Haneen
2013-04-30, 10:03 AM
اقلام واراء اسرائيلي 328
29/4/2013
<tbody>
في هــــــذا الملف
لمصلحة من سيكون التدخل في سوريا؟
بقلم: رؤوبين باركو،عن اسرائيل اليوم
لا تسارعوا الى الهجوم
بقلم: بن ـ درور يميني ،عن معاريف
ايران الآن
بقلم: أريه إلداد ،عن هآرتس
وصمة امريكا
بقلم: رونين بيرغمان ،عن يديعوت
اذا شئتم الحل
بقلم: جدعون ليفي،عن هآرتس
لمن هذا الجيش؟
بقلم: كوبي نيف،عن هآرتس
</tbody>
لمصلحة من سيكون التدخل في سوريا؟
بقلم: رؤوبين باركو،عن اسرائيل اليوم
يحرصون في العالم الاسلامي على الذبح الحلال. والغاية من ذلك منع الذبح الحرام. وبازاء الذبح المستمر في سوريا والذي قُتل فيه الى الآن عشرات الآلاف من المدنيين، بدأ الامريكيون ايضا التدخل باحكام في شرائع الذبح ويضعون علامات عليه.
يبدو ان آلاف الوفيات الغريبة حيث يُقتل آلاف المواطنين لا تعتبر في الغرب ‘حراماً’ بل ‘ذبحا حلالا’. إن مسألة استعمال السلاح الكيميائي فقط هي التي تخط ‘الخط الاحمر’ أو ‘تغيير قواعد اللعب’، كما قال اوباما، وهي التي ستبت أمر هل يتدخل الغرب لوقف المجزرة.
على حسب تصريحات اوباما ورئيس الوزراء البريطاني كامرون، تُثار في الآونة الاخيرة تعبيرات ‘شهادات على استعمال جزئي ضيق’ لسلاح كيميائي أو ‘شهادات محدودة’ على هذا السلاح، بصفة تعبيرات تذاكي تتعلق بتدخل مباشر لمواجهة النظام في سوريا، ويتبين ان للخطوط الحمراء خاصية مطاطية.
يصعب على اوباما ان يبت الأمر في المنطقة الموجودة في ‘حرب باردة’ أخذت تزداد سخونة. إن الكوريين الشماليين يهددون الولايات المتحدة مباشرة وينوون إعدام سائح امريكي. وتحول العراق ‘المحرر’ الى ميدان قتل بين الشيعة والسنة برعاية ايران. ويتابع الايرانيون تخصيب اليورانيوم ويستخفون بالغرب بعد ان لم تسبب العقوبات إجهاض الجنين المخيف للقنبلة الذرية الايرانية. وسورية تنتقض عُراها. أما لبنان الذي يبيع النظام السوري مقاتلين من حزب الله فيستعد لحرب أهلية طائفية تنتشر نحوه كاشتعال النار في الهشيم.
وتراقب اوروبا وتركيا والدول العربية السنية واسرائيل في خوف اوباما الذي يتحدث عن ‘وحدة سوريا’ وعن ‘تسوية بالطرق السلمية’ في حين ينشئ تحالفا اقليميا على ايران وعلى نظام الاسد، وهو مُحتاج لاعادة الردع الى ضرب جهة ما: أكوريا؟ أم ايران؟ أم سوريا؟ لأنه يجب احيانا ضرب كلب الشيخ لردع الشيخ نفسه.
اوباما متردد والروس يشوشون لأن الجيد للامريكيين سيئ لهم. وقد أوضح نائب وزير الخارجية الروسي بوغدانوف أن بلده يعارض تدخل الغرب في سوريا بحجة استعمال الغاز مُذكرا بالهجوم على العراق بدعوى كاذبة عن وجود سلاح كيميائي في حوزة صدام. وتابعه وزير الاعلام السوري الزعبي الذي أنكر التهمة واتهم تركيا والمتمردين بأنهم مُحدثو فرية الغاز.
اسرائيل ايضا في معضلة لأنه اذا بقي النظام السوري فسيبقى هدوء نسبي بسبب جهود اعادة البناء المتوقعة واستمرار الصراع الداخلي في الدولة. واذا حل الارهابيون الاسلاميون محل الاسد (وهذا نتيجة ممكنة للتدخل الامريكي المباشر)، ستتغير خصائص المواجهة في الجبهة السورية من مواجهة عسكرية الى مواجهة لمنظمات ارهابية.
إن اعادة تشكيل الرؤية الاستراتيجية المرغوب فيها لاسرائيل يفترض ان تكون شأنا سياسيا خالصا. ويجب على المستويات الاستخبارية ان تساعد سرا بمعطياتها وتوصياتها. يبدو ان تحليلا غير جدي للواقع يشير الى أن الوضع الذي تفضله اسرائيل هو وضع استنزاف متبادل وعدم حسم بين النظام السوري و’الجيش السوري الحر’ المؤلف من المنظمات الارهابية الاسلامية المؤيدة للقاعدة وجبهة النُصرة.
وعلى ذلك فان رواية الجهات الاستخبارية في الجيش الاسرائيلي المناقضة لموقف الامريكيين، ستحث على اسقاط النظام في سورية بتدخل غربي كما يتضمن شرط اوباما. إن هذه الصيغة الاخلاقية المعلنة على ألسنة أولاد محرقة اليهود موجهة الى الشعب السوري المعادي تعمل بغير المصلحة الاسرائيلية.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
لا تسارعوا الى الهجوم
بقلم: بن ـ درور يميني ،عن معاريف
قبل جعل براك اوباما خرقة بالية، تشمبرلين، رئيسا للقوة العظمى الاهم في العالم الذي لا يفي بكلمته، يجدر التذكير والتذكر للخلفية. فالدول الاوروبية في حالة ضغط. مئات الشباب من بريطانيا، بلجيكيا، فرنسا وغيرها، وصلوا الى سورية. وهم لم ينضموا الى كفاح من اجل حقوق الانسان والديمقراطية. انضموا الى كفاح من أجل اقامة خلافة اسلامية على النمط الايراني وبالصيغة السُنية. وهذا ليس فقط الطبيب المسلم البريطاني الذي وصل الى مقر احدى جماعات الجهاد، حين كان من مهامه قطع رؤوس المعارضين. وهذه ليست فقط الام البلجيكية التي تهتف لاجهزة الامن في بلادها أن ‘انقذوا ابني الذي أسلم وأصبح جهاديا’. فهي تعرف انه عندما يعود، مع مئات الشباب الاخرين، فانهم سيكونون الجيش الطليعي للجهاد في اوروبا.
لا يعرف أحد ماهو توزيع القوة الحقيقي في أوساط قوى المعارضة. الواضح هو أن للاسلاميين قوة هائلة. قد يكونوا 20 في المائة. ربما 40. ربما أكثر. لكن هذا لا يغير في الامر من شيء. ففي اللحظة التي يكونوا فيها في طرف المنتصرين، تكون القصة ضاعت. ولان الحديث يدور عن جهاديين فلا حاجة الى الاغلبية. ثمة حاجة الى اقلية تنجح في فرض نظام اللظى على الآخرين. في اماكن معينة في سورية هذا يحصل منذ الان.
