Aburas
2013-02-26, 10:25 AM
<tbody>
أقــلام وآراء إسرائيلي (274) الجمعة- 22/02/2013 م
</tbody>
<tbody>
</tbody>
<tbody>
في هــــــذا الملف
امريكا تنسحب من العالم
بقلم: أمنون لورد ،عن معاريف
المسيرة الحقيقية
بقلم: جدعون ليفي،عن هآرتس
المستوطنون في الحكم
بقلم: كوبي نيف،عن هأرتس
متى ستوقفون المظاهرات؟
بقلم: نير حسون،عن هآرتس
حكومة تجميد الاستيطان
بقلم: آري شبيط ،عن هآرتس
</tbody>
امريكا تنسحب من العالم
بقلم: أمنون لورد ،عن معاريف
منذ أسابيع عديدة يسود توتر شديد بين كوريا الشمالية والجنوبية. تهديدات بالحرب، تجربة نووية. الصين تدير حملة توسع في جنوب شرقي آسيا وتهدد اليابان والفلبين. في سوريا جدول متدفق من الدم. ولكن من ناحية الامم المتحدة لا توجد دولة مستقرة مكانتها الدولية مضمونة أكثر من سوريا. الامين العام للامم المتحدة، الذي هو نفسه من كوريا الجنوبية، غير قادر على أن ينفض نفسه ويعمل بنجاعة حتى في الساحة القريبة لبيته. فقط في ساحة واحدة نجده نشيطا جدا، قلقا جدا. في جبهة الدولة الفلسطينية والاحتلال. في حالة أن يكون أحد ما فوت شيئا، فان بان قلق جدا من وضع السجناء المضربين عن الطعام في السجون في اسرائيل. ويتابع بان تطبيق قرار الامم المتحدة الذي اعترف بالدولة الفلسطينية كعضو مراقب.
من هذه الناحية، فلسطين هي سابقة تاريخية. فهي دولة الامم المتحدة الاولى. هي الهيئة السياسية الاولى التي تنكب الامم المتحدة على وجودها السيادي. لعل هذا هو الحل في نهاية المطاف. ذات المشروع من العام 1947، والذي كان يستهدف تدويل القدس، سيطبق على مناطق يهودا والسامرة. الامم المتحدة المشلولة في موضوع النووي الايراني تتلقى معنى وجودها من الفلسطينيين. كمية مؤسسات الامم المتحدة التي ترتزق من تخليد المشكلة الفلسطينية لا حصر لها. والان يوجد مدماك آخر لنشاط الامم المتحدة: الرقابة على اقامة الدولة الفلسطينية. اذا كانت معالجة الامم المتحدة للاجئين الفلسطينيين تدل على المستقبل، فان الرقابة على اقامة الدولة الفلسطينية برعاية الامم المتحدة سيستغرق 65 سنة اخرى على الاقل.
كي نفهم الفرق بين السيادة الحقيقية ولكن غير المعترف بها وبين السيادة السياسية الوهمية، يجب النظر الى حماستان في غزة مقابل عباستان في السلطة الفلسطينية. وبقدر ما يغضب هذا اليمين، فان نتائج 'عمود السحاب' حيال غزة حتى الان وكل الموقف المصري على حدود سيناء، هي ايجابية للغاية. نتنياهو وباراك، غانتس وتل روسو نجحوا في احلال ثورة مذهلة في وضع الحدود الجنوبية ولا سيما في منطقة القطاع. لا اتفاق سلام مع حماس. لا اعتراف متبادل. لا تدخل من الامم المتحدة؛ وعلى الرغم من ذلك، نشأ هدوء من الردع، الجيش المصري يقوم اليوم بتعاونه التكتيكي وبوقف تيار الوسائل القتالية الى غزة أكثر مما كان يفعله في اي وقت مضى في عهد مبارك. وهؤلاء هم رجال الاسلام المتطرف.
ومقابل حماستان، توجد الهيئة المجازية وعديمة الهوية التي تسمى السلطة الفلسطينية برئاسة ابو مازن.
هذا كيان سياسي سبق أن اعترف به زعما كدولة، ولكن كل جوهره خلق دعاية مناهضة لاسرائيل وتحريك الامم المتحدة ومؤسساتها ضد اسرائيل. والاحساس هو ان الخطوات التي لا تتوقف من جانب الامم المتحدة والاتحاد الاوروبي ضد اسرائيل تحت غطاء تحريك 'المسيرة السياسية' هي وليد الجناح الامريكي المنفلت. الرئيس اوباما لا يعمل ضد اسرائيل، بل وحتى لا يصل للزيارة. ولكنه يعطي بان ان يفهم بان الامم المتحدة يمكنها ان تفعل ما يريده هو بالنسبة لاسرائيل. والانسحاب شبه المطلق للولايات المتحدة في صيغة 'اوقفوا العالم، اريد أن أنزل' تدخل الاوروبيين في خوف من الهجران اضافة الى انهيارهم الاقتصادي. في هذا الوضع، من المتوقع خطوات مصالحة اخرى تجاه العرب على حساب اسرائيل وذلك لان جبهة الاسلام الراديكالي آخذة في الاغلاق على اوروبا.
في هذه الاثناء فان العرب، المنشغلين بقتل الواحد الاخر واسرائيل المستقرة والقوية في السنوات الاربعة الاخيرة قررت فجأة الانقسام ضد نفسها: فها هي تسير كغريبة الاطوار على الحبل المشدود حتى النهاية والذي يمسك به مهرجا السيرك الجديدين.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
المسيرة الحقيقية
بقلم: جدعون ليفي،عن هآرتس
قبل لحظة من اثارة سخافات السلام وهراء التفاوض وزيارة براك اوباما وتعيين تسيبي لفني مفاوضة رئيسة - يجدر أن نتذكر ماذا يجب ان يكون القصد حينما نقول 'مسيرة سلام'. فليس الحديث عن جولة تفاوض اخرى ولا عن لقاءات لا نهاية لها وفرص لالتقاط الصور. فقد كان عندنا منها ما يكفي ويزيد ولم تُفضِ الى أي مكان. إن الحل معلوم والمطلوب تنفيذه.
يجب ان تبدو مسيرة السلام الحقيقية على نحو مختلف. لا مخطط كلينتون ولا بوش بل مخطط سلام. وهذا المخطط لا يمكن ان يبدأ عند مائدة التفاوض بل يجب ان ينتهي عندها. يجب على اسرائيل أولا ان تُبدي نية طيبة غابت عن مائدتها دائما. ويجب ان تبدأ مسيرة سياسية حقيقية على الارض. فبعد 46 سنة احتلال أصبح البرهان على نية انهائه موضوعا على كاهل اسرائيل. وقد أوفت السلطة الفلسطينية منذ زمن بنصيبها وباعلان نواياها ووقف الارهاب والتعاون الامني مع اسرائيل.
يجب ان يأتي البرهان الاسرائيلي الآن بالافعال لا بالكلام. واذا كانت اسرائيل تتجه حقا الى هناك - ونشك كثيرا في ان الامر كذلك - فعليها ان تخطو سلسلة خطوات كانت تسمى ذات مرة 'بانية للثقة'. وليس عند الفلسطينيين من غيرها ما يدعوهم الى الانضمام الى مهرجان أقنعة آخر هدفه الاسرائيلي كله إرضاء امريكا ونيل الحظوة عند اوروبا. إن الجميع يعترفون بذلك، جميع أنصار التفاوض، من بنيامين نتنياهو الى يئير لبيد.
