المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الملف التركي 21



Haneen
2013-06-11, 10:33 AM
الملف التركي 21
9/6/2013

<tbody>


</tbody>
في هــــذا الملف:

تغطية الصحف التركية للاحتجاجات التي تشهدها تركيا منذ 9 أيـــام:
تقرير - ميدان تقسيم قد يتحول إلى «كعب أخيل» بالنسبة إلى أردوغان
تركيا تستبعد اجراء انتخابات مبكرة والاف يتحدون دعوة لانهاء الاحتجاجات
حكومة تركيا: الوضع في البلاد تحت السيطرة
الحركة المناهضة لاردوغان لا تتراجع في تركيا
الإيكونوميست: تركيا غير مستعدة لحكم سلاطين جدد
صفحة دعائية في (نيويورك تايمز) تتهم شرطة تركيا بالوحشية
«تقسيم» يلغي 50 % من الحجوزات إلى تركيا



تغطية الصحف التركية للاحتجاجات التي تشهدها تركيا منذ 9 أيـــام:
ترجمة مركز الإعلام
صحيفة رديكال:
"مسلسل الاصابات يتواصل بين المتظاهرين"
ذكرت الصحيفة بأن مدينة إسطنبول شهدت ليلة أمس العديد من المظاهرات في مناطق متفرقة من المدينة، وتم إلقاء قنابل الغاز المسيلة للدموع والمياه لتفريق المتظاهرين، وقام المتظاهرون بإغلاق العديد من الشوارع الرئيسية والفرعية، وقاموا أيضا بإلقاء قنابل الملتوف على القوات التركية، مما أجبر قوات الأمن على التدخل، وقد أصيب العديد من المتظاهرين.

"إمكانية إجراء انتخابات مبكرة"
تفيد الصحيفة بأن رئيس الوزراء رجب أردوغان سوف يعقد اجتماعا مع أعضاء البرلمان من حزب العدالة والتنمية، ومن المتوقع أن يتمخض هذا الاجتماع عن صدور قرار بإجراء انتخابات مبكرة في مارس\آذار من العام القادم، حيث سيتم إجراء استفتاء بين أعضاء الحكومة؛ وإذا حصلت الغالبية على الموافقة فسيتم إجراء الانتخابات العام المقبل.

"رجال مدنيين بأيديهم عصي"
أشارت الصحيفة إلى أن هنالك العديد من الأشخاص بلباس مدني ويحملون بأيديهم العصي كانوا يقمعون المتظاهرين في مدينة أزمير وأنطاليا، وتبين بعد ذلك بأن هؤلاء هم أعضاء من رجال الشرطة، بالرغم من إنكار الحكومة لاستخدام العصي والقمع ضد المتظاهرين.

"اعتقال جاسوس إيراني"
نشرت الصحيفة بأن القوات التركية تمكنت من اعتقال شخص إيراني يشتبه بأنه جاسوس يعمل لصالح إيران، وتشير الصحيفة إلى أن الشخص المشبوه تم إلقاء القبض عليه بين المتظاهرين وسط العاصمة التركية أنقرة.

"التحقيق مع بعض رجال الأمن الأتراك"
تفيد الصحيفة بأن التحقيقات جارية مع ثلاثة من رجال الشرطة الأتراك، وذلك بسبب سوء المعاملة التي قاموا بها ضد بعض الفتيات أثناء أعمال الشغب التي شهدتها مدينة أزمير.

"ديمير تاش: أوجيلان يحيي ويبارك المقاومة"
نشرت الصحيفة بأن رئيس حزب الـ بي دي بي الكردي التركي صلاح الدين ديمير تاش قد صرح بأن أوجيلان يحيي ويبارك المقاومة التي يقوم بها الشعب في تركيا، وأتمنى من الحكومة التركية أن تتفهم مطالب الشعب من الحرية والديمقراطية، وأن تعترف بأخطائها وعدم مسؤوليتها
صحيفة زمان:
"أردوغان يخاطب الشعب"
نشرت الصحيفة بأن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان قد ألقى خطابا طالب فيه الشعب التركي بالتعقل وتحكيم العقل، وأشار في خطابه إلى أن الحكومة التركية لم تكن تنوي تحويل الحديقة إلى مجمع تجاري.