في هذه القصة لا يوجد أولياء. يوجد فقط أنذال ومفترسين، وليس مهما من هو من. بين كل الجماعات، نظام الاسد فظيع ورهيب. فهو يرتكب جرائم حرب. وهو مدعوم من ايران وحزب الله، ولكن ليس واضحا انه هو الاسوأ. لانه في الشرق الاوسط، مثلما في الشرق الاوسط، البديل بشكل عام، هو أسوأ. في مصر باتوا يتوقون لمبارك. وبعد أشهر غير كثيرة، يحتمل، ان يتوق السوريون للاسد. وبعد ضابط الاستخبارات الاسرائيلية الولايات المتحدة الرسمية ايضا تعترف بان الخط الاحمر قد تم اجتيازه.
غير أنه في الاشهر الماضية تغيرت الظروف أيضا. لقد كان واضحا منذ عدة اشهر بان المعارضة الجهادية ليست اقلية بائسة. اما الان فقد بات هذا واضحا أكثر. وما سيفعله هؤلاء الجهاديون لسورية قد يجعل النكبة الفلسطينية حدثا انسانيا بين أحداث كل الازمنة.
لقد سبق لاوباما أن ارتكب كل الاخطاء الممكنة في القصة المصرية وساعد في رفع الاخوان المسلمين الى الحكم. فهل نريد سيناريو متكرر؟ أم لا، هذا لن يكون سيناريو متكررا. هؤلاء لن يكونوا الاخوان، بل الجهاديون الذين سيتولون الحكم. وحمام الدماء الحالي سيكون صفرا مقارنة مع الحمام الدموي الذي سيكون هناك ضد كل من ليس مثلهم. وبدلا من حزب الله فقط سنحصل ايضا على القاعدة.
اوباما وعد. وهو قد يظهر ككلب ينبح اذا لم يتدخل. وفي اسرائيل ثمة من يسارع الى الادعاء انه اذا لم يتدخل في سوريا فورا، فانه لن يفي بكلمته بالنسبة لايران ايضا. وهذه ليست ذات القصة. وهذه ليست ذات الظروف. وعليه اذا لم تكن هناك معلومات سرية تبرر التدخل، فمن الافضل لاوباما بان يشرح بان الظروف تغيرت وانه لا يوجد اي سبب في العالم يدعوه لان يدعم رفع الجهاديين الى الحكم. احيانا، احيانا فقط، لا حاجة للزعماء ان يفوا بما وعدوا به. القصة السورية على ما يبدو هي حالة كهذه.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
ايران الآن
بقلم: أريه إلداد ،عن هآرتس
في آب 2012 قال براك اوباما انه اذا تبين له ان سورية تنقل سلاحا كيميائيا أو تستعمله فسيغير هذا قراره على عدم التدخل بقوة عسكرية فيما يجري في سوريا.
وبعد شهر أعلن وزير الخارجية الامريكي ان السوريين حركوا مواد قتال كيميائية. وسارع محللو البيت الابيض الى بيان ان ‘التحميل’ يعني النقل الى حزب الله، ولم يفعلوا شيئا.
تتسرب أنباء منذ نحو سنة عن استعمال الاسد سلاحا كيميائيا. فقد ورد أولا نقل غاز الكلور الى ملاجئ تحت الارض حتى إن خبراءنا العسكريين حركوا أيديهم في استهانة وقالوا هذا كلور فقط وهو غاز من الحرب العالمية الاولى وهو غير جدي. ولا يسبب سوى الاختناق، أما غاز الأعصاب في المقابل فهو شيء مختلف.
وفي الـ 23 من نيسان في مؤتمر معهد أبحاث الأمن، أعلن رئيس قسم البحث في شعبة الاستخبارات العسكرية ان السوريين استعملوا السارين ويستعملونه وهو غاز الأعصاب. أعلن اذا، ولم تقلع طائرات الولايات المتحدة (ولن تقلع ايضا)، وسكت الجيش الاسرائيلي ايضا.
يتمسك خبراء الامن منذ سنين بالفرض الأساسي وهو ان الاسد سيستعمل السلاح الكيميائي حينما يكون ‘ظهره الى الحائط’ فقط، لكن من الواضح ان الاسد منذ ان نشب التمرد لن ينتظر اللحظة الاخيرة. وحينما رأى أن لا أحد في العالم يهمه استعمال الكلور انتقل الى الخردل (بحسب تقارير المتمردين). وحينما مر ذلك في هدوء حانت نوبة السارين. ونُذكركم بأن ملليغرام من السارين يقتل انسانا ويكفي ربع ملليغرام للولد الصغير والاسد يملك أطنانا.
أعلن اوباما وعاد وأعلن ان الولايات المتحدة ‘لن تُمكّن’ ايران من امتلاك سلاح ذري. وينظر خامنئي واحمدي نجاد فيما يجري في سوريا ويزيدان في سرعة آلات الطرد المركزي. وقد أصبح واضحا للجميع اليوم ان اوباما هو الرئيس الذي سيملكان في فترته السلاح الذري. واذا كانت ايران خافت ذات مرة ان تتجاهل اسرائيل توصيات الولايات المتحدة وتهاجم فقد أصبحوا يعلمون في طهران وفي الولايات المتحدة وعندنا ايضا أن نتنياهو أضاع وقت الهجوم المستقل. وتوجد اسرائيل اليوم في المكان الذي أقسمت ألا تكون فيه، بالضبط: متعلقة برحمة الاجانب. عرف نتنياهو كيف يتحدث بلغة فصيحة ويذكر المحرقة ويرسم الخطوط الحمراء ولم يفعل شيئا.
سيُقال في الدفاع عنه إنه لا أحد تقريبا من قادة جهاز الأمن قد عاضده. وقد أضلّه باراك ايضا الذي كان حليفه الوحيد. ومن اجل هذا فقط تمسك به نتنياهو اربع سنوات الى ان تبين له في اللحظة الحاسمة أنه خانه. وليس نتنياهو مصنوعا من المادة المطلوبة للزعيم كي يسير ضد توصيات الخبراء الذين يفضلون الاعتماد على كلام رئيس الولايات المتحدة حتى حينما يكون أكثر الرؤساء عداءً لاسرائيل منذ عقود كثيرة.
إن الثقة بأن ‘اسرائيل ستعلم’ أو ‘الولايات المتحدة ستعلم’ في الوقت الذي تبدأ فيه ايران انتاج القنبلة الذرية اسوأ من التصور الفاشل الذي كان موجودا قُبيل حرب يوم الغفران. فاسرائيل والولايات المتحدة لن تعلما الى أن تفجر ايران أول رأس ذري وآنذاك ستُديران أعينهما متفاجئتين. ويحق لاوباما أن يُفاجأ أما اسرائيل فلا يجوز لها ذلك.
تبين للعالم كله في الامتحان السوري أن تصريحات اوباما قيمتها كقيمة قشرة الثوم. ولا يوجد الآن لنتنياهو وكبار المسؤولين في جهازنا الأمني ما يستترون من خلفه فقد اختفت الذرائع. صحيح أن الضرر الذي كنا نستطيع إيقاعه بالصناعة الذرية الايرانية في الصيف الماضي أكبر مما نستطيعه اليوم بمائة ضعف. لكن من الصحيح ايضا أن تأخير صناعة الموت الايرانية الذي نستطيع إحداثه اليوم أكبر بمائة ضعف مما سنستطيع إحداثه في الغد.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
وصمة امريكا
بقلم: رونين بيرغمان ،عن يديعوت
في يوم الخميس الاخير حاول موظف كبير في البيت الابيض، برسالة الى مجلس النواب الامريكي، أن يقول شيئا ما من غير ان يقوله بصراحة، وفي صياغة معوجة كثيرا مع جميع المؤثرات التي تتيحها اللغة الانجليزية بحيث لا يمكن ترجمتها الى العبرية، واعترف بأن الادارة الامريكية ‘تؤمن’ بأن سوريا استعملت سلاحا كيميائيا لكن ما زالت توجد حاجة الى برهان واضح على ذلك ويجب الفحص والتقدير والحصول على أدلة وما أشبه.
