المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اقلام واراء اسرائيلي 288



Aburas
2013-03-12, 10:45 AM
<tbody>
أقــلام وآراء إسرائيلي (288) الاثنيــن- 11/03/2013 م



</tbody>

<tbody>





</tbody>


<tbody>
في هــــــذا الملف

لم يعد من الممكن ان نقول معاداة سامية
بقلم:جدعون ليفي،عن هآرتس

الجيش يؤيد السلام
بقلم:أمير أورن،عن هآرتس

يوجد قضاة في عوفر
بقلم:حاييم لفنسون،عن هآرتس

يقيدون وينددون
بقلم:شيري باشي،عن معاريف

سوف نشتاق للاسد
بقلم:تشيلو روزنبرغ،عن معاريف

هل يتبلور تفاهم روسي ـ أمريكي على سوريا؟
بقلم:تسفي مغين،عن نظرة عليا

فوضى عارمة في مصر
بقلم:بوعز بسموت،عن اسرائيل اليوم












</tbody>


لم يعد من الممكن ان نقول معاداة سامية

بقلم:جدعون ليفي،عن هآرتس

مر هذا ايضا هنا بهز كتف معتاد، أعني تقرير اليونسيف. لم يعد هذا الآن 'الأكثرية الآلية' في الجمعية العمومية للامم المتحدة ولا 'كارهو اسرائيل' في لجنة حقوق الانسان. فهي الآن اليونسيف، واليونسيف في الحقيقة أمر مختلف. إن صندوق الطوارىء الدولي للاولاد التابع للامم المتحدة الذي أُسس في 1946 بمبادرة من طبيب اولاد يهودي بولندي ناجٍ من المحرقة، أصبح على مر السنين منظمة لمشاهير العالم. ويرتفع اسمها على قمصان لاعبي كرة القدم من برشلونة التي يلبسها اولاد اسرائيليون كثيرون ايضا. إن ليو ميسي سفير ارادة حسنة من قبل المنظمة مثل الأميرة كارولاين والسير روجر مور وشاكيرا وديفيد بكهام أو حتى ديفيد بوزيه ويونا اليان عندنا. هكذا هي حال منتدى صدقة دائرة المشاهير الدولية. حصلت الاسرائيلية زينه هيرمان في 1965 على جائزة نوبل للسلام باسم المنظمة، وقبل أكثر من سنة تمت مراسم احتفالية في مكتب وزير التربية جدعون ساعر وقعت بها اسرائيل على الميثاق الدولي الجديد لحقوق الطفل من قبل المنظمة. بل انتُخبت اسرائيل هذه السنة لتولي عمل في مجلس مديري اليونسيف لأول مرة منذ اربعين سنة، فيما عُرض على أنه انجاز سياسي نادر. بل تولت جودي نير موزيس شالوم عمل رئيسة شرف للفرع الاسرائيلي، اجل الى هذا الحد.
تهتم اليونسيف بالحفاظ على حقوق اولاد العالم، وأن يحظوا بالماء النقي والغذاء المناسب والتربية الملائمة وما أشبه. وتنشر من آن لآخر تقارير مخيفة عما يفعلونه بالاولاد في نظم الحكم الأكثر ظلاما والدول الأكثر تخلفا. وفي نهاية الاسبوع نشرت تقريرا لا يقل عن ذلك هولا عن علاقة اسرائيل هذه المرة بالاولاد الفلسطينيين. ولن تستطيعوا ان تقولوا الآن إنها معاداة سامية.
إن صورة سور سجن عوفر في صفحة التقرير الاولى والصورة التي تظهر بين دفتيه يجب أن تُخيف كل والد اسرائيلي. اعتُقل سبعة آلاف ولد فلسطيني في العقد الاخير، أي 700 ولد في كل سنة. ويفصل التقرير كيف يبدو ذلك على نحو عام، فهناك قوة عسكرية كبيرة تداهم البيت تحت جنح الليل وتوقظ سكانه بقسوة. وبعد تفتيش عنيف يشتمل على إفساد الأثاث احيانا، يتم تقييد الولد المطلوب بقيود وتُعصب عيناه بقماش ويُفصل بقسوة عن عائلته المذعورة الدهشة. ويؤخذ الى جيب ويجبرونه على نحو عام على الاستلقاء على ارضيته. وهو في الطريق الى مكان الاعتقال يتلقى احيانا الضرب بقبضات الأيدي وركلا وهو مقيد. وفي موقع التحقيقات يُحكم عليه بالانتظار ساعات أو يوما كاملا احيانا دون طعام وشراب ودون قدرة على الذهاب للمرحاض. ويشتمل تحقيقه على تهديدات على حياته وتهديدات جنسية له ولأبناء عائلته وعلى ضرب احيانا ايضا. ولا يتم التحقيق مع أي ولد في حضور محام أو قريب كما يقتضي ميثاق حقوق الولد الذي وقع عليه باحتفال كبير في مكتب وزير التربية. ويعترف أكثر الاولاد بعد انتهاء التحقيق بكل ما قُذفوا به وهو رشق الحجارة على نحو عام. ويوقعون على استمارات اعتراف بالعبرية لا يعلمون شيئا عما كُتب فيها.
بعد ذلك يُطرح الولد في زنزانة لمدة تبلغ شهرا احيانا. وتكون معاملته 'تعذيبية وغير انسانية وقاسية'، كما يقول التقرير. ويلقى الولد محاميه أول مرة في المحكمة العسكرية للفتيان وقد يمدد اعتقاله الى مدة 188 يوما خلافا للمعايير الدولية. وبخلاف وثيقة حقوق الانسان التي جاء فيها ان الاعتقال يجب ان يكون آخر وسيلة لا يكاد يوجد إفراج بكفالة. وتأتي بعد ذلك العقوبة القاسية جدا على نحو عام. يوجد اثنان من السجون التي يسجن فيها الاولاد في داخل اسرائيل بخلاف وثيقة جنيف التي تحظر ذلك وهو شيء يجعل من الصعب جدا على أقربائهم زيارتهم وهذا ايضا بخلاف وثيقة حقوق الولد.
'إن المعاملة القاسية للاولاد منهجية ومؤسسية... ولا يُحكم على الاولاد بهذه الصورة على نحو منهجي جدا من قبل محاكم عسكرية لا تقدم الضمانات الضرورية لحفظ حقوقهم، في أية دولة اخرى'. كل هذا يحدث في دولة الاولاد فيها سعادة والاهتمام بهم له التفضيل الأعلى. ويحدث كل هذا في دولتكم على مبعدة مدة قصيرة عن غرف نوم أولادكم.

ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ




الجيش يؤيد السلام

بقلم:أمير أورن،عن هآرتس

إن رئيس هيئة الاركان الفريق بني غانتس واحد من أكثر المراقبين اهتماما لمعرفة متى ستنشأ حكومة في اسرائيل. ويسأل كيف ستكون سياسة الحكومة للشؤون المؤثرة في نشاط الجيش الاسرائيلي، وماذا سيحدث لميزانية الجيش ومن سيكون وزير الدفاع؛ لكن المعطى الذي ليس عنده هو موعد أداء الحكومة اليمين الدستورية. ان غانتس الذي دُعي لحفل سيتم هذا الاسبوع في نيويورك لم يوافق بعد نهائيا على المشاركة فيه لأنه قد يُطلب اليه في نفس اليوم بسبب مكانته الرسمية ان يجلس في اماكن الضيوف في الكنيست.
في المعادلة الحكومية مجهولات كثيرة لكن موضوعا واحدا أوضح مسبقا وهو ان بنيامين نتنياهو لم يكف عن حماسته للخروج في عملية عسكرية موجهة على مشروع ايران الذري. ويتعجل نتنياهو نفسه من اجل ان يُثبت الثقة به وذلك بمنزلة قوله 'لا تقولوا إنكم لم تُحذَروا' يتعجل بدء محادثات في ذلك مع رجال سياسة.
يدرك نتنياهو ايضا وإن لم يوافق بالضرورة، ان من يريد الحرب مع ايران يستعد للسلام مع الفلسطينيين. يمكن التذاكي في الحقيقة حول مصطلح 'حرب'، قال رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية السابق اللواء (احتياط) عاموس يادلين في الاسبوع الماضي في واشنطن إن عملية موجهة على ايران 'لن تكون حربا بل عملية ليلة واحدة'. صحيح ان يادلين طار الى المفاعل الذري العراقي قبل 32 سنة بعد ظهيرة ما لم تنشب في نهايتها حرب بين العراق واسرائيل لأن العراق كان غارقا في حربه مع ايران. لكن صدام حسين انتظر عشر سنوات تقريبا وأنهى الحرب مع آية الله الخميني وأدخل حكومة نتنياهو الاولى في ذعر تلقي ضربة كيميائية وبيولوجية وأطلق على اسرائيل تحت حكومة اسحق شمير ومع نائب الوزير نتنياهو مع قناع غاز اربعين صاروخا بلا رد عليها.
إن ما يبدو للاسرائيلي قضاء ليلة واحدة مع ايرانية ثم الوداع بلا لقاء، قد يبدو مثل بدء علاقة ملزمة ويبدو لوالديها مُسوغا للقتل من اجل شرف العائلة. إن العملية التي تكلم يادلين عنها ستنتهي في اسرائيل مع الفجر بمؤتمر صحفي لنتنياهو ومعطف شبه عسكري لغانتس ووزير الدفاع وقائد سلاح الجو. أما في ايران فستكون قد بدأت فقط لاسابيع ولاشهر ولسنين. وسيكون عنده ايضا وخزة معادية لامريكا تهدد بأن تميز فترة الولاية الثانية الاخيرة لبراك اوباما. إن أمل اوباما أن يترك أثر رئيس عظيم سيضيع هدرا. وسيتذكرون فقط على مر السنين انه في السُدس الاول من القرن الواحد والعشرين كان رئيسان هما جورج دبليو بوش من حربي افغانستان والعراق واوباما من حرب ايران.
في عهد التقليصات الشديدة في الادارة الامريكية بعامة ووزارة الدفاع الامريكية بخاصة يُجبر اوباما على ان يأخذ في حسابه موقف جيشه الذي يؤدي التحية العسكرية للسلطة المدنية المنتخبة لكنه ملزم بصورة دستورية ايضا ان يُسمع رأيه الاختصاصي في مجالس الذراع التنفيذية وفي مجلس النواب الامريكي بقدر لا يقل عن ذلك مع صدى عام زمن الحرب خاصة أو من اجل منعها. ومن المهم زيادة على رئيس الهيئة العامة للقوات المسلحة في سياق الشرق الاوسط موقف قائد سانت كوم، قائد منطقة المركز التي تشتمل على ايران والعراق وسوريا ومصر والاردن ولبنان وغيرها. وهو يرى ان الجيش الاسرائيلي رفيق سلاح ويرى ان حكومة اسرائيل التي تتهرب من تسوية مع الفلسطينيين هي مشكلة.
تمت الموافقة هذا الشهر على تعيين قائد جديد لـ سانت كوم هو الجنرال لويد اوستن الذي سيتلقى من القائد التارك عمله جيمس ماتيس موقفا تقليديا لقادة سانت كوم وأكثرهم من اصدقاء اسرائيل، لكن أية اسرائيل، إنها المعتدلة والمهادنة والمتفهمة أنه يجب عليها ايضا ان تُعين لا أن تستعين فقط. وقد عاد ماتيس في شهادته الاخيرة عن وضع الجبهة في الاسبوع الماضي ودعا الى 'حث من جديد للجهد السلمي في الشرق الاوسط'، من اجل أمن المنطقة وعدم الاجداء على 'المتطرفين العنيفين'. وقال ماتيس ان من الضروري الابقاء على قدرة السلطة الفلسطينية على الحياة باعتبارها شريكة في السلام والأمن والحفاظ على حل الدولتين.
هذا ما تقوله وزارة الدفاع الامريكية لاوباما مع حرب لايران أو من غيرها، وما سيقوله اوباما لنتنياهو وللجمهور الاسرائيلي. فالجيش الامريكي يريد السلام وكذلك الجيش الاسرائيلي. فماذا عن نتنياهو؟.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ



يوجد قضاة في عوفر

بقلم:حاييم لفنسون،عن هآرتس

إن التناكف في المحاكم العسكرية في يهودا والسامرة أمر عادي عند اليسار الاسرائيلي. وصورة القضاة في الحضيض. وقالوا فيهم انهم ختم مطاطي وانهم يطرحون ناسا في السجن سنوات بلا محاكمة، وانهم يستجيبون بموافقة آلية لكل دعوى من 'الشباك'، وانهم يسيئون سمعة القضاء. وقد أحسنت تلخيص هذا الاتجاه زميلتي عميره هاس في مقالتها 'قاضي كوبي بيست' ('هآرتس'، 6/3): 'المحاكم العسكرية هي فيلم متحرك يُدين مسبقا كل فلسطيني لأن كل فلسطيني يعارض مسبقا السلطة العسكرية التي فرضت عليه وأنتجت جهاز القضاء العسكري'.
أعترف بأنني أخطأت في الماضي ايضا بهذه النظرة ذات البعد الواحد. لكنني في السنتين الاخيرتين أُغطي من اجل صحيفة 'هآرتس' المحاكم العسكرية في يهودا والسامرة والواقع الذي تكشف لي أكثر تعقيدا. يوجد قضاة في عوفر وفي سالم (المحكمتين العسكريتين في يهودا والسامرة على الترتيب). وكما هي الحال في كل جهاز يوجد قضاة أكثر تشددا وأقل تشددا وأكثر حساسية وأقل حساسية لكن من الظلم ان نصم الجميع.
توجد تبرئات عند القضاة العسكريين ايضا. فقد رأيت في السنتين الاخيرتين غير قليل من ذلك، فقد أفضى التناقض في شهادات رجال الشرطة الى تبرئة متهم بالقاء زجاجة حارقة؛ وأُلغيت شهادة تُدين فلسطينيا بعد ان تقرر ان محققي 'الشباك' استعملوا ضغطا لا يجوز عليه؛ وتمت تبرئة متهم بقتل متعاونين باستئناف؛ وتمت تبرئة شخص اتُهم بطعن خمسة اسرائيليين من جناية القتل بسبب تقصيرات تحقيق شديدة من منطقة شاي؛ وتمت تبرئة نشيط من نعلين من مخالفة التشويش على جندي بعد ان تبين ان الجندي كان يحرس اعمالا غير قانونية، وغير ذلك. على حسب تقرير المحاكم في 2010 وهو آخر ما نشر مع تحليل قضائي كامل انتهت 25 محاكمة من 82 محاكمة جيء فيها بأدلة وسمعت شهادات، انتهت الى براءة كاملة، وفي الحاصل العام للاتهام كان في 56 في المائة إدانة وفي 44 في المائة تبرئة.
يزعم محامون فلسطينيون تحدثت اليهم ان المحكمة اللوائية في بئر السبع هي الأشد سوءا. ويحاكم هناك في السنوات الاخيرة فلسطينيون من غزة متهمون باعمال مضادة للدولة. ولم توجد أية تبرئة من هذه الجنايات في السنوات الاخيرة. إن كل شيء متعلق آخر الامر بالقاضي. وفي عوفر يوجد أكثر القضاة عدلا ممن استعرضت حالهم ألا وهو الرائد أمير دهان. فقد كان دهان هو الذي أصر في مواجهة النيابة العسكرية على الاستمرار في التحقيق في قضية اغتصاب جماعي في جنوب جبل الخليل وهو ما أفضى الى الافراج عن راعي غنم تم اتهامه وهو بريء والى اعتقال مشتبه فيهم آخرين. ومن المنطق ان نفترض ان غير قليل من المتهمين يفضلون ان يحاكموا عنده أو عند عدد من زملائه على ان يحاكموا عند قضاة اسرائيليين محددين في محاكم مدنية.
إن انتقاد هذا الجهاز مصاب بالنفاق فيما يتعلق بالاعتقالات الادارية ايضا. ان كل أمر اعتقال اداري يجب ان يوافق عليه قاض عسكري. وقد نشر في الاسبوع الماضي ان 2.6 في المائة فقط من طلبات اصدار أوامر كهذه تُرفض. ان الاعتقال الاداري لغز فلا نعلم أبدا ماذا يوجد حقا في المادة السرية. لكن ينبغي ألا ننسى انه تُقدم في كل سنة الى المحكمة العليا مئات الاستئنافات على أوامر ادارية. ولم تُلغ الى اليوم ولو مرة واحدة أمر اعتقال اداري لفلسطيني (أُلغي في الماضي أمر صدر على يهودي هو الحاخام اسحق غينسبورغ من يتسهار)، لكن المحكمة العليا هي 'منا' في نظر الليبراليين من محبي حقوق الانسان. والقضاة في عوفر وحدهم هم الذين يُدينون كما في فيلم متحرك.

ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
يقيدون وينددون

بقلم:شيري باشي،عن معاريف

يوم الثلاثاء قبل اسبوع اطلق صاروخ من قطاع غزة نحو عسقلان. وردا على ذلك أغلقت اسرائيل معبر البضائع كرم سالم وشددت القيود على حركة سكان غزة. وفي ذات اليوم توجهت الى وزير الدفاع. شددت على خطورة اطلاق النار على عسقلان. كتبت له بان اطلاق النار المقصود او الذي يتم بلا تمييز نحو السكان المدنيين يتعارض والقانون الدولي وكفيل بان يعتبر جريمة حرب. وعندها شرحت بان بالذات بسبب خطورة الحظر على المس المقصود بالمدنيين، فان القيود على الحركة التي فرضتها اسرائيل، والموجهة هي ايضا ضد المدنيين، مرفوضة رفضا باتا. هذا هو معنى حظر العقاب الجماعي؛ مسموح القتال ضد المقاتلين، ولكن محظور معاقبة المدنيين على افعال لم يرتكبوها.
ولم أتلق ردا من وزارة الدفاع. وبقيت القيود على حالها على مدى ستة ايام. في هذا الوقت منعت اسرائيل عبور اكثر من 600 من سكان غزة الى اسرائيل والى الضفة والدخول المتوقع لنحو الف شاحنة وخروج ثلاث شاحنات تصدير.
يوم الاثنين من هذا الاسبوع وافقت اسرائيل على رفع القيود، ولكن سلطة حماس احبطت اعادة فتح معبر كرم سالم حين منعت شركة النقليات التي تقرها اسرائيل بالوصول الى المعبر. وفي ذات الصباح سارع ناطقون اسرائيليون رسميون الى الاتصال بمراسلين اسرائيليين واجانب والاعراب امامهم عن احتجاجهم على ما فعلته حماس.
'معبر كرم سالم هو المعبر التجاري الاساس لقطاع غزة، ولهذا فهو يؤدي دورا حيويا للسكان المدنيين في غزة'، كما جاء في بيان وزارة الخارجية. وذكر منسق اعمال الحكومة في المناطق الضحايا الحقيقيين لاغلاق المعبر: 'خسارة أن سكان قطاع غزة يدفعون مرة اخرى الثمن بسبب طمع حماس'.
اذا كانت اسرائيل تعترف بحيوية المعبر للسكان المدنيين، فلماذا اغلقته على مدى ستة ايام متواصلة؟
بالفعل، قرار حكومة اسرائيل تقييد الحركة المدنية كرد على نار المسلحين يتناقض ليس فقط مع مبادىء القانون الدولي بل وايضا مع تصريحات كبار المسؤولين العسكريين، والتي جاء فيها ان التمييز بين المدنيين والمقاتلين هو حجر الاساس لسياستهم.
لقد فشلت هذه السياسة على كل الاصعدة. فحكم حماس تعزز فقط من النقص الناشيء وطور قنوات توريد بديلة وربحية له في شكل الانفاق تحت الحدود بين غزة ومصر. وفاقمت القيود على عبور الاشخاص العزلة والقطيعة بين غزة والعالم، ومنعت مثلا النساء من التطور المهني، الشباب من التعلم والعمال من نيل الرزق. وهكذا ازداد فقط تعلق سكان غزة بحكم حماس وبالمساعدات الدولية. لقد مست القيود بشدة بصورة اسرائيل في العالم، مع كل الاثار الاقتصادية والسياسية لهذا المس.
قبل اسبوعين فقط صرح منسق اعمال الحكومة في المناطق، اللواء ايتان دانغوت، عن النية لتوسيع معبر البضائع عبر كرم سالم، البضائع التي 'تزيد المداخيل لصندوق السلطة الفلسطينية'. وكانت محقة وزارة الدفاع ووزارة الخارجية حين مددتا باغلاق حماس لمعبر كرم سالم. واقوالهما تبين بانهما تفهمان جيدا الثمن الذي يجبيه اغلاق المعابر من السكان المدنيين في غزة. ويمكن فقط أن نأمل بان في المرة القادمة التي تغرى فيها وزارة الدفاع بتقييد الحركة المدنية كعقاب على نار المسلحين، ان تذكر اقوالها بشأن حيوية المعابر لسكان غزة ومصلحة اسرائيل في أن تبقى مفتوحة.
المديرة العامة لمنظمة حقوق الانسان 'غيشا'

ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
سوف نشتاق للاسد

بقلم:تشيلو روزنبرغ،عن معاريف

اذا لم يحصل غير المتوقع، فان الرئيس اوباما سيزور منطقتنا، بما في ذلك اسرائيل. وثمة من يرغب في أن يضفي على الزيارة معانٍ سياسية كبيرة. ولكن ليس كل واحد يفهم بان الزيارة ليست سوى بادرة حسن نية. وللاسف، لا يوجد اي احتمال لاختراق حقيقي، على الاقل ليس في الفترة المنظورة للعيان. فمنطقتنا توجد في وضع غير مستقر على الاطلاق. و'الثورات' في العالم العربي أوقعت مصيبة على استقرار المنطقة. مصر هي دولة في ثورة مستمرة، والكلمة الاخيرة لم تصدر هناك بعد. الحكم الجديد هناك ليس سوى دكتاتورية الاخوان المسلمين، الذين يسعون الى أن يفرضوا في مصر نظاما اسلاميا اصوليا، وليس ديمقراطية كما أملوا في العالم الحر. مصر لا يمكنها أن تؤثر على المنطقة طالما كانت دولة فوضى، غير مستقرة وبعيدة جدا عن مكانتها في العالم العربي والاسلامي قبل الثورة. كما أن مستقبل العلاقات بين اسرائيل ومصر محفوف بالغموض الكثيف بسبب الايديولوجيا الاصولية للحكم في مصر. اما الوضع في سوريا فسيىء للغاية. المساعدات للثوار لا تضمن ان يؤدي القضاء على الاسد الى تقريب سوريا من الغرب. ومن غير المستبعد ان نتوق بعد ذلك للاسد. رغم كل الخطاب الحربي، فان الاسد الابن لم يخرق سياسة أبيه منذ 1973، ولهذا فقد كانت الحدود السورية هادئة.
منذ الحرب الاهلية في سوريا تغير الوضع على الحدود بشكل منقطع النظير. فخطر التدهور آخذ في التعاظم. والولايات المتحدة لا يمكنها أن تضمن نتيجة ايجابية، لها ولاصدقائها، حين ينتهي حمام الدماء. وحتى ذلك الحين، فانه لا يوجد على اي حال ما يمكن الحديث فيه عن مفاوضات سياسية بين اسرائيل وسوريا. وأكد مقربو اوباما بان ليس لدى الرئيس خطة سلام جديدة عند مجيئه الى القدس ورام الله. يبدو أن اوباما واقعي جدا في هذه المسألة. فالفلسطينيون يوجدون على شفا انفجار شعبي يسمى انتفاضة. وثمة في اسرائيل خبراء يقولون بيقين اننا لسنا هناك بعد وان المسافة بعيدة. يجدر بهؤلاء الخبراء ان يتحفظوا في اقوالهم لان تاريخ الانتفاضتين الاوليين امسك باسرائيل وهي غير جاهزة على نحو ظاهر. وليس مجديا الرهان على كل الصندوق في هذا الشأن. ثانيا، التسوية المتفق عليها بين اسرائيل والفلسطينيين لا تبدو واقعية، على الاقل حسب الحقائق المعروفة اليوم. فليس في اسرائيل ولا في اوساط الفلسطينيين قيادة مستعدة لتنفيذ خطوة دراماتيكية. لا ابو مازن ولا اي زعيم آخر في أوساط الفلسطينيين سيكون مستعدا للتخلي عن حق العودة او عن شرقي القدس. كل من يوهم نفسه بان غدا سيكون ممكنا الوصول الى تسوية في هاتين المسألتين غارق في اضغاث احلام.
والحكومة التي ستتشكل في اسرائيل بعد بضعة ايام لا يمكنها أن تنفذ اي خطوة سياسية ذات مغزى. نتنياهو سيواصل الاعلان عن استعداد اسرائيل للموافقة على اقامة دولة فلسطينية، ولكن تصريحاته ستكون من الفم الى الخارج. بينيت ونواب البيت اليهودي انتخبوا كي لا يسمحوا باقامة دولة فلسطينية. اذا كان بينيت ورفاقه مخلصين لاقوالهم، ففي اللحظة التي تبدأ فيها مفاوضات سياسية سيتعين عليهم الانسحاب، الا اذا تلقوا وعدا لا لبس فيه من نتنياهو بان شيئا لن يتحرك. وحتى لو تقرر تجميد البناء في المستوطنات، فان البيت اليهودي لن يكون بوسعه أن يبقى في الحكومة. وفي داخل الليكود ايضا لا توجد لنتنياهو أغلبية لخطوة سياسية. من سيقود معسكر المعارضين سيكون وزير الدفاع المرشح موشيه يعلون، وكل الاخرين سينضمون اليه. وبقدر ما يبدو هذا هاذيا، فان وزير الدفاع المنصرف ايهود باراك بالذات اشار الى الحل الجزئي الافضل القائم: انفصال من جانب واحد في ظل ابقاء الكتل الاستيطانية الكبرى في يد اسرائيل. وحاليا لا يوجد حل افضل، ولا حتى لاوباما. الرئيس الامريكي يعرف جيدا الوضع، ولهذا فان زيارته الى اسرائيل والى المنطقة ستكون زيارة مجاملة فقط. خسارة!

ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ

هل يتبلور تفاهم روسي ـ أمريكي على سوريا؟


بقلم:تسفي مغين،عن نظرة عليا

نشهد مؤخرا سلسلة من الاتصالات المكثفة جدا في موضوع سوريا، تجري في الساحة الدولية. وهذا يتضمن لقاءات للمحافل الغربية مع المعارضة السورية؛ اتصالات روسية مع النظام السوري (بما في ذلك زيارة وزير الخارجية السوري معلم الى روسيا) ومع زعماء المعارضة السورية؛ سلسلة اتصالات امريكية روسية على مستوى عال، بما في ذلك لقاء وزير الخارجية الروسي، لافروف، مع وزير الخارجية الامريكي الجديد، كيري، وتوقع للقاء قريب بين الرئيسين، بوتين واوباما، اللذين تحدثا مؤخرا هاتفيا؛ نشر الرسائل عن أن الطرفين يعملان على دفع تسوية في سوريا؛ وكذا قرارات امريكية جديدة بشأن تعاون مضبوط مع المعارضة السورية.
الوضع على الارض في سوريا، بقي بلا تغيير واضح للعيان ويتميز، رغم تبادل الضربات، بوضع الجمود. وكنتيجة لذلك، تظهر بعض التغييرات في الامزجة ويتعاظم توقع الطرفين بتصعيد التدخل الخارجي بهدف ايجاد حل.
وفي ظل ذلك، تواصل روسيا سياستها المعروفة، التي تمنح المساعدة الامنية والعسكرية، وان كانت المنضبطة، لنظام الاسد. ويضاف الى مساعي عزل ساحة العمل، التي تتخذها روسيا، كأداة نفوذ اساسية، يضاف في الاسابيع الاخيرة التواجد الكبير للاسطول الروسي امام شواطىء سوريا، مترافقا مع الرسائل بان الحديث يدور الان عن انتشار دائم في هذه المنطقة، مما يسند النوايا طويلة المدى لروسيا في الشرق الاوسط. ويذكر أن روسيا تقف الان ليس فقط خلف النظام السوري بل وتسند المحور الشيعي بشكل عام (ايران، سوريا وحزب الله). وهكذا، تصد روسيا عمليا، التحدي السني، المسنود، برأيها، من الغرب، والذي يصطدم مع المنظومة الشيعية ويهدد بالمكانة الاقليمية لروسيا وفي نظرها ايضا امنها القومي. هذه السياسة الاقليمية الروسية، التي تطبق منذ نحو سنة ونصف، تستهدف استغلال الازمة السورية لتحقيق اهدافها: 1. تلك الاقليمية، في مساعيها لتعطيل ميل ابعاد روسيا عن منطقة الشرق الاوسط من قبل المحور السني الغربي و2. تلك العالمية، عقب تحول الازمة السورية الى رافعة ضغط على الولايات المتحدة لتحقيق مسائل حيوية لروسيا. وفي هذا السياق يشار الى أن علاقات البلدين تفاقمت في الفترة الاخيرة عندما لم يتبقَ من التفاهمات التي بنيت في حينه في اطار سياسة اعادة البدء (RESET)، الكثير. فقد شعرت روسيا الان بان الناتو يتحداها في مناطق مصالحها الحيوية، التي تقلقها (وابرزها: الميل المتجدد للناتو لنصب منظومة الدفاع ضد الصواريخ الباليستية في شرق اوروبا).
ولكن استخدام الرافعة السورية وان كانت ثبتت نجاعتها بالنسبة لاطالة ايام نظام الاسد، فانها لم تنجح، على الاقل حتى وقت اخير مضى في تحقيق النفوذ المرغوب فيه لروسيا على سياسة الولايات المتحدة في الشرق الاوسط. يبدو أن هذه الاعتبارات وغيرها تقف خلف النشاط الروسي المتجدد في الساحة الدولية وفي الشرق الاوسط بشكل خاص، في مسعى مكثف لاخراج حلول جديدة لوضع آخذ في التعقد. ومن الجهة الاخرى، فانه يمكن ملاحظة بعض التغييرات في السياسة الخارجية الامريكية، بما في ذلك في الجبهة السورية ايضا. وتعود خلفية هذه التغييرات الى تجمع عدة عوامل مؤثرة، ترتبط في ما بينها، اغلب الظن: اعادة النظر في جوانب السياسة الخارجية في الولاية الرئاسية الثانية للرئيس اوباما؛ خيبة أمل في ضوء التطورات السلبية في سوريا، سواء في السياق المباشر لاثار الحرب المتواصلة الى ما هو أكثر مما كان متوقعا أم بالنسبة للتأثير الهدام للتدخل الروسي في الساحة السورية وكذا في الساحة الشيعية؛ كما ان تغير طبيعة المعارضة السورية، والذي يشير الى ميل اسلامي متعاظم، لم يغب عن هذه القائمة.
