Aburas
2013-02-26, 10:34 AM
file:///C:\Users\ARCHIV~1\AppData\Loca l\Temp\msohtmlclip1\01\clip_im age001.giffile:///C:\Users\ARCHIV~1\AppData\Loca l\Temp\msohtmlclip1\01\clip_im age003.gif
file:///C:\Users\ARCHIV~1\AppData\Loca l\Temp\msohtmlclip1\01\clip_im age004.gif
في هذا الملف :
القضية الفلسطينية ومستقبل إسرائيل
د. يوسف نور عوض (كاتب من السودان) عن القدس العربي
عيون وآذان (لا سلام مع نتانياهو)
جهاد الخازن عن الحياة اللندنية
فلسطين: مسؤولية حـقـوق الإنســـان!
جيمس زغبي عن السفير
في المصالحة الفلسطينية.. هل السلطة طرف ثان أم ثالث !؟
عدنان سليم أبو هليل (محلل اقتصادي فلسطيني) عن الشرق القطرية
الفلسطينيون والسبع لفات
صالح عوض عن الشروق الجزائرية
حزب الله ينجر الى الحرب علنا
رأي القدس العربي
من يحكم إسرائيل وكيف؟ حقائق مذهلة 1ـ2
حلمي الاسمر عن الدستور الأردنية
أوباما و»إسرائيل» والعرب وطبيعة السلام..!
نواف الزرو عن العرب اليوم
“وسام” لأوباما
محمد عبيد عن دار الخليج
من «الأخونة» إلى التوهان
د. صالح سليمان عبدالعظيم عن البيان الإماراتية
أميركا سلمت مفاتيح الأزمة السورية إلى الروس!
هدى الحسيني عن الشرق الاوسط
منع السلاح عن «الجيش الحر» سبب ظهور «النصرة»
صالح القلاب عن الشرق الأوسط
بكار المكار بيلعب بالنار
حمدي رزق عن المصري اليوم(مقال ساخر ولاذع)
اليهود.. من أين؟ وإلى أين؟
حسن حنفي عن المصري اليوم
القضية الفلسطينية ومستقبل إسرائيل
د. يوسف نور عوض (كاتب من السودان) عن القدس العربي
لم يكن كثير من الكتاب في العالم الغربي أو في داخل إسرائيل يتساءلون حول مستقبل الدولة العبرية والظروف التي تحيط بها، ذلك أن الجميع لأسباب سياسية كانوا يركزون على تقديم المساعدة لهذه الدولة بصرف النظر عما ترتكبه من جرائم في حق الفلسطينيين أهل الأرض الأصليين، لكن الأمر تغير الآن، وبدأ كثير من الكتاب في داخل إسرائيل وخارجها يثيرون الشكوك حول مستقبل الدولة العبرية، ولعل من أهم الكتب التي صدرت في هذا الخصوص كتاب 'رتشارد لوب' و'أوليفر بورشوتش' بعنوان 'مستقبل إسرائيل موضع شك'، ويركز هذا الكتاب على إمكانية إسرائيل في الاستمرار كدولة خلال عقد أو عقدين من الزمان دون أن تجد حلولا حقيقية للمشاكل التي تواجهها، وخاصة المشكلة الفلسطينية، وكما هو معروف فإن: لوب' هو مستشار اقتصادي يقيم في الولايات المتحدة الأمريكية بينما 'بوروشوتش' هو صحافي فرنسي وله إسهامات في مجال الفلسفة.
ويرى الكاتبان أن إسرائيل على حافة الهاوية لأن الفكر الصهيوني الذي كان يحفز على الذهاب والبقاء في دولة إسرائيل بدأ يفقد أرضيته الفلسفية، ويفضل معظم اليهود في الدول الفقيرة في الوقت الحاضر الهجرة والبقاء في الولايات المتحدة أو ألمانيا بدلا من إسرائيل.
ويركز الكاتبان على سبعة مرتكزات أساسية يريان أنها تؤثر تأثيرا كبيرا على بقاء دولة إسرائيل،
أولا: تنامي الشعور ضد السامية، ليس فقط بسبب العوامل التاريخية المعروفة بل أيضا بسبب تصرفات إسرائيل التي توصف بأنها تخلو من اللياقة والعواطف الإنسانية.
ثانيا: تنامي المد في الدول العربية والإسلامية الذي يرى أن إسرائيل هي وجه آخر من وجوه الاستعمار الغربي.
ثالثا: ظهور موجات الربيع العربي في بعض الدول العربية التي لن تكون بأي حال من الأحوال على حالة وفاق مع الوجود الإسرائيلي في منطقة الشرق الأوسط.
رابعا: تطور التقنية الحديثة التي تجعل الدول العربية في غير خشية من ترسانة إسرائيل العسكرية لأنه من الممكن الوصول إلى إسرائيل من البعد ودون تحريك الجيوش.
خامسا: تناقص التأييد في العالم الغربي لدولة إسرائيل خاصة مع ظهور الصين كدولة كبرى وحاجة العالم الغربي للطاقة التي لا تستطيع أن تمده بها إسرائيل.
سادسا: عدم قبول العالم لاستمرار احتلال الأراضي التي استولت عليها إسرائيل في عام 1967 وحرمان الشعب الفلسطيني من حقوق المواطنة.
سابعا: العامل الجغرافي الذي يجعل من الصعب استمرار إسرائيل في محيط عربي كبير معاد لها، لأنه في حال وقوع حرب تستخدم فيها التقنية الحديثة فإن النتائج بالنسبة لإسرائيل ستكون مدمرة.
ونتابع في الوقت ذاته الحوار الذي أجرته 'نيو ستيتسمان' حول مستقبل إسرائيل، ونقرأ في هذه التغطية رأي الكاتب في صحيفة 'الغارديان' 'جوناثان فريدلاند' الذي يرى أن حل الدولة الواحدة التي يعيش فيها الشعبان الإسرائيلي والفلسطيني لن يكون في صالح أي من الطرفين. وهو رأي يخالف رأي الصحفي الأمريكي من أصل فلسطيني علي أبونعمة الذي يرى أن دولة واحدة يعيش فيها الفلسطينيون والإسرائيليون هي أمر ممكن.
وإذا تتبعنا معظم المواقف الإسرائيلية وجدنا أنها لا تريد أن تتعايش مع واقع جديد، فهي إذا نظرت إلى الربيع العربي لم تر فيه توجها جديدا في الرؤى العربية بل رأت فيه فرصة كي يعيد العرب النظر في علاقتهم مع إسرائيل دون تحديد الأساس الذي يصلح أن يكون أرضية مشِتركة بينها وبين العرب، وإذا نظرت إسرائيل إلى ما يجري في سوريا رأت ان الثورة الشعبية في ذلك البلد قد تقضي على حاكم كان يتعايش معها على الرغم من احتلالها لمرتفعات الجولان، ولكنها في الوقت ذاته قد تخلصها الثورة مما تعتبره خطرا إيرانيا على حدودها، لكنها بكل تأكيد تشعر بقلق من التحول في هذا البلد والذي قد يعيد كثيرا من المواجهات القديمة إلى الساحة من جديد، أما القضية الأساسية التي تواجه إسرائيل والتي تتعلق بالحقوق الفلسطينية فهي لا تثير قلقها لأنها تعتقد أن رفع شعار المفاوضات قد يلهي العالم الغربي عنها ويضعها في خانة الراغبة في السلام، وهو شعار قد يحيد -من وجهة نظرها- المفاوضين الفلسطينيين الذين ربما يعتقدون أنهم قد يخرجون بشىء من استمرار المفاوضات مع الكيان الصهيوني.
ولا شك أن مواقف إسرائيل التقليدية قد بدأت تثير كثيرا من الشكوك في المجتمع الدولي بحسب ما كتبه 'مايكل فريدسون' في 'ميديا لاين'، وهو - يرى من وجهة نظره -أن إسرائيل ليست غريبة على الإدانات الدولية لبعض تصرفاتها، لكنها معتادة على أن تعود علاقاتها مع العالم الغربي دائما إلى أوضاعها الطبيعية، لكنها بكل تأكيد تواجه الآن وضعا جديدا خاصة عندما ترى وتقرأ توجهات جديدة لبعض الذين كانوا يحسبون في الماضي من أصدقائها.
خاصة مع استمرارها في بناء المستوطنات ما يؤكد أنها لا تسعى إلى السلام أو أنها تريد أن تجعل من محادثات السلام مهمة شاقة. وهذا هو ما يزيد حالة توتر العلاقة بين الولايات المتحدة وحكومة 'نتنياهو'، بل ويزيد حالة التوتر الشخصي بين الرئيس أوباما ورئيس الوزراء الإسرائيلي.
خاصة خلال فترة حكم الرئيس أوباما الثانية وهي الفترة التي سيكون فيها أكثر حرية في تنفيذ معتقداته وسياساته الخاصة.
ولا يقتصر الأمر على العلاقة الأمريكية الإسرائيلية فحسب إذ تشهد العلاقات الإسرائيلية الأوروبية أيضا توترا، وقد جاء في قول 'جودي ديمبسي' في الاستراتيجية الأوروبية أن هناك إجماعا لدى جميع الزعماء الأوروبيين بضرورة تحقيق حل الدولتين من أجل إنهاء النزاع الفلسطيني الإسرائيلي خاصة بعد أن اعترف المجتمع الدولي بفلسطين عضوا في المنظمة الدولية.
ومهما يكن من أمر فإن التحدي الذى أصبح واضحا هو الشعور بالخطر عند كثير من الإسرائيليين الذين لم يعودوا يثقون في السياسات القديمة والاستراتيجيات الناقصة إذ هم لا يرونها صالحة لمستقبل إسرائيل، لكن الأمر لم يعد يتوقف عند المواقف والسياسات الإسرائيلية وحدها إذ يجب أن تكون هناك مواقف عربية واضحة تحدد كيفية حل القضية الفلسطينية التي تراجعت في سلم الأولويات العربية مع أن الوقت أصبح مناسبا كي تتخذ الدول العربية مواقف يمكن أن تصب في خانة المصالح الفلسطينية، ذلك أن التغير الذي حدث في الساحة الدولية يجعل من الصعب أن تعتمد إسرائيل على ترسانتها العسكرية أو النووية من أجل الحفاظ على كيانها، والأجدى من كل ذلك أن تسعى حثيثا لإيجاد حل للقضية الفلسطينية يكون مقبولا لدى الفلسطينيين لأن حل قضية الفلسطينيين لن يكون إلا على أرضهم وذلك ما يجب أن تدركه إسرائيل.
عيون وآذان (لا سلام مع نتانياهو)
جهاد الخازن عن الحياة اللندنية
يُفترض أن يزور الرئيس باراك اوباما اسرائيل في 20 من الشهر المقبل، أو نحو ذلك، ويُفترض أن يكون بنيامين نتانياهو قد شكل قبل ذلك عصابة جريمة جديدة تمثل رئاسته الثالثة للحكومة الاسرائيلية.
المفاوضات بين تحالف ليكود وإسرائيل بيتنا والأحزاب الأخرى تراوح مكانها، بلغة العسكر، وحزبا ييش آتيد وبيت يهودي يشترطان لضم أحزاب الحراديم أن تسري الخدمة العسكرية على جميع الاسرائيليين، بمن فيهم اليهود الحراديم الذين يهربون من الخدمة العسكرية بحجة الدراسة الدينية. والحزبان أسّسا تحالفاً ضد نتانياهو، ربما لفرض مواقفهما عليه.
الأرجح أن ينجح نتانياهو في نهاية المطاف ويشكل حكومة متطرفة فاشستية أخرى يستقبل بها الرئيس الاميركي الذي قرأت أنه سيصل الى اسرائيل يرافقه 600 مسؤول ومئة صحافي.
هناك قضية واحدة في الشرق الأوسط هي الأصل الذي أطلق كل قضية أخرى، هي القضية الفلسطينية. وفي حين أنني واثق من رغبة الرئيس اوباما في إيجاد حل عجِزَ عن مثله كل رئيس اميركي قبله منذ 80 سنة، فيكون إرثه السياسي، إلا أنني غير متفائل مع وجود عصابة مجرمي حرب، لا حكومة، على رأس الهرم السياسي الاسرائيلي.
وزير الخارجية الاميركي الجديد جون كيري دخل وزارة الخارجية في فوغي بوتوم يوم الاثنين في الرابع من هذا الشهر، وهو استبق دخوله بمهاتفة عدد من الزعماء العالميين، بينهم نتانياهو والرئيس محمود عباس. ويُفترض أن يقدم كيري الى اوباما خطة جديدة لإحياء عملية السلام، إلا أن تقديم خطة تنتهي بالنجاح من مستوى معجزة توراتية بعد أن ولّى زمن المعجزات.
وجدت أنني أتفق في الرأي مع مسؤولين ومراقبين أجانب وعرب على أن الرئيس اوباما سيضغط على نتانياهو للانضمام الى الجهود الاميركية للوصول الى اتفاق بالوسائل الديبلوماسية مع ايران لوقف برنامجها النووي العسكري، وهذا إن وُجِد.
نتانياهو كان صرّح غير مرة بأن الربيع سيكون مرحلة حاسمة للبرنامج النووي الايراني العسكري، وتوقيت زيارة اوباما قبل الربيع لم يأتِ صدفة، فهو يريد أن يستبق عملاً عسكرياً اسرائيلياً ضد ايران، يفتح أبواب الشر على المنطقة كلها.
ربما سار مجرم الحرب نتانياهو مع الرئيس اوباما في الموضوع الايراني لأنه يدرك أن اسرائيل وحدها لا تستطيع تدمير البرنامج النووي الايراني، وإنما قد تعطله سنة أو إثنتين ثم تستأنف ايران الجهد، ويصبح حتماً بهدف الحصول على سلاح نووي.
غير أن اوباما لن يقدم شيئاً يمكن أن يفتح الطريق أمام استئناف عملية السلام، فحكومة نتانياهو الأخيرة والمقبلة عصابة جريمة واحتلال وقتل وتدمير يستحيل السلام معها.
عندي خبران من اسرائيل أو عنها أرجو أن يقارن القارئ بينهما ليعرف الوجه الحقيقي لدولة الاحتلال.
الأول قضية بن زيغيير وهو عميل للموساد شارك في قتل المناضل الفلسطيني محمود المبحوح في دبي في 19/1/2010، ووضع في سجن انفرادي بعد ذلك خشية أن يفضح أسرار إرهاب الموساد لحكومة استراليا أو إعلامها، فهو استرالي الأصل ويحمل الجنسية الاسترالية مع الاسرائيلية. وحاولت حكومة نتانياهو كتم خبر زيغيير الذي عُرِف باسم السجين اكس، ثم انفجر الخبر حول العالم بعد أن «انتحر». وهو انتحار ربما كان حقيقياً، أو على الطريقة السورية.
الثاني، نشرت منظمة مراقبة حقوق الإنسان، ومقرها نيويورك، تقريراً شاملاً عن حرب اسرائيل على قطاع غزة في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي. التقرير يقول إن اسرائيل انتهكت قوانين الحرب، وشنّت 14 غارة بطائرات حربية أو من دون طيار على أهداف مدنية في قطاع غزة وقتلت 43 مدنياً بينهم 12 طفلاً. والتفاصيل مخيفة، فهي من نوع قصف بيت وقتل رجل وطفلين له في الرابعة والثانية، وإصابة الأم وستة أطفال آخرين.
العالم كله يركز على جاسوس واحد قتِل أو انتحر، وهو يستحق الموت، ويتجاوز قتل أطفال فلسطين بالجملة.
أقول مرة أخرى، لا سلام مع حكومة مجرمي الحرب في اسرائيل اليوم أو في أي يوم.
فلسطين: مسؤولية حـقـوق الإنســـان!
جيمس زغبي عن السفير
في ما يمكن وصفه بـ«الوقاحة» كتب «ديفيد كيز»، المدير التنفيذي لمنظمة تطلق على نفسها اسم «دعم حقوق الإنسان» مقالًا نشرته في الأسبوع الماضي صحيفة «نيويورك تايمز» بعنوان «العجز الديموقراطي الفلسطيني»، حيث بدأ «كيز» مقاله بإدانة الاعتقالات التي قامت بها السلطة الفلسطينية خلال السنوات الماضية في حق النشطاء الذين اتهموا بانتقاد القيادة الفلسطينية، ولكنه سرعان ما كشف عن هدفه الحقيقي المتمثل في الدفع بالفكرة التي مفادها أن الفلسطينيين ليسوا شركاء للسلام، وأنهم لا يستحقون الحصول على دولة ولذا يتعين عدم استفادتهم من المساعدات الأميركية! ومما جاء في كلامه: «إن أهم مؤشر على التزام حكومة ما بالحفاظ على السلام مع جيرانها هو التزامها أولًا بحماية حقوق مواطنيها، فالأمم التي تنكر على مواطنيها حقوقهم ليست في وارد الحرص على السلام مع أعدائها التاريخيين. وبعبارة أخرى يبقى احترام القيادة الفلسطينية لحقوق شعبها ضرورياً لدعم عملية السلام... والخطوة الأولى في اتجاه ذلك هي ربط المساعدات الاقتصادية الغربية باحترام السلطة الفلسطينية حق التعبير، ذلك أن حقوق الإنسان التي ينظر إليها غالباً على أنها صرف للانتباه عن عملية السلام إنما هي في الحقيقة السر في نجاح السلام»! ولكن بعد قراءة ما سلف لا بد من إبداء بعض الملاحظات المهمة، وأولاها أن هناك رائحة قوية نحسها في هذه التصريحات تعود بجذورها إلى بوش ومعلمه شارانسكي، التي يبدو أن «كيز» متأثر بها على نحو قوي، فالفكرة الغريبة التي تقول بضرورة بناء الفلسطينيين أولاً «لديموقراطية فعالة تقوم على التسامح والحرية» قبل حصولهم على دولة، إنما بلورها أولاً بوش في حزيران عام 2002.
ففي تلك الفترة، عندما بلغ التوتر الإسرائيلي الفلسطيني أوجه، انتظر العالم لشهرين كاملين ما ستسفر عنه خطة بوش لدفع عملية السلام المتعطلة، وفي هذا الإطار تمت صياغة خطاب من قبل وزارة الخارجية الأميركية، تضع فيه حينها الخطوط العريضة لخطة، سرعان ما تدخلت بعض الأيدي لتغييرها وتضع فيها مطلب الديموقراطية أولاً لتنتهي محاولات إحياء عملية السلام إلى دق إسفين في نعشها. وحينها تساءلتُ: كيف يمكن لشعب خاضع تحت الاحتلال العسكري أن يقيم ديموقراطية فعالة في ظل غياب تام لاقتصاد فعال، واستمرار الإهانات اليومية التي يعيشها الفلسطينيون على المعابر الحدودية، وحرمانهم التام من حقهم في التنقل، هذا فضلاً عن القيود الكثيرة المفروضة على مزاولتهم للتجارة وفقدانهم لممتلكاتهم التي يصادرها منهم الاحتلال الذي يزعم أنه هو الأكثر ديموقراطية؟ وقد تفاجأ مسؤولو وزارة الخارجية بالتعديلات التي لحقت بخطة بوش، وبالتغييرات التي أدخلت على خطابه، حيث تبين لاحقاً أن سبب ذلك يرجع إلى نتان شارانسكي الذي قرأ بوش كتابه حول الديموقراطية. وشارانسكي، لمن لا يعرفه، هو أحد المنشقين السابقين عن الاتحاد السوفياتي الذي هاجر إلى إسرائيل ليستقر فيها عام 1986، وما زلت أتذكر جيداً كيف كان ينتقد الحكومة الإسرائيلية في بداية وصوله، إلى أن تم توبيخه، ليكف نهائياً عن إثارة موضوع تعامل إسرائيل مع الفلسطينيين. وبسرعة انضم شارانسكي إلى جوقة المتشددين الذين ينتقدون الفلسطينيين على كل شيء. وهنا لا بد من الإشارة إلى أن كاتب المقال المستفز، «كيز»، عمل لسنوات مع شارانسكي وتأثر بأطروحاته. ثم، لوضع الأمور في سياقها، تلزم الإشارة أيضاً إلى أن المنظمة التي يرأسها «كيز» وهي «دعم حقوق الإنسان» كان من مؤسسها «بين بيرنشتاين» وهو أحد مؤسسي منظمة «هيومان رايتس ووتش» قبل أن ينفصل عنها متهماً إياها بالمبالغة في التركيز على التجاوزات الإسرائيلية! وبعد عامين أطلق «دعم حقوق الإنسان» التي يبدو من خلال لمحة على موقعها الإلكتروني، أنها تنتقد كل ما هو في الشرق الأوسط عدا إسرائيل.
وحتى لا أفهم خطأ لا أستطيع التغاضي، أو تبرير أداء السلطة الفلسطينية، وقد سبق لي أن أخبرتهم بذلك، ففي سبعينيات القرن الماضي أسست «حملة حقوق الإنسان الفلسطيني» التي سعت إلى الدفاع عن الفلسطينيين الذين عانوا مما يعرف بالاعتقال الإداري الذي يزج فيه المعتقلون الفلسطينيون في السجون الإسرائيلية دون المثول أمام محكمة، أو الذين تهدم منازلهم ويتم طردهم خارج الأراضي الفلسطينية. وكان تأسيس تلك المنظمة رداً على تهميش حقوق الإنسان الفلسطيني في الولايات المتحدة وعدم التطرق إليها. ولكن في الوقت الذي كنا فيه ندافع عن حقوق الفلسطينيين كنا أيضاً ننتقد بعض ممارسات السلطة وتجاوزاتها، وكانت الوفود الفلسطينية التي تأتي إلى أميركا تسمع منا هذا الكلام مباشرة وبصراحة. بيد أني أدرك أيضاً الظروف الصعبة التي فُرضت على الفلسطينيين بسبب الاحتلال المتواصل لأراضيهم، لتطلب منهم إسرائيل والولايات المتحدة التعايش مع هذا الاحتلال بإدارة مناطقهم وتلبية احتياجات شعبهم. وفي غياب فرص حقيقية لتنمية اقتصادهم وإنعاش القطاع الخاص أجبر الفلسطينيون على الاعتماد على المساعدات الخارجية لتسديد رواتب القطاع العام المتضخم. وليس غريباً أن تتعامل السلطة ببعض الضيق مع مواطنيها الذين يعتمدون عليها كمورد للرزق. وما زلت أذكر أنه في التسعينيات، عندما سألني أحد أعضاء مجلس الشيوخ في جلسة للكونغرس استدعيت إليها للإدلاء بشهادتي حول الاقتصاد الفلسطيني، لماذا لا يكون عرفات مثل مانديلا، أو يلتسين؟ أجبت بأنه في الوقت الذي يمتلك فيه هذان القائدان دولة بمواصفات كاملة يسيطران من خلالها على الاقتصاد والحدود، لا يملك عرفات سوى «كانتونات» لا تستطيع الاستيراد، أو التصدير ولا التنقل بحرية. بل إنه يفقد يومياً أراضي جديدة بسبب توسع شبكات الاستيطان اليهودي، ولذا سيكون من غير اللائق إلقاء المسؤولية بالكامل على عاتق الضحية. وحتى إذا كان ذلك لا يبرر تجاوزات السلطة الفلسطينية تجاه شعبها، إلا أنه على الأقل يجب وضع اللوم على مستحقه المتمثل هنا في الاحتلال الذي يواصل تحكمه الغاشم في رقاب الفلسطينيين دون نهاية في الأفق.
