Aburas
2013-02-12, 10:16 AM
<tbody>
اقلام وآراء
(262)
</tbody>
<tbody>
الإثنين
11/2/2013
</tbody>
<tbody>
</tbody>
<tbody>
مختارات من اعلام حماس
</tbody>
أقلام وآراء (262)
<tbody>
النفخ في المستقلين
فلسطين الآن ،،الرسالة نت،، مصطفى الصواف
معركة دمشق الحاسمة
فلسطين الآن ،،، ياسر الزعاترة
ونش القصر الجمهورى
فلسطين الآن ’’’ أحمد منصور
سيناريوهات الخروج من الأزمة
فلسطين الآن ،،، جمال سلطان
المتربصون بالثورات العربية لن يمروا
فلسطين الآن ،،، فيصل القاسم
سورة المجادلة وإدارة الجزئيات
الرسالة نت ،،، م. كنعان سعيد عبيد
</tbody>
النفخ في المستقلين
فلسطين الآن ،،الرسالة نت،، مصطفى الصواف
ما أن بدأ الحديث عن انتخابات تشريعية أو مجلس وطني حتى تبارى البعض نحو توزيع توجهات الجمهور الفلسطيني تجاه القوى والفصائل الفلسطينية وميل هذا الجمهور لها، وإمكانيات الفوز وأسباب الفشل أو النجاح، متناسين أن الرأي العام ظاهرة غير مستقرة ومتغيرة بسرعة كبيرة ومتأثرة بالحدث الأقرب والذي يشكل عامل دفع للرأي العام تجاه جهة الحدث ومن يقف خلفها.
الغريب في الحديث هو محاولة البعض النفخ في قربة المستقلين واعتبارهم الجهة الأوفر حظا في أي انتخابات قادمة، وأعتقد أن هذا مجافي للحقيقية فالمستقلون ليسوا الجهة الأكثر ثقة لدى الجمهور الفلسطيني الأكثر ميلا تجاه القوى والفصائل والأحزاب ، وإذا أصاب هذه القوى بعض الخلل أو التراجع، فالمستقلون لا قواعد ثابتة أو قوية يمكن لهم يمكن أن يتكئوا عليها، وهم بنيان هش ومصاب بأمراض شتى، ولا ادري على أي أساس يتم النفخ في جسم مليء بالثقوب وهو كالثوب البالي الذي لن ينفع معه رتق.
المستقلون من وجهة نظري هم من فئة أصحاب المصالح، وهم خليط من أصحاب التوجهات السياسية الرخوة وغير المنضبطة بمعايير، إضافة إلى أن واقع الشعب الفلسطيني في هذه الفترة الزمنية لا يقبل بالمستقلين وسيلة لتحقيق الأهداف والمصالح العليا للشعب الفلسطيني، الذي يعيش حالة تحرر وحالة التحرر بحاجة إلى من يملك أدوات التحرير ، والمستقلون لا يملكون هذه الأدوات لذلك لن يكون لهم من وجهة نظر المواطنين دورا حتى لو كان موقف الجمهور تجاه القوى والفصائل قد أصيب بخيبات كبيرة؛ ولكن سيكون الاختيار لها وفق برامجها التي تعتمد على أدوات تحقق مصالح وحقوق الفلسطينيين، والمستقلون لا يملكون هذه البرامج وفاقد الشيء لا يعطيه.
وهنا أضرب مثالا بكبير المستقلين، وكبير الرأسماليين في فلسطين ألم يستقبل كبير المستوطنين الرأسماليين ( رامي ليفي ) في بيته وهو صاحب أكبر مؤسسة في الكيان الصهيوني لتسويق منتجات المستوطنات سواء في الداخل أو الخارج، من يكون على هذه الشاكلة هل يملك مشروع تحرير أو أدوات تمكنه من تحقيق مصالح وحقوق الفلسطينيين وعلى رأسها التحرير.
قد يكون هذا المستقل يملك مالا؛ ولكنه مال ليس للشعب الفلسطيني؛ بل هو مال شخصي، وإن أنفقه فينفقه من أجل تحقيق مصالح خاصة وان أصاب به العام، وعادة تظهر ظاهرة المستقلين في أي مجتمع مستقر ونظم سياسية كاملة التشكيل، لسنا دولة ذات كينونة مستقلة نحن ارض محتلة بحاجة إلى برنامج تحرير ومن يملك هذا البرنامج هو من سيقنع الناخب الفلسطيني، وقد يخفق صاحب البرنامج في مرحلة من المراحل، ولكن يبقى برنامج التحرير هو البرنامج الأفضل والأنجع وسيأتي اليوم الذي يؤتي فيه ثمارا ويتم من خلاله التحرير وإقامة الدولة وهي معادلة كونية، وعندها تكون ظاهرة المستقلين ظاهرة يمكن أن يعتد بها ويكون لها حظوة في الشارع الفلسطيني.
المستقلون لا يشكلون حالة إجماع، ولم يقدموا شيء للشعب والقضية حتى وإن أخفقت القوى في تحقيق مطالب الجمهور، لذلك النفخ في المستقلين مضيعة للوقت وحديث في غير مكانه وعلينا أن لا نمارس التحريض الخفي ونعمل على شيطنة القوى الفلسطينية ونظهر عوراتها وكأنها كلها أخطاء وتجنب الحديث عن ايجابيات قامت بها سواء اتفقنا معها أو اختلفنا، فلا يوجد في السياسة والمقاومة والتحرير نجاح مائة بالمائة، كما أنه لا يوجد فشل مائة بالمائة ويستمر العمل حتى تتحقق الأهداف.
في الختام صحيح يوجد لدينا مستقلين؛ ولكن نحن شعب في غالبه مؤطر، والمستقلون من وجهة نظر الجمهور نفعيين، ولا يحملون برنامجا، وان هذا ليس زمانهم، ولكن بعد التحرير وإقامة الدولة سيكون هناك متسع لهم، وانصح أن لا تضيعوا الوقت وأن نعمل على الدفع نحو انتخاب الأنفع للشعب والقضية، والعمل على أن يكون هناك تقيما موضوعيا للجميع وأن نميل حيث وجدت مصلحة الوطن.
معركة دمشق الحاسمة
فلسطين الآن ،،، ياسر الزعاترة
للذين يعتقدون أن تعنت النظام يعكس إيمانا بقدرته على حسم المعركة، لا بد من تذكيرهم بالقذافي وأكثر الطواغيت في معارك من هذا النوع، لكننا نحتاج إلى تذكيرهم أيضا بحقيقة أن النظام يستجدي الحل السياسي وكذلك حال إيران التي تريده حلا شاملا مع أمريكا يتضمن إنقاذ النظام في دمشق ورفع العقوبات الدولية مقابل التخلي عن المشروع النووي.
حين تلهث إيران خلف حل من هذا النوع، فهذا يعني يأسها العملي من قدرة النظام على حسم المعركة، هي التي تدرك أكثر من غيرها حقيقة الوضع المتردي على الأرض؛ إنْ لجهة البعد العسكري، أم لجهة الوضع الاقتصادي الذي لم يعد بوسع طهران إسناده، ولا شك أن اقتراب الانتخابات الرئاسية في حزيران المقبل، يجعل قادة المحافظين أكثر لهاثا وراء الحل الذي ينقذ بشار وينقذهم في آن، لأن استمرار الحال على ما هي عليه قد يعني ثورة شعبية تطيح بهم على غرار ثورات الربيع العربي، وفي استعادة أكثر قوة للثورة الخضراء خلال انتخابات الرئاسة في 2009.
حين يعترف وزير دفاع بشار في لقاء مع التلفزيون الحكومي أن جيشه قد أنهك، وأنه اضطر للتخلي عن بعض المناطق من أجل استمرار القتال في المناطق المهمة، فهذا يعكس حقيقة الوضع على الأرض، والذي لا يغيره حديث الوزير عن جيشه العظيم القوي والمدرب الذي لن تهزمه “العصابات المسلحة”.
منذ شهور والنظام يقاتل من أجل فك الحصار الذي تفرضه كتائب الثوار من حول العاصمة دمشق، وهو زج بجزء كبير من قواته في المعركة على أمل أن يؤدي ذلك إلى تحسين شروط التفاوض من جهة، ومن أجل تحسين وضعه على الأرض من جهة أخرى.
ليس صحيحا البتة ما قيل ويقال عن أن الثوار غير قادرين على الحسم خلال شهور، وقد كان معاذ الخطيب مخطئا حين تحدث عن امتداد المعركة لسنوات، لأن أمرا كهذا غير ممكن، لا من الناحية السياسية (تركيا والآخرون لن يقبلوا بذلك بسبب تبعاته الأمنية والإنسانية والسياسية)، ولا من الناحية الأمنية والعسكرية من حيث قدرة جيش بشار بالجزء العلوي من عناصره على مواصلة القتال، ولا من الناحية الاقتصادية من حيث تحمل تبعات الحرب (حوالي مليار دولار شهريا). وحتى لو خرجت إيران من قمقم العقوبات، فإن قدرتها على إسناد النظام ستكون صعبة إلى حد كبير، وإن قلنا: إنها لن تقصر في بذل ما تستطيع في هذا الاتجاه.
