Haneen
2013-05-27, 08:44 AM
<tbody>
اقلام واراء اسرائيلي 344
17/5/2013
</tbody>
<tbody>
في هــــــذا الملف
الصواريخ الروسية لابتزاز الغرب
بقلم: تسفي مغين،عن نظرة عليا
الارنب يخرج للرجوب من الجيب
بقلم: نداف هعتسني،عن معاريف
لا ‘حسن’ الى الأبد
بقلم: رونين بيرغمان،عن يديعوت
صيادة السلاح
بقلم: جدعون ليفي،عن هآرتس
في الاستعداد لزيارة غير طائلة اخرى لكيري
بقلم: زلمان شوفال،عن اسرائيل اليوم
البدو يعارضون إسكانهم المخطط له شمالي أريحا
بقلم: عميره هاس،عن هآرتس
</tbody>
الصواريخ الروسية لابتزاز الغرب
بقلم: تسفي مغين،عن نظرة عليا
بعد وقت قصير من عودته الى الصين يعقد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، زيارة عاجلة الى روسيا للقاء الرئيس بوتين. خلفية هذا اللقاء يقظة كبيرة في النشاط حول الموضوع السوري، بما في ذلك تنفيذ هجمات ضد أهداف في سوريا، تعزى لاسرائيل؛ زيارات في روسيا لمسؤولين كبار من الدول الغربية؛ وبيان من روسيا حول نيتها توريد صواريخ اس 300 لسوريا. مما أحدث العناوين الرئيسية الكبرى. وسبقت زيارة رئيس الوزراء الحالية اتصالات بين روسيا واسرائيل، وعلى رأسها مكالمة بينه وبين الرئيس بوتين، الامر الذي يثير التساؤلات حول سبب الزيارة هل هو بالفعل موضوع صواريخ اس 300 آنفة الذكر. وبالمقابل، جرت هذه الايام زيارات لشخصيات رفيعة المستوى الى موسكو. حيث زارها وزير الخارجية الامريكي جون كيري، ولاحقا رئيس الوزراء البريطاني دافيد كمرون. وكان الموضوع المركزي لمحادثاتهما مع بوتين ومع وزير الخارجية لافروف، هو الموضوع السوري. وبالفعل، واضحة للعيان نشاطات حثيثة حول الموضوع السوري تقوم بها القوى العظمى الغربية واسرائيل حيال روسيا بالذات. فماذا يعني هذا؟
منذ بداية الحرب الاهلية في سوريا، تحولت روسيا بالتدريج الى لاعب رائد في الجبهة السورية، يجسد استراتيجية منع التدخل الاجنبي من الخارج (بادوات سياسية وعسكرية)، استراتيجية تتيح للاسد قدرة افضل لصد قوات الثوار. وتستخدم هذه الاستراتيجية عمليا كرافعة ضغوط على اللاعبين الدوليين والاقليميين الاخرين (الولايات المتحدة والناتو من جهة وتركيا ومحافل المحور السني من الجهة الاخرى). وبالتوازي مع هذه النشاطات المذكورة، تنكب روسيا على حث بدائل لايجاد تسوية في الموضوع السوري، بدائل تضمن مكانتها المستقبلية في الشرق الاوسط، الى جانب بقاء المحور الراديكالي ايران، سوريا وحزب الله باسنادها. وفضلا عن ذلك، تستغل روسيا ‘الرافعة’ السورية لتحقيق حلول حيوية لها في الساحة العالمية، في الاحتكاك الذي بينها وبين الغرب (والتي تتضمن قائمة طويلة من المسائل).
ولكن حتى الان، وان كانت واضحة للعيان انجازات روسيا في سياستها في سوريا، فانها لم تنجح بعد في انتزاع تنازلات غربية هامة بشأن شروط التسوية التي تقترحها في هذه الدولة حتى وقت أخير مضى على الاقل. والان يتبين أن التطورات الاخيرة تدفع الدول الغربية، اغلب الظن، الى اعادة النظر في مواقفها غير المساومة تجاه فهم روسيا للتسوية المستقبلية في سوريا. وفي هذا السياق تطرح تساؤلات حول قدرة الثوار في التغلب على النظام دون مساعدة عسكرية حقيقية من الخارج، الامر الذي يبدو الان عمليا أقل فأقل، الى جانب عدم الارتياح من مسيرة الاسلمة المتصاعدة في أوساط معسكر المعارضة السورية.
وبالفعل، ليس في هذا ما يكفي للاقتراب من الموقف المقترح من روسيا. وبروح هذه الامور تبدو أيضا النشاطات الهجومية المنسوبة لاسرائيل، والتي عرضها الروس كاعداد لخيار التدخل العسكري الخارجي في صالح الثوار، الامر الذي تعمل روسيا على منعه قدر المستطاع.
وعلى هذه الخلفية بدأت التطورات المذكورة الاخيرة. أولا، زيارة وزير الخارجية الامريكي جون كيري الى موسكو (7 8 ايار 2013)، حيث بحثت ضمن امور اخرى بتوسع المشكلة السورية، هذه المرة مع ميل اوضح مما كان في الماضي. وسبقت الزيارة مكالمات هاتفية بين الرئيس بوتين والرئيس اوباما، وزيارة المستشارة دونيلون الى موسكو، حيث رفع، على ما يبدو، رسائل من الرئيس اوباما حول الاستعداد الامريكي للتعاون في المسائل الحيوية لروسيا. وقد انتهت زيارة وزير الخارجية كيري، كما يبدو، بتحقيق تفاهمات حول سوريا، حيث بشر الطرفان رسميا بموافقتهما على انعقاد مؤتمر دولي للبحث في تسوية الامور في هذه الدولة. والنموذج المتبلور هو على ما يبدو اقامة حكومة انتقالية بمشاركة المعسكرين السوريين. وما ينشأ عن هذه الصورة، هو تنازل الولايات المتحدة عن رحيل الاسد كشرط لمواصلة المفاوضات، ولكن بالتوازي، استعداد روسيا ايضا للتنازل عن دعمها للاسد، لاحقا. كما اعلن عن اللقاءات المتوقعة بين الرئيسين بوتين واوباما (في اطار الثمانية الكبار في ايرلندا الشمالية في 17 18 حزيران 2013 ولاحقا في روسيا، في لقاء العشرين الكبار الذي سينعقد في ايلول 2013)، والتي يفترض أن تؤدي الى ترتيب جملة المواضيع غير المحلولة التي على جدول أعمالهم.
بعد خروج كيري، زار موسكو ايضا رئيس الوزراء البريطاني، دافيد كمرون، وهو الاخر بحث مع بوتين، ضمن باقي المواضيع، اساسا في الموضوع السوري وتناول بعطف فكرة المؤتمر الدولي المذكور، وعلى رأسها فكرة اقامة حكومة انتقالية سورية، كخطوة مناسبة. وعلم أن مثل هذا المؤتمر سينعقد بالفعل ما نهاية شهر ايار 2013. ولكن، بالنسبة للزيارتين ادعى الطرف الروسي، الذي رغم التفاهمات الطيبة التي تحققت في هذه المحادثات، بقيت الفوارق بين مواقف الاطراف كبيرة. وفي نفس الوقت، جرى الهجوم على الاهداف السورية، المنسوب كما يذكر الى اسرائيل.
بعد وقت قصير من ذاك الهجوم، نشر موضوع توريد صواريخ اس 300 الى سوريا، وبعد ذلك علم بالاتصالات التي اديرت بين رئيس الوزراء نتنياهو والرئيس بوتين وعن النية لعقد زيارة في روسيا. وبالنسبة لامكانية تزويد سوريا بصواريخ اس 300 فان العقد في هذا الموضوع هو من العام 2010. ولكن الصواريخ لم تزود لسوريا، ولا حتى لايران، وذلك في اطار التفاهمات في هذه المسألة والتي كانت تحققت مع روسيا. وقد طرح الموضوع من جديد في صيف 2012، وفي حينه ايضا لم يخرج الى حيز التنفيذ. هناك من يقول، في اعقاب طلب اسرائيل (نذكر زيارة بوتين الى اسرائيل في حزيران 2012). تكرار الموضوع، مترافقا مع بيان، تهكمي بعض الشيء من وزير الخارجية الروسي، لافروف، بشأن عدم التوقيع على عقود جديدة لتوريد الصواريخ و ‘فقط’ تنفيذ تلك الموجودة، يثير التساؤل. فالنية الروسية هي أغلب الظن استخدام موضوع الصواريخ كرافعة ضغط لمنع التدخل العسكري الاجنبي في سوريا وكذا ايضا تحقيق تنازلات اخرى في المفاوضات مع الغرب حول بلورة تسوية في سوريا، في اطار المؤتمر المذكور.
لا ينبغي تجاهل نجاعة هذه الرافعة، والدليل هو الزيارات المذكورة لدى بوتين والتي تسمح له برفع مستوى مكانة روسيا في الجدال الدائر في الموضوع السوري.