في المصالحة الفلسطينية.. هل السلطة طرف ثان أم ثالث !؟
عدنان سليم أبو هليل (محلل اقتصادي فلسطيني) عن الشرق القطرية
القناة الثانية في تلفزيون العدو ذكرت خبرا قبل أيام كان يمكن أن يكون عاديا وأن يندرج في مكائد العدو وتخابثاته ضد المقاومة وضد المصالحة الفلسطينية.. لولا أن طرفا بعينه من متحدثي السلطة استغلوه لاستهداف سمعة المقاومة ولمحاولة تبرير تهرؤاتهم به، ولولا أن استهدافهم هذا يأتي في سياق حملة لتعكير أجواء المصالحة الفلسطينية.
الخبر بسيط وطبيعي ومفاده حسب تلفزيون العدو "أن مفاوضات - عبر الوسيط المصري - جرت في القاهرة بين وفد أمني صهيوني ووفد آخر من حركة حماس لتخفيف الحصار على غزة"؛ وإلى هنا انتهى الخبر الذي لم يذكر البناية أو الطابق الذي عقدت فيه المفاوضات ولا قرب أو بعد ما بين اللقاءات أو النتائج التي خلص إليها.
السيد "خليل الحية" عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" من جهته تناول هذا الحدث يوم السبت الماضي "16 فبراير" فأكد أن حركته قدمت للجانب المصري تقريرا بالخروقات والاعتداءات الصهيونية المتواصلة لاتفاق وقف إطلاق النار الأخير في قطاع غزة مشفوعا بالوثائق والتوقيتات، وأن وفد حركته التقى مسؤولين "مصريين" لتقييم تطبيق بنود الاتفاق مع إسرائيل.. ثم أضاف: "سمعنا من الإعلام أنه كان هناك في القاهرة وفد إسرائيلي ونحن ننتظر نتائج هذا اللقاء من الجانب المصري".
أقول: بالنظر للخبر ولنفيه من جهة حماس يتضح أن مفاوضات "غير مباشرة" وعبر الوسيط قد حدثت، وأنه لم يتفق على اعتبارها مفاوضات ففي حين تريد إسرائيل أن تروج لها ويحاول متحدثو السلطة أن يستهدفوا منها المقاومة – عدوهم اللدود – لا تعتبرها حماس مفاوضات لأنها مجرد مخاطبات للجانب المصري وأن حماس حتى غير متأكدة من وجود الوفد الصهيوني في ذات الوقت في مصر.
في هذه الحدود جاء الخبر وجاء الرد عليه، وهذه حدود موقف المقاومة.. وهو موقف - كما نرى - ضروري إذ لا بد أن تقدم المقاومة اعتراضاتها ورفضها للخروقات الصهيونية ولا بد أن تقدم رؤيتها وتهديداتها لمنع تكرارها ولا بد أن توقف الجانب المصري الضامن لاتفاق وقف النار على مسؤولياته؛ فما العيب في ذلك وما الحرج وما النقد!؟ اللهم إلا أن يكون ذلك قد أغاظ العدو وهو أمر مفهوم من عدو تعود أن ينقض الاتفاقات وأن يتخلى عن الالتزامات دون معقب لحكمه ولا حتى لائم!! واللهم أيضا إلا من فئة لا تعجبها نجاحات حماس وأداءاتها في المفاوضات كما أداءاتها في المقاومة.. أما من جهتنا فالمفترض بل الواجب والمطلوب أن تفعل حماس ما فعلت؛ وإلا فهل عليها أن تلتقي العدو ومفاوضيه وجها لوجه كما تفعل السلطة بسبب وبدون سبب؟ أم أن عليها أن توكل بحقوقها ومفاوضاتها السلطة التي لم تشارك في وضع الاتفاق أصلا فضلا عما وصف مفاوضيها به الإرهابي "شمعون بيريس" رئيس الكيان عندما شبه قربهم منه وتوافقهم معه في جولات المفاوضات السابقة بأنه كان كمن يفاوض نفسه!؟
العجيب والمدهش بل المضحك إلى حد القهقهة أن يأتي نقد هذه المفاوضات "غير المباشرة" ليس حركة الجهاد الإسلامي ولا الأحرار ولا كتائب المقاومة.. ولكن من نفر عودونا أن يدافعوا عن شعار "المفاوضات حياة، والحياة مفاوضات" والعجيب أن يصروا على وصف ما تم عبر الوسيط المصري بـ"المفاوضات المباشرة" وأن يتخيلوا لها طابقا ووقتا تمت فيه، وأن يزرعوا في الخبر من ألأكاذيب ما استغلوه بشكل بائس ساذج بعد ذلك.. ثم ليخلصوا أخيرا إلى أن حماس خانت القضية، وأنه لم يعد من حقها بعد اليوم أن تتكلم في المقاومة".
وأقول أيضا: لو اعتبرنا هذا الذي قالوه قاعدة في قياس الوطنية، وفي الحكم على أحقية الكلام في المقاومة؛ فأين سيكون هؤلاء أنفسهم؟ وأين ستكون السلطة التي يدافعون عنها؟ وإن كانوا رغم انسلاكهم في المفاوضات وانسلاخهم عن الروح الوطنية في التهتك بها وبالتنسيق المخابراتي لضرب القضية الفلسطينية.. وكانوا لا يزالون يتكلمون في المقاومة بكل أنواعها وأشكالها فأين يجب أن نضع كلامهم هذا إذن؟ أم ما يحق لهم سوؤه لا يحق لغيرهم حسنه؟
وأيضا أقول: وبجامع الخبرة السابقة مع الخبر الذي ذكره تلفزيون العدو ومع تولّدات وتوليدات متحدثي السلطة حوله وربط كل ذلك بالمحطة التي وصلت إليها المصالحة: يمكن القطع بأن ما كان يقع عادة سيقع هذه المرة أيضا.. ففي كل مرة كانت تتقدم فيها المصالحة شبرا أو توشك أن تحقق حلم إنهاء الانقسام الدموي البائس وأن تغادر المربع الوسخ الذي جرجر الشعب الفلسطيني إليه ذلك الشيطان الخبيث - قائد فرق الموت في غزة – كانت تنطلق حملة ضد أنصار ومنتسبي حماس في الضفة وكنا نرى أصابع العدو وعملاءه في ذلك عيانا بيانا.. وإلا فلماذا الاعتقالات في حين أن المقاومة لم يطرأ عليها في الضفة أي تغير لا تكتيكيا ولا استراتيجيا، وفي حين أن ثمة تفهما من طرفي المصالحة كل لاعتبارات الآخر وحدود إمكاناته؟
ما يؤكد أن هذه الحملة على حماس تأتي في سياق تخريب جهود المصالحة هو أن نشاط الأمريكان والصهاينة في تقديم الإغراءات والتقدم بالمراودات للرئيس من أجل ثنيه عن المصالحة إلى التسوية هو الآخر انطلق كما كان ينطلق عادة.. وأعتقد أنه في هذا الإطار يمكن فهم تصريح الرئيس بـ " أنه كما أنجز " حلم الدولة " سينجز تحرير الأسرى "!! ألا سأل أحد نفسه: إن كان العدو يعطي لله تعالى بقرة فلماذا يعطي السيد عباس هذه الأعطية؟ ومن أين له - للرئيس – بكل هذه الثقة؟
آخر القول: لو عدنا إلى كل جولات المصالحة السابقة منذ نهاية حرب الفرقان فسنجد أنها كانت دائما تتعرض لضربتين يكفلان توقفها وربما انتكاسها للأسوأ ؛ أما إحداهما فتصعيد السلطة وأجهزتها الأمنية ومتحدثيها ضد حماس، وأما الثانية فإغراءات التسوية التي تجعل المراجحة دائما على حساب المصالحة التي دائما يقع عليها التأجيل ودفع الثمن.. فهلا تنبه القائمون على الشأن الفلسطيني إلى اعتبار السلطة طرفا ثالثا لا بد من إخضاعه وضمان التزامه قبل أي حديث عن المصالحة وأي ثقة بإمكانيتها..
الفلسطينيون والسبع لفات
صالح عوض عن الشروق الجزائرية
الساسة الفلسطينيون يقفون اليوم على مسافة واحدة في جوهرها من الشأن السياسي..فجميعهم قد دخل المفاوضات مع الإسرائيليين بعد أن كان لبعضهم مواقف مدينة ورافضة بشدة أية محاولة لفكرة التفاوض .. وجميع الفصائل الفلسطينية مرت عبر معبر العمل المسلح والكفاح الثوري، وحينذاك لم تكن لتقبل حديثا عن التسوية..أما الأن فالجميع قد انخرط بشكل أو بأخر في عملية التفاوض، ما عدا حركة الجهاد وبعض الفصائل التي لم تستدع للتفاوض.
وهنا لابد من الإشارة إلى ضرورة فتح الحساب والنقد للتجربة الفلسطينية لأن الموضوع يتعلق بمستقبل شعب وأمة، وبسجل ثقيل من الشهداء والجرحى والألام المتعددة..وبطريقة عفوية لابد من طرح أسئلة بسيطة على السياسيين الفلسطينيين .. إذا كان رفع الحصار عن غزة أصبح المطلب والهدف الذي يتم في مقابله الالتزام بهدنة تامة شاملة فلماذا إذن كانت المقاومة وتضحياتها؟ فكنا في حل من الحصار وكانت المعابر فاتحة على مدار الساعة، وكان الممر الأمن بين الضفة وغزة يسمح لألاف الفلسطينيين بالعبور، وكان ألاف العمال في ميادين عملهم، وكان أهل قطاع غزة منخرطون في أعمالهم وتجارتهم وحياتهم..لماذا إذن كانت المقاومة؟ ألم يكن يعلم هؤلاء أن المقاومة ستجلب الحصار والحرب الإسرائيلية على أكثر من جبهة؟؟!! لقد كان ذلك معروفا تماما..لقد كانت المقاومة لدحر الاحتلال ولفرض واقع جديد على العدو لمفاوضات تعيد الحقوق الأساسية وليس لرفع الحصار وفتح المعابر تجلب الفواكه والكماليات وتحول قطاع غزة إلى أكبر مجمع استهلاكي ينشط المتبرعون والمتصدقون والمحسنون إلى مد يد العون عليه..وكما تكوّنت جمعيات همها الوحيد كيف تكسب الأموال على حساب الدم الفلسطيني والبيوت المهدمة..تكون كذلك مناخ سياسي فاقد للوعي وحس المسؤولية..إنه غير منطقي أن يكون تحسين شروط المعيشة مقابل إيقاف المقاومة وتثبيت الهدنة مع العدو.. بل تتجلى المهزلة ونحن نرى أن هناك هدنة مجانية لايقابلها حتى تحسين شروط المعيشة!!
وهنا تظهر قيمة الإحساس بالمسؤولية تجاه الشعب وأرواح أبنائه وممتلكاتهم وتجاه قضيتهم السياسية..وهنا تطهر قيمة الفعل المخطط والمنهجي والاستراتيجي وتظهر عبثية أي فعل بلا منهج ولا استراتيجية.
الساسة الفلسطينيون اليوم يقفون على نهاية مرحلة طويلة مرهقة كانت حجوم التضحيات فيها أكثر بكثير من حجم الإنجاز..بل أحيانا تكون هناك التضحيات العديدة والمتنوعة فيما لا يجني الشعب في مقابلها إلا الخسارة الرهيبة.
والإسرائيليون الذين يخططون ويعملون باستراتيجية يدخلون الحروب ويعرفوا ماذا يريدون منها ويذهبوا للتفاوض وهم يدركون كيف يفرغونها من محتواها السياسي..وهم يفرضون على الأرض واقعا تلو الواقع الذي من شأنه تغيير معطيات المفاوضات السياسية مع الفلسطينيين.
ولكن هناك معادلة في غاية الوضوح أن المفاوضات في مثل هذه الحالة لا توحي بأن الفلسطينيين سينالوا شيئا أبدا على المستوى السياسي ففي كل المفاوضات التاريخية إذا لم يكن طرف المقاومة قوي ويمتلك مفاجآت ويربك الخصم ويستنزفه ويهدد كيانه بتشققات فإن المفاوضة حينذاك تكون لإتمام عملية الاحتلال في السيطرة والهيمنة الشاملة.
المفاوضات غير مجدية أولا إلا في وجود مقاومة وصمود وهجوم، وهي كذلك غير مجدية ثانيا إن كانت تدور حول شروط تحسين المعيشة لأنها حينذاك تكون قد ضلت الطريق..هذا ما يقوله الواقع فهل يكون مسلسل التجارب والأخطاء كافيا لميلاد جيل ثوري جديد يعي معادلة الصراع ويشق بالشعب طريقه نحو النصر.
حزب الله ينجر الى الحرب علنا
رأي القدس العربي
بعد عامين تقريبا من اندلاع شرارتها الاولى في مدينة درعا الجنوبية، بدأت الازمة السورية تفيض بقوة الى دول الجوار، ولبنان الحلقة الاضعف فيها على وجه الخصوص.
بالامس ذكرت وكالة الاناضول التركية الرسمية ان حزب الله اللبناني اعلن التعبئة في صفوف عناصره في ثماني قرى حدودية متداخلة بين لبنان وسورية بعد هجوم شنته 'جبهة النصرة' على دورية للحزب، مما ادى الى سقوط قتلى من بين عناصر هذه الدورية وفي بلدة 'زيتا' على وجه الخصوص.
الكتائب الجهادية الاسلامية التي تقاتل لاسقاط النظام في سورية اتهمت حزب الله اكثر من مرة بارسال مقاتلين لمساعدة قوات النظام في محاولاته اخماد الثورة لكن السيد حسن نصر الله زعيم الحزب نفى في كل خطاباته التلفزيونية الاخيرة اي تورط في الازمة السورية.
السيد ناصر قنديل النائب اللبناني السابق قال على مدونته الشخصية ان استعدادات تجري في صفوف المقاومة الاسلامية اللبنانية لارسال مقاتلين الى سورية، ولم يستبعد ان يتم التطبيق العملي لهذه الخطوة في الايام القريبة.
حزب الله رد على الاتهامات بوجود مقاتلين تابعين له في المناطق السورية الحدودية مع لبنان ان اهالي هذه المناطق الشيعية يدافعون عن انفسهم جراء مهاجمة مقاتلي المعارضة السورية لقراهم.
من الواضح ان حزب الله ينزلق بشكل متسارع الى المستنقع الدموي للازمة السورية، بعد عامين من محاولاته الدؤوبة، في العلن على الاقل، لتجنب ذلك.
امتداد الازمة السورية الى لبنان يعني تفجير هذا البلد واغراقه في حرب اهلية ربما تستمر لعقود، لان حالة الاستقطاب الطائفي السني الشيعي تبلغ ذروتها هذه الايام، وتعمل على تأجيجها قنوات تلفزيونية في الجانبين.
حزب الله حقق انجازات كبيرة على صعيد مواجهة العدوان الاسرائيلي المتكرر على لبنان، ونجح في اجبار الاسرائيليين على الانسحاب من الاراضي اللبنانية عام 2000 من جانب واحد، كما تصدى لعدوانهم عام 2006 بشجاعة لاكثر من اربعة وثلاثين يوما.
السيد حسن نصر الله زعيم الحزب ظل دائما يكرر بان سلاح الحزب هو لمواجهة الاسرائيليين فقط، والدفاع عن لبنان، لكن من الواضح ان هذه المقولة تواجه تحديا كبيرا هذه الايام.
السيد سليم ادريس رئيس هيئة الاركان في الجيش السوري الحر هدد بالامس بقصف مواقع لحزب الله داخل الاراضي اللبنانية كرد على قصف الحزب مواقع للمقاتلين المعارضين السوريين داخل الحدود السورية.
لبنان ينزلق بسرعة الى مستنقع الازمة السورية الدموي، ويبدو ان كل محاولات جيشه حماية حدوده، ومنع التسلل اليها على الحدود من الجانبين تترنح.
الجوار السوري كله بات مهددا بالانفجار والدخول في حرب اهلية طائفية، اليوم لبنان وغدا العراق، وبعد غد تركيا، والاردن لن يكون بعيدا، ودول الخليج العربي كذلك. انه سيناريو مرعب بكل المقاييس.
من يحكم إسرائيل وكيف؟ حقائق مذهلة 1ـ2
حلمي الاسمر عن الدستور الأردنية
إسرائيل شركة استعمارية يديرها مجموعة من المغامرين وتجار البشر، لا يراعون حتى حياة أبناء جلدتهم، فقد خلعوا ثياب الإنسانية منذ زمن بعيد، فما بالك بطريقة تصرفهم مع من يعتقدون أنهم يسعون لمقاومتهم وإخراجهم، وربما «إبادتهم» كما يعتقدون؟
وسط المشهد الانتخابي الأخير، برز صوت لمرشح «خارج عن النص» لم يظفر حتى بمساحة إعلانية في أي وسيلة إعلام إسرائيلية، إذ رفض الجميع منحه هذه الفرصة، وضاع صوته وسط ضجيج الأيام والأحداث، إلا أنه لم يستسلم، مع أنه يعتبر «الصندوق الأسود» لحكام إسرائيل، كونه أمضى وقتا طويلا من عمله في دائرة صنع القرار الأولى في إسرائيل، وهو ديوان رئيس الوزراء.
إنه الداد يانيف، المحامي الذي عمل مساعدا في مكتب رئاسة الحكومة الإسرائيلية لسنوات منذ أيهود باراك نهاية تسعينيات القرن الماضي حتى إلى ما قبل بضعة أشهر، عايش وعاصر كل رؤساء الحكومات آخرها حكومة نتنياهو، يانيف صعق من حجم الفساد» المهول» الذي حدث في عهد نتنياهو وكيف أغلقت ملفات فساد وقضايا شرطة وكيف تم تعيين كبار رجالات الدولة في صفقات فساد وكيف تم ابتزاز الكثير ومن يحكم إسرائيل فعلياً؟ والأصابع الخفية التي تحرك قيادتها وكيف تدار السياسة في إسرائيل.. كنز من المعلومات ينشرها يانيف دفعة واحدة، ويكشفها الكاتب أكرم عطا الله، في مقال بعنوان: ويكيليكس إسرائيل.. صندوقها الأسود يتحدث، ويحاول أن يُدخل العاصفة في فنجان، من خلال مروره السريع على ما باح به يانيف، ويكشف جوانب مذهلة من أسرار قادة إسرائيل، والمتحكمين بمصائر الملايين من البشر، عربا ويهودا!
اكثر ما غاظني أن ذلك الكنز من المعلومات لم يحظ بما يستحق من اهتمام، فلم اجد ولو تعليقا واحدا عليه، بل لم يجد من يهتم به، أو يحاول نشره على أوسع نطاق، كي نفك رموز هذه «الدولة» العجيبة، التي ابتلي بها اليهود والعرب على حد سواء!
يانيف قرر أن يشكل حزباً سياسياً قبيل الانتخابات الأخيرة في إسرائيل. أطلق عليه حزب «إسرائيل الجديدة» ، وعندما عرض دعايته الانتخابية على وسائل الإعلام رفضت جميعها مكتوبة ومسموعة أو مرئية قبول إعطائه حقه كما كل الأحزاب، فقرر بث دعايته على موقعه الإلكتروني الخاص الذي نشر خلال دعايته فضائح كان يجب أن تهز المؤسسة الحاكمة هناك، فقد كشف تواطؤ وسائل الإعلام وارتباطها بالمؤسسة الفاسدة في الدولة، الاتهامات التي يسوقها يانيف كفيلة باعتقاله ومحاكمته ولكن يبدو أن المؤسسة التي يتحدث عنها أكثر ذكاء بحيث لم تعتقله حتى لا تثير فضيحة أكبر وفضلت عدم إثارة الأمر، وهكذا لم يشاهد كثير من الإسرائيليين ما قاله الرجل وبالتأكيد ليس كثيرا من العرب ومراكز الدراسات التي تتابع الشأن الإسرائيلي!
لقد وزع الداد يانيف اعترافاته على ثلاث عشرة حلقة يتحدث بها عن حقيقة المؤسسة الحاكمة في إسرائيل والعلاقات «القذرة» وكل حلقة حوالي ست دقائق، اعترافات مذهلة تعتبر كنزا للمتابعين للشأن الإسرائيلي وتعطي صورة أخرى عن طبيعة النظام واتخاذ القرارات إنها بمجموعها تمثل الوجه الأسود للقيادة الإسرائيلية وبالطبع لم يكذب الرجل فلو تحدث مدعيا ذلك لتمت محاكمته
وسجنه، يبدأ اعترافاته بالقول «السياسيون يحتاجون المال، من يعتقد أنه قادر على ضرب إيران يشعر أنه امتلك العالم ولا تعود تكفيه الـ 40 ألف شيكل فيبحث عن المال بالطرق القذرة».. ويستطرد في حلقته الأولى قائلا» بيبي نتنياهو يتصرف كزعماء العصابات يخرج المال من جواربه.. رأيته يفعل ذلك في بيت والده عندما كان حيا في القدس!
ويقول: أتذكرون تظاهرة ضباط وجنود الاحتياط بعد حرب لبنان عام 2006، يقول يانيف، كنت مع بيبي وكان حينها رئيس المعارضة رأيت نتنياهو يتحرك ذهابا وإيابا مع نتان ايشل مثل الفراشة هنا في فندق عزرائيلي، وفجأة طلب من ايشل الهاتف فأعطاه إياه، قال بيبي ليس هذا بل الأبيض، وهو الهاتف الذي ليس باسمه وغير مراقب وللعمليات الخاصة كما يفعل الخارجون عن القانون، هاتف غير معرف فقط للعمليات الخاصة، كان نتنياهو يقف في الوسط يوزع المال على يوأف هورفيتس وعوزي ديان الذي وصفه بالرجل الذي تصدر الأمر، كان يوزع المال عليهما، وهما كانا من رتبا بالمال تلك التظاهرة، وبعد فوزه ماذا حصل قال يانيف؟ عوزي ديان تولى مفعال هبايس «شركة اليانصيب «وهورفيتس تولى سلطة البث، إنه المشهد الأول من اسرار إسرائيل المذهله، التي تسوق نفسها أنها واحة للديمقراطية والشفافية وسيادة القانون، وثمة المزيد مما لم يعرف بعد، ندخره لمقال يوم غد، إن شاء الله تعالى !
أوباما و»إسرائيل» والعرب وطبيعة السلام..!
