تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : اقلام واراء عربي 316



Aburas
2013-02-12, 10:17 AM
file:///C:\Users\ARCHIV~1\AppData\Loca l\Temp\msohtmlclip1\01\clip_im age001.giffile:///C:\Users\ARCHIV~1\AppData\Loca l\Temp\msohtmlclip1\01\clip_im age003.gif
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــ
في هذا الملـــــــــــف:
إسرائيل التي تحبس نفسها..!
كلمة الرياض بقلم: يوسف الكويليت
كي لا تستريح اسرائيل أربعين عاما..؟!
نواف الزرو عن العرب اليوم الاردنية
الأسرى يقهرون الاحتلال: ننجب أطفالنا .. ولو بالأنابيب!
امجد سمحان عن السفير
الإعلان عن زيارة أوباما لإسرائيل يضغط على نتنياهو لتأليف حكومة وسطية
رندى حيدر عن النهار اللبنانية
إسرائيل واختراق الأمن القومي العربي: من بغداد إلى حمّام الشط ومن دير الزور إلى الخرطوم
عبد الحميد صيام(أستاذ جامعي وكاتب عربي مقيم في نيويورك) عن القدس العربي
عدوان «إسرائيل» على سوريا
أمجد عرار عن الدستور الأردنية
لماذا ينتحر لبنان؟
زهير قصيباتي عن الحياة اللندنية
حالياً في تونس وقريباً في مصر!
محمد صلاح عن الحياة اللندنية
تخوف أوروبي من «القاعدة» قاد فرنسا إلى مالي!
هدى الحسيني عن الشرق الأوسط
كابوس الاغتيالات يهدد استقرار تونس
رأي القدس العربي
أخونة الدولة
محمد سلماوي عن المصري اليوم
الرضاعة ورؤية رئيس الوزراء!
نيوتن عن المصري اليوم(مقال ساخر من رئيس الوزراء المصري قنديل)
الله -عز وجل- يدافع عن يهودي
الهادي الحسني عن الشروق الجزائرية

إسرائيل التي تحبس نفسها..!
كلمة الرياض بقلم: يوسف الكويليت
ظل الغزاة من القبائل القديمة، أو الممالك والإمبراطوريات يبحثون عن ثغرات في الجوانب الضعيفة في أراضي الغير لاحتلالها، وكانت الموانع الطبيعية كالجزر المحاطة بالمياه، أو البحيرات والجبال الشاهقة والصحاري تعد وسائل الصد ضد العدو، لكن أمام اشتداد الغزاة من القبائل، شيدت الصين أول سور مانع ضد أولئك الأعداء ما قبل الميلاد بسنوات طويلة، ويبدو أن هذه التجربة، طبقتها الحضارات اللاحقة في منطقتنا العربية، وبقية الأمم الأخرى..
ثم جاءت الأسلاك الشائكة المكهربة، وأخيراً الجدران الطويلة التي أصبحت فواصل حدودية، أو موانع صناعية، وآخر من اتخذ إعادة هذه العوازل القديمة هي إسرائيل، عندما عزلت الضفة الغربية عن مستوطناتها ومستعمراتها معززة بحراسات تقنية متقدمة وحتى رادارات وجنود يملكون مناظير للرؤية الليلية، وكل ما تتطلبه الوسائل التي تبعد المتسللين عن حدودها..
إسرائيل الآن تفكر بتطبيق نفس الجدران مع سورية، وعلى أراضيها خشية أن تحدث تطورات ما بعد مرحلة الأسد، وربما تعيدها مع لبنان لتحاصر نفسها بخطوط تجعل منافذها مع الدول العربية محدودة، لكن هل هذه الوقاية الجديدة، قادرة على أن تمنع حالات التماس مع الفلسطينيين، أو حزب الله، أو من سيحكم سورية أو العرب جميعاً؟!
صحيح أنها قلصت حالات المقاومة مع الفلسطينيين إلى درجة حمت حدودها من تسلل العناصر المقاومة، لكنها عجزت عن أن تمنع صواريخ غزة وحزب الله، وبالتالي فهي من جانبها، منطقية كعنصر حماية لها، لكن في حال الحروب أياً كان نوعها فهي ليست حوائط صد طالما الأسلحة الجوية، وحتى البرية والبحرية والصواريخ قادرة على تجاوز جميع الموانع المصطنعة، أو المؤقتة، ثم إن إسرائيل تعيش في محيط جغرافي وسكاني لا تنفع معه العوازل والحبوس التي وضعتها لنفسها، وهناك معادلة تدركها ونطق بها أقرب الحلفاء إليها، بما فيه خبراء منها، وهي، إما أن تكون جزءاً من المنطقة، أو تعيش حالة العزلة والصراع، والمستقبل يقول إنه ليس في صالحها، وهناك تجارب وأحداث تعرفها بالاستيطان الأبيض في جنوب أفريقيا الذي انتهى بحتمية المقاومة والفعلين الجغرافي والسكاني لصالح السكان الأصليين..
صحيح أنها لا تريد السلام، وإذا أشاعت أنها تقبله، فهناك كوابح الضغط التاريخي ووعوده بدولة اليهود من الفرات إلى النيل، وهذا ممكن لو كانت الأمور تدار ما قبل الآلة، ووجود الفواصل الجغرافية بين البلدان والقارات، لكن في عصر اليوم زالت الحواجز، والوعي المنتشر بأبعاده الإنسانية، غيّر الكثير من المفاهيم بما فيها قوة السلاح، وفرضية الفرد الأعلى، وكذلك المجتمع، أمام الأقل منه عرقياً وثقافياً، وهذا موضوع لا تفرضه الحتميات التي أشاعت هذه الفلسفة، وإنما هناك تطور حتمي يضيّق خيارات إسرائيل، سواء أحاطت نفسها بقواعد نووية وأسلحة متقدمة، أو سواتر وحوائط لا تغير من المكان والجغرافيا..
عموماً إسرائيل تعمل لوقت قصير لكن الزمن يسير بالاتجاه الذي قد لا تراه، وإن رأته فإنها تحاول الهروب منه بقناعاتها وحدها..


كي لا تستريح اسرائيل أربعين عاما..؟!
نواف الزرو عن العرب اليوم الاردنية
نعتقد بقناعة راسخة جدا في ضوء وفرة المعطيات من المعلومات والوثائق والشهادات، خاصة في المشهد السوري، بنظرية المؤامرة على سورية الدولة والوطن والدور، وفي المشهد الأوسع على الأمة العربية، وان كل الأحداث على امتداد الجغرافيا العربية، تسير وفق أجندة ومخططات ووثائق "مشروع إعادة تشكيل الشرق الأوسط" بنسخته وصيغته الجديدة، بعد أن سقطت النسخة السابقة في حرب/2006، ولكن لصالح اسرائيل دائما، وكأن كل الأطراف المتدخلة المتورطة تعمل بالوكالة، إن بشكل مباشر أو غير مباشر لصالح الأجندة الاسرائيلية. هكذا كانت الأحوال في فلسطين منذ مطلع القرن الماضي، مرورا بالنكبة وإقامة الكيان الصهيوني، ومرورا بالعدوان الثلاثي على مصر عام 56، وعدوان حزيران عام 67، وصولا الى المشهد الراهن في فلسطين بكافة عناوينه السياسية، والى الحالة العراقية على سبيل المثال، حيث كشف النقاب عن وثائق المؤامرة المبيتة للعدوان على العراق وتفكيكه وتدمير مقومات قوته وحاضره ومستقبله، كدولة عربية قوية تشكل تهديدا محتملا للدولة الصهيونية. أحد السيناريوهات الكبيرة الخطيرة التي تنفذ في سورية والمنطقة، هو سيناريو سايكس- بيكو جديد، والوثائق التي تكشف النقاب عن كل ذلك غزيرة ومتنوعة المصادر، منها الاسرائيلية ومنها الأمريكية ومنها الأوروبية وغيرها، وتتحدث كلها بالتفصيل من ضمن ما تتحدث عنه، عن خرائط ونوايا وتوجهات أمريكية اسرائيلية لتفكيك المنطقة العربية في إطار المشروع الامريكي الكبير-الفوضى الخلاقة-، فهناك أولا "خريطة الطريق الفلسطينية "على سبيل المثال التي تهدف الى الاجهاز على القضية والحقوق الفلسطينية الى الأبد، وإعادة تشكيل المشهد الفلسطيني وفق الرؤية الاسرائيلية، وتجند "اسرائيل" في ذلك الادارة والسياسات الامريكية.
وهناك "خريطة الطريق الخاصة بالعراق"، التي نفذت عبر الحرب العدوانية الأمريكية البريطانية، حيث جرى العدوان والغزو والتدمير، وحيث يجري التفكيك والتقسيم والطوأفة، ما يخدم في الحاصل الاستراتيجي "اسرائيل" و"مشروع الشرق الأوسط الكبير".
الى ذلك، هناك في الوثائق "خريطة الطريق الخاصة بسورية"، التي تهدف الى ضرب وتفكيك وتقسيم سورية الى دويلات طائفية، والتي غدت الآن تحت التطبيق المسعور، ما يعني في الجوهر إعادة تشكيل سورية ولبنان وتطبيعهما وفق الأجندة والمصلحة الاسرائيلية، وما قصة الأسلحة الكيماوية السورية، والتهديد الذي يشكّله حزب الله سوى ذريعة للتدخل العسكري وشن الحرب على سورية، كما حدث في قصة أسلحة الدمار الشامل العراقية تماما، فالمطلوب إنهاء وإلغاء سورية الدولة العربية القوية، والمطلوب تفكيك حزب الله وتجريده من السلاح الذي يهدد "اسرائيل"، وتجريد الفلسطينيين من أسلحة وأوراق القوة والصمود، للوصول في الحصاد النهائي الى استقرار "اسرائيل" وضمان أمنها وبقائها أربعين سنة أخرى!
فوفقاً للمعطيات والوثائق المتوفرة، فـإن صقور الادارة الأمريكية في عهد الرئيس بوش، وأصدقاء اسرائيل في واشنطن يخططون منذ زمن لتنفيذ خريطة الطريق السورية، فوضعوا بنودها بأحكام لتضييق الخناق على نظام الرئيس السوري بشار الأسد ومحاصرته اقليميا ودوليا وسياسيا واعلاميا واقتصاديا وعسكريا وتكنولوجيا، وصولاً الى بنك الأهداف المبيتة المشار اليها.
وكانت الحكومة الاسرائيلية قدّمت للادارة الامريكية في عهد بوش، لائحة مطالب اسرائيلية تقضي بفتح كل الملفات والعناوين المتعلقة بالأسلحة السورية غير التقليدية، وبدور سورية "الارهابي"، و"مساندتها للارهاب الفلسطيني والعراقي واللبناني"، بهدف تضييق الخناق عليها ومحاصرتها وتخريبها وإثارة "الفوضى الخلاقة" فيها، لإعادة تشكيلها ضمن الأطر الحاكمة والناظمة لأهداف سايكس - بيكو النهائية، وفق المحاصصات الطائفية والسياسية، ما يستدعي من جهتهم تدمير الدولة بجيشها ومؤسساتها وبنيتها التحتية بالكامل وإعادتها الى القرون الوسطى، وإسقاط النظام السياسي فيها. معطيات المشهد السوري باتت واضحة سافرة صارخة للذي يريد أن يرى، فالأحداث والتطورات لم تكذب هنا خبراً أو تحليلاً أولا وثيقة كشف النقاب عنها في هذا الصدد!
فالذي جرى و يجري في سورية والمنطقة، إنما يقع في صميم تلك الوثائق والمخططات التآمرية، ويخدم بالضبط تلك "الأجندة الخفية - التي أصبحت علنية وكشّرت عن انيابها-"، ويخدم على نحو حصري "الاجندة الاسرائيلية". ما يشير الى أن ما هو آت سيكون أشد وطأة ورعباً وكارثية على سورية وفلسطين ولبنان والأمة، اذا لم تتداعى الجماهير والقوى الوطنية السورية للوحدة في وجه المؤامرة والتدخلات الخارجية التخريبية المدمرة، والاستعداد ربما لحرب استراتيجية موسعة ضد سورية ولبنان، واذا لم تستنفر القوى الوطنية اللبنانية الى جانبها، واذا لم تنهض فلسطين بدورها كالعنقاء من تحت الرماد لتتوحد في خندق الصمود والمقاومة، التي تستدعي أحوالها ومشروع الاحتلال الصهيوني المستشري سرطانيا فيها، استجماع القوى والاوراق في إطار خطة وإرادة استراتيجية. فاذا لم تتداع الجماهير والقوى الوطنية في خندق واحد، وإذا لم تستفق الامة من سباتها قبل أن يفوت الاوان، فحينها يحق لــ"اسرائيل" التي تكشّر عن أنيابها، أن تبتسم وأن تستريح أربعين سنة اخرى ؟!! .


