Admin
2012-09-10, 09:16 AM
أقـــــلام وأراء محلي (194) {nl}ــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ{nl}عندما نفلس: نبحث في الدفاتر القديمة!{nl}بقلم: عزام توفيق أبو السعود عن جريدة القدس{nl}الأزمة المالية التي تعاني منها السلطة، وأزمة الغلاء التي يعاني منها المواطن الفلسطيني، تحتاج إلى حلول، وليس إلى احتجاجات .. وفي العادة، وحسب أمثالنا الشعبية، فعندما يتأزم وضع أي تاجر يبحث في دفاتره القديمة، عله يجد دينا قديما لم يدفعه احد زبائنه، فقد يكون في ثنايا وخبايا الدفاتر القديمة ما ينقذه من أزمته...{nl}ومما لا شك فيه أن الأزمة الاقتصادية وأزمة الغلاء، كلاهما مرتبط بالاحتلال، ومرتبط باتفاقية باريس الاقتصادية المجحفة في حقنا كشعب فلسطيني، ومن الخطأ بالطبع تحميل أي شخص أتى ليقود اقتصادا " يرقع " أخطاء وقلة صبر واستعجال ، المفاوض الفلسطيني أو الفريق الفلسطيني، الذي وقع على اتفاقية باريس. ذلك أن المفاوض الفلسطيني آنذاك، لم يكن بحنكة وقدرة ودهاء المفاوض الإسرائيلي المقابل له.. ولذلك كانت اتفاقية باريس والاتفاقات والبروتوكولات التي تبعتها، مصاغة بشكل يخدم الإسرائيليين، ويبتلع أو " يشفط" حقوق الفلسطينيين!{nl}وفي بحث أي فلسطيني عن الدفاتر القديمة لا بد انه سيجد بعضا من حقوقنا التي تم تناسيها، وما يحضرني اليوم.. هو قضية " بلفنا" فيها الإسرائيليون.. هي قضية حقوقنا المائية...{nl}في أواخر الثمانينات أو أوائل التسعينات، أقامت مصلحة المياه في رام الله قضية ضد شركة مكروت والحكم العسكري في الضفة الغربية، أساس هذه القضية، أن شركة مكروت كانت تبيع مصلحة المياه الماء عن طريق الإدارة المدنية أو ضابط مياه الضفة الغربية، كانت فاتورة شركة مكروت ترسل إلى الإدارة المدنية، وفي نفس اليوم تقوم الإدارة المدنية بإرسال فاتورة من قبلها لمصلحة المياه، ولكنها تضاعف السعر دون وجود أي مبرر! كانت هذه القضية تنظر في محكمة العدل العليا الإسرائيلية، وكانت كل المؤشرات تشير إلى إن مصلحة المياه على وشك أن تكسب هذه القضية، وتسترد عشرات من ملايين الشواقل تم دفعها زورا وبهتانا للحكم العسكري ، أو بمعنى أدق اخذوها منا!{nl}عندما بدأت المباحثات الفلسطينية الإسرائيلية حول الحقوق المائية ، كان اشتراط الإسرائيليين لاستمرار هذه المباحثات أن تسحب مصلحة المياه هذه القضية من المحكمة، ووافق الجانب الفلسطيني على ذلك ، وتم سحب القضية فعلا، وحرمنا ليس فقط من ملايين دفعناها في السابق، وإنما حرمنا أيضا من حق بالمطالبة بالعدالة في تحديد ثمن المياه التي نشتريها من إسرائيل، وبقي تحديد الثمن حقا من حقوق الإسرائيليين فقط، مع العلم أنهم يبيعوننا مياهنا، وأكثر من نصفها مصدرها ينابيع أو مساقط مائية في أراضينا الفلسطينية، مياه تغذي المصادر الجوفية وتأتي من جبال الضفة الغربية!{nl}ان قضية المياه يجب "نبشها " مرة أخرى، وبصورة أكبر، ويجب إعادة مقاضاة إسرائيل في موضوع أثمان المياه وكمياتها التي نستطيع الحصول عليها، ويجب اللجوء إلى المحاكم الدولية لإنصافنا، وتقدير التعويضات التي يتوجب على الإسرائيليين دفعها لنا مقابل استغلالهم لمياهنا، وليس فقط إعطائنا حقوقا مائية أكثر من حيث الكمية.{nl}ما دمنا سنلجأ إلى الأمم المتحدة لطرح موضوع إعطائنا صفة دولة غير عضو في الأمم المتحدة، فمن باب أولى أن نلجأ للأمم المتحدة، وللمحكمة الدولية التابعة لها لاسترداد حقوق مالية لنا، تم ظلمنا بها ... قد تكون حقوقنا المائية هي إحداها، لكن من يبحث في الدفاتر القديمة، سيجد أيضا أن لدينا حقوقا أخرى أو ظلما آخر، يمكن أن يكون في أسعار الكهرباء التي نشتريها بها.{nl}لقد نجحت حكومة فياض مثلا، في مباحثاتها مع الإسرائيليين في ضبط أمور فواتير المقاصة ووضع نظام جديد لتحصيلها، لكن هذا الضبط لن يبدأ تنفيذه إلا مع مطلع العام القادم، وسيكون في ذلك زيادة عائد الفلسطينيين من هذه الضريبة، التي يحصلها الإسرائيليون نيابة عنا، ولا يعطونا منها إلا الجزء الذي نطالب به، وليس الجزء المستحق لنا فعلا، والتقدير أنهم يحولون لنا مبلغا يقل بحولي 30 مليون دولار شهريا عن ما نستحق لديهم، والسؤال المطروح الآن أيضا ، هل يمكننا مطالبتهم بأثر رجعي، حتى ولو كان عن السنوات الخمس الماضية ، بمبلغ يعادل أو يقارب ما حرمت به الخزينة الفلسطينية ؟؟! ..{nl}لقد رأينا أن الإسرائيليين لا ينسون حقا قديما لهم مهما طال الزمن، وإنهم ينبشون دوما في الدفاتر القديمة، فلماذا لا نتعلم منهم و"ننبش" دفاترنا القديمة أيضا فلعل فيها ما يفرج عنا كربنا!.. مع الأمل أن نبحث الأمور بشكل موضوعي يوصلنا إلى استرداد أموالنا بدلا من أن نحمل المسئولية لمن يجب أن لا يتحملها، بل أن من يتجملها فقط هو الاحتلال الإسرائيلي واتفاقياتنا معه !{nl}سلام فياض-البقاء والرحيل{nl}بقلم: نبيل عمرو عن جريدة القدس{nl}لو كنت مكان الدكتور سلام فياض ، وهو مكان لم يعد يحسده عليه احد .. لحملت مفاتيح الخزينة الخاوية، وسلمتها للرئيس محمود عباس قائلا له هذه امانتكم ردت اليكم.{nl}ولأسباب اخلاقية وتراثية، فان الرئيس عباس لن يقبل الاستقالة وسيجادل رئيس وزرائه طويلا لثنيه عنها، وفي حال اصرار فياض على موقفه ، فسيجد الرئيس نفسه مضطرا لتكليف شخص اخر كي يتولى المسؤولية في هذه الظروف الحرجة. وبالتأكيد فهنالك كثيرون لن يترددوا في قبول التكليف والاحتفاء به، والوعد بحل المعضلة الاقتصادية مع اعلان التمسك بالثوابت الوطنية على طريقة قادة الفصائل.