كما ان زيارة نتنياهو الى روسيا ستبحث هي الاخرى الموضوع في ظل استعداد روسي لتنازلات مختلفة، وعلى رأسها في مسألة الصواريخ، ولكن واضح أن مثل هذه الامور لا تتم بدون مقابل.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
الارنب يخرج للرجوب من الجيب
بقلم: نداف هعتسني،عن معاريف
نشرت قناة ‘الميادين’ التلفزيونية اللبنانية هذا الاسبوع مقابلة أجرتها مع جبريل الرجوب في بداية الشهر. والرجوب، للتذكير، هو احد ‘المحبوبين’ الكبار لقادة ‘معسكر السلام’ الاسرائيلي. فهو موقع على مبادرة جنيف ويشكل شريكا قديما للكثيرين من زعماء اوسلو.
وهكذا قال الشريك التاريخي: ‘نحن الفلسطينيين أعداء اسرائيل وليس أي واحد آخر. نحن مصدر قلق اسرائيل، نحن نوجد على هذه البلاد، وهذه البلاد هي لنا. هم اعداؤنا ومعركتنا هي ضدهم. ليس فقط كفلسطينيين، بل كعرب وكمسلمين’.
ولمن لا يزال لديه سوء فهم، أعلن ‘حتى الان ليس لدينا (سلاح) نووي، ولكن والله، لو كان لنا (سلاح) نووي لاستخدمناه منذ الصباح’.
وقد جاءت هذه التصريحات في اثناء زيارة عقدها الرجوب في لبنان، وفي اطارها التقى ايضا السفير الايراني في بيروت ردنفر أكبر.
إذن ما الذي حصل في أعقاب الارنب الذي خرج للرجوب من الجيب، هل الغى له أحد ما بطاقة الـ في.اي.بي. هل اعتقله احد ما حين عاد الى رام الله؟ هل طلب احد ما من رئيسه أبو مازن وقف الراتب الذي يحصل عليه ويقيله من كل مناصبه في السلطة؟ هل أي من رجال مبادرة جنيف أعلن بانه يقطع كل علاقة مع جبريل الرجوب وشركائه؟ انتم تعرفون الجواب لا أحد.
إذن ماذا سيفعلون الان السلطة الابومازنية؟ أضحكتموني. وماذا سيفعل نتنياهو لمن يواصل تشغيله؟ بالضبط ما يفعلونه ضد كبار رجالات السلطة الذين في كل يوم يفتتحون ميدانا جديدا في المناطق على اسم هذا المخرب او ذاك. سيفعلون بالضبط ضد من يوعظ في وسائل الاعلام الرسمية للسلطة ضد اسرائيل واليهود. مواعظ تتهمنا بكل جريمة ممكنة من تسميم الابار وحتى احتساء دم الاطفال الفلسطينيين. سيعملون بالضبط مثلما درجوا على عمله حتى اليوم ضد من يعلم تلاميذ المدارس الفلسطينيين بانه لا توجد على الاطلاق دولة اسرائيل، لا تل أبيب، لا رعنانا ولا كريات أربع لم يفعلوا شيئا، كالمعتاد. وكيف سترد الشخصيات المثيرة للشفقة التي يتشكل منها ‘معسكر السلام’، وماذا سيقول مثلا شمعون بيرس؟ هل سيتراجع احد ما عن نظرياته بشأن الفرص التي نفوتها حيال الشريك الفلسطيني؟
جبريل الرجوب لم يغير فجأة جلدته. فهو، زملاؤه ورؤساؤه يتحدثون هكذا لوسائل الاعلام العربية منذ الأزل. بالضبط مثل ياسر عرفات وأبو مازن، ونحن فقط نواصل خداع أنفسنا ونلعب لعبة ‘يخيل لي’، نوع من الروليتا الروسية الفتاكة على نحو خاص.
فقط قبل عدة اشهر كنت في المحكمة المركزية في القدس، حيث تقرر بان الرجوب مسؤول بشكل شخصي عن اختطاف وتعذيب فلسطيني من سكان القدس اشتبه به بالعمالة مع اسرائيل.
فقد اختطف ذاك الرجل وعُذب قبل 14 سنة، والرجوب وسلطته يعملان مثلما منذ قيامهما، ونحن فقط نتجلد واعتدنا على تضليل أنفسنا. وبالفعل، الرجوب محق هو وقادة الفلسطينيين في المناطق (بمن فيهم محبوب الغرب الحالي سلام فياض) هم حقا عدونا الاخطر، وكلما تعززوا سيحاولون المس والاضرار بنا اكثر.
وعليه، فالى أن نوقف وجود السلطة الفلسطينية سنواصل تعريض مصير دولة اسرائيل للخطر واللعب بالروليتا الروسية الوطنية. ومن يدري فقد تفلت لنا رصاصة.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
لا ‘حسن’ الى الأبد
بقلم: رونين بيرغمان،عن يديعوت
ستفضي الحرب في سوريا الى نهاية الحياة العامة لزعيمين بارزين في الشرق الاوسط. الاولى وهي للرئيس بشار الاسد، ستنتهي سريعا بل قد تكون بضربة سيف أو بتنكيل في ميدان المدينة. أما الثانية فستكون ابطأ لكن أصبح من الممكن الآن أن نقول في جزم إن الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله قد أنهى دوره التاريخي.
قد يستطيع نصر الله الداهية بدعم ايراني أن يبقى رسميا في عمله زمنا طويلا بعد لكنه لن يحقق الهدف المركزي الذي وضعه لنفسه وهو ان يصبح زعيما لبنانيا عاما وعربيا عاما. إن الذي أُعلم بأنه عدو اسرائيل الاستراتيجي المركزي قد دفن بيديه انجازاته وأفضى الى نهاية الحلم الشيعي في لبنان.
وكانت انجازاته كثيرة. لقد فهم نصر الله قبلنا الحساسية الاسرائيلية بحياة المواطنين وقابلية الجبهة الداخلية للاصابة والنظرة التي لا تناسب فيها الى موضوع الأسرى والمفقودين، وأسس على ذلك نظرية قتالية تقوم على حرب استنزاف طويلة الى جانب توازن ردع مهدِّد. ونجح بفضل فهمه لاسرائيل في ان يطرد الجيش الاسرائيلي عن لبنان في سنة 2000 ويعلن بعد ذلك نصرا في 2006.
ورث نصر الله عن سلفه في منصبه الشيخ عباس موسوي قبعتين: الأمين العام للمنظمة، وممثل الحاكم الروحي (زعيم ايران) في لبنان. وقد حصر موسوي عنايته في القبعة الثانية وحاول ان ينشىء للشيعة في لبنان جهازا بديلا منفصلا يشمل كل مجالات الحياة: التربية والثقافة، والمجتمع، والصحة، والمساعدة الاجتماعية، والاقتصاد وبناء قوة عسكرية ايضا.
ورقص نصر الله في موهبة كبيرة في العرسين: فقد نجح في الحصول على دعم عسكري ومالي من ايران ونجح مع ذلك في أن يصبح زعيم الجميع. فقد أمر رجاله مثلا بعدم التعرض لناس جيش لبنان الجنوبي بعد انسحاب اسرائيل وعامل المسيحيين باحترام وتسامح. وكذلك بذل مجهودا ضخما ليُخلص من السجن الاسرائيلي سمير قنطار وهو درزي لم يعمل في خدمته أصلا.
وكان نصر الله يعتبر مدة بضع سنوات بحسب استطلاعات الرأي، أكثر الزعماء العرب شعبية، وليس هو فاسدا مثل المستبدين وسلاطين النفط، والذي يتحدى اسرائيل ويقدر عليها. وتحول الى رمز السياسة الجديدة في الشرق الاوسط، فهو يتحدث بلغة تناسب كل انسان، وهو لا يطمس على الحقائق ولا يتهرب وهو مستعد للاعتراف بالأخطاء، مع شيء من الفكاهة وشيء من التهكم، ومع استعمال كل أنواع وسائل الاتصال في عصر الانترنت.
من المؤكد ان نصر الله كان سيفرحه ان يتخلى عن السنتين الاخيرتين، وهي فترة لا يُعلم هل جُر فيها أم هب لحماية صديقه من دمشق. واذا كان نصر الله قد آمن في البداية ان من الممكن انقاذ حكم الاسد فلم يعد على يقين من ذلك منذ زمن. وبرغم ذلك أطاع إطاعة كاملة أوامر طهران وأرسل آلافا من أفضل مقاتليه لمساعدة النظام العلوي.
لم تكن اسرائيل تستطيع أن تأمل معجزة أكبر من هذه. فالقتال لم ينقض عُرى أقوى جيش كان يواجهنا فقط ولم يُضعف قوة حزب الله العملياتية جدا فقط، بل صدّع تماما صورة نصر الله ايضا. فهذا الرجل الذي سوغ بقاء حزب الله كقوة مسلحة في لبنان لمحاربة اسرائيل يرسل المنظمة لمساعدة سلطة متعطشة للدم على ذبح السنيين.
كانت ضائقة نصر الله لموت مقاتليه في سوريا كبيرة جدا حتى إنه أمر بدفنهم ليلا بلا مراسم. وأصبحت المسافة قصيرة من هنا الى التورط في أكاذيب وطمس على حقائق واعمال قتل سياسي وفساد كبار المسؤولين وسائر الطرق المعروفة جدا من سياسة المنطقة القديمة.
