المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اقلام واراء عربي 335



Aburas
2013-03-04, 10:14 AM
file:///C:\Users\ARCHIV~1\AppData\Loca l\Temp\msohtmlclip1\01\clip_im age002.gif


file:///C:\Users\ARCHIV~1\AppData\Loca l\Temp\msohtmlclip1\01\clip_im age003.gif

file:///C:\Users\ARCHIV~1\AppData\Loca l\Temp\msohtmlclip1\01\clip_im age004.giffile:///C:\Users\ARCHIV~1\AppData\Loca l\Temp\msohtmlclip1\01\clip_im age005.gif



في هـــــــــذا الملف :
المصالحة والمقاومة الفلسطينية
صابر رمضان (باحث في الشؤون الدولية) عن القدس العربي

الطريق إلى المصالحة
عصام نعمان عن دار الخليج

تحديد الهوية الأردنية ضمان للهوية الفلسطينية
محمد سليمان شرقي الخوالدة عن القدس العربي

أغلق الأنفاق يا سيسى
حمدي رزق عن المصري اليوم

أنقذوا الأقصى الجريح
صباح المدني عن الرأي الأردنية

إسرائيل والحريات الأكاديمية!
د. زيد حمزة عن الرأي الأردنية

ليفني في عربة نتنياهو!
حازم مبيضين عن الرأي الأردنية

الانتفاضة هي الحل
رشيد حسن عن الدستور الأردنية

بلعين عنوان لقضية شعب يأبى الركوع
رأي الوطن العمانية

تحدي المستقبل بين فلسطين والكيان
محمد السعيد ادريس عن دار الخليج

اصدقاء سورية ام اصدقاء اسرائيل؟
عبد الباري عطوان عن القدس العربي
اردوغان قال الحقيقة
رأي القدس العربي

كيري في جولته العربية: زيارة استماع
جو معكرون عن السفير

قراءة في الشائعات التي طاولت قيادات "حزب الله"
مهى عون(كاتبة لبنانية) عن السياسة الكويتية






هل يعود الجيش للحكم مرة أخرى؟
محمود معوض عن المصريون
المصالحة والمقاومة الفلسطينية
صابر رمضان (باحث في الشؤون الدولية) عن القدس العربي
لم يشهد التاريخ السياسي والدبلوماسي سواء الاقليمي أو الدولي حركات تحرر لم تعتمد بشكل او باخر على القوة المسلحة في تحقيق اهدافها واستثمارها لذلك، حتى المقاومة السلمية التي شهدتها بعض التجارب والمناطق لم تحسم على انها الخيار الوحيد والناجع لتحقيق تقرير المصير للشعوب فهي ليست القاعدة بقدر انها مجرد استثناء واضح يناسب الوضع الذي تعيشه حركات التحرر الوطنية في كل بلد. ذلك ان المقاومة تختلف باختلاف الطبيعة السياسية والعسكرية للاستعمار، فمقاومة الاستعمار الكولنيالي والاحلالي يختلف كلياً عن الاستعمار الذي غرضه فقط مجرد الهيمنة وخلق التبعية الاقتصادية والأمنية والعسكرية، لأي اقليم لصالح البلد المستعمر (بكسر الميم) لذلك فإن المطالبة باعتماد نوع واحد ووحيد من المقاومة ليس ذي جدوى دون النظر الى الواقع الذي تعيشه الشعوب وحركات التحرر في مختلف البلدان .
كما لا يمكن لتلك المطالبة ان تستمر دونما اعطاء اي اعتبار لمدى اهتمام المؤسسات الدولية والمجتمع الدولي بقضايا التحرر في العالم. فالمبدأ الاساسي هنا هو ان ينظر لحركات التحرروالمقاومة وفقا لما هية الظروف التي تعيشها محليا واقليميا ودوليا. ومن هذا المدخل يمكن معالجة مسألة المقاومة والعمليات التي خاضتها منظمة التحرير الفلسطينية قديماً، والتي تخوضها الفصائل المسلحة في الوقت الراهن ضد الاحتلال الاسرائيلي في الضفة الغربية بما فيها القدس وقطاع غزة.
إن المشكلة لا تكمن ابدا في مسألة الوقف الكلي للعمليات الفلسطينية في الاراضي المحتلة. وانما في الكيفية التي يمكن للفلسطينيين ان يوظفوها في صراعهم المستمر مع الاسرائيليين لمنع السياسات الاسرائيلية من الاستمرار في عمليات الاحلال الديمغرافي والسيادي لصالح اهداف التهويد المتدرج لفلسطين بكاملها. والتي ستشكل نهجا اسرائيلياً هدفه حشر الديمغرافيا الفلسطينية في اصغر بقعة جغرافية ممكنة. وبالتالي تسوية القضية على هذا الاساس، وتبرز اسرائيل نفسها على انها قدمت تنازلات مؤلمة وقاسية تجاوزت نصوص التوراة لصالح عملية سلام اثبتت فشلها لمن يملك مبادئ سياسية على الاقل في الصراع.
اذا تم الاتفاق على الافكار السابقة، فإن جوهر المشكلة يرتكز بالاساس على كيفية ترتيب اولويات السياسة الفلسطينية في المفاوضات المقبلة وكذلك في المصالحة وكيفية التنسيق بين العمل السياسي، الذي يتضمن العمل الدبلوماسي على مختلف مستوياته. وبين اخضاع العمليات المسلحة للعمل السياسي التكتيكي والاستراتيجي. بمعنى ان لا تتحول هذه العمليات الى معيق لأي عمل سياسي او تهدئة ممكنة في اي ظرف من الظروف. وان لا تشكل في نفس الوقت مواقف السياسيين الفلسطينيين الرسمية خاصة اصطفافاً انبطاحياً الى جانب القوى الدولية والاقليمية ضد المقاومة. ذلك ان المقاومة هي المحرك لأي جمود سياسي تشهده المنطقة.
إن المقاومة ليست من ثوابت اي أمة او شعب، الا في مرحلة التحرر وانهاء المطالب المستقبلية لكل اطراف المواجهة والصراع. وعليه لابد من توظيف مختلف اشكال المقاومة المرهونة بتحقيق الانجاز الوطني وفق المرحلة التي يمر بها الصراع. فالتجارب التحررية مع بعض الفروق ارست اشكالا عديدة للمقاومة سواء العمل المسلح، او الدبلوماسية دون اغفال امكانية الاعتماد المزدوج على اكثر من شكل للمقاومة معاً.

الحالة الفلسطينية:
في حالتنا اختيار الشكل المناسب للمقاومة من بين الاشكال السابقة، يستدعي فهم مسبق لمدى تأثر الجانب الاسرائيلي بها. وذلك يبرز عبر الرؤية الاسرائيلية والمستقاه من واقع تعاملها مع هذه المقاومة والعمليات على نقاط اهمها:
اولاً، نجحت اسرائيل في اقناع الاطراف الدولية المؤثرة في عملية السلام، بأن العمليات الفلسطينية ليست تحررية بقدر ما هي عمليات تأتي في اطار ازالة وتهديد الوجود اليهودي، معتمدة في ذلك على تصريحات مفادها 'اسرائيل كيان غير طبيعي في المنطقة وهو خاضع للزوال' وان هذه العمليات مستمرة حتى تحقيق العودة للفردوس المفقود خاصة ان احدى اطراف النضال الفلسطيني حركة ايديولوجية ودينية بامتياز 'حركة حماس' مدعومة من دعاة نظرية زوال الدولة اليهودية عن الوجود. كما تستند اسرائيل في حججها الداعمة لذلك التوجه في استمرار العمليات الفلسطينية داخل الخط الاخضر (الذي يتجاوز حدود الرابع من حزيران 1967). اضافة لذلك وظفت اسرائيل الرفض الفلسطيني لإنهاء حالة الصراع وفقا للتسويات التي بدأت في اوسلو وحتى كامب ديفيد الثانية، بأنها حالة يعيشها الفلسطينيون ترغب في بقاء الصراع بانتظار تغيير موازين القوى الدولية والاقليمية. هكذا اظهرت اسرائيل ان الفلسطينيين رفضوا السلام في كامب ديفيد (2001). وبذلك نجحت اسرائيل في افقاد الفلسطينيين البعد التحرري لصالح حشرهم في البعد الايديولوجي والديني البحت.
ثانياً، ترى اسرائيل ان هذه العمليات الفلسطينية تأتي من قبيل 'القتال بقوة منخفضة' ضدها. وهذا ما جاء في مؤتمر هرتسليا بعنوان 'ميزان المناعة والأمن القومي الاسرائيلي'. والذي صدر انذاك في وثيقة هرتسليا ما بين عامي (2000-2001) وقد صاغها اليمين المتطرف في اسرائيل. وفقا لهذه الوثيقة فإن على اسرائيل ان تعتمد قوة ردع عقابية متدنية وعمليات انتقامية ضد القيادات الميدانية التنفيذية، او حتى المس المباشر بالقيادات الروحية الدينية وقد حدث ذلك. وقد ابرزت احداث غزة ان التأثير الفلسطيني على اسرائيل هو تأثير تكتيكي وليس استراتيجيا وهذا من العوامل التي دفعت باسرائيل الى وقف عدوانها على غزة استجابة للضغط الاقليمي.
ثالثاً، استمرار اسرائيل في الربط بين الفلسطينيين وقوى اقليمية معادية لها، وتصوير المقاومة وكانها لا تهدف فقط لتحرير ما نصت عليه الشرعية الدولية، وانما ارتضت تلك الفصائل لنفسها ان تكون اداة تنفيذ لسياسات غير فلسطينية تاتي من ايران، وسوريا ولبنان. وبالتالي بالمفهوم الاسرائيلي يجب على دول عربية اقليمية كمصر ان تحذر من الانجرار ليس وراء اهداف فلسطينية، وانما وراء اهداف تدميرية لقوى خارجة عن دائرة المواجهة المباشرة في الصراع. وعلى المدى البعيد من شأن ذلك ان يحرم الفلسطينيين من تدويل الصراع والدفع به نحو دائرة الفعل ورد الفعل وليس فقط الشجب.
رابعاً، وفي ظل الحديث عن المصالحة الفلسطينية، فإن التصريحات الاسرائيلية بخصوص ان الفلسطينيين لن يحصلوا على مكاسب الا من خلال المفاوضات والتسوية السياسية، تهدف الى زيادة حدة النقاش بين الفلسطينين (القيادة السياسية التفاوضية وفصائل العمل المسلح). مما يكسب اسرائيل الزمن الكافي في اقناع المجتمع الدولي بمبدأ انه قبل مطالبة اسرائيل بعملية سلام مع الفلسطينيين يجب على العالم ان يقنع الفلسطنيين بايجاد قيادة وحكومة شريكة في السلام. وهذا يتطلب حسم الخلاف الداخلي حول اولوية السياسي على العسكري تجاه اسرائيل.
لقد اثبتت التجربة الفلسطينية في التحرر اهمية المواءمة بين العمل السياسي والكفاح المسلح باعتماد قاعدة اساسية مفادها 'ان الكفاح المسلح يزرع والسياسة تحصد' واذا اردنا اجادة التعامل مع هذه القاعدة فيجب أن نأخذ بعين الاعتبار مايلي: يجب على حركات المقاومة الفلسطينية ان تفهم ان الصراع مع الاسرائيليين ليس لعبة صفرية بمعنى ان تكون الخسارة أو الربح هي عبارة عن معادلة رياضية (1:0) لأحد الاطراف على حساب الطرف الاخر، بغض النظر عن وجود حق تاريخي بالنسبة لموقفنا من اسرائيل فالنتيجة هي مكاسب نسبية. كذلك يتطلب النجاح الفلسطيني في المقاومة ان تثبت المقاومة وعلى رأسها حماس والجهاد ان لا سند ايديولوجي ديني بحت لمقاومتها بقدر ما هي عملية تحرر مشروعة في اطار الشرعية الدولية، فنحن لا نريد صراع من يبيد من؟. واختلاف ميزان القوى يحب اخذه بعين الاعتبار.
وبخصوص المصالحة يجب على كل الاطراف ان تضع وثيقة اليوم وللاجيال الاتية تعتمد ما يتم الاتفاق عليه من، تحديد الحدود الجغرافية، اليات حل الصراع، الوضع الداخلي واعتماد الديمقراطية والتداول السلمي للسلطة، وأن تكون السلطة في هذه المرحلية وقبل انهاء المفاوضات، مجرد ادارة داخلية للشأن الفلسطيني. ووضع حد نهائي للعلاقة بين السياسي والعسكري، ووضعية الاجنحة المسلحة للفصائل وتنظيم الأجهزة الأمنية كذلك.