اليوم يمكن القول: إن إمكانية إحداث نقلة في المعركة قد تغدو متاحة، ليس لأن تركيا وقطر، وكذلك السعودية تفكر جديا، وربما بدأت في تقديم سلاح أفضل، وربما نوعي، ولكن أيضا لأن دولة مجاورة تشعر أن النظام سينهار في النهاية، فضلا عن عبء تدفق اللاجئين،قد اتخذت موقفا مختلفا من الثورة لجهة التسامح في نقل السلاح من حدودها، الأمر الذي سيحسِّن وضع الثوار في الجبهة.
إن وضعا كهذا لا بد أن يتزامن مع تطورات مهمة، أولها العمل في صفوف المعارضة على توحيد الجهد من أجل إخراج حكومة انتقالية مقبولة، وثانيها العمل على تفعيل العمل النضالي الشعبي في المدن السورية كافة من أجل إرباك النظام وتشتيت جهوده، ولا يجب اليأس من هذا البعد، بل لا بد من نداءات واقتراحات تضيف إلى التظاهر أعمالا شعبية سلمية أخرى كثيرة.
أما الأهم من ذلك كله فهو تركيز الجهد في معركة دمشق، ونقل الكثير من الثوار إليها من دون تفريغ المناطق الأخرى، بخاصة حلب، وصولا إلى تفكيك الحصار المضروب من حولها رغم قيام النظام بتفتيتها من الداخل من خلال كم هائل من الحواجز الأمنية كي يمنع دخول السلاح والثوار إليها. ولعل من المفيد التذكير هنا بأن تحرك طرابلس من الداخل هو الذي سهّل دخولها من قبل الثوار بشكل سريع.
المعركة الفاصلة ليست في المدن الأخرى، وإنما هنا في دمشق، ويجب أن يبدع الثوار في اختراقها، وبالطبع بعد تجميع ما يمكنهم تجميعه من القوة حولها، وصولا إلى لحظة الحسم.
إن الظروف السياسية والعسكرية والأمنية تشير إلى أن ذلك لم يعد صعبا إلى حد كبير، بل هو متاح إذا تم تنسيق الجهد بعيدا عن المعارك الجانبية، وبعيدا عن الاقتتال على جلد الدب قبل صيده، لاسيما أننا إزاء معركة حرية وتعددية سيحدد فيها الناس مصيرهم عبر الصناديق، وهم قادرون على التمييز بين الأكثر جهدا وعطاءً في الواقع، وبين الأكثر ضجيجا دون فعل .
ونش القصر الجمهورى
فلسطين الآن ’’’ أحمد منصور
كانت الساعة قد تجاوزت منتصف الليل يوم السبت الماضي، وكنت أستعد للنوم، حينما دق جرس هاتفي، فوجدت أحد أصدقائي المقربين، وفور جوابي عليه قال: "هل سمعتَ عن المصيبة التي وقعت؟"، قلت: "أي مصيبة؟"، قال: "لقد حاول المتظاهرون حول قصر الاتحادية قبل قليل أن ينتزعوا أحد أبواب القصر الرئيسية بعدما أحضروا ونشاً وربطوه في الباب"، وظل صاحبي يواصل الحديث ويروى القصة، بينما أنا صامت لا أعرف ماذا أقول، حينما أنهى صاحبي كلامه قال: "أحمد.. هل تسمعني؟ هل أنت معي؟". ...
بعد قليل قلتُ له: "نعم أنا معك أنا أسمعك لكنني في حالة من الصدمة والذهول لا أعرف ماذا أقول؟"، هل بلغت الجرأة والاستهانة بالحرس الجمهوري والأمن والرئاسة من قبل هؤلاء إلى هذا الحد؟ صحيح أن الشرطة قبضت على الفاعلين وتحفظت على الونش كما جاء في الأخبار بعد ذلك، لكن السؤال هنا له شقان؛
- الأول كيف بلغت الجرأة بهؤلاء أن يفعلوا ذلك؟ وماذا سوف يفعلون حينما ينتزعون بوابة القصر إن أفلحوا في ذلك؟
- والشق الثاني المهم أين الحرس الجمهوري الذى كان الناس يرتعبون من اسمه خلال عهود الرؤساء السابقين؟ أليس هو المسئول عن حماية القصر؟ وهل هذا القصر الذى سبق أن قلتُ، وسأظل أقول، إنه قصر الشعب وليس قصر "مرسى" أو أي حاكم يقيم فيه، لم يعد هناك أحد يحميه إلى درجة أن يأتي هؤلاء بالونش ويقومون بربط الباب به ويحاولون نزعه؟
تابعنا كلنا بألم خلال اليومين السابقين ما حدث حول القصر الجمهوري من محاولات لاختراقات البوابات وحرق القصر، وبالفعل احترقت غرفة الحرس وبعض الأشجار داخل القصر، لكن الإعلام والسياسيين اختزلوا المشهد كله في تعرية وسحل المواطن حمادة صابر، وكأن كل ما حدث لا يمثل أي جريمة لدى هؤلاء، ...
وقد تعجبت حينها لتصريحات قائد الحرس الجمهوري الذى ناشد المتظاهرين الالتزام بالتظاهر السلمى وضبط النفس دون أن نرى مدرعة واحدة من مدرعات الحرس الجمهوري تقف أمام القصر لكى تبث الرهبة والخوف في نفوس هؤلاء البلطجية والمجرمين، ...
ولا ندرى لو قام هؤلاء بالهجوم على بيت أي من ضباط الحرس الجمهوري أو بيت السيد قائد الحرس هل كان سيلتزم ضبط النفس ويتركهم ينتزعون باب بيته أو يحرقونه دون أن يمارس حقه في الدفاع عن بيته، أم إن قصر الشعب ليس له أحد يحميه؟
ولماذا تُترك الشرطة وحدها تواجه هذا الموقف وتتحمل عواقبه دون أي ظهور لضباط وجنود الحرس الجمهوري لحماية قصر الشعب، وهل سوف نفاجأ في المرة القادمة بأن البلطجية قد نجحوا في دخول القصر ونهب محتوياته كما فعلوا في بعض مباني مديريات الأمن والمحافظات خلال الأيام الماضية، ضمن مسلسل بث الفوضى القائم في مصر، ...
وهنا لا نطالب الحرس الجمهوري بإطلاق الرصاص على المتظاهرين، أو بمفهوم أدق المخربين، الذين يخربون مصر واستقرارها، ولكن مجرد وقوف مدرعات الحرس الجمهوري أمام القصر وبواباته كفيل ببث الخوف في نفوس المتظاهرين وإبعادهم عنه وتجنب الكوارث اليومية التي تحدث، لأن الجيش له مهابته ومكانته في نفوس المصريين في ظل العداء القديم مع الشرطة، الذى ما زال قائماً، ومن ثم فإن دفع الشرطة لتكون وقوداً دائماً لمواجهة البلطجية ومثيري الشغب والعنف ثم توجيه الاتهامات إليها كلما حدثت تجاوزات من قِبلها واستخدام هذه الأخطاء في تشويه المشهد الحقيقي للجرائم التي تجرى بحق الوطن بأجمعه،
كما أن كل الناس يعلمون أن مهمة حماية المنشآت الرئاسية تقع على الحرس الجمهوري وليس على جنود الأمن المركزي الذين يظهرون متهالكين من التعب والإرهاق أمام بوابات القصر، إن قصر الحكم الذى هو قصر الشعب هو معيار المهابة للدولة وللناس، وسقوط هذه الهيبة بهذه الطريقة المهينة أمر يجب ألا يقبله الشعب، أما العبارات القذرة والشتائم القبيحة التي تملأ أسوار الجمهوري فهي جريمة أخرى لا يعاقب عليها الذين كتبوها ولكن يعاقب عليها الذين تركوهم يكتبونها.