كان نصر الله يحلم بالسيطرة على لبنان ويجعلها دولة دينية تقوم على أكثرية شيعية، لكنها تهتم ايضا برفاه مواطنيها جميعا. وسينهي عمله بدل ذلك مثل دمية ايرانية كاذبة، يهتم بمصالح ضيقة لمجموعة صغيرة ويساعد مستبدا متعطشا للدم على ذبح شعبه.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
صيادة السلاح
بقلم: جدعون ليفي،عن هآرتس
بدا أكثر من مرة ان كل سياسة اسرائيل الخارجية والامنية تنحصر في السنوات الاخيرة في موضوع واحد وحيد وهو صيد السلاح، فما إن تأتوها بصفقة سلاح في المنطقة حتى تعرف كيف تعترضها. ولا نقول إن الحديث عن دولة مسالمة تريد ان تُجرد العالم من سلاحه لاسباب نبيلة، لا على الاطلاق فهي نفسها لا تكف عن التسلح. لكن ما يجوز لها يجوز لها فقط.
يقود بنيامين نتنياهو هذه السياسة، وسنوات رئاسته للوزراء هي أكبر موسم صيد. ومنع الأعداء السلاح هو بالطبع هدف منطقي ومشروع، لكن حينما يصبح هو الأساس الذي لا يوجد سواه مع تسلح اسرائيل نفسها بمقادير مجنونة مع جعل التجارة بالسلاح عنصرا مركزيا من تصديرها تصبح هذه السياسة مقلقة ومتلونة. فهي تثير اسئلة صعبة عن دور اسرائيل في المنطقة في نظر نفسها بل عن حقها في ادارة قطاع السلاح عند جاراتها.
بدأ ذلك بالطبع مع ايران والحملة المسيحانية لاعتراض قدرتها على احراز سلاح ذري، من غير ان يخطر ببال اسرائيل ان تقترح مقابل ذلك تجريد الشرق الاوسط من السلاح الذري. لكن الشرطي الاقليمي لن يكتفي بذلك بطبيعة الامر. إن كل صفقة سلاح يتم التعاقد عليها في المنطقة تحظى فورا بهجوم اسرائيلي يكون دبلوماسيا احيانا مع استعمال ضغط ثقيل، عسكري احيانا مع القصف. فالسلاح لحماس يُقصف في السودان وتتم مصادرته في البحر؛ والسلاح الى حزب الله يُقصف في سوريا. فليكن ذلك. لكن حتى صفقة سلاح بين الولايات المتحدة وحليفتها الاستراتيجية السعودية، وهي دولة لم تواجه اسرائيل عسكريا قط، تلاقي فورا حملة ضغط ترمي الى احباطها؛ وكذلك الحال مع مصر ايضا التي لاسرائيل معها اتفاق سلام.
تنجح حملة الضغوط هذه احيانا وحينما تفشل تكتفي اسرائيل بما يشبه مصالحة ابتزازية بأن تحصل على مزيد من السلاح لها هي نفسها مقابل ذلك. بل إن الدولة الفلسطينية التي يفترض في ظاهر الامر ان تنشأ بحسب سياسة اسرائيل المعلنة، حُكم عليها مسبقا بأن تكون منزوعة السلاح، فلا يجوز ذلك إلا لاسرائيل. وتوجد اسرائيل لنفسها ايضا خطوطا حمراء مرنة وكثيرة من السلاح الكيميائي بالطبع الى سلاح ‘يكسر التعادل’، والذي هو بلغة أدق سلاح قد يضر بتفوقها المطلق الذي لا يمكن زعزعته. وترفض اسرائيل أن تفهم أنه توجد نظم حكم اخرى غيرها تريد السلاح وأن ليس كل سلاح موجها عليها خاصة.
وكانت آخر صرخة في هذا المجال هي منع سوريا من الحصول على السلاح. فروسيا العظيمة تريد ان تسلح نظام بشار الاسد الوحشي بصواريخ مضادة للطائرات، وهو سلاح دفاعي بحسب كل المعايير، وتصرخ اسرائيل معترضة. إنها لا ترى أمام ناظريها مصلحة المواطنين السوريين الذين يُذبحون فهذا آخر شيء يهمها، إنها لا يقلقها سوى أن هذا السلاح قد يصل الى حزب الله وهكذا ستُسلب قدرتها على الطيران كما تشاء في سماء لبنان، مع اخلال وقح لسيادته كما اعتادت منذ سنين. إن نتنياهو لم يهب للطيران الى أي مكان على أثر تصريح الجامعة العربية بمبادرة سلامها المحدثة، طار أول أمس بالطبع للقاء فلادمير بوتين على عجل وليحاضره في فصل من نظرية التسليح وليُبين له ما الذي يجوز لروسيا وما الذي لا يجوز. وماذا عن تسليح الغرب للمتمردين؟ إن السلاح الذي سيُنقل اليهم قد ينتقل هو ايضا الى أيدٍ خطيرة. وهنا تصبح اسرائيل بكماء بل إن رئيس هيئة الاركان السابق، غابي اشكنازي، يدعو الى تسليحهم.
يوجد هنا، ويجب الاعتراف بذلك صدقا، قدر من الوقاحة والنفاق والاستعلاء. لو أن اسرائيل أدارت سياسة سلام الى جانب سياسة الصيد هذه فربما لم نجد ما نشتكي منه. ولو أنها لم تكن هي نفسها رابع مزودة سلاح في العالم ومستهلكة للسلاح بقدر لا يقل عن ذلك لأمكن أن نُعايش سياسة نزع السلاح هذا. لكن حينما يكون منع السلاح في المنطقة هو الهدف الوحيد، يبرز السؤال بكامل قوته وهو ‘بأي حق؟’.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
في الاستعداد لزيارة غير طائلة اخرى لكيري
بقلم: زلمان شوفال،عن اسرائيل اليوم
سيهبط عندنا مرة اخرى في الاسبوع القادم وزير الخارجية الامريكي جون كيري. إن جديته وتصميمه على الدفع قدما بسلام اسرائيلي فلسطيني يستحقان التقدير، لكنه يصعب أن نعلم بأي قدر حقا يؤمن كيري بأن مصيره سيكون أفضل في المكان الذي لم ينجح فيه أسلافه في منصبه بجلب الطرفين الى مائدة التفاوض. إن الشيء الذي يحثه ويعمل في مصلحته، في نظره على الأقل، هو أنه يرى عمله الحالي ذروة نشاطه العام والسياسي لأنه لا توجد عنده أية بواعث اخرى للمستقبل (وهو يأمل ان يُدخله سلام اسرائيلي فلسطيني الى كتب التاريخ). ومن حسن حظه ايضا ان التقصير الامريكي الشديد في بنغازي الذي أفضى الى موت سفير الولايات المتحدة في ليبيا وثلاثة آخرين من العاملين في السفارة على أيدي ارهابيين مجاهدين، لم يكن في ولايته بل في ولاية هيلاري كلينتون بحيث انه لا يوجد من ورائه كيس ثعابين.
قال جنرال الماني مشهور ذات مرة انه يفضل الضباط الأذكياء والكسالى على اولئك الذين هم أقل ذكاءً لكنهم أكثر نشاطا. من المؤكد ان كيري انسان ذكي وذو تجربة وبرهن على ذلك في مدة عشرات السنين من النشاط العام في مجلس الشيوخ ومناصب اخرى. لكننا نسأل ألن تكون حماسته الكثيرة للتوصل الى نتائج والفترة الزمنية القصيرة التي رسمها لنفسه في هذا السياق في غير مصلحته؟ إن عند الامريكيين كما تعلمون ميلا الى اعتقاد ان كل مشكلة لها حل (بخلاف بن غوريون الذي تم الاقتباس من كلامه يقول ذات مرة إنه ‘اذا لم يوجد حل فلا توجد مشكلة’)، وبرغم ان هذا التوجه فيه الكثير من الامور الايجابية من جهة مبدئية فانه يصعب عليه احيانا ان يواجه المشكلات الطويلة العمر في الأجزاء المختلفة من العالم كالصراع اليهودي العربي (لا الاسرائيلي الفلسطيني فقط) الذي يزيد عمره على 100 سنة أو أكثر.
في مقام التقاط الصور مع ممثلي الجامعة العربية في واشنطن قبل نحو من اسبوعين أكد كيري ان الولايات المتحدة تؤيد تفاوضا مباشرا بين الطرفين، بل كرر موقفه هذا في لقاءاته مع الوزيرة المسؤولة عن التفاوض تسيبي لفني، ومع مبعوث رئيس الوزراء اسحق مولخو. لكنه أضاف ايضا أن جهوده بشأن السلام ‘حظيت بتعزيز′ بعقب استقرار رأي الجامعة العربية على إدخال تغييرات مخففة فيما سُمي ‘خطة السلام العربية’ من 2002.