إن الخطوة الاولى هي بالطبع تجميد البناء في المستوطنات؛ فالذي ينوي اعادة المناطق لا يبني فيها. وهذا شيء أساسي. وينبغي بعد ذلك البدء بالافراج عن السجناء. فالذي يعيد سجن من أُفرج عنهم بصفقة دون ذنب اقترفوه - يوحي بكل نية سوى نية السلام. والذي يُبقي في السجون آلاف الأسرى وفريق منهم سياسيون على نحو سافر، وبلا حقوق ومميزون تمييزا سيئا لا يوحي بنية طيبة.
لا يصعب ان نُخمن أي تحول في الوعي سيجري على المجتمع الفلسطيني اذا حظي برؤية عدد من أبنائه على الأقل يعودون الى بيوتهم، وفريق منهم بعد عشرات سنوات السجن دون صفقة ودون اختطاف ودون ضغط بل عن اظهار نية اسرائيل الطيبة فقط. سيفضي هذا الى تغيير فوري. لكن يجب من اجل ذلك أولا التحرر من صورة التفكير القديمة السيئة للعبة التي حاصلها صفر، التي صاحبت الاحتلال من أوله، وفحواها ان كل ما هو خير للفلسطينيين شر لاسرائيل.
ينبغي بعد ذلك الكف عن السلب والنهب. والكف عن التطهير العرقي للغور وجنوب جبل الخليل، والكف عن طرد رُعاة الضأن عن كهوفهم والفلاحين عن اراضيهم. دعوا 'مناطق اطلاق النار' التي ليست هي سوى غطاء على ترحيل مصغر، ودعوا هدم البيوت التي بُنيت مخالفة القانون، القانون الذي لا يُمكّن من بنائها أبدا. ودعوا 'حاجات الزيادة الطبيعية' التي هي للمستوطنين فقط. ودعوا 'المحميات الطبيعية' التي هي ايضا طرد متنكر.
يجب على الادارة المدنية، وهي اسم مغسول للحكم العسكري ان تبرهن على ان اسرائيل متجهة الى 'مسيرة'. ويجب ان تبيد من العالم ايضا اعمال المداهمة الليلية للقرى واعتقال الاولاد والمتظاهرين غير العنيفين والتفتيشات القاسية تحت جنح الليل. ومثلها ايضا اجلاء السكان عن بيوتهم بسبب حقوق ملكية قبل 1948 محفوظة لليهود وحدهم. ويجب على جهاز القضاء العسكري من جهته ايضا ان يستدخل التغيير ومثله ايضا قادة الجيش الاسرائيلي في المناطق: فليس كل فلسطيني شيئا مُريبا.
ويجب ان تشتمل نية اسرائيل الطيبة ايضا على فتح أبوابها لعمل يخضع للرقابة من المناطق. فرجال الشرطة ورجال حرس الحدود الذين يتصيدون الماكثين غير القانونيين من اولئك الذين هدفهم كله ان يكسروا كسرا في اسرائيل إذ لا يجدون خيارا آخر، ليسوا وكلاء تغيير، أما العمال الفلسطينيون الذين يطلبون الرزق في اسرائيل فهم كذلك تخصيصا.
إن كل هذه الخطوات ممكنة يوجبها الواقع عند من ينوي تغييره ولا تُعرض الأمن للخطر. ويجب ان توجد نية طيبة فقط. ان الذي يردد الآن انه مع مسيرة سلمية يجب عليه ان يأخذ بها أما كل ما عدا ذلك فكلام فارغ من كل مضمون.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
المستوطنون في الحكم
بقلم: كوبي نيف،عن هأرتس
اليساريون مضحكون. فهم منذ عشرات السنين مفاجأون ومشتكون ومتباكون: ويلنا، ويلنا، ويلنا، شاغب المستوطنون مرة اخرى وهاجوا ولم يصنعوا بهم شيئا مرة اخرى. ومع كل ذلك، وبرغم التباكي والتوجهات الحثيثة بقي كل شيء كما كان، فالمستوطنون يفعلون في المناطق ما شاؤوا ولا يصنع بهم أحد شيئا واليساريون لا يفهمون أي شيء.
إن الجيش الذي يبدو كأنه السيد في المناطق، لا يشوش ألبتة على المستوطنين المشاغبين واذا تدخل كان ذلك لمصلحتهم بالطبع. أما الشرطة، اذا جاءت أصلا، فتعتقل دائما الفلسطينيين المضروبين واليساريين المحتجين وتضع يدا محبة على أكتاف المستوطنين. واذا أُجري هنا وهناك تحقيق في الظاهر مع مستوطنين مجرمين فان جميع الملفات تُغلق تقريبا لعدم وجود أدلة أو لعدم أهمية ذلك للجمهور؛ أي لعدم اهتمام الشرطة بأن تجد أدلة.
وحتى لو انصدع صدع في احيان متباعدة في سور عدم العدل وحوكم مع كل ذلك مستوطن أجرم، فان قضاة اسرائيل يظهرون مثل إخوة رحماء ويجدون الكثير من الاسباب لتبرئة المتهم أو لفرض عقوبة سخيفة عليه مثل تصنيف أحذية مدة ساعتين. واذا فرض قاض بالخطأ مع كل ذلك عقوبة حقيقية على مستوطن أجرم قام فورا أخوته ورفاقه في الكنيست وفي الحكومة واهتموا للعفو عنه وارساله الى بيته وسلام على المستوطن.
اليكم مثالا صغيرا فقط نشر في المدة الاخيرة وهو ان دولة اسرائيل عوّضت ببضع مئات آلاف الشواقل مناحيم لفني قائد الجبهة السرية اليهودية القاتلة الذي حُكم عليه بالسجن المؤبد وأُفرج عنه بعد ست سنوات، من أضرار أصابت قطعة زراعية يفلحها من غير رخصة منذ عشر سنوات في قرية فلسطينية.
ما هو الشيء غير الواضح هنا؟.
لكن من يُدعون يساريين يستمرون في عدم الفهم ويستمرون في الشكوى من ان أذرع السلطة التي أوكل اليها تغليب القانون والنظام لا تعامل المستوطنين على أنهم مواطنون يهود عاديون بل تعاملهم كأنهم أبناء الله. ولا تعاملهم على أن القوانين التي تسري على البشر الفانين لا تسري عليهم بل إنهم أصلا يقومون فوق القانون، فوق كل قانون، ما عدا القوانين التي أوجدوها لأنفسهم بالطبع.
لكن ماذا نفعل أيها اليساريون المحترمون، ليست هذه هي الصورة الصحيحة للحكم أو القانون اللذين يسودان المناطق. فالوضع ليس كذلك بحيث يقف الفلسطينيون من جهة والمستوطنون من جهة اخرى وتقوم في الوسط مثل صخرة ديمقراطية صلبة اجهزة فرض القانون والنظام كالجيش والشرطة والمحاكم التي يفترض ان تُرتب الامور. ليس الامر كذلك حقا. فالجيش والشرطة والمستوطنون وحرس الحدود وجهاز الامن العام والمحاكم العاملة في المناطق كلها أذرع مختلفة بملابس مختلفة وزي تنكري مختلف ليد واحدة هي اليد الطويلة المبسوطة لضرب دولة اسرائيل وهدفها واحد وهو سلب الفلسطينيين ارضهم وكرامتهم ومصادر عيشهم وفعل كل شيء لجعل حياتهم هناك مُرة الى ان ينهضوا ويتركوا وطنهم كي تُسكن اسرائيل مواطنيها اليهود في اماكنهم.