سيناريوهات الخروج من الأزمة
فلسطين الآن ،،، جمال سلطان
لدينا سيناريوهات ثلاثة للمشهد الحالي وتطوراته المحتملة في مصر نحتاج إلى تأملها والتفكير في مآلاتها المستقبلية بحيث يمكن الحكم عليها إن كان هذا السيناريو هو الأفضل أو هو الأسوأ أو أنه الأقل سوءًا، السيناريو الأول هو أن يستمر الوضع الحالي على ما هو عليه، تواصل جبهة الإنقاذ وأحزابها والأحزاب الأخرى المحسوبة على النظام القديم في تحريك الشارع وإثارة الفوضى وحفلات تعذيب الوطن اليومية أو الأسبوعية في ميدان التحرير والاتحادية وميادين المحافظات الأخرى والتي تتطور الأمور فيها بسرعة ويتم استهداف مباني المحافظات ومديريات الأمن بصورة ملحوظة، بالمقابل يستمر تجاهل الرئيس مرسي لهذه التطورات والامتناع عن التقدم بأي مبادرة يمكن أن تفسر بأنها تنازل والاعتماد على جهود المؤسسات الأمنية لحماية مؤسسات الدولة حتى يحين موعد انتخابات البرلمان فيتم استكمال المؤسسات الديمقراطية ويكون الواقع قد فرض نفسه على الجميع كما حدث في الاستفتاء الدستوري والإعلانات السابقة.
هذا السيناريو يراهن فيه كلا الطرفين على الوقت بأن يكون لصالحه، الرئيس يراهن على إمكانية أن يسخط الشعب من جبهة الإنقاذ وتوتيرها للأجواء أو يقع الانقسام داخل الجبهة أو أن تنجح بعض الجهود التي تدار حاليًا بعيدًا عن الأنظار مع قوى لها حضور شعبي، مثل ألتراس أهلاوي وبعض رجال أعمال النظام القديم الفاعلين في الساحة حاليًا، بما يضعف قدرة الجبهة على الاستمرار في الاحتجاجات ويجعلها ترضخ في النهاية للأمر الواقع، والجبهة من جانبها تراهن على أن هذا الغضب الشعبي المتزايد والقلق وفوضى الشارع تشل قدرة الرئيس على أن يتخذ أي قرارات ذات أهمية في الملف الداخلي، كما تعزز من الأزمة الاقتصادية الخانقة والتي تضع الدولة على حافة الإفلاس وبالتالي ستتضاعف ثورة الشارع بانضمام كتل شعبية وعمالية جديدة لها وربما ضغط مؤسسات الدولة الصلبة على الرئيس لاتخاذ قرارات سياسية مؤلمة تنقذ البلاد من المصير الأسود، كما تلوح الجبهة بانسحاب جميع أحزابها من الانتخابات المقبلة بما يجعل البرلمان أشبه بنادٍ سياسي للإسلاميين ويفقد شرعيته كممثل عن الوطن كله وبالتالي يستمر مسلسل الشارع والضغط فيه، السيناريو الثاني أن تتخذ قوى إسلامية من الإخوان وحلفائهم قرارًا بالنزول إلى الشارع لمواجهة مسيرات الغضب المعارضة وتحجيم الانفلات وحماية مؤسسات الدولة تخفيفًا للعبء عن المؤسسة الأمنية التي لا يمكنها تحمل فاتورة دم عالية تحت أي مبرر.
وهذا السيناريو قريب التحقق إذا وصلت الاحتجاجات إلى مرحلة الخطر بأن يتم الاستيلاء بالفعل على منشآت رسمية أو تهديد جديّ لقصر الاتحادية أو نحو ذلك، وهناك تهديدات علنية الآن من كلا الطرفين بهذا السيناريو حدثت الأيام القليلة الماضية، وهذا السيناريو يراهن فيه الإسلاميون على حضورهم القوي في الشارع وقدرتهم على الحشد، وأنهم في موقف الدفاع عن الشرعية وهو ما يمنحهم قوة أخلاقية في التحرك بالشارع، غير أن الخطير في هذا السيناريو أنه يفتح الباب أمام فوضى أخطر من السابقة، لأن نزول الإسلاميين سيعني المواجهة العنيفة المحتومة مع التجمعات الشعبية للأحزاب والقوى الأخرى في الشوارع والميادين، وفي أجواء العنف والشحن الحالية فإنك لا يمكن أن تتحاشى استخدام السلاح من أي طرف، حتى لو كان طرف غامض ثالث تسلل لتفجير المواجهة وتحويلها إلى نزاع مسلح في الشوارع يعطي انطباعًا بأن مصر في حالة احتراب أهلي.
وهذا السيناريو الكابوسي سيعني الشلل الكامل للاقتصاد الوطني وتعطيل عمل الدولة وظهور دولة الميليشيات من كل اتجاه وسقوط دولة القانون، إضافة إلى أن المؤسسة العسكرية يستحيل أن تقف في موقف المتفرج على قتال الشعب لبعضه البعض، وبالتالي فالسيناريو الذي تكلم عنه بعض القادة العسكريين السابقين هذا الأسبوع يصبح مطروحًا، بأن يتدخل الجيش بعزل الرئيس وحل الأحزاب وتعليق العمل بالدستور وربما القيام بحملة اعتقالات ممنهجة لكوادر من كل الاتجاهات، أيًا كانت فاتورة هذا الحسم، لأنها في النهاية ستكون أقل من فاتورة الحرب الأهلية، وسيكون تدخل الجيش وقتها له شرعية سياسية دولية ومحلية بوصفه إنقاذًا لمصر من التفتت.
هناك سيناريو ثالث ربما يكون هو الأقرب إلى المعقولية، وهو سيناريو فتح بابه بشكل أساس حزب النور الذراع السياسية للدعوة السلفية بمبادرته التي تصلح أرضية للحوار يؤخذ منها ويترك، وحزب البناء والتنمية الذراع السياسية للجماعة الإسلامية الذي قدم مبادرة سياسية مهمة جدًا بإدخال شباب الثورة على قوائمه الانتخابية، بيد أن هذا السيناريو يحتاج إلى بعض التفصيل،... وللحديث بقية.
المتربصون بالثورات العربية لن يمروا
فلسطين الآن ،،، فيصل القاسم
نتشر في الساحتين الإعلامية والسياسية العربيتين جوقة من الغربان الذين لا هم لهم سوى تحبيط الشعوب وتيئيسها ودفعها إلى الكفر بثوراتها، لا لشيء إلا لكي يحموا بعض الأنظمة المهددة بالسقوط والحلم باستنساخ الأخرى الساقطة، مع العلم أن رياح التغيير جارفة بكل المقاييس، ولن يستطيع ثلة من القومجيين واليسارجيين والعلمانجيين المأجورين الوقوف في وجهها مهما علا عويلهم، وتضخمت أكاذيبهم، وانتفخت جيوبهم.
فما إن تعبّر بعض شعوب الربيع العربي عن بعض استياء من المراحل الانتقالية الصعبة التي تمر بها بلدان الثورات والتي تورط أعداء الثورات في التسبب بها عن سابق إصرار حتى يخرج بعض الأصوات الإعلامية والسياسية المأجورة التي تعمل بالقطعة مع بعض الطواغيت لتبدأ بطريقة منسقة بجلد الثورات والثوار وتصويرهم على أنهم ثلة من المخربين الذين يتآمرون على بلدانهم وتفتيتها، مع العلم أن المسؤول عن التشرذم الذي تعاني منه بعض بلدان الربيع العربي الآن سببه بالدرجة الأولى الطغاة وأنظمتهم الساقطة والمتساقطة، لا الثورات ولا الثوار الذين ثاروا لتصحيح الأوضاع البائسة.
