتطمين، وتصريحه «أن إسرائيل ستندم على عدوانها» لكن ما هي الوسيلة والرد، والتوقيت ظلت أموراً عائمة، لأن المنطق الموضوعي والصريح والذي تجنبه جليلي أن بلده أذكى من أن تدخل في حرب خاسرة، أو حتى مناوشات مع دولة أقوى منها، وتعمل على تدمير مفاعلاتها النووية، لأن مثل هذه المغامرة ستدخل أمريكا وأوروبا طرفاً في حرب لا تقوى عليها، بل وتكون عذراً أمام العالم بتنفيذ المهمة التي تتوعد بها إسرائيل إيران..
إسرائيل صرحت أيضاً أن سلاحها الجوي قصف ليلة أمس الأول هدفاً لحزب الله يعتقد أنه جهاز إلكتروني، بمعنى أن الدائرة التي تريد إسرائيل استخدام ذراعها العسكرية تتوسع كل يوم، وهذه المرة لم تعلق إيران على الحدث لا بالاستنكار، ولا التهديد بالرد المناسب، كما تحاول أن تعلل أقوالها، ولا تربطها بأفعالها، إلاّ إذا كانت ترى أن الأمر يخص الحكومة اللبنانية، وهي المسؤولة عن محاسبة إسرائيل على اعتداءاتها كنوع من الهروب من واقع لا تقوى على مواجهته..
في أحد موانئ اليمن على البحر الأحمر احتُجز قارب يحمل أسلحة وصواريخ اتجهت النية إلى رسوّه وتفريغ حمولته للحوثيين، وهي ورطة سياسية وعسكرية حاولت إنكارها إيران، وقبل ذلك قبض على أسلحة وأجهزة إرسال ووثائق تريد أن تزعزع الوضع اليمني، والسيطرة على مناطق تكون بداية للتوسع على الأرض اليمنية، وخلق دولة شيعية تدين بالولاء لها، لتكون القنطرة لضرب الأمن الخليجي العربي، ومثل هذه السياسة لا تخفى دوافعها، لكن هل إيران تستطيع الاستمرار بما تسميه تعميم ثورتها إلى الخارج، وهي التي تعرف أن الاتحاد السوفياتي وهو القوة العظمى، والاقتصاد الهائل، تكسرت مراكبه داخل تضاريس أفغانستان لينفجر من الداخل بتفتت الدولة الكبرى بأسوأ سيناريو؟
إيران، من الداخل لا تستطيع إخفاء عجزها الاقتصادي وتدهور عملتها وتحرك القوى القومية، وحتى الفارسية، أمام فوضى الدولة وأحلامها، حتى إن هناك تقارير أمريكية ترشحها هذا العام لربيع يطيح بالدولة والثورة وكل مخلفاتهما وهي صورة ترعب القيادات التي تحاول كل يوم المناورة بإظهار قوتها على الأرض والفضاء لتغرير الشعب الإيراني الجائع..
سوريا ولبنان أمام العاصفة!!
صالح عوض عن الشروق الجزائرية
قام سلاح الجو الإسرائيلي بقصف مركز للبث في الجنوب اللبناني تابع لحزب الله.. وقبل ثلاثة أيام، نفذت الطائرات الإسرائيلية عملية عسكرية استهدفت قافلة سلاح أو مركزا للأبحاث العلمية في سوريا أو كليهما.. ماذا يعني ذلك في الحين الذي ترسل الإدارة الأمريكية إشارات واضحة بالسعي لإطلاق العملية السياسية بخصوص الملف الفلسطيني والدعوة إلى حل سلمي للأزمة السورية؟
في التصريحات المتتالية للمسؤولين الصهاينة لا تغيب الرغبة الإسرائيلية في الاستفادة من الأوضاع القائمة في لبنان وسوريا لجهة تحقيق ضربات نوعية تشل القدرات العسكرية لسوريا وحزب الله اللبناني.. وبذلك تكون الحكومة الإسرائيلية قد تمكنت من نقل موضوع الاشتباك مع المواقف الدولية إلى دائرة أخرى غير الموضوع الفلسطيني، وفرض وقائع جديدة لعلهم يفكرون بأن تنتهي بحرب دولية على حزب الله والتدخل المباشر لتدمير القوة السورية، وذلك بعد أن يحاول حزب الله وسوريا الرد على الاعتداءين السافرين.
في المقابل، يأتي هذا التصعيد في مرحلة تم فيها عزل النظام السوري عن حلفاء حقيقيين، لا سيما حركات المقاومة الفلسطينية وحماس بالذات، وكذلك بعزله من قبل النظام العربي والمؤسسات الدولية، وأصبحت المعارك مع مجموعات مسلحة في كل مكان من سوريا.. وكذلك يأتي هذا التصعيد في مرحلة استنفار طائفي في لبنان بلغ ذروته باشتباكات في شمال لبنان وجنوبه مع احتمال اندلاع الحرب الطائفية في أي وقت.. فحزب الله اليوم ليس إجماعا "وطنيا" لبنانيا، بل طرف معزول من قبل قوى عديدة، بعد أن لاحقته التهم بالوقوف العملي مع النظام السوري ضد المواطنين السوريين.. في هذه المرحلة، يجد النظام السوري وقيادة حزب الله أن الاستدراج الإسرائيلي لهما إنما يقصد منه تبديد قواتهما وتشتيت قدرتهما، لا سيما إذا كان العدوان محل اتفاق سري مع القوى الغربية وعلى رأسها أمريكا.. إذن، فالحرب الخارجية تتكامل مع الحرب الداخلية ويصبح حينئذ من الصعب الحفاظ على القوة الذاتية.
ذلك في حال ما إذا قامت القوات السورية بقصف تل أبيب، كما هدد النظام في سوريا، ردا على الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة، والتي طال بعضها العاصمة السورية دمشق.. وذلك أيضا في حال ما إذا قام حزب الله بالرد على قصف موقعه بقصف مواقع للقوات الصهيونية أو أي هدف حيوي إسرائيلي.. ولكن ما هي نتيجة الموقف المتوقع بصمت فوهات المدافع السورية وإحجام حزب الله عن الرد..؟ في مثل هذه الحالة تكون إسرائيل قد وجهت ضربة معنوية قاسية إلى النظام السوري وإلى حزب الله اللبناني.. ويكون قد تم توجيه الأنظار في سوريا ولبنان إلى عدوان خارجي محتمل، الأمر الذي يستنزف الجبهة الداخلية لكل من البلدين.. وهكذا نكتشف كم كانت سذاجة البعض عندما رأى بأن إسرائيل لن تدخل على الخط.. فإسرائيل تراقب وتقدر الموقف وتتدخل في الوقت المناسب، والهدف الإسرائيلي واضح تماما أنه إنهاك القوة العربية وتدمير احتمالات خطرها.
من الغريب حقا أن ينبري بعض أدعياء الحرية في سوريا بامتداح العدوان الإسرائيلي، ويتحدثون بشماتة عن الأوضاع السورية.. وهذا يكشف زيف الدعاوى التي يرفعها الكثيرون، لأن الأمة ستقف فورا مع سوريا وحزب الله في أية معركة محتملة، لأن الأمة تدرك أن إسرائيل حالة عدوان قائم، لا يمكن الالتقاء به في منتصف الطريق.
الرئيس المؤمن محمد مرسي
بلال فضل عن الشروق المصرية
لا يعلم الغيب إلا الله، ولذلك فقد فرحنا من أعماق قلوبنا عندما استعان محمد مرسي في خطبة فتح الصدر الشهيرة بكلمات سيدنا عمر بن الخطاب الخالدة «إن رأيتم فيّ اعوجاجا فقوموني»، قبل أن نكتشف أن مرسي لم يكن يخاطب كعمر جموع شعبه، بل كان يخاطب مكتب إرشاد عشيرته فقط دون غيرهم، وهؤلاء لن يروا فيه اعوجاجا حتى لو طلب منه الشعب كله أن يتوقف عن الاعوجاج ويحل عن سماء البلد التي قسّم أهلها وكذب على شعبها وأكمل سفك دماء شبابها.
كانت تلك على أية حال المرة الأخيرة التي يستشهد بها مرسي بكلمات عمر بن الخطاب أو بوصاياه، ليس هذا اتهاما مرسلا بل حقيقة تستطيع أن تستنتجها لو تأملت سياسات مرسي وقارنتها مثلا بوصية عمر التي أرسلها إلى عامله الصحابي الجليل أبي موسى الأشعري وهو يحذره من التبسط في الإنفاق لكي لا يكون في ذلك هلاكه «أما بعد فإن أسعد الولاة من سعدت به رعيته وإن أشقى الولاة من شقيت به رعيته، وإياك والتبسُّط فإن عمالك يقتدون بك وإنما مَثَلُك مثل الدابة رأت مرعى مخضرا فأكلت كثيرا حتى سمنت فكان سمنها سبب هلاكها لأنها بذلك السمن تُذبح وتُؤكل». في رواية أخرى يوردها الماوردي في «نصيحة الملوك» يقول عمر للأشعري قبل أن يظهر عصر الطائرات الخاصة والفنادق الفاخرة «باشر أمورهم بنفسك فإنما أنت رجل منهم غير أن الله جعلك أثقلهم حملا، وقد بلغني أنه فشا لك ولأهل بيتك هيئة في لباسك ومركبك ومطعمك ليس للمسلمين مثلها، فإياك ياعبد الله أن تكون بمنزلة البهيمة التي مرت بواد خصيب فلم يكن لها همة إلا السِّمَن وإنما حتفها في السِّمَن». وفي كتاب آخر بعثه عمر إلى عموم ولاته يقول لهم «إني أبعثكم أمراء لا جبارين لكن بعثتكم أئمة الهدى يُهتدى بكم فرُدّوا على المسلمين حقوقهم ولا تضربوهم فتذلوهم ولا تحمدوهم فتفتنوهم ولا تغلقوا الأبواب دونهم فيأكل قويهم ضعيفهم».
تعال لنتأمل أيضا نصائح سيدنا علي بن أبي طالب لواليه على مصر مالك بن الأشتر النخعي ونسأل هل اقتدى مرسي بشيء منها، «إعلم أني وجهتك إلى بلاد جَرَت عليها دولٌ قبلك من عدلٍ وجورٍ، وإن الناس ينظرون من أمورك في مثل ما كنت تنظر فيه من أمور الولاة قبلك ويقولون فيك ما كنت تقول فيهم... فأنصف الله وأنصف الناس من نفسك ومن خاصة أهلك ومن لك فيه هوى من رعيتك، فإن لا تفعل تظلم، ومن ظلم عباد الله كان الله خصمه دون عباده، ومن خاصمه الله أدحض حجته، وكان لله حربا حتى ينزع أو يتوب، وليس شيئا أدعى إلى تغيير نعمة الله وتعجيل نقمته من إقامة على ظلم، فإن الله سميع دعوة المضطهدين وهو للظالمين بالمرصاد وليكن أحب الأمور إليك أوسطها في الحق وأعمقها في العدل وأجمعها لرضا الرعية».
عندما تقرأ كتاب (الإسلام بين العلماء والحكام) للشيخ الشهيد عبد العزيز البدري والذي كان الإخوان يستشهدون به كثيرا قبل وصولهم إلى الحكم، ستشعر بحسرة لا مثيل لها وأنت تسأل نفسك أين مرسي من نصيحة التابعي لأبي جعفر المنصور بأن يتذكر دائما حديث الرسول صلى الله عليه وسلم «إن أشد الناس عذابا يوم القيامة رجل أشركه الله في حكمه فأدخل عليه الجور في عدله»، وأين هو من تحذير الإمام مالك لهارون الرشيد من بطانة السوء التي قال فيها نبينا الكريم «ما من نبي ولا خليفة إلا وله بطانتان بطانة تأمره بالمعروف وتنهاه عن المنكر وبطانة لا تألوه خبالا»، وأين هو من عمر بن عبد العزيز الذي طلب العظة من غلام هاشمي فقال له «أصلح الله أمير المؤمنين، إن ناسا من الناس غَرّهُم حِلم الله عنهم وطول أملهم وكثرة ثناء الناس عليهم فزلّت بهم الأقدام فهووا في النار، فلا يَغُرنّك حِلم الله عنك وطول أملك وكثرة ثناء الناس عليك، فتزلّ قدمك فتلتحق بالقوم، فلا جعلك الله منهم ألحقك بصالحي هذه الأمة».