الأسرى يقهرون الاحتلال: ننجب أطفالنا .. ولو بالأنابيب!
امجد سمحان عن السفير
تحدّى أربعة من الأسرى الفلسطينيين زنازين الاحتلال، حيث استطاعوا تهريب حيوانات منوية من داخل المعتقلات لتحمل بها زوجاتهم، ويزرعوا أملاً جديداً بأنه «لا حياة مع اليأس»، وينتزعوا حقاً حرمتهم منه إسرائيل خلافاً للقانون الدولي. ذلك كله جاء على وقع معارك وتحدّيات يواصل خوضها الأسرى في معركة «الأمعاء الخاوية»، بعضها تكلل بالإفراج كما حال الأسير أكرم الريخاوي، وبعضها مستمر، فالأسير سامر العيساوي دخل في يومه الـ199 من الإضراب عن الطعام.
وفي مدينة نابلس في الضفة الغربية، خرجت أربع زوجات أسرى «شجاعات»، وأعلنّ على الملأ حملهن لفترات تزيد عن شهرين وثلاثة أشهر، في خطوة شكلت مفاجأة جديدة للمجتمع الفلسطيني الذي بدأ يتقبّل هذه الظاهرة الجديدة.
وقالت زوجة الأسير عبد الكريم الريماوي من رام الله، والمحكوم بالسجن 25 عاماً قضى منها 12 عاماً، «قمت بهذه الخطوة برغم صعوبتها وحساسيتها في مجتمعنا»، مضيفة «الفرح يغمرني كما يغمر زوجي، فهو
يعتبر ما حصل حلماً كان صعب المنال. ونقول إن الاحتلال لن ينهي حياتنا، وسنتحدى حتى النفس الأخير».
زوجات الأسرى تحدثنّ في المؤتمر، وكان بينهنّ مهند الزبن أول طفل أنابيب فلسطيني لأب أسير. هو الذي جاء من «الظلمات» كما تقول والدته، أصبح اليوم «أملاً لكل الأسرى، وتحدياً جديداً لا بد أن يكرّسه الأسرى برغم أنف المحتل».
مهند الذي يقضي والده حكماً بالسجن يزيد عن 50 عاماً، وُلد قبل نحو سبعة أشهر بعد معاناة استمرت سنوات تمكّن خلالها والده من تهريب حيواناته المنوية إلى مركز طبي فلسطيني في مدينة نابلس، الذي بدوره أشرف على عملية الزرع في رحم الأم، ومتابعتها حتى أنجبت.
من جهتها، قالت زوجة الأسير علي عزام، وهو المحكوم بالسجن 20 عاماً، قضى منها سبعة فقط، «أنا حامل في شهرَي الثاني وأم لثلاثة أولاد... أردت أن أنجب طفلاً يحمل اسم زوجي الذي لا أعلم إن كان سيخرج ونحن أحياء». وأضافت «أتمنى أن نرزق بطفل يعطي حياتنا أملاً ويكسر شوكة المحتل الذي يُحرمنا من أبسط حقوقنا».
وكانت فكرة تهــريب الحيوانات المنوية للأسرى غير مرحّب بها في الأرض الفلسطينية المحتلة إلى أن قامت زوجة الأسير عمار الزبن بالمحاولة، وكسرت كل القيود المجتمعية، ما فتح آفاقاً لتكرار الحالة من عشرات الأسرى.
بدوره، أوضح مدير المركز المشرف على تلقيح البويضات لزوجات الأسرى الدكتور عمر أبو خيزران أنه «حالياً هناك سبع حالات يتم فحصهن تمهيداً للزراعة، ولدينا عينات لأربعين أسيراً سيقومون بزراعة خلال الفترة المقبلة».
إلى ذلك، انتزعت معركة «الأمعاء الخاوية» انتصاراً جديداً، فقد قررت سلطات الاحتلال الإفراج اليوم عن الأسير أكرم الريخاوي بعد إضراب عن الطعام استمر 120 يوماً، وقبل ستة أشهر من موعد انتهاء محكوميته. وكانت سلطات الاحتلال اعتقلت الريخاوي في قطاع غزة، وحكمته بالسجن تسع سنوات، وتردّى وضعه الصحي بشدة داخل السجن نظراً لسياسة الإهمال الطبي.
في غضون ذلك، لا يزال الأسير العيساوي يخوض معركته، وقد سجل اليوم 199 يوماً من الإضراب، ووصلت حياته مرحلة الخطر الشديد، وصفها النائب الفلسطيني في الكنيست أحمد الطيبي بـ«المرعبة».
إلى ذلك، أشارت مصادر من «نادي الأسير الفلسطيني» في حديث إلى «السفير» إلى أن الجانب المصري يبذل جهوداً من أجل «إنهاء معاناة الأسرى لا سيما المُضربين». وبحسب المصادر، فإن «هناك جهوداً حقيقية تبذل حالياً، والأمل في أن تؤتي ثمارها خلال الأيام القليلة المقبلة».


الإعلان عن زيارة أوباما لإسرائيل يضغط على نتنياهو لتأليف حكومة وسطية
رندى حيدر عن النهار اللبنانية
اعلان البيت الأبيض عن زيارة الرئيس الأميركي باراك أوباما لإسرائيل الشهر المقبل، فتح الباب على مصراعيه أمام التأويلات الإسرائيلية لانعكاسات هذا الاعلان على التشكيلة الحكومية المنتظرة، خصوصا وأن الزيارة ستأتي بعد أن يكون بنيامين نتنياهو قد انتهى من تأليف حكومته الائتلافية الجديدة. يخوض نتنياهو اليوم مفاوضات إئتلافية صعبة لتأليف حكومته في ضوء ميزان القوى الجديد الذي أفرزته نتائج انتخابات الكنيست التاسعة عشرة، والتي غيرت الكثير من المعادلات السياسية التي كانت قائمة خلال ولايته السابقة. إن تراجع قوة تمثيل معسكر اليمين في الكنيست، والصعود البارز لحزب الوسط الجديد "هناك مستقبل" بزعامة يائير لابيد فرضا واقعاً جديداً على المفاوضات الائتلافية الدائرة وعلى الرؤية المستقبلية لخطة عمل الحكومة. وكما هو معروف يتبنى لابيد برنامج عمل اجتماعيا - اقتصاديا في الدرجة الأولى، ويطالب بتحسين مستوى معيشة الطبقة الوسطى في إسرائيل ودعمها، والمساواة في تحمل العبء من خلال تطبيق قانون الخدمة العسكرية على جميع الإسرائيليين بمن فيهم المتدينون، كما يطالب بتقليض موازنة الدفاع. والخيارات المطروحة أمام نتنياهو هي اما تأليف حكومة ائتلافية موسعة تضم احزاب الوسط من دون الاحزاب الدينية، الأمر الذي سيجبره على تبني أجندة مختلفة عن تلك التي تبناها في ولايته السابقة، وإما اللجوء الى تشكيلة حكومية تستند الى احزاب اليمين القومي والاحزاب الدينية كتلك التي كانت قائمة سابقاً، وبالطبع هي الأكثر ملاءمة له. في ظل هذا الوضع، توقع بعض المعلقين في إسرائيل ان يدفع الاعلان عن الزيارة الرئاسية المرتقبة للرئيس أوباما، نتنياهو نحو خيار التعاون مع احزاب الوسط ونحو تشكيلة حكومية اكثر اعتدالاً وانفتاحاً. في حين رأى البعض الآخر في الاعلان رسالة موجهة الى زعماء أحزاب الوسط امثال لابيد وتسيبي ليفني للمشاركة في الحكومة المقبلة. إذ كيف يمكن الرئيس الأميركي التحدث في زيارته المنتظرة عن معاودة المفاوضات مع الفلسطينيين واحياء حل الدولتين اذا كان شركاء نتنياهو في الحكومة ممن يؤمنون بضم المناطق المحتلة الفلسطينية الى إسرائيل ويرفضون رفضاً باتاً البحث في مصير المستوطنات اليهودية هناك؟
الواقع ان الزيارة المرتقبة للرئيس أوباما للمنطقة تأتي في أجواء مختلفة للغاية عن اجواء زيارته السابقة عام 2009، وتأثيرها أكبر وأوسع ويتعدى طبيعة التشكيلة الحكومية المقبلة في إسرائيل. ثمة أكثر من مسألة مصيرية سيتناولها أوباما مع رئيس الوزراء الاسرائيلي، في طليعتها الموقف من موضوع البرنامج النووي الإيراني، وتنسيق المواقف بشأن المستقبل السياسي في سوريا، ومستقبل التسوية السياسية مع الفلسطينيين. ومما لاشك فيه أن تشكيلة الائتلاف الذي سيكون الى جاتب نتنياهو سيكون له تأثيره الكبير في حسم كل هذه المسائل، فاذا كان ائتلافاً موسعاً يضم احزاب الوسط فمن المرجح ان يشكل عاملاً مهماً في التفاهم الأميركي - الإسرائيلي على رؤيا مشتركة وربما خطة عمل لمواجهة التغييرات في المنطقة، أما اذا كان نتنياهو على رأس حكومة يمينية ضيقة، فمن المنتظر ان تبرز الاختلافات في الرأي وتتجدد الاشكالات بين إدارة أوباما وإسرائيل كما حدث خلال الولاية الأولى لأوباما.
إسرائيل واختراق الأمن القومي العربي: من بغداد إلى حمّام الشط ومن دير الزور إلى الخرطوم
عبد الحميد صيام(أستاذ جامعي وكاتب عربي مقيم في نيويورك) عن القدس العربي
في الوقت الذي فاز اليمين المتطرف في إسرائيل في انتخابات عام 1977 بزعامة مناحيم بيغن، اتجه النظام العربي الرسمي إلى التراجع والتفكك والانهيار. فقد قام أنور السادات بزيارته المشؤومة للقدس في نفس العام ودخل في مفاوضات أدت إلى اتفاقية كامب ديفد المذلة عام 1979 والتي أخرجت مصر من معادلة الصراع العربي الإسرائيلي.
شعرعندها زعماء الحرب الإسرائيليون أن أياديهم أصبحت طليقة فشرعوا في توسيع رقعة عملياتهم العسكرية واختراق الأمن القومي العربي ليس في دول الطوق فحسب بل في رقعة جغرافية شاسعة تمتد من العراق شرقا لتونس غربا. إن حادثة قيام الطائرات المقاتلة الإسرائيلية بتدمير مجمع البحوث العسكرية في جرمايا بسوريا في الساعات الأولى من صباح يوم الأربعاء 30 من شهر كانون الثاني (يناير) الماضي ليست الأولى من نوعها وربما لن تكون الأخيرة ليس ضد سوريا فحسب بل وفي أكثر من بلد عربي سواء في ما يسمى دول الاعتدال أو دول الممانعة.
وسنستعرض في هذا المقال مجموعة من الانتهاكات لسيادة عدد من الدول العربية في مشارق الأرض ومغاربها في الثلاثين سنة الماضية. والعينة المدرجة أدناه لا تشمل كل الانتهاكات مثل خروقات المجال الجوي أو الغارات داخل الحدود أو زرع الجواسيس أو إغتيال العلماء والقيادات أو قتل جنود على خطوط التماس لأنها كثيرة. كما أننا لم نتطرق للحروب الخمسة التي شنتها إسرائيل على لبنان عام 1982 و 2006 وعلى الضفة الغربية عام 2002/2003 وعلى غزة 2008/2009 وأخيرا حرب الأيام الثمانية في تشرين الثاني (نوفمبر) 2012.

