Aburas
2013-03-12, 10:44 AM
<tbody>
أقــلام وآراء إسرائيلي (284) الاربعاء- 6/03/2013 م
</tbody>
<tbody>
</tbody>
<tbody>
في هــــــذا الملف
المسألة الايرانية، شباط 2013 عطاء بدون أخذ؟
بقلم: أفرايم أسكولاي،عن نظرة عليا
خطوط لصورة العنصرية
بقلم: أسرة التحرير،عن هآرتس
أسقطوا الجدار
بقلم: موشيه آرنس ،عن هآرتس
المعركة على الحقائب الوزارية
بقلم: دان مرغليت ،عن اسرائيل اليوم
خطة نقض الحريدية
بقلم: سيفر بلوتسكر،عن يديعوت
</tbody>
المسألة الايرانية، شباط 2013 عطاء بدون أخذ؟
بقلم: أفرايم أسكولاي،عن نظرة عليا
الاسبوع الذي سبق اليوم الاخير في شهر شباط 2013 كان مليئا بالاحداث، التي يحتمل أن تكون غيرت فكرة البرنامج النووي الايراني واحتمالات الوصول الى حل غير حربي للمشكلة. ففي البداية، نشر التقرير الدوري للوكالة الدولية للطاقة الذرية في أعقاب اعمال الرقابة التي أجرتها في ايران، والذي يتضمن عدة تفاصيل جديدة عن النشاطات النووية لايران؛ وثانيا، جرى يومان من المحادثات بين الدول دائمة العضوية زائد ألمانيا وبين ايران في ألماتي في كازخستان، ونشأ الانطباع بانه في اثنائها عرضت على ايران مطالب اقل الى جانب تنازلات جديدة؛ وثالثا، نشرت صحيفة 'التلغراف' البريطانية مقالا بقلم جاك سترو وزير الخارجية البريطاني الاسبق، يوصي فيه بان يعترف العالم بالوضع وان يتبنى سياسة 'الاحتواء' وهكذا عمليا يقبل حقيقة أنه لا يمكن منع ايران من التحول الى دولة نووية.
ولكني سأتقدم حسب الترتيب. من يقرأ بعناية تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية الاخير، لا يمكنه أن يستنتج بان ايران تسعى بلا هوادة الى التقدم نحو نقطة الاختراق، فتحقق بشكل سريع قدرة لسلاح نووي. ونجمل باختصار الوضع في ايران صحيح حتى هذا الوقت فنقول: بحوزة ايران اليوم نحو تسعة الاف جهاز طرد مركزي لتخصيب اليورانيوم من النوع الاقدم، IR1، التي تعمل في منشأتها في نتناز. وتخصب أجهزة الطرد المركزي هذه اليورانيوم الى درجة 3.5 في المائة (اورانيوم 235)، وجمعت ايران حتى الان اكثر من 8 طن من هذه المادة.
بوردو، حيث ينفذ جزء من نشاطات التخصيب، هي مصدر آخر للقلق. في هذه المنشأة الصغيرة ولكن المحمية جيدا، يقترب من نهايته تركيب نحو 2.700 جهاز طرد مركزي غازي آخر، منها نحو 700 جهاز تستخدم لتخصيب اليورانيوم الى درجة 19.75 في المائة، بينما باقي الاجهزة على ما يبدو لا تزال غير فاعلة. في موقعي التخصيب، استغلت ايران جزءا من مخزونها من اليورانيوم المخصب الى 3.5 في المائة لانتاج 280 كغم من اليورانيوم المخصب لدرجة 19.75 في المائة. وتعتبر250كغم من مثل هذه المادة كافية لانتاج لباب واحد من متفجر نووي، عبر تخصيب اضافي الى درجة 90 في المائة. ولعله بسبب الاثر النفسي لهذا الفائض، نقلت ايران نحو 111 كغم الى اصفهان لانتاج وقود نووية لمفاعل البحث في طهران.
في اللحظة التي تقرر فيها ايران استخدام كل مخزون اليورانيوم المخصب الى درجة 3.5 في المائة الذي في حوزتها، وكل أجهزة الطرد المركزي التي تحت تصرفها، لتخصيب المخزون الى درجة 19.75 في المائة وعندها الى الدرجة العسكرية بمعدل 90 في المائة، معقول أن يكون بوسعها الحصول على 250كغم من اليورانيوم المعدني اللازم للباب قنبلة نووية اولى في غضون أقل من ستة اشهر، وكذا الى مزيد من اللباب في غضون فترات زمنية اقصر. من اصل مخزون اليورانيوم المخص بمعدل 3.5 في المائة الحالي الذي تحت تصرفها سيكون ممكنا انتاج 5 حتى 6 لباب. هذه الحسابات الزمنية ستكون اقصر، في ضوء حقيقة أن ايران بدأت بتركيب نوع جديد وأكثر نجاعة من أجهزة الطرد المركزي، وفي حالة استخدامها اي جزء من مخزون اليورانيوم بدرجة 19.75 في المائة في حوزتها.
وبالتوازي مع نشاطها في مسار تخصيب اليورانيوم، تقدمت ايران بشكل واضح في التطور في مسار آخر نحو السلاح النووي مسار البلوتونيوم. بناء مفاعل يورانيوم طبيعي للمياه الثقيلة بقوة 40 ميغا واط متطور، والايرانيون بلغوا الوكالة الدولية للطاقة الذرية بانهم يتوقعون الانتهاء من بناء المفاعل في الربع الاول من العام 2014. وعندما يصبح المفاعل 'حرجا' في هذه النقطة، فمعنى الامر هو أنه سيصل الى نقطة اللا عودة في مسار البلوتونيوم، وذلك لان الهجوم العسكري على مفاعل عامل ليس مقبولا في المعايير الدولية. ورغم انه سيتطلب سنتان من أجل ان تكون الوقود النووية من هذا المفاعل جاهزة للفصل، وزمن اضافي الى أن يكون ممكنا استخلاص لباب بلوتونيوم، لا يزال يدور الحديث عن وضع يثير الخوف. ما بعث انتباه العالم كانت صور قمر صناعي لبخار يخرج من شبكة التبريد في منشأة انتاج المياه الثقيلة في اراك. ولكن هذه المنشأت تعمل منذ عدة سنوات بحيث أنه ليس في هذا الكشف ما هو استثنائي.
