Aburas
2013-04-24, 09:26 AM
file:///C:\Users\ARCHIV~1\AppData\Loca l\Temp\msohtmlclip1\01\clip_im age001.giffile:///C:\Users\ARCHIV~1\AppData\Loca l\Temp\msohtmlclip1\01\clip_im age002.giffile:///C:\Users\ARCHIV~1\AppData\Loca l\Temp\msohtmlclip1\01\clip_im age004.gif
في هــــــــــذا الملف:
رأي القدس: نتنياهو يهدد.. وغزة تستعد
بقلم: أسرة التحرير عن القدس العربي
إيران «تهزُّ» الخليج العربي!
بقلم: جميل الذيابي عن الحياة اللندنية
"الربيع العربي" والحاجة إلى إسقاط الأسطرة
بقلم: ربيع بركات عن السفير البيروتية
الإرهاب «الجديد»!
بقلم: طارق الحميد عن الشرق الأوسط
ما على “الإخوان المسلمين” أن يجيبوا عنه
بقلم: عبد الاله بلقزيز عن الخليج الاماراتية
الأردن الشريك الصامت!
بقلم: خلف علي المفتاح عن الثورة السورية
علماء على قائمة الموساد
بقلم: موفق محادين عن العرب اليوم الأردنية
رأي القدس: نتنياهو يهدد.. وغزة تستعد
بقلم: أسرة التحرير عن القدس العربي
فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة اعلنت حال الاستنفار القصوى تحسبا لعدوان اسرائيلي جديد بعد التهديدات التي اطلقها بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء للانتقام من الصواريخ التي انطلقت من صحراء سيناء باتجاه ميناء ايلات (ام الرشراش) الحدودية الواقعة على البحر الاحمر.
نتنياهو ادعى ان هذه الصواريخ جاءت من قطاع غزة، وجرى اطلاقها من سيناء، وهدد برد قوي عليها في كلمة له اثناء اجتماع اسبوعي لمجلس الوزراء الذي يرأسه.
مجموعة جهادية تطلق على نفسها اسم ‘مجلس شورى المجاهدين في اكناف بيت المقدس′ اصدرت بيانا اعلنت فيه مسؤوليتها عن اطلاق هذه الصواريخ من طراز ‘غراد’ الروسية الصنع، وقال البيان ان هذا الهجوم هو رد انتقامي على مقتل الشهيد الاسير ميسرة ابو حمدية الذي توفي في سجون الاحتلال.
الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة تنظر الى هذه التهديدات الاسرائيلية بجدية عالية، ولم تستبعد قيام الجيش الاسرائيلي بالعدوان على القطاع، وعبر عن ذلك صراحة السيد خالد البطش عضو القيادة السياسية لحركة الجهاد الاسلامي عندما قال ‘ان حركته تستعد لمعركة جديدة مع اسرائيل في ظل التهديدات الاسرائيلية المستمرة للقطاع′ بينما قال اسماعيل الاشقر النائب في المجلس التشريعي عن حركة ‘حماس′ ان حركته تنظر بجدية عالية لهذه التهديدات. واضاف ‘نعتبر ان هناك ضوءا اخضر امريكيا للاحتلال بارتكاب حرب ضد اطفالنا ونسائنا وابناء شعبنا’.
وما زال من غير المعروف كيف ستكون طبيعة هذا العدوان الاسرائيلي المتوقع، فهل سيكون على شكل غارات، ام عمليات اغتيال لبعض القيادات الفلسطينية على غرار ما حدث للشهيد احمد الجعبري قائد كتائب القسام الذراع العسكرية لحركة ‘حماس′، ام اجتياح شامل مثلما حدث في كانون الاول (ديسمبر) عام 2008؟
اطلاق صواريخ على ميناء ايلات يشكل ضربة قاصمة للهيبة العسكرية الاسرائيلية، لسببين: الاول ان القبة الحديدية فخر الصناعة الدفاعية الاسرائيلية فشلت في اعتراضها، والثاني، ان ايلات تشكل القبلة السياحية الاهم لدولة الاحتلال الاسرائيلي، وخاصة انها اطلقت في ذروة الموسم السياحي.
الفصائل الفلسطينية سترد على اي عدوان بالطريقة نفسها التي ردت فيها على العدوان الاخير الذي استمر سبعة ايام اي اطلاق صواريخ من طراز ‘فجر 5′ التي اصابت قلب تل ابيب وارسلت ملايين الاسرائيليين الى الملاجئ، ونظيرتها التي قصفت المستوطنات اليهودية في غلاف القدس المحتلة.
السلطات الاسرائيلية تستعد لمثل هذه الصواريخ فيما يبدو، حيث بدأت قوات الامن الاسرائيلية صبيحة امس تمرينا للجبهة الداخلية في مدينة ايلات شاركت فيه قوات من الجبهة الداخلية للجيش وافراد من الشرطة والاسعاف والدفاع المدني.
الوساطة المصرية التي اوقفت اطلاق الصواريخ اثناء العدوان الاخير على قطاع غزة هي الوحيدة القادرة على تهدئة الموقف، ولكن يبدو ان مثل هذه الوساطات تأتي بعد حدوث المواجهات وليس قبلها.
إيران «تهزُّ» الخليج العربي!
بقلم: جميل الذيابي عن الحياة اللندنية
لا تعلم الشعوب الخليجية طبيعة علاقات بلدانها مع إيران! وماهية أسباب التأزم في تلك العلاقات! من يخشى من؟ من يجامل من؟ من يحاول كسب الآخر، أو كسب الوقت، ورفع شعار سياسة «النفس الطويل»، واحترام الجار؟
هناك توتر في العلاقات الخليجية - الإيرانية، وشكوى خليجية دائمة من التدخلات الإيرانية في شؤون بلدان الخليج، كما أن إيران تحتل الجزر الإماراتية الثلاث، وتلوّح من فترة لأخرى بأن البحرين «محافظة» تابعة لها لا بد من أن تستعيدها. لكن العلاقة قائمة، والسفارات مفتوحة، والوفود مستمرة!
الأكيد أن صبر دول الخليج يمتد من البحر إلى البحر، وأخشى أن تحل كارثة في البحر قبل أن يَنْفَد الصبر، وتغوص المنطقة في وحل من صنع إيران، وحينها ربما نقول: «فات الفوت وضاع الصوت»، وتسخط الأجيال على سياسة الصمت تجاه ممارسات إيران حتى لوّثت الماء واغتالت الحرث والنسل!
بعد الهزة الزلزالية التي تعرضت لها إيران، سارعت دول الخليج العربية إلى نفي تأثرها، كأن المطلوب منها تقديم النفي، أو كأنه مكتوب على شعوبها الاستماع إلى تصريحات «النفي»، بدلاً من معرفة حجم تأثير تلك الهزات في مفاعل بوشهر النووي، وتأثيره في حياة شعوبها، ومستقبل أجيالها، وبالتالي تأثيره في المنطقة الخليجية، علماً أن الكلفة باهظة من النواحي الصحية والبشرية والبيئية والمادية.
تأثرت إيران، بعد الزلزال الأعنف منذ نحو نصف قرن، الذي ضرب جنوب شرقي البلاد على الحدود مع باكستان وقتل العشرات، واهتزت بعده دول الخليج والهند. ويأتي الزلزال بعد أسبوع على هزة قوتها 6.3 درجة، أسفرت عن مقتل حوالى 40 شخصاً في محافظة بوشهر (جنوب غربي إيران)، ما أثار مخاوف من تسرّب إشعاعي من محطة بوشهر النووية، على رغم نفي طهران وموسكو تعرّض المحطة لأضرار.
يكمن القلق الشعبي الخليجي في خطورة التسربات من مفاعل بوشهر، ففي حال تسرب مواد إشعاعية من المفاعل ستكون مدمرة ومهددة لحياة الناس، خصوصاً أن «بوشهر» أقرب إلى الكويت وأبوظبي والدوحة والمنامة والمنطقة الشرقية في السعودية، أكثر من قربه إلى العاصمة الإيرانية، طهران.
في الأيام الأخيرة، وبعد الزلزال الذي ضرب «بوشهر»، تداول الخليجيون، عبر قناة «يوتيوب»، لقاء تلفزيونياً مع الدكتور عمر بن عبدالعزيز الزيد الذي حذّر كثيراً، كما فعل غيره، من تأثيرات مفاعل بوشهر في حياة الخليجيين، ومن حقيقة أن ذلك المفاعل النووي يبعد عن طهران 1600 كيلومتر، لكنه يجاور الكويت، ولا يبعد عنها سوى 200 كيلومتر!
ذكر الزيد أن مياه الخليج محلاة، إذ إن المياه السطحية قليلة، والمياه التي يشربها أهل الرياض ودول الخليج الأخرى محلاة من مياه الخليج العربي، ولو «حدث زلزال قوي سيدمر حياة أهل الخليج العربي، ولن يجد أهله قطرة ماء يشربونها لو تسرب إشعاع نووي، فمحطات التحلية ستتوقف، والناس لن تشرب ماء فيه إشعاعات نووية مدمرة».
وأضاف: «لو كانت درجة الزلزال الأخير أعلى بقليل، أي كانت 8 درجات، وحدث شرخ في مفاعل بوشهر، وتسرّب الإشعاع، لمات أهل الخليج من الظمأ، ولن يجدوا ما يشربونه».
ويشير الزيد إلى أن جبال زاغروس المجاورة لمفاعل بوشهر تعد منطقة زلازل، وقد تكلم علماء الزلازل عنها، وقالوا إن زلازل قريبة ستحصل في هذه المنطقة، محذّراً بقوله: «يا أهل الخليج، يا مجلس التعاون، ارفعوا شكوى إلى الأمم المتحدة، ومجلس الأمن الدولي، لإبعاد هذا المفاعل عنكم، لأنه سيدمّر البيئة والحياة، ولو حصل تسرب بفعل الزلازل لأهلك الأخضر واليابس والحرث والنسل، وتذكروا أن الإشعاعات النووية سيبقى أثرها في البيئة مئات، بل آلاف السنين».
