تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : اقلام واراء اسرائيلي 291



Aburas
2013-03-20, 10:02 AM
<tbody>
أقــلام وآراء إسرائيلي (291) الخميس- 14/03/2013 م



</tbody>

<tbody>







</tbody>

<tbody>


في هــــــذا الملف

علامات استفهام حول تقليص ميزانية وزارة الدفاع الامريكية
بقلم: عوديد عيران،عن نظرة عليا

رئيس بلا توقعات
بقلم: تسفي برئيل،عن هأرتس

الصمت إثر عملية التنكيل
بقلم: أوري مسغاف،عن هآرتس

لا تتخلوا عن اوروبا
بقلم: الحاخام مناحم مرغولين ،عن معاريف

رئيسان وريح ولا مطر
بقلم: أمنون شاموش،عن يديعوت

حان وقت الدخان الابيض
بقلم: دان مرغليت ،عن اسرائيل اليوم

هل توجد صدوع في تأييد النرويج للفلسطينيين؟
بقلم: يعقوب أحيمئير،عن اسرائيل اليوم










</tbody>





علامات استفهام حول تقليص ميزانية وزارة الدفاع الامريكية


بقلم: عوديد عيران،عن نظرة عليا

في تشريع منفصل يقول احد البنود في قانون Control Act of 2011 Budget P.L. 112-125 انه في حالة فشل الكونغرس في تخفيض 1.2 تريليون دولار في الميزانية، فان الامر سيجر تقليصات تلقائية في النفقات في العامين الماليين 2012 2013، حيث تتوزع هذه التقليصات بالتساوي بين ميزانية الدفاع وميزانيات الوزارات الاخرى.
بعد أن فشل الكونغرس في اقرار الميزانية للعام المالي 2013، أصدر الرئيس الامريكي في 1 اذار مرسوما يأمر بتقليص عرضي بمبلغ 85 مليار دولار حتى نهاية العام المالي 2013. ويفصل المرسوم الخطط المختلفة التي ينبغي التقليص فيها، حيث يصل المبلغ الى 42.667 مليار دولار في نفقات الدفاع ومبلغ مشابه في الوزارات التي لا تعنى بالامن.
النتيجة المؤكدة الوحيدة من هذا التطور هي انعدام اليقين الذي يخلقه حول اداء ادارة الولايات المتحدة، على الاقل على مدى الاشهر السبعة التالية المتبقية حتى نهاية العام المالي، في 30 ايلول 2013. كما أنه من الواضح أنه تمت تقليصات خطيرة في الميزانية الامريكية في احدى السنتين أو عبر تنفيذ تقليص عرضي، او عبر التوافق بين الجمهوريين الديمقراطيين في الكونغرس على ميزانية متفق عليها.
وقد سبق أن اعلن عن خطوات فورية واتخذت من جانب وزير الدفاع وموظفي الادارة الكبار الاخرين. ويندرج ضمن هذه الخطوات تخفيض ساعات الطيران في سلاح الجو الامريكي والغاء أربعة اقسام في الاسطول الامريكي. ومن ناحية الشرق الاوسط، فان معنى الامر هو تقليص نصف عدد الايام التي تمكث فيها السفن، في المنطقة في البحر، وربع ساعات الطيران للطائرات. حاملة الطائرات الامريكية 'هاري س. ترومان' (النووية) لن ترابط كما كان مخططا له في الخليج. كما أنه في اثناء العام 2014 لن يكون انتشار لقوة ARG (Amphibious Ready Group)، القوة التي شاركت في الماضي في حملات مختلفة، ضمن امور اخرى ضد تهديدات الهجمات الارهابية في افريقيا.
ويمكن لاسرائيل أن تتأثر بذلك على عدة مستويات، وان كان كامل تأثير هذه التقليصات لا يزال غير واضح. وبالنسبة لدور وزارة الخارجية الامريكية في التقليص العرضي، فقد أمرت وزارة الادارة والميزانية (OMB) بتقليص مبلغ 6.344 مليار دولار بوتيرة 5 في المائة في السنة، اي 317 مليون دولار. نظريا، تعد هذه خسارة 150 مليون دولار من اصل المساعدات الخارجية الامنية لاسرائيل (برنامج FMF)، التي تبلغ 3.1 مليار دولار. وستتقلص ميزانية عمل حفظ السلام هي الاخرى بـ 19 مليون دولار، وان كان ليس ثمة مرة اخرى يقين بان الامر سيؤثر على انتشار القوة المتعددة الجنسيات في سيناء.
وتطرح التقليصات في وزارة الدفاع الامريكية علامة استفهام اكبر بالنسبة لمدى التأثير المرتقب لتعليمات وزارة الادارة والميزانية، بالنسبة لمشتريات الجيش، الاسطول وسلاح الجو الامريكي. كما أنه ليس واضحا كيف ستتأثر بذلك العقود التي وقعت مع شركات اسرائيلية. وستتأثر ايضا التدريبات المشتركة. في هذه الحالة لا يدور الحديث عن خسارة بتعابير تلقي التمويل، بل عن الاهمية التي للتدريبات سواء للتعاون الثنائي أم لصورة اسرائيل الامنية.