هل يعلم الذين مازالوا يسخرّون أقلامهم وأصواتهم النكراء لدعم الديكتاتوريات والتشكيك بالثورات أنهم إلى تفليسة عاجلاً أو آجلاً؟ لقد باتت الشعوب العربية في مصر وتونس واليمن وليبيا وسوريا وغيرها تعلم جيداً أن ما تمر به من صعوبات ومشاق بعد الثورات أمر طبيعي مهما تفاقم وتصاعد هنا وهناك، وهي تدرك أيضاً حجم المؤامرات التي يدبرها البعض بليل لجعل الشعوب تكفر بثوراتها، وهي تعرف خير المعرفة أيضاً أن مجرد العودة إلى حظيرة الطغيان هو انتحار عظيم للشعوب وأوطانها؟ لماذا مازال بعض الدافعين لإعادة عقارب الساعة إلى الوراء يحلمون باستعادة الأنظمة الساقطة وإعادة تأهيل المتساقطة؟ ألا يخجل بعض المعارضين المصريين من الدعوة بشكل صارخ للانقلاب على رئيس جاء إلى الحكم بطريقة شفافة للغاية عبر صناديق الاقتراع؟ ألا يعلم أولئك أن عقوبة الانقلابيين حتى في البلدان الديمقراطية لا تقل قساوة عن عقوبة الخيانة العظمى؟ ألا يخجل البعض من الاستخفاف بإرادة السواد الأعظم من الشعب الذي اختار هذا الرئيس أو ذاك بعد ثورات الربيع العربي؟ ألا يدرك الذين يحاولون وضع العصي في عجلات النظام الجديد في مصر هم ليسوا أعداء للحزب الفائز بالانتخابات الرئاسية فقط، بل أعداء للشعب والوطن المصريين. لماذا لا ينتبهون إلى أن الأحزاب والقوى السياسية المنضوية تحت لواء ما يسمى بـ"جبهة الإنقاذ" هم مجرد شراذم سياسية لا يجمع بينهم أي رابط سوى عدائهم لحركة الإخوان المسلمين؟ ما الذي يجمع بين الفلول والليبراليين واليساريين والشيوعيين والناصريين وأزلام أمريكا المفضوحين وحيتان الفساد والإفساد في مصر؟ إيه لم الشامي على المغربي؟ أليس الذين يحاولون الانقلاب على الثورة المصرية أشبه بخلطة "لبن سمك تمر هندي"؟ أليس من السخف أن يعتقد بعضهم أنه يستطيع أن ينقلب على رئيس انتخبه أكثر من نصف الشعب المصري الذي شارك في الانتخابات؟ هل فكروا بأن أنصار الرئيس المنتخب الذي يرتكز إلى أرضية شعبية حقيقية ومنظمة ربما يزلزلون الأرض تحت أقدام الانقلابيين عندما يجد الجد؟
قد يكون هناك مئات المآخذ السياسية والأيديولوجية على القيادة المصرية الجديدة، لكن ألا تأخذ كل الأحزاب الفائزة فترتها الرئاسية كاملة في كل الدول كي تنجز برامجها، وإذا فشلت تصوت الشعوب ضدها في الانتخابات القادمة؟ لماذا يريدون التخلص من القيادة الجديدة وهي لم تمض في الحكم سوى بضعة أشهر، ناهيك عن أنها تحاول تنظيف البلاد من الأوساخ التي لحقت بها على مدى أكثر من ثلاثين عاماً؟
ومن الواضح تماماً أن السيناريو المصري الشرير بدأ يظهر في تونس بنفس الأساليب والطرق المفضوحة، ومن داخل البلاد بمباركة ودعم خارجي طبعاً. فكما أن بعض القوى تريد شق الشارع المصري بين إخوان وجبهة إنقاذ لعل ذلك يضرب الثورات في مقتل، فإن قوى مشابهة في تونس تحاول دق أسافين بين الشعب التونسي وقواه السياسية لجعل الشعب يكفر بثورته، ويلعن الساعة التي ثار فيها على النظام الساقط. لقد جاء اغتيال القيادي شكري بلعيد في تونس محاولة مفضوحة لاستنساخ المخطط المصري في تونس. فعلى ما يبدو أن المطلوب ضرب الإسلاميين بالعلمانيين، تماماً كما هو الأمر في أرض الكنانة. وقد لاحظنا كيف راح بعض المتورطين في لعبة دق الأسافين ينحون باللائمة على الإسلاميين في حركة النهضة التونسية متهمين إياهم باغتيال بلعيد، وذلك لتأليب الشارع ضدهم، مع العلم، أنهم كنظرائهم المصريين، وصلوا إلى السلطة بأصوات الشعب الحرة. ولا شك أن حادثة الاغتيال ستترك شرخاً عميقاً بين القوى السياسية التونسية، لعله، حسب محركيه، يفت في عضد الثورة، ويعيد عقارب الساعة إلى الوراء. ومن اللافت أن القيادي المقتول في تونس يناهض الثورة السورية ويعتبرها مؤامرة، مما يذكرنا ببعض الناصريين الذين رفعوا صور الرئيس السوري في ميدان التحرير في القاهرة، وكأننا أمام مشهد صارخ وساقط من الثورة المضادة يقوده خصوم الإسلاميين جهاراً نهاراً. فبعض المصريين والتونسيين يريدون العودة بالشعبين إلى العهد السابق تحت نفس الحجج السخيفة، ألا وهي محاربة الإسلاميين. ويلتقون في ذلك بشكل واضح للعيان مع استراتيجية النظام السوري الذي يعمل المستحيل للبقاء في السلطة بحجة محاربة المتطرفين. لاحظوا الانسجام بين أعداء الثورات في مصر وتونس وسوريا! كلهم يحاولون تكريس الأوضاع القديمة تحت حجة إبعاد الإسلاميين عن السلطة. وهذا طبعاً ليس دفاعاً عن الإسلاميين أبداً، بقدر ما هو دفاع عن خيارات الشعوب التي لن تتردد يوماً في إزاحة الإسلاميين عن السلطة إذا لم يفوا بوعودهم لها.
لا بد من الاعتراف أخيراً بأن مخططات إجهاض الثورات أصبحت مكشوفة للقاصي والداني. وهذا يتطلب من القوى الثورية والشعوب أن تبقى مؤمنة بثوراتها، وأن تحميها بأسنانها، وأن تقف بالمرصاد لكل من يحاول إجهاضها وإفسادها في مصر وتونس واليمن وسوريا وليبيا وبقية البلدان المرشحة للتغيير.
سورة المجادلة وإدارة الجزئيات
الرسالة نت ،،، م. كنعان سعيد عبيد
كثيراً ما يطغى التفكير في القضايا الكبرى على حساب مسائل وقضايا جزئية يستحقرها كثرٌ من أولي الأمر، والتي تُشكل مفرداتها ومؤثراتها قضايا تستوجب أن تُوضع على سلم الأولويات، ولنا عبرة في سورة المجادلة تبدأ بقضية امرأةٍ سمع اللهُ شكواها " قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله واللهُ يسمعُ تحاوركما" وتسرد السورة أداب التفسح في المجالس "يا أيها الذين ءامنوا إذا قيل لكم تفسحوا في المجالس فافسحوا يفسح الله لكم". ولم تغفل السورة معالجة النجوى وآداب الدخول على رسول الله في الوقت التي عالجت فيه أخطر القضايا الإسلامية الكبرى مثل النفاق والولاء والبراء في قول الله "لا تجدُ قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادُّون من حادَّ اللهَ ورسولَه".
ومما لا شك فيه أنَّ ازدحام القضايا السياسية في الساحة الفلسطينية جعل كثيراً من حاجات الناس والوطن قضايا تافهة أو ربما لعب عيال باللهجة المصرية، فليس غريباً أن يملأ كتّاب السياسة الصحف الفلسطينية بأخبار القضايا الوطنية الكبرى كالمصالحة والأسرى والمفاوضات ومنظمة التحرير والانتخابات والربيع، ولكن الغريب ألا يكتبوا عن شاطئ بحر غزة الشمالي الذي اجتاحه البحر بالكامل ولم يجد من يحميه أو يكتبوا عن أخطر قضية نصب في تاريخ غزة قضية الروبي والكردي التي تتكرر كل يوم بأشكال ومهارات عبقرية لا تجد من يحمي فيها المواطنين الذين تضرروا منها أكثر من تضررهم بالحصار، أو حتى يكتب عن مجمع اليرموك للقمامة والذي يشكل قراراً دائماً بعقاب أهل المنطقة، والغريب ألا أجد من الساسة والعلماء وخطباء المساجد من يتحدث عن ملايين الدولارات يهدرها الحجاج والمعتمرون ضريبة المناسك للصين مقابل سبح ومصليات، وكأن الحديث في هذا الامر ليس من الدين أو بدعة، أو كأن علب الأفراح وباقات تهاني الزهور جزية بملايين الدولارات تفرض للصين من أموال العرائس المحاصرين.
والغريب ألا يكتب الكتاب الاقتصاديون عن الملابس الصينية التي أغلقت كل مشاغل الخياطة في غزة وخلقت عشرين ألف فرصة عمل في الصين ومثلها بطالة في غزة، ولم يكتبوا أن ٥٠٪ من الملابس الصينية تُهدر في غزة فقط لأن التاجر يطلب أسوأ أنواع "السستة والمغيط" حسب تفسيرات عمالقة الخياطة في غزة ولم يكتبوا أن ١٠٠٪ من الماركات المسجلة على الملابس مزورة وأن الملابس القطنية ما هي الا ملابس بترولية وأن مواد السباكة المستوردة من الصين تهدر مياه أكثر مما تسرقه (إسرائيل) من مياه غزة. وليست من توافه الأمور أن نكتب شكراً لشرطة المرور لتنظيمها حركة السيارات على مفترقات الطرق وعتاباً على تقصيرٍ غير مبرر في تنظيم حركة مرور المشاة الفوضوية على المفترقات، وليس من فوازير الجرائد أو الكلمات المتقاطعة أن يكتب الكتاب عن آلاف الشقق تبنى في غزة دون رقيب يحمي المستهلك أو حتى يحمي التاجر من غدر السوق وتقلباته. و ليس غريباً أن يجعل أصحاب المقال هدية أقلامهم مقالاً كفنجان قهوة بعد دسم القضايا الكبرى تكون تذكرة ثالثة ورابعة.