ويلفت الزيد إلى أن إيران تعلم جيداً أن بوشهر منطقة زلازل، لكنها لا تبالي لأنه لن يصيبها مكروه، لأنها تدرك أن بينها وبين «بوشهر» سلسلة جبال زاغروس، (ارتفاعها 5 آلاف متر)، وتبعد عن عاصمتها 1600 كيلومتر، لكنها لا تبعد كثيراً عن قطر والإمارات والكويت والدمام!
ويوضح أن إيران تستنزف النفط والغاز والمياه في منطقة الأهواز العربية، ولا تكتفي بذلك، بل شيّدت هذا المفاعل «المشؤوم»، ووضعته في بوشهر بالقرب من دول الخليج، مشيراً إلى أن التقنية الروسية في المفاعلات النووية رديئة وسيئة، مستدلاً بما حدث في «تشيرنوبل»!
الأكيد أن إيران تستفز دول الخليج سياسياً، وفي الوقت نفسه تمارس تعتيماً إعلامياً على طبيعة مفاعلها النووي، وحجم التصدعات والتسريبات الإشعاعية جراء الهزات المتلاحقة، ما يزيد المخاوف مع كل هزة أرضية حيال سلامته النووية. وعلى رغم ذلك ترفض سماع صوت الجيران والتحذيرات الدولية، ما يوجب على دول الخليج التقدم بشكوى إلى مجلس الأمن، والطلب من الوكالة الدولية للطاقة الذرية إرسال فريق فني متخصص، لمعاينة المفاعل النووي الإيراني في بوشهر بعد الهزة الأرضية الأخيرة، والتأكد من سلامته وخلوه من تسربات إشعاعية، والوقوف على أضراره المحتملة، التي ربما تؤدي إلى كارثة على المنطقة وأهلها.
كما يجب على دول الخليج رفض «التغييب»، والمطالبة بالانضمام إلى الاجتماعات والمحادثات بين الغرب وإيران في شأن برنامجها النووي، لكون تأثيراته المباشرة تقع على الشعوب الخليجية قبل غيرها، حتى لا تكون كالشاهد الواقف على المدرجات، فاقداً التأثير على نتيجة المباراة، ولمنع أية صفقة غربية - إيرانية قد لا تراعي مصالحها الحيوية.
"الربيع العربي" والحاجة إلى إسقاط الأسطرة
بقلم: ربيع بركات عن السفير البيروتية
لم يأت مسلسل انهيار الأنظمة العربية من فراغ، بل كان نتاج الفراغ الذي ولّدته الأنطمة عينها. والخواء هذا، الذي عنون فضاءات السياسة والثقافة والإبداع، لم يعكس بدوره لحظة عابرة، فهو شكّل آخر ذرى التراكم السلطوي فوق صفائح مجتمعية، تعاني عوارض التفسخ منذ أن تشكلت بعيد الحرب العالمية الأولى. غير أن "الربيع العربي" لم يترجم تصوراً واضحاً غايته إعادة إنتاج الفضاءات المتداعية تلك بانتظام. ولعل فراغ الفضاءات المذكور، حال تماماً دون إمكانية تنظيم كهذه. فحيث مساحة الإنتاج العقلي مفقودة (كما في دول ما قبل "الربيع")، تنتفي إمكانية إدارة أي تحول وفق تصورات مسبقة. وغني عن القول، إن عجزاً كهذا عن التحكم بمقاليد الأمور، ولو بالحدود الدنيا، جذاب في العادة لخطاب ما ورائي.
فالتهرب من مواجهة الواقع والتحديات التي يطرحها يغري باستحضار ما لا يفيد الجدل فيه لعجز المنطق عن دحضه. ولئن كان الدين يشكل في العادة أداة مثلى للتوظيف في سياقات مماثلة، فإن "الربيع العربي" شهد توظيفاً مغايراً، ظاهره منطق رافض للايديولوجيا، وباطنه غارق فيها. هكذا، لمسنا خطاباً اشتق جله برثاثة وتبسيط خياليين من فرضيات "نهاية التاريخ" وحتمية المآل الديموقراطي لكل تحول سياسي واسع وعميق على مستوى العالم. وإذ صورت الفرضيات تلك على هيئة سنن كونية، عد شمول العالم العربي بها بديهياً. وقد كان الخطاب المعبر عن هذا المنطق، إذ يهجي الايديولوجيات الزائلة ويشدد على ضرورة اجتثاث بقاياها، يثبت عقيدته الماورائية الخاصة. فقيل «إذا الشعب يوماً أراد»، «لا بد أن يستجيب القدر».
وأُغفل أن جرعة "اللبرلة" في وصف الديموقراطية التي يريدها الشعب، مماثلة في توظيفها إلى حد التطابق لتظلل القوميين سابقاً بما تريده "الأمة" واليساريين بما تقتضيه "العدالة الاجتماعية" والإسلاميين بما تنص عليه "الشريعة الإلهية"، من دون إفاضة في شرح سبل الوصول إلى أي من الغايات المنشودة (باستثناء الركون إلى الحمولات الايديولوجية لكل من المدارس المذكورة). بذلك، ثبّت جيل من الليبراليين في العالم العربي ايديولوجيتهم الخاصة بحجة مقارعة الايديولوجيات. واستحضروا من أجل ذلك إسهامات تراجع عنها كتابها أنفسهم. وما كانت "نهاية التاريخ" إلا أولها، وأكثرها تهافتاً في مطلق الأحوال.
مبعث المقارنة تسليمُ البعض بحتمية مسار "الربيع العربي". فقطار الأحداث، بحسب هؤلاء، ثابت على سكة لا حياد عنها. محطتها الأخيرة ثقافة مدنية، عمادها المواطنة، وإطارها السياسي الناظم قائمٌ على تداول سلمي للسلطة. بناء عليه، يصبح التغيير، كيفما اتفق، مقصداً بحد ذاته. فما دامت السكة ضامنة للمسار، لا ضير في الاندفاع من دون ضوابط. وفي عالم يقوم على يقينيات كتلك، يغدو المتن ما يغذي نزعة اليقين هذه، فيما التشكيك بها هوامش في أحسن الأحوال، ومعوقات تستوجب النزع في أسوئها. والمنطق هذا يستوجب التوقف عنده لأسباب عدة. أولها أن في خلفيته خلطاً بين المراد والملموس. فالمطلوب، وفق الفهم الإنساني/الفلسفي لليبرالية، ضمان حقوق الفرد بحيث لا تطويها هوية جماعة ولا يلغيها طغيان نظام. فيما الشكل السياسي للفضاء الليبرالي آلية عمل ديموقراطية تقوم على أساس تعدد السلطات والفصل بينها وتنظيم محاسبتها وفق قوانين تعبر عن عقد اجتماعي رضائي.
وقد قيل الكثير عن قدرة الثقافة الديموقراطية هذه على تطويع مخالفيها تلقائياً بمجرد إدخالهم الفضاء السياسي المعبر عنها. لكن السؤال هنا حول منطقية عقد الرهان على قوى كتلك، متى شكلت طرفاً وازناً في ميدان صراع أهلي، وبرز لديها ميل واضح لتثبيت منطق الغلبة (الحركة الأصولية في سوريا نموذجاً). ثاني هذه الأسباب يخص بعض ما طرح حول جذور "الربيع العربي"، ويمتد السؤال هنا استطراداً ليشمل فهم معانيه.
والمقصود في هذا المجال هو الربط الذي تواتر الحديث عنه مؤخراً بين احتلال العراق وإطلاق أول موجة ديموقراطية في المنطقة (مقال جهاد الزين في "النهار"، "الدبابات الأميركية أطلقت الربيع العربي من بغداد" مثالاً). فالتسليم بواقعة سقوط نظام شمولي لا ينفي مشروعية السؤال عما جرى بعد هذا السقوط. إذ إن انتهاكات حقوق الإنسان وعقلية الانتقام من الماضي (بدلاً من اعتماد نموذج مصالحة كما في جنوب أفريقيا) ومأسسة الطائفية (بما يتجاوز الفهم الليبرالي للمواطنة تماماً) أمور لا تعبر تماماً عن موجة الديموقراطية الموعودة (ألا تسلك ليبيا اليوم مساراً مشابهاً؟). ثالث الأسباب يتعلق باستسهال التفكيك واعتبار التركيب التالي له تحصيلاً حاصلاً.
ثمة استخفاف بتداعيات فض النسيج الاجتماعي والدولتي للكيانات الموجودة. وثمة من لا يريد الإقرار بأن التفكيك الكامل مؤداه فوضى شاملة، وأن إرادة التجميع ووجهته أثناء الفوضى هي رهن من يملك المال والسلاح. وفي عملية تأسيس كهذه، يصعب الحديث عن مكوّن ديموقراطي (ألا يُخشى من انهيار مماثل في مصر جراء العجز عن صوغ عقد اجتماعي مؤسس للجمهورية الثانية؟). رابع الأسباب يتعلق بوهم الحتميات.
ثمة من لا يزال مصراً على التسليم بصحة عقيدة فتنته أصلاً لإعلانها أن عصر العقائد انتهى. وثمة من يهوى اختبار صحة النظرية تطبيقياً، ما دام المجال مفتوحاً ويتسع لكثير من الاختبار.
غير أن المجال اليوم، في هذه المرحلة التأسيسية بالذات، لا يسمح بقدر كبير من ترف التجربة إلا لقاء أكلاف باهظة، وإكثار الثناء على إنجازات "الربيع" لا يحجب الأحمال الثقيلة المتأتية عنه. وهذا الكلام لا يحمل تجريحاً بإنجاز ولا ثنياً عن استكماله، إنما هو دعوة لعقلنة المخاض حتى لا يخرج عن طور المنطق وشروطه العلمية الضابطة. وهذه الشروط لا يمكن اختصارها بداخل ولا رمي مسؤوليتها على خارج. وبمثل ما لا يجوز إغفال الإنسان كقيمة وجودية محورية، تقتضي المصلحة عدم إهمال الكيانات الجمعية. والأخيرة قد تأخذ شكلاً قومياً أو وطنياً، رغم ضمورها اليوم لتلامس الإطار الأهلي في ظل التفكك المتمادي. ولا يعقل هنا التسليم بكلام طفولي حول "خشبية" الحديث عن الجماعة بحجة أنها، بشكلها الحاضر عربياً، قد أصبحت من الماضي، إذ إن البديل نزاع أهلي مديد وغير معلوم النتائج. والحسم إيجاباً بشكله النهائي، على قاعدة أن السيرورة ولاّدة للأفضل حكماً، هو ضرب من ضروب الايديولوجيا. بعد ذلك، لا يفيد إطناب الحديث عن أهمية تحطيم "الربيع" أوثاناً، إن كان الخلاص منها مجرد تأسيس لبدائل منها.
