تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : اقلام واراء اسرائيلي 313



Aburas
2013-04-15, 10:38 AM
<tbody>
أقــلام وآراء إسرائيلي (313) الخميس- 11/04/2013 م



</tbody>

<tbody>





</tbody>


<tbody>
في هــــــذا الملف




تركيا تواصل العمل في الناتو ضد اسرائيل
بقلم: ايلي بردنشتاين ،عن معاريف

مشاكل كيري
بقلم: نداف هعتسني ،عن معاريف

كيري لم يحرك مسيرة السلام
بقلم: جاكي خوري وبراك ربيد،عن هآرتس

الاحتلال ليس اخلاقيا
بقلم: نوعام شيزاف،عن معاريف

اين المال يا لبيد؟ انه في الاحتلال
بقلم: تسفي برئيل،عن هآرتس

بدون غزة لا تركيا
بقلم: شيري بسي،عن هآرتس













</tbody>


تركيا تواصل العمل في الناتو ضد اسرائيل

بقلم: ايلي بردنشتاين ،عن معاريف

مر حتى الان اسبوعان منذ اتفاق المصالحة مع اسرائيل، ولكن لدى تركيا يبدو الأمر يسير 'كالمعتاد': فمؤخرا استخدمت أنقرة الفيتو مرة اخرى ضد مشاركة اسرائيل في اجتماع الناتو على مستوى وزراء الخارجية.
منذ تدهور العلاقات بين تركيا واسرائيل على خلفية الاسطول التركي في ايار 2010، استخدمت تركيا عضويتها في الناتو كي تضيق على خطى اسرائيل في أعمالها مع الناتو. ولما كان في كل قرار في الناتو مطلوب اجماع من كل الاعضاء لم يكن مفر غير قبول معظم مطالب تركيا ضد اسرائيل.
وضمن أمور اخرى حظرت تركيا على مشاركة اسرائيل في محفل دول الشرق الاوسط الذي يدير حوارا مع الناتو. وبعد الاعتذار الاسرائيلي لتركيا فهموا في القدس بان أنقرة سحبت اعتراضها على مشاركة اسرائيل في هذا المحفل.
واستقبلت وزارة الخارجية في القدس برضى قرار مجلس الناتو استئناف التعاون مع اسرائيل في اطار 'الحوار الاوسطي' بل وتقرر موعدا الى دعوة كل الدول الاعضاء الى هذا الحوار.
'الحوار الاوسطي' هو محفل يضم سبع دول من البحر الابيض المتوسط ليست اعضاء في الناتو. في هذه الشراكة التي أقامها الناتو تشارك الى جانب اسرائيل المغرب، مصر، الاردن، تونس، الجزائر وموريتانيا، وهدفها تعميق تعاون هذه الدول مع الناتو.
ولكن رغم أن تركيا سحبت الفيتو على مشاركة اسرائيل في المحفل، أعلنت أنقرة عن أنها تستخدم الفيتو على مشاركة اسرائيل في الاجتماع وقد تأجل. هذا الفيتو التركي، الى جانب سلوك متملص من جانب الاتراك في كل ما يتعلق بتنفيذ اتفاق المصالحة واعادة العلاقات بين الدولتين الى طبيعتها، أدى الى تشاؤم كبير في الجانب الاسرائيلي.
وأشار رئيس الوزراء نتنياهو ووزير الخارجية الامريكي جون كيري أكثر من مرة الى أهمية المصالحة مع تركيا على خلفية الحرب الاهلية في سوريا وأزمة النووي الايراني.
وأشار مستشار الامن القومي لنتنياهو، يعقوب عميدرور هو ايضا الى مساهمة المصالحة في نشاط اسرائيل في الناتو والذي كان ضيق عليه الاعتراض التركي.
ومع ذلك، فان التقدير في اسرائيل هو أن تركيا، رغم اتفاق المصالحة، لن تسارع الى سحب الفيتو الذي تستخدمه على التعاون الاسرائيلي مع الناتو. وفي القدس يقدرون بانه اذا حاولت اسرائيل حث انخراطها من جديد في نشاط الناتو فانها 'ستخسر فقط'.