إن الجيش والشرطة والجنود المتنكرين بلباس رجال الشرطة المسمين حرس الحدود هم الذراع المكشوفة. وأما جهاز الامن العام فهو الذراع الخفية. وأما المستعربون فهم الذراع التنكرية. والجنود المتنكرون بلباس القضاة هم ذراع التزيين المغطية على ذلك. والمستوطنون هم الذراع التنفيذية المجنونة التي كأنها مجنونة ('أمسكوني وإلا قطعت اشجار الزيتون')، لكنهم جميعا يد واحدة هي اليد القوية التي تعمل بذراع مبسوطة لاحباط كل احتمال للسلام.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
متى ستوقفون المظاهرات؟
بيت صفافا خرجت عن السيطرة بسبب تعسف السلطات وحملات التنكيل التي تستهدف روع سكانها واحباط احتجاجاتهم
بقلم: نير حسون،عن هآرتس
يدعي سكان بيت صفافا بانه منذ بدأوا الاحتجاج ضد الطريق الرئيس الذي يشق داخل قريتهم، فان الشرطة وغيرها من السلطات تتعامل معهم بيد من حديد. ويعتقد السكان بان السلطات جندت كي تمارس عليهم الضغط لوقف المظاهرات وانهم يحاولون كسرهم بوسائل ما كانت لتستخدم في حي يهودي. القرية، التي يقع نصفها داخل الخط الاخضر، تعتبر الحي الفلسطيني الاكثر هدوءا وانفتاحا على اليهود في كل القدس. اما الطريق الذي شق فانه سيقطع الحي على مسافة أمتار من منازل السكان.
ويروي أصحاب محلات تجارية في القرية بان مؤخرا جرت اقتحامات متواترة لرجال ضريبة الدخل. 'ثلاث وحدات ضريبة تجولت في القرية، برفقة أفراد الشرطة، الينا جاءوا في التاسعة مساء ولم يجدوا شيئا. احدهم قال لنا: نحن سنواصل المجيء ونزعجكم في عملكم الى ان نرى متى ستوقفون المظاهرات'، روى عامل في بقالة في القرية، احمد عليان. وأول أمس وصل الى القرية ايضا مراقبو بلدية القدس ووزعوا المخالفات.
ثلاثة من سكان القرية اعتقلوا الاسبوع الماضي. احدهم عبد الكريم لافي، ابن 55، رئيس لجنة أهالي القرية، اعتقل واخذ الى التحقيق في الساعة الثانية بعد منتصف الليل للاشتباه بانه شارك في تنظيم الاضراب في المدرسة احتجاجا على بناء الطريق. أما أفراد الشرطة الذين صادروا حواسيبه وهواتفه النقالة في منزله، فقد أطلقوا سراحه بعد 15 ساعة.
في الشرطة يسمون الاشتباه ضد لافي بانه 'سلوك قد يخل بالسلامة العامة'. 'قلت للمحققين بانه حسب المدير العام لوزارة التعليم فانه مسموح تنظيم اضراب في المدرسة بسبب أمور تزعج التعليم، ولكن هنا أضربنا بسبب شيء يؤثر على حياة التلاميذ، وليس فقط على تعليمهم'، يقول لافي.
قبل يومين من اعتقال لافي، اعتقل اثنان آخران من السكان وقضوا الليلة في المعتقل. وكان اعتقلهما افراد من الشرطة بلباس مدني (في شرطة القدس يدعون بان هؤلاء ليسوا مستعربين) تسللوا الى مظاهرة السكان بمشاركة النائب احمد طيبي. وتوجد روايات متضاربة حول من هاجم من في المظاهرة. فالسكان يدعون بانهم يعتقدون بان أفراد الشرطة المتخفين هم عمال المقاول الذي ينفذ الاشغال في القرية ممن ارسلوا لتخريب المظاهرة. اما الشرطة فتدعي بالمقابل بان سكان القرية اعتدوا على أفراد الشرطة.
بيت صفافا، القرية الفلسطينية الهادئة في جنوبي القدس، كانت دوما رمزا للتعايش الممكن بين اليهود والفلسطينيين. المخبز الذي في وسط القرية والمتاجر فيها هي مؤسسات مقدسية يعرفها جيدا كل علماني يبحث عن اماكن مفتوحة في ايام السبت. ولا تذكر اعمال اخلال بالنظام أو احداث عنف في القرية، وخلافا لاحياء اخرى في شرقي القدس، يكاد لا يكون تقريبا بناء غير قانوني في القرية. والادارة الجماهيرية للقرية تقيم علاقات تعاون وثيقة مع البلدية. وخلافا لباقي سكان القدس الفلسطينيين، فبالنسبة لسكان بيت صفافا، ليس أمرا مسلما به رؤية أفراد شرطة حرس الحدود والمستعربين في قلب القرية وفي الساعات المتأخرة من الليل. أعمال من هذا النوع كانت محفوظة حتى الان لاحياء فلسطينية اخرى في المدينة. ويأتي طريق 50 التي تجري الاشغال فيه بوتيرة سريعة، لربط المخرج الجنوبي للقدس بطريق بيغن الذي يقطع القدس. والمستفيدون الاساسيون من الطريق سيكونون مستوطني غوش عتصيون. ويشير سكان القرية الى أن المقطع الذي يمر ببيت صفافا هو المقطع الوحيد الذي يقطع الحي الى شطرين، على مسافة أمتار قليلة من منازل السكان. في مقاطع اخرى من الطريق يمر بجوار (ولكن ليس داخل) احياء يهودية. ورغم ذلك فان المقطع الوحيد الذي بدأت فيه الاشغال، رغم أنه لم يجرِ له تخطيط مفصل في السنوات الاخيرة، هو المقطع الذي يمر ببيت صفافا. ولم تسمح هذه الحقيقة للسكان بالاعتراض أو على الاقل الحصول على تعويضات لقاء الاضرار التي لحقت بهم.
وفي الاسبوع الماضي ردت قاضية المحكمة المركزية في القدس، نافا بن أور، التماس السكان ضد شق الطريق. وقبلت القاضية بكامله موقف البلدية في أن المخطط العام للقرية الذي اقر في 1990 يكفي من أجل اصدار تراخيص البناء للطريق. وفي هذه الايام يعد محامي السكان، قيس ناصر ومحامي الادارة الجماهيرية، مهند جبارة، استئنافا الى المحكمة العليا. ولكن قبل يوم من القرار في المركزية، اكتشف جبارة خطأ دراماتيكيا في ادعاءات بلدية القدس. فقد اكتشف جبارة بان ممثلي البلدية في المداولات اخفوا عن القاضية بانه حتى حسب المخطط الاصلي، الذي استندت اليه البلدية في المحكمة، يجب اعداد مخطط تفصيلي قبل شق الطريق. 'مكان تقرر وفقا لهذا المخطط كنطاق لمخطط تفصيلي لا يسمح فيه البناء الا بعد ان يقر فيه مخطط مفصل للنطاق'، كما ورد في المخطط. ويحاط النطاق بخط اسود ويتضمن ما لا يقل عن 500 متر من الطريق الذي يشق اليوم عبر الحي. ولكن القاضية بن أور ابلغت جبارة بان قرار المحكمة بات مكتوبا ورفضت الاطلاع على الطلب الذي رفعه.
وفي هذه الاثناء، رغم الرد المتصلب من جانب الشرطة، يواصل سكان بيت صفافا أعمال الاحتجاج ضد الطريق. فقد نظموا عددا من المظاهرات الكبرى، كلها مرخصة. وهنا أيضا يوجد للفيسبوك دور هام، وخلافا لمظاهرات اخرى في شرقي القدس، فانها تتضمن تواجدا بارزا للنساء. ويقول علاء سلمان ابن 39 من منظمي الاحتجاج 'انهم يريدون اخافة الناس كي لا يخرجوا الى المظاهرات. قالوا لنا خسرتم في المحكمة والان اجلسوا في بيوتكم. ولكنهم لم يفهموا بان بيت صفافا هي مثل الاسرائيليين، عندما تكون حرب فان الجميع يتحد، ونحن في حرب ضد الطريق'.