اقلام وآراء
(262)
</tbody>
<tbody>
الإثنين
11/2/2013
</tbody>
<tbody>
</tbody>
<tbody>
مختارات من اعلام حماس
</tbody>
أقلام وآراء (262)
<tbody>
النفخ في المستقلين
فلسطين الآن ،،الرسالة نت،، مصطفى الصواف
معركة دمشق الحاسمة
فلسطين الآن ،،، ياسر الزعاترة
ونش القصر الجمهورى
فلسطين الآن ’’’ أحمد منصور
سيناريوهات الخروج من الأزمة
فلسطين الآن ،،، جمال سلطان
المتربصون بالثورات العربية لن يمروا
فلسطين الآن ،،، فيصل القاسم
سورة المجادلة وإدارة الجزئيات
الرسالة نت ،،، م. كنعان سعيد عبيد
</tbody>
النفخ في المستقلين
فلسطين الآن ،،الرسالة نت،، مصطفى الصواف
ما أن بدأ الحديث عن انتخابات تشريعية أو مجلس وطني حتى تبارى البعض نحو توزيع توجهات الجمهور الفلسطيني تجاه القوى والفصائل الفلسطينية وميل هذا الجمهور لها، وإمكانيات الفوز وأسباب الفشل أو النجاح، متناسين أن الرأي العام ظاهرة غير مستقرة ومتغيرة بسرعة كبيرة ومتأثرة بالحدث الأقرب والذي يشكل عامل دفع للرأي العام تجاه جهة الحدث ومن يقف خلفها.
الغريب في الحديث هو محاولة البعض النفخ في قربة المستقلين واعتبارهم الجهة الأوفر حظا في أي انتخابات قادمة، وأعتقد أن هذا مجافي للحقيقية فالمستقلون ليسوا الجهة الأكثر ثقة لدى الجمهور الفلسطيني الأكثر ميلا تجاه القوى والفصائل والأحزاب ، وإذا أصاب هذه القوى بعض الخلل أو التراجع، فالمستقلون لا قواعد ثابتة أو قوية يمكن لهم يمكن أن يتكئوا عليها، وهم بنيان هش ومصاب بأمراض شتى، ولا ادري على أي أساس يتم النفخ في جسم مليء بالثقوب وهو كالثوب البالي الذي لن ينفع معه رتق.
المستقلون من وجهة نظري هم من فئة أصحاب المصالح، وهم خليط من أصحاب التوجهات السياسية الرخوة وغير المنضبطة بمعايير، إضافة إلى أن واقع الشعب الفلسطيني في هذه الفترة الزمنية لا يقبل بالمستقلين وسيلة لتحقيق الأهداف والمصالح العليا للشعب الفلسطيني، الذي يعيش حالة تحرر وحالة التحرر بحاجة إلى من يملك أدوات التحرير ، والمستقلون لا يملكون هذه الأدوات لذلك لن يكون لهم من وجهة نظر المواطنين دورا حتى لو كان موقف الجمهور تجاه القوى والفصائل قد أصيب بخيبات كبيرة؛ ولكن سيكون الاختيار لها وفق برامجها التي تعتمد على أدوات تحقق مصالح وحقوق الفلسطينيين، والمستقلون لا يملكون هذه البرامج وفاقد الشيء لا يعطيه.
وهنا أضرب مثالا بكبير المستقلين، وكبير الرأسماليين في فلسطين ألم يستقبل كبير المستوطنين الرأسماليين ( رامي ليفي ) في بيته وهو صاحب أكبر مؤسسة في الكيان الصهيوني لتسويق منتجات المستوطنات سواء في الداخل أو الخارج، من يكون على هذه الشاكلة هل يملك مشروع تحرير أو أدوات تمكنه من تحقيق مصالح وحقوق الفلسطينيين وعلى رأسها التحرير.
قد يكون هذا المستقل يملك مالا؛ ولكنه مال ليس للشعب الفلسطيني؛ بل هو مال شخصي، وإن أنفقه فينفقه من أجل تحقيق مصالح خاصة وان أصاب به العام، وعادة تظهر ظاهرة المستقلين في أي مجتمع مستقر ونظم سياسية كاملة التشكيل، لسنا دولة ذات كينونة مستقلة نحن ارض محتلة بحاجة إلى برنامج تحرير ومن يملك هذا البرنامج هو من سيقنع الناخب الفلسطيني، وقد يخفق صاحب البرنامج في مرحلة من المراحل، ولكن يبقى برنامج التحرير هو البرنامج الأفضل والأنجع وسيأتي اليوم الذي يؤتي فيه ثمارا ويتم من خلاله التحرير وإقامة الدولة وهي معادلة كونية، وعندها تكون ظاهرة المستقلين ظاهرة يمكن أن يعتد بها ويكون لها حظوة في الشارع الفلسطيني.
المستقلون لا يشكلون حالة إجماع، ولم يقدموا شيء للشعب والقضية حتى وإن أخفقت القوى في تحقيق مطالب الجمهور، لذلك النفخ في المستقلين مضيعة للوقت وحديث في غير مكانه وعلينا أن لا نمارس التحريض الخفي ونعمل على شيطنة القوى الفلسطينية ونظهر عوراتها وكأنها كلها أخطاء وتجنب الحديث عن ايجابيات قامت بها سواء اتفقنا معها أو اختلفنا، فلا يوجد في السياسة والمقاومة والتحرير نجاح مائة بالمائة، كما أنه لا يوجد فشل مائة بالمائة ويستمر العمل حتى تتحقق الأهداف.
في الختام صحيح يوجد لدينا مستقلين؛ ولكن نحن شعب في غالبه مؤطر، والمستقلون من وجهة نظر الجمهور نفعيين، ولا يحملون برنامجا، وان هذا ليس زمانهم، ولكن بعد التحرير وإقامة الدولة سيكون هناك متسع لهم، وانصح أن لا تضيعوا الوقت وأن نعمل على الدفع نحو انتخاب الأنفع للشعب والقضية، والعمل على أن يكون هناك تقيما موضوعيا للجميع وأن نميل حيث وجدت مصلحة الوطن.
معركة دمشق الحاسمة
فلسطين الآن ،،، ياسر الزعاترة
للذين يعتقدون أن تعنت النظام يعكس إيمانا بقدرته على حسم المعركة، لا بد من تذكيرهم بالقذافي وأكثر الطواغيت في معارك من هذا النوع، لكننا نحتاج إلى تذكيرهم أيضا بحقيقة أن النظام يستجدي الحل السياسي وكذلك حال إيران التي تريده حلا شاملا مع أمريكا يتضمن إنقاذ النظام في دمشق ورفع العقوبات الدولية مقابل التخلي عن المشروع النووي.
حين تلهث إيران خلف حل من هذا النوع، فهذا يعني يأسها العملي من قدرة النظام على حسم المعركة، هي التي تدرك أكثر من غيرها حقيقة الوضع المتردي على الأرض؛ إنْ لجهة البعد العسكري، أم لجهة الوضع الاقتصادي الذي لم يعد بوسع طهران إسناده، ولا شك أن اقتراب الانتخابات الرئاسية في حزيران المقبل، يجعل قادة المحافظين أكثر لهاثا وراء الحل الذي ينقذ بشار وينقذهم في آن، لأن استمرار الحال على ما هي عليه قد يعني ثورة شعبية تطيح بهم على غرار ثورات الربيع العربي، وفي استعادة أكثر قوة للثورة الخضراء خلال انتخابات الرئاسة في 2009.
حين يعترف وزير دفاع بشار في لقاء مع التلفزيون الحكومي أن جيشه قد أنهك، وأنه اضطر للتخلي عن بعض المناطق من أجل استمرار القتال في المناطق المهمة، فهذا يعكس حقيقة الوضع على الأرض، والذي لا يغيره حديث الوزير عن جيشه العظيم القوي والمدرب الذي لن تهزمه “العصابات المسلحة”.
منذ شهور والنظام يقاتل من أجل فك الحصار الذي تفرضه كتائب الثوار من حول العاصمة دمشق، وهو زج بجزء كبير من قواته في المعركة على أمل أن يؤدي ذلك إلى تحسين شروط التفاوض من جهة، ومن أجل تحسين وضعه على الأرض من جهة أخرى.
ليس صحيحا البتة ما قيل ويقال عن أن الثوار غير قادرين على الحسم خلال شهور، وقد كان معاذ الخطيب مخطئا حين تحدث عن امتداد المعركة لسنوات، لأن أمرا كهذا غير ممكن، لا من الناحية السياسية (تركيا والآخرون لن يقبلوا بذلك بسبب تبعاته الأمنية والإنسانية والسياسية)، ولا من الناحية الأمنية والعسكرية من حيث قدرة جيش بشار بالجزء العلوي من عناصره على مواصلة القتال، ولا من الناحية الاقتصادية من حيث تحمل تبعات الحرب (حوالي مليار دولار شهريا). وحتى لو خرجت إيران من قمقم العقوبات، فإن قدرتها على إسناد النظام ستكون صعبة إلى حد كبير، وإن قلنا: إنها لن تقصر في بذل ما تستطيع في هذا الاتجاه.