بدأت القضية بكلام رئيس قسم البحث من شعبة الاستخبارات العسكري، إيتي بارون، في يوم الثلاثاء على أن سوريا استعملت مادة حربية كيميائية في عدة فرص. وردت الادارة الامريكية بانكار ذلك ففوجئت قيادة المجموعة الاستخبارية وغضبت. فقد كان يبدو انه يوجد بين اسرائيل والولايات المتحدة اتفاق على المادة الاستخبارية التي جُمعت بهذا الشأن. وبعد عدة أحاديث غاضبة تذكر الامريكيون ايضا أنهم وافقوا على ذلك واضطروا الى الاعتراف نصف اعتراف بأن بارون كان صادقا. لكن الاحتيال اللغوي لقيادة الادارة في هذا الشأن لا ينبع فقط من الحرج مع اسرائيل بل من مشكلة أشد كثيرا.
لا يريد الموظفون الامريكيون ان يكذبوا لكنهم لا يريدون ايضا ان يعلنوا ان سوريا استعملت سلاحا كيميائيا لأن الرئيس اوباما عرف هذا الفعل قبل نحو سنة بأنه فعل سيجر ردا امريكيا قاسيا لم يوضحه.
وهنا يكمن الاخفاق الامريكي: إن الادارة لا تريد في الحقيقة ان تتدخل فيما يجري في سوريا كما لم ترد التدخل في مصر أو في ليبيا. لأن أخطار التورط بالنسبة لاوباما أصعب. وقد وجد الرئيس ذريعة ورسم الخط الاحمر في مكان اعتقد أكثر المشتغلين بهذا الشأن (ومنهم الموقع أدناه) ان الاسد لن يصل اليه أبدا كما يبدو وهو استعمال سلاح الابادة الجماعية. وتبين كما يبدو ان هذا كان افتراضا خاطئا.
كان هذا الخط الاحمر من البدء سخيفا. وذلك أولا لأنه ما هو بالضبط تجاوز ذلك الخط الاحمر؟ واذا تبين ان مادة حربية كيميائية تسربت عرضا من شاحنة للجيش السوري نقلتها من مكان الى مكان وقُتل السائق فماذا يفعلون؟ أهذا اجتياز للخط؟ وأهم من ذلك ان نقول لماذا لا يُسوغ نحو 80 ألفا من السوريين قتلوا الى الآن لا بغاز الخردل ولا بالسارين تدخل المجتمع الدولي، لكن اذا وجدت غدا براهين قاطعة على ان انسانا واحدا قتل باصابة بالسلاح الكيميائي فهل تتدخل الولايات المتحدة؟ تعمل في روندا اسلحة بسيطة لقتل 1.5 مليون انسان. ألم يكن من الواجب التدخل هناك ايضا؟
والآن بعد ان أفشلت الادارة الامريكية نفسها بهذا الخط الاحمر، تحاول التهرب من الوفاء بالتزامها وتقول إنها تحتاج الى أدلة اخرى. فقد أصبحت الادارة فجأة التي اعتمدت دائما على مصادر وتقديرات استخبارية لها هي نفسها واستهانت (حينما أرادت) بقرارات الامم المتحدة أصبحت تدعو الامم المتحدة الى تحقيق هذا الشأن. وليست هذه دعوة ساذجة لأنهم في الادارة يعلمون ان الامم المتحدة لا تملك قدرات استخبارية خاصة بها، بل تعتمد على عمل مراقبين، لكن الاسد لا يسمح لهؤلاء المراقبين بالدخول. ولهذا فان طلب تحقيق الامم المتحدة هو في الحقيقة محاولة اخرى لكسب وقت من غير ان يُقال بصراحة إن الاسد ارهابي كيميائي.
في المجزرة في روندا، وبرغم ما لا يحصى من المعلومات، رفضوا في الامم المتحدة، التي كان رئيس مقرها الأمامي في افريقيا كوفي عنان، وفي الولايات المتحدة التدخل. وفي كتاب نشره عنان منذ زمن غير بعيد أبدى الندم وقال انه اخطأ خطأ شديدا وإن الدرس هو أنه ينبغي التدخل فورا في حالات ذبح شعب وعدم انتظار الدبلوماسية. وسبقته الولايات المتحدة واعتذرت في سنة 2000 عن سلوكها الشائن.
اعتذرت لكنها لم تتعلم الدرس. وقد أصبح من الممكن الآن أن نصوغ اعلان الاعتذار الذي ستنشره الادارة الامريكية بعد عقد أو عقدين تطلب فيه المغفرة من عشرات الالاف من مواطني سوريا الموتى لأنها لم تهب لنجدتهم.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
اذا شئتم الحل
بقلم: جدعون ليفي،عن هآرتس
ليس هذا أسطورة، اذا شئتم: دولة عدل واحدة لشعبين. أهذا هاذٍ؟ كان انشاء دولة يهودية يُرى قبل أقل من مائة سنة هذيانا لا يقل عن ذلك؛ أهو تآمري؟ كان انشاء دولة فلسطينية قبل ثلاثة عقود لا يقل تآمرا. أدولة واحدة للشعبين؟ انها موجودة منذ زمن يعيش فيها أكثر من شعبين – اليهود والعرب، والحريديون، والمتدينون والعلمانيون، والشرقيون والغربيون، والمستوطنون والفلسطينيون طوائف، طوائف، أخذ يكثر العامل المُفرق بينها وهي تعيش على نحو ما معا في دولة واحدة لا يغيب عنها إلا العدل والمساواة.
على هذا النحو ستبدو هذه الدولة المتخيلة، سيكون فيها حق اقتراع للجميع ودستور ديمقراطي يُثبّت حقوق كل المجموعات والأقليات، ويشتمل على سياسة هجرة كما هي الحال في الدول جميعا، ومجلس نيابي يعبر عن الفسيفساء، وحكومة منتخبة تكون ائتلافا بين ممثلي الطوائف والشعوب. أجل، رئيس حكومة يهودي ونائب عربي له أو بالعكس. فهل هذه نهاية العالم؟ لماذا؟
إن العرب واليهود يعيشون اليوم معا ايضا ولا يشوش على العلاقات بينهم سوى الظلم وعدم المساواة ورواسب الماضي والعنصرية والشعور القومي والمخاوف المتبادلة. وستزول هذه بالتدريج وتختفي أكثر الأخطار التي تترصد الدولة اليوم.
وفي الداخل ستُبطل دولة المساواة هذه أكثر العداوات التي تغلي فيها. وسيفقد المواطنون العرب والفلسطينيون المساوون في الحقوق غريزة السعي لضعضعة الدولة التي تنكرت لهم وسلبتهم حقوقهم لأنها ستصبح دولتهم. وقد يعلم اليهود أن أكثر مخاوفهم كانت مخاوف باطلة لأنه في اللحظة التي يتم العدل فيها يتم إبطال الأخطار الحقيقية والوهمية. وسيكون زوال الأخطار الخارجية أكثر دراماتية لأن ايران وسوريا وحزب الله وحماس وسائر محاور الشر ستفقد الأساس لكراهيتها. لأنه ما الذي ستهدده ايران؟ هل تهدد دولة يهودية فلسطينية؟ وعلى أية جهة يطلق حزب الله وحماس صواريخهما؟ هل على اتفاق يهودي فلسطيني؟ وستتغير منزلة هذه الدولة الجديدة الدولية دفعة واحدة لأن العالم سيحتضنها في حماسة ويسارع الى تحويل مساعدة واسعة إليها.