"الآلاف يتظاهرون في مدينة إسطنبول"
نشرت الصحيفة بأن الآلاف من المتظاهرين الأتراك تجمعوا وسط المدينة مطالبين برحيل أردوغان، وقام المتظاهرون بإغلاق العديد من الطرق وحرق العديد من المحال التجارية، واستمرت المظاهرات حتى الساعة الثانية من منتصف الليل، وقد اشتبكت العناصر الأمنية مع المتظاهرين.

"المطالبه بجر العلويين إلى أعمال الشغب"
أفادت الصحيفة بأن رئيس اتحاد العلويين في الأناضول جنكيز هورت أوغلو قد أشار إلى أن الدولة التركية بحاجة إلى السكون والسلام، وأضاف أن الاستمرار في مواجهة رجال الأمن ليس بالأمر الصحيح، وأن هنالك العديد من الجهات تريد جر الطائفة العلوية إلى أتون الأحداث بشكل مباشر، ولن نسمح بحدوث ذلك، ولن نعطي أي فرصة أيضا لتحقيق هذا الهدف.


صحيفة (يني شفك):
"الاحداث سببها ضرب الاستقرار"
أفادت الصحيفة بأن الكاتب التركي أورها نمير أوغلو قد أشار إلى أن الهدف من الأحداث هو ضرب استقرار الحكومة التركية، وذلك بعد النجاح السياسي على المستوى الداخلي والخارجي الذي حققه أردوغان على مدى 10 سنوات، وهذه الأحداث لا تختلف عن أحداث سابقة حصلت ضد أردوغان.

"البورصة التركية تستعيد عافيتها"
نشرت الصحيفة بأن البورصة التركية استعادت نشاطها بعد الهبوط الحاد الذي تعرضت له بعد الأحداث الأسبوع الماضي، وجاء هذا الارتفاع بعد قرار أردوغان بعدم إنشاء المركز التجاري في الحديقة، وقد شهدت البورصة التركية خلال اليومين الماضيين ارتفاعا بنسبة 3.2%.

"الحكومة لا تسقط مع هذه المظاهرات"
أشارت الصحيفة إلى أن مسؤولا في الحكومة التركية صرح بأن هذه المظاهرات وأعمال الشغب لن تؤدي إلى نتيجة إيجابية، واستمرارها لا يؤدي إلى إسقاط الحكومة، وأضاف بأن إحلال الديمقراطية لا يأتي من خلال الشغب بل يأتي من خلال الانتخابات.
"أعمال الشغب خرجت عن مسارها"
نشرت الصحيفة تصريحات لمساعد وزير الخارجية التركي بكر بوز داه أشار فيها إلى أن المظاهرات خرجت عن مسارها، وأن الهدف لهذه الأعمال يسير في طريق آخر، ويجب على الجميع ملاحظة ذلك جيدا.


صحيفة مليت:
"أردوغان: مستعد للتضحية بنفسي من أجل الديمقراطية"
نشرت الصحيفة تصريحات لرئيس الوزراء التركي رجب أردوغان قال فيها: "أنا مستعد للتضحية بنفسي لمن يخرجون إلى الميادين بطلب "الديمقراطية"، ولكن هناك مجموعات ومنظمات مغرضة حاولت وتحاول استخدام مظاهرات "تقسيم" وفق أهدافها ومصالحها المشبوهة، وبحوزتي أدلة وبراهين تثبت ذلك" جاء ذلك خلال كلمة ألقاها أردوغان في المؤتمر الذي تقيمه اليوم الجمعة رئاسة الاتحاد الأوروبي بالتعاون مع أنقرة تحت عنوان "المستقبل المشترك بين الاتحاد الأوروبي وتركيا أمام التحديات العالمية"، وذكر أردوغان بأن حزب العدالة والتنمية، منذ أن وصل إلى سدة الحكم في البلاد عام 2001، تواصل مع جميع أطياف المجتمع المختلفة بكل الوسائل والمناسبات وعلى كافة الأصعدة دون انقطاع، واستمع إلى شكاواهم ومطالبهم لتلبيتها، ومن ثم استدرك أردوغان قائلاً "أين كان هؤلاء النواب المعترضون، عندما عرضت حكومتي المشروع التطويري المتعلق بميدان تقسيم في البرلمان للنظر فيه قبيل إجراء الانتخابات التشريعية عام 2011، وشرحت لهم كل التفاصيل الخاصة بما تنوي فعله عبر شاشة عرض؟! لماذا انتظروا حتى اليوم للاعتراض على المشروع؟! فهم ليسوا صادقين في دعواهم، وإنما يلهثون وراء تلك الاحتجاجات لتوظيفها في تحقيق مصالح سياسية، والنيل من الحكومة وديمقراطية البلاد"، ولفت أردوغان إلى أن الراغبين في الحيلولة دون استكمال عملية السلام في أنحاء تركيا، والمستائين من الاستقرار السياسي والاقتصادي السائد في البلاد هم من أرادوا استغلال المظاهرات المستمرة من أكثر من أسبوع، و قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان "أنا مستعد للتضحية بنفسي لمن يخرجون إلى الميادين بطلب "الديمقراطية"،
ولكن هناك مجموعات ومنظمات مغرضة حاولت وتحاول استخدام مظاهرات "تقسيم" وفق أهدافها ومصالحها المشبوهة، وبحوزتي أدلة وبراهين تثبت ذلك.

