Aburas
2013-02-12, 10:18 AM
<tbody>
file:///C:\Users\ARCHIV~1\AppData\Loca l\Temp\msohtmlclip1\01\clip_im age001.gif
file:///C:\Users\ARCHIV~1\AppData\Loca l\Temp\msohtmlclip1\01\clip_im age002.gif
</tbody>
file:///C:\Users\ARCHIV~1\AppData\Loca l\Temp\msohtmlclip1\01\clip_im age004.giffile:///C:\Users\ARCHIV~1\AppData\Loca l\Temp\msohtmlclip1\01\clip_im age005.giffile:///C:\Users\ARCHIV~1\AppData\Loca l\Temp\msohtmlclip1\01\clip_im age006.gifــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ
رأي القدس: عباس على حافة المفاوضات مجددا!
بقلم: أسرة التحرير عن القدس العربي
كنا نعتقد ان الانتقال من معسكر الصقور الى معسكر الحمائم هو ظاهرة غربية فقط، ولكن يبدو اننا كنا مخطئين، فها هم المسؤولون الاسرائيليون يفعلون الشيء نفسه، وبطريقة اكثر اتساعا، بعد تركهم السلطة، والانتقال الى فراغ التقاعد المرعب.
قبل يومين فاجأنا ياكوف اميردور مستشار الامن القومي الاسرائيلي، والمقرب كثيرا من بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء بقوله ان مواصلة البناء الاستيطاني في الضفة الغربية المحتلة، تسبب فقدان اسرائيل الدعم حتى من قبل افضل اصدقائها الغربيين، وزاد بالاعراب عن قلقه، خلال محادثات داخلية مغلقة عكفت على بحث تدهور صورة اسرائيل في العالم بسبب الاستيطان، من استمرار هذه السياسات.
هذه التوجهات التي تظهر ندما مثلما تظهر مواقف تبدو معتدلة، تأتي بعد اكمال حكومة نتنياهو معظم مشاريعها الاستيطانية في القدس المحتلة خاصة، وبما يؤدي الى تهويدها وعزلها بالكامل عن محيطها الفلسطيني في الضفة الغربية المحتلة.
انها خدعة، او بالاحرى مصيدة، يتم الاعداد لنصبها بشكل جيد لخداع الرأي العام العالمي، واعادة السلطة ورئيسها وحفنة من مساعديه الى طاولة المفاوضات مجددا لمواصلة الدوران في الدائرة العبثية نفسها لسنوات قادمة.
بنيامين نتنياهو مستعد لتقديم تنازلات خادعة ومضللة لتسهيل الوقوع في المصيدة هذه، مثل تجميد البناء في مستوطنات معزولة غير ذات قيمة اقتصادية او استراتيجية، ليقول للعالم انه تجاوب مع الشروط الفلسطينية التي ادت الى وقف المفاوضات.
الرئيس محمود عباس سعيد بالانباء التي تتحدث عن الزيارة التي سيقوم بها الرئيس الامريكي باراك اوباما الى كل من القدس المحتلة ورام الله وعمان في الربيع المقبل، بهدف محاولة احياء السلام، ولذلك لا نستغرب تجاوبه مع هذا الغزل الاسرائيلي، وتخفيف حدة اندفاعه نحو المصالحة مع حركة حماس واعادة تفعيل منظمة التحرير واصلاحها بالتالي.
الرئيس عباس قال انه ذهب الى الجمعية العامة للامم المتحدة من اجل الحصول على منح فلسطين صفة دولة مراقب في الامم المتحدة من اجل الانضمام الى محكمة جرائم الحرب الدولية ومطاردة مجرميها قانونيا لارتكابهم مثل هذه الجرائم وعلى رأسها جريمة الاستيطان. ولهذا هو مطالب، وبعد انتهاء المدة القانونية التي تحظر عليه التقدم رسميا لعضوية هذه المنظمات، المضي قدما في هذا الطريق وعدم الخضوع للضغوط الاسرائيلية، او الانجرار وراء عظمة تجميد مزور للاستيطان.
نعم اسرائيل معزولة بسبب سياساتها الاستيطانية الارهابية، وعلى السلطة ان تعمل على تعزيز هذه العزلة وليس المساعدة على كسرها، وهي التي لدغت اكثر من مرة بوعود نتنياهو واكاذيبه.
هل تشعل إسرائيل الحرب قبل وصول أوباما إلى المنطقة؟
بقلم: سليم نصار (كاتب وصحافي لبناني) عن الحياة اللندنية
لم يكن قد مضى على وصوله إلى المنزل الصيفي في اللاذقية أكثر من 48 ساعة، عندما سمع الرئيس بشّار الأسد دوياً قوياً كأن قنبلة انفجرت في الجو. ونظر من الشباك، ثم أشار بيده إلى طائرة إسرائيلية قامت بخرق جدار الصوت فوق المنزل، ثم قال لزواره: لقد اعتدتُ على هذه العمليات البهلوانية. إن الإسرائيليين يريدون إبلاغي، بطرقهم الخاصة، أنهم يرصدون تحركاتي، ويعرفون موعد مغادرتي دمشق إلى اللاذقية مع عائلتي. هذه أعمال سخيفة لا تبدل في مواقفنا ولا تخيفنا.
والهدف من تلك الطلعات الاستفزازية، كما حددها وزير الدفاع ايهود ابارك، إشعار النظام السوري بأن التفوق الجوي الإسرائيلي يمكن توظيفه لمراقبة كبار قادة النظام، ونسف خططهم المتعلقة بسلامة شعب دولة اليهود. وشاهِده على ذلك ما فعل الطيران عام 2007، يوم دمر منشأة دير الزور النووية قبل أن يبدأ الإنتاج على أيدي خبراء كوريا الشمالية.
منذ ذلك الحين بقيت الحدود السورية - الإسرائيلية هادئة، إلى أن استهدف سلاح الجو الإسرائيلي الأسبوع الماضي قافلة زعم بنيامين نتانياهو أنها كانت تنقل أسلحة ثقيلة متطورة متجهة إلى «حزب الله» في لبنان. في حين استنكرت دمشق ذلك الادعاء، وأعلنت أن الهجوم أصاب منشأة بحثية علمية في منطقة جمرايا على مسافة 15 كلم من دمشق.
يوم السبت الماضي، بث التلفزيون السوري صوراً لمبنى مدمَّر وإلى جانبه سيارات محروقة وراجمة صواريخ روسية الصنع من طراز «أس. أ-8». وزعم مراسل «الهيرالد تريبيون» في القدس أن وزارة الدفاع السورية حرصت على إظهار هذه المنصة الصاروخية تحاشياً لإغضاب الحليف الروسي الذي حذر من مغبة إرسال صواريخ من طراز «أس. أ-17» إلى «حزب الله» في لبنان. والسبب أن الرئيس فلاديمير بوتين كان قد وعد رئيس وزراء إسرائيل نتانياهو بألا يوفر لسورية أو حليفها «حزب الله» هذا النوع من الصواريخ التي يزيد مداها على 450 كلم. ذلك أن حدوث هذا التطور يزيد من قدرة «حزب الله» على ضرب مدن تقع في عمق إسرائيل وأطرافها. كما سيكون باستطاعته منع سلاح الجو الإسرائيلي من استباحة الفضاء اللبناني.
في شكواها إلى الأمم المتحدة، قالت سورية أن طائرات إسرائيلية قصفت منشأة بحثية بمساعدة إرهابيين يعتمدون على إسرائيل في نشاطاتهم التخريبية. علماً أن هذه هي المرة الأولى، منذ صيف 2006، تقرر إسرائيل التدخل في الحرب الأهلية السورية. وحجتها أن ترسانة الأسلحة السورية – خصوصاً الكيماوية والصاروخية منها – ستُنقل إلى ترسانة «حزب الله» في الجنوب، الأمر الذي يزيد من احتمالات تكرار حرب 2006.
وقالت صحيفة «معاريف» في تبرير قرار مهاجمة القافلة، إن سلاح الجو الإسرائيلي سبق له ودمر عدة جسور في لبنان كي يمنع الشاحنات المحمّلة بالصواريخ من الوصول إلى الجنوب في حرب تموز (يوليو). لذلك كانت تلك الشاحنات تستخدم الطرق الجبلية الوعرة.
عدد من المحللين الأوروبيين ربط بين توقيت مهاجمة قافلة الصواريخ وبين موعد إعلان اتهام الحكومة البلغارية لـ «حزب الله» بالوقوف وراء تفجير باص أدى إلى مقتل خمسة سياح إسرائيليين ومواطن بلغاري.
واستغل نتانياهو بيان وزير الداخلية البلغاري ليحرّض الاتحاد الأوروبي على ضرورة تصنيف «حزب الله» منظمة إرهابية، والعمل على ملاحقة أعضائها ومحاصرة نشاطاتها. وقد دعمه في هذا المنحى جون برينان، المدير الجديد لوكالة الاستخبارات المركزية (سي آي أي) الذي أطلق تصريحات عنيفة ضد الحزب متهماً إياه بزعزعة الاستقرار في أوروبا والعالم.
واستعار وزير الخارجية الأميركي الجديد جون كيري هذه الأوصاف، ليوجه في بيانه رسالة واضحة إلى المسؤولين الأوروبيين، يطالبهم بتسجيل اسم «حزب الله» على قائمة الإرهاب. وادّعى في البيان أن الارتكابات التي تقوم بها عناصر هذا الحزب تعدّت أوروبا والشرق الأوسط لتصل إلى جنوب شرقي آسيا وأميركا الجنوبية (يعني تفجير السفارة الإسرائيلية في الأرجنتين).
ردود فعل الأوروبيين على طلب الوزير كيري جاءت متفاوتة وملتبسة. خصوصاً من قبل الدول التي تشترك في قوات حفظ السلام في الجنوب. فالاقتراح الفرنسي دعا إلى وضع أسماء الأشخاص الذين قاموا بعملية بلغاريا على لائحة الإرهاب وليس «حزب الله.» وذلك تفادياً لزعزعة الاستقرار في لبنان ولعدم تعريض أمن ومصالح فرنسا فيه للخطر.
أما بريطانيا فقد أيّدت وضع أعضاء الذراع العسكري للحزب على لائحة الإرهاب الأوروبية. وقد أيّدتها هولندا في هذا العرض، بينما عارضته إسبانيا، تاركة المقترحات النهائية إلى اجتماع بروكسيل المقبل.
وزير الداخلية اللبناني مروان شربل قال أنه كان من المُفتَرَض أن تضع بلغاريا القضاء اللبناني في أجواء التحقيق قبل انتهائه.
ربما افترض الوزير شربل حُسن النية في هذا المجال، في حين ليست هناك ناحية قانونية تُلزِم البلغار بالتنسيق مع لبنان، إلا إذا كانت الحكومة اللبنانية تملك قرائن مناقضة تريد ضمها للملف. وعندما زار رئيس الحكومة اللبنانية بلغاريا للإطلاع على ظروف هذا الحادث، أعرب عن حرص لبنان على أمن بلغاريا وكافة الدول، على قاعدة الاحترام المتبادل والعلاقات الإيجابية التي تنظم أصول التعاون.
وكان الرئيس نجيب ميقاتي قد قام بزيارة خاطفة الأسبوع الماضي إلى ميونيخ، بهدف تطويق تداعيات هذا الاتهام والبحث مع ممثلي مؤتمر الأمن الدولي في المخارج السياسية المطلوبة.
ويُستَدَل من طبيعة الموقف الذي أعلنه نائب أمين عام الحزب نعيم قاسم أن العملية كلها مصطنعة من أجل استهداف المقاومة بالسياسة والدعاية، بعدما فشلوا في إسقاطها بالحرب والمواجهة.
ومثل هذه التبرئة تقتضي إتباعها بدعوى افتراء يقيمها «حزب الله» ضد بلغاريا قبل أن يضع الاتحاد الأوروبي اسمي الوزيرين حسين الحاج حسن ومحمد فنيش على قائمة الإرهاب.
صحيح أن الحزب لا يعترف بقوانين الدول الأخرى... ولكن الصحيح أيضاً أنه يجب إعتاق وضعه الداخلي من حال الثورة والتكيف مع حال الدولة، كونه ارتضى أن يكون شريكاً في حكومة تمثل نصف لبنان.
عندما ضربت إسرائيل قافلة الشاحنات الخارجة من سورية، توقعت سقوط صواريخ فوق مدنها انتقاماً لثاني عملية من هذا النوع. وكانت وزارة الدفاع الإسرائيلية قد نشرت بطاريات «باتريوت» المضادة للصواريخ شمال البلاد تحسباً لردود من الجانب السوري بعد تهديدات صدرت من دمشق وطهران و «حزب الله».
واللافت أن إسرائيل أبلغت الإدارة الأميركية عن استعدادها لمهاجمة سورية كإجراء روتيني أراد نتانياهو إتباعه من أجل تحسين العلاقات المتوترة منذ الانتخابات الأميركية.
واعترف كيري على التلفزيون أنه التقى الرئيس الأسد مرتين قبل بدء الاحتجاجات في آذار (مارس) 2011. وقال أن هذا الأمر أصبح تاريخاً قديماً لأن الأسد اتخذ قرارات خاطئة وغير مُبَررة. كذلك دعاه إلى الرحيل لأن الولايات المتحدة تمهد للمرحلة الانتقالية بالتعاون مع روسيا وإيران.
المفاجأة المُستَغربة التي طلع بها نتانياهو الأسبوع الماضي تتلخص في ضرورة إقامة شريط عازل يمتد مسافة 47 كلم على حدود البلدين. وقد اعتمد في تصريحه على الاقتراح الذي قدمته القيادة العامة، من أن الإسلاميين سيحكمون سورية بعد سقوط الأسد، وأنه من الضروري نشر قوات إسرائيلية بهدف المحافظة على الأمن، تماماً مثلما أقيمَ الشريط الحدودي في جنوب لبنان.
ودعمت القيادة اقتراحها بالقول إن الجهاديين من جماعة «جبهة النصرة» مدوا نفوذهم إلى قريتين لا تبعدان أكثر من ثلاثة كيلومترات عن حدود إسرائيل. ويبدو أن زعيم هذه الجبهة، الملقب «أبو محمد الجولاني»، ينتمي بالنسب إلى سكان إحدى هاتين القريتين. وكان قد تدرب على القتال في أفغانستان مع «القاعدة»، ثم حارب باسمها في العراق. وقد صنفته الولايات المتحدة في عداد الإرهابيين، ورفضت التعاون مع جماعته في سورية.