نواف الزرو عن العرب اليوم
من المبرمج أن يقوم الرئيس الأمريكي أوباما بزيارة لـ"اسرائيل" ورام الله في العشرين من آذار القادم، وهذه المرة على خلاف الماضي، الهمم الفلسطينية هابطة والتفاؤل غائب، ولم يعد أحد يبني الآمال على الرئيس أوباما، فقد فقد المصداقية كما سابقه، والواضح أنه سيكون على قمة أجندته في هذه الزيارة استئناف عملية المفاوضات، هكذا من أجل المفاوضات، وكالعادة، فإن الادارة الأمريكية تدفع للفلسطينيين والعرب "ضريبة كلامية إعلامية استهلاكية" فقط، في الوقت الذي تقدم فيه لـ"اسرائيل" "الضمانات والوعود و"الأموال" و"الأفعال" و"الفيتو"، بينما "العصا الغليظة" في وجه العرب وبدون حتى أية جزرة، وإن وجدت فإنها تكون مسمومة، والرئيس الأمريكي اوباما كسابقه ايضا، يجدد دائما وفي كل جولة ومناسبة "الدعم لإقامة دولة فلسطينية مستقلة" و"يدعو اسرائيل الى الالتزام بالسلام ووقف توسيع المستوطنات وتفكيك المستوطنات غير القانونية وتخفيف معاناة الفلسطينيين-تصوروا". "اسرائيل" لم تلب الرغبات والطلبات الامريكية، بل إن نتنياهو رفضها بمنتهى الصراحة والجلافة ووقفت حكومته والدولة بكاملها وراءه، ولم تحرك الادارة الأمريكية ساكنا، بل ذكرت بعض وسائل الاعلام أن هذه الادارة بدأت تخفف ضغوطها-وأية ضغوط- على نتنياهو... تصوروا...!
ورغم الفرعنة الاسرائيلية وعربدة نتنياهو، إلا أن الرئيس اوباما كان استقوى على العرب للتعويض عن ضعفه أمام نتنياهو واللوبيات الصهيونية، فشن هجوما كاسحا على القيادات العربية والفلسطينية محملا اياها "مسؤولية التعنت الإسرائيلي"، وقال خلال لقاء مع ممثلي المنظمات اليهودية: "إن الزعامة الفلسطينية لا تبدي قيادة والرؤساء العرب لا يتحلون بالشجاعة"، وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" نقلا عن ممثلي المنظمات أن أوباما قال خلال اللقاء: "توجهت برسائل لقادة الدول العربية ودعوتهم إلى دعم السلام والتعبير عن ذلك عن طريق تقديم بوادر حسنة لإسرائيل، ولكن للأسف، وجدت لديهم نقصا في الشجاعة، ووجدت أن الزعامة الفلسطينية لا تبدي قيادة (لا تتحلى بصفات القادة)".
واللافت أن اوباما تراجع عن خطاباته السابقة التي كان أظهر فيها "عينه الحمرا" لاسرائيل ونتنياهو بالمطالبة الجريئة بتجميد الاستيطان وباصراره على "حل الدولتين"، والانكى أنه اخذ يهرب من تحميل "اسرائيل" المسؤولية بوصفها دولة احتلال واغتصاب وخارجة على القانون الدولي، والقاء التعنت والرفض والصلف الاسرائيلي على الفلسطينيين والعرب. ويلتقي أوباما في ذلك مع الرؤية الاسرائيلية للقيادات الفلسطينية والعربية الى حد كبير، والحق هنا ليس عليهم بالتأكيد، فقد درج أقطاب المؤسسة الاسرائيلية على الاقتداء عادة بالآباء المؤسسين، خاصة بن غوريون الذي رسم طبيعة السلام الصهيوني قائلا: "إن أية اتفاقية مع العرب بشأن الهدف النهائي للصهيونية أمر يمكن تصوره لكن على المدى الطويل"، موضحا: "أن الاتفاقية الشاملة غير مقبولة الآن، لانه فقط بعد اليأس الكامل من قبل العرب، يأس يأتي ليس فقط كنتيجة لفشل أعمال العنف ومحاولات التمرد - من قبل العرب - بل ايضا كنتيجة لتنامي وجودنا في البلاد يمكن للعرب أن يذعنوا في ارض اسرائيل اليهودية".
وما بين عهد بن غوريون والراهن الاسرائيلي- يعرب عوزي أراد، رئيس مجلس الأمن القومي والمستشار السياسي لرئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، عن تقديره (وهو على الأرجح تقدير نتنياهو وحكومته والمؤسسة الاسرائيلية) بأنه "سيكون من الصعب التوصل إلى تسوية إسرائيلية فلسطينية بدعوى أن العرب لا يعترفون بالحق التاريخي لإسرائيل بالوجود"، وقال أراد في هآرتس "إنني لا أرى وجود عملية لدى الفلسطينيين للاقتراب من التسليم بوجود إسرائيل وصنع سلام مع إسرائيل، كما أني لا أرى قيادة فلسطينية ونظاما فلسطينيا إنما منظومة غير منظمة من القوى والفصائل"، الجنرال شلومو غازيت يقول عن تحول العرب باتجاه الخضوع: "رأينا مؤتمر القمة العربية الذي خرج بأربعة أقوال "نعم" – نعم للاعتراف باسرائيل، نعم للمفاوضات معها، نعم للسلام بل ونعم للتطبيع مع كل الدول العربية"، وذهب سلفان شالوم وزير الخارجية الاسرائيلي في حينه أبعد من ذلك من على منبر الأمم المتحدة حينما أعلن "أن الجدار الحديدي العربي بين العرب واسرائيل أخذ يسقط"، مضيفا بمنتهى الوقاحة الابتزازية: "أن على من يريد أن يساعد الفلسطينيين أن يتعاون مع اسرائيل.. وهذا شرط مسبق لأية دولة تريد ذلك.."، والجنرال شاؤول موفاز يقول "لا أعتقد أننا من الممكن أن نتوصل مع القيادة الفلسطينية الحالية الى اتفاق سلام وسنضطر لانتظار الجيل القادم من الفلسطينيين" ، وقطع موفاز مؤكدا: "انا لا أرى أن ذلك قد يحدث في السنوات القادمة.. ويجب أن نعترف أن الشريك الفلسطيني الحالي لا يزودنا بالبضاعة المطلوبة".
فلكل ذلك- أليس من الطبيعي في هذه الحالة العربية أن تواصل تلك الدولة المعربدة عدوانها على العرب واستخفافها بهم واحتقارها لهم ولكافة القرارات والشرعيات، طالما أنهم قرروا من جانب واحد "أن لا خيار امامهم سوى خيار السلام الاستراتيجي"، وطالما أنهم اسقطوا كل الخيارات الاخرى: "ماء الوجه" والاوطان والحقوق المغتصبة...؟!، فلماذا اذا لا تواصل "اسرائيل" هجومها وعربدتها على الفلسطينيين والعرب، طالما أن ذلك لا يحرك العرب الى الرد والردع...؟
“وسام” لأوباما
محمد عبيد عن دار الخليج
آخر الأخبار، الرئيس “الإسرائيلي” شمعون بيريز سيمنح نظيره الأمريكي باراك أوباما، وسام ما يسمى “رئيس الدولة”، خلال زيارة الأخير المزمعة إلى فلسطين المحتلة الشهر المقبل، تعبيراً عن تقدير الكيان وتثمينه لمساهمته “المميزة” في تعزيز ما سمته مصادر “أمن” الكيان، من خلال الدعم المتزايد لجيش الاحتلال وآلته العدوانية .
ليس في الخبر بحد ذاته أمر جديد أو علامة فارقة، إلا أن ما يختبئ بين السطور هو الأهم، والأجدر بالمتابعة والتحليل، خصوصاً أن الكيان ليس بحاجة أو مضطراً إلى تقديم رشوة سياسية للرئيس الأمريكي، ليستمر في انحيازه الأعمى لمصالحه، ولا أوباما بحاجة إلى عامل منشّط، أو دواء لتقوية الذاكرة، ليحفظ على الدوام أحد أساسيات وجوده كرئيس للولايات المتحدة، المتمثل بحفظ “إسرائيل” في العينين .
من زاوية تأخذ في الاعتبار المجاملات الدولية، يمكن اعتبار منح بيريز الوسام لأوباما، رداً بالمثل على منح أوباما بيريز منتصف العام الماضي “وسام الحرية”، أحد أرفع الأوسمة الأمريكية، الأمر الذي عبّر في حينه أبلغ تعبير عن إيمان واشنطن بالكيان المحتل على أنه “واحة” حريات، وليس كياناً غاصباً استعمارياً، غارقاً في دماء المدنيين العزّل، والأنكى أن الرئيس الأمريكي احتفل بمنح بيريز الوسام مؤكداً أنه “كان يؤمن ب”إسرائيل” حتى قبل إقامتها”، في مبالغة في تقديم فروض الولاء، من رئيس لم يكن وُلِدَ بعد زمن نكبة الفلسطينيين .
لجنة منح الوسام بررت الأمر بكل بساطة، حين قالت في حيثيات منحه “إن مساهمة الرئيس أوباما تتمثل بتوثيق التعاون الاستراتيجي بين البلدين وبالتطوير المشترك لوسائل قتالية للوقاية من الصواريخ والإرهاب”، وهنا المغزى الحقيقي من الموضوع، فالمطلوب الاستمرار وزيادة رفد الكيان بكل فتّاك من السلاح، والتغطية على قوته النووية، وأسلحة الدمار الشامل التي يمتلكها، وأخيراً وليس آخراً، تبني مطالبه والانحياز إليه في أي جولة تفاوض، والضغط على الفلسطينيين أكثر للتنازل عن حقوقهم .
الأنكى في أمر هذا “الوسام” أنه سيمنح، كما هو مقرر، في مقر ما يسمى رؤساء “إسرائيل” في القدس المحتلة، ما يعني بالضرورة اعترافاً ضمنياً أمريكياً باحتلال المدينة المقدسة، وتشريعاً أكثر له، رغم أن جميع قرارات الشرعية الدولية تقر الحق الفلسطيني التاريخي في المدينة .
الأخطار التي تحيط بالمدينة المقدسة أكبر وأشد من هذه اللحظة الرمزية، لكنها مع ذلك تلقى مقاومة من الفلسطينيين المتمسكين بحقهم وأرضهم ومقدساتهم، لكن تلك الخطوة الرمزية تنتظر ما يقابلها على مستوى القيادة الفلسطينية التي ستستقبل أوباما أيضاً في الزيارة ذاتها، وما سيكون منها رداً على ذلك، وهل سيكون الرد بمنحه وساماً آخر أم الاحتجاج لديه؟
مزاد التوقعات والتحليلات سيأخذ بالتصاعد عشية زيارة الرئيس الأمريكي لفلسطين المحتلة، وستسبقه خطوات من الاحتلال والسلطة الفلسطينية لوضع الإدارة الأمريكية في الصورة، لكن التجربة المؤلمة التي شكلها أوباما وسياساته تجاه القضية الفلسطينية، تفرض على السلطة تغيير النهج معه، والتعاطي مع إدارته كطرف لا كوسيط نزيه، كونها لم تثبت العكس على مدى ولايته الأولى، والمرجّح أنها لن تتغير في ظل ولايته الثانية .
من «الأخونة» إلى التوهان
د. صالح سليمان عبدالعظيم عن البيان الإماراتية
على الرغم مما تقوم به جماعة الإخوان المسلمين في مصر من محاولات لأخونة الدولة والهيمنة على مفاصلها، فإن الواقع يثبت بما لا يدع مجالاً للشك، أن الإخوان غير قادرين، بالمعنى الحرفي للكلمة، على تحقيق تلك الأخونة والانقضاض على الدولة المصرية العريقة.
وعموماً فإن أي تيار سياسي يحاول أن يفرض رؤاه وهيمنته المجتمعية، لا بد أن يمتلك تصورات استراتيجية واضحة، يمكنه من خلالها أن يشرعن ما يقوم به ويجعله في مصاف القبول المجتمعي العام.
إضافة إلى ذلك، فعلى هذا التيار أن يقدر على كسب حلفاء حقيقيين، مشهود لهم بالكفاءة والتقدير المجتمعي والقبول السياسي. كما أنه يجب أن يمتلك من الكفاءات البشرية ما يمكنه من تنفيذ استراتيجية العمل الخاصة به.
وفي سياق هذا التطبيق فإنه لا بد أن يكون قادراً على إنتاج الأفكار الجديدة والمبدعة، القادرة على مواجهة مفاجآت الواقع العديدة والمربكة في الوقت نفسه. بمعنى آخر؛ أن يتحلى بالمرونة السياسية القادرة على التعامل مع مستجدات الواقع وتحولاته المختلفة. فهل يمتلك «الإخوان» مثل هذه الأمور التي تجعلهم قادرين على أخونة الدولة، ناهيك عن قيادتها في المرحلة المقبلة والخروج بها من الوضع الكارثي الراهن إلى بر الأمان؟!
لم يستطع الإخوان حتى الآن البرهنة على امتلاكهم كوادر مبدعة، قادرة على التعامل مع الواقع المصري المتقلب في فترة ما بعد الثورة.
فالواقع يثبت، بما لا يدع مجالاً للشك، أن القدرات الفكرية للجماعة محدودة بشكل كبير، وهو أمر ربما يرتبط بتاريخ الجماعة الذي لم يخرج في جوهره عن العمل الدعوي من ناحية، وتجنيد الأعضاء من ناحية أخرى.
وما دون ذلك لم تستطع الجماعة عبر تاريخها الطويل، أن تنتج مفكرين واعدين على المستوى السياسي والاجتماعي الأوسع نطاقاً من العمل الخيري.
فمن الملاحظات الجلية أن الجماعة ليس لديها المفكرون الذين يمتلكون قدرات تحليلية واسعة وعميقة، وحتى كتابات مُنشئ الجماعة، ومن بعده منظرها الشهير سيد قطب، لم تقدم حلولاً مجتمعية واعدة ومبتكرة، بقدر ما قدمت تصورات دينية كانت في أغلبها رافضة للمجتمع دون تقديم أطر جديدة متوافقة مع الواقع المعيش.
وإذا كان هذا حال القيادات الفكرية التاريخية للجماعة، فعلينا أن نتصور الحال الآن في ظل تاريخ طويل من الولاء من قبل الأعضاء، وانتفاء ثقافة الحوار والإبداع والاختلاف.
ولعل هذه المسألة تكشف عن أن حلفاء الجماعة بعد الثورة، تمثلوا في وقت من الأوقات في حزب النور السلفي الذي توترت علاقاته بالجماعة الآن، بعد دخوله في سلسلة متتابعة من الرفض لممارسات الجماعة، ويتمثلون الآن في الجماعة الإسلامية وغيرها من الجماعات الجهادية الأخرى، التي مارست العنف في مصر لعقود طويلة، والتي كشفت عن تأييد له في التظاهرة الأخيرة لهم، التي جاءت تحت عنوان لافت للنظر «نبذ العنف»!
إن تحالف الإخوان مع هذه النوعية من الجماعات، يكشف عن فقر شديد في رؤيتهم للأمور في مصر، كما يكشف عن نيات عنيفة لدى الإخوان نحو المجتمع والمخالفين لهم في المشارب والتوجهات. فمن يقبل التحالف مع جماعات مارست العنف الدموي وما زالت تحض عليه، يعني أنه لا يقبل بالحوار وليست لديه بدائل أخرى له، كما يعني استعداده لممارسة العنف ذاته والتحالف مع من يمارسونه، من أجل تحقيق أية مكاسب تضمن الاستئثار بالحكم والهيمنة على الدولة ومؤسساتها المختلفة.
إن هذه التحالفات المريبة تعني سوء قراءة من جانب الجماعة للواقع المصري، وضعف القدرة على تقديم بدائل مرنة أخرى، مثل التحالف مع التيارات الليبرالية المدنية، وخلق جبهة واسعة من التحالفات تقنع المواطن المصري العادي بقيمة ما تبذله الجماعة من أجل التهدئة والتصالح. لكن الواقع الفعلي يكشف عن جمود في الفكر وعجز عن تقديم آفاق جديدة، فمن غير المتصور تعامل الجماعة مع أية تيارات أخرى لا تتفق معها وتعارضها، كما أنه من غير المتصور القبول بحكومة توافق وطني تنقذ مصر من الإفلاس الاقتصادي بالمعنى الحرفي للكلمة.
تحيلنا ممارسات الجماعة لحالة «مَخْولة»، وفقاً للتعبير المصري الشائع الذي يعني حالة لخبطة وتوهان لا يعرف فيها المرء رأسه من قدميه. أغلب الظن أن مصر تعيش الآن تلك الحالة، التي أتوقع أنها غير مقصودة أيضاً من جانب الجماعة، بقدر ما هي ناتجة عن سوء التصرف وضعف الخيال وشلل الحراك السياسي لديها. وأخطر ما في هذه الوضعية التي أصابت مصر منذ اعتلاء الإخوان سدة الحكم، أنها تزيد كل يوم من حالة الفوضى التي يعيشها المصريون، كما توسع دائرة العنف بشكل غير مسبوق.
فهل يعي الإخوان حالة «المَخْولة» التي يعيشها المصريون الآن؟ سؤال تميل إجابته أكثر ما تكون للنفي، في ظل غياب عقل الجماعة وهيمنة دائرة العنف المجتمعي الشامل!
أميركا سلمت مفاتيح الأزمة السورية إلى الروس!
هدى الحسيني عن الشرق الاوسط
لا ترغب إيران بحرب إقليمية. لديها انتخابات رئاسية في شهر يونيو (حزيران)، ووضعها الاقتصادي منهار، والريال الإيراني مستمر في الهبوط، مما اضطر الدولة إلى نشر سيارات الشرطة في شوارع طهران، وقطع أصابع السارقين على الملأ.
إسرائيل رغم اعتراف وزير دفاعها إيهود باراك بأنها تقف وراء الغارة الجوية على سوريا قبل ثلاثة أسابيع ليست في وارد تأجيج حرب إقليمية. هي أبلغت واشنطن وموسكو، قبل الضربة، عن عزمها، وأبلغتهما وعواصم أخرى أنها ليست بصدد حرب موسعة، وإن كانت تلقت من واشنطن الضوء الأخضر لعمليات أخرى اضطرارية.
تركيا مصابة بخيبة أمل وتحاول الانصراف إلى إيجاد حل ما للمسألة الكردية.
مباشرة بعد فوز باراك أوباما في الانتخابات في السادس من شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، طلب رئيس وزراء تركيا رجب طيب أردوغان موعدا للقاء أوباما، وحتى الآن يتهرب البيت الأبيض من تحديد موعد، والسبب أن أردوغان سيأتي ليبحث الوضع السوري، وضرورة إنهاء الأزمة السورية عسكريا، وهذا ما لا تريده واشنطن، وقد أبلغت ذلك إلى عدد من العواصم الأوروبية.
موسكو تبحث عن حل، توصلت مع واشنطن إلى توافق بتسليمها الملف السوري حسب ما ورد في تقرير «مؤسسة القرن المقبل». موسكو تريد إشراك إيران في «صفقة الحل»، وتريد أيضا إشراك السعودية ومصر ولبنان والأردن، شرط أن يبقى المفتاح بيدها.
قطر قلقة لخروج هيلاري كلينتون من وزارة الخارجية ومجيء جون كيري. الأولى كان يمكن إقناعها بحل عسكري، أما كيري فإنه على اتصال دائم بوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف (آخر اتصال مساء الأحد الماضي) من أجل ضرورة وقف العنف والبدء في الحوار بين الحكومة والمعارضة في سوريا.
كل الأطراف المعنية بالأزمة السورية تشيد بمبادرة معاذ الخطيب رئيس الائتلاف السوري المعارض. وعندما التقى علي أكبر صالحي وزير الخارجية الإيراني معاذ الخطيب أبلغه أن إيران تضمن كل ما سيتم التوصل إليه على طاولة المفاوضات.
عندما انتهى من معركة دمشق التي ساعدت موسكو في إجهاض هجوم الثوار عليها في الأسابيع الماضية، نقل عن الرئيس السوري بشار الأسد أنه شدد على ضرورة إجراء الحوار.
وحسب معلومات موثوقة جدا، فإن رئيس الوزراء السوري وائل الحلقي الذي زار طهران الشهر الماضي (17 إلى 19) في إطار التنسيق السوري الإيراني تحضيرا لمؤتمر الحوار الوطني السوري، نقل معه إلى طهران «ضمانات خطية» من بشار الأسد شخصيا تؤكد التزامه بكل قرارات الحوار الوطني. كان ذلك بناء على طلب من إيران بأنها تريد تقديم ضمانات مؤكدة لأطراف المعارضة خلال حوارها معهم، بما فيها ضمانات بالعفو العام عن كل قوى المعارضة التي تقبل بالحوار الوطني، وبالأخص الجيش السوري الحر.
وحسب المعلومات الموثوقة فإنه بالرغم من أن سعيد جليلي أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني أعلن في مؤتمر صحافي أن زيارته إلى دمشق في الثاني من الشهر الجاري، ولقاءه الرئيس السوري جاءت لدعم إيران الكامل لسوريا ونظامها، إلا أن السبب الحقيقي للزيارة كان لنقل مضمون المباحثات التي أجرتها إيران في طهران مع ممثلين عن الجيش السوري الحر، وممثلين عن جبهة الإنقاذ: مجموعة معاذ الخطيب (وجهت له واشنطن الدعوة لزيارتها). وأبلغ جليلي الطرف السوري تحقيق تقدم في مسار المشاركة في الحوار الوطني السوري، وأن وجهات نظر تلك الأطراف صارت أكثر واقعية فيما يتعلق بصلاحيات الحكومة الانتقالية، أو مستقبل الأسد بعد 2014. وتضيف المصادر أن إيران تبحث عن التوازن ما بين التزاماتها الاستراتيجية مع النظام القائم، وما بين التعامل الواقعي مع التطورات، خصوصا جماعات المعارضة السلمية، ذلك أن القلق الإيراني أصبح قلقا إقليميا من فراغ السلطة، وغياب البديل، وفشل الحل العسكري من قبل طرفي الصراع.
وحسب ما ورد في تقرير «مؤسسة القرن المقبل» حول الموقف الإيراني، فإن الغرب يعيد أخطاء أفغانستان. إنهم يبحثون المشكلة وإحدى العينين مغلقة. الغرب يركز على التخلص من بشار الأسد من دون التفكير بما سيأتي بعد ذلك. وبنظر إيران ستجري انتخابات رئاسية في سوريا عام 2014: «قبل ذلك لن نقبل بإقالة الأسد»!
هذه الجولة توحي بتطور بطيء في الموقف الإيراني من ناحية عدم الإصرار على بقاء الأسد بالذات.
الدول المجاورة لسوريا: لبنان، الأردن وإسرائيل، قلقة من أن تجد تصريحات الجبهات الإسلامية، من «النصرة» إلى «الحق»، إلى «جند الإسلام».. إلخ؛ آذانا صاغية لدى مجتمعات تئن من الأوجاع الاقتصادية والبطالة والضياع، وكذلك التحريض المذهبي.