ستنمو هذه الدولة وتزهر حينما توجه الميزانيات الضخمة التي استثمرها الطرفان للحفاظ على أمنهما الى أهداف اخرى. وتنتقل خطوط الفصل فيها كما هي الحال في كل دولة اخرى لتكون بين الأغنياء والفقراء، والمثقفين والجهلة، والناجحين والفاشلين. في الفترة الاولى سيكون يهودها الذين كان مجتمعهم أكثر تطورا هم الذين سينجحون أكثر. لكن التساوي في الفرص لا يمكن ألا يردم الهوة بينهما بالتدريج.
لن يتم احراز هذه الأهداف الخيالية في يوم واحد لأن تحقيق هذا الحلم سيتم في مسار طويل وصعب ومركب للتحرر من الاعتقادات والقيم القديمة التي كانت مُدمرة بالنسبة للشعبين؛ وبالتغلب على مخاوف عميقة لا تقل تدميرا وحذف الماضي. وسيضطر اليهود والفلسطنيين الى التخلي عن حلم الدولة القومية. وستكون هذه نهاية الصهيونية في اطارها الحالي وهو أمر مؤلم جدا لمن اعتادوا ان يؤمنوا أنها الطريقة الوحيدة، لكن سيحل محلها شيء أكثر عدلا وبقاءً بكثير. وحينما يقتنع اليهود بأن الفلسطينيين بشر مثلهم مع كل ما يتضمنه ذلك ستصبح المسالك قصيرة.
وستقصر وتصبح ممكنة ايضا اذا نشأت للشعبين قيادة جديدة. لا نتحدث عن سياسة جديدة لتفكير قديم سيء بل عن ثورة حقيقية تحطم المبادئ القديمة والسيئة وتُبطل الخوف. وتحتاج هذه الرقصة الى اثنين على الأقل ولا يوجد الى الآن حتى واحد.
وتحتاج هذه الرقصة الى قدر كبير جدا من الشجاعة والخيال ولا يوجد الى الآن لا هذا ولا ذاك. لكن فكروا في البديل والى أين يفضي؟ هل الى دائرة اخرى في رقصة الدم؟ ثم دائرة تليها؟ وماذا يأتي بعدهما؟ لا يوجد اليوم اسرائيليون كثيرون يعرفون ان يُجيبوا اجابة صحيحة على سؤال الى أين تتجه دولتهم. ونقول لهم: اذا شئتم دولة عادلة واحدة فليست هي أسطورة.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
لمن هذا الجيش؟
بقلم: كوبي نيف،عن هآرتس
في المقالة الاولى من كتاب ‘بين القبعة الدينية والقبعة العسكرية’ الذي يتناول مسار تحول الجيش الاسرائيلي الى جيش متدين، تقارن الدكتورة اليشيفع روسمان ستولمان النظر الى الجنود المتدينين في عدد من جيوش العالم.
في تركيا، التي تعتبر عندنا دولة اسلامية متطرفة، تفرض الخدمة العسكرية على الرجال والعلمانية على جنوده جميعا. فلا يمكن في الجيش الاسرائيلي ‘اعفاء لحية وشارب… ويستطيع الجندي المتدين اقامة الفروض الدينية على حساب وقته الخاص فقط… ولا يستطيع خريجو المدارس الدينية دخول المعاهد العسكرية للضباط’، وما أشبه ذلك.
وفي مقابل ذلك، في ايران حيث التجنيد واجب على الرجال ايضا، ‘بدأ تحول اسلامي مكثف في الجيش مع الثورة فورا حينما ضُم رجال دين الى الوحدات’، كان عملهم من جهة رسمية ‘تلبية حاجة الجنود الى العلم بالاسلام’، لكنهم يعملون في واقع الامر كي ‘يقنعوا الجنود بالقتال في سبيل الاسلام’، وإن ‘الجهاز المدني الديني القوي يفرض على الجهاز العسكري ان يتصرف بحسب الوضع المدني السياسي في الدولة’.
وما هي الحال في اسرائيل، بحسب المقالة؟ ‘إن الجيش الاسرائيلي متسامح مع الجنود المتدينين من جميع الديانات، لكن لا شك في ان اليهودية تحظى بعلاقة تفضيل. ويزيد هذا التسامح لوجود بنى متوسطة مدنية قوية (معاهد دينية وتحضيرية) وعسكرية داخلية (الحاخامية العسكرية)’.
لكن هل يعبر استنتاج الباحثة هذا حقا عما يحدث حقا في الجيش الاسرائيلي؟ تكتب روسمان ستولمان نفسها بعد ذلك في المقالة انه يجب في الجيش الامريكي ‘على ضابط الدين ان يدافع عن حق كل جندي في الحرية الدينية الكاملة سواء كان هذا الجندي منتميا الى تيار ديني مُعرف أم لم يكن مؤمنا ألبتة’. وماذا عن جندي، يهودي بحسب الشريعة اليهودية لكنه غير مؤمن بحسب تصوره، يخدم في الجيش الاسرائيلي، هل له حق في الحرية الدينية؟ أيجوز له أو حتى لجندي غير يهودي بحسب الشريعة اليهودية (يُدفن بعد موته خارج الجدار) ألا يشارك في الاحتفال بعيد الفصح مثلا؟ لا. فالاحتفال بالفصح وهو مراسم دينية غير عسكرية واجب، واذا لم يحضره الجندي يحاكم ويعاقب. وهل يحق لجندي ملحد ألا يشارك في محاضرات ضباط أو رجال دين مخصصة ‘لتلبية حاجات الجنود الى العلم باليهودية’ لكنها مخصصة في واقع الامر ‘لاقناع الجنود بالقتال في سبيل اليهودية’؟ لا، لأن هذا واجب عسكري مقدس ايضا.
‘من البدء فُوض الى الحاخامية الرئيسة الاهتمام بالخدمات الدينية في الجيش الاسرائيلي’، هذا ما يكتبه في مقالته في الكتاب العقيد (احتياط) الدكتور زئيف دروري، لكنها أضافت الى نفسها على مر السنين غايات اخرى، وكانت الاضافة الى الحاخام العسكري الرئيس السابق العميد أفيحاي رونتسكي ‘تطوير الوعي اليهودي بين قادة الجيش الاسرائيلي وجنوده’ جميعا لا المتدينين فقط. وليس هذا فقط بل يقول دروري انه حينما كان قائد لواء جفعاتي تدخل حاخامو المعاهد الدينية التحضيرية ‘وقرروا من سيخرج من جنود المعاهد التحضيرية لدورة ضباط في يوم اتفاقي السابق مع رئيس هيئة الاركان آنذاك موشيه ليفي على المرشحين المناسبين’.
وهكذا فان الفرق بين نظرة الجيش الاسرائيلي للدين وفرائضه (بصيغتها الاستيطانية المسيحانية التي ترى أن ‘حروب الجيش الاسرائيلي هي حروب فروض’ وبين نظرة جيش ايران للدين وفرائضه، هو كقشرة الثوم.