{nl}ومنطقيا سنجد انفسنا قابلين للوضع، ممهلين رئيس الوزراء الجديد مائة يوم كي يبرهن لنا عن قدرته على اخراجنا من المأزق، فهذه المائة يوم هي المدة الزمنية التي لا يحاسب فيها رئيس الوزراء " اي فترة السماح من سداد اقساط القرض".{nl}الدكتور سلام لن يفعل ذلك، فلقد قرر الرجل فيما يبدو ان يواصل جهوده لمعالجة اكبر واعقد ازمة داخلية نواجهها منذ تأسيس السلطة، ومع ان امكانيات الحل الناجع تبدو قريبة من الاستحالة، الا ان منح الرجل فرصة هادئة لذلك تبدو اكثر فائدة وجدوى، من تركيز الازمة في شخصه وموقعه، مع ان المنطق البسيط والسليم يقول انه ربما يصلح عنوانا للازمة وليس سببا لها، وان مواصلته للمحاولة شبه المستحيلة يجب ان يسجل له لا عليه.{nl}سلام فياض لم يكن معنا حين انجزنا اوسلو الذي كان مصدر فخر في حينه، فاذا به يتحول بعد سنوات الى مصطلح تلحقه عبارة سيء الذكر.{nl}وسلام فياض لم يكن مستشارا لنا حين اضطررنا لتوقيع اتفاق باريس، الذي بوعي وبدون وعي نعتبره جذر مآسينا الاقتصادية ولولاه لكنا الان من نمور المنطقة اقتصاديا وانتاجيا.{nl}الا ان سلام فياض الذي عمل معنا في البدايات ومن مواقع مختلفة، قَبِلَ اداء دور المصلح المالي والاقتصادي ، فصار وزيرا لماليتنا في عهد ياسر عرفات، وهو عهد بدأت فيه عيوب اوسلو بالظهور على حساب المزايا، ما دفع المغفور له دفعا الى التمرد عليه، او بالاحرى التمرد على سوء قراءة الخصم له، وكان ما كان وباقي الحكاية يجري التحقيق فيها الان.{nl}وفي عهد عباس حيث انقلاب حماس ، احبت فتح في لحظة انفعالية، اظهار زهدها بالسلطة فقصدت سلام فياض طالبةً منه تشكيل حكومة تحدٍ اسندت اليها مهام معالجة الاوضاع الداخلية الناجمة عن الانقلاب ، ليجد رئيس الوزراء المكلف نفسه رئيسا لوزراء على جزء من الوطن، ومعالجا عن بعد لمعضلة الجزء الاخر الواقع تحت سلطة اخرى، دون ان ننتبه بما يكفي الى ذلك الاندماج المروع بين ثلاث عناصر تجعل مهمته مستحيلة.{nl}الاول: مضاعفة التدخل الاسرائيلي ذو المنطلقات العدائية والمردودات الكارثية في الوضع الفلسطيني، بذريعة ولادة نظام معادٍ في غزة وله امتداداته القوية في الضفة ما استدعى تدابير تقصم ظهر السلطة في رام الله .{nl}الثاني : تراجع القدرات المالية للسلطة، سواء من خلال ما احدثه الانقلاب من واقع جديد اخرج المداخيل الغزية من الموازنة ، او من خلال عدم قدرة المال المتوفر من الدول المانحة على سداد الزيادة المتصاعدة في الانفاق، مما ولد عجزا متراكما لم يجد حلا اساسيا بل وجد معالجات ملفقة تؤجل المعضلات الكبرى و لا تمنعها.{nl}ثالثا: انهيار الرافعة السياسية للوضع الاقتصادي من خلال تجمد مسار التفاوض على صعيد اسرائيل وحلفائها ، وتفاقم الانقسام الداخلي وتفشي اعراضه القاتلة في كل الجسد الفلسطيني.{nl}كان يتعين على فياض ان يعمل تحت هذه العناصر الفعالة في دائرة السلب والتعطيل ، وان يلوذ بالتسول والاقتراض، وفي وعيه احتمال تغير هذه العناصر الى الافضل ، ما يفتح ابوابا ولو مواربة لنجاح فكرته وفكرة عباس بتنمية معقولة في ظل ظروف شرسة.{nl}وحين تتراكم عناصر ازمة سياسية واقتصادية وتتضخم فلا مناص من انفجار في وقت ما ولسبب ما، وهنا يقع كثيرون في محظور الخلط بين الاسباب والعناوين، وقد يبلغ الخلط حد تصور حلول للازمة هي في واقع الامر عوامل تعقيد اضافية لها.{nl}مثلا: قد نجد حلا سريعا لمسألة الغلاء الا اننا حتما سنخلق مشكلة اعقد في اتجاه اخر.{nl}وقد نجد حلا شعبويا مريحا مثل اختيار كبش فداء نلقي عليه الجمل بما حمل، فيبتهج المحتجون بنجاحهم في تحقيق شعار ارحل، وبعد ايام او اسابيع ندخل في مواجهة احتجاجات على امور اخرى لا ينفع معها لا البقاء ولا الرحيل.{nl}ان المعضلة الراهنة من حيث الجذور ، باتت معروفة للجميع. ومن حيث الحلول تبدو وكأنها مستحيلة. ومن استمع جيدا لخطاب الرئيس عباس يتعمق لديه اليقين بان لا حلول ناجعة للازمة دون حل جوهري للعقدة السياسية المستفحلة التي تختصر بعنوانين هما زوال الاحتلال وانتهاء الانقسام ، وحين نرجع معضلة اقتصادية لحل يجب ان يتم على هذا المستوى ، فما هو يا ترى موقع سلام فياض من المعادلة؟؟؟ بل ما هو موقع عباس وما هو موقع السلطة والمنظمة وحتى الجامعة العربية والاطارات المعنية بنا، والتي اضحت بفعل التجربة حائطا للبكاء وليست ملاذا للخلاص .{nl}ان الازمة الراهنة لن يحلها بقاء او رحيل .{nl}فمن يبقى سيظل يواجه ازمات متوالدة كل يوم دون ان يقوى على حلها، ومن يرحل سيترك وراءه مستنبت ازمات شديد الخصوبة والانتاج، ولا ارى معضلة اقوى واشد من ان يتساوى حيالها البقاء مع الرحيل.{nl}اليهود بين الفناء العنيف والفناء الناعم!!{nl}بقلم: محمد جلال عناية عن جريدة القدس{nl}ان معاناة اليهود، بعد تدمير الهيكل الثاني ٧٠م، وعلى مدى الفي عام من الشتات، تتركز - كما تقول المصادر اليهودية - في اوروبا المسيحية، ويقول الكاتب اليهودي الاميركي الان ديرشويتز Alan Dershowits البروفسور في مدرسة القانون في جامعة هارفارد، بأن العداوة التي واجهها اليهود، والتي كانت تتراوح بين الاضطهاد والقتل، انما صدرت عن الصليبيين، ومحاكم التفتيش في اسبانيا، ومارتن لوثر وروسيا القيصرية.