ينبغي ان نتذكر أن هذه الخطة في اطارها الحالي وزن الأجزاء السلبية فيها أكبر كثيرا من وزن أجزائها الايجابية، وعلى كل حال فانها لا تتطرق ألبتة الى الشرط الأكثر أساسية للسلام (وهو ليس ‘شرطا’ بالمعنى القانوني فقط بل باعتباره مواضعة أساسية في العلاقات بين الكيانات القومية)، أي اعتراف العالم العربي بعامة والفلسطينيين بخاصة، بدولة اسرائيل باعتبارها دولة الشعب اليهودي. وبرغم هذا النقص (المتعمد) في الوثيقة العربية، ربما كانت اسرائيل مستعدة للبحث في عدد من تفصيلاتها ما بقي واضحا أن ليس الحديث عن عرض متفق عليه مسبقا.
ينبغي ان نأمل اذا ألا يُفسر العرب فضلا عن واشنطن تصريحات كيري الايجابية المذكورة آنفا والمتعلقة بالمبادرة العربية بأنها تبني كامل لـ ‘المبادرة’ أو لتفصيلاتها.
إن الفلسطينيين برغم أنهم دفعوا لجهود كيري ضريبة كلامية، سارعوا في واقع الامر الى تلغيمها مسبقا. إن مهلة الشهرين التي حددها كيري باعتبارها أجل بدء التفاوض متصلة بالتزام أبو مازن بألا يخطو في هذه المدة خطوات اخرى من طرف واحد في الامم المتحدة أو في أطر دولية اخرى، لكن اذا كان التوقع الامريكي أن يتراجع الفلسطينيون في هذه المرحلة (لغويا على الأقل) عن شروطهم المسبقة للتفاوض، فقد كانت النتيجة عكسية: ففضلا عن أنهم لم يتراجعوا كرروها بقوة أكبر كما أعلنوا في مطلع الاسبوع، أعني أن توافق اسرائيل مسبقا على خطوط 1967 باعتبارها الحدود بينها وبين الدولة الفلسطينية، وأن تكف عن كل بناء وراء ‘الخط الاخضر’ ويشمل ذلك ‘الكتل الاستيطانية’ والقدس، وأن تفرج عن معتقلين فلسطينيين.
أو بعبارة اخرى تحقق الفلسطينيون مسبقا من ان التفاوض بحسب موقف الولايات المتحدة واسرائيل المعلن، أي بلا شروط مسبقة، لن يتم. سيستمر الوزير كيري في جهوده بيقين لكن سيكون من الصعب بازاء الرفض الفلسطيني ان نتفاءل بأن تؤتي خطواته أُكلها.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
البدو يعارضون إسكانهم المخطط له شمالي أريحا
بقلم: عميره هاس،عن هآرتس
لا يعارض مستوطنو غور الاردن فقط خطة الادارة المدنية لانشاء بلدة فلسطينية شمالي أريحا، في منطقة النويعمة؛ بل يعارض الخطة البدو الذين تُعد الادارة المدنية لأن يكونوا سكان البلدة. ويقولون إن هذه الخطة هي جزء من خطة طرد آلاف البدو من مضاربهم في الضفة، وأُعدت بغير مشورتهم وبغير علم الأكثرية الغالبة منهم، وهي تجمع بدو من قبائل شتى. وقد جاء عن صحيفة ‘معاريف’ في يوم الاثنين أن وزير الدفاع أعلن تجميد الخطة الهيكلية على أثر معارضة المستوطنين.
تُعد الادارة المدنية لأن تحشد قسرا في هذه المدينة بدوا من ثلاث قبائل وهي: الرشايدة والكعابنة والجهالين. ويتمسك جميعهم بطريقة عيش تقليدية تقوم على تربية الضأن والرعي. ويعيش عدد من أبناء الرشايدة الذين طُردوا حين انشاء الدولة من منطقة عين جدي في ثلاثة مضارب في منطقة النويعمة حيث اضطروا الى الانتقال الى هناك قبل نحو من 25 سنة لأنهم لم يستطيعوا الاستمرار في العيش على الرعي في المنطقة التي كانوا يسكنونها شرقي رام الله.
في 2010 أصدرت الادارة المدنية عشرات أوامر هدم للمضارب والأعراش التي بنوها في النويعمة، لكن المحكمة العليا أصدرت أوامر منع وتم تجميد اجراء الهدم. وقال عصام عاروري وهو مدير في ‘مركز القدس للمساعدة القانونية’، ويمثل جموع الرشايدة، قال لصحيفة ‘هآرتس′ إن النيابة العامة للدولة وعدت المحكمة العليا بأن يتم اعداد بلدة بديلة لهم في الجوار.
في السنوات السبع الاخيرة، وفي مباحثات تمت في استئنافات اخرى رُفعت بطلب أن تُعد الادارة المدنية خططا هيكلية لمجموعات بدوية ايضا لا للمستوطنات فقط، صدر عن النيابة العامة وعن الادارة المدنية جواب متشابه، فقد أعلنتا عن خطة لـ ‘تثبيت’ البدو في قرى جديدة في الضفة الغربية.
قال مسؤول كبير في مكتب الحكم المحلي الفلسطيني لصحيفة ‘هآرتس′ إنه ما بقيت اسرائيل تسيطر على المنطقة ‘ج’، فمن الواجب على الادارة المدنية ان تُعد خططا هيكلية من اجل رفاه السكان الفلسطينيين، لكنه في كل اجراء تخطيطي ينبغي الاهتمام بصورة عيش السكان وبمشاورتهم.
وقد عبر ناس قبيلة الرشايدة عن موافقة على الخطة لأنهم فهموا أنها بلدة قروية مُعدة لهم فقط. وتبين لهم في 2012 أن الخطة الاولى قد نمت وتحولت الى بلدة أكبر كثيرا مخصصة لثلاث قبائل وأنهم سيسكنون في حيين من أحيائها التسعة. ويبدو ان التغيير قد حدث في نيسان 2012 بعد ان تخلت الادارة المدنية عن خطة لاسكان أشتات قبيلة الجهالين في منطقة الخان الاحمر (شمالي معاليه ادوميم)، قسرا، قرب مزبلة أبوديس، على أثر نضال قانوني للقبيلة وموكلها المحامي شلومو ليكر. وقد أبلغت الادارة المدنية آنذاك واحدا من مضارب الجهالين في الخان الاحمر عن نية اخلائهم وجمعهم في النويعمة. وأعلنت لجنة الدفاع عن البدو التي أُنشئت في نهاية 2011 أكثر من مرة وعلى الملأ، معارضتها الاجلاء قسرا والتثبيت.
جاءت قبيلتا الكعابنة والجهالين في الأصل من منطقة بئر السبع وطُردتا مثل قبيلة الرشايدة بعد انشاء الدولة. واضطروا منذ كان احتلال الضفة في 1967 الى اخلاء المناطق التي كانوا يعيشون فيها عدة مرات بسبب البناء الاسرائيلي واعلان مناطق اطلاق نار ومحميات طبيعية في غور الاردن. وقد سُجل أبناء القبائل الثلاث بصفة لاجئين في ‘الأونروا’.
تقوم الخطة على ست خطط هيكلية اربع للسكن واثنتين للطرق، وخُصص لها نحو من 1600 دونم في المنطقة ‘ج’ (التي تماس المنطقة أ)، من قسيمة تبلغ مساحتها 5400 دونم من اراضي الدولة المنظمة منذ عهد الحكم الاردني، محدودة في منطقة النويعمة في المنطقة (ج). وقد أُقيمت البؤرة الاستيطانية ‘مفئوت يريحو’ على هذه القسيمة من اراضي الدولة.
يقول أحد ممثلي البدو إن الخطة تشمل أكثر من 1000 قسيمة كل واحدة منها مساحتها نصف دونم ستبني كل عائلة فيها وحدة سكنية خاصة بها. ونقول من اجل المقارنة إن ألون كوهين ليبشيتس من جمعية ‘بمكوم’ وهي جمعية من اجل حقوق التخطيط، قال إنه في خطة استيطان روتام التي أودعت منذ وقت غير بعيد خُطط لبناء 200 وحدة سكنية في مساحة 1500 دونم. وقال ممثل البدو أمس لصحيفة ‘هآرتس′ إن البلدة المخطط لها ‘ستكون بالنسبة إلينا كارثة اجتماعية واقتصادية’، لأنه ليس من المقبول من جهة التقاليد أن يعيش أبناء قبائل مختلفة أو حتى قبائل فرعية في جوار كبير، ولأن البلدة المخطط لها لا تحترم طريقة العيش التقليدية التي تعتمد على الرعي وليس فيها مكان لقطعان الماشية أو وصول الى اراضي الرعي.