قبل أن يزور نتانياهو منطقة الشريط العازل مع سورية، أرسل إلى موسكو يعقوب أميدرور، رئيس حرسه، من أجل إبلاغ الرئيس بوتين بالتطورات الجارية على الأرض. كما أرسل في الوقت ذاته إلى واشنطن الجنرال أفيف كوكافي، رئيس الاستخبارات العسكرية، وكلفه إطلاع الإدارة الأميركية على الاستعدادات القائمة لإرسال فرقتين من الدبابات للمرابطة داخل الأراضي السورية.
الهاجس الروسي عبّرت عنه موسكو بصراحة لموفد نتانياهو، وهو ألا تكون أعمال إسرائيل مقدمة واسعة للتدخل في الشأن السوري. أو ألا تكون استفزازية بالقدر الذي يمثل خطر اندلاع حرب إقليمية. وقد ألمحت الحكومة الإيرانية إلى هذا الخطر عندما قال المرشد الأعلى علي خامنئي إن الاعتداء على سورية هو بمثابة اعتداء على إيران. وقد أرسل إلى دمشق أمين المجلس الأعلى للأمن القومي، سعيد جليلي، ليؤكد للأسد أن إيران لا تسمح بزعزعة استقرار بلد حليف، كما لا تسمح بإضعافه.
وتذكّر الصحافة الإسرائيلية دائماً بوجود أكبر عدد من رجال الاستخبارات الإيرانية بالقرب من درعا التي تبعد سبعة أميال فقط عن الحدود الإسرائيلية. وهناك إلى جانبهم وحدات من حرس الثورة ووحدات «قوة القدس» مع محاربي «حزب الله»، الأمر الذي يشير إلى إصرار طهران على البقاء في سورية حرصاً على نفوذها على شواطئ المتوسط.
وحول هذا الوضع يقول الرئيس محمود أحمدي نجاد: إن إيران تحارب في سورية من أجل مستقبل مكانتها في الشرق الأوسط. وربما يكون مستقبل المنطقة معلقاً على نتائج المعركة الحالية. وسيكون للبُعد الدولي، وخصوصاً علاقة الولايات المتحدة بروسيا، الوزن المهم في صوغ نتائج المعركة النهائية.
الرئيس الأميركي باراك أوباما قرر زيارة المنطقة الشهر المقبل. ويُستَدَل من برنامجه أنه يسعى إلى زيارة إسرائيل والضفة الغربية بغرض تقريب وجهات النظر لخريطة طريق جديدة تُفضي إلى إقامة دولتين. وهذه هي المرة الثانية التي يزور فيها إسرائيل بعدما زارها المرة الأولى عام 2008.
ويتوقع المراقبون أن يبحث أوباما أيضاً مسألة إيران وتخصيب اليورانيوم. وربما يشجعه على هذه الخطوة الموقف المرن الذي أبداه وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي، الذي أعرب عن استعداده للدخول في مفاوضات مباشرة مع واشنطن حول البرنامج النووي.
وحول هذا الموقف يرى نتانياهو أن وصول إيران إلى المفاوضات من دون حلفائها في سورية ولبنان وغزة، يبقي ضغط العقوبات غير كافٍ. لذلك يفسر المحللون تدخل إسرائيل في الحرب الأهلية في سورية، بأنه خطوة مدروسة قد تشعل حرباً مباغتة مع «حزب الله» قبل وصول أوباما إلى المنطقة!
السوريون والغارة الإسرائيلية!
بقلم: أكرم البني عن الشرق الأوسط
غموض الهدف الذي قصفته الطائرات الإسرائيلية، إن كان مبنى للبحوث العسكرية أم شحنة أسلحة متطورة مرسلة إلى حزب الله، لم يحجب وضوح مشهد جديد من ردود فعل السوريين، هو ليس مشهد الغضب الذي يميزهم عادة تجاه العنجهية الإسرائيلية، بل مشاعر ومواقف مختلفة ترتبط أشد الارتباط بتفاقم معاناتهم وما يتعرضون له من فتك وتنكيل خلال عامين تقريبا.
بديهي أن يسعى النظام ومن يلتفون حوله لتوظيف الغارة الإسرائيلية في سياق دعاية لم تنقطع عن مؤامرة تحاك ضد البلاد، وقد سارع على غير الدارج للاعتراف بحصول هجوم لطائرات إسرائيلية على موقع عسكري قرب دمشق، وتسخير الآلة الإعلامية الرسمية للحديث عن مخطط متكامل لقوى داخلية وخارجية للنيل من سوريا وموقفها المقاوم والممانع، والهدف مغازلة أحاسيس الناس الوطنية ولملمة بقايا من «شرعية سياسية مفقودة» والطعن بالثورة وصدقيتها وتشويه سمعة المعارضة، وتاليا لتمكين بعض حلفائه من تبرير دعمهم غير المحدود له وقد اعتراهم بعض الحرج الأخلاقي جراء الإسراف في العنف وما يخلفه من مشاهد لا يحتملها عقل أو ضمير.
وفي المقابل تسمع أحاديث تعتبر ما جرى مطلبا للسلطة وحلفائها لتحويل الأنظار عما يجري في البلاد والاستفراد بقمع ثورتها والنيل منها، بل ثمة من يعتقد أن الغارة أشبه بمؤامرة مع حكومة نتنياهو لتمكين استمرار الحكم السوري، كما هناك من يتبنى رواية بعض أطراف المعارضة بأن لا ناقة لإسرائيل فيما حصل ولا جمل، وأن القصف قامت به طائرات السلطة نفسها لتدمير موقع عسكري استراتيجي سبق أن استولت عليه مجموعة من الجيش الحر، بل إن إقحام إسرائيل وصمتها على ذلك هو شكل من أشكال التواطؤ للتخفيف عن السلطة السورية ومساعدتها على تجاوز أزمتها.
وهنا لا يخلو المشهد السوري من عبارات الشماتة مقرونة بالتهكم من ترداد الكلام المعروف بشأن احتفاظ النظام بحق الرد في المكان والزمان المناسبين، أو السخرية من المفارقة المؤلمة حين يوجه السلاح الحربي وهو بأعلى درجات الاستنفار، ضد الشعب وليس ضد العدو الغادر، أو حين يقف ساكنا أمام طائرات إسرائيلية قامت بتدمير موقع عسكري حيوي، وعلى ثلاث طلعات إن صحت الرواية المتداولة، بينما يسارع لإسقاط طائرتين حربيتين لحليف الأمس التركي بمجرد اختراقهما المجال الجوي السوري بحجة الدفاع عن السيادة الوطنية!
يدرك السوريون أنهم يقارعون نظاما يدعي المقاومة، وأن الغارة الإسرائيلية لا بد أن تفتح الباب على بعض المتغيرات التي لا بد أن توظفها أطراف محور الممانعة للحفاظ على موقعها السوري واستعادة دور إقليمي ينحسر، ولعلها تساعدهم على خلط الأوراق وخلق تحول في التفاعلات السياسية الجارية في الدوائر الغربية والعربية حول استقرار المنطقة والموقف من النظام السوري تزيد قلق المتشددين والمتخوفين من احتمال اندلاع حرب إقليمية في حال إسقاطه وتشجع دعاة التريث والتعاطي الاحتوائي.
ربما لا تفضي الغارة الإسرائيلية إلى إعادة شعبية قوى الممانعة والمقاومة، فالناس كشفت حقيقتهم وملت شعاراتهم، وهي أكثر من خبر كيف وظفت هذه الشعارات لتعزيز أسباب الاستئثار والقمع والفساد، وربما لن تكسب الفئات المترددة أو السلبية في المجتمع وإن كانت تمنحها حجة طازجة كي تبرر استمرار سلبيتها وترددها، لكن علينا توقع نتائج غير مرضية في حال سنحت الفرصة لأطراف محور الممانعة للاستثمار في هذه الغارة وتنشيط بعض المناوشات المحدودة
مع الدولة الصهيونية على أمل إعادة الاعتبار لأولوية مواجهة المخططات المعادية والرهان على الشعارات الوطنية في تمييع شعارات الثورة المتعلقة بالحرية والكرامة والعدالة. حزن السوريين عميق على تدمير أي ركيزة من الركائز العسكرية التي تم بناؤها لتمكين البلاد من مواجهة أعدائها، وقلقهم عميق أيضا من احتمال توظيف الغارة لتسويغ العنف المفرط ولبعث ردود فعل ضد الثورة بذريعة أولوية الصراع مع إسرائيل، ليس فقط لأن ما تم بناؤه تم من عرقهم ودمهم وعلى حساب تنمية مجتمعهم وتطويره، بل لأنهم أصبحوا جازمين بأن طريق مواجهة الصهيونية وتحرير الأرض المحتلة لا يصنعها الاستبداد بل إرادة الشعب الحر المنضوي في إطار دولة ديمقراطية. والحال، إن الاستمرار في هضم الحقوق العربية وانحياز المجتمع الدولي بصورة سافرة لصالح العنجهية الإسرائيلية، وصمته تجاه ما يجري في سوريا، عوامل تلعب دورا مهما في منح المشروعية لمن يسمون أنفسهم قوى المقاومة والممانعة وتشجع المروجين لمنطق القوة وأولوية العنف والصراع المسلح، ما يعني الطعن بالحقيقة الأهم التي كرستها الثورات عن دور الشعوب في تقرير مصيرها ورسم مستقبلها، وتاليا بالدروس التي تعلمتها مجتمعاتنا من تجاربها المريرة عن أولوية تحرير الإنسان كمقدمة لا غنى عنها لإعطاء المسألة الوطنية معناها الحقيقي.
منذ عقود وبعد هزيمة عام 1967 أجمع المثقفون العرب على أن السبب الرئيسي لانتصار من كنا نريد رميهم في البحر هو هشاشة البيت الداخلي الذي نخره الفساد والاستبداد، وخلصوا إلى أن بناء الدولة الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان هما الأساس الحيوي لمواجهة آثار الهزيمة والتصدي للتحديات والأخطار المحدقة وانتزاع حقوقنا، وجاءت الحروب على لبنان والانكسارات المتواترة للحالة الفلسطينية لتعزز هذه الحقيقة.
واليوم إذ يظهر السوريون، أنهم خير من تعلم هذا الدرس وأنهم أصحاب ثورة حقيقية لنيل حريتهم وكرامتهم قبل أي شيء، وأن ليس من حدث يمكنه أن يشوش على مطالبهم وحقوقهم أو يفل من عزيمتهم لإكمال المشوار، فهم على يقين بأن النظام سوف يخسر رهانه على توظيف الغارة الإسرائيلية كغطاء لإطلاق يده في الفتك والتنكيل ولحرف الأنظار عن أوضاعهم وما يكابدونه، وسيفشل هذه المرة في شحذ شعاراته عن المقاومة والممانعة التي سقطت إلى غير رجعة منذ استخدم الرصاصات الأولى ضد متظاهرين عزل يطالبون بحقوقهم المشروعة!
رسائل العدوان "الإسرائيلي" على سوريا
بقلم: محمد السعيد ادريس عن الخليج الاماراتية
على الرغم من تعدد الرسائل التي حملتها الغارة الجوية الإجرامية “الإسرائيلية” على مركز “جمرايا” للبحوث العسكرية بريف دمشق الأربعاء (30 يناير/ كانون الثاني الماضي)، فإنّ هناك رسالتين أكثر أهمية من كل الرسائل الأخرى . الرسالة الأولى تخص إيران وحزب الله معاً، أما الرسالة الثانية فتخص الولايات المتحدة وروسيا والتوافق الجديد الذي أخذت معالمه في الظهور، وعلى الأخص في الشرق الأوسط، وبتحديد أكثر في سوريا .
الرسالة الأولى التي تخص إيران وحزب الله مفادها أن استراتيجية “الضربات الوقائية” وسياسة “الردع المبكر” باتتا جاهزتين للتعامل مع كل من إيران وحزب الله، في إشارة إلى تبدّل موازين القوى لمصلحة الكيان الصهيوني في ظل تداعيات “الارتباك الشامل” الذي يفرض نفسه الآن في سوريا، ويعطي الكيان الصهيوني فرصة تاريخية لشن عدوان ضد حزب الله وربما ضد إيران .
فالغارة الجوية التي شنتها الطائرات “الإسرائيلية” على الموقع العسكري بريف دمشق استهدفت، حسب معلومات إعلامية، مجمعاً عسكرياً وقافلة نقل “صواريخ أرض - جو” روسية الصنع من طراز “إس .إيه 17” كانت موضوعة على آليات، إضافة إلى عدد من المباني المتجاورة التي يشتبه في أنها تحوي أسلحة كيماوية كان “الإسرائيليون” يخشون نقلها إلى حزب الله . واضح أن هذه المعلومات مصدرها “إسرائيلي”، وأنها استهدفت تبرير العدوان، رغم أن الواقع قد يختلف عن ذلك في ضوء معلومات أخرى تتحدث عن عمليات نقل معدات وأسلحة يقوم بها الجيش السوري إلى المناطق الأكثر أمناً والأكثر سيطرة من جانب النظام السوري، وأن ما يقال عن نوايا نقل هذه الأسلحة والمعدات إلى “حزب الله” ليس إلا محض افتراء “إسرائيلي” .
الواقع يقول إن المسألة ليست فقط محض افتراء، ولكنها تخطيط ورسالة شديدة الوضوح إلى كل من إيران وحزب الله، مفادها أن الكيان الصهيوني عند موقفه المعلن بخصوص منع نقل أية أسلحة كيماوية أو صاروخية من سوريا إلى حزب الله، لكن الأهم، هو أن الكيان الصهيوني أضحى قادراً على “خوض مغامرات محسوبة” ضد حزب الله وإيران .