أما في شرطة القدس فيدعون بان المظاهرات خرجت عن نطاق السيطرة وتضمنت رشقا للحجارة اعتداء على المارة في الطريق ومحاولة احراق آليات هندسية. وينفي سلمان بشدة فيقول: 'حتى علم فلسطين واحد لم نرفع في المظاهرة. فقد خانتنا الدولة. طعنتنا في الظهر. هكذا نشعر، الجمع يعرف بان بيت صفافا ليست سلوان، فلماذا يفعلون هذا بنا؟'.
وجاء من بلدية القدس التعقيب التالي: 'الادعاء بان البلدية ضللت المحكمة وعرضت عليها وثائق غير محدثة أو غير ذات صلة ليس صحيحا. فكل الاطراف عرضت مخططات ذات صلة بالطريق وبعد أن فحصت الامور ردت المحكمة الالتماس وقررت بان البلدية عملت قانونيا. اما بالنسبة للاضراب في المدرسة فلا توجد اي صلة بين شق الطريق واضراب التلاميذ الذي يضر بالتعليم. البلدية ترفض رفضا باتا الادعاءات بالعقاب الجماعي وكل صلة بين اعمال فرض القانون التي تتم في كل احياء المدينة دون أي فارق وبين الاحتجاج، فان هذا لا أساس له من الصحة على الاطلاق. البلدية تفعل كل شيء من أجل السكان وهكذا تستمر. أما اعتقال رئيس لجنة الاهالي فقد سمعنا به بعد أن تم ولا صلة بين نشاط الشرطة ونشاط البلدية'.
أما من شرطة القدس فجاء التعقيب التالي: 'الشرطة ستسمح بالمظاهرات والاعتصامات الاحتجاجية وفقا للقانون ومع ذلك فان الشرطة ستمنع التنكيل بالاشغال على الطريق، الاعتداء ورشق الحجارة. في الشرطة نرفض رفضا باتا كل محاولة لتصوير أعمال الشرطة كعقاب جماعي. الشرطة تساعد البلدية في شق الطريق حسب قرار المحكمة وستعتقل للتحقيق كل شخص يعمل ضد القانون'.
اما من سلطة الضرائب فلم يأتِ أي تعقيب.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
حكومة تجميد الاستيطان
بقلم: آري شبيط ،عن هآرتس
يريد يئير لبيد ان يصبح رئيس الوزراء. حسن. لا يملك لبيد التجربة المطلوبة كي يصبح رئيس الوزراء. حسن. لكن لبيد ذو قدرات سياسية مدهشة برهن عليها في المعركة الانتخابية. حسن. ولهذا كي يبرهن على انه يستحق ان يكون رئيس الوزراء في المستقبل، يجب على هذا الاسرائيلي الوسيم ان يبرهن على انه يعرف ان يقرأ خريطة الواقع جيدا. وعليه ان يبرهن على انه يعرف التفريق بين الغث والسمين.
اليكم خريطة الواقع: انهارت تسوية الشرق الاوسط. ولم تعد موجودة منظومة القوى المُقرة للاوضاع التي مكّنتنا من ان نعيش هنا على نحو معقول عشرات السنين. فايران على شفا احراز القدرة الذرية، وفي مصر عدم استقرار. وسوريا تنتقض عُراها. وتهدد حماس التي تسيطر على القطاع بالسيطرة على يهودا والسامرة ايضا.
من الواضح تماما في هذه الحال أنه من اجل الابقاء على الردع وحماية الحدود سيجب على اسرائيل ان تستعمل القوة بين الفينة والاخرى في مناطق مختلفة. وستحتاج اسرائيل لاستعمال القوة الى الشرعية. لكن اسرائيل المحتلة والمستوطنة هي اسرائيل من غير شرعية. ولهذا يجب على اسرائيل من اجل الامن ان تجمد فورا البناء في المستوطنات التي ليست هي في الكتل الاستيطانية الكبيرة. والتجميد الصحيح فقط هو الذي سيمنح اسرائيل الشرعية التي تحتاج اليها لحماية وجودها.
واليكم خريطة الواقع: يسكن في يهودا والسامرة اليوم نحو من 360 ألف اسرائيلي. وفي السنوات الاربع الاخيرة زاد عدد المستوطنين بنحو من 65 ألفا. وقد يزيد العدد في السنوات الاربع القادمة بـ 100 ألف. ولا يعلم أحد بالضبط ما هي نقطة اللاعودة لكن نقطة اللاعودة موجودة. فوراء خط ما لسنا بعيدين عنه سيصبح تقسيم البلاد غير ممكن وتصبح اسرائيل دولة ذات قوميتين. ولهذا يجب على اسرائيل من اجل الصهيونية ان تجمد فورا البناء في المستوطنات التي ليست هي في الكتل الاستيطانية الكبيرة. فالتجميد الصحيح وحده سيمنح اسرائيل مستقبلا.
اذا كان لبيد يقرأ خريطة الواقع ويُفرق بين الغث والسمين فان الاستنتاج السياسي واحد وهو ان الحكومة الثالثة والثلاثين لدولة اسرائيل يجب ان تكون حكومة تجميد. اجل يجب عليها ان تعالج المساواة في عبء الخدمة في حكمة واعتدال. وعليها ان تغير طريقة الحكم في حكمة وحذر. وعليها ان تهتم بالتربية والاسكان والصحة. لكن الحكومة القادمة يجب ان تسعى الى كل هذه الاهداف الداخلية السامية في وقت يكون فيه لاسرائيل بنية سياسية أمنية متينة تعتمد على تجميد البناء في المستوطنات. فاسرائيل من غير تجميد صحيح قد تُدفع الى دوار استراتيجي يمنع مواجهة المشكلات العميقة للمجتمع الاسرائيلي والدولة الاسرائيلية.
واذا كان لبيد يقرأ خريطة الواقع ويُفرق بين الغث والسمين، فان الاستنتاج السياسي واحد وهو ان الحكومة الثالثة والثلاثين لدولة اسرائيل يجب ان تكون حكومة ليكود - وسط - حريديين. ويجب عليها ان تشتمل على الليكود بيتنا ويوجد مستقبل وشاس والحركة وكديما. ولا مكان للحلف الساخر بين لبيد ونفتالي بينيت. ولا يجوز ان يُستعبد التوق الى تغيير المركز السليم لشهوة الاستيطان عند غوش ايمونيم. ولا يجوز ان تُقيد القيم الجميلة عند روت كلدرون الى العنصرية وإقصاء النساء عند الحاخام زلمان ملماد والحاخام دوف ليئور. ولا يمكن الحديث عن صاحب السيادة الاسرائيلي ومسايرة حاخامي الرفض ومشجعي الرفض من الاتحاد الوطني و'تكوماه'.