اليوم يمكن القول: إن إمكانية إحداث نقلة في المعركة قد تغدو متاحة، ليس لأن تركيا وقطر، وكذلك السعودية تفكر جديا، وربما بدأت في تقديم سلاح أفضل، وربما نوعي، ولكن أيضا لأن دولة مجاورة تشعر أن النظام سينهار في النهاية، فضلا عن عبء تدفق اللاجئين،قد اتخذت موقفا مختلفا من الثورة لجهة التسامح في نقل السلاح من حدودها، الأمر الذي سيحسِّن وضع الثوار في الجبهة.
إن وضعا كهذا لا بد أن يتزامن مع تطورات مهمة، أولها العمل في صفوف المعارضة على توحيد الجهد من أجل إخراج حكومة انتقالية مقبولة، وثانيها العمل على تفعيل العمل النضالي الشعبي في المدن السورية كافة من أجل إرباك النظام وتشتيت جهوده، ولا يجب اليأس من هذا البعد، بل لا بد من نداءات واقتراحات تضيف إلى التظاهر أعمالا شعبية سلمية أخرى كثيرة.
أما الأهم من ذلك كله فهو تركيز الجهد في معركة دمشق، ونقل الكثير من الثوار إليها من دون تفريغ المناطق الأخرى، بخاصة حلب، وصولا إلى تفكيك الحصار المضروب من حولها رغم قيام النظام بتفتيتها من الداخل من خلال كم هائل من الحواجز الأمنية كي يمنع دخول السلاح والثوار إليها. ولعل من المفيد التذكير هنا بأن تحرك طرابلس من الداخل هو الذي سهّل دخولها من قبل الثوار بشكل سريع.
المعركة الفاصلة ليست في المدن الأخرى، وإنما هنا في دمشق، ويجب أن يبدع الثوار في اختراقها، وبالطبع بعد تجميع ما يمكنهم تجميعه من القوة حولها، وصولا إلى لحظة الحسم.
إن الظروف السياسية والعسكرية والأمنية تشير إلى أن ذلك لم يعد صعبا إلى حد كبير، بل هو متاح إذا تم تنسيق الجهد بعيدا عن المعارك الجانبية، وبعيدا عن الاقتتال على جلد الدب قبل صيده، لاسيما أننا إزاء معركة حرية وتعددية سيحدد فيها الناس مصيرهم عبر الصناديق، وهم قادرون على التمييز بين الأكثر جهدا وعطاءً في الواقع، وبين الأكثر ضجيجا دون فعل .
ونش القصر الجمهورى
فلسطين الآن ’’’ أحمد منصور
كانت الساعة قد تجاوزت منتصف الليل يوم السبت الماضي، وكنت أستعد للنوم، حينما دق جرس هاتفي، فوجدت أحد أصدقائي المقربين، وفور جوابي عليه قال: "هل سمعتَ عن المصيبة التي وقعت؟"، قلت: "أي مصيبة؟"، قال: "لقد حاول المتظاهرون حول قصر الاتحادية قبل قليل أن ينتزعوا أحد أبواب القصر الرئيسية بعدما أحضروا ونشاً وربطوه في الباب"، وظل صاحبي يواصل الحديث ويروى القصة، بينما أنا صامت لا أعرف ماذا أقول، حينما أنهى صاحبي كلامه قال: "أحمد.. هل تسمعني؟ هل أنت معي؟". ...
بعد قليل قلتُ له: "نعم أنا معك أنا أسمعك لكنني في حالة من الصدمة والذهول لا أعرف ماذا أقول؟"، هل بلغت الجرأة والاستهانة بالحرس الجمهوري والأمن والرئاسة من قبل هؤلاء إلى هذا الحد؟ صحيح أن الشرطة قبضت على الفاعلين وتحفظت على الونش كما جاء في الأخبار بعد ذلك، لكن السؤال هنا له شقان؛
- الأول كيف بلغت الجرأة بهؤلاء أن يفعلوا ذلك؟ وماذا سوف يفعلون حينما ينتزعون بوابة القصر إن أفلحوا في ذلك؟
- والشق الثاني المهم أين الحرس الجمهوري الذى كان الناس يرتعبون من اسمه خلال عهود الرؤساء السابقين؟ أليس هو المسئول عن حماية القصر؟ وهل هذا القصر الذى سبق أن قلتُ، وسأظل أقول، إنه قصر الشعب وليس قصر "مرسى" أو أي حاكم يقيم فيه، لم يعد هناك أحد يحميه إلى درجة أن يأتي هؤلاء بالونش ويقومون بربط الباب به ويحاولون نزعه؟
تابعنا كلنا بألم خلال اليومين السابقين ما حدث حول القصر الجمهوري من محاولات لاختراقات البوابات وحرق القصر، وبالفعل احترقت غرفة الحرس وبعض الأشجار داخل القصر، لكن الإعلام والسياسيين اختزلوا المشهد كله في تعرية وسحل المواطن حمادة صابر، وكأن كل ما حدث لا يمثل أي جريمة لدى هؤلاء، ...
وقد تعجبت حينها لتصريحات قائد الحرس الجمهوري الذى ناشد المتظاهرين الالتزام بالتظاهر السلمى وضبط النفس دون أن نرى مدرعة واحدة من مدرعات الحرس الجمهوري تقف أمام القصر لكى تبث الرهبة والخوف في نفوس هؤلاء البلطجية والمجرمين، ...
ولا ندرى لو قام هؤلاء بالهجوم على بيت أي من ضباط الحرس الجمهوري أو بيت السيد قائد الحرس هل كان سيلتزم ضبط النفس ويتركهم ينتزعون باب بيته أو يحرقونه دون أن يمارس حقه في الدفاع عن بيته، أم إن قصر الشعب ليس له أحد يحميه؟
ولماذا تُترك الشرطة وحدها تواجه هذا الموقف وتتحمل عواقبه دون أي ظهور لضباط وجنود الحرس الجمهوري لحماية قصر الشعب، وهل سوف نفاجأ في المرة القادمة بأن البلطجية قد نجحوا في دخول القصر ونهب محتوياته كما فعلوا في بعض مباني مديريات الأمن والمحافظات خلال الأيام الماضية، ضمن مسلسل بث الفوضى القائم في مصر، ...
وهنا لا نطالب الحرس الجمهوري بإطلاق الرصاص على المتظاهرين، أو بمفهوم أدق المخربين، الذين يخربون مصر واستقرارها، ولكن مجرد وقوف مدرعات الحرس الجمهوري أمام القصر وبواباته كفيل ببث الخوف في نفوس المتظاهرين وإبعادهم عنه وتجنب الكوارث اليومية التي تحدث، لأن الجيش له مهابته ومكانته في نفوس المصريين في ظل العداء القديم مع الشرطة، الذى ما زال قائماً، ومن ثم فإن دفع الشرطة لتكون وقوداً دائماً لمواجهة البلطجية ومثيري الشغب والعنف ثم توجيه الاتهامات إليها كلما حدثت تجاوزات من قِبلها واستخدام هذه الأخطاء في تشويه المشهد الحقيقي للجرائم التي تجرى بحق الوطن بأجمعه،
كما أن كل الناس يعلمون أن مهمة حماية المنشآت الرئاسية تقع على الحرس الجمهوري وليس على جنود الأمن المركزي الذين يظهرون متهالكين من التعب والإرهاق أمام بوابات القصر، إن قصر الحكم الذى هو قصر الشعب هو معيار المهابة للدولة وللناس، وسقوط هذه الهيبة بهذه الطريقة المهينة أمر يجب ألا يقبله الشعب، أما العبارات القذرة والشتائم القبيحة التي تملأ أسوار الجمهوري فهي جريمة أخرى لا يعاقب عليها الذين كتبوها ولكن يعاقب عليها الذين تركوهم يكتبونها.