كل هذا لم يتذكره مرسي تماما كما لم يتذكر وهو يتأمل في وجوه مستشاري الندامة من حوله ما قاله العالم المعتزلي عمرو بن عبيد عندما دخل على أبي جعفر المنصور فقال له: إن الله عز وجل يَقِفُك ويسائلك عن مثقال ذرة من الخير والشر، وإن الأمة خصماؤك يوم القيامة، وإن الله عزوجل لا يرضى منك إلا بما ترضاه لنفسك، ألا وإنك لا ترضى لنفسك إلا بأن يعدل عليك، وإن الله عزوجل لا يرضى منك إلا بأن تعدل في رعيتك، وإن وراء بابك نيرانا تتأجج من الجور. فقال سليمان بن مجالد وهو واقف على رأس المنصور: يا عمرو قد شققت على أمير المؤمنين، فقال عمرو: يا أمير المؤمنين من هذا قال: أخوك سليمان بن مجالد، قال عمرو: ويلك يا سليمان إن أمير المؤمنين يموت وإن كل ما تراه يُفقد وإنك جيفة غدا بالفناء، ولا ينفعك إلا عمل صالح قدمته، ولَقُرب هذا الجوار أنفع لأمير المؤمنين من قربك، وإن كنت تطوي عنه النصيحة وتنهى من ينصحه، يا أمير المؤمنين إن هؤلاء قد اتخذوك سُلّما إلى شهواتهم».
هل حكمنا مرسي بما يرضي الله كما تعهد؟، هل كان قد استشهاده بكلمات عمر؟، وكيف كان الفاروق سيرى حكم مرسي في ظل نصائحه لولاته؟، ظني وليس كل الظن إثما أن سيدنا عمر لو كان حيا بيننا ورأى كل هذه الجرائم التي تحدث في عهد مرسي من قتل لشباب في عمر الزهور بالرصاص الحي والتعذيب ومن سجن طفل مريض بالسرطان دون حتى السماح له بحضور جلسة العلاج الكيميائي ومن استمرار لسياسات القمع البوليسية لكان قد خرج الجمعة القادمة من الأزهر محمولا على الأعناق وهو يهتف: يسقط يسقط محمد مرسي.
صور المقتول والمشنوق والمسحول.. والمستبد العارى!
عزت القمحازي عن المصري اليوم
عشرات الضحايا ومئات المصابين بين جمعة الثورة وجمعة الخلاص لم يتركوا الأثر الذى تركته صورة المواطن المسحول. هذه المفارقة توضح أن الكرامة أهم من الحياة، ولكن الأغبياء يعجزون عن فهم هذه الحقيقة البسيطة.
صورة الشهيد الحى حمادة صابر، تستدعى صورتين أخريين حددت إحداهما مصير مبارك وهى صورة خالد سعيد، أما الثانية فلم تحظ إلا بالتعاطف والغيظ الكظيم، وهى صورة محمود عيساوى الذى أعدم بتهمة قتل ابنة المطربة ليلى غفران وصديقتها.
لا يمكن إغفال انتماء خالد سعيد الطبقة للوسطى مفجرة الثورة، لكن الإهدار العمد للكرامة الإنسانية وليس الموت هو الذى حول خالد سعيد إلى أيقونة للثورة؛ فقد قتل نظام مبارك بإجرامه الآلاف وبإهماله الملايين من كل الطبقات بلا أدنى مبالغة.
لم نر فيديو لخالد سعيد، بل مجرد صورتين فوتوغرافيتين: صورة شاب وسيم بعينين تحتفظان ببريق التطلع إلى المستقبل، وصورة لرأس مهشم أَهْتَم الفم بشفتين متورمتين وعينين مطفأتين. بحذف التهشم والزرقة، يصبح وجه الضحية الميت فى ضخامة وجه الجلاد المعلوف جيدًا.
الفرق بين جمال الوجه الحى وخراب الوجه الميت هو الفرق صنعة الله الذى خلق خالد على صورته وقبح صنعة الشرطى الذى أماته على صورته. وبسبب هذا الفرق ازدادت البلاد المشتعلة اشتعالاً ولم تنجح فبركة كذبة البانجو فى ستر عرى الديكتاتور الضعيف الذى كان يواصل السير نحو مصيره بثبات غبى.
الصورة الثانية من عصر مبارك قبل أفوله كانت لمحمود عيساوى الذى أدين بتهمة قتل الفتاتين هبة ونادين. وقد وجد الاستبداد العارى الوقت لفبركة الصور وإرغامها على الكذب.
فى فيديو تمثيل الجريمة كان عيساوى هزيلاً بوجه يكسوه سواد شاحب، يتخبط من الإعياء والجوع، لا ينظر إلى الكاميرا بل إلى داخل نفسه، إما حياء من كذبه وهو يتعثر فى إلقاء اعترافه المفبرك، أو بسبب ما تعرض له من إهانة لكرامته أثناء التلقين.
صورة حمادة صابر، المواطن المسحول أعادت التأكيد على أن نظام مبارك هو نظام الإخوان: ثوب واحد بوجهين، تلوث الوجه الأصلى المقلم بخطوط فاتحة نحيلة من الحياء السياسى؛ فتم قلب الثوب لتصبح البطانة السوداء وجهًا بديلاً.
محلات الملابس تقدم للزبون إغراء الثوب ذى الوجهين، والرأسمالية العالمية قدمت للثوار الوجه الثانى؛ فحفل التسليم والتسلم ليس مصريًا تمامًا، مثلما أن حمادة صابر ليس ميتًا تمامًا. عادت بقايا إنسان إلى أسرته حية تنبض وتتكلم، لكن روحه قد ماتت. وهذه معجزة وكرامة من كرامات الوجه المؤمن من جاكت الحكم.
فى فيديو السحل كان صابر قطعة من اللحم البشرى عارية يتناوب الجنود ركلها، وعندما ستر عورته بيديه امتدت أيديهم لتباعد ذراعيه وتكشفه. غياب الملامح ألغى فرديته وجعله نموذجًا للإنسانية المهانة، لكن صابر (تأملوا مصادفة الاسم) ظل حيًا، وأدلى بشهادته المفاجئة: الشرطة لم تسحلنى بل الثوار!
كان أقدر من عيساوى فى استظهار ما حفظه بطلاقة وهو مضطجع على سرير الشرطة، بينما كانت عائلته فى الخارج تنكر عليه هذا التزييف.
الكرامة الإنسانية أهينت فى شخص حمادة ومن الأولى أن تشعر العائلة ويشعر الحى الذى ينتمى إليه بالإهانة، فهم الأقربون. والرجل الذى ماتت روحه فى ليلة الحبس ضاق بتكذيبهم له، وألصق بأهله تهمة الابتزاز: «يريدون شققًا من المحافظة» وبعفوية أضاف: «قولوا لأختى أنا اللى عارف مصلحتى» لم يقل أنا اللى عارف الحقيقة! مثل محمود عيساوى، كان صابر يدارى سوأته بتوجيه نظرته إلى حائط الغرفة وظل يزوغ بعينيه من الكاميرا طوال التقرير، لأن العين لا تكذب. لكن صدق العين مشروط ببراءة صاحبها؛ فالسياسى ورجل الأمن المعتادان على الكذب لا يتمتعان بأية براءة، لهذا حدق الكذبة بوقاحة فى الكاميرا وهما يلقيان بياناتهما، دون أن يهتز لأحدهما رمش أو تمتد له يد لتستر عورته.
فاكرنا داقين عصافير خضر بتطير!
حمدي رزق عن المصري اليوم
صحيح ناس فاضية، وتعمل من الحبة قبة، مصدر رئاسى كشف الغطاء عن قصة الزواج الميمون بين ابنة رئيس الوزراء وابن السيد الرئيس، يقول لصديقى «خالد البلشى» على بوابة «البداية»، نافيًا الزيجة المباركة: «شباب الإخوان لا يتزوجون قبل بلوغهم 26 عامًا، على الأقل، وابنة قنديل الكبرى تبلغ من العمر 14 عامًا و9 أشهر، بينما يبلغ نجل الدكتور محمد مرسى 18 عامًا»، واصفًا إياهم بـ«الأطفال»!!
يا مصدر يا رئاسى عيب تقول على بنت قنديل وابن الرئيس أطفال، خليت للمعارضة إيه؟! الأطفال يا مصدر لا يتزوجون بل يلعبون عريس وعروسة فى «هيلتون طابا»، فى حضرة العائلتين، إذن - حسب المصدر - ممنوع فى الإخوان قبل هذه السن، والتسنين طبعًا فى مكتب الإرشاد باعتباره مكتب صحة، قبلها يتفرغ الشاب الإخوانى للمجهود الدعوى، من السرية، للكتيبة، للفرقة 95، الشباب الإخوانى كما الرهبان، صلاة وصوم وضرب فى شباب التحرير، وسحل فى شباب الاتحادية، وشتيمة فى المعارضين ع الفيسبوك.
قطع المصدر الرئاسى قول كل خطيب، سن الزواج فى الإخوان 26 عامًا، والله حرام 26 عامًا كتير قوى يا فضيلة المرشد، طيب خليها 20 عامًا، خلى بنات الجماعة تتأهل، خصيمك النبى تنزل بالمجموع، خلى فى وشك القبول، الرسول الكريم قال، وهو سيد الخلق أجمعين: «من استطاع منكم الباءة فليتزوج»، وابن الرئيس يملك من الباءة ويزيد، ابن مرسى بعد الضنا لابس حرير فى حرير، ويركب طائرات بتطير، إيجار الطائرة التى طارت بالعريس والعروس 6 آلاف دولار، دفعها من مصروفه!!
ولما هو سن الزواج فى الإخوان 26 سنة، مصرين على 14 سنة ليه للمصريين؟!، معلوم شباب الإخوان فاضلون، أما شباب المصريين فاضيين، شباب الجماعة لديهم مسؤوليات تؤخر سن الزواج، بعضهم عزف عن الزواج قبل إقامة الخلافة الإسلامية وصولًا لأستاذية العالم، ولما المرشد يبقى الأستاذ يبقى إحنا تلاميذ فى المدرسة الإخوانية، وهى مدرسة لا يتزوج فيها الخريج قبل الـ 26 سنة هجرية، أما شباب المصريين، شباب المناطق الحارة، ثائرون، لازم نجوزهم صغيرين.
المصدر الحبوب، يقول: «وحتى لو فيه نسب إيه المشكلة فى كده؟ دا زواج على سُنَّة الله ورسوله!»، ويضيف: «لكن الحقيقة أن هذا الكلام عار تمامًا من الصحة»، يعنى كلام عار وإنت بتغطيه، حد اتكلم أصلًا؟!، هل يجرؤ مصرى أن يتكلم على زواج ابن الرئيس؟ يا سيدى العروسة للعريس والجرى للمتاعيس، المشكلة فيكم أنتم وفى حبايبكم، المشكلة فى منظومة عدم الشفافية، حتى اسمك تخفيه وتدلعه بمصدر رئاسى!!
مثلًا، بيان قصير من بيانات المصدر يقول فيه: « لا صحة لما أشيع عن زواج بنت قنديل من ابن مرسى»، متشكرين، لا سن الـ 26 ولا دول أطفال، حتى عيب عليك، بذمتك ابن الرئيس، الحاصل على مجموع 70 فى المائة فى الثانوية العامة، ودخل الجامعة الألمانية، طفل؟! فاكرنا أطفال يا مصدر، بافتة الريالة على الصدور، بتغطى على إيه، جواز شرعى وعلى سُنَّة الله ورسوله، مش عُرفى يا حبوب، فاكرنا داقين عصافير خضر بتطير؟!!
5/2/2013
إسرائيل مع مَن في سوريّة؟
حازم صاغيّة عن الحياة اللندنية
«غيتو» إسرائيلي في شرق اوسط متحرّك
ماجد كيالي (كاتب فلسطيني) عن الحياة اللندنية
ببساطة: اعرف عدوك
أمل عبد العزيز الهزاني عن الشرق الأوسط
حركة السلاح الإيراني؟
عماد الدين أديب عن الشرق الأوسط
اسرائيل ستندم.. نحن في الانتظار
عبد الباري عطوان عن القدس العربي
عطل في شبكة الهاتف الإسرائيلية: رد سوري على الغارة؟
حلمي موسى عن السفير
سوريا: مديحٌ لمعاوية بن أبي سفيان
جهاد الزين عن النهار اللبنانية
إيران وإسرائيل.. وبينهما سوريا!!
كلمة الرياض بقلم:يوسف الكويليت
سوريا ولبنان أمام العاصفة!!