وقال كوهين ليبشيتس الذي فحص عن الخطة لصحيفة ‘هآرتس′ إنه ليس فيها ‘حكمة تخطيطية بل نية سياسية لاجلاء البدو عن اراض واسعة في الضفة طُردوا اليها من قبل من اسرائيل. ولا توجد هنا رغبة حقيقية للاعتراف بحقوق البدو بل رغبة في وجود طريقة للخلاص منهم فقط، وسيكون الشيء الصحيح أن يُخطط لهم تجمعات سكنية في اماكن يعيشون فيها وبحسب اسلوب عيشهم’.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ
اقلام واراء اسرائيلي 344
17/5/2013
</tbody>
<tbody>
في هــــــذا الملف
الصواريخ الروسية لابتزاز الغرب
بقلم: تسفي مغين،عن نظرة عليا
الارنب يخرج للرجوب من الجيب
بقلم: نداف هعتسني،عن معاريف
لا ‘حسن’ الى الأبد
بقلم: رونين بيرغمان،عن يديعوت
صيادة السلاح
بقلم: جدعون ليفي،عن هآرتس
في الاستعداد لزيارة غير طائلة اخرى لكيري
بقلم: زلمان شوفال،عن اسرائيل اليوم
البدو يعارضون إسكانهم المخطط له شمالي أريحا
بقلم: عميره هاس،عن هآرتس
</tbody>
الصواريخ الروسية لابتزاز الغرب
بقلم: تسفي مغين،عن نظرة عليا
بعد وقت قصير من عودته الى الصين يعقد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، زيارة عاجلة الى روسيا للقاء الرئيس بوتين. خلفية هذا اللقاء يقظة كبيرة في النشاط حول الموضوع السوري، بما في ذلك تنفيذ هجمات ضد أهداف في سوريا، تعزى لاسرائيل؛ زيارات في روسيا لمسؤولين كبار من الدول الغربية؛ وبيان من روسيا حول نيتها توريد صواريخ اس 300 لسوريا. مما أحدث العناوين الرئيسية الكبرى. وسبقت زيارة رئيس الوزراء الحالية اتصالات بين روسيا واسرائيل، وعلى رأسها مكالمة بينه وبين الرئيس بوتين، الامر الذي يثير التساؤلات حول سبب الزيارة هل هو بالفعل موضوع صواريخ اس 300 آنفة الذكر. وبالمقابل، جرت هذه الايام زيارات لشخصيات رفيعة المستوى الى موسكو. حيث زارها وزير الخارجية الامريكي جون كيري، ولاحقا رئيس الوزراء البريطاني دافيد كمرون. وكان الموضوع المركزي لمحادثاتهما مع بوتين ومع وزير الخارجية لافروف، هو الموضوع السوري. وبالفعل، واضحة للعيان نشاطات حثيثة حول الموضوع السوري تقوم بها القوى العظمى الغربية واسرائيل حيال روسيا بالذات. فماذا يعني هذا؟
منذ بداية الحرب الاهلية في سوريا، تحولت روسيا بالتدريج الى لاعب رائد في الجبهة السورية، يجسد استراتيجية منع التدخل الاجنبي من الخارج (بادوات سياسية وعسكرية)، استراتيجية تتيح للاسد قدرة افضل لصد قوات الثوار. وتستخدم هذه الاستراتيجية عمليا كرافعة ضغوط على اللاعبين الدوليين والاقليميين الاخرين (الولايات المتحدة والناتو من جهة وتركيا ومحافل المحور السني من الجهة الاخرى). وبالتوازي مع هذه النشاطات المذكورة، تنكب روسيا على حث بدائل لايجاد تسوية في الموضوع السوري، بدائل تضمن مكانتها المستقبلية في الشرق الاوسط، الى جانب بقاء المحور الراديكالي ايران، سوريا وحزب الله باسنادها. وفضلا عن ذلك، تستغل روسيا ‘الرافعة’ السورية لتحقيق حلول حيوية لها في الساحة العالمية، في الاحتكاك الذي بينها وبين الغرب (والتي تتضمن قائمة طويلة من المسائل).
ولكن حتى الان، وان كانت واضحة للعيان انجازات روسيا في سياستها في سوريا، فانها لم تنجح بعد في انتزاع تنازلات غربية هامة بشأن شروط التسوية التي تقترحها في هذه الدولة حتى وقت أخير مضى على الاقل. والان يتبين أن التطورات الاخيرة تدفع الدول الغربية، اغلب الظن، الى اعادة النظر في مواقفها غير المساومة تجاه فهم روسيا للتسوية المستقبلية في سوريا. وفي هذا السياق تطرح تساؤلات حول قدرة الثوار في التغلب على النظام دون مساعدة عسكرية حقيقية من الخارج، الامر الذي يبدو الان عمليا أقل فأقل، الى جانب عدم الارتياح من مسيرة الاسلمة المتصاعدة في أوساط معسكر المعارضة السورية.
وبالفعل، ليس في هذا ما يكفي للاقتراب من الموقف المقترح من روسيا. وبروح هذه الامور تبدو أيضا النشاطات الهجومية المنسوبة لاسرائيل، والتي عرضها الروس كاعداد لخيار التدخل العسكري الخارجي في صالح الثوار، الامر الذي تعمل روسيا على منعه قدر المستطاع.
وعلى هذه الخلفية بدأت التطورات المذكورة الاخيرة. أولا، زيارة وزير الخارجية الامريكي جون كيري الى موسكو (7 8 ايار 2013)، حيث بحثت ضمن امور اخرى بتوسع المشكلة السورية، هذه المرة مع ميل اوضح مما كان في الماضي. وسبقت الزيارة مكالمات هاتفية بين الرئيس بوتين والرئيس اوباما، وزيارة المستشارة دونيلون الى موسكو، حيث رفع، على ما يبدو، رسائل من الرئيس اوباما حول الاستعداد الامريكي للتعاون في المسائل الحيوية لروسيا. وقد انتهت زيارة وزير الخارجية كيري، كما يبدو، بتحقيق تفاهمات حول سوريا، حيث بشر الطرفان رسميا بموافقتهما على انعقاد مؤتمر دولي للبحث في تسوية الامور في هذه الدولة. والنموذج المتبلور هو على ما يبدو اقامة حكومة انتقالية بمشاركة المعسكرين السوريين. وما ينشأ عن هذه الصورة، هو تنازل الولايات المتحدة عن رحيل الاسد كشرط لمواصلة المفاوضات، ولكن بالتوازي، استعداد روسيا ايضا للتنازل عن دعمها للاسد، لاحقا. كما اعلن عن اللقاءات المتوقعة بين الرئيسين بوتين واوباما (في اطار الثمانية الكبار في ايرلندا الشمالية في 17 18 حزيران 2013 ولاحقا في روسيا، في لقاء العشرين الكبار الذي سينعقد في ايلول 2013)، والتي يفترض أن تؤدي الى ترتيب جملة المواضيع غير المحلولة التي على جدول أعمالهم.
بعد خروج كيري، زار موسكو ايضا رئيس الوزراء البريطاني، دافيد كمرون، وهو الاخر بحث مع بوتين، ضمن باقي المواضيع، اساسا في الموضوع السوري وتناول بعطف فكرة المؤتمر الدولي المذكور، وعلى رأسها فكرة اقامة حكومة انتقالية سورية، كخطوة مناسبة. وعلم أن مثل هذا المؤتمر سينعقد بالفعل ما نهاية شهر ايار 2013. ولكن، بالنسبة للزيارتين ادعى الطرف الروسي، الذي رغم التفاهمات الطيبة التي تحققت في هذه المحادثات، بقيت الفوارق بين مواقف الاطراف كبيرة. وفي نفس الوقت، جرى الهجوم على الاهداف السورية، المنسوب كما يذكر الى اسرائيل.
بعد وقت قصير من ذاك الهجوم، نشر موضوع توريد صواريخ اس 300 الى سوريا، وبعد ذلك علم بالاتصالات التي اديرت بين رئيس الوزراء نتنياهو والرئيس بوتين وعن النية لعقد زيارة في روسيا. وبالنسبة لامكانية تزويد سوريا بصواريخ اس 300 فان العقد في هذا الموضوع هو من العام 2010. ولكن الصواريخ لم تزود لسوريا، ولا حتى لايران، وذلك في اطار التفاهمات في هذه المسألة والتي كانت تحققت مع روسيا. وقد طرح الموضوع من جديد في صيف 2012، وفي حينه ايضا لم يخرج الى حيز التنفيذ. هناك من يقول، في اعقاب طلب اسرائيل (نذكر زيارة بوتين الى اسرائيل في حزيران 2012). تكرار الموضوع، مترافقا مع بيان، تهكمي بعض الشيء من وزير الخارجية الروسي، لافروف، بشأن عدم التوقيع على عقود جديدة لتوريد الصواريخ و ‘فقط’ تنفيذ تلك الموجودة، يثير التساؤل. فالنية الروسية هي أغلب الظن استخدام موضوع الصواريخ كرافعة ضغط لمنع التدخل العسكري الاجنبي في سوريا وكذا ايضا تحقيق تنازلات اخرى في المفاوضات مع الغرب حول بلورة تسوية في سوريا، في اطار المؤتمر المذكور.
لا ينبغي تجاهل نجاعة هذه الرافعة، والدليل هو الزيارات المذكورة لدى بوتين والتي تسمح له برفع مستوى مكانة روسيا في الجدال الدائر في الموضوع السوري.