إن الايام القادمة هي ايام مهمة. ويستطيع لبيد اذا قرأ (متأخرا) خريطة الواقع وفرّق (متأخرا) بين الغث والسمين ان يمنح اسرائيل حكومة فيها غير قليل من الأمل. لكن اذا تمسك لبيد بالحلف الغريب مع البيت اليهودي فسيفرض على بنيامين نتنياهو البيت اليهودي ويمنع بذلك التجميد ويشجع التطرف ويضعضع البيت الاسرائيلي. فهل هذا هو المستقبل الذي أراده الاسرائيليون الذين صوتوا لحزب يوجد مستقبل؟ وهل هذا هو المستقبل الذي يبرهن على ان لبيد صاحب القدرات المطلوبة ليصبح رئيس الوزراء في المستقبل؟ ان الاختيار هو اختيار يئير.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ
أقــلام وآراء إسرائيلي (274) الجمعة- 22/02/2013 م
</tbody>
<tbody>
</tbody>
<tbody>
في هــــــذا الملف
امريكا تنسحب من العالم
بقلم: أمنون لورد ،عن معاريف
المسيرة الحقيقية
بقلم: جدعون ليفي،عن هآرتس
المستوطنون في الحكم
بقلم: كوبي نيف،عن هأرتس
متى ستوقفون المظاهرات؟
بقلم: نير حسون،عن هآرتس
حكومة تجميد الاستيطان
بقلم: آري شبيط ،عن هآرتس
</tbody>
امريكا تنسحب من العالم
بقلم: أمنون لورد ،عن معاريف
منذ أسابيع عديدة يسود توتر شديد بين كوريا الشمالية والجنوبية. تهديدات بالحرب، تجربة نووية. الصين تدير حملة توسع في جنوب شرقي آسيا وتهدد اليابان والفلبين. في سوريا جدول متدفق من الدم. ولكن من ناحية الامم المتحدة لا توجد دولة مستقرة مكانتها الدولية مضمونة أكثر من سوريا. الامين العام للامم المتحدة، الذي هو نفسه من كوريا الجنوبية، غير قادر على أن ينفض نفسه ويعمل بنجاعة حتى في الساحة القريبة لبيته. فقط في ساحة واحدة نجده نشيطا جدا، قلقا جدا. في جبهة الدولة الفلسطينية والاحتلال. في حالة أن يكون أحد ما فوت شيئا، فان بان قلق جدا من وضع السجناء المضربين عن الطعام في السجون في اسرائيل. ويتابع بان تطبيق قرار الامم المتحدة الذي اعترف بالدولة الفلسطينية كعضو مراقب.
من هذه الناحية، فلسطين هي سابقة تاريخية. فهي دولة الامم المتحدة الاولى. هي الهيئة السياسية الاولى التي تنكب الامم المتحدة على وجودها السيادي. لعل هذا هو الحل في نهاية المطاف. ذات المشروع من العام 1947، والذي كان يستهدف تدويل القدس، سيطبق على مناطق يهودا والسامرة. الامم المتحدة المشلولة في موضوع النووي الايراني تتلقى معنى وجودها من الفلسطينيين. كمية مؤسسات الامم المتحدة التي ترتزق من تخليد المشكلة الفلسطينية لا حصر لها. والان يوجد مدماك آخر لنشاط الامم المتحدة: الرقابة على اقامة الدولة الفلسطينية. اذا كانت معالجة الامم المتحدة للاجئين الفلسطينيين تدل على المستقبل، فان الرقابة على اقامة الدولة الفلسطينية برعاية الامم المتحدة سيستغرق 65 سنة اخرى على الاقل.
كي نفهم الفرق بين السيادة الحقيقية ولكن غير المعترف بها وبين السيادة السياسية الوهمية، يجب النظر الى حماستان في غزة مقابل عباستان في السلطة الفلسطينية. وبقدر ما يغضب هذا اليمين، فان نتائج 'عمود السحاب' حيال غزة حتى الان وكل الموقف المصري على حدود سيناء، هي ايجابية للغاية. نتنياهو وباراك، غانتس وتل روسو نجحوا في احلال ثورة مذهلة في وضع الحدود الجنوبية ولا سيما في منطقة القطاع. لا اتفاق سلام مع حماس. لا اعتراف متبادل. لا تدخل من الامم المتحدة؛ وعلى الرغم من ذلك، نشأ هدوء من الردع، الجيش المصري يقوم اليوم بتعاونه التكتيكي وبوقف تيار الوسائل القتالية الى غزة أكثر مما كان يفعله في اي وقت مضى في عهد مبارك. وهؤلاء هم رجال الاسلام المتطرف.
ومقابل حماستان، توجد الهيئة المجازية وعديمة الهوية التي تسمى السلطة الفلسطينية برئاسة ابو مازن.
هذا كيان سياسي سبق أن اعترف به زعما كدولة، ولكن كل جوهره خلق دعاية مناهضة لاسرائيل وتحريك الامم المتحدة ومؤسساتها ضد اسرائيل. والاحساس هو ان الخطوات التي لا تتوقف من جانب الامم المتحدة والاتحاد الاوروبي ضد اسرائيل تحت غطاء تحريك 'المسيرة السياسية' هي وليد الجناح الامريكي المنفلت. الرئيس اوباما لا يعمل ضد اسرائيل، بل وحتى لا يصل للزيارة. ولكنه يعطي بان ان يفهم بان الامم المتحدة يمكنها ان تفعل ما يريده هو بالنسبة لاسرائيل. والانسحاب شبه المطلق للولايات المتحدة في صيغة 'اوقفوا العالم، اريد أن أنزل' تدخل الاوروبيين في خوف من الهجران اضافة الى انهيارهم الاقتصادي. في هذا الوضع، من المتوقع خطوات مصالحة اخرى تجاه العرب على حساب اسرائيل وذلك لان جبهة الاسلام الراديكالي آخذة في الاغلاق على اوروبا.
في هذه الاثناء فان العرب، المنشغلين بقتل الواحد الاخر واسرائيل المستقرة والقوية في السنوات الاربعة الاخيرة قررت فجأة الانقسام ضد نفسها: فها هي تسير كغريبة الاطوار على الحبل المشدود حتى النهاية والذي يمسك به مهرجا السيرك الجديدين.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
المسيرة الحقيقية
بقلم: جدعون ليفي،عن هآرتس
قبل لحظة من اثارة سخافات السلام وهراء التفاوض وزيارة براك اوباما وتعيين تسيبي لفني مفاوضة رئيسة - يجدر أن نتذكر ماذا يجب ان يكون القصد حينما نقول 'مسيرة سلام'. فليس الحديث عن جولة تفاوض اخرى ولا عن لقاءات لا نهاية لها وفرص لالتقاط الصور. فقد كان عندنا منها ما يكفي ويزيد ولم تُفضِ الى أي مكان. إن الحل معلوم والمطلوب تنفيذه.
يجب ان تبدو مسيرة السلام الحقيقية على نحو مختلف. لا مخطط كلينتون ولا بوش بل مخطط سلام. وهذا المخطط لا يمكن ان يبدأ عند مائدة التفاوض بل يجب ان ينتهي عندها. يجب على اسرائيل أولا ان تُبدي نية طيبة غابت عن مائدتها دائما. ويجب ان تبدأ مسيرة سياسية حقيقية على الارض. فبعد 46 سنة احتلال أصبح البرهان على نية انهائه موضوعا على كاهل اسرائيل. وقد أوفت السلطة الفلسطينية منذ زمن بنصيبها وباعلان نواياها ووقف الارهاب والتعاون الامني مع اسرائيل.
يجب ان يأتي البرهان الاسرائيلي الآن بالافعال لا بالكلام. واذا كانت اسرائيل تتجه حقا الى هناك - ونشك كثيرا في ان الامر كذلك - فعليها ان تخطو سلسلة خطوات كانت تسمى ذات مرة 'بانية للثقة'. وليس عند الفلسطينيين من غيرها ما يدعوهم الى الانضمام الى مهرجان أقنعة آخر هدفه الاسرائيلي كله إرضاء امريكا ونيل الحظوة عند اوروبا. إن الجميع يعترفون بذلك، جميع أنصار التفاوض، من بنيامين نتنياهو الى يئير لبيد.