صالح عوض عن الشروق الجزائرية
الرئيس المؤمن محمد مرسي
بلال فضل عن الشروق المصرية
صور المقتول والمشنوق والمسحول.. والمستبد العارى!
عزت القمحازي عن المصري اليوم
فاكرنا داقين عصافير خضر بتطير!
حمدي رزق عن المصري اليوم
إسرائيل مع مَن في سوريّة؟
حازم صاغيّة عن الحياة اللندنية
جاءت الغارة الإسرائيليّة الأخيرة، التي لا يزال هدفها مشوباً بشيء من الغموض، تجدّد «السجال» بين بيئتي السلطة والمعارضة السوريّتين. فالأولى رأت أنّ تلك الغارة دليل لا يُدحض على أنّ إسرائيل تقف ضدّ نظام بشّار الأسد، وتعمل ما يسعها لتكميل ما بدأته المعارضة المسلّحة وحلفها الممتدّ من الدوحة إلى واشنطن.
أمّا بيئة الثورة فنوّهت بعدم الردّ السوريّ الرسميّ، وهو ما يرقى إلى برهان آخر على استمرار التواطؤ بين النظام الأسديّ الذي أسكت جبهة الجولان منذ 1974 وبين الدولة العبريّة.
وواضح هنا أنّ كلاً من الحجّتين تبني على جزئيّة صحيحة، لتستخلص منها رواية قابلة للطعن والتشكيك. لكنْ يبقى أنّ البناء على موقف إسرائيل المفترض من أجل البرهنة على صحّة الموقف في كلّ من الطرفين هو من بقايا ثقافة سياسيّة قديمة تجمع بين الأطراف العربيّة حين تتنازع وتتصارع. وقد تكرّست الثقافة هذه وتصلّب عودها عقداً بعد عقد، بحيث بات من الصعب علينا تعقّل العالم من دون أن نحدّد مسبقاً أين تقف إسرائيل. فإذا تراءى لوهلة أنّ طرفاً من الأطراف يتقاطع مع حركة أبدتها الدولة العبريّة، أو يستفيد من خطوة خطتها، بادر الطرف المذكور إلى التنصّل وإعادة تأويل الموقف بما يضمن له النصاعة والنقاء.
وفيما تنساق المعارضة وراء ذهنيّة التحريم هذه بولاء ساذج للسلف الفكريّ الصالح، فإنّ السلطة تعتمد الذهنيّة إيّاها بسينيكيّة بعيدة لا حاجة إلى كشف ما فيها من كذب وخداع ولا مبالاة بالعقل كما بالواقع ووقائعه. وهذا فضلاً عن الدور النفعيّ الكبير الذي لعبه النظام السوريّ في تأسيس تلك الطريقة في النظر والمحاكمة.
إلاّ أنّ ما يزيد بؤس «السجال» هذا بؤساً أنّ إسرائيل ليست هنا وليست هناك. إنّها مع مصلحتها الأمنيّة في أكثر المعاني ضيقاً، أي في أن لا تهتزّ جبهتها الهادئة مع سوريّة، وألاّ يتسرّب من سوريّة سلاح كيماويّ أو نظام سلاحيّ متقدّم، وألاّ يصل إلى «حزب الله»، فضلاً عن القلق الذي يسمّيه البعض وجود «القاعدة» وأخواتها على حدودها.
وتلك «الهواجس» الإسرائيليّة تحمل أصحابها على تفضيل إضعاف النظام مع بقائه، أو إبقائه أضعف ممّا كان. ذاك أنّ بقاءه هو ما اعتادت عليه وجنت فوائده على الجبهة المشتركة في الجولان، ناهيك عن تولّي هذا النظام ضبط أيّة راديكاليّة إسلاميّة تقول إسرائيل إنّها تقلقها، فيما إضعاف النظام يتكفّل بتقليص دعمه لحلفائه في «الساحة اللبنانيّة». أمّا أن تكون لدى الدولة العبريّة استراتيجيّة تتعدّى مصالحها الأمنيّة هذه وتتّصل بمستقبل سوريّة، فهذا كرم أخلاق لا تسمح التجارب بافتراضه في الإسرائيليّين حيال السوريّين، أو حيال أيّ عرب آخرين، تماماً كما لا يمكن افتراض مثله عند أيّ طرف عربيّ حيال الإسرائيليّين.
وهذا ما يفسّر الدفاع المتّصل لتلّ أبيب والمقرّبين منها في واشنطن عن «ضرورة بقاء النظام السوريّ»، مثلما يفسّر توجيهها، بين الفينة والأخرى، ضربة مذلّة وموجعة له.
وأسوأ ممّا عداه، بالمعنى النفعيّ للكلمة، أنّ هذا «السجال» السوريّ – السوريّ يتجاهل أنّ الهمّ الإسرائيليّ في الموضوع السوريّ (الحدود، السلاح الكيماويّ، «القاعدة»...) يكاد يغدو نقطة التقاطع العالميّة حيال سوريّة. وفي المعنى هذا، يغدو «السجال» الذي يستغرقنا دليلاً آخر على جهد يُبذَل في المكان الخطأ.
«غيتو» إسرائيلي في شرق اوسط متحرّك
ماجد كيالي (كاتب فلسطيني) عن الحياة اللندنية
بعث الإسرائيليون، عبر نمط تصويتهم في انتخابات الكنيست الـ 19، برسالة مدوّية إلى الفلسطينيين، تفيد بأنهم باتوا في حلّ منهم، وبمنأى عن قضيتهم، بعدما لم تعد لهؤلاء قدرة على التأثير في نمط حياتهم، ورفاهيتهم واستقرارهم وأمنهم، حتى أن جدعون ليفي اعتبر أن هذه «أكثر انتخابات غير سياسية عرفتها إسرائيل». («هآرتس»، 23/1). هذا تطوّر نوعي جديد، لم يكن مطروحا في السابق، ولا في أية مرحلة، إذ ظلّت قضية الفلسطينيين، وتقرير مستقبل الأراضي المحتلة، تحتلّ مكانة مركزية في أولويات الإسرائيليين، وخلافاتهم، وصراعاتهم، طوال العقود الماضية.
وقد لفت مارتن أنديك (السفير الأميركي السابق لدى إسرائيل) إلى هذه الحقيقة، في ندوة لمعهد «بروكنغز» في واشنطن (24/1)، باعتباره أن الإسرائيليين، من خلال الانتخابات، قالوا للفلسطينيين: «أنتم لستم على رادارنا، أو رادار أي من القوى السياسية يمينية كانت أم يسارية». وعنده فإن «الناخب الإسرائيلي يركّز على قضاياه الداخلية من اقتصاد وأمن وغيرها، كأن الفلسطينيين في قارة أخرى». وقد أكد ذلك الأكاديمي الإسرائيلي ناتان زاكس بقوله: «الإسرائيليون يتجاهلون الاحتلال والفلسطينيين، مع العلم أن الضفة على مرمى حجر... الفلسطينيون هادئون. لو كانت هناك انتفاضة ثالثة عارمة، لكان تجاهل الفلسطينيين وضرورة التوصل إلى حل سلام معهم أمراً صعباً».
هذه ملاحظات محقّة تماماً، فلطالما حذّر كثيرون من وجود مسار كهذا عند الإسرائيليين، بعد تحوّل حركة التحرر الفلسطينية إلى سلطة، مرتهنة لشروط قيامها، وبعد غياب المقاومة والانتفاضة المسلحة أو السلمية والشعبية، في الضفّة وفي غزّة، ويمكن أن نضيف إلى ذلك حال الإرهاق والإحباط والضياع عند الفلسطينيين، بعد كل ما قدموه من تضحيات ومعاناة وبطولات في انتفاضتين طويلتين، وفي مسار تفاوضي مضن ومعقّد ناهز العقدين، ناهيك عن التداعيات الخطيرة والمضرّة الناجمة عن الخلاف والانقسام الفلسطينيين، بين الضفة وغزة، وبين «فتح» و «حماس».
ففي ظلّ أوضاع كهذه باتت إسرائيل تحاصر قطاع غزة، وتتحكّم بالسلطة في الضفة، وتصادر الأراضي فيها، مع إقامتها مزيداً من المستوطنات، وبنائها الجدار الفاصل، الذي تحاول عبره تحقيق الفصل الديموغرافي مع الفلسطينيين، من دون ان تتيح إمكان قيام دولة لهم، ذات تواصل وقادرة على الحياة.
المغزى أن إسرائيل قطعت شوطاً كبيراً في انفصالها عن الفلسطينيين، وعن همومهم ومعاشهم، وفق «خطّة الفصل»، التي شعارها: «نحن هنا وأنتم هناك»، لكن من دون أن تنفصل عن أرضهم، ومن دون أن تتيح لهم الخروج من نطاق سيطرتها الأمنية والاقتصادية.
هكذا ثمة اليوم واقع من احتلال مريح ومربح للإسرائيليين، تشكّل مع إقامة كيان السلطة في الضفة وغزة، إذ لم تعد اسرائيل هي المسؤولة عن إدارة أحوال الفلسطينيين، ولا عن تقديم الخدمات لهم، على رغم تحكّمها بذلك. وفضلاً عن هذا وذاك، ففي هاتين المنطقتين لم يعد ثمة احتكاكات مباشرة بينهم وبين الفلسطينيين، فقد انسحبت إسرائيل من غزّة (2005)، وفي الضفة ثمة جدار فاصل وأنفاق وجسور، وطرق التفافية، تجنّب المستوطنين الاحتكاك بالفلسطينيين، أو تقلّل منه.
والحال فقد أنشأت إسرائيل واقعاَ من نظام «أبارثايد» في الضفة، ولو من دون الإعلان عن ذلك، ومن دون ترسيمه بترتيبات قانونية صريحة، بحيث جعلت الفلسطينيين، من الناحية العملية، في معازل، مع طرق ومعابر خاصّة، مغطّية ذلك بوجود سلطة تدير أوضاع الفلسطينيين، وتتمتّع بمكانة سياسية دولية، ومع رئيس وحكومة وعلم ونشيد وجوازات سفر وسفراء وممثلين في المنظمات الدولية. ويشرح ألوف بن هذا الوضع بقوله: «أكثر الإسرائيليين مقطوعون اليوم عن النزاع مع الفلسطينيين ولا يحتكّون بهم. فهم يرونهم شخوصاً غير واضحة في الأخبار... تبعد نابلس ورام الله نحو أربعين دقيقة سفر عن تل أبيب، ولكنهما موجودتان في نظر المقيمين في تل أبيب في كوكب آخر... المستوطنون وراء جدار الفصل هم الإسرائيليون الوحيدون الذين يقابلون الفلسطينيين... من خلال نافذة السيارة في الشوارع المشتركة... يمكن السفر إلى المستوطنات الكبيرة مثل معاليه ادوميم واريئيل من دون رؤية الفلسطينيين تقريباً... تزيد العزلة الفرق بين شكل رؤية الإسرائيليين لدولتهم وشكل رؤية العالم لها... بسبب العزلة وعدم الاكتراث، لا يوجد ضغط عام على الحكومة للانسحاب من «المناطق» ولإقامة دولة فلسطينية». («هآرتس»، 13/1/2010)
أيضاً، لا شكّ في أن نجاح إسرائيل الاقتصادي، مع ناتج محلي يقدّر بحوالى 240 بليوناً من الدولارات، وحصّة الفرد منه حوالى 31 ألف دولار سنوياً، يشجّع على تنمية الاهتمام بالرفاه وبالأوضاع الداخلية على حساب القضايا السياسية، لا سيما أن الأمر يتعلّق بمجتمع مستوطنين، ما زالوا يعتنقون عقيدة الهجرة والاستيطان والمنافع الاقتصادية (هذا من دون ان نتحدث عن العامل الايديولوجي/الديني).
على خلفية ذلك ربما يثير الانتباه بروز وجهات نظر في إسرائيل، لشخصيات محسوبة على اليمين «القومي» (وضمنها «ليكود»)، لا تبالي بتشكّل دولة «ثنائية القومية»، بدلاً من دولة يهودية خالصة، باعتبارها مصلحة إسرائيل تكمن في الاحتفاظ بالضفة الغربية، وإغلاق ملف الدولة الفلسطينية المستقلة، ولو كان ثمن ذلك هو الاحتفاظ بالفلسطينيين. ويأتي ضمن ذلك روبي ريفلين (رئيس الكنيست) وموشيه ارينز (وزير دفاع أسبق)، الذي نبّه اسرائيل لمثل هذا الاستحقاق الذي قد يصل الى حدّ منح الجنسية الاسرائيلية لفلسطينيي الضفة، وحتى مشاركتهم في الانتخابات الإسرائيلية. («هآرتس»، 2/6/2010)
المؤسف في مقابل كل ذلك أن الوضع على الجهة الفلسطينية ما زال لا يشتغل على النحو المناسب، لمواجهة هذا السيناريو او ذاك، او لتغيير المعادلات القائمة، وفرض قضية الفلسطينيين على رأس أجندة الإسرائيليين، لا سيما مع تشبّث القيادة الفلسطينية بطريقها، وببناها، وخطاباتها، وبنمط إدارتها لصراعها ضد اسرائيل.