كما ان زيارة نتنياهو الى روسيا ستبحث هي الاخرى الموضوع في ظل استعداد روسي لتنازلات مختلفة، وعلى رأسها في مسألة الصواريخ، ولكن واضح أن مثل هذه الامور لا تتم بدون مقابل.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
الارنب يخرج للرجوب من الجيب
بقلم: نداف هعتسني،عن معاريف
نشرت قناة ‘الميادين’ التلفزيونية اللبنانية هذا الاسبوع مقابلة أجرتها مع جبريل الرجوب في بداية الشهر. والرجوب، للتذكير، هو احد ‘المحبوبين’ الكبار لقادة ‘معسكر السلام’ الاسرائيلي. فهو موقع على مبادرة جنيف ويشكل شريكا قديما للكثيرين من زعماء اوسلو.
وهكذا قال الشريك التاريخي: ‘نحن الفلسطينيين أعداء اسرائيل وليس أي واحد آخر. نحن مصدر قلق اسرائيل، نحن نوجد على هذه البلاد، وهذه البلاد هي لنا. هم اعداؤنا ومعركتنا هي ضدهم. ليس فقط كفلسطينيين، بل كعرب وكمسلمين’.
ولمن لا يزال لديه سوء فهم، أعلن ‘حتى الان ليس لدينا (سلاح) نووي، ولكن والله، لو كان لنا (سلاح) نووي لاستخدمناه منذ الصباح’.
وقد جاءت هذه التصريحات في اثناء زيارة عقدها الرجوب في لبنان، وفي اطارها التقى ايضا السفير الايراني في بيروت ردنفر أكبر.
إذن ما الذي حصل في أعقاب الارنب الذي خرج للرجوب من الجيب، هل الغى له أحد ما بطاقة الـ في.اي.بي. هل اعتقله احد ما حين عاد الى رام الله؟ هل طلب احد ما من رئيسه أبو مازن وقف الراتب الذي يحصل عليه ويقيله من كل مناصبه في السلطة؟ هل أي من رجال مبادرة جنيف أعلن بانه يقطع كل علاقة مع جبريل الرجوب وشركائه؟ انتم تعرفون الجواب لا أحد.
إذن ماذا سيفعلون الان السلطة الابومازنية؟ أضحكتموني. وماذا سيفعل نتنياهو لمن يواصل تشغيله؟ بالضبط ما يفعلونه ضد كبار رجالات السلطة الذين في كل يوم يفتتحون ميدانا جديدا في المناطق على اسم هذا المخرب او ذاك. سيفعلون بالضبط ضد من يوعظ في وسائل الاعلام الرسمية للسلطة ضد اسرائيل واليهود. مواعظ تتهمنا بكل جريمة ممكنة من تسميم الابار وحتى احتساء دم الاطفال الفلسطينيين. سيعملون بالضبط مثلما درجوا على عمله حتى اليوم ضد من يعلم تلاميذ المدارس الفلسطينيين بانه لا توجد على الاطلاق دولة اسرائيل، لا تل أبيب، لا رعنانا ولا كريات أربع لم يفعلوا شيئا، كالمعتاد. وكيف سترد الشخصيات المثيرة للشفقة التي يتشكل منها ‘معسكر السلام’، وماذا سيقول مثلا شمعون بيرس؟ هل سيتراجع احد ما عن نظرياته بشأن الفرص التي نفوتها حيال الشريك الفلسطيني؟
جبريل الرجوب لم يغير فجأة جلدته. فهو، زملاؤه ورؤساؤه يتحدثون هكذا لوسائل الاعلام العربية منذ الأزل. بالضبط مثل ياسر عرفات وأبو مازن، ونحن فقط نواصل خداع أنفسنا ونلعب لعبة ‘يخيل لي’، نوع من الروليتا الروسية الفتاكة على نحو خاص.
فقط قبل عدة اشهر كنت في المحكمة المركزية في القدس، حيث تقرر بان الرجوب مسؤول بشكل شخصي عن اختطاف وتعذيب فلسطيني من سكان القدس اشتبه به بالعمالة مع اسرائيل.
فقد اختطف ذاك الرجل وعُذب قبل 14 سنة، والرجوب وسلطته يعملان مثلما منذ قيامهما، ونحن فقط نتجلد واعتدنا على تضليل أنفسنا. وبالفعل، الرجوب محق هو وقادة الفلسطينيين في المناطق (بمن فيهم محبوب الغرب الحالي سلام فياض) هم حقا عدونا الاخطر، وكلما تعززوا سيحاولون المس والاضرار بنا اكثر.
وعليه، فالى أن نوقف وجود السلطة الفلسطينية سنواصل تعريض مصير دولة اسرائيل للخطر واللعب بالروليتا الروسية الوطنية. ومن يدري فقد تفلت لنا رصاصة.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
لا ‘حسن’ الى الأبد
بقلم: رونين بيرغمان،عن يديعوت
ستفضي الحرب في سوريا الى نهاية الحياة العامة لزعيمين بارزين في الشرق الاوسط. الاولى وهي للرئيس بشار الاسد، ستنتهي سريعا بل قد تكون بضربة سيف أو بتنكيل في ميدان المدينة. أما الثانية فستكون ابطأ لكن أصبح من الممكن الآن أن نقول في جزم إن الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله قد أنهى دوره التاريخي.
قد يستطيع نصر الله الداهية بدعم ايراني أن يبقى رسميا في عمله زمنا طويلا بعد لكنه لن يحقق الهدف المركزي الذي وضعه لنفسه وهو ان يصبح زعيما لبنانيا عاما وعربيا عاما. إن الذي أُعلم بأنه عدو اسرائيل الاستراتيجي المركزي قد دفن بيديه انجازاته وأفضى الى نهاية الحلم الشيعي في لبنان.
وكانت انجازاته كثيرة. لقد فهم نصر الله قبلنا الحساسية الاسرائيلية بحياة المواطنين وقابلية الجبهة الداخلية للاصابة والنظرة التي لا تناسب فيها الى موضوع الأسرى والمفقودين، وأسس على ذلك نظرية قتالية تقوم على حرب استنزاف طويلة الى جانب توازن ردع مهدِّد. ونجح بفضل فهمه لاسرائيل في ان يطرد الجيش الاسرائيلي عن لبنان في سنة 2000 ويعلن بعد ذلك نصرا في 2006.
ورث نصر الله عن سلفه في منصبه الشيخ عباس موسوي قبعتين: الأمين العام للمنظمة، وممثل الحاكم الروحي (زعيم ايران) في لبنان. وقد حصر موسوي عنايته في القبعة الثانية وحاول ان ينشىء للشيعة في لبنان جهازا بديلا منفصلا يشمل كل مجالات الحياة: التربية والثقافة، والمجتمع، والصحة، والمساعدة الاجتماعية، والاقتصاد وبناء قوة عسكرية ايضا.
ورقص نصر الله في موهبة كبيرة في العرسين: فقد نجح في الحصول على دعم عسكري ومالي من ايران ونجح مع ذلك في أن يصبح زعيم الجميع. فقد أمر رجاله مثلا بعدم التعرض لناس جيش لبنان الجنوبي بعد انسحاب اسرائيل وعامل المسيحيين باحترام وتسامح. وكذلك بذل مجهودا ضخما ليُخلص من السجن الاسرائيلي سمير قنطار وهو درزي لم يعمل في خدمته أصلا.
وكان نصر الله يعتبر مدة بضع سنوات بحسب استطلاعات الرأي، أكثر الزعماء العرب شعبية، وليس هو فاسدا مثل المستبدين وسلاطين النفط، والذي يتحدى اسرائيل ويقدر عليها. وتحول الى رمز السياسة الجديدة في الشرق الاوسط، فهو يتحدث بلغة تناسب كل انسان، وهو لا يطمس على الحقائق ولا يتهرب وهو مستعد للاعتراف بالأخطاء، مع شيء من الفكاهة وشيء من التهكم، ومع استعمال كل أنواع وسائل الاتصال في عصر الانترنت.
من المؤكد ان نصر الله كان سيفرحه ان يتخلى عن السنتين الاخيرتين، وهي فترة لا يُعلم هل جُر فيها أم هب لحماية صديقه من دمشق. واذا كان نصر الله قد آمن في البداية ان من الممكن انقاذ حكم الاسد فلم يعد على يقين من ذلك منذ زمن. وبرغم ذلك أطاع إطاعة كاملة أوامر طهران وأرسل آلافا من أفضل مقاتليه لمساعدة النظام العلوي.
لم تكن اسرائيل تستطيع أن تأمل معجزة أكبر من هذه. فالقتال لم ينقض عُرى أقوى جيش كان يواجهنا فقط ولم يُضعف قوة حزب الله العملياتية جدا فقط، بل صدّع تماما صورة نصر الله ايضا. فهذا الرجل الذي سوغ بقاء حزب الله كقوة مسلحة في لبنان لمحاربة اسرائيل يرسل المنظمة لمساعدة سلطة متعطشة للدم على ذبح السنيين.
كانت ضائقة نصر الله لموت مقاتليه في سوريا كبيرة جدا حتى إنه أمر بدفنهم ليلا بلا مراسم. وأصبحت المسافة قصيرة من هنا الى التورط في أكاذيب وطمس على حقائق واعمال قتل سياسي وفساد كبار المسؤولين وسائر الطرق المعروفة جدا من سياسة المنطقة القديمة.