{nl}لقد ظل هذا العداء قائما حتى نهاية القرن التاسع عشر، على بواعث دينية تهدف الى دفع اليهود الى اعتناق المسيحية، ومن يعتنق المسيحية منهم كان ينجو بنفسه، اما الكاتب الاميركي ماكس ديمونت Max Dimont المتخصص في الشؤون اليهودية، فيعطينا صورة لليهود، في وضع آخر، حيث يقول: «ان الفتح العربي لشبه جزيرة ايبيريا «اسبانيا والبرتغال» قد وضع حدا لاكراه اليهود على اعتناق المسيحية». ومضى ديمونت قائلا: تحت حكم المسلمين الذي استمر خمسة قرون نشأت اسبانيا ذات الديانات الثلاث والحجرة الواحدة، حيث شارك المسلمون والمسيحيون واليهود في صنع حضارة امتزجت فيها ثقافاتهم ودماؤهم واديانهم». ولكن المراحل السابقة والمراحل اللاحقة بهذه المرحلة «العربية - الاسبانية» اختلفت فيها علاقة اليهود بالامم الاخرى من غير اليهود في هذا العالم.{nl}لقد تنبأ ارميا احد انبياء اسرائيل بسقوط القدس، ودعا اليهود للخضوع الى ملوك بابل وحذرهم من مقاومتهم: «ها انذا اجلب عليهم امة من بعد يا بيت اسرائيل يقول الرب. امة منذ القديم امة لا تعرف لسانها ولا تفهم ما تتكلم به، جعبتهم كقبر مفتوح، كلهم جبابرة يهلكون بالسيف مدنك الحصينة التي انت متكل عليها» «ارميا: ٥».{nl}ولكن اليهود حاربوا البابليين، فاحتل نبوخذ نصر القدس «٥٨٦ق.م» وهدم اسوارها، وحمل خمسة وثلاثين الفامن خيرة سكانها من الكهنة والاطباء والحرفيين اسرى الى بابل، ولم يقتل البابليون او يسترقوا احدا من اليهود عندما استولوا على القدس «٥٨٦ق. م».{nl}اختار نبوخذ نصر يهوديا اسمه متانيه، وغير اسمه الى صدقيا ونصبه ملكا على اليهود، ولكن صدقيا نكث باتفاقه مع نبوخذ نصر وقاد ثورة ضد بابل، فعاد نبوخذ نصر، وحاصر القدس واستولى عليها وعاقب صدقيا بأن قتل ولديه امام ناظريه، ثم سمل عينيه واودعه بقية حياته في السجن، وكانت هذه نهاية اخر ملوك يهودا.{nl}ان المؤرخ اليهودي الشهير يوسفوس يرجع السبب في المصائب التي نزلت باليهود عام (70م) الى يهوذا الجليلي الذي حرض اليهود على الامتناع عن دفع الضرائب للرومان، فانفجر العنف والارهاب من قبل المتطرفين اليهود عام (70م) . وكان القائد الروماني تيتوس فذا وعلى جانب من الحذر، وكان يعلم ما يجري داخل اسوار القدس من اقتتال بين اليهود، ففضل تيتوس الانتظار حتى يجهز اليهود على بعضهم البعض، وكانت السنة اللهب تتصاعد من داخل القدس التي تحولت الى مقبرة تتكدس في شوارعها الجثث. وعندما بلغ الحال الى هذا الحد دخل تيتوس القدس بأدنى جهد واقل قدر من الخسائر.{nl}استوطن اليهود اسبانيا في القرن الاول الميلادي ابان حكم القوط الغربيين. وفي البداية لم يجلب لهم انتماؤهم الديني متاعب او مضايقات. ولكن صدر عام 616 مرسوم يفرض على اليهود الذين لم يتنصروا ان يعتنقوا المسيحية والا تعرضوا لمصادرة ممتلكاتهم والنفي من البلاد.{nl}وفي عام 711 عبر جيش عربي مضيق جبل طارق بقيادة طارق بن زياد وفتح اسبانيا. ويقول الكاتب اليهودي الاميركي هوارد فاست :«في ظل الحكم العربي بدأ العصر الذهبي ليهود اسبانيا».{nl}لقد اججت الحملات الصليبية نار الغضب في اوروبا على اليهود. ففي كولون (المانيا) قتل الصليبيون جميع اليهود الذين كانوا قد فروا من المدينة للاختباء في القرى المجاورة. وقد شهودت جثث الالاف من اليهود طافية في نهر الراين.{nl}خلال الحروب الصليبية، فر الاف اليهود من المانيا الى بولندا وليتوانيا. وفي الفترة التي تلت هذه الحروب اصبحت المانيا مكانا يثير الرعب في نفوس اليهود الذين كانوا عرضة للمذابح. فقد اعتقد الالمان ان اليهود يقتلون الاطفال المسيحيين الشقر ليستعملوا دمهم في صنع فطيرة الفصح.{nl}بعد الحروب الصليبية، طرأ تغيير كبير على حياة اليهود في اوروبا. فلقد عزلوا في «الغيتو» وانقطع التواصل بينهم وبين الاغيار وانهارت مؤسساتهم التجارية. وصادر اصحاب السفن من الايطاليين والفرنسيين بعضا من سفن اليهود التجارية واحرقوا بعضها الاخر. واصبح اليهودي عدو المسيح هو الشيطان الذي في متناول اليد في اوروبا.{nl}اصدرت الامبراطورة الروسية كاترين الثانية (التي خلعت زوجها بطرس الثالث واستولت على العرش) مرسوما عام 1791م يقضي بحصر اقامة اليهود فيما يسمى بنطاق الاستيطان الذي كان يتكون من خمس وعشرين مقاطعة موزعة بين بولندا وليتوانيا وروسيا البيضاء واكرانيا وبصربيا، وشبه جزيرة القرم. واذا تواجد اليهودي خارج نطاق الاستيطان يصبح عرضة للعقاب.{nl}ان اتهام اليهود بتدبير مؤامرة اغتيال القيصر الاسكندر الثاني قد ادى لتعريضهم للمذابح في بعض المدن الكبرى في روسيا ومن الواضح ان الاضطهاد الذي تعرض له اليهود في روسيا القيصرية كان السبب وراء انخراطهم في الثورة الشيوعية، حيث كان همهم الاكبر هو القضاء على الحكم القيصري. وبعد نجاح الثورة الشيوعية كان الاتحاد السوفييتي بتأثير اليهود اول دولة في العالم تعتبر العداء للسامية جريمة عقوبتها الموت.{nl}كانت الاقطار الاوروبية التي تكثر فيها اعداد اليهود هي الاكثر شدة في اضطهادهم حيث كانت هذه الكثرة توفر لليهود فرصة الاقامة في احياء وقرى خاصة بهم، يميزها الطابع الثقافي اليهودي، كالعادات والازياء، والطقوس الدينية. فكانت هذه المظاهر تبرز اختلافهم وغربتهم عن بقية افراد المجتمع الذي يعيشون فيه، كما انها تجعلهم هدفا ظاهرا لمن يريد التحرش بهم.