منذ تدهور العلاقات بين الدولتين، استخدمت تركيا الفيتو على فتح ممثلية اسرائيلية في مقر الناتو في بروكسل والذي كان في سياق متقدم من عملية اتخاذ القرار بشأنه. كما استخدمت أنقرة الفيتو على مشاركة اسرائيل في حوار البحر المتوسط مع الناتو، والذي يعنى ليس فقط في جوانب عسكرية بل وايضا في جوانب ادارة المقدرات وحالات الطوارئ.
وفي هذا الاطار منعت تركيا اقرار ورقة موقف اسرائيلية تتعلق بالتعاون الاقليمي مع الناتو في مجالات الكوارث الطبيعية، واقامة فرق خاصة لمعالجة اللاجئين. ومنع الفيتو التركي التعاون أيضا في مجالات مكافحة الارهاب، النار الصاروخية والقتال الالكتروني (السايبر).
واستخدمت تركيا الفيتو على مشاركة اسرائيل في سلسلة من المناورات العسكرية، في البحر، في الجو وفي البر، وكذا على التعاون مع اسرائيل في مسائل انتشار السلاح، الحوار الاستراتيجي، ادارة الازمات العسكرية، الحماية البحرية وغيرها. بل ولم تسمح تركيا لاسرائيل بالمشاركة في اجتماعات الناتو التي عقدت في اراضيها بل ومنعت انعقاد حوار خاص بين الناتو واسرائيل في مجال مكافحة الارهاب.
وعلم أول أمس بان الاتراك أجلوا الى 22 من الشهر الحالي لقاء كان مخططا ليوم الخميس القريب القادم مع مندوبين اسرائيليين بهدف حث اتفاق المصالحة بين الدولتين.
ويدعي الاتراك بان هذا تأجيل فني، كونهم لم يتمكنوا من الاستعداد مع عائلات القتلى، غير المستعدة للتنازل عن دعاويها ضد اسرائيل. كما أن الاتراك معنيون بالاشراف الشخصي لرئيس الوزراء رجب طيب اردوغان على المحادثات، الامر غير المتاح في الموعد الاصلي. ويحتمل أن يكون اردوغان قرر تأجيل زيارة وفد من اسرائيل الى ما بعد عودته من واشنطن ولقائه بالرئيس الامريكي باراك اوباما، الذي يزمع عقده في 16 نيسان.
وحسب الاتفاق الذي تم في نهاية زيارة اوباما الى اسرائيل، اعتذر نتنياهو في مكالمة هاتفية اجراها مع اردوغان عن اخطاء عملياتية أدت الى وقوع تسعة قتلى في مرمرة. وكجزء من الاتفاق، تعهدت تركيا بسحب كل الدعاوى من جانب الدولة وعائلات القتلى التي رفعت ضد جنود وقادة من الجيش الاسرائيلي، بل وتعهدت تركيا بمنع رفع دعاوى مشابهة في المستقبل.
ويتشكل الوفد الاسرائيلي الذي كان من المقرر أن يصل الى تركيا من مستشار الامن القومي يعقوب عميدرور مبعوث نتنياهو الخاص لترتيب العلاقات مع تركيا، المحامي يوسف تشخنوبر. والى جانب مسألة الدعاوى ضد اسرائيل كان الوفد سيبحث في تفاصيل اتفاق التعويضات التي كانت ستنقلها اسرائيل الى صندوق انساني خاص يقام لهذا الغرض والمبالغ التي ستدفع لكل عائلة.
كما كان الوفد سيبحث ايضا في خطوات تطبيع العلاقات بين الدولتين، مع التشديد على اعادة السفيرين وازالة الاعتراضات التي تقدمت بها تركيا على كل تعاون مع اسرائيل في الناتو.
غير أنه يسود في الساحة السياسية في اسرائيل تشاؤم شديد على احتمالات أن تقوم تركيا بالفعل بتطبيع علاقاتها مع اسرائيل. وصحيح حتى كتابة هذه السطور، ليس واضحا متى ستكون تركيا مستعدة لرفع مستوى التمثيل الدبلوماسي واعادة السفيرين واذا كانت ستتوقف عن وضع المصاعب على اسرائيل في الاطر الدولية كالناتو.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ


مشاكل كيري
بقلم: نداف هعتسني ،عن معاريف

قلبي على وزير الخارجية الامريكي، جون كيري، الذي يجد صعوبة في التركيز على المهام الاكثر أهمية التي يقف امامها العالم الحر اليوم. وقد خطط كيري ليكرس كامل مقدرات القوة العظمى للمشكلة رقم واحد في العالم مأساة الشعب الفلسطيني. ولكن كل أنواع ضجيج الخلفية الغبية تصرف الانتباه وتخرب على العمل المقدس. فمنذ أن تسلم مهام منصبه، مكث كيري هنا المرة تلو الاخرى وتعهد بان يعود كل اسبوعين كي ينقذ الامة الفلسطينية من بؤسها. والتقى أيضا بشريكه في الرؤيا، شمعون بيريس، الذي صرح بانه تهب 'ريح جديدة من السلام في الشرق الاوسط'. ومع أننا قليلو الايمان ونلاحظ ريحا معاكسة، الا ان بيريس وكيري يريان أمورا تغيب عنا.
غير أنهما كلاهما يجدان صعوبة في الصعود الى ظهر الريح الطيبة الجديدة هذه والتركيز على ما هو هام حقا. قبل كل شيء تطل مرة اخرى الازمة مع كوريا الشمالية. صحيح أنه لا يمكن مقارنة تهديد بيونغ يانغ بالمظالم التي يلحقها الاحتلال الاسرائيلي في حواجز الطرق. فأين نتائج بحوث 'محسوم ووتش' من الافعال التي يرتكبها كيم يونغ أون. ولكن مع ذلك ينبغي الانشغال بكوريا إذ توجد مشكلة مع قنبلة ذرية موجهة الى سيول والشيطان يعرف الى أين أيضا. وما العمل، يجب الانقطاع للحظة عن المهامة المقدسة والانشغال ايضا بالصغائر. ويوجد أيضا أولئك الاشقياء، الايرانيين. ما الذي لا تفعله ادارة اوباما كي تقنع الجميع وتبقي الايرانيين مع القنبلة. ولكن نتنياهو مع هوسه الايراني، يزعج المرة تلو الاخرى.
إذن صحيح أنه لا يمكن مقارنة الاحابيل اللطيفة التي يقوم بها آيات الله مع الافعال الارهابية للمستوطنين في الضفة، ولكن مع ذلك فان المحادثات مع الايرانيين ايضا ومع كل المحيطين، تنزع من وزير الخارجية زمنا باهظ الثمن. وتوجد ايضا مواضيع صغيرة اخرى كهذه او تلك. سوريا مثلا. ومع أن سوريا ليست موضوعا ينبغي للعالم أن يركز عليه، فبالاجمال هذا نزاع سياسي داخلي وشرعي بين معسكرين متخاصمين، يسوى بوسائل مقبولة في المنطقة. ولكن كيفما اتفق قد يؤثر ايضا على الامور الهامة حقا. صحيح أنه لا يمكن مقارنة الاحداث في دمشق وحلب مع جرائم الحرب التي ترتكبها اسرائيل في رام الله وفي غزة. ولكن كيري ملزم بان يصرف مقدرات هامة عن حل المأساة الفلسطينية، ليعالج الجلبة السورية أيضا.
وغيرها كل أنواع الامور المثيرة للاعصاب والمشوشة للعقل تطل كل الوقت لتخرب على المهامة العليا. توجد مصر ويوجد اردوغان الصديق الطيب للولايات المتحدة، الذي وإن كان حصل على الاعتذار وعن حق، الا أنه لا يزال بحاجة الى ان يتجول حوله بسبب العزة الاسرائيلية الغبية. ولم نحصي اوروبا، آسيا، جنوب امريكا وروسيا، كل باقي المواضيع الثانوية والصغيرة. فهذه ترن وتحدث آلام رأس زائدة لوزير الخارجية الجديد. والاكثر إحباطا هو ان الحل موجود في متناول اليد، جهد آخر صغير واذا بكيري يحقق اتفاقا كاملا ويدخل التاريخ كمن جلب السلام وحل ما كان يعتبر غير قابل للحل على نحو ظاهر.
وفقط نحن، في وجه النشاط والطموح للوزير الامريكي حديث العهد، الذي في أفضل الاحوال يمكن أن نصفه بانه نشاط مثير للشفقة ومنقطع عن الواقع، يجب الا نتشوش. فبالذات بين يوم الكارثة ويوم الاستقلال، حين تطوف الدروس التاريخية من جديد بكامل حدتها، محظور ان نقدم حتى ولا تنازلات تكتيكية صغيرة لمبادرات خطيرة ومشوهة على نمط تشمبرلن وأمثاله. فليفهم كيري كم هو يضيع الوقت، ويبدأ بمعالجة المشاكل العالمية الحقيقية ويدعنا لحالنا.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ

كيري لم يحرك مسيرة السلام
بقلم: جاكي خوري وبراك ربيد،عن هآرتس

قال مسؤولون فلسطينيون كبار مقربون من الرئيس الفلسطيني محمود عباس (الثلاثاء) لصحيفة 'هآرتس' انه برغم تفاؤل وزير الخارجية الامريكي جون كيري فانه لا ينبغي في هذه المرحلة الحديث عن دلائل على شق طريق يفضي الى تجديد المحادثات مع اسرائيل.
وقال اولئك المسؤولون الكبار ان المحادثات التي يجريها كيري وبخاصة مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ومع عباس، لم تنضج برغم ارادة كيري الصادقة تقديم التفاوض قدما. وقال مسؤول فلسطيني رفيع المستوى مشارك في المحادثات إن 'الفلسطينيين أوضحوا ان تجديد المحادثات كله يجب ان يقوم على صيغة واضحة في مقدمتها حدود الدولة الفلسطينية والافراج عن الأسرى. وما لم توجد موافقة اسرائيلية على هذا الشأن فلن يمكن الحديث عن محادثات يمكن ان تفضي الى تسوية'.
وقال ان التفضلات التي تم الحديث عنها ومعظمها في المجال الاقتصادي قد تُحسن الوضع في الضفة الغربية والوضع العام للسلطة الفلسطينية فترة محدودة لا أكثر من ذلك. 'إن القضية الفلسطينية قبل كل شيء سياسية لا اقتصادية وقد طلب كيري مهلة شهرين ليدفع قدما باجراءات ومن الواضح انه ما زال في بداية الطريق'، قال.
يمكث عباس في الدوحة عاصمة قطر حيث لقي هناك اعضاء لجنة المتابعة العربية لمبادرة السلام وأبلغهم تفصيلات محادثاته مع كيري. وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية ان عباس تحدث ظهر الى كيري هاتفيا وحصل منه على إبلاغ بمحادثاته مع نتنياهو. وسيصل الى واشنطن نهاية الشهر وفد وزاري من الجامعة العربية للقاء مسؤولين كبار في الادارة الامريكية في محاولة للدفع قدما بمبادرة السلام العربية باعتبارها أساسا لحل الصراع.
في زيارة كيري الثانية التي انتهت الثلاثاء، استجاب نتنياهو لطلبه ووافق على تفضل على الفلسطينيين على هيئة الدفع قدما بمشروعات اقتصادية في المنطقة ج التي تسيطر عليها اسرائيل سيطرة كاملة، وقد امتنعت اسرائيل عن الموافقة عليها فترة طويلة.
لم يُقدم كيري تفصيلات عن صورة المشروعات التي تمت الموافقة عليها. وقال مع ذلك ان الحديث عن خطوة تشارك فيها عدة وكالات مساعدة امريكية ومنظمات دولية ومصارف واتحادات اقتصادية من القطاع الخاص. وذكر انه سيكشف في الاسبوع القادم عن تفاصيل الخطة في مؤتمر صحفي في واشنطن.
وذكر موظفون اسرائيليون ان الحديث عن مشروعات في مجال البنى التحتية والزراعة والصناعة. وتوجد الكثرة المطلقة من المشروعات في المنطقة ج التي تبلغ مساحتها نحوا من 60 في المائة من مساحة الضفة الغربية وتعتبر الاحتياطي الرئيس من الارض للدولة الفلسطينية في المستقبل. وتوجد المنطقة ج اليوم تحت سيطرة اسرائيل الامنية والمدنية الكاملة. وقد رفضت اسرائيل في السنوات الاخيرة ان توافق فيها على الدفع قدما بمشروعات وصعب على الفلسطينيين ان يدفعوا بالتطوير الاقتصادي قدما فيها.
قال مسؤول اسرائيل رفيع المستوى ان كيري قد كرر عدة مرات قوله إن وقت حل الدولتين أخذ ينفد ولهذا يجب التقدم نحو اتفاق سلام.
وأوضح كيري في مؤتمر صحفي عقده في مطار بن غوريون قبل ان يغادر اسرائيل ان التفضلات والخطوات الاقتصادية ليست بديلا عن التفاوض السياسي لكنها ترمي الى انشاء جو أفضل يُمكن من نجاح المحادثات السياسية. 'وافقنا على خطوات تزيل عنق الزجاجة والحواجز التي تثقل على التجارة في الضفة'، قال. 'والهدف هو ان نوسع في غضون وقت قصير نشاط الاعمال والاستثمارات في القطاع الخاص في الضفة الغربية. وسيساعدنا النمو الاقتصادي على انشاء جو يصبح الناس فيه أكثر ايمانا بامكانية التقدم (في المسيرة السلمية)'.
قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لكيري انه 'ليس مصمما فقط على تجديد مسيرة السلام مع الفلسطينيين بل على بذل جهد جدي لانهاء الصراع مرة واحدة والى الأبد'. وأوضح نتنياهو انه سيريد في المحادثات مع الفلسطينيين ان يبحث قبل كل شيء 'في مسألتي الاعتراف والامن'. وقال هذا الكلام ردا على طلب الفلسطينيين ان تعرض اسرائيل في بدء المحادثات خريطة حدود الدولة الفلسطينية في المستقبل.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ

الاحتلال ليس اخلاقيا
بقلم: نوعام شيزاف،عن معاريف

لقد ترافق النقاش السياسي حول الاحتلال دوما مع محاولة تنقية اللغة العبرية من آثارها. فبعد أن أصبحت كلمة 'مستوطنين' منبوذة، جاء تعبير 'المتوطنين'. واقتلاع الاشجار اصبح 'الكشف'، وهكذا دواليك. أم الان فيوجد على جدول الاعمال اصطلاح 'الاحتلال' نفسه. فاليمين يدعي بكل أنواع المبررات القانونية بأنه لا يوجد احتلال على الاطلاق، والوسط الاسرائيلي، على عادته، يصطف وراءه.
كل التلويات اللغوية هذه لن تغير الواقع: اصطلاح الاحتلال لا ينطبق فقط على الارض، بل وبالاساس على الناس الذين يعيشون عليها. وتحت سيادة اسرائيلية توجد جماعتان سكانيتان: واحدة تتمتع بكل الحقوق والامتيازات واخرى تبقى تحت دكتاتورية عسكرية منذ خمس واربعين سنة (وإن كانت السيطرة في العقود الاخيرة عمليا تتم تحت حكومة الدمى في رام الله، وبتمويل اوروبي أمريكي).
إن الاسرائيليين، الذين يعتقدون بأنهم اذا ما أسموا الفلسطينيين 'عربا' والمناطق 'بلاد اسرائيل'، فان المشكلة السياسية التي تقف أمام أبوابنا ستختفي، يوهمون بالاساس أنفسهم. أنا أيضا أعتقد بان الخليل وبيت لحم هما جزءا من بلاد اسرائيل التاريخية بقدر لا يقل عن تل أبيب أو نتانيا، ولكن في هذه اللحظة يسكن هناك ملايين بني البشر عديمي الحقوق وهذا هو الامر المقرر. الكثير من الناس، في اليمين ايضا، يفهمون هذا، ولكن أغلبية لا تقل حجما من الجمهور والساحة السياسية تفضل العيش في الاوهام.
لقد أشار نشيط السلام غيرشون بسكند هذا الاسبوع وعن حق بانه لم تتخذ أي كنيست اسرائيلية أو حكومة اسرائيلية أبدا قرارا يؤيد دولتين للشعبين. كان هناك رؤساء وزراء قاموا بعدة خطوات ذات مغزى، في اثناء المفاوضات، وكان آخرون فعلوا كل ما في وسعهم كي يمتنعوا عن ذلك، ولكن عمليا عمقت دولة اسرائيل سيطرتها في المناطق. والجمهور الاسرائيلي من جهته سوغ هذه السياسة في كل حملة انتخابات.
ليس للقرار الاسرائيلي بمواصلة الاحتلال أي أساس أخلاقي، حتى وإن كان جاء نتيجة لانتخابات ديمقراطية. فليس للديمقراطية أي معنى عندما يحرم من حق الانتخاب قسم من السكان. ولا يمكن للمجتمع الاسرائيلي أن يقرر بشكل ديمقراطي احتجاز الفلسطينيين كسجناء له ومواصلة حرمانهم من الحق بحرية الحركة ومواصلة محاكمتهم في محاكم عسكرية ومواصلة ابقائهم تحت سيادة عسكرية ترى فيهم عدوا. فلا يدور الحديث عن أملاك معينة بل عن بشر، ولهم حقوق. يوجد الكثير من الشعوب التي لم تنل الاستقلال، ولكن حتى التبتيين، الاوغوريين والاكراد ناهيك عن البسكيين أو الكاتالونيين يتمتعون بمواطنة كاملة. اسرائيل غير مستعدة لاعطاء الفلسطينيين المواطنة، وهي أيضا غير مستعدة لان تخرج من المناطق. كل ما تقترحه هو مفاوضات في نهايتها النظرية ربما، وربما لا، تمنح لملايين ابناء البشر ذات الحقوق الاساسية التي منذ البداية ليست من صلاحية اسرائيل أن تحرمها.
التدخل الدولي في صالح الفلسطينيين هو بالتالي ليس فقط شرعيا بل ومباركا ايضا. فعلى أي حال فان الكفاح في سبيل حقوق الانسان ومن أجل الاقليات (ولا سيما الاقليات الاصيلة، مثل الفلسطينيين) يحمل دوما بعدا دوليا، وذلك لان الجماعة المسيطرة تسعى الى الامتناع عن منح هذه الحقوق.
في جنوب افريقيا، في الصين وحتى في زمن الكفاح الامريكي في سبيل حقوق المواطن، فان احراج الحكم من خلال الكشف عن أعماله يعتبر تكتيا شرعيا ومرغوبا فيه في نظر النشطاء السياسيين. في الحالة الفلسطينية، يخلق استمرار الاحتلال وعدم الاكتراث الاسرائيلي بالوضع مبررا خاصا للتوجه الى مؤسسات دولية او الى الرأي العام في العالم بهدف انهاء الاحتلال، على الرغم من كل الغضب المفهوم الذي يخلقه هذا التوجه في أوساط الجمهور.

ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ

اين المال يا لبيد؟ انه في الاحتلال
بقلم: تسفي برئيل،عن هآرتس

إن الموقع الامريكي على الشبكة العنكبوتية costofwar.com مخصص لمواطنين ذوي أعصاب حديدية، ويظهر فيه من جملة ما يظهر عرض يقف له شعر الرأس لتكاليف الحروب التي تقوم بها الولايات المتحدة في العراق وافغانستان حيث تجري أعداد الدولارات في جنون سريع خارج عن السيطرة.
ولا يمكن وقف انطلاق الأعداد السريع الذي يشير الى الكلفة غير المتصورة لهاتين الحربين وهي تريليون و442 مليارا وبضعة دولارات اخرى. وهذا عرض مذهل ومُغضب بصورة خاصة بسبب حقيقة ان الولايات المتحدة لم تكسب مزيدا من الأمن لنفسها نتاج هاتين الحربين. فالعراق الذي أصبح مرعي ايران السياسي أخذ تنتقض عُراه، وستصبح افغانستان بعد سنة حينما تخرج منها القوات الامريكية دولة تسيطر عليها طالبان.
والمناقضة المنطقية هي انه في حين يمكن تكميم تكاليف الحروب وعرضها بأرقام تنير البصيرة، فانه لا توجد سبيل لعرض قيمة عددية لمفهوم الأمن ولهذا لا امكان ايضا للبرهان على انه كلما أنفقنا على الأمن أكثر حصلنا على مقابل أكبر. ولا امكان للبرهان ايضا على عكس ذلك وهو انه اذا أنفقنا على الأمن أقل حصلنا على قدر أقل من هذه السلعة. والنتيجة هي انه ليس التهديد بل القدرة الاقتصادية هي التي تُعرف ما هو الأمن وأي التهديدات يجب 'التخلي عنها'.
إن الدول لا تفرض عقوبات اقتصادية على أنفسها بل تُسجن في ترتيبات أولويات لكن النتيجة واحدة. فالعراق وافغانستان 'فرضتا عقوبات' ميزانية على الولايات المتحدة التي استقر رأيها بسببهما على ان تُعرف أعداءها من جديد لتُسوغ انسحابها.
واسرائيل في مقابل الولايات المتحدة ما زالت تزعم انها لا تستطيع ان تغير خريطة التهديدات حينما تتجه الى إقرار الميزانية الامنية، فالجميع أعداء ولا يمكن التخلي عن شيء. فهل يمكن في الحقيقة عدم الاستعداد لحرب التهديد الايراني أو تجاهل خطر الصواريخ من لبنان؟.
وهنا يكمن التضليل. لأنه في حين ان ايران ولبنان هما البقرتان الحلوبان المقدستان للأمن يوجد في قطيع الأبقار هذا بقرات كان ينبغي ان تُذبح منذ زمن كالصراع مع الفلسطينيين.
من غير الممكن تقريبا تخليص تكلفة الاحتلال من معطيات الميزانية العامة وكأنها سر دولة خفي. على حسب بحث قام به مركز أدفا، أنفقت الحكومة منذ كانت الانتفاضة الاولى في سنة 1987 نحوا من 31 مليار دولار على عدد قليل من المواد يمكن تعريفها ماليا كبناء سور الفصل والانفصال عن غزة وتطوير القبة الحديدية وتحصين بلدات غلاف غزة. وقدّر خبراء مختلفون على مر السنين تكلفة الاحتلال في سنيه الاولى الاربعين بنحو من 50 مليار دولار، ويُقدر آخرون المبلغ بضعف ذلك. ويبدو ان الدولة ايضا لا تعلم بالضبط ما هي تكلفة الاحتلال.
لكن هذا لا يهم لأنه ما بقي الاحتلال يعتبر عنصرا ضروريا في تصور اسرائيل الأمني فهو كالتهديد الايراني. ولا يوجد ما يُفعل فهو هناك وهو أبدي مهما يكلفْ. وقد غابت حقيقة ان الاحتلال هو الذي يُحدث التهديد عن الميزانية العامة. إن العقوبة الاقتصادية التي يفرضها الاحتلال على اسرائيل تُرى في اسرائيل كما تُرى العقوبات الاقتصادية في ايران: فهي امتحان للصمود القومي وهذا لا ثمن له. بعد ان تغلغل الى الوعي ان المستوطنات ليست كنزا أمنيا بل هي عبء أثقل من ان يُحمل نجحت في ان تحول مكانتها من عبء أمني الى كنز قومي ومنحت الاحتلال بذلك شرعية جديدة لا تُقدر قيمتها بثمن. وهي القيمة الموضوعة الآن على باب يئير لبيد الذي يبحث عن المادة العجيبة التي تردم الهاوية الضخمة في الميزانية العامة. وعليه ان يدع قسم الميزانيات يسأل سؤالا واحدا فقط وهو كم سنكسب اذا تحررنا من الاحتلال. بالضبط. وعليه فقط ان يأمر ببناء موقع على الشبكة العنكبوتية يسمى costofoccupation.co.il، تجري فيه الشواقل في ايقاع مخيف. وهناك سيجد ايضا الحل لوضع ريكي كوهين.

ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ




بدون غزة لا تركيا

بقلم: شيري بسي،عن هآرتس
اعتذار رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لتركيا بوساطة الرئيس الامريكي باراك اوباما ينطوي على امكانية تحسين العلاقات بين اسرائيل وتركيا والعلاقات القريبة مع الولايات المتحدة نفسها بعد سنوات من الخلافات في الرأي على السياسة الاسرائيلية تجاه الفلسطينيين. هذه خطوة اخرى وهامة في الطريق الى تقليص اضرار القيود على الحركة المدنية الى قطاع غزة ومنه، التي فرضت في أعقاب سيطرة حماس على غزة في 2007. وساعدت سياسة الاغلاق حماس في تثبيت حكمها (وذلك لانها جعلت سكان القطاع أكثر فقرا وأكثر تعلقا بالوظائف والمساعدات الحكومية)، ساهمت في عزلة اسرائيل الدولية، وبالطبع، في الصدع مع تركيا. ولكن القدرة على استخلاص المنفعة الحقيقية من الانجاز الدبلوماسي الحالي منوط باستعداد اسرائيل لمواصلة سياسة التسهيلات في الاغلاق، الذي كان هو ما غذا التوترات مع أنقرة منذ البداية.
منذ أحداث الاسطول ازالت اسرائيل معظم القيود عن دخول البضائع الى غزة، سمحت بكميات صغيرة من التصدير الى الخارج وزادت بقدر ما عدد الاذون التي تصدرها للتنقل بين غزة والضفة. مصر، من جهتها، فتحت حدودها مع غزة لسفر الاشخاص الى الخارج، وهي الخطوة الحيوية لان اسرائيل لا تسمح بتشغيل الميناء البحري او المطار في القطاع. ونوضح هنا مع ذلك بان اسرائيل تواصل فرض الحظر على خروج البضائع المتجهة الى اسرائيل والى الضفة الغربية وتقيد الحركة بين غزة والضفة 'بالحالات الانسانية الاستثنائية'. حظر حركة الطلاب من غزة الى الجامعات في الضفة يمس على نحو خاص بالنساء الشابات، مثلما تفعل ايضا القيود على اخراج الاشغال اليدوية وخروج النساء صاحبات الاعمال التجارية.
وبعد التصعيد في نهاية العام الماضي ايضا (حملة عمود السحاب)، استمر ميل التسهيل في قيود الحركة. في أعقاب اتفاق وقف النار اتسعت قدرة وصول المزارعين الى اراضيهم المحاذية بالحدود مع اسرائيل، بل وسمحت اسرائيل للصيادين بالابحار الى مسافة حتى ستة أميال عن شواطيء قطاع غزة.
وشدد نتنياهو أمام رئيس وزراء تركيا رجب طيب اردوغان على أن اسرائيل رفعت العديد من القيود عن دخول البضائع الى القطاع، بل وادعى اردوغان بعد ذلك بانه وعد بتسهيلات اضافية.
لا يوجد لهذا القول التركي تأكيد اسرائيلي، ولكن ناطقين اسرائيليين لوحوا بالتسهيلات التي اعطيت وشددوا على أن قيود الحركة لن تكون الا فقط من أجل حماية أمن مواطني اسرائيل.