كان نصر الله يحلم بالسيطرة على لبنان ويجعلها دولة دينية تقوم على أكثرية شيعية، لكنها تهتم ايضا برفاه مواطنيها جميعا. وسينهي عمله بدل ذلك مثل دمية ايرانية كاذبة، يهتم بمصالح ضيقة لمجموعة صغيرة ويساعد مستبدا متعطشا للدم على ذبح شعبه.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
صيادة السلاح
بقلم: جدعون ليفي،عن هآرتس
بدا أكثر من مرة ان كل سياسة اسرائيل الخارجية والامنية تنحصر في السنوات الاخيرة في موضوع واحد وحيد وهو صيد السلاح، فما إن تأتوها بصفقة سلاح في المنطقة حتى تعرف كيف تعترضها. ولا نقول إن الحديث عن دولة مسالمة تريد ان تُجرد العالم من سلاحه لاسباب نبيلة، لا على الاطلاق فهي نفسها لا تكف عن التسلح. لكن ما يجوز لها يجوز لها فقط.
يقود بنيامين نتنياهو هذه السياسة، وسنوات رئاسته للوزراء هي أكبر موسم صيد. ومنع الأعداء السلاح هو بالطبع هدف منطقي ومشروع، لكن حينما يصبح هو الأساس الذي لا يوجد سواه مع تسلح اسرائيل نفسها بمقادير مجنونة مع جعل التجارة بالسلاح عنصرا مركزيا من تصديرها تصبح هذه السياسة مقلقة ومتلونة. فهي تثير اسئلة صعبة عن دور اسرائيل في المنطقة في نظر نفسها بل عن حقها في ادارة قطاع السلاح عند جاراتها.
بدأ ذلك بالطبع مع ايران والحملة المسيحانية لاعتراض قدرتها على احراز سلاح ذري، من غير ان يخطر ببال اسرائيل ان تقترح مقابل ذلك تجريد الشرق الاوسط من السلاح الذري. لكن الشرطي الاقليمي لن يكتفي بذلك بطبيعة الامر. إن كل صفقة سلاح يتم التعاقد عليها في المنطقة تحظى فورا بهجوم اسرائيلي يكون دبلوماسيا احيانا مع استعمال ضغط ثقيل، عسكري احيانا مع القصف. فالسلاح لحماس يُقصف في السودان وتتم مصادرته في البحر؛ والسلاح الى حزب الله يُقصف في سوريا. فليكن ذلك. لكن حتى صفقة سلاح بين الولايات المتحدة وحليفتها الاستراتيجية السعودية، وهي دولة لم تواجه اسرائيل عسكريا قط، تلاقي فورا حملة ضغط ترمي الى احباطها؛ وكذلك الحال مع مصر ايضا التي لاسرائيل معها اتفاق سلام.
تنجح حملة الضغوط هذه احيانا وحينما تفشل تكتفي اسرائيل بما يشبه مصالحة ابتزازية بأن تحصل على مزيد من السلاح لها هي نفسها مقابل ذلك. بل إن الدولة الفلسطينية التي يفترض في ظاهر الامر ان تنشأ بحسب سياسة اسرائيل المعلنة، حُكم عليها مسبقا بأن تكون منزوعة السلاح، فلا يجوز ذلك إلا لاسرائيل. وتوجد اسرائيل لنفسها ايضا خطوطا حمراء مرنة وكثيرة من السلاح الكيميائي بالطبع الى سلاح ‘يكسر التعادل’، والذي هو بلغة أدق سلاح قد يضر بتفوقها المطلق الذي لا يمكن زعزعته. وترفض اسرائيل أن تفهم أنه توجد نظم حكم اخرى غيرها تريد السلاح وأن ليس كل سلاح موجها عليها خاصة.
وكانت آخر صرخة في هذا المجال هي منع سوريا من الحصول على السلاح. فروسيا العظيمة تريد ان تسلح نظام بشار الاسد الوحشي بصواريخ مضادة للطائرات، وهو سلاح دفاعي بحسب كل المعايير، وتصرخ اسرائيل معترضة. إنها لا ترى أمام ناظريها مصلحة المواطنين السوريين الذين يُذبحون فهذا آخر شيء يهمها، إنها لا يقلقها سوى أن هذا السلاح قد يصل الى حزب الله وهكذا ستُسلب قدرتها على الطيران كما تشاء في سماء لبنان، مع اخلال وقح لسيادته كما اعتادت منذ سنين. إن نتنياهو لم يهب للطيران الى أي مكان على أثر تصريح الجامعة العربية بمبادرة سلامها المحدثة، طار أول أمس بالطبع للقاء فلادمير بوتين على عجل وليحاضره في فصل من نظرية التسليح وليُبين له ما الذي يجوز لروسيا وما الذي لا يجوز. وماذا عن تسليح الغرب للمتمردين؟ إن السلاح الذي سيُنقل اليهم قد ينتقل هو ايضا الى أيدٍ خطيرة. وهنا تصبح اسرائيل بكماء بل إن رئيس هيئة الاركان السابق، غابي اشكنازي، يدعو الى تسليحهم.
يوجد هنا، ويجب الاعتراف بذلك صدقا، قدر من الوقاحة والنفاق والاستعلاء. لو أن اسرائيل أدارت سياسة سلام الى جانب سياسة الصيد هذه فربما لم نجد ما نشتكي منه. ولو أنها لم تكن هي نفسها رابع مزودة سلاح في العالم ومستهلكة للسلاح بقدر لا يقل عن ذلك لأمكن أن نُعايش سياسة نزع السلاح هذا. لكن حينما يكون منع السلاح في المنطقة هو الهدف الوحيد، يبرز السؤال بكامل قوته وهو ‘بأي حق؟’.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
في الاستعداد لزيارة غير طائلة اخرى لكيري
بقلم: زلمان شوفال،عن اسرائيل اليوم
سيهبط عندنا مرة اخرى في الاسبوع القادم وزير الخارجية الامريكي جون كيري. إن جديته وتصميمه على الدفع قدما بسلام اسرائيلي فلسطيني يستحقان التقدير، لكنه يصعب أن نعلم بأي قدر حقا يؤمن كيري بأن مصيره سيكون أفضل في المكان الذي لم ينجح فيه أسلافه في منصبه بجلب الطرفين الى مائدة التفاوض. إن الشيء الذي يحثه ويعمل في مصلحته، في نظره على الأقل، هو أنه يرى عمله الحالي ذروة نشاطه العام والسياسي لأنه لا توجد عنده أية بواعث اخرى للمستقبل (وهو يأمل ان يُدخله سلام اسرائيلي فلسطيني الى كتب التاريخ). ومن حسن حظه ايضا ان التقصير الامريكي الشديد في بنغازي الذي أفضى الى موت سفير الولايات المتحدة في ليبيا وثلاثة آخرين من العاملين في السفارة على أيدي ارهابيين مجاهدين، لم يكن في ولايته بل في ولاية هيلاري كلينتون بحيث انه لا يوجد من ورائه كيس ثعابين.
قال جنرال الماني مشهور ذات مرة انه يفضل الضباط الأذكياء والكسالى على اولئك الذين هم أقل ذكاءً لكنهم أكثر نشاطا. من المؤكد ان كيري انسان ذكي وذو تجربة وبرهن على ذلك في مدة عشرات السنين من النشاط العام في مجلس الشيوخ ومناصب اخرى. لكننا نسأل ألن تكون حماسته الكثيرة للتوصل الى نتائج والفترة الزمنية القصيرة التي رسمها لنفسه في هذا السياق في غير مصلحته؟ إن عند الامريكيين كما تعلمون ميلا الى اعتقاد ان كل مشكلة لها حل (بخلاف بن غوريون الذي تم الاقتباس من كلامه يقول ذات مرة إنه ‘اذا لم يوجد حل فلا توجد مشكلة’)، وبرغم ان هذا التوجه فيه الكثير من الامور الايجابية من جهة مبدئية فانه يصعب عليه احيانا ان يواجه المشكلات الطويلة العمر في الأجزاء المختلفة من العالم كالصراع اليهودي العربي (لا الاسرائيلي الفلسطيني فقط) الذي يزيد عمره على 100 سنة أو أكثر.
في مقام التقاط الصور مع ممثلي الجامعة العربية في واشنطن قبل نحو من اسبوعين أكد كيري ان الولايات المتحدة تؤيد تفاوضا مباشرا بين الطرفين، بل كرر موقفه هذا في لقاءاته مع الوزيرة المسؤولة عن التفاوض تسيبي لفني، ومع مبعوث رئيس الوزراء اسحق مولخو. لكنه أضاف ايضا أن جهوده بشأن السلام ‘حظيت بتعزيز′ بعقب استقرار رأي الجامعة العربية على إدخال تغييرات مخففة فيما سُمي ‘خطة السلام العربية’ من 2002.