الطريق إلى المصالحة
عصام نعمان عن دار الخليج
الشعب الفلسطيني في أرضه والمعتقلات والشتات أشجع من قيادته وأقوى . هو شعب قائد لنفسه لأن السلطة الفلسطينية ليست قيادة أصلاً، وليست لها هيبة السلطة وصلاحياتها وقدراتها .
أسرى الشعب الفلسطيني في مُعتقلات “إسرائيل” أشجع وأقوى من إخوتهم “الأحرار” في الضفة والقطاع . ليس أدل على ذلك من مبادرة “الأمعاء الخاوية” التي انطلقت من سجون العدو وشارك فيها ألوف الأسرى والموقوفين، ما أدى إلى اندلاع احتجاجات وتظاهرات صاخبة في الضفة والقطاع واعتصامات داخل فلسطين المحتلة وخارجها إجلالاً للشهداء . كل ذلك ما كان ليحدث لولا انشغال معظم الفصائل بالصراع والتنافس فيما بينها، وعجز سلطتي رام الله وغزة عن التوصّل إلى مصالحة وطنية تضاعف فعالية فصائل المقاومة وحضورها .
مصادر رفيعة المستوى في قيادة الجيش “الإسرائيلي” قالت لصحيفة “معاريف” (26-2-2013) إنها لا تتوقع أن تؤدي الأحداث الأخيرة في الضفة الغربية إلى اندلاع انتفاضة فلسطينية ثالثة . ثمة اعتقاد لديها أن الأحداث بدأت بالتراجع، لكنها في الوقت نفسه قدّرت أن تبقى مستمرة إلى حين الزيارة التي سيقوم بها الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى كل من “إسرائيل” والسلطة الفلسطينية في 20 مارس/آذار المقبل .
الواقع أن الهدف الرئيس من وراء “تساهل” السلطة مع المتظاهرين هو الضغط على أوباما لتغيير جدول أعماله خلال زيارته لجعل القضية الفلسطينية، وخصوصاً قضية الأسرى، في صدارة اهتمامه بدلاً من موضوعَي إيران وسوريا . وفي الوقت نفسه، يبدو أن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس غير معني بأن يفقد السيطرة على الشارع إلى درجة اندلاع انتفاضة فلسطينية ثالثة تنطوي على مظاهر مسلحة أو عمليات استشهادية، ذلك أن أي خيبة أمل من زيارة أوباما من شأنها أن تتسبب بتصعيد الوضع أكثر فأكثر .
لتطويق الانتفاضة المحتملة، “قامت “إسرائيل”” في الأيام القليلة الماضية باتخاذ خطوات عدة من أجل تهدئة الأوضاع المتوترة في الضفة الغربية . فقد أعلن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو أن حكومته ستقدّم موعد تحويل أموال الضرائب التي جبتها “إسرائيل” لمصلحة السلطة الفلسطينية عن شهر يناير/كانون الثاني الماضي .
لم تخفِ مصادر في الجيش “الإسرائيلي”، “أن الغاية المتوخاة من وراء هذا التدبير هي دفع رواتب أفراد أجهزة الأمن الفلسطينية” التي تبدو غير متعاونة مع قوات الأمن “الإسرائيلية” في قمع المتظاهرين .
خلافاً لقيادة الجيش “الإسرائيلي”، ترى قوى اليسار في “إسرائيل” أن التظاهرات قد تتطور إلى انتفاضة . صحيفة “هآرتس” (25/2/2013) قالت إن “ما يجري كان متوقعاً منذ زمن طويل، فالتظاهرات التي اندلعت أخيراً في المناطق المحتلة يجب ألاّ تفاجئ أحداً، إذ بعد أعوام من الجمود السياسي، وبعد معركة انتخابية “إسرائيلية” تجاهلت إلى حد بعيد مسألة الاحتلال، وفي إثر تصريحات شخصيات سياسية “إسرائيلية” متعجرفة، أكدت بغطرسة أن الموضوع السياسي يأتي في أسفل سلم أولوياتها، لم يبقَ للفلسطينيين غير اليأس والمعاناة من دون أي أفق سياسي” .
أضيفت إلى ذلك “خطوات جهنمية اتخذتها “إسرائيل” زادت في تعميق اليأس مثل إعلان النية للبناء في منطقة E1 ؛، وإعادة اعتقال 14 فلسطينياً من الذين أفرج عنهم في إطار صفقة شاليت، وقتل متظاهرين مسالمين؛ والوسائل القاسية التي يستخدمها الجيش في قمع التظاهرات؛ وازدياد أعمال الاستفزاز التي يقوم بها المستوطنون والتي لم يتصد لها لا الجيش ولا الشرطة؛ والنجاح النسبي ل”حماس” في غزة بعد عملية “عمود السحاب” في ليّ ذراع “إسرائيل” بإطلاق الصواريخ على أراضيها . في ظل هذه الأوضاع يبدو نشوب انتفاضة فلسطينية في الضفة مسألة وقت وانتظار الفرصة الملائمة . من هنا يمكن القول إن الإضراب المستمر عن الطعام الذي أعلنه عدد من الأسرى، ووفاة أسير شاب آخر، قد يشكّلان عود الكبريت الذي سيشعل النار” .
ختمت “هآرتس” تحليلها بالقول إنه “إذا لم تضع الحكومة “الإسرائيلية” المقبلة الموضوع السياسي في مقدم أولوياتها، فإن التظاهرات لن تتوقف . لقد أثبت الفلسطينيون أكثر من مرة أنه لا يمكن التهرب من مناقشة مصيرهم، على الرغم من محاولة “إسرائيل” الاهتمام بمسائل أُخرى أقل أهمية . إن الموضوع السياسي هو الموضوع الأول المطروح حالياً على “إسرائيل”، هذا إذا لم تشأ مواجهة انتفاضة جديدة” .
الحقيقة أن تقييم قوى اليسار للوضع الحالي في الضفة الغربية لا يخلو من الصواب، غير أن السبب الرئيس لتأخّر اندلاع الانتفاضة الثالثة يعود، بالدرجة الأولى، إلى تخلي السلطة الفلسطينية عن نهج المقاومة وتمسكها بنهج المفاوضات ماأدى إلى كارثتين: الأولى، انقسام فصائل المقاومة فيما بينها حتى حدود الاقتتال أحياناً . والثانية، ترهّل منظمة التحرير وتلاشي فعاليتها وهيبتها، وإذ تحوّل الفلسطينيون فريقين متصارعين، أصبح تجاوز الكارثتين المشار إليهما مرهون بإنجاز مصالحة وطنية شاملة . والحال أن مساعي المصالحة تعقدت وتعثرت ولا يبدو خيط ضوء لها في نفقها الطويل . لعل السبب الرئيس لتعثرها أن محادثات المصالحة تجري بين سلطتين : واحدة في رام الله والأخرى في غزة، بينما يقتضي أن تجري بين جميع فصائل المقاومة داخل منظمة التحرير وخارجها . ولا يُرّد علينا بأن منظمة التحرير مترهلة وغير فاعلة، لأن ذلك يشكّل بحد ذاته دافعاً إضافياً إلى إعادة بناء المنظمة بما هي الكيان الوطني الحقوقي والسياسي للشعب الفلسطيني وممثله الشرعي الوحيد وذراعه في الكفاح والمقاومة .
أجل، يقتضي أن تباشر فصائل المقاومة الفلسطينية والقوى الحية في الشعب الفلسطيني والشعب العربي حالاً وبلا إبطاء ورشة واسعة لإعادة بناء منظمة التحرير على أساس المشروع الوطني الفلسطيني بما هو مشروع مقاومة وتحرير للوطن المحتل من النهر إلى البحر، في سياق إعادة بناء المنظمة تجري وتتم المصالحة الوطنية الفلسطينية، كما يجري الإعداد لمعاودة إطلاق مقاومة شاملة، مدنية وميدانية، تنشط حتى لحظة النصر النهائي .
المصالحة في المقاومة . . . تلك هي الغاية والوسيلة معاً في المرحلة الراهنة .


