المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أقلام وآراء عربي 201



Aburas
2012-09-11, 08:34 AM
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــ{nl}من وحي حركة الاحتجاج الفلسطينية: إحرق نفسك واحصل على ألفي دولار من هنية{nl}بقلم: فتحي صبّاح(غزة)عن الحياة اللندنية{nl}تفتّقت عقلية ناشطين فلسطينيين شبان على شبكات التواصل الاجتماعي عن أفكار غير مسبوقة في التعاطي مع الأوضاع المأسوية التي يعيشها الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة، فيما تواصلت الاحتجاجات الشعبية في الضفة احتجاجاً على ارتفاع الأسعار، فتوقفت الحركة فيها نتيجة الاضراب الذي شلّ حركة المواصلات في مختلف مدنها بدعوة من نقابات النقل العام.{nl}وفجّرت مأساة الشاب ايهاب أبو ندى، الذي توفي متأثراً بحروق بالغة بعدما أشعل النار في نفسه قبل أيام في غزة، الخيال لدى عشرات الشبان الفلسطينيين، خصوصاً على موقع التواصل الاجتماعي «فايسبوك».{nl}وجاهر الشبان بعرض صور وتعليقات لاذعة ضد حركة «حماس» وحكومتها التي يقودها اسماعيل هنية في غزة، فيما لم يعد للغزيين حديث سوى عن الأثرياء الجدد من المنتمين الى الحركة وغيرها الذين أثروا ثراءً فاحشاً جراء عمليات تهريب البضائع والسلع عبر الأنفاق الحدودية مع مصر.{nl}ويشير الغزيون الى فساد منتشر في الحكومة التي تم تعديلها أكثر من مرة منذ سيطرة الحركة على القطاع بالقوة في 14 حزيران (يونيو) 2007.{nl}ويرى الغزيون أن طلباتهم، وحتى انتقاداتهم، لا تلقى آذاناً صاغية لا من قبل حكومة «حماس» ولا السلطة الفلسطينية ورئيسها محمود عباس ورئيس حكومتها سلام فياض.{nl}وتناول ناشط فلسطيني الخبر الذي نشرته حكومة هنية، ومفاده أن الاخير منح والدة أبو ندى ألفي دولار ووظف شقيقه في وظيفة عمومية ومنحه مساعدات شهرية من وزارة الشؤون الاجتماعية، بـ»كوميديا سوداء»، إذ ابتكر اعلاناً تجارياً من وحي مأساة الشاب أبو ندى ونشر صورة عل «فايسبوك» يظهر فيها هنية حافي القدمين يسلم والد الشاب مبلغاً قيمته الفي دولار.{nl}وكتب الناشط أعلى الصورة «عرض خاص... احرق نفسك ودع عائلتك تحصل على مقابلة رئيس الوزراء حاف في منزله، ومبلغ الفي دولار، وتعيين شقيقك في وظيفة حكومية، وادراج اسمك في سجلات الشؤون الاجتماعية، وتسجيل اسرتك ضمن العائلات التي تحصل على مساعدات من وزارة الشؤون الاجتماعية». وذيّل الصورة بعبارة» العرض سارٍ حتى نفاد الكمية... وتباً لنا».{nl}وكتب ناشط آخر على «فايسبوك»: «860 مليونيراً جديداً في غزة خلال خمس سنوات من الحصار والانقسام».{nl}وفي محاولة لامتصاص أي ثورة شعبية قبل اندلاعها، اضطرت حكومة «حماس» أمس الى خفض أسعار الوقود المهرب من مصر بعدما أشعل ارتفاع أسعاره ثورة شعبية في مدن الضفة الغربية التي توقفت فيها حركة النقل العام مع بدء الاسبوع الثاني من الاحتجاجات ضد غلاء المعيشة والبطالة وارتفاع اسعار الوقود، بدعوة من نقابات النقل الى اضراب عام.{nl}واعتبر ناشط أن «اسقاط حكومتي غزة والضفة هو أفضل خيار فلسطيني، أما اسقاط سلطة أوسلو في الضفة واستبدالها بحماس فهو أفضل خيار اسرائيلي... وأنت اختار يا معلم»، فيما رأى آخر أن «الطريق إلي فلسطين تبدأ بتدمير مجموعات المصالح المتقاطعة مع الدولة الصهيونية والله محيي شباب الضفة».{nl}وانتقد فلسطينيون خطاب الرئيس عباس قبل يومين، الذي لم يأتِ فيه على ذكر مأساة غزة أو الشاب أبو ندى، بل اتهم الشاب الذي حاول حرق نفسه وابنته المريضة في مدينة رام الله بفبركة عملية الحرق وأنه سكب على نفسه ماءً.{nl}وشبّه محلل سياسي خطاب عباس بأنه مثل خطاب زين العابدين بن علي بعدما أحرق محمد بوعزيزي نفسه، فيما وصف ناشط آخر خطابه بأنه «يشبه خطاب رئيس مجلس إدارة لموظفي شركته التي شارفت على الإفلاس»، فيما قال آخر إن «هناك ثلاثة رؤساء يجب أن نستعجل في اسقاطهم. انهم يقتلون شعباً واحداً» في اشارة الى عباس وفياض وهنية.{nl}غزة ..أو «الفياضية» معكوسةً{nl}بقلم:عريب الرنتاوي عن الدستور{nl}اذا كانت الضفة الغربية موطن “الفياضية” ومجال اختبارها الحيوي الأول...فان قطاع غزة قد تحول منذ العام 2006، وبالأخص بعد عام 2007، الى حقل لاختبار “فياضية” من نوع جديد، “فياضية معكوسة” ان جاز التعبير، تفترق ظاهرياً مع “فياضية” سلام فياض وسلطة الرئيس محمود عباس، لكنها تتفق معهما في المحصلة والمآلات النهائية.{nl}“فياضية” الضفة، تستهدف بناء الدولة تحت جلد الاحتلال وان بشروطه...تنشد بناء المؤسسات وتستمر في التنسيق الأمني...”فياضية” القطاع، تنشد أيضاً بناء “الدولةالامارة”، بالتهدئة مع الاحتلال وتفادي استفزازه...”فياضية” الضفة تكرس نصيباً وافراً من مواردها لحفظ الأمن، أمنها الخاص، واستتباعاً أمن اسرائيل...”فياضية” القطاع تفعل شيئاً مماثلاً، اذ ترصد جزءاً رئيساً من مواردها، للانفاق على أجهزة تكفل “سلطتها المنفردة” وتحفظ التهدئة....”فياضية” الضفة اقصائية، لا مطرح فيها لمعارضين حقيقيين، تستهدف نشطاء حماس والجهاد (وكل من خرج عن الحدود المقبولة لمعارضة الفصائل اليسارية)...”فياضية” القطاع اقصائية هي الأخرى، منتهكة للحقوق والحريات، ولا تتورع عن ممارسة “القوة المفرطة” و”الأمن الخشن” ضد خصومها...كلا الفياضيتين، لم تمسسهما “روح الثورة” التي تطوف بفضاءات المدن العربية، وتقاومان هبوب رياح الحرية والديمقراطية والتغيير التي تعصف بالمنطقة.{nl}السلطة في المقام الأول والأخير، هي الهدف الأسمي لـ”الفياضية” و”الفياضية معكوسة”...