العراق
عملية بابل: تدمير المجمع النووي أوزيراك (OZIRAK) - 7 حزيران (يونيو) 1981
يقع مجمع أوزيراك حسب التسمية الفرنســـية وتمـــوز حسب التسمية العراقية، تيمنا بالشهر الذي وصل حزب البعث فيه للسلطة، على بعد 17 كلم جنوب بغداد قــــرب مدينة بابل الشهيرة. بني المجمع بمساعدة فرنســـية إســـتمرت نحو خمس سنوات. حاولت إسرائيل وقف البناء بكل الطرق.
ففجرت بعض المواد المعدة للتصدير من فرنسا إلى العراق في نيسان (أبريل) 1979، كما قام عملاء الموساد بتاريخ 13 حزيران (يونيو) 1980 باغتيال العالم النووي المصري يحيى المشد في الحجرة رقم 941 في فندق الميريديان بباريس وهو في طريقه إلى بغداد.
في الساعة 3 و 55 دقيقة مساء إنطلق سرب من الطائرات الإسرائيلية (ف 15 وف 16) من قاعدة عتصيون الجوية فاخترق المجال الجوي الأردني قرب خليج العقبة ثم دخل المجال الجوي السعودي وتحدث قائد السرب زئيف راز بلهجة أردنية مدعيا أنه ضل الطريق ثم دخل المجال الجوي العراقي فلم يتم إكتشافه لأن السرب حلق على ارتفاع منخفض. وصلت الطائرات فوق المجمع الساعة 6 و 35 دقيقة مساء.
أستمرت الغارات لمدة دقيقتين وتركت المجمع ركاما وعادت سالمة - غنى الطيارون في طريق عودتهم نشيدا توراتيا حول عودة النبي اليسع إلى أرض كنعان واحتلالها من سكانها الأصليين. قتل عشرة جنود عراقيين ومهندس فرنسي قيل إنه عميل للموساد وسهل عملية التدمير. إسرائيل دفعت تعويضات لعائلة القتيل الفرنسي فقط. أصدر مجلس الأمن بالإجماع القرار 487 (1981) الذي يدين العملية، ولحقت به الجمعية العامة فأصدرت القرار 27/36 الذي يدين العملية ويطالب إسرائيل بالتعويض.

تونس
1. عملية الرِجل الخشبية- حمام الشط - تدمير مقر منظمة التحرير 1 تشرين الأول (أكتوبر) 1985
على بعد أكثر من 2000 كلم قامت ثماني طائرات ف-15 وطائرة بيونغ 707 معدلة لأغراض تزويد الطائرات المقاتلة بالمزيد من النفط في الفضاء بتدمير مقر منظمة التحرير الفلسطينية في منطقة حمام الشط على بعد 18 كلم من العاصمة مخلفة وراءها العديد من الضحايا من بينهم 60 فلسطينيا و200 تونسي وأكثر من 100 جريح. عادت الطائرات بعد أن تم تزويها بالمزيد من الطاقة في الجو فوق البحر المتوسط. مرة أخرى أصدر مجلس الأمن القرار 573 (1985) بتأييد أربعة عشر عضوا وامتناع الولايات المتحدة عن التصويت، علما أن الرئيس ريغان قال 'لا نستطيع أن نتقبل مثل هذه العملية'. إسرائيل من جهتها بررت العملية على أنها رد على مقتل ثلاثة من عملاء الموساد في قبرص على يد 'القوة 17' التابعة لحركة فتح. أما الحبيب بورقيبة فكان متأكدا أن مثل هذه العملية لا يمكن أن تتم إلا بموافقة الولايات المتحدة.
2. إغتيال خلـــيل الوزير- أبو جهاد - 16 نيسان (أبريل) 1988
قاد عملية الاغتيال إهود باراك، نائب رئيس الأركان آنذاك، ومساعده موشيه يعالون، قائد 'سرية مقتال' كما تسمى بالعبرية. وقد قام باراك بالتنسيق بين عملاء الموساد على الأرض والزوارق الحربية التي وصلت إلى الشواطئ التونسية. تم الاعتراف رسميا بالعملية في الأول من تشرين الثاني (نوفمبر) 2012 حيث قال ناحوم ليف لجريدة يديعوت أحرانوت بأنه 'أفرغ عدة مخازن من الرصاص في جسد الوزير وكان حريصا على ألا يؤذي زوجته'. مجلس الأمن إجتمع لمناقشة العملية وأصدر قراره رقم 611 بتاريخ 25 نيسان (أبريل) وصوت لصالح القرار 14 عضوا بينما امتنعت الولايات المتحدة عن التصويت. القرار أدان انتهاك سيادة تونس واغتيال خليل الوزير لكنه لم يتطرق للفاعل.

الأردن
محاولة إغتيال خالد مشعل- 25 أيلول (سبتمبر) 1997
بناء على تعليمات مباشرة من رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك بنيامين نتـنياهو، دخل إلى الأردن عميلان للموساد بجوازات سفر كندية، وانتظرا خالد مشعل، رئيس فرع حركة حماس في الأردن، أمام مقر الحركة وغرز أحدهما إبرة قرب أذنه أفرغت حقنات من السم في جسمه ففقد الوعي فورا ونقل إلى مجمع الحسين الطبي وهو بين الحياة والموت. من حسن حظ الرجل والأردن أن حراس مشعل تمكنوا من القبض على العميلين. أثارت الحادثة غضب الملك حسين الذي وقع عام 1994 اتفاقية وادي عربة للسلام مع إسرائيل رغم معارضة الغالبية من الشعب الأردني. هدد الملك حسين إسرائيل بإلغاء الاتفاق ومحاكمة العميلين علنا إن لم يرسل نانتياهو مادة لإبطال مفعول السم فورا وإطلاق سراح الشيخ أحمد ياسين رئيس الحركة الذي كان محكوما بالسجن المؤبد ثمنا لهذا الانتهاك. طار إلى الأردن رئيس الموساد داني أتون حاملا معه الترياق الخاص بإبطال مفعول السم وعاد بصحبة العميلين. بعد أيام أطلق سراح الشيخ أحمد ياسين الذي بقي في غزة لساعة استشهاده بتاريخ 13 حزيران (يونيو) 2003.

سوريا
1. التحليق فوق القصور الرئاسية 15 آب (أغسطس) 2003 وحزيران (يونيو) 2006
بعد قيام حزب الله بقصف مستوطنة شلومي في الجليل الأعلى يوم 10 آب (أغسطس) 2003 ومقتل مســـتوطن يدعى هفيف دادون وصل وليم بيرنز، مساعد وزير الخارجية الأمريكية، إلى دمشق ليحذر القيادة السورية من مغبة عدم تقييد حركة حزب الله. لكن إسرائيل إستخدمت طريقة أخرى في التحذير وذلك بخرق الطائرات المقاتلة للمجال الجوي السوري التي حلقت يوم الجمعة في 15 آب (أغسطس) فوق القصر الجمهوري. تكررت عملية الطيران فوق القصور الرئاسية في اللاذقية في حزيران (يونيو) 2006 أثناء وجود الرئيس داخل القصور.
2. الهجوم على معسكر عين الصاحب 5 تشرين الأول (أكتوبر) 2003
قامت أربع طائرات من طراز ف- 16 بالهجوم على معسكر التدريب عين الصاحب على بعد 25 كلم شمال غربي دمشق. والمعسكر تابع للفصائل الفلسطينية كالجهاد وحماس والجبهة الشعبية القيادة العامة. تم تدميرالمعسكر وتدمير كمية من الذخائر والمعدات المخزنة فيه. وهي أول عملية عسكرية إسرائيلية داخل الأراضي السورية منذ حرب تشرين (رمضان) 1973. وقد جرح شخص واحد في المعسكر. والعملية جاءت في أعقاب عملية انتحارية قامت بها حركة الجهاد الإسلامي في حيفا.
3. عملية البستان: تدمير مجمع دير الزور للأبحاث النووية 6 أيلول (سبتمبر) 2007
قامت على الأقل 4 طائرات بتدمير المجمع النووي السوري بدير الزور والذي تم إنشاؤه بمساعدة تقنية من كوريا الشـــمالية وتمويل إيراني زاد عن المليار دولار. وقد قام فريق كوماندو إسرائيلي من فرقة 'شالداك' بمعاينة المجمــــع وتصويره قبل يوم واحد من العملية. قتل في الحادث 15 عسكريا وجرح نحو 50. بعد الهجوم المشار إليه بستة أسابيع، زار مراسل 'يديعوت أحرونوت' رون بن يشاي، المنطقة وأعد تقريرا موسعا بناء على شهادات سكان محليين، تؤكد تحليق الطائرات الإسرائيلية في سماء المنطقة.
4. تدمير مركز الأبحاث بجرمايا - 30 كانون الثاني (يناير) 2013
الحادثة قريبة العهد وليست بحاجة إلى مزيد من التفاصيل لكن الجديد فيها أن الحكومة السورية لم تتأخر كثيرا للإعلان عن الهجوم كعادتها، لكنها حاولت استغلال العميلة سياسيا. فقد جاء في بيان رسمي صادر عن قيادة الجيش السوري بأن 'الإرهابيين حاولوا مرارا أن يقتحموا المجمع ويسيطروا عليه لكنهم لم يتمكنوا'. أي أن ما عجز 'الإرهابيون' عن تحقيقه قامت السلطات الإسرائيلية بتحقيقه. وكأن الطرفين الإسرائيلي والمعارضة يخوضان حربا واحدة ضد النظام. السفير السوري في بيروت هو الذي كرر الأسطوانة المشروخة باحتفاظ سوريا بحق الرد في الزمان والمكان المناسبين. أما الشكوى الرسمية فلم تذهب لمجلس الأمن بل لقائد قوات الأمم المتحدة لفصل القوات في الجولان (UNDOF).