ثمة حاجة للتسليم بأن العودة عن أسطرة "الربيع العربي" هي أول شروط نجاح المسار الراهن أو ترجيح كفة أرباحه على خسائره. والقبول بالتسويات التي تحفظ الحد الأدنى من الاجتماع السياسي، من دون أن يشكل ذلك تنازلاً عن المطالب الحقوقية التي رفعها هذا "الربيع"، شرط لازم يوازي الأول أهمية. أما عدا ذلك، فمجرد تسوير جديد لدواخل مجتمعات يزداد انفراطها، وخلق مساحات صراع ترث المساحات السابقة، ومد لأمد حروب يبدو الجزم في شكلها ومنتهاها أبعد عن الواقعية وأقرب إلى العبث من أي شيء آخر.
الإرهاب «الجديد»!
بقلم: طارق الحميد عن الشرق الأوسط
إذا كان هناك من درس يجب تعلمه بعد تفجيرات بوسطن الإرهابية، فهو أننا دخلنا مرحلة الإرهاب الجديد، أو الإرهاب الإلكتروني، الذي ستتضح صورته أكثر مع سير التحقيقات مع الإرهابي الذي تم إلقاء القبض عليه.
فتفجيرات ماراثون بوسطن التي راح ضحيتها ثلاثة أشخاص، وقرابة المائة والسبعين جريحا، وأدت لاستنفار أمني أميركي غير مسبوق، وحبست أنفاس العالم معها، وقام بها مسلمان شقيقان من أصل شيشاني، أحدهما عمره ستة وعشرين عاما وهو الذي قتل، والآخر عمره تسعة عشر عاما وقدم لأميركا وعمره تسعة أعوام، وهو في يد العدالة، فقد قادت تلك التفجيرات لتركيز النقاش الآن على أمرين في التعامل مع الإرهاب: الأول تقليدي، وهو تأثير الأخ الأكبر على الأصغر، خصوصا أن الأول جاء إلى أميركا في سن العشرين. والأمر الثاني هو دور الإعلام الجديد، أو وسائل التواصل الاجتماعي، في تشكيل هوية الإرهابي ودفعه للتطرف.
الإرهاب الجديد، أو الإلكتروني، هو الآن محور التركيز الإعلامي الأميركي، والسؤال منطقي ومشروع، فكيف لشاب جاء إلى أميركا في سن التاسعة، أي الأخ الأصغر، ودرس واندمج في مجتمعها، أن يصبح إرهابيا بعد عشر سنوات، وهو الذي لم يغادر أميركا، ولم ينخرط في معسكرات تدريب بالخارج، حسب المعلن؟ فهذا أمر محير للجميع.
في السابق كان يسهل رصد دوافع الإرهابيين، وأسباب تطرفهم، وذلك من خلال تتبع الجماعات التي ينتمون لها، ومحطات سفرهم، لكن أن يتطرف شاب يافع اندمج في المجتمع الأميركي اندماجا ملحوظا، ولم يسافر لمناطق النزاع فهذا أمر محير فعلا! بل مخيف لكل من لديه أبناء.
اليوم، ومع وسائل التواصل الاجتماعي؛ «تويتر» و«يوتيوب»، وخلافهما، بات من السهل أن يتطرف الشاب وهو في غرفة نومه، أو من خلال هاتفه الجوال، وليس منزله، وبعيدا عن أعين أهله وأصدقائه، وحتى مدرسيه، وهذا ما يبدو واضحا في قصة الشابين الشيشانيين، وتحديدا الأصغر سنا، ولذا فإن التركيز الآن في أميركا منصبٌّ على الإرهاب الجديد، أو الإلكتروني، ولا نعلم ما إذا كان سيؤدي إلى تشريعات وتنظيمات جديدة، لكن اللافت هنا أن ما فوجئ به الأميركيون الآن وبعد تفجيرات بوسطن هو ما تم التحذير منه في شهر مارس (آذار) الماضي في مجلس وزراء الداخلية العرب الذي عقد بالرياض، حيث تم التحذير فيه من أن «انتشار الفكر المنحرف المتشدد والفتاوى الضالة، بفعل الانفلات الإعلامي وازدهار وسائل الاتصال الجماهيري، كان له انعكاس كبير على ظاهرة الإرهاب، بحيث شهدنا زيادة ملحوظة في الأعمال الإرهابية والاغتيالات السياسية والنزاعات الطائفية»، بحسب نص خطاب الأمين العام للمجلس الدكتور محمد كومان.
وعليه فإن كل ذلك يقول لنا إن أهم خطوة في محاربة الإرهاب هي المواجهة الفكرية، وليس الأمنية وحسب، فالإرهاب عارض لمرض وليس هو المرض نفسه، ولذا فإن درس بوسطن مهم للجميع، وليس لأميركا وحسب، وخصوصا منطقتنا حيث ينتشر الخطاب المتطرف، وخطاب بث الكراهية بلا حسيب أو رقيب، للأسف.
ما على “الإخوان المسلمين” أن يجيبوا عنه
بقلم: عبد الاله بلقزيز عن الخليج الاماراتية
دافع “الإخوان المسلمون” السوريون، قبل أشهر معدودات، عن “جبهة النصرة” حين اتهمتها الإدارة الأمريكية بالتطرف والإرهاب، وطالبت المعارضة السورية بتطهير صفوفها منها حتى تتلقى الدعم المالي والعسكري من دول الغرب . وما اكتفى “الإخوان” بنفي التهمة عن الجبهة، بل أصروا على حسبانها شريكاً في “الجهاد” من أجل “الديمقراطية” في سوريا . ولسنا ندري ما سيقوله “الإخوان” بعد إعلان “جبهة النصرة”، “تجديد البيعة” لزعيم تنظيم “القاعدة” . كما لسنا ندري كيف يكون موقفهم - وهم التيار المسيطر على “المجلس الوطني” - من دعوة زعيم “القاعدة” إلى إقامة “إمارة إسلامية” في بلاد الشام، تكون مقدمة لإعلان “الخلافة” الإسلامية، وتسخير “جهاد جبهة النصرة” لتحقيق هذه الغاية!
هل يقبل “الإخوان” بمشروع “الإمارة الإسلامية” التي تُعْقَد بيعتها - لغيرهم؟ وهل يقبلون بأن يكون العاملون لها، من مقاتلي “جبهة النصرة”، في جملة حلفائهم في “الجهاد” من أجل “الديمقراطية”؟
ليس هذا، وحده، ما على “إخوان” سوريا أن يجيبوا عنه، ثمة الكثير مما ينبغي أن يجيبوا عنه من أسئلة يطرحها “الرأي العام” على سلوكهم السياسي، بل ويطرحها حتى بعض حلفائهم في المعارضة . إذا كان حليفهم (“الجيش السوري الحر”) - الذي استهجن بيعة “جبهة النصرة” زعيم تنظيم “القاعدة” - قد أفصح عن بَرَمِهِ بمنزَع “الإخوان” إلى التسلّط والهيمنة ومحاولة احتكار التمثيل والقرار داخل المعارضة، فماذا ترك لغيره من قوى المعارضة كي تقوله في حق “الإخوان”، وخاصة منها قوى المعارضة الوطنية غير الطائفية، وغير المراهنة على العنف المسلح طريقاً إلى التغيير، ولا على توسّل التدخل الأجنبي لإسقاط النظام والدولة والوطن؟ وماذا ترك لملايين المواطنين السوريين النازحين من مدنهم وأحيائهم وديارهم، منذ جاءتهم جيوش “المحررين” مبشرة إياهم بعهد “ديمقراطي” جديد: تُجَز فيه رؤوسُ العلمانيين والمسيحيين و”الروافض” و”الباطنية”، وتُفرض فيه أحكام الذمة، وشريعة أنصاف الفقهاء على الناس جميعاً، وعلى النساء بوجه خاص؟
إن “الإخوان المسلمين” مسؤولون عن الكثير من وقائع هذه الفوضى التي تضرب، بمعاولها، وحدة المجتمعات العربية واستقرارها، هم مسؤولون لأنهم القوة الرئيس في المعارضة السورية، والمتحكم في أطرها التنظيمية والقرار فيها، وهم مسؤولون لأنهم يسيطرون على السلطة في دول مثل مصر وتونس وليبيا، وهم مسؤولون لأنهم يُحالفون الدولة الأعظم في العالم وأخواتها في أوروبا، ويَحْظَون برعايتها لمشروعهم السياسي في هذه المرحلة من تاريخ الوطن العربي، وهم مسؤولون لأنهم يُغطون جماعات قتالية، نقلت “جهادها” من “دار الحرب” إلى “دار الإسلام”، ويسبغون عليها أردية الشرعية بوصفهم إياها جماعات مشاركة في التغيير “الديمقراطي”، وهم مسؤولون لأنهم ركبوا خيار الكفاح المسلح، وهم يعلمون أنه إلى الحرب الأهلية مُفْضٍ، وهم مسؤولون لأنهم دخلوا في لعبة التقاطب الطائفي والمذهبي، وهم يعلمون أنه أقصر السبل إلى تفجير الكيانات والأوطان . . إلخ .