سيناريوهات الخروج من الأزمة
فلسطين الآن ،،، جمال سلطان
لدينا سيناريوهات ثلاثة للمشهد الحالي وتطوراته المحتملة في مصر نحتاج إلى تأملها والتفكير في مآلاتها المستقبلية بحيث يمكن الحكم عليها إن كان هذا السيناريو هو الأفضل أو هو الأسوأ أو أنه الأقل سوءًا، السيناريو الأول هو أن يستمر الوضع الحالي على ما هو عليه، تواصل جبهة الإنقاذ وأحزابها والأحزاب الأخرى المحسوبة على النظام القديم في تحريك الشارع وإثارة الفوضى وحفلات تعذيب الوطن اليومية أو الأسبوعية في ميدان التحرير والاتحادية وميادين المحافظات الأخرى والتي تتطور الأمور فيها بسرعة ويتم استهداف مباني المحافظات ومديريات الأمن بصورة ملحوظة، بالمقابل يستمر تجاهل الرئيس مرسي لهذه التطورات والامتناع عن التقدم بأي مبادرة يمكن أن تفسر بأنها تنازل والاعتماد على جهود المؤسسات الأمنية لحماية مؤسسات الدولة حتى يحين موعد انتخابات البرلمان فيتم استكمال المؤسسات الديمقراطية ويكون الواقع قد فرض نفسه على الجميع كما حدث في الاستفتاء الدستوري والإعلانات السابقة.
هذا السيناريو يراهن فيه كلا الطرفين على الوقت بأن يكون لصالحه، الرئيس يراهن على إمكانية أن يسخط الشعب من جبهة الإنقاذ وتوتيرها للأجواء أو يقع الانقسام داخل الجبهة أو أن تنجح بعض الجهود التي تدار حاليًا بعيدًا عن الأنظار مع قوى لها حضور شعبي، مثل ألتراس أهلاوي وبعض رجال أعمال النظام القديم الفاعلين في الساحة حاليًا، بما يضعف قدرة الجبهة على الاستمرار في الاحتجاجات ويجعلها ترضخ في النهاية للأمر الواقع، والجبهة من جانبها تراهن على أن هذا الغضب الشعبي المتزايد والقلق وفوضى الشارع تشل قدرة الرئيس على أن يتخذ أي قرارات ذات أهمية في الملف الداخلي، كما تعزز من الأزمة الاقتصادية الخانقة والتي تضع الدولة على حافة الإفلاس وبالتالي ستتضاعف ثورة الشارع بانضمام كتل شعبية وعمالية جديدة لها وربما ضغط مؤسسات الدولة الصلبة على الرئيس لاتخاذ قرارات سياسية مؤلمة تنقذ البلاد من المصير الأسود، كما تلوح الجبهة بانسحاب جميع أحزابها من الانتخابات المقبلة بما يجعل البرلمان أشبه بنادٍ سياسي للإسلاميين ويفقد شرعيته كممثل عن الوطن كله وبالتالي يستمر مسلسل الشارع والضغط فيه، السيناريو الثاني أن تتخذ قوى إسلامية من الإخوان وحلفائهم قرارًا بالنزول إلى الشارع لمواجهة مسيرات الغضب المعارضة وتحجيم الانفلات وحماية مؤسسات الدولة تخفيفًا للعبء عن المؤسسة الأمنية التي لا يمكنها تحمل فاتورة دم عالية تحت أي مبرر.
وهذا السيناريو قريب التحقق إذا وصلت الاحتجاجات إلى مرحلة الخطر بأن يتم الاستيلاء بالفعل على منشآت رسمية أو تهديد جديّ لقصر الاتحادية أو نحو ذلك، وهناك تهديدات علنية الآن من كلا الطرفين بهذا السيناريو حدثت الأيام القليلة الماضية، وهذا السيناريو يراهن فيه الإسلاميون على حضورهم القوي في الشارع وقدرتهم على الحشد، وأنهم في موقف الدفاع عن الشرعية وهو ما يمنحهم قوة أخلاقية في التحرك بالشارع، غير أن الخطير في هذا السيناريو أنه يفتح الباب أمام فوضى أخطر من السابقة، لأن نزول الإسلاميين سيعني المواجهة العنيفة المحتومة مع التجمعات الشعبية للأحزاب والقوى الأخرى في الشوارع والميادين، وفي أجواء العنف والشحن الحالية فإنك لا يمكن أن تتحاشى استخدام السلاح من أي طرف، حتى لو كان طرف غامض ثالث تسلل لتفجير المواجهة وتحويلها إلى نزاع مسلح في الشوارع يعطي انطباعًا بأن مصر في حالة احتراب أهلي.
وهذا السيناريو الكابوسي سيعني الشلل الكامل للاقتصاد الوطني وتعطيل عمل الدولة وظهور دولة الميليشيات من كل اتجاه وسقوط دولة القانون، إضافة إلى أن المؤسسة العسكرية يستحيل أن تقف في موقف المتفرج على قتال الشعب لبعضه البعض، وبالتالي فالسيناريو الذي تكلم عنه بعض القادة العسكريين السابقين هذا الأسبوع يصبح مطروحًا، بأن يتدخل الجيش بعزل الرئيس وحل الأحزاب وتعليق العمل بالدستور وربما القيام بحملة اعتقالات ممنهجة لكوادر من كل الاتجاهات، أيًا كانت فاتورة هذا الحسم، لأنها في النهاية ستكون أقل من فاتورة الحرب الأهلية، وسيكون تدخل الجيش وقتها له شرعية سياسية دولية ومحلية بوصفه إنقاذًا لمصر من التفتت.
هناك سيناريو ثالث ربما يكون هو الأقرب إلى المعقولية، وهو سيناريو فتح بابه بشكل أساس حزب النور الذراع السياسية للدعوة السلفية بمبادرته التي تصلح أرضية للحوار يؤخذ منها ويترك، وحزب البناء والتنمية الذراع السياسية للجماعة الإسلامية الذي قدم مبادرة سياسية مهمة جدًا بإدخال شباب الثورة على قوائمه الانتخابية، بيد أن هذا السيناريو يحتاج إلى بعض التفصيل،... وللحديث بقية.
المتربصون بالثورات العربية لن يمروا
فلسطين الآن ،،، فيصل القاسم
نتشر في الساحتين الإعلامية والسياسية العربيتين جوقة من الغربان الذين لا هم لهم سوى تحبيط الشعوب وتيئيسها ودفعها إلى الكفر بثوراتها، لا لشيء إلا لكي يحموا بعض الأنظمة المهددة بالسقوط والحلم باستنساخ الأخرى الساقطة، مع العلم أن رياح التغيير جارفة بكل المقاييس، ولن يستطيع ثلة من القومجيين واليسارجيين والعلمانجيين المأجورين الوقوف في وجهها مهما علا عويلهم، وتضخمت أكاذيبهم، وانتفخت جيوبهم.
فما إن تعبّر بعض شعوب الربيع العربي عن بعض استياء من المراحل الانتقالية الصعبة التي تمر بها بلدان الثورات والتي تورط أعداء الثورات في التسبب بها عن سابق إصرار حتى يخرج بعض الأصوات الإعلامية والسياسية المأجورة التي تعمل بالقطعة مع بعض الطواغيت لتبدأ بطريقة منسقة بجلد الثورات والثوار وتصويرهم على أنهم ثلة من المخربين الذين يتآمرون على بلدانهم وتفتيتها، مع العلم أن المسؤول عن التشرذم الذي تعاني منه بعض بلدان الربيع العربي الآن سببه بالدرجة الأولى الطغاة وأنظمتهم الساقطة والمتساقطة، لا الثورات ولا الثوار الذين ثاروا لتصحيح الأوضاع البائسة.