الإمارات العربية المتحدة
دبي- إغتيال محمود المبحوح- 19 كانون الثاني (يناير) 2010
وصل مطار دبي نحو 31 عميلا للموساد بجوازات سفر أوروبية في معظمها. وكان من بينهم 12 بريطانيا و 6 أيرلنديين و4 فرنسيين، 4 نمساويين وألماني واحد وعميلان فلسطينيان. دخلت المجموعات المدينة بكل خفة ومهارة وتوزعوا في عدة فنادق بما فيها فندق البستان-روتانا الذي يقيم فيه محمود المبحوح أحد قادة كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس، في ساعة الصفر هاجمت مجموعة غرفة المبحوح رقم 230 حيث تم تخديره وصعقه بالكهرباء وخنقه في غرفة نومه. ثم عاد الجميع وخرجوا من البلاد بنفس الخفة والمهارة اللتين دخلا بهما ما عدا الفلسطينيين اللذين اعتقلا لاحقا. مثل هذا الإختراق الأمني الخطير وغير المسبوق، قد يطيح بكل طواقم الأمن والشرطة والمخابرات بكل فروعها ورؤسائها ووزرائها في أية دولة تحترم نفسها وسيادتها. الغريب أن بعض المسؤولين حاولوا أن يلعبوا دور البطولة وراحوا يعقدون المؤتمرات الصحفية ويعلنون عن كشف أسماء العملاء ووضع أسمائهم على قوائم المطلوبين للإنتربول حتى ليعجب المراقب من مثل هذا الموقف الغريب وكأن العملاء اعتقلوا في آخر لحظة ويقبعون الآن في زنازين انفرادية؟

السودان
تدمير مصنع اليرموك للأسلحة الخرطوم 24 تشرين الأول (أكتوبر) 2012
في الساعات الأولى لفجر الأربعاء قامت أربع طائرات إسرائيلية بقصف مصنع 'اليرموك' للذخيرة جنوب مدينة الخرطوم. وقد سمعت إنفجارات هزت المدينة وتتطايرت شظايا الصواريخ والذخائر في كل إتجاه. أعلن وزير الإعلام السوداني أحمد بلال عثمان أن إسرائيل استهدفت المصنع 'لإضعاف قدراتنا الدفاعية وتطويرها من أجل إضعاف السيادة الوطنية السودانية'. وهذه ليست المرة الأولى التي تخترق إسرائيل السيادة السودانية. ففي كانون الثاني (يناير) من عام 2009 هاجمت إسرائيل قافلة عسكرية قرب بور سودان محملة بالذخائر قيل إنها متجهة إلى غزة لإيصال مساعدات عسكرية إيرانية لحركة حماس وتقول مصادر أمريكية إن نحو 40 شخصا قتلوا في العملية. السلطات السودانية لم تتوعد كغيرها بالرد في المكان والزمان المناسبين، ولم تتقدم بشكوى لمجلس الأمن لأنها تعرف سلفا أن المجلس سيُمنع من الاجتماع لمناقشة الشكوى.
الشيء المشترك بين أنظمة الحكم في الدول العربية أنها تلحس كرامتها عندما يتعلق الأمر بإسرائيل لكنها تستأسد على شعوبها عندما تطالب بحقوقها في الكرامة والحرية والمواطنة المتساوية وتمكين المرأة وسيادة القانون وتبادل السلطة واحترام حق التعبير والتجمع والتنقل ولجم الفساد والفاسدين وأنسنة أجهزة الأمن وتحديد دور الجيش في حماية الوطن لا حماية النظام وقتل المواطنين مما يذكرنا بقول عمران بن حطان موجها كلامه للحجاج:
'أسد عليّ وفي الحروب نعامة ربداء تهرب من صفير الصافر'


عدوان «إسرائيل» على سوريا
أمجد عرار عن الدستور الأردنية
سوريا، مرة أخرى، هدف لعدوان «إسرائيلي» جوي . منذ بضعة أشهر و»إسرائيل» تشغّل أسطوانة الخوف من نقل سلاح كيماوي من سوريا إلى منظمات «إرهابية» حسب توصيف «إسرائيل» وحلفائها . لكن وسائل إعلام «إسرائيل» كذبت حين قالت إن العدوان استهدف قافلة سلاح في طريقها إلى لبنان، رغم أنها لم تقل إن السلاح كيماوي . «إسرائيل» الرسمية لم تقل شيئاً .
الغموض «البناء» مرّة أخرى . في كل مرّة تضرب «إسرائيل» ضربتها، تترك العالم كلّه يتكهّن، يخمّن، يحلّل، ويجتهد لسبر أغوار ما يحدث . صاحب براءة اختراع هذه السياسة هو شمعون بيريز عندما أحضر إلى جنوب فلسطين المحتلة مفاعلاً نووياً من فرنسا «الديمقراطية جداً» . منذ الخمسينات وسياسة «الغموض البناء» سارية المفعول . قادة «إسرائيل» سبحوا على شواطئ الاعتراف الصريح، لكن دون مستوى الاعتراف الرسمي . لكن هذه السياسة أصبحت تنطبق على كل جريمة ترتكبها «إسرائيل» .
تحدث غارة في في هذا البلد العربي أو ذاك، تحصل جريمة اغتيال أو اختطاف في هذا البلد العربي أو الاوروبي أو ذاك، «إسرائيل» الرسمية تصمت، وتوعز لوسائل إعلامها لكي تقوم بالمهمّة، فتذهب هذه تصب التقارير والرسوم البيانية عن اليد الطويلة للجيش «الإسرائيلي» .
إذن هناك «إسرائيل» الرسمية لا تتبنى الجريمة، لكي تحرم الجهة المستهدفة من مشروعية الرد، وأيضاً لكي تقطع الطريق على المؤسسات الدولية فلا تستطيع إدانة «إسرائيل»، حتى لو كانت الإدانة كلاماً بلا جمرك .
اليد الطويلة في مفهومها غيره في مفهومنا، لديهم يعني الاختراق والردع، أما عندنا فمعنى هذا التعبير «الحرامي» .

هم أقرب للمفهوم العربي في التعبير عن «اليد الطويلة» . أما الغموض «البناء» فهو مفهوم تضليلي تماماً مثل «الفوضى الخلاقة»، مجرد مزج اعتباطي بين المتناقضات .
المحللون العرب، كوسائل إعلامهم، وتبعاً لانقسامهم ذاته، فريق أدان العدوان وغضب من تطاول «إسرائيل» على أرض عربية، وفريق آخر وظّف العدوان في مزايدة مكرورة، وفي أحسن الأحوال قد يكون نطق بكلام صحيح كلياً أو جزئياً، لكن للتصيّد في المياه العكر، لا أكثر .
أمريكا تسارع دائماً لمنح «إسرائيل» الغطاء لأي جريمة بلا تحفّظ، وبشكل فظ ومستفز . وبعد ساعات من العدوان على سوريا، تصرّفت واشنطن مثل وسائل الإعلام «الإسرائيلية»، حيث حذّرت سوريا من نقل سلاح إلى لبنان . وكأنها تريد أن تتبنى العدوان باسم «إسرائيل»، وتدرجه على الفور تحت مسمى «حق الدفاع عن النفس» .
كل القوى السياسية الحية والحرّة . كل المثقفين الوطنيين، يتجادلون ويختلفون إلى أقسى درجات سخونة الاختلاف، لكن عندما يحصل عدوان خارجي، تذوب الخلافات وتهدأ نار الجدل الداخلي، وتحضر وحدة الموقف فوراً ضد العدو الخارجي . بعض وسائل الإعلام العربية لها موقف مناهض للحكم في سوريا، لكنها تعاملت مع العدوان «الإسرائيلي» بمنطق قومي تقدّر عليه، ذلك أن العدوان مصدره «إسرائيل» العدو التاريخي للأمة العربية والإسلامية وللإنسانية، كما أنه يطال أرضاً عربية ويتجاوز محدودية الأنظمة، إلا إذا أراد البعض أن يجعل من «إسرائيل» جزءاً من معادلاتنا الداخلية .
هذه ليست المرة الأولى التي تستهدف فيها «إسرائيل» دولاً عربية، بل بالكاد نجد دولة سلمت من يد «إسرائيل» الطويلة، من فلسطين ولبنان إلى تونس والسودان مروراً بالعراق والأردن وغيرها . من المؤسف أن تخضع العدوانية «الإسرائيلية» لمنطق المناكفة وتصفية الحسابات والتشفي والتصيّد، ولا نعرف ما سيكون عليه الحال إذا كرّرت «إسرائيل» عدوانها وحوّلته إلى حرب شاملة، فقد يخرج بعض الكتبة لينصح نتنياهو باستخدام السلاح النووي .