{nl}جاءت الثورة الفرنسية (١٧٨٩م) لتقيم (الجدار الفرنسي العظيم) الذي يفصل بين مرحلة الفناء العنيف ومرحلة الفناء الناعم في حياة اليهود. فقد اصدرت الجمعية الوطنية الفرنسية (١٧٩١)م قانونا يساوي بين سكان البلاد في حقوق المواطنة. وقد شمل هذا القانون اليهود في فرنسا وفي المناطق الاوروبية الخاضعة لها. وفي عام ١٨٠٧م عقد في باريس المجلس اليهودي الاعلى (السنحدريم) بطلب من نابليون بونابرت الذي رآى ان على المواطنين اليهود الذين منحتهم الجمعية الوطنية الفرنسية حق المساواة ان يؤدوا ما عليهم من واجبات بطريقة صريحة ومباشرة، ومن خلال هيئة رسمية تمثل اليهود. فانعقد « السنحدريم» وصدرت عنه قرارات جاء فيها أن اليهود الفرنسيين «لم يعودوا يشكلون أمة»، وانهم قد تخلوا الى الابد عن مشروع الهجرة الجماعية الى فلسطين، وعلى مدى نصف القرن التالي لم يقم اليهود الفرنسيون بعمل يشكك في اخلاصهم لقرار السنحدريم.{nl}في سبيل المحافظة على حقوقهم المدنية في اقطار الغرب (الاوروبي - الاميركي) فان اليهود تخلوا عن المطالبة باقامة دولة يهودية، لانهم رأوا ان هذه المطالبة لا تتفق مع قرار «السنحدريم» الذي التزموا به، وانها تثير الشكوك في صدق ولائهم كمواطنين في الدولة التي ينتمون اليها، ولذلك كف اليهود عن الاشارة الى العودة الى صهيون في صلواتهم.{nl}الثابت تاريخيا، انه كلما اصطدم اليهود - لسبب او لآخر - بدولة قوية والشواهد كثيرة ومتتابعة، تعامل معهم الاقوياء بقسوة تبلغ حد الابادة او الانتحار (ماسادا). وعلى النقيض من مواقف كل الاغيار من اليهود كان موقف العرب، الذين كانوا كلما ازدادوا قوة، ازدادوا تسامحا واكراما لليهود.{nl}مررنا في سطور سابقة بمشاهد تتعلق بما تعرض له اليهود من تجارب الفناء العنيف. ونترك الان ليهودي اميركي، من اهل الذكر في قومه ليحدثنا عن الفناء الناعم، حيث يقول البروفسور آلان ديرشويتز الاستاذ في مدرسة القانون في جامعة هارفارد الاميركية: «ان استمرار اكثر الاقليات اليهودية نفوذا في التاريخ اليهودي يحدق به الخطر». اما الخطر الذي يعنيه دير شوتيز فهو تدني معدل الانجاب بين اليهود، واستيعاب اليهود في المجتمع الاميركي، والتزاوج بين اليهود والاغيار، واندماج هؤلاء الاغيار باليهود بدافع الاعجاب.{nl}ويقول الحاخام يتسحاق كوبر سميث: «ان استيعابنا في المجتمع الاميركي يقضي على شعبنا اليهودي باسلوب اكثر دقة وخبثا من الاسلحة النارية وصواريخ سكود»، ويمضي الحاخام سميث محذرا: «ان هذا القاتل الهادىء يفكك نسيج الشعب اليهودي». ثم يضيف قائلا: «ان كل وسائل الاعلام تتنبأ باحتمال زوال اليهود من شمال اميركا». اما دير شوتيز، فيقول هو الاخر: «ان اخطر التهديدات لا تأتينا اليوم من الذين يودون ابادتنا، ولكن التهديد يأتي من الذين لا يكنون لنا حقدا او بغضا، ومن الذين يقتلوننا بعطفهم علينا، وباستيعابهم لنا، وبالتزاوج بنا، والاندماج فينا محبة واعجبا»... هل اليهود لا يريدون الاخر على اي شكل كان؟{nl}الغائب في خطاب الرئيس{nl}بقلم : طلال عوكل عن جريدة الأيام{nl}ثمة وضوح في خطاب الرئيس محمود عباس خلال مؤتمره الصحافي الذي انعقد في رام الله، أول من أمس، غير أن هذا الوضوح لا يغطي مساحة القضايا الشائكة التي تناولها، أو تداولتها أسئلة الصحافيين. الدواعي لعقد هذا المؤتمر الصحافي، لم تكن في الأساس أساسية، وإن كانت القضايا السياسية تحظى دائماً بالأولوية، والأرجح أن الأزمة الاقتصادية، وما تجره من احتجاجات متزايدة في الشارع الفلسطيني، هي التي تقف على رأس الدوافع التي فرضت على الرئيس أن يخرج إلى ناسه ليتحدث إليهم، بهدف تحديد طبيعة وأبعاد الأزمة، وآليات معالجتها، والبحث عن اقتراحات ووسائل للحل، بالإضافة إلى تحديد معايير وأطر المقبول والمرفوض في التحركات الاحتجاجية على خلفيتها.{nl}البعض أشار إلى أن الاحتجاجات الشعبية التي شملت عدداً من المدن الفلسطينية في الضفة بما في ذلك رام الله، تقدم مؤشراً قوياً على تصاعد الحراك الشعبي، الذي يتماهى مع الحراك الشعبي العربي، الذي يندرج تحت مسمى الربيع العربي.{nl}ثمة ما يبرر للناس الخروج إلى الشارع للتعبير عن احتجاجهم القوي في ضوء تزايد نسب البطالة، وارتفاع نسب الضرائب، وتصاعد نسب الغلاء إلى حدود مرعبة، بالإضافة إلى ما أشارت إليه وحذرت منه تقارير دولية بشأن تدهور الأوضاع الاقتصادية والذي يمكن أن يؤدي إلى انهيار السلطة.{nl}يتزامن هذا الوضع على جبهة التردي الاقتصادي والغلاء مع إطلالة جديدة لفوضى أمنية، تشكل اغتيال نائب مدير الأمن الوقائي في جنين عنوانها الأساس، وقد تتسع مؤشراتها ومظاهرها، ما لم تتخذ السلطة إجراءات حكيمة وفاعلة في مواجهتها.{nl}المشهد العام الفلسطيني يتسم بتفاقم وشمولية الأزمة العامة، فالحل السياسي طريقه مغلق، والأوضاع الاقتصادية والمعيشية للسلطة والناس في تدهور مستمر، والانقسام لا يزال يتعمق يوماً بعد آخر، والمخططات الإسرائيلية بكل أنواعها وأشكالها وأدواتها، لا تزال تنهب الأرض والحقوق وتهدد البشر، والمقاومة بكل أشكالها في أدنى مستويات نشاطها، والربيع العربي بأحداثه وتفاعلاته الصاخبة، لا يزال يغطي على القضية الفلسطينية.{nl}العقل السليم يدرك دون شرح أو تفسير، أن الاحتلال هو المسؤول أولاً وأساساً عن مآسي وأزمات الشعب الفلسطيني، لكن للقيادات السياسية والمؤسسات الفلسطينية نصيب من هذه المسؤولية، بما في ذلك المسؤولية عن تمادي الاحتلال في سياساته، والمسؤولية عما آل إليه الوضع الفلسطيني من انقسام وضعف، وتراجع أشكال المقاومة، وأيضاً المسؤولية عن تواطؤ العرب، ومساهماتهم في إضعاف القرار والمسؤول الفلسطيني، وفي استمرار الانقسام، وحتى إزاء وقاحة السياسات الدولية الداعمة لإسرائيل.{nl}لا نريد هنا مراجعة ما هو واضح في خطاب الرئيس وردوده على الأسئلة، ولكنني أود الإشارة إلى الملتبس والغامض في ذلك الخطاب، ومن موقع الاعتراض على سياسة الغموض في غير مواضعها.