هل يعلم الذين مازالوا يسخرّون أقلامهم وأصواتهم النكراء لدعم الديكتاتوريات والتشكيك بالثورات أنهم إلى تفليسة عاجلاً أو آجلاً؟ لقد باتت الشعوب العربية في مصر وتونس واليمن وليبيا وسوريا وغيرها تعلم جيداً أن ما تمر به من صعوبات ومشاق بعد الثورات أمر طبيعي مهما تفاقم وتصاعد هنا وهناك، وهي تدرك أيضاً حجم المؤامرات التي يدبرها البعض بليل لجعل الشعوب تكفر بثوراتها، وهي تعرف خير المعرفة أيضاً أن مجرد العودة إلى حظيرة الطغيان هو انتحار عظيم للشعوب وأوطانها؟ لماذا مازال بعض الدافعين لإعادة عقارب الساعة إلى الوراء يحلمون باستعادة الأنظمة الساقطة وإعادة تأهيل المتساقطة؟ ألا يخجل بعض المعارضين المصريين من الدعوة بشكل صارخ للانقلاب على رئيس جاء إلى الحكم بطريقة شفافة للغاية عبر صناديق الاقتراع؟ ألا يعلم أولئك أن عقوبة الانقلابيين حتى في البلدان الديمقراطية لا تقل قساوة عن عقوبة الخيانة العظمى؟ ألا يخجل البعض من الاستخفاف بإرادة السواد الأعظم من الشعب الذي اختار هذا الرئيس أو ذاك بعد ثورات الربيع العربي؟ ألا يدرك الذين يحاولون وضع العصي في عجلات النظام الجديد في مصر هم ليسوا أعداء للحزب الفائز بالانتخابات الرئاسية فقط، بل أعداء للشعب والوطن المصريين. لماذا لا ينتبهون إلى أن الأحزاب والقوى السياسية المنضوية تحت لواء ما يسمى بـ"جبهة الإنقاذ" هم مجرد شراذم سياسية لا يجمع بينهم أي رابط سوى عدائهم لحركة الإخوان المسلمين؟ ما الذي يجمع بين الفلول والليبراليين واليساريين والشيوعيين والناصريين وأزلام أمريكا المفضوحين وحيتان الفساد والإفساد في مصر؟ إيه لم الشامي على المغربي؟ أليس الذين يحاولون الانقلاب على الثورة المصرية أشبه بخلطة "لبن سمك تمر هندي"؟ أليس من السخف أن يعتقد بعضهم أنه يستطيع أن ينقلب على رئيس انتخبه أكثر من نصف الشعب المصري الذي شارك في الانتخابات؟ هل فكروا بأن أنصار الرئيس المنتخب الذي يرتكز إلى أرضية شعبية حقيقية ومنظمة ربما يزلزلون الأرض تحت أقدام الانقلابيين عندما يجد الجد؟
قد يكون هناك مئات المآخذ السياسية والأيديولوجية على القيادة المصرية الجديدة، لكن ألا تأخذ كل الأحزاب الفائزة فترتها الرئاسية كاملة في كل الدول كي تنجز برامجها، وإذا فشلت تصوت الشعوب ضدها في الانتخابات القادمة؟ لماذا يريدون التخلص من القيادة الجديدة وهي لم تمض في الحكم سوى بضعة أشهر، ناهيك عن أنها تحاول تنظيف البلاد من الأوساخ التي لحقت بها على مدى أكثر من ثلاثين عاماً؟
ومن الواضح تماماً أن السيناريو المصري الشرير بدأ يظهر في تونس بنفس الأساليب والطرق المفضوحة، ومن داخل البلاد بمباركة ودعم خارجي طبعاً. فكما أن بعض القوى تريد شق الشارع المصري بين إخوان وجبهة إنقاذ لعل ذلك يضرب الثورات في مقتل، فإن قوى مشابهة في تونس تحاول دق أسافين بين الشعب التونسي وقواه السياسية لجعل الشعب يكفر بثورته، ويلعن الساعة التي ثار فيها على النظام الساقط. لقد جاء اغتيال القيادي شكري بلعيد في تونس محاولة مفضوحة لاستنساخ المخطط المصري في تونس. فعلى ما يبدو أن المطلوب ضرب الإسلاميين بالعلمانيين، تماماً كما هو الأمر في أرض الكنانة. وقد لاحظنا كيف راح بعض المتورطين في لعبة دق الأسافين ينحون باللائمة على الإسلاميين في حركة النهضة التونسية متهمين إياهم باغتيال بلعيد، وذلك لتأليب الشارع ضدهم، مع العلم، أنهم كنظرائهم المصريين، وصلوا إلى السلطة بأصوات الشعب الحرة. ولا شك أن حادثة الاغتيال ستترك شرخاً عميقاً بين القوى السياسية التونسية، لعله، حسب محركيه، يفت في عضد الثورة، ويعيد عقارب الساعة إلى الوراء. ومن اللافت أن القيادي المقتول في تونس يناهض الثورة السورية ويعتبرها مؤامرة، مما يذكرنا ببعض الناصريين الذين رفعوا صور الرئيس السوري في ميدان التحرير في القاهرة، وكأننا أمام مشهد صارخ وساقط من الثورة المضادة يقوده خصوم الإسلاميين جهاراً نهاراً. فبعض المصريين والتونسيين يريدون العودة بالشعبين إلى العهد السابق تحت نفس الحجج السخيفة، ألا وهي محاربة الإسلاميين. ويلتقون في ذلك بشكل واضح للعيان مع استراتيجية النظام السوري الذي يعمل المستحيل للبقاء في السلطة بحجة محاربة المتطرفين. لاحظوا الانسجام بين أعداء الثورات في مصر وتونس وسوريا! كلهم يحاولون تكريس الأوضاع القديمة تحت حجة إبعاد الإسلاميين عن السلطة. وهذا طبعاً ليس دفاعاً عن الإسلاميين أبداً، بقدر ما هو دفاع عن خيارات الشعوب التي لن تتردد يوماً في إزاحة الإسلاميين عن السلطة إذا لم يفوا بوعودهم لها.
لا بد من الاعتراف أخيراً بأن مخططات إجهاض الثورات أصبحت مكشوفة للقاصي والداني. وهذا يتطلب من القوى الثورية والشعوب أن تبقى مؤمنة بثوراتها، وأن تحميها بأسنانها، وأن تقف بالمرصاد لكل من يحاول إجهاضها وإفسادها في مصر وتونس واليمن وسوريا وليبيا وبقية البلدان المرشحة للتغيير.
سورة المجادلة وإدارة الجزئيات
الرسالة نت ،،، م. كنعان سعيد عبيد
كثيراً ما يطغى التفكير في القضايا الكبرى على حساب مسائل وقضايا جزئية يستحقرها كثرٌ من أولي الأمر، والتي تُشكل مفرداتها ومؤثراتها قضايا تستوجب أن تُوضع على سلم الأولويات، ولنا عبرة في سورة المجادلة تبدأ بقضية امرأةٍ سمع اللهُ شكواها " قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله واللهُ يسمعُ تحاوركما" وتسرد السورة أداب التفسح في المجالس "يا أيها الذين ءامنوا إذا قيل لكم تفسحوا في المجالس فافسحوا يفسح الله لكم". ولم تغفل السورة معالجة النجوى وآداب الدخول على رسول الله في الوقت التي عالجت فيه أخطر القضايا الإسلامية الكبرى مثل النفاق والولاء والبراء في قول الله "لا تجدُ قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادُّون من حادَّ اللهَ ورسولَه".
ومما لا شك فيه أنَّ ازدحام القضايا السياسية في الساحة الفلسطينية جعل كثيراً من حاجات الناس والوطن قضايا تافهة أو ربما لعب عيال باللهجة المصرية، فليس غريباً أن يملأ كتّاب السياسة الصحف الفلسطينية بأخبار القضايا الوطنية الكبرى كالمصالحة والأسرى والمفاوضات ومنظمة التحرير والانتخابات والربيع، ولكن الغريب ألا يكتبوا عن شاطئ بحر غزة الشمالي الذي اجتاحه البحر بالكامل ولم يجد من يحميه أو يكتبوا عن أخطر قضية نصب في تاريخ غزة قضية الروبي والكردي التي تتكرر كل يوم بأشكال ومهارات عبقرية لا تجد من يحمي فيها المواطنين الذين تضرروا منها أكثر من تضررهم بالحصار، أو حتى يكتب عن مجمع اليرموك للقمامة والذي يشكل قراراً دائماً بعقاب أهل المنطقة، والغريب ألا أجد من الساسة والعلماء وخطباء المساجد من يتحدث عن ملايين الدولارات يهدرها الحجاج والمعتمرون ضريبة المناسك للصين مقابل سبح ومصليات، وكأن الحديث في هذا الامر ليس من الدين أو بدعة، أو كأن علب الأفراح وباقات تهاني الزهور جزية بملايين الدولارات تفرض للصين من أموال العرائس المحاصرين.
والغريب ألا يكتب الكتاب الاقتصاديون عن الملابس الصينية التي أغلقت كل مشاغل الخياطة في غزة وخلقت عشرين ألف فرصة عمل في الصين ومثلها بطالة في غزة، ولم يكتبوا أن ٥٠٪ من الملابس الصينية تُهدر في غزة فقط لأن التاجر يطلب أسوأ أنواع "السستة والمغيط" حسب تفسيرات عمالقة الخياطة في غزة ولم يكتبوا أن ١٠٠٪ من الماركات المسجلة على الملابس مزورة وأن الملابس القطنية ما هي الا ملابس بترولية وأن مواد السباكة المستوردة من الصين تهدر مياه أكثر مما تسرقه (إسرائيل) من مياه غزة. وليست من توافه الأمور أن نكتب شكراً لشرطة المرور لتنظيمها حركة السيارات على مفترقات الطرق وعتاباً على تقصيرٍ غير مبرر في تنظيم حركة مرور المشاة الفوضوية على المفترقات، وليس من فوازير الجرائد أو الكلمات المتقاطعة أن يكتب الكتاب عن آلاف الشقق تبنى في غزة دون رقيب يحمي المستهلك أو حتى يحمي التاجر من غدر السوق وتقلباته. و ليس غريباً أن يجعل أصحاب المقال هدية أقلامهم مقالاً كفنجان قهوة بعد دسم القضايا الكبرى تكون تذكرة ثالثة ورابعة.