لماذا ينتحر لبنان؟
زهير قصيباتي عن الحياة اللندنية
ما الذي يجعل جدول أعمال الرئيس الأميركي باراك أوباما «عاجلاً جداً» في جولته المقبلة على الشرق الأوسط؟ أَتَذَكَّرَ فجأة أن مفاوضات ميتة كان اسمها عملية السلام، لم تنفع فيها وعوده المبكرة في بداية ولايته الأولى، وأن فقدان «الكيمياء» في علاقته برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، لم يَحُلْ دون السخاء الأميركي في دعم ترسانة الدولة العبرية، فيما الاستيطان يسجل أرقاماً قياسية لمشاريعه؟
أن يكون جدول أعمال أوباما في جولته على إسرائيل والأردن ورام الله «عاجلاً جداً»، كما يقول السفير الأميركي في تل أبيب دان شابيرو، وبين مَحَاوِرِه إيران وسورية، فالأرجح أن الأمر لن يطاول تشجيع ديبلوماسية «الانخراط» مع النظام السوري، الذي بالكاد يملك ورقة للمساومة عليها في أي صفقة.
وأن تأتي الجولة فيما واشنطن تعدّ لسيناريو المفاوضات المباشرة مع طهران، إذا نجحت جولة المحادثات «النووية» في كازاخستان أواخر الشهر، في تلمّس خريطة طريق لصفقة ما مع إيران، فذاك يستبعد- مبدئياً- احتمال تسريع الولايات المتحدة الضوء الأخضر لضربة توجهها إسرائيل الى المنشآت النووية الإيرانية... بمباركة أميركية.
أما أن يعدّ الجيش الإسرائيلي لحرب أخرى على لبنان، كأنها حتمية، فلا ينفع معها بالطبع «النأي بالنفس» عن كل تداعيات تبدّل أحوال سورية بعد الثورة وحرب التدمير الشاملة... وتبدّل أحوال إيران بعد خسارتها «مناعة» حليف، وبعد ما فعلته أسنان العقوبات في نظام ما زال يتوعّد إسرائيل بما يرغمها على «الندم».
يتوعدنا وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك، كما يهدد نظام المرشد بـ «ضربة كبرى». فلنقرأ ببساطة ضمن تسلسل الأحداث، إعلان بلغاريا نتائج تحقيقاتها في عملية بورغاس (تموز- يوليو 2012) واتهامها شخصين «على علاقة» بالجناح العسكري لـ «حزب الله». يلتقط نتانياهو وإدارة أوباما الإشارة، تبدأ حملة لتحريض الأوروبيين على التخلي عن تحفظهم حيال مطالبات قديمة بإدراج الحزب على لائحة الإرهاب. ينقسم الأوروبيون مجدداً، لكنّ الفرصة سانحة لإسرائيل للاستفراد بالحزب ومعه كل لبنان،... وسانحة لأوباما الثاني إذ وجد ضالته ليقنع الإسرائيلي ببديل عن ضرب إيران الذي قد يجرّ أميركا الى مواجهة على ضفاف الخليج.
هي الفرصة المثلى لإسرائيل التي ستستغل انهماك النظام السوري في الداخل، وانهماك إيران بدعمه وباحتواء ضربات العقوبات. وتستغل أيضاً انهماك دول «الربيع العربي» بأزماتها، خصوصاً مصر التي استنجدت بها واشنطن لـ «تأهيل» حركة حماس بعد حرب قصيرة، وتكليفها مراقبة منع إطلاق الصواريخ، على إسرائيل.
واضح أن دمشق ليست في وارد استعادة تجربة حرب تموز 2006، ولا قدرتها تخوّل إليها نجدة «حزب الله»، ولن ترغب في استدراج نتانياهو ليوجّه الى النظام الضربة القاضية. بل لعل في دمشق مَنْ يخشى «بيع» طهران حلفها في المنطقة بعدما تبدلت أحواله، خصوصاً إذا أغرتها واشنطن بالبديل، في صفقة شاملة انتظرتها إيران سنوات طويلة، حتى اعترفت بالملل من مماحكات الملف النووي، وعض الأصابع كلما حانت جولة مفاوضات عبثية.
ولأن سورية لا تملك الآن ورقة لأي مساومة، وطهران لن تقايض برنامجها النووي بثمن بخس، يزداد الخطر على لبنان وإن مُيّز بين «حزب الله» وجناحه العسكري... فيما التحريض الأميركي- الإسرائيلي يغلب في قضية بورغاس، وتبدو دول أوروبية مقتنعة بذلك.
فرصة ذهبية لإسرائيل أن تستفرد بلبنان لتدمّر دولة أخرى عربية، فيما سورية تنتج دمارها، وإيران المرشد تضع اللمسات الأخيرة على الصفقة: تفادي ضرب أراضيها ومنشآتها، انتزاع اعتراف بنفوذ لها في الخليج و «تقنينه» في العراق، وعرض تسهيل الانسحاب الغربي من أفغانستان، وربما كذلك «تأهيل حزب الله».
لكن الحزب ليس «حماس»، وما قاله شابيرو بعد باراك، يوحي بأن ربيع لبنان 2013 لا يشبه تموز 2006، فلماذا على اللبنانيين و «حزب الله» الانتحار ليكتمل موسم الجنازات؟... و «تنتصر» إيران بعد طول ملل.






حالياً في تونس وقريباً في مصر!
محمد صلاح عن الحياة اللندنية
يقول المثل «وقوع البلاء ولا انتظاره» وتبدو الحالة المصرية في ظل الأزمة السياسية الطاحنة والشارع الملتهب وكأن الناس دائماً ينتظرون بلاءً سيحل بهم، إذا اعتبرنا أصلاً أن ما هم فيه ليس بلاءً. وما جرى في تونس أمس جعل المصريين على يقين بأن الدور آتٍ عليهم لا ريب إذا ظلت أزمتهم من دون حل أو مقدمات لحل!
قد تكون وسائل الإعلام الرسمية المصرية أو الخاصة اهتمت أكثر بالقمة الإسلامية ووقائعها، ليس لطبيعة الموضوعات المطروحة فيها، أو لحجم الزعماء الذين شاركوا فيها، فما أكثر المؤتمرات الإسلامية والعربية التي عقدت في القاهرة أو في أي عاصمة أخرى، وما أكثر الخطب والكلمات التي ألقيت على مدى عقود من دون أن تحرك ساكناً أو تغير واقعاً أو تحسن مستقبلاً، وإنما كان الاهتمام تقليداً أو بحكم التعود، أو لكون القمة عقدت في ظل ظروف أمنية ومصاعب «لوجستية» غير مسبوقة، لكن الشارع في مصر بدا مهتماً بموضوع آخر يتجاوز حتى زيارة الرئيس الإيراني أحمدي نجاد لمصر أو تداعياتها، بدءاً من الحفاوة الرسمية، أو الانتقادات الأزهرية له، أو الاعتداءات الشعبية عليه، ولو كانت فردية. كانت قلوب المصريين وعقولهم في تونس.
يقول المصريون منذ انطلاق ثورتهم في 25 كانون الثاني (يناير) العام 2011، إن تونس تسبق مصر بخطوة بل إنهم يصدقون ذلك بحكم ما جرى هناك ثم هنا! والمعنى مفهوم، لأن الثورة المصرية أسقطت نظام حسني مبارك بعدما أطاحت الثورة التونسية حكم بن علي، وكذلك لأن كل انتخابات أو استفتاءات مصرية بعد الثورة تفوق فيها الإسلاميون، كما حال تونس، ولأن الارتباك والفوضى والأزمات السياسية ضربت مصر بعدما عانى منها التونسيون أولاً، ولأن أداء الإسلاميين في السلطة في مصر لم يختلف كثيراً عن أداء «إخوانهم» في تونس. الآن يسأل المصريون أنفسهم: متى تبدأ عندنا مرحلة الاغتيالات السياسية؟ نعم، فجريمة اغتيال المعارض اليساري التونسي شكري بلعيد المنسق العام لحزب الوطنيين الديموقراطيين الموحد أمس، مثلت بالطبع فاجعة للتونسيين، وأثارت مخاوفهم من تطورات الأزمة السياسية هناك بعدما بدأت مرحلة التصفيات الجسدية، وصحيح أن الحدث قوبل باهتمام إعلامي وسياسي في أرجاء المعمورة، لكنه مثّل بالنسبة الى المصريين صدمة كبرى، فالعرض الأول دائماً يكون في تونس، وبعده يأتي موعد العرض في مصر!
لم يتوقف اهتمام المصريين بالحادثة عند خبر إلغاء الرئيس التونسي المنصف المرزوقي مشاركته في قمة منظمة التعاون الإسلامي التي التأمت أمس في القاهرة، مقرراً بشكل مفاجئ العودة إلى بلاده بعد مقتل بلعيد، فالأمر بالنسبة إلى المصريين يتجاوز الاهتمام الرسمي بمؤتمر يعقد في عاصمتهم ومن حضر ومن غاب من القادة، كما يتخطى التعاطف مع الشعب التونسي أو الحالة التونسية، وكذلك مشاعر الشفقة على مصير هذا البلد العربي، ولكنه امتد ليضرب قلوبهم ويقلب عقولهم ويجعلهم لا ينتظرون الفرج وإنما البلاء! صحيح أن بعض المعارضين المصريين يعتبر أن موت الناشطين السياسيين أصحاب المواقف الواضحة والصريحة ضد حكم «الإخوان» قنصاً أثناء مشاركتهم في التظاهرات الاحتجاجية هو عملية قتل منظم وتصفية جسدية لهم بعدما تحول الأمر إلى ظاهرة في الأسابيع القليلة الأخيرة، لكنها جرائم محل تحقيق إلى أن تظهر نتيجته، كما أن ملابسات «استشهاد» هؤلاء ترتبط بوجودهم ضمن جموع في أماكن مختلفة، وتختلط بالصدامات التي تقع بين المحتجين وقوات الشرطة. لكن أكثر ما يخشاه المصريون ويعتقدون أنه سيدخل البلاد حرباً أهلية لا محالة، أن يتم استهداف الناشطين المعارضين، أو حتى المؤيدين، بعمليات قتل وإرهاب منظم وأن تكون واقعة اغتيال بلعيد في تونس النسخة الأولى مما سيجري إنجازه في القاهرة في وقت قريب، طالما ظل التسخين قائماً، والتحريض غالباً، والاحتقان سائداً، وطالما زادت المسافات بين الحكم (الرئيس حزباً وجماعة) من جهة، وبين المعارضين جميعاً باختلاف أطيافهم السياسية من جهة أخرى. فالعنف عند «الاتحادية» أو على مشارف «التحرير» زاد بزيادة العناد من جانب السلطة، والشهداء سقطوا واحداً بعد آخر عندما انسدت أفق الحلول السياسية، وبعدما اعتمد الحكم الحلول الأمنية وحدها.
ولا يمكن أن نغفل أن من بين أهم أسباب سخونة الأجواء في مصر المطالبة بقصاص لم يتحقق، إضافة إلى عشرات الأسباب الأخرى المعروفة للجميع، وإذا انفلت العيار ووقعت الواقعة لن تكون هناك مطالب بالقصاص وإنما عمليات لتحقيقه.


تخوف أوروبي من «القاعدة» قاد فرنسا إلى مالي!
هدى الحسيني عن الشرق الأوسط
التركيز الدولي حاليا هو على محاربة مقاتلي تنظيم «القاعدة» في مالي ودول شمال أفريقيا خصوصا الجزائر والصحراء، مع العلم أن هناك زحفا مستجدا لـ«القاعدة» في الشرق الأوسط وأوروبا، كما أن هناك طفرة نمو لهذا التنظيم في أفغانستان، حيث إنه مع حركة «طالبان» تمكنا من استعادة أجزاء كبيرة من مناطق انسحبت منها القوات الأميركية وسلمتها للجيش الأفغاني.