"استقبال حاشد لأردوغان عند عودته من تونس إلى إسطنبول"
على خلفية انتهاء جولته الشمال إفريقية التي شملت كلا من المغرب والجزائر وتونس وعودته إلى أرض الوطن، استُقبل رئيس الوزراء التركي "رجب طيب أردوغان" مساء أمس الخميس في أجواء حماسية من قبل الآلاف من أنصاره، في ظل استمرار المظاهرات الجارية اعتراضًا على الحكومة لاعتزامها قطع أشجار في إطار مشروع تطويري لميدان تقسيم الشهير بمدينة إسطنبول.


وكالة جيهان:
"سيناتور روسي: من المستحيل جدا تطبيق سيناريو الربيع العربي في تركيا"
صرح السيناتور الروسي "فاليري شنياكين" نائب رئيس لجنة الشؤون الدولية بمجلس الاتحاد (المجلس الأعلى في البرلمان) الروسي بأنه من المستحيل تطبيق سيناريو الربيع العربي في تركيا. وأضاف السيناتور شنياكين في حديث لوكالة "أنترفاكس" الروسية خلال تقييمه للمظاهرات التي جرت في ميدان تقسيم بإسطنبول احتجاجًا على عزم الحكومة تنفيذ مشروع في حديقة المنتزه بأن تركيا دولة علمانية وديمقراطية، وأن أردوغان قد يرضخ لبعض مطالب المتظاهرين ويحل المشكلة الراهنة، غير أنه ليس من الممكن مقارنة الأحداث في تركيا بأحداث الربيع العربي إطلاقًا، ولفت الخبير العسكري شنياكين إلى أن المستهدف من وراء المظاهرات التي جرت في تركيا هو حزب العدالة والتنمية الحاكم ورئيس الوزراء رجب طيب أردوغان بالمرتبة الأولى، موضحًا بأنه من المستحيل قلب نظام الحكم في تركيا بالمظاهرات على غرار ما جرى في مصر ولبيبا. ونوّه شنياكين إلى أن الجيش التركي لم يبرز خلال هذه الأحداث، حيث إن أردوغان قد عمل في السنوات الأخيرة على تحييد موقف الجيش وعدم تدخله في الشؤون السياسية، مشيرًا إلى أنه رغم كل هذه النجاحات التي حققها أردوغان في موقف الجيش إلا أنه يبقى من الصعب القول بأن الجيش خارج اللعبة السياسية تمامًا. وأكد شنياكين على أن هناك قوى أجنبية تدخلت في الأحداث الأخيرة في تركيا من أجل زعزعة الاستقرار فيها، غير أن الاتحاد الأوروبي لن يسمح بذلك لأنه لا يريد رؤية تركيا غير مستقرة في الشرق الأوسط، لذا فهو أحد أهم العوائق أمام تطبيق سيناريو الربيع العربي في تركيا.

"الحياة الطبيعية تعود تدريجيا إلى مدينة إسطنبول"
بدأت الحياة الطبيعية تعود تدريجيًّا إلى ميدان تقسيم الحيوي في إسطنبول منذ الصباح الباكر من اليوم الجمعة. وأفادت الأنباء أن عددًا كبيرًا من المتواجدين والمعتصمين بميدان تقسيم قد غادروا الميدان، في حين لا يزال البعض جالسًا في الخيام التي نصبت بالقرب من نصب الجمهورية التذكاري وسط الميدان. وقد بدأ عمال البلدية بإزالة المخلفات التي تراكمت في الميدان وفي الشوارع المتفرعة منه بسبب قيام بعض المتظاهرين برمي الأوساخ واقتلاع الأحجار من الأرصفة خلال الأيام التي شهدت احتجاجات عنيفة شابها بعض الأعمال التخريبية. كما شوهدت أيضًا سيارات لنقل البث التلفزيوني تبث عودة الحياة الطبيعية بشكل تدريجي على الهواء مباشرة عبر قنوات تلفزيونية مختلفة.