إزاء هذا الواقع الصعب والمعقّد والخطير من الواضح أن الفلسطينيين باتوا امام لحظة مفصلية، فإما التحول إلى مجرد كيان تابع ومشوّه، في ظلّ نظام خليط من علاقات الاحتلال والأبارثايد، وإما فتح صفحة جديدة في مشروع التحرّر الوطني خاصّتهم، في مواجهة استعمارية اسرائيل وعنصريتها.
عموماً يبدو أن الواقع، والتاريخ، يعملان كل بطريقته الخاصة و «الماكرة»، بغضّ النظر عن إرادة اسرائيل، وعمّا تفعله أو لا تفعله القيادة الفلسطينية، فثمة اليوم مسار ثنائي «القومية» يشقّ طريقه ببطء وصعوبة في رحم الواقع المتشكّل بحكم القوة في فلسطين/إسرائيل، وإن في ظل علاقات هيمنة استعمارية وعنصرية. وعلى رغم أن القوى الفاعلة عند الطرفين تفضّل إنكار هذا الواقع، وترفض تنمية إدراكها بحقائقه ومتطلّباته، مثلما ترفض الاشتغال على أساسه، إلا أنه يقف أمامها في كل مرحلة، وعند كل محطّة.
القصد أن تجاهل الإسرائيليين للفلسطينيين، وإصرار دولتهم على خنق امكان قيام دولة مستقلة لهم، ربما يسهمان، عن غير قصد، بتغيير الرؤى السياسية التي ارتهن لها الفلسطينيون لأكثر من ثلاثة عقود، وضمنها عقدان على اتفاق اوسلو، من دون جدوى. وربما، أيضاً، قد يفيد ذلك بتحويل الفلسطينيين من الانحصار في خيار الدولة المستقلة، والصراع على بضعة كيلومترات، إلى خيار الصراع المفتوح على أرض فلسطين كلها، وعلى المساواة في المواطنة والحقوق والموارد، وعلى أساس الحقيقة والعدالة.
لكن معضلة الفلسطينيين هنا، على رغم خبراتهم، وثقافتهم، أن إسرائيل لا تتفوّق على قيادتهم في إمكاناتها، وقدراتها الاقتصادية والعسكرية، وإنما أيضاً، بطريقة إدارتها لأحوالها، وحسن استثمارها لمواردها، المادية والبشرية، كما تتفوّق على القيادة الفلسطينية بحيويتها ومرونتها من الناحية السياسية، لا سيما لناحية عدم الارتهان لخيار واحد. صحيح إنها وقّعت على اتفاق اوسلو، ومنحت الفلسطينيين نوعاً من سلطة، مثلاً، لكنها شقّت مسارات أخرى موازية وبديلة، جوّفت من خلالها هذا المعطى، وجعلته بلا معنى.
ولمناسبة الانتخابات الإسرائيلية، مثلاً، ففي حين ما زالت الطبقة السياسية الفلسطينية المتحكّمة في المنظمة هي ذاتها منذ عقود، فإن الطبقة السياسية الإسرائيلية تغيّرت كثيراً. وبينما أجرى الفلسطينيون انتخابات مرتين (للسلطة)، منذ عقد اتفاق أوسلو (1993)، مع كل المرارات والانشقاقات التي نجمت عنها، فإن الإسرائيليين أجروا ست عمليات انتخابية (بين 1996 و 2013). أيضا، ثمة اليوم خمسة أحزاب إسرائيلية جديدة بين التسعة أحزاب في الكنيست الجديد، (يوجد مستقبل، إسرائيل بيتنا، البيت اليهودي، الحركة، كاديما)، وثمة في هذه الدورة الانتخابية ثلث اعضاء الكنيست ينتخبون لأول مرة، وثلاثة نساء يترأسن ثلاثة أحزاب.
يبقى القول إن تجاهل الإسرائيليين للفلسطينيين ليس دليل عافية البتّة، وهي ملاحظة ربما فاتت مارتن إنديك أو تجاهلها، وإنما هي دليل تقوقع، ودليل على أن هؤلاء يدفنون رأسهم في رمال الشرق الاوسط المتحركة، على ما يظهر ذلك واضحاً وجلياً في هذه الأيام، أكثر من غيرها.
ببساطة: اعرف عدوك
أمل عبد العزيز الهزاني عن الشرق الأوسط
الشكر للذين توافقوا معي، وأيضا للذين أمطروني بوابل من الرسائل الغاضبة عن مقالي السابق حول إسرائيل، متهمينني بالدعوة للتطبيع، والدفاع عن اللغة العبرية، والتمجيد لليبرالية الإسرائيلية، وهذه الأخيرة تهمة من شقين كما يظهر.
أمر متوقع ما حصل لي لأني تعمدت الدخول إلى المنطقة المحرمة، ولكني يؤسفني أن أقول لهؤلاء، رغم تقديري لرأيهم، إن غضبهم لن يغير من الواقع شيئا، إسرائيل كما هي؛ دولة صغيرة أقوى من أمة، والعرب على حالهم؛ أمة كبيرة تهزمها دولة.
لم يكن المقال يناقش الموقف السياسي من إسرائيل، لأن هذا الأمر حسمه العرب في قمة بيروت 2002 حينما أقروا مبادرة السلام العربية، وهي المبادرة التي ستظل مفتاح الحل السياسي مهما طال الزمن لأنها تعيد الحق لأصحابه وتؤسس لعلاقات طبيعية بين العرب وإسرائيل.
كان مأخذي أن العرب يتغطرسون، يترفعون عن معرفة عدوهم حتى لا يضطروا للاعتراف بوجوده. ولكن الحقيقة المرة أننا إن لم نعترف بإسرائيل قولا، فالواقع يعترف بها في قبور الشهداء، ومخيمات اللاجئين، وفلسطينيي الشتات، والأراضي المغتصبة، والحروب الدورية على لبنان وغزة، ومشاريع الاستيطان. لا يهم بعد ذلك إن كابرنا وتعالينا فوق الواقع لأننا سنبقى وحدنا نغمز في الظلام.
معرفة كيف تحيا إسرائيل، كيف تتطور، كيف تتعلم، كيف تصنع، وأي الرياضات تمارس، ليس تطبيعا. المعرفة ليست بالضرورة علاقة بين طرفين، فقد تكون علاقة فردية بين المرء ونفسه.
أعظم عدو للإنسان هو الجهل، وأعظم رغبة قد تعتريه هي الجنوح للمعرفة. الفضول وسبر الأغوار شعور يشبه العطش والجوع، رغبة ملحة، توق وشوق ونهم لا يفهمها كثير من الناس، إنها إضاءات مهمة لفهم الطرف الآخر، لذلك على الأمة العربية الكريمة أن تسأل نفسها كيف لها أن تتلمس طريقها في الظلام وهي تشيح بوجهها عن مشعل النور؟
ليس من الضرورة أن يقرر العرب تعلم اللغة العبرية ليفهموا عدوهم، فليس كل الإسرائيليين يجيدون العربية أو يميلون لدراستها، اللغة إحدى وسائل المعرفة، إنما من الواجب أن تحظى العبرية على الأقل باهتمام دول الجوار الإٍسرائيلي، لأن إسرائيل ستظل جارتهم، وعدوتهم حتى حين، ولا تصدقوا ادعاءات مسح إسرائيل من الخريطة، وحدها «غوغل» الأميركية من يستطيع فعل ذلك.
اللغة العربية لغة رسمية في إسرائيل لأن خمس السكان هم من العرب. ولكن عرب إسرائيل ليسوا سببا أساسيا في إقبال الإسرائيليين على التعرف على الدول العربية. سبب حماسهم هو بدافع المعرفة، لأن عزلتهم، وإن كانوا الأقوى، لن تأتي لهم بخير، وإن كنا نؤمن بأننا في حالة حرب مع إسرائيل فإن الحرب خدعة، والخدعة أساسها المعرفة.
لا تبتعدوا كثيرا، تصفحوا مواقع الإنترنت وانظروا كم صفحة تصدر من إسرائيل تتيح اللغتين العربية والعبرية للقارئ، وكم عدد الصحف والمجلات التي تحمل نسخة عربية، بعضها متخصص في العادات والتقاليد الشرقية، وبعضها ينقل الأخبار المحلية لدول عربية تعتبرها إسرائيل معادية لها كبعض دول الخليج.
إمعانا في الضغط على الجرح تابعوا المتحدث باسم وزارة الدفاع الإسرائيلية في موقع «تويتر». ستفاجئون أنه شاب في الثلاثين من العمر يتحدث العربية بطلاقة، ويغرد بأخبار الجيش الإسرائيلي، وفي كل مناسبة للمسلمين يضع لهم تهنئة جيش الدفاع الإسرائيلي متمنيا لهم عيدا سعيدا أو صياما مقبولا أو حجا مبرورا. بطبيعة الحال هو لا يخاطب عرب إسرائيل، ولا حتى الفلسطينيين فقط، هو يوجه خطابه لكل عرب «تويتر»، يستفزهم بالحوار الهادئ، فتثور عواطفهم بسيل من اللعن والشتائم، لكنه يمضي في مسعاه. لا يسايرهم حبا فيهم، ولكنه يستهدف عمقهم الثقافي.
وفضلا عن اللغة، لاحظوا كيف يتعامل الإعلام العربي مع إسرائيل، إنه يجبن عن نشر الأخبار ذات الطابع الثقافي أو الاقتصادي، أو حتى بعض السياسي، لأنه يخشى من رجل الشارع أن يثور عليه ويتهمه بالصهينة. لذلك يتجنب عرض الحقائق أو يختار منها الضئيل. حتى في وقت دوران المعارك ضد غزة أو لبنان، كانت الفضائيات العربية تتجنب أو تحذر من استضافة متحدث باسم الجانب الإسرائيلي حتى لا يغضب عليها المشاهد العربي صاحب الرأي الواحد، رغم أن الاستماع لطرفي المعادلة هو من صميم مهنية العمل الإعلامي. وحدها قناة «العربية» تجرأت على كسر المحذور، لذلك لم يتأخر بعضهم من تحوير اسمها إلى «العبرية».
الحقيقة أن العرب انشغلوا بالغضب والكره الأعمى منذ نكسة 1967، وفي هذه الأثناء، بنت إسرائيل 8 جامعات حكومية، و200 متحف، يطوف بها 4 ملايين سائح سنويا، وأصبحت منافسة للولايات المتحدة في صناعة البرمجيات والأجهزة الإلكترونية.
وبلا قصد إغاظة المتحمسين الغاضبين، فإن الناتج المحلي لإسرائيل 240 مليار دولار سنويا، وما تقدمه أميركا من مساعدات سنوية لإسرائيل لا يتجاوز 1.5 في المائة من قيمة الناتج المحلي، وثلاثة أرباع هذه المساعدات تذهب في شراء الأسلحة، أي أن واشنطن تعطيهم باليمين وتأخذه بالشمال. هذه المعلومة تدحض ادعاء من يقول إن أميركا تطعم الإسرائيليين الخبز وتنفق على تعليمهم وصحتهم. هذا غير صحيح للأسف، إسرائيل دولة غنية لا تحتاج من ينفق عليها، فوضعها الاقتصادي يشابه إلى حد بعيد اقتصاد كوريا الجنوبية.
فقط اقرأوهم، لتفهموا أين أنتم منهم، الحروب لا تكتسب بمشاعر الكراهية وإلا لهيمن العرب على العالم بعواطفهم السلبية تجاه الأشياء والأحداث.
«اعرف عدوك» حتى لا تتفاقم الخسائر، هذه كانت دعوتي، ولا أزال عليها.
حركة السلاح الإيراني؟
عماد الدين أديب عن الشرق الأوسط
في آخر كلماتها قبيل مغادرة منصبها وزيرة لخارجية الولايات المتحدة الأميركية، حذرت السيدة هيلاري كلينتون من تنامي عمليات الحشد والتسليح والتسخين التي تقوم بها إيران في المنطقة.