مثل هذه المغامرات المحسوبة ربما تكون صادمة للطرفين: إيران وحزب الله على ضوء صمت النظام السوري، وعلى ضوء ما يمكن وصفه ب”تحفيز” إيراني لهذا النظام كي يرد على العدوان بما يستحق . فقد وصل سعيد جليلي رئيس مجلس الأمن القومي الإيراني إلى دمشق في زيارة امتدت ليومين عقب هذا العدوان مباشرة (1 و2 فبراير/ شباط الجاري)، وأعرب عقب لقائه الرئيس السوري بشار الأسد، عن ثقته بحكمة القيادة السورية في التعامل مع هذا الهجوم “الذي يستهدف الدور الريادي لسوريا في محور المقاومة”، وأكد “دعم الجمهورية الإسلامية الإيرانية الكامل للشعب السوري المقاوم في مواجهة العدو الصهيوني” . أما اللواء محمد جعفري القائد العام للحرس الثوري الإيراني، فكان تعليقه على هذا العدوان هو التنديد والتوصيف عندما قال إن “إيران منذ سنوات كانت ومازالت تحذر من السلوك الوحشي للكيان الصهيوني الغاصب”، كما أشاد بصمود الحكومة السورية بوجه الاعتداءات والمؤامرات الخارجية، وأعرب عن أمله بأن تقوم الحكومة السورية بالرد المناسب إزاء الاعتداءات، معتبراً أن الكيان الصهيوني لا يعترف إلا بلغة القوة “ويجب التعامل معه على نحو مقاوم وحازم” . ولم يختلف موقف وزير الخارجية علي صالحي عن ذلك كثيراً، فقد اعتبر العدوان “الإسرائيلي” انتهاكاً سافراً للسيادة السورية، وأنه يأتي ضمن السياسات الغربية و”الإسرائيلية” للقفز إلى الأمام، وتغطية إنجازات الحكومة والشعب السوريين في تثبيت السيادة وإعادة الاستقرار والأمن إلى البلاد، كما اعتبر أن هذا العدوان “يثبت حق سوريا حكومة وشعباً في مقاومة الكيان “الإسرائيلي”، كما يثبت تماشي المجموعات المسلحة التي تزعزع الأمن والاستقرار مع الأهداف “الإسرائيلية”” .
هذه التصريحات الإيرانية التي لم تخرج عن نطاق توصيف العدوان وإدانته، وتحفيز القيادة السورية إلى ردّ محسوب جاء متناقضاً تماماً مع تصريحات إيرانية لمسؤولين كبار أكدوا أن “العدوان على سوريا سيكون عدواناً على إيران” .
لم تردّ سوريا وربما لن تردّ، ولم تردّ إيران ولن تردّ، ولم يصدر حزب الله موقفاً واضحاً وصريحاً من أية تداعيات محتملة لهذا العدوان على سوريا، وهذا ما كانت تريده “إسرائيل” وما يريده نتنياهو بالتحديد، وهو يحاول ترميم ما بقي من سمعته ومكانته هو وحزبه من جراء النتائج الهزيلة التي مني بها في الانتخابات البرلمانية المبكرة التي جرت الشهر الماضي . فالعدوان على سوريا جاء ضمن استعداداته لتشكيل حكومته الجديدة، وقد اختار الطرف الأضعف في مثلث “الأعداء” (إيران وسوريا وحزب الله)، وربما الأضعف في ظل الظروف الراهنة، كي يوجه عدوانه من أجل دخول معركة تشكيل الحكومة من مركز القوة، لكنه في الوقت ذاته، نجح في أن تصل رسالته إلى إيران وحزب الله، أن الكيان الصهيوني عند تهديده وعند قدرته على ممارسة الردع، وعلى توجيه ضربات إجهاضية لأي مصدر للتهديد حتى لو كان هذا التهديد محتملاً .
أما الرسالة الثانية التي تخص التوافق الأمريكي الروسي الجديد، فهي تهدف إلى التأكيد أن “إسرائيل” لن تقبل أن يكون هذا التوافق، وبالذات ما يتعلق بسوريا، على حساب مصالحها وأمنها . فقد جاء العدوان “الإسرائيلي” على سوريا في الوقت الذي أخذت تتشكّل فيه بعض معالم التوافق الأمريكي الروسي بعد سنوات من التوتر الذي ظهر جلياً إزاء الأزمة السورية . معالم هذا التوافق ظهرت في الموقف الأمريكي الجديد من الأزمة السورية الرافض لتسليح المعارضة والمتشدد تجاه السلفيين الجهاديين الذين يقاتلون نظام الأسد، وخاصة “جبهة النصرة” التي وضعتها واشنطن في خانة المنظمات الإرهابية .
كما ظهرت في تصريحات جون كيري وزير الخارجية الأمريكي الجديد التي قال فيها “إن واشنطن تحتاج إلى التعاون مع روسيا في الشأن السوري”، وتحدث أيضاً عن “أهمية تحسين العلاقات مع موسكو وإعادتها إلى مستواها الملائم”، ولم ينس أن يشير إلى أن موسكو ساعدت واشنطن على حل عدد من القضايا المهمة وبينها “اتفاقية ستارت”، وساعدتها أيضاً في إطار مفاوضات “مجموعة 5+1” مع إيران .
الحكومة “الإسرائيلية” تدرك هذه التوافقات، وتدرك أيضاً أن واشنطن عازمة على التفاوض مجدداً مع إيران على برنامجها النووي، وأن لقاءً سوف يعقد يوم 25 فبراير/ شباط الجاري في كازاخستان لهذا الغرض بين إيران و”مجموعة 5+1” .
تطورات تدركها الحكومة “الإسرائيلية” بالقدر الذي تدرك فيه أن تقاسماً جديداً لمناطق النفوذ يحتمل أن يتشكل بين كل من واشنطن وموسكو في المنطقة، ولا تريد أن يكون هذا التقاسم على حسابها .
زيارة أوباما الربيعية لمصلحة إسرائيل
بقلم: حازم مبيضين عن الرأي الأردنية
أثارت الأنباء عن زيارة مرتقبة للرئيس الأميركي باراك أوباما، إلى إسرائيل وفلسطين والأردن، بعض الآمال حول دور أميركي في البحث عن وسائل لتنشيط مباحثات السلام، المتوقفة منذ أكثر من عامين، بسبب تعنت حكومة اليمين الصهيوني، وإصرارها على فرض إرادتها على الشعب الفلسطيني، مع استمرار عمليات الاستيطان المدانة دولياً، والتي تعتبر حجر عثرة في درب التوصل إلى حل يضمن الحقوق الوطنية للفلسطينيين، وبما يضمن لاحقاً سيادة السلام في هذه المنطقة من العالم، وإذا كنا توقعنا استمرار انحياز البيت الأبيض لسياسات حكومة نتنياهو، فإن الناطق باسم الأبيض أكد ذلك، حين أعلن أنه لن تكون هناك مقترحات جديدة لتحريك عملية السلام، وأن ذلك ليس هدف هذه الزيارة.
سيكون من حقنا السؤال عن هدف زيارة أوباما، وهل هي مجرد جولة سياحية، يصلي فيها تحت جدار البراق وهو يعتمر القبعة اليهودية، أو هي لزيارة واحدة من عجائب الدنيا السبع، حين يتجول على ظهر جمل في مدينة البتراء الوردية، أو هو يزور مهد السيد المسيح، دون أن يفكر لحظة واحدة بالظلم الواقع على الشعب الذي بشّر النبي عيسى برسالته على أرضه، وحين نعرف أنه سيبحث مع المسؤولين الإسرائيليين دون سواهم، المسألتين السورية والإيرانية، سنكتشف دون عناء ارتباط السياسة الأميركية في هذه المنطقة بالأهداف الإسرائيلية، وخضوعها لمصلحة الدولة العبرية، حتّى وإن تناقضت مع المصالح الأميركية.
في حين يتحدث مسؤولون فلسطينيون، عن تعاطف وزير الخارجية الأميركي الجديد مع قضيتهم، فإن المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي يقطع الطريق على هذا التفاؤل بالقول، إن بدء أوباما فترة رئاسية ثانية، وتشكيل حكومة إسرائيلية جديدة، يوفر الفرصة لإعادة تأكيد الروابط العميقة والمستمرة بين الولايات المتحدة وإسرائيل، ولبحث السبل للتقدم في سلسلة طويلة من القضايا ذات الاهتمام المشترك، بما فيها إيران وسوريا، دون أي إشارة إلى المعضلة الفلسطينية، التي ترى واشنطن أن ليس فيها أي تهديد لأمن وأمان حليفتها المدللة، بعكس ما يقال عن تهديدات ستنجم عن تغير الأوضاع في سوريا، أو نجاح إيران في تصنيع أسلحة نووية.
الرئيس الديمقراطي لأميركا، كان اقترح مرةً بدء محاولة لإقناع إسرائيل باستخدام حدود 1967 كنقطة بداية للمحادثات، من أجل إنشاء دولة فلسطينية مجاورة، لكنه تراجع سريعاً، عندما أدان نتنياهو في البيت الأبيض وبوجود أوباما أي محاولة من هذا القبيل، فأعلن أوباما بين يدي مؤتمر سنوي للجنة آيباك أن تصريحه قد أُسيء توضيحه، وإنه صديق حقيقي لإسرائيل، ثم عاد للتأكيد أن إسرائيل لا يمكنها العودة إلى حدود 67 كما هي، وهو قبل ذلك، وخلال زيارته للقاهرة في مستهل رئاسته الأولى، أعلن ضرورة وقف الاستيطان في الأراضي الفلسطينية، لكننا لم نلمس أي خطوة عملية من واشنطن في هذا الإطار.
زيارة الربيع المنتظرة من أوباما، ليست مكرسة للعلاقات العامة، بقدر ما هي لطمأنة نتنياهو، في أن استمرار سياسته المراوغة تجاه المسألة الفلسطينية، لن تكون سبباً في تخلي واشنطن عن سياستها الثابتة تجاه إسرائيل، وأن ما يقلق الدولة العبرية بشأن الوضع في سوريا وإيران، يثير أيضاً وبالضرورة قلق أميركا، ولا بأس هنا من تنسيق المواقف تجاه المسألتين، في حين يستمر الاستيطان وتراوح القضية الفلسطينية مكانها، ويظل على الشعب الفلسطيني التعلق بالأمل، من خلال مبادرة فرنسية بريطانية، يقال إن واشنطن تقف خلفها، كي لا تظهر بصورة من يعترف بحقوق الفلسطينيين.
وبعد، هل كثير علينا القول إن أوباما غير مرحب به في منطقتنا وعند شعوبها.
عودة التحالف التركي – الإسرائيلي من بوابة الأطلسي
بقلم: أحمد رستم عن الوطن السورية
منذ حادثة سفينة مرمرة سعت حكومة حزب العدالة والتنمية برئاسة رجب طيب أردوغان إلى استغلال هذه الحادثة إعلاميا وسياسيا، بغية تحقيق هدف واحد، وهو الوصول إلى الشارع العربي من خلال إظهار تركيا على أنها داعمة للقضية الفلسطينية وأن لديها الاستعداد لإحداث قطيعة في تحالفها التاريخي مع إسرائيل، طبعا كل ذلك بهدف بعث الحياة في (الجسور العثمانية) مع الشارع العربي تطلعا إلى الدور والنفوذ، إلى درجة أن البعض من هذا الشارع وتحديدا الإخواني (الإخوان المسلمين) بات يروج لأردوغان كقائد إسلامي ومحرر للأمة. لكن الحقيقة لمن لا يعرف، أن الأمور لم تكن بهذه الصورة على أرض الواقع، فمسيرة العلاقات التركية – الإسرائيلية استمرت في السر والعلن عبر وقائع كثيرة، بل في محطات كثيرة كانت صادمة ومفاجئة حتى للجمهور المعجب بسياسة أردوغان، خاصة عندما قرر الأخير ودون مشاورة أحد إرسال طائرات تركية لإطفاء موجة الحرائق الضخمة التي اندلعت في جبل الكرمل عام 2011 والتي ما زالت المطالبة مستمرة في إسرائيل بمحاسبة نتانياهو على التقصير الذي جرى.
اليوم ومع استمرار الأزمة السورية وتورط تركيا أردوغان فيها سياسيا وعسكريا، تشير التقديرات الغربية إلى أن هذه الأزمة باتت تشكل مدخلاً مناسباً لإعادة الدفء إلى العلاقات التركية – الإسرائيلية، ولعل الموافقة التركية المثيرة برفع حظر التعاون بين تركيا والحلف الأطلسي على الأراضي التركية تشكل دليلاً دامغاً على عودة التحالف الأمني بين الجانبين، على شكل استكمال للتحالف العسكري الذي تحقق بينهما عام 1996 عندما تم التوقيع على سلسلة اتفاقات أمنية وعسكرية بين الجانبين، من بينها ما هو متعلق بالتجسس الإسرائيلي على دول المنطقة عبر استخدام الأراضي والأجواء التركية.
ومع أن التعاون العسكري بين الجانبين لم ينقطع إلا أن الموافقة التركية وبالتزامن مع الانتخابات الإسرائيلية على قرار رفع الحظر عن التعاون على الأراضي التركية دشن مرحلة جديدة من العلاقة الأمنية التركية - الإسرائيلية عبر بوابة الحلف الأطلسي، وخاصة أن مصادر تركية أكدت أن الحلف اشترط نشر صواريخ باتريوت على الأراضي التركية بتحقيق هذا التعاون، وهو ما يسمح لإسرائيل بالحصول على كل ما توفر من المعلومات الأمنية الخاصة بدول المنطقة ولاسيما إيران وسورية والعراق وحتى روسيا.
الآن ومع عودة هذا التعاون، وبناء تركيا أردوغان جسرا من العلاقة مع الدول العربية التي شهدت ما يسمى ثورات الربيع العربي (مصر، تونس، ليبيا) فضلا عن العلاقات القوية مع كل من قطر والسعودية وحركة حماس فإن تركيا تبحث عن سيناريوهات التطبيع السياسي مع إسرائيل بغية القيام بدور مؤثر في القضايا السياسية ولاسيما ملف القضية الفلسطينية، وهو ما سمتها صحيفة (مللي غازيتيه) التركية بـ(الرقص مع إسرائيل) وذلك بعد كشف تفاصيل الزيارة التي قام بها إلى تركيا وفد إسرائيلي مكلف من نتانياهو وإجراء مباحثات مع موفد معين من قبل رجب طيب أردوغان لتطبيع هذه العلاقة وإخراج سيناريو أو مخرج لأزمة الشروط التركية بعد أن رفضت إسرائيل الاعتذار رسمياً لتركيا عما جرى لسفينة مرمرة.
وفي الأساس، فإن مثل هذه اللقاءات المثيرة، كانت قائمة طوال الفترة الماضية، ولعل من أهم هذه اللقاءات، اللقاء السري الذي جمع بين المبعوث الإسرائيلي لمصر رئيس جهاز الموساد تمير باردو ومدير الاستخبارات التركية حقي فيدان في القاهرة خلال زيارة أردوغان الأخيرة لمصر. وكل ما سبق لا يشكل جديداً في حقيقة دور تركيا وسياستها الخارجية، لطالما أن مجمل الدور التركي هو دور وظيفي في خدمة الإستراتيجية الغربية منذ أن انضمت تركيا مبكرا للحلف الأطلسي وكانت أول دولة إسلامية تعترف بإسرائيل بعد أقل من عام على إعلانها.