هذه هي صورة الاوضاع عشية المحادثات في ألماتي بين الدول العظمى وايران، والتي جرت في 26 و 27 من شباط. ورغم أنه ليست معروفة كل تفاصيل الاقتراح الذي تقدمت به الدول العظمى، فقد كانت هذه هي المرة الاولى التي لا يولى فيها اهتمام لمطلب مجلس الامن بتعليق تخصيب اليورانيوم، والمطلب الموازي لتعليق النشاطات المتعلقة بالبلوتونيوم يبدو أنه حتى لم يطرح. هذا اختراق ذو مغزى بالنسبة للايرانيين، بينما الطرف الاخر بالاجمال كسب قليلا من الوقت في اعقاب طلب وقف التخصيب الى درجة 19.75 وتوزيع المخزون. وانطلاقا من الامور التي لم يتم طرحها، يمكن الفهم بان ايران يمكنها أن تواصل تخصيب اليورانيوم (3.5 في المائة) وان ايران يمكنها أن تواصل بناء المفاعل في اراك، بينما مقابل الاتفاق معها، سيتم تخفيف بعض العقوبات. من الصعب ان نتصور ماذا كانت تتوقع الدول العظمى تحقيقه في مثل هذا الاتفاق، ربما باستثناء اعلان التفاؤل بان 'الاتصالات' على ما يبدو تنجح، وانها ستواصل العمل في هذه القنوات. حتى ان وزير الخارجية الايراني قال ان العلاقات بين ايران والولايات المتحدة كفيلة بان تتحسن جدا جراء 'اذابة الجليد'. مثل هذا الانجاز سيكون انتصارا كبيرا لايران، وذلك لانها اثبتت حتى الان بانه يمكنها ان تتحمل العقوبات الحالية فيما تواصل برنامجها النووي. وستحافظ ايران على كل قدراتها الفنية والامكانيات لمواصلة تطويرها، وكل اتفاق يوقف فرض عقوبات جديدة أو متطورة كفيلة بان تضغط على ايران للاستجابة الى مطالب مجلس الامن.
وهنا، في توقيت كامل ومع رؤيا واضحة للمستقبل، يظهر مقال في 'التلغراف' البريطانية كتبه وزير الخارجية البريطاني الاسبق، ويوصي بنهج 'الاحتواء'. عند مراجعة مواقف اعضاء الدول العظمى، ولا سيما مواقف الولايات المتحدة، روسيا والصين، لا يكون مفر من الاستنتاج بانه من غير المتوقع عمل حربي ضد ايران. العالم (الذي تمثله هذه الدول) لا يرى في التزود بسلاح نووي 'سببا للحرب'. ويتجسد هذا الموقف جيدا في التقدم الذي حققته كوريا في تطوير سلاح نووي في المسارين، حين كانت العقوبات هي الوسيلة الاشد التي يمكن للعالم أن يتخذها في ضوء الوضع. اذا ما استنتجنا من حالة كوريا بالنسبة للوضع في ايران، فانه لا يمكن الا الاستنتاج بان الاحتواء هو الاتجاه، عندما تتحول ايران، اذا لم تطرأ انعطافة كاسحة، الى دولة ذات قدرة نووية في المستقبل غير البعيد.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
خطوط لصورة العنصرية
بقلم: أسرة التحرير،عن هآرتس
في بداية الاسبوع تم لاول مرة تسيير خطوط باصات منفصلة للفلسطينيين في المناطق. وتدعي وزارة المواصلات بان الخطوط تستهدف حل أزمة العمال الفلسطينيين، ولكنها عمليا جزء من نظام يقوم على أساس الفصل والتمييز. ومع أنه حسب القانون يسمح للفلسطيني الذي يحمل تصريح دخول بالسفر في المواصلات العامة، فان الشرطة تستعد لفرض الفصل، والفلسطيني الذي يصل الى الحاجز في باص عادي سيكون مطالبا بالنزول منه وانتظار الباص الخاص.
عمليا، يوم الخميس الماضي انزل عمال فلسطينيون من باص سافر من تل أبيب الى السامرة. وحسب الشهادات، فقد فحص بطاقات هوياتهم جنود في اثناء النزول من الباص، وعندها أمروهم بمغادرة المعبر والسير على الاقدام الى حاجز عزون عتمة، 2.5كم من 'تحويلة شاعر شمرون'. وحسب الشرطة، فانها اجمالا تطبق تعليمات وزارة المواصلات.
قبل نحو أربع سنوات رفضت محكمة العدل العليا الحظر على سفر الفلسطينيين في طريق 443، بدعوى أنه محظور على الجيش في ارض محتلة التخطيط لطرق غير مخصصة لخدمة السكان المحليين. وغضبت القاضية دوريت بينيش في حينه على المقارنة التي اجراها الملتمسون بين استخدام الطرق المنفصلة والابرتهايد في جنوب افريقيا. والقرار بفصل السكان في خطوط الباصات يدل على ان حجة الملتمسين لم تكن مدحوضة وان الحديث يدور عن عنصر جديد من عناصر نظام الابرتهايد.
مفهوم ان الفصل في الباصات هو جزء من فصل مبدئي أكثر بين السكان، وجد تعبيره تقريبا في كل مجال محتمل. في فرز مناطق السكن، في منظومات القوانين المختلفة، في توزيع المصادر غير المتساوي وفي نظام الحركة التمييزي. فالارض المحتلة يفترض أن تدار من دولة الاحتلال كوديعة مؤقتة، في صالح السكان المحليين. توجد قواعد واضحة تستهدف منع التدهور الى نظام استعماري أو نظام أبرتهايد. الشكل الذي تدير فيه اسرائيل المناطق بعيد عن الطريق الذي يفترض به ادارة ارض محتلة. وبالتالي فبدلا من 'الحرص' على الفلسطينيين من خلال اقصائهم عن خطوط باصات اليهود، يجمل برئيس الوزراء أن يأمر بشكل فوري بوقف هذا الفصل العنصري.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
أسقطوا الجدار
بقلم: موشيه آرنس ،عن هآرتس
'أسقطوا الجدار'، صاح الرئيس رونالد ريغان زمن زيارته لبرلين في حزيران 1987، وبعد سنتين ونصف سقط الجدار حقا. ويوجد جدار آخر أُنشيء في السنوات العشر الاخيرة ولم يُستكمل بناؤه حتى الآن. انه مندوب على طول ارض اسرائيل كندب في وجه امرأة حسناء انه جدار الفصل. فمتى سيسقط؟ إن هذا الغول الذي كلف مليارات من المؤكد انه لن يبقى هناك الى الأبد ولن يبحث علماء آثار عن بقاياه بعد ألف سنة. حان الوقت لاسقاط الجدار.