المجال الذي من المتوقع أن يتأثر أكثر من التقليصات هو التطوير، الانتاج والانتشار للمنظومات المضادة للصواريخ. وفضلا عن سيف التقليص العرضي، فان فشل الكونغرس في الوصول الى توافق على الميزانية للعام 2013 يجعل الوضع أكثر تعقيدا. في مثل هذه الحالات، يكون هناك انتقال الى وضع التشريع المتواصل (Continuous Resolution) والذي يعني أن حكومة الولايات المتحدة تنتقل الى العمل على اساس ميزانية شهرية حجمها بالضبط 1/12 من ميزانية 2012 الى أن يتوصل الرئيس والكونغرس الى توافق على ميزانية جديدة. في 2013 كان يفترض باسرائيل أن تحصل على 211 مليون دولار من اموال وزارة الخارجية الامريكية لمنظومة 'قبة حديدية'، وعلاوة 269 مليون دولار لبرامج اخرى، مثل منظومتي حيتس 2 وحيتس 3، وكيلع دافيد، ارتفاع بمقدار 35 مليون دولار بالنسبة للمبلغ الذي خصص في 2012، والذي كان يبلغ 235 مليون دولار.
امام اسرائيل واصدقائها توجد معضلة هي تستغل الدعم الذي تحظى به في الكونغرس الامريكي فتحاول اخراج المساعدات لاسرائيل من قرارات التقشق ولا سيما الدعم المالي لمنظومات الدفاع ضد الصواريخ والمقذوفات الصاروخية. فالتقليصات في المساعدات الخارجية الامنية ستؤثر على كل الدول التي تحصل عليها، بما في ذلك مصر والاردن. وفي ضوء امكانية أن تكون آثار سلبية على الولايات المتحدة كنتيجة للربيع العربي والانسحاب من العراق وافغانستان، فالتوصية هي أن توافق اسرائيل على التقليص العرضي في المساعدات الخارجية الامنية. ومن شأن الامر أن يؤثر على التسلح للمدى البعيد بمنظومات من السلاح، وعلى القسم الذي تستبدله اسرائيل من المساعدات بشواكل لاغراض شراء معدات وخدمات داخل اسرائيل. ولكن التأثير بعيد المدى لتقليصات الميزانية الامريكية يمكن أن يشكل ايضا اعادة نظر لبعض من برامج المشتريات بعيدة المدى هذه وملاءمتها مع وضع الميزانية، سواء في الولايات المتحدة أم في اسرائيل. ويمكن لهذه ايضا أن تكون فرصة لاعادة النظر في قرار شراء طائرات اف 35 والتي سيتأخر على اي حال انتاجها في الولايات المتحدة في ضوء الميزانيات الطائلة التي ستحتاجها المنظومة. ومع ذلك، يجب القيام بمحاولة، قدر الامكان، لاستثناء التمويل لمنظومات محددة للدفاع ضد الصواريخ، والتي تتمتع بدعم كامل من الرئيس والكونغرس وهي ذات صلة أكبر بالتهديدات التي تقف أمامها اسرائيل في المستقبل المنظور.
ان التقليصات المتوقعة في ميزانيات الدفاع الامريكية، والتي تبلغ اكثر من نصف تريليون دولار في اثناء العقد القريب القادم، ستؤثر بلا شك على قدرة الولايات المتحدة على الحفاظ على مكانها كزعيمة للعالم والسعي لتحقيق اهدافها الاستراتيجية. ويعد أحد الابعاد المركزية في هذا السياق هو التأثير الذي سيكون لتقليصات ميزانية الدفاع العميقة هذه سواء على الاستعدادات أم على الجاهزية للمؤسسة العسكرية والسياسية في الولايات المتحدة للخروج في حملة عسكرية ضد البرنامج النووي العسكري لايران. أما الافتراضات بالنسبة للكلفة العامة المتوقعة للولايات المتحدة من حملة كهذه، فهي بالطبع تخمينات فقط، ومنوطة بمتغيرات عديدة معظمها عصية على التوقع. ومن شأن فترة طويلة من الحملات العسكرية أن تفرغ مخزون التوفير الذي ستنتجه عملية التقليص العرضي أو اتفاق على الميزانية بين الحزبين يقدم تقليصات مشابهة. ومع ذلك من السابق لاوانه جدا استخلاص استنتاجات مطلقة حول العلاقة التي بين تقليصات الميزانية بعيدة المدى في الدفاع وبين قرار امريكي بمنع ايران من نيل قدرات السلاح النووي.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ

رئيس بلا توقعات
بقلم: تسفي برئيل،عن هأرتس

إن استقرار رأي براك اوباما على الاسراع في زيارة اسرائيل يُذكر بالقرار المبكر جدا على منحه جائزة نوبل للسلام. والتوقعات الآن هي المشهد الكلي كما كانت آنذاك ايضا. فالبيت الابيض كعادته 'يخفض التوقعات'، لأن التوقعات توجب عملا. ولا يجلب اوباما معه خطة سياسية جديدة فالتوسط بين اسرائيل والفلسطينيين ما زال من السابق لأوانه الحديث فيه، ولا حاجة للزيارة لتبادل الأفكار حول ايران. إن خطبة للأمة كالتي ينوي اوباما ان يخطبها من المؤكد انها حدث يتطلب ظهورا حيا، فليس من المناسب ان تُخطب في اليو تيوب. لكن الانتخابات في اسرائيل، وحتى واشنطن تعلم ذلك، قد انتهت، فما الذي يتوقعه؟ هل يتوقع ان يخرج الجمهور الى الميادين؟.
ليس عند اوباما في الحقيقة ما ينتظره من حكومة اسرائيل لكن عند الجمهور الباحث عن السلام في اسرائيل ما ينتظره من اوباما. لماذا لا يفاجئنا مثلا ويعرض رؤيا عملية لا تكتفي فقط بشعار 'دولتين للشعبين'. ليقل بصراحة إن الولايات المتحدة قد أصبحت مستعدة الآن للاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة وليعرض خريطة مع حدود اسرائيل وفلسطين وليُبين كيف ستكون سياسة الولايات المتحدة اذا استمرت اسرائيل في البناء في المناطق، وليعرض مساعدة مباشرة على الحكومة الفلسطينية تُبعد التهديد الاسرائيلي الدائم لاموال ضرائب السلطة الفلسطينية.
هذا هو المطلوب من رئيس يرى ان الصراع الاسرائيلي الفلسطيني تهديد لمكانة الولايات المتحدة التي أخذت تضعف في الشرق الاوسط، وهو لا يستطيع الاكتفاء بالوقوف الذليل مثل متسول على باب ويطلب الى اسرائيل تفضلات على الفلسطينيين.
إن الافراج عن أسرى أو نقل اراض اخرى الى مسؤولية فلسطينية مهما يكن ذلك مهما إهانة لمفهوم 'الحل السياسي'. ويمكننا الآن ان نتخيل الجدل العاصف في الكنيست في مسألة هل يُفرج عن الأسرى وكم ومن. وقد يفجر نقل اراض الى السلطة الائتلاف الحكومي الذي حيك في هذه اللحظة فقط حياكة دقيقة وذلك بالطبع بشرط ان يستجيب نتنياهو لتوسل اوباما. وستصبح 'التفضلات'، لا الثمن الحقيقي الذي يُطلب الى اسرائيل ان تدفعه، هي مركز الجدل العام. وهذا هو الحد الأقصى كما يبدو الذي يستطيع اوباما توقعه، واذا كان هذا هو تعريفه لخفض التوقعات فانه يجدر ان يتخلى عن الزيارة. فالمجيء بلا خطة سياسية شيء وإهانة الباحثين عن السلام في اسرائيل وفي فلسطين إضرار استراتيجي مباشر بجمهور سيضطر ذات يوم الى الاقتناع والاقناع بجدية نوايا الولايات المتحدة.
إنه نفس الجمهور الذي يريد اوباما الآن أن يكسب ثقته وتأييده. لكن تأييد ماذا بالضبط؟ والثقة بمن؟ هل التزام الولايات المتحدة التاريخي ان تضمن أمن اسرائيل يتعلق بالقطارات الجوية المحملة بالاسلحة فقط؟ هل يتعلق بالعرض الرائع للقبة الحديدية؟ هل يتعلق ببيع الطائرات الممتازة والقنابل المتفوقة؟ إن هذا التصور الذي يُبعد السلام عن معادلة الأمن يجعل المسيرة السلمية في منزلة قاضي خط سياسي مهمته ان يُبين الفرق بين اليمين واليسار في اسرائيل. وهذا في الحاصل العام شأن داخلي اسرائيلي لا تهب الولايات المتحدة للتدخل فيه فضلا عن ان تُعرض عنقها للخطر بوساطة فعالة، وحينما يكون هذا هو التعريف الامريكي للمسيرة السلمية فلا يوجد ما يتوقع في الحقيقة.
لا يحتاج المواطنون الاسرائيليون الى اوباما ليخفض توقعاتهم لأن نتائج الانتخابات وتركيبة الحكومة قد فعلا ذلك. وليس هذا بالطبع ذنب اوباما أو مسؤوليته، ولا يمكن إزالة أضرار الانتخابات في مصنع امريكي. والحقيقة هي ان مواطني اسرائيل ايضا لا ينتظرون في نفاد صبر ان يرفع اوباما توقعاتهم. إن تجربة الانتظار هذه والوقوع الشديد على الارض الذي يأتي إثرها أبقيا فيهم علامات زرقاء كثيرة. بدل الاشتغال بالرؤيا والتخيل حان الوقت ليُبين اوباما بتفصيل ودقة الى أين يتجه. وسنفهم بأنفسنا الفرق بين مواقفه ومواقف حكومة اسرائيل. وهكذا سنستطيع على الأقل ان نستعد استعدادا أفضل للازمة وللنار التي ستشتعل وراء الخط الاخضر.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ

الصمت إثر عملية التنكيل

بقلم: أوري مسغاف،عن هآرتس

كتب شاب من تل ابيب أُصيب في نهاية الاسبوع في حادثة طرق في الشبكة الاجتماعية يقول: 'في قسم الطوارئ في ايخيلوف، على سرير الى جانبي، استلقى النادل الذي ضربه جمع لكونه عربيا. لم يكف عن البكاء وأردت ان يصدموني بالسيارة مرة اخرى'. وقع النادل ضحية لانقضاض مجموعة كانوا يقضون وقت فراغهم في مطعم على الشاطئ.
وكانت جريمته أنه أخذ عن مائدتهم المايونيز قبل ان يُنهوا تناول الطعام. وقد حدث هذا بعد ايام معدودة من جُرح عربي اسرائيلي كان عامل نظافة هذه المرة جرحا شديدا جدا في رأسه بعمل تنكيلي ليلي آخر. وكان المعتدون هنا ايضا مجموعة تقضي وقت الفراغ من اليهود وحدث هذا ايضا على شاطئ بحر أول مدينة عبرانية. وفي ذلك الاسبوع هوجمت فلسطينية من شرقي القدس على أيدي مجموعة من اليهوديات واليهود، وهُشم زجاج سيارة معلمة يهودية نقلت صديقة عربية الى مأتم عزاء بحجارة رشقها بها طلاب مدرسة دينية.
إن وجيهي الجمهور اللذين هبا للتنديد بسلسلة الاعتداءات، وهما وزير الامن الداخلي اسحق اهارونوفيتش والقائد العام للشرطة يوحنان دنينو، يمثلان الجانب التنفيذي. وينبغي أن نؤدي لهما تحية تكريم. وقد أُرسل رجال شرطتهما للمجيء بالمذنبين للمحاكمة وقد أنهوا عملهم في بعض الوقائع. وهذا هو الحد الأدنى المتوقع من دولة قانون، لكنه يتبين أنه الحد الاقصى ايضا في اسرائيل 2013. وهذه ظاهرة تثير الرعب أكثر من الاعتداءات نفسها تقريبا. وقد برهن التاريخ على أنه لا يوجد عمق في الغوغاء لأنها تتصرف مثل أنبوب أو جهاز. وليست الغوغاء هي الشأن الحقيقي لأن الاسئلة المهمة هي أي جو يُحل اعمالهم وكيف يتم تقبلها.
ليس من المعقد أن نفهم لماذا يُهاجَم العرب في اسرائيل. فالشاب المُزعزع في ايخيلوف ينتمي الى الأقلية. وأكثر الجمهور يرون العرب مواطنين من الدرجة الثانية اذا كانوا كذلك أصلا، ويرون أنهم خونة محتملون لا يقفون إجلالا للنشيد الوطني ('ولا مواطنة بلا ولاء'). وهم لا يخدمون في الجيش (المساواة في العبء)، ولهذا يُحجب عنهم قدر كبير جدا من الوظائف وكذلك ايضا الحق في السكن بين يهود يبحثون عن حياة طيبة (لجان القبول). ويُرفض ان يجلس ممثلوهم بصورة تقليدية في الائتلاف الحكومي (الأكثرية اليهودية)، وتُرفض شراكتهم في المدة الاخيرة ايضا في كتلة حسم (الزعبيون). إن تصور التفوق والعنصرية يزداد حدة لدى عدد كبير من الجمهور المتدين والحريدي حيث يزداد قوة هناك بواسطة فتاوى. وهو يتلقى تشجيعا قضائيا منذ سنوات من الدولة على هيئة علاج مُخفف لليهود الذين يُصيبون العرب (قُدمت على عدد من المشاركين في العمل التنكيلي الذي تم تنفيذه في العام الماضي في ميدان صهيون لائحة اتهام بالتحريض). وتحت كل ذلك يغلي صراع دامٍ قومي، وبوتقة الصهر للجيش الاسرائيلي التي تُهييء الاسرائيليين ليروا العرب عن طريق فوهة البندقية، وتسمح وراء الخط الاخضر بل تبادر الى مس يومي بحقوق الانسان الفلسطيني وكرامته.