{nl}حين تحدث الرئيس عن دعم العرب لقرار الفلسطينيين التوجه للجمعية العامة للأمم المتحدة لطلب الموافقة على مقعد غير عضو لفلسطين، قال الرئيس: إنه سيتم تقديم الطلب في السابع والعشرين من أيلول الجاري، غير أنه تجنب التأكيد على أن تقديم الطلب سيعني طلب التصويت عليه في هذه الدورة للجمعية العامة.{nl}ثمة من يرى أن السلطة استجابت للضغط الأميركي الذي يستهدف منعها من مواصلة طريقها إلى الأمم المتحدة، ولذلك فإنها ابتدعت حلاً وسطاً، فتقديم الطلب في الموعد المذكور معزول عن موعد طلب التصويت، الذي قد يتأجل إلى العام المقبل.{nl}الرئيس في إجابته عن السؤال الذي يتعلق بموقف السلطة من قرار مؤتمر الحزب الديمقراطي الأميركي الذي يعتبر القدس عاصمة لإسرائيل، أكد الموقف الرافض والشاجب، لكنه أضفى شيئاً من الغموض على توقعاته للموقف الأميركي بعد الانتخابات الرئاسية، ما يشير إلى شبهة تلقيه وعوداً من الإدارة الأميركية بشأن الوضع الفلسطيني - الإسرائيلي بعد الانتخابات.{nl}إزاء الوضع الاقتصادي، ونحن نعلم أن الأمر يتصل باتفاقية والتزامات، بما في ذلك اتفاقية باريس الاقتصادية، وغياب الإرادة الفلسطينية المستقلة بسبب الاحتلال، أشار محقاً إلى الكثير من الأسباب، لكن إلى متى يمكن التستر، والتساهل مع الدور العربي، أو لنقل، دور بعض الدول العربية في توظيف التزاماتها المالية لجهة الضغط على السلطة والشعب الفلسطيني؟{nl}إن التزام الفلسطينيين بسياسة عدم التدخل في شؤون الدول العربية، كسياسة قديمة جديدة، أمر مفهوم، لكن ماذا حين يتدخل العرب أو بعضهم في الشأن الفلسطيني إلى الحد الذي يؤدي إلى تعزيز الانقسام، وإضعاف قدرة الفلسطينيين على الصمود والمجابهة لسياسات الاحتلال؟{nl}تحدث الرئيس عن خمسمائة مليون دولار أقرتها قمة سرت الأولى ولم يصل منها للقدس سوى ثلاثين مليوناً، وعن موافقة عربية جماعية ورسمية لتوفير شبكة أمان مالي للسلطة بواقع مائة مليون، وبعمومية تحدث عن التزامات الدول العربية في إطار التزامات الدول المانحة، فلماذا لا يحدد بوضوح مسؤوليات كل دولة من الدول التي تقصر في أداء واجباتها والتزاماتها، وهل نحن كفلسطينيين بريئون إزاء الأسباب التي تمنع هذه الدول من الوفاء بالتزاماتها؟ ألا يتوجب تغيير سياسة المجاملة إزاء هذه الدولة، وتوخي معنى المثل الشعبي الذي يقول "اللي بيخجل من ابنة عمه لا ينجب أطفالاً"؟{nl}وعند الحديث عن الاحتجاجات الشعبية بسبب الغلاء والضرائب، والفقر، والبطالة، نتساءل إن كان على الرئيس أن يشير بوضوح إلى جهات عربية أو فصائل فلسطينية تقف وراء هذه الاحتجاجات، وتدفع نحو تأجيجها، وخروجها عن طابعها السلمي الديمقراطي الذي نوافق عليه ونتفق معه، ولدفع الأمور نحو فوضى عارمة، خصوصاً وقد وردت إشارة من هذا النوع، حين جرى الحديث عن ملاحقة الجماعات التي تسعى وراء الفوضى الأمنية على خلفية اغتيال نائب مدير الأمن الوقائي في جنين.{nl}وفي السياق، نشير إلى أن المطالبة التي ظهرت خلال بعض الاحتجاجات باستقالة الدكتور سلام فياض، هذه المطالبة، تسبقها مناخات فصائلية مناوئة للرجل وحكومته، وفي كثير من الأحيان من قبل حزب السلطة.{nl}وأخيراً، هل تعني إشارة الرئيس في موضوع المصالحة، إلى من يدعو إلى اتفاق فتح وحماس، وادعاء البعض أنه يقف على مسافة واحدة من الطرفين، هل تعني هذه الإشارة تراجع الدور المصري العملي، والاكتفاء بالتصريحات الإيجابية التي لا طائل من ورائها، إن لم تتبع بعمل؟{nl}نحتاج إلى الوضوح والشفافية، خاصةً أن ظهورنا إلى الحائط، خصوصاً مع أنفسنا ومع أبناء جلدتنا من العرب، حتى يتبين الفلسطيني مواطئ أقدامه ويتفهم سياسات قيادته، وحتى نكشف أمام الشعوب العربية مواقف أنظمتها، التي لابد أن تتغير، وإلا فالخسارة واقعة إذا بقيت مواقف الأنظمة كما هي عليه. هذا هو الحل بعيد المدى، وإلا فإن الحلول الترقيعية وهي ممكنة، قد تؤدي إلى تسكين الوضع لبعض الوقت لكن ليس كل الوقت.{nl}أطراف النهار: استجواب 14 سؤالاً ؟{nl}بقلم: حسن البطل عن جريدة الأيام{nl}مستجد الرئيس مزدوج: على رئاسة السلطة؛ وعلى رئاسات العرب، استبدل قديمه بخطاب إذاعي، أو تلفازي بمؤتمر صحافي. في نهاية مؤتمره الصحافي الأول أجاب عن 14 سؤالاً (وهذا حسب تحرير قلم "الأيام"، أمس). توقفت عند الأسئلة والأجوبة أكثر من البيان الرئاسي الطويل والمسهب.{nl}مستجد الرئيس جاء بعد 48 ساعة من آخر لقاء دوري لرئيس حكومته بنخبة من كتّاب الأعمدة والصحافيين. في الحالتين وجّه الصحافيون للرئيس ورئيس حكومته أسئلة: "واجه الصحافة" أو صارح الشعب.. وهذا في غياب برلمان يسأل ويُحاسب.. ويستجوب، علماً أن الرئاسة الفلسطينية، كما الرئاسات العربية، محصّنة من استجواب برلماني.{nl}والفارق بين مؤتمر صحافي مستجد للرئيس ولقاء تقليدي لرئيس حكومته بالصحافيين هو أن الرئيس قدم بانوراما سياسية، وطنية وعربية ودولية.. وإسرائيلية، أيضاً، للجذور السياسية ولأسباب الأزمة الاقتصادية، بينما أسهب رئيس الوزراء في الجانب الفني ـ العملي للأزمة.{nl}عادوا، في الشارع والصحافة و"الفيسبوك"، للحديث عن الأزمة المالية كأزمة سلطوية، من إجحاف بروتوكول باريس الاقتصادي إلى إطاره السياسي الأوسلوي، إلى التشكيك بأهلية السلطة في هدف بلوغها دولة، وإلى حل السلطة.. وأيضاً الانتفاضة عليها وعلى الاحتلال معاً!