اتخذت حكومة اريئيل شارون في نيسان 2002 قرار انشاء جدار الفصل. وكانت تلك لحظة ذعر وايام هستيريا. فقد قتل مئات الاسرائيليين من النساء والرجال والاولاد في السنتين اللتين سبقتا ذلك على أيدي مخربين فلسطينيين منتحرين دخلوا الى مدن اسرائيل في الايام التي رفض فيها شارون الرد زاعما ان 'ضبط النفس قوة'. في تلك الفترة زعمت الاجهزة الامنية ان الطريقة الوحيدة لانهاء حمام الدم هي انشاء جدار يفصل السكان الفلسطينيين عن المراكز السكنية الاسرائيلية. وأخضعت حملة دعائية صارخة زُعم فيها ان عدم انشاء الجدار يكلف حياة مواطنين اسرائيليين، حكومة شارون فاستقر رأيها على انشاء حاجز أمني.
إن الجدار يفرض قيودا شديدة على السكان الفلسطينيين الذين يعيشون في الجانب الآخر من الجدار. فهو يفصل الفلاحين عن حقولهم ويحد جدا من تنقل السكان في المنطقة التي يحيط بها الجدار. وأصبحت حياة الفلسطينيين أصعب. هل يوجد لذلك تسويغ؟ وهل من المنطقي الاستمرار في بناء الجدار؟ أولم يحن الوقت لاسقاطه؟.
صحيح في الحقيقة ان النشاط الارهابي الفلسطيني الذي مصدره يهودا والسامرة قد قُمع في السنوات الاخيرة ونجت حياة كثيرين. لكن ليس من الواضح ألبتة أكان ذلك نتيجة انشاء جدار الأمن. توجد في واقع الامر عدة دلائل على أنه ينبغي ألا ننسب هذا التحسن الى الجدار.
بدأ بناء الجدار موازيا عملية 'السور الواقي' في يهودا والسامرة. ومما لا شك فيه ان استمرار وجود قوات الجيش الاسرائيلي في المنطقة أسهم في انخفاض النشاط الارهابي الخارج منها ومن شبه المؤكد ان هذا هو السبب الرئيسي وربما الوحيد لقمع الارهاب. فاذا كانت هذه هي الحال حقا فانه لا تسويغ ألبتة لوجود جدار الأمن مع المشكلات المتصلة التي يسببها للسكان الفلسطينيين وتوجد حاجة مُلحة الى الفحص عن القضية من جديد.
ولما كان جدار الأمن لم يُستكمل ايضا فكل من ينوي تنفيذ عمل ارهابي في واحدة من مدن اسرائيل يستطيع الالتفاف عليه بسهولة والوصول الى غايته عن طريق واحدة من القطع التي لا يوجد فيها جدار الى الآن. ومما لا شك فيه انه توجد اسباب اخرى عدا الجدار تمنع هذا النشاط الارهابي.
يستطيع الارهابيون على كل حال لا أن يلتفوا على الجدار فقط بل ان يمروا من تحته ايضا. ويبدو ان وجود قوات الجيش الاسرائيلي في يهودا والسامرة هو الذي يمنع ذلك. أصبح السلاح الذي يفضله الارهابيون في السنوات الاخيرة القذيفة الصاروخية التي تستطيع ان تجتاز الجدار بسهولة. وفي هذه الحال ايضا فان وجود الجيش الاسرائيلي في يهودا والسامرة فقط هو الذي يمنع هذه الهجمات.
ولذلك حان الوقت للفحص من جديد عن فكرة جدار الفصل، فهو عبء اقتصادي على اسرائيل وعبء ثقيل على أكثر السكان الفلسطينيين. ويبدو ان كــلــفــته، بالمعنى الواسع، لا تقوم لها فائدته، فاذا كان الامر كذلك فأسقطوه.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
المعركة على الحقائب الوزارية
بقلم: دان مرغليت ،عن اسرائيل اليوم
ان جميع محللي السياسة على يقين من ان بنيامين نتنياهو اتخذ قرارا استراتيجيا وينشىء حكومة مع يوجد مستقبل والبيت اليهودي، لكنهم في كتلة يئير لبيد الحزبية على يقين من انه تجري من وراء ظهورهم اتصالات محمومة يشارك فيها فريق من ممثلي الليكود غير رسميين وقادة شاس يتحدثون في محاولة لاقناع شيلي يحيموفيتش. تستطيع زعيمة حزب العمل ان تفوز بحقيبة المالية دفعة واحدة ولم ييأسوا في الليكود وشاس من أمل ان تريد تذوق شجرة المعرفة.
ان كل استيضاح يدل على ان الامر ليس كذلك. فيحيموفيتش لم تلتزم فقط بالرفض ولا تريد ان تبدو مثل نسخة ثانية من عمير بيرتس بل انها على يقين من ان حقيبة المالية في 2013 أمر مُفشل. فلن يدعوها تحقق سياستها الاشتراكية الديمقراطية في الحكومة القادمة وهذا الامر غير ممكن ايضا. ان التقليص مطلوب ولا يوجد أي زعيم سياسي معني في هذه الظروف بمنصب وزير المالية إلا اذا كان يعلم الآن انه لا يريد ان يُنتخب في 2017 للكنيست العشرين.
صحيح ان الامر 'غير محسوم الى ان يُحسم' ومع كل ذلك سيزعمون في كل دار مقامرة في اوروبا ان الائتلاف القادم سيكون مكونا من الليكود بيتنا ويوجد مستقبل والبيت اليهودي والحركة وكديما مع 70 عضو كنيست. ولذلك سيتولى الاعمال فيه 23 24 وزيرا. يريد مستقبلا يغطي على استمرار الاتصالات بالتباحث المبدئي في عدد من القضايا، ويشاركه في ذلك البيت اليهودي، لكن بدأت بالفعل المساومة على الحقائب الوزارية. ولا يوجد اختصار في هذا الفصل المقزز. وستغرق الاطراف في الوحل.
سيصعب على نتنياهو ان ينقل وزارة الخارجية من ليبرمان الى يوجد مستقبل. وبينيت مهتم بحقيبة المالية لكن نشك في ان يحصل عليها. ينتج عن ذلك اذا ان لبيد وبينيت سيضطران الى التنافس على حقائب رفيعة الشأن لكن لا في الثلاث المتقدمة وقد يكون هذا مريحا لهما خصوصا بازاء الضغوط السياسية والاقتصادية التي ستُستعمل في السنتين القريبتين على اسرائيل.