تحديد الهوية الأردنية ضمان للهوية الفلسطينية
محمد سليمان شرقي الخوالدة عن القدس العربي
بات من الضروري الآن أكثر من أي وقت مضى تحديد الهوية الوطنية الأردنية وبشكل واضح دستوريا وقانونيا، أو عبارة أخرى تحديد من هو الأردني الذي يجب أن يتمتع بحقوق المواطنة كاملة غير منقوصة، وتحديد الهوية الوطنية بشكل واضح هي الضمانة الوحيدة القادرة على تحصين المجتمع الأردني ضد دعاة الفتنة وتفتيت وحدته الابدية، وخصوصا أن هناك تغيرات واسعة تشهدها الساحة الاقليمية سوف تفرض علينا تحديات جديدة تحتاج منا جميعا التعامل معها بحكمة وعقلانيه.
مفهوم الهوية الوطنية مازال ملتبسا عند الكثيرين فالهوية الوطنية ليست معطىً محدداً، جامداً، انها عملية منفتحة على مؤثرات عدة، تتأثر بها، منها مكان الولادة والإقامة والعمل والمدرسة والجامعة التي ارتبطت بها ذكرياته وأحلامه، إضافة الى اللغه، والدين، وانتمائه لعائلة معينة أو عشيرة، جميعها تشكل معاً عناصر هويته، وبذلك نستطيع اعادة تركيب الهوية وترتيب العناصر التي تكوّنها من دون وجل أو خجل.
ومن هذا المنطلق نقول ان معظم الذين ولدوا على ارض الدولة الأردنية وارتبطوا بالمكان منذ طفولتهم باحلامهم وذكرياتهم جيلا بعد جيل وانصهروا في وحدة واحدة مع باقي أطياف المجتمع الأردني من خلال التصاهر واختلاط الدم وحصلوا على وثائق رسمية لميلادهم وجوازات سفر أردنية بأرقام وطنية قبل فك الارتباط (قبل عام 89)،هؤلاء جميعا اردنيو الوثيقة والهوية ولا احد يزاود على أحد.
قرار فك الارتباط (تم إعلانه في 3171988) ، قرار صدر بناء على رغبة فلسطينية، أي قرارا بفك الهوية الفلسطينية عن الهوية الأردنية ، خصوصا أن قرار فك الارتباط تبعه بعدة شهور إعلان استقلال فلسطين، وهو الإعلان الذي اعترفت به 108 دول، هذا القرار السيادي لم يترجم دستوريا ولم يعرض على مجلس النواب الأردني لإقراره، ولم يعدل قانون الجنسية الاردني الحالي (الذي شرّع في عهد وحدة الارتباط بين الضفتين)، فبقيت المسالة تتأرجح ، وعلى ارض الواقع استمر التجنيس بناء على قانون الجنسية الأردني الحالي الذي يعتبر لاغيا قانونا (ضمنيا)، لان الاتفاقيات الدولية تسمو على القوانين المحلية فاتفاقية وادي عربة فصلت الضفة الغربية عن سيادة المملكة الأردنية الهاشمية وكان الواجب تعديل قانون الجنسية فورا لينسجم مع الاتفاقية الدوليه.
والحقيقة أن عدم تقنين فك الارتباط دستوريا وعدم تحديد الهوية الوطنية قانونا بتعديل قانون الجنسية وتركها لتعليمات تصدرها وزارة الداخليه، خلق معضلة حقيقة تتمثل في تحديد البعض لهويتة الوطنية، فهو من جهة يريد الجنسية الاردنية ليحصل على حق العمل والصحة والإقامة والسفر والترشح والانتخاب ومن جهة اخرى يشعر بداخله ان هويته الوطنية هي فلسطينية، وإني لمدرك تماماً أن هذا التأرجح في تحديد الهوية أمر مثير للارتباك للفلسطينيين أنفسهم، وحتى للأردنيين وخصوصا أن عدونا جميعا، لم ينفك يحاول تذويب الهوية الوطنية الفلسطينية وحتى الهوية الأردنية بهدف إنكار حقوقهم المشروعة. وحقيقةً.. يدرك أبناء فلسطين وإخوتهم وحتى أعداؤهم والغرباء البعيدون عنهم، ان جل حريتهم هو في تمكنهم من اختيار هويتهم، ولتحقيق الاستقرار والانسجام مع أنفسهم اولا كما للغير، من دون أن يفرض عليهم أحد مضمون تلك الهوية، ولا ينبغي أن تكون حريتهم أنقص من حرية غيرهم. وبناء على ذلك على كل واحد ان يختار هويته الوطنية بقناعة تامة، فمن اختار طوعا ان يكون أردنيا فليس له حق العودة والتعويض فلا يعقل ان الاردني يطالب بحق العودة والتعويض ويحق له المطالبة باملاك الأجداد أينما كانت كأردني فقط، ومن اختار ان تكون هويته الوطنية فلسطينية فنكبر ذلك فيه وله حق العمل والصحة والإقامة والتنقل متساويا مع حقوق الأردنيين باستثناء حق الانتخاب والترشح والانضمام لعضوية الأحزاب والجمعيات الأردنية خصوصا بعدما تم الاعتراف بالدولة الفلسطينية مؤخرا من قبل هيئة الأمم المتحدة (عضو مراقب)، وان يتم ذلك بقانون يشرع من قبل مجلس النواب الاردني السابع عشر بعدما يتم عرض قرار فك ارتباط واتفاقية وادي عربة على المحكمة الدستورية للبت في ذلك وبصفة الاستعجال، وفي أولى الجلسات وقبل البحث في تعديل قانون الانتخاب لتحديد الهوية الاردنية بشكل واضح ، فقانون الانتخاب العصري الذي طالب به بايدن (نائب الرئيس الأمريكي) في عام 2003 يهدف إلى تذويب الهوية الوطنية الاردنية والفلسطينية معا وليس من المقبول أبدا تعديل القوانين الناظمة للحياة السياسية قبل تحديد الهوية الوطنية الاردنية، وليس من المقبول كذلك أن يطالب بعض النواب بمنح الجنسيات وإعطاء الحقوق السياسية للمجنسين بعد عام 1989 قبل الفصل في صحة جنسيتهم أصلا، كان الأجدر بالنائب المحترم تقديم مذكرة للمحكمة الدستورية للبت في دستورية قرار فك الارتباط ودستورية قانون الجنسية الحالي.
أعضاء مجلس النواب السابع عشر عليهم تحمل المسؤولية لتحديد الهوية الاردنية، بطرح الاشكالية على المحكمة الدستورية أولا وقبل إقرار قانون انتخاب جديد وقبل المطالبة بالتجنيس، وبذلك يتحقق الوضوح والانسجام بيننا جميعا كأخوة نحمل هما واحدا لتحصين الوحدة الوطنية، ولمجابهة العدو المحتل في مساعيه الخبيثة في اقرارمشروع الوطن البديل، والسعي معا لترسيخ الدولة الفلسطينية التي حصلت على شرعية دولية حديثا، يدا بيد أخوة متماسكين ومتوافقين على العهد كما كان أجدادنا، فالمرحلة حرجة وبحاجة الى توحيد الصف والتصدي لكل تصريح مندس، حمى الله الأردن وفلسطين الشقيقة من كيد المتآمرين. اللهم آمين


أغلق الأنفاق يا سيسى
حمدي رزق عن المصري اليوم
قضى الأمر الذى فيه تستفتيان، محكمة القضاء الإدارى قطعت قول كل خطيب، ألزمت رئيس الجمهورية ووزراء الدفاع والداخلية والخارجية باتخاذ الإجراءات اللازمة لهدم وغلق جميع الأنفاق والمنافذ غير الشرعية على الحدود بين مصر وقطاع غزة.
حيثيات الحكم تنزع ورقة التوت الأخيرة عن مؤامرة الحدود، خلاص ماعدشى فيها كسوف، ولا أهلى ولا عشيرتى، الهدم الكامل والإغلاق التام، حسنًا ألزمت الدائرة الأولى الجيش الوطنى ممثلًا فى الفريق أول عبدالفتاح السيسى بتنفيذ الحكم، هو أدرى بأمن الحدود، وإنا لمنتظرون.
المستشار المعتبرعبدالمجيد المقنن، نائب رئيس مجلس الدولة، قال نصًا: لا يخفى على أحد ويعلمه القاصى والدانى أن هذه الأنفاق لا تخضع لسيطرة السلطات المصرية، وتستخدم فى تهريب الأسلحة والوقود وغيرها بطريقة غير شرعية، وهو ما اعترفت به هيئة قضايا الدولة ممثلة عن الحكومة أمام هيئة المحكمة، حتى الدولة تعترف على الرئيس، ماعدشى فيها كسوف.
وأكدت المحكمة أن وجود منافذ أو أنفاق غير شرعية هو انتهاك صارخ واعتداء سافرعلى السيادة المصرية، وتهديد مباشر للأمن القومى المصرى، يتعين التصدى له بكل قوة حتى لا تكون الحدود المصرية مرتعًا للمهربين والمتآمرين وتجار الأسلحة والمخدرات.
المحكمة تحذر: هذه الأنفاق تمثل خطرًا داهمًا على الأمن والاقتصاد المصرى، لاستخدامها فى تهريب الأسلحة والوقود وغيرها، فضلًا عن تهريب المطلوبين جنائيًا وغيرهم ممن يريدون التسلل عبر الحدود المصرية، وهو ما يلقى بظلاله على الاستقرار الداخلى للدولة.
ورأت المحكمة أن ما ذكرته جهة الإدارة «الحكومة» من أنها تبذل قصارى جهدها من أجل السيطرة الأمنية على شبه جزيرة سيناء، وأنها شرعت فى هدم هذه الأنفاق، هو مجرد أقوال مرسلة، حيث إنها لم تقدم للمحكمة بيانًا بعدد هذه الأنفاق ومواقعها وما تم هدمه منها، كما لم تقدم ما يفيد بهدم جميع هذه الأنفاق!
الغريب والمثير للريبة والشك فى نوايا حكومة الإخوان تجاه الحدود هو رد دفاع الحكومة، الذى تبجح علانية، مفتئتًا على الأمن القومى بقوله: إن هذه الأعمال من الأعمال السيادية التى تنأى عن رقابة القضاء، وكأن أعمال السيادة محصنة، قرآن، وسيادة صاحب السيادة محصن، لا ينطق عن الهوى، وكأن أعمال السيادة لا تخصنا، باعتبارهم أسيادًا ونحن عبيد.. سيادة فى عينيك إنت وحكومتك، فعلًا حكومة جلدها تخين، وجماعة جلدها تخين، صدق الدكتور مرسى، إحنا جلدنا تخين !!
خلاص لا سيادة ولا أمن قومى ولا حدود، سداح مداح، زيتنا فى دقيقنا، وأنفاق من تحت وأنفاق من فوق، الحدود صارت نفقًا سالكًا للأهل والعشيرة، ومدقًا آمنًا للمهربين.. سلاح وخلافه، وعبور المسلحين، كتائب القسام وخلافه، من أعمال السيادة.. كلام ماسخ، سيادة إيه يا أبو سيادة إنت وهو؟، إلهى نشرب فيكم قهوة سادة.. معلوم الحرص على بقاء الأنفاق مفتوحة استعدادًا للهروب وقت الهروب من وجه المصريين، ساعتها خلّوا أنفاق الأهل والعشيرة تنفعكم.
اللى عاوز يبقشش على حماس يبقشش من جيب الشاطر، فقط مرة واحدة تستخدموا المعابر الرسمية، كفاية شغل عصابات، ولفتم على عبور الأنفاق، وإذا كان على دعم القضية فلماذا لا يتم فى إطار الشرعية ومن خلال الوسائل المشروعة وبمعرفة السلطات المصرية وتحت بصرها؟!.. أغلق يا سيسى الأنفاق بأمر القضاء، رفعت الأقلام وجفت الصحف.


أنقذوا الأقصى الجريح
صباح المدني عن الرأي الأردنية
الأقصى يئن يستغيث ينزف جراحا، والمقدسيون مكبلون بسلاسل الضعف والهوان يثورون يصرخون وصرخاتهم تتلاشى وتتناثر وتموت على شفاههم .هناك ثورة عارمة تتفجر في دواخل الأمم العربية الإسلامية وعواصف عاتية من الغضب تجتاحهم تزأر في اعماقهم وتهز كيانهم، وكذلك تغتال هدوءهم واصطبارهم . صرخات هائلة تتأجج وتتفاعل في حناجرهم، يودّون الصراخ بكل ما اوتوا به من قوة كي تزلزل صرخاتهم الجبال والوديان، ولتطرق صرخاتهم مسامع كل قاص ودان، ويلامس الأنين المنبعث من بين ثناياها كل الجوارح والمشاعر والأحاسيس
العالم يغرق في الجبروت والظلم والعبودية، والخيانة تفترش ضوء الشمس والقوة تتعالى وتحتل قمة العدالة، تنفث سمومها في الأجواء الآمنة لتقتل الفرح الوليد في قلب الطفولة وتسرق منها الأحلام الملونة الجميلة والآمال المتقدة بكل احجامها .
وعناكب الغدر والهمجية تختال تيها وصلفا على الأراضي اليعربية المقدسية، يصولون ويجولون ويقومون بهجمات استيطانية يستولون على الأراضي والمباني والممتلكات العربية ويهدمون البيوت الآمنة، ينكّلون بسكانها ويلقون بهم في غياهب العراء دون مأوى غيرعابئين بالتهديدات والتحذيرات التي تصلهم من كبار المسؤولين في العالم للتخلّي والتراجع عن اطماعهم في تهويد القدس والاستيلاء على كل شبر فيها وغيرها من الأراضي ومن بيوت الله المقدسة .
والإخوان اليعربيون هناك يختلفون ويتنافسون للحفاظ على كراسيهم ومن الخوف من فقد مراكزهم ظنّا منهم بأنهم بذلك يستعيدون كرامتهم المهدورة، ويستردون الأراضي والمواقع المحتلة المغتصبة المسلوبة من فراديسهم القابعة تحت وطأة الذل والعار، يحتفلون بمفاوضات السلام وينادون بالسلام .
من اين يأتينا السلام، وأي سلام ننتظر من سفاحين تجري في عروقهم دماء الحقد والشر والضغينة، ايّ سلام ننتظر ممن اباحوا دماء اطفالنا وشيوخنا ونسائنا،وزرعوا الحسرة والآلام في قلوب الأمهات، كما انتهكوا حرمات مساجدنا، ايّ سلام ننتظر ممن لا تزال اياديهم القذرة ملطخة بدماء ابناء غزة وغيرها وغيرها، حتى متى تظل الدماء العربية مستباحة لمصاصيها الأوغاد .
المذابح تتوالى تباعا لم تكد تجف دماء عربية في مكان ما حتى تسفك مثلها في مكان آخر فأبناء فلسطين الشرفاء يساقون قرابين لمظالم وجبروت الإمبريالية يسامون الاضطهاد والعذاب، يسجنون يدفنون احياء يقتلون ولا من مبال، والشيوخ الفلسطينيون المقيدون بأصفاد الضعف والهوان يجرون كالشياه على ارض وطنهم المروية بدماء شهدائهم يصرخون يستغيثون ولا من مجيب، تنتهك حرمات مساجدهم، تهدم بيوتهم يوءد امنهم، ولا من مجير، الكل غافل عنهم غارق في لجة رغباته وطموحاته الاّ الشرفاء القليلون المقيدون بالقول المأثور( يد واحدة لا تصفق )
دعونا نتعاضد ونتساعد ونعمل على انزال القوة عن قمة العدالة ونضرب بيد واحدة وقوة موّحدة عنجهيتها واستهتارها بأمتنا وعروبتنا، لنتمسك بحبل الله جميعا نناصر الحق ونزهق الباطل، كفانا تفككا وضياعا، كفانا تقديم القرابين العربية لأعداء العروبة، وكفانا حصاد الآلام والأوجاع، دعونا نعمل بكل ما اوتينا به من قوة لإعادة الكرامة لعروبتنا الممزقة وليس هذا بالأمر المستحيل .