إن الخطوة الاولى هي بالطبع تجميد البناء في المستوطنات؛ فالذي ينوي اعادة المناطق لا يبني فيها. وهذا شيء أساسي. وينبغي بعد ذلك البدء بالافراج عن السجناء. فالذي يعيد سجن من أُفرج عنهم بصفقة دون ذنب اقترفوه - يوحي بكل نية سوى نية السلام. والذي يُبقي في السجون آلاف الأسرى وفريق منهم سياسيون على نحو سافر، وبلا حقوق ومميزون تمييزا سيئا لا يوحي بنية طيبة.
لا يصعب ان نُخمن أي تحول في الوعي سيجري على المجتمع الفلسطيني اذا حظي برؤية عدد من أبنائه على الأقل يعودون الى بيوتهم، وفريق منهم بعد عشرات سنوات السجن دون صفقة ودون اختطاف ودون ضغط بل عن اظهار نية اسرائيل الطيبة فقط. سيفضي هذا الى تغيير فوري. لكن يجب من اجل ذلك أولا التحرر من صورة التفكير القديمة السيئة للعبة التي حاصلها صفر، التي صاحبت الاحتلال من أوله، وفحواها ان كل ما هو خير للفلسطينيين شر لاسرائيل.
ينبغي بعد ذلك الكف عن السلب والنهب. والكف عن التطهير العرقي للغور وجنوب جبل الخليل، والكف عن طرد رُعاة الضأن عن كهوفهم والفلاحين عن اراضيهم. دعوا 'مناطق اطلاق النار' التي ليست هي سوى غطاء على ترحيل مصغر، ودعوا هدم البيوت التي بُنيت مخالفة القانون، القانون الذي لا يُمكّن من بنائها أبدا. ودعوا 'حاجات الزيادة الطبيعية' التي هي للمستوطنين فقط. ودعوا 'المحميات الطبيعية' التي هي ايضا طرد متنكر.
يجب على الادارة المدنية، وهي اسم مغسول للحكم العسكري ان تبرهن على ان اسرائيل متجهة الى 'مسيرة'. ويجب ان تبيد من العالم ايضا اعمال المداهمة الليلية للقرى واعتقال الاولاد والمتظاهرين غير العنيفين والتفتيشات القاسية تحت جنح الليل. ومثلها ايضا اجلاء السكان عن بيوتهم بسبب حقوق ملكية قبل 1948 محفوظة لليهود وحدهم. ويجب على جهاز القضاء العسكري من جهته ايضا ان يستدخل التغيير ومثله ايضا قادة الجيش الاسرائيلي في المناطق: فليس كل فلسطيني شيئا مُريبا.
ويجب ان تشتمل نية اسرائيل الطيبة ايضا على فتح أبوابها لعمل يخضع للرقابة من المناطق. فرجال الشرطة ورجال حرس الحدود الذين يتصيدون الماكثين غير القانونيين من اولئك الذين هدفهم كله ان يكسروا كسرا في اسرائيل إذ لا يجدون خيارا آخر، ليسوا وكلاء تغيير، أما العمال الفلسطينيون الذين يطلبون الرزق في اسرائيل فهم كذلك تخصيصا.
إن كل هذه الخطوات ممكنة يوجبها الواقع عند من ينوي تغييره ولا تُعرض الأمن للخطر. ويجب ان توجد نية طيبة فقط. ان الذي يردد الآن انه مع مسيرة سلمية يجب عليه ان يأخذ بها أما كل ما عدا ذلك فكلام فارغ من كل مضمون.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
المستوطنون في الحكم
بقلم: كوبي نيف،عن هأرتس
اليساريون مضحكون. فهم منذ عشرات السنين مفاجأون ومشتكون ومتباكون: ويلنا، ويلنا، ويلنا، شاغب المستوطنون مرة اخرى وهاجوا ولم يصنعوا بهم شيئا مرة اخرى. ومع كل ذلك، وبرغم التباكي والتوجهات الحثيثة بقي كل شيء كما كان، فالمستوطنون يفعلون في المناطق ما شاؤوا ولا يصنع بهم أحد شيئا واليساريون لا يفهمون أي شيء.
إن الجيش الذي يبدو كأنه السيد في المناطق، لا يشوش ألبتة على المستوطنين المشاغبين واذا تدخل كان ذلك لمصلحتهم بالطبع. أما الشرطة، اذا جاءت أصلا، فتعتقل دائما الفلسطينيين المضروبين واليساريين المحتجين وتضع يدا محبة على أكتاف المستوطنين. واذا أُجري هنا وهناك تحقيق في الظاهر مع مستوطنين مجرمين فان جميع الملفات تُغلق تقريبا لعدم وجود أدلة أو لعدم أهمية ذلك للجمهور؛ أي لعدم اهتمام الشرطة بأن تجد أدلة.
وحتى لو انصدع صدع في احيان متباعدة في سور عدم العدل وحوكم مع كل ذلك مستوطن أجرم، فان قضاة اسرائيل يظهرون مثل إخوة رحماء ويجدون الكثير من الاسباب لتبرئة المتهم أو لفرض عقوبة سخيفة عليه مثل تصنيف أحذية مدة ساعتين. واذا فرض قاض بالخطأ مع كل ذلك عقوبة حقيقية على مستوطن أجرم قام فورا أخوته ورفاقه في الكنيست وفي الحكومة واهتموا للعفو عنه وارساله الى بيته وسلام على المستوطن.
اليكم مثالا صغيرا فقط نشر في المدة الاخيرة وهو ان دولة اسرائيل عوّضت ببضع مئات آلاف الشواقل مناحيم لفني قائد الجبهة السرية اليهودية القاتلة الذي حُكم عليه بالسجن المؤبد وأُفرج عنه بعد ست سنوات، من أضرار أصابت قطعة زراعية يفلحها من غير رخصة منذ عشر سنوات في قرية فلسطينية.
ما هو الشيء غير الواضح هنا؟.
لكن من يُدعون يساريين يستمرون في عدم الفهم ويستمرون في الشكوى من ان أذرع السلطة التي أوكل اليها تغليب القانون والنظام لا تعامل المستوطنين على أنهم مواطنون يهود عاديون بل تعاملهم كأنهم أبناء الله. ولا تعاملهم على أن القوانين التي تسري على البشر الفانين لا تسري عليهم بل إنهم أصلا يقومون فوق القانون، فوق كل قانون، ما عدا القوانين التي أوجدوها لأنفسهم بالطبع.
لكن ماذا نفعل أيها اليساريون المحترمون، ليست هذه هي الصورة الصحيحة للحكم أو القانون اللذين يسودان المناطق. فالوضع ليس كذلك بحيث يقف الفلسطينيون من جهة والمستوطنون من جهة اخرى وتقوم في الوسط مثل صخرة ديمقراطية صلبة اجهزة فرض القانون والنظام كالجيش والشرطة والمحاكم التي يفترض ان تُرتب الامور. ليس الامر كذلك حقا. فالجيش والشرطة والمستوطنون وحرس الحدود وجهاز الامن العام والمحاكم العاملة في المناطق كلها أذرع مختلفة بملابس مختلفة وزي تنكري مختلف ليد واحدة هي اليد الطويلة المبسوطة لضرب دولة اسرائيل وهدفها واحد وهو سلب الفلسطينيين ارضهم وكرامتهم ومصادر عيشهم وفعل كل شيء لجعل حياتهم هناك مُرة الى ان ينهضوا ويتركوا وطنهم كي تُسكن اسرائيل مواطنيها اليهود في اماكنهم.