أثناء الحملة الرئاسية الأميركية قال الرئيس باراك أوباما في شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي: «اليوم تنظيم (القاعدة) في حالة فرار، فأسامة بن لادن لم يعد موجودا».. لكنه بعد أيام استدرك وقال: «لقد طاردنا قادة تنظيم (القاعدة) بشكل لم يسبق له مثيل».

وفي حين اختار الكثير من مقاتلي «القاعدة» الانضمام لحركات جهادية في سوريا واليمن وشمال أفريقيا، فقد حل مكانهم في مخيمات كونار في باكستان كثير من التركمان والأوزبك.

كذلك يجري تدريب جهاديين أوروبيين في معاقل تنظيم «القاعدة» أنشئت في سوريا ومصر من أجل أن يقوموا بعمليات إرهابية عبر خلايا سرية في أوروبا. وهذا ما يقلق بريطانيا وألمانيا، وما دفع بفرنسا لإرسال قوات إلى مالي من أجل استعادة شمالها من «القاعدة» والتنظيمات الموالية لها.

استهداف أوروبا تقرر بعد تعليمات أصدرها العام الماضي أيمن الظواهري الذي تسلم القيادة بعد مقتل بن لادن. لقد استغل التنظيم نقاط الضعف في الدول التي ركزت أجهزتها السياسية والأمنية على الانتقال من الأنظمة القديمة إلى هياكل سياسية جديدة ودساتير مختلفة، خصوصا في مصر وليبيا، أو حيث الأزمات التي طال أمدها مثل سوريا واليمن.

الهدف التوجيهي لاستراتيجية «القاعدة» إعادة محاولة تنشيط التنظيم بعد الضربات التي عانت منها القيادة (تصريح أوباما). ويريد الظواهري من الهجمات الجديدة القضاء على «المرتدين» في مصر وسوريا. (العام الماضي وجه عدة خطب من هذا النوع مع التركيز على بلده مصر)، وإنشاء قواعد في هذه الدول يمكن أن تعمل بوصفها نقطة انطلاق لعمليات إرهابية في المستقبل في دول أخرى في المنطقة وفي أوروبا.

ويقول خبير أوروبي في شؤون «القاعدة» إن «الظواهري سعى إلى فرض منحى عنفي مع الأحداث الحالية في مصر منذ اندلاع الثورة المصرية ضد نظام مبارك، لكن لم يمض وقت طويل على دعوته الجهاديين للانضمام إلى الثورة حتى صار ينتقد بشدة توجهات (الإخوان المسلمين)، وبدأ يقارن ما بين ديكتاتورية مبارك، ونظام الرئيس محمد مرسي الفاسد». (كان يقصد بهذا توجيه رسالة شعبية تلقى صدى لدى كثير من المصريين العاديين الذين ينتقدون مرسي ونظام «الإخوان المسلمين».

في مكان آخر دعا الظواهري إلى وضع الحكومة المصرية والمسؤولين الأمنيين على «القائمة السوداء»، كما دعا إلى شن هجمات على القوات المسلحة من أجل إسقاط مرسي قبل أن يصبح متأصلا، ومواصلة المسار الثوري لإعادة تأسيس دولة الخلافة.

يواصل محدثي كلامه فيقول: «في محاولة لتحقيق أهداف الظواهري لاحظت الدول الغربية أن مقاتلين من التنظيم انتقلوا من جديد من أفغانستان وباكستان إلى بلادهم الأصلية مصر، وكان سبقهم كبار من قادة التنظيم إلى هناك، منهم محمد جمال الكاشف والشيخ عادل شحاتو وتتهمهما واشنطن بأنهما بين الذين هاجموا وقتلوا سفيرها في بنغازي كريستوفر ستيفنز في شهر سبتمبر (أيلول) الماضي».

بعد شهر من تلك العملية أشارت الصحف المصرية إلى غارة شنتها قوات الأمن المصرية على منزل سري في القاهرة يستخدمه الكاشف، وأدى ذلك إلى القبض على كثير بينهم مسؤول بارز ومصادرة مواد شديدة الانفجار يجري إعدادها لهجمات إرهابية.

في الوقت نفسه تتعقب السلطات المصرية عن كثب تحركات محمد شقيق أيمن الظواهري اعتمادا على سجله الماضي، كما اعتقلت كثيرا من نشطاء «القاعدة» في الأشهر الماضية. وتم اكتشاف تورطهم في ما كانوا يعتقدونه مؤامرة لإسقاط نظام محمد مرسي. ويقول الخبير الأمني الأوروبي، إنه في ظل هذا المناخ من الأنشطة الإرهابية المتزايدة يتم جلب جهاديين من دول مختلفة إلى مصر لفترات قصيرة من أجل التدريب وممارسة أنشطة تسبق العمليات المعدة. ويشير إلى أحد النشطاء الألمان الذي سافر إلى القاهرة لهذا الغرض إنما تحت ذريعة تلقي الدراسات الإسلامية والعربية. وفي شهر سبتمبر الماضي بث هذا الألماني، عبر برنامج تلفزيوني تهديده ملمحا إلى عمليات فوق الأراضي الألمانية.

في الوقت نفسه أصبحت سوريا مركزا لعمليات «القاعدة»، وتضاعف عدد المقاتلين، كما زادت ثقتهم بأنفسهم فيما الأوضاع العامة في البلاد تتدهور. وكان نائب الرئيس السوري فاروق الشرع قال في حديثه إلى صحيفة «الأخبار» اللبنانية (16 ديسمبر الماضي) إنه لا يمكن توقع أي نصر حاسم قريبا وإن الوضع سيزداد سوءا.

وبالإضافة إلى الخوف من قوات النظام السوري، فإن الأقليات العرقية في البلاد (المسيحيون، والدروز، والأكراد والعلويون) يتخوفون من ردود فعل عناصر إسلامية داخل الجيش السوري الحر. كما أن الغرب ينظر إلى «جبهة النصرة» بصفها واجهة لـ«القاعدة» في العراق، حيث تتنافس مع النظام على ارتكاب الفظائع.

يسأل محدثي: «إلى أي مدى هذه الجماعات المرتبطة بتنظيم (القاعدة) قادرة على فرض سيطرتها على سوريا بعد الأسد؟ علينا أن ننتظر ونرى، لكن دوافعهم لذلك لا شك فيها»، ويشير إلى أن القيادة المركزية لـ«القاعدة» تنسق حملات الجهاديين في سوريا بقدر ما تستطيع، وقد أرسل الظواهري العام الماضي ما لا يقل عن ثلاثة ممثلين عنه للإشراف على العمليات هناك.

تركيز الظواهري على سوريا أدى إلى تدفق جهاديين من دول كثيرة. أحدهم آيرلندي من أصل ليبي يقود قوات للمتمردين في شمال سوريا. آخرون مثله يحملون جنسيات أوروبية قاموا برحلة الجهاد إلى سوريا. يقول محدثي: «هناك نحو مائة حامل لجوازات أوروبية ينشطون في سوريا. البريطانيون الذين عادوا اعتقلوا لحظة هبوط طائرتهم في مطار هيثرو، وبينهم طبيب متدرب».

ناشط آخر يحمل جواز سفر إسبانيا يدعى رشيد وهيب تم الكشف عن هويته بعد ما قتل وهو يحارب في صفوف «جبهة النصرة». أغلب هؤلاء يصلون إلى سوريا عبر جنوب تركيا، حيث آلاف السوريين الذين هربوا من القتال داخل بلادهم.

كان هدف وهيب كما علم لاحقا تدريب أوروبيين في معسكر خاص لتنظيم «القاعدة» داخل سوريا، وهؤلاء من المتوقع أن يعودوا لاحقا إلى المسرح الأوروبي للقيام بعمليات. المعلقون الصحافيون الأتراك يدقون ناقوس الخطر من أن تدفق الإرهابيين عبر الحدود التركية – السورية (الجسر ما بين أوروبا والشرق الأوسط)، فتح فرصا جديدة لـ«القاعدة»، يستغلها جيدا زعيم «جبهة النصرة»، وقائد تنظيم «القاعدة» في الشرق الأوسط، وقد أثبت أبو محمد الجولاني قدراته العملاتية وإنشاء خلايا إرهابية تحت قيادته في الشرق الأوسط وأوروبا. وهذا مؤشر على أن ساحات نشاط «القاعدة» تزداد ترابطا، وما يتخوف منه المعلقون الأتراك، أن تركيا أصبحت بالنسبة لهم مثالا يحتذى.

محدثي يرى أن زيادة عدد المقاتلين الأوروبيين في سوريا ومصر وأماكن أخرى، من المرجح أن تعمق التحدي المتمثل في معالجة الفكر الإسلامي المتطرف على مدى السنوات المقبلة، وأن حصولهم على الخبرة العسكرية والتنفيذية والدراية في تقنيات الإرهاب في الصراع السوري، يشكل تهديدا واضحا لن يبقى في سوريا بعد سقوط نظام الأسد!