{nl}أودّ أن أقول، في ضوء مؤتمر الرئيس الصحافي ولقاء رئيس حكومته الدوري بالصحافيين، أن الأمر يذكر ببدايات انهيار الاتحاد السوفياتي، حيث رفع غورباتشوف شعار: "المكاشفة وإعادة البناء" (غلاسنوست وبريسترويكا) مع الفارق العظيم بين موسكو السوفياتية والسلطة الفلسطينية، حيث المكاشفة الفلسطينية متوفرة، عن الوحدة الوطنية، والانتخابات، والأزمة الاقتصادية، لكن إعادة البناء مرتبطة بواقع سياسي اقتصادي هو الاحتلال.{nl}استجواب رئيس السلطة بـ 14 سؤالاً شمل الأزمة السياسية مع الاحتلال، والوضع الوطني من الحوار إلى أسباب الأزمة، ولم يوفر أسئلة عن استهداف الرئيس بتهديدات إسرائيلية شخصية وسياسية.. لكن، لعل أهم ما في الاستجواب هو "فياض ينفذ سياسة السلطة، وهو جزء لا يتجزّأ منها.. وأنا أول من يتحمّل المسؤولية وليس فياض".. وفياض قال: أتحمل المسؤولية ولا أُحمّلها لمن وقّع بروتوكول باريس.{nl}بذلك، فإن رئيس السلطة والحركة طوى اجتهادات (هل هي اجتهادات؟) بأن في الأمر صراعاً بين بعض حركة فتح ورئاسة الحكومة، أو تباين الرؤى السياسية بين الرئاستين. تصعيد الاحتجاجات؟ هذا ممكن. ذاهبون إلى فوضى عارمة؟ هذا مستبعد. قال الرئيس!{nl}في الأزمات الاقتصادية في غير دول يذهبون إلى انتخابات، ويستبدلون الحزب الحاكم بالحزب المعارض، أو الرئيس برئيس جديد.. لكن الوضع الاقتصادي السيئ يصعب قلبه بحكومة جديدة، لأن الأزمة عالمية، وحلولها المحلية الوطنية تحاول التعامل معها بأقلّ الأضرار الممكنة.{nl}مثلاً، عن أزمة البنزين يقول فياض: إن كلفة استيراده من دول الجوار لن تقلل من كلفة استيراده من إسرائيل (تكاليف النقل)، وعن أزمة الأسعار يقول الرئيس: إنها في فلسطين أخفّ منها في لبنان، وهي في لبنان أخفّ منها في سورية.. وكل ما في الأمر "توجد دول عربية لم تدفع لنا، لديهم إمكانيات ولا يدفعون. للأسف لم يلتزم أحد بقرار الجامعة العربية توفير شبكة أمان 100 مليون دولار شهرياً، عدا أن مؤتمر سرت (ليبيا ـ القمة العربية) أقرّ 500 مليون وصل منها 30 مليونا.{nl}خارج مسؤولية العرب وتقاعسهم في الدفع، يقول منسق أعمال الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية "أوتشا": إن الدول المانحة في أزمة مالية. لن تتوقف عن منح السلطة.. لكنها لن تزيد منحها. عضو ل/م "فتح" نبيل شعث يقول: استبدال فياض لا يغير في أمر الأزمة شيئاً. السبب هو الاحتلال.{nl}البعض يربط تصاعد الاحتجاجات بقرب الانتخابات المحلية، وخوف "فتح" من خسارتها، والبعض الآخر يربط الأزمة برمتها بإصرار السلطة على تقديم طلب دولة غير عضو في الأمم المتحدة، ما سيغير المعادلة السياسية قليلاً أو كثيراً. ظروف تقديم الطلب نضجت، لكن ظروف التصويت عليه لن تنضج قبل الانتخابات الأميركية.{nl}إنها سلطة أقلّ من دولة، لكنها تدير أزمات اقتصادية ووطنية وسياسية عالمية، لخّصها الرئيس بقوله: لن نركع. لن نرحل. لن نرتكب خطأ 48 و67.. والأهم: لن نحلّ السلطة توجد لدينا مكاشفة لم توجد في دول "الربيع العربي".{nl}لدينا رئيس خضع للاستجواب، أيضاً، ورئيس حكومة لا يكفّ عن المصارحة.{nl}الانقسام وتوابعه الاقتصادية والسياسية{nl}بقلم: علي الخليلي عن جريدة الأيام{nl}جريمة الانقسام الكبرى التي صنعتها الأيدي الانقلابية حتى تلاقت وتماهت تماماً مع جرائم الاحتلال الإسرائيلي نفسه، هي الأشد إثقالاً علينا، باستمرارها وتفاقمها المفزع سنة بعد أخرى، دون أن يلوح في الأفق أدنى أمل جدي في التغلب عليها.{nl}على وقع هذه الجريمة تحديداً، وفي سياق الحال التي ترتبت عنها لتهدد وجودنا الوطني بأكمله، بزلازل وصواعق غير مسبوقة في تاريخنا، لا بد لنا من أن نقرأ بعناية وصدق، أسباب ما نواجهه في هذه الأيام العصيبة، وما نختبره على جلودنا الممزقة، من ترد اقتصادي يكاد يجرفنا إلى هاوية سحيقة، ومن تهافت سياسي يحاصر قدراتنا على الصمود والثبات، ويدفع بنا في محصلته التعيسة، إلى اليأس.{nl}هل عكست التظاهرات والاحتجاجات الشعبية ضد هذه الحال، وعياً جماعياً صريحاً وقوياً، لتفاصيل تلك التوابع الزلزالية الناتجة والمتواصلة، عن جريمة الانقسام؟ أم أن قسوة الأوضاع المعيشية المزرية، أخذتها إلى الهوامش بعيداً عن المتن وعن الجوهر، بالهتاف المدوي لتغيير حكومة بحكومة أخرى. (وأين؟ في الضفة الغربية وحدها، فحسب!). وكأن مثل هذا التغيير سيكون مالكاً على الفور، لعصا سحرية تزحزح الصخور المتراكمة على صدورنا، وتؤهلنا للدخول في التنمية الاقتصادية والنهوض السياسي المتين؟{nl}الكارثة ليست في هذه الحكومة أو تلك. فطالما بقي الانقسام، فإن الخراب باق، ولو جئنا بكل عباقرة الاقتصاد وفطاحل السياسة.{nl}مع ذلك، لا بد من التأكيد أولاً، على أن المطالب الشعبية بمعالجة البطالة والسيطرة على ارتفاع الأسعار، وتأمين الرواتب، إلخ، هي مطالب مشروعة لا يمكن ولا يجوز التعرض لها بأي سوء، بل أن السلطة مسؤولة عن التعامل معها بأعلى درجات الاهتمام والبحث الدؤوب عن حلول لها.{nl}ولكن هذه المطالب ذاتها، مطالبة هي الأخرى، عبر ضميرها الوطني، ومسؤوليتها النضالية، بأن تربط حقها المشروع بالحلول التي تهدف إليها، بتلك التوابع الزلزالية المستمرة على مدار الساعة، لجريمة الانقسام.{nl}لقد كرست هذه الجريمة تفتيت التعامل العربي والإقليمي وبعض الأطراف الدولية، مع قضيتنا الفلسطينية، ما بين حكومتين، واحدة في الضفة الغربية، وثانية في قطاع غزة. وكان من الطبيعي أن تتسرب من هذا التفتيت، مؤشرات خطيرة جداً، تمهد لتفتيت قضيتنا كلها، وصولاً إلى تحطيمها، وإزالتها عن الخريطة.