إن الواحب الوطني والسياسي، المادي والمعنوي، بل والواحب الديني، يقتضي من “الإخوان” وقفةً مع النفس، للمصارحة والمراجعة والنقد الذاتي الشجاع . إن التاريخ وذاكرة الشعوب لا يرحمان، ودماء الناس، وكراماتهم المستباحة، وحرياتهم المهدورة، ومقدراتهم المسلوبة، ووحدتهم المشروخة، لن تكون اكليلاً لمن كان سبباً في إنتاجها، وإنما ستلاحقه كاللعنة إن لم يتدارك أمرها بإصلاح الأخطاء، وتصويب الرؤية، وترشيد السلوك السياسي تجاه مصير الجماعة الوطنية . وليس هذا وعظاً فارغاً لمن أَلِفوا أن يَعِظوا الناس، قبل تذوّق طعم السلطة، وإنما هي مناشدة للوقوف وقفة تفكير في مدى صواب السير في هذا الطريق الوعر الذي لا يستنكره، اليوم، خصوم “الإخوان” التقليديون، ممن كانوا - دوماً - يتصيدون أخطاءهم ليقيموا الحجة عليهم، بل يستنكره قادة سابقون في “الإخوان” هالَهم أن تصل الأمور ب “الجماعة” إلى هذا الحد من الاستخفاف بمصير الشعب والدولة والوطن، وإلى هذا الحد من التنكر لكل القيم التي دافعت عنها في الماضي .
ولا يقتصر نقد هؤلاء ل “الإخوان” على موقف الأخيرين من الأزمة السياسية في سوريا، وركوبهم وَهْمَ الحسم العسكري الذي تدفعهم إليه تركيا وفرنسا وبعض الرعاة العرب، ورفضهم مبدأ التسوية السياسية، ودعواتهم إلى التدخل الأجنبي لإقامة “مناطق آمنة”، وإلى تسليح “الثورة السورية” . . إلخ، وإنما هو يشمل سياساتهم المطبّقة في مصر وتونس، وليبيا، والتي تُشعل سعير التظاهرات والاحتجاجات عليها، وتطلق عفريت الفتنة الطائفية من قمقمه، وتضع الوحدة الوطنية قيد المجهول! ولقد آن الأوان ل “الإخوان” أن يُصْغوا إلى هذا الكم الهائل من النقد الصادر من مجتمعاتهم ونخبها المعارضة، والكف عن حسبانه مجرد مضاربات سياسية، بل وآن الأوان لأن يقوموا - هم بأنفسهم - بمحاسبة ذاتية جريئة ترفعهم إلى مستوى الأحداث والتحديات، قبل أن تجرفهم تطورات مفاجئة قد لا تنفعهم صداقة أصدقائهم الغربيين والإقليميين في كبحها .
الأردن الشريك الصامت!
بقلم: خلف علي المفتاح عن الثورة السورية
التصعيد السياسي والإعلامي ورفع منسوب العنف خلال الأسابيع القليلة الماضية وبروز العامل الأردني في الأزمة السورية وهو ما أعقب زيارة الرئيس الأميركي باراك أوباما للكيان الصهيوني يعطي مؤشرات مهمة،
في مقدمتها أن أطراف المؤامرة على سورية سواء كانت إقليمية أم دولية قد استنزفت أكثر أوراق الداخل التي راهنت عليها وهاهي تحاول الاستثمار في الأدوار الإقليمية وخاصة دول الجوار السوري بهدف توريطها وزجها مباشرة في الصراع القائم.
من هنا يجري الدفع بالأردن ليكون الضحية التالية علماً أن الحكومة الأردنية لم تكن بعيدة عما يجري في سورية ولكنها لعبت دور الشريك الصامت أو الظهور بمظهر المغلوب على أمره غير القادر على مواجهة الضغوط والإغراءات الخارجية، وهو الأمر الذي لا يمكن قبوله أو تصديقه لما له من انعكاسات خطيرة على ساحة الصراع القائم واتجاهاته ومآلاته والمساحة الجغرافية التي سيتحرك وفقها وهو ما حذر منه السيد الرئيس بشار الأسد في سياق الحوار الذي أجرته معه القناة الإخبارية السورية الأسبوع الماضي.
إن تهديد الأمن الوطني لأي دولة يعطيها الحق الشرعي بالدفاع عن النفس والقيام بكل ما يمكن من إجراءات رادعة تحفظ أمنها وسيادتها وسلامة أراضيها ناهيك عما تستوجبه وترتبه علاقات حسن الجوار من التزامات متقابلة بين الدول المتجاورة من هنا تأتي أهمية إدراك القيادة الأردنية وكافة الجهات المعنية بالأردن -الدولة الشقيقة والجارة- للمخاطر التي يُرتبها أي تصرف أو إجراء غير مسؤول- يتم عبر أو من خلال الجغرافية الأردنية- يهدد الأمن الوطني لسورية أو يؤثر سلباً في موازين ومعادلات الصراع القائم فيها في ظل حديث أميركي وغربي عن ضرورة إدخال دينامية جديدة فيه تصب في مصلحة المعارضة المسلحة.
إن الحديث عن معارضة معتدلة يجب تسليحها هو كذب ملطف فإذا كان ثمة معارضة سياسية فكيف يمكن لها أن تكون مسلحة وإذا فرضنا جدلاً أنها معتدلة فهل من سلاح معتدل؟ إن استهداف الشعب السوري بهذه الطريقة البشعة وهذا القتل اليومي وما يتعرض له المواطنون السوريون الأبرياء من أشكال العنف والتهجير والخطف وصنوف الإرهاب، إضافة لمعاناتهم الاقتصادية والمعيشية يشكل جريمة مستمرة ترتكب بحق شعب آمن لم يعتد على أحد ولم يمارس أي شكل من أشكال العنف تجاه أي دولة أو جماعة سياسية بل كان على الدوام في صف المدافعين عن حقوق العرب وكرامتهم ووحدة كلمتهم وظل على الدوام يعتبر الأرض السورية بيتاً لكل العرب على اختلاف مشاربهم السياسية وغيرها.
إن القضية في سورية لم تعد سلطة ومعارضة أو إصلاح وتغيير أو ديمقراطية ودكتاتورية وإنما صراع دولي على سورية تقوده قوى إقليمية ودولية كبرى نفذت من ثغرة في الجدار الوطني فأمعنت في توسيعها لتخرج كل ما في مخبئها من حقد على سورية وشعبها وتدفع ببعض أبنائها ليقتل السوري السوري ويهدم ويدمر كل ما بناه من ماله وعرق جبينه وعصارة فكره ليكون كل ذلك في خدمة أعداء سورية والأمة العربية والإسلامية وفي مقدمتهم الكيان الصهيوني الغاصب لأرضنا ومقدساتنا.
لقد آن الأوان كي يدرك أولئك العابثون والمنخرطون في المؤامرة الدولية على سورية أبعاد ما اقترفته وتقترفه أياديهم من جرائم بحق الشعب السوري، وما يترتب على ذلك حال استمراره من تبعات وردة فعل ستتجاوز حتماً الجغرافية السورية لأن الكيل قد طفح وتكشفت كل أوراق اللعبة وأسدلت الستارة عن كامل المشهد فلا عذر ولا ذريعة بعد ذلك لأحد أياً كان العنوان الذي يحاول عبثاً الاختباء خلفه أو الذريعة التي يبرر فيها فعلته هذه؟
علماء على قائمة الموساد
بقلم: موفق محادين عن العرب اليوم الأردنية
أعاد الموضوع الذي نشرته "العرب اليوم" حول اغتيال العديد من العلماء والمثقفين العرب الاهتمام بهذا الملف (المنسي) خاصة بعد اغتيال العديد من علماء الطاقة والصواريخ السوريين في غمرة الصراع هناك، وبما يذكرنا بما شهده علماء العراق بعد العدوان الامريكي - الاطلسي - الرجعي عليه وتغلغل الموساد والاجهزة الاطلسية وعصابات القتل المأجورة مباشرة أو عبر اقنعة متعددة.
اولا: العلماء
1- اول العلماء الشهداء في القرن العشرين هو اللبناني حسن كامل الصباح الذي تنسب له مئات الاختراعات في مجال الكهرباء والطاقة والهندسة، وقد قتل في حادث سير مدبر في امريكا (نيويورك) 1935.
2- الفيزيائي المصري، سمير نجيب الذي قتل في حادث سيارة مدبر في امريكا (ديترويت) 1967.
3- الفيزيائي المصري، نبيل قليني الذي اختطف واختفى من براغ 1975.
4- العالم النووي المصري، يحيى المشد الذي عمل في العراق ووجد مهشم الرأس في غرفته في فندق باريسي 1980.
5- عالم الفضاء المصري، سعيد السيد بدير الذي هرب من امريكا بعد تهديده بالقتل ثم قتل في الاسكندرية 1988.
6- الفيزيائي المصري، رمال حسن رمال الذي قتل بعد تهديدات خلال عمله في فرنسا..
7- ومن العالمات: الفيزيائية المصرية سميرة موسى (قتلت في امريكا 1951) والباحثة المصرية في الوثائق الصهيونية سلوى حبيب، وجراحة الدماغ من الجزيرة العربية، سامية عبدالرحيم.
8- كما احتل العراق اهتمام الموساد والاجهزة الاطلسية خاصة بعد العدوان عليه واحتلاله، حيث قتل مئات العلماء العراقيين واعتقل المئات، ومنهم هدى عماش ورحاب طه.
ومن العلماء الشهداء الذين استهدفتهم يد الاجرام الصهيونية والاطلسية:-
محمد الراوي، عماد سرسم، محمد الدليمي، عبدالله الفضل، محمد حسين علي، علي عبدالحسين، محمد حسين طالقاني، محي الدين حسين، مروان الهيتي، محمد الازميرلي.
ثانيا: المثقفون المقاومون
خسرت الثقافة العربية عشرات المثقفين الذين قتلوا على يد عملاء مزدوجين من الموساد الصهيوني والاجهزة الاطلسية وشبكاتهم المحلية، ومن ابرزهم على الصعيد الفلسطيني، ناجي العلي وماجد ابو شرار وغسان كنفاني وكمال ناصر.