كابوس الاغتيالات يهدد استقرار تونس
رأي القدس العربي
افاقت تونس يوم امس على كارثة كبرى تتمثل في اغتيال السيد شكري بلعيد احد ابرز قادة الجبهة الشعبية اليسارية المعارضة لحركة 'النهضة' الاسلامية التي تقود الائتلاف السياسي الحاكم في البلاد.
عملية الاغتيال السياسي هذه تعتبر غريبة على تونس وشعبها الحضاري المسالم، خاصة في مثل هذا التوقيت حيث تمر البلاد بمرحلة صعبة تسودها الانقسامات والاستقطابات السياسية.
الراحل شكري بلعيد كان يتمتع بشخصية قوية في التحالف اليساري، ومن اشد منتقدي حركة النهضة الاسلامية والمطالبة باسقاط حكومتها بحكم كونه علمانيا يريد دولة مدنية ليبرالية في تونس ولهذا وجه البعض، وقبل ان تبدأ التحقيقات الجنائية، اصابع الاتهام للتيار الاسلامي، او محسوبين عليه بالوقوف خلف عملية الاغتيال الارهابية هذه.
حركة النهضة التي يتزعمها الشيخ راشد الغنوشي سارعت بادانة عملية الاغتيال هذه بقوة، واكد السيد حمادي الجبالي رئيس وزراء تونس واحد ابرز قادتها، الى القول ان الاجهزة الامنية ستبذل كل جهد ممكن لكشف هوية الجناة وتقديمهم الى العدالة، ووصف عملية الاغتيال هذه بانها ضربة لثورة الربيع العربي التونسية.
ويشك كثيرون بصحة الاتهامات الموجهة الى حركة النهضة بالوقوف خلف هذه العملية، ويستندون في شكوكهم هذه الى ان الحركة التي تحكم البلاد من خلال ترويكا ثلاثية، لا يمكن ان تقدم على جريمة كهذه من شأنها اشعال فتيل حرب الاغتيالات وزعزعة استقرار البلاد، وادخالها في دوامة العنف مما يعني انهيار حكمها، او اضعافه على اقل تقدير.
ردود فعل احزاب المعارضة كانت غاضبة جدا حيث نزل الآلاف من انصارها الى الشوارع والميادين في تونس العاصمة ومدن اخرى منددين بالجريمة ومطالبين باسقاط النظام تماما مثلما فعلوا في بداية ثورتهم قبل عامين لاطاحة نظام الرئيس زين العابدين بن علي.
والاكثر من ذلك ان قادة ثلاثة اكبر احزاب معارضة قرروا الانسحاب من الجمعية التأسيسية، او البرلمان المؤقت، ادانة لجريمة الاغتيال هذه واحتجاجا على حالة الفوضى وغياب الامن في البلاد.
تونس تقف على ابواب مرحلة صعبة حيث يربط كثيرون بين عملية الاغتيال هذه التي استهدفت الراحل بلعيد وعملية اغتيال رفيق الحريري رئيس وزراء لبنان الاسبق، مع فارق اساسي وهو ان حجم الانقسام في الشارع التونسي بين التيارين الاسلامي والليبرالي اكبر بكثير من نظيره اللبناني في حينها.
هناك ثورتان مستهدفتان من الداخل والخارج وهما المصرية والتونسية، لوجود قواسم مشتركة بينهما اولها انهما كانتا سلميتين، وثانيها: انهما فاجأتا العالم الغربي، وثالثها: اطاحتهما بنظامين كانا من اعمدة الغرب وامريكا في المنطقة، ورابعها: انتهاؤهما بفترة زمنية قياسية، فالنظام المصري سقط بعد 18 يوما والتونسي بعد ستة اسابيع، وخامسها: عدم حدوث اي تدخل عسكري فيهما مثلما حدث في ليبيا التي تتوسط البلدين.
بقايا النظام التونسي السابق لا تريد حتما استقرار البلاد ونجاح التجربة الديمقراطية فيها، وهؤلاء ما زالوا موجودين في معظم مفاصل الدولة، ويملكون المال والدوافع لبذر بذور الفتنة، اما القوى الخارجية فتشاطرها الهدف نفسه لانها تريد نظاما ديكتاتوريا قويا في البلاد من اجل مكافحة التيارات الاسلامية الجهادية التي حطت الرحال في تونس، وبدأت تقيم 'قواعدها' في اطرافها، والجنوبية خاصة.
مقاومة التيارات الجهادية باتت الهدف الاهم بالنسبة الى الدول الغربية، بعد تجربة مالي، وانهيار الدولة الليبية، واستيلاء هذه التيارات على كميات كبيرة من الاسلحة سواء من مخازن نظام القذافي السابق في ليبيا او من الاسلحة الحديثة التي قدمتها الحكومة الفرنسية لكتائب الزنتان وغيرها اثناء تدخل طائرات الناتو لمساعدتها في الاطاحة بالنظام الديكتاتوري الليبي.
نتمنى ان تنجح السلطات التونسية في كشف الجناة منفذي هذه الجريمة وتقديمهم الى العدالة، مثلما نتمنى على احزاب المعارضة ضبط النفس والتحلي باقصى درجات الحكمة، من حيث اغلاق كل الابواب في وجه الفتنة، وعدم تهيئة الظروف، وبحسن نية لنجاحها.
استقرار تونس هو مسؤولية الجميع، وخاصة حركة النهضة التي ارتكبت في رأينا اخطاء كبيرة ابرزها عدم تشكيل حكومة قوية من كفاءات، وما اكثرها في تونس، تتعاطى بفاعلية مع ازمات البلاد الاقتصادية، وتوحد التونسيين جميعا خلفها في هذه المرحلة الانتقالية الحرجة.
نصلي من اجل تونس وامنها واستقرارها ونصلي ايضا من اجل تجاوزها هذه المحنة التي قد تولد مصائب كبرى اذا لم يتم تطويقها سريعا.


أخونة الدولة
محمد سلماوي عن المصري اليوم
هل صحيح أن من بين أسباب استقالة وزير الثقافة الدكتور محمد صابر عرب تلك الضغوط المتزايدة لأخونة الثقافة، والتى تكررت أخيراً فى عدة مواقف كان آخرها طلب وقف أحد عروض المسرح ذات الطابع السياسى التى يقدمها شباب المسرحيين؟

إن المسرح، مثل باقى الفنون فى مصر من سينما وغناء وخلافه، مازال يقع تحت الرقابة، ففى الوقت الذى تحررت فيه الصحافة منذ سنوات من الرقابة الرسمية للدولة، كما تحرر أيضاً النشر، فإنه لا يتم عرض أى عمل فنى على الجمهور، سواء كان فيلماً أو مسرحية أو أغنية إلا إذا أجازته الرقابة على المصنفات الفنية، وهى رقابة بطبيعتها ضيقة الأفق، لكن السلطة السياسية كثيراً ما يكون أفقها الفكرى والثقافى أكثر ضيقاً فتطلب وقف عرض فنى أجازته الرقابة، أو مصادرة كتاب تم طرحه فى الأسواق.

والعرض الذى يقدمه الشباب يشتبك مع الواقع الذى نعيشه، شأنه شأن أى عمل فنى جدير بهذا الاسم، كما يعرض بعض المشاهد المصورة التى تعكس نبض الشارع، لكن يبدو أن هذا لم يعد ممكناً فى ظل الحكم الحالى الذى لا يخفى عداءه للفكر والفنون والآداب، فهى بطبيعتها أنشطة متمردة على الواقع وهذه هى قيمتها، لأنها ترفض الواقع تطلعاً لما هو أكمل وأجمل، وبالتالى فهى تستعصى على سياسة السمع والطاعة.

ولقد تعرض الوزير قبل ذلك لمحنة شديدة وقت افتتاح تلك الدورة البائسة لمعرض الكتاب حين قامت رئاسة الجمهورية بإلغاء اللقاء السنوى لرئيس الجمهورية مع المثقفين بعد أن كانت الوزارة قد أعدت قائمة المدعوين للقاء، كما اعتادت كل سنة، وأرسلتها بالفعل للرئاسة، لكنها فوجئت برفضها وقصر لقاء الرئيس أثناء افتتاحه المعرض على مجموعة مختارة من الناشرين لا يزيد عددهم على 50 ناشراً بينما زاد عدد الناشرين المشاركين فى المعرض على 500 ناشر.

ولدينا من الأمثلة الكثير جداً على محاولات تدخل الدولة فى العمل الثقافى، والتى كان بعض حسنى الظن ينظرون إليها على أنها لا تخرج عما اعتدناه من محاولة السياسة السيطرة على الثقافة تحت جميع الأنظمة، لكن ما أصبحت تتعرض له الثقافة الآن هو سياسة ممنهجة لتجفيف منابع تمويل الثقافة برفض تقديم الدعم الذى طلبه الوزير فى مقابل السخاء الذى تحظى به بعض الوزارات الأخرى التابعة للإخوان أو من يخضعون لطلباتهم.

وإذا كان خروج وزير غير إخوانى من وزارة الثقافة يعتبر إيذاناً بدخول وزير إخوانى أو خاضع لمخططاتهم المعادية للثقافة، فإن ذلك أمر مرفوض تماماً من جموع المثقفين، ولقد فرض هذا الموضوع نفسه على مؤتمر النقابات المهنية المصرية، أمس الأول، حين أثاره المخرج خالد يوسف فنصّت توصيات المؤتمر على رفض النقابات جميعاً تعيين وزير جديد للثقافة من خارج المشهد الثقافى أو على أساس حزبى.


الرضاعة ورؤية رئيس الوزراء!
نيوتن عن المصري اليوم(مقال ساهر من رئيس الوزراء المصري قنديل)
قبل أن أهاجر بعض الوقت إلى أستراليا. منها انتقلت إلى سان فرانسيسكو. كنت أستمع إلى برنامج إذاعى على موجة الشرق الأوسط، عنوانه: «الإنجليزية من أجلك». تذكرته وأنا أقارن بين تصريحات بالعربية لرئيس الوزراء هشام قنديل، وتصريحات بالإنجليزية له أيضاً.

سمعت آراء إيجابية جداً من غير المصريين فى هشام قنديل. سيناتور ماكين قال كلاماً طيباً فيه. تساءلت: ماذا لديه عرفوه ولم أصل إليه؟ انتبهت مؤخراً. يتمتع الدكتور هشام بلغة إنجليزية ممتازة. يتمكن بها من أن يدفع مستمعيه الأجانب للإعجاب به. هذا الإعجاب الأجنبى لا قيمة له. هشام قنديل ليس رئيساً لوزراء المملكة المتحدة. حين يتكلم بالعربية يقول كلاماً غريباً عن تنظيف ثدى الأم ومرض إسهال الأطفال!!

طلب هشام قنديل مزيداً من الوقت فى حوار مع «سى. إن. إن». قال إن المجتمع يدفع ثمن ما ترك النظام السابق. ذكَّره الأستاذ إبراهيم عيسى بأنه كان موظفاً لدى النظام السابق. قال «قنديل» للقناة الأشهر عبارات من نوع: «مصر فى اختبار حقيقى- لابد أن نستمع لآراء الأقلية- نسعى لترسيخ الثقة بين الشعب والدولة». عبارات شعارية. كلمات الوجوبيات التى تُسعد الأجنبى الزائر. عناوين فارغة لا تعبر عن مضمون حقيقى. رئيس الوزراء ثبت أنه لا يملك رؤية أو قدرة أو رغبة فى المحاولة!!

كل تقدم حدث فى دول العالم سبقته رؤية. سنغافورة مثلاً. تحولت إلى دولة مميزة بأفكار محددة كانت لدى «لى كوان يو». الصين انتقلت من عصر إلى عصر برؤى رجل تولى إدارة الدولة وهو قرب الثمانين. كوريا الجنوبية ثابرت، ولكن كانت لديها خطة. الأمور كانت واضحة منذ البداية. الرؤى معلنة. الخطوات تتم بجهد محدد. الدكتور هشام قنديل ليست لديه فكرة محددة عن طرق توزيع البوتاجاز. لا يمكن أن نسأله عن رؤية شاملة لبلد كبير. المفارقة الدستورية هى أنه سيكون رئيساً إذا حدث موقف يمنع الرئيس من تولى أعماله.