{nl}ومن هذه المؤشرات على سبيل المثال، ما تعمل عليه حكومة حماس في قطاع غزة، من الوصول بوضعها الانقسامي الراهن، إلى وضع الكيان المستقل والمنفصل عن الضفة الغربية، توطئة منها لتكون داخل حدود ذلك القطاع وحده فحسب، دولة فلسطين العتيدة! وإلا، ما معنى ما تخبرنا هي نفسها به، في هذه الأيام، عن جهودها المكثفة والحثيثة لفتح مكاتب لها وممثليات في بعض الدول، ليست مكاتب لحماس كحركة سياسية فلسطينية، وإنما باعتبارها مكاتب لحكومة قطاع غزة، أو دولة غزة؟{nl}ومن هذه المؤشرات أيضاً، بروز بعض الأصوات مؤخراً في الضفة الغربية، تحت ضغط التردي الاقتصادي تارة، والتهافت السياسي تارة، للتوقف عن العلاقة بين الضفة والقطاع، بسبب أن القطاع يستهلك حوالي نصف ميزانية السلطة الوطنية، في حين أن الإيرادات المتحصلة منه، انخفضت من عشرين بالمائة إلى الأربعة بالمائة بعد الانقسام.{nl}كل هذه المؤشرات ستؤدي بالضرورة، في حال عدم التصدي لها، ومنعها من الاستمرار، إلى نزع الشرعية عن قضيتنا الوطنية برمتها، من خلال نزعها عن منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد لها. وطالما أن هذه المؤشرات، موجهة في الأساس، بسمومها إلى جسد هذه المنظمة، فإنها تلقائياً موجهة لشعبنا كله.{nl}إن التظاهرات والاحتجاجات وهي تهدر بحقها فيما تطالب به عن جدارة تليق بها، في الضفة الغربية وفي قطاع غزة أيضا، مطالبة في ذاتها، وفي الوقت نفسه، بالهدير المستمر ضد جميع هذه المؤشرات، تأسيساً على المطلب الأساس، وهو إنهاء الانقسام، باعتباره الطريق الصحيح إلى تحقيق المطالب المشروعة في الاقتصاد وفي السياسة، وفي الثبات على هذه الأرض، في مواجهة الاحتلال الذي لا نغفل عنه ولا ننسى جرائمه.{nl}مدارات - التفسير و"التصدير"{nl}بقلم: عدلي ضادق عن الحياة الجديدة{nl}ترجيعات بعض الناطقين باسم "حماس" في غزة، على حديث الرئيس محمود عباس؛ اتسمت كالعادة بما يثير القرف والسخرية في آن. فكأنما تُركت لهؤلاء المتفلتين بالكلام، مهام التعليق الفوري العاجل، على كل موقف وحديث، مهما كان مشروحاً وله حظه الوافر من المنطق. ليس ثمة ما يدعو هؤلاء، الى التأمل برهة، ناهيك عن التلميح بأن الموقف أو الحديث، أيّاً كان، ما زال في موضع الدراسة. فكل شيء جاهز على ألسنة الناطقين الذين ظنوا أن السياسة، توافقاً أو سجالاً، يمكن ممارستها بقوالب من الكلام والتعبيرات الفاقدة للدلالة، بل والتي إن كانت لها دلالات، فهي معيبة وشائنة، ربما دون أن يتنبه قائلوها الى عيوبها!{nl}أحدهم، ركز في تعليقه، على محاولة "من قِبل عباس، تصدير أزمته" الى "حماس" وغزة (كأن الاثنتين متطابقتان). ولا يعلم واحدنا، كيف يكون مثل هذا التصدير، الذي لا يتحقق دون الحاجة الى مستورد. ربما القصد، الكامن خارج قوالب التعبيرات الجاهزة، أن الرئيس الفلسطيني، يريد إحالة بعض أسباب المصاعب التي تواجهها السلطة الفلسطينية، الى وضعية الانقسام، وفي هذا الأمر الكثير من المنطق. لكن الناطق الحمساوي عندما يشرح، يُفسد المعنى على نفسه ولغير صالحه، إذ يُعلل محاولة "التصدير" هذه، بالفشل السياسي والاقتصادي والأمني الذي مُنيت به السلطة. ولا فرصة هنا، لأن يتفكر القائل، ملياً، في هكذا قول مُرسل. فما يسميه الفشل السياسي، له اسمه وتعريفه الأصح، الذي يقر به العالم كله، وهو حال انسداد، ناجم عن موقفين متضادين، واحد يتمسك بالحقوق والثوابت الوطنية وصولاً الى الأهداف المرسومة، من خلال عملية سلمية متوازنة، وآخر يجافي الحقوق الفلسطينية ويهدد. الأول، أصر على عدم الانكسار أمام الثاني، بينما الثاني يتمادى في العربدة والتعدي. هنا، لا نعلم الى جانب أي الموقفين، اختار الناطق الحمساوي أن يكون. هو مع الانسداد قطعاً، ولكن يبدو أن المسؤولية في تقييمه المتبدي من ظاهر الكلام، تقع على الطرف الأول، أي الفلسطيني. ولو أتيح لمن يتعاطون قوالب الكلام الجاهز، ترف الاستطراد، لقالوا إنهم أصلاً ضد العملية السلمية، حتى بمضامينها التي تؤكد على الحقوق المرتجاة، وفق موقف حمساوي معلن، يؤيد الدولة الفلسطينية على أراضي 67 وعاصمتها القدس الشرقية. في مثل هذه الحالة، يقع الحاسوب نفسه، إن حاولنا من خلاله تحليل هكذا منطق؛ ضحية "الهاكر" وينهار وربما ينتحر. فنحن بصدد طرف حمساوي يتهرب ويرقب في الإفلات من الفرضيتين: أن تكون هناك عملية سياسية متوازنة، تضمن التحقق الوطني الفلسطيني المستقل، على جغرافيا الوطن، وأن تكون هناك مقاومة فعالة، تنتزع حقوقاً قصوى أو حتى لا تنتزع شيئاً. طرف لا يريد للسياسة أن تكون، ولا يريد للمقاومة أن تكون. هو يستعيض عن الاثنتين، بقالب تعبيري اسمه "برنامج المقاومة" لكن ما يراه الناس بأمهات عيونهم، ويلمسونه في كل أوقاتهم، أن الموجود، هو منظومة جبايات مالية تحنق المجتمع في غزة، وتحقق لشريحة منتفعة، أغراضها الذاتية، وتلبي حساباتها الصغيرة، بامتلاك أراضٍ وعقارات، وسيارات فارهة، ونمط حياة باذخة، ووجاهة موهومة، مع خطاب "جهادي" فخيم!{nl}كأن من المقنع أن يقول طرف، إنه يتبنى "برنامج المقاومة". لو كان ذلك مقنعاً، فإن محسوبكم كاتب هذه السطور، سيتبنى "برنامج اليورانيوم" أو"برنامج ترسانة القنابل العنقودية" لانتزاع الحقوق. فلا حظ لهذا التغابي من الإقناع والصدقية!{nl}عن أي فشل اقتصادي، يتحدث الناطق الحمساوي الركيك، الذي يسمي الحصار فشلاً؟ ربما يلبي الذين يحاصروننا، رغبة لدى نفر من هؤلاء، الذين يثرثرون بمنطق هو ـ في أحسن تفسيراته ـ فاقد للدلالة. فأي طرف يؤيد أخونا هذا: المحاصَرين أم الذين يحاصرون؟ ولماذا؟ لكي يجد نقطة أو محنة، تفيده في لقطة تلفزيونية، يظنها تعزز موقفه في السجال مع الكون ومع خلق الله؟ أي شيطان أوقعنا في هذا الزمن الفلسطيني "العبيط"؟!{nl}لو أننا قايضنا انكسارنا، برفاهية العيش والتدليع الأمريكي الإسرائيلي، لقيل إن هؤلاء يبيعون القضية مقابل مال السُحت. علما بأن من يبيع الوحدة والصلابة، المتاحتين للنظام السياسي الفلسطيني وللأرض الفلسطينية، بمزايا التربح والاستمرار في اقتناص الفرصة المواتية، لاعتصار المجتمع، وأوهام النفوذ؛ هم أولئك الذين يعطلون المصالحة ولا يريدونها، بل ويرونها كابوساً!{nl}أي فشل أمني، يتحدث عنه الناطق الحمساوي: ذلك الذي جعلوه موضوعاً ملفقاً لاستدرار عطف البسطاء، حول مطاردات كابحة لجيوش "المقاومة" أم الإقرار بحق الناس في التظاهر والاحتجاج؟! إن كان الأول يعكس فشلاً، فلماذا التشكي إذن، من سلطة تكبح المجاهدين وكيف تكون قد فشلت؟ وإن كان الثاني هو الفشل، فهو الانعكاس الضمني، لأنموذج القمع المتبع، لأي حراك شعبي في غزة!{nl}* * *{nl}التصدير، بمعنى الإحالة، يكون عندما يعلل المستنكفون عن المقاومة، استنكافهم بوجود طرف يكبح. ويكون "التصدير" عندما يبرر الذين دحرجوا براميل الديناميت ـ مثلاً ـ على أتباع السلفية الجهادية (الخطابية، في الواقع) لقتلهم بالجملة في رفح على النحو الذي يحرمه الله سبحانه؛ بأن أولئك الضحايا من أتباع أجهزة أمن "سلطة دايتون" واستحقوا الموت. والتصدير، بمعنى الإحالة، يقع دونما مستورد، عندما يُفسر الرفض الغرائزي، للمصالحة الوطنية، بهذه أو تلك، من الذرائع السخيفة، فيما هو رفض يعبر عنه حال التعارض داخل "حماس"، بين منتفعين من سلطة غزة، ومنتفعين من وحدة الفلسطينيين!{nl}هنا، وتجنباً للإطالة أكثر، ندعو العقلاء من كبار الحمساويين، وبخاصة الأخ خالد مشعل، الى تحمل مسؤولياتهم، ليس من أجل طرف آخر، وإنما لإنقاذ سمعة "حماس" المتردية للغاية في غزة، كما يعلم القاصي والداني. إن لم يفعلوا ذلك، سيظل الميدان خالياً لأم احديدان، وستجري الأمور على طريقة فيلم سينمائي مصري قديم، اسمه "درب المهابيل" تشاجر فيه سكان الحي جميعاً، حتى الرمق الأخير، على ورقة يانصيب، يظنونها رابحة، فيما هي خاسرة بامتياز!{nl}علامات على الطريق - هذا وقت الشدة .. هذا وقت الصمود!{nl}بقلم: يحيى رباح عن الحياة الجديدة{nl}مع كل انكشاف جديد لصعوبة أوضاعنا الفلسطينية الراهنة, ومع كل عربدة جديدة في السلوك السياسي الإسرائيلي ضد شعبنا وسلطتنا الوطنية وقيادتنا الشرعية, ومع كل وصول لخطر حقيقي يهدد قضيتنا ومنجزاتنا الوطنية, التي راكمناها عبر السنوات الصعبة, بنضالنا المجيد, وتضحياتنا الكبرى, والدماء الغالية, يدوي السؤال القديم الجديد :{nl}كيف نجتاز المخاضة الصعبة ؟؟؟{nl}وكيف نواصل الاندفاع نحو الهدف المقدس ؟؟؟{nl}والهدف الذي نسعى إليه, هو هدف كبير مهما حاول بعض الجاهلين أو الحاقدين تصغيره, إنه هدف انبثاق كياننا الوطني من جديد فوق أرضنا الفلسطينية, وليس في سيناء ولا في أي بديل آخر, وانبثاق القدس عاصمتنا الأزلية, وليس الشيخ زويد ولا أي مدينة أخرى, ولملمة هويتنا الوطنية مهما كان الشتات بعيدا .{nl}منذ البداية :{nl}قلنا في حركة فتح, وفي منظمة التحرير الفلسطينية, وفي الثورة الفلسطينية المعاصرة, أن هدفنا الكبير, هو أكبر وأقدس من أي شيء أخر, وأن طريقنا إليه صعب للغاية وليس وجهة مسلية, وأن أعداءنا الإسرائيليين وحلفاءهم الكبار في العالم, هم أعداء أقوياء متمكنون في هذه الأرض, ولكننا نستطيع أن نكون ندا لهم وأن نصارعهم, وأن نشتبك معهم, وأن نأخذ حقوقنا من بين أشداقهم الدموية, بفضل عدالة قضيتنا, وبفضل صبرنا العظيم, ووحدتنا الوطنية الصلبة, وقدرتنا العبقرية على البقاء .{nl}في الشهريين القادمين من هنا حتى تنتهي الانتخابات الأمريكية, ويعرف من هو الذي سيجلس في البيت الأبيض فإن أيامنا ستكون صعبة, والمحتلون الإسرائيليون كشفوا عن كل عدائهم بلا رتوش, وكشفوا عن خوفهم الذي يصل إلى حد الذعر الهستيري من مصداقية قيادتنا الشرعية ممثلة بالرئيس أبو مازن, كما كشفوا عن رغبتهم المجنونة في سد وإغلاق الطريق أمام حقوقنا العادلة بالتهديد والترهيب وتفجير الأرض حمما تحت أقدامنا, وجعل أيامنا كلها أياما صعبة لعلنا نخاف فنرتدع, أو نرتبك فيتوه الطريق من تحت أقدامنا, أو ننكص على أعقابنا, فيتحول الحلم المقدس الجميل إلى سراب!!!{nl}هذا وقت الشدة !!! نعم.... حتى ان إسرائيل من أعلى مستوى في قيادتها السياسية, إلى أصغر مستوطن في قطعان مستوطنيها, يفتحون النيران الحية على صدورنا, ويرفعون جدران العنصرية والكراهية والحقد في وجوهنا, ويصرخون بهستيريا الكراهية بأن كل تفاصيل حياتنا مباحة أمام عدوانهم حتى لا نتقدم إلى الأمام, وحتى تنكسر إرادتنا فنعود إلى الوراء مجروحين .{nl}لن يحدث هذا مطلقا, وما يخطط له نتنياهو على رأس ائتلافه الذئبي إن هو إلا محض وهم وجنون, فإنا إلى هدفنا المقدس, هدف إقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية ذاهبون, وإلى الأمام في طرق أبواب الأمم المتحدة ومجلس الأمن دون كلل أو ملل, اليوم وغدا وبعد غد, لا تخبو عزيمتنا ولا تلين, متمسكين برؤيتنا للسلام الحقيقي المبني على نيل حقوقنا, لا نحيد عن هذه الرؤية ولا نهون .{nl}هذا وقت الشدة, وهذا وقت الصمود أيض<hr>إضغط هنا لتحميل الملف المرفق كاملاً (http://192.168.0.105/archive02/attachments/DocsFolders/09-2012/محلي-194.doc)