تقرير - ميدان تقسيم قد يتحول إلى «كعب أخيل» بالنسبة إلى أردوغان
المصدر: الشرق الأوسط عن نيويورك تايمز
كان يوما عاديا وكان ميدان تقسيم يعج بالحافلات والبشر وتزدحم الشوارع والمتاجر وتتعالى أصوات أبواق السيارات؛ لكن قرار رئيس الوزراء، رجب طيب أردوغان، تنظيف كل هذه الفوضى وجعله منطقة للمشاة به مركز تجاري جديد ومسجد وأنفاق للمرور تحت الأرض، امتلأ الميدان بالمحتجين الصاخبين الغاضبين من أصحاب الإرادة القوية. وعند الظهيرة، اختلط صوت الأذان بهتافات الاتحادات العمالية وخطابات مناهضين للرأسمالية عبر مكبرات الصوت. وفي الليل كان عازفو الطبول والمغنون يؤججون ويلهبون مشاعر الجمهور حتى الفجر. بعد ميدان التحرير في مصر ومتنزه زوكوتي في نيويورك، ميدان تقسيم هو أحدث ما يذكرنا بقوة الجمهور. أصبح الميدان مساحة لوجهات النظر المتصادمة، أي بين نظام قائد يلقي الأوامر من أعلى وذي رؤية محافظة عثمانية محدثة للدولة بوصفها قوة إقليمية، وبين شباب غير منظم يؤمن بالتعددية والقرارات التي تتحرك من القاعدة إلى القمة ويتبنى رؤية أقل إسلامية للبلد باعتبارها دولة ديمقراطية حديثة.
إن ميدان تقسيم هو الذي يعبر فيه الجميع بحرية عن سعادتهم وحزنهم وآرائهم السياسية والاجتماعية على حد قول إيسين البالغة من العمر 41 عاما التي ترتدي حجابا وتجلس مع أقارب لها على مقعد تشاهد الاحتجاجات في الميدان. ورفضت ذكر اسمها بالكامل خوفا من هجوم جيرانها المحافظين. وأوضحت قائلة: «تريد الحكومة تطهير وتنظيف المكان من دون استشارة الناس». وتكشف تلك المساحة المفتوحة المتواضعة والفوضوية عن قوتها التي تفوق قوة مواقع التواصل الاجتماعي الذي يخلق مجتمعات افتراضية. تحدث الثورات على الأرض في العالم الحقيقي، وفي ميدان تقسيم اكتشف الناس بعضهم بعضا ومخاوفهم المشتركة وصوتهم الجمعي. تجمعت قوة الأجساد على الأقل في هذه اللحظة الديمقراطية وسببت للقيادة أزمة سياسية. وقال عمر كانيباك، وهو مهندس معماري تركي يبلغ من العمر 41 عاما، عن التنوع في متنزه تقسيم غيزي، الذي يقع شمال الميدان: «لقد وجدنا ذاتنا». وتركزت الحشود في مخيمات بالمتنزه بعد ما أصدرت حكومة أردوغان أوامر بهدم المكان استعدادا لبناء المركز التجاري. وهنا ظهرت المشكلة، فقد قدم رئيس الوزراء نفسه كأقوى قائد في تركيا منذ تأسيس مصطفى كمال أتاتورك للجمهورية، لكنه لا يعرف في المعمار أو التنسيق الحضري. ومثل الحكام الآخرين، الذين ظلوا فترة طويلة في المنصب، وتدخل في تفاصيل المساجد الضخمة والتخطيط لبناء جسر ضخم وقناة ومدن مغلقة باسم التجديد المدني والتنمية الاقتصادية. والهدف هو عالم مخطط. أصبح ميدان تقسيم، القلب النابض لإسطنبول الحديثة، هوس أردوغان وقد يكون «كعب أخيل»؛ ولا عجب في ذلك. يتجلى في النسيج الحضاري لميدان تقسيم، والذي يتسم بالسيولة وعدم الانتظام والانفتاح وعدم التقوقع، والتعددية الثقافية لتركيا. وكان هذا هو المكان الذي استقر فيه المهاجرون الأوروبيون خلال القرن التاسع عشر. لقد كان حيا موسيقيا حتى ثمانينات القرن العشرين ومركزا للملاهي الليلية ودور السينما التي تعرض أفلاما أجنبية ومباني على الطراز الفرنسي. وتم استخدام شواهد قبور من مقبرة أميركية قي ميدان تقسيم عام 1939 بعد هدم المقبرة في بناء سلالم في متنزه غيزي، وهو مشروع تم تنفيذه في حقبة الجمهورية على يد الفرنسي هنري بروست ويبدو مثل مكان يجمع فنادق فاخرة ودوائر مرور ودار أوبرا سميت باسم أتاتورك لكنها الآن مغلقة الأبواب. إنه رمز الحداثة والعصرية.