أما في إسرائيل فالخوف من أن تتوحد لاحقا سوريا الإسلامية مع لبنان إسلامي وأردن كذلك، ويشكلون دولة ضاغطة على حدود إسرائيل. هي قد تجد ذريعة لإشعال فتنة داخلية سنية - شيعية، لكن دولة إسلامية تبقى بعبعا؛ لذلك من أجل تسهيل المفاوضات لانتقال سلمي، يتوقع بعض السوريين أن توافق إسرائيل على العودة إلى طاولة المفاوضات السورية من أجل إعادة الجولان، إنما من دون بحيرة طبرية لتضمن السلام والاستقرار.
أما عن المشروع الذي يتم تسويقه الآن، فحسب تقرير «مؤسسة القرن المقبل»، فإن لافروف قال للأميركيين: «اطردوا جبهة النصرة من سوريا، عندها سنقوم بتغيير موقفنا. وحتى تفعلوا ذلك، لماذا تطلبون منا أن نوجه ركلة للأسد؟»!
إذن.. المشروع يقضي بأن تنسحب أميركا من مقعد القيادة لصالح الروس. هؤلاء بدورهم سيقنعون الأسد بأنه من أجل الأمة السورية، يجب أن يوافق على الوقوف جانبا والسماح بالانتقال إلى حكومة جديدة في سوريا. الإطار الزمني لهذا لانتقال واضح، حتى سنة واحدة، الوقت الذي سيتم فيه تشكيل حكومة مؤقتة يسلم الأسد السلطة لها (أي مع موعد انتهاء فترة رئاسته).
تفيد إحدى الخطط الموضوعة بأن الحكومة المؤقتة المؤلفة من 100 عضو تعين لجنة دستورية لوضع دستور يعرض على الاستفتاء قبل الانتخابات. طبعا الشيطان يبقى في التفاصيل. المهم أن الحكم السوري وافق على هذا الاقتراح أو أجبر على الموافقة.
هذا يعني أن طاولة المفاوضات إذا عقدت ستستمر حتى شهر مايو (أيار) أو يونيو المقبل للخروج باتفاق. وكان وزير الخارجية السوري وليد المعلم قال في 19 من الشهر الماضي إنه خلال ثلاثة أشهر سيعقد مؤتمر الحوار الوطني وسيتفق المجتمعون على جدول أعمال، وسينتخبون هيئة أو لجنة لقيادة الحوار.
فترة رئاسة الأسد تنتهي في مايو 2014، وقد تبدأ الفترة الانتقالية في شهر مايو المقبل.
الكلام يوحي وكأن معارضة الخارج متفقة فيما بينها، ولا خلافات تشل تحركاتها، وكأن هذه المعارضة متفقة تماما مع مقاتلي الداخل من لجان تنسيقية ومجموعات إسلامية!
في مؤتمره الصحافي الذي عقده مع وزير خارجية الأردن ناصر جودة في الثالث عشر من الجاري، دعا جون كيري إلى المفاوضات كمخرج لتخفيف العنف، معترفا بأن الأمر ليس سهلا؛ لأن هناك الكثير من القوى على الأرض إنما «انهيار الدولة خطر على الجميع».
خلال لقائه مع أحد الوفود العربية مؤخرا، قال الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند: «فعلنا كل ما نستطيع لإسقاط الأسد لكننا فشلنا. لذلك قررنا أن نترك كل الأطراف تتصارع حتى تتهاوى».
لكن، ماذا إذا تهاوت الدولة السورية قبل أن تتهاوى الأطراف!
منع السلاح عن «الجيش الحر» سبب ظهور «النصرة»
صالح القلاب عن الشرق الأوسط
بعد القرار الأميركي، المستهجن والمستغرب، باعتبار «جبهة النصرة لأهل بلاد الشام» تنظيما إرهابيا مثله مثل «القاعدة»، بات كثيرون، ومن بين هؤلاء معظم دول الاتحاد الأوروبي وبعض الدول العربية، ينظرون إلى المعارضة السورية، خاصة الجناح العسكري منها، من هذه الزاوية، والهدف بالطبع هو اعتبار أن هذا يشكل ذريعة كافية لتبرير مواقفهم المخزية بالاستنكاف عن دعم الجيش السوري الحر ومده بالأسلحة والذخائر وتمكينه من الدفاع عن شعبه ضد نظام دموي وقاتل استباح دماء السوريين وهتك أعراضهم واعتدى على حرماتهم ودمر مدنهم وقراهم وشرد الملايين منهم إنْ داخل بلدهم وإنْ خارجها في الدول البعيدة والمجاورة.
حتى الآن لم يستطع الأميركيون إثبات أن «جبهة النصرة» جزء من تنظيم «القاعدة»، الذي لا نقاش ولا جدال في أنه قاتل وإرهابي، وحقيقة، فإنهم اتخذوا قرارهم هذا آنف الذكر لتبرير ميوعة مواقفهم المتراجعة تجاه الأزمة السورية التي بسبب التدخل الروسي والإيراني السافر والغاشم قد تحولت إلى صراع إقليمي ودولي، ولإيجاد أعذار لامتناعهم عن دعم الجيش السوري الحر واعتراض أي محاولات لمده بالسلاح والذخائر إنْ من قبل الأوروبيين وإنْ من قبل بعض الدول العربية.
لم تعلن هذه «الجبهة» عن نفسها إلا من خلال البيان الأول الذي أصدرته في 24/1/2012 وذلك مع أن هناك ما يشير إلى أن تشكيلها يعود إلى أواخر عام 2011، والثابت والمؤكد أن كل المشكلين لها هم من السوريين الذين يُقال إن بعضهم من الذين قاتلوا سابقا في أفغانستان والعراق والشيشان. والمعروف أن «النصرة» قد أنشئت في مدينة حمص في الفترة التي كانت تتعرض فيها لحصار جيش النظام وهجماته وقصفه المتواصل، وإلى إغارات «الشبيحة» الطائفيين الذين كانت تشاركهم في هذه الجرائم التي ارتكبوها وما زالوا يرتكبونها مجموعات من حزب الله اللبناني، وهذه مسألة غدت مؤكدة وهي ليست بحاجة لا إلى براهين ولا إلى مزيد من الأدلة.
ولعل ما فات على الاستخبارات الأميركية التي ربطت في تقاريرها بين «جبهة النصرة» وتنظيم «القاعدة» في العراق، أن نظام بشار الأسد قد بادر ومنذ لحظة انطلاق الشرارة الأولى لهذه الثورة إلى الادعاء بأن وراء حتى حادثة أطفال درعا الشهيرة في 18/3/2011 جهات وتنظيمات إرهابية، وأنه بقي يتمسك بهذا العذر الأقبح من ألف ذنب على مدى الأشهر الستة اللاحقة التي لم تشهد، من قبل المعارضة، إطلاق ولا رصاصة واحدة، والتي كانت المطالب الإصلاحية خلالها تتخذ طابع المظاهرات الشعبية السلمية.
كان بشار الأسد بحاجة إلى ظهور بعض التنظيمات المتطرفة على خط المعارضة السورية، خاصة بعد الإعلان عن إنشاء الجيش السوري الحر وانخراطه في العمل العسكري ضد جيش النظام ومخابراته وشبيحته وأجهزته الأمنية، والمعروف أن مخابرات هذا النظام ذات باع طويل في هذا المجال إنْ لجهة استخدام «القاعدة» في العراق وحتى فترة قريبة، وإنْ لجهة اختراع تنظيمات ومنظمات إرهابية مثل «فتح الإسلام» وتكليفها بعمليات إرهابية ذات أبعاد سياسية.
وبالتأكيد، فإن هذا لا يعني إطلاقا أن «جبهة النصرة» هي اختراع جديد من اختراعات المخابرات السورية المشهورة بطول الباع في هذا المجال، ولكنه يعني أن نظام بشار الأسد قد تقصد القيام ببعض البشاعات المرعبة ضد أطفال الشعب السوري وضد الحرائر السوريات لخلق بيئة ملائمة لظهور تنظيمات متطرفة وعلى أساس أن العنف يولد العنف وأن الحرب الطائفية تستدرج ردا طائفيا. وهذا هو ما حصل وأدى إلى ظهور هذه الجبهة التي لا بد من التأكيد على أنها تحظى بتعاطف غير رسمي في العديد من الدول العربية انطلاقا من القناعة بأنها تدافع عن الإسلام والمسلمين ضد الاستهداف المذهبي إنْ من قبل هذا النظام وجيشه وشبيحته وإنْ من قبل حزب الله اللبناني وفيلق القدس التابع لحرس الثورة الإيرانية.
إن أجواء العنف الطائفي والمذهبي التي خلقها هذا النظام وتقصد إشاعتها والتي استهدفت المسلمين السنة تحديدا، هي التي أدت إلى ظهور «جبهة النصرة»، وهي التي استقطبت بعض المتطوعين من الخارج. لكن أن يقال إن المخابرات السورية هي التي «اخترعت» هذه الجبهة، فهذا غير صحيح على الإطلاق، وهذا يعتبر تجنيا على الحقيقة. والحقيقة هي أن مجريات الأحداث منذ حادثة درعا المعروفة في 18/3/2011 هي التي أدت إلى بروز هذه المنظمة العُنْفية المتشددة، وهي التي ستؤدي إلى بروز العديد من التنظيمات المماثلة إذا بقيت الأمور تسير في هذا الاتجاه الذي تسير فيه الآن، وإذا بقي الأميركيون وغيرهم يتخذون هذه المواقف المائعة غير المبررة، وإذا بقي الجيش السوري الحر من دون دعم ولا تسليح، وإذا بقيت المعارضة تُعامَلُ بكل هذه الأساليب الملتوية.
عندما يواصل نظام بشار حربه الطائفية بكل هذا التدمير والعنف وكل هذه الاعتداءات المتواصلة على أبناء الشعب السوري وعلى أطفالهم وأعراضهم، وعندما تصل أعداد القتلى إلى أكثر من مائة ألف قتيل، وكل هذا بالإضافة إلى المهجرين قسرا وإلى الجرحى والمعتقلين والمفقودين، وعندما تتدخل إيران بكل هذا التدخل المذهبي السافر في الشؤون الداخلية السورية، ثم وعندما يعلن الإيرانيون أن سوريا هي المحافظة الإيرانية الـ35، وعندما يعلنون عن تشكيل جيش متطوعين إيرانيين قوامه 60 ألفا للقتال دفاعا عن هذا النظام، وأيضا عندما يكون هناك كل هذا التدخل الروسي.. فلماذا إذن يكون هناك استغراب لظهور ليس «جبهة نصرة» واحدة؛ وإنما ألف «جبهة نصرة».
إن أي إنسان لديه ولو الحد الأدنى من الشرف والكرامة، لا يمكن أن يسكت عن هتك عرضه وذبح أبنائه والتمثيل بأجسادهم أمامه وعلى أساس طائفي ومن منطلقات مذهبية حتى وإن كان علمانيا أو شيوعيا، وإنه لا بد من أن يتحول إلى انتحاري ويبحث حتى تنظيم إرهابي يثأر من خلاله لكرامته.. وحقيقة، فإن هذا هو ما حدث بالنسبة لظهور «جبهة النصرة» وما حدث بالنسبة لانضمام بعض السوريين إلى هذه الجبهة، خاصة أن الجيش السوري الحر يعاني من كل هذا الحصار المضروب عليه من قبل الولايات المتحدة أولا، ومن قبل معظم دول الاتحاد الأوروبي وبعض الدول العربية «الشقيقة»!
لو أن الولايات المتحدة لم تتخذ هذا الموقف المائع المتراجع المثير للكثير من الأسئلة والتساؤلات، ولو أنها لم تمنع التسليح عن الجيش الحر، فيقينا لن تكون هناك لا «جبهة النصرة» ولا غير «جبهة النصرة».. أما عندما يكون كل هذا العنف الذي يمارسه جيش بشار الأسد، وكل هذه الحرب الطائفية، وكل هذا التدخل المذهبي من قبل إيران وحزب الله، وعندما يصبح سيرغي لافروف هو وزير خارجية سوريا وهو وزير دفاعها، فلماذا لا تظهر هذه الجبهة؟ ولماذا لا نتوقع عنفا مضادا أشد عنفا من عنف «القاعدة» و«طالبان»؟
وهنا، فإنه لا بد من تحميل الأميركيين مسؤولية كل هذا الذي يجري، والذي سيجري أخطر منه إذا لم يتم وضع حد لهذه المواقف والسياسات الأميركية المائعة، وإذا لم يطرأ موقف جدي من قبل الأوروبيين وبعض العرب تجاه الأزمة السورية التي إن هي لم تعالج المعالجة العاجلة الصحيحة، فإنها ستتحول إلى زلزال ستطال ارتداداته كل دول هذه المنطقة وأيضا كل الدول التي تعتقد أنها في مأمن وبعيدة.
بكار المكار بيلعب بالنار
حمدي رزق عن المصري اليوم(مقال ساخر ولاذع)
نادر بكار غلط، وغلط كبير، أبوكف رقيق وصغير، نزل بخفة على دماغ الكبير، بكار حبيب الصغار غلط فى الكبار، غلط فى أسد الجماعة خيرت الشاطر، بكار يغرد على تويتر: «إذا كانت الرئاسة تقيل بالشبهات فلتحدثنا عن صفة خيرت الشاطر التى تكلم بها عن تحركات مرصودة لأطراف فى الداخل والخارج».. ها لقد قمت بلمس شنبات الأسد يا مكار، وها هو الشبل «سعد بن خيرت» خرج ليهاجمك، إذا خاصم فجر، يعنى سأنتقم منك.
هذا الشبل من ذاك الأسد، سعد غرّد وقد أعذر من غرّد: بكار إذا خاصم فجر؟!.. بكار شكله بيلعب فى عداد عمره، بكار فاكر الشاطر زى مرسى شرعى ومنتخب ويُنتقد، الشاطر لا هو شرعى «نائب مرشد فى جماعة غير شرعية»، ولا هو منتخب «تم استبعاده من انتخابات الرئاسة»، وذاته مصونة لا تُمس ولا تُنتقد، بكار بيخبط فى حلل الجماعة، إذن استلقى وعدك يا مكار، فتملك الغيظ من الأسد وقال ويلُك ويلُك بضم اللام «من قاموس نجيب الريحانى».
خبط لزق، من أول قلم تعترف، بأى صفة يتحدث أبوسعد، حصّلت تجيب سيرة أبوسعد، هو احنا عندنا كام أبوسعد، هو اللى طلعنا به من الثورة، تقصد إيه يا مكار؟ تقصد أن هناك عيونا للشاطر فى جبل المقطم، مطاريد يعنى تتقفى التحركات وترصدها، عاوز تفهمنى إن الشاطر كان فى «الدوحة» الأسبوع الماضى لرصد التحركات الخارجية، فعلاً مكار واسمك بكار، ياما تحت السواهى دواهى.
الشاطر لن يرد عليك يا بكار، أنت من عمر أولاده، والشبل سعد كفيل بك، الكومنت بكومنت، والتغريدة بتغريدة، والتتويتة بتتويتة، والبادى أظلم، تلقيح الكلام على تويتر عيب، شغل صغار، معلوم كفك رقيق وصغير، لكن يبدو أن النملة طلع لها سنان، والله خايف يكسروا سنانك يا بكار التى تشبه أسنان إعلانات معجون الأسنان.
إنما القادم أسوأ، حاسب يا بكار لقد فتحت على نفسك النار، اللى ييجى على أبوسعد ما يكسبش، صحيح بطلوا ده واسمعوا ده، ياما لسه نشوف وياما، بكار يا وقعة سودا يغرد كاليمامة، هى كانت فين عينيكى يا يمامة، لما دورتى بإيديكى ع الندامة، هى دى مش تبقى عيبة ع الظرافة اللطافة الخفافة، حتى شوف صورة الشاطر على صفحات ثعالب فيس بوك، تقاطيعه مسمسمة، ونظراته وادعة، ولحيته كاسية، وتقطيبة جبينه ولا محمود مرسى فى فيلم «فجر الإسلام».
محاولات بكار للتملص من التغريدة «الملغومة» لا تخيل على الشاطر، بكار يبرر التغريدة بأن القرآن الكريم أجاز للمظلوم أن يخبر عن ظلم الظالم جهراً، طيب يا سيدى والقرآن قال: «ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة وأحسنوا...».. بفرض سيادتك مظلوم، والشاطر ظالم، ومأمور تخبرنا عن ظلم الظالم جهرة، جالك قلب تنكر على أبوسعد حقه فى الرئاسة، شريك بالنص باعتباره أول الإخوان المترشحين فى السباق الرئاسى، وأول المستبعدين من السباق الرئاسى، لازم تصيح وتغرد، وتحركات مرصودة، من يرصد تحركات من يا مكار؟ تقصد الأمن الوطنى، وطنى لو شغلت بالشغل عنه.. الأمن القومى، وقومى وإن رصدوا تحركاتى كرام.. من بره، هذا أمر مريب، وغريب، والبينة على من ادعى، على نادر بكار!
اليهود.. من أين؟ وإلى أين؟
حسن حنفي عن المصري اليوم
صرح أحد القادة الإسلاميين بأنه لا مانع من عودة اليهود المصريين من إسرائيل إلى مصر. واستهجن الجميع هذا القول. فكيف يعود الأعداء إلى مصر؟
والحقيقة أن القضية الفلسطينية لها حلول كثيرة طبقاً لظروف العصر. هناك حلول على الأمد القصير، وحلول أخرى على المدى الطويل. الأمد القصير حرب التحرير الوطنى بعد جنوب أفريقيا. وقد بدآ معا فى 1948. وانتهت حرب جنوب أفريقيا بتحريرها ومازالت فلسطين باقية، وأيضا كشمير فى 1948 بالرغم من وجود قرارات الأمم المتحدة بالاستقلال. وتحقق فى جنوب أفريقيا وبقيت كشمير وفلسطين. ولا يوجد حل لقضية فلسطين صائب وآخر خطأ، بل كل حل يتفق مع عصره. ففى عصر التحرر الوطنى الذى بدأ فى الخمسينيات والستينيات فى الذروة لا يوجد لقضية فلسطين إلا التحرر الوطنى. أما على الأمد الطويل فقد توجد حلول أخرى غير التحرر الوطنى. والخطأ فى التوقيت أن تأتى حلول الأمد الطويل فى مرحلة التحرر الوطنى، وأن تؤجل حرب التحرير الوطنى إلى مرحلة الأمد الطويل. والآن التحرر الوطنى هو السبيل إلى تحرير فلسطين لأننا فى مرحلة التحرر الوطنى وليس التعايش السلمى الذى قد يأتى فى مرحلة قادمة. ويكون حلاً على الأمد الطويل عندما يشرع الطرفان فى الحلول السلمية والتعايش السلمى، وتحقيق العدل ورفع الظلم عن كاهل الفلسطينيين. والآن نحن فى الأمد القصير، حرب التحرر الوطنى فى 1936، 1948، 1956، 1967، 1973. والهزائم أكثر من الانتصارات. وتمتلك إسرائيل النووى. وتختلف التقديرات حول كميته. وتريد أن تكون هى بمفردها القوة النووية فى المنطقة. لذلك تنزعج من إيران. وتخشى من امتلاكها قوة نووية مثلها. فتتعادل القوتان. وتصبح الحرب هى الوسيلة لحل قضية فلسطين. وتعود فلسطين عربية عندما يقوى العرب أو تتغير الموازين الدولية.
وعندما ينتهى عصر التحرر الوطنى، وعندما لا تحل الحرب شيئاً، وعندما يبدأ التفسخ فى المجتمع الإسرائيلى ويبدأ الصراع بين اليهود الشرقيين واليهود الغربيين، وعندما تبدأ الهجرات المضادة هنا يبدأ التغير فى علاقات القوى بين العرب وإسرائيل. ويبدأ حلم التعايش المشترك. وهو ما بدأ به الميثاق الوطنى الفلسطينى. دولة وطنية واحدة يتعايش فيها العرب واليهود متساوين فى الحقوق والواجبات مثل كل الدول متعددة الجنسيات: سويسرا، إيطاليا، فرنسا، بلجيكا، كندا، أسبانيا، وعندما ينتهى الخطر الخارجى لإسرائيل وتبدأ التناقضات الداخلية فيها يبدأ الحنين إلى الأوطان الأصلية. فإسرائيل تجمع اليهود من شتى أنحاء العالم، من أوروبا وأمريكا وروسيا وبلاد العرب. والحنين إلى الأوطان طبيعى فى البشر. وكلما تأزم المجتمع المصطنع حنّ اليهود الروس إلى روسيا، واليهود الأمريكيون إلى أمريكا، ويهود أوروبا الشرقية إليها، واليهود العرب إلى البلاد العربية. فلم ينسوا لغات الأوطان ولا عاداتها ولا طعامها ولا شرابها، ولا لباسها، ولا أبنيتها، ولا حياتهم السابقة التى كانوا فيها من كبار رجال الأعمال أو الفنانين أو الوزراء والوجهاء. ولم تكن «حارة اليهود» أو «حى اليهود» تعنى أى تهميش من المجتمع بل هى عادة الأقلية أن تعيش معا. ويعيش العرب واليهود فى عالم خال من الطائفية التى تعانى منها البلاد العربية خاصة لبنان والتى قد تنفجر فى حرب أهلية. كل طائفة تريد أن تضم الوطن إليها. وتصبح هوية الجميع مدنية لا دينية. وبالتالى يخف التعصب عن المنطقة. ويظهر التسامح بالممارسة والتعامل اليومى بدلاً من الخطاب النظرى عن التسامح الذى لا يفيد. ويستعيد الحاضر أسلوب الماضى القريب حيث عاش اليهود مع المسلمين أخوة متحابين كما عاشوا فى الماضى البعيد فى الأندلس.
ونظراً لسيادة الاتجاه العقلانى على التراث اليهودى العربى فقد أثر فى نشأة الاتجاه العقلى الغربى منذ ديكارت. وخرج فلاسفة يهود عقلانيون مساهمين فى حركة التنوير مثل اسبينوزا ومندلسون بل وحتى نشأة العلم الرياضى الحديث.
القضية ليست إذن عودة المصريين اليهود إلى مصر بل فى توقيت هذه العودة وشروطها. إنما هو أحد الحلول على الأمد الطويل عندما تفشل الحلول على الأمد القصير، مثل الميثاق الوطنى الفلسطينى الأول، ومثل حل الانفجار السكانى العربى بعد خمسين عاماً. ربما عودة اليهود إلى جذورهم يستغرق مائة عام. ونحن مازلنا فى مرحلة التحرر الوطنى لم تستنفد طاقاتها بعد. فالمقاومة ناجحة. والربيع العربى قادم فى دول الطوق يحيط بالكيان الصهيونى.