إسرائيل والحريات الأكاديمية!
د. زيد حمزة عن الرأي الأردنية
جاء على موقع الانتفاضة الالكترونية في 5 /2/ 2013 أن أليس ووكر Alice Walker الكاتبة والروائية والشاعرة الافريقية / الاميركية التي تحظى باحترامٍ عالمي كبير كانت بين الشخصيات المرموقة التي وقعت مؤخراً على بيان يدافع عن حرية التعبير في الاوساط الاكاديمية وبالتحديد في كلية بروكلين Brooklyn College التابعة لجامعة مدينة نيويورك وذلك في مواجهة التهديدات وحملات التشهير التي تعرضت لها الكلية من قبل المنظمات الصهيونية بقيادة الديماغوجي المعروف بعدائه للفلسطينين ألان ديرشوفيتش بسبب الندوة التي كانت الكلية قد وافقت على إقامتها في 7 شباط الجاري وتستضيف فيها كلا من عمر البرغوثي واستاذة الفلسفة والمفكرة الاميركية جوديت بتلر Judith Butler برعاية حركة ال B.D.S. (المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات).
Boycott, Divestment & Sanctions التي حققت انتشاراً واسعاً في اوساط طلبة واساتذة الجامعات والمعاهد العلمية في اوروبا واميركا لمناهضة الجامعات الاسرائيلية التي تتعاون مع الاحتلال الاسرائيلي ومنتجات المستوطنات في الاراضي الفلسطينيه .
ويبدأ البيان الذي وقعت عليه أليس ووكر كالآتي: ( نحن نأسف بشدة لان جهودا حثيثة يبذلها سياسيون يريدون الاستقواء على طلاب ناشطين سياسيا وعلى كليتهم (بروكلين) ويحاولون تلطيخ سمعة مناصري حركة ال B. D. S. ويتهمونهم بأنهم معادون للسامية حتى طالب البعض بوقف الدعم المالي لكلية بروكلين إذا لم توقف النشاط السياسي لاولئك الطلبه وتُخرس انتقاداتهم لاسرائيل ) لكن رئيسة الكلية كارين غولد Karen Gould لم تستجب للضغوط الابتزازيه وقد أثنى مركز الحقوق الدستورية على صمودها المبدئي ورفضها لقمع وجهات النظر المتعاطفة مع القضية الفلسطينية والتي تنادي بالحرية والمساواة، وفي النهاية انتصر هذا الصمود وعُقدت الندوة في موعدها ونجحت نجاحاً منقطع النظير .
هذه الواقعة الجديدة التي تفضح محاولات منظمات الضغط الصهيونية لاسكات الصوت الاكاديمي الحر إنما هي مجرد مثال على ما يحدث مع كثير من الجامعات والمؤسسات الدراسية ولعلنا نذكر ما جرى لادوارد سعيد عام 2001 حين جبنت إدارة معهد ومتحف فرويد في فينا أمام الضغط الاسرائيلي فألغت - دون إبداء الاسباب - محاضرة كانت قد كلفت ادوارد سعيد بالقائها في 1 أيار 2001 بعنوان (فرويد وغير الاوروبيين) وقد تبين أن الالغاء كان بناء على صفقة مع اسرائيل تتعهد فيها باقامة معرض لاوراق ومحاضرات فرويد في نفس تل أبيب ! كما تبيّن أن الحجة التي كشف عنها مدير المعهد سكولاين Schulein لصحيفة النيويورك تايمز في 10 آذار 2001 هي أن ادوارد سعيد هو أحد رماة الحجارة من الفلسطينين الارهابيين الحاقدين على الشعب الاسرائيلي (كذا) اعتماداً على صورة له عندما زار لبنان وذهب الى الحدود وألقى حصوة (كآلاف آخرين) على موقع (بوابة فاطمة) الذي جلا عنه المحتل الاسرائيلي في 25 /5 /2000 !!.
وبعد .. ما تتشدق به اسرائيل من تمسكها بالديمقراطية وحقوق الانسان ينسفه - على الاقل - تعاملها الحقيقي مع الحريات الاكاديمية وتفضحه حركة ال B.D.S في اكبر جامعات العالم ..
ليفني في عربة نتنياهو!
حازم مبيضين عن الرأي الأردنية
كشفت الاتفاقات المعلنة بين القيادات الحزبية الإسرائيلية، حجم التناقضات التي تتحكم فيها، وخصوصاً مواقفها خلال الحملات الانتخابية، وفي مشاورات تشكيل الحكومة الجديدة، برئاسة نتنياهو، الذي وصفه معارضوه سابقاً بأنه مصيبة لإسرائيل، متعهدين بعدم المشاركة في حكومة يرأسها، في حين تعهد مع مناصريه بمنع تسيبي ليفني من لمس ملف المفاوضات السياسية مع الفلسطينيين، لكن التفاوض المصلحي، أسفر عن توقيع اتفاق ائتلافي بينهما هو الأول للحكومة القادمة، ولم يكن ذلك بالطبع بعيداً عن رغبة وتدخل أفيغدور ليبرمان الأكثر تطرفاً وعدوانيةً، رغم أن الاتفاق سحب من بين «الخارجية وهي وزارته الموعودة»، ملف إدارة المفاوضات مع الفلسطينيين، لصالح ليفني.
نتنياهو وهو يزف بشرى أن ليفني ستكون وزيرة العدل، والشريكة الكبيرة في المساعي لإنهاض المسيرة السياسية، أعلن التزامه بتوحيد القوى، والبحث عن القاسم المشترك والموحد، وليس المقسم والمفكك، وهي من جانبها كشفت أنه منذ الإنتخابات، تم التوصل إلى تفاهم بضرورة وضع الخلافات جانباً، والالتزام بالثقة التي مُنحت لحزبها، كي يكافح في سبيلها، ما أدى إلى هذه الشراكة، التي تعني عندها، أنها ستكون مسؤولة عن إدارة المفاوضات مع الفلسطينيين، بهدف التوصل إلى تسوية سياسية تنهي النزاع، على أن لا تجري مفاوضات موازية، بمعنى أن لاتتدخل أصابع نتنياهو وليبرمان، لتعطيل وعرقلة عملية التفاوض.
انكشف الطابق، وظهرت ليفني على حقيقتها، مجرد سياسية كالآخرين، تعنيها مصلحتها الشخصية قبل كل شيء، وهي كما وصفتها الصحافة الإسرائيلية باعت مبادئها ووعودها وبرنامج عملها، مقابل وعدٍ مشكوك فيه، وهي متجهة إلى أن تصبح بالضبط ما أعلنت أنها لن تصبح عليه، وهو أن تكون ورقة تين في حكومة نتنياهو، وأنه لا يُعقل أن تكون من رفضت قبل أربع سنين، مع حزب فيه 28 نائباً، أن تدخل الحكومة بزعم أنها لن تستطيع التأثير، هاهي اليوم مع ستة نواب، ومن غير أن تعلم من سيكون شركاؤها، تحاول الظهور بمظهر الواثقة بأنها تستطيع أن تدفع باتفاق السلام إلى الأمام.
الفلسطينيون رحبوا بتكليف ليفني ملف المفاوضات، ويعتقدون أنه ربما يكون تعيينها مؤشراً إيجابياً، إذا أعطيت تفويضاً كاملاً لإدارة الملف، وصلاحيات واسعة للتقدم به، غير أن حزب الليكود لم يترك لهذا الأمل فرصة ليرى النور، كما لم يترك لليفني فرصة مواصلة ادعاء امتلاك الملف بالكامل، حين أعلن أن نتنياهو هو الذي سيقوم بصياغة ملامح السياسة التي تتبعها الحكومة بشان المفاوضات السياسية مع الجانب الفلسطيني، وبديهي لو كان نتنياهو جاداً، أن يعمل بما طالبه به الصحفي الاسرائيلي جدعون ليفي، بإبداء نية طيبة نحو الفلسطينيين، الذين أوفوا بجميع التزاماتهم، وأن الخطوة الأولى نحو سلام حقيقي هي تجميد بناء المستوطنات، فالذي ينوي إعادة المناطق لا يبني فيها، والذي يعيد سجن من أُفرج عنهم بصفقة دون ذنب اقترفوه، يكشف مسبقاً باستثناء نيته في السلام.
لجأ نيتانياهو إلى ليفني لفشله فى الاتفاق مع يائير لابيد زعيم هناك مستقبل العلمانى، وإخفاقه فى فك التحالف بين لابيد ونفتالى بينيت زعيم البيت اليهودي اليمنى، ما يعني صعوبة انضمام الأحزاب الدينية المتشددة إلى حكومتة، حيث يصر لابيد وبينيت على عدم الانضمام بشكل منفرد للائتلاف الحاكم، ما يعيق مفاوضات نيتانياهو مع الأحزاب الأخرى، حيث لا يمكنه تشكيل الحكومة الجديدة دون الحزبين اللذين يضمان معا 31 نائباً فى الكنيست، وإذا كانت ليفني أول من التحق بنتنياهو، فإن الثاني سيكون على الأرجح شاؤول موفاز، ما يؤكد أن الساسة الإسرائيليين على استعداد للتخلي عن وعودهم الإنتخابية بمجرد التلويح لهم ببعض فتات مائدة السلطة، والمهم أن سياساتهم تجاه الفلسطينيين واحدة، وإن تباينت الأساليب.