كان يمكن تعديل هذه المعطيات الأساسية شيئا ما على الأقل باظهار الزعامة العامة لا بفرقعة الألسن بل بعمل انساني بسيط وهو زيارة المعتدى عليهم. وتمني السلامة لهم والتعبير عن الأسف وارسال رسالة حادة واضحة نحو آلات التصوير والسماعات. لكن لا أحد هب لذلك. لا رئيس الدولة ولا رئيس الوزراء. ولا وزير التربية ولا وزير القضاء. ولا رؤساء الاحزاب ولا رؤساء البلديات. هذه هي روح العصر. ويُعبر عنها تعبيرا جيدا كلام رئيس مجلس هار أدار، العقيد احتياط ابيرام كوهين الذي أجاب ردا على اسئلة صحيفة 'هآرتس' عن حظر انتقال العمال الفلسطينيين في المستوطنة التي يبنون بيوتها بقوله: 'لا أريد ان يوجد احتكاك مع الفلسطينيين الذين يتجولون بحرية. وبالمناسبة عندي مشكلة ايضا مع الكلاب الجوالة وأنا أعالجها ايضا. لا يعني هذا لا سمح الله أنني أساوي بينهما'.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ

لا تتخلوا عن اوروبا
بقلم: الحاخام مناحم مرغولين ،عن معاريف

زار رئيس الدولة شمعون بيرس الاسبوع الماضي مؤسسات الاتحاد الاوروبي في بروكسل بعد سنوات عديدة منذ زيار المكان رئيس أو رئيس وزراء اسرائيل. وفي اثناء الزيارة دُعيت للمشاركة في ثلاثة احداث مختلفة حوار مع رئيس المفوضية الاوروبية جوزيه مانويل بروزو، حدث بمناسبة 70 سنة على انقاذ يهود بلغاريا بمشاركة رئيس بلغاريا روسن فلبنليف وحوار مع عميد الجامعة الكبرى في بروكسل.
في الاحداث الثلاثة تحدث الرئيس امام جماهير مختلفة وتصدى لمسائل تبعث على التحدي كانت ربما ستحرج كل شخص آخر، ولكنها لم تحرج السيد بيرس. فقد شرح رئيس الدولة موقف اسرائيل بالشكل الاكثر نجاعة، وحتى من جاء في محاولة للمناكفة بقي مشلولا. لا ريب أنه بعد سنوات عديدة جدا حظينا نحن يهود بروكسل، وكذا كل مؤيدي اسرائيل في الاتحاد الاوروبي برفع رأسنا بفخار.
هذا الصباح أيضا، مثل ما في الايام ما بعد الزيارة، نجدنا لا نزال نتلقى توجهات من مسؤولين كبار في مؤسسات الاتحاد الاوروبي تثني على كلمات السيد بيرس وتعرب لاول مرة عن عطفها العلني على مواقف اسرائيل في النزاع الفلسطيني الاسرائيلي.
منذ سنين ودولة اسرائيل توظف جل جهودها وميزانياتها الاعلامية في الولايات المتحدة ودول شرق اوروبا وتترك ساحة الاتحاد الاوروبي في ايدي محافل مناهضة لاسرائيل تنشر نزع الشرعية في كل موضوع ذي صلة باسرائيل. وهكذا، لاسفنا، فانهم يبعدون العديد من المؤيدين عن كل منصة جماهيرية ويخلقون انطباعا مغلوطا وكأن 'العالم كله ضدنا'.
نحن، اليهود الذين نعيش في اوروبا، معنيون بالمساعدة في تحسين صورة اسرائيل في ارجاء القارات. ونحن ننتشر في كل الدول، نعرف وسائل الاعلام المحلية ومراكز القوى، وليس أقل اهمية من ذلك نحن مفعمون بالدافعية. كل ما نطلبه هو الا تتخلى دولة اسرائيل مسبقا عن الساحة الاوروبية وأن تعطينا الادوات الاعلامية كي نتمكن من الانتصار في المعركة.
ان زيارة الرئيس بيرس يمكنها بالتأكيد أن تشكل نقطة انعطافة في الاعلام الاسرائيلي في اوروبا، ونأمل ان تعترف حكومة اسرائيل الجديدة بأهمية الموضوع والا تتخلى عن اوروبا.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ

حان وقت الدخان الابيض
بقلم: دان مرغليت ،عن اسرائيل اليوم

انه حتى اجتماع الكرادلة الذي يرمي الى انتخاب بابا جديد للكنيسة الكاثوليكية يبدو مثل نقاش يقظ سريع اذا قيس بالتفاوض الذي يجري لتشكيل الحكومة الثالثة والثلاثين. وهم لا يحتاجون الى 42 يوما لاطلاق الدخان الابيض فوق قبة الفاتيكان. لكن اللقاءات الليلية الطويلة بين الثلاثة بنيامين نتنياهو ويئير لبيد ونفتالي بينيت، والتباحث المتواصل بين مديري التفاوض دافيد شومرون من جهة وهيلل كوبرنسكي من جهة اخرى لم تكن كافية لاعلان تشكيلهم الحكومة إلا في آخر لحظة.
كان كل واحد من المتباحثين يستطيع ان يقوم أمام ناخبيه وان يزعم انه حصل على أقصى قدر. فلبيد قلص الحكومة وأبعد الحريديين عنها، وبينيت الذي لاقى التجاهل في البداية يأتي الى الحكومة من الباب الرئيس. وتضاءل عدد الوزراء الى 21 وهم يلتزمون بالمساواة في العبء وانشاء خطة جوهرية لجميع مؤسسات التربية في البلاد؛ أما نتنياهو فيستطيع ان يعرض انجاز شومرون وهو ان اعضاء الكنيست من الليكود بيتنا وعددهم أقل من نصف اعضاء الائتلاف ستُمثلهم أكثرية وزراء بنسبة 12:9. فما الذي يُحتاج اليه بعد ذلك؟ وما الذي سيزيده ليّ المعاصم على العلاقات المعقولة التي يجب ان تنشأ الآن بين الشركاء في الائتلاف الذين هم من ناس الحياة العامة الشكاكين بطبيعتهم؟
هذه حكومة تلتزم بأن تُجيز في الكنيست رفع نسبة الحسم الى 4 في المائة لمنع انقسام ابتزازي؛ وعندها صيغة متفق عليها للبدء باجراء المساواة في العبء؛ وكما قلنا آنفا فان الخطة الجوهرية قد تكون علاجا جذريا لامراض المجتمع الاسرائيلي في مجال الحداثة والدراسة الواسعة. فمن ذا يكون مستعدا للاعتراض على كل ذلك فقط لأن يوجد مستقبل يريد ان يعزل جدعون ساعر من اجل شاي بيرون أو العكس؟.
يشعر كل واحد من الشركاء بأنه انتصر. لكن كل واحد منهم نسي ايضا القاعدة بشأن حاجة المنتصرين الى التصرف بسخاء.
ليس واضحا هل تتجه الحكومة الى تسوية سياسية وذلك في الأساس لأنه لا يوجد شريك فلسطيني يقصد ذلك بجدية وربما لأن الحكومة نفسها لا تبادر الى انشاء دولة فلسطينية الى جانب اسرائيل. لكن الحقيقة هي ان نتنياهو سيعلن حينما يأتي براك اوباما انه يؤيد انشاء دولتين للشعبين ـ ولن يبقى بينيت وحده في الائتلاف بل الأجنحة الأكثر يمينية في كتلته الحزبية ايضا مثل اوري اريئيل واوريت ستروك. ومن ينسى كم انقضوا على حياة الحكومة السابقة حينما خطب نتنياهو خطبته في بار ايلان؟.
إن التفاوض الذي استمر أمس ولم يبلغ الى نهاية أوصل قضية تشكيل الحكومة الى شفا الهاوية من جهة الجدول الزمني الممكن من جهة القانون. وتجاوز أمس حدود الذوق الحسن وصبر الجمهور العريض وقد حان وقت الدخان الابيض الاسرائيلي.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ

رئيسان وريح ولا مطر
بقلم: أمنون شاموش،عن يديعوت

سيلتقيان بعد بضعة ايام لا لأول مرة. وسيكون ذلك هذه المرة في القدس مدينة السلام وهما رئيسان حاصلان على جائزة نوبل للسلام، فازا بالجائزة قبل الأوان وقبل السلام. ألا يشعران بالواجب التاريخي على أكتافهما وعلى قلبيهما؟
انهما رئيسان محبوبان ذوا إجلال في العالم الغربي مكانهما في التاريخ مضمون. فاذا لم يكسرا الجمود الذي يُعرض سلام الشرق الاوسط وسلام العالم للخطر فمن يفعل ذلك؟ إن منع الحرب مهم لكنه أقل أهمية من صنع السلام. سنسمع منهما خطبا جميلة من أفضل ما تميزا به من خطابة. لكنه لا توجد جائزة نوبل للخطابة.
منح براك اوباما شمعون بيرس وسام الحرية في مراسم احتفالية مؤثرة جدا، وسيُجازيه بيرس بمنحه وسام الرئيس. وسيبتسم الاثنان ويتصافحان وينظران منتصبي القامتين الى عدسات التصوير التي تُتكتك وسيقولان كلاما جميلا ومتفائلا. لكن ماذا ستكون حال السلام؟ إنكما ملتزمان لا أكثر من كل انسان بل أكثر من كل زعيم في العالم لأنكما قد حصلتما مسبقا على الأجر وعلى التكريم.
ستكون على الموائد في العشاء الاحتفالي لا أزهار وأعلام صغيرة فحسب بل خمور ايضا وكافيار وفلافل وغير ذلك. وسيقدم غير ذلك من المأكولات التي تلذ للآكل. وسيشربون نخب الرئيس الضيف والرئيس المضيف وربما نخب السلام ايضا.
ليس هذا أول لقاء بين هذين العظيمين الشهيرين. لكنه هذه المرة في القدس وهي المدينة التي تتوحد كل دول العالم تقريبا على قرار عدم الاعتراف بأنها عاصمة اسرائيل. هل سيسقط شيء من قداستها ورمزيتها اذا أصبحت الأحياء العربية فيها كـ أبوديس مثلا عاصمة الدولة الفلسطينية؟ وقد نسينا المثل اليهودي كثيرا لاثنين يمسكان بوشاح الصلاة أحدهما يقول كله لي والآخر يقول كله لي فيُقسم بينهما بحسب الشريعة، هذا هو المنطق اليهودي وهذه هي الاخلاق اليهودية. وهذا هو التوجه العملي الذي تميز به حكماؤنا الماضون لا قادتنا. فقادتنا يؤيدون ان تكون كلها لنا. ستبقى القدس هي القدس حتى لو أصبحت عاصمة الشعبين من أبناء أبينا ابراهيم. وهذا واحد من التحديات الموضوعة أمامكما أيها الرئيسان الكريمان. حُلا المشكلة الأصعب وبرهنا على أنه لا توجد مشكلة بلا حل.
يأتي الى اسرائيل مع اوباما ايضا وزير الخارجية الامريكي الجديد جون كيري. وهو نفس كيري الذي زار دمشق اربع مرات بين السنتين 2009 2010 إذ كان رئيسا للجنة الخارجية التابعة لمجلس الشيوخ الامريكي، وعبر عن تفاؤل باحتمال التوصل الى صفقة مع بشار الاسد. وقد باع حاكم سوريا السناتور حلمه المتعلق بسوريا النامية والديمقراطية ووعده بدولة اسلامية معتدلة واشترى كيري هذا الوعد.
منذ ذلك الحين جرت أنهار دم كثيرة في مدن سوريا وقراها لكن هل تغير رأي كيري؟ أهو شريك في قرار تحويل 60 مليون دولار الى المتمردين المتنازعين والخطيرين في سوريا؟ يجدر أن يسمع منه رئيسنا العزيز وصاغة السياسة في الشرق الاوسط عن زياراته لدمشق وانطباعاته لأنه يمكن تعلم درس من الأخطاء ايضا. هل ستخيب آمالنا منكما معا؟ يتوقع التاريخ منكما اعمالا تكسر الجليد وتشق طريقا تنتهي الى السلام لأنه على هذا النحو فقط ستكونان مستحقين لجائزة نوبل للسلام وللتكريم الذي منحكما العالم كله إياه تحديا.
يقولون إن النُبل مُلزم وأُضيف قائلا إن نوبل مُلزمة.

ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ

هل توجد صدوع في تأييد النرويج للفلسطينيين؟

بقلم: يعقوب أحيمئير،عن اسرائيل اليوم

تُجرب النرويج على الخصوص مسار 'حساب نفس' يتعلق بالمساعدة المالية التي تقدمها الى السلطة الفلسطينية. والحديث عن واحدة من أكبر الداعمات للسلطة الفلسطينية في اوروبا، وهي تمنح السلطة كل سنة تعبيرا عن ذلك مساعدة تزيد على 50 مليون دولار. وقد صحا بعضهم الآن وبدأت تظهر في وسائل الاعلام المحلية اسئلة مثل 'الى أين يذهب مالنا في الحقيقة؟'.
بلغت علامات السؤال المتعلقة بأهداف النفقة النرويجية الى البرامج الواقعية في التلفاز الرسمي (ان.آر.كي). وخرج أحد المراسلين من هذه المحطة وهو تورمود ستراند الى الميدان للفحص، وأنتج وأذاع بالتعاون مع المنظمة الاسرائيلية 'نظرة في وسائل الاعلام الفلسطينية' ومع مديرها ايتمار ماركوس، تقريرين عُرضت فيهما بلا تنميق جميع أمواج كراهية اسرائيل والشعب اليهودي من انتاج قسم برامج التلفاز الفلسطيني.
عرف النرويجيون في جملة ما عرفوا ان محطة السلطة تولي 'بروتوكولات حكماء صهيون' قدرا عاليا من الثقة وهي تلك الوثيقة المزورة التي تدعي وصف كيف يتآمر حكماء اليهود للسيطرة على العالم. وتناول التقرير الثاني سؤال 'الى أين تصل أموال المساعدة النرويجية التي تُنقل الى السلطة الفلسطينية؟'، وهي تبلغ بحسب التحقيق النرويجي بين جملة من تبلغ اليهم الى جيوب عائلات القتلة الفلسطينيين الكبار المسجونين في اسرائيل أو للنفقة على اذاعة برامج الكراهية والتحريض. وقد سألت ستراند في مكالمة هاتفية هل لقي صعوبات وضعت في طريقه لبث التقارير من قبل المحطة الرسمية في اوسلو، وكان جوابه بـ لا.
والى ذلك كان لبث هذين التقريرين آثار سياسية في الدولة، فقد أُنشئت في البرلمان النرويجي لجنة تحقيق فُرض عليها ان تفحص عن اسئلة صائبة مثل هل يتم الاستمرار في المساعدة المالية للسلطة الفلسطينية، واذا كان ذلك فكم يحول من المال. على حسب تقدير المطلعين على الامور في اوسلو قد يستمر تحويل المال لكن لمشروعات محددة جيدا ليست محطتها النهائية تمويل الارهاب مثلا.
يمكن ان نشير الى تغيير ما في المزاج العام النرويجي يتعلق بالمساعدة المالية للفلسطينيين على الأقل. والحديث ايضا عن استقبال مفاجئ مشجع لسفير اسرائيل الجديد في اوسلو البروفيسور نعيم عرايدي الذي عينه وزير الخارجية ليبرمان في تموز 2012.
يحظى عرايدي بسماع تصريحات مختلفة عن الصراع الاسرائيلي الفلسطيني وهي تُسمع على لسان وزير الخارجية النرويجي، أسبان بارت إيدا، أكثر 'توازنا' بقليل الآن وهي معتدلة وتخالف في روحها ما كان من سلفه. لم تقلب النرويج جلدها الى الآن في الحقيقة لكن من الممكن جدا ان ينجح التقريران المذكوران آنفا اللذان أُذيعا في قنوات التلفاز الرئيسة في إذابة الجليد الشمالي شيئا ما.

ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