فعودة اليهود المصريين إلى مصر هذا ليس وقتها، بل فى الوقت الذى يستنفد فيه الحل الوطنى والحل السكانى ويئن الكيان الصهيونى بحمل تركيبته الداخلية. وينتهى وقت الصهيونية بانتهاء القرن التاسع عشر الذى ولدها، والقرن العشرين الذى حاول تحقيقها.
file:///C:\Users\ARCHIV~1\AppData\Loca l\Temp\msohtmlclip1\01\clip_im age004.gif
في هذا الملف :
القضية الفلسطينية ومستقبل إسرائيل
د. يوسف نور عوض (كاتب من السودان) عن القدس العربي
عيون وآذان (لا سلام مع نتانياهو)
جهاد الخازن عن الحياة اللندنية
فلسطين: مسؤولية حـقـوق الإنســـان!
جيمس زغبي عن السفير
في المصالحة الفلسطينية.. هل السلطة طرف ثان أم ثالث !؟
عدنان سليم أبو هليل (محلل اقتصادي فلسطيني) عن الشرق القطرية
الفلسطينيون والسبع لفات
صالح عوض عن الشروق الجزائرية
حزب الله ينجر الى الحرب علنا
رأي القدس العربي
من يحكم إسرائيل وكيف؟ حقائق مذهلة 1ـ2
حلمي الاسمر عن الدستور الأردنية
أوباما و»إسرائيل» والعرب وطبيعة السلام..!
نواف الزرو عن العرب اليوم
“وسام” لأوباما
محمد عبيد عن دار الخليج
من «الأخونة» إلى التوهان
د. صالح سليمان عبدالعظيم عن البيان الإماراتية
أميركا سلمت مفاتيح الأزمة السورية إلى الروس!
هدى الحسيني عن الشرق الاوسط
منع السلاح عن «الجيش الحر» سبب ظهور «النصرة»
صالح القلاب عن الشرق الأوسط
بكار المكار بيلعب بالنار
حمدي رزق عن المصري اليوم(مقال ساخر ولاذع)
اليهود.. من أين؟ وإلى أين؟
حسن حنفي عن المصري اليوم
القضية الفلسطينية ومستقبل إسرائيل
د. يوسف نور عوض (كاتب من السودان) عن القدس العربي
لم يكن كثير من الكتاب في العالم الغربي أو في داخل إسرائيل يتساءلون حول مستقبل الدولة العبرية والظروف التي تحيط بها، ذلك أن الجميع لأسباب سياسية كانوا يركزون على تقديم المساعدة لهذه الدولة بصرف النظر عما ترتكبه من جرائم في حق الفلسطينيين أهل الأرض الأصليين، لكن الأمر تغير الآن، وبدأ كثير من الكتاب في داخل إسرائيل وخارجها يثيرون الشكوك حول مستقبل الدولة العبرية، ولعل من أهم الكتب التي صدرت في هذا الخصوص كتاب 'رتشارد لوب' و'أوليفر بورشوتش' بعنوان 'مستقبل إسرائيل موضع شك'، ويركز هذا الكتاب على إمكانية إسرائيل في الاستمرار كدولة خلال عقد أو عقدين من الزمان دون أن تجد حلولا حقيقية للمشاكل التي تواجهها، وخاصة المشكلة الفلسطينية، وكما هو معروف فإن: لوب' هو مستشار اقتصادي يقيم في الولايات المتحدة الأمريكية بينما 'بوروشوتش' هو صحافي فرنسي وله إسهامات في مجال الفلسفة.
ويرى الكاتبان أن إسرائيل على حافة الهاوية لأن الفكر الصهيوني الذي كان يحفز على الذهاب والبقاء في دولة إسرائيل بدأ يفقد أرضيته الفلسفية، ويفضل معظم اليهود في الدول الفقيرة في الوقت الحاضر الهجرة والبقاء في الولايات المتحدة أو ألمانيا بدلا من إسرائيل.
ويركز الكاتبان على سبعة مرتكزات أساسية يريان أنها تؤثر تأثيرا كبيرا على بقاء دولة إسرائيل،
أولا: تنامي الشعور ضد السامية، ليس فقط بسبب العوامل التاريخية المعروفة بل أيضا بسبب تصرفات إسرائيل التي توصف بأنها تخلو من اللياقة والعواطف الإنسانية.
ثانيا: تنامي المد في الدول العربية والإسلامية الذي يرى أن إسرائيل هي وجه آخر من وجوه الاستعمار الغربي.
ثالثا: ظهور موجات الربيع العربي في بعض الدول العربية التي لن تكون بأي حال من الأحوال على حالة وفاق مع الوجود الإسرائيلي في منطقة الشرق الأوسط.
رابعا: تطور التقنية الحديثة التي تجعل الدول العربية في غير خشية من ترسانة إسرائيل العسكرية لأنه من الممكن الوصول إلى إسرائيل من البعد ودون تحريك الجيوش.
خامسا: تناقص التأييد في العالم الغربي لدولة إسرائيل خاصة مع ظهور الصين كدولة كبرى وحاجة العالم الغربي للطاقة التي لا تستطيع أن تمده بها إسرائيل.
سادسا: عدم قبول العالم لاستمرار احتلال الأراضي التي استولت عليها إسرائيل في عام 1967 وحرمان الشعب الفلسطيني من حقوق المواطنة.
سابعا: العامل الجغرافي الذي يجعل من الصعب استمرار إسرائيل في محيط عربي كبير معاد لها، لأنه في حال وقوع حرب تستخدم فيها التقنية الحديثة فإن النتائج بالنسبة لإسرائيل ستكون مدمرة.
ونتابع في الوقت ذاته الحوار الذي أجرته 'نيو ستيتسمان' حول مستقبل إسرائيل، ونقرأ في هذه التغطية رأي الكاتب في صحيفة 'الغارديان' 'جوناثان فريدلاند' الذي يرى أن حل الدولة الواحدة التي يعيش فيها الشعبان الإسرائيلي والفلسطيني لن يكون في صالح أي من الطرفين. وهو رأي يخالف رأي الصحفي الأمريكي من أصل فلسطيني علي أبونعمة الذي يرى أن دولة واحدة يعيش فيها الفلسطينيون والإسرائيليون هي أمر ممكن.
وإذا تتبعنا معظم المواقف الإسرائيلية وجدنا أنها لا تريد أن تتعايش مع واقع جديد، فهي إذا نظرت إلى الربيع العربي لم تر فيه توجها جديدا في الرؤى العربية بل رأت فيه فرصة كي يعيد العرب النظر في علاقتهم مع إسرائيل دون تحديد الأساس الذي يصلح أن يكون أرضية مشِتركة بينها وبين العرب، وإذا نظرت إسرائيل إلى ما يجري في سوريا رأت ان الثورة الشعبية في ذلك البلد قد تقضي على حاكم كان يتعايش معها على الرغم من احتلالها لمرتفعات الجولان، ولكنها في الوقت ذاته قد تخلصها الثورة مما تعتبره خطرا إيرانيا على حدودها، لكنها بكل تأكيد تشعر بقلق من التحول في هذا البلد والذي قد يعيد كثيرا من المواجهات القديمة إلى الساحة من جديد، أما القضية الأساسية التي تواجه إسرائيل والتي تتعلق بالحقوق الفلسطينية فهي لا تثير قلقها لأنها تعتقد أن رفع شعار المفاوضات قد يلهي العالم الغربي عنها ويضعها في خانة الراغبة في السلام، وهو شعار قد يحيد -من وجهة نظرها- المفاوضين الفلسطينيين الذين ربما يعتقدون أنهم قد يخرجون بشىء من استمرار المفاوضات مع الكيان الصهيوني.
ولا شك أن مواقف إسرائيل التقليدية قد بدأت تثير كثيرا من الشكوك في المجتمع الدولي بحسب ما كتبه 'مايكل فريدسون' في 'ميديا لاين'، وهو - يرى من وجهة نظره -أن إسرائيل ليست غريبة على الإدانات الدولية لبعض تصرفاتها، لكنها معتادة على أن تعود علاقاتها مع العالم الغربي دائما إلى أوضاعها الطبيعية، لكنها بكل تأكيد تواجه الآن وضعا جديدا خاصة عندما ترى وتقرأ توجهات جديدة لبعض الذين كانوا يحسبون في الماضي من أصدقائها.
خاصة مع استمرارها في بناء المستوطنات ما يؤكد أنها لا تسعى إلى السلام أو أنها تريد أن تجعل من محادثات السلام مهمة شاقة. وهذا هو ما يزيد حالة توتر العلاقة بين الولايات المتحدة وحكومة 'نتنياهو'، بل ويزيد حالة التوتر الشخصي بين الرئيس أوباما ورئيس الوزراء الإسرائيلي.
خاصة خلال فترة حكم الرئيس أوباما الثانية وهي الفترة التي سيكون فيها أكثر حرية في تنفيذ معتقداته وسياساته الخاصة.
ولا يقتصر الأمر على العلاقة الأمريكية الإسرائيلية فحسب إذ تشهد العلاقات الإسرائيلية الأوروبية أيضا توترا، وقد جاء في قول 'جودي ديمبسي' في الاستراتيجية الأوروبية أن هناك إجماعا لدى جميع الزعماء الأوروبيين بضرورة تحقيق حل الدولتين من أجل إنهاء النزاع الفلسطيني الإسرائيلي خاصة بعد أن اعترف المجتمع الدولي بفلسطين عضوا في المنظمة الدولية.
ومهما يكن من أمر فإن التحدي الذى أصبح واضحا هو الشعور بالخطر عند كثير من الإسرائيليين الذين لم يعودوا يثقون في السياسات القديمة والاستراتيجيات الناقصة إذ هم لا يرونها صالحة لمستقبل إسرائيل، لكن الأمر لم يعد يتوقف عند المواقف والسياسات الإسرائيلية وحدها إذ يجب أن تكون هناك مواقف عربية واضحة تحدد كيفية حل القضية الفلسطينية التي تراجعت في سلم الأولويات العربية مع أن الوقت أصبح مناسبا كي تتخذ الدول العربية مواقف يمكن أن تصب في خانة المصالح الفلسطينية، ذلك أن التغير الذي حدث في الساحة الدولية يجعل من الصعب أن تعتمد إسرائيل على ترسانتها العسكرية أو النووية من أجل الحفاظ على كيانها، والأجدى من كل ذلك أن تسعى حثيثا لإيجاد حل للقضية الفلسطينية يكون مقبولا لدى الفلسطينيين لأن حل قضية الفلسطينيين لن يكون إلا على أرضهم وذلك ما يجب أن تدركه إسرائيل.
عيون وآذان (لا سلام مع نتانياهو)
جهاد الخازن عن الحياة اللندنية
يُفترض أن يزور الرئيس باراك اوباما اسرائيل في 20 من الشهر المقبل، أو نحو ذلك، ويُفترض أن يكون بنيامين نتانياهو قد شكل قبل ذلك عصابة جريمة جديدة تمثل رئاسته الثالثة للحكومة الاسرائيلية.
المفاوضات بين تحالف ليكود وإسرائيل بيتنا والأحزاب الأخرى تراوح مكانها، بلغة العسكر، وحزبا ييش آتيد وبيت يهودي يشترطان لضم أحزاب الحراديم أن تسري الخدمة العسكرية على جميع الاسرائيليين، بمن فيهم اليهود الحراديم الذين يهربون من الخدمة العسكرية بحجة الدراسة الدينية. والحزبان أسّسا تحالفاً ضد نتانياهو، ربما لفرض مواقفهما عليه.
الأرجح أن ينجح نتانياهو في نهاية المطاف ويشكل حكومة متطرفة فاشستية أخرى يستقبل بها الرئيس الاميركي الذي قرأت أنه سيصل الى اسرائيل يرافقه 600 مسؤول ومئة صحافي.
هناك قضية واحدة في الشرق الأوسط هي الأصل الذي أطلق كل قضية أخرى، هي القضية الفلسطينية. وفي حين أنني واثق من رغبة الرئيس اوباما في إيجاد حل عجِزَ عن مثله كل رئيس اميركي قبله منذ 80 سنة، فيكون إرثه السياسي، إلا أنني غير متفائل مع وجود عصابة مجرمي حرب، لا حكومة، على رأس الهرم السياسي الاسرائيلي.
وزير الخارجية الاميركي الجديد جون كيري دخل وزارة الخارجية في فوغي بوتوم يوم الاثنين في الرابع من هذا الشهر، وهو استبق دخوله بمهاتفة عدد من الزعماء العالميين، بينهم نتانياهو والرئيس محمود عباس. ويُفترض أن يقدم كيري الى اوباما خطة جديدة لإحياء عملية السلام، إلا أن تقديم خطة تنتهي بالنجاح من مستوى معجزة توراتية بعد أن ولّى زمن المعجزات.
وجدت أنني أتفق في الرأي مع مسؤولين ومراقبين أجانب وعرب على أن الرئيس اوباما سيضغط على نتانياهو للانضمام الى الجهود الاميركية للوصول الى اتفاق بالوسائل الديبلوماسية مع ايران لوقف برنامجها النووي العسكري، وهذا إن وُجِد.
نتانياهو كان صرّح غير مرة بأن الربيع سيكون مرحلة حاسمة للبرنامج النووي الايراني العسكري، وتوقيت زيارة اوباما قبل الربيع لم يأتِ صدفة، فهو يريد أن يستبق عملاً عسكرياً اسرائيلياً ضد ايران، يفتح أبواب الشر على المنطقة كلها.
ربما سار مجرم الحرب نتانياهو مع الرئيس اوباما في الموضوع الايراني لأنه يدرك أن اسرائيل وحدها لا تستطيع تدمير البرنامج النووي الايراني، وإنما قد تعطله سنة أو إثنتين ثم تستأنف ايران الجهد، ويصبح حتماً بهدف الحصول على سلاح نووي.
غير أن اوباما لن يقدم شيئاً يمكن أن يفتح الطريق أمام استئناف عملية السلام، فحكومة نتانياهو الأخيرة والمقبلة عصابة جريمة واحتلال وقتل وتدمير يستحيل السلام معها.
عندي خبران من اسرائيل أو عنها أرجو أن يقارن القارئ بينهما ليعرف الوجه الحقيقي لدولة الاحتلال.
الأول قضية بن زيغيير وهو عميل للموساد شارك في قتل المناضل الفلسطيني محمود المبحوح في دبي في 19/1/2010، ووضع في سجن انفرادي بعد ذلك خشية أن يفضح أسرار إرهاب الموساد لحكومة استراليا أو إعلامها، فهو استرالي الأصل ويحمل الجنسية الاسترالية مع الاسرائيلية. وحاولت حكومة نتانياهو كتم خبر زيغيير الذي عُرِف باسم السجين اكس، ثم انفجر الخبر حول العالم بعد أن «انتحر». وهو انتحار ربما كان حقيقياً، أو على الطريقة السورية.
الثاني، نشرت منظمة مراقبة حقوق الإنسان، ومقرها نيويورك، تقريراً شاملاً عن حرب اسرائيل على قطاع غزة في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي. التقرير يقول إن اسرائيل انتهكت قوانين الحرب، وشنّت 14 غارة بطائرات حربية أو من دون طيار على أهداف مدنية في قطاع غزة وقتلت 43 مدنياً بينهم 12 طفلاً. والتفاصيل مخيفة، فهي من نوع قصف بيت وقتل رجل وطفلين له في الرابعة والثانية، وإصابة الأم وستة أطفال آخرين.
العالم كله يركز على جاسوس واحد قتِل أو انتحر، وهو يستحق الموت، ويتجاوز قتل أطفال فلسطين بالجملة.
أقول مرة أخرى، لا سلام مع حكومة مجرمي الحرب في اسرائيل اليوم أو في أي يوم.
فلسطين: مسؤولية حـقـوق الإنســـان!
جيمس زغبي عن السفير
في ما يمكن وصفه بـ«الوقاحة» كتب «ديفيد كيز»، المدير التنفيذي لمنظمة تطلق على نفسها اسم «دعم حقوق الإنسان» مقالًا نشرته في الأسبوع الماضي صحيفة «نيويورك تايمز» بعنوان «العجز الديموقراطي الفلسطيني»، حيث بدأ «كيز» مقاله بإدانة الاعتقالات التي قامت بها السلطة الفلسطينية خلال السنوات الماضية في حق النشطاء الذين اتهموا بانتقاد القيادة الفلسطينية، ولكنه سرعان ما كشف عن هدفه الحقيقي المتمثل في الدفع بالفكرة التي مفادها أن الفلسطينيين ليسوا شركاء للسلام، وأنهم لا يستحقون الحصول على دولة ولذا يتعين عدم استفادتهم من المساعدات الأميركية! ومما جاء في كلامه: «إن أهم مؤشر على التزام حكومة ما بالحفاظ على السلام مع جيرانها هو التزامها أولًا بحماية حقوق مواطنيها، فالأمم التي تنكر على مواطنيها حقوقهم ليست في وارد الحرص على السلام مع أعدائها التاريخيين. وبعبارة أخرى يبقى احترام القيادة الفلسطينية لحقوق شعبها ضرورياً لدعم عملية السلام... والخطوة الأولى في اتجاه ذلك هي ربط المساعدات الاقتصادية الغربية باحترام السلطة الفلسطينية حق التعبير، ذلك أن حقوق الإنسان التي ينظر إليها غالباً على أنها صرف للانتباه عن عملية السلام إنما هي في الحقيقة السر في نجاح السلام»! ولكن بعد قراءة ما سلف لا بد من إبداء بعض الملاحظات المهمة، وأولاها أن هناك رائحة قوية نحسها في هذه التصريحات تعود بجذورها إلى بوش ومعلمه شارانسكي، التي يبدو أن «كيز» متأثر بها على نحو قوي، فالفكرة الغريبة التي تقول بضرورة بناء الفلسطينيين أولاً «لديموقراطية فعالة تقوم على التسامح والحرية» قبل حصولهم على دولة، إنما بلورها أولاً بوش في حزيران عام 2002.
ففي تلك الفترة، عندما بلغ التوتر الإسرائيلي الفلسطيني أوجه، انتظر العالم لشهرين كاملين ما ستسفر عنه خطة بوش لدفع عملية السلام المتعطلة، وفي هذا الإطار تمت صياغة خطاب من قبل وزارة الخارجية الأميركية، تضع فيه حينها الخطوط العريضة لخطة، سرعان ما تدخلت بعض الأيدي لتغييرها وتضع فيها مطلب الديموقراطية أولاً لتنتهي محاولات إحياء عملية السلام إلى دق إسفين في نعشها. وحينها تساءلتُ: كيف يمكن لشعب خاضع تحت الاحتلال العسكري أن يقيم ديموقراطية فعالة في ظل غياب تام لاقتصاد فعال، واستمرار الإهانات اليومية التي يعيشها الفلسطينيون على المعابر الحدودية، وحرمانهم التام من حقهم في التنقل، هذا فضلاً عن القيود الكثيرة المفروضة على مزاولتهم للتجارة وفقدانهم لممتلكاتهم التي يصادرها منهم الاحتلال الذي يزعم أنه هو الأكثر ديموقراطية؟ وقد تفاجأ مسؤولو وزارة الخارجية بالتعديلات التي لحقت بخطة بوش، وبالتغييرات التي أدخلت على خطابه، حيث تبين لاحقاً أن سبب ذلك يرجع إلى نتان شارانسكي الذي قرأ بوش كتابه حول الديموقراطية. وشارانسكي، لمن لا يعرفه، هو أحد المنشقين السابقين عن الاتحاد السوفياتي الذي هاجر إلى إسرائيل ليستقر فيها عام 1986، وما زلت أتذكر جيداً كيف كان ينتقد الحكومة الإسرائيلية في بداية وصوله، إلى أن تم توبيخه، ليكف نهائياً عن إثارة موضوع تعامل إسرائيل مع الفلسطينيين. وبسرعة انضم شارانسكي إلى جوقة المتشددين الذين ينتقدون الفلسطينيين على كل شيء. وهنا لا بد من الإشارة إلى أن كاتب المقال المستفز، «كيز»، عمل لسنوات مع شارانسكي وتأثر بأطروحاته. ثم، لوضع الأمور في سياقها، تلزم الإشارة أيضاً إلى أن المنظمة التي يرأسها «كيز» وهي «دعم حقوق الإنسان» كان من مؤسسها «بين بيرنشتاين» وهو أحد مؤسسي منظمة «هيومان رايتس ووتش» قبل أن ينفصل عنها متهماً إياها بالمبالغة في التركيز على التجاوزات الإسرائيلية! وبعد عامين أطلق «دعم حقوق الإنسان» التي يبدو من خلال لمحة على موقعها الإلكتروني، أنها تنتقد كل ما هو في الشرق الأوسط عدا إسرائيل.
وحتى لا أفهم خطأ لا أستطيع التغاضي، أو تبرير أداء السلطة الفلسطينية، وقد سبق لي أن أخبرتهم بذلك، ففي سبعينيات القرن الماضي أسست «حملة حقوق الإنسان الفلسطيني» التي سعت إلى الدفاع عن الفلسطينيين الذين عانوا مما يعرف بالاعتقال الإداري الذي يزج فيه المعتقلون الفلسطينيون في السجون الإسرائيلية دون المثول أمام محكمة، أو الذين تهدم منازلهم ويتم طردهم خارج الأراضي الفلسطينية. وكان تأسيس تلك المنظمة رداً على تهميش حقوق الإنسان الفلسطيني في الولايات المتحدة وعدم التطرق إليها. ولكن في الوقت الذي كنا فيه ندافع عن حقوق الفلسطينيين كنا أيضاً ننتقد بعض ممارسات السلطة وتجاوزاتها، وكانت الوفود الفلسطينية التي تأتي إلى أميركا تسمع منا هذا الكلام مباشرة وبصراحة. بيد أني أدرك أيضاً الظروف الصعبة التي فُرضت على الفلسطينيين بسبب الاحتلال المتواصل لأراضيهم، لتطلب منهم إسرائيل والولايات المتحدة التعايش مع هذا الاحتلال بإدارة مناطقهم وتلبية احتياجات شعبهم. وفي غياب فرص حقيقية لتنمية اقتصادهم وإنعاش القطاع الخاص أجبر الفلسطينيون على الاعتماد على المساعدات الخارجية لتسديد رواتب القطاع العام المتضخم. وليس غريباً أن تتعامل السلطة ببعض الضيق مع مواطنيها الذين يعتمدون عليها كمورد للرزق. وما زلت أذكر أنه في التسعينيات، عندما سألني أحد أعضاء مجلس الشيوخ في جلسة للكونغرس استدعيت إليها للإدلاء بشهادتي حول الاقتصاد الفلسطيني، لماذا لا يكون عرفات مثل مانديلا، أو يلتسين؟ أجبت بأنه في الوقت الذي يمتلك فيه هذان القائدان دولة بمواصفات كاملة يسيطران من خلالها على الاقتصاد والحدود، لا يملك عرفات سوى «كانتونات» لا تستطيع الاستيراد، أو التصدير ولا التنقل بحرية. بل إنه يفقد يومياً أراضي جديدة بسبب توسع شبكات الاستيطان اليهودي، ولذا سيكون من غير اللائق إلقاء المسؤولية بالكامل على عاتق الضحية. وحتى إذا كان ذلك لا يبرر تجاوزات السلطة الفلسطينية تجاه شعبها، إلا أنه على الأقل يجب وضع اللوم على مستحقه المتمثل هنا في الاحتلال الذي يواصل تحكمه الغاشم في رقاب الفلسطينيين دون نهاية في الأفق.