وعلى ذلك فان دعوة صحيفة ‘هآرتس′ في 22 نيسان الى وضع ‘نهاية للحاخامية العسكرية’ هي فكاهة في الحقيقة لأن الحاخامية العسكرية هي التي ستضع نهاية لصحيفة ‘هآرتس′ لا العكس
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ
29/4/2013
<tbody>
في هــــــذا الملف
لمصلحة من سيكون التدخل في سوريا؟
بقلم: رؤوبين باركو،عن اسرائيل اليوم
لا تسارعوا الى الهجوم
بقلم: بن ـ درور يميني ،عن معاريف
ايران الآن
بقلم: أريه إلداد ،عن هآرتس
وصمة امريكا
بقلم: رونين بيرغمان ،عن يديعوت
اذا شئتم الحل
بقلم: جدعون ليفي،عن هآرتس
لمن هذا الجيش؟
بقلم: كوبي نيف،عن هآرتس
</tbody>
لمصلحة من سيكون التدخل في سوريا؟
بقلم: رؤوبين باركو،عن اسرائيل اليوم
يحرصون في العالم الاسلامي على الذبح الحلال. والغاية من ذلك منع الذبح الحرام. وبازاء الذبح المستمر في سوريا والذي قُتل فيه الى الآن عشرات الآلاف من المدنيين، بدأ الامريكيون ايضا التدخل باحكام في شرائع الذبح ويضعون علامات عليه.
يبدو ان آلاف الوفيات الغريبة حيث يُقتل آلاف المواطنين لا تعتبر في الغرب ‘حراماً’ بل ‘ذبحا حلالا’. إن مسألة استعمال السلاح الكيميائي فقط هي التي تخط ‘الخط الاحمر’ أو ‘تغيير قواعد اللعب’، كما قال اوباما، وهي التي ستبت أمر هل يتدخل الغرب لوقف المجزرة.
على حسب تصريحات اوباما ورئيس الوزراء البريطاني كامرون، تُثار في الآونة الاخيرة تعبيرات ‘شهادات على استعمال جزئي ضيق’ لسلاح كيميائي أو ‘شهادات محدودة’ على هذا السلاح، بصفة تعبيرات تذاكي تتعلق بتدخل مباشر لمواجهة النظام في سوريا، ويتبين ان للخطوط الحمراء خاصية مطاطية.
يصعب على اوباما ان يبت الأمر في المنطقة الموجودة في ‘حرب باردة’ أخذت تزداد سخونة. إن الكوريين الشماليين يهددون الولايات المتحدة مباشرة وينوون إعدام سائح امريكي. وتحول العراق ‘المحرر’ الى ميدان قتل بين الشيعة والسنة برعاية ايران. ويتابع الايرانيون تخصيب اليورانيوم ويستخفون بالغرب بعد ان لم تسبب العقوبات إجهاض الجنين المخيف للقنبلة الذرية الايرانية. وسورية تنتقض عُراها. أما لبنان الذي يبيع النظام السوري مقاتلين من حزب الله فيستعد لحرب أهلية طائفية تنتشر نحوه كاشتعال النار في الهشيم.
وتراقب اوروبا وتركيا والدول العربية السنية واسرائيل في خوف اوباما الذي يتحدث عن ‘وحدة سوريا’ وعن ‘تسوية بالطرق السلمية’ في حين ينشئ تحالفا اقليميا على ايران وعلى نظام الاسد، وهو مُحتاج لاعادة الردع الى ضرب جهة ما: أكوريا؟ أم ايران؟ أم سوريا؟ لأنه يجب احيانا ضرب كلب الشيخ لردع الشيخ نفسه.
اوباما متردد والروس يشوشون لأن الجيد للامريكيين سيئ لهم. وقد أوضح نائب وزير الخارجية الروسي بوغدانوف أن بلده يعارض تدخل الغرب في سوريا بحجة استعمال الغاز مُذكرا بالهجوم على العراق بدعوى كاذبة عن وجود سلاح كيميائي في حوزة صدام. وتابعه وزير الاعلام السوري الزعبي الذي أنكر التهمة واتهم تركيا والمتمردين بأنهم مُحدثو فرية الغاز.
اسرائيل ايضا في معضلة لأنه اذا بقي النظام السوري فسيبقى هدوء نسبي بسبب جهود اعادة البناء المتوقعة واستمرار الصراع الداخلي في الدولة. واذا حل الارهابيون الاسلاميون محل الاسد (وهذا نتيجة ممكنة للتدخل الامريكي المباشر)، ستتغير خصائص المواجهة في الجبهة السورية من مواجهة عسكرية الى مواجهة لمنظمات ارهابية.
إن اعادة تشكيل الرؤية الاستراتيجية المرغوب فيها لاسرائيل يفترض ان تكون شأنا سياسيا خالصا. ويجب على المستويات الاستخبارية ان تساعد سرا بمعطياتها وتوصياتها. يبدو ان تحليلا غير جدي للواقع يشير الى أن الوضع الذي تفضله اسرائيل هو وضع استنزاف متبادل وعدم حسم بين النظام السوري و’الجيش السوري الحر’ المؤلف من المنظمات الارهابية الاسلامية المؤيدة للقاعدة وجبهة النُصرة.
وعلى ذلك فان رواية الجهات الاستخبارية في الجيش الاسرائيلي المناقضة لموقف الامريكيين، ستحث على اسقاط النظام في سورية بتدخل غربي كما يتضمن شرط اوباما. إن هذه الصيغة الاخلاقية المعلنة على ألسنة أولاد محرقة اليهود موجهة الى الشعب السوري المعادي تعمل بغير المصلحة الاسرائيلية.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
لا تسارعوا الى الهجوم
بقلم: بن ـ درور يميني ،عن معاريف
قبل جعل براك اوباما خرقة بالية، تشمبرلين، رئيسا للقوة العظمى الاهم في العالم الذي لا يفي بكلمته، يجدر التذكير والتذكر للخلفية. فالدول الاوروبية في حالة ضغط. مئات الشباب من بريطانيا، بلجيكيا، فرنسا وغيرها، وصلوا الى سورية. وهم لم ينضموا الى كفاح من اجل حقوق الانسان والديمقراطية. انضموا الى كفاح من أجل اقامة خلافة اسلامية على النمط الايراني وبالصيغة السُنية. وهذا ليس فقط الطبيب المسلم البريطاني الذي وصل الى مقر احدى جماعات الجهاد، حين كان من مهامه قطع رؤوس المعارضين. وهذه ليست فقط الام البلجيكية التي تهتف لاجهزة الامن في بلادها أن ‘انقذوا ابني الذي أسلم وأصبح جهاديا’. فهي تعرف انه عندما يعود، مع مئات الشباب الاخرين، فانهم سيكونون الجيش الطليعي للجهاد في اوروبا.
لا يعرف أحد ماهو توزيع القوة الحقيقي في أوساط قوى المعارضة. الواضح هو أن للاسلاميين قوة هائلة. قد يكونوا 20 في المائة. ربما 40. ربما أكثر. لكن هذا لا يغير في الامر من شيء. ففي اللحظة التي يكونوا فيها في طرف المنتصرين، تكون القصة ضاعت. ولان الحديث يدور عن جهاديين فلا حاجة الى الاغلبية. ثمة حاجة الى اقلية تنجح في فرض نظام اللظى على الآخرين. في اماكن معينة في سورية هذا يحصل منذ الان.