ربيع البوعزيزي وخريف "الإخوان"!
بقلم: الياس الديري عن النهار البيروتية
كانت تونس تعيش يومها كالمعتاد في ذلك النهار الهادئ والمملّ، بعيداً من اية مفاجآت أو تنغيصات إضافية، حين فوجئ نفرٌ من المارة بقرب عربة خضر مركونة في الزاوية وإلى جانبها جسدُ شاب ناحل، مكفهر الملامح، يشعل النار في مادة حارقة صبّها فوق جسده، والعربة، وما احتوت من بقول.
تجمّع المارة حول الجسد الذي تطوّقه ألسنة اللهب. حاول بعضهم أن يسعفه. حاول آخرون أن يتعرّفوا عليه.
لم يذكر أحد، في حينه، أن محمد البوعزيزي صرخ. أو تأوّه. أو استغاث. أو استنجد بمن يسعفه. بقي هو والنار والناس من حوله يتساءلون ويضجّون، إلى أن أتيح لما بقي من ذلك الجسد، الذي لم يعد يختلف عن شموع النذورات والأعياد، مَن ينقله إلى أقرب مصحّ أو ما يشبه المستشفى.
عندما تعبت النار من جسد الشاب الدمث، وتأكّدت أنها أتمّت مهمتها بنجاح، أعلن مَن في المستشفى أنه قد انتقل إلى رحاب ربيع جديد، كتبه البوعزيزي بدموعه ودموع جسده ودموع النار التي حضنته بحنان الأم الملتاعة.
في اليوم التالي كان "الربيع العربي" قد انتشرت حقوله وبساتينه في تونس الخضراء، لتهزّ من تلك الشوارع التي تحوّلت ساحات حروب ومواجهات عروشاً كثيرة يتربّع فوقها حكّام عرَب "آمنوا" أن بالديكتاتورية والاستبداد والحرمان تعيش الشعوب وتتطوّر الأوطان، وتسود العدالة والمساواة.
كان محمد البوعزيزي في هذه الأثناء قد انتحى ركنه في زاوية "النسيان"، متابعاً هدير الشعوب وسخطها وهتافاتها في ميادين القاهرة، وشوارع ليبيا، وأحياء اليمن، وبستان هشام حيث تنتصب بوابة التاريخ في مهجة دمشق...
وكأنما الحكام الذين اعتلوا المناصب والعروش، من "إخوان" وأصوليين وسلفيين، قد وعدوا أنفسهم والشعوب العربية الممحوقة والملغاة بنظام "جديد" يجعلهم يبكون ندماً وأسفاً حتى على نظام بن علي وحسني مبارك ومعمّر القذافي... ومعهم علي عبدالله صالح، وعلى الطريق النظام السوري الذي لا يحتاج إلى مَنْ يتحدّث عن حسناته و"تضحيات مالكيه".
كل شيء إلى أسوأ. وإلى أخطر. وإلى الوراء دُر.
أين بدأ محمد البوعزيزي وعربته، وأين بلغت شُهب النار التي التهمت ذلك العصفور المهيض الجناح، وأين صارت "الأنظمة" البديلة التي "أخْوَنَت" حتى الأكل، واللباس، والمفردات؟
فبئس "ربيع" كهذا. وبئس ثورات كهذه. وبئس أنظمة كتلك. وبئس حكام كهؤلاء. وبئس مشرّعون وتشريعات.
أيها النبيل الراقد في جسد محمد البوعزيزي، أخبره أن الأنظمة "الإخوانية" انصرفت إلى فتاوى تحلل الاغتيالات، وتهدّد معارضيها بالموت الزؤام. فنم قرير العين.
متى تفيق الجامعة العربية؟!
بقلم: مصكفى الصراف عن القبس الكويتية
الوطن العربي بجميع أقطاره تدين أغلبيته بالإسلام، وحتى المسيحيون بجميع مذاهبهم متأثرون بالعادات والتقاليد الاسلامية المحافظة، ولذلك استغلت جماعات الاسلام السياسي هذه البيئة الاسلامية مع غياب الايديولوجيات الاخرى كالقومية العربية بعد حرب 67 والاشتراكية والشيوعية، بعد تفكك الاتحاد السوفيتي، وبروز اميركا كقطب احادي مهيمن على السياسة العالمية، فقد سمحت تلك الظروف بقيام تعاون بين جماعات الاسلام السياسي واميركا لإيصالها الى سدة الحكم، وذلك ليس ايمانا من اميركا بكفاءة هذه الجماعات لإدارة الاوطان، بل ليقينها بان هذه الجماعات لن تتفق على رأي واحد او على ايديولوجية واضحة المعالم، بسبب خلافاتها في الافتاء بما يحقق لكل منها المكاسب المادية والسلطوية، وهذا امر يخدم نظرية ما اطلق عليه بالفوضى الخلاقة.
فتسللت اجهزة المخابرات الغربية وفي مقدمتها C.I.A والموساد الاسرائيلي لتدفع بها الى تولي السلطة، فتنتهز فرصة انتفاضة الشعوب العربية ضد الفساد والفقر والعجز التنموي في اجهزة تلك الدول وتسخير مواردها في خدمة اصحاب النفوذ المحيطين بالسلطة، وحرمان الغالبية الشعبية من الانتفاع بها، كما كان في تونس وليبيا ومصر وما هو قائم في دول اخرى.
الا ان حسابات اميركا وحلفائها ورهاناتهم على نجاح التيار السياسي الاسلامي لم تكن سليمة، لانها راهنت على ان الشعوب العربية المحافظة بطبيعتها، ستسلم مجاديف الغارب لجماعات الاسلام السياسي مستسلمة لها واثقة بها بحكم شعاراتها الدينية التي كانت ترفعها، وقد ثبت عكس ذلك الرهان، فلم يطل الامر حتى اكتشفت الشعوب العربية زيف تلك الشعارات وعدم مصداقية تلك الجماعات، فبادرت الشعوب العربية اليوم الى الانقلاب عليها، مما أربك واضعي المشروع الاميركي الصهيوني في تنفيذه وتفكيك الوطن العربي الى دويلات اسلامية متحاربة، رغم نجاحها جزئيا في نشر الفتنة بين السنة والشيعة.
لقد بدأ العقل العربي في كل من تونس ومصر، خصوصا، يستعيد توازنه ويكشف جوانب تلك المؤامرة التي تحاول استغلال انتفاضته وتسليمها للجماعات المتحالفة مع الصهيونية العالمية لتحقيق الامن الاسرائيلي، والهيمنة على المنطقة العربية من خلال انظمة غوغائية مخترقة، تسيرها اجهزة المخابرات الغربية، ولعل ما يجري في سوريا يعطي مثلا واضحا على نوعية الجماعات الاسلامية المتحالفة مع اجهزة المخابرات من امثال جبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة، بالاضافة الى المرتزقة باسم الاسلام الذين جاؤوا من كل حدب وصوب بتمويل صهيوني سلاحا واجراً، تحت شعار اسقاط النظام واقامة حكم ديموقراطي، رغم ارادة اغلبية الشعب السوري المتمسك بنظامه، لا سيما بعد ان تبين حقيقة المؤامرة، يا ترى متى تفيق دول الجامعة العربية وتوقف زحفها وراء دول الاستعمار الغربي الصهيوني، وترفع الحصار عن الشعب السوري وتعيد لسوريا مكانتها في الجامعة العربية؟ أليس عارا ان تكون لمصر سفارة في اسرائيل ولا يوجد لها تمثيل في سوريا؟!
السلام المفقود
بقلم: تركي عبدالله السديري عن الرياض السعودية
عبر قمتين متقاربتي التاريخ.. القمة العربية، وبعدها القمة الإسلامية.. واضح جداً أنه ليس بمقدور الحضور عربياً أو إسلامياً إنجاز إيقاف السلبيات في الواقع السياسي والاجتماعي والذي وصل في العالم العربي إلى ما يشبه مشروعية القتل..
ونحن عندما نعود بذاكرتنا عربياً إلى ما قبل ستين عاماً في بعض الدول العربية، والأربعين عاماً لدول أخرى حققت استقلالها ومسار جهودها لإقرار التطوير، نجد أن ذلك المسار لو واصل توفر الأمن العام وتحسين مستويات التطوير لكان العالم العربي قدرات تحسين وتأهيلاً لشمولية المواقف الإسلامية.. لأن عدداً ليس بالقليل من الدول الإسلامية يواجه مشاكله الخاصة.. التي ليست عامة.. ولكنها تتعلق بجهود قدرات التطوير..
وإذا كنا نجد أن هناك انقساماً دولياً واضحاً في التعامل مع أحداث العالم العربي فإن ذلك يعطينا شواهد إمكانيات التدخل دولياً..
وخارج هذا المسار؛ أريد الإشارة إلى أن الاهتمام الاقتصادي الذي انطلق مؤخراً بثلاث مناسبات ليست بالسهلة، وفي نفس الوقت هي مسلك موضوعي لإيجاد واقع أفضل.. لكن من سيندرج في هذه العضوية؟.. طبعاً ليس الكل.. وبالتأكيد لاحظ الجميع عبر اجتماعات القمة الإسلامية أنه كانت هناك مدونة تعامل مع الأحداث العامة، وفي نفس الوقت كان هناك تباين الرؤية في التعامل مع إيران التي من الواضح وبشواهد معروفة تسعى للوصول إلى امتداد إيراني أكثر مما الأمر يتعلق بسياسات موضوعية عامة..
إذاً فإن المطلوب من المواقف العربية هو أن تكون ردعاً لما تتعرض له أكثر من ست دول عربية من تراجعات سياسية واقتصادية، مما جعلها مصدر تعدد مبررات الضعف العام.. وقد لاحظنا اختلاف لغة الحديث مع إيران بحيث يوحي ذلك بخطورة توسّع التراجعات..
ونقف بكثير من التقدير مع كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في مؤتمر القمة الإسلامية بما قدمه صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز من وضوح صادق وصارم يخص تردّي الأوضاع إنسانياً وأخلاقياً فيما يحدث داخل سوريا بحيث أتى القتل وكأنه ممارسة وطنية.. ثم أيضاً مصداقية الرؤية في واقع التسلط الإسرائيلي ضد الفلسطينيين بواقع أصبحت فيه إسرائيل قدرة عسكرية فاعلة.. ولم تكن كذلك قبل حرب 1967م حيث كانت قبل تلك الحرب تسعى لسلام مع العرب عبر واقع لم تكن فيه تحتوي كل المساحات التي تحكمها الآن.. ولكن نتائج تلك الحرب جعلت العرب المعنيين بالحدود معها هم المتواصلون بحثاً عن سلام معها.. إذا كنا لا نزال نذكر كيف الرفض العربي الساخر لفكرة الرئيس التونسي الحبيب بورقيبة في الوصول إلى سلام اُتّهم فيه الرئيس التونسي بغياب وطنيّته.. ومن انتقدوه في ذلك الوقت هم الذين يحلمون الآن بالوصول إلى ذلك السلام المفقود..
التوافق العربي لن يكون الحل!
بقلم: جمال القاسمي عن الأيام البحرينية
لا اعرف حقيقة «التغيير» في القناعات السابقة، والرغبة الجديدة للاتحاد السعودي لكرة القدم في ترشيح ممثل لهم للمنافسة على رئاسة الاتحاد الاسيوي، لكنها تظل من الحقوق المشروعة لأي من الاتحادات ال46 المنضوية تحت الشعار القاري، وبالتالي من الضروري التعامل معها كواقع جديد تفرضة المنافسة الاسيوية، وما يمكن أن يستجد من أسماء أخرى يمكن أن يتفاجأ الجميع بالمتغيرات في القناعات السابقة، والتوجهات الجديدة التي لها أن تذهب بالأصوات في أكثر من اتجاه!
ليس بالغريب أن يترشح معالي الشيخ سلمان بن ابراهيم آل خليفة رئيس الاتحاد البحريني لكرة القدم للرئاسة الاسيوية، فهو من الشخصيات الاسيوية التي كسبت العديد من الاصوات خلال الفترة الماضية، ويكفي الاشارة الى فارق الصوتين الذي خسر بعدهما الصراع على تنفيذي الفيفا، حتى نتمعن في القيمة الكبيرة من العلاقات التي يمتاز بها المرشح البحريني، والتي من المؤكد أن تكون قد ارتفعت اسهمها بعد عدد من السنوات التي عقبت الصراع الدولي السابق.
يذهب البعض الى الاعتقاد، ان التوافق العربي واختيار مرشح واحد للرئاسة الاسيوية، هو الخيار الأمثل لتجميع العدد الأكبر من الاصوات في صالح المرشح العربي، وبالتالي الفوز بالمنصب الاسيوي والتكتل الذي يمكن أن يكون في غير صالح شرق القارة، لكنها من القناعات القديمة التي لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تضيف الكثير للمرشح المؤهل الذي تتفق عليه الاتحادات الاسيوية لخدمة مصالحها، ان كان على مستوى غرب القارة، أو حتى شرقها.
لقد اضحت المصالح الخاصة بالاتحادات الاسيوية هي ما يمكن أن يهيمن على صندوق الاقتراع في اللحظات الأخيرة، ولا غرابة ان يصوت الاتحاد العربي للمرشح من شرق القارة، حتى وان كان هنالك المرشح العربي الأوحد من غرب القارة، ففي النهاية هنالك من العلاقات والروابط التي تجسدت خلال السنوات الماضية، والتوازنات السياسية، ما يكفي أن يحصل أحد المرشحين للعدد المناسب من الأصوات.
في مثل هذه المناسبات والصراعات الرياضية، تتدخل بعض الدول بما يمكن أن تقدمه من ثقل وعلى جميع المستويات سياسية كانت أو حتى اقتصادية، على أمل دعم مرشحها وتقديمه في الصورة المناسبة، وهو بالتوجه الذي يمكن ان يكون قائما في التحدي الاسيوي القادم، والذي يتوقع أن تكون مخرجاته، بعيدا عن كل البعد عما يذهب اليه البعض من قناعات هذه الأثناء!