ولأجل ممارسة السلطة والبقاء فوق هرمها، لا بد من “البحث عن دولة”، سواء كانت تحت الاحتلال أم في مرمى الحصار...بسيادة أو من دونها...بمعابر مفتوحة تحت الحراسة الاسرائيلية أم بأنفاق فيها من البيزنيس أكثر ما تحتمله من معاني “دعم الصمود”...كلا “الفياضيتين” نجحتا في تخليق طبقة من أصحاب المصالح والطفيليين والانتهازيين، الذين لا مصلحة لهم في مصالحة، والمؤكد أنهم من أنصار تأبيد الانقسام وادامة الأمر الواقع ومنع انطلاق حركة وطنية تحريرية وتغييرية فلسطينية جديدة.{nl}الارتهان للغرب، واستتباعاً للاتفاقيات المذلة مع اسرائيل، أبرز ما مَيز “ماضي فياضية رام الله”، وحاضرها...وهو ما يُميز “مستقبل” فياضية غزة” الذي يُطل برأسه من ثنايا الحاضر المُعاش، الأولى نشأت من رحم هذا الارتهان وما زالت تستمد منه نسغ حياتها، والثانية ترهن مستقبلها للغرب وتبدي استعداداً “لاحترام” الاتفاقيات المُذلة المبرمة” مع اسرائيل، وثمة سوابق “وطنية” دالة على هذا الاستعداد (الانتخابات على أساس أوسلو)، فضلاً السوابق” القومية” الممثلة في تجربة “اسلاميي” دول الربيع العربي الذين أرهقوا مسامعنا بكتب الضمانات والطمأنة والتطمين.{nl}ما يميز “الفياضيتين” احداهما عن الأخرى..ليس سوى “شكل الخطاب” لا مضمونه، فلا فوارق برنامجية بينهما...هنا فَقَدَ الحديث عن “المشروع الوطني” جديته وجدواه...وهناك بات الحديث عن “خيار المقاومة” أكذوبة يجد أصحابها أنفسهم، صعوبة في تصديقها...كلتاهما تعبران عن فشل “المشروع الوطني الفلسطيني”...كلتاهما لا تؤذنان بخلاص قريب ولا تؤشران على طريقه، بعد أن تحولتا الى مشاريع سلطوية وأطراف في صراعٍ دائمٍ ونهمٍ على مكاسبها ومغانمها ...لقد باتتا عبئاً ثقيلاً على الشعب وقضيته الوطنية ومشروعه الكفاحي..لقد صارتا جزءاً من المشكلة لا جزءاً من الحل.{nl}ثمة ما يجدر أن يقال في سياق الحديث عن “الفياضيتين”...الأولى باتت جزءاً من الماضي، وارهاصات سقوطها بدأت مع اندلاع شرارات الربيع العربي ووصول خيار “المفاوضات حياة” الى طريق مسدود..أما الثانية، فقد تجد في هبوب “الريح الاخوانية” في مصر وتونس وسوريا (ربما) ما قد يطيل في أمد بقائها قليلاً، بل ووراثة “الفياضية” الأولى في الضفة الغربية، وهنا ينفتح الباب من جديد حول أسئلة “الحل النهائي” للقضية الفلسطينية..الذي يراه البعض “حلاً اسلامياً”، ومن دون أن يقصد بالطبع “الاسلام الجهادي” و”الأرض الوقف” و”أكناف بيت المقدس” وحكاية “المسلم واليهودي والحجر “، بل “الاسلام الرائج في خطاب الحرب الباردة وتحالفاتها” التي يُعاد احياؤها من جديد.{nl}ربيع فلسطين الملتبس!{nl}بقلم:حلمي الأسمر عن الدستور{nl}لأشهر خلت ترقبنا «اندلاع» ربيع فلسطين، وكنا في تساؤل مرير عن حالة السكون المريبة التي تلف فلسطين، وسط هياج شعبي عربي، وثورات تشتعل هنا وهناك، نشدانا للحرية والكرامة والتغيير، وأهل فلسطين الأحق والأولى في أن يثوروا على الاحتلال، خاصة وأنهم هم أول من اجترح فعل الانتفاض وغدا أسلوب المقاومة الأثير عند شعوب العالم، ودخل مصطلح «الانتفاضة» بأحرفه العربية إلى كل قواميس الدنيا اللغوية، فما الذي حصل؟{nl}انتفض شعب فلسطين أخيرا، ولكن ضد من؟ ضد «نظام» غير موجود أصلا، وسلطة ليست بسلطة، فيما بقي الاحتلال يراقب المشهد «الممتع»: الشعب وسلطته يتناحران وهما تحت احتلال واحد، فيما يمارس كل أشكال التهويد والاستيطان ومصادرة الأراضي وتغيير الوقائع على الأرض، وامتهان كرامة الفلسطيني، ومقدساته: مهرجان صهيوني لاحتساء النبيذ في باحة مسجد بئر السبع، تجريف مقبرة قرية الشيخ مونس في يافا وبعثرة قبور الأسلاف وسحقها تحت جنازير الجرافات في عملية إعادة قتل الموتى، حرق دير اللطرون في القدس وكتابة شعارات معادية،اعتداءات متكررة على الأقصى واقتحامه مرات عدة، منع الصلاة في مسجد أبينا الخليل، واستمرار تمدد الجدار العازل، قصف غزة بين الحين والآخر بمناسبة وغير مناسبة (بالمناسبة: لم نسمع صوت أحد من العرب يعترض، خاصة القيادة الجديدة في مصر!!) وثمة غيرها كثير من حماقات وجرائم الاحتلال لم تحرك ربيعا، ولم تـُرْعد غيما!{nl}الغريب أن رمزيْ السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية عبرا عن «سعادتهما» بالانتفاض ضدهما، ربما لأنهما يعرفان أن المشهد كله أقرب ما يكون إلى المشهد الهزلي، ففياض استعد للرحيل، فيما عباس رحب ب/ حرية التعبير عن الرأي/ وفي الأثناء لم تمنعه هذه الحرية «الفجة» من القول في لقاء له مع صهاينة ويهود: ان إسرائيل وجدت لتبقى، إنه مشهد في غاية السوريالية، أو قل الكوميديا السوداء!{nl}مؤسف أن تعود الانتفاضة إلى فلسطين من أجل «حفنة دولارات» أو شواكل، لا من أجل كرامة الفلسطيني وحريته وخلاصه من الاحتلال، ربما، نقول ربما، كانت هذه هي البداية الصحيحة لعودة الحيوية للشارع، فثمة من يقول: ما العيب في أن ينتفض الناس من أجل رغيف الخبز، كمقدمة للانقضاض على من يسلبهم هذا الرغيف، أو يغمسه بالذل؟ ربما يكون ثمة وجاهة في هذا الرأي، غير أن ما لا يختلف عليه اثنان أن فلسطين، بسلطتها وشعبها، هم جميعا تحت الاحتلال، فلا أقل من أن تتوجه القلوب والحناجر والألسنة والأسنة إن وجدت، إلى صدر الغازي وعينيه، فهو سبب البلاء واقتلاعه من جذوره فيه الهناء والدواء!