وذلك بالاضافة للعديد من المثقفين العرب الذين اهتموا بتاريخ ووثائق الصراع العربي - الصهيوني مثل المصري جمال حمدان والمصرية سلوى حبيب و (السعودي) ناصر السعيد والناشط والمثقف المغربي المهدي بن بركة الذي تعاونت المخابرات الامريكية والفرنسية والصهيونية في اختطافه وتذويبه بالاسيد..
في هــــــــــذا الملف:
رأي القدس: نتنياهو يهدد.. وغزة تستعد
بقلم: أسرة التحرير عن القدس العربي
إيران «تهزُّ» الخليج العربي!
بقلم: جميل الذيابي عن الحياة اللندنية
"الربيع العربي" والحاجة إلى إسقاط الأسطرة
بقلم: ربيع بركات عن السفير البيروتية
الإرهاب «الجديد»!
بقلم: طارق الحميد عن الشرق الأوسط
ما على “الإخوان المسلمين” أن يجيبوا عنه
بقلم: عبد الاله بلقزيز عن الخليج الاماراتية
الأردن الشريك الصامت!
بقلم: خلف علي المفتاح عن الثورة السورية
علماء على قائمة الموساد
بقلم: موفق محادين عن العرب اليوم الأردنية
رأي القدس: نتنياهو يهدد.. وغزة تستعد
بقلم: أسرة التحرير عن القدس العربي
فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة اعلنت حال الاستنفار القصوى تحسبا لعدوان اسرائيلي جديد بعد التهديدات التي اطلقها بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء للانتقام من الصواريخ التي انطلقت من صحراء سيناء باتجاه ميناء ايلات (ام الرشراش) الحدودية الواقعة على البحر الاحمر.
نتنياهو ادعى ان هذه الصواريخ جاءت من قطاع غزة، وجرى اطلاقها من سيناء، وهدد برد قوي عليها في كلمة له اثناء اجتماع اسبوعي لمجلس الوزراء الذي يرأسه.
مجموعة جهادية تطلق على نفسها اسم ‘مجلس شورى المجاهدين في اكناف بيت المقدس′ اصدرت بيانا اعلنت فيه مسؤوليتها عن اطلاق هذه الصواريخ من طراز ‘غراد’ الروسية الصنع، وقال البيان ان هذا الهجوم هو رد انتقامي على مقتل الشهيد الاسير ميسرة ابو حمدية الذي توفي في سجون الاحتلال.
الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة تنظر الى هذه التهديدات الاسرائيلية بجدية عالية، ولم تستبعد قيام الجيش الاسرائيلي بالعدوان على القطاع، وعبر عن ذلك صراحة السيد خالد البطش عضو القيادة السياسية لحركة الجهاد الاسلامي عندما قال ‘ان حركته تستعد لمعركة جديدة مع اسرائيل في ظل التهديدات الاسرائيلية المستمرة للقطاع′ بينما قال اسماعيل الاشقر النائب في المجلس التشريعي عن حركة ‘حماس′ ان حركته تنظر بجدية عالية لهذه التهديدات. واضاف ‘نعتبر ان هناك ضوءا اخضر امريكيا للاحتلال بارتكاب حرب ضد اطفالنا ونسائنا وابناء شعبنا’.
وما زال من غير المعروف كيف ستكون طبيعة هذا العدوان الاسرائيلي المتوقع، فهل سيكون على شكل غارات، ام عمليات اغتيال لبعض القيادات الفلسطينية على غرار ما حدث للشهيد احمد الجعبري قائد كتائب القسام الذراع العسكرية لحركة ‘حماس′، ام اجتياح شامل مثلما حدث في كانون الاول (ديسمبر) عام 2008؟
اطلاق صواريخ على ميناء ايلات يشكل ضربة قاصمة للهيبة العسكرية الاسرائيلية، لسببين: الاول ان القبة الحديدية فخر الصناعة الدفاعية الاسرائيلية فشلت في اعتراضها، والثاني، ان ايلات تشكل القبلة السياحية الاهم لدولة الاحتلال الاسرائيلي، وخاصة انها اطلقت في ذروة الموسم السياحي.
الفصائل الفلسطينية سترد على اي عدوان بالطريقة نفسها التي ردت فيها على العدوان الاخير الذي استمر سبعة ايام اي اطلاق صواريخ من طراز ‘فجر 5′ التي اصابت قلب تل ابيب وارسلت ملايين الاسرائيليين الى الملاجئ، ونظيرتها التي قصفت المستوطنات اليهودية في غلاف القدس المحتلة.
السلطات الاسرائيلية تستعد لمثل هذه الصواريخ فيما يبدو، حيث بدأت قوات الامن الاسرائيلية صبيحة امس تمرينا للجبهة الداخلية في مدينة ايلات شاركت فيه قوات من الجبهة الداخلية للجيش وافراد من الشرطة والاسعاف والدفاع المدني.
الوساطة المصرية التي اوقفت اطلاق الصواريخ اثناء العدوان الاخير على قطاع غزة هي الوحيدة القادرة على تهدئة الموقف، ولكن يبدو ان مثل هذه الوساطات تأتي بعد حدوث المواجهات وليس قبلها.
إيران «تهزُّ» الخليج العربي!
بقلم: جميل الذيابي عن الحياة اللندنية
لا تعلم الشعوب الخليجية طبيعة علاقات بلدانها مع إيران! وماهية أسباب التأزم في تلك العلاقات! من يخشى من؟ من يجامل من؟ من يحاول كسب الآخر، أو كسب الوقت، ورفع شعار سياسة «النفس الطويل»، واحترام الجار؟
هناك توتر في العلاقات الخليجية - الإيرانية، وشكوى خليجية دائمة من التدخلات الإيرانية في شؤون بلدان الخليج، كما أن إيران تحتل الجزر الإماراتية الثلاث، وتلوّح من فترة لأخرى بأن البحرين «محافظة» تابعة لها لا بد من أن تستعيدها. لكن العلاقة قائمة، والسفارات مفتوحة، والوفود مستمرة!
الأكيد أن صبر دول الخليج يمتد من البحر إلى البحر، وأخشى أن تحل كارثة في البحر قبل أن يَنْفَد الصبر، وتغوص المنطقة في وحل من صنع إيران، وحينها ربما نقول: «فات الفوت وضاع الصوت»، وتسخط الأجيال على سياسة الصمت تجاه ممارسات إيران حتى لوّثت الماء واغتالت الحرث والنسل!
بعد الهزة الزلزالية التي تعرضت لها إيران، سارعت دول الخليج العربية إلى نفي تأثرها، كأن المطلوب منها تقديم النفي، أو كأنه مكتوب على شعوبها الاستماع إلى تصريحات «النفي»، بدلاً من معرفة حجم تأثير تلك الهزات في مفاعل بوشهر النووي، وتأثيره في حياة شعوبها، ومستقبل أجيالها، وبالتالي تأثيره في المنطقة الخليجية، علماً أن الكلفة باهظة من النواحي الصحية والبشرية والبيئية والمادية.
تأثرت إيران، بعد الزلزال الأعنف منذ نحو نصف قرن، الذي ضرب جنوب شرقي البلاد على الحدود مع باكستان وقتل العشرات، واهتزت بعده دول الخليج والهند. ويأتي الزلزال بعد أسبوع على هزة قوتها 6.3 درجة، أسفرت عن مقتل حوالى 40 شخصاً في محافظة بوشهر (جنوب غربي إيران)، ما أثار مخاوف من تسرّب إشعاعي من محطة بوشهر النووية، على رغم نفي طهران وموسكو تعرّض المحطة لأضرار.
يكمن القلق الشعبي الخليجي في خطورة التسربات من مفاعل بوشهر، ففي حال تسرب مواد إشعاعية من المفاعل ستكون مدمرة ومهددة لحياة الناس، خصوصاً أن «بوشهر» أقرب إلى الكويت وأبوظبي والدوحة والمنامة والمنطقة الشرقية في السعودية، أكثر من قربه إلى العاصمة الإيرانية، طهران.
في الأيام الأخيرة، وبعد الزلزال الذي ضرب «بوشهر»، تداول الخليجيون، عبر قناة «يوتيوب»، لقاء تلفزيونياً مع الدكتور عمر بن عبدالعزيز الزيد الذي حذّر كثيراً، كما فعل غيره، من تأثيرات مفاعل بوشهر في حياة الخليجيين، ومن حقيقة أن ذلك المفاعل النووي يبعد عن طهران 1600 كيلومتر، لكنه يجاور الكويت، ولا يبعد عنها سوى 200 كيلومتر!
ذكر الزيد أن مياه الخليج محلاة، إذ إن المياه السطحية قليلة، والمياه التي يشربها أهل الرياض ودول الخليج الأخرى محلاة من مياه الخليج العربي، ولو «حدث زلزال قوي سيدمر حياة أهل الخليج العربي، ولن يجد أهله قطرة ماء يشربونها لو تسرب إشعاع نووي، فمحطات التحلية ستتوقف، والناس لن تشرب ماء فيه إشعاعات نووية مدمرة».
وأضاف: «لو كانت درجة الزلزال الأخير أعلى بقليل، أي كانت 8 درجات، وحدث شرخ في مفاعل بوشهر، وتسرّب الإشعاع، لمات أهل الخليج من الظمأ، ولن يجدوا ما يشربونه».
ويشير الزيد إلى أن جبال زاغروس المجاورة لمفاعل بوشهر تعد منطقة زلازل، وقد تكلم علماء الزلازل عنها، وقالوا إن زلازل قريبة ستحصل في هذه المنطقة، محذّراً بقوله: «يا أهل الخليج، يا مجلس التعاون، ارفعوا شكوى إلى الأمم المتحدة، ومجلس الأمن الدولي، لإبعاد هذا المفاعل عنكم، لأنه سيدمّر البيئة والحياة، ولو حصل تسرب بفعل الزلازل لأهلك الأخضر واليابس والحرث والنسل، وتذكروا أن الإشعاعات النووية سيبقى أثرها في البيئة مئات، بل آلاف السنين».
ويلفت الزيد إلى أن إيران تعلم جيداً أن بوشهر منطقة زلازل، لكنها لا تبالي لأنه لن يصيبها مكروه، لأنها تدرك أن بينها وبين «بوشهر» سلسلة جبال زاغروس، (ارتفاعها 5 آلاف متر)، وتبعد عن عاصمتها 1600 كيلومتر، لكنها لا تبعد كثيراً عن قطر والإمارات والكويت والدمام!