والمعلومات الواردة من اليمن تؤكد قيام البحرية الأميركية بإيقاف باخرة كبرى محملة بالأسلحة من إيران في طريقها إلى قوات الحوثيين.
ونشرت الصحف العبرية خلال الأيام القليلة الماضية معلومات تدعي أن آلاف الصواريخ الإيرانية المحمولة كتفا قد تم تهريبها من الأراضي السورية إلى الأراضي اللبنانية وأصبحت في حوزة المخازن السرية لحزب الله اللبناني.
وجاء في التقارير المعلنة عن الضربة الجوية التي قام بها الطيران الإسرائيلي داخل الأراضي السورية لضرب مركز أبحاث وتصنيع وتجميع صواريخ سورية قادرة على حمل رؤوس كيماوية لمدى متوسط وطويل، أن هذه الأبحاث تمت برعاية وتمويل إيرانيين.
إذن نحن أمام حركة عسكرية وأمنية محمومة من قبل الحرس الثوري الإيراني في المنطقة بهدف إحداث تسخين وتصعيد للأوضاع في المنطقة، ويبقى السؤال لماذا الآن؟
يبدو أن صانع القرار الإيراني يريد الحصول على أكبر أوراق ضغط أمني على السياسة الأميركية قبيل الحوار الأميركي - الإيراني المنتظر.
ويبدو أن السياسة الخارجية الإيرانية تريد أن تستقبل الثلاثي الجديد في واشنطن «وزير الدفاع، وزير الخارجية، مدير الاستخبارات الأميركية» بتصعيد قوي في المنطقة.
والمراقب للأحداث لا يمكن له أن يتغافل عن عدة تصريحات إيرانية أخيرة منها:
الأول: تصريح رئيس الأركان الإيراني عن التهديد بإغلاق مضيق هرمز أمام الملاحة العالمية في حال تعرض إيران أو أي من حلفائها للخطر.
الثاني: تصريح وزير الخارجية الإيراني بأن طهران لن تسمح بأي تدخل خارجي لإسقاط نظام الرئيس السوري بشار الأسد الحليف القوي الذي لا يمكن الاستغناء عنه.
هذه التصريحات، بالإضافة إلى حركة نقل الأسلحة، بالإضافة إلى النشاط الأمني النشط لإيران، والمناورات البحرية الاستعراضية في الخليج العربي، كلها إشارات خطر عظيم يدفع للتساؤل: هل تريد إيران الاشتباك الفعلي أم أنها تقوم بالتصعيد بهدف المقايضة مع الأميركان؟
اسرائيل ستندم.. نحن في الانتظار
عبد الباري عطوان عن القدس العربي
صحيح ان الغارة الاسرائيلية التي استهدفت مركزا للأبحاث جنوبي دمشق، ولم تستغرق الا اربع دقائق، قد احرجت النظام السوري، الا انها احرجت ايران بقدر اكبر، وهذا ما يفسر، في اعتقادنا، ردة الفعل الايرانية الغاضبة والمتوعدة بالانتقام.
السيد سعيد جليلي امين المجلس الاعلى للأمن القومي الايراني الذي طار الى دمشق فور اذاعة انباء الغارة، والتقى الرئيس بشار الاسد اكد في مؤتمر صحافي عقده بعد اللقاء 'ان الاسرائيليين سيأسفون لهذا العدوان'.
المسؤولون الايرانيون اكدوا اكثر من مرة ان اي اعتداء على سورية هو اعتداء على ايران، وان الاخيرة لن تسمح بسقوط نظام الرئيس بشار الاسد. ولا شك ان هذه الغارة الاسرائيلية وضعت هذه الاقوال موضع اختبار جدي، خاصة ان منتقدي ايران في اوساط المعارضة السورية استغلوها للتشكيك في هذا الالتزام، ورددوا اتهامات تقول ان ايران تدعم النظام في مواجهة شعبه، ولكنها لا تفعل الشيء نفسه عندما يتعلق الأمر بالعدوان الاسرائيلي.
اللهجة التي استخدمها السيد جليلي في مؤتمره الصحافي، والتهديدات بالانتقام من العدوان الاسرائيلي التي وردت على لسانه، جاءتا مختلفتين عن كل التصريحات والتهديدات السابقة، مما يوحي ان احتمالات الرد على هذا العدوان الاستفزازي الاسرائيلي باتت اكثر ترجيحا من اي وقت مضى.
السؤال هو عما اذا كان هـــــذا الرد المفــــترض سيكون مباشرا، اي من قبل قوات او طائرات او صواريخ ايرانية، او عبر الطرف السوري نفسه الذي تعرض لأكثر من عدوان مماثل حتى قبل اندلاع الثورة السورية، او من خلال طرف ثالث مثل حزب الله في لبنان والجهاد الاسلامي في قطاع غزة؟
' ' '
نختلف مع بعض الآراء، خاصة في منطقة الخليج، التي تقول ان ايران لم تحارب اسرائيل مطلقا، فحزب الله اللبناني الذراع العسكرية لإيران في المنطقة العربية حقق انتصارين كبيرين في حربين ضد اسرائيل، الاول عام 2000 عندما اجبر اسرائيل على التسليم بالهزيمة والانسحاب من جانب واحد من جنوب لبنان، ودون اي اتفاق مع المقاومة اللبنانية. والثاني عندما صمد صيف عام 2006 لاكثر من 33 يوما وحطم اسطورة دبابة 'الميركافا' الاسرائيلية.
ولا يمكن ان ننسى ان الصواريخ التي ردت فيها المقاومة الفلسطينية على الهجوم الاسرائيلي على قطاع غزة، سواء كانت 'فجر5' التي كانت في حوزة الجهاد الاسلامي، او 'ام 75' الحمساوية من صنع ايراني بالكامل، مثلما هو حال صواريخ الجهاد، او من مواد وقطع ايرانية وتركيب خبراء حركة 'حماس'.
العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة الذي استغرق ثمانية ايام كان اختبارا للقبة الحديدية الاسرائيلية في مواجهة صواريخ ايران، التي وصلت للمرة الاولى الى تل ابيب ومشارف القدس المحتلة، والغارة الاسرائيلية التي استهدفت مركز الابحاث او القافلة التي كانت تنقل اسلحة وصواريخ مضادة للطائرات الى حزب الله، حسب الرواية الاسرائيلية، جاءت لاختبار مدى صلابة التحالف الايراني السوري،الى جانب كونها رسالة استفزازية لإيران لهزّ صورتها امام الرأي العام العربي او قطاع عريض منه.
ما يجعلنا نميل اكثر هذه المرة الى احتمالات الردّ الانتقامي على هذه الغارة، وربما في فترة قريبة، انه لو حدث فعلا، سيخلط كل الأوراق في المنطقة، وسيعزز موقف النظام السوري، وسيحرج المعارضة السورية، وقد يعطي الرئيس الاسد 'عجلة انقاذ' من مأزقه الحالي.
انا شخصيا سمعت السيد سمير النشار العضو القيادي في المجلس الوطني السوري يدين العدوان الاسرائيلي على سورية، ويؤيد اي ردّ عليه، وقال بالحرف الواحد في مقابلة على قناة 'الميادين' الفضائية انه لو كان في السلطة لما تردد في استخدام كل الاسلحة للتصدي لهذا العدوان والثأر منه.
السؤال هو حول قدرة النظام السوري على التخلص من عقدة الخوف تجاه اسرائيل، والاقدام على الرد على هذا العدوان السافر، لوضع حدّ لهذه الإهانات الاسرائيلية المتكررة، خاصة ان اسرائيل تهددّ بتكرار الغارات، واقامة منطقة عازلة بعمق 17 كيلومترا داخل الحدود السورية في مواجهة هضبة الجولان المحتلة.
اسرائيل لم تخرج منتصرة في جميع حروبها التي خاضتها منذ عام 1973 ضد العرب، والمقاومتين اللبنانية والفلسطينية على وجه الخصوص، صحيح انها اجتاحت لبنان مرتين، الاولى عام 1982 ،والثانية عام 2006، ولكنها اضطرت للانسحاب مهزومة في المرتين، وهاجمت واجتاحت قطاع غزة مرتين ايضا، الاولى شتاء عام 2008 ، والثانية في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، واضطرت الى استجداء وقف اطلاق النار ولم تحقق ايا من اهدافها في القضاء على حركات المقاومة الرئيسية مثل حماس والجهاد الاسلامي، او تدمر ترسانتها المكتظة بالصواريخ الحديثة من مختلف الأوزان والأحجام.
' ' '
نتمنى ان يراجع الرئيس الاسد التجربة الامريكية في العراق، والاخرى في افغانستان، ولا نعتقد ان اسرائيل تستطيع ان تحقق في سورية ما عجزت امريكا، القوة الأعظم في التاريخ، عن تحقيقه.
صحيح ان العرب ممزقون، والمستقر مجازا منهم يقف في الخندق الآخر المعادي لسورية، ولكن هؤلاء لم يكونوا جميعا عونا لسورية، والاستثناء الوحيد هو مصر، واذا صحت البيانات الايرانية العسكرية التي تتحدث بشكل دوري عن اختبار صواريخ بعيدة المدى، وانتاج طائرات قادرة على اختراق الرادارات، وعن مناورات عسكرية برية وبحرية، فإن سورية تجد دعما من حليف قوي يستطيع ان يعوضها عن كل العرب.
الغرب ينصب صواريخ باتريوت لحماية حليفته تركيا، وحلف الناتو يؤكد انه سيقف الى جانبها في حال تعرضها لأي عدوان خارجي، ومن المفترض ان تفعل ايران الشيء نفسه بالنسبة الى حلفائها في سورية، اوهكذا يقول المنطق.
ما نريد ان نقوله، وبكل اختصار، ان هــــذه العـــــربدة الاســرائيلية يجب ان تتوقف، وان التهديدات والتوعدات الايرانية والسورية يجب ان تترجم الى افعال حتى يتم اخذها بالجدية المطلوبة. واذا تحقق ذلك فإن اقنعة الكذب والنفاق والتبعية لاسرائيل وامريكا ستسقط عن وجوه كثيرة بشعة.
عطل في شبكة الهاتف الإسرائيلية: رد سوري على الغارة؟
حلمي موسى عن السفير
صُدمت إسرائيل يوم أمس الأول، بتوقف إحدى أكبر شركات هاتفها الخلوي عن العمل إثر خلل مركزي وتعطل الخدمات المقدمة لحوالي ثلاثة ملايين مشترك. وقد حدث ذلك لشركة «بيلفون» الإسرائيلية الشهيرة، الأمر الذي أثر ليس فقط في الحياة اليومية لغالبية الإسرائيليين، وإنما كذلك في مفاوضات تشكيل الحكومة الإسرائيلية الجديدة. ونظراً لوقوع هذا العطب على مقربة من الغارات على سوريا، سرت مخاوف من أن يكون ما جرى ناجما عن حرب إلكترونية شنتها جهات موالية لسوريا، وهو ما يقوم الجيش الإسرائيلي بالتحقيق فيه.
وبحسب وسائل الإعلام الإسرائيلية فإن خللاً واسعاً أصاب أمس الأول شبكة الهاتف الخلوي التابعة لشركة «بيلفون» الأمر الذي لم يسمح لمئات آلاف المشاركين في الخدمة من إرسال أو استقبال مكالمات أو رسائل نصية. ودام الحال ساعات طويلة قبل أن تتمكن طواقم الشركة من التغلب على الخلل في منتصف ليلة الأحد ـ الاثنين. والواقع أن الخلل الذي أصاب «بيلفون» لم يقفز عن شركتي الهاتف الرئيسيتين الأخريين، «سيلكوم» و«أورانج»، اللتين لم تفلحا في تحمل الأعباء الناجمة عن غياب خدمات «بيلفون». وتأثرت كذلك شركات هاتف خلوي محلية أخرى أقل أهمية من الشركات الكبرى، لأنها تعتمد أساساً على البنية التحتية لـ«بيلفون» و«سيلكوم».
وبحسب الخبراء فإن الخلل وقع في مكون مركزي في الشبكة تجتمع عنده معطيات كل الزبائن، وهو المسؤول عن تحديد وتمييز الخدمات للمشاركين. وأعربت جهات فنية عن اعتقادها أن الخلل نجم عن عطب في احدى ركائز شبكة «بيلفون»، الأمر الذي لم يسمح لمنظومة الحواسيب بتشخيص أرقام الهواتف أو خطوط المشتركين، وبالتالي تحويل المكالمات منهم وإليهم.