تهدف رؤية رئيس الوزراء، التي تتمثل في تحويل الميدان إلى ميدان كبير للمشاة لا يسمح فيه بمرور السيارات، إلى تحسين حاله، بحيث يصبح متنزها ذا فكرة واضحة ليمثل العثمانية المحدثة. وتراجع أردوغان مؤخرا عن بناء مركز تجاري بين المباني العثمانية الضخمة التي ستحل محل غيزي. مع ذلك يعتزم هدم حي فقير قريب هو حي تارلاباسي وبناء عمارات شاهقة فاخرة. مع ذلك يتصور في إحدى مشروعاته الأخرى توفير أرض نظيفة صحية في الأحياء الجنوبية بالمدينة لتبدو وكأنها منشأة لاحتواء الاحتجاجات ومحاصرتها.
ميدان تقسيم الحقيقي مساحة فوضوية خارجة عن السيطرة في قلب المدينة. وقد هدم أردوغان بالفعل دار سينما محببة ومتجر شوكولاته في شارع الاستقلال، وهو الذي يعد الشارع الرئيسي والعمود الفقري لميدان تقسيم. لهذا السبب لم يفاجأ كثير من الأتراك بأحدث الإجراءات في ميدان تقسيم وأصبحت القشة التي قصمت ظهر البعير. ويوضح بيلين تان، عالم الاجتماع وأحد المشاركين في الاحتجاجات: «نحن بحاجة إلى أماكن واسعة». وعبر المعماري غوكان كاراكوس المشارك في الاحتجاج عن هذا بقوله: «المساحة العامة تعني هوية حضرية ذات تعدد حضاري. وهذا بالضبط ما لا يحبه رئيس الوزراء. يشعر الأتراك الذين سيطروا على متنزه غيزي، احتجاجا على ما يحدث له، أنه ملكهم بالفعل، وليس منحة وهبهم إياها قادتهم. وبهذا المعنى ارتدت خطوة تدميره عليه».
ربما. وقد زاد أردوغان على تدمير المتنزه قوله إنه لم يندم سوى على تصعيد تعامل الشرطة الوحشي العنيف مع الاحتجاجات. وحذر قائلا وسط هتافات الآلاف من مؤيديه: «يجب أن تتوقف هذه الأحداث التي اتخذت منحى تخريبيا وخروجا على القانون فورا». على الجانب الآخر، تحول متنزه غيزي إلى كرنفال بفضل الخيام وتوزيع المتاجر الطعام والملابس مجانا وفي ظل وجود مركز رعاية للمصابين والمرضى ومكتبة وعيادة لعلاج الحيوانات وحديقة وزهور من أثر عمل الجرافات التي اقتلعت الأشجار الأولى. وبالقرب من تمثال كمال أتاتورك في قلب ميدان تقسيم، الذي يحمل لافتات وأعلام المحتجين حاليا، كانت هناك طالبة تصوير فوتوغرافي تبلغ من العمر 24 عاما قدمت نفسها باسم قدير من شمال تركيا. وقالت: «أتيت لأتجول هنا لوجود كل أنماط البشر وهناك كثير من المرح». وقالت قدير: «يتعامل رئيس الوزراء مع المكان وكأنه ملكا خالصا له». وتجرد خطة أردوغان، التي تشمل منع الحافلات وسيارات الأجرة وجعل المنطقة للمشاة فقط، المنطقة من طاقتها التي تستمدها من عدم القدرة على توقع شكلها، وتحوله إلى مكان تسوق مدجن. وفي حقيقة الأمر الشكل الجديد للميدان لن يجعله صديقا للمشاة، بل سيحرمه من حيوية حركتهم. وبعد عدة أيام من مرور عدد قليل من السيارات والحافلات عبر ميدان تقسيم بسبب الحواجز، بدت عدم منطقية قرار أردوغان ببناء النفق واضحة جلية. ولا توجد أزمة مرورية كبيرة في الميدان.
ويتفق هاشم ساركيس، مدرس العمارة والطابع الحضري في جامعة هارفارد: «نعرف منذ الستينات أن تحويل كل الشوارع إلى شوارع مخصصة للمشاة لن يجدي. هناك كثير يمكن قوله عن أماكن غامضة مطلقة مثل ميدان تقسيم. يكمن سر قوة الميدان في قابليته للتغير والتحول المستمر وهو تهديد تدركه السلطة الحاكمة. إنه في غاية الاتساع والانفتاح».
وأخبرني كانيباك، المهندس المعماري، أن تهديد أردوغان بالتدخل المعماري في ميدان تقسيم ساعد للمرة الأولى على هدم حاجز الخوف من معارضة الدولة. وتتزايد التوترات بعد خطابات أردوغان الأخيرة. الصراع على هذه المساحة العامة هو صراع بين السيطرة والحرية وبين الانعزال والتنوع. ما هو على المحك الآن أكبر من الميدان، إنه هوية الدولة.