إن الجيش والشرطة والجنود المتنكرين بلباس رجال الشرطة المسمين حرس الحدود هم الذراع المكشوفة. وأما جهاز الامن العام فهو الذراع الخفية. وأما المستعربون فهم الذراع التنكرية. والجنود المتنكرون بلباس القضاة هم ذراع التزيين المغطية على ذلك. والمستوطنون هم الذراع التنفيذية المجنونة التي كأنها مجنونة ('أمسكوني وإلا قطعت اشجار الزيتون')، لكنهم جميعا يد واحدة هي اليد القوية التي تعمل بذراع مبسوطة لاحباط كل احتمال للسلام.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
متى ستوقفون المظاهرات؟
بيت صفافا خرجت عن السيطرة بسبب تعسف السلطات وحملات التنكيل التي تستهدف روع سكانها واحباط احتجاجاتهم
بقلم: نير حسون،عن هآرتس
يدعي سكان بيت صفافا بانه منذ بدأوا الاحتجاج ضد الطريق الرئيس الذي يشق داخل قريتهم، فان الشرطة وغيرها من السلطات تتعامل معهم بيد من حديد. ويعتقد السكان بان السلطات جندت كي تمارس عليهم الضغط لوقف المظاهرات وانهم يحاولون كسرهم بوسائل ما كانت لتستخدم في حي يهودي. القرية، التي يقع نصفها داخل الخط الاخضر، تعتبر الحي الفلسطيني الاكثر هدوءا وانفتاحا على اليهود في كل القدس. اما الطريق الذي شق فانه سيقطع الحي على مسافة أمتار من منازل السكان.
ويروي أصحاب محلات تجارية في القرية بان مؤخرا جرت اقتحامات متواترة لرجال ضريبة الدخل. 'ثلاث وحدات ضريبة تجولت في القرية، برفقة أفراد الشرطة، الينا جاءوا في التاسعة مساء ولم يجدوا شيئا. احدهم قال لنا: نحن سنواصل المجيء ونزعجكم في عملكم الى ان نرى متى ستوقفون المظاهرات'، روى عامل في بقالة في القرية، احمد عليان. وأول أمس وصل الى القرية ايضا مراقبو بلدية القدس ووزعوا المخالفات.
ثلاثة من سكان القرية اعتقلوا الاسبوع الماضي. احدهم عبد الكريم لافي، ابن 55، رئيس لجنة أهالي القرية، اعتقل واخذ الى التحقيق في الساعة الثانية بعد منتصف الليل للاشتباه بانه شارك في تنظيم الاضراب في المدرسة احتجاجا على بناء الطريق. أما أفراد الشرطة الذين صادروا حواسيبه وهواتفه النقالة في منزله، فقد أطلقوا سراحه بعد 15 ساعة.
في الشرطة يسمون الاشتباه ضد لافي بانه 'سلوك قد يخل بالسلامة العامة'. 'قلت للمحققين بانه حسب المدير العام لوزارة التعليم فانه مسموح تنظيم اضراب في المدرسة بسبب أمور تزعج التعليم، ولكن هنا أضربنا بسبب شيء يؤثر على حياة التلاميذ، وليس فقط على تعليمهم'، يقول لافي.
قبل يومين من اعتقال لافي، اعتقل اثنان آخران من السكان وقضوا الليلة في المعتقل. وكان اعتقلهما افراد من الشرطة بلباس مدني (في شرطة القدس يدعون بان هؤلاء ليسوا مستعربين) تسللوا الى مظاهرة السكان بمشاركة النائب احمد طيبي. وتوجد روايات متضاربة حول من هاجم من في المظاهرة. فالسكان يدعون بانهم يعتقدون بان أفراد الشرطة المتخفين هم عمال المقاول الذي ينفذ الاشغال في القرية ممن ارسلوا لتخريب المظاهرة. اما الشرطة فتدعي بالمقابل بان سكان القرية اعتدوا على أفراد الشرطة.
بيت صفافا، القرية الفلسطينية الهادئة في جنوبي القدس، كانت دوما رمزا للتعايش الممكن بين اليهود والفلسطينيين. المخبز الذي في وسط القرية والمتاجر فيها هي مؤسسات مقدسية يعرفها جيدا كل علماني يبحث عن اماكن مفتوحة في ايام السبت. ولا تذكر اعمال اخلال بالنظام أو احداث عنف في القرية، وخلافا لاحياء اخرى في شرقي القدس، يكاد لا يكون تقريبا بناء غير قانوني في القرية. والادارة الجماهيرية للقرية تقيم علاقات تعاون وثيقة مع البلدية. وخلافا لباقي سكان القدس الفلسطينيين، فبالنسبة لسكان بيت صفافا، ليس أمرا مسلما به رؤية أفراد شرطة حرس الحدود والمستعربين في قلب القرية وفي الساعات المتأخرة من الليل. أعمال من هذا النوع كانت محفوظة حتى الان لاحياء فلسطينية اخرى في المدينة. ويأتي طريق 50 التي تجري الاشغال فيه بوتيرة سريعة، لربط المخرج الجنوبي للقدس بطريق بيغن الذي يقطع القدس. والمستفيدون الاساسيون من الطريق سيكونون مستوطني غوش عتصيون. ويشير سكان القرية الى أن المقطع الذي يمر ببيت صفافا هو المقطع الوحيد الذي يقطع الحي الى شطرين، على مسافة أمتار قليلة من منازل السكان. في مقاطع اخرى من الطريق يمر بجوار (ولكن ليس داخل) احياء يهودية. ورغم ذلك فان المقطع الوحيد الذي بدأت فيه الاشغال، رغم أنه لم يجرِ له تخطيط مفصل في السنوات الاخيرة، هو المقطع الذي يمر ببيت صفافا. ولم تسمح هذه الحقيقة للسكان بالاعتراض أو على الاقل الحصول على تعويضات لقاء الاضرار التي لحقت بهم.
وفي الاسبوع الماضي ردت قاضية المحكمة المركزية في القدس، نافا بن أور، التماس السكان ضد شق الطريق. وقبلت القاضية بكامله موقف البلدية في أن المخطط العام للقرية الذي اقر في 1990 يكفي من أجل اصدار تراخيص البناء للطريق. وفي هذه الايام يعد محامي السكان، قيس ناصر ومحامي الادارة الجماهيرية، مهند جبارة، استئنافا الى المحكمة العليا. ولكن قبل يوم من القرار في المركزية، اكتشف جبارة خطأ دراماتيكيا في ادعاءات بلدية القدس. فقد اكتشف جبارة بان ممثلي البلدية في المداولات اخفوا عن القاضية بانه حتى حسب المخطط الاصلي، الذي استندت اليه البلدية في المحكمة، يجب اعداد مخطط تفصيلي قبل شق الطريق. 'مكان تقرر وفقا لهذا المخطط كنطاق لمخطط تفصيلي لا يسمح فيه البناء الا بعد ان يقر فيه مخطط مفصل للنطاق'، كما ورد في المخطط. ويحاط النطاق بخط اسود ويتضمن ما لا يقل عن 500 متر من الطريق الذي يشق اليوم عبر الحي. ولكن القاضية بن أور ابلغت جبارة بان قرار المحكمة بات مكتوبا ورفضت الاطلاع على الطلب الذي رفعه.
وفي هذه الاثناء، رغم الرد المتصلب من جانب الشرطة، يواصل سكان بيت صفافا أعمال الاحتجاج ضد الطريق. فقد نظموا عددا من المظاهرات الكبرى، كلها مرخصة. وهنا أيضا يوجد للفيسبوك دور هام، وخلافا لمظاهرات اخرى في شرقي القدس، فانها تتضمن تواجدا بارزا للنساء. ويقول علاء سلمان ابن 39 من منظمي الاحتجاج 'انهم يريدون اخافة الناس كي لا يخرجوا الى المظاهرات. قالوا لنا خسرتم في المحكمة والان اجلسوا في بيوتكم. ولكنهم لم يفهموا بان بيت صفافا هي مثل الاسرائيليين، عندما تكون حرب فان الجميع يتحد، ونحن في حرب ضد الطريق'.