وبدأت المؤسسة الأمنية الإسرائيلية أمس الأول، فحص ما إذا كان لانهيار شبكة «بيلفون» صلة بهجمات نفذتها من تصفها بالجهات الإرهابية. ومعروف أن في إسرائيل عدة جهات مسؤولة عن أمن الشبكات ومهمتها منع هجمات خارجية على إسرائيل ومنشآتها الحيوية. ويعتبر جهاز الأمن الداخلي «الشاباك»، وطاقم السايبر الوطني، ووزارة الدفاع والجيش الإسرائيلي بين الجهات الأساسية المسؤولة عن مكافحة هجمات السايبر. وبسبب حجم العطب الذي أصاب «بيلفون» والعجز طوال يوم بكامله عن اكتشاف موقعه، تزايدت الشكوك باحتمال أن تكون الشبكة قد تعرضت لهجوم إلكتروني معاد. ولم تكن هذه المرة الأولى التي تتعرض فيها إحدى شركات الهاتف الخلوي الإسرائيلية لمثل هذه الأعطال، إذ سبق وتعرضت شركة «سيلكوم» لعطل استمر أكثر من يوم في العام 2010.
وقاد العطل في الشركة الإسرائيلية إلى أن يتدخل مهندسو شركتي «أريكسون» و«إتش بي» (hp)، حيث قدمت الأولى أعتدة التصنيف وقدمت الثانية منظومات هندسة الرقابة الإلكترونية. وبعد إصلاح العطب أعلن المدير العام لـ«بيلفون» أنه «بقدر ما نعلم، الأمر لا يتعلق بتخريب أو باقتحام هاكرز وإنما بخلل هندسي. لكن تحليل المشكلة سيستمر الليلة. وستفحص الشركة أمر تعويض الزبائن».
والواقع أن المخاوف الإسرائيلية من أن يكون انهيار شبكة «بيلفون» نجم عن هجمات الكترونية لم تأت من فراغ. فخلال الساعات الـ48 التي سبقت الانهيار تعرض أكثر من ألف موقع الكتروني إسرائيلي لهجمات من هاكرز عرب رداً على الغارة الجوية على مركز البحوث العلمية السوري. وكتب الهاكرز في غالبية المواقع التي سيطروا عليها، أن «هذا هجوم سايبر على مواقع انترنت الكيان الصهيوني رداً على الهجوم الإسرائيلي على مركز البحوث العلمية. انتظروا المزيد».
وأشار دورون سيفان، الذي يدير شركة «ميدسك سكيورتي» لحماية المنظومات، الى أن هذه ليست المرة الأولى التي يهاجم فيها هاكرز سوريون مواقع إسرائيلية. وقال «هم في كل مرة يبحثون عن ذرائع مختلفة، وعلى ما يبدو وفرت لهم الغارة مبررا جيدا». ولاحظ خبراء الحماية الإسرائيليون أن الهاكرز السوريين ركزوا هجمتهم هذه المرة على مواقع صغيرة نسبيا، لا تمتلك مستوى حماية عاليا جدا. والتسلل إلى الخادم الذي يستضيف هذه المواقع «يفتح الباب» إلى بقية المواقع المستضافة هناك، كما في حجارة الدومينو.
وأشار الدكتور طال فابل، في مقالة له في «معاريف»، إلى أن إسرائيل موجودة على مرصاد «الجيش الإلكتروني السوري» وأن الأيام الأخيرة تشهد على أن الانترنت بات عالما موازيا للعالم المادي، وهو حلبة صراع بين الأطراف المتعادية. وكتب أن الصراع يدور أيضاً ضمن قواعد سرية وغموض وعناصر مباغتة، تشبه النشاط القائم في العالم «الحقيقي». وأشار إلى أنه بعد وقت قصير من الإعلان عن الغارة الإسرائيلية على سوريا وقعت عشرات المواقع الإلكترونية الإسرائيلية فريسة لهجمات أعلن مسؤوليته عنها «الجيش الإلكتروني السوري». وكتب أن هذا الجيش يعمل على ما يبدو لمصلحة النظام السوري أو على الأقل برعايته للمساس بأعداء سوريا الداخليين والخارجيين. وسبق لهذا الجيش أن هاجم خادم صحيفة «هآرتس» كما أعلن أمس الأول مسؤوليته عن اقتحام موقع وزارة المواصلات.
سوريا: مديحٌ لمعاوية بن أبي سفيان
جهاد الزين عن النهار اللبنانية
بين النصوص الجادة العديدة التي قدّمها مشاركون في مؤتمر"من أجل سوريا ديموقراطية ودولة مدنية" الذي انعقد الأسبوع المنصرم في جنيف لفت نظري نصّان من "لَوْنَيْنِ" ثقافيّين سوريّيْن مختلفيْن بل من حساسيّتيْن مختلفتين في الثقافة السياسية جديريْن برصدٍ بل باهتمامٍ خاص.
الأول هو الخطاب الذي ألقاه الشاعر أدونيس والثاني ورقة الشيخ رياض درار.
في الحقيقة خطاب أدونيس بل جملةٌ واحدةٌ فيه هي التي تستوقف لأنها كفيلةٌ بأن تفتحَ على مدىً جديدٍ في النظرة إلى إحدى الموضوعات الكبيرة في تاريخ الثقافة السياسية العربية والمسْلمة!
هذه الجُملة هي التالية: ... الدولة العربية الأولى في دمشق التي أنشأها معاوية وحملت البذورَ الأولى للثقافة المدنية وكانت النواةَ الأولى للفصل بين الدين والدولة، أو لإعطاء "ما لقيصر لقيصر وما لله لله"...
كلام لافتٌ جدا على المستوى الثقافي حين يصدر عن شخص من وزن أدونيس في السجال المعاصر حول الثقافة العربية وتحديدا الدينية.
فلو حمَلْنا هذه الجملة كعنوان لَصَلُحَتْ لنقاش غير مألوف بين المفكّرين العرب (وليس المستشرقين؟) من شأنه أن يعيد النظرَ في الكثير من المسلّمات حول الدولة الأموية التي هي تقليديا موضع إهمال وتشكيك من الفكر السلفي السني الذي يحصر الشرعية الدينية والسياسية والأخلاقية بـ"الخلفاء الراشدين" في صدر الإسلام ومن الفكر الشيعي التقليدي الذي بالإضافة إلى اتفاقه مع "المذاهب الأربعة" السنيّة على عقيدة "الخلافة الراشدة" يرفض أصلا أي شرعية للدولة الأموية. لهذا ينمُّ هذا التقييمُ الأدونيسيُّ عن شجاعة متعددة المستويات في إطار الحساسيات الدينية العربية والإسلامية من جهة، ويحرّض في الأوساط العلمانية على تفكير تجديدي في النظرة إلى المفاهيم والتراتبيات التي فرضَتْها الثقافة السياسية الشائعة من جهةٍ ثانية.
كل هذا في جُملةٍ واحدة بل في جزءٍ من جملةٍ أطول(¶)!
يرى إذن صاحب "الثابت والمتحول" و"الكتاب" (الذي هو تأريخٌ شِعريٌّ لـ"الفتنة" الاسلامية الاسلامية أو كما يقول هو فيه: "آهِ من ذلك اليومِ الْذي أصبحَ تاريخَنا كلَّهُ")... يرى أن معاوية من دمشق هو أول مؤسّسٍ لدولة فصل الدين عن الدولة في الإسلام... وبهذا المعنى فإن دمشق هي مهد أول فصل للدين عن الدولة في التاريخ الإسلامي وأن معاوية هو رائد هذا التحول... ويختار، ليقول ذلك، مؤتمراً في قلب الصراع الضاري الدائر حاليا في كل سوريا كجزء من حرصه على تقديم نفسه في الإطار الثقافي للهموم السورية والعربية وليس في محض السياسة حتى لو كان في لُجّتها.
لسنا هنا في مجال موافقة أو معارضة مقولة أدونيس الأُمَوية ولكننا نسجّل أهميّتَها ونفكّر فيها في الآن معا.
النص الثاني في مؤتمر جنيف المشار إليه والذي يستحق التوقف هو ورقة الشيخ رياض درار الذي لم أستفد فقط من الاستماع إليه بل سُعدتُ أيضاً بالتعرّف عليه. أما هو فإمام مسجدٍ سابقٌ في دير الزور وسجينٌ سابق في سجون النظام لبضع سنوات ولم يكن يوما عضوا أو مؤيدا لـ"الإخوان المسلمين". وأما نصّهُ فهو مرافعة من شيخ مُسْلمٍ (سنّي طبعاً) ضد "الفكر التكفيري" وضد فكر سيد قطب تحديدا الذي يقول الشيخ درار عنه في نصّه:"سيد قطب لم يكن فقيها ولا رجل عِلْمٍ في الدين إنما هو رجُلُ أدبٍ وبلاغةٍ تناولَ النصَّ الدينيَّ وفق رؤيةٍ سياسية... وربما هذا هو منبعُ الإعجاب الذي قاد إلى تَمَحْوُرِ الكثيرين حول كتابه "في ظلال القرآن" وبيانه الساحر...".
والشيخ درار إذْ يكشف "الميثاق"الذي "تعاهد" عليه "الكثير من الكتائب المسلّحة" وأسماءَ قادتِها والمتضمّنَ السعيَ لإسقاط مشروع الدولة المدنية الديموقراطية وإقامة "خلافة إسلامية" يكتب أن "الناشطين الإسلاميين في سوريا بتشدُّدِهم ضد الحل الديموقراطي يساهمون في تأخُّرِ الإسلام ودخولِه العصر" إلى أن يُنهي ورقتَهُ بالتالي:"إن مراجعة الإرث التاريخي الفقهي ضرورةٌ هامةٌ للخروج من هالة القدسية التي رُسِمتْ للرجال على حساب النص وضرورة إعمال العقل والنقاش المفتوح بدلاً من تكريس ثقافة الأمر الواقع وثقافة الإقصاء والاستبعاد فلا بد من حسم القضايا المتعلّقة بالمرأة والرق والإماء والزواج من القاصرات وتعدّدِ الزوجات وقضية الجزية وحكم المرتد والعلاقات مع الأديان الأخرى والتعدّد المذهبي...".
إذا كانت كل هذه القضايا التي يعدِّدُها شيخُنا هي التي تشكِّل الشُغلَ الشاغل للسلفيين الجهاديين والسلفيين في كل المذاهب ً... فلنتصوّرْ أين نحن جميعا وفي أي جحيم؟
ما يمكن أن يُضاف في هذه العجالة على إشارة أدونيس أن هذه الرؤية للدولة الأموية تسمح، إذا صحّتْ، بما يمكن أن يُصبح أساساً سياسياً مبكراً لمفهوم فصل الدين عن الدولة في المجتمع الديني – كما هي في عصرِنا الدولةُ "المؤمنة" دينياً في الولايات المتحدة الأميركية التي تفصل الدين عن الدولة تبعاً لمصطلح "السيكولارية" الذي هو اشتقاق أنغلوساكسوني لمعنى الفصل مُتمايزٌ عن اصطلاح "العلمانية" الفرنسي الحامل لمعنى أكثر تناقضا بين قطبيْ ذلك الفصل.
هذا تحت "قبعة" أدونيس أما تحت "عمامة" رياض درار فموقفٌ مع الدولة المدنية يعيد الاعتبار لنمط من رجال الدين "غير الدينيين" في النظرة السياسية وهو نمط كان هو السائد والأقوى في مصر وبلاد الشام والمغرب في الزمن الذهبي لليبرالية العربية في النصف الأول من القرن العشرين وعقد أو عقدين تَلَيَاهُ قبل أن يبدأ النمط الديني الأصولي بالسيطرة على الموقف الديني في العقود الأخيرة. ولا يمكن تصوّر بناء دول ديموقراطية مدنية في بلداننا بدون إعادة الاعتبار له.
إيران وإسرائيل.. وبينهما سوريا!!
كلمة الرياض بقلم:يوسف الكويليت
سياسة إيران تجاه المنطقة العربية، ليست مذهبية بغلاف قومي شوفيني، بل تتجه إلى خلق فوضى في المنطقة كلها، ولأن ذراعها السورية انكسرت بفعلٍ داخلي لم تتوقعه عندما خططت لبناء حائط سميك يمتد منها إلى لبنان، ومن اليمن إلى دول الخليج، تصرفت بعقلية الوهم الامبراطوري في زمن تخلت أمريكا والاتحاد السوفياتي عن عقلية الامبراطوريات، وفي زمن غرقت الدولتان في مستنقع أفغانستان، وفيتنام ثم العراق، وإيران أدركت أن شعارات الممانعة والمقاومة ومجابهة العدو الإسرائيلي، لم يعد أحد يراها منطق العقل، لأن إيران تخشى ضربة إسرائيلية، أكثر من خوفها من أمريكا وأوروبا، ولم يعد العرب يقبلون تسويق تجارة صنعوها ورفضوها..
