المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المواقع الالكترونية التابعة لتيار الدحلان 5



Haneen
2013-02-28, 01:27 PM
المواقع الالكترونية التابعة لتيار الدحلان 5

ان لايت برس 5/2/2013

الموضوع

محمد رشيد يكتب : اولويات عباس وخطر الجمود !!

القضية الفلسطينية قد تخبو لسنوات قادمة ، ربما من ثلاث الى خمس سنوات ، ليس لسبب واحد محدد ، بل لعوامل متعددة اقليمية ودولية ، تتظافر جميعا وتدفع الامور الى مستوى مقلق من الجمود ، ومن بين تلك العوامل ، رئيس يعتقد انه " فهلوي وفتك " ، يمسك بيده كل مفاتيح مؤسسات وطنية فلسطينية كانت يوما ديموقراطية ، وبقيت كذلك حتى في ذروة مجد ياسر عرفات ، فلم ينبذ او يطرد من كان يعارض عرفات الراي او التوجه علنا وعلى رؤوس الاشهاد ، وفي احيان كثيرة ، كان المعارض يحظى بدلال ورعاية أوسع ، دون ان يضطر الى المساومة على مواقفه ورؤاه .
فلسطين ، وفي هذه المرحلة على الاقل ، لم تعد أولوية العرب ، وفقدت مكانها كمركز صراعات الشرق الاوسط ، ولم تعد قبانة الحرب والسلام ، وهي ليست العنصر الحاسم في التوتر او الاستقرار الاقليمي ، ولكل دولة على حدة عشرات الأولويات ، واجندات زعماء وحكومات المنطقة مزدحمة ، بمشاكل وهموم محلية ، عاجلة ومصيرية وكبرى ، من الاقتصاد والأمن السلم الداخلي ، الى تنازع القوى الداخلية ، من اجل تثبيت نفسها ، او من اجل إقصاء الاخر عن المشهد الوطني .
لان عباس غرائزي محكوم بحسابات شخصية واحقاد ، ولانه ضعيف ويكذب كثيرا ، تراه عند اللزوم يتخلى عن كرامته المزعومة ويقبل الهوان
لكن المضحك المبكي ، هو انحدار مكانة القضية الوطنية الفلسطينية ، الى درجة ثانوية على سلم اولويات " حاكم فلسطين نفسه ، وينبغي الاعتراف بان محمود عباس نجح " مؤقتا " ، في اخراج الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية ، من معادلة