في الايام التي يتم الحديث فيها عن ضغط ثقيل سيستعمله براك اوباما، لا يريد أحد عن يسار الليكود ان يكون وزير الخارجية. وهكذا الحال ايضا مع الركود الاقتصادي في العالم الذي يهدد وزير المالية في القدس.
ماذا يمكن ان تكون الحقائب الوزارية التي ستعرض على لبيد وبينيت؟ انها التربية والاسكان والصناعة والتجارة والسياحة والبنى التحتية والداخلية والأديان، فهي المرشحة الرفيعة الخالية. واربع اخرى ستكون بمنزلة أقل لكن هذا التشكيل سيشعل كتلة الليكود بيتنا. وسيتبين لمسؤوليها الكبار انه لا توجد خطة لرفعهم على السلم. بالعكس سيضطرون من اجل الابقاء على الحكومة في يد كتلتهم الحزبية التي فيها 31 عضو كنيست ان يؤخروا أنفسهم الى الوراء. ان الأذن الثالثة الداخلية لكل محلل سياسي تسمع بدء زلزال من قبل متسودات زئيف.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
خطة نقض الحريدية
بقلم: سيفر بلوتسكر،عن يديعوت
إن ما بدأ شعار انتخابات قابلا للاستيعاب أصبح يتحول بالتدريج الى مشروع وطني. ان القاعدة المشتركة بين البيت اليهودي ويوجد مستقبل وكديما كما تُبين مطالبها الائتلافية لم تعد تتناول الخدمة العسكرية لأبناء المدارس الدينية بل تتناول خطة وطنية عامة يصح ان نسميها 'خطة نقض حريدية دولة اسرائيل'.
إن ارادة نقض الحريدية لم تولد فجأة. فهي رد طبيعي لجمهور يهودي غير حريدي على السيطرة الفعلية لأقلية حريدية في دولة يهودية تركت الشؤون المهمة لذلك الجمهور للجهاز السياسي الحريدي والآن، الآن فقط، تستيقظ مذعورة لرؤيتها النتيجة. والقصد من 'السيطرة الفعلية' الى قدرة الاحزاب الحريدية في الكنيست على نقض قرارات مصيرية لمستقبل الدولة وتغييرها من غير ان يكون الحريديون مواطنيها ومساوين في الواجبات.
سلّمت دولة اسرائيل في القرن الماضي للسلطة الشمولية للجهاز الحريدي في داخل طائفته، وأملت ان تشبع بذلك شهوته الى السيطرة. ومن المفهوم ضمنا ان العكس هو الذي حدث لأن الشهوة زادت مع الطعام. ووسع الساسة الحريديون منتشين بقدرتهم لا على ان يكونوا لسان الميزان في حكومات اسرائيل فقط بل الميزان نفسه، وسعوا مجالات حكمهم لتشمل قضايا في قلب الرسمية الاسرائيلية من غير ان يشاركوا كما قلنا آنفا في بنائها بالفعل.
في مقابل ذلك بدأ الاسرائيليون غير الحريديين يصرفون زمنا وجهدا أكبر الى شؤونهم الخاصة. وأرهقت قوة تدخل المؤسسات الحريدية أعصابهم وأصابتهم بالجنون وردوا بأعمال لم تكن ترمي الى المس بالحريديين بل الى تسهيل حياة الطبقة الوسطى المدنية المشغولة مثل مجمعات تجارية مفتوحة في ايام السبت، ورحلات جوية في شركات اسرائيلية في ايام السبت والأعياد، وشبكات طعام غير حلال ومراسم زواج لا يُسيرها حاخامون حريديون. فلم يكن صعود احزاب وسط علمانية ليبرالية كبيرة مثل شينوي وكديما ظاهرة موضة عابرة اذا حتى حينما كانت الاحزاب نفسها تمضي وتغير أسماءها. إن هذه الحركات عبرت تعبيرا أصيلا عن مخاوف الطبقة الوسطى من تحريد سريع للدولة.
كلما زادت القدرة السياسية للدوائر الحريدية على التأثير في صبغة الدولة قوي طموحها الى تغيير صبغتها. وكلما زادت مطامحها السياسية زادت لذلك معارضة الأكثرية غير الحريدية. فلم تعمل هنا 'كراهية الحريديين' بل الرغبة في ان توجد في دولة اليهود حياة يومية حرة من الارغام الحريدي.
إن تأليفا بين العامل السكاني الباهظ الكلفة والسياسة الرخيصة جعل الطائفة الحريدية تنتشي وجعلها تسلك سلوك صاحبة نواة سيطرة على الدولة لا على أنها أقلية صغيرة بين مجموع فيها. ويريد أكثر اليهود في اسرائيل الآن ان يعيدوا السيطرة الى أنفسهم. في التفاوض الائتلافي بين نتنياهو وكتلة لبيد بينيت يُطرح للنقاش اجراء عام هو نقض الحريدية: أي مصادرة سيطرة المؤسسة الحريدية على الحياة الشخصية في اسرائيل واضعاف تأثيرها في مجالات مدنية اخرى، من الاسكان والنقل العام الى التربية والرفاه والعمل. ويمكن ان نستنتج هذا ايضا من قائمة الحقائب الوزارية التي يطلب الحزبان الحصول عليها في الحكومة القادمة. إن النموذج الموجود نصب أعين لبيد وبينيت والذي لم يوثق كتابة هو الطائفة اليهودية في امريكا وبريطانيا. فلديها تأليف بين التدين والاعتدال، والحفاظ على الفرائض الدينية والليبرالية، والثقافة والعمل والايمان. وليس عندها كراهية للحريديين لكن حريديين كثيرين هناك وهنا يكرهونها. ستكون لمشروع نقض الحريدية في اسرائيل معان تاريخية وقومية كبيرة ومنها اقتراب كبير لليهود في اماكن الشتات. فما هي احتمالات ان يتحقق؟ هناك من يعتقدون انه غير ممتنع في الأمد البعيد لكن يصعب علي في الأمد القصير ان أرى ان يوافق نتنياهو عليه باعتباره رئيس وزراء وان يُخرجه من القوة الى الفعل، فهو غير مبني من مادة الثوار. وصحيح الى الآن ان نتنياهو في ذروة التفاوض في مستقبله السياسي يسلك سلوك من هو مستعد لأن يدعو الى المظلة رافعي راية نقض الحريدية. لكن يا بينيت ولبيد انتبها لأن بيبي سيفتح في آخر لحظة باب القاطرة للحريديين ويدعوهم مرة اخرى الى الجلوس على الكرسي قرب السائق.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ
أقــلام وآراء إسرائيلي (284) الاربعاء- 6/03/2013 م
</tbody>
<tbody>
</tbody>
<tbody>
في هــــــذا الملف
المسألة الايرانية، شباط 2013 عطاء بدون أخذ؟
بقلم: أفرايم أسكولاي،عن نظرة عليا
خطوط لصورة العنصرية
بقلم: أسرة التحرير،عن هآرتس
أسقطوا الجدار
بقلم: موشيه آرنس ،عن هآرتس
المعركة على الحقائب الوزارية
بقلم: دان مرغليت ،عن اسرائيل اليوم
خطة نقض الحريدية
بقلم: سيفر بلوتسكر،عن يديعوت
</tbody>
المسألة الايرانية، شباط 2013 عطاء بدون أخذ؟
بقلم: أفرايم أسكولاي،عن نظرة عليا
الاسبوع الذي سبق اليوم الاخير في شهر شباط 2013 كان مليئا بالاحداث، التي يحتمل أن تكون غيرت فكرة البرنامج النووي الايراني واحتمالات الوصول الى حل غير حربي للمشكلة. ففي البداية، نشر التقرير الدوري للوكالة الدولية للطاقة الذرية في أعقاب اعمال الرقابة التي أجرتها في ايران، والذي يتضمن عدة تفاصيل جديدة عن النشاطات النووية لايران؛ وثانيا، جرى يومان من المحادثات بين الدول دائمة العضوية زائد ألمانيا وبين ايران في ألماتي في كازخستان، ونشأ الانطباع بانه في اثنائها عرضت على ايران مطالب اقل الى جانب تنازلات جديدة؛ وثالثا، نشرت صحيفة 'التلغراف' البريطانية مقالا بقلم جاك سترو وزير الخارجية البريطاني الاسبق، يوصي فيه بان يعترف العالم بالوضع وان يتبنى سياسة 'الاحتواء' وهكذا عمليا يقبل حقيقة أنه لا يمكن منع ايران من التحول الى دولة نووية.
ولكني سأتقدم حسب الترتيب. من يقرأ بعناية تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية الاخير، لا يمكنه أن يستنتج بان ايران تسعى بلا هوادة الى التقدم نحو نقطة الاختراق، فتحقق بشكل سريع قدرة لسلاح نووي. ونجمل باختصار الوضع في ايران صحيح حتى هذا الوقت فنقول: بحوزة ايران اليوم نحو تسعة الاف جهاز طرد مركزي لتخصيب اليورانيوم من النوع الاقدم، IR1، التي تعمل في منشأتها في نتناز. وتخصب أجهزة الطرد المركزي هذه اليورانيوم الى درجة 3.5 في المائة (اورانيوم 235)، وجمعت ايران حتى الان اكثر من 8 طن من هذه المادة.
بوردو، حيث ينفذ جزء من نشاطات التخصيب، هي مصدر آخر للقلق. في هذه المنشأة الصغيرة ولكن المحمية جيدا، يقترب من نهايته تركيب نحو 2.700 جهاز طرد مركزي غازي آخر، منها نحو 700 جهاز تستخدم لتخصيب اليورانيوم الى درجة 19.75 في المائة، بينما باقي الاجهزة على ما يبدو لا تزال غير فاعلة. في موقعي التخصيب، استغلت ايران جزءا من مخزونها من اليورانيوم المخصب الى 3.5 في المائة لانتاج 280 كغم من اليورانيوم المخصب لدرجة 19.75 في المائة. وتعتبر250كغم من مثل هذه المادة كافية لانتاج لباب واحد من متفجر نووي، عبر تخصيب اضافي الى درجة 90 في المائة. ولعله بسبب الاثر النفسي لهذا الفائض، نقلت ايران نحو 111 كغم الى اصفهان لانتاج وقود نووية لمفاعل البحث في طهران.
في اللحظة التي تقرر فيها ايران استخدام كل مخزون اليورانيوم المخصب الى درجة 3.5 في المائة الذي في حوزتها، وكل أجهزة الطرد المركزي التي تحت تصرفها، لتخصيب المخزون الى درجة 19.75 في المائة وعندها الى الدرجة العسكرية بمعدل 90 في المائة، معقول أن يكون بوسعها الحصول على 250كغم من اليورانيوم المعدني اللازم للباب قنبلة نووية اولى في غضون أقل من ستة اشهر، وكذا الى مزيد من اللباب في غضون فترات زمنية اقصر. من اصل مخزون اليورانيوم المخص بمعدل 3.5 في المائة الحالي الذي تحت تصرفها سيكون ممكنا انتاج 5 حتى 6 لباب. هذه الحسابات الزمنية ستكون اقصر، في ضوء حقيقة أن ايران بدأت بتركيب نوع جديد وأكثر نجاعة من أجهزة الطرد المركزي، وفي حالة استخدامها اي جزء من مخزون اليورانيوم بدرجة 19.75 في المائة في حوزتها.
وبالتوازي مع نشاطها في مسار تخصيب اليورانيوم، تقدمت ايران بشكل واضح في التطور في مسار آخر نحو السلاح النووي مسار البلوتونيوم. بناء مفاعل يورانيوم طبيعي للمياه الثقيلة بقوة 40 ميغا واط متطور، والايرانيون بلغوا الوكالة الدولية للطاقة الذرية بانهم يتوقعون الانتهاء من بناء المفاعل في الربع الاول من العام 2014. وعندما يصبح المفاعل 'حرجا' في هذه النقطة، فمعنى الامر هو أنه سيصل الى نقطة اللا عودة في مسار البلوتونيوم، وذلك لان الهجوم العسكري على مفاعل عامل ليس مقبولا في المعايير الدولية. ورغم انه سيتطلب سنتان من أجل ان تكون الوقود النووية من هذا المفاعل جاهزة للفصل، وزمن اضافي الى أن يكون ممكنا استخلاص لباب بلوتونيوم، لا يزال يدور الحديث عن وضع يثير الخوف. ما بعث انتباه العالم كانت صور قمر صناعي لبخار يخرج من شبكة التبريد في منشأة انتاج المياه الثقيلة في اراك. ولكن هذه المنشأت تعمل منذ عدة سنوات بحيث أنه ليس في هذا الكشف ما هو استثنائي.