ويوضح أن إيران تستنزف النفط والغاز والمياه في منطقة الأهواز العربية، ولا تكتفي بذلك، بل شيّدت هذا المفاعل «المشؤوم»، ووضعته في بوشهر بالقرب من دول الخليج، مشيراً إلى أن التقنية الروسية في المفاعلات النووية رديئة وسيئة، مستدلاً بما حدث في «تشيرنوبل»!
الأكيد أن إيران تستفز دول الخليج سياسياً، وفي الوقت نفسه تمارس تعتيماً إعلامياً على طبيعة مفاعلها النووي، وحجم التصدعات والتسريبات الإشعاعية جراء الهزات المتلاحقة، ما يزيد المخاوف مع كل هزة أرضية حيال سلامته النووية. وعلى رغم ذلك ترفض سماع صوت الجيران والتحذيرات الدولية، ما يوجب على دول الخليج التقدم بشكوى إلى مجلس الأمن، والطلب من الوكالة الدولية للطاقة الذرية إرسال فريق فني متخصص، لمعاينة المفاعل النووي الإيراني في بوشهر بعد الهزة الأرضية الأخيرة، والتأكد من سلامته وخلوه من تسربات إشعاعية، والوقوف على أضراره المحتملة، التي ربما تؤدي إلى كارثة على المنطقة وأهلها.
كما يجب على دول الخليج رفض «التغييب»، والمطالبة بالانضمام إلى الاجتماعات والمحادثات بين الغرب وإيران في شأن برنامجها النووي، لكون تأثيراته المباشرة تقع على الشعوب الخليجية قبل غيرها، حتى لا تكون كالشاهد الواقف على المدرجات، فاقداً التأثير على نتيجة المباراة، ولمنع أية صفقة غربية - إيرانية قد لا تراعي مصالحها الحيوية.
"الربيع العربي" والحاجة إلى إسقاط الأسطرة
بقلم: ربيع بركات عن السفير البيروتية
لم يأت مسلسل انهيار الأنظمة العربية من فراغ، بل كان نتاج الفراغ الذي ولّدته الأنطمة عينها. والخواء هذا، الذي عنون فضاءات السياسة والثقافة والإبداع، لم يعكس بدوره لحظة عابرة، فهو شكّل آخر ذرى التراكم السلطوي فوق صفائح مجتمعية، تعاني عوارض التفسخ منذ أن تشكلت بعيد الحرب العالمية الأولى. غير أن "الربيع العربي" لم يترجم تصوراً واضحاً غايته إعادة إنتاج الفضاءات المتداعية تلك بانتظام. ولعل فراغ الفضاءات المذكور، حال تماماً دون إمكانية تنظيم كهذه. فحيث مساحة الإنتاج العقلي مفقودة (كما في دول ما قبل "الربيع")، تنتفي إمكانية إدارة أي تحول وفق تصورات مسبقة. وغني عن القول، إن عجزاً كهذا عن التحكم بمقاليد الأمور، ولو بالحدود الدنيا، جذاب في العادة لخطاب ما ورائي.
فالتهرب من مواجهة الواقع والتحديات التي يطرحها يغري باستحضار ما لا يفيد الجدل فيه لعجز المنطق عن دحضه. ولئن كان الدين يشكل في العادة أداة مثلى للتوظيف في سياقات مماثلة، فإن "الربيع العربي" شهد توظيفاً مغايراً، ظاهره منطق رافض للايديولوجيا، وباطنه غارق فيها. هكذا، لمسنا خطاباً اشتق جله برثاثة وتبسيط خياليين من فرضيات "نهاية التاريخ" وحتمية المآل الديموقراطي لكل تحول سياسي واسع وعميق على مستوى العالم. وإذ صورت الفرضيات تلك على هيئة سنن كونية، عد شمول العالم العربي بها بديهياً. وقد كان الخطاب المعبر عن هذا المنطق، إذ يهجي الايديولوجيات الزائلة ويشدد على ضرورة اجتثاث بقاياها، يثبت عقيدته الماورائية الخاصة. فقيل «إذا الشعب يوماً أراد»، «لا بد أن يستجيب القدر».
وأُغفل أن جرعة "اللبرلة" في وصف الديموقراطية التي يريدها الشعب، مماثلة في توظيفها إلى حد التطابق لتظلل القوميين سابقاً بما تريده "الأمة" واليساريين بما تقتضيه "العدالة الاجتماعية" والإسلاميين بما تنص عليه "الشريعة الإلهية"، من دون إفاضة في شرح سبل الوصول إلى أي من الغايات المنشودة (باستثناء الركون إلى الحمولات الايديولوجية لكل من المدارس المذكورة). بذلك، ثبّت جيل من الليبراليين في العالم العربي ايديولوجيتهم الخاصة بحجة مقارعة الايديولوجيات. واستحضروا من أجل ذلك إسهامات تراجع عنها كتابها أنفسهم. وما كانت "نهاية التاريخ" إلا أولها، وأكثرها تهافتاً في مطلق الأحوال.
مبعث المقارنة تسليمُ البعض بحتمية مسار "الربيع العربي". فقطار الأحداث، بحسب هؤلاء، ثابت على سكة لا حياد عنها. محطتها الأخيرة ثقافة مدنية، عمادها المواطنة، وإطارها السياسي الناظم قائمٌ على تداول سلمي للسلطة. بناء عليه، يصبح التغيير، كيفما اتفق، مقصداً بحد ذاته. فما دامت السكة ضامنة للمسار، لا ضير في الاندفاع من دون ضوابط. وفي عالم يقوم على يقينيات كتلك، يغدو المتن ما يغذي نزعة اليقين هذه، فيما التشكيك بها هوامش في أحسن الأحوال، ومعوقات تستوجب النزع في أسوئها. والمنطق هذا يستوجب التوقف عنده لأسباب عدة. أولها أن في خلفيته خلطاً بين المراد والملموس. فالمطلوب، وفق الفهم الإنساني/الفلسفي لليبرالية، ضمان حقوق الفرد بحيث لا تطويها هوية جماعة ولا يلغيها طغيان نظام. فيما الشكل السياسي للفضاء الليبرالي آلية عمل ديموقراطية تقوم على أساس تعدد السلطات والفصل بينها وتنظيم محاسبتها وفق قوانين تعبر عن عقد اجتماعي رضائي.
وقد قيل الكثير عن قدرة الثقافة الديموقراطية هذه على تطويع مخالفيها تلقائياً بمجرد إدخالهم الفضاء السياسي المعبر عنها. لكن السؤال هنا حول منطقية عقد الرهان على قوى كتلك، متى شكلت طرفاً وازناً في ميدان صراع أهلي، وبرز لديها ميل واضح لتثبيت منطق الغلبة (الحركة الأصولية في سوريا نموذجاً). ثاني هذه الأسباب يخص بعض ما طرح حول جذور "الربيع العربي"، ويمتد السؤال هنا استطراداً ليشمل فهم معانيه.
والمقصود في هذا المجال هو الربط الذي تواتر الحديث عنه مؤخراً بين احتلال العراق وإطلاق أول موجة ديموقراطية في المنطقة (مقال جهاد الزين في "النهار"، "الدبابات الأميركية أطلقت الربيع العربي من بغداد" مثالاً). فالتسليم بواقعة سقوط نظام شمولي لا ينفي مشروعية السؤال عما جرى بعد هذا السقوط. إذ إن انتهاكات حقوق الإنسان وعقلية الانتقام من الماضي (بدلاً من اعتماد نموذج مصالحة كما في جنوب أفريقيا) ومأسسة الطائفية (بما يتجاوز الفهم الليبرالي للمواطنة تماماً) أمور لا تعبر تماماً عن موجة الديموقراطية الموعودة (ألا تسلك ليبيا اليوم مساراً مشابهاً؟). ثالث الأسباب يتعلق باستسهال التفكيك واعتبار التركيب التالي له تحصيلاً حاصلاً.
ثمة استخفاف بتداعيات فض النسيج الاجتماعي والدولتي للكيانات الموجودة. وثمة من لا يريد الإقرار بأن التفكيك الكامل مؤداه فوضى شاملة، وأن إرادة التجميع ووجهته أثناء الفوضى هي رهن من يملك المال والسلاح. وفي عملية تأسيس كهذه، يصعب الحديث عن مكوّن ديموقراطي (ألا يُخشى من انهيار مماثل في مصر جراء العجز عن صوغ عقد اجتماعي مؤسس للجمهورية الثانية؟). رابع الأسباب يتعلق بوهم الحتميات.
ثمة من لا يزال مصراً على التسليم بصحة عقيدة فتنته أصلاً لإعلانها أن عصر العقائد انتهى. وثمة من يهوى اختبار صحة النظرية تطبيقياً، ما دام المجال مفتوحاً ويتسع لكثير من الاختبار.
غير أن المجال اليوم، في هذه المرحلة التأسيسية بالذات، لا يسمح بقدر كبير من ترف التجربة إلا لقاء أكلاف باهظة، وإكثار الثناء على إنجازات "الربيع" لا يحجب الأحمال الثقيلة المتأتية عنه. وهذا الكلام لا يحمل تجريحاً بإنجاز ولا ثنياً عن استكماله، إنما هو دعوة لعقلنة المخاض حتى لا يخرج عن طور المنطق وشروطه العلمية الضابطة. وهذه الشروط لا يمكن اختصارها بداخل ولا رمي مسؤوليتها على خارج. وبمثل ما لا يجوز إغفال الإنسان كقيمة وجودية محورية، تقتضي المصلحة عدم إهمال الكيانات الجمعية. والأخيرة قد تأخذ شكلاً قومياً أو وطنياً، رغم ضمورها اليوم لتلامس الإطار الأهلي في ظل التفكك المتمادي. ولا يعقل هنا التسليم بكلام طفولي حول "خشبية" الحديث عن الجماعة بحجة أنها، بشكلها الحاضر عربياً، قد أصبحت من الماضي، إذ إن البديل نزاع أهلي مديد وغير معلوم النتائج. والحسم إيجاباً بشكله النهائي، على قاعدة أن السيرورة ولاّدة للأفضل حكماً، هو ضرب من ضروب الايديولوجيا. بعد ذلك، لا يفيد إطناب الحديث عن أهمية تحطيم "الربيع" أوثاناً، إن كان الخلاص منها مجرد تأسيس لبدائل منها.