في هذه القصة لا يوجد أولياء. يوجد فقط أنذال ومفترسين، وليس مهما من هو من. بين كل الجماعات، نظام الاسد فظيع ورهيب. فهو يرتكب جرائم حرب. وهو مدعوم من ايران وحزب الله، ولكن ليس واضحا انه هو الاسوأ. لانه في الشرق الاوسط، مثلما في الشرق الاوسط، البديل بشكل عام، هو أسوأ. في مصر باتوا يتوقون لمبارك. وبعد أشهر غير كثيرة، يحتمل، ان يتوق السوريون للاسد. وبعد ضابط الاستخبارات الاسرائيلية الولايات المتحدة الرسمية ايضا تعترف بان الخط الاحمر قد تم اجتيازه.
غير أنه في الاشهر الماضية تغيرت الظروف أيضا. لقد كان واضحا منذ عدة اشهر بان المعارضة الجهادية ليست اقلية بائسة. اما الان فقد بات هذا واضحا أكثر. وما سيفعله هؤلاء الجهاديون لسورية قد يجعل النكبة الفلسطينية حدثا انسانيا بين أحداث كل الازمنة.
لقد سبق لاوباما أن ارتكب كل الاخطاء الممكنة في القصة المصرية وساعد في رفع الاخوان المسلمين الى الحكم. فهل نريد سيناريو متكرر؟ أم لا، هذا لن يكون سيناريو متكررا. هؤلاء لن يكونوا الاخوان، بل الجهاديون الذين سيتولون الحكم. وحمام الدماء الحالي سيكون صفرا مقارنة مع الحمام الدموي الذي سيكون هناك ضد كل من ليس مثلهم. وبدلا من حزب الله فقط سنحصل ايضا على القاعدة.
اوباما وعد. وهو قد يظهر ككلب ينبح اذا لم يتدخل. وفي اسرائيل ثمة من يسارع الى الادعاء انه اذا لم يتدخل في سوريا فورا، فانه لن يفي بكلمته بالنسبة لايران ايضا. وهذه ليست ذات القصة. وهذه ليست ذات الظروف. وعليه اذا لم تكن هناك معلومات سرية تبرر التدخل، فمن الافضل لاوباما بان يشرح بان الظروف تغيرت وانه لا يوجد اي سبب في العالم يدعوه لان يدعم رفع الجهاديين الى الحكم. احيانا، احيانا فقط، لا حاجة للزعماء ان يفوا بما وعدوا به. القصة السورية على ما يبدو هي حالة كهذه.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
ايران الآن
بقلم: أريه إلداد ،عن هآرتس
في آب 2012 قال براك اوباما انه اذا تبين له ان سورية تنقل سلاحا كيميائيا أو تستعمله فسيغير هذا قراره على عدم التدخل بقوة عسكرية فيما يجري في سوريا.
وبعد شهر أعلن وزير الخارجية الامريكي ان السوريين حركوا مواد قتال كيميائية. وسارع محللو البيت الابيض الى بيان ان ‘التحميل’ يعني النقل الى حزب الله، ولم يفعلوا شيئا.
تتسرب أنباء منذ نحو سنة عن استعمال الاسد سلاحا كيميائيا. فقد ورد أولا نقل غاز الكلور الى ملاجئ تحت الارض حتى إن خبراءنا العسكريين حركوا أيديهم في استهانة وقالوا هذا كلور فقط وهو غاز من الحرب العالمية الاولى وهو غير جدي. ولا يسبب سوى الاختناق، أما غاز الأعصاب في المقابل فهو شيء مختلف.
وفي الـ 23 من نيسان في مؤتمر معهد أبحاث الأمن، أعلن رئيس قسم البحث في شعبة الاستخبارات العسكرية ان السوريين استعملوا السارين ويستعملونه وهو غاز الأعصاب. أعلن اذا، ولم تقلع طائرات الولايات المتحدة (ولن تقلع ايضا)، وسكت الجيش الاسرائيلي ايضا.
يتمسك خبراء الامن منذ سنين بالفرض الأساسي وهو ان الاسد سيستعمل السلاح الكيميائي حينما يكون ‘ظهره الى الحائط’ فقط، لكن من الواضح ان الاسد منذ ان نشب التمرد لن ينتظر اللحظة الاخيرة. وحينما رأى أن لا أحد في العالم يهمه استعمال الكلور انتقل الى الخردل (بحسب تقارير المتمردين). وحينما مر ذلك في هدوء حانت نوبة السارين. ونُذكركم بأن ملليغرام من السارين يقتل انسانا ويكفي ربع ملليغرام للولد الصغير والاسد يملك أطنانا.
أعلن اوباما وعاد وأعلن ان الولايات المتحدة ‘لن تُمكّن’ ايران من امتلاك سلاح ذري. وينظر خامنئي واحمدي نجاد فيما يجري في سوريا ويزيدان في سرعة آلات الطرد المركزي. وقد أصبح واضحا للجميع اليوم ان اوباما هو الرئيس الذي سيملكان في فترته السلاح الذري. واذا كانت ايران خافت ذات مرة ان تتجاهل اسرائيل توصيات الولايات المتحدة وتهاجم فقد أصبحوا يعلمون في طهران وفي الولايات المتحدة وعندنا ايضا أن نتنياهو أضاع وقت الهجوم المستقل. وتوجد اسرائيل اليوم في المكان الذي أقسمت ألا تكون فيه، بالضبط: متعلقة برحمة الاجانب. عرف نتنياهو كيف يتحدث بلغة فصيحة ويذكر المحرقة ويرسم الخطوط الحمراء ولم يفعل شيئا.
سيُقال في الدفاع عنه إنه لا أحد تقريبا من قادة جهاز الأمن قد عاضده. وقد أضلّه باراك ايضا الذي كان حليفه الوحيد. ومن اجل هذا فقط تمسك به نتنياهو اربع سنوات الى ان تبين له في اللحظة الحاسمة أنه خانه. وليس نتنياهو مصنوعا من المادة المطلوبة للزعيم كي يسير ضد توصيات الخبراء الذين يفضلون الاعتماد على كلام رئيس الولايات المتحدة حتى حينما يكون أكثر الرؤساء عداءً لاسرائيل منذ عقود كثيرة.
إن الثقة بأن ‘اسرائيل ستعلم’ أو ‘الولايات المتحدة ستعلم’ في الوقت الذي تبدأ فيه ايران انتاج القنبلة الذرية اسوأ من التصور الفاشل الذي كان موجودا قُبيل حرب يوم الغفران. فاسرائيل والولايات المتحدة لن تعلما الى أن تفجر ايران أول رأس ذري وآنذاك ستُديران أعينهما متفاجئتين. ويحق لاوباما أن يُفاجأ أما اسرائيل فلا يجوز لها ذلك.
تبين للعالم كله في الامتحان السوري أن تصريحات اوباما قيمتها كقيمة قشرة الثوم. ولا يوجد الآن لنتنياهو وكبار المسؤولين في جهازنا الأمني ما يستترون من خلفه فقد اختفت الذرائع. صحيح أن الضرر الذي كنا نستطيع إيقاعه بالصناعة الذرية الايرانية في الصيف الماضي أكبر مما نستطيعه اليوم بمائة ضعف. لكن من الصحيح ايضا أن تأخير صناعة الموت الايرانية الذي نستطيع إحداثه اليوم أكبر بمائة ضعف مما سنستطيع إحداثه في الغد.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
وصمة امريكا
بقلم: رونين بيرغمان ،عن يديعوت
في يوم الخميس الاخير حاول موظف كبير في البيت الابيض، برسالة الى مجلس النواب الامريكي، أن يقول شيئا ما من غير ان يقوله بصراحة، وفي صياغة معوجة كثيرا مع جميع المؤثرات التي تتيحها اللغة الانجليزية بحيث لا يمكن ترجمتها الى العبرية، واعترف بأن الادارة الامريكية ‘تؤمن’ بأن سوريا استعملت سلاحا كيميائيا لكن ما زالت توجد حاجة الى برهان واضح على ذلك ويجب الفحص والتقدير والحصول على أدلة وما أشبه.