تركيا تستبعد اجراء انتخابات مبكرة والاف يتحدون دعوة لانهاء الاحتجاجات
المصدر: رويترز
رفض حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان يوم السبت إجراء انتخابات مبكرة في حين تحدى آلاف المتظاهرين دعوته لانهاء الاحتجاجات فورا.
وقال حسين جيليك نائب رئيس الحزب الذي أسسه اردوغان منذ أكثر من عشر سنوات إن الانتخابات المحلية والرئاسية ستجرى في مواعيدها المقررة العام القادم وإن الانتخابات العامة ستجرى في 2015 ، وقال للصحفيين بعد اجتماع للجنة التنفيذية للحزب في اسطنبول "الحكومة تعمل بانتظام. لا شيء يستوجب إجراء انتخابات مبكرة."
ومضى يقول "العالم يواجه أزمة اقتصادية والأمور تسير بشكل جيد في تركيا. الانتخابات لا تجرى لمجرد ان هناك متظاهرين في الشوارع."
لكن آلاف الأتراك تحدوا الدعوة التي وجهها اردوغان يوم الجمعة لوقف المظاهرات المناهضة للحكومة فورا وتجمعوا مرة أخرى في ميدان تقسيم بوسط اسطنبول حيث اشتبكت قوات الأمن المدعومة بطائرات هليكوبتر وعربات مدرعة مع المحتجين قبل أسبوع.
وزاد السائحون والمارة أعداد المحتجين المعتصمين في مخيم الاحتجاج في متنزه جيزي حيث أمضى ناشطون الليل في خيام وحافلات مدمرة أو تدثروا باغطية تحت الاشجار.
وقال مسؤولون في حزب العدالة والتنمية انهم ناقشوا الدعوة لتجمع حاشد لانصارهم في اسطنبول او انقرة هذا الاسبوع ولكن لم يتم اتخاذ قرار بعد مع حث بعض الشخصيات في الحزب على ضبط النفس خشية اثارة الوضع في الشوارع.
وتحولت حملة بدأت سلمية ضد إعادة تطوير حديقة جيزي في ميدان تقسيم إلى غضب لم يسبق له مثيل ضد ما يقول محتجون انه تسلط من جانب أردوغان وحزب العدالة والتنمية ذي الجذور الاسلامية مما ادى الى اسوأ اعمال شغب منذ عشرات السنين.
وفي مظهر نادر للوحدة قام مشجعون لأندية كرة القدم الرئيسية الثلاثة في اسطنبول وهي بشيكطاش وغلطة سراي وفناربخشة والذين ساعدوا في تنظيم بعض الاحتجاجات بمسيرة في ميدان تقسيم وهم يرددون هتافات تطالب اردوغان بالاستقالة وتدعو إلى "التكاتف في مواجهة الفاشية".
وأطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع ومدافع المياه على المحتجين في حي كيزلاي بوسط انقرة في ساعة متأخرة من مساء السبت في محاولة لتفريق المحتجين الذين قطعوا الطرق واشعلوا النار في الشوارع .
وحدثت مشاهد مماثلة خلال ليل السبت في حي جازي الذي تقطنه الطبقة العاملة في اسطنبول والذي شهد اشتباكات عنيفة مع الشرطة في التسعينات. وقتل ثلاثة اشخاص واصيب ما يقرب من خمسة الاف اخرين في شتى انحاء تركيا منذ بدء اعمال العنف قبل اسبوع، واحتج الاف في برلين حيث توجد جالية تركية ضخمة ملوحين بالاعلام التركية وهم يهتفون"احتلوا جازي."