إسرائيل نفذت الأسبوع الماضي غارة عسكرية استهدفت مركزاً عسكرياً للبحوث قرب دمشق، وكذلك قافلة أسلحة متجهة من سوريا لحزب الله، وانتظر العالم رد فعل الحليف الإيراني على هذا الاعتداء والذي كان يصرح أن أي اعتداء على سوريا يجبر إيران على الرد المباشر بمثل ما جرى من اعتداء، والنتيجة زيارة لجليلي أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني لدمشق للتطمين، وتصريحه «أن إسرائيل ستندم على عدوانها» لكن ما هي الوسيلة والرد، والتوقيت ظلت أموراً عائمة، لأن المنطق الموضوعي والصريح والذي تجنبه جليلي أن بلده أذكى من أن تدخل في حرب خاسرة، أو حتى مناوشات مع دولة أقوى منها، وتعمل على تدمير مفاعلاتها النووية، لأن مثل هذه المغامرة ستدخل أمريكا وأوروبا طرفاً في حرب لا تقوى عليها، بل وتكون عذراً أمام العالم بتنفيذ المهمة التي تتوعد بها إسرائيل إيران..
إسرائيل صرحت أيضاً أن سلاحها الجوي قصف ليلة أمس الأول هدفاً لحزب الله يعتقد أنه جهاز إلكتروني، بمعنى أن الدائرة التي تريد إسرائيل استخدام ذراعها العسكرية تتوسع كل يوم، وهذه المرة لم تعلق إيران على الحدث لا بالاستنكار، ولا التهديد بالرد المناسب، كما تحاول أن تعلل أقوالها، ولا تربطها بأفعالها، إلاّ إذا كانت ترى أن الأمر يخص الحكومة اللبنانية، وهي المسؤولة عن محاسبة إسرائيل على اعتداءاتها كنوع من الهروب من واقع لا تقوى على مواجهته..
في أحد موانئ اليمن على البحر الأحمر احتُجز قارب يحمل أسلحة وصواريخ اتجهت النية إلى رسوّه وتفريغ حمولته للحوثيين، وهي ورطة سياسية وعسكرية حاولت إنكارها إيران، وقبل ذلك قبض على أسلحة وأجهزة إرسال ووثائق تريد أن تزعزع الوضع اليمني، والسيطرة على مناطق تكون بداية للتوسع على الأرض اليمنية، وخلق دولة شيعية تدين بالولاء لها، لتكون القنطرة لضرب الأمن الخليجي العربي، ومثل هذه السياسة لا تخفى دوافعها، لكن هل إيران تستطيع الاستمرار بما تسميه تعميم ثورتها إلى الخارج، وهي التي تعرف أن الاتحاد السوفياتي وهو القوة العظمى، والاقتصاد الهائل، تكسرت مراكبه داخل تضاريس أفغانستان لينفجر من الداخل بتفتت الدولة الكبرى بأسوأ سيناريو؟
إيران، من الداخل لا تستطيع إخفاء عجزها الاقتصادي وتدهور عملتها وتحرك القوى القومية، وحتى الفارسية، أمام فوضى الدولة وأحلامها، حتى إن هناك تقارير أمريكية ترشحها هذا العام لربيع يطيح بالدولة والثورة وكل مخلفاتهما وهي صورة ترعب القيادات التي تحاول كل يوم المناورة بإظهار قوتها على الأرض والفضاء لتغرير الشعب الإيراني الجائع..
سوريا ولبنان أمام العاصفة!!
صالح عوض عن الشروق الجزائرية
قام سلاح الجو الإسرائيلي بقصف مركز للبث في الجنوب اللبناني تابع لحزب الله.. وقبل ثلاثة أيام، نفذت الطائرات الإسرائيلية عملية عسكرية استهدفت قافلة سلاح أو مركزا للأبحاث العلمية في سوريا أو كليهما.. ماذا يعني ذلك في الحين الذي ترسل الإدارة الأمريكية إشارات واضحة بالسعي لإطلاق العملية السياسية بخصوص الملف الفلسطيني والدعوة إلى حل سلمي للأزمة السورية؟
في التصريحات المتتالية للمسؤولين الصهاينة لا تغيب الرغبة الإسرائيلية في الاستفادة من الأوضاع القائمة في لبنان وسوريا لجهة تحقيق ضربات نوعية تشل القدرات العسكرية لسوريا وحزب الله اللبناني.. وبذلك تكون الحكومة الإسرائيلية قد تمكنت من نقل موضوع الاشتباك مع المواقف الدولية إلى دائرة أخرى غير الموضوع الفلسطيني، وفرض وقائع جديدة لعلهم يفكرون بأن تنتهي بحرب دولية على حزب الله والتدخل المباشر لتدمير القوة السورية، وذلك بعد أن يحاول حزب الله وسوريا الرد على الاعتداءين السافرين.
في المقابل، يأتي هذا التصعيد في مرحلة تم فيها عزل النظام السوري عن حلفاء حقيقيين، لا سيما حركات المقاومة الفلسطينية وحماس بالذات، وكذلك بعزله من قبل النظام العربي والمؤسسات الدولية، وأصبحت المعارك مع مجموعات مسلحة في كل مكان من سوريا.. وكذلك يأتي هذا التصعيد في مرحلة استنفار طائفي في لبنان بلغ ذروته باشتباكات في شمال لبنان وجنوبه مع احتمال اندلاع الحرب الطائفية في أي وقت.. فحزب الله اليوم ليس إجماعا "وطنيا" لبنانيا، بل طرف معزول من قبل قوى عديدة، بعد أن لاحقته التهم بالوقوف العملي مع النظام السوري ضد المواطنين السوريين.. في هذه المرحلة، يجد النظام السوري وقيادة حزب الله أن الاستدراج الإسرائيلي لهما إنما يقصد منه تبديد قواتهما وتشتيت قدرتهما، لا سيما إذا كان العدوان محل اتفاق سري مع القوى الغربية وعلى رأسها أمريكا.. إذن، فالحرب الخارجية تتكامل مع الحرب الداخلية ويصبح حينئذ من الصعب الحفاظ على القوة الذاتية.
ذلك في حال ما إذا قامت القوات السورية بقصف تل أبيب، كما هدد النظام في سوريا، ردا على الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة، والتي طال بعضها العاصمة السورية دمشق.. وذلك أيضا في حال ما إذا قام حزب الله بالرد على قصف موقعه بقصف مواقع للقوات الصهيونية أو أي هدف حيوي إسرائيلي.. ولكن ما هي نتيجة الموقف المتوقع بصمت فوهات المدافع السورية وإحجام حزب الله عن الرد..؟ في مثل هذه الحالة تكون إسرائيل قد وجهت ضربة معنوية قاسية إلى النظام السوري وإلى حزب الله اللبناني.. ويكون قد تم توجيه الأنظار في سوريا ولبنان إلى عدوان خارجي محتمل، الأمر الذي يستنزف الجبهة الداخلية لكل من البلدين.. وهكذا نكتشف كم كانت سذاجة البعض عندما رأى بأن إسرائيل لن تدخل على الخط.. فإسرائيل تراقب وتقدر الموقف وتتدخل في الوقت المناسب، والهدف الإسرائيلي واضح تماما أنه إنهاك القوة العربية وتدمير احتمالات خطرها.
من الغريب حقا أن ينبري بعض أدعياء الحرية في سوريا بامتداح العدوان الإسرائيلي، ويتحدثون بشماتة عن الأوضاع السورية.. وهذا يكشف زيف الدعاوى التي يرفعها الكثيرون، لأن الأمة ستقف فورا مع سوريا وحزب الله في أية معركة محتملة، لأن الأمة تدرك أن إسرائيل حالة عدوان قائم، لا يمكن الالتقاء به في منتصف الطريق.
الرئيس المؤمن محمد مرسي
بلال فضل عن الشروق المصرية
لا يعلم الغيب إلا الله، ولذلك فقد فرحنا من أعماق قلوبنا عندما استعان محمد مرسي في خطبة فتح الصدر الشهيرة بكلمات سيدنا عمر بن الخطاب الخالدة «إن رأيتم فيّ اعوجاجا فقوموني»، قبل أن نكتشف أن مرسي لم يكن يخاطب كعمر جموع شعبه، بل كان يخاطب مكتب إرشاد عشيرته فقط دون غيرهم، وهؤلاء لن يروا فيه اعوجاجا حتى لو طلب منه الشعب كله أن يتوقف عن الاعوجاج ويحل عن سماء البلد التي قسّم أهلها وكذب على شعبها وأكمل سفك دماء شبابها.
كانت تلك على أية حال المرة الأخيرة التي يستشهد بها مرسي بكلمات عمر بن الخطاب أو بوصاياه، ليس هذا اتهاما مرسلا بل حقيقة تستطيع أن تستنتجها لو تأملت سياسات مرسي وقارنتها مثلا بوصية عمر التي أرسلها إلى عامله الصحابي الجليل أبي موسى الأشعري وهو يحذره من التبسط في الإنفاق لكي لا يكون في ذلك هلاكه «أما بعد فإن أسعد الولاة من سعدت به رعيته وإن أشقى الولاة من شقيت به رعيته، وإياك والتبسُّط فإن عمالك يقتدون بك وإنما مَثَلُك مثل الدابة رأت مرعى مخضرا فأكلت كثيرا حتى سمنت فكان سمنها سبب هلاكها لأنها بذلك السمن تُذبح وتُؤكل». في رواية أخرى يوردها الماوردي في «نصيحة الملوك» يقول عمر للأشعري قبل أن يظهر عصر الطائرات الخاصة والفنادق الفاخرة «باشر أمورهم بنفسك فإنما أنت رجل منهم غير أن الله جعلك أثقلهم حملا، وقد بلغني أنه فشا لك ولأهل بيتك هيئة في لباسك ومركبك ومطعمك ليس للمسلمين مثلها، فإياك ياعبد الله أن تكون بمنزلة البهيمة التي مرت بواد خصيب فلم يكن لها همة إلا السِّمَن وإنما حتفها في السِّمَن». وفي كتاب آخر بعثه عمر إلى عموم ولاته يقول لهم «إني أبعثكم أمراء لا جبارين لكن بعثتكم أئمة الهدى يُهتدى بكم فرُدّوا على المسلمين حقوقهم ولا تضربوهم فتذلوهم ولا تحمدوهم فتفتنوهم ولا تغلقوا الأبواب دونهم فيأكل قويهم ضعيفهم».
تعال لنتأمل أيضا نصائح سيدنا علي بن أبي طالب لواليه على مصر مالك بن الأشتر النخعي ونسأل هل اقتدى مرسي بشيء منها، «إعلم أني وجهتك إلى بلاد جَرَت عليها دولٌ قبلك من عدلٍ وجورٍ، وإن الناس ينظرون من أمورك في مثل ما كنت تنظر فيه من أمور الولاة قبلك ويقولون فيك ما كنت تقول فيهم... فأنصف الله وأنصف الناس من نفسك ومن خاصة أهلك ومن لك فيه هوى من رعيتك، فإن لا تفعل تظلم، ومن ظلم عباد الله كان الله خصمه دون عباده، ومن خاصمه الله أدحض حجته، وكان لله حربا حتى ينزع أو يتوب، وليس شيئا أدعى إلى تغيير نعمة الله وتعجيل نقمته من إقامة على ظلم، فإن الله سميع دعوة المضطهدين وهو للظالمين بالمرصاد وليكن أحب الأمور إليك أوسطها في الحق وأعمقها في العدل وأجمعها لرضا الرعية».