ما زلت على رأيي في ان التوافق العربي، لا يمكن ان يكون بمثابة الحل الشافي للمعضلة العربية، حيث اعتادت ان تذهب اوراق التصويت بعيدا كل البعد عن القناعات والاتفاقيات العلنية التي تسبقها، وبالتالي لم تعد التوافقات العربية «الشكلية» مناسبة ان نضع عليها كامل الثقة في انها ستصل بمرشحنا العربي الى الكرسي المطلوب!
file:///C:\Users\ARCHIV~1\AppData\Loca l\Temp\msohtmlclip1\01\clip_im age001.gif
file:///C:\Users\ARCHIV~1\AppData\Loca l\Temp\msohtmlclip1\01\clip_im age002.gif
</tbody>
file:///C:\Users\ARCHIV~1\AppData\Loca l\Temp\msohtmlclip1\01\clip_im age004.giffile:///C:\Users\ARCHIV~1\AppData\Loca l\Temp\msohtmlclip1\01\clip_im age005.giffile:///C:\Users\ARCHIV~1\AppData\Loca l\Temp\msohtmlclip1\01\clip_im age006.gifــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ
رأي القدس: عباس على حافة المفاوضات مجددا!
بقلم: أسرة التحرير عن القدس العربي
كنا نعتقد ان الانتقال من معسكر الصقور الى معسكر الحمائم هو ظاهرة غربية فقط، ولكن يبدو اننا كنا مخطئين، فها هم المسؤولون الاسرائيليون يفعلون الشيء نفسه، وبطريقة اكثر اتساعا، بعد تركهم السلطة، والانتقال الى فراغ التقاعد المرعب.
قبل يومين فاجأنا ياكوف اميردور مستشار الامن القومي الاسرائيلي، والمقرب كثيرا من بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء بقوله ان مواصلة البناء الاستيطاني في الضفة الغربية المحتلة، تسبب فقدان اسرائيل الدعم حتى من قبل افضل اصدقائها الغربيين، وزاد بالاعراب عن قلقه، خلال محادثات داخلية مغلقة عكفت على بحث تدهور صورة اسرائيل في العالم بسبب الاستيطان، من استمرار هذه السياسات.
هذه التوجهات التي تظهر ندما مثلما تظهر مواقف تبدو معتدلة، تأتي بعد اكمال حكومة نتنياهو معظم مشاريعها الاستيطانية في القدس المحتلة خاصة، وبما يؤدي الى تهويدها وعزلها بالكامل عن محيطها الفلسطيني في الضفة الغربية المحتلة.
انها خدعة، او بالاحرى مصيدة، يتم الاعداد لنصبها بشكل جيد لخداع الرأي العام العالمي، واعادة السلطة ورئيسها وحفنة من مساعديه الى طاولة المفاوضات مجددا لمواصلة الدوران في الدائرة العبثية نفسها لسنوات قادمة.
بنيامين نتنياهو مستعد لتقديم تنازلات خادعة ومضللة لتسهيل الوقوع في المصيدة هذه، مثل تجميد البناء في مستوطنات معزولة غير ذات قيمة اقتصادية او استراتيجية، ليقول للعالم انه تجاوب مع الشروط الفلسطينية التي ادت الى وقف المفاوضات.
الرئيس محمود عباس سعيد بالانباء التي تتحدث عن الزيارة التي سيقوم بها الرئيس الامريكي باراك اوباما الى كل من القدس المحتلة ورام الله وعمان في الربيع المقبل، بهدف محاولة احياء السلام، ولذلك لا نستغرب تجاوبه مع هذا الغزل الاسرائيلي، وتخفيف حدة اندفاعه نحو المصالحة مع حركة حماس واعادة تفعيل منظمة التحرير واصلاحها بالتالي.
الرئيس عباس قال انه ذهب الى الجمعية العامة للامم المتحدة من اجل الحصول على منح فلسطين صفة دولة مراقب في الامم المتحدة من اجل الانضمام الى محكمة جرائم الحرب الدولية ومطاردة مجرميها قانونيا لارتكابهم مثل هذه الجرائم وعلى رأسها جريمة الاستيطان. ولهذا هو مطالب، وبعد انتهاء المدة القانونية التي تحظر عليه التقدم رسميا لعضوية هذه المنظمات، المضي قدما في هذا الطريق وعدم الخضوع للضغوط الاسرائيلية، او الانجرار وراء عظمة تجميد مزور للاستيطان.
نعم اسرائيل معزولة بسبب سياساتها الاستيطانية الارهابية، وعلى السلطة ان تعمل على تعزيز هذه العزلة وليس المساعدة على كسرها، وهي التي لدغت اكثر من مرة بوعود نتنياهو واكاذيبه.
هل تشعل إسرائيل الحرب قبل وصول أوباما إلى المنطقة؟
بقلم: سليم نصار (كاتب وصحافي لبناني) عن الحياة اللندنية
لم يكن قد مضى على وصوله إلى المنزل الصيفي في اللاذقية أكثر من 48 ساعة، عندما سمع الرئيس بشّار الأسد دوياً قوياً كأن قنبلة انفجرت في الجو. ونظر من الشباك، ثم أشار بيده إلى طائرة إسرائيلية قامت بخرق جدار الصوت فوق المنزل، ثم قال لزواره: لقد اعتدتُ على هذه العمليات البهلوانية. إن الإسرائيليين يريدون إبلاغي، بطرقهم الخاصة، أنهم يرصدون تحركاتي، ويعرفون موعد مغادرتي دمشق إلى اللاذقية مع عائلتي. هذه أعمال سخيفة لا تبدل في مواقفنا ولا تخيفنا.
والهدف من تلك الطلعات الاستفزازية، كما حددها وزير الدفاع ايهود ابارك، إشعار النظام السوري بأن التفوق الجوي الإسرائيلي يمكن توظيفه لمراقبة كبار قادة النظام، ونسف خططهم المتعلقة بسلامة شعب دولة اليهود. وشاهِده على ذلك ما فعل الطيران عام 2007، يوم دمر منشأة دير الزور النووية قبل أن يبدأ الإنتاج على أيدي خبراء كوريا الشمالية.
منذ ذلك الحين بقيت الحدود السورية - الإسرائيلية هادئة، إلى أن استهدف سلاح الجو الإسرائيلي الأسبوع الماضي قافلة زعم بنيامين نتانياهو أنها كانت تنقل أسلحة ثقيلة متطورة متجهة إلى «حزب الله» في لبنان. في حين استنكرت دمشق ذلك الادعاء، وأعلنت أن الهجوم أصاب منشأة بحثية علمية في منطقة جمرايا على مسافة 15 كلم من دمشق.
يوم السبت الماضي، بث التلفزيون السوري صوراً لمبنى مدمَّر وإلى جانبه سيارات محروقة وراجمة صواريخ روسية الصنع من طراز «أس. أ-8». وزعم مراسل «الهيرالد تريبيون» في القدس أن وزارة الدفاع السورية حرصت على إظهار هذه المنصة الصاروخية تحاشياً لإغضاب الحليف الروسي الذي حذر من مغبة إرسال صواريخ من طراز «أس. أ-17» إلى «حزب الله» في لبنان. والسبب أن الرئيس فلاديمير بوتين كان قد وعد رئيس وزراء إسرائيل نتانياهو بألا يوفر لسورية أو حليفها «حزب الله» هذا النوع من الصواريخ التي يزيد مداها على 450 كلم. ذلك أن حدوث هذا التطور يزيد من قدرة «حزب الله» على ضرب مدن تقع في عمق إسرائيل وأطرافها. كما سيكون باستطاعته منع سلاح الجو الإسرائيلي من استباحة الفضاء اللبناني.
في شكواها إلى الأمم المتحدة، قالت سورية أن طائرات إسرائيلية قصفت منشأة بحثية بمساعدة إرهابيين يعتمدون على إسرائيل في نشاطاتهم التخريبية. علماً أن هذه هي المرة الأولى، منذ صيف 2006، تقرر إسرائيل التدخل في الحرب الأهلية السورية. وحجتها أن ترسانة الأسلحة السورية – خصوصاً الكيماوية والصاروخية منها – ستُنقل إلى ترسانة «حزب الله» في الجنوب، الأمر الذي يزيد من احتمالات تكرار حرب 2006.
وقالت صحيفة «معاريف» في تبرير قرار مهاجمة القافلة، إن سلاح الجو الإسرائيلي سبق له ودمر عدة جسور في لبنان كي يمنع الشاحنات المحمّلة بالصواريخ من الوصول إلى الجنوب في حرب تموز (يوليو). لذلك كانت تلك الشاحنات تستخدم الطرق الجبلية الوعرة.
عدد من المحللين الأوروبيين ربط بين توقيت مهاجمة قافلة الصواريخ وبين موعد إعلان اتهام الحكومة البلغارية لـ «حزب الله» بالوقوف وراء تفجير باص أدى إلى مقتل خمسة سياح إسرائيليين ومواطن بلغاري.
واستغل نتانياهو بيان وزير الداخلية البلغاري ليحرّض الاتحاد الأوروبي على ضرورة تصنيف «حزب الله» منظمة إرهابية، والعمل على ملاحقة أعضائها ومحاصرة نشاطاتها. وقد دعمه في هذا المنحى جون برينان، المدير الجديد لوكالة الاستخبارات المركزية (سي آي أي) الذي أطلق تصريحات عنيفة ضد الحزب متهماً إياه بزعزعة الاستقرار في أوروبا والعالم.
واستعار وزير الخارجية الأميركي الجديد جون كيري هذه الأوصاف، ليوجه في بيانه رسالة واضحة إلى المسؤولين الأوروبيين، يطالبهم بتسجيل اسم «حزب الله» على قائمة الإرهاب. وادّعى في البيان أن الارتكابات التي تقوم بها عناصر هذا الحزب تعدّت أوروبا والشرق الأوسط لتصل إلى جنوب شرقي آسيا وأميركا الجنوبية (يعني تفجير السفارة الإسرائيلية في الأرجنتين).
ردود فعل الأوروبيين على طلب الوزير كيري جاءت متفاوتة وملتبسة. خصوصاً من قبل الدول التي تشترك في قوات حفظ السلام في الجنوب. فالاقتراح الفرنسي دعا إلى وضع أسماء الأشخاص الذين قاموا بعملية بلغاريا على لائحة الإرهاب وليس «حزب الله.» وذلك تفادياً لزعزعة الاستقرار في لبنان ولعدم تعريض أمن ومصالح فرنسا فيه للخطر.
أما بريطانيا فقد أيّدت وضع أعضاء الذراع العسكري للحزب على لائحة الإرهاب الأوروبية. وقد أيّدتها هولندا في هذا العرض، بينما عارضته إسبانيا، تاركة المقترحات النهائية إلى اجتماع بروكسيل المقبل.
وزير الداخلية اللبناني مروان شربل قال أنه كان من المُفتَرَض أن تضع بلغاريا القضاء اللبناني في أجواء التحقيق قبل انتهائه.
ربما افترض الوزير شربل حُسن النية في هذا المجال، في حين ليست هناك ناحية قانونية تُلزِم البلغار بالتنسيق مع لبنان، إلا إذا كانت الحكومة اللبنانية تملك قرائن مناقضة تريد ضمها للملف. وعندما زار رئيس الحكومة اللبنانية بلغاريا للإطلاع على ظروف هذا الحادث، أعرب عن حرص لبنان على أمن بلغاريا وكافة الدول، على قاعدة الاحترام المتبادل والعلاقات الإيجابية التي تنظم أصول التعاون.
وكان الرئيس نجيب ميقاتي قد قام بزيارة خاطفة الأسبوع الماضي إلى ميونيخ، بهدف تطويق تداعيات هذا الاتهام والبحث مع ممثلي مؤتمر الأمن الدولي في المخارج السياسية المطلوبة.
ويُستَدَل من طبيعة الموقف الذي أعلنه نائب أمين عام الحزب نعيم قاسم أن العملية كلها مصطنعة من أجل استهداف المقاومة بالسياسة والدعاية، بعدما فشلوا في إسقاطها بالحرب والمواجهة.
ومثل هذه التبرئة تقتضي إتباعها بدعوى افتراء يقيمها «حزب الله» ضد بلغاريا قبل أن يضع الاتحاد الأوروبي اسمي الوزيرين حسين الحاج حسن ومحمد فنيش على قائمة الإرهاب.
صحيح أن الحزب لا يعترف بقوانين الدول الأخرى... ولكن الصحيح أيضاً أنه يجب إعتاق وضعه الداخلي من حال الثورة والتكيف مع حال الدولة، كونه ارتضى أن يكون شريكاً في حكومة تمثل نصف لبنان.
عندما ضربت إسرائيل قافلة الشاحنات الخارجة من سورية، توقعت سقوط صواريخ فوق مدنها انتقاماً لثاني عملية من هذا النوع. وكانت وزارة الدفاع الإسرائيلية قد نشرت بطاريات «باتريوت» المضادة للصواريخ شمال البلاد تحسباً لردود من الجانب السوري بعد تهديدات صدرت من دمشق وطهران و «حزب الله».
واللافت أن إسرائيل أبلغت الإدارة الأميركية عن استعدادها لمهاجمة سورية كإجراء روتيني أراد نتانياهو إتباعه من أجل تحسين العلاقات المتوترة منذ الانتخابات الأميركية.
واعترف كيري على التلفزيون أنه التقى الرئيس الأسد مرتين قبل بدء الاحتجاجات في آذار (مارس) 2011. وقال أن هذا الأمر أصبح تاريخاً قديماً لأن الأسد اتخذ قرارات خاطئة وغير مُبَررة. كذلك دعاه إلى الرحيل لأن الولايات المتحدة تمهد للمرحلة الانتقالية بالتعاون مع روسيا وإيران.
المفاجأة المُستَغربة التي طلع بها نتانياهو الأسبوع الماضي تتلخص في ضرورة إقامة شريط عازل يمتد مسافة 47 كلم على حدود البلدين. وقد اعتمد في تصريحه على الاقتراح الذي قدمته القيادة العامة، من أن الإسلاميين سيحكمون سورية بعد سقوط الأسد، وأنه من الضروري نشر قوات إسرائيلية بهدف المحافظة على الأمن، تماماً مثلما أقيمَ الشريط الحدودي في جنوب لبنان.
ودعمت القيادة اقتراحها بالقول إن الجهاديين من جماعة «جبهة النصرة» مدوا نفوذهم إلى قريتين لا تبعدان أكثر من ثلاثة كيلومترات عن حدود إسرائيل. ويبدو أن زعيم هذه الجبهة، الملقب «أبو محمد الجولاني»، ينتمي بالنسب إلى سكان إحدى هاتين القريتين. وكان قد تدرب على القتال في أفغانستان مع «القاعدة»، ثم حارب باسمها في العراق. وقد صنفته الولايات المتحدة في عداد الإرهابيين، ورفضت التعاون مع جماعته في سورية.