معقول ألا تكون هذه الاعتبارات وأمثالها، غير الخفية عن العين، كانت، أغلب الظن، خلف جولة الاتصالات المتجددة بين الولايات المتحدة وروسيا. وفي هذا الاطار تجري سلسلة اتصالات على مستوى عال ذكرت آنفا ومن غير المستبعد ان يكون الحديث بالفعل يدور عن نية حقيقية لتحقيق تفاهمات بين الروس والامريكيين بالنسبة لمستقبل النظام السوري . ومع أنه لا يوجد يقين بان الطرفين توصلا منذ الان الى تفاهمات نهائية، الا أنه يبدو أن نبرة التعاطي مع الموضوع والنشاطات على الارض على حد سواء (مثل القرارات الجديدة التي اتخذت في الولايات المتحدة بالنسبة للمساعدة المضبوطة للمعارضة السورية، ممكنة بالتنسيق مع الروس) تعكس تغييرات في نهج الطرفين. على اي حال، لا تلغي المحافل الروسية الان امكانية سبق أن رفضت تماما حتى وقت اخير مضى ان توجد صيغة لمغادرة الاسد واقامة حكومة جديدة تشرك فيها ايضا محافل المعارضة ومحافل معتدلة في الحكم الحالي. وبالـطبــع فان الامــر يفــترض ليس فقط التفاهم بين روسيا والولايات المتحدة بل وايضا تفاهم اللاعبين الاخرين في الساحة السورية كثيرة الرواسب.
ولكن واضح أن تنازلات روسيا للامريكيين في سوريا، اذا ما تحققت، لن تتم الا مقابل تنازلات امريكية في مسائل اخرى هامة للروس. يمكن الاشارة الى سلسلة طويلة من المواضيع، اساسها مثابة عودة الى خطة 'اعادة البدء'. بينها مسائل تتعلق باعادة انتشار امريكي في المجال الاوروبي الاسيوي الذي هو ذو آثار جغرافية سياسية بالنسبة للروس. والموضوع الاكثر حديثا في هذا السياق هو نصب منظومة الدفاع ضد الصواريخ في شرق اوروبا (BMD). اما اذا لم توجد التسوية بالنسبة لسوريا في جولة الاتصالات الحالية، فان الرسالة الروسية حول سيرها حتى النهاية، وعلى رأس ذلك الاستعداد لتفكيك الدولة سارية المفعول.
بالتوازي مع النشاط في الموضوع السوري، يحاول الروس مؤخرا المضي قدما في الفعل في قنوات اخرى في الشرق الاوسط. وفي هذا الاطار يجدر بالذكر مسألة النووي الايراني، وان كانت تترافق وخلاف امريكي روسي متواصل، في ضوء الموقف العدمي لروسيا في هذا الموضوع؛ تتضح اتصالات مع دول المنطقة وفيها تفحص صفقات مع قطر والبحرين؛ ومؤخرا يبرز الاهتمام الروسي المتجدد باحياء القناة الاسرائيلية - الفلسطينية، التي يجد فيها افتراض بان استئناف المفاوضات سيمنحهم مكاسب مرغوبا فيها. كل هذا يدل على ان روسيا لا تزال بعيدة عن التخلي عن مكانتها الاقليمية.
وختاما، مع أنه لا توجد بعد اي ثقة بالنسبة للوصول الى عمق التعادل بالنسبة لمستقبل سوريا، يبدو أنه طرأت صحوة بل وربما تقدم في هذا الموضوع على الاقل بالنسبة للحوار الذي بين القوى العظمى المشاركة. وبالطبع، لا يزال من السابق لاوانه التنبؤ بالنسبة للتطورات المرتقبة في الساحة السورية المضطربة، حيث أن هناك حتى الروس يقفون مؤخرا عديمي الحيلة. غير أنه ينشأ الاحساس بان الموضوع نضج الى مرحلة استعداد اللاعبين الخارجيين، روسيا واساسا الولايات المتحدة لدمج جهودهم بحثا عن مخرج من المتاهة. واذا ما حصل هذا، وعلى فرض أن الاحداث في سوريا لن تخرج عن نطاق السيطرة، فان هذا يعد انجازا لا بأس به لروسيا التي تمكنت من استغلال الازمة السورية، في ظل ادارة لعبة مركبة على 'اللوحة الاقليمية' والتي الجائزة فيها يمكن ان تكون التسوية لبقائها في المنطقة حتى بعد تغيير النظام السوري، اضافة الى التعويضات في الساحة العالمية في موضوع الـ BMD أو موضوع آخر.

ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ

فوضى عارمة في مصر

بقلم:بوعز بسموت،عن اسرائيل اليوم

أصبح العنف في مصر أمرا اعتياديا. وكان واضحا في واقع كهذا انه في اللحظة التي توافق فيها المحكمة على الحكم على المتهمين بأعمال الشغب في اللعبة الدامية في بور سعيد (74 قتيلا)، فان الشارع سينزف مرة اخرى. وهذا ما حدث بالضبط أمس. فقد وافقت المحكمة على الحكم وحكمت بذلك بالاعدام لا على المتهمين الـ 21 بل على متظاهرين في ميدان التحرير وفي بور سعيد ايضا. وهذا تأريخ معروف مسبقا.
غضبوا في بور سعيد لاعدام مشجعي ناديهم (نادي المصري)، أما في القاهرة فغضب مشجعو الاهلي لتبرئة سبعة رجال شرطة كانوا مسؤولين في زعمهم عن إساءة الوضع وموت مشجعين كثيرين جاءوا من القاهرة ولم يُدان سوى ضابطي شرطة.
إن عنف اللعبة الدامية في الاول من شباط 2012 يزيد في الفوضى التي سيطرت على مصر بعد عهد مبارك. فبعد سنتين من سقوط الرئيس وبعد تسعة اشهر من أول انتخابات ديمقراطية جاءت برجل الاخوان المسلمين محمد مرسي الى الحكم، لا يرى أحد النور في أقصى النفق. يحتاج مرسي الى الجيش لتهدئة الشارع، والجيش لا يثق بهما معا. ومن الصعب على مصر ان تتقدم مع علاقات ثقة كهذه.
يبدو على العموم ان الوضع في الدولة يتدهور فقط. أول أمس استقال قائد وحدة تفريق المظاهرات بزعم ان قواته لا تملك معدات ملائمة. وأسهم إضراب ضخم (آخر) للشرطة في الاستقالة ايضا. فقد ضاق رجال الشرطة بدفع ثمن الفوضى السياسية في الدولة وفقدوا الى ذلك منذ ان سقط مبارك كل سلطة على الشارع.
ألغت المحكمة الدستورية المصرية انتخابات مجلس الشعب، التي كان مخططا لها في نهاية نيسان بزعم أنها معارضة للدستور. وأضيفوا الى ذلك بالطبع المشكلات الاقتصادية الشديدة التي تعاني منها الدولة فتفهمون لماذا لا يبعد اليوم الذي سنسمع فيه في القاهرة أو ربما حتى في ميدان التحرير، الاشتياق الى مبارك.

ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