ينبغي ان نتذكر أن هذه الخطة في اطارها الحالي وزن الأجزاء السلبية فيها أكبر كثيرا من وزن أجزائها الايجابية، وعلى كل حال فانها لا تتطرق ألبتة الى الشرط الأكثر أساسية للسلام (وهو ليس ‘شرطا’ بالمعنى القانوني فقط بل باعتباره مواضعة أساسية في العلاقات بين الكيانات القومية)، أي اعتراف العالم العربي بعامة والفلسطينيين بخاصة، بدولة اسرائيل باعتبارها دولة الشعب اليهودي. وبرغم هذا النقص (المتعمد) في الوثيقة العربية، ربما كانت اسرائيل مستعدة للبحث في عدد من تفصيلاتها ما بقي واضحا أن ليس الحديث عن عرض متفق عليه مسبقا.
ينبغي ان نأمل اذا ألا يُفسر العرب فضلا عن واشنطن تصريحات كيري الايجابية المذكورة آنفا والمتعلقة بالمبادرة العربية بأنها تبني كامل لـ ‘المبادرة’ أو لتفصيلاتها.
إن الفلسطينيين برغم أنهم دفعوا لجهود كيري ضريبة كلامية، سارعوا في واقع الامر الى تلغيمها مسبقا. إن مهلة الشهرين التي حددها كيري باعتبارها أجل بدء التفاوض متصلة بالتزام أبو مازن بألا يخطو في هذه المدة خطوات اخرى من طرف واحد في الامم المتحدة أو في أطر دولية اخرى، لكن اذا كان التوقع الامريكي أن يتراجع الفلسطينيون في هذه المرحلة (لغويا على الأقل) عن شروطهم المسبقة للتفاوض، فقد كانت النتيجة عكسية: ففضلا عن أنهم لم يتراجعوا كرروها بقوة أكبر كما أعلنوا في مطلع الاسبوع، أعني أن توافق اسرائيل مسبقا على خطوط 1967 باعتبارها الحدود بينها وبين الدولة الفلسطينية، وأن تكف عن كل بناء وراء ‘الخط الاخضر’ ويشمل ذلك ‘الكتل الاستيطانية’ والقدس، وأن تفرج عن معتقلين فلسطينيين.
أو بعبارة اخرى تحقق الفلسطينيون مسبقا من ان التفاوض بحسب موقف الولايات المتحدة واسرائيل المعلن، أي بلا شروط مسبقة، لن يتم. سيستمر الوزير كيري في جهوده بيقين لكن سيكون من الصعب بازاء الرفض الفلسطيني ان نتفاءل بأن تؤتي خطواته أُكلها.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
البدو يعارضون إسكانهم المخطط له شمالي أريحا
بقلم: عميره هاس،عن هآرتس
لا يعارض مستوطنو غور الاردن فقط خطة الادارة المدنية لانشاء بلدة فلسطينية شمالي أريحا، في منطقة النويعمة؛ بل يعارض الخطة البدو الذين تُعد الادارة المدنية لأن يكونوا سكان البلدة. ويقولون إن هذه الخطة هي جزء من خطة طرد آلاف البدو من مضاربهم في الضفة، وأُعدت بغير مشورتهم وبغير علم الأكثرية الغالبة منهم، وهي تجمع بدو من قبائل شتى. وقد جاء عن صحيفة ‘معاريف’ في يوم الاثنين أن وزير الدفاع أعلن تجميد الخطة الهيكلية على أثر معارضة المستوطنين.
تُعد الادارة المدنية لأن تحشد قسرا في هذه المدينة بدوا من ثلاث قبائل وهي: الرشايدة والكعابنة والجهالين. ويتمسك جميعهم بطريقة عيش تقليدية تقوم على تربية الضأن والرعي. ويعيش عدد من أبناء الرشايدة الذين طُردوا حين انشاء الدولة من منطقة عين جدي في ثلاثة مضارب في منطقة النويعمة حيث اضطروا الى الانتقال الى هناك قبل نحو من 25 سنة لأنهم لم يستطيعوا الاستمرار في العيش على الرعي في المنطقة التي كانوا يسكنونها شرقي رام الله.
في 2010 أصدرت الادارة المدنية عشرات أوامر هدم للمضارب والأعراش التي بنوها في النويعمة، لكن المحكمة العليا أصدرت أوامر منع وتم تجميد اجراء الهدم. وقال عصام عاروري وهو مدير في ‘مركز القدس للمساعدة القانونية’، ويمثل جموع الرشايدة، قال لصحيفة ‘هآرتس′ إن النيابة العامة للدولة وعدت المحكمة العليا بأن يتم اعداد بلدة بديلة لهم في الجوار.
في السنوات السبع الاخيرة، وفي مباحثات تمت في استئنافات اخرى رُفعت بطلب أن تُعد الادارة المدنية خططا هيكلية لمجموعات بدوية ايضا لا للمستوطنات فقط، صدر عن النيابة العامة وعن الادارة المدنية جواب متشابه، فقد أعلنتا عن خطة لـ ‘تثبيت’ البدو في قرى جديدة في الضفة الغربية.
قال مسؤول كبير في مكتب الحكم المحلي الفلسطيني لصحيفة ‘هآرتس′ إنه ما بقيت اسرائيل تسيطر على المنطقة ‘ج’، فمن الواجب على الادارة المدنية ان تُعد خططا هيكلية من اجل رفاه السكان الفلسطينيين، لكنه في كل اجراء تخطيطي ينبغي الاهتمام بصورة عيش السكان وبمشاورتهم.
وقد عبر ناس قبيلة الرشايدة عن موافقة على الخطة لأنهم فهموا أنها بلدة قروية مُعدة لهم فقط. وتبين لهم في 2012 أن الخطة الاولى قد نمت وتحولت الى بلدة أكبر كثيرا مخصصة لثلاث قبائل وأنهم سيسكنون في حيين من أحيائها التسعة. ويبدو ان التغيير قد حدث في نيسان 2012 بعد ان تخلت الادارة المدنية عن خطة لاسكان أشتات قبيلة الجهالين في منطقة الخان الاحمر (شمالي معاليه ادوميم)، قسرا، قرب مزبلة أبوديس، على أثر نضال قانوني للقبيلة وموكلها المحامي شلومو ليكر. وقد أبلغت الادارة المدنية آنذاك واحدا من مضارب الجهالين في الخان الاحمر عن نية اخلائهم وجمعهم في النويعمة. وأعلنت لجنة الدفاع عن البدو التي أُنشئت في نهاية 2011 أكثر من مرة وعلى الملأ، معارضتها الاجلاء قسرا والتثبيت.
جاءت قبيلتا الكعابنة والجهالين في الأصل من منطقة بئر السبع وطُردتا مثل قبيلة الرشايدة بعد انشاء الدولة. واضطروا منذ كان احتلال الضفة في 1967 الى اخلاء المناطق التي كانوا يعيشون فيها عدة مرات بسبب البناء الاسرائيلي واعلان مناطق اطلاق نار ومحميات طبيعية في غور الاردن. وقد سُجل أبناء القبائل الثلاث بصفة لاجئين في ‘الأونروا’.
تقوم الخطة على ست خطط هيكلية اربع للسكن واثنتين للطرق، وخُصص لها نحو من 1600 دونم في المنطقة ‘ج’ (التي تماس المنطقة أ)، من قسيمة تبلغ مساحتها 5400 دونم من اراضي الدولة المنظمة منذ عهد الحكم الاردني، محدودة في منطقة النويعمة في المنطقة (ج). وقد أُقيمت البؤرة الاستيطانية ‘مفئوت يريحو’ على هذه القسيمة من اراضي الدولة.
يقول أحد ممثلي البدو إن الخطة تشمل أكثر من 1000 قسيمة كل واحدة منها مساحتها نصف دونم ستبني كل عائلة فيها وحدة سكنية خاصة بها. ونقول من اجل المقارنة إن ألون كوهين ليبشيتس من جمعية ‘بمكوم’ وهي جمعية من اجل حقوق التخطيط، قال إنه في خطة استيطان روتام التي أودعت منذ وقت غير بعيد خُطط لبناء 200 وحدة سكنية في مساحة 1500 دونم. وقال ممثل البدو أمس لصحيفة ‘هآرتس′ إن البلدة المخطط لها ‘ستكون بالنسبة إلينا كارثة اجتماعية واقتصادية’، لأنه ليس من المقبول من جهة التقاليد أن يعيش أبناء قبائل مختلفة أو حتى قبائل فرعية في جوار كبير، ولأن البلدة المخطط لها لا تحترم طريقة العيش التقليدية التي تعتمد على الرعي وليس فيها مكان لقطعان الماشية أو وصول الى اراضي الرعي.
وقال كوهين ليبشيتس الذي فحص عن الخطة لصحيفة ‘هآرتس′ إنه ليس فيها ‘حكمة تخطيطية بل نية سياسية لاجلاء البدو عن اراض واسعة في الضفة طُردوا اليها من قبل من اسرائيل. ولا توجد هنا رغبة حقيقية للاعتراف بحقوق البدو بل رغبة في وجود طريقة للخلاص منهم فقط، وسيكون الشيء الصحيح أن يُخطط لهم تجمعات سكنية في اماكن يعيشون فيها وبحسب اسلوب عيشهم’.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