قبل أن يزور نتانياهو منطقة الشريط العازل مع سورية، أرسل إلى موسكو يعقوب أميدرور، رئيس حرسه، من أجل إبلاغ الرئيس بوتين بالتطورات الجارية على الأرض. كما أرسل في الوقت ذاته إلى واشنطن الجنرال أفيف كوكافي، رئيس الاستخبارات العسكرية، وكلفه إطلاع الإدارة الأميركية على الاستعدادات القائمة لإرسال فرقتين من الدبابات للمرابطة داخل الأراضي السورية.
الهاجس الروسي عبّرت عنه موسكو بصراحة لموفد نتانياهو، وهو ألا تكون أعمال إسرائيل مقدمة واسعة للتدخل في الشأن السوري. أو ألا تكون استفزازية بالقدر الذي يمثل خطر اندلاع حرب إقليمية. وقد ألمحت الحكومة الإيرانية إلى هذا الخطر عندما قال المرشد الأعلى علي خامنئي إن الاعتداء على سورية هو بمثابة اعتداء على إيران. وقد أرسل إلى دمشق أمين المجلس الأعلى للأمن القومي، سعيد جليلي، ليؤكد للأسد أن إيران لا تسمح بزعزعة استقرار بلد حليف، كما لا تسمح بإضعافه.
وتذكّر الصحافة الإسرائيلية دائماً بوجود أكبر عدد من رجال الاستخبارات الإيرانية بالقرب من درعا التي تبعد سبعة أميال فقط عن الحدود الإسرائيلية. وهناك إلى جانبهم وحدات من حرس الثورة ووحدات «قوة القدس» مع محاربي «حزب الله»، الأمر الذي يشير إلى إصرار طهران على البقاء في سورية حرصاً على نفوذها على شواطئ المتوسط.
وحول هذا الوضع يقول الرئيس محمود أحمدي نجاد: إن إيران تحارب في سورية من أجل مستقبل مكانتها في الشرق الأوسط. وربما يكون مستقبل المنطقة معلقاً على نتائج المعركة الحالية. وسيكون للبُعد الدولي، وخصوصاً علاقة الولايات المتحدة بروسيا، الوزن المهم في صوغ نتائج المعركة النهائية.
الرئيس الأميركي باراك أوباما قرر زيارة المنطقة الشهر المقبل. ويُستَدَل من برنامجه أنه يسعى إلى زيارة إسرائيل والضفة الغربية بغرض تقريب وجهات النظر لخريطة طريق جديدة تُفضي إلى إقامة دولتين. وهذه هي المرة الثانية التي يزور فيها إسرائيل بعدما زارها المرة الأولى عام 2008.
ويتوقع المراقبون أن يبحث أوباما أيضاً مسألة إيران وتخصيب اليورانيوم. وربما يشجعه على هذه الخطوة الموقف المرن الذي أبداه وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي، الذي أعرب عن استعداده للدخول في مفاوضات مباشرة مع واشنطن حول البرنامج النووي.
وحول هذا الموقف يرى نتانياهو أن وصول إيران إلى المفاوضات من دون حلفائها في سورية ولبنان وغزة، يبقي ضغط العقوبات غير كافٍ. لذلك يفسر المحللون تدخل إسرائيل في الحرب الأهلية في سورية، بأنه خطوة مدروسة قد تشعل حرباً مباغتة مع «حزب الله» قبل وصول أوباما إلى المنطقة!
السوريون والغارة الإسرائيلية!
بقلم: أكرم البني عن الشرق الأوسط
غموض الهدف الذي قصفته الطائرات الإسرائيلية، إن كان مبنى للبحوث العسكرية أم شحنة أسلحة متطورة مرسلة إلى حزب الله، لم يحجب وضوح مشهد جديد من ردود فعل السوريين، هو ليس مشهد الغضب الذي يميزهم عادة تجاه العنجهية الإسرائيلية، بل مشاعر ومواقف مختلفة ترتبط أشد الارتباط بتفاقم معاناتهم وما يتعرضون له من فتك وتنكيل خلال عامين تقريبا.
بديهي أن يسعى النظام ومن يلتفون حوله لتوظيف الغارة الإسرائيلية في سياق دعاية لم تنقطع عن مؤامرة تحاك ضد البلاد، وقد سارع على غير الدارج للاعتراف بحصول هجوم لطائرات إسرائيلية على موقع عسكري قرب دمشق، وتسخير الآلة الإعلامية الرسمية للحديث عن مخطط متكامل لقوى داخلية وخارجية للنيل من سوريا وموقفها المقاوم والممانع، والهدف مغازلة أحاسيس الناس الوطنية ولملمة بقايا من «شرعية سياسية مفقودة» والطعن بالثورة وصدقيتها وتشويه سمعة المعارضة، وتاليا لتمكين بعض حلفائه من تبرير دعمهم غير المحدود له وقد اعتراهم بعض الحرج الأخلاقي جراء الإسراف في العنف وما يخلفه من مشاهد لا يحتملها عقل أو ضمير.
وفي المقابل تسمع أحاديث تعتبر ما جرى مطلبا للسلطة وحلفائها لتحويل الأنظار عما يجري في البلاد والاستفراد بقمع ثورتها والنيل منها، بل ثمة من يعتقد أن الغارة أشبه بمؤامرة مع حكومة نتنياهو لتمكين استمرار الحكم السوري، كما هناك من يتبنى رواية بعض أطراف المعارضة بأن لا ناقة لإسرائيل فيما حصل ولا جمل، وأن القصف قامت به طائرات السلطة نفسها لتدمير موقع عسكري استراتيجي سبق أن استولت عليه مجموعة من الجيش الحر، بل إن إقحام إسرائيل وصمتها على ذلك هو شكل من أشكال التواطؤ للتخفيف عن السلطة السورية ومساعدتها على تجاوز أزمتها.
وهنا لا يخلو المشهد السوري من عبارات الشماتة مقرونة بالتهكم من ترداد الكلام المعروف بشأن احتفاظ النظام بحق الرد في المكان والزمان المناسبين، أو السخرية من المفارقة المؤلمة حين يوجه السلاح الحربي وهو بأعلى درجات الاستنفار، ضد الشعب وليس ضد العدو الغادر، أو حين يقف ساكنا أمام طائرات إسرائيلية قامت بتدمير موقع عسكري حيوي، وعلى ثلاث طلعات إن صحت الرواية المتداولة، بينما يسارع لإسقاط طائرتين حربيتين لحليف الأمس التركي بمجرد اختراقهما المجال الجوي السوري بحجة الدفاع عن السيادة الوطنية!
يدرك السوريون أنهم يقارعون نظاما يدعي المقاومة، وأن الغارة الإسرائيلية لا بد أن تفتح الباب على بعض المتغيرات التي لا بد أن توظفها أطراف محور الممانعة للحفاظ على موقعها السوري واستعادة دور إقليمي ينحسر، ولعلها تساعدهم على خلط الأوراق وخلق تحول في التفاعلات السياسية الجارية في الدوائر الغربية والعربية حول استقرار المنطقة والموقف من النظام السوري تزيد قلق المتشددين والمتخوفين من احتمال اندلاع حرب إقليمية في حال إسقاطه وتشجع دعاة التريث والتعاطي الاحتوائي.
ربما لا تفضي الغارة الإسرائيلية إلى إعادة شعبية قوى الممانعة والمقاومة، فالناس كشفت حقيقتهم وملت شعاراتهم، وهي أكثر من خبر كيف وظفت هذه الشعارات لتعزيز أسباب الاستئثار والقمع والفساد، وربما لن تكسب الفئات المترددة أو السلبية في المجتمع وإن كانت تمنحها حجة طازجة كي تبرر استمرار سلبيتها وترددها، لكن علينا توقع نتائج غير مرضية في حال سنحت الفرصة لأطراف محور الممانعة للاستثمار في هذه الغارة وتنشيط بعض المناوشات المحدودة
مع الدولة الصهيونية على أمل إعادة الاعتبار لأولوية مواجهة المخططات المعادية والرهان على الشعارات الوطنية في تمييع شعارات الثورة المتعلقة بالحرية والكرامة والعدالة. حزن السوريين عميق على تدمير أي ركيزة من الركائز العسكرية التي تم بناؤها لتمكين البلاد من مواجهة أعدائها، وقلقهم عميق أيضا من احتمال توظيف الغارة لتسويغ العنف المفرط ولبعث ردود فعل ضد الثورة بذريعة أولوية الصراع مع إسرائيل، ليس فقط لأن ما تم بناؤه تم من عرقهم ودمهم وعلى حساب تنمية مجتمعهم وتطويره، بل لأنهم أصبحوا جازمين بأن طريق مواجهة الصهيونية وتحرير الأرض المحتلة لا يصنعها الاستبداد بل إرادة الشعب الحر المنضوي في إطار دولة ديمقراطية. والحال، إن الاستمرار في هضم الحقوق العربية وانحياز المجتمع الدولي بصورة سافرة لصالح العنجهية الإسرائيلية، وصمته تجاه ما يجري في سوريا، عوامل تلعب دورا مهما في منح المشروعية لمن يسمون أنفسهم قوى المقاومة والممانعة وتشجع المروجين لمنطق القوة وأولوية العنف والصراع المسلح، ما يعني الطعن بالحقيقة الأهم التي كرستها الثورات عن دور الشعوب في تقرير مصيرها ورسم مستقبلها، وتاليا بالدروس التي تعلمتها مجتمعاتنا من تجاربها المريرة عن أولوية تحرير الإنسان كمقدمة لا غنى عنها لإعطاء المسألة الوطنية معناها الحقيقي.
منذ عقود وبعد هزيمة عام 1967 أجمع المثقفون العرب على أن السبب الرئيسي لانتصار من كنا نريد رميهم في البحر هو هشاشة البيت الداخلي الذي نخره الفساد والاستبداد، وخلصوا إلى أن بناء الدولة الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان هما الأساس الحيوي لمواجهة آثار الهزيمة والتصدي للتحديات والأخطار المحدقة وانتزاع حقوقنا، وجاءت الحروب على لبنان والانكسارات المتواترة للحالة الفلسطينية لتعزز هذه الحقيقة.
واليوم إذ يظهر السوريون، أنهم خير من تعلم هذا الدرس وأنهم أصحاب ثورة حقيقية لنيل حريتهم وكرامتهم قبل أي شيء، وأن ليس من حدث يمكنه أن يشوش على مطالبهم وحقوقهم أو يفل من عزيمتهم لإكمال المشوار، فهم على يقين بأن النظام سوف يخسر رهانه على توظيف الغارة الإسرائيلية كغطاء لإطلاق يده في الفتك والتنكيل ولحرف الأنظار عن أوضاعهم وما يكابدونه، وسيفشل هذه المرة في شحذ شعاراته عن المقاومة والممانعة التي سقطت إلى غير رجعة منذ استخدم الرصاصات الأولى ضد متظاهرين عزل يطالبون بحقوقهم المشروعة!
رسائل العدوان "الإسرائيلي" على سوريا
بقلم: محمد السعيد ادريس عن الخليج الاماراتية
على الرغم من تعدد الرسائل التي حملتها الغارة الجوية الإجرامية “الإسرائيلية” على مركز “جمرايا” للبحوث العسكرية بريف دمشق الأربعاء (30 يناير/ كانون الثاني الماضي)، فإنّ هناك رسالتين أكثر أهمية من كل الرسائل الأخرى . الرسالة الأولى تخص إيران وحزب الله معاً، أما الرسالة الثانية فتخص الولايات المتحدة وروسيا والتوافق الجديد الذي أخذت معالمه في الظهور، وعلى الأخص في الشرق الأوسط، وبتحديد أكثر في سوريا .
الرسالة الأولى التي تخص إيران وحزب الله مفادها أن استراتيجية “الضربات الوقائية” وسياسة “الردع المبكر” باتتا جاهزتين للتعامل مع كل من إيران وحزب الله، في إشارة إلى تبدّل موازين القوى لمصلحة الكيان الصهيوني في ظل تداعيات “الارتباك الشامل” الذي يفرض نفسه الآن في سوريا، ويعطي الكيان الصهيوني فرصة تاريخية لشن عدوان ضد حزب الله وربما ضد إيران .
فالغارة الجوية التي شنتها الطائرات “الإسرائيلية” على الموقع العسكري بريف دمشق استهدفت، حسب معلومات إعلامية، مجمعاً عسكرياً وقافلة نقل “صواريخ أرض - جو” روسية الصنع من طراز “إس .إيه 17” كانت موضوعة على آليات، إضافة إلى عدد من المباني المتجاورة التي يشتبه في أنها تحوي أسلحة كيماوية كان “الإسرائيليون” يخشون نقلها إلى حزب الله . واضح أن هذه المعلومات مصدرها “إسرائيلي”، وأنها استهدفت تبرير العدوان، رغم أن الواقع قد يختلف عن ذلك في ضوء معلومات أخرى تتحدث عن عمليات نقل معدات وأسلحة يقوم بها الجيش السوري إلى المناطق الأكثر أمناً والأكثر سيطرة من جانب النظام السوري، وأن ما يقال عن نوايا نقل هذه الأسلحة والمعدات إلى “حزب الله” ليس إلا محض افتراء “إسرائيلي” .
الواقع يقول إن المسألة ليست فقط محض افتراء، ولكنها تخطيط ورسالة شديدة الوضوح إلى كل من إيران وحزب الله، مفادها أن الكيان الصهيوني عند موقفه المعلن بخصوص منع نقل أية أسلحة كيماوية أو صاروخية من سوريا إلى حزب الله، لكن الأهم، هو أن الكيان الصهيوني أضحى قادراً على “خوض مغامرات محسوبة” ضد حزب الله وإيران .