في المصالحة الفلسطينية.. هل السلطة طرف ثان أم ثالث !؟
عدنان سليم أبو هليل (محلل اقتصادي فلسطيني) عن الشرق القطرية
القناة الثانية في تلفزيون العدو ذكرت خبرا قبل أيام كان يمكن أن يكون عاديا وأن يندرج في مكائد العدو وتخابثاته ضد المقاومة وضد المصالحة الفلسطينية.. لولا أن طرفا بعينه من متحدثي السلطة استغلوه لاستهداف سمعة المقاومة ولمحاولة تبرير تهرؤاتهم به، ولولا أن استهدافهم هذا يأتي في سياق حملة لتعكير أجواء المصالحة الفلسطينية.
الخبر بسيط وطبيعي ومفاده حسب تلفزيون العدو "أن مفاوضات - عبر الوسيط المصري - جرت في القاهرة بين وفد أمني صهيوني ووفد آخر من حركة حماس لتخفيف الحصار على غزة"؛ وإلى هنا انتهى الخبر الذي لم يذكر البناية أو الطابق الذي عقدت فيه المفاوضات ولا قرب أو بعد ما بين اللقاءات أو النتائج التي خلص إليها.
السيد "خليل الحية" عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" من جهته تناول هذا الحدث يوم السبت الماضي "16 فبراير" فأكد أن حركته قدمت للجانب المصري تقريرا بالخروقات والاعتداءات الصهيونية المتواصلة لاتفاق وقف إطلاق النار الأخير في قطاع غزة مشفوعا بالوثائق والتوقيتات، وأن وفد حركته التقى مسؤولين "مصريين" لتقييم تطبيق بنود الاتفاق مع إسرائيل.. ثم أضاف: "سمعنا من الإعلام أنه كان هناك في القاهرة وفد إسرائيلي ونحن ننتظر نتائج هذا اللقاء من الجانب المصري".
أقول: بالنظر للخبر ولنفيه من جهة حماس يتضح أن مفاوضات "غير مباشرة" وعبر الوسيط قد حدثت، وأنه لم يتفق على اعتبارها مفاوضات ففي حين تريد إسرائيل أن تروج لها ويحاول متحدثو السلطة أن يستهدفوا منها المقاومة – عدوهم اللدود – لا تعتبرها حماس مفاوضات لأنها مجرد مخاطبات للجانب المصري وأن حماس حتى غير متأكدة من وجود الوفد الصهيوني في ذات الوقت في مصر.
في هذه الحدود جاء الخبر وجاء الرد عليه، وهذه حدود موقف المقاومة.. وهو موقف - كما نرى - ضروري إذ لا بد أن تقدم المقاومة اعتراضاتها ورفضها للخروقات الصهيونية ولا بد أن تقدم رؤيتها وتهديداتها لمنع تكرارها ولا بد أن توقف الجانب المصري الضامن لاتفاق وقف النار على مسؤولياته؛ فما العيب في ذلك وما الحرج وما النقد!؟ اللهم إلا أن يكون ذلك قد أغاظ العدو وهو أمر مفهوم من عدو تعود أن ينقض الاتفاقات وأن يتخلى عن الالتزامات دون معقب لحكمه ولا حتى لائم!! واللهم أيضا إلا من فئة لا تعجبها نجاحات حماس وأداءاتها في المفاوضات كما أداءاتها في المقاومة.. أما من جهتنا فالمفترض بل الواجب والمطلوب أن تفعل حماس ما فعلت؛ وإلا فهل عليها أن تلتقي العدو ومفاوضيه وجها لوجه كما تفعل السلطة بسبب وبدون سبب؟ أم أن عليها أن توكل بحقوقها ومفاوضاتها السلطة التي لم تشارك في وضع الاتفاق أصلا فضلا عما وصف مفاوضيها به الإرهابي "شمعون بيريس" رئيس الكيان عندما شبه قربهم منه وتوافقهم معه في جولات المفاوضات السابقة بأنه كان كمن يفاوض نفسه!؟
العجيب والمدهش بل المضحك إلى حد القهقهة أن يأتي نقد هذه المفاوضات "غير المباشرة" ليس حركة الجهاد الإسلامي ولا الأحرار ولا كتائب المقاومة.. ولكن من نفر عودونا أن يدافعوا عن شعار "المفاوضات حياة، والحياة مفاوضات" والعجيب أن يصروا على وصف ما تم عبر الوسيط المصري بـ"المفاوضات المباشرة" وأن يتخيلوا لها طابقا ووقتا تمت فيه، وأن يزرعوا في الخبر من ألأكاذيب ما استغلوه بشكل بائس ساذج بعد ذلك.. ثم ليخلصوا أخيرا إلى أن حماس خانت القضية، وأنه لم يعد من حقها بعد اليوم أن تتكلم في المقاومة".
وأقول أيضا: لو اعتبرنا هذا الذي قالوه قاعدة في قياس الوطنية، وفي الحكم على أحقية الكلام في المقاومة؛ فأين سيكون هؤلاء أنفسهم؟ وأين ستكون السلطة التي يدافعون عنها؟ وإن كانوا رغم انسلاكهم في المفاوضات وانسلاخهم عن الروح الوطنية في التهتك بها وبالتنسيق المخابراتي لضرب القضية الفلسطينية.. وكانوا لا يزالون يتكلمون في المقاومة بكل أنواعها وأشكالها فأين يجب أن نضع كلامهم هذا إذن؟ أم ما يحق لهم سوؤه لا يحق لغيرهم حسنه؟
وأيضا أقول: وبجامع الخبرة السابقة مع الخبر الذي ذكره تلفزيون العدو ومع تولّدات وتوليدات متحدثي السلطة حوله وربط كل ذلك بالمحطة التي وصلت إليها المصالحة: يمكن القطع بأن ما كان يقع عادة سيقع هذه المرة أيضا.. ففي كل مرة كانت تتقدم فيها المصالحة شبرا أو توشك أن تحقق حلم إنهاء الانقسام الدموي البائس وأن تغادر المربع الوسخ الذي جرجر الشعب الفلسطيني إليه ذلك الشيطان الخبيث - قائد فرق الموت في غزة – كانت تنطلق حملة ضد أنصار ومنتسبي حماس في الضفة وكنا نرى أصابع العدو وعملاءه في ذلك عيانا بيانا.. وإلا فلماذا الاعتقالات في حين أن المقاومة لم يطرأ عليها في الضفة أي تغير لا تكتيكيا ولا استراتيجيا، وفي حين أن ثمة تفهما من طرفي المصالحة كل لاعتبارات الآخر وحدود إمكاناته؟
ما يؤكد أن هذه الحملة على حماس تأتي في سياق تخريب جهود المصالحة هو أن نشاط الأمريكان والصهاينة في تقديم الإغراءات والتقدم بالمراودات للرئيس من أجل ثنيه عن المصالحة إلى التسوية هو الآخر انطلق كما كان ينطلق عادة.. وأعتقد أنه في هذا الإطار يمكن فهم تصريح الرئيس بـ " أنه كما أنجز " حلم الدولة " سينجز تحرير الأسرى "!! ألا سأل أحد نفسه: إن كان العدو يعطي لله تعالى بقرة فلماذا يعطي السيد عباس هذه الأعطية؟ ومن أين له - للرئيس – بكل هذه الثقة؟
آخر القول: لو عدنا إلى كل جولات المصالحة السابقة منذ نهاية حرب الفرقان فسنجد أنها كانت دائما تتعرض لضربتين يكفلان توقفها وربما انتكاسها للأسوأ ؛ أما إحداهما فتصعيد السلطة وأجهزتها الأمنية ومتحدثيها ضد حماس، وأما الثانية فإغراءات التسوية التي تجعل المراجحة دائما على حساب المصالحة التي دائما يقع عليها التأجيل ودفع الثمن.. فهلا تنبه القائمون على الشأن الفلسطيني إلى اعتبار السلطة طرفا ثالثا لا بد من إخضاعه وضمان التزامه قبل أي حديث عن المصالحة وأي ثقة بإمكانيتها..
الفلسطينيون والسبع لفات
صالح عوض عن الشروق الجزائرية
الساسة الفلسطينيون يقفون اليوم على مسافة واحدة في جوهرها من الشأن السياسي..فجميعهم قد دخل المفاوضات مع الإسرائيليين بعد أن كان لبعضهم مواقف مدينة ورافضة بشدة أية محاولة لفكرة التفاوض .. وجميع الفصائل الفلسطينية مرت عبر معبر العمل المسلح والكفاح الثوري، وحينذاك لم تكن لتقبل حديثا عن التسوية..أما الأن فالجميع قد انخرط بشكل أو بأخر في عملية التفاوض، ما عدا حركة الجهاد وبعض الفصائل التي لم تستدع للتفاوض.
وهنا لابد من الإشارة إلى ضرورة فتح الحساب والنقد للتجربة الفلسطينية لأن الموضوع يتعلق بمستقبل شعب وأمة، وبسجل ثقيل من الشهداء والجرحى والألام المتعددة..وبطريقة عفوية لابد من طرح أسئلة بسيطة على السياسيين الفلسطينيين .. إذا كان رفع الحصار عن غزة أصبح المطلب والهدف الذي يتم في مقابله الالتزام بهدنة تامة شاملة فلماذا إذن كانت المقاومة وتضحياتها؟ فكنا في حل من الحصار وكانت المعابر فاتحة على مدار الساعة، وكان الممر الأمن بين الضفة وغزة يسمح لألاف الفلسطينيين بالعبور، وكان ألاف العمال في ميادين عملهم، وكان أهل قطاع غزة منخرطون في أعمالهم وتجارتهم وحياتهم..لماذا إذن كانت المقاومة؟ ألم يكن يعلم هؤلاء أن المقاومة ستجلب الحصار والحرب الإسرائيلية على أكثر من جبهة؟؟!! لقد كان ذلك معروفا تماما..لقد كانت المقاومة لدحر الاحتلال ولفرض واقع جديد على العدو لمفاوضات تعيد الحقوق الأساسية وليس لرفع الحصار وفتح المعابر تجلب الفواكه والكماليات وتحول قطاع غزة إلى أكبر مجمع استهلاكي ينشط المتبرعون والمتصدقون والمحسنون إلى مد يد العون عليه..وكما تكوّنت جمعيات همها الوحيد كيف تكسب الأموال على حساب الدم الفلسطيني والبيوت المهدمة..تكون كذلك مناخ سياسي فاقد للوعي وحس المسؤولية..إنه غير منطقي أن يكون تحسين شروط المعيشة مقابل إيقاف المقاومة وتثبيت الهدنة مع العدو.. بل تتجلى المهزلة ونحن نرى أن هناك هدنة مجانية لايقابلها حتى تحسين شروط المعيشة!!
وهنا تظهر قيمة الإحساس بالمسؤولية تجاه الشعب وأرواح أبنائه وممتلكاتهم وتجاه قضيتهم السياسية..وهنا تطهر قيمة الفعل المخطط والمنهجي والاستراتيجي وتظهر عبثية أي فعل بلا منهج ولا استراتيجية.
الساسة الفلسطينيون اليوم يقفون على نهاية مرحلة طويلة مرهقة كانت حجوم التضحيات فيها أكثر بكثير من حجم الإنجاز..بل أحيانا تكون هناك التضحيات العديدة والمتنوعة فيما لا يجني الشعب في مقابلها إلا الخسارة الرهيبة.
والإسرائيليون الذين يخططون ويعملون باستراتيجية يدخلون الحروب ويعرفوا ماذا يريدون منها ويذهبوا للتفاوض وهم يدركون كيف يفرغونها من محتواها السياسي..وهم يفرضون على الأرض واقعا تلو الواقع الذي من شأنه تغيير معطيات المفاوضات السياسية مع الفلسطينيين.
ولكن هناك معادلة في غاية الوضوح أن المفاوضات في مثل هذه الحالة لا توحي بأن الفلسطينيين سينالوا شيئا أبدا على المستوى السياسي ففي كل المفاوضات التاريخية إذا لم يكن طرف المقاومة قوي ويمتلك مفاجآت ويربك الخصم ويستنزفه ويهدد كيانه بتشققات فإن المفاوضة حينذاك تكون لإتمام عملية الاحتلال في السيطرة والهيمنة الشاملة.
المفاوضات غير مجدية أولا إلا في وجود مقاومة وصمود وهجوم، وهي كذلك غير مجدية ثانيا إن كانت تدور حول شروط تحسين المعيشة لأنها حينذاك تكون قد ضلت الطريق..هذا ما يقوله الواقع فهل يكون مسلسل التجارب والأخطاء كافيا لميلاد جيل ثوري جديد يعي معادلة الصراع ويشق بالشعب طريقه نحو النصر.
حزب الله ينجر الى الحرب علنا
رأي القدس العربي
بعد عامين تقريبا من اندلاع شرارتها الاولى في مدينة درعا الجنوبية، بدأت الازمة السورية تفيض بقوة الى دول الجوار، ولبنان الحلقة الاضعف فيها على وجه الخصوص.
بالامس ذكرت وكالة الاناضول التركية الرسمية ان حزب الله اللبناني اعلن التعبئة في صفوف عناصره في ثماني قرى حدودية متداخلة بين لبنان وسورية بعد هجوم شنته 'جبهة النصرة' على دورية للحزب، مما ادى الى سقوط قتلى من بين عناصر هذه الدورية وفي بلدة 'زيتا' على وجه الخصوص.
الكتائب الجهادية الاسلامية التي تقاتل لاسقاط النظام في سورية اتهمت حزب الله اكثر من مرة بارسال مقاتلين لمساعدة قوات النظام في محاولاته اخماد الثورة لكن السيد حسن نصر الله زعيم الحزب نفى في كل خطاباته التلفزيونية الاخيرة اي تورط في الازمة السورية.
السيد ناصر قنديل النائب اللبناني السابق قال على مدونته الشخصية ان استعدادات تجري في صفوف المقاومة الاسلامية اللبنانية لارسال مقاتلين الى سورية، ولم يستبعد ان يتم التطبيق العملي لهذه الخطوة في الايام القريبة.
حزب الله رد على الاتهامات بوجود مقاتلين تابعين له في المناطق السورية الحدودية مع لبنان ان اهالي هذه المناطق الشيعية يدافعون عن انفسهم جراء مهاجمة مقاتلي المعارضة السورية لقراهم.
من الواضح ان حزب الله ينزلق بشكل متسارع الى المستنقع الدموي للازمة السورية، بعد عامين من محاولاته الدؤوبة، في العلن على الاقل، لتجنب ذلك.
امتداد الازمة السورية الى لبنان يعني تفجير هذا البلد واغراقه في حرب اهلية ربما تستمر لعقود، لان حالة الاستقطاب الطائفي السني الشيعي تبلغ ذروتها هذه الايام، وتعمل على تأجيجها قنوات تلفزيونية في الجانبين.
حزب الله حقق انجازات كبيرة على صعيد مواجهة العدوان الاسرائيلي المتكرر على لبنان، ونجح في اجبار الاسرائيليين على الانسحاب من الاراضي اللبنانية عام 2000 من جانب واحد، كما تصدى لعدوانهم عام 2006 بشجاعة لاكثر من اربعة وثلاثين يوما.
السيد حسن نصر الله زعيم الحزب ظل دائما يكرر بان سلاح الحزب هو لمواجهة الاسرائيليين فقط، والدفاع عن لبنان، لكن من الواضح ان هذه المقولة تواجه تحديا كبيرا هذه الايام.
السيد سليم ادريس رئيس هيئة الاركان في الجيش السوري الحر هدد بالامس بقصف مواقع لحزب الله داخل الاراضي اللبنانية كرد على قصف الحزب مواقع للمقاتلين المعارضين السوريين داخل الحدود السورية.
لبنان ينزلق بسرعة الى مستنقع الازمة السورية الدموي، ويبدو ان كل محاولات جيشه حماية حدوده، ومنع التسلل اليها على الحدود من الجانبين تترنح.
الجوار السوري كله بات مهددا بالانفجار والدخول في حرب اهلية طائفية، اليوم لبنان وغدا العراق، وبعد غد تركيا، والاردن لن يكون بعيدا، ودول الخليج العربي كذلك. انه سيناريو مرعب بكل المقاييس.
من يحكم إسرائيل وكيف؟ حقائق مذهلة 1ـ2
حلمي الاسمر عن الدستور الأردنية
إسرائيل شركة استعمارية يديرها مجموعة من المغامرين وتجار البشر، لا يراعون حتى حياة أبناء جلدتهم، فقد خلعوا ثياب الإنسانية منذ زمن بعيد، فما بالك بطريقة تصرفهم مع من يعتقدون أنهم يسعون لمقاومتهم وإخراجهم، وربما «إبادتهم» كما يعتقدون؟
وسط المشهد الانتخابي الأخير، برز صوت لمرشح «خارج عن النص» لم يظفر حتى بمساحة إعلانية في أي وسيلة إعلام إسرائيلية، إذ رفض الجميع منحه هذه الفرصة، وضاع صوته وسط ضجيج الأيام والأحداث، إلا أنه لم يستسلم، مع أنه يعتبر «الصندوق الأسود» لحكام إسرائيل، كونه أمضى وقتا طويلا من عمله في دائرة صنع القرار الأولى في إسرائيل، وهو ديوان رئيس الوزراء.
إنه الداد يانيف، المحامي الذي عمل مساعدا في مكتب رئاسة الحكومة الإسرائيلية لسنوات منذ أيهود باراك نهاية تسعينيات القرن الماضي حتى إلى ما قبل بضعة أشهر، عايش وعاصر كل رؤساء الحكومات آخرها حكومة نتنياهو، يانيف صعق من حجم الفساد» المهول» الذي حدث في عهد نتنياهو وكيف أغلقت ملفات فساد وقضايا شرطة وكيف تم تعيين كبار رجالات الدولة في صفقات فساد وكيف تم ابتزاز الكثير ومن يحكم إسرائيل فعلياً؟ والأصابع الخفية التي تحرك قيادتها وكيف تدار السياسة في إسرائيل.. كنز من المعلومات ينشرها يانيف دفعة واحدة، ويكشفها الكاتب أكرم عطا الله، في مقال بعنوان: ويكيليكس إسرائيل.. صندوقها الأسود يتحدث، ويحاول أن يُدخل العاصفة في فنجان، من خلال مروره السريع على ما باح به يانيف، ويكشف جوانب مذهلة من أسرار قادة إسرائيل، والمتحكمين بمصائر الملايين من البشر، عربا ويهودا!
اكثر ما غاظني أن ذلك الكنز من المعلومات لم يحظ بما يستحق من اهتمام، فلم اجد ولو تعليقا واحدا عليه، بل لم يجد من يهتم به، أو يحاول نشره على أوسع نطاق، كي نفك رموز هذه «الدولة» العجيبة، التي ابتلي بها اليهود والعرب على حد سواء!
يانيف قرر أن يشكل حزباً سياسياً قبيل الانتخابات الأخيرة في إسرائيل. أطلق عليه حزب «إسرائيل الجديدة» ، وعندما عرض دعايته الانتخابية على وسائل الإعلام رفضت جميعها مكتوبة ومسموعة أو مرئية قبول إعطائه حقه كما كل الأحزاب، فقرر بث دعايته على موقعه الإلكتروني الخاص الذي نشر خلال دعايته فضائح كان يجب أن تهز المؤسسة الحاكمة هناك، فقد كشف تواطؤ وسائل الإعلام وارتباطها بالمؤسسة الفاسدة في الدولة، الاتهامات التي يسوقها يانيف كفيلة باعتقاله ومحاكمته ولكن يبدو أن المؤسسة التي يتحدث عنها أكثر ذكاء بحيث لم تعتقله حتى لا تثير فضيحة أكبر وفضلت عدم إثارة الأمر، وهكذا لم يشاهد كثير من الإسرائيليين ما قاله الرجل وبالتأكيد ليس كثيرا من العرب ومراكز الدراسات التي تتابع الشأن الإسرائيلي!
لقد وزع الداد يانيف اعترافاته على ثلاث عشرة حلقة يتحدث بها عن حقيقة المؤسسة الحاكمة في إسرائيل والعلاقات «القذرة» وكل حلقة حوالي ست دقائق، اعترافات مذهلة تعتبر كنزا للمتابعين للشأن الإسرائيلي وتعطي صورة أخرى عن طبيعة النظام واتخاذ القرارات إنها بمجموعها تمثل الوجه الأسود للقيادة الإسرائيلية وبالطبع لم يكذب الرجل فلو تحدث مدعيا ذلك لتمت محاكمته
وسجنه، يبدأ اعترافاته بالقول «السياسيون يحتاجون المال، من يعتقد أنه قادر على ضرب إيران يشعر أنه امتلك العالم ولا تعود تكفيه الـ 40 ألف شيكل فيبحث عن المال بالطرق القذرة».. ويستطرد في حلقته الأولى قائلا» بيبي نتنياهو يتصرف كزعماء العصابات يخرج المال من جواربه.. رأيته يفعل ذلك في بيت والده عندما كان حيا في القدس!
ويقول: أتذكرون تظاهرة ضباط وجنود الاحتياط بعد حرب لبنان عام 2006، يقول يانيف، كنت مع بيبي وكان حينها رئيس المعارضة رأيت نتنياهو يتحرك ذهابا وإيابا مع نتان ايشل مثل الفراشة هنا في فندق عزرائيلي، وفجأة طلب من ايشل الهاتف فأعطاه إياه، قال بيبي ليس هذا بل الأبيض، وهو الهاتف الذي ليس باسمه وغير مراقب وللعمليات الخاصة كما يفعل الخارجون عن القانون، هاتف غير معرف فقط للعمليات الخاصة، كان نتنياهو يقف في الوسط يوزع المال على يوأف هورفيتس وعوزي ديان الذي وصفه بالرجل الذي تصدر الأمر، كان يوزع المال عليهما، وهما كانا من رتبا بالمال تلك التظاهرة، وبعد فوزه ماذا حصل قال يانيف؟ عوزي ديان تولى مفعال هبايس «شركة اليانصيب «وهورفيتس تولى سلطة البث، إنه المشهد الأول من اسرار إسرائيل المذهله، التي تسوق نفسها أنها واحة للديمقراطية والشفافية وسيادة القانون، وثمة المزيد مما لم يعرف بعد، ندخره لمقال يوم غد، إن شاء الله تعالى !
أوباما و»إسرائيل» والعرب وطبيعة السلام..!