{nl}احتجاجات الضفة تفضح موقف السلطة من المصالحة{nl}بقلم:ماجد أبو دياك عن السبيل الأردنية{nl}إعادة تكرار اتهامات عباس لحماس بأنها تريد تعطيل المصالحة، لا يمكن ان يفهم بعيدا عن تصاعد الاحتجاجات في الضفة على غلاء المعيشة التي عززت من عوامل فشل مشروع السلطة السياسي الذي فشل في تحويل الحكم الذاتي إلى دولة مستقلة والعقبات الإسرائيلية والأمريكية أمام التوجه الفلسطيني للأمم المتحدة لنيل الاعتراف بهذه الدولة غير الموجودة أصلا!{nl}ومن المعالم الجديدة لفشل مشروع السلطة استنادها إلى اتفاقية باريس الاقتصادية التي تربط الأسعار بالكيان الإسرائيلي، رغم الفرق الهائل في مستوى الدخل، فضلا عن تحويل الفلسطينيين إلى جيش من الموظفين الذين ينتظرون رواتبهم آخر الشهر، بدلا من اعتماد اقتصاد انتاجي قائم على الزراعة والصناعة والتطوير التكنولوجي.{nl}وفي ضوء هذا الفشل المضاعف (سياسيا ومعاشيا)، فإن الرئيس الفلسطيني لا يريد أن تتم المصالحة في هذا الوقت، ولذلك فهو يرمي بالكرة في ملعب حماس التي تطالبه بإطلاق سراح المعتقلين قبل إتمام لجنة الانتخابات عملها في غزة، وهو مطلب برأينا عادل ومنصف، إذ لا مصالحة بدون إطلاق سراح المعتقلين، ولا انتخابات بدون حل هذه القضية.{nl}إن الذي دفع عباس إلى محاولة إتمام المصالحة بعد التغيير الذي حصل في مصر كان مجاراة الأوضاع في مصر، وليس تغييرا حقيقيا في ملف لا يملك عباس وحده كلمة الفصل فيه. فالمصالحة لا يمكن أن تتم في ظل المعارضة الأمريكية والإسرائيلية لها، وإدراك عباس لذلك يدفعه إلى المراهنة على الانتخابات؛ كي يثبت أن حماس لا تريدها، بينما الحقيقة أن عباس نفسه مقتنع الآن أن إتمامها حتى مع استمرار الاعتقالات في صفوف معارضيه لن يكون في صالح حركة فتح.{nl}لقد باتت جعبة الرئيس الفلسطيني فارغة في ظل الأوضاع الجارية التي تنذر بانتفاضة على سلطته المتهالكة، فيما يدير الأمريكيون والإسرائيليون الظهر له في عملية السلام المجمدة، ويعطلون كل تحرك شكلي له لتحقيق مكسب الاعتراف بالدولة.{nl}وبدلا من أن يتجه عباس إلى إصلاح الوضع الداخلي، وتشكيل جبهة موحدة لمواجهة الغطرسة الإسرائيلية، فإنه يستمر في التعويل على التحرك السياسي دون غيره، بل يجرم ما هو أعلى من ذلك من مقاومة مسلحة، معتبرا إياها تضر بالمصلحة الفلسطينية العليا!{nl}إن اطمئنان الإسرائيليين إلى جمود الوضع الفلسطيني، وعدم قدرة الفلسطينيين على إطلاق انتفاضة سلمية أو مسلحة ضد العدو، تدفعهم إلى المزيد من الضغط على سلطة عباس، وعدم التجاوب مع مطالبها.{nl}ولكن أجواء الثورات العربية تقول إن الحسابات الإسرائيلية قد تكون خاطئة ولو على المدى المتوسط؛ فاندلاع انتفاضة ضد سلطة عباس و«إسرائيل» في الضفة احتمال يظل قائما، وعندها سيدرك الإسرائيليون سوء تقديراتهم.{nl}والمطلوب في هذه الحالة تحرك قوى المقاومة لإعداد الشارع الفلسطيني لمواجهة المشروع الفلسطيني، ومنعه من الاستمرار في تجاهل مطالب الفلسطينيين، وتحقيق ما لم يتم تحقيقه بالتسوية السياسية.{nl}ولعل أجواء التغيير الحاصلة في مصر، وما قد يقوده ذلك إلى تغييرات في المنطقة برمتها هو ما يحفز الفلسطينيين على القيام بدورهم في هذا الأساس.{nl}مدير الشؤون الفلسطينية.. لا تعبث{nl}بقلم:عمر عياصرة عن السبيل الأردنية{nl}تخيلوا معي لو أن حزب جبهة العمل الإسلامي هو من قام بعقد لقاء في مقره للجان خدمات المخيمات، وللجان الاستشارية، ودعاهم إلى مقاطعة الانتخابات.{nl}حينها ستقوم الدنيا ولا تقعد، وستحرك الدولة أدواتها الإعلامية والشعبية من اجل استنكار الأمر، والزعم أنها حامية المخيمات من تغول حزب، ومن استئثار فريق.{nl}لكن أن يكون الاجتماع بين حزب يريد المشاركة ويشجع عليها، فلا مانع! بل مرحب به وكل التسهيلات رهن إشارته.{nl}ببساطة الدولة تخوض معركة التسجيل دون أخلاق، ودون احترام لتقاليد مرعية، أو لثوابت تعارف الناس عليها سابقا.{nl}من هنا نستطيع فهم أهداف ذلك الاجتماع الذي عقد في مقر حزب الاتحاد الوطني، وحضره رؤساء لجان خدمات المخيمات؛ من أجل الاتفاق على مرشحين، ودفع التسجيل للأمام.{nl}مدير دائرة الشؤون الفلسطينية حضر اللقاء، وهناك رواية أنه كان العراب له، وقد ساهم في توزيع رقاع الدعوة، ومارس في الاجتماع دور الوسيط الذي يحاول إقناع رؤساء وأعضاء اللجان.{nl}الاجتماع أثار غضباً واستياءً في مجتمع المخيمات المحلي، وقد أصدر نواب المخيمات بيانا قاسيا استنكروا فيه اللقاء، واعتبروه محاولة لوضع المخيم في جيب جهة محددة؛ مما يفقدهم أدوارهم التي يريدون اللعب عليها.{nl}مشكلة هؤلاء جميعا (رئيس الشؤون الفلسطينية ورؤساء وأعضاء لجان خدمات المخيم، واللجان الاستشارية) أنهم لا يعرفون طبيعة المخيمات، وحجم الوعي الذي اكتسبته منذ قديم الزمان.{nl}المخيمات لن تكون شاهد زور على انتخابات لا تسمن ولا تغني من جوع، وشباب المخيمات يعلمون أن المستفيد الوحيد من الانتخابات هم زمرة وجهاء، لم يقدموا ولم يؤخروا في الأمر شيئاً.{nl}لو استمع هؤلاء بإنصات وموضوعية لسكان المخيمات لاكتشفوا أن لجان الخدمات غير مرغوب بها، وأن ثمة ملاحظات كبرى يمكن ذكرها على اللجان، تكفي كي نقنع بأن التأثير سطحي، والجلبة ستفشل.{nl}الكذب على لحى المخيمات بقصة الانتخابات لن تنجح، فما زلنا نقول إن القانون يظلم المخيمات، وإن توسيع التمثيل أمر غير حقيقي، وهو مجرد كلام في الهواء.{nl}أما موظف الدولة المعني بتقديم التسهيلات للمخيمات فمن الحصافة أن ينأى بنفسه، وبموقعه عن تدخلات ستجلب له النقد، وتتهمه بالعبث.