هذه هي صورة الاوضاع عشية المحادثات في ألماتي بين الدول العظمى وايران، والتي جرت في 26 و 27 من شباط. ورغم أنه ليست معروفة كل تفاصيل الاقتراح الذي تقدمت به الدول العظمى، فقد كانت هذه هي المرة الاولى التي لا يولى فيها اهتمام لمطلب مجلس الامن بتعليق تخصيب اليورانيوم، والمطلب الموازي لتعليق النشاطات المتعلقة بالبلوتونيوم يبدو أنه حتى لم يطرح. هذا اختراق ذو مغزى بالنسبة للايرانيين، بينما الطرف الاخر بالاجمال كسب قليلا من الوقت في اعقاب طلب وقف التخصيب الى درجة 19.75 وتوزيع المخزون. وانطلاقا من الامور التي لم يتم طرحها، يمكن الفهم بان ايران يمكنها أن تواصل تخصيب اليورانيوم (3.5 في المائة) وان ايران يمكنها أن تواصل بناء المفاعل في اراك، بينما مقابل الاتفاق معها، سيتم تخفيف بعض العقوبات. من الصعب ان نتصور ماذا كانت تتوقع الدول العظمى تحقيقه في مثل هذا الاتفاق، ربما باستثناء اعلان التفاؤل بان 'الاتصالات' على ما يبدو تنجح، وانها ستواصل العمل في هذه القنوات. حتى ان وزير الخارجية الايراني قال ان العلاقات بين ايران والولايات المتحدة كفيلة بان تتحسن جدا جراء 'اذابة الجليد'. مثل هذا الانجاز سيكون انتصارا كبيرا لايران، وذلك لانها اثبتت حتى الان بانه يمكنها ان تتحمل العقوبات الحالية فيما تواصل برنامجها النووي. وستحافظ ايران على كل قدراتها الفنية والامكانيات لمواصلة تطويرها، وكل اتفاق يوقف فرض عقوبات جديدة أو متطورة كفيلة بان تضغط على ايران للاستجابة الى مطالب مجلس الامن.
وهنا، في توقيت كامل ومع رؤيا واضحة للمستقبل، يظهر مقال في 'التلغراف' البريطانية كتبه وزير الخارجية البريطاني الاسبق، ويوصي بنهج 'الاحتواء'. عند مراجعة مواقف اعضاء الدول العظمى، ولا سيما مواقف الولايات المتحدة، روسيا والصين، لا يكون مفر من الاستنتاج بانه من غير المتوقع عمل حربي ضد ايران. العالم (الذي تمثله هذه الدول) لا يرى في التزود بسلاح نووي 'سببا للحرب'. ويتجسد هذا الموقف جيدا في التقدم الذي حققته كوريا في تطوير سلاح نووي في المسارين، حين كانت العقوبات هي الوسيلة الاشد التي يمكن للعالم أن يتخذها في ضوء الوضع. اذا ما استنتجنا من حالة كوريا بالنسبة للوضع في ايران، فانه لا يمكن الا الاستنتاج بان الاحتواء هو الاتجاه، عندما تتحول ايران، اذا لم تطرأ انعطافة كاسحة، الى دولة ذات قدرة نووية في المستقبل غير البعيد.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
خطوط لصورة العنصرية
بقلم: أسرة التحرير،عن هآرتس
في بداية الاسبوع تم لاول مرة تسيير خطوط باصات منفصلة للفلسطينيين في المناطق. وتدعي وزارة المواصلات بان الخطوط تستهدف حل أزمة العمال الفلسطينيين، ولكنها عمليا جزء من نظام يقوم على أساس الفصل والتمييز. ومع أنه حسب القانون يسمح للفلسطيني الذي يحمل تصريح دخول بالسفر في المواصلات العامة، فان الشرطة تستعد لفرض الفصل، والفلسطيني الذي يصل الى الحاجز في باص عادي سيكون مطالبا بالنزول منه وانتظار الباص الخاص.
عمليا، يوم الخميس الماضي انزل عمال فلسطينيون من باص سافر من تل أبيب الى السامرة. وحسب الشهادات، فقد فحص بطاقات هوياتهم جنود في اثناء النزول من الباص، وعندها أمروهم بمغادرة المعبر والسير على الاقدام الى حاجز عزون عتمة، 2.5كم من 'تحويلة شاعر شمرون'. وحسب الشرطة، فانها اجمالا تطبق تعليمات وزارة المواصلات.
قبل نحو أربع سنوات رفضت محكمة العدل العليا الحظر على سفر الفلسطينيين في طريق 443، بدعوى أنه محظور على الجيش في ارض محتلة التخطيط لطرق غير مخصصة لخدمة السكان المحليين. وغضبت القاضية دوريت بينيش في حينه على المقارنة التي اجراها الملتمسون بين استخدام الطرق المنفصلة والابرتهايد في جنوب افريقيا. والقرار بفصل السكان في خطوط الباصات يدل على ان حجة الملتمسين لم تكن مدحوضة وان الحديث يدور عن عنصر جديد من عناصر نظام الابرتهايد.
مفهوم ان الفصل في الباصات هو جزء من فصل مبدئي أكثر بين السكان، وجد تعبيره تقريبا في كل مجال محتمل. في فرز مناطق السكن، في منظومات القوانين المختلفة، في توزيع المصادر غير المتساوي وفي نظام الحركة التمييزي. فالارض المحتلة يفترض أن تدار من دولة الاحتلال كوديعة مؤقتة، في صالح السكان المحليين. توجد قواعد واضحة تستهدف منع التدهور الى نظام استعماري أو نظام أبرتهايد. الشكل الذي تدير فيه اسرائيل المناطق بعيد عن الطريق الذي يفترض به ادارة ارض محتلة. وبالتالي فبدلا من 'الحرص' على الفلسطينيين من خلال اقصائهم عن خطوط باصات اليهود، يجمل برئيس الوزراء أن يأمر بشكل فوري بوقف هذا الفصل العنصري.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
أسقطوا الجدار
بقلم: موشيه آرنس ،عن هآرتس
'أسقطوا الجدار'، صاح الرئيس رونالد ريغان زمن زيارته لبرلين في حزيران 1987، وبعد سنتين ونصف سقط الجدار حقا. ويوجد جدار آخر أُنشيء في السنوات العشر الاخيرة ولم يُستكمل بناؤه حتى الآن. انه مندوب على طول ارض اسرائيل كندب في وجه امرأة حسناء انه جدار الفصل. فمتى سيسقط؟ إن هذا الغول الذي كلف مليارات من المؤكد انه لن يبقى هناك الى الأبد ولن يبحث علماء آثار عن بقاياه بعد ألف سنة. حان الوقت لاسقاط الجدار.