الانتفاضة هي الحل
رشيد حسن عن الدستور الأردنية
في الامثال العربية: “الكي اخر الدواء” ، وفي الحالة الفلسطينية فالانتفاضة هي الحل، للتخلص من الاحتلال وجرائمه وأعوانه وزلمه، ولتحقيق المصالحة والوحدة الفلسطينية ، وقبل ذلك وبعده ،تجديد القيادات الفلسطينية التي دخلها الوهن والضعف، وتحاول اجهاض الانتفاضة ، لانها تشكل خطرا عليهم ، وايذانا بانتهاء عهدهم ، وعهد من رهنوا انفسهم بالاحتلال ، وبالسلطة والوظيفة والراتب ، واستبدالها بمناضلين ودماء جديدة ، قادرة على التضحية والعطاء، ترفض ذل السياسة الواقعية ، والمحاصصة والمناصفة والحزبية والفئوية.. الخ.
وفي ذات السياق يستحضرنا ما كتبته الصحف العبرية خلال الاسبوع الماضي، وابرازها حالة الخوف والخشية التي سيطرت على القيادات الاسرائيلية : السياسية والامنية ،خوفا من اندلاع الانتفاضة الثالثة، في ضوء المظاهرات الغاضبة التي شملت الوطن الاسير من أقصاه الى أقصاه، بعد استشهاد الاسير “عرفات جرادات” على يد جلاوزة المعتقلات الصهيونية، وهي المظاهرات التي دعت للانتقام، ومحاسبة المتخاذلين ، الذين كانوا السبب في تجرؤ العدو على استباحة الدم الفلسطيني.، هذه المظاهرات هي التي دفعت مسؤولين اسرائيلين الى التصريح “ان ما يحدث هو شرارة الانتفاضة” والى دفع رئيس وزراء العدو الى ارسال مستشاره “مولخو” الى المقاطعة ، طالبا التدخل قبل الانفجار، وقد حمل جزءا من الاموال الفلسطينية المجمدة في قاصات الاحتلال.
حالة الارباك هذه التي سيطرت على العدو ، هي التي يجب ان تدفع الشعب الفلسطيني الى اشعال الانتفاضة ، كسبيل وحيد لدحر الاحتلال والعدوان الصهيوني ، والتخلص من جملة امراض واورام فلسطينية، وسلبيات تراكمت وشوهت نضال الشعب الفلسطيني، علما بانه هو الذي فجر اكثر الثورات شهرة في التاريخ ، ثورة 36، وثورة الحجارة.
ومن هنا فنحن نختلف مع من يقول بان العدو يعمل على نشر الفوضى في الساحة الفلسطينية - اذا كان يقصد بان الانتفاضة هي الفوضى- لاعثقادنا بان العدو الصهيوني وكما اثبتت الاحداث الماضية ، مرعوب من الانتفاضة ، ويعمل بكل الوسائل والاساليب على منع اشتعالها ، وتصريحات المسؤولين الصهاينة تؤكد ذلك،هذا اولا.
ثانيا: ان الانتفاضة هي ارادة الشعب الفلسطيني المقاوم، لدحر الاحتلال واقامة الدولة، وتحقيق العودة، وهي بذلك لن تكون عملا ينشر الفوضى، بل هي عمل نضالي مسؤول، يسير وفق نهج ثابت ، وفعاليات يومية منضبطة متفق عليها، لتحقيق الهدف الاسمى، ولنا في انتفاضة الحجارة الدليل الذي يفحم المتخاذلين، اذ بقي الشعب الصامد المقاوم متمسك بالية الانتفاضة رافضا الانجرار الى حمل السلاح، والاكتفاء بالحجارة حتى اربك العدو ، وأسقط ادعاءاته ، وأسقط مشروعه التوسعي.
باختصار..... لن تستطيع كافة القوى المناهضة للانتفاضة من تأخير ساعة الانفجار القادمة حتما ، فهي كساعة انفجار البركان لا يعلمها أحد ، ولا يستطيع أن يوقفها أحد.


بلعين عنوان لقضية شعب يأبى الركوع
رأي الوطن العمانية
في الشأن الفلسطيني المأساوي لم تعد هناك حاجة إلى إعمال الجهد لإثبات الجرائم الصهيونية التي يرتكبها كيان الاحتلال الصهيوني وقطعان عسكرييه ومستوطنيه ضد الشعب الفلسطيني، وإنما أضحت كل أشكال الجرائم واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار، حيث كل يوم يسجل تاريخ الصراع العربي ـ الصهيوني جريمة صهيونية جديدة بحق الشعب الفلسطيني، ولم يعد هناك وسع لقبول أي تشكيك في نيات كيان الاحتلال الصهيوني العدوانية المبيتة ضد الفلسطينيين.
فكل جزء من أرض فلسطين المحتلة (من القدس المحتلة إلى جنين ونابلس وبيت لحم وطولكرم والخليل وبيت حانون وخان يونس وبلعين) يضج بالجرائم الصهيونية التي لا تستهدف إلا شعبًا واحدًا وهو الشعب الفلسطيني، والتي لا تهدف إلى شيء سوى هدف واحد وهو إبادة الشعب الفلسطيني وتشريده من أرضه وصولًا إلى الأحلام التلمودية وهي إقامة "كيان احتلالي يهودي"؛ كيان عنصري بكل ما تحمله الكلمة من معنى، يدلل عليه جدران الفصل العنصرية التي تمتد كالغول في الأراضي الفلسطينية ملتهمة إياها، ومسيطرة على ما تختزنه من ثروات طبيعية منها المياه.
وكذلك اكتظاظ سجون الاحتلال الصهيوني بالأسرى الفلسطينيين الذين يتعرضون لأبشع أنواع الانتهاكات وجرائم حرب، راح ويروح ضحيتها أولئك الأسرى الذين يمثلون رمزًا وشاهدًا على سياسة النفاق لدى بعض قوى المجتمع الدولي التي تتشدق كذبًا وزورًا بالديمقراطية وحقوق الإنسان والحريات، بينما هي تنتهكها انتهاكًا صارخًا في بقاع كثيرة من العالم، وتعين القوى الاستعمارية الغاشمة التي يأتي في مقدمتها كيان الاحتلال الصهيوني ليكون فوق القانون دون حسيب ولا رقيب، فتُسحق من أجله كل إرادات التحرر، وتُقمع كل رغبات التحول الديمقراطي، وتُنتهك القوانين والأعراف الشرعية والدولية من أجل هذا الكيان الاحتلالي المسخ.
في حين تباد شعوب وتدمر دول وتنهب ثروات باسم الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان، فيا لها من مفارقات عجيبة، حتى مجرد التعبير عن الرأي والمطالبة بالحق المشروع تحول إلى إرهاب في عرف شرعة كيان الاحتلال الصهيوني وداعميه وحلفائه، ومن ورائهم سارت المنظمات الدولية والحقوقية على درب النفاق، فأخذت تردد خلفهم بأن المقاومة إرهاب، خاصة حين يتعلق الأمر بالاحتلال الصهيوني، وأن مقاومة الاستعمار ومؤامرات التدمير والتفكيك والإبادة هي ديكتاتورية وظلم وقمع وفساد وغيرها من التوصيفات التي تكثر حين يتعلق الأمر بدولنا العربية والإسلامية.
لقد واصلت قرية بلعين أمس إرسال رسائلها المعبرة عن مظاهر الظلم والقهر والقمع والعنصرية التي يمارسها كيان الاحتلال الصهيوني بحق أصحاب الأرض الفلسطينيين، في الذكرى الثامنة لبدء الحركة الاحتجاجية ضد الجدار العنصري الذي يقيمه الاحتلال على أطراف القرية، لعل هذه المظاهرات يُكتب لها النجاح في نقل جزء من مشاهد الظلم والمعاناة والمآسي وجرائم الحرب الصهيونية إلى العالم، ولوضعه أمام مسؤولياته الأخلاقية إن كان يضع اهتمامًا واحترامًا لحقوق الشعوب لا سيما الشعوب المحتلة والمقهورة والمعذبة في الأرض.
كما حاولت مدن الضفة الغربية وقراها نقل رسالة أخرى بالإضافة إلى رسالة الجدار العنصري، ألا وهي رسالة الأسرى المنتهكة حقوقهم داخل سجون الاحتلال الصهيوني فهي رسالة إنسانية بحق، ولكن على الرغم من هذه الرسائل الإنسانية كان إرهابيو كيان الاحتلال الصهيوني بالمرصاد لمنع أي صوت ينطق بالحق ويرفض الظلم والاحتلال، وبالتالي وفي ظل سياسة النفاق الممالئة المنحازة لهذا الكيان الاحتلالي المسخ يواصل ممارسة أساليبه الإرهابية العنصرية لقمع وإخراس الأصوات الناقلة والمعبرة عن تلك الرسائل الإنسانية.
فلم تجد بلعين من يلبي ندائها المطالب بالانتصار لقضيتها التي هي عنوان لقضية شعب يتحدى كل عوامل القهر والخذلان التي بعمل الاحتلال الصهيوني، وحلفائها وداعميه على توفيرها أملا في إركاع هذا الشعب وإجباره على التراجع عن هدفه الوطني والانساني المشروع، لكن الشعب الفلسطيني رغم الضريبة التي يحاول أعدائه ومدعي صداقته وأخوته تدفيعه اياها، يأبى الركوع والخنوع ومصمم على المضي قدما على درب ناله المعمد بدماء شهدائه وشهداء أمته العربية المجيدة.

تحدي المستقبل بين فلسطين والكيان
محمد السعيد ادريس عن دار الخليج
لم يعد من الممكن الفصل بين الحديث عن المستقبل الفلسطيني وبين الحديث عن مستقبل الكيان الصهيوني بحكم الصراع الوجودي بين الطرفين الفلسطيني والصهيوني .