{nl}دعم الصمود الفلسطيني{nl}رأي البيان الاماراتية{nl}تعاني السلطة الفلسطينية في الوقت الراهن أزمة مالية خانقة، نتيجة لسياسات الاحتلال التدميرية، والقيود المجحفة التي أملتها اتفاقية باريس الاقتصادية من جهة، ومن جهة أخرى، نتيجة للسياسات الاقتصادية والاجتماعية، التي أدت إلى زيادة معاناة الفئات الفقيرة والمتوسطة التي تئن تحت وطأة الغلاء المتصاعد، وتتحمل القسط الأكبر من العبء الضريبي الثقيل.{nl}وباتت البطالة تهديداً آخر يهز المجتمع الفلسطيني، تضاف إلى ما يعانيه الفلسطينيون جراء ويلات الاحتلال الإسرائيلي، حيث بلغت نسبة البطالة في قطاع غزة أكثر من 28 في المئة، وفي الضفة تجاوزت الـ 17 في المئة، ما يزيد من تفاقم الأوضاع الاقتصادية، الصعبة أصلاً للفلسطينيين.{nl}وما يزيد الطين بلة، هذا الانقسام البغيض الذي امتدت آثاره لتطول جميع جوانب الحياة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وغيرها، ولعل قطاع غزة من أكثر المناطق التي تضررت جراء هذا الانقسام، الذي صاحبه حصار مجنون، حتى باتت كثير من المناطق والأحياء تئن تحت وطأة الفقر، وأصبحت في حاجة إلى مستوى متقدم من المساعدات الإنسانية، خاصة مع ارتفاع معدلات الفقر والبطالة، وهي من المستويات الأعلى في العالم.{nl}السلطة الفلسطينية تحركت بعد موجة الاحتجاجات التي اجتاحت مناطقها، وطلبت إعادة فتح اتفاق باريس الاقتصادي الموقع عام 1994، كملحق لاتفاقية أوسلو لتعديلها مع الجانب الإسرائيلي، إلا أن حكومة الاحتلال سارعت في رفض المبدأ، بإعلان نائب وزير خارجيتها داني أيالون، ذلك، بحجة أنها مرتبطة بقضايا أخرى لم تقم السلطة الفلسطينية بتنفيذها، رغم أن الحقائق تشير إلى أن إسرائيل هي التي لم تطبق الكثير من بنود الاتفاقية، بينما استمرت السلطة الفلسطينية بتطبيق هذه البنود دون تعديل.{nl}وانطلاقاً من هذا، نحذر من استغلال قضية الأسعار والاحتجاجات التي رافقتها من تأثيرها في الخطاب السياسي الفلسطيني، وقد افترض البعض أن هذه الاحتجاجات قد تعمل على تراجع الفكر النضالي الفلسطيني، فيتم استبدال التظاهر ضد الجدار والمستوطنات والحواجز والاحتلال، لتظاهرات ضد حكومة غزة أو ضد السلطة الوطنية.{nl}المطلوب حالياً من الدول العربية كافة، توفير الدعم المادي والمعنوي للفلسطينيين، لمجابهة الابتلاءات والأزمات العديدة التي تواجههم، والتي هدفها الوحيد هو إضعاف عزيمة الشعب، وثنيه عن طريقه نحو القدس والحرية والاستقلال والكرامة. ومطلوب من السلطة الفلسطينية تحسين السياسات الاقتصادية والاجتماعية التي تتبعها، إضافة إلى إنهاء الانقسام.{nl}حينما لا يكون الرئيس رجلا!{nl}بقلم:د.عمران الكبيسي عن العراق للجميع{nl}اعتدت قبل إرسال مقالاتي للنشر أن استطلع رأي زوجتي فكثيرا ما تبدي آراء مقنعة، وحين قرأت مقالتي”مصر تختبر إيران وتضع العرب على محك القضية السورية” وقد أشرت فيها إلى الرئيس مرسي بالقول كأني بالرجل أراد...، كان رأيها أن أستخدم بدل الرجل كلمة الرئيس من باب اللياقة، وحين أشحت عن رأيها استفهمت؟ وفجأة أجبتها بحماس، قد لا يكون الرئيس رجلا، فالرجولة استحقاق وليس لقبا ووظيفة، فاقتنعت بيسر استفزني لأجعل العبارة عنوانا لمقالتي هذه، وأصعب ما في كتابة المقالات أن تجد العنوان المناسب، وجرنا الحديث إلى استعراض مواقف رؤساء أطاحت بهم ثورات الربيع العربي، وما إذا كانوا رجالا حقا؟ وهنا تحضرني طرفة لأحد الأخوة اليمنيين، "والحكمة يمانية" عن الفرق بين رؤساء الجمهوريات العرب ونظرائهم الغربيين وقد مثلها بعفوية بمقعد الحمام الإفرنجي ومقعد الحمام العربي، الإفرنجي تنزعه بفك مسمارين، أما العربي لا ينزع إلا إذا حطمته كليا، والعهدة على الراوي.{nl}وللحق حينما ذكرنا الرئيس حسني مبارك قدرنا موقفه؛ وإنه احتفظ لنفسه بشيء من معاني الرجولة التي افتقدها غيره حينما أدرك بعد التظاهر ضده بأيام، أن لا وجه لبقائه فتنحى عن السلطة من دون أن يشترط حصانة ولا ضمانات بعدم المساس بذمته أو بزمرته، كما فعل الرئيس اليمني، وأصر على البقاء مع أسرته في مصر ولم يغادرها رغم نصح الكثير له بمغادرتها، على عكس ابن علي الذي غادر تونس بين عشية وضحاها مسرعا عن ذعر وجبن هاربا بلا وصية تاركا زبانيته في حيص بيص! أما العقيد القذافي والرئيس الأسد فقد برهنا للعالم أنهما أحمق الحمقى، فلم يقتديا بأحد ممن سبقهما وظلا يكابران ويناطحان شعبيهما، حتى وقع القذافي كالفأر في المصيدة، وتناوشته الأحذية بعد أن ترك البلاد رمادا. وترك قرينه الأسد ينازع الخلع ويؤكد كل يوم صفاقته وخسته، فلم يذر لنفسه أمام الله والناس تقى ولا خُلقا يشفع له في دنياه وآخرته.{nl}للرجولة معان تترجمها المواقف والأفعال، على رأسها أن يخشى الرئيس الله في رعيته، فهل خشي الأسد الله فيما فعل بسوريا وطنا وشعبا، أم جر البلاد إلى الدمار والفناء؟ فلم يسلم من أذاه نسل ولا حرث، وبذر الفتنة وأشاع القتل والموت؟ وإن من الرجولة أن يفي الرئيس بما يعد، ويبذل ما في وسعه لخدمة الآخرين، فهل وفى الأسد السوريين وعده يوم استلم السلطة وعدهم بما لم يعد فيه نبي وولي قومه من العدل، أم حنث الوعد وخان العهد؟ فلا صدّق ولا صلّى، بل كذّب وتولّى، وما بذل ولا أعطى، بل أخذ ما لا يستحق وأنكر وجحد! ومن الرجولة أن تحسن إلى من أساء إليك ولا تسيء إلى من أساء لك، فهل ترك الأسد في عهده أحدا من أبناء شعبه الأنصار والمناوئين لم تنله الإساءة من قريب أو بعيد؟ ومن الرجولة أن تحترم الآخرين فلا تستصغر شأنهم، وسيذكر التاريخ، لم يستصغر رئيس من قبل شعبه كما استصغر الأسد شعبه حين نعت رعيته بالعصابات والإرهابيين والخونة والمرتزقة ومعجمه في الإساءة طويل كمعجم القذافي، ومن الرجولة أن تقول الحق ولو على نفسك ولا تأخذك بالحق لومة لائم، وان تعطي كل ذي حق حقه، فبأي حق ورث بشار الأسد الرئاسة عن أبيه واحتكر السلطة لنفسه؟ وهل كان مؤهلا لمنصبه بتجربة سابقة أو خبرة وحنكة، ليتحكم بالعباد والبلاد بما لا يرضي الله؟ أليس من الرجولة أن يعرف قدر نفسه فلا يتجاوز حدود قدرته؟{nl}أليس من الرجولة التحلي بالمروءة والشهامة؟ وهل له منها شيء بعد قصف المدن والقرى فأحرق ودمر وروع الآمنين واغتصب العذارى وشرد النساء والشيوخ وأعدم الفتية بدم بارد، وقتل الأطفال، فهل أنصف الأسد نفسه لينصف غيره ؟ وهل من المروءة والشهامة أن ينام قرير العين وهو يرى ما حل بالناس من مآس وكوارث بسبب تمسكه بكرسي الرئاسة بغيا وعدوانا ؟ وهل له القدرة والقابلية على التحلي بالعفو عند المقدرة ليكون رجلا؟ ومن الرجولة أن تمسح دمعة الم عن وجنة يتيم، وترفق بأرملة، وتواسي أبا وأما ثكلى، وجريحا معاق، لا أن تطغى ظلما وعدوانا وتصعر خدك لشعبك، أليس من الرجولة أن يمسك الرئيس نفسه عن الغضب ويتعامل بحسن خلق مع المعتقلين على الشبهة؟ فلا يقطع شجرة، ولا يردم ترعة، ولا يقتل شيخا، ولا ينتقم من طفل كما اقتص من أطفال درعا وغيرها بمنتهى القسوة التي أثارت حفيظة المستضعفين، وكسرت حاجز الخوف، وكانت القشة التي قصمت ظهر البعير. فهل امتلك الرئيس بشار الأسد واحدة من ملامح الرجولة ؟ أم افتقدها يوم أصبح رئيسا؟ {nl}ومن حكم البلاد بغير فقه يهون عليه تدمير البلاد{nl}منطلق التحولات{nl}بقلم:محمد صادق جراد عن الصباح العراقية{nl}كما يعرف الجميع ان حادثة الحادي عشر من ايلول قد أنتجت تداعيات كثيرة كانت أهمها الحروب التي قادتها اميركا ضد أفغانستان والعراق الا ان الإدارة الأميركية قد اكتشفت لاسيما بعد وصول اوباما إلى البيت الأبيض حقيقة مفادها ان العرب والمسلمين يعانون من مشكلات حقيقية ساهمت بدرجة كبيرة في إنتاج الفكر المتطرف ووجدت ان الحل يكمن في تغيير الأنظمة الحاكمة او الضغط باتجاه الإصلاح والتحرر من الحكم الاستبدادي والتفرد بالسلطة باتجاه التحول الديمقراطي. هذا من جانب ومن جانب آخر وجدت اميركا ضرورة إصلاح المناهج التعليمية التي كانت سببا رئيسيا في إشاعة ثقافة العنف في المجتمعات العربية والإسلامية بصورة عامة والتي ساهمت في إشاعة الفكر المتطرف وعدم قبول الآخر.{nl}الجانب الأميركي الذي صدم بشدة في أحداث ايلول استخدم القوة والعنف في الرد على الأحداث من خلال إعلان الحرب على أفغانستان المركز الرئيس لتجمع وتدريب المقاتلين من تنظيم القاعدة إضافة إلى إعلان الحرب على الأنظمة التي تجد أميركا انها تشكل خطرا على السلام والأمن الأميركي والعالمي ومنها النظام في العراق. {nl}ولقد نجحت أميركا الى درجة ما في نقل المعركة الى أراضي الخصوم إلا ان سياسة العنف والقوة لم تثمر عن النجاح في مكافحة خطر القاعدة وأفكارها التي وجدت حواضن لها بين صفوف الشباب المسلم الذي كان يرى في أميركا قوة غاشمة تناصر إسرائيل وتحمي الأنظمة الدكتاتورية العميلة لها في المنطقة العربية.{nl}ولقد شهدت العلاقات الأميركية مع المسلمين انعطافة مهمة بعد تولي اوباما إدارة الولايات المتحدة الأميركية ولقد عبر عن موقفه المتعاطف مع الإسلام في خطابه الشهير في مصر بعد توليه الحكم مباشرة وقال ان أميركا تقاتل الإرهابيين وليس الإسلام وانه يمد يد التعاون والسلام للمجتمعات الإسلامية.{nl}ما يحدث اليوم في ربيع الثورات العربية اثبت للعرب والمسلمين بان أميركا ليست عدوا بالضرورة بل بالإمكان ان تكون صديقا قويا يقف الى جانب الشعوب في مقارعتها للدكتاتوريات الجاثمة على صدور البلدان العربية لعقود طويلة, وبالفعل فان الكثير من الثوار راهنوا على الضغوطات الأميركية والأوروبية التي مورست على الحكام وساهمت أميركا وقواتها العسكرية ومنظماتها الإنسانية في إسقاط جمهوريات بوليسية كانت مرتبطة بالولايات المتحدة حيث وقفت ادارة الرئيس اوباما موقفا مخالفا للتوقعات وتخلت عن بعض اهم حلفائها في المنطقة بل وذهبت الى مطالبة الأنظمة الأخرى بالاستجابة لمطالب المتظاهرين والرحيل وترك السلطة.{nl}ولكننا يجب ان نعترف بأن زوال الحكام لن يكون الحل النهائي والكافي للقضاء على مشكلة إنتاج الفكر الإرهابي لان الأسباب الفكرية والاقتصادية والسياسية التي ساهمت في ظهور التنظيمات الإرهابية مازالت قائمة لحد اليوم وربما زادت سوءا حيث ساهمت الثورات العربية في تراجع الواقع الاقتصادي إضافة الى خلق فوضى أمنية ساعدت على ظهور نشاطات إرهابية كبيرة لجماعات مسلحة وجدت الفرصة المناسبة للظهور كما تابعنا ذلك في اليمن وليبيا وسوريا.{nl}من اجل كل ذلك نرى بان العلاقة بين أميركا والعرب يمكن ان تكون مفيدة ومثمرة للطرفين في حال تخلت الأولى عن سياسة الهيمنة والنفوذ والعنف لتلعب دور الوسيط المساند للتحولات الديمقراطية في المنطقة العربية والتي أنتجتها الثورات الشبابية.. وعلى العرب ان يقوموا بمراجعة أوضاعهم الفكرية والسياسية وعليهم ان يدركوا بان الإصلاح يبدأ من الداخل وليس عبر تصدير الإرهاب الى الخارج.