وعليه فان رد اسرائيل على نار الصواريخ من قطاع غزة في الاسابيع الاخيرة مشوش جدا. ففي يوم الاحد من هذا الاسبوع، وكذا قبل نحو اسبوعين في اثناء زيارة الرئيس الامريكي، اطلق مسلحون من قطاع غزة صواريخ نحو بلدات اسرائيلية، في ظل خرق المحظورات في القانون الدولي باطلاق النار المقصود ولا تمييز نحو المدنيين. وردا على ذلك أغلقت اسرائيل معبر البضائع الى القطاع، فرضت قيودا جديدة على حركة الفلسطينيين الى اسرائيل والى الضفة، وقلصت مرة اخرى المنطقة امام شواطىء غزة التي يسمح بالصيد فيها.
لقد كانت هذه هي المرة الثالثة في غضون اقل من شهر، والتي ترد فيها اسرائيل علنا على نار الصواريخ من جانب مسلحين من خلال منع حركة المواطنين من سكان غزة. وهكذا تكون الحكومة تبنت سياسة شجبتها اللجنة الدولية للصليب الاحمر في العام 2007 بصفتها عقابا جماعيا غير قانوني، وانتقدتها تركيا وحلفاؤها الغربيون بصفتها غير انسانية وغير ناجعة.
القيود المتجددة على حركة المواطنين تطرح ايضا اسئلة على جهات أمنية اسرائيلية رحبت بالنهج الاكثر تسامحا بصفتها مجدية لاسرائيل؛ منذ 2010 اعلن موظفون كبار في وزارة الدفاع المرة تلو الاخرى بان النشاط الاقتصادي في غزة يحقق الاستقرار ويضعف قوة المسلحين وحكم حماس في القطاع. وفي الشهر الماضي فقط اشار الناطق بلسان منسق اعمال الحكومة في المناطق، اللواء ايتان دانغوت بان الخطوات التي اتخذت لتوسيع حجم البضائع التي تدخل الى القطاع 'تزيد المداخيل لصندوق السلطة الفلسطينية من خلال جباية اموال الجمارك والضرائب الاخرى'، مقابل ا لبضائع التي تصل عبر الانفاق، والتي يفرض حكم حماس الضريبة عليها. واشار نتنياهو نفسه في 2010 بان العقوبات ضد السكان المدنيين في غزة شككت بـ 'التفوق الاخلاقي' لاسرائيل.
لا حاجة لاسرائيل لان تغلق المعابر الى القطاع كي تري الفلسطينيين من سكان غزة بانها قادرة على جباية الثمن على الصواريخ ضد المدنيين الاسرائيليين والتي ادينت كما ينبغي بصفتها جريمة حرب. لا شك في التفوق العسكري الاسرائيلي، بسيطرتها المطلقة في المجال الجوي وفي المياه الاقليمية لغزة، وكذا في المعابر الى الضفة الغربية. ولكن سنوات من الاغلاق اظهرت بان حبس المدنيين في غزة تحبس بالتوازي اسرائيل في دائرة من العزلة الدبلوماسية. هذه العزلة تقلص خيارات العمل السياسي لديها، تجاه قطاع غزة أيضا. زيارة اوباما والمؤشرات الاولية للمصالحة مع تركيا تقترح سبيلا آخر، مليئا بعدم اليقين ولكن ايضا بضمان الدعم من جانب حلفاء استراتيجيين، استنادا الى فتح صفحة جديدة في علاقات اسرائيل تجاه الفلسطينيين. حكومة اسرائيل حديثة العهد ستفعل بحكمة اذا ما اختارت هذا السبيل.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ

ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