لذلك فإن متابعة ما يحدث ويموج داخل الكيان الصهيوني من تفاعلات سياسية واقتصادية وأمنية، وعلى الأخص موجة التحالفات الجديدة التي يجري تأسيسها بعد الانتخابات التشريعية التي جرت مؤخراً ضمن جهود تشكيل تحالف حكومي موسع وقوي داخل الكيان، ومقارنتها بتعثر جهود المصالحة الوطنية الفلسطينية، وتحول هذه المصالحة إلى أمر “مستحيل” بعد كل جولات تلك المصالحة، ومقارنتها أيضاً بحالة الانصراف العربي شبه الكامل عن القضية الفلسطينية، تكشف عمق الفجوة التي تتسع يوماً بعد يوم بين اضمحلال المشروع الفلسطيني على أيدي “أهله وعشيرته”، والجهود الدؤوبة لإنقاذ المشروع الصهيوني المحكوم عليه تاريخياً بالزوال لكونه مشروعاً استعمارياً استيطانياً وعنصرياً .
فعلى الرغم من أن تحالف بنيامين نتنياهو رئيس حكومة الكيان وحزبه “الليكود” مع وزير خارجيته السابق أفيغدور ليبرمان وحزبه “إسرائيل بيتنا”، لم يستطع تحقيق ما كان يطمح إليه من انتصار انتخابي، بل إنه خسر أكثر من عشرة مقاعد داخل الكنيست، فإن النتائج جاءت، في التحليل الأخير لمصلحته، لأن ما خسره تحالف “الليكود - بيتنا” من مقاعد ذهب إلى أحزاب وأطراف أكثر يمينية وعنصرية وتشدداً، ومن ثم لم تخرج تلك المقاعد عن يد تحالف “الليكود - بيتنا”، أو بعيداً من الصف اليميني - التوراتي المتشدد . كما أن نتنياهو نجح في جهوده لضم أطراف أكثر تجانساً مع مشروع تحالف “الليكود - بيتنا” وبالتحديد في دعم الاستيطان، والانصراف عن عبء التفاوض مع السلطة الفلسطينية، وإعطاء كل الأولوية للبناء الداخلي، مع التركيز على أولوية “الخطر الإيراني” كمصدر حقيقي لتهديد الكيان بدلاً من “الخطر العربي” الذي انحسرت فعاليته كثيراً على الأخص نتيجة لموجة الحراك الشعبي التي اجتاحت دولاً عربية مهمة وفرضت قضايا داخلية لها أولوية طاغية على قضايا الصراع مع الكيان .
أبرز التحالفات “الإسرائيلية” الجديدة هي الائتلاف بين حزبين جديدين فرضا نفسيهما على الساحة السياسية “الإسرائيلية” هما حزب “يش عاتيد”، (يوجد مستقبل) بزعامة يائير لبيد الذي أحرز 19 مقعداً في الانتخابات التشريعية الأخيرة وحل ثانياً بعد تحالف “الليكود - بيتنا” وحزب “البيت اليهودي” بزعامة نفتالي بينيت .
هذا التحالف يعد قوة فعالة لا يستهان بها داخل الحكومة “الإسرائيلية” الجديدة، لأنه يعكس أحد أبرز التحولات الجارية في المجتمع “الإسرائيلي”، وهو تصاعد قوة الطبقة الوسطى المعولمة التي تحاول الصعود بقوة في المجتمع “الإسرائيلي”، وتحديث مشروعها السياسي والاقتصادي من خلال المزج بين الإيمان العميق بالدولة اليهودية، وبين التطور التكنولوجي والقوة العسكرية، أي المزج بين القوة العَقَدية ومقومات الدولة العصرية الحديثة القادرة على أن تكون شريكاً قوياً في إدارة النظام العالمي من خلال تطورها الصناعي والتكنولوجي وقوتها العسكرية التي تمكنها من فرض إرادتها بالقوة والاعتماد على النفس والحد من التبعية والاعتماد على الخارج، تحسباً لأية ضغوط خارجية من شأنها أن تعوق حرية إرادة القرار الوطني، ولكن مع وعي بضرورة عولمة الدولة اليهودية وإظهارها على أنها جزء فاعل من العالم الغربي المتطور .
واضح أن أزمة العلاقة مع الولايات المتحدة الأمريكية، والتحسب لضغوط أمريكية متوقعة سواء في ما يتعلق بالتسوية مع الفلسطينيين، أو ما يتعلق بالخطر النووي الإيراني، لها تأثيرها في دفع كل من يائير لبيد ونفتالي بينيت إلى التحالف معاً لتطابق مشروعهما السياسي الذي فرض على يائير لبيد أن يفتتح حملته الانتخابية في مستوطنة “أريئيل” المقامة داخل الأراضي المحتلة في الضفة الغربية دليلاً على أولوية السياسة الاستيطانية والتوسع لتهويد وضم الضفة الغربية، كضرورة لفرض خيار الدولة اليهودية على العرب والعالم، والذي دفعه أيضاً إلى اللقاء والتحالف مع بينيت الذي يدافع عن الاستيطان والمستوطنات ويريد من الحكومة الجديدة التي يجري تشكيلها حالياً أن تنعى حل الدولتين وتمضي قدماً في فرض الإرادة “الإسرائيلية” على الشعب الفلسطيني من خلال تفريغ عملية إقامة الدولة الفلسطينية من أي مضمون حقيقي، وجعل هذه الدولة، في حال لم تستطع الحكومة “الإسرائيلية” منع إقامتها، مفرغة السيادة
هذا التحالف بين حزبي “يوجد مستقبل” و”البيت اليهودي” الذي يصر على أن يدخل الحكومة باعتباره كتلة واحدة، من شأنه أن يكون قوة مضافة كبيرة إلى الحكومة الجديدة وفق توازن للقوة بين هذه الكتلة وكتلة رئيس الحكومة مع وزير الخارجية السابق ليبرمان “الليكود - بيتنا” .
مجمل هذه الجهود تقول إن ما يحدث الآن داخل الكيان الصهيوني من موجة تحالفات وائتلافات حزبية، في مقدورها أن تسفر عن تشكيل حكومة جديدة قوية تعطي كل الأولوية لجهود ترميم البيت اليهودي ومواجهة مشكلات وأزمات المجتمع وتحديث المشروع الصهيوني، أما على الجانب الآخر الفلسطيني فما يحدث هو العكس تماماً بعد فشل جولة المصالحة الأخيرة التي امتدت في القاهرة لثلاثة أيام بين حركتي “فتح” و”حماس”، على الرغم من التدخل المصري الإيجابي ومحاولات تقريب وجهات النظر بين الطرفين هذه المرة كما كل مرة، بعد أن فشل المجتمعون في التوصل إلى آليات محددة للمضي قدماً في المصالحة الفلسطينية المتعثرة منذ ست سنوات، ما دعا إسماعيل هنية رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة إلى القول إن “حوارات القاهرة لم تحدث الاختراق المأمول لكنها باقية” .
فقد برزت عقبات عدة في جولة المحادثات الجديدة التي كان يفترض الاتفاق خلالها على آلية لانتخاب المجلس الوطني الفلسطيني . وقد أرجع مسؤولون في “حماس” الفشل إلى تراجع الرئيس محمود عباس عن المضي قدماً في عملية المصالحة بعد تلقيه اتصالاً هاتفياً يحثّه على انتظار جهود أمريكية جديدة تتجه إلى صياغة رؤية للتفاوض مع “إسرائيل”، ما دفع عباس إلى الإصرار، في جلسة الإطار القيادي المؤقت لمنظمة التحرير الفلسطينية، على أن يقوم بإصدار مرسومين ببدء تشكيل الحكومة الجديدة وتحديد موعد الانتخابات التشريعية والرئاسية، لكن “حماس” رفضت هذا الطرح وطلبت أن يُصدر مرسوماً واحداً لتشكيل الحكومة ومن ثم تمهد الحكومة للانتخابات ويتم التوافق على موعدها في ما بعد، الأمر الذي فجر خلافاً غادر عباس عقبه القاهرة . أما مسؤولو “فتح” فيرجعون الفشل إلى ضغوط مارستها قيادة “حماس” في غزة على خالد مشعل لتعطيل المصالحة لأغراض شخصية، ولعدم وجود رغبة لديها للتقدم في هذا الملف .
وتحدث عزام الأحمد مسؤول ملف المصالحة في حركة “فتح” للإذاعة الفلسطينية الرسمية موضحاً أن قادة حماس في غزة رفضوا إصدار مرسومين بتشكيل الحكومة وتحديد موعد الانتخابات في آنٍ، وعَد هذا الرفض تخريباً لجهود المصالحة، موضحاً أن حركته متمسكة بضرورة بدء مشاورات تشكيل الحكومة مع بدء عمل لجنة الانتخابات المركزية في قطاع غزة رسمياً . قد يكون للانقسام الفلسطيني دوافعه المصلحية بين حركتي “فتح” و”حماس” وهو الاستئثار بالسلطة، كذلك فإنه لا بد من فرض طرف ثالث فلسطيني قادر على أن ينهي تلك الثنائية البغيضة بين الحركتين وأن يسعى إلى وضع نهاية للانقسام الفلسطيني على قاعدة العودة إلى جوهر استراتيجية التحرير الوطني الفلسطيني، وأن يعيد التأسيس لآليات جديدة لتحقيق الأهداف تأخذ في الاعتبار خصوصيات الواقع الراهن للصراع، وخصوصيات كل البيئة العربية والإقليمية والدولية .
هذا الطرف الثالث سيكون المعني، قبل غيره، بعملية بناء البيت الفلسطيني وصياغة النظام السياسي المأمول، والبت بمصير حركة التحرير الفلسطينية ورؤاها وأساليب عملها، مع إدارة الوضع الفلسطيني ضمن شراكة وطنية جامعة تضع نهاية لثنائية “فتح” و”حماس” .


اصدقاء سورية ام اصدقاء اسرائيل؟
عبد الباري عطوان عن القدس العربي
لم يكن مفاجئا ان يرفع متظاهرون في حي العسالي جنوب دمشق وبلدة معربة في درعا موطن الشرارة الاولى للثورة السورية لافتات تقول 'انتهت كذبة اصدقاء الشعب السوري.. كش ملك' او 'اصدقاء الشعب السوري يجتمعون فقط لكي يحددوا مكان وزمان المؤتمر الذي يليه'.
حالة الغضب هذه سببها قرار الاجتماع الاخير لأصدقاء الشعب السوري في روما بتخصيص مبلغ مقداره 60 مليون دولار لمساعدة المعارضة السورية المسلحة، وتزويدها بأسلحة غير فتاكة.
خيبة امل هؤلاء الغاضبين في الداخل السوري مفهومة، ومطالبتهم الشيخ معاذ الخطيب بمقاطعة هذه الاجتماعات مفهومة ايضا، فإذا كانت اولوية هؤلاء التصدي للطائرات وصواريخ سكود التي تقصف مدنهم واحياءهم وحماية ارواحهم، فإن اولوية اصدقاء سورية، والغربيين منهم على وجه الخصوص، هي حماية اسرائيل وأمنها ومستوطنيها.
ان تقديم امريكا ستين مليون دولار كمساعدات للائتلاف الوطني السوري والمعارضة بشكل عام هو ابشع انواع الاحتقار والاهانة، وما كان على السيد الخطيب ان يقبل بها، وان يردها غير شاكر لمانحيها تفضلهم على السوريين.
امريكا وروسيا تختلفان على كل شيء فيما يتعلق بالملف السوري، ولكنهما تتفقان بقوة على هدف واحد، وعدو واحد، هو الجماعات الاسلامية الجهادية، وجبهة النصرة على وجه الخصوص، وهي الجماعات التي يتسع نفوذها على الارض، وتسيطر على المدن الواحدة تلو الاخرى، وتملأ الفراغ الناجم عن انسحاب او هزيمة القوات النظامية.
تختلفان على بقاء الاسد او اختفائه، على صلاحيات الحكومة الانتقالية ورأسها واعضائها، تختلفان على التسليح ونوعية الاسلحة، ولكنهما تتفقان على ان النصرة واخواتها هي الخطر الاكبر، سواء اثناء وجود النظام او بعد سقوطه.
فليس صدفة ان تعتقل قوات الامن التركية خلية من احد عشر شخصا قالت انها تنتمي الى تنظيم القاعدة، وكانت تخطط لشن هجمات على السفارات الامريكية والاوروبية في انقرة واسطنبول، وهي اي تركيا، التي سمحت بمرور مئات المجاهدين العرب عبر اراضيها لقتال النظام الديكتاتوري في دمشق.
مؤتمر اصدقاء سورية في روما اطلق شرارة الحرب لتصفية الجماعات الجهادية، وبموافقة روسية وايرانية ايضا، وان كانت الدولتان الاخيرتان لم تشاركا في اعماله، والحال نفسه ينطبق على النظام السوري الذي ظلّ يكرر دائما انه يواجه مؤامرة خارجية ويحارب جماعات ارهابية.
' ' '
ليس صدفة ان يتزامن انعقاد هذا المؤتمر في روما مع الكشف عن تدريب قوات سورية في قواعد عسكرية اردنية لمنع الاسلاميين من الوصول الى الحكم في سورية، ولمنع استيلاء هؤلاء على الاسلحة الكيماوية التي في حوزة النظام واستخدامها ضد اسرائيل في مرحلة لاحقة، تماما مثلما حدث في افغانستان والعراق وليبيا (اقتحام القنصلية الامريكية في بنغازي وقتل السفير وثلاثة دبلوماسيين)، حسب تحليلات الصحف الامريكية.
هناك تطابق غريب بين طريقة تدريب هؤلاء السوريين ونظرائهم في اجهزة امن السلطة الفلسطينية، فالمدربون امريكيون، وقواعد التدريب واحدة (الاردن) وطريقة اختيار هؤلاء تتبع المعايير نفسها، فقد اكدت صحيفة 'التايمز' البريطانية ان هؤلاء يتم انتقاؤهم بعناية فائقة، وبعد تمحيص امني مكثف للتأكد من خلفياتهم 'المعتدلة'، اي ان يكونوا غير اسلاميين متطرفين، ومستعدين لتنفيذ الأوامر حرفيا.
امريكا مترددة في تزويد الجيش السوري الحرّ بالاسلحة الحديثة والفتاكة، لانها لا تريد التورط في حرب، مباشرة او غير مباشرة في سورية اولا، وحتى لا تقع هذه الاسلحة في ايدي الجماعات الاسلامية الجهادية (النصرة، الفاروق، صقور الشام، احرار الشام، لواء الحق، الطليعة الاسلامية، حركة الفجر الاسلامية).
هذا التردد جعل الادارة الامريكية اقرب الى الموقف السوري الايراني من موقف الائتلاف السوري المعارض وداعميه في دول الخليج والسعودية وقطر على وجه الخصوص، وهذا ما يفسر الضغوط المكثفة التي تُمارس حاليا على الشيخ الخطيب رئيس الائتلاف للجلوس الى طاولة المفاوضات مع ممثلي النظام السوري، للتوصل الى حل سياسي في ظل استمرار النظام ورأسه لمرحلة انتقالية يتبلور طول مدتها او قصرها في الحوار المرتقب.