نواف الزرو عن العرب اليوم
من المبرمج أن يقوم الرئيس الأمريكي أوباما بزيارة لـ"اسرائيل" ورام الله في العشرين من آذار القادم، وهذه المرة على خلاف الماضي، الهمم الفلسطينية هابطة والتفاؤل غائب، ولم يعد أحد يبني الآمال على الرئيس أوباما، فقد فقد المصداقية كما سابقه، والواضح أنه سيكون على قمة أجندته في هذه الزيارة استئناف عملية المفاوضات، هكذا من أجل المفاوضات، وكالعادة، فإن الادارة الأمريكية تدفع للفلسطينيين والعرب "ضريبة كلامية إعلامية استهلاكية" فقط، في الوقت الذي تقدم فيه لـ"اسرائيل" "الضمانات والوعود و"الأموال" و"الأفعال" و"الفيتو"، بينما "العصا الغليظة" في وجه العرب وبدون حتى أية جزرة، وإن وجدت فإنها تكون مسمومة، والرئيس الأمريكي اوباما كسابقه ايضا، يجدد دائما وفي كل جولة ومناسبة "الدعم لإقامة دولة فلسطينية مستقلة" و"يدعو اسرائيل الى الالتزام بالسلام ووقف توسيع المستوطنات وتفكيك المستوطنات غير القانونية وتخفيف معاناة الفلسطينيين-تصوروا". "اسرائيل" لم تلب الرغبات والطلبات الامريكية، بل إن نتنياهو رفضها بمنتهى الصراحة والجلافة ووقفت حكومته والدولة بكاملها وراءه، ولم تحرك الادارة الأمريكية ساكنا، بل ذكرت بعض وسائل الاعلام أن هذه الادارة بدأت تخفف ضغوطها-وأية ضغوط- على نتنياهو... تصوروا...!
ورغم الفرعنة الاسرائيلية وعربدة نتنياهو، إلا أن الرئيس اوباما كان استقوى على العرب للتعويض عن ضعفه أمام نتنياهو واللوبيات الصهيونية، فشن هجوما كاسحا على القيادات العربية والفلسطينية محملا اياها "مسؤولية التعنت الإسرائيلي"، وقال خلال لقاء مع ممثلي المنظمات اليهودية: "إن الزعامة الفلسطينية لا تبدي قيادة والرؤساء العرب لا يتحلون بالشجاعة"، وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" نقلا عن ممثلي المنظمات أن أوباما قال خلال اللقاء: "توجهت برسائل لقادة الدول العربية ودعوتهم إلى دعم السلام والتعبير عن ذلك عن طريق تقديم بوادر حسنة لإسرائيل، ولكن للأسف، وجدت لديهم نقصا في الشجاعة، ووجدت أن الزعامة الفلسطينية لا تبدي قيادة (لا تتحلى بصفات القادة)".
واللافت أن اوباما تراجع عن خطاباته السابقة التي كان أظهر فيها "عينه الحمرا" لاسرائيل ونتنياهو بالمطالبة الجريئة بتجميد الاستيطان وباصراره على "حل الدولتين"، والانكى أنه اخذ يهرب من تحميل "اسرائيل" المسؤولية بوصفها دولة احتلال واغتصاب وخارجة على القانون الدولي، والقاء التعنت والرفض والصلف الاسرائيلي على الفلسطينيين والعرب. ويلتقي أوباما في ذلك مع الرؤية الاسرائيلية للقيادات الفلسطينية والعربية الى حد كبير، والحق هنا ليس عليهم بالتأكيد، فقد درج أقطاب المؤسسة الاسرائيلية على الاقتداء عادة بالآباء المؤسسين، خاصة بن غوريون الذي رسم طبيعة السلام الصهيوني قائلا: "إن أية اتفاقية مع العرب بشأن الهدف النهائي للصهيونية أمر يمكن تصوره لكن على المدى الطويل"، موضحا: "أن الاتفاقية الشاملة غير مقبولة الآن، لانه فقط بعد اليأس الكامل من قبل العرب، يأس يأتي ليس فقط كنتيجة لفشل أعمال العنف ومحاولات التمرد - من قبل العرب - بل ايضا كنتيجة لتنامي وجودنا في البلاد يمكن للعرب أن يذعنوا في ارض اسرائيل اليهودية".
وما بين عهد بن غوريون والراهن الاسرائيلي- يعرب عوزي أراد، رئيس مجلس الأمن القومي والمستشار السياسي لرئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، عن تقديره (وهو على الأرجح تقدير نتنياهو وحكومته والمؤسسة الاسرائيلية) بأنه "سيكون من الصعب التوصل إلى تسوية إسرائيلية فلسطينية بدعوى أن العرب لا يعترفون بالحق التاريخي لإسرائيل بالوجود"، وقال أراد في هآرتس "إنني لا أرى وجود عملية لدى الفلسطينيين للاقتراب من التسليم بوجود إسرائيل وصنع سلام مع إسرائيل، كما أني لا أرى قيادة فلسطينية ونظاما فلسطينيا إنما منظومة غير منظمة من القوى والفصائل"، الجنرال شلومو غازيت يقول عن تحول العرب باتجاه الخضوع: "رأينا مؤتمر القمة العربية الذي خرج بأربعة أقوال "نعم" – نعم للاعتراف باسرائيل، نعم للمفاوضات معها، نعم للسلام بل ونعم للتطبيع مع كل الدول العربية"، وذهب سلفان شالوم وزير الخارجية الاسرائيلي في حينه أبعد من ذلك من على منبر الأمم المتحدة حينما أعلن "أن الجدار الحديدي العربي بين العرب واسرائيل أخذ يسقط"، مضيفا بمنتهى الوقاحة الابتزازية: "أن على من يريد أن يساعد الفلسطينيين أن يتعاون مع اسرائيل.. وهذا شرط مسبق لأية دولة تريد ذلك.."، والجنرال شاؤول موفاز يقول "لا أعتقد أننا من الممكن أن نتوصل مع القيادة الفلسطينية الحالية الى اتفاق سلام وسنضطر لانتظار الجيل القادم من الفلسطينيين" ، وقطع موفاز مؤكدا: "انا لا أرى أن ذلك قد يحدث في السنوات القادمة.. ويجب أن نعترف أن الشريك الفلسطيني الحالي لا يزودنا بالبضاعة المطلوبة".
فلكل ذلك- أليس من الطبيعي في هذه الحالة العربية أن تواصل تلك الدولة المعربدة عدوانها على العرب واستخفافها بهم واحتقارها لهم ولكافة القرارات والشرعيات، طالما أنهم قرروا من جانب واحد "أن لا خيار امامهم سوى خيار السلام الاستراتيجي"، وطالما أنهم اسقطوا كل الخيارات الاخرى: "ماء الوجه" والاوطان والحقوق المغتصبة...؟!، فلماذا اذا لا تواصل "اسرائيل" هجومها وعربدتها على الفلسطينيين والعرب، طالما أن ذلك لا يحرك العرب الى الرد والردع...؟
“وسام” لأوباما
محمد عبيد عن دار الخليج
آخر الأخبار، الرئيس “الإسرائيلي” شمعون بيريز سيمنح نظيره الأمريكي باراك أوباما، وسام ما يسمى “رئيس الدولة”، خلال زيارة الأخير المزمعة إلى فلسطين المحتلة الشهر المقبل، تعبيراً عن تقدير الكيان وتثمينه لمساهمته “المميزة” في تعزيز ما سمته مصادر “أمن” الكيان، من خلال الدعم المتزايد لجيش الاحتلال وآلته العدوانية .
ليس في الخبر بحد ذاته أمر جديد أو علامة فارقة، إلا أن ما يختبئ بين السطور هو الأهم، والأجدر بالمتابعة والتحليل، خصوصاً أن الكيان ليس بحاجة أو مضطراً إلى تقديم رشوة سياسية للرئيس الأمريكي، ليستمر في انحيازه الأعمى لمصالحه، ولا أوباما بحاجة إلى عامل منشّط، أو دواء لتقوية الذاكرة، ليحفظ على الدوام أحد أساسيات وجوده كرئيس للولايات المتحدة، المتمثل بحفظ “إسرائيل” في العينين .
من زاوية تأخذ في الاعتبار المجاملات الدولية، يمكن اعتبار منح بيريز الوسام لأوباما، رداً بالمثل على منح أوباما بيريز منتصف العام الماضي “وسام الحرية”، أحد أرفع الأوسمة الأمريكية، الأمر الذي عبّر في حينه أبلغ تعبير عن إيمان واشنطن بالكيان المحتل على أنه “واحة” حريات، وليس كياناً غاصباً استعمارياً، غارقاً في دماء المدنيين العزّل، والأنكى أن الرئيس الأمريكي احتفل بمنح بيريز الوسام مؤكداً أنه “كان يؤمن ب”إسرائيل” حتى قبل إقامتها”، في مبالغة في تقديم فروض الولاء، من رئيس لم يكن وُلِدَ بعد زمن نكبة الفلسطينيين .
لجنة منح الوسام بررت الأمر بكل بساطة، حين قالت في حيثيات منحه “إن مساهمة الرئيس أوباما تتمثل بتوثيق التعاون الاستراتيجي بين البلدين وبالتطوير المشترك لوسائل قتالية للوقاية من الصواريخ والإرهاب”، وهنا المغزى الحقيقي من الموضوع، فالمطلوب الاستمرار وزيادة رفد الكيان بكل فتّاك من السلاح، والتغطية على قوته النووية، وأسلحة الدمار الشامل التي يمتلكها، وأخيراً وليس آخراً، تبني مطالبه والانحياز إليه في أي جولة تفاوض، والضغط على الفلسطينيين أكثر للتنازل عن حقوقهم .
الأنكى في أمر هذا “الوسام” أنه سيمنح، كما هو مقرر، في مقر ما يسمى رؤساء “إسرائيل” في القدس المحتلة، ما يعني بالضرورة اعترافاً ضمنياً أمريكياً باحتلال المدينة المقدسة، وتشريعاً أكثر له، رغم أن جميع قرارات الشرعية الدولية تقر الحق الفلسطيني التاريخي في المدينة .
الأخطار التي تحيط بالمدينة المقدسة أكبر وأشد من هذه اللحظة الرمزية، لكنها مع ذلك تلقى مقاومة من الفلسطينيين المتمسكين بحقهم وأرضهم ومقدساتهم، لكن تلك الخطوة الرمزية تنتظر ما يقابلها على مستوى القيادة الفلسطينية التي ستستقبل أوباما أيضاً في الزيارة ذاتها، وما سيكون منها رداً على ذلك، وهل سيكون الرد بمنحه وساماً آخر أم الاحتجاج لديه؟
مزاد التوقعات والتحليلات سيأخذ بالتصاعد عشية زيارة الرئيس الأمريكي لفلسطين المحتلة، وستسبقه خطوات من الاحتلال والسلطة الفلسطينية لوضع الإدارة الأمريكية في الصورة، لكن التجربة المؤلمة التي شكلها أوباما وسياساته تجاه القضية الفلسطينية، تفرض على السلطة تغيير النهج معه، والتعاطي مع إدارته كطرف لا كوسيط نزيه، كونها لم تثبت العكس على مدى ولايته الأولى، والمرجّح أنها لن تتغير في ظل ولايته الثانية .
من «الأخونة» إلى التوهان
د. صالح سليمان عبدالعظيم عن البيان الإماراتية
على الرغم مما تقوم به جماعة الإخوان المسلمين في مصر من محاولات لأخونة الدولة والهيمنة على مفاصلها، فإن الواقع يثبت بما لا يدع مجالاً للشك، أن الإخوان غير قادرين، بالمعنى الحرفي للكلمة، على تحقيق تلك الأخونة والانقضاض على الدولة المصرية العريقة.
وعموماً فإن أي تيار سياسي يحاول أن يفرض رؤاه وهيمنته المجتمعية، لا بد أن يمتلك تصورات استراتيجية واضحة، يمكنه من خلالها أن يشرعن ما يقوم به ويجعله في مصاف القبول المجتمعي العام.
إضافة إلى ذلك، فعلى هذا التيار أن يقدر على كسب حلفاء حقيقيين، مشهود لهم بالكفاءة والتقدير المجتمعي والقبول السياسي. كما أنه يجب أن يمتلك من الكفاءات البشرية ما يمكنه من تنفيذ استراتيجية العمل الخاصة به.
وفي سياق هذا التطبيق فإنه لا بد أن يكون قادراً على إنتاج الأفكار الجديدة والمبدعة، القادرة على مواجهة مفاجآت الواقع العديدة والمربكة في الوقت نفسه. بمعنى آخر؛ أن يتحلى بالمرونة السياسية القادرة على التعامل مع مستجدات الواقع وتحولاته المختلفة. فهل يمتلك «الإخوان» مثل هذه الأمور التي تجعلهم قادرين على أخونة الدولة، ناهيك عن قيادتها في المرحلة المقبلة والخروج بها من الوضع الكارثي الراهن إلى بر الأمان؟!
لم يستطع الإخوان حتى الآن البرهنة على امتلاكهم كوادر مبدعة، قادرة على التعامل مع الواقع المصري المتقلب في فترة ما بعد الثورة.
فالواقع يثبت، بما لا يدع مجالاً للشك، أن القدرات الفكرية للجماعة محدودة بشكل كبير، وهو أمر ربما يرتبط بتاريخ الجماعة الذي لم يخرج في جوهره عن العمل الدعوي من ناحية، وتجنيد الأعضاء من ناحية أخرى.
وما دون ذلك لم تستطع الجماعة عبر تاريخها الطويل، أن تنتج مفكرين واعدين على المستوى السياسي والاجتماعي الأوسع نطاقاً من العمل الخيري.
فمن الملاحظات الجلية أن الجماعة ليس لديها المفكرون الذين يمتلكون قدرات تحليلية واسعة وعميقة، وحتى كتابات مُنشئ الجماعة، ومن بعده منظرها الشهير سيد قطب، لم تقدم حلولاً مجتمعية واعدة ومبتكرة، بقدر ما قدمت تصورات دينية كانت في أغلبها رافضة للمجتمع دون تقديم أطر جديدة متوافقة مع الواقع المعيش.
وإذا كان هذا حال القيادات الفكرية التاريخية للجماعة، فعلينا أن نتصور الحال الآن في ظل تاريخ طويل من الولاء من قبل الأعضاء، وانتفاء ثقافة الحوار والإبداع والاختلاف.
ولعل هذه المسألة تكشف عن أن حلفاء الجماعة بعد الثورة، تمثلوا في وقت من الأوقات في حزب النور السلفي الذي توترت علاقاته بالجماعة الآن، بعد دخوله في سلسلة متتابعة من الرفض لممارسات الجماعة، ويتمثلون الآن في الجماعة الإسلامية وغيرها من الجماعات الجهادية الأخرى، التي مارست العنف في مصر لعقود طويلة، والتي كشفت عن تأييد له في التظاهرة الأخيرة لهم، التي جاءت تحت عنوان لافت للنظر «نبذ العنف»!
إن تحالف الإخوان مع هذه النوعية من الجماعات، يكشف عن فقر شديد في رؤيتهم للأمور في مصر، كما يكشف عن نيات عنيفة لدى الإخوان نحو المجتمع والمخالفين لهم في المشارب والتوجهات. فمن يقبل التحالف مع جماعات مارست العنف الدموي وما زالت تحض عليه، يعني أنه لا يقبل بالحوار وليست لديه بدائل أخرى له، كما يعني استعداده لممارسة العنف ذاته والتحالف مع من يمارسونه، من أجل تحقيق أية مكاسب تضمن الاستئثار بالحكم والهيمنة على الدولة ومؤسساتها المختلفة.
إن هذه التحالفات المريبة تعني سوء قراءة من جانب الجماعة للواقع المصري، وضعف القدرة على تقديم بدائل مرنة أخرى، مثل التحالف مع التيارات الليبرالية المدنية، وخلق جبهة واسعة من التحالفات تقنع المواطن المصري العادي بقيمة ما تبذله الجماعة من أجل التهدئة والتصالح. لكن الواقع الفعلي يكشف عن جمود في الفكر وعجز عن تقديم آفاق جديدة، فمن غير المتصور تعامل الجماعة مع أية تيارات أخرى لا تتفق معها وتعارضها، كما أنه من غير المتصور القبول بحكومة توافق وطني تنقذ مصر من الإفلاس الاقتصادي بالمعنى الحرفي للكلمة.
تحيلنا ممارسات الجماعة لحالة «مَخْولة»، وفقاً للتعبير المصري الشائع الذي يعني حالة لخبطة وتوهان لا يعرف فيها المرء رأسه من قدميه. أغلب الظن أن مصر تعيش الآن تلك الحالة، التي أتوقع أنها غير مقصودة أيضاً من جانب الجماعة، بقدر ما هي ناتجة عن سوء التصرف وضعف الخيال وشلل الحراك السياسي لديها. وأخطر ما في هذه الوضعية التي أصابت مصر منذ اعتلاء الإخوان سدة الحكم، أنها تزيد كل يوم من حالة الفوضى التي يعيشها المصريون، كما توسع دائرة العنف بشكل غير مسبوق.
فهل يعي الإخوان حالة «المَخْولة» التي يعيشها المصريون الآن؟ سؤال تميل إجابته أكثر ما تكون للنفي، في ظل غياب عقل الجماعة وهيمنة دائرة العنف المجتمعي الشامل!
أميركا سلمت مفاتيح الأزمة السورية إلى الروس!
هدى الحسيني عن الشرق الاوسط
لا ترغب إيران بحرب إقليمية. لديها انتخابات رئاسية في شهر يونيو (حزيران)، ووضعها الاقتصادي منهار، والريال الإيراني مستمر في الهبوط، مما اضطر الدولة إلى نشر سيارات الشرطة في شوارع طهران، وقطع أصابع السارقين على الملأ.
إسرائيل رغم اعتراف وزير دفاعها إيهود باراك بأنها تقف وراء الغارة الجوية على سوريا قبل ثلاثة أسابيع ليست في وارد تأجيج حرب إقليمية. هي أبلغت واشنطن وموسكو، قبل الضربة، عن عزمها، وأبلغتهما وعواصم أخرى أنها ليست بصدد حرب موسعة، وإن كانت تلقت من واشنطن الضوء الأخضر لعمليات أخرى اضطرارية.
تركيا مصابة بخيبة أمل وتحاول الانصراف إلى إيجاد حل ما للمسألة الكردية.
مباشرة بعد فوز باراك أوباما في الانتخابات في السادس من شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، طلب رئيس وزراء تركيا رجب طيب أردوغان موعدا للقاء أوباما، وحتى الآن يتهرب البيت الأبيض من تحديد موعد، والسبب أن أردوغان سيأتي ليبحث الوضع السوري، وضرورة إنهاء الأزمة السورية عسكريا، وهذا ما لا تريده واشنطن، وقد أبلغت ذلك إلى عدد من العواصم الأوروبية.
موسكو تبحث عن حل، توصلت مع واشنطن إلى توافق بتسليمها الملف السوري حسب ما ورد في تقرير «مؤسسة القرن المقبل». موسكو تريد إشراك إيران في «صفقة الحل»، وتريد أيضا إشراك السعودية ومصر ولبنان والأردن، شرط أن يبقى المفتاح بيدها.
قطر قلقة لخروج هيلاري كلينتون من وزارة الخارجية ومجيء جون كيري. الأولى كان يمكن إقناعها بحل عسكري، أما كيري فإنه على اتصال دائم بوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف (آخر اتصال مساء الأحد الماضي) من أجل ضرورة وقف العنف والبدء في الحوار بين الحكومة والمعارضة في سوريا.
كل الأطراف المعنية بالأزمة السورية تشيد بمبادرة معاذ الخطيب رئيس الائتلاف السوري المعارض. وعندما التقى علي أكبر صالحي وزير الخارجية الإيراني معاذ الخطيب أبلغه أن إيران تضمن كل ما سيتم التوصل إليه على طاولة المفاوضات.
عندما انتهى من معركة دمشق التي ساعدت موسكو في إجهاض هجوم الثوار عليها في الأسابيع الماضية، نقل عن الرئيس السوري بشار الأسد أنه شدد على ضرورة إجراء الحوار.
وحسب معلومات موثوقة جدا، فإن رئيس الوزراء السوري وائل الحلقي الذي زار طهران الشهر الماضي (17 إلى 19) في إطار التنسيق السوري الإيراني تحضيرا لمؤتمر الحوار الوطني السوري، نقل معه إلى طهران «ضمانات خطية» من بشار الأسد شخصيا تؤكد التزامه بكل قرارات الحوار الوطني. كان ذلك بناء على طلب من إيران بأنها تريد تقديم ضمانات مؤكدة لأطراف المعارضة خلال حوارها معهم، بما فيها ضمانات بالعفو العام عن كل قوى المعارضة التي تقبل بالحوار الوطني، وبالأخص الجيش السوري الحر.
وحسب المعلومات الموثوقة فإنه بالرغم من أن سعيد جليلي أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني أعلن في مؤتمر صحافي أن زيارته إلى دمشق في الثاني من الشهر الجاري، ولقاءه الرئيس السوري جاءت لدعم إيران الكامل لسوريا ونظامها، إلا أن السبب الحقيقي للزيارة كان لنقل مضمون المباحثات التي أجرتها إيران في طهران مع ممثلين عن الجيش السوري الحر، وممثلين عن جبهة الإنقاذ: مجموعة معاذ الخطيب (وجهت له واشنطن الدعوة لزيارتها). وأبلغ جليلي الطرف السوري تحقيق تقدم في مسار المشاركة في الحوار الوطني السوري، وأن وجهات نظر تلك الأطراف صارت أكثر واقعية فيما يتعلق بصلاحيات الحكومة الانتقالية، أو مستقبل الأسد بعد 2014. وتضيف المصادر أن إيران تبحث عن التوازن ما بين التزاماتها الاستراتيجية مع النظام القائم، وما بين التعامل الواقعي مع التطورات، خصوصا جماعات المعارضة السلمية، ذلك أن القلق الإيراني أصبح قلقا إقليميا من فراغ السلطة، وغياب البديل، وفشل الحل العسكري من قبل طرفي الصراع.
وحسب ما ورد في تقرير «مؤسسة القرن المقبل» حول الموقف الإيراني، فإن الغرب يعيد أخطاء أفغانستان. إنهم يبحثون المشكلة وإحدى العينين مغلقة. الغرب يركز على التخلص من بشار الأسد من دون التفكير بما سيأتي بعد ذلك. وبنظر إيران ستجري انتخابات رئاسية في سوريا عام 2014: «قبل ذلك لن نقبل بإقالة الأسد»!
هذه الجولة توحي بتطور بطيء في الموقف الإيراني من ناحية عدم الإصرار على بقاء الأسد بالذات.
الدول المجاورة لسوريا: لبنان، الأردن وإسرائيل، قلقة من أن تجد تصريحات الجبهات الإسلامية، من «النصرة» إلى «الحق»، إلى «جند الإسلام».. إلخ؛ آذانا صاغية لدى مجتمعات تئن من الأوجاع الاقتصادية والبطالة والضياع، وكذلك التحريض المذهبي.