عندما تقرأ كتاب (الإسلام بين العلماء والحكام) للشيخ الشهيد عبد العزيز البدري والذي كان الإخوان يستشهدون به كثيرا قبل وصولهم إلى الحكم، ستشعر بحسرة لا مثيل لها وأنت تسأل نفسك أين مرسي من نصيحة التابعي لأبي جعفر المنصور بأن يتذكر دائما حديث الرسول صلى الله عليه وسلم «إن أشد الناس عذابا يوم القيامة رجل أشركه الله في حكمه فأدخل عليه الجور في عدله»، وأين هو من تحذير الإمام مالك لهارون الرشيد من بطانة السوء التي قال فيها نبينا الكريم «ما من نبي ولا خليفة إلا وله بطانتان بطانة تأمره بالمعروف وتنهاه عن المنكر وبطانة لا تألوه خبالا»، وأين هو من عمر بن عبد العزيز الذي طلب العظة من غلام هاشمي فقال له «أصلح الله أمير المؤمنين، إن ناسا من الناس غَرّهُم حِلم الله عنهم وطول أملهم وكثرة ثناء الناس عليهم فزلّت بهم الأقدام فهووا في النار، فلا يَغُرنّك حِلم الله عنك وطول أملك وكثرة ثناء الناس عليك، فتزلّ قدمك فتلتحق بالقوم، فلا جعلك الله منهم ألحقك بصالحي هذه الأمة».
كل هذا لم يتذكره مرسي تماما كما لم يتذكر وهو يتأمل في وجوه مستشاري الندامة من حوله ما قاله العالم المعتزلي عمرو بن عبيد عندما دخل على أبي جعفر المنصور فقال له: إن الله عز وجل يَقِفُك ويسائلك عن مثقال ذرة من الخير والشر، وإن الأمة خصماؤك يوم القيامة، وإن الله عزوجل لا يرضى منك إلا بما ترضاه لنفسك، ألا وإنك لا ترضى لنفسك إلا بأن يعدل عليك، وإن الله عزوجل لا يرضى منك إلا بأن تعدل في رعيتك، وإن وراء بابك نيرانا تتأجج من الجور. فقال سليمان بن مجالد وهو واقف على رأس المنصور: يا عمرو قد شققت على أمير المؤمنين، فقال عمرو: يا أمير المؤمنين من هذا قال: أخوك سليمان بن مجالد، قال عمرو: ويلك يا سليمان إن أمير المؤمنين يموت وإن كل ما تراه يُفقد وإنك جيفة غدا بالفناء، ولا ينفعك إلا عمل صالح قدمته، ولَقُرب هذا الجوار أنفع لأمير المؤمنين من قربك، وإن كنت تطوي عنه النصيحة وتنهى من ينصحه، يا أمير المؤمنين إن هؤلاء قد اتخذوك سُلّما إلى شهواتهم».
هل حكمنا مرسي بما يرضي الله كما تعهد؟، هل كان قد استشهاده بكلمات عمر؟، وكيف كان الفاروق سيرى حكم مرسي في ظل نصائحه لولاته؟، ظني وليس كل الظن إثما أن سيدنا عمر لو كان حيا بيننا ورأى كل هذه الجرائم التي تحدث في عهد مرسي من قتل لشباب في عمر الزهور بالرصاص الحي والتعذيب ومن سجن طفل مريض بالسرطان دون حتى السماح له بحضور جلسة العلاج الكيميائي ومن استمرار لسياسات القمع البوليسية لكان قد خرج الجمعة القادمة من الأزهر محمولا على الأعناق وهو يهتف: يسقط يسقط محمد مرسي.
صور المقتول والمشنوق والمسحول.. والمستبد العارى!
عزت القمحازي عن المصري اليوم
عشرات الضحايا ومئات المصابين بين جمعة الثورة وجمعة الخلاص لم يتركوا الأثر الذى تركته صورة المواطن المسحول. هذه المفارقة توضح أن الكرامة أهم من الحياة، ولكن الأغبياء يعجزون عن فهم هذه الحقيقة البسيطة.
صورة الشهيد الحى حمادة صابر، تستدعى صورتين أخريين حددت إحداهما مصير مبارك وهى صورة خالد سعيد، أما الثانية فلم تحظ إلا بالتعاطف والغيظ الكظيم، وهى صورة محمود عيساوى الذى أعدم بتهمة قتل ابنة المطربة ليلى غفران وصديقتها.
لا يمكن إغفال انتماء خالد سعيد الطبقة للوسطى مفجرة الثورة، لكن الإهدار العمد للكرامة الإنسانية وليس الموت هو الذى حول خالد سعيد إلى أيقونة للثورة؛ فقد قتل نظام مبارك بإجرامه الآلاف وبإهماله الملايين من كل الطبقات بلا أدنى مبالغة.
لم نر فيديو لخالد سعيد، بل مجرد صورتين فوتوغرافيتين: صورة شاب وسيم بعينين تحتفظان ببريق التطلع إلى المستقبل، وصورة لرأس مهشم أَهْتَم الفم بشفتين متورمتين وعينين مطفأتين. بحذف التهشم والزرقة، يصبح وجه الضحية الميت فى ضخامة وجه الجلاد المعلوف جيدًا.
الفرق بين جمال الوجه الحى وخراب الوجه الميت هو الفرق صنعة الله الذى خلق خالد على صورته وقبح صنعة الشرطى الذى أماته على صورته. وبسبب هذا الفرق ازدادت البلاد المشتعلة اشتعالاً ولم تنجح فبركة كذبة البانجو فى ستر عرى الديكتاتور الضعيف الذى كان يواصل السير نحو مصيره بثبات غبى.
الصورة الثانية من عصر مبارك قبل أفوله كانت لمحمود عيساوى الذى أدين بتهمة قتل الفتاتين هبة ونادين. وقد وجد الاستبداد العارى الوقت لفبركة الصور وإرغامها على الكذب.
فى فيديو تمثيل الجريمة كان عيساوى هزيلاً بوجه يكسوه سواد شاحب، يتخبط من الإعياء والجوع، لا ينظر إلى الكاميرا بل إلى داخل نفسه، إما حياء من كذبه وهو يتعثر فى إلقاء اعترافه المفبرك، أو بسبب ما تعرض له من إهانة لكرامته أثناء التلقين.
صورة حمادة صابر، المواطن المسحول أعادت التأكيد على أن نظام مبارك هو نظام الإخوان: ثوب واحد بوجهين، تلوث الوجه الأصلى المقلم بخطوط فاتحة نحيلة من الحياء السياسى؛ فتم قلب الثوب لتصبح البطانة السوداء وجهًا بديلاً.
محلات الملابس تقدم للزبون إغراء الثوب ذى الوجهين، والرأسمالية العالمية قدمت للثوار الوجه الثانى؛ فحفل التسليم والتسلم ليس مصريًا تمامًا، مثلما أن حمادة صابر ليس ميتًا تمامًا. عادت بقايا إنسان إلى أسرته حية تنبض وتتكلم، لكن روحه قد ماتت. وهذه معجزة وكرامة من كرامات الوجه المؤمن من جاكت الحكم.
فى فيديو السحل كان صابر قطعة من اللحم البشرى عارية يتناوب الجنود ركلها، وعندما ستر عورته بيديه امتدت أيديهم لتباعد ذراعيه وتكشفه. غياب الملامح ألغى فرديته وجعله نموذجًا للإنسانية المهانة، لكن صابر (تأملوا مصادفة الاسم) ظل حيًا، وأدلى بشهادته المفاجئة: الشرطة لم تسحلنى بل الثوار!
كان أقدر من عيساوى فى استظهار ما حفظه بطلاقة وهو مضطجع على سرير الشرطة، بينما كانت عائلته فى الخارج تنكر عليه هذا التزييف.
الكرامة الإنسانية أهينت فى شخص حمادة ومن الأولى أن تشعر العائلة ويشعر الحى الذى ينتمى إليه بالإهانة، فهم الأقربون. والرجل الذى ماتت روحه فى ليلة الحبس ضاق بتكذيبهم له، وألصق بأهله تهمة الابتزاز: «يريدون شققًا من المحافظة» وبعفوية أضاف: «قولوا لأختى أنا اللى عارف مصلحتى» لم يقل أنا اللى عارف الحقيقة! مثل محمود عيساوى، كان صابر يدارى سوأته بتوجيه نظرته إلى حائط الغرفة وظل يزوغ بعينيه من الكاميرا طوال التقرير، لأن العين لا تكذب. لكن صدق العين مشروط ببراءة صاحبها؛ فالسياسى ورجل الأمن المعتادان على الكذب لا يتمتعان بأية براءة، لهذا حدق الكذبة بوقاحة فى الكاميرا وهما يلقيان بياناتهما، دون أن يهتز لأحدهما رمش أو تمتد له يد لتستر عورته.
فاكرنا داقين عصافير خضر بتطير!
حمدي رزق عن المصري اليوم
صحيح ناس فاضية، وتعمل من الحبة قبة، مصدر رئاسى كشف الغطاء عن قصة الزواج الميمون بين ابنة رئيس الوزراء وابن السيد الرئيس، يقول لصديقى «خالد البلشى» على بوابة «البداية»، نافيًا الزيجة المباركة: «شباب الإخوان لا يتزوجون قبل بلوغهم 26 عامًا، على الأقل، وابنة قنديل الكبرى تبلغ من العمر 14 عامًا و9 أشهر، بينما يبلغ نجل الدكتور محمد مرسى 18 عامًا»، واصفًا إياهم بـ«الأطفال»!!
يا مصدر يا رئاسى عيب تقول على بنت قنديل وابن الرئيس أطفال، خليت للمعارضة إيه؟! الأطفال يا مصدر لا يتزوجون بل يلعبون عريس وعروسة فى «هيلتون طابا»، فى حضرة العائلتين، إذن - حسب المصدر - ممنوع فى الإخوان قبل هذه السن، والتسنين طبعًا فى مكتب الإرشاد باعتباره مكتب صحة، قبلها يتفرغ الشاب الإخوانى للمجهود الدعوى، من السرية، للكتيبة، للفرقة 95، الشباب الإخوانى كما الرهبان، صلاة وصوم وضرب فى شباب التحرير، وسحل فى شباب الاتحادية، وشتيمة فى المعارضين ع الفيسبوك.
قطع المصدر الرئاسى قول كل خطيب، سن الزواج فى الإخوان 26 عامًا، والله حرام 26 عامًا كتير قوى يا فضيلة المرشد، طيب خليها 20 عامًا، خلى بنات الجماعة تتأهل، خصيمك النبى تنزل بالمجموع، خلى فى وشك القبول، الرسول الكريم قال، وهو سيد الخلق أجمعين: «من استطاع منكم الباءة فليتزوج»، وابن الرئيس يملك من الباءة ويزيد، ابن مرسى بعد الضنا لابس حرير فى حرير، ويركب طائرات بتطير، إيجار الطائرة التى طارت بالعريس والعروس 6 آلاف دولار، دفعها من مصروفه!!
ولما هو سن الزواج فى الإخوان 26 سنة، مصرين على 14 سنة ليه للمصريين؟!، معلوم شباب الإخوان فاضلون، أما شباب المصريين فاضيين، شباب الجماعة لديهم مسؤوليات تؤخر سن الزواج، بعضهم عزف عن الزواج قبل إقامة الخلافة الإسلامية وصولًا لأستاذية العالم، ولما المرشد يبقى الأستاذ يبقى إحنا تلاميذ فى المدرسة الإخوانية، وهى مدرسة لا يتزوج فيها الخريج قبل الـ 26 سنة هجرية، أما شباب المصريين، شباب المناطق الحارة، ثائرون، لازم نجوزهم صغيرين.
المصدر الحبوب، يقول: «وحتى لو فيه نسب إيه المشكلة فى كده؟ دا زواج على سُنَّة الله ورسوله!»، ويضيف: «لكن الحقيقة أن هذا الكلام عار تمامًا من الصحة»، يعنى كلام عار وإنت بتغطيه، حد اتكلم أصلًا؟!، هل يجرؤ مصرى أن يتكلم على زواج ابن الرئيس؟ يا سيدى العروسة للعريس والجرى للمتاعيس، المشكلة فيكم أنتم وفى حبايبكم، المشكلة فى منظومة عدم الشفافية، حتى اسمك تخفيه وتدلعه بمصدر رئاسى!!
مثلًا، بيان قصير من بيانات المصدر يقول فيه: « لا صحة لما أشيع عن زواج بنت قنديل من ابن مرسى»، متشكرين، لا سن الـ 26 ولا دول أطفال، حتى عيب عليك، بذمتك ابن الرئيس، الحاصل على مجموع 70 فى المائة فى الثانوية العامة، ودخل الجامعة الألمانية، طفل؟! فاكرنا أطفال يا مصدر، بافتة الريالة على الصدور، بتغطى على إيه، جواز شرعى وعلى سُنَّة الله ورسوله، مش عُرفى يا حبوب، فاكرنا داقين عصافير خضر بتطير؟!!