ولم يشر اردوغان الى اي خطط لتطهير ميدان تقسيم والذي اقام المحتجون حوله عشرات من الحواجز المصنوعة من حجارة تم اقتلاعها من الارصفة وعلامات شوارع وعربات مدمرة وحديد مغلقين جزء من وسط المدينة، وانسحبت الشرطة من الميدان قبل أيام.
وصاح عضو في الحزب الشيوعي التركي عبر مكبر للصوت أمام حشد من فوق حافلة صغيرة في ميدان تقسيم "فليهاجموننا لكنهم لن يستطيعوا منعنا".
وتوجد فنادق فاخرة في الميدان الذي يشهد نشاطا تجاريا كبيرا مع بدء موسم الصيف في المدينة التي تعد من أهم المقاصد السياحية في العالم. ولكن اي اجلاء للمتظاهرين بالقوة يمكن ان يؤدي الى تكرار الاشتباكات التي وقعت في الأسبوع الماضي.
وتمثل التجمعات تحديا لزعيم تستند سلطته إلى ثلاثة انتصارات انتخابية متتالية ويتعامل اردوغان مع الاحتجاجات باعتبارها تحديا شخصيا.
وقال وزير الخارجية الالماني جيدو فسترفلة لصحيفة فيلت ام زونتاج ان"تركيا دولة ديمقراطية وستثبت قدرتها على ادارة الامور في مواجهة هذه الاحتجاجات.
ولم يخف اردوغان طموحه لخوض انتخابات الرئاسة بعد أن تنتهي فترة ولايته الثالثة كرئيس للوزراء رغم أن حزب العدالة والتنمية قد يغير أيضا اللائحة الداخلية للحزب بما يسمح لاردوغان بالسعي للترشح لفترة رابعة كرئيس للوزراء.
وقال جيليك إن الاحتجاجات نوقشت "بالتفصيل" في اجتماع الحزب السبت لكن مسألة الانتخابات المبكرة لم تدرج في جدول الأعمال.
وقال "إن الحكومة التي لا تحظى بثقة الشعب لا يمكن أن تكون دائمة. وصلتنا رسالة الاحتجاجات ونحترم ذلك ولكن لا شيء يدعو للاحترام بالنسبة لأناس يرشقون بالحجارة."
وأوضح أردوغان أنه ليس لديه نيه للاستقالة مشيرا إلى فوزه بخمسين في المئة من الأصوات في الانتخابات الأخيرة. كما لا يوجد منافس لاردوغان سواء داخل حزبه او خارجه.
واجرى اردوغان اصلاحات ديمقراطية عديدة وروض الجيش الذي اسقط اربع حكومات خلال اربعة عقود وبدأ محادثات انضمام تركيا للاتحاد الاوروبي وتوصل إلى اتفاق سلام مع المتمردين الاكراد لينهي حربا استمرت ثلاثة عقود.
لكن في السنوات القليلة الماضية يقول منتقدون إن أسلوبه أصبح استبداديا. وتتعرض وسائل الاعلام لضغوط وأثار القبض على شخصيات عسكرية ومدنية في مؤامرات انقلاب مزعومة وخطوات أخرى مثل القيود على بيع الخمور قلق الطبقة المتوسطة العلمانية التي تخشى من أي اقحام للدين في حياتها اليومية.
وقال برلماني اوروبي سابق واكاديمي يتخذ من اسطنبول مقرا له ان هذه "الاحتجاجات الى حد ما نتيجة نجاحه في التحول الاقتصادي والاجتماعي. هناك جيل جديد لا يريد ان يتنمر عليه رئيس الوزراء ويخشى (هذا الجيل)ان يكون اسلوبه في الحياة في خطر.