{nl}خلفان وإخوان الكويت{nl}بقلم: د. عبد المحسن حمادة عن القبس الكويتية{nl}أبدى الفريق خلفان وجهة نظر في ما يحدث على الساحة الكويتية، منتقداً من يطالب بالنزول إلى الشارع، تخوفاً منه بخطورة هذه الدعوة على أمن الكويت واستقرارها. وأمن الكويت جزء لا يتجزأ من أمن الإمارات ودول الخليج. أغضب رأي الفريق إخوان الكويت، وطالبوا الحكومة بإسكاته، واعتبروا سكوتها عجزاً عن التصدي على من يتطاول على الشعب الكويتي. يعرف الإخوان أن الفريق خلفان يحب الكويت وشعبها، وأنه لا يشتم الشعب الكويتي بل ينتقد سلوكهم. وما قاله عنهم يردده أغلب الشعب الكويتي. ولكن هنا تبرز طبيعة الإخوان التي جبلوا عليها، إنهم لا يتقبلون النقد. ربما لأنهم يخافون أن يفضح الناقد أمرهم قبل اكتمال مخططهم. لذا، يطلبون من حكومة الكويت التي يتآمرون عليها أن تتدخل لإسكات صيحة النذير التي يقودها الفريق خلفان.{nl}ليس من المستغرب أن يقود الإخوان حملة على السلطة في الكويت، تلك السلطة التي احتضنتهم وفضلتهم على سائر القوى الوطنية الأخرى، لأن هذه طبيعتهم، نقض العهود وقطع اليد التي تساعدهم إذا اقتضت مصالحهم ذلك. أعطتهم السلطة مقراً متميزاً ومكنتهم من تكوين فروع لهم في جميع المناطق السكنية لتسهيل لقاءاتهم ولجلب مزيد من الأنصار، مكنتهم من السيطرة على بعض وزارات الدولة ومؤسساتها، كالأوقاف وبيت الزكاة والهيئة الخيرية العالمية ولجنة تطبيق الشريعة، وأصبحت تلك المؤسسات حكراً لهم لتوظيف كوادرهم ولتأسيس الشركات المالية والهندسية والعقارية لخدمة تلك المؤسسات، لتصب أموال تلك الشركات في جيوب تنظيمهم. من هنا، ندرك الثروة المالية الهائلة التي حققها الإخوان بمؤازرة من السلطة التي لم تستمع إلى نصيحة المخلصين من أبناء الكويت، ومن بعض أبناء الأسرة الحاكمة الذين حذروهم من ذلك.{nl}فها هم ينقلبون على السلطة التي قوتهم وسمنتهم، ظناً منهم أنها أصبحت ضعيفة لا تقوى على مواجهتهم، وربما لتنفيذ أوامر التنظيم العالمي للإخوان. فالإخوان معروفون بالسمع والطاعة وتنفيذ أوامر القيادة. فلما سئل مرشد مصر ماذا تقول إذا تعارضت مصلحة مصر مع مصلحة الجماعة؟ أجاب: أقول: طز في مصر. وهذا ما يقوله إخوان الكويت إذا قيل لهم إن الخروج إلى الشارع يهدد أمن الكويت واستقرارها سيقولون: طز في أمن الكويت واستقرارها، المهم تحقيق مصلحة الإخوان. فبدأوا يطالبون بإمارة دستورية وحكومة منتخبة، فأصبحت وزارة الأوقاف والمؤسسات التي مكنتهم السلطة من السيطرة عليها دون مستوى طموحات المرحلة الجديدة، بدأوا يتطلعون إلى أن يشكلوا هم الحكومة لتخضع لهم «المالية» و«الخارجية» ويبتلعوا دولة الكويت بكاملها، كما ابتلع الإخوان مصر وتونس. فها هي القوى الوطنية في مصر تصرخ من سيطرة الإخوان، وحذّرت الجيش من غدرهم، ولم يلتفت قادته إلى تلك التحذيرات. وها هو الرئيس المرزوقي يصرخ في تونس محذراً من محاولات الإخوان السيطرة على مفاصل الدولة.{nl}إن من يطالبون بالنزول إلى الشارع وتهييج الجماهير هي «نهج»، وهم شباب الإخوان. والشباب لا يتحركون إلا بأوامر من القيادة. فأحد مشايخهم يشبه الخروج إلى ساحة الإرادة بالمرابطة والجهاد في سبيل الله، ويقول أحد خطبائهم «إن ساحة الإرادة وميدان التحرير يصنعان التغيير، فالتغيير لن يأتي إلا من ساحة الإرادة والتجربة خير برهان، مدللاً على ذلك بالتجربة المصرية»، ويقول ثالث «شباب الكويت لن يكونوا أقل شجاعة من الشباب العربي الذين سالت دماؤهم لتحقيق التغيير»، ويحاولون تشويه صورة السلطة لتحريض الشعب على كراهيتها، ودفعه للخروج عليها، ولتبرير انقلابهم عليها. والشعب الكويتي يعرف الدور المميز الذي قامت به القيادة الكويتية لتحريك العالم ضد الغزو وتحرير الكويت، بينما كان الإخوان يتظاهرون في مصر والسودان وسائر دول العالم دعماً للغزو الصدامي وضد الشعب الكويتي، بعد أن قبضت قيادتهم الثمن من صدام. فهم مشهورون ببيع المواقف. يقول د. رفعت السعيد في «المصري اليوم» (2012/9/1)، إن حسن البنا كتب مقالاً في «النذير» (4 ذي القعدة 1357)، قال إن ألمانيا وإيطاليا يفكران في اعتناق الإسلام، ليكون داعية لفكرهما، ويعمل على تسويقه وقبض الثمن فوراً.{nl}هذه بعض أدبيات الإخوان، التي يتضح فيها التحريض لنشر الفتنة والقلاقل في بلدنا الحبيب، والشعب يصرخ طالباً من السلطة أن تستيقظ لوقف المخطط الإجرامي.{nl}اموال تونس المنهوبة{nl}رأي القدس العربي{nl}تجد الدول التي انتصرت فيها ثورات الربيع العربي مثل مصر وتونس صعوبات كبيرة في استرداد الاموال التي نهبها رموز الانظمة السابقة واودعوها في مصارف اجنبية او عربية بسبب البيروقراطية، وتلكؤ البنوك في الافراج عنها لتحقيقها ارباحا وفوائد كبيرة من وجودها.{nl}وزير العدل التونسي اعترف بهذه الصعوبات في تصريحات ادلى بها يوم امس عندما اكد انه لا يجد تعاونا من دول مغاربية وخليجية تم تهريب ملايين الى مصارفها من قبل اعوان الرئيس السابق زين العابدين بن علي.{nl}السلطات التونسية لم تستسلم لهذه الصعوبات فيما يبدو، بدليل ان الرئيس المنصف المرزوقي مارس ضغوطا على الحكومة القطرية نجحت في ابعاد السيد صخر الماطري زوج ابنة الرئيس التونسي من قطر الى دولة يعتقد انها اوروبية.{nl}ظروف الابعاد هذه ما زالت غامضة، فالبيان الذي تحدث عن ابعاد السيد الماطري صدر عن القصر الجمهوري التونسي، ولم يصدر عن الدولة المضيفة، ولا نستبعد ان يكون الرئيس المرزوقي قد استغل مسألة مشاركته في المنتدى الذي سيعقد اليوم في الدوحة تحت عنوان 'المنتدى العربي لاسترداد الاموال المنهوبة' للضغط على الحكومة القطرية لابعاد السيد الماطري الذي تتهمه السلطات التونسية باستغلال علاقته الاسرية بالرئيس السابق لجمع ثروات هائلة هربها الى دول خليجية.