اختياره هو المشكلة. الذى اختاره هو الرئيس. الرئيس لم يعلن رؤية. أعلن عن مشروع اسمه «النهضة»، أصبح الآن محلاً للتندر والسخرية. الحزب الذى ينتمى إليه الرئيس لم يعلن بدوره رؤية. الحكم لا يتوقف عند حدود رغبة فرد أو جماعة فى أن يحكم. أين ما يمكن أن نطلق عليه المشروع الإسلامى الذى يعبر عنه الرئيس مرسى؟ ما هى الأفكار؟ ما هى الخطط؟ إنهم لا يعلنون حتى الأحلام. أساسيات الرؤى غير موجودة. أعتقد أنهم لم يجتمعوا لوضع تصور. اجتمعوا لوضع خطط الاستيلاء على الحكم. لا كيف سيدار هذا الحكم.

بلد مثل مصر يمكن أن يهتم بمشكلة الإسهال. لو وضع الدكتور هشام قنديل حديثه فى إطار مفاهيم واضحة عن المشكلات الديموجرافية كان يمكن أن نغفر له. لو تكلم عن معاناة الفقيرات وأعدادهن وخطة لتعديل أوضاعهن كان يمكن أن نتصور أن لديه فكرة. تحدث إلى الصحفيين كما لو أنه سائح مندهش. استخدم مثالاً غريباً. له دلالات ثقافية. تجاهل طوابير السولار فى أيامه. تغافل عن عودة شلل الأطفال فى ظل حكومته. نسى أن المصريين يتصارعون على رغيف الخبز. المشكلة لدى الآباء الكبار قبل الأبناء الرضع.

الدكتور هشام قنديل ليست لديه فكرة. لا يجب أن نتكلم معه عن رؤية، فهى أمر معقد للغاية. يتطلب مواصفات ليست لديه.


الله -عز وجل- يدافع عن يهودي
الهادي الحسني عن الشروق الجزائرية
أسوأ أنواع اللائكية في العالم هي اللائكية الفرنسية التي حاربت الأديان حربا لم يحاربها أحد مثلها.. وكان نصيب الإسلام - خاصة في الجزائر- من تلك الحرب أكبر نصيب، وقد استعملت في حربه طرقا وأساليب يحار فيها إمام الماكرين وهو إبليس اللعين..

لقد اقتدى بعض "قادة الدول الإسلامية بهذه اللائكية، وأشربوا حبها، حتى وصلوا إلى تقديسها وتفضيلها على الإسلام، وفرضها على شعوبهم، فصارت هي "الدين" الذي يؤمنون به، ويقدسونه، ويجادلون عنه بالباطل ليدحضوا به الحق..

إن أكبر قادة هذه الدول الإسلامية اعتناقا للاّئكية الفرنسية المتوحشة، وتطبيقا لها، وجدالا عنها أكثر من الفرنسيين أنفسهم في كثير من الأحيان؛ هم قادة تركيا في عهد أتاتورك وخلفائه، وقادة تونس في عهد بورقيبة، الذي لم يستحي فسمّى نفسه "المجاهد الأكبر"، وما ذلك إلا من تزكية النفس التي نهي الله- عز وجل- عنها، لأنها من الجهل الذي هو الحمق، وفي عهد خلفه الذي دخل التاريخ تحت اسم شنيع ووصف فظيع هو "الرئيس" الهارب، خاصة أنه "جنرال" استأسد على العُزّل.. ولو كان جنرالا على الحقيقة لبقي صامدا حتى يبقى في كرسيه أو يموت فيعذر، كما يقول امرؤ القيس.

لقد عمل حكام هذين الدولتين كلّ ما أوحى به إليهما الشيطان لإطفاء نور الله- عز وجل- ولمحو الإسلام من حياة الشعبين التركي والتونسي اللذين أبليا البلاء الحسن في سبيل الإسلام.. ولكنّ الله- عز وجل- أبى إلا أن يتمّ نوره

"الذي لن يخبو"- كما تقول العالمة البريطانية كارين أرمسترونج في كتابها الذي سمته """"محمد"- عليه الصلاة والسلام- (ص 393).

وهاهما الشعبان المسلمان قد استيقظا من سباتهما، وتنبها من غفلتهما، وتبين لهما الرشد من الغيّ، فتخلصا من تلك "الأصنام" التي "لم تكن تحمل طهر الصّنم"، وعادا تدريجيا إلى الإسلام.. حيث أذلّ الله- القاهر فوق عباده- عن طريق أوليائه وجنوده من الأتراك أولئك الغلاة من عبيد اللائكية (كبار الضباط وكبار القضاة) بواسطة "الصندوق الشفاف" الذي يخشاه المزورون، الغشاشون، المرتشون، الفاسقون، السارقون في كل الأقطار الإسلامية.. وحيث أخزى الشعب التوسني ذلك "الجنرال"، الذي قادته "حفّافة" من ناصيته، ولهذا ما إن جدّ الجد حتى "ولّى مدبرا ولم يعقب"..

هذا المدخل الطويل نوعا ما أوحى به إليّ ما قرأته في جريدة "الشروق" (ليوم 27 - 1 - 2012 ص2) من أن مجلس الدولة في تركيا - أعلى سلطة إدارية وقضائية- أصدر قرارا يسمح بموجبه لمن أرادت من المحاميات التركيات ارتداء الحجاب خلال المحاكمات، بعدما كان ذلك محظورا عليهن، بموجب "كانون" الطاغية أتاتورك..

لقد تحركات بقايا اللائكية في تركيا، ممثلة في "رئيس نقابة المحامين"، الذي تميز من الغيظ، وأرغى وأزبد كالجمل الهائج؛ انتقد قرار مجلس الدولة، وبرر نقده السخيف، كعقله الخفيف، بأن المحامية المتحجبة "لا تستطيع- في فكره الوجيف- أداء مهمتها في الدفاع عن متّهم وهي تكشف عن انتمائها الديني في بلد "علماني"، كبرت كلمة تخرج من فيه، إن يقول إلا كذبا وزورا، كأن اللائكيين أمثاله هم أعدل الناس. وقد ذاق الناس الويلات من قضائهم الظالم، وعانوا الأمرّين من محاكمهم التي لا تفوقها بشاعة وإجراما إلا محاكم التفتيش ضد مسلمي الأندلس، التي نصبها الإسبان في كل مكان.

إن الصفة التي يتميز بها اللائكيون في العالم الإسلامي هي التقليد الببغائي للغرب، ولهذا فهم أجهل الناس بما في الدين الإسلامي من القيم العالية والمبادىء السامية.. ومنها قيمة العدل الذي لا يحول دون إقامته وتطبيقه أي اعتبار ديني، أو عرقي، أو جنسي، أو لوني، أو فئوي..

إن أشد الناس عداوة لله اليهود، وقد تجرأوا على الله- عز وجل- تجرؤا لا مثيل له، فقد قالوا عنه- سبحانه- كما جاء في القرآن الكريم: "إن الله فقير ونحن أغنياء"، وقالوا: "يد الله مغلولة"، وقالوا: "عزير ابن الله"، وقالوا: "نحن أبناء الله وأحبّاؤه.." وهذا كله ظلم في حقه سبحانه وتعالى.. وبالرغم من هذا الظلم الذي لا ظلم فوقه فإنه- عز وجل- دافع عن يهودي كاد رسول الله- عليه الصلاة والسلام- يقيم عليه حدّ السرقة وهو بريء منها، حيث ارتكبها منافق، ولما كاد يكشف رمى ما سرقه في بستان هذا اليهودي، فحكم عليه الرسول- عليه الصلاة والسلام- بالظاهر.

إن الذي أنقذ هذا اليهودي من إقامة حدّ السرقة، وهو قطع اليد؛ إن الذي أنجاه هو الله- عز وجل- الذي أمر بالقسط، حيث أنزل قرآنا كريما يتلى إلى يوم القيامة يبرىء فيه هذا اليهودي، وهو قوله تعالى: "إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما آراك الله ولا تكن للخائنين خصيما..." الآيات 105 وما بعدها من سورة النساء. (انظر تفسير هذه الآيات وأسباب نزولها في كتب التفسير).

لقد علق الشهيد سيد قطب- الذي أعدمته ظلما عدالة اللائكيين- على هذه الآيات الكريمات بقوله: "هذه الآيات تحكي قصة لا تعرف لها الأرض نظيرا، ولا تعرف لها البشرية شبيها، وتشهد- وحدها- بأن هذا القرآن وهذا الدين لا بد أن يكون من عند الله، لأن البشر- مهما ارتفع تصورهم، ومها صفت أرواحهم، ومهما استقامت طبائعهم- لا يمكن أن يرتفعوا- بأنفهسم- إلى هذا المستوى الذي يرسم خطاًّ على الأفق لم تصعد إليه الشرية إلا في ظل هذا المنهج، ولا تملك الصعود إليه أبدا إلا في ظل هذا المنهج كذلك".

ويختم الشهيد المظلوم قصب- رحمه الله- تعليقه قائلا: "أي مستوى هذا من النظافة والعدالة والتسامي! ثم أي كلام يمكن أن يرتفع ليصف هذا المستوى؟ وكل كلام، وكل تعليق، وكل تعقيب يتهاوى دون هذه القمة السامقة، التي لا يبلغها البشر وحدهم، إلا أن يقادوا بمنهج الله إلى هذا الأفق العلوي الكريم الوضيء. (انظر: في ظلال القرآن. مجلد 2 ص 751. ص7).

ولهؤلاء اللائكيين المعقدين في عالمنا الإسلامي ويريدون أن يجعلونا أذيالا لأسيادهم الغربيين، الذين لايعجبهم كلام سيد قطب ودعاة الإسلام نسوق ما سطرته كلية القانون في جامعة هارفارد الأمريكية- وما أدراك ما جامعة هارفارد في تقديرهم- على حائط مدخلها الرئيسي- "المخصص لأهم العبارات التي قيلت عن العدالة عبر الأزمان"- وهي الآية 135 من سورة النساء، التي يقول فيها الله- عز وجل: "يا أيها الذين آمنوا كونوا قوّامين بالقسط، شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين، إن يكن غنيا أو فقيرا فالله أولى بهما، فلا تتبعوا الهوي أن تعدلوا، وإن تلووا أو تعرضوا فإن الله كان بما تعملون خبيرا"، وقد وصفت الكلية هذه الآية "بأنها أعظم عبارات العدالة في العالم والتاريخ (1)".

إن الذين يحاربون الإسلام في العالم الإسلامي إنما يحاربونه لأنه دين العدل، وهم لا يحبون العدل، ولأنه دين الحق وهم أصحاب باطل، ولأنه دين مساواة وهم ممن يريدون علوّا في الأرض بغير حق، ولأنه دين الكرامة وهم يريدون أن يهينوا الناس.. ودعك من كلامهم عن الظلامية، والرجعية فتلك أوصافهم رموا بها غيرهم...

ألم يأن لهؤلاء اللائكيين الذين خربوا العالم الإسلامي بآرائهم السقيمة، ودمروه بسياستهم العقيمة أن يقلعوا عن سفههم، ويعودوا إلى الرشد، أم أنهم سيظلون مصرين على هذا السفه؟ اللهم اهدهم فإنهم جاهلون.