مثل هذه المغامرات المحسوبة ربما تكون صادمة للطرفين: إيران وحزب الله على ضوء صمت النظام السوري، وعلى ضوء ما يمكن وصفه ب”تحفيز” إيراني لهذا النظام كي يرد على العدوان بما يستحق . فقد وصل سعيد جليلي رئيس مجلس الأمن القومي الإيراني إلى دمشق في زيارة امتدت ليومين عقب هذا العدوان مباشرة (1 و2 فبراير/ شباط الجاري)، وأعرب عقب لقائه الرئيس السوري بشار الأسد، عن ثقته بحكمة القيادة السورية في التعامل مع هذا الهجوم “الذي يستهدف الدور الريادي لسوريا في محور المقاومة”، وأكد “دعم الجمهورية الإسلامية الإيرانية الكامل للشعب السوري المقاوم في مواجهة العدو الصهيوني” . أما اللواء محمد جعفري القائد العام للحرس الثوري الإيراني، فكان تعليقه على هذا العدوان هو التنديد والتوصيف عندما قال إن “إيران منذ سنوات كانت ومازالت تحذر من السلوك الوحشي للكيان الصهيوني الغاصب”، كما أشاد بصمود الحكومة السورية بوجه الاعتداءات والمؤامرات الخارجية، وأعرب عن أمله بأن تقوم الحكومة السورية بالرد المناسب إزاء الاعتداءات، معتبراً أن الكيان الصهيوني لا يعترف إلا بلغة القوة “ويجب التعامل معه على نحو مقاوم وحازم” . ولم يختلف موقف وزير الخارجية علي صالحي عن ذلك كثيراً، فقد اعتبر العدوان “الإسرائيلي” انتهاكاً سافراً للسيادة السورية، وأنه يأتي ضمن السياسات الغربية و”الإسرائيلية” للقفز إلى الأمام، وتغطية إنجازات الحكومة والشعب السوريين في تثبيت السيادة وإعادة الاستقرار والأمن إلى البلاد، كما اعتبر أن هذا العدوان “يثبت حق سوريا حكومة وشعباً في مقاومة الكيان “الإسرائيلي”، كما يثبت تماشي المجموعات المسلحة التي تزعزع الأمن والاستقرار مع الأهداف “الإسرائيلية”” .
هذه التصريحات الإيرانية التي لم تخرج عن نطاق توصيف العدوان وإدانته، وتحفيز القيادة السورية إلى ردّ محسوب جاء متناقضاً تماماً مع تصريحات إيرانية لمسؤولين كبار أكدوا أن “العدوان على سوريا سيكون عدواناً على إيران” .
لم تردّ سوريا وربما لن تردّ، ولم تردّ إيران ولن تردّ، ولم يصدر حزب الله موقفاً واضحاً وصريحاً من أية تداعيات محتملة لهذا العدوان على سوريا، وهذا ما كانت تريده “إسرائيل” وما يريده نتنياهو بالتحديد، وهو يحاول ترميم ما بقي من سمعته ومكانته هو وحزبه من جراء النتائج الهزيلة التي مني بها في الانتخابات البرلمانية المبكرة التي جرت الشهر الماضي . فالعدوان على سوريا جاء ضمن استعداداته لتشكيل حكومته الجديدة، وقد اختار الطرف الأضعف في مثلث “الأعداء” (إيران وسوريا وحزب الله)، وربما الأضعف في ظل الظروف الراهنة، كي يوجه عدوانه من أجل دخول معركة تشكيل الحكومة من مركز القوة، لكنه في الوقت ذاته، نجح في أن تصل رسالته إلى إيران وحزب الله، أن الكيان الصهيوني عند تهديده وعند قدرته على ممارسة الردع، وعلى توجيه ضربات إجهاضية لأي مصدر للتهديد حتى لو كان هذا التهديد محتملاً .
أما الرسالة الثانية التي تخص التوافق الأمريكي الروسي الجديد، فهي تهدف إلى التأكيد أن “إسرائيل” لن تقبل أن يكون هذا التوافق، وبالذات ما يتعلق بسوريا، على حساب مصالحها وأمنها . فقد جاء العدوان “الإسرائيلي” على سوريا في الوقت الذي أخذت تتشكّل فيه بعض معالم التوافق الأمريكي الروسي بعد سنوات من التوتر الذي ظهر جلياً إزاء الأزمة السورية . معالم هذا التوافق ظهرت في الموقف الأمريكي الجديد من الأزمة السورية الرافض لتسليح المعارضة والمتشدد تجاه السلفيين الجهاديين الذين يقاتلون نظام الأسد، وخاصة “جبهة النصرة” التي وضعتها واشنطن في خانة المنظمات الإرهابية .
كما ظهرت في تصريحات جون كيري وزير الخارجية الأمريكي الجديد التي قال فيها “إن واشنطن تحتاج إلى التعاون مع روسيا في الشأن السوري”، وتحدث أيضاً عن “أهمية تحسين العلاقات مع موسكو وإعادتها إلى مستواها الملائم”، ولم ينس أن يشير إلى أن موسكو ساعدت واشنطن على حل عدد من القضايا المهمة وبينها “اتفاقية ستارت”، وساعدتها أيضاً في إطار مفاوضات “مجموعة 5+1” مع إيران .
الحكومة “الإسرائيلية” تدرك هذه التوافقات، وتدرك أيضاً أن واشنطن عازمة على التفاوض مجدداً مع إيران على برنامجها النووي، وأن لقاءً سوف يعقد يوم 25 فبراير/ شباط الجاري في كازاخستان لهذا الغرض بين إيران و”مجموعة 5+1” .
تطورات تدركها الحكومة “الإسرائيلية” بالقدر الذي تدرك فيه أن تقاسماً جديداً لمناطق النفوذ يحتمل أن يتشكل بين كل من واشنطن وموسكو في المنطقة، ولا تريد أن يكون هذا التقاسم على حسابها .
زيارة أوباما الربيعية لمصلحة إسرائيل
بقلم: حازم مبيضين عن الرأي الأردنية
أثارت الأنباء عن زيارة مرتقبة للرئيس الأميركي باراك أوباما، إلى إسرائيل وفلسطين والأردن، بعض الآمال حول دور أميركي في البحث عن وسائل لتنشيط مباحثات السلام، المتوقفة منذ أكثر من عامين، بسبب تعنت حكومة اليمين الصهيوني، وإصرارها على فرض إرادتها على الشعب الفلسطيني، مع استمرار عمليات الاستيطان المدانة دولياً، والتي تعتبر حجر عثرة في درب التوصل إلى حل يضمن الحقوق الوطنية للفلسطينيين، وبما يضمن لاحقاً سيادة السلام في هذه المنطقة من العالم، وإذا كنا توقعنا استمرار انحياز البيت الأبيض لسياسات حكومة نتنياهو، فإن الناطق باسم الأبيض أكد ذلك، حين أعلن أنه لن تكون هناك مقترحات جديدة لتحريك عملية السلام، وأن ذلك ليس هدف هذه الزيارة.
سيكون من حقنا السؤال عن هدف زيارة أوباما، وهل هي مجرد جولة سياحية، يصلي فيها تحت جدار البراق وهو يعتمر القبعة اليهودية، أو هي لزيارة واحدة من عجائب الدنيا السبع، حين يتجول على ظهر جمل في مدينة البتراء الوردية، أو هو يزور مهد السيد المسيح، دون أن يفكر لحظة واحدة بالظلم الواقع على الشعب الذي بشّر النبي عيسى برسالته على أرضه، وحين نعرف أنه سيبحث مع المسؤولين الإسرائيليين دون سواهم، المسألتين السورية والإيرانية، سنكتشف دون عناء ارتباط السياسة الأميركية في هذه المنطقة بالأهداف الإسرائيلية، وخضوعها لمصلحة الدولة العبرية، حتّى وإن تناقضت مع المصالح الأميركية.
في حين يتحدث مسؤولون فلسطينيون، عن تعاطف وزير الخارجية الأميركي الجديد مع قضيتهم، فإن المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي يقطع الطريق على هذا التفاؤل بالقول، إن بدء أوباما فترة رئاسية ثانية، وتشكيل حكومة إسرائيلية جديدة، يوفر الفرصة لإعادة تأكيد الروابط العميقة والمستمرة بين الولايات المتحدة وإسرائيل، ولبحث السبل للتقدم في سلسلة طويلة من القضايا ذات الاهتمام المشترك، بما فيها إيران وسوريا، دون أي إشارة إلى المعضلة الفلسطينية، التي ترى واشنطن أن ليس فيها أي تهديد لأمن وأمان حليفتها المدللة، بعكس ما يقال عن تهديدات ستنجم عن تغير الأوضاع في سوريا، أو نجاح إيران في تصنيع أسلحة نووية.
الرئيس الديمقراطي لأميركا، كان اقترح مرةً بدء محاولة لإقناع إسرائيل باستخدام حدود 1967 كنقطة بداية للمحادثات، من أجل إنشاء دولة فلسطينية مجاورة، لكنه تراجع سريعاً، عندما أدان نتنياهو في البيت الأبيض وبوجود أوباما أي محاولة من هذا القبيل، فأعلن أوباما بين يدي مؤتمر سنوي للجنة آيباك أن تصريحه قد أُسيء توضيحه، وإنه صديق حقيقي لإسرائيل، ثم عاد للتأكيد أن إسرائيل لا يمكنها العودة إلى حدود 67 كما هي، وهو قبل ذلك، وخلال زيارته للقاهرة في مستهل رئاسته الأولى، أعلن ضرورة وقف الاستيطان في الأراضي الفلسطينية، لكننا لم نلمس أي خطوة عملية من واشنطن في هذا الإطار.
زيارة الربيع المنتظرة من أوباما، ليست مكرسة للعلاقات العامة، بقدر ما هي لطمأنة نتنياهو، في أن استمرار سياسته المراوغة تجاه المسألة الفلسطينية، لن تكون سبباً في تخلي واشنطن عن سياستها الثابتة تجاه إسرائيل، وأن ما يقلق الدولة العبرية بشأن الوضع في سوريا وإيران، يثير أيضاً وبالضرورة قلق أميركا، ولا بأس هنا من تنسيق المواقف تجاه المسألتين، في حين يستمر الاستيطان وتراوح القضية الفلسطينية مكانها، ويظل على الشعب الفلسطيني التعلق بالأمل، من خلال مبادرة فرنسية بريطانية، يقال إن واشنطن تقف خلفها، كي لا تظهر بصورة من يعترف بحقوق الفلسطينيين.
وبعد، هل كثير علينا القول إن أوباما غير مرحب به في منطقتنا وعند شعوبها.
عودة التحالف التركي – الإسرائيلي من بوابة الأطلسي
بقلم: أحمد رستم عن الوطن السورية
منذ حادثة سفينة مرمرة سعت حكومة حزب العدالة والتنمية برئاسة رجب طيب أردوغان إلى استغلال هذه الحادثة إعلاميا وسياسيا، بغية تحقيق هدف واحد، وهو الوصول إلى الشارع العربي من خلال إظهار تركيا على أنها داعمة للقضية الفلسطينية وأن لديها الاستعداد لإحداث قطيعة في تحالفها التاريخي مع إسرائيل، طبعا كل ذلك بهدف بعث الحياة في (الجسور العثمانية) مع الشارع العربي تطلعا إلى الدور والنفوذ، إلى درجة أن البعض من هذا الشارع وتحديدا الإخواني (الإخوان المسلمين) بات يروج لأردوغان كقائد إسلامي ومحرر للأمة. لكن الحقيقة لمن لا يعرف، أن الأمور لم تكن بهذه الصورة على أرض الواقع، فمسيرة العلاقات التركية – الإسرائيلية استمرت في السر والعلن عبر وقائع كثيرة، بل في محطات كثيرة كانت صادمة ومفاجئة حتى للجمهور المعجب بسياسة أردوغان، خاصة عندما قرر الأخير ودون مشاورة أحد إرسال طائرات تركية لإطفاء موجة الحرائق الضخمة التي اندلعت في جبل الكرمل عام 2011 والتي ما زالت المطالبة مستمرة في إسرائيل بمحاسبة نتانياهو على التقصير الذي جرى.
اليوم ومع استمرار الأزمة السورية وتورط تركيا أردوغان فيها سياسيا وعسكريا، تشير التقديرات الغربية إلى أن هذه الأزمة باتت تشكل مدخلاً مناسباً لإعادة الدفء إلى العلاقات التركية – الإسرائيلية، ولعل الموافقة التركية المثيرة برفع حظر التعاون بين تركيا والحلف الأطلسي على الأراضي التركية تشكل دليلاً دامغاً على عودة التحالف الأمني بين الجانبين، على شكل استكمال للتحالف العسكري الذي تحقق بينهما عام 1996 عندما تم التوقيع على سلسلة اتفاقات أمنية وعسكرية بين الجانبين، من بينها ما هو متعلق بالتجسس الإسرائيلي على دول المنطقة عبر استخدام الأراضي والأجواء التركية.
ومع أن التعاون العسكري بين الجانبين لم ينقطع إلا أن الموافقة التركية وبالتزامن مع الانتخابات الإسرائيلية على قرار رفع الحظر عن التعاون على الأراضي التركية دشن مرحلة جديدة من العلاقة الأمنية التركية - الإسرائيلية عبر بوابة الحلف الأطلسي، وخاصة أن مصادر تركية أكدت أن الحلف اشترط نشر صواريخ باتريوت على الأراضي التركية بتحقيق هذا التعاون، وهو ما يسمح لإسرائيل بالحصول على كل ما توفر من المعلومات الأمنية الخاصة بدول المنطقة ولاسيما إيران وسورية والعراق وحتى روسيا.
الآن ومع عودة هذا التعاون، وبناء تركيا أردوغان جسرا من العلاقة مع الدول العربية التي شهدت ما يسمى ثورات الربيع العربي (مصر، تونس، ليبيا) فضلا عن العلاقات القوية مع كل من قطر والسعودية وحركة حماس فإن تركيا تبحث عن سيناريوهات التطبيع السياسي مع إسرائيل بغية القيام بدور مؤثر في القضايا السياسية ولاسيما ملف القضية الفلسطينية، وهو ما سمتها صحيفة (مللي غازيتيه) التركية بـ(الرقص مع إسرائيل) وذلك بعد كشف تفاصيل الزيارة التي قام بها إلى تركيا وفد إسرائيلي مكلف من نتانياهو وإجراء مباحثات مع موفد معين من قبل رجب طيب أردوغان لتطبيع هذه العلاقة وإخراج سيناريو أو مخرج لأزمة الشروط التركية بعد أن رفضت إسرائيل الاعتذار رسمياً لتركيا عما جرى لسفينة مرمرة.
وفي الأساس، فإن مثل هذه اللقاءات المثيرة، كانت قائمة طوال الفترة الماضية، ولعل من أهم هذه اللقاءات، اللقاء السري الذي جمع بين المبعوث الإسرائيلي لمصر رئيس جهاز الموساد تمير باردو ومدير الاستخبارات التركية حقي فيدان في القاهرة خلال زيارة أردوغان الأخيرة لمصر. وكل ما سبق لا يشكل جديداً في حقيقة دور تركيا وسياستها الخارجية، لطالما أن مجمل الدور التركي هو دور وظيفي في خدمة الإستراتيجية الغربية منذ أن انضمت تركيا مبكرا للحلف الأطلسي وكانت أول دولة إسلامية تعترف بإسرائيل بعد أقل من عام على إعلانها.