{nl}وربما يفيد التذكير بان الرئيس المرزوقي رفض المشاركة في القمة الاسلامية الطارئة التي انعقدت في مدينة مكة ليلة القدر بسبب استضافة السلطات السعودية للرئيس بن علي واسرته ورفضها طلبات تونسية بتسليمه او ابعاده، ومثل تونس في المؤتمر الدكتور رفيق عبد السلام وزير الخارجية التونسي.{nl}صحيح ان الاموال التونسية المنهوبة تبدو متواضعة بالمقارنة مع نظيرتها المصرية او الليبية التي تقدر بعشرات، وفي بعض التقديرات بمئات المليارات من الدولارات، ولكن تونس بحاجة الى كل دولار في مثل هذه الظروف الاقتصادية العصيبة التي تمر بها، بالاضافة الى ان المسألة مسألة مبدأ وقانون، فمن غير المنطقي ان يعيش هؤلاء في بحبوحة وينعموا بملاذات آمنة للتمتع بالثروات التي نهبوها، بينما هناك ما يقرب من المليون شاب عاطل في تونس محرومين من لقمة العيش الشريفة.{nl}بعض المتهمين التوانسة بسرقة المال العام، او استغلال علاقاتهم الاسرية برأس النظام لتكوين ثروات هائلة، اعرب عن استعداده للعودة الى تونس ورد الاموال المتهم بالاستيلاء عليها، واذا كانت هذه الرغبة جدية، فيجب اخذها بعين الاعتبار وفق الاعتبارات القانونية في هذا الاطار، لان الهدف هو استرجاع الاموال المنهوبة للخزينة العامة للدولة، واستثمارها لدعم الاقتصاد وفي مشاريع تخلق الوظائف للعاطلين.{nl}وحتى نكون اكثر تحديدا، فان تقارير اخبارية تحدثت عن استعداد كل من الحسن الطرابلسي شقيق السيدة ليلى بن علي، وصخر الماطري، لاعادة الثروات المتهمين بنهبها اذا ادينا والمثول امام القضاء التونسي بالتالي، وقالت مصادر موثوقة في لندن التي حاول السيد الماطري اللجوء سياسيا اليها، ان مفاوضات جرت بين محاميه والسلطات التونسية في هذا الخصوص ولكنها لم تتوصل الى نتائج.{nl}الضغوط يجب ان تستمر وتتعاظم، ومطاردة هؤلاء في منافيهم الآمنة خطوة شرعية، حتى تعود الاموال المنهوبة لخزينة الدولة كاملة دون نقصان. فالثورة جاءت من اجل انهاء عهد الفساد، وانصاف الشعب والمحاسبة والمساءلة، واستعادة المال المنهوب هي احدى الخطوات الاساسية في هذا الاطار.{nl}مرسي أم مبارك؟{nl}بقلم:عبد الحليم قنديل (كاتب مصري) عن القدس العربي{nl}هل ثمة سياسة عربية وخارجية جديدة لمصر الآن؟ وهل من فارق حقيقي بين خط الرئيس محمد مرسي العياط وخط المخلوع محمد حسني مبارك؟{nl}هناك ـ بالطبع ـ متغيرات دراماتيكية في الخرائط العربية، وبسبب جوهري هو تلاحق الثورات التي انتقلت سريعا من تونس إلى مصر، ثم شملت ليبيا، واتجهت إلى الشرق في اليمن ثم سورية والبحرين، ونشأت في مواجهة الثورات محاولات دؤوبة للاحتواء، ولا تزال المعركة جارية فصولها، والسجال مفتوح، ودون أن يصل المشهد بعد إلى صورة ختام .{nl}ومن ثم لايصح ـ مثلا ـ أن تقارن بين موقف مرسي في الموضوع السوري وموقف مبارك، ولسبب بسيط جدا، وهو أنه لا يمكن تخيل أن الثورة كانت ستقوم في سورية أيام بقاء مبارك في رئاسة مصر، فلم تكن الثورة لتقوم في سورية دون أن تنشب أولا فى مصر، والمعنى: أن موقف مرسي الداعم للثورة في سورية، ومطالباته المتكررة بتنحي بشار الأسد، هذا الموقف ليس من موضوعات المقارنة الجائز تصورها عقلا بين خط مرسي وخط مبارك، فهو موضوع مستجد تماما، وموقف الشعب المصري فيه ظاهر تماما، فالكتلة الغالبة من الشعب المصري وقواه الحية تستشعر عذاب الشعب السوري، وتؤيد ثورته وأشواقه إلى الحرية، ولسورية ـ كما هو معروف ـ مكانتها المميزة في ضمائر وقلوب المصريين .{nl}عدا قصة سورية المستجدة، والتي ليس بوسع مرسي أن يقول فيها كلاما آخر، فلا يبدو من جديد ملفت في سياسة مرسي العربية يميزه عن مبارك ، بل أن التشابه إلى حد التطابق يبدو ظاهرا، برغم أن مرسي يبدو مختلفا في أدائه الشخصي، وفي ثرثراته السياسية المرتجلة غالبا، والتي يحاول بها أن يوحي بفارق ما عن مبارك، والذي كان يقرأ نصوصا كتبت له، لا يتجاوزها، ولا يبدي انفعالا بشيء يحرك وضعه 'الشمعي' الجامد .{nl}أصل التقارب ـ إلى حد التطابق ـ بين مرسي ومبارك في داخل مصر ذاتها، وقبل أن يمتد بأثره إلى خارجها، وربما لا يكون لمرسي شخصيا حيلة في القصة كلها، فمرسي كادر إخواني ملتزم ومطيع نموذجي، وصعد إلى رئاسة حزب الإخوان بفضل طاعته للمرشد، ويواصل نفس سلوك الطاعة وهو في كرسي الرئاسة المصرية، وقراراته تصاغ له في مكتب إرشاد الإخوان، ثم تترك له مهمة توقيعها، وليس لدى جماعة الإخوان اختيار مختلف جوهريا عن سابقتها 'جماعة مبارك'، لا في السياسة ولا في الاقتصاد ولا في الثقافة، وسياسة مرسي ـ في المحصلة ـ هي سياسة مبارك، وإن كان جائزا إضافة بعض التنقيحات الإخوانية، أو التمتمات والثرثرات والتبريكات، والإكثار من ذكر الآيات القرآنية، وإضفاء طابع ديني مموه على اختيارات مبارك ذاتها، وهذه اختلافات في المبنى لا تجد مكافئا لها في المعنى، فمصر ـ تحت رئاسة مرسي ـ لاتزال في القيد الاستعماري نفسه، ولا تزال خاضعة للهيمنة الأمريكية الإسرائيلية، وأقرب إلى وضع المستعمرة الأمريكية كاملة الأوصاف، واقتصادها لا يزال محتلا، وتحت وصاية صندوق النقد والبنك الدوليين، ونخبتها الإقتصادية هي ذاتها 'رأسمالية المحاسيب' الموروثة عن جماعة مبارك، ومع إعادة تشكيل فرق المليارديرات، وبحيث تؤول القيادة إلى 'كابتن' من جماعة الإخوان لا من جماعة مبارك، وعلى طريقة إحلال أدوار لخيرت الشاطر أو حسن مالك ـ الإخوانيين ـ محل دور أحمد عز 'المباركي'، والمحصلة: أن مصر لا تزال في الأسر، ولا يتوقع من بلد أسير أن تكون له إرادة يعتد بها، أو أن يصوغ سياسة عربية وخارجية حرة، أو أن تكون له استراتيجية تخصه، وليست ملحقة بالآخرين، وحتى في الموضوع السوري الذى يبدو فيه موقف مرسي محقا، فإنه أقرب إلى استعادة لمواقف آخرين في منطقة الخليج الخاضعة للأولويات الأمريكية، والذين لا يهمهم حرية الشعب السوري بقدر ما يهمهم إضعاف سورية وتفكيكها .