ثمة حاجة للتسليم بأن العودة عن أسطرة "الربيع العربي" هي أول شروط نجاح المسار الراهن أو ترجيح كفة أرباحه على خسائره. والقبول بالتسويات التي تحفظ الحد الأدنى من الاجتماع السياسي، من دون أن يشكل ذلك تنازلاً عن المطالب الحقوقية التي رفعها هذا "الربيع"، شرط لازم يوازي الأول أهمية. أما عدا ذلك، فمجرد تسوير جديد لدواخل مجتمعات يزداد انفراطها، وخلق مساحات صراع ترث المساحات السابقة، ومد لأمد حروب يبدو الجزم في شكلها ومنتهاها أبعد عن الواقعية وأقرب إلى العبث من أي شيء آخر.
الإرهاب «الجديد»!
بقلم: طارق الحميد عن الشرق الأوسط
إذا كان هناك من درس يجب تعلمه بعد تفجيرات بوسطن الإرهابية، فهو أننا دخلنا مرحلة الإرهاب الجديد، أو الإرهاب الإلكتروني، الذي ستتضح صورته أكثر مع سير التحقيقات مع الإرهابي الذي تم إلقاء القبض عليه.
فتفجيرات ماراثون بوسطن التي راح ضحيتها ثلاثة أشخاص، وقرابة المائة والسبعين جريحا، وأدت لاستنفار أمني أميركي غير مسبوق، وحبست أنفاس العالم معها، وقام بها مسلمان شقيقان من أصل شيشاني، أحدهما عمره ستة وعشرين عاما وهو الذي قتل، والآخر عمره تسعة عشر عاما وقدم لأميركا وعمره تسعة أعوام، وهو في يد العدالة، فقد قادت تلك التفجيرات لتركيز النقاش الآن على أمرين في التعامل مع الإرهاب: الأول تقليدي، وهو تأثير الأخ الأكبر على الأصغر، خصوصا أن الأول جاء إلى أميركا في سن العشرين. والأمر الثاني هو دور الإعلام الجديد، أو وسائل التواصل الاجتماعي، في تشكيل هوية الإرهابي ودفعه للتطرف.
الإرهاب الجديد، أو الإلكتروني، هو الآن محور التركيز الإعلامي الأميركي، والسؤال منطقي ومشروع، فكيف لشاب جاء إلى أميركا في سن التاسعة، أي الأخ الأصغر، ودرس واندمج في مجتمعها، أن يصبح إرهابيا بعد عشر سنوات، وهو الذي لم يغادر أميركا، ولم ينخرط في معسكرات تدريب بالخارج، حسب المعلن؟ فهذا أمر محير للجميع.
في السابق كان يسهل رصد دوافع الإرهابيين، وأسباب تطرفهم، وذلك من خلال تتبع الجماعات التي ينتمون لها، ومحطات سفرهم، لكن أن يتطرف شاب يافع اندمج في المجتمع الأميركي اندماجا ملحوظا، ولم يسافر لمناطق النزاع فهذا أمر محير فعلا! بل مخيف لكل من لديه أبناء.
اليوم، ومع وسائل التواصل الاجتماعي؛ «تويتر» و«يوتيوب»، وخلافهما، بات من السهل أن يتطرف الشاب وهو في غرفة نومه، أو من خلال هاتفه الجوال، وليس منزله، وبعيدا عن أعين أهله وأصدقائه، وحتى مدرسيه، وهذا ما يبدو واضحا في قصة الشابين الشيشانيين، وتحديدا الأصغر سنا، ولذا فإن التركيز الآن في أميركا منصبٌّ على الإرهاب الجديد، أو الإلكتروني، ولا نعلم ما إذا كان سيؤدي إلى تشريعات وتنظيمات جديدة، لكن اللافت هنا أن ما فوجئ به الأميركيون الآن وبعد تفجيرات بوسطن هو ما تم التحذير منه في شهر مارس (آذار) الماضي في مجلس وزراء الداخلية العرب الذي عقد بالرياض، حيث تم التحذير فيه من أن «انتشار الفكر المنحرف المتشدد والفتاوى الضالة، بفعل الانفلات الإعلامي وازدهار وسائل الاتصال الجماهيري، كان له انعكاس كبير على ظاهرة الإرهاب، بحيث شهدنا زيادة ملحوظة في الأعمال الإرهابية والاغتيالات السياسية والنزاعات الطائفية»، بحسب نص خطاب الأمين العام للمجلس الدكتور محمد كومان.
وعليه فإن كل ذلك يقول لنا إن أهم خطوة في محاربة الإرهاب هي المواجهة الفكرية، وليس الأمنية وحسب، فالإرهاب عارض لمرض وليس هو المرض نفسه، ولذا فإن درس بوسطن مهم للجميع، وليس لأميركا وحسب، وخصوصا منطقتنا حيث ينتشر الخطاب المتطرف، وخطاب بث الكراهية بلا حسيب أو رقيب، للأسف.
ما على “الإخوان المسلمين” أن يجيبوا عنه
بقلم: عبد الاله بلقزيز عن الخليج الاماراتية
دافع “الإخوان المسلمون” السوريون، قبل أشهر معدودات، عن “جبهة النصرة” حين اتهمتها الإدارة الأمريكية بالتطرف والإرهاب، وطالبت المعارضة السورية بتطهير صفوفها منها حتى تتلقى الدعم المالي والعسكري من دول الغرب . وما اكتفى “الإخوان” بنفي التهمة عن الجبهة، بل أصروا على حسبانها شريكاً في “الجهاد” من أجل “الديمقراطية” في سوريا . ولسنا ندري ما سيقوله “الإخوان” بعد إعلان “جبهة النصرة”، “تجديد البيعة” لزعيم تنظيم “القاعدة” . كما لسنا ندري كيف يكون موقفهم - وهم التيار المسيطر على “المجلس الوطني” - من دعوة زعيم “القاعدة” إلى إقامة “إمارة إسلامية” في بلاد الشام، تكون مقدمة لإعلان “الخلافة” الإسلامية، وتسخير “جهاد جبهة النصرة” لتحقيق هذه الغاية!
هل يقبل “الإخوان” بمشروع “الإمارة الإسلامية” التي تُعْقَد بيعتها - لغيرهم؟ وهل يقبلون بأن يكون العاملون لها، من مقاتلي “جبهة النصرة”، في جملة حلفائهم في “الجهاد” من أجل “الديمقراطية”؟
ليس هذا، وحده، ما على “إخوان” سوريا أن يجيبوا عنه، ثمة الكثير مما ينبغي أن يجيبوا عنه من أسئلة يطرحها “الرأي العام” على سلوكهم السياسي، بل ويطرحها حتى بعض حلفائهم في المعارضة . إذا كان حليفهم (“الجيش السوري الحر”) - الذي استهجن بيعة “جبهة النصرة” زعيم تنظيم “القاعدة” - قد أفصح عن بَرَمِهِ بمنزَع “الإخوان” إلى التسلّط والهيمنة ومحاولة احتكار التمثيل والقرار داخل المعارضة، فماذا ترك لغيره من قوى المعارضة كي تقوله في حق “الإخوان”، وخاصة منها قوى المعارضة الوطنية غير الطائفية، وغير المراهنة على العنف المسلح طريقاً إلى التغيير، ولا على توسّل التدخل الأجنبي لإسقاط النظام والدولة والوطن؟ وماذا ترك لملايين المواطنين السوريين النازحين من مدنهم وأحيائهم وديارهم، منذ جاءتهم جيوش “المحررين” مبشرة إياهم بعهد “ديمقراطي” جديد: تُجَز فيه رؤوسُ العلمانيين والمسيحيين و”الروافض” و”الباطنية”، وتُفرض فيه أحكام الذمة، وشريعة أنصاف الفقهاء على الناس جميعاً، وعلى النساء بوجه خاص؟
إن “الإخوان المسلمين” مسؤولون عن الكثير من وقائع هذه الفوضى التي تضرب، بمعاولها، وحدة المجتمعات العربية واستقرارها، هم مسؤولون لأنهم القوة الرئيس في المعارضة السورية، والمتحكم في أطرها التنظيمية والقرار فيها، وهم مسؤولون لأنهم يسيطرون على السلطة في دول مثل مصر وتونس وليبيا، وهم مسؤولون لأنهم يُحالفون الدولة الأعظم في العالم وأخواتها في أوروبا، ويَحْظَون برعايتها لمشروعهم السياسي في هذه المرحلة من تاريخ الوطن العربي، وهم مسؤولون لأنهم يُغطون جماعات قتالية، نقلت “جهادها” من “دار الحرب” إلى “دار الإسلام”، ويسبغون عليها أردية الشرعية بوصفهم إياها جماعات مشاركة في التغيير “الديمقراطي”، وهم مسؤولون لأنهم ركبوا خيار الكفاح المسلح، وهم يعلمون أنه إلى الحرب الأهلية مُفْضٍ، وهم مسؤولون لأنهم دخلوا في لعبة التقاطب الطائفي والمذهبي، وهم يعلمون أنه أقصر السبل إلى تفجير الكيانات والأوطان . . إلخ .