أما في شرطة القدس فيدعون بان المظاهرات خرجت عن نطاق السيطرة وتضمنت رشقا للحجارة اعتداء على المارة في الطريق ومحاولة احراق آليات هندسية. وينفي سلمان بشدة فيقول: 'حتى علم فلسطين واحد لم نرفع في المظاهرة. فقد خانتنا الدولة. طعنتنا في الظهر. هكذا نشعر، الجمع يعرف بان بيت صفافا ليست سلوان، فلماذا يفعلون هذا بنا؟'.
وجاء من بلدية القدس التعقيب التالي: 'الادعاء بان البلدية ضللت المحكمة وعرضت عليها وثائق غير محدثة أو غير ذات صلة ليس صحيحا. فكل الاطراف عرضت مخططات ذات صلة بالطريق وبعد أن فحصت الامور ردت المحكمة الالتماس وقررت بان البلدية عملت قانونيا. اما بالنسبة للاضراب في المدرسة فلا توجد اي صلة بين شق الطريق واضراب التلاميذ الذي يضر بالتعليم. البلدية ترفض رفضا باتا الادعاءات بالعقاب الجماعي وكل صلة بين اعمال فرض القانون التي تتم في كل احياء المدينة دون أي فارق وبين الاحتجاج، فان هذا لا أساس له من الصحة على الاطلاق. البلدية تفعل كل شيء من أجل السكان وهكذا تستمر. أما اعتقال رئيس لجنة الاهالي فقد سمعنا به بعد أن تم ولا صلة بين نشاط الشرطة ونشاط البلدية'.
أما من شرطة القدس فجاء التعقيب التالي: 'الشرطة ستسمح بالمظاهرات والاعتصامات الاحتجاجية وفقا للقانون ومع ذلك فان الشرطة ستمنع التنكيل بالاشغال على الطريق، الاعتداء ورشق الحجارة. في الشرطة نرفض رفضا باتا كل محاولة لتصوير أعمال الشرطة كعقاب جماعي. الشرطة تساعد البلدية في شق الطريق حسب قرار المحكمة وستعتقل للتحقيق كل شخص يعمل ضد القانون'.
اما من سلطة الضرائب فلم يأتِ أي تعقيب.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
حكومة تجميد الاستيطان
بقلم: آري شبيط ،عن هآرتس
يريد يئير لبيد ان يصبح رئيس الوزراء. حسن. لا يملك لبيد التجربة المطلوبة كي يصبح رئيس الوزراء. حسن. لكن لبيد ذو قدرات سياسية مدهشة برهن عليها في المعركة الانتخابية. حسن. ولهذا كي يبرهن على انه يستحق ان يكون رئيس الوزراء في المستقبل، يجب على هذا الاسرائيلي الوسيم ان يبرهن على انه يعرف ان يقرأ خريطة الواقع جيدا. وعليه ان يبرهن على انه يعرف التفريق بين الغث والسمين.
اليكم خريطة الواقع: انهارت تسوية الشرق الاوسط. ولم تعد موجودة منظومة القوى المُقرة للاوضاع التي مكّنتنا من ان نعيش هنا على نحو معقول عشرات السنين. فايران على شفا احراز القدرة الذرية، وفي مصر عدم استقرار. وسوريا تنتقض عُراها. وتهدد حماس التي تسيطر على القطاع بالسيطرة على يهودا والسامرة ايضا.
من الواضح تماما في هذه الحال أنه من اجل الابقاء على الردع وحماية الحدود سيجب على اسرائيل ان تستعمل القوة بين الفينة والاخرى في مناطق مختلفة. وستحتاج اسرائيل لاستعمال القوة الى الشرعية. لكن اسرائيل المحتلة والمستوطنة هي اسرائيل من غير شرعية. ولهذا يجب على اسرائيل من اجل الامن ان تجمد فورا البناء في المستوطنات التي ليست هي في الكتل الاستيطانية الكبيرة. والتجميد الصحيح فقط هو الذي سيمنح اسرائيل الشرعية التي تحتاج اليها لحماية وجودها.
واليكم خريطة الواقع: يسكن في يهودا والسامرة اليوم نحو من 360 ألف اسرائيلي. وفي السنوات الاربع الاخيرة زاد عدد المستوطنين بنحو من 65 ألفا. وقد يزيد العدد في السنوات الاربع القادمة بـ 100 ألف. ولا يعلم أحد بالضبط ما هي نقطة اللاعودة لكن نقطة اللاعودة موجودة. فوراء خط ما لسنا بعيدين عنه سيصبح تقسيم البلاد غير ممكن وتصبح اسرائيل دولة ذات قوميتين. ولهذا يجب على اسرائيل من اجل الصهيونية ان تجمد فورا البناء في المستوطنات التي ليست هي في الكتل الاستيطانية الكبيرة. فالتجميد الصحيح وحده سيمنح اسرائيل مستقبلا.
اذا كان لبيد يقرأ خريطة الواقع ويُفرق بين الغث والسمين فان الاستنتاج السياسي واحد وهو ان الحكومة الثالثة والثلاثين لدولة اسرائيل يجب ان تكون حكومة تجميد. اجل يجب عليها ان تعالج المساواة في عبء الخدمة في حكمة واعتدال. وعليها ان تغير طريقة الحكم في حكمة وحذر. وعليها ان تهتم بالتربية والاسكان والصحة. لكن الحكومة القادمة يجب ان تسعى الى كل هذه الاهداف الداخلية السامية في وقت يكون فيه لاسرائيل بنية سياسية أمنية متينة تعتمد على تجميد البناء في المستوطنات. فاسرائيل من غير تجميد صحيح قد تُدفع الى دوار استراتيجي يمنع مواجهة المشكلات العميقة للمجتمع الاسرائيلي والدولة الاسرائيلية.
واذا كان لبيد يقرأ خريطة الواقع ويُفرق بين الغث والسمين، فان الاستنتاج السياسي واحد وهو ان الحكومة الثالثة والثلاثين لدولة اسرائيل يجب ان تكون حكومة ليكود - وسط - حريديين. ويجب عليها ان تشتمل على الليكود بيتنا ويوجد مستقبل وشاس والحركة وكديما. ولا مكان للحلف الساخر بين لبيد ونفتالي بينيت. ولا يجوز ان يُستعبد التوق الى تغيير المركز السليم لشهوة الاستيطان عند غوش ايمونيم. ولا يجوز ان تُقيد القيم الجميلة عند روت كلدرون الى العنصرية وإقصاء النساء عند الحاخام زلمان ملماد والحاخام دوف ليئور. ولا يمكن الحديث عن صاحب السيادة الاسرائيلي ومسايرة حاخامي الرفض ومشجعي الرفض من الاتحاد الوطني و'تكوماه'.
إن الايام القادمة هي ايام مهمة. ويستطيع لبيد اذا قرأ (متأخرا) خريطة الواقع وفرّق (متأخرا) بين الغث والسمين ان يمنح اسرائيل حكومة فيها غير قليل من الأمل. لكن اذا تمسك لبيد بالحلف الغريب مع البيت اليهودي فسيفرض على بنيامين نتنياهو البيت اليهودي ويمنع بذلك التجميد ويشجع التطرف ويضعضع البيت الاسرائيلي. فهل هذا هو المستقبل الذي أراده الاسرائيليون الذين صوتوا لحزب يوجد مستقبل؟ وهل هذا هو المستقبل الذي يبرهن على ان لبيد صاحب القدرات المطلوبة ليصبح رئيس الوزراء في المستقبل؟ ان الاختيار هو اختيار يئير.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