حكومة تركيا: الوضع في البلاد تحت السيطرة
المصدر: الرياض نت
أكدت الحكومة التركية اليوم أن الوضع في البلاد تحت السيطرة، وذلك في اليوم التاسع من المظاهرات التي عمت تركيا.
وأوضح نائب رئيس الوزراء التركي حسين جيليك في تصريح للصحافيين عقب اجتماع في اسطنبول لقادة حزب العدالة والتنمية الحاكم برئاسة رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان أن عملية المظاهرات تحت سيطرة الحكومة, وأنها تتخذ منحى طبيعيا وتصبح أكثر منطقية.
وأضاف جيليك :"نحن مستعدون لتلبية كل المطالب المنطقية والديموقراطية والتي تحترم القانون, وأن بابنا وقلوبنا مفتوحة أمام جميع من يريدون التحاور وأن حكومته تحترم أسلوب حياة كل من المواطنين الأتراك ، مشيرًا إلى أن قرار إجراء انتخابات مبكرة لا يتخذ بذريعة أن أناسا يتظاهرون".


الحركة المناهضة لاردوغان لا تتراجع في تركيا
المصدر: فرانس24
نزل الاف الاشخاص مجددا السبت الى الشارع في تركيا رغم النداءات المتكررة لرئيس الوزراء رجب طيب اردوغان بالوقف الفوري لحركة الاحتجاج التي تهز البلاد منذ تسعة ايام.
وبالتصميم نفسه احتل الاف المتظاهرين ساحة تقسيم في اسطنبول وحديقة جيزي التي كان نبأ احتمال تدميرها الشرارة التي اشعلت اخطر ازمة سياسية منذ تسلم الحكومة الاسلامية المحافظة السلطة في تركيا في 2002.
وانضم الى المتظاهرين عدد كبير من مشجعي نوادي كرة القدم الثلاثة المتنافسة في المدينة، فيما سار اكثر من الف شخص في وسط انقرة.
وقال ايروي ديليك (21 عاما) الذي يدرس هندسة الميكانيك في ساحة تقسيم ان "رئيس الوزراء يحاول كل يوم ان يقسم الشعب، سنعود الى هنا كل يوم حتى يستقيل".
ويأخذ المحتجون على رئيس الوزراء اسلوبه المتسلط في الحكم ويتهمونه بالسعي الى اسلمة المجتمع التركي.
وبعد الانتقادات الحادة داخل تركيا وخارجها للقوة المفرطة من جانب الشرطة في مواجهة المتظاهرين، حاولت الحكومة التركية السبت تهدئة اللعبة.
وقال نائب رئيس الوزراء حسين جيليك للصحافيين ان "عملية (التظاهرات) تحت سيطرة الحكومة. انها تتخذ منحى طبيعيا وتصبح اكثر منطقية. نحن مستعدون لتلبية كل المطالب المنطقية والديموقراطية والتي تحترم القانون".
والجمعة، حاول اردوغان تخفيف لهجته الحازمة التي تبناها منذ بداية الازمة مع وصفه المتظاهرين بانهم "مخربون" و"متطرفون".
وقال خلال منتدى دولي في اسطنبول "نحن ضد العنف، التخريب والاعمال التي تهدد الاخرين باسم الحريات"، الا "اننا نستقبل بصدر رحب جميع الذين يأتون بمطالب ديموقراطية".
وخلال المؤتمر نفسه، ندد المفوض الاوروبي لشؤون توسيع الاتحاد الاوروبي ستيفان فولي مجددا ب"الاستخدام المفرط للقوة" معتبرا ان هذا الامر "لا مكان له في نظام ديموقراطي" وداعيا اردوغان الى الحوار.
ورد رئيس الوزراء على الفور باتهام الدول الغربية ب"الكيل بمكيالين" في قضية تركيا.
وقال "في اي بلد اوروبي عندما يكون هناك حركة احتجاج عنيفة ضد مشروع تدمير صدقوني يخضع المتظاهرون لقمع اكثر قسوة" وذكر اليونان وفرنسا والمانيا.
وبحسب الحصيلة الاخيرة التي نشرتها نقابة الاطباء الاتراك ادت حركة الاحتجاج الى مقتل اثنين من المتظاهرين وشرطي وسقوط 4785 جريحا. وفي بادرة تصالحية مع المتظاهرين، ابدى رئيس بلدية اسطنبول قادر توباس استعداده لتعديل المشروع الذي كان وراء اندلاع الاحتجاجات مستبعدا تحويل الحديقة الى "مركز تجاري او فندق". الا انه ابقى على مشروع اعادة بناء ثكنة عثمانية في الحديقة مذكرا بان هذا الامر كان "وعدا انتخابيا".
وفي مؤتمر صحافي، اعلن التجمع المعارض لمشروع تعديل الساحة رفضهم لعرض الحوار من جانب رئيس البلدية.
وقالت متحدثة باسم التجمع هي موشيلا يابيشي "ما ان اعلن اردوغان خططه لتجديد ساحة تقسيم حