Aburas
2012-09-18, 09:36 AM
انتخابات الهيئات المحلية في الضفة.. ملاحظات وأرقام{nl}المركز الفلسطيني للإعلام،،فلسطين أون لاين،،، د.عصام شاور{nl} فهل تخطئ حركة حماس؟{nl}المركز الفلسطيني للإعلام،،فلسطين أون لاين،،، د. فايز أبو شمالة{nl} اليهود اللاجئون وفن التزوير{nl}المركز الفلسطيني للإعلام،،، كاظم عايش{nl} زيارة عملية سياسية{nl}فلسطين الآن،،فلسطين أون لاين،،، يوسف رزقة{nl} كلنا مشوهون أيها السادة{nl}فلسطين الآن،،، فهمي هويدي{nl} الدجل الإيرانى!{nl} فلسطين الآن،،، جمال سلطان{nl} هل أصبحت حركة حماس فاعلًا دوليًّا؟{nl}فلسطين أون لاين،،، حسام الدجني{nl}انتخابات الهيئات المحلية في الضفة.. ملاحظات وأرقام{nl}المركز الفلسطيني للإعلام،،فلسطين أون لاين،،، د.عصام شاور{nl}قيل الكثير حول انتخابات الهيئات المحلية الفلسطينية، وأنها ضرورة ملحة كونها تتعلق بخدمات الجمهور، وتهدف لإتاحة الفرصة للشعب حتى " يختار" الأفضل من أجل خدمته بعيدا عن الفصائلية والتسييس، ومع إصرار فصائل منظمة التحرير على إجرائها في ظل الانقسام فقد انطلقت في الضفة دون غزة، وهنا بعض الملاحظات وخاصة مع انتهاء فترة الترشيح وظهور القوائم، وتوزيعاتها في مناطق الضفة المختلفة.{nl}1_ فقط 109 هيئات محلية ستجري فيها الانتخابات من أصل 350، حيث إن هناك 181 هيئة محلية لن تجري فيها انتخابات لعدم وجود تنافس، والاكتفاء بقائمة انتخابية توافقية تفوز بالتزكية، 51 هيئة محلية لن تشارك في الانتخابات لعدم وجود قوائم مرشحة للانتخابات وهذه ظاهرة نادرة ربما يكون غياب حماس المنافس الأقوى للفصائل هو السبب، وكذلك هناك هيئات محرومة لتقديم قوائم ناقصة أو مرفوضة لعدم توافقها مع شروط الترشح.{nl}2_ عدد أصحاب حق الاقتراع في الضفة يبلغ 963493ـ يستطيع فقط 55% منهم (534980) المشاركة، أما البقية الباقية فقد حرمها التوافق الفصائلي فرصة الانتخاب و"اختيار" الأفضل لخدمتهم، وهذا يدحض ادعاءات اليسار الفلسطيني حرصه على الجمهور الفلسطيني واكتفى بحصته في القوائم التوافقية.{nl}3_ المدن الرئيسة جميعها مشاركة بقوة في الانتخابات، وهذا يلقي عبئا كبيرا على تنظيم حركة فتح حيث هناك قوائم فتحاوية تنافس بعضها بعضًا إلى جانب المستقلين واليسار، رغم تشديد الحركة على عدم جواز الخروج على قراراتها لتلافي خسارة مماثلة لخسارتها في الانتخابات التشريعية أمام حركة حماس 2006، وهذا قد يؤثر سلبًا بشكل كبير على ترابط التنظيم، وقد تؤجل الانتخابات بسببه في اللحظات الأخيرة.{nl}4_ من المفارقات _إضافة إلى عدم مشاركة 51 هيئة محلية في الانتخابات_ فإن هيئة محلية مثل "قيرة" في محافظة سلفيت تقدمت بتسعة، قوائم علمًا بأن عدد أصحاب حق الاقتراع في تلك الهيئة ( 675) ناخبًا فقط، ويبدو أن الانتخابات في محافظة سلفيت ستكون الأكثر سخونة بعد الخليل ونابلس.{nl}5_ القوائم التوافقية كما هو معلوم على الساحة الفلسطينية يكون أساسًا بين الفصائل ولكن التقسيمات العائلية تؤخذ بالحسبان، ولكنه في بعض القرى كان على أساس عائلي ولكن تبقى الفصائل هي اللاعب الأساسي في الترتيبات سواء ظهر دورها وقوتها أم لم تظهر.{nl}6_ القوى الإسلامية وخاصة حماس أعلنت رفضها المشاركة في انتخابات الهيئات المحلية في الضفة لأسباب تتعلق بالانقسام، وهي بالفعل لم تشارك في الترشح ولكن هل ستمنع عناصرها وأنصارها من التصويت أم ستترك لهم حرية الاختيار؟ مفاجآت كثيرة قد تحملها الانتخابات.. الشيء الوحيد الذي لن يفاجئني هو تأجيلها رغم المراحل التي قطعتها. {nl}فهل تخطئ حركة حماس؟{nl}المركز الفلسطيني للإعلام،،فلسطين أون لاين،،، د. فايز أبو شمالة{nl}نعم تخطئ حركة حماس، ولها من الأخطاء ما يشار إليه بالبنان، وما يتحدث فيه الناس في قطاع غزة على طول الشوارع وعرضها، وسأسجل هنا ثلاثة أخطاء يجهر فيها الناس بلا وجل، ولكن لا صدى لصوتهم. وسأشير في النهاية إلى إيجابية.{nl}أولاً: تخطئ حركة حماس حين تترك الشوارع بلا شرطة مرور فاعلة، أو بلا ضابط مروري، فالشوارع تتخبط بالمركبات على حل شعرها، فلا يعرف المواطن هل قطاع غزة يعيش القرن الواحد والعشرين، مع سيارات موديل سنة 2012، أم أن قطاع غزة ما زال يعيش في القرن التاسع عشر، وتتزاحم في شوارعه مركبات موديل 1960، لتنبعث رائحة العوادم القاتلة في كل مكان، فلماذا لا يصير ذبح كل السيارات القديمة حتى موديل 1990، طالما باب الاستيراد من مصر ومن إسرائيل مفتوح على مصراعيه؟! وطالما ظلت الشوارع الرئيسية داخل المدن على ضيقها منذ زمن الانتداب البريطاني؟{nl}لماذا لا تزال شوارع قطاع غزة ملكاً للفوضى؟ فالتجاوز يصير عن اليمين، بينما تسير كل المركبات في قطاع غزة باتجاه الشمال، حتى أن عربة الحمار تأخذ خط الشمال، وعلى كل السائقين أن يتدبروا أمرهم، فلا مرجعية للحمار، ولا قانون سير يضبط خطواته، ويحدد له السرعة القصوى، فتراه يحمل مطارق الحديد بطول تسعة متر، وعلى الجميع أن يأخذ حذره.{nl}لماذا يصر سائق تاكسي الأجرة أن يقف في وسط الطريق، ليأخذ الراكب، ويترك من خلفه عشرات السيارات تنتظر حتى يكمل تحميل الركاب، ثم يسمح لهم بالمسير، فإن اعترض أحدهم عليه، صرخ بعصبية: لماذا أنتم مستعجلون؟ ماذا وراؤكم من أعمال؟ من لا يعجبه الحال، يفك الحصار عن قطاع غزة، ويوفر لنا فرصة عمل؟{nl}فما علاقة الحصار بالنظام والقانون والأخلاق والآداب العامة على الطرقات؟ ما علاقة الاحتلال الإسرائٍيلي بالذوق، وحسن التصرف، واحترام الغير؟ وأين القانون؟ وهل القانون ينزل مع المطر، أم أن الحكومة هي صاحبة الحق والصلاحية في فرض القانون على الصغير والكبير، ومن لا يعجبه القانون ليرحل إلى حيث ألقت رحلها.{nl}ثانياً: تخطئ حركة حماس حين تتعامل برقة ودقة مع الباعة المتجولين الذين يغلقون الشوارع، ويضيقون مفاصل الطرق، ويحشرون المارة في أضيق المسافات، فحركة حماس هي المسئولة عن كل صغيرة وكبيرة في قطاع غزة، وهي المسئولة عن البلديات والشرطة والدفاع المدني، وعليها أن تقوم بواجباتها، وأن تتابع كل رئيس بلدية في موقعه، وكل مدير شرطة، وأن تحقق للمواطن حرية التنقل على الطرقات دون إعاقات.{nl}ثالثاً: تخطئ حركة حماس حين تترك المزارعين في قطاع غزة، المزارعون هم عصب الحياة الخضراء، تتركهم حركة حماس بلا أدنى مسئولية عن مصيرهم الزراعي، ولا تقدم لهم أي تعويضات عن الخسائر المادية التي تلحق بهم، وكأنهم ليسوا جزءاً مهماً من الوطن.{nl}تلك الأخطاء لا تمنعني من الإشادة بعدم سماح حركة حماس لأي طالب بأن يدخل إلى كلية الشرطة هذا العام؛ إلا بعد اجتياز الاختبارات العملية، وقد فشل في اجتيازها ابن الدكتور محمد عوض نائب رئيس الوزراء السابق، ولم يغن عنه مقام والده شيئاً، وفشل في اجتيازها ابن مدير شرطة القرارة، ولم ينفعه خدمة والده في حقل الشرطة شيئاً، وآخرون من أمثالهم. إن في هذه الشفافية لعبرة لكل فلسطيني عاقل أمين.{nl}اليهود اللاجئون وفن التزوير{nl}المركز الفلسطيني للإعلام،،، كاظم عايش{nl}يحاول اليهود جاهدين ومن خلال طروحات كثيرة ومختلفة أن يتملصوا من قضية اللاجئين الفلسطينيين التي تشكل عبئا حقيقيا على سياستهم في التعاطي مع قضية اغتصابهم لأرض فلسطين، فبالرغم من محاولاتهم المستميته لتضليل الرأي العالمي بأن فلسطين كانت أرضا بلا شعب، إلا أنها فشلت فشلا ذريعا في تسويق هذه المقولة، حين تحرك الشعب الفلسطيني في كل مكان من العالم ليعلن عن وجوده، عن الظلم الذي وقع عليه، وعن تمسكه بحقه في العودة الى أرضه ووطنه الذي أخرج منه قسرا وتحت التهديد وارتكاب المذابح، ولما أيقن اليهود أن انكار وجود الشعب الفلسطيني لم يعد ممكنا، اتجهوا الى مقولة تعريف اللاجئ، بأنه الشخص الذي غادر فلسطين عام 48 فقط، هذا التعريف لا ينسحب على ابنائه وأحفاده، وقدم الاقتراح للكونغرس الامريكي لكي يحظى بالتأييد والدعم، وهذا يعني أن عدد اللاجئين الذين يحق لهم العودة لن يتجاوز الثلاثين ألفا و أما الملايين الستة من الابناء والأحفاد، فهؤلاء ليسوا لاجئين ولا حق لهم في فلسطين، فحق الآباء لا يرثه الأبناء، وهي مقولة أعجب من العجب، و لايقدر على قولها إلا من كان له باع طويل في الكذب والتزوير وتحريف الكلم عن مواضعه والذي يتقنه بنو اسرائيل منذ قديم الزمان.{nl}لم يقتصر الأمر على هذا فاليهود لا يتوقفون عن توليد المزاعم وطرح الحلول التي تخدم أهداف مشروعهم الاحتلالي الاقصائي المتعصب و الذي يهدف الى الغاء حق العودة والتملص من الاستحقاقات القانونية للشعب الفلسطيني، فهم يطرحون فكرة الوطن البديل وتعويض اللاجئين عن ممتلكاتهم حيث يقيمون الآن، وها هم بعد فشلهم في كل ذلك يتحدثون عن قضية اللاجئين اليهود الذي تم طردهم والتضييق عليهم من قبل الانظمة العربية، ليتم مقايضة قضيتهم بقضية اللاجئين الفلسطينيين، وينتهي الامر، وهنا لا بد من التنبيه الى عدة نقاط للرد على مزاعم الصهيونية بهذا الخصوص:{nl}اولا : إن قضية اللاجئين اليهود لم يعترف بها أحد من قبل وهي مبتدعة ومفبركة والهدف منها مقاومة حق العودة للاجئين الفلسطينيين.{nl}ثانيا : إن اسرائيل لم تتحدث عن قضية لاجئين يهود طوال عشرات السنين، لأنها كانت وراء هجرتهم من أقطار عربية، بالترغيب والترهيب وصولا الى القتل والإكراه في بعض الأحيان كما حدث لليهود العراقيين وغيرهم.{nl}ثالثا : إن اليهود الذي أقاموا في فلسطين لم يتقدموا لأحد في العالم مطالبين بعودتهم الى الدول العربية التي هاجروا منها الى فلسطين، ولم يطالبوا بحقوق لهم فيها، ولم تكن لهم قضية يعرفها العالم بهذا الخصوص.{nl}رابعا : إن اليهود أقاموا في الدول العربية ولم يتعرض لهم أحد، ولا زال بعضهم يقيم في الدول العربية مثل المغرب واليمن، لم يسجل أن أحدا ضايقهم أو ظلمهم أو أخذ لهم حقا، والمجال مفتوح أمام من يرغب منهم في العودة الى الدول التي خرجوا منها طائعين في معظم الحالات. أخيرا، فإن قضية اللاجئين اليهود واتي يثيرها الكيان الصهيوني حاليا، لن تختلف في مصيرها عن مصير القضايا المدعاة التي سبقتها، وسيلقى بها الى سلة المهملات، لأن الدولة الصهيونية التي تدافع عن اليهود لا تقيم وزنا للقوانين والاعراف، ولن يستقبل أحد في العالم ادعاءاتها الكاذبة، فقد تحمل العالم كذب وزيف ودعاوى اليهود طويلا، وآن له أن يتحرر منها.{nl}و إذا أصر اليهود أن لهم قضية تتعلق بلاجئيهم، فليحلوها مع الدول التي ألجأتهم وهذا لا علاقة له بقضية اللاجئين الفلسطينيين فهي قضية مستقلة تماما، ولا يقبل الفلسطينيون ان تربط قضاياهم بقضايا غيرهم وهم ليسوا مسؤولين عما يحدث لليهود في أي مكان آخر من العالم، ونحن ندعم حق اليهود في العودة الى أوطانهم التي يزعمون أنهم أخرجوا منها قسرا، لأننا لا يمكن أن نطالبهم بحقنا وننكر حقهم في مثل ذلك.{nl}زيارة عملية سياسية{nl}فلسطين الآن،،فلسطين أون لاين،،، يوسف رزقة{nl}رئيس الوزراء المنتخب إسماعيل هنية يزور القاهرة، ويلتقي رئيس الوزراء المصري هشام قنديل. زيارة الرئيس المنتخب إلى مصر ليست الأولى ولن تكون الأخيرة بإذن الله، ولكنها تحظى بأهمية واهتمام بالغين. ووجه الأهمية والاهتمام يمكن حصره في أمرين: الأول/ المستوى السياسي للزيارة، والآخر/ المستوى العملي للزيارة.{nl}لم يلتق رئيس وزراء فلسطين المنتخب نظيره المصري في ظل حكم الرئيس السابق محمد حسني مبارك، لأن الأخير كان يحظر على رئيس الوزراء المصري، وعلى الوزراء أيضًا لقاء إسماعيل هنية، أو لقاء وزراء حكومته حتى في عهد حكومة الوحدة الوطنية، ويرجع هذا الموقف إلى سببين: الأول/ كراهيته للحركات الإسلامية عامة، ولحركة الإخوان وحماس خاصة، والثاني/ انحيازه الأعمى لمحمود عباس، استرضاء له، واسترضاء (لإسرائيل)، وهو يحسب أن ذلك يحقق مصالحه في البقاء في الحكم وفي التوريث.{nl}اليوم، وفي ظل العهد الجديد، رفع الرئيس محمد مرسي هذا الحظر، والتقى هو شخصيًا إسماعيل هنية ومحمود عباس ، كل على انفراد، وهذا أتاح فرصة جيدة لالتقاء هشام قنديل رئيس الوزراء المصري مع إسماعيل هنية بوصفه رئيسًا منتخبًا بحسب القانون الأساسي الفلسطيني. ومن هذا اللقاء تبدو أهمية اللقاء على المستوى السياسي، وهو خطوة مهمة في تبديد الحصار السياسي عن غزة، وهو ليس ضد محمود عباس أو غيره، ومن الخطأ فهمه على هذا النحو، فهذا اللقاء موجه ضد الحصار الظالم، وضد تبعية القرار المصري (لإسرائيل) أو لواشنطن، وهو في المحصلة النهائية لخدمة القضية الفلسطينية بمجملها، وخدمة المصالحة الفلسطينية.{nl}وفي قراءتنا للسبب الثاني للأهمية والاهتمام الكامن في البعد العملي ، نقول : إن الزيارة ستتعرض بالنقاش المعمق لمشكلة الحصار الظالم بشكل عام، وبشكل تفصيلي أيضًا بحيث نبدأ بالخطة العملية الأولى لرفع الحصار مع التسلح بقرار الجامعة العربية الجماعي بوجوب رفعه، وبتصريح بان كي مون والمؤسسات الدولية بأنه غير قانوني ويجب إلغاؤه.{nl}بعض وسائل الإعلام المصرية الكارهة لحماس تخوف الدولة المصرية من رفع الحصار، والدخول في مواجهة مع (إسرائيل) ومع واشنطن، وهو تخويف باطل، وتروج له وسائل الإعلام الصهيونية، لذا فإنه من الأهمية بمكان أن تتسلح مصر بموقف الأمم المتحدة، وممثليها في الشرق الأوسط، وموقف جامعة الدول العربية، وتجري مباحثات جادة وعملية مع غزة للوصول إلى أفضل الحلول، وأفضل المخرجات.{nl}إنه لكي تتحقق هذه الأهداف بشكل مسئول جاءت زيارة إسماعيل هنية والوفد المرافق له زيارة عملية، إذ يلتقي مع الجهة التنفيذية، وأمام الطرفين في اللقاء أجندة طويلة ومهمة، ومنها مشكلتا الكهرباء والمياه، ومشاكل السفر والمعبر، ومسألة المنطقة التجارية الحرة، وتسهيل تجارة غزة مع العالم العربي من خلال الموانئ المصرية.{nl}لقد أبدت بعض الأطراف الفلسطينية قلقًا وانزعاجاً من زيارات هنية الرسمية، وفتح آفاق جديدة مع دول الإقليم، وهو انزعاج في غير محله، ولا مبرر له على المستوى الوطني، إذا ما كنا جميعًا من أبناء الوطن ونتساوى جمعيًا في الوطنية، وفي الحقوق والواجبات، بلا استعلاء ولا انفعال.{nl}كلنا مشوهون أيها السادة{nl}فلسطين الآن،،، فهمي هويدي{nl}الأشهر التى مضت من عمر الثورة المصرية سمحت لنا بأن نتفرس فى وجوهنا كما تبدت فى مرآة الحقيقة، الأمر الذى كشف عن اننا جميعا خرجنا مشوهين من رحم النظام السابق.{nl}(1){nl}الفكرة المفتاح فيما أتحدث عنه اننا جميعا ابناء بيئة اجتماعية وسياسية واحدة، وان اختلفت مشاربنا ومرجعياتنا الفكرية والسياسية. وهذه البيئة خضعت طوال الثلاثة أو الأربعة عقود الأخيرة لنظام اقترن فيه الاستبداد المقيم بالفساد المستشرى. وللاستبداد طبائعه المدمرة. فهو مؤذن بفساد العمران. بمعنى الاجتماع البشرى، عند ابن خلدون. وهو أصل كل فساد آخر عند عبدالرحمن الكواكبى، وقد فصَّل فى ذلك فى كتابه الشهير الذى تحدث عن تلك الطبائع. ونوه فى مقدمته إلى أهمية أن «يعرف الذين قضوا نحبهم أنهم هم المتسببون لما حل بهم، فلا يعقبون على الاغيار ولا على الأقدار».{nl}ليس منا إذن من نجا من التأثر بأجواء المرحلة السابقة. وليس بوسع أى أحد أن يدعى أنه كان معصوما من أصدائها. بالتالى فلا محل للتساؤل عن وجود ذلك الفساد من عدمه، ولكن السؤال قد يصح إذا ما انصب على درجة التأثر بتلك الأجواء. وهو ما يسوغ لى أن أقول إننا جميعا أفرادا وجماعات خرجنا من النظام السابق بيوتنا من زجاج، قد تختلف فيه درجة الهشاشة ولكنه يظل زجاجا فى نهاية المطاف.{nl}بوجه أخص، فإن طول عمر النظام السابق، الذى استمر ثلاثين عاما، وفر له فسحة كافية لتفكيك المجتمع واعادة تركيبه من جديد بالمواصفات التى ارتآها مناسبة له. رأينا ذلك بصورة جلية فى مؤسسات السلطة وجهازها الإدارى، كما رأيناه فى الكيانات السياسية التى ظهرت فى تلك الفترة، بل رأيناه أيضا فى تراجع منظومة القيم السائدة فى المجتمع.{nl}(2){nl}إن بعض أنصار النظام السابق وأبواقه ما برحوا يتحدثون عن الأسواق الكبيرة (المولات) التى ظهرت فى عهده والمنتجعات والجسور التى انشئت، وشبكة المترو التى امتدت وأعداد المشاركين فى الإنترنت ومشترى الهواتف النقالة وغير ذلك. وهذا قد يكون صحيحا، إلا أنه يظل منسوبا إلى محيط العمران الإنشائى إذا صح التعبير، لكنه أبعد ما يكون عن العمران الاجتماعى والبشرى. بكلام آخر فإن البنايات والمشروعات التى نفذت لا تعد دليلا كافيا على التقدم، وإنما هى بعض مظاهر التقدم الذى ينبغى ألا يقاس بالمشروعات الاستهلاكية والانشائية وحدها، ولكنه يقاس أساسا بمدى ايجابية منظومة القيم الحاكمة للمجتمع فى المجالات المختلفة.{nl}ان ما تتحدث عنه هذه الأيام وسائل الإعلام وما تلوكه ألسنة الطبقة السياسية المصرية، عن الاستحواذ والاقصاء والتهميش وإهدار أحكام القضاء وسلطة القانون. هذه العناوين كلها ليست طارئة فى فضائنا السياسى، ولكنها من مخلفات ومواريث النظام السابق. أو قل انها جزء من ثقافة تلك المرحلة التى لم نتخلص منها بعد. فى هذا الصدد أزعم أن الذين مكنوا من موقع فى ظل النظام السابق مارسوا ذلك الذى ينتقدونه اليوم، إلا من رحم ربك بطبيعة الحال. لا أعنى نظام مبارك وحزبه الوطنى فحسب، ولكننى أعنى أيضا مختلف الجماعات والقوى السياسية التى حالفها حظ التمكين، وقدر لها أن تدير منبرا أو جماعة أو منظمة فى تلك المرحلة. أتحدث عن شرائح الليبراليين والعلمانيين واليساريين الذين كان أغلبهم اما مرضيا عنهم من قبل النظام السابق أو متحالفين معه. صحيح أن مبارك سلم مقاليد السياسة والإدارة لجماعته الذين شغلوا المواقع الأساسية فى السلطة والحزب. إلا أنه سلم أبرز منابر الإعلام والثقافة لممثلى تلك الشرائح. وظل الاتفاق غير المكتوب بين الجانبين مستقرا على اقصاء الإسلاميين وتهميشهم حيثما وجدوا. عندى عشرات القصص التى تؤيد تلك المقولة، بعضها يتعلق بخبرات شخصية والبعض الآخر يخص آخرين أعرفهم، لكنى لا أريد أن أذكر أسماء حتى لا أحرج أحدا. لذلك سأكتفى بالإشارة إلى ثلاثة نماذج فقط، فقد حرِّمت جوائز الدولة التقديرية على أى مرشح من الإسلاميين حتى إذا لم يكن من الإخوان. وتم ذلك طول الوقت بتوافق بين مجموعة من المثقفين وبين جهاز أمن الدولة، وعبرَّ لى أعضاء فى إحدى اللجان الاستشارية لمشروع ثقافى خليجى كان يختار كل عام شخصية عربية يمنحها جائزته عن استيائهم من موقف اثنين من المثقفين المصريين أحدهما صار وزيرا فيما بعد دأبا على الاعتراض على أى شخصية إسلامية ترشح للجائزة، خصوصا من بين المصريين ولم يكن هناك تفسير لذلك سوى أن الاثنين من العلمانيين الأصوليين، الذين أصبحوا الآن يعظوننا فى ضرورة القبول بالآخر واحترامه.{nl}النموذج الثانى يتعلق بقصة الدكتور نصر أبوزيد، الذى اعترضت حينها على فكرة محاكمته ولكن القضاء بمختلف مراتبه أدانه، بما فى ذلك محكمتا الاستئناف والنقض. حينذاك انهالت مقالات وتصريحات تسفيه القضاء واتهامه بالتحيز لصالح الإسلاميين واختراقه من جانبهم. وهؤلاء الذين ظلوا يكيلون الاتهامات للقضاء وقتذاك وجدناهم يتصدون للدفاع عنه ويشددون على ضرورة احترام أحكامه، حين أصدرت المحكمة الدستورية مؤخرا حكمها الذى دعت فيه إلى حل مجلس الشعب ذى الأغلبية الإسلامية.{nl}لاتزال تلك النخب تمارس إرهابها الفكرى فى ذات الاتجاه الأمر الذى دفع وزير الثقافة الحالى لأن يصرح لصحيفة (المصرى اليوم) فى حديث نشرته له فى 7/9 الحالى قائلا انه لم يستعن بإخوانى واحد فى أى موقع ثقافى. ويبدو أنه بذلك الاقصاء أراد أن يبرئ ساحته ويثبت أنه عند حسن ظن تلك الفئات به ليأمن من التشهير والاتهام فى وسائل الإعلام التى يسيطرون عليها.{nl}(3){nl}لا أريد أن أبرز الاستحواذ الذى يتحدثون عنه هذه الأيام وهو ما أدينه وأستنكره إذا صح. ولكنى أردت فقط أن انبه إلى أن ثمة أمراضا من مخلفات النظام السابق توطنت فى الساحة الثقافية المصرية، فأصابت الجميع ولم يعد أحد مبرأ منها، وبسبب عموم البلوى، فليس لأحد أن يكابر ويعاير الآخر بما أصابه. ولكن واجب الوقت ونداءه هو كيف ان نعالج أنفسنا لنبرأ جميعا من تلك الآفات. وأولى مراحل العلاج ان يعترف المريض بمرضه.{nl}إن قسمة البلدين إلى معسكرين الأول انخرطت فيه ما سمى بالقوى المدنية، والثانى شمل التيارات الإسلامية التى عرفت باسم القوى الدينية هو صياغة حديثة أضفت نوعا من التقنين للحرب الباردة التى ظلت مستمرة طوال الفترة الماضية. وما استجد فيها ان الطرف الإسلامى اكتسب شرعية وخروجا من الظل إلى الضوء والنور. وقد ذكرت من قبل أنها صياغة خطرة ومغلوطة كرست التقاطع بين الطرفين وأغلقت باب التلاقى أو حتى التوازى بينهما. الأمر الذى يعنى أن الطرفين خرجا متخاصمين من خبرة النظام السابق. وبدت خصومة الطرف العلمانى والليبرالى واليسارى أشد. ليس فقط لأنه ظل تاريخيا منحازا إلى موقف الرفض الحاسم للإسلاميين، ولكن أيضا لأنه استشعر أن صعود الأخيرين يهدد احتكار الأولين للمواقع التى هيمنوا عليها طوال الوقت.{nl}هذه المفاصلة بين الطرفين ظلت مصدرا للتشوهات التى أصابتهما معا. ذلك ان خصامهم لم يتح لهم أن يعملوا معا، فلم يعرفوا بعضهم البعض ولم يثقوا فى بعضهم البعض. وبالتالى ظل سوء الظن مخيما على علاقاتهم. فقد ظن بعض الإسلاميين ان الآخرين متفلتون وضالون ان لم يكونوا كفارا ومطعونا فى إسلامهم وهى معان كرسها وضعهم فى موقف الضد من المتدينين. وشاع فى أوساط الآخرين أن الإسلاميين جهلاء ومتخلفون ويتاجرون بالدين. وتنطع بعضهم حتى وصفوهم بالمتأسلمين. (لاحظ أن بعض رسامى الكاريكاتير لايزالون يقدمون الإسلاميين باعتبارهم رموزا للتخلف والقبح والغباء وليس فيهم ما يدعو إلى التقدير أو الاحترام).{nl}ذلك التوجس المتبادل المسكون بالنفور وعدم الثقة، كان كفيلا بتعطيل وإفساد أى عمل مشترك بين الطرفين، حتى بدا ان كلا منهما ليس مؤهلا للتعاون مع الآخر، الأمر الذى لم يكن مستغربا ان يفشل الطرفان فى التفاعل فيما بينهما وان تصبح كلمة التوافق عنوانا فارغ المضمون.{nl}إذا أردنا أن نتصارح أكثر فينبغى أن نعترف بأننا بعد الثورة حاولنا ان نؤسس نظاما ديمقراطيا فى حين أننا ظللنا نفتقد إلى الثقافة الديمقراطية، حيث لم نتعلم كيف نعمل معا، وكيف يمكن ان نستخلص من الآخر أفضل ما فيه لتنتفع به الجماعة الوطنية، بدلا من ان ننشغل بإبراز اسوأ ما فى الآخر لإقصائه ونفيه من الساحة الوطنية.{nl}(4){nl}الخلاصة اننا لابد ان نعترف بأننا مازلنا فى «حضانة» أو تمهيدية الديمقراطية. من ثم فحاجتنا ملحة لأن نستعيد ثقافة الممارسة الديمقراطية، فيتعرف بعضنا على بعض، بحيث يكمل كل منا الآن، ولا يتردد فى التعلم منه. بغير استعلاء أو استكبار. والحرص على التعلم واكتساب الخبرة يتطلب تواضعا للذات واحتراما وتقديرا للآخر.{nl}هذه الروح تستصحب اقتناعا ضروريا بأن الجميع شركاء فى الوطن، الذى هو أكبر من أى طرف بذاته، وبالتالى فإن النهوض بذلك الوطن يقتضى تفاعلا بين أطيافه واحتشادا لكل مكوناته. فى هذا الصدد أذكر بأننى دعوت من قبل إلى ترحيل مطلب تطبيق الشريعة المثير للخلاف، والاكتفاء فى الوقت الراهن بالاتفاق على مجموعة من المبادئ والقيم التى تحظى بالإجمال الوطنى، قياسا على ترحيب النبى محمد بفكرة حلف الفضول الذى عقده نفر من وجهاء قريش لحماية الضعفاء قبل الإسلام، وهو ما يجعلنى أدعو إلى خطوة أخرى على طريق تواضع الأهداف، مناديا بالكف عن الحديث عن مشروع «النهضة» الذى يبدو المصطلح فيه أكبر بكثير من قدرة وطاقة المجتمع الذى يمر بفترة النقاهة. بل أدعو إلى الاعتراف بأن جميع القوى السياسية والإسلامية فى المقدمة منهم ليست لديها استراتيجيات واضحة المعالم للمستقبل. ذلك ان تلك القوى لم تحلم يوما ما بأن تكون شريكة فى إدارة البلد، ولم يتجاوز حلمها طوال تلك المرحلة حدود إثبات الحضور ضمن مؤسسات النظام السابق. أما الإخوان فقد ظلوا مشغولين طوال الوقت بالدفاع عن الذات وأحكام الحفاظ على التنظيم فى مواجهة الغارات المستمرة التى ظلوا يتعرضون لها. وإذا صح ذلك فإنه لا ينبغى أن يكون سببا لإحباطنا، ولكنه يجب أن يكون حافزا لإقناعنا بحاجة كل منا للآخر، لوضع استراتيجيات النهوض المرجوة من خلال التجربة والخطأ. وهو ما لا يشين أحدا أو ينتقص من قدره. لأن المشين حقا ان يدعى أى طرف أن لديه استراتيجيات كاملة الأوصاف للحاضر والمستقبل والداخل والخارج، فى حين أنه لايزال يتعلم ويحاول التعرف على محيطه وعلى العالم من حوله.{nl}إن أولى خطوات علاج أى مريض أن يعترف بمرضه، وهو ما لا أراه حاصلا حتى الآن، رغم اننا لسا بالسوء الذى يعجزنا عن ذلك سنواصل الكلام فى الموضوع الأسبوع المقبل بإذن الله.{nl}الدجل الإيرانى!{nl} فلسطين الآن،،، جمال سلطان{nl}أعلنت مؤسسات إيرانية أمس عن رفع قيمة مكافأة قتل الكاتب الهندي البريطاني سلمان رشدي إلى أكثر من ثلاثة ملايين دولار وذلك في أعقاب الضجة والأحداث المواكبة للفيلم المسيء للنبي الكريم صلى الله عليه وسلم، ولم أفهم لماذا زادت إيران مكافأة سلمان رشدي الذي نسيه الناس تماما، والذي كانت قضيته قبل أكثر من عشر سنوات عندما نشر كتابا أدبيا فيه افتراءات تاريخية، لماذا تذكرته إيران ولم ترصد مكافأة لأصحاب الحالة الجديدة، هذا شيء عجيب جدا، بطبيعة الحال، أنا أرفض مثل هذه الأفكار المخربة والمدمرة للسمعة الإسلامية، سواء مع سلمان رشدي أو صانعي الفيلم المسيء أو غيرهم، وأعتقد أن من يعلن عن مثل تلك الجوائز هم أعداء حقيقيون لرسالة الإسلام في عالم اليوم، وإن كنت أعتقد أن الأسلوب الأمريكي في تعقب خصوم الولايات المتحدة هو الذي فتح الباب أمام مثل هذه الأفكار لأن الأمريكيين هم الذين ابتدعوا فكرة رصد مكافآت لمن يدلهم أو يعينهم على قيادات سياسية أو عسكرية في العالم ممن يقاتلونها أو يهددون مصالحها، على كل حال أتصور أن ما فعلته إيران هو محاولة لاستثمار حالة الغضب الإسلامي لافتعال قضايا ومعارك تبعد بالمشاعر الإسلامية عن واقع سياسي وإنساني وأخلاقي متورطة فيه إيران نفسها الآن، فالادعاءات الإيرانية عن رصد مكافأة لمن يقتل من أساء إلى رموز إسلامية، محاولة لتضليل الرأي العام عن جرائم إيرانية تورط فيها الملالة وجنرالاتهم في تدمير المساجد والمدارس في ربوع سوريا، وذبح الأطفال بالسلاح الأبيض في مشاهد امتنعت الفضائيات عن بثها لأنها مخيفة بدرجة لا يحتملها معظم المشاهدين، وهدم مدن على رؤوس من فيها من النساء والأطفال والشيوخ واغتصاب النساء، كل هذا الخراب والدمار والإجرام والوحشية التي يجرمها الإسلام يتم ارتكابها الآن في سوريا بالسلاح الإيراني والمال الإيراني والخبراء العسكريين الإيرانيين، ثم بعد ذلك يحدثوننا عن غضبهم من إهانة الإسلام ورموزه، ولقد نظر النبي الكريم صلوات الله عليه وتسليماته إلى الكعبة المشرفة، قدس أقداس المسلمين, وقال: ما أعظمك وأعظم حرمتك عند الله، وإن دم المسلم لهو أعظم حرمة عند الله من حرمتك، أو كما قال، فعلى هؤلاء القتلة المجرمين سفاكي دماء المسلمين أن يتوقفوا أولا عن جرائمهم وسفكهم لدماء المسلمين وقتل الأطفال والنساء في سوريا قبل أن يحدثونا عن عرض النبي وكرامته، وقبل أن يتبختروا ـ كذبا ـ أمام العالم برصد جوائز لمن يقتل منتهكي أعراض المسلمين.{nl}والحقيقة أن ردات الفعل على الفيلم المسيء أو ما يسمى بالفيلم، لأن من أنتجوه وأخرجوه لا يصلحون لإنجاز شريط هواة لطلبة في مدرسة ثانوية، أقول: إن ردات الفعل رغم تعاطفي مع عفوية أصحابها إلا أنها تكشف عن ضعف في الوعي السياسي والديني معا لدى شعوب العالم الإسلامي، فحماية مقدسات الإسلام والغيرة عليها لها ألف طريق آخر غير ضرب رجال الشرطة أو اقتحام السفارات أو حرق الأعلام، ولو أننا قمنا بترشيد الجهد السياسي والإعلامي والمالي في حزمة من المواقف والأعمال والمشروعات الحضارية، لأمكن محاصرة مثل هذه "البذاءات" المتطرفة التي تظهر كل حين، ودفنها في مهدها وحرمان أصحابها من نيل الشهرة الرخيصة، ولقطعنا الطريق على المغامرين الذين أصبح واضحا أنهم يستغلون هذه العفوية في عواطف المسلمين لاستنزافها في هدر أو فيما يسيء إلى دعوتهم ورسالتهم في عالم اليوم، فهل نتعلم الدرس، وهل نخطط للمستقبل بشكل شامل، أعتقد أن الربيع العربي ـ الإسلامي، يلزمنا بذلك، ويفتح لنا الأبواب لتحمل مسؤولياتنا تجاه هذا الملف الذي أصبح عاجلا. هل أصبحت حركة حماس فاعلًا دوليًّا؟{nl}هل أصبحت حركة حماس فاعلًا دوليًّا؟{nl}فلسطين أون لاين،،، حسام الدجني{nl}العلاقات الدولية مفهوم يهتم أساسًا بدراسة التفاعلات التي تتم بين الفاعلين الدوليين. هذا هو مفهوم العلاقات الدولية أحد أهم فروع العلوم السياسية، ولو عدنا إلى عنوان المقال وكون حركة المقاومة الإسلامية "حماس" هي حركة تحرر وطني، وليست دولة؛ فإن الإجابة ستكون بأن حماس ليست فاعلًا دوليًّا، هذا الكلام منطقيًّا حتى وقت قريب، ولكن الاتجاه الحديث في دراسة العلاقات الدولية لم يعد ينظر إلى الدول على أنها الفاعل الوحيد في النظام الدولي، بل يوجد إلى جانبها فاعلون آخرون مثل المنظمات الدولية أو الإقليمية، أو فاعلون غير حكوميين مثل المنظمات الدولية غير الحكومية والشركات المتعددة الجنسيات، وحركات التحرر الوطني، وحركة حماس واحدة من تلك الحركات، وفي ضوء ما سبق فإن شرط السيادة لم يعد الشرط المطلوب توافره في الفاعل الدولي.{nl}ومن هنا تستطيع القول: "إن حركة حماس شهدت في السنوات الأخيرة تحولات كبيرة قادتها لأن تكون فاعلًا دوليًّا مؤثرًا في منطقة الشرق الأوسط"، وهذا ما تحدث به العديد من المسئولين الدوليين بقولهم: "إن عملية السلام دون حماس لا يمكن لها أن تمضي إلى الأمام"، ويرى آخرون أن استقرار وهدوء إقليم الشرق الأوسط تؤثر به حركة حماس من خلال قوتها العسكرية في الأراضي الفلسطينية، وشعبيتها الجارفة في المنطقة العربية والإسلامية، وامتدادها الإخواني، وخطابها الإعلامي القوي، وعلاقاتها الدولية المتنامية.{nl}ربما خدمت تلك التحولات حركة حماس وقادتها السياسيين، فمن خلال احتكاك قادة الحركة بالمحيط الخارجي بدؤوا يستكشفون مواطن القوة والضعف في مشروعنا الوطني، ويكتسبون خبرة وحنكة سياسية تؤهلانهم لأن يكون لهم دور بارز في قيادة الشعب الفلسطيني وإنجاز مشروعه التحرري، فقيادة شعب أصعب وأشمل من قيادة حزب، ولكن هذه المهام الثقيلة، والتحولات الكبيرة على كادر حركة حماس ومؤسساتها السياسية تحتاج إلى إعادة النظر في البناء المؤسسي للحركة الإسلامية، فعندما يكبر دور الحركة الإسلامية يجب أن تكبر معها مؤسساتها السياسية والإعلامية والثقافية والاقتصادية.{nl}واليوم بات ملحًا على حركة حماس العمل الجاد على تطوير كوادرها وقواعدها التنظيمية، وتأهيلها للتعامل مع المتغيرات الجديدة في المنطقة، وصولًا إلى بناء مؤسسات تستطيع أن تتكيف مع المحيط الإقليمي والدولي، بما يضمن مصالح الشعب الفلسطيني، وفي الوقت نفسه يحافظ على مصالح الآخرين.<hr>إضغط هنا لتحميل الملف المرفق كاملاً (http://192.168.0.105/archive02/attachments/DocsFolders/09-2012/حماس-163.doc)