' ' '
الشيخ الخطيب الغى اجتماعا لائتلافه كان مقررا في اسطنبول الجمعة لتشكيل حكومة موازية في المناطق 'المحررة'، بطلب من مؤتمر روما، فكيف يشكل حكومة ثورة في الوقت الذي تتواصل فيه المساعي من اجل تشكيل حكومة ائتلافية انتقالية؟
امام امريكا خياران: الاول ان تظل سورية تحت حكم اوتوقراطي قمعي،والثاني نظام جهادي اسلامي يريد اقامة دولة اسلامية كخطوة اولى لقيام دولة الخلافة الاسلامية.
امريكا لا تريد ايا من الخيارين، وتفضل خيارا ثالثا، اي نظاما ديمقراطيا معتدلا لا يشكل خطرا على الامن الاسرائيلي، ويشكل درعا لدول الخليج في مواجهة ايران وطموحاتها السياسية والعسكرية في الهيمنة على هذه المنطقة. وقد يكون هذا الخيار صعب المنال.
باختصار شديد يمكن القول ان قواعد اللعبة تتغير بسرعة في سورية وحولها، وكذلك اولويات الاطراف المشاركة فيها، والعنوان الرئيسي الذي يتقدم على غيره من العناوين هو مستقبل اسرائيل وليس مستقبل سورية، ولهذا يبدو غضب الداخل السوري على امريكا ومؤتمر اصدقاء سورية مبررا، وان كان غضبا عفويا صادقا لا يرتكز على فهم لقواعد اللعبة ونوايا بعض لاعبيها الخبيثة.
الشعب السوري دفع ويدفع ثمن هذه اللعبة من دماء ابنائه وارواحهم، ونحن هنا لا نريد تكرار تحديد المسؤولية واتهام النظام مثل الببغاوات مثلما فعلنا طوال العامين الماضيين من عمر الأزمة، فهذا تحصيل حاصل، وانما نريد الحديث عما يُطبخ لسورية والمنطقة بأسرها من طبخات مسمومة.





اردوغان قال الحقيقة
رأي القدس العربي
قامت قيامة امريكا ولم تقعد انتصارا لبنيامين نتنياهو رئيس وزراء اسرائيل والحركة الصهيونية في مواجهة رجب طيب اردوغان رئيس وزراء تركيا بسبب تصريحات ادلى بها وادان فيها هذه الحركة لارتكاب جرائم ضد الانسانية تماما مثل الحركات الفاشية.
جون كيري وزير الخارجية الامريكي الجديد ندد بتصريحات اردوغان هذه، وقال في مؤتمر صحافي عقده في انقرة مع نظيره التركي احمد داوود اوغلو 'نحن لا نعترض عليها فقط ورأينا انها مستهجنة' واضاف 'نشرنا تصريحات في واشنطن تعتبر بوضوح تصريحات اردوغان التي قال فيها ان الصهيونية 'جريمة ضد الانسانية' مسيئة وخاطئة'.
لا نفهم حقيقة مثل هذه الضجة التي فجرتها تصريحات اردوغان هذه، والهجوم الشرس الذي تعرض له الرجل من قبل دولة صديقة لتركيا مثل الولايات المتحدة، وامين عام الامم المتحدة الذي يعرف تاريخ هذه الحركة جيدا، مثلما يعرف ان منظمته اصدرت قرارا باعتبارها حركة عنصرية، وان هناك عشرات القرارات التي ادانت ونددت بممارساتها الاجرامية ضد الشعب الفلسطيني.
نعم الصهيونية جريمة ضد الانسانية لانها اغتصبت ارضا، وشردت شعبا، اسمه الشعب الفلسطيني وارتكبت جرائم تطهير عرقي ضده ما زالت آثارها ماثلة للعيان من خلال تشريد ستة ملايين لاجئ في دول الجوار وفي المنافي العالمية.
الحركة الصهيونية ليست بقرة مقدسة لا يجوز انتقادها وجرائمها في حق الشعب الفلسطيني، والشيء نفسه يقال عن اسرائيل التي جاءت ثمرة مرة لسياسة التطهير العرقي، مارستها لاكمال سيطرتها على الاراضي الفلسطينية. وهذه الممارسات موثقة في كتاب يحمل الاسم نفسه للمؤلف الاسرائيلي آلان بابيه.
السيد رجب طيب اردوغان لم يجاف الحقيقة بل كان دبلوماسيا مهذبا في تصريحاته هذه وكان يجب ان يسرد جرائم هذه الحركة على مدى الثمانين عاما الماضية، والمنظمات الارهابية التي شكلتها لارتكاب مجازر في دير ياسين والقبية وبعد ذلك من خلال الجيش الاسرائيلي في صبرا وشاتيلا وقانا واخيرا في قطاع غزة التي وصفها تقرير القاضي الدولي غولدستون بانها جرائم حرب استخدم فيها الفوسفور الابيض لقتل 1400 انسان فلسطيني اعزل معظمهم من الاطفال والنساء.
تركيا عانت من الارهاب وجرائم الحرب الاسرائيلية عندما اغارت قوات البحرية الاسرائيلية على قافلة انسانية تنقل مواد انسانية وادوية ومعدات طبية لكسر الحصار على قطاع غزة، وقتلت تسعة نشطاء كانوا على ظهرها.
الادارة الامريكية لم تبد التعاطف المأمول منها كقوة عظمى تدعي قيادة العالم الحر عندما وقعت مجزرة السفينة مرمرة، والشيء نفسه عن المجازر الاسرائيلية الاخرى وما اكثرها.نحن مع حرية التعبير عن الرأي، ومع النقد العلمي القائم على حقائق تاريخية موثقة، ولم نكن ولن نكون مع الانتقائية في نقد حركات سياسية مثل الحركة الصهيونية ووضعها في موضع القداسة.
نحن نحترم الديانة اليهودية ومعتنقيها باعتبارها ديانة سماوية، ولكن هناك فارقا كبيرا بين هذه الديانة والحركة الصهيونية التي هي حركة سياسية، او اسرائيل الدولة التي قامت على ارض شعب آخر.






محاولـة لتفكيـك التعقيـدات مـع مصـر والخليـج
كيري في جولته العربية: زيارة استماع
جو معكرون عن السفير
لعل أكثر البلدان التي تعبّر عن مدى التحول في المقاربة الأميركية وحجم التغيرات في الشرق الأوسط هي مصر، التي يبدأ منها وزير الخارجية جون كيري اليوم، جولته العربية على حلفاء تتعزز الشراكة معهم على وقع ازدياد تعقيدات هذه العلاقة.
ففي حزيران العام 2005، وقفت وزيرة الخارجية الأميركية السابقة كوندليسا رايس في جامعة القاهرة لتقول «على مدى 60 عاماً سعت بلادي، الولايات المتحدة، للاستقرار على حساب الديموقراطية في هذه المنطقة هنا في الشرق الأوسط، ولم نحقق أياً منهما»، فأغضبت نظام حسني مبارك حينها. وبعدها بأربع سنوات، كان الرئيس الأميركي باراك أوباما في الجامعة ذاتها، ولكن بكلام أكثر أناقة وديبلوماسية لإعادة مد الجسور مع القاهرة، وقال حينها «لدي اعتقاد راسخ أن كل البشر يتطلعون إلى أمور معينة: القدرة على الكلام وإعطاء الرأي بطريقة الحكم، والثقة في حكم القانون والإدارة المتساوية للعدالة، وحكومة شفافة لا تسرق من الناس»، لكنه أشار إلى أن ليس هناك «خط مستقيم لتحقيق هذا الوعد».
وبعدها بـ18 شهراً، بدأت الثورة المصرية في 25 كانون الثاني العام 2011. وعلى وقع قتل المتظاهرين، وصلت المواجهة إلى ذروتها داخل الإدارة بين مؤيدي الاستقرار ومؤيدي الديموقراطية، حتى حسم البيت الأبيض ميله إلى خيار تنحي مبارك ليسقط أول حلفائها الرئيسيين في المنطقة. سقوط النظام في القاهرة ساهم في تعقيد العلاقة مع الرياض، فاضطرت الإدارة الأميركية إلى إعادة ترميمها، وكان المخرج اليمني بانسحاب علي عبد الله صالح من السلطة واستيعاب تداعيات البحرين.
في زيارة كيري المصرية اليوم، لن يكون هناك كلام على الأرجح بمستوى كلام رايس في جامعة القاهرة. واشنطن تغيّرت كما المشهد المصري برمّته. والمعارضة المصرية تعتبر أن واشنطن تغازل الرئيس محمد مرسي، حتى أن «جبهة الإنقاذ» المعارضة رفضت لقاء كيري في ظل دعم واشنطن للانتخابات التشريعية في 22 نيسان المقبل. هذا الانقسام ينعكس حتى داخل واشنطن بين من يؤيد إعطاء فرصة لمرسي وبين من يضغط على الإدارة لعدم استضافته في البيت الأبيض، والى وضع شروط على قروض القاهرة من صندوق النقد الدولي.
أوباما صرح العام الماضي رداً على تصرفات مرسي «مصر ليست عدوة لكنها ليست حليفة»، كأن واشنطن لا تزال حائرة في تصنيف النظام المصري الجديد وبالتالي قررت الابتعاد عن الصراع السياسي داخلها. ولكن دور الحكومة المصرية على الحدود مع إسرائيل، وفي تهدئة الوضع في قطاع غزة جعلها تستعيد ثقة واشنطن، مؤقتاً على الأقل.
الباحثة تمارا كوفمان ويتس، من مؤسسة «بروكينغز»، ترى في مقال نشر أمس، أن ركائز السياسة الأميركية منذ الثورة هي «حماية السلام المصري الإسرائيلي، وأمن حدودهما المشتركة، ومحاولة دعم وتحقيق الاستقرار في الاقتصاد المصري المتهالك»، كما دعت واشنطن إلى استخدام نفوذها لدعم «بناء ديموقراطية مستدامة» في مصر. لكن الباحث ستيفن كوك كتب في «فورين بوليسي» أمس أيضاً أن «المشكلة في تحديد الاستراتيجية هي أن واشنطن ليست مهتمة كثيراً بالقاهرة. صناع القرار والمحللون يناقشون أهمية تعزيز الديموقراطية في مصر، لكن السياسة الأميركية في المنطقة موجّهة نحو أهداف أوسع، وهي ضمان تدفق النفط من المنطقة، والمساعدة في حماية إسرائيل، والتأكد أن ليس هناك بلد واحد يهيمن على الشرق الأوسط». ولمّح في هذا السياق الى أن ما يهم واشنطن هو «الاستقرار في مصر وليس الديموقراطية».
على جبهات أخرى، التعقيدات لا تزال قائمة أيضاً بين واشنطن وحلفائها. مع تركيا يبقى العائق هو التوتر في العلاقات التركية الإسرائيلية. وعلّق مسؤول أميركي رفيع، من على متن الطائرة التي حملت كيري إلى أنقرة، على كلام رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الذي وصف «الصهيونية بأنها جريمة ضد الإنسانية»، بالقول «لا أريد الدخول في تكهنات حول مجمل العلاقة، لكن هذا الأمر يعقّد قدرتنا على فعل كل الأشياء التي نريد فعلها معاً حين يكون مثل هذا الاختلاف العميق حول أمر بهذه الأهمية». ووصف العلاقة التركية ـ الإسرائيلية بأنها «مجمدة». طبعاً هناك أيضاً احتقان تركي من عدم ذهاب واشنطن بعيداً في الشأن السوري، لكن في الوقت ذاته، تدرك أنقرة أنها غير قادرة على أخذ المبادرة وحدها. وحين توترت الحدود التركية السورية، لبّت واشنطن طلب أنقرة بنشر صواريخ باتريوت تابعة للحلف الأطلسي، لكن مطالب الجانب التركي تتجاوز تعزيز دفاعاتها الجوية.
التعقيد الآخر يبقى مع الجانب القطري بعدما وصل التنسيق إلى ذروته خلال عملية حلف الأطلسي التي فرضت حظراً جوياً فوق ليبيا في آذار العام 2011، وانتهت بسقوط نظام العقيد معمر القذافي. لكن بعد مقتل السفير الأميركي كريس ستيفنز في بنغازي وانتشار الأسلحة الليبية في مالي، بدأ التحول في النظرة الأميركية إلى تنامي دور المجموعات المتشددة ودفعها إلى بلورة مقاربة أكثر حذراً.
التحفظ الخليجي مشابه لموقف تركيا. وحين تصاعدت عمليات القتل من قبل النظام السوري بداية العام الماضي، أصرت واشنطن على موقفها الرافض للتدخل العسكري أو لتسليح المعارضة، إلا أن الإدارة الأميركية غضّت النظر عن إمداد المعارضة بالسلاح الخفيف من دول الجوار، وبعدها قامت وكالة الاستخبارات المركزية بدور في التدقيق بعناصر المعارضة التي تحصل على أجهزة اتصالات أميركية، لكن حتى هذه الجهود تراجعت بعد فترة. التحول كان في صعود «جبهة النصرة»، التي غيّرت الحسابات الأميركية بشأن سوريا، وتبعها رفض البيت الأبيض خطة لتسليح المعارضة السورية في الصيف الماضي. المقاربة الأميركية الآن هي تعزيز المساعدات التي تسميها «غير قاتلة» لتوسيع نفوذها داخل المعارضة السورية، وتعزيز دور العناصر المعتدلة فيها بانتظار بلورة تسوية على المستوى الدولي.
دول الخليج ستكون أكثر استماعاً خلال الاجتماع مع كيري لترقب إذا ما كان هناك فعلاً أي تحول في الموقف الأميركي حيال المنطقة حتى أبعد من سوريا، أي الملف النووي الإيراني والتفاوض بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وكيلة وزير الخارجية ويندي شيرمان تجول أيضاً في الأردن والسعودية لإطلاع الحلفاء وطمأنتهم بعد محادثات الدول «الخمس زائداً واحداً» مع إيران حول برنامجها النووي، والتي وصفتها واشنطن بأنها كانت «بناءة ومفيدة».
بالمجمل كيري في «جولة استماع» عربية، أهم عنوان فيها، هو اختبار جديد لهذه الشراكة مع الحلفاء التي تبقى حاجة متبادلة بين الطرفين بالرغم من التحفظات القائمة.