أما في إسرائيل فالخوف من أن تتوحد لاحقا سوريا الإسلامية مع لبنان إسلامي وأردن كذلك، ويشكلون دولة ضاغطة على حدود إسرائيل. هي قد تجد ذريعة لإشعال فتنة داخلية سنية - شيعية، لكن دولة إسلامية تبقى بعبعا؛ لذلك من أجل تسهيل المفاوضات لانتقال سلمي، يتوقع بعض السوريين أن توافق إسرائيل على العودة إلى طاولة المفاوضات السورية من أجل إعادة الجولان، إنما من دون بحيرة طبرية لتضمن السلام والاستقرار.
أما عن المشروع الذي يتم تسويقه الآن، فحسب تقرير «مؤسسة القرن المقبل»، فإن لافروف قال للأميركيين: «اطردوا جبهة النصرة من سوريا، عندها سنقوم بتغيير موقفنا. وحتى تفعلوا ذلك، لماذا تطلبون منا أن نوجه ركلة للأسد؟»!
إذن.. المشروع يقضي بأن تنسحب أميركا من مقعد القيادة لصالح الروس. هؤلاء بدورهم سيقنعون الأسد بأنه من أجل الأمة السورية، يجب أن يوافق على الوقوف جانبا والسماح بالانتقال إلى حكومة جديدة في سوريا. الإطار الزمني لهذا لانتقال واضح، حتى سنة واحدة، الوقت الذي سيتم فيه تشكيل حكومة مؤقتة يسلم الأسد السلطة لها (أي مع موعد انتهاء فترة رئاسته).
تفيد إحدى الخطط الموضوعة بأن الحكومة المؤقتة المؤلفة من 100 عضو تعين لجنة دستورية لوضع دستور يعرض على الاستفتاء قبل الانتخابات. طبعا الشيطان يبقى في التفاصيل. المهم أن الحكم السوري وافق على هذا الاقتراح أو أجبر على الموافقة.
هذا يعني أن طاولة المفاوضات إذا عقدت ستستمر حتى شهر مايو (أيار) أو يونيو المقبل للخروج باتفاق. وكان وزير الخارجية السوري وليد المعلم قال في 19 من الشهر الماضي إنه خلال ثلاثة أشهر سيعقد مؤتمر الحوار الوطني وسيتفق المجتمعون على جدول أعمال، وسينتخبون هيئة أو لجنة لقيادة الحوار.
فترة رئاسة الأسد تنتهي في مايو 2014، وقد تبدأ الفترة الانتقالية في شهر مايو المقبل.
الكلام يوحي وكأن معارضة الخارج متفقة فيما بينها، ولا خلافات تشل تحركاتها، وكأن هذه المعارضة متفقة تماما مع مقاتلي الداخل من لجان تنسيقية ومجموعات إسلامية!
في مؤتمره الصحافي الذي عقده مع وزير خارجية الأردن ناصر جودة في الثالث عشر من الجاري، دعا جون كيري إلى المفاوضات كمخرج لتخفيف العنف، معترفا بأن الأمر ليس سهلا؛ لأن هناك الكثير من القوى على الأرض إنما «انهيار الدولة خطر على الجميع».
خلال لقائه مع أحد الوفود العربية مؤخرا، قال الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند: «فعلنا كل ما نستطيع لإسقاط الأسد لكننا فشلنا. لذلك قررنا أن نترك كل الأطراف تتصارع حتى تتهاوى».
لكن، ماذا إذا تهاوت الدولة السورية قبل أن تتهاوى الأطراف!
منع السلاح عن «الجيش الحر» سبب ظهور «النصرة»
صالح القلاب عن الشرق الأوسط
بعد القرار الأميركي، المستهجن والمستغرب، باعتبار «جبهة النصرة لأهل بلاد الشام» تنظيما إرهابيا مثله مثل «القاعدة»، بات كثيرون، ومن بين هؤلاء معظم دول الاتحاد الأوروبي وبعض الدول العربية، ينظرون إلى المعارضة السورية، خاصة الجناح العسكري منها، من هذه الزاوية، والهدف بالطبع هو اعتبار أن هذا يشكل ذريعة كافية لتبرير مواقفهم المخزية بالاستنكاف عن دعم الجيش السوري الحر ومده بالأسلحة والذخائر وتمكينه من الدفاع عن شعبه ضد نظام دموي وقاتل استباح دماء السوريين وهتك أعراضهم واعتدى على حرماتهم ودمر مدنهم وقراهم وشرد الملايين منهم إنْ داخل بلدهم وإنْ خارجها في الدول البعيدة والمجاورة.
حتى الآن لم يستطع الأميركيون إثبات أن «جبهة النصرة» جزء من تنظيم «القاعدة»، الذي لا نقاش ولا جدال في أنه قاتل وإرهابي، وحقيقة، فإنهم اتخذوا قرارهم هذا آنف الذكر لتبرير ميوعة مواقفهم المتراجعة تجاه الأزمة السورية التي بسبب التدخل الروسي والإيراني السافر والغاشم قد تحولت إلى صراع إقليمي ودولي، ولإيجاد أعذار لامتناعهم عن دعم الجيش السوري الحر واعتراض أي محاولات لمده بالسلاح والذخائر إنْ من قبل الأوروبيين وإنْ من قبل بعض الدول العربية.
لم تعلن هذه «الجبهة» عن نفسها إلا من خلال البيان الأول الذي أصدرته في 24/1/2012 وذلك مع أن هناك ما يشير إلى أن تشكيلها يعود إلى أواخر عام 2011، والثابت والمؤكد أن كل المشكلين لها هم من السوريين الذين يُقال إن بعضهم من الذين قاتلوا سابقا في أفغانستان والعراق والشيشان. والمعروف أن «النصرة» قد أنشئت في مدينة حمص في الفترة التي كانت تتعرض فيها لحصار جيش النظام وهجماته وقصفه المتواصل، وإلى إغارات «الشبيحة» الطائفيين الذين كانت تشاركهم في هذه الجرائم التي ارتكبوها وما زالوا يرتكبونها مجموعات من حزب الله اللبناني، وهذه مسألة غدت مؤكدة وهي ليست بحاجة لا إلى براهين ولا إلى مزيد من الأدلة.
ولعل ما فات على الاستخبارات الأميركية التي ربطت في تقاريرها بين «جبهة النصرة» وتنظيم «القاعدة» في العراق، أن نظام بشار الأسد قد بادر ومنذ لحظة انطلاق الشرارة الأولى لهذه الثورة إلى الادعاء بأن وراء حتى حادثة أطفال درعا الشهيرة في 18/3/2011 جهات وتنظيمات إرهابية، وأنه بقي يتمسك بهذا العذر الأقبح من ألف ذنب على مدى الأشهر الستة اللاحقة التي لم تشهد، من قبل المعارضة، إطلاق ولا رصاصة واحدة، والتي كانت المطالب الإصلاحية خلالها تتخذ طابع المظاهرات الشعبية السلمية.
كان بشار الأسد بحاجة إلى ظهور بعض التنظيمات المتطرفة على خط المعارضة السورية، خاصة بعد الإعلان عن إنشاء الجيش السوري الحر وانخراطه في العمل العسكري ضد جيش النظام ومخابراته وشبيحته وأجهزته الأمنية، والمعروف أن مخابرات هذا النظام ذات باع طويل في هذا المجال إنْ لجهة استخدام «القاعدة» في العراق وحتى فترة قريبة، وإنْ لجهة اختراع تنظيمات ومنظمات إرهابية مثل «فتح الإسلام» وتكليفها بعمليات إرهابية ذات أبعاد سياسية.
وبالتأكيد، فإن هذا لا يعني إطلاقا أن «جبهة النصرة» هي اختراع جديد من اختراعات المخابرات السورية المشهورة بطول الباع في هذا المجال، ولكنه يعني أن نظام بشار الأسد قد تقصد القيام ببعض البشاعات المرعبة ضد أطفال الشعب السوري وضد الحرائر السوريات لخلق بيئة ملائمة لظهور تنظيمات متطرفة وعلى أساس أن العنف يولد العنف وأن الحرب الطائفية تستدرج ردا طائفيا. وهذا هو ما حصل وأدى إلى ظهور هذه الجبهة التي لا بد من التأكيد على أنها تحظى بتعاطف غير رسمي في العديد من الدول العربية انطلاقا من القناعة بأنها تدافع عن الإسلام والمسلمين ضد الاستهداف المذهبي إنْ من قبل هذا النظام وجيشه وشبيحته وإنْ من قبل حزب الله اللبناني وفيلق القدس التابع لحرس الثورة الإيرانية.
إن أجواء العنف الطائفي والمذهبي التي خلقها هذا النظام وتقصد إشاعتها والتي استهدفت المسلمين السنة تحديدا، هي التي أدت إلى ظهور «جبهة النصرة»، وهي التي استقطبت بعض المتطوعين من الخارج. لكن أن يقال إن المخابرات السورية هي التي «اخترعت» هذه الجبهة، فهذا غير صحيح على الإطلاق، وهذا يعتبر تجنيا على الحقيقة. والحقيقة هي أن مجريات الأحداث منذ حادثة درعا المعروفة في 18/3/2011 هي التي أدت إلى بروز هذه المنظمة العُنْفية المتشددة، وهي التي ستؤدي إلى بروز العديد من التنظيمات المماثلة إذا بقيت الأمور تسير في هذا الاتجاه الذي تسير فيه الآن، وإذا بقي الأميركيون وغيرهم يتخذون هذه المواقف المائعة غير المبررة، وإذا بقي الجيش السوري الحر من دون دعم ولا تسليح، وإذا بقيت المعارضة تُعامَلُ بكل هذه الأساليب الملتوية.
عندما يواصل نظام بشار حربه الطائفية بكل هذا التدمير والعنف وكل هذه الاعتداءات المتواصلة على أبناء الشعب السوري وعلى أطفالهم وأعراضهم، وعندما تصل أعداد القتلى إلى أكثر من مائة ألف قتيل، وكل هذا بالإضافة إلى المهجرين قسرا وإلى الجرحى والمعتقلين والمفقودين، وعندما تتدخل إيران بكل هذا التدخل المذهبي السافر في الشؤون الداخلية السورية، ثم وعندما يعلن الإيرانيون أن سوريا هي المحافظة الإيرانية الـ35، وعندما يعلنون عن تشكيل جيش متطوعين إيرانيين قوامه 60 ألفا للقتال دفاعا عن هذا النظام، وأيضا عندما يكون هناك كل هذا التدخل الروسي.. فلماذا إذن يكون هناك استغراب لظهور ليس «جبهة نصرة» واحدة؛ وإنما ألف «جبهة نصرة».
إن أي إنسان لديه ولو الحد الأدنى من الشرف والكرامة، لا يمكن أن يسكت عن هتك عرضه وذبح أبنائه والتمثيل بأجسادهم أمامه وعلى أساس طائفي ومن منطلقات مذهبية حتى وإن كان علمانيا أو شيوعيا، وإنه لا بد من أن يتحول إلى انتحاري ويبحث حتى تنظيم إرهابي يثأر من خلاله لكرامته.. وحقيقة، فإن هذا هو ما حدث بالنسبة لظهور «جبهة النصرة» وما حدث بالنسبة لانضمام بعض السوريين إلى هذه الجبهة، خاصة أن الجيش السوري الحر يعاني من كل هذا الحصار المضروب عليه من قبل الولايات المتحدة أولا، ومن قبل معظم دول الاتحاد الأوروبي وبعض الدول العربية «الشقيقة»!
لو أن الولايات المتحدة لم تتخذ هذا الموقف المائع المتراجع المثير للكثير من الأسئلة والتساؤلات، ولو أنها لم تمنع التسليح عن الجيش الحر، فيقينا لن تكون هناك لا «جبهة النصرة» ولا غير «جبهة النصرة».. أما عندما يكون كل هذا العنف الذي يمارسه جيش بشار الأسد، وكل هذه الحرب الطائفية، وكل هذا التدخل المذهبي من قبل إيران وحزب الله، وعندما يصبح سيرغي لافروف هو وزير خارجية سوريا وهو وزير دفاعها، فلماذا لا تظهر هذه الجبهة؟ ولماذا لا نتوقع عنفا مضادا أشد عنفا من عنف «القاعدة» و«طالبان»؟
وهنا، فإنه لا بد من تحميل الأميركيين مسؤولية كل هذا الذي يجري، والذي سيجري أخطر منه إذا لم يتم وضع حد لهذه المواقف والسياسات الأميركية المائعة، وإذا لم يطرأ موقف جدي من قبل الأوروبيين وبعض العرب تجاه الأزمة السورية التي إن هي لم تعالج المعالجة العاجلة الصحيحة، فإنها ستتحول إلى زلزال ستطال ارتداداته كل دول هذه المنطقة وأيضا كل الدول التي تعتقد أنها في مأمن وبعيدة.
بكار المكار بيلعب بالنار
حمدي رزق عن المصري اليوم(مقال ساخر ولاذع)
نادر بكار غلط، وغلط كبير، أبوكف رقيق وصغير، نزل بخفة على دماغ الكبير، بكار حبيب الصغار غلط فى الكبار، غلط فى أسد الجماعة خيرت الشاطر، بكار يغرد على تويتر: «إذا كانت الرئاسة تقيل بالشبهات فلتحدثنا عن صفة خيرت الشاطر التى تكلم بها عن تحركات مرصودة لأطراف فى الداخل والخارج».. ها لقد قمت بلمس شنبات الأسد يا مكار، وها هو الشبل «سعد بن خيرت» خرج ليهاجمك، إذا خاصم فجر، يعنى سأنتقم منك.
هذا الشبل من ذاك الأسد، سعد غرّد وقد أعذر من غرّد: بكار إذا خاصم فجر؟!.. بكار شكله بيلعب فى عداد عمره، بكار فاكر الشاطر زى مرسى شرعى ومنتخب ويُنتقد، الشاطر لا هو شرعى «نائب مرشد فى جماعة غير شرعية»، ولا هو منتخب «تم استبعاده من انتخابات الرئاسة»، وذاته مصونة لا تُمس ولا تُنتقد، بكار بيخبط فى حلل الجماعة، إذن استلقى وعدك يا مكار، فتملك الغيظ من الأسد وقال ويلُك ويلُك بضم اللام «من قاموس نجيب الريحانى».
خبط لزق، من أول قلم تعترف، بأى صفة يتحدث أبوسعد، حصّلت تجيب سيرة أبوسعد، هو احنا عندنا كام أبوسعد، هو اللى طلعنا به من الثورة، تقصد إيه يا مكار؟ تقصد أن هناك عيونا للشاطر فى جبل المقطم، مطاريد يعنى تتقفى التحركات وترصدها، عاوز تفهمنى إن الشاطر كان فى «الدوحة» الأسبوع الماضى لرصد التحركات الخارجية، فعلاً مكار واسمك بكار، ياما تحت السواهى دواهى.
الشاطر لن يرد عليك يا بكار، أنت من عمر أولاده، والشبل سعد كفيل بك، الكومنت بكومنت، والتغريدة بتغريدة، والتتويتة بتتويتة، والبادى أظلم، تلقيح الكلام على تويتر عيب، شغل صغار، معلوم كفك رقيق وصغير، لكن يبدو أن النملة طلع لها سنان، والله خايف يكسروا سنانك يا بكار التى تشبه أسنان إعلانات معجون الأسنان.
إنما القادم أسوأ، حاسب يا بكار لقد فتحت على نفسك النار، اللى ييجى على أبوسعد ما يكسبش، صحيح بطلوا ده واسمعوا ده، ياما لسه نشوف وياما، بكار يا وقعة سودا يغرد كاليمامة، هى كانت فين عينيكى يا يمامة، لما دورتى بإيديكى ع الندامة، هى دى مش تبقى عيبة ع الظرافة اللطافة الخفافة، حتى شوف صورة الشاطر على صفحات ثعالب فيس بوك، تقاطيعه مسمسمة، ونظراته وادعة، ولحيته كاسية، وتقطيبة جبينه ولا محمود مرسى فى فيلم «فجر الإسلام».
محاولات بكار للتملص من التغريدة «الملغومة» لا تخيل على الشاطر، بكار يبرر التغريدة بأن القرآن الكريم أجاز للمظلوم أن يخبر عن ظلم الظالم جهراً، طيب يا سيدى والقرآن قال: «ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة وأحسنوا...».. بفرض سيادتك مظلوم، والشاطر ظالم، ومأمور تخبرنا عن ظلم الظالم جهرة، جالك قلب تنكر على أبوسعد حقه فى الرئاسة، شريك بالنص باعتباره أول الإخوان المترشحين فى السباق الرئاسى، وأول المستبعدين من السباق الرئاسى، لازم تصيح وتغرد، وتحركات مرصودة، من يرصد تحركات من يا مكار؟ تقصد الأمن الوطنى، وطنى لو شغلت بالشغل عنه.. الأمن القومى، وقومى وإن رصدوا تحركاتى كرام.. من بره، هذا أمر مريب، وغريب، والبينة على من ادعى، على نادر بكار!
اليهود.. من أين؟ وإلى أين؟
حسن حنفي عن المصري اليوم
صرح أحد القادة الإسلاميين بأنه لا مانع من عودة اليهود المصريين من إسرائيل إلى مصر. واستهجن الجميع هذا القول. فكيف يعود الأعداء إلى مصر؟
والحقيقة أن القضية الفلسطينية لها حلول كثيرة طبقاً لظروف العصر. هناك حلول على الأمد القصير، وحلول أخرى على المدى الطويل. الأمد القصير حرب التحرير الوطنى بعد جنوب أفريقيا. وقد بدآ معا فى 1948. وانتهت حرب جنوب أفريقيا بتحريرها ومازالت فلسطين باقية، وأيضا كشمير فى 1948 بالرغم من وجود قرارات الأمم المتحدة بالاستقلال. وتحقق فى جنوب أفريقيا وبقيت كشمير وفلسطين. ولا يوجد حل لقضية فلسطين صائب وآخر خطأ، بل كل حل يتفق مع عصره. ففى عصر التحرر الوطنى الذى بدأ فى الخمسينيات والستينيات فى الذروة لا يوجد لقضية فلسطين إلا التحرر الوطنى. أما على الأمد الطويل فقد توجد حلول أخرى غير التحرر الوطنى. والخطأ فى التوقيت أن تأتى حلول الأمد الطويل فى مرحلة التحرر الوطنى، وأن تؤجل حرب التحرير الوطنى إلى مرحلة الأمد الطويل. والآن التحرر الوطنى هو السبيل إلى تحرير فلسطين لأننا فى مرحلة التحرر الوطنى وليس التعايش السلمى الذى قد يأتى فى مرحلة قادمة. ويكون حلاً على الأمد الطويل عندما يشرع الطرفان فى الحلول السلمية والتعايش السلمى، وتحقيق العدل ورفع الظلم عن كاهل الفلسطينيين. والآن نحن فى الأمد القصير، حرب التحرر الوطنى فى 1936، 1948، 1956، 1967، 1973. والهزائم أكثر من الانتصارات. وتمتلك إسرائيل النووى. وتختلف التقديرات حول كميته. وتريد أن تكون هى بمفردها القوة النووية فى المنطقة. لذلك تنزعج من إيران. وتخشى من امتلاكها قوة نووية مثلها. فتتعادل القوتان. وتصبح الحرب هى الوسيلة لحل قضية فلسطين. وتعود فلسطين عربية عندما يقوى العرب أو تتغير الموازين الدولية.
وعندما ينتهى عصر التحرر الوطنى، وعندما لا تحل الحرب شيئاً، وعندما يبدأ التفسخ فى المجتمع الإسرائيلى ويبدأ الصراع بين اليهود الشرقيين واليهود الغربيين، وعندما تبدأ الهجرات المضادة هنا يبدأ التغير فى علاقات القوى بين العرب وإسرائيل. ويبدأ حلم التعايش المشترك. وهو ما بدأ به الميثاق الوطنى الفلسطينى. دولة وطنية واحدة يتعايش فيها العرب واليهود متساوين فى الحقوق والواجبات مثل كل الدول متعددة الجنسيات: سويسرا، إيطاليا، فرنسا، بلجيكا، كندا، أسبانيا، وعندما ينتهى الخطر الخارجى لإسرائيل وتبدأ التناقضات الداخلية فيها يبدأ الحنين إلى الأوطان الأصلية. فإسرائيل تجمع اليهود من شتى أنحاء العالم، من أوروبا وأمريكا وروسيا وبلاد العرب. والحنين إلى الأوطان طبيعى فى البشر. وكلما تأزم المجتمع المصطنع حنّ اليهود الروس إلى روسيا، واليهود الأمريكيون إلى أمريكا، ويهود أوروبا الشرقية إليها، واليهود العرب إلى البلاد العربية. فلم ينسوا لغات الأوطان ولا عاداتها ولا طعامها ولا شرابها، ولا لباسها، ولا أبنيتها، ولا حياتهم السابقة التى كانوا فيها من كبار رجال الأعمال أو الفنانين أو الوزراء والوجهاء. ولم تكن «حارة اليهود» أو «حى اليهود» تعنى أى تهميش من المجتمع بل هى عادة الأقلية أن تعيش معا. ويعيش العرب واليهود فى عالم خال من الطائفية التى تعانى منها البلاد العربية خاصة لبنان والتى قد تنفجر فى حرب أهلية. كل طائفة تريد أن تضم الوطن إليها. وتصبح هوية الجميع مدنية لا دينية. وبالتالى يخف التعصب عن المنطقة. ويظهر التسامح بالممارسة والتعامل اليومى بدلاً من الخطاب النظرى عن التسامح الذى لا يفيد. ويستعيد الحاضر أسلوب الماضى القريب حيث عاش اليهود مع المسلمين أخوة متحابين كما عاشوا فى الماضى البعيد فى الأندلس.
ونظراً لسيادة الاتجاه العقلانى على التراث اليهودى العربى فقد أثر فى نشأة الاتجاه العقلى الغربى منذ ديكارت. وخرج فلاسفة يهود عقلانيون مساهمين فى حركة التنوير مثل اسبينوزا ومندلسون بل وحتى نشأة العلم الرياضى الحديث.
القضية ليست إذن عودة المصريين اليهود إلى مصر بل فى توقيت هذه العودة وشروطها. إنما هو أحد الحلول على الأمد الطويل عندما تفشل الحلول على الأمد القصير، مثل الميثاق الوطنى الفلسطينى الأول، ومثل حل الانفجار السكانى العربى بعد خمسين عاماً. ربما عودة اليهود إلى جذورهم يستغرق مائة عام. ونحن مازلنا فى مرحلة التحرر الوطنى لم تستنفد طاقاتها بعد. فالمقاومة ناجحة. والربيع العربى قادم فى دول الطوق يحيط بالكيان الصهيونى.
فعودة اليهود المصريين إلى مصر هذا ليس وقتها، بل فى الوقت الذى يستنفد فيه الحل الوطنى والحل السكانى ويئن الكيان الصهيونى بحمل تركيبته الداخلية. وينتهى وقت الصهيونية بانتهاء القرن التاسع عشر الذى ولدها، والقرن العشرين الذى حاول تحقيقها.