بدأت القضية بكلام رئيس قسم البحث من شعبة الاستخبارات العسكري، إيتي بارون، في يوم الثلاثاء على أن سوريا استعملت مادة حربية كيميائية في عدة فرص. وردت الادارة الامريكية بانكار ذلك ففوجئت قيادة المجموعة الاستخبارية وغضبت. فقد كان يبدو انه يوجد بين اسرائيل والولايات المتحدة اتفاق على المادة الاستخبارية التي جُمعت بهذا الشأن. وبعد عدة أحاديث غاضبة تذكر الامريكيون ايضا أنهم وافقوا على ذلك واضطروا الى الاعتراف نصف اعتراف بأن بارون كان صادقا. لكن الاحتيال اللغوي لقيادة الادارة في هذا الشأن لا ينبع فقط من الحرج مع اسرائيل بل من مشكلة أشد كثيرا.
لا يريد الموظفون الامريكيون ان يكذبوا لكنهم لا يريدون ايضا ان يعلنوا ان سوريا استعملت سلاحا كيميائيا لأن الرئيس اوباما عرف هذا الفعل قبل نحو سنة بأنه فعل سيجر ردا امريكيا قاسيا لم يوضحه.
وهنا يكمن الاخفاق الامريكي: إن الادارة لا تريد في الحقيقة ان تتدخل فيما يجري في سوريا كما لم ترد التدخل في مصر أو في ليبيا. لأن أخطار التورط بالنسبة لاوباما أصعب. وقد وجد الرئيس ذريعة ورسم الخط الاحمر في مكان اعتقد أكثر المشتغلين بهذا الشأن (ومنهم الموقع أدناه) ان الاسد لن يصل اليه أبدا كما يبدو وهو استعمال سلاح الابادة الجماعية. وتبين كما يبدو ان هذا كان افتراضا خاطئا.
كان هذا الخط الاحمر من البدء سخيفا. وذلك أولا لأنه ما هو بالضبط تجاوز ذلك الخط الاحمر؟ واذا تبين ان مادة حربية كيميائية تسربت عرضا من شاحنة للجيش السوري نقلتها من مكان الى مكان وقُتل السائق فماذا يفعلون؟ أهذا اجتياز للخط؟ وأهم من ذلك ان نقول لماذا لا يُسوغ نحو 80 ألفا من السوريين قتلوا الى الآن لا بغاز الخردل ولا بالسارين تدخل المجتمع الدولي، لكن اذا وجدت غدا براهين قاطعة على ان انسانا واحدا قتل باصابة بالسلاح الكيميائي فهل تتدخل الولايات المتحدة؟ تعمل في روندا اسلحة بسيطة لقتل 1.5 مليون انسان. ألم يكن من الواجب التدخل هناك ايضا؟
والآن بعد ان أفشلت الادارة الامريكية نفسها بهذا الخط الاحمر، تحاول التهرب من الوفاء بالتزامها وتقول إنها تحتاج الى أدلة اخرى. فقد أصبحت الادارة فجأة التي اعتمدت دائما على مصادر وتقديرات استخبارية لها هي نفسها واستهانت (حينما أرادت) بقرارات الامم المتحدة أصبحت تدعو الامم المتحدة الى تحقيق هذا الشأن. وليست هذه دعوة ساذجة لأنهم في الادارة يعلمون ان الامم المتحدة لا تملك قدرات استخبارية خاصة بها، بل تعتمد على عمل مراقبين، لكن الاسد لا يسمح لهؤلاء المراقبين بالدخول. ولهذا فان طلب تحقيق الامم المتحدة هو في الحقيقة محاولة اخرى لكسب وقت من غير ان يُقال بصراحة إن الاسد ارهابي كيميائي.
في المجزرة في روندا، وبرغم ما لا يحصى من المعلومات، رفضوا في الامم المتحدة، التي كان رئيس مقرها الأمامي في افريقيا كوفي عنان، وفي الولايات المتحدة التدخل. وفي كتاب نشره عنان منذ زمن غير بعيد أبدى الندم وقال انه اخطأ خطأ شديدا وإن الدرس هو أنه ينبغي التدخل فورا في حالات ذبح شعب وعدم انتظار الدبلوماسية. وسبقته الولايات المتحدة واعتذرت في سنة 2000 عن سلوكها الشائن.
اعتذرت لكنها لم تتعلم الدرس. وقد أصبح من الممكن الآن أن نصوغ اعلان الاعتذار الذي ستنشره الادارة الامريكية بعد عقد أو عقدين تطلب فيه المغفرة من عشرات الالاف من مواطني سوريا الموتى لأنها لم تهب لنجدتهم.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
اذا شئتم الحل
بقلم: جدعون ليفي،عن هآرتس
ليس هذا أسطورة، اذا شئتم: دولة عدل واحدة لشعبين. أهذا هاذٍ؟ كان انشاء دولة يهودية يُرى قبل أقل من مائة سنة هذيانا لا يقل عن ذلك؛ أهو تآمري؟ كان انشاء دولة فلسطينية قبل ثلاثة عقود لا يقل تآمرا. أدولة واحدة للشعبين؟ انها موجودة منذ زمن يعيش فيها أكثر من شعبين – اليهود والعرب، والحريديون، والمتدينون والعلمانيون، والشرقيون والغربيون، والمستوطنون والفلسطينيون طوائف، طوائف، أخذ يكثر العامل المُفرق بينها وهي تعيش على نحو ما معا في دولة واحدة لا يغيب عنها إلا العدل والمساواة.
على هذا النحو ستبدو هذه الدولة المتخيلة، سيكون فيها حق اقتراع للجميع ودستور ديمقراطي يُثبّت حقوق كل المجموعات والأقليات، ويشتمل على سياسة هجرة كما هي الحال في الدول جميعا، ومجلس نيابي يعبر عن الفسيفساء، وحكومة منتخبة تكون ائتلافا بين ممثلي الطوائف والشعوب. أجل، رئيس حكومة يهودي ونائب عربي له أو بالعكس. فهل هذه نهاية العالم؟ لماذا؟
إن العرب واليهود يعيشون اليوم معا ايضا ولا يشوش على العلاقات بينهم سوى الظلم وعدم المساواة ورواسب الماضي والعنصرية والشعور القومي والمخاوف المتبادلة. وستزول هذه بالتدريج وتختفي أكثر الأخطار التي تترصد الدولة اليوم.
وفي الداخل ستُبطل دولة المساواة هذه أكثر العداوات التي تغلي فيها. وسيفقد المواطنون العرب والفلسطينيون المساوون في الحقوق غريزة السعي لضعضعة الدولة التي تنكرت لهم وسلبتهم حقوقهم لأنها ستصبح دولتهم. وقد يعلم اليهود أن أكثر مخاوفهم كانت مخاوف باطلة لأنه في اللحظة التي يتم العدل فيها يتم إبطال الأخطار الحقيقية والوهمية. وسيكون زوال الأخطار الخارجية أكثر دراماتية لأن ايران وسوريا وحزب الله وحماس وسائر محاور الشر ستفقد الأساس لكراهيتها. لأنه ما الذي ستهدده ايران؟ هل تهدد دولة يهودية فلسطينية؟ وعلى أية جهة يطلق حزب الله وحماس صواريخهما؟ هل على اتفاق يهودي فلسطيني؟ وستتغير منزلة هذه الدولة الجديدة الدولية دفعة واحدة لأن العالم سيحتضنها في حماسة ويسارع الى تحويل مساعدة واسعة إليها.