قراءة في الشائعات التي طاولت قيادات "حزب الله"
مهى عون(كاتبة لبنانية) عن السياسة الكويتية
خلال إطلالته المتلفزة الأخيرة ظهر الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصر الله على غير عادته باسماً هادئاً بشوشاً مرتاحاً, وتكلم بصوت تميزت نبرته, على غير العادة, بالسلاسة والتواضع. أما في المضمون فلقد أعرب عن استعداده لمد يد التعاون لجميع الفرقاء, مشيراً إلى قابليته واستعداده للانفتاح والتنسيق مع مختلف التيارات السياسية والمذاهب الدينية في سورية ولبنان. جيد جداً... ولكن, بما أن هذا المظهر كان خارجاً عن المألوف وعما عهدناه في شكل إطلالات نصر الله, فلقد ذهب البعض للتساؤل حول احتمال أن لا يكون نصر الله متواجداً في عرينه العادي, بمعنى أن يكون وراء تلك التغيرات في شكل إطلالته المعهودة فرضية إقامته في ظلال الأسياد في قم أو في طهران. مع الإشارة إلى أن جملة من الإشاعات كانت قد سبقت هذه الإطلالة وتكلمت عن انتقال نصر الله وعلى جناح السرعة إلى إيران بسبب معاناته من مرض السرطان.
يبقى أن إطلالة نصر الله وبكامل قواه وصحته دحضت شائعات المرض, من غير أن تصل إلى حد نفي احتمال أن يكون الأمين العام لـ"حزب الله" متواجداً فعلاً في إيران. أكثر من هذا ربما قد تكون قد قربت احتمال ورود أسباب أخرى تماماً ليس لها أي علاقة بتدهور صحي, بل تتعلق بتغيير دراماتيكي في طريقة تعاطي إيران مع قيادات "حزب الله", على خلفية حسابات جديدة ومختلفة لطهران, ذات الصلة بالتحولات الدراماتيكية الحاصلة في سورية ولبنان. حسابات تتعلق ربما أيضاً باعتبارات مستحدثة لطهران, حيث ترى أن القيادات التقليدية للحزب لم تعد مؤهلة للتأقلم مع سياستها الجديدة, القائمة على محاولة التملق والاسترضاء وترقيع ما تم انتهاكه من قبل جماعات "حزب الله" على صعيد العلاقات الثنائية بين الجمهورية الإسلامية والشعب السوري. وقد ترى طهران ان التشوهات العظيمة التي أحدثها الحزب لصورته ولصورة الجمهورية الإسلامية أصبحت واسعة, إلى حد أن عملية الترقيع قد تكون مستحيلة في ظل بقاء هذه القيادات الحالية للحزب, وأنه لا بد من التفتيش عن قيادات أخرى تشق طريقاً أسهل وأقرب للتماهي مع المتغيرات الحاصلة ومع مقاربة جديدة لطهران لها.
من هنا تأتي أهمية معرفة مكان تواجد نصر الله, وأهمية معرفة المكان الذي بثت منه محطة "المنار" خطابه الأخير. وفي السياق نفسه يمكن القول ان ما ينطبق على الأمين العام لـ"حزب الله" ينطبق على نائبه الشيخ نعيم قاسم والذي تناولت الأخبار الصادرة في لبنان احتمال كونه قد اصيب إصابة بالغة أو قاتلة في الانفجار الذي حصل في سورية, حيث قال بيان صادر عن الجيش السوري الحر: بأنه "قد تم تفجير موكب بالكامل من خلال زرع ألغام على طريق أوتوستراد دمشق-بيروت في مدينة جديدة يابوس على الحدود اللبنانية-السورية وان ضمن الشخصيات المتواجدة في هذا الموكب شخصيات رفيعة تابعة للنظام السوري" ولم تستبعد المصادر أن يكون من بينهم الشيخ نعيم قاسم الرجل الثاني في "حزب الله".
في مطلق الأحوال وفي حال تأكد خبر مقتل نائب الأمين العام للحزب, يمكن القول بأن تزامنه مع صحة شائعة أن يكون نصر الله متواجداً فعلاً في إيران, أكثر من دليل على وجود مخطط ما يستهدف هذه القيادات... بمعنى أن لا تكون إيران بعيدة عنه, وفي هذا السياق رأت بعض الأوساط المراقبة ان ذلك قد يكون حدث لوجيستياً عن طريق رفع غطاء السرية الملازم لهذه القيادات, ما مكن بعض الماكينات الاستخباراتية من اختراق قوي لمواقع الحزب وللحماية المؤمنة لقياداته في الحالات العادية.
من هذا المنطلق تذهب بعض النظريات إلى ان "حزب الله" وصل اليوم إلى مرحلة مفصلية من تاريخه ليس بسبب تحول البندقية في لبنان عن اتجاهها القويم فقط, ولكن زائداً عن ذلك بسبب تورط "حزب الله" في سورية بدليل الضحايا من اللبنانيين المناصرين للحزب والذين يقتلون كل يوم على الأراضي السورية. في الحقيقة إن تشوه صورة الحزب على الصعيد العربي باتت مكتملة... فبعد أن كان يؤدي دور البطل على مدى سنين, نراه اليوم أكثر من أي وقت مضى في موقع المتهم والمضطر للتبرير والتفسير ولتقديم الدلائل والحجج على براءته وعلى عدم تورطه بالدم السوري.
وغني عن التنويه ان تحول الحزب وقادته إلى أعداء للجماهير بعد أن كانوا على مدى سنوات مصدر فخر واعتزاز لها, هو تحول يؤثر سلبياً في أوراق إيران في قوة تأثيرها في المنطقة. وإذا كان من غير المستبعد أن تتحول كل إنجازات الحزب إلى عبء ثقيل يرتد عليها أولاً, فمن غير المستبعد أن يطال التلوث صورة إيران على صعيد المنطقة. فإيران التي تنظر إلى أبعد من الحالة الحاضرة, يهمها أن تمهد الأرض لإرساء علاقات مريحة مع القيادة السورية الجديدة, خارج إطار الترسانة العسكرية للحزب وبتوسل الطرق الأكثر ديبلوماسية والأكثر ليونة, خصوصاً وأن القوة العسكرية التي يمتلكها "حزب الله" لن يصبح بمقدورها الوقوف بوجه قوة دولة سورية أكبر منها حجماً وعتاداً.
من هنا ترى بعض الأوساط ان "حزب الله" لن يظل صالحاً لمواكبة سياسة إيران الجديدة, لاسيما وأن الحزب وجد لخدمة المصالح الإيرانية, وليس العكس, وإذا كانت إيران بصدد البحث عن قادة أكثر تصالحاً وأكثر قبولاً في بيئتهم اللبنانية فضلاً عن ضرورة استعادة الشعبية في المنطقة, قد لا يكون غريباً أو مستهجناً أن تلجأ طهران إلى التخلص من أشخاص كاريزماتيين بمستوى نعيم قاسم وحسن نصر الله, وهناك سوابق تاريخية تدل على أن النظام الإيراني لا يبالي بالتضحية برجاله في سبيل المحافظة على مصالحه فكيف بخسارة نفوذه?وإذا كان لا يعني بالضرورة رحيلهم تصفيتهم الجسدية, يمكننا الاستشراف على أقله ان مرض نصر الله المفاجئ قد لا يكون بعيداً عن احتمالات إبعاده عن الساحتين اللبنانية والسورية بهدف كف يده قبيل سقوط نظام بشار الوشيك.



هل يعود الجيش للحكم مرة أخرى؟
محمود معوض عن المصريون
الرئيس مرسى كان واضحًا جدًا عندما أعلن فى الحوار أن الجيش لا يمكن أن يعود أبداً للعمل السياسى مرة أخرى، لكن كان أكثر صدقاً ووضوحاً عند قال إنه هو والجيش طرف واحد وليس طرفين، وعندما يعلن الرئيس مرسى هذه الحقيقة وهو القائد الأعلى للقوات المسلحة، فإن هذا يعنى وبصفة قاطعة أن الباب مغلق وبالضبة والمفتاح أمام كل سيناريوهات عودة الجيش للحكم. تلك هى الحقيقة التى تتساقط أمامها سيناريوهات اعتمدت جميعها على الإشاعات ابتداء من الإشاعات التى انطلقت بلا مقدمات بأن هناك خلافًا بين الرئيس والجيش، ومرورًا بالإشاعة الأمريكية القاتلة التى اتهمت الرئيس وهى تعلم أنه لا أساس لها من الصحة بأن ينوى إقالة وزير دفاعه، وانتهاء بالإشاعة المستخلصة من تصريح لوزير الدفاع قال فيه إن الدولة ستنهار إذا لم يتم حل الأزمة السياسية.. توهموا أن الوزير يوجه الكلام لرئيسه فى حين أن الكلام يتوجه تلقائيًا لمن هم السبب فى الخراب الذى يؤدى إلى الانهيار.. وفجأة وفى الوقت الذى تتبخر فيه الشائعات وتتساقط شائعة وراء شائعة ويطلع علينا دب إخوانى أحمق يجب فصله فوراً بعد أن اتهم المجلس العسكرى بأنه دبر مذبحة رفح لأنه قدم هدية للفاشلين من عبدة العسكر لإعطاء السيناريوهات الكاذبة صفة الشعبية الكاذبة فى مظاهرات مدينة نصر، وقيام البعض وهم أقلية هزيلة، فى بورسعيد بتحرير توكيلات لتفويض الجيش بإدارة شئون البلاد.. وكان طبيعياً أن يلتقط الإعلام الأمريكى المدمر الخيط من فم الدب الإخوانى ليعطى لنفسه الحق فى التحدث باسم الجيش المصرى الذى هو منه برىء، عندما قال إن الجيش المصرى لن يقف مكتوفى الأيدى عندما تصل البلاد إلى نقطة اللا عودة فى طريق الحرب الأصلية، ووصف احتمال استعادة الجيش للحكم عن طريق انقلاب بأنه شر لابد منه.. وفى النهاية ورغم كل شيء فإن الباب سيظل مغلقاً وبالضبة والمفتاح أمام كل السيناريوهات الشيطانية الداخلية والخارجية لعودة الجيش إلى الحكم.