ربيع البوعزيزي وخريف "الإخوان"!
بقلم: الياس الديري عن النهار البيروتية
كانت تونس تعيش يومها كالمعتاد في ذلك النهار الهادئ والمملّ، بعيداً من اية مفاجآت أو تنغيصات إضافية، حين فوجئ نفرٌ من المارة بقرب عربة خضر مركونة في الزاوية وإلى جانبها جسدُ شاب ناحل، مكفهر الملامح، يشعل النار في مادة حارقة صبّها فوق جسده، والعربة، وما احتوت من بقول.
تجمّع المارة حول الجسد الذي تطوّقه ألسنة اللهب. حاول بعضهم أن يسعفه. حاول آخرون أن يتعرّفوا عليه.
لم يذكر أحد، في حينه، أن محمد البوعزيزي صرخ. أو تأوّه. أو استغاث. أو استنجد بمن يسعفه. بقي هو والنار والناس من حوله يتساءلون ويضجّون، إلى أن أتيح لما بقي من ذلك الجسد، الذي لم يعد يختلف عن شموع النذورات والأعياد، مَن ينقله إلى أقرب مصحّ أو ما يشبه المستشفى.
عندما تعبت النار من جسد الشاب الدمث، وتأكّدت أنها أتمّت مهمتها بنجاح، أعلن مَن في المستشفى أنه قد انتقل إلى رحاب ربيع جديد، كتبه البوعزيزي بدموعه ودموع جسده ودموع النار التي حضنته بحنان الأم الملتاعة.
في اليوم التالي كان "الربيع العربي" قد انتشرت حقوله وبساتينه في تونس الخضراء، لتهزّ من تلك الشوارع التي تحوّلت ساحات حروب ومواجهات عروشاً كثيرة يتربّع فوقها حكّام عرَب "آمنوا" أن بالديكتاتورية والاستبداد والحرمان تعيش الشعوب وتتطوّر الأوطان، وتسود العدالة والمساواة.
كان محمد البوعزيزي في هذه الأثناء قد انتحى ركنه في زاوية "النسيان"، متابعاً هدير الشعوب وسخطها وهتافاتها في ميادين القاهرة، وشوارع ليبيا، وأحياء اليمن، وبستان هشام حيث تنتصب بوابة التاريخ في مهجة دمشق...
وكأنما الحكام الذين اعتلوا المناصب والعروش، من "إخوان" وأصوليين وسلفيين، قد وعدوا أنفسهم والشعوب العربية الممحوقة والملغاة بنظام "جديد" يجعلهم يبكون ندماً وأسفاً حتى على نظام بن علي وحسني مبارك ومعمّر القذافي... ومعهم علي عبدالله صالح، وعلى الطريق النظام السوري الذي لا يحتاج إلى مَنْ يتحدّث عن حسناته و"تضحيات مالكيه".
كل شيء إلى أسوأ. وإلى أخطر. وإلى الوراء دُر.
أين بدأ محمد البوعزيزي وعربته، وأين بلغت شُهب النار التي التهمت ذلك العصفور المهيض الجناح، وأين صارت "الأنظمة" البديلة التي "أخْوَنَت" حتى الأكل، واللباس، والمفردات؟
فبئس "ربيع" كهذا. وبئس ثورات كهذه. وبئس أنظمة كتلك. وبئس حكام كهؤلاء. وبئس مشرّعون وتشريعات.
أيها النبيل الراقد في جسد محمد البوعزيزي، أخبره أن الأنظمة "الإخوانية" انصرفت إلى فتاوى تحلل الاغتيالات، وتهدّد معارضيها بالموت الزؤام. فنم قرير العين.
متى تفيق الجامعة العربية؟!
بقلم: مصكفى الصراف عن القبس الكويتية
الوطن العربي بجميع أقطاره تدين أغلبيته بالإسلام، وحتى المسيحيون بجميع مذاهبهم متأثرون بالعادات والتقاليد الاسلامية المحافظة، ولذلك استغلت جماعات الاسلام السياسي هذه البيئة الاسلامية مع غياب الايديولوجيات الاخرى كالقومية العربية بعد حرب 67 والاشتراكية والشيوعية، بعد تفكك الاتحاد السوفيتي، وبروز اميركا كقطب احادي مهيمن على السياسة العالمية، فقد سمحت تلك الظروف بقيام تعاون بين جماعات الاسلام السياسي واميركا لإيصالها الى سدة الحكم، وذلك ليس ايمانا من اميركا بكفاءة هذه الجماعات لإدارة الاوطان، بل ليقينها بان هذه الجماعات لن تتفق على رأي واحد او على ايديولوجية واضحة المعالم، بسبب خلافاتها في الافتاء بما يحقق لكل منها المكاسب المادية والسلطوية، وهذا امر يخدم نظرية ما اطلق عليه بالفوضى الخلاقة.
فتسللت اجهزة المخابرات الغربية وفي مقدمتها C.I.A والموساد الاسرائيلي لتدفع بها الى تولي السلطة، فتنتهز فرصة انتفاضة الشعوب العربية ضد الفساد والفقر والعجز التنموي في اجهزة تلك الدول وتسخير مواردها في خدمة اصحاب النفوذ المحيطين بالسلطة، وحرمان الغالبية الشعبية من الانتفاع بها، كما كان في تونس وليبيا ومصر وما هو قائم في دول اخرى.
الا ان حسابات اميركا وحلفائها ورهاناتهم على نجاح التيار السياسي الاسلامي لم تكن سليمة، لانها راهنت على ان الشعوب العربية المحافظة بطبيعتها، ستسلم مجاديف الغارب لجماعات الاسلام السياسي مستسلمة لها واثقة بها بحكم شعاراتها الدينية التي كانت ترفعها، وقد ثبت عكس ذلك الرهان، فلم يطل الامر حتى اكتشفت الشعوب العربية زيف تلك الشعارات وعدم مصداقية تلك الجماعات، فبادرت الشعوب العربية اليوم الى الانقلاب عليها، مما أربك واضعي المشروع الاميركي الصهيوني في تنفيذه وتفكيك الوطن العربي الى دويلات اسلامية متحاربة، رغم نجاحها جزئيا في نشر الفتنة بين السنة والشيعة.
لقد بدأ العقل العربي في كل من تونس ومصر، خصوصا، يستعيد توازنه ويكشف جوانب تلك المؤامرة التي تحاول استغلال انتفاضته وتسليمها للجماعات المتحالفة مع الصهيونية العالمية لتحقيق الامن الاسرائيلي، والهيمنة على المنطقة العربية من خلال انظمة غوغائية مخترقة، تسيرها اجهزة المخابرات الغربية، ولعل ما يجري في سوريا يعطي مثلا واضحا على نوعية الجماعات الاسلامية المتحالفة مع اجهزة المخابرات من امثال جبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة، بالاضافة الى المرتزقة باسم الاسلام الذين جاؤوا من كل حدب وصوب بتمويل صهيوني سلاحا واجراً، تحت شعار اسقاط النظام واقامة حكم ديموقراطي، رغم ارادة اغلبية الشعب السوري المتمسك بنظامه، لا سيما بعد ان تبين حقيقة المؤامرة، يا ترى متى تفيق دول الجامعة العربية وتوقف زحفها وراء دول الاستعمار الغربي الصهيوني، وترفع الحصار عن الشعب السوري وتعيد لسوريا مكانتها في الجامعة العربية؟ أليس عارا ان تكون لمصر سفارة في اسرائيل ولا يوجد لها تمثيل في سوريا؟!
السلام المفقود
بقلم: تركي عبدالله السديري عن الرياض السعودية
عبر قمتين متقاربتي التاريخ.. القمة العربية، وبعدها القمة الإسلامية.. واضح جداً أنه ليس بمقدور الحضور عربياً أو إسلامياً إنجاز إيقاف السلبيات في الواقع السياسي والاجتماعي والذي وصل في العالم العربي إلى ما يشبه مشروعية القتل..
ونحن عندما نعود بذاكرتنا عربياً إلى ما قبل ستين عاماً في بعض الدول العربية، والأربعين عاماً لدول أخرى حققت استقلالها ومسار جهودها لإقرار التطوير، نجد أن ذلك المسار لو واصل توفر الأمن العام وتحسين مستويات التطوير لكان العالم العربي قدرات تحسين وتأهيلاً لشمولية المواقف الإسلامية.. لأن عدداً ليس بالقليل من الدول الإسلامية يواجه مشاكله الخاصة.. التي ليست عامة.. ولكنها تتعلق بجهود قدرات التطوير..
وإذا كنا نجد أن هناك انقساماً دولياً واضحاً في التعامل مع أحداث العالم العربي فإن ذلك يعطينا شواهد إمكانيات التدخل دولياً..
وخارج هذا المسار؛ أريد الإشارة إلى أن الاهتمام الاقتصادي الذي انطلق مؤخراً بثلاث مناسبات ليست بالسهلة، وفي نفس الوقت هي مسلك موضوعي لإيجاد واقع أفضل.. لكن من سيندرج في هذه العضوية؟.. طبعاً ليس الكل.. وبالتأكيد لاحظ الجميع عبر اجتماعات القمة الإسلامية أنه كانت هناك مدونة تعامل مع الأحداث العامة، وفي نفس الوقت كان هناك تباين الرؤية في التعامل مع إيران التي من الواضح وبشواهد معروفة تسعى للوصول إلى امتداد إيراني أكثر مما الأمر يتعلق بسياسات موضوعية عامة..
إذاً فإن المطلوب من المواقف العربية هو أن تكون ردعاً لما تتعرض له أكثر من ست دول عربية من تراجعات سياسية واقتصادية، مما جعلها مصدر تعدد مبررات الضعف العام.. وقد لاحظنا اختلاف لغة الحديث مع إيران بحيث يوحي ذلك بخطورة توسّع التراجعات..
ونقف بكثير من التقدير مع كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في مؤتمر القمة الإسلامية بما قدمه صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز من وضوح صادق وصارم يخص تردّي الأوضاع إنسانياً وأخلاقياً فيما يحدث داخل سوريا بحيث أتى القتل وكأنه ممارسة وطنية.. ثم أيضاً مصداقية الرؤية في واقع التسلط الإسرائيلي ضد الفلسطينيين بواقع أصبحت فيه إسرائيل قدرة عسكرية فاعلة.. ولم تكن كذلك قبل حرب 1967م حيث كانت قبل تلك الحرب تسعى لسلام مع العرب عبر واقع لم تكن فيه تحتوي كل المساحات التي تحكمها الآن.. ولكن نتائج تلك الحرب جعلت العرب المعنيين بالحدود معها هم المتواصلون بحثاً عن سلام معها.. إذا كنا لا نزال نذكر كيف الرفض العربي الساخر لفكرة الرئيس التونسي الحبيب بورقيبة في الوصول إلى سلام اُتّهم فيه الرئيس التونسي بغياب وطنيّته.. ومن انتقدوه في ذلك الوقت هم الذين يحلمون الآن بالوصول إلى ذلك السلام المفقود..
التوافق العربي لن يكون الحل!
بقلم: جمال القاسمي عن الأيام البحرينية
لا اعرف حقيقة «التغيير» في القناعات السابقة، والرغبة الجديدة للاتحاد السعودي لكرة القدم في ترشيح ممثل لهم للمنافسة على رئاسة الاتحاد الاسيوي، لكنها تظل من الحقوق المشروعة لأي من الاتحادات ال46 المنضوية تحت الشعار القاري، وبالتالي من الضروري التعامل معها كواقع جديد تفرضة المنافسة الاسيوية، وما يمكن أن يستجد من أسماء أخرى يمكن أن يتفاجأ الجميع بالمتغيرات في القناعات السابقة، والتوجهات الجديدة التي لها أن تذهب بالأصوات في أكثر من اتجاه!
ليس بالغريب أن يترشح معالي الشيخ سلمان بن ابراهيم آل خليفة رئيس الاتحاد البحريني لكرة القدم للرئاسة الاسيوية، فهو من الشخصيات الاسيوية التي كسبت العديد من الاصوات خلال الفترة الماضية، ويكفي الاشارة الى فارق الصوتين الذي خسر بعدهما الصراع على تنفيذي الفيفا، حتى نتمعن في القيمة الكبيرة من العلاقات التي يمتاز بها المرشح البحريني، والتي من المؤكد أن تكون قد ارتفعت اسهمها بعد عدد من السنوات التي عقبت الصراع الدولي السابق.
يذهب البعض الى الاعتقاد، ان التوافق العربي واختيار مرشح واحد للرئاسة الاسيوية، هو الخيار الأمثل لتجميع العدد الأكبر من الاصوات في صالح المرشح العربي، وبالتالي الفوز بالمنصب الاسيوي والتكتل الذي يمكن أن يكون في غير صالح شرق القارة، لكنها من القناعات القديمة التي لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تضيف الكثير للمرشح المؤهل الذي تتفق عليه الاتحادات الاسيوية لخدمة مصالحها، ان كان على مستوى غرب القارة، أو حتى شرقها.
لقد اضحت المصالح الخاصة بالاتحادات الاسيوية هي ما يمكن أن يهيمن على صندوق الاقتراع في اللحظات الأخيرة، ولا غرابة ان يصوت الاتحاد العربي للمرشح من شرق القارة، حتى وان كان هنالك المرشح العربي الأوحد من غرب القارة، ففي النهاية هنالك من العلاقات والروابط التي تجسدت خلال السنوات الماضية، والتوازنات السياسية، ما يكفي أن يحصل أحد المرشحين للعدد المناسب من الأصوات.
في مثل هذه المناسبات والصراعات الرياضية، تتدخل بعض الدول بما يمكن أن تقدمه من ثقل وعلى جميع المستويات سياسية كانت أو حتى اقتصادية، على أمل دعم مرشحها وتقديمه في الصورة المناسبة، وهو بالتوجه الذي يمكن ان يكون قائما في التحدي الاسيوي القادم، والذي يتوقع أن تكون مخرجاته، بعيدا عن كل البعد عما يذهب اليه البعض من قناعات هذه الأثناء!
ما زلت على رأيي في ان التوافق العربي، لا يمكن ان يكون بمثابة الحل الشافي للمعضلة العربية، حيث اعتادت ان تذهب اوراق التصويت بعيدا كل البعد عن القناعات والاتفاقيات العلنية التي تسبقها، وبالتالي لم تعد التوافقات العربية «الشكلية» مناسبة ان نضع عليها كامل الثقة في انها ستصل بمرشحنا العربي الى الكرسي المطلوب!