ستنمو هذه الدولة وتزهر حينما توجه الميزانيات الضخمة التي استثمرها الطرفان للحفاظ على أمنهما الى أهداف اخرى. وتنتقل خطوط الفصل فيها كما هي الحال في كل دولة اخرى لتكون بين الأغنياء والفقراء، والمثقفين والجهلة، والناجحين والفاشلين. في الفترة الاولى سيكون يهودها الذين كان مجتمعهم أكثر تطورا هم الذين سينجحون أكثر. لكن التساوي في الفرص لا يمكن ألا يردم الهوة بينهما بالتدريج.
لن يتم احراز هذه الأهداف الخيالية في يوم واحد لأن تحقيق هذا الحلم سيتم في مسار طويل وصعب ومركب للتحرر من الاعتقادات والقيم القديمة التي كانت مُدمرة بالنسبة للشعبين؛ وبالتغلب على مخاوف عميقة لا تقل تدميرا وحذف الماضي. وسيضطر اليهود والفلسطنيين الى التخلي عن حلم الدولة القومية. وستكون هذه نهاية الصهيونية في اطارها الحالي وهو أمر مؤلم جدا لمن اعتادوا ان يؤمنوا أنها الطريقة الوحيدة، لكن سيحل محلها شيء أكثر عدلا وبقاءً بكثير. وحينما يقتنع اليهود بأن الفلسطينيين بشر مثلهم مع كل ما يتضمنه ذلك ستصبح المسالك قصيرة.
وستقصر وتصبح ممكنة ايضا اذا نشأت للشعبين قيادة جديدة. لا نتحدث عن سياسة جديدة لتفكير قديم سيء بل عن ثورة حقيقية تحطم المبادئ القديمة والسيئة وتُبطل الخوف. وتحتاج هذه الرقصة الى اثنين على الأقل ولا يوجد الى الآن حتى واحد.
وتحتاج هذه الرقصة الى قدر كبير جدا من الشجاعة والخيال ولا يوجد الى الآن لا هذا ولا ذاك. لكن فكروا في البديل والى أين يفضي؟ هل الى دائرة اخرى في رقصة الدم؟ ثم دائرة تليها؟ وماذا يأتي بعدهما؟ لا يوجد اليوم اسرائيليون كثيرون يعرفون ان يُجيبوا اجابة صحيحة على سؤال الى أين تتجه دولتهم. ونقول لهم: اذا شئتم دولة عادلة واحدة فليست هي أسطورة.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
لمن هذا الجيش؟
بقلم: كوبي نيف،عن هآرتس
في المقالة الاولى من كتاب ‘بين القبعة الدينية والقبعة العسكرية’ الذي يتناول مسار تحول الجيش الاسرائيلي الى جيش متدين، تقارن الدكتورة اليشيفع روسمان ستولمان النظر الى الجنود المتدينين في عدد من جيوش العالم.
في تركيا، التي تعتبر عندنا دولة اسلامية متطرفة، تفرض الخدمة العسكرية على الرجال والعلمانية على جنوده جميعا. فلا يمكن في الجيش الاسرائيلي ‘اعفاء لحية وشارب… ويستطيع الجندي المتدين اقامة الفروض الدينية على حساب وقته الخاص فقط… ولا يستطيع خريجو المدارس الدينية دخول المعاهد العسكرية للضباط’، وما أشبه ذلك.
وفي مقابل ذلك، في ايران حيث التجنيد واجب على الرجال ايضا، ‘بدأ تحول اسلامي مكثف في الجيش مع الثورة فورا حينما ضُم رجال دين الى الوحدات’، كان عملهم من جهة رسمية ‘تلبية حاجة الجنود الى العلم بالاسلام’، لكنهم يعملون في واقع الامر كي ‘يقنعوا الجنود بالقتال في سبيل الاسلام’، وإن ‘الجهاز المدني الديني القوي يفرض على الجهاز العسكري ان يتصرف بحسب الوضع المدني السياسي في الدولة’.
وما هي الحال في اسرائيل، بحسب المقالة؟ ‘إن الجيش الاسرائيلي متسامح مع الجنود المتدينين من جميع الديانات، لكن لا شك في ان اليهودية تحظى بعلاقة تفضيل. ويزيد هذا التسامح لوجود بنى متوسطة مدنية قوية (معاهد دينية وتحضيرية) وعسكرية داخلية (الحاخامية العسكرية)’.
لكن هل يعبر استنتاج الباحثة هذا حقا عما يحدث حقا في الجيش الاسرائيلي؟ تكتب روسمان ستولمان نفسها بعد ذلك في المقالة انه يجب في الجيش الامريكي ‘على ضابط الدين ان يدافع عن حق كل جندي في الحرية الدينية الكاملة سواء كان هذا الجندي منتميا الى تيار ديني مُعرف أم لم يكن مؤمنا ألبتة’. وماذا عن جندي، يهودي بحسب الشريعة اليهودية لكنه غير مؤمن بحسب تصوره، يخدم في الجيش الاسرائيلي، هل له حق في الحرية الدينية؟ أيجوز له أو حتى لجندي غير يهودي بحسب الشريعة اليهودية (يُدفن بعد موته خارج الجدار) ألا يشارك في الاحتفال بعيد الفصح مثلا؟ لا. فالاحتفال بالفصح وهو مراسم دينية غير عسكرية واجب، واذا لم يحضره الجندي يحاكم ويعاقب. وهل يحق لجندي ملحد ألا يشارك في محاضرات ضباط أو رجال دين مخصصة ‘لتلبية حاجات الجنود الى العلم باليهودية’ لكنها مخصصة في واقع الامر ‘لاقناع الجنود بالقتال في سبيل اليهودية’؟ لا، لأن هذا واجب عسكري مقدس ايضا.
‘من البدء فُوض الى الحاخامية الرئيسة الاهتمام بالخدمات الدينية في الجيش الاسرائيلي’، هذا ما يكتبه في مقالته في الكتاب العقيد (احتياط) الدكتور زئيف دروري، لكنها أضافت الى نفسها على مر السنين غايات اخرى، وكانت الاضافة الى الحاخام العسكري الرئيس السابق العميد أفيحاي رونتسكي ‘تطوير الوعي اليهودي بين قادة الجيش الاسرائيلي وجنوده’ جميعا لا المتدينين فقط. وليس هذا فقط بل يقول دروري انه حينما كان قائد لواء جفعاتي تدخل حاخامو المعاهد الدينية التحضيرية ‘وقرروا من سيخرج من جنود المعاهد التحضيرية لدورة ضباط في يوم اتفاقي السابق مع رئيس هيئة الاركان آنذاك موشيه ليفي على المرشحين المناسبين’.
وهكذا فان الفرق بين نظرة الجيش الاسرائيلي للدين وفرائضه (بصيغتها الاستيطانية المسيحانية التي ترى أن ‘حروب الجيش الاسرائيلي هي حروب فروض’ وبين نظرة جيش ايران للدين وفرائضه، هو كقشرة الثوم.
وعلى ذلك فان دعوة صحيفة ‘هآرتس′ في 22 نيسان الى وضع ‘نهاية للحاخامية العسكرية’ هي فكاهة في الحقيقة لأن الحاخامية العسكرية هي التي ستضع نهاية لصحيفة ‘هآرتس′ لا العكس
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