اتخذت حكومة اريئيل شارون في نيسان 2002 قرار انشاء جدار الفصل. وكانت تلك لحظة ذعر وايام هستيريا. فقد قتل مئات الاسرائيليين من النساء والرجال والاولاد في السنتين اللتين سبقتا ذلك على أيدي مخربين فلسطينيين منتحرين دخلوا الى مدن اسرائيل في الايام التي رفض فيها شارون الرد زاعما ان 'ضبط النفس قوة'. في تلك الفترة زعمت الاجهزة الامنية ان الطريقة الوحيدة لانهاء حمام الدم هي انشاء جدار يفصل السكان الفلسطينيين عن المراكز السكنية الاسرائيلية. وأخضعت حملة دعائية صارخة زُعم فيها ان عدم انشاء الجدار يكلف حياة مواطنين اسرائيليين، حكومة شارون فاستقر رأيها على انشاء حاجز أمني.
إن الجدار يفرض قيودا شديدة على السكان الفلسطينيين الذين يعيشون في الجانب الآخر من الجدار. فهو يفصل الفلاحين عن حقولهم ويحد جدا من تنقل السكان في المنطقة التي يحيط بها الجدار. وأصبحت حياة الفلسطينيين أصعب. هل يوجد لذلك تسويغ؟ وهل من المنطقي الاستمرار في بناء الجدار؟ أولم يحن الوقت لاسقاطه؟.
صحيح في الحقيقة ان النشاط الارهابي الفلسطيني الذي مصدره يهودا والسامرة قد قُمع في السنوات الاخيرة ونجت حياة كثيرين. لكن ليس من الواضح ألبتة أكان ذلك نتيجة انشاء جدار الأمن. توجد في واقع الامر عدة دلائل على أنه ينبغي ألا ننسب هذا التحسن الى الجدار.
بدأ بناء الجدار موازيا عملية 'السور الواقي' في يهودا والسامرة. ومما لا شك فيه ان استمرار وجود قوات الجيش الاسرائيلي في المنطقة أسهم في انخفاض النشاط الارهابي الخارج منها ومن شبه المؤكد ان هذا هو السبب الرئيسي وربما الوحيد لقمع الارهاب. فاذا كانت هذه هي الحال حقا فانه لا تسويغ ألبتة لوجود جدار الأمن مع المشكلات المتصلة التي يسببها للسكان الفلسطينيين وتوجد حاجة مُلحة الى الفحص عن القضية من جديد.
ولما كان جدار الأمن لم يُستكمل ايضا فكل من ينوي تنفيذ عمل ارهابي في واحدة من مدن اسرائيل يستطيع الالتفاف عليه بسهولة والوصول الى غايته عن طريق واحدة من القطع التي لا يوجد فيها جدار الى الآن. ومما لا شك فيه انه توجد اسباب اخرى عدا الجدار تمنع هذا النشاط الارهابي.
يستطيع الارهابيون على كل حال لا أن يلتفوا على الجدار فقط بل ان يمروا من تحته ايضا. ويبدو ان وجود قوات الجيش الاسرائيلي في يهودا والسامرة هو الذي يمنع ذلك. أصبح السلاح الذي يفضله الارهابيون في السنوات الاخيرة القذيفة الصاروخية التي تستطيع ان تجتاز الجدار بسهولة. وفي هذه الحال ايضا فان وجود الجيش الاسرائيلي في يهودا والسامرة فقط هو الذي يمنع هذه الهجمات.
ولذلك حان الوقت للفحص من جديد عن فكرة جدار الفصل، فهو عبء اقتصادي على اسرائيل وعبء ثقيل على أكثر السكان الفلسطينيين. ويبدو ان كــلــفــته، بالمعنى الواسع، لا تقوم لها فائدته، فاذا كان الامر كذلك فأسقطوه.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
المعركة على الحقائب الوزارية
بقلم: دان مرغليت ،عن اسرائيل اليوم
ان جميع محللي السياسة على يقين من ان بنيامين نتنياهو اتخذ قرارا استراتيجيا وينشىء حكومة مع يوجد مستقبل والبيت اليهودي، لكنهم في كتلة يئير لبيد الحزبية على يقين من انه تجري من وراء ظهورهم اتصالات محمومة يشارك فيها فريق من ممثلي الليكود غير رسميين وقادة شاس يتحدثون في محاولة لاقناع شيلي يحيموفيتش. تستطيع زعيمة حزب العمل ان تفوز بحقيبة المالية دفعة واحدة ولم ييأسوا في الليكود وشاس من أمل ان تريد تذوق شجرة المعرفة.
ان كل استيضاح يدل على ان الامر ليس كذلك. فيحيموفيتش لم تلتزم فقط بالرفض ولا تريد ان تبدو مثل نسخة ثانية من عمير بيرتس بل انها على يقين من ان حقيبة المالية في 2013 أمر مُفشل. فلن يدعوها تحقق سياستها الاشتراكية الديمقراطية في الحكومة القادمة وهذا الامر غير ممكن ايضا. ان التقليص مطلوب ولا يوجد أي زعيم سياسي معني في هذه الظروف بمنصب وزير المالية إلا اذا كان يعلم الآن انه لا يريد ان يُنتخب في 2017 للكنيست العشرين.
صحيح ان الامر 'غير محسوم الى ان يُحسم' ومع كل ذلك سيزعمون في كل دار مقامرة في اوروبا ان الائتلاف القادم سيكون مكونا من الليكود بيتنا ويوجد مستقبل والبيت اليهودي والحركة وكديما مع 70 عضو كنيست. ولذلك سيتولى الاعمال فيه 23 24 وزيرا. يريد مستقبلا يغطي على استمرار الاتصالات بالتباحث المبدئي في عدد من القضايا، ويشاركه في ذلك البيت اليهودي، لكن بدأت بالفعل المساومة على الحقائب الوزارية. ولا يوجد اختصار في هذا الفصل المقزز. وستغرق الاطراف في الوحل.
سيصعب على نتنياهو ان ينقل وزارة الخارجية من ليبرمان الى يوجد مستقبل. وبينيت مهتم بحقيبة المالية لكن نشك في ان يحصل عليها. ينتج عن ذلك اذا ان لبيد وبينيت سيضطران الى التنافس على حقائب رفيعة الشأن لكن لا في الثلاث المتقدمة وقد يكون هذا مريحا لهما خصوصا بازاء الضغوط السياسية والاقتصادية التي ستُستعمل في السنتين القريبتين على اسرائيل.
في الايام التي يتم الحديث فيها عن ضغط ثقيل سيستعمله براك اوباما، لا يريد أحد عن يسار الليكود ان يكون وزير الخارجية. وهكذا الحال ايضا مع الركود الاقتصادي في العالم الذي يهدد وزير المالية في القدس.
ماذا يمكن ان تكون الحقائب الوزارية التي ستعرض على لبيد وبينيت؟ انها التربية والاسكان والصناعة والتجارة والسياحة والبنى التحتية والداخلية والأديان، فهي المرشحة الرفيعة الخالية. واربع اخرى ستكون بمنزلة أقل لكن هذا التشكيل سيشعل كتلة الليكود بيتنا. وسيتبين لمسؤوليها الكبار انه لا توجد خطة لرفعهم على السلم. بالعكس سيضطرون من اجل الابقاء على الحكومة في يد كتلتهم الحزبية التي فيها 31 عضو كنيست ان يؤخروا أنفسهم الى الوراء. ان الأذن الثالثة الداخلية لكل محلل سياسي تسمع بدء زلزال من قبل متسودات زئيف.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
خطة نقض الحريدية
بقلم: سيفر بلوتسكر،عن يديعوت
إن ما بدأ شعار انتخابات قابلا للاستيعاب أصبح يتحول بالتدريج الى مشروع وطني. ان القاعدة المشتركة بين البيت اليهودي ويوجد مستقبل وكديما كما تُبين مطالبها الائتلافية لم تعد تتناول الخدمة العسكرية لأبناء المدارس الدينية بل تتناول خطة وطنية عامة يصح ان نسميها 'خطة نقض حريدية دولة اسرائيل'.
إن ارادة نقض الحريدية لم تولد فجأة. فهي رد طبيعي لجمهور يهودي غير حريدي على السيطرة الفعلية لأقلية حريدية في دولة يهودية تركت الشؤون المهمة لذلك الجمهور للجهاز السياسي الحريدي والآن، الآن فقط، تستيقظ مذعورة لرؤيتها النتيجة. والقصد من 'السيطرة الفعلية' الى قدرة الاحزاب الحريدية في الكنيست على نقض قرارات مصيرية لمستقبل الدولة وتغييرها من غير ان يكون الحريديون مواطنيها ومساوين في الواجبات.
سلّمت دولة اسرائيل في القرن الماضي للسلطة الشمولية للجهاز الحريدي في داخل طائفته، وأملت ان تشبع بذلك شهوته الى السيطرة. ومن المفهوم ضمنا ان العكس هو الذي حدث لأن الشهوة زادت مع الطعام. ووسع الساسة الحريديون منتشين بقدرتهم لا على ان يكونوا لسان الميزان في حكومات اسرائيل فقط بل الميزان نفسه، وسعوا مجالات حكمهم لتشمل قضايا في قلب الرسمية الاسرائيلية من غير ان يشاركوا كما قلنا آنفا في بنائها بالفعل.
في مقابل ذلك بدأ الاسرائيليون غير الحريديين يصرفون زمنا وجهدا أكبر الى شؤونهم الخاصة. وأرهقت قوة تدخل المؤسسات الحريدية أعصابهم وأصابتهم بالجنون وردوا بأعمال لم تكن ترمي الى المس بالحريديين بل الى تسهيل حياة الطبقة الوسطى المدنية المشغولة مثل مجمعات تجارية مفتوحة في ايام السبت، ورحلات جوية في شركات اسرائيلية في ايام السبت والأعياد، وشبكات طعام غير حلال ومراسم زواج لا يُسيرها حاخامون حريديون. فلم يكن صعود احزاب وسط علمانية ليبرالية كبيرة مثل شينوي وكديما ظاهرة موضة عابرة اذا حتى حينما كانت الاحزاب نفسها تمضي وتغير أسماءها. إن هذه الحركات عبرت تعبيرا أصيلا عن مخاوف الطبقة الوسطى من تحريد سريع للدولة.
كلما زادت القدرة السياسية للدوائر الحريدية على التأثير في صبغة الدولة قوي طموحها الى تغيير صبغتها. وكلما زادت مطامحها السياسية زادت لذلك معارضة الأكثرية غير الحريدية. فلم تعمل هنا 'كراهية الحريديين' بل الرغبة في ان توجد في دولة اليهود حياة يومية حرة من الارغام الحريدي.
إن تأليفا بين العامل السكاني الباهظ الكلفة والسياسة الرخيصة جعل الطائفة الحريدية تنتشي وجعلها تسلك سلوك صاحبة نواة سيطرة على الدولة لا على أنها أقلية صغيرة بين مجموع فيها. ويريد أكثر اليهود في اسرائيل الآن ان يعيدوا السيطرة الى أنفسهم. في التفاوض الائتلافي بين نتنياهو وكتلة لبيد بينيت يُطرح للنقاش اجراء عام هو نقض الحريدية: أي مصادرة سيطرة المؤسسة الحريدية على الحياة الشخصية في اسرائيل واضعاف تأثيرها في مجالات مدنية اخرى، من الاسكان والنقل العام الى التربية والرفاه والعمل. ويمكن ان نستنتج هذا ايضا من قائمة الحقائب الوزارية التي يطلب الحزبان الحصول عليها في الحكومة القادمة. إن النموذج الموجود نصب أعين لبيد وبينيت والذي لم يوثق كتابة هو الطائفة اليهودية في امريكا وبريطانيا. فلديها تأليف بين التدين والاعتدال، والحفاظ على الفرائض الدينية والليبرالية، والثقافة والعمل والايمان. وليس عندها كراهية للحريديين لكن حريديين كثيرين هناك وهنا يكرهونها. ستكون لمشروع نقض الحريدية في اسرائيل معان تاريخية وقومية كبيرة ومنها اقتراب كبير لليهود في اماكن الشتات. فما هي احتمالات ان يتحقق؟ هناك من يعتقدون انه غير ممتنع في الأمد البعيد لكن يصعب علي في الأمد القصير ان أرى ان يوافق نتنياهو عليه باعتباره رئيس وزراء وان يُخرجه من القوة الى الفعل، فهو غير مبني من مادة الثوار. وصحيح الى الآن ان نتنياهو في ذروة التفاوض في مستقبله السياسي يسلك سلوك من هو مستعد لأن يدعو الى المظلة رافعي راية نقض الحريدية. لكن يا بينيت ولبيد انتبها لأن بيبي سيفتح في آخر لحظة باب القاطرة للحريديين ويدعوهم مرة اخرى الى الجلوس على الكرسي قرب السائق.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