إن الواحب الوطني والسياسي، المادي والمعنوي، بل والواحب الديني، يقتضي من “الإخوان” وقفةً مع النفس، للمصارحة والمراجعة والنقد الذاتي الشجاع . إن التاريخ وذاكرة الشعوب لا يرحمان، ودماء الناس، وكراماتهم المستباحة، وحرياتهم المهدورة، ومقدراتهم المسلوبة، ووحدتهم المشروخة، لن تكون اكليلاً لمن كان سبباً في إنتاجها، وإنما ستلاحقه كاللعنة إن لم يتدارك أمرها بإصلاح الأخطاء، وتصويب الرؤية، وترشيد السلوك السياسي تجاه مصير الجماعة الوطنية . وليس هذا وعظاً فارغاً لمن أَلِفوا أن يَعِظوا الناس، قبل تذوّق طعم السلطة، وإنما هي مناشدة للوقوف وقفة تفكير في مدى صواب السير في هذا الطريق الوعر الذي لا يستنكره، اليوم، خصوم “الإخوان” التقليديون، ممن كانوا - دوماً - يتصيدون أخطاءهم ليقيموا الحجة عليهم، بل يستنكره قادة سابقون في “الإخوان” هالَهم أن تصل الأمور ب “الجماعة” إلى هذا الحد من الاستخفاف بمصير الشعب والدولة والوطن، وإلى هذا الحد من التنكر لكل القيم التي دافعت عنها في الماضي .
ولا يقتصر نقد هؤلاء ل “الإخوان” على موقف الأخيرين من الأزمة السياسية في سوريا، وركوبهم وَهْمَ الحسم العسكري الذي تدفعهم إليه تركيا وفرنسا وبعض الرعاة العرب، ورفضهم مبدأ التسوية السياسية، ودعواتهم إلى التدخل الأجنبي لإقامة “مناطق آمنة”، وإلى تسليح “الثورة السورية” . . إلخ، وإنما هو يشمل سياساتهم المطبّقة في مصر وتونس، وليبيا، والتي تُشعل سعير التظاهرات والاحتجاجات عليها، وتطلق عفريت الفتنة الطائفية من قمقمه، وتضع الوحدة الوطنية قيد المجهول! ولقد آن الأوان ل “الإخوان” أن يُصْغوا إلى هذا الكم الهائل من النقد الصادر من مجتمعاتهم ونخبها المعارضة، والكف عن حسبانه مجرد مضاربات سياسية، بل وآن الأوان لأن يقوموا - هم بأنفسهم - بمحاسبة ذاتية جريئة ترفعهم إلى مستوى الأحداث والتحديات، قبل أن تجرفهم تطورات مفاجئة قد لا تنفعهم صداقة أصدقائهم الغربيين والإقليميين في كبحها .
الأردن الشريك الصامت!
بقلم: خلف علي المفتاح عن الثورة السورية
التصعيد السياسي والإعلامي ورفع منسوب العنف خلال الأسابيع القليلة الماضية وبروز العامل الأردني في الأزمة السورية وهو ما أعقب زيارة الرئيس الأميركي باراك أوباما للكيان الصهيوني يعطي مؤشرات مهمة،
في مقدمتها أن أطراف المؤامرة على سورية سواء كانت إقليمية أم دولية قد استنزفت أكثر أوراق الداخل التي راهنت عليها وهاهي تحاول الاستثمار في الأدوار الإقليمية وخاصة دول الجوار السوري بهدف توريطها وزجها مباشرة في الصراع القائم.
من هنا يجري الدفع بالأردن ليكون الضحية التالية علماً أن الحكومة الأردنية لم تكن بعيدة عما يجري في سورية ولكنها لعبت دور الشريك الصامت أو الظهور بمظهر المغلوب على أمره غير القادر على مواجهة الضغوط والإغراءات الخارجية، وهو الأمر الذي لا يمكن قبوله أو تصديقه لما له من انعكاسات خطيرة على ساحة الصراع القائم واتجاهاته ومآلاته والمساحة الجغرافية التي سيتحرك وفقها وهو ما حذر منه السيد الرئيس بشار الأسد في سياق الحوار الذي أجرته معه القناة الإخبارية السورية الأسبوع الماضي.
إن تهديد الأمن الوطني لأي دولة يعطيها الحق الشرعي بالدفاع عن النفس والقيام بكل ما يمكن من إجراءات رادعة تحفظ أمنها وسيادتها وسلامة أراضيها ناهيك عما تستوجبه وترتبه علاقات حسن الجوار من التزامات متقابلة بين الدول المتجاورة من هنا تأتي أهمية إدراك القيادة الأردنية وكافة الجهات المعنية بالأردن -الدولة الشقيقة والجارة- للمخاطر التي يُرتبها أي تصرف أو إجراء غير مسؤول- يتم عبر أو من خلال الجغرافية الأردنية- يهدد الأمن الوطني لسورية أو يؤثر سلباً في موازين ومعادلات الصراع القائم فيها في ظل حديث أميركي وغربي عن ضرورة إدخال دينامية جديدة فيه تصب في مصلحة المعارضة المسلحة.
إن الحديث عن معارضة معتدلة يجب تسليحها هو كذب ملطف فإذا كان ثمة معارضة سياسية فكيف يمكن لها أن تكون مسلحة وإذا فرضنا جدلاً أنها معتدلة فهل من سلاح معتدل؟ إن استهداف الشعب السوري بهذه الطريقة البشعة وهذا القتل اليومي وما يتعرض له المواطنون السوريون الأبرياء من أشكال العنف والتهجير والخطف وصنوف الإرهاب، إضافة لمعاناتهم الاقتصادية والمعيشية يشكل جريمة مستمرة ترتكب بحق شعب آمن لم يعتد على أحد ولم يمارس أي شكل من أشكال العنف تجاه أي دولة أو جماعة سياسية بل كان على الدوام في صف المدافعين عن حقوق العرب وكرامتهم ووحدة كلمتهم وظل على الدوام يعتبر الأرض السورية بيتاً لكل العرب على اختلاف مشاربهم السياسية وغيرها.
إن القضية في سورية لم تعد سلطة ومعارضة أو إصلاح وتغيير أو ديمقراطية ودكتاتورية وإنما صراع دولي على سورية تقوده قوى إقليمية ودولية كبرى نفذت من ثغرة في الجدار الوطني فأمعنت في توسيعها لتخرج كل ما في مخبئها من حقد على سورية وشعبها وتدفع ببعض أبنائها ليقتل السوري السوري ويهدم ويدمر كل ما بناه من ماله وعرق جبينه وعصارة فكره ليكون كل ذلك في خدمة أعداء سورية والأمة العربية والإسلامية وفي مقدمتهم الكيان الصهيوني الغاصب لأرضنا ومقدساتنا.
لقد آن الأوان كي يدرك أولئك العابثون والمنخرطون في المؤامرة الدولية على سورية أبعاد ما اقترفته وتقترفه أياديهم من جرائم بحق الشعب السوري، وما يترتب على ذلك حال استمراره من تبعات وردة فعل ستتجاوز حتماً الجغرافية السورية لأن الكيل قد طفح وتكشفت كل أوراق اللعبة وأسدلت الستارة عن كامل المشهد فلا عذر ولا ذريعة بعد ذلك لأحد أياً كان العنوان الذي يحاول عبثاً الاختباء خلفه أو الذريعة التي يبرر فيها فعلته هذه؟
علماء على قائمة الموساد
بقلم: موفق محادين عن العرب اليوم الأردنية
أعاد الموضوع الذي نشرته "العرب اليوم" حول اغتيال العديد من العلماء والمثقفين العرب الاهتمام بهذا الملف (المنسي) خاصة بعد اغتيال العديد من علماء الطاقة والصواريخ السوريين في غمرة الصراع هناك، وبما يذكرنا بما شهده علماء العراق بعد العدوان الامريكي - الاطلسي - الرجعي عليه وتغلغل الموساد والاجهزة الاطلسية وعصابات القتل المأجورة مباشرة أو عبر اقنعة متعددة.
اولا: العلماء
1- اول العلماء الشهداء في القرن العشرين هو اللبناني حسن كامل الصباح الذي تنسب له مئات الاختراعات في مجال الكهرباء والطاقة والهندسة، وقد قتل في حادث سير مدبر في امريكا (نيويورك) 1935.
2- الفيزيائي المصري، سمير نجيب الذي قتل في حادث سيارة مدبر في امريكا (ديترويت) 1967.
3- الفيزيائي المصري، نبيل قليني الذي اختطف واختفى من براغ 1975.
4- العالم النووي المصري، يحيى المشد الذي عمل في العراق ووجد مهشم الرأس في غرفته في فندق باريسي 1980.
5- عالم الفضاء المصري، سعيد السيد بدير الذي هرب من امريكا بعد تهديده بالقتل ثم قتل في الاسكندرية 1988.
6- الفيزيائي المصري، رمال حسن رمال الذي قتل بعد تهديدات خلال عمله في فرنسا..
7- ومن العالمات: الفيزيائية المصرية سميرة موسى (قتلت في امريكا 1951) والباحثة المصرية في الوثائق الصهيونية سلوى حبيب، وجراحة الدماغ من الجزيرة العربية، سامية عبدالرحيم.
8- كما احتل العراق اهتمام الموساد والاجهزة الاطلسية خاصة بعد العدوان عليه واحتلاله، حيث قتل مئات العلماء العراقيين واعتقل المئات، ومنهم هدى عماش ورحاب طه.
ومن العلماء الشهداء الذين استهدفتهم يد الاجرام الصهيونية والاطلسية:-
محمد الراوي، عماد سرسم، محمد الدليمي، عبدالله الفضل، محمد حسين علي، علي عبدالحسين، محمد حسين طالقاني، محي الدين حسين، مروان الهيتي، محمد الازميرلي.
ثانيا: المثقفون المقاومون
خسرت الثقافة العربية عشرات المثقفين الذين قتلوا على يد عملاء مزدوجين من الموساد الصهيوني والاجهزة الاطلسية وشبكاتهم المحلية، ومن ابرزهم على الصعيد الفلسطيني، ناجي العلي وماجد ابو شرار وغسان كنفاني وكمال ناصر.
وذلك بالاضافة للعديد من المثقفين العرب الذين اهتموا بتاريخ ووثائق الصراع العربي - الصهيوني مثل المصري جمال حمدان والمصرية سلوى حبيب و (السعودي) ناصر السعيد والناشط والمثقف المغربي المهدي بن بركة الذي تعاونت المخابرات الامريكية والفرنسية والصهيونية في اختطافه وتذويبه بالاسيد..