الصراع ، باختصار ذلك الصراع الى ملف سفريات وتهديدات جوفاء ، لا تغني ولا تسمن ، بل تريح اعصاب بنيامين نتنياهو ، فمن يريد مقاومة الاحتلال هذه الايام ، وان بالاحتجاجات والحجارة ، عليه ان يواجه اولا اجهزة عباس الأمنية ، المكرسة بالكامل لضمان امن المحتل الاسرائيلي .
الفلسطينيون بخبرتهم الطويلة ، يعرفون بان الجمود سلاح فتاك ، ويعرفون ان الوقت لا يعمل لصالحهم ، لكنهم ، ومثل اي شعب حائر ، لم يجدوا بعد الوصفة الآمنة ، او المعادلة المقبولة لخوض مواجهتين شرستين معا ، مواجهة التمكن من متطلبات الحد الادنى لحياة انسانية لائقة ، من جهة ، ومواجهة الاحتلال ، من خلف جدران " الحجر القهري " لطاقاتهم النضالية الجبارة ، وقدرتهم الفائقة على الابداع والعطاء ، من الجهة الاخرى ، وان كان جدار شارون ، قد انهى العمل الفلسطيني المسلح الى حد كبير ، فان جدران محمود عباس الامنية ، تمنع ما تبقى من وسائل المقاومة المشروعة للمحتل الاسرائيلي .
انسداد الافق السياسي ، لا يتحول الى حالة الجمود على نحو تلقائي ، بل قد يتحول الى لهيب مشتعل ، كما حصل في الانتفاضتين الاولى والثانية
انسداد الافق السياسي ، لا يتحول الى حالة الجمود على نحو تلقائي ، بل قد يتحول الى لهيب مشتعل ، كما حصل في الانتفاضتين الاولى والثانية ، واسرائيل كانت فيما مضى تخشى انسداد الافق السياسي ، وكانت تعتبر ذلك اقترابا من إعصار مدمر ، لان الحيوية الشعبية والسياسية الفلسطينية ، كانت قادرة دوما على انتاج حالة ثورية ، باستنهاض القوى الكامنة ، وبمنهج سياسي يربك حسابات المحتل ، ويفرض على العرب والعالم سرعة التدخل ، لكن كل ذلك كان صحيحا ، عندما كانت القضية هي الأولوية المطلقة ، لقيادة وضعت دمها على المحك .
اليوم لا يشبه البارحة في شيء ، فالجمود السياسي يلعب لصالح الاحتلال ، فهو لم يعد يخشاه وقد اصبح سلاحا بيده ، كما ان هذا الوضع مناسب ايضا لحاكم المقاطعة ، فهو يكره ان يرى الجراح المفتوحة مع المحتل ، وهو عاجز تماما ، عن تحمل التكلفة الشخصية للصدام مع المحتل ، مع انه يعلم يقينا ، بان افق السلام ليس مظلما وملبدا فحسب ، بل لم يعد هناك افق اصلا لذلك يلجأ بهمة عالية الى تغيير الاولويات ، فتصبح لقمة العيش هما خطيرا ، وتصبح المصالحة الواجبة ، هدفا ، ويصبح محمد الدحلان عدوا محرما ، ويصبح يائير لبيد صديقا محببا ، ويصبح الشعب فقيرا ، ويصبح هو ثريا فاحشا .
قديما قالوا : دوام الحال من المحال ، و أيضاً قالوا : لو دامت لغيرك ما وصلت إليك ، وعباس يعرف ذلك ، ويعرف اكثر من ذلك بكثير ، لكنه في سباق مع الزمن ، فلا هو شبع من المال واكتفى ، ولا هو وجد المخرج الامن ، للرحيل عن الحكم بهدوء و سلام ، محصنا من قواعد الثواب والعقاب ، فهو يدعي عزوفه عن الحكم والسلطة ، لكنه يضم اليه كل يوم ، مزيدا من الصلاحيات والسلطات ، حتى فاقت اضعاف ما تمتع به الزعيم الراحل من صلاحيات .
بقاء عباس يعني تكريس الجمود ، كما هو يحاول اليوم تكريس نتائج الانقسام الوطني بحجة المصالحة ، كما سيحاول غداً تكريس نفسه حاكما أبديا ، بحجة عدم القدرة على اجراء الانتخابات
الحسابات والمصالح الشخصية هي من تسير عباس ، وتفقده الإحساس والعواطف ، فهو يترك العنان لغرائزه العدوانية ، فتجنح به الى قدر لا محدود من الحقد والكذب ، وكان ذلك واضحا في ما فعل بالزعيم الراحل ، وكان واضحا أيضاً في قراره ترك مروان البرغوثي في السجن ، او في حرب الإقصاء ، التي شنها على شخصيات فلسطينية ، اهلته لكرسي الرئاسة ، فليس سرا انه نقض عهده مع ابو علاء ، وانقلب على نبيل عمرو ، وعزل ابو هشام ، وعمل المستحيل لتدمير محمد الدحلان ، واقصى سمير المشهراوي بطريقة لا أخلاقية .
ولانه غرائزي محكوم بحسابات شخصية واحقاد ، ولانه ضعيف ويكذب كثيرا ، تراه عند اللزوم يتخلى عن كرامته المزعومة ، ويقبل الهوان في نفسه واهله ، فهو مثلا شن حربه مع الدحلان بسبب وقوف الاخير في وجه افتراءات ابنائه ، لكنه لم يجرؤ على محاسبة رئيس مكتبه رفيق الحسيني ، رغم كل ما قاله عنه وعن ولديه ، ليس لانه يحب رفيق لا سمح الله ، بل لانه يخشى مما لدى رفيق ، من معلومات مالية وسياسية خطيرة ، عن مرحلة شهدت تجاوزات لا تعد ولا تحصى ، فاضطر الى " بلع " الإهانات الموثقة والمصورة ، وأعاد رفيق الى الخدمة سفيرا ، و هو ما يحدث تماماً الان مع شريكه في القتل والتهريب نضال ابو دخان ، وامينة اسراره الخاصة انتصار ابو عمارة ، وتابعه " ماتي " ، عفوا ، و تابعه ماجد فرج .
باختصار و وضوح ، بقاء عباس يعني تكريس الجمود ، كما هو يحاول اليوم تكريس نتائج الانقسام الوطني بحجة المصالحة ، كما سيحاول غداً تكريس نفسه حاكما أبديا ، بحجة عدم القدرة على اجراء الانتخابات ، بكل ما يعنيه ذلك من تكريس للاستيطان والاحتلال وضياع القدس لعشرات السنين ، وتحول الدولة الموعودة الى ثلاثة كيانات منفصلة ، واحدة في الضفة ، والاخرى في غزة ، والثالثة للمستوطنين ، وضياع حقوق ومستقبل 8 ملايين لاجئ فلسطيني .
عباس هو الجمود ، والجمود هو عباس ، إدراك تلك الحقيقة شيء ، ومعالجتها شيء اخر تماماً ، و هو تحد لا بد من قبوله لمن أراد دولة ووطنا .