{nl}وفي خطاب مرسي الأخير بالجامعة العربية، بدت مصر كأنها دولة 'صغيرة' الشأن تتبرع بتأييد أدوار الآخرين، وعلى طريقة أفراح القرى الصغيرة في مصر، والتي يتبرع فيها مذيع الحفل بتحية و'مشوبشة الرجالة والمعلمين' مقابل نقود توضع في حجره، فمرسي ـ في خطابه ـ يؤيد ويحيي دور السعودية في اليمن ويؤيد ويحيي دور قطر في السودان، ودون أدنى التفات لدور مصر ذاتها، وحتى في الموضوع الفلسطيني، وهو منطقة نفوذ تقليدي لمصر، فقد بدت ثرثرات الرجل تكرارا لأراجيز مبارك عن السلام الذي لا يأتي أبدا، وعن دعم مصر لعباس في توجهه للأمم المتحدة، ودون أن يذكر مرسي ـ الإخواني ـ إسرائيل بصفة 'العدو'، ولا لمرة واحدة، بل ذكرها بصفة 'الطرف الآخر'، وبدا الأمر كله أشبه بمسخرة حقيقية، انتهت إلى ذات النهاية العاجزة المكررة، وهي تقدم الجامعة العربية بشكاوى ورجاءات إلى مجلس الأمن والأمم المتحدة في الموضوعين السوري والفلسطيني، وانفضاض الاجتماع كما بدأ، ومع فارق كئيب إضافي، وهو غلق الشوارع المحيطة بمقر الجامعة العربية على نيل القاهرة لتسهيل مرور موكب مرسي وحراساته الأمنيــة الكثــيفة، وعلى طريقة مبارك المخلوع ذاتها.{nl}وقد يقال لك أن مرسي زار الصين في أول رحلاته للعالم غير العربي، وأن في هذا مؤشر على تغير ما، وهذه قراءة خاطئة تماما، فقد أعلنت مؤسسة رئاسة مرسي عن موعد زيارته لواشنطن قبل أن يذهب إلى الصين، ثم أن رحلة مرسي للصين كانت محض اقتصادية و'تسولية'، تماما وعلى ذات الطريقة التي كان يذهب بها مبارك إلى الصين، وفي بكين لم يتذكر 'الشيخ 'مرسي معاناة مئة مليون مسلم في مقاطعات غرب الصين، وهو الذي لا يفتأ يكرر حكاية أهل السنة والجماعة، ويتعمد إغاظة الشيعة المسلمين على طريقة 'كيد النسا'، وعلى النحو الذى افتتح به خطابه في مؤتمر حركة عدم الانحياز في طهران، وبدا كأنه يستعيد زمن الفتنة الكبرى التي فرقت المسلمين شيعا وفرقا ومذاهب، ولم يكن في ذلك سهو ولا خلط، بل كان كل شيء متعمدا، فقد غضبت أمريكا وقتها من اعتزام مرسي زيارة طهران، وغضب أهل أمريكا في الخليج، والذين تعودوا على إذلال السياسة المصرية، ومنع مصر من إقامة علاقات طبيعية مع إيران، كان ذلك في زمن المخلوع، وسرى الأمر ذاته في زمن مرسي، والذي بدا كأنه يتمرد على القيد، ويعتزم مغازلة طهران، وكان على مرسي أن يبحث عن حيلة للخروج من الحرج، كان عليه أن يفاقم الخلاف مع إيران، لا أن يرمم الجسور المقطوعة معها، وهكذا فعل فاستعاد رضا السادة في واشنطن وفي عواصم الخليج، واستخدم اسم مصر في إشعال المزيد من الفتنة والفرقـــة بين السنة والشيعة، وعلى الطريقة التي تريدها واشنطن بالضبط، والتي تتبنى سياسة بريطانيا القديمة 'فرق تسد'، وترسم خرائط المنطقة على أساس الحرب الدائمة بين 'الهلال الشيعي' و'القوس السني'، وقد نهض مرسي بالدور التخريبي نفسه الذي كان موكولا لمبارك، وبكفاءة دينية أكبر. {nl}وربما كان ذلك التطابق هو الذي حمل متظاهرين في القاهرة على رفع لافتة ملفتة، غيروا فيها اسم الرئيس محمد مرسي العياط إلى الرئيس محمد مرسي 'مبارك'.{nl}العراق يدخل المرحلة الثانية من 'الفوضى الخلاقة'!{nl}بقلم:جمال محمد تقي(كاتب عراقي) عن القدس العربي{nl}المرحلة الاولى انتهت منذ ان اتمت قوات الاحتلال الامريكي انسحابها الكامل من العراق، اي منذ ما يقارب العام، حيث تم فيها تدمير مجمل البنى التحتية للدولة العراقية الحديثة وقطع الطريق على اي محاولة لاعادة ترميمها، لتحل محلها اسس رملية لدولة افتراضية لا تتحمل اي بناء مستقبلي، فتلك الاساسات التي نحتها الاحتلال لا تتقبل اي ثقل بنائي يتطلبه واقع الحال، وبالتالي هي بمثابة قاعدة دائمة لعملية متواصلة من الهدم، والتي لا تستقطب سوى الفوضى، وعليه تم تصميم الوضع ليكون اسيرا دائما لتلك الفوضى الموصوفة بالخلاقة زورا وبهتانا، وذلك للتغطية على القصدية السلبية الكامنة وراءها، انها سيدة المشهد العراقي ومن دون منازع منذ احتلاله وحتى الان والى يوم قيام اسس جديدة لدولة عراقية سيدة ومستقرة وديمقراطية حقا، والوضع العراقي شاهد على نفسه بالرغم كل الادعاءات الفارغة والمضللة التي تحاول تصوير هذه الفوضى وكأنها افرازات هامشية في مسيرة العراق الجديد!{nl}تسيد النزعات الطائفية والمناطقية والعنصرية وتحول الفساد الى طقس وعقيدة تغذيها شريعة المحاصصات والركض وراء المغانم على حساب القيم الوطنية والاخلاقية، هي انعكاس روحي للثقافة التي اشاعها البناء المادي المجسد بشكل الدولة الفوضوي السائر نحو الانفطار والانقسام والتشظي والذي اقامه المحتل والمتعاونون معه في العراق المغدور!{nl}لا يمكن تلمس معالم المرحلة الثانية من الفوضى الخلاقة في العراق دون استيعاب التلازم المهندس سلفا بين تفاعلات الفوضى العراقية مع الفوضى المستحدثة في عموم الشرق الاوسط الكبير، والتي من افرازاتها ما يطلق عليه الربيع العربي، والصر<hr>إضغط هنا لتحميل الملف المرفق كاملاً (http://192.168.0.105/archive02/attachments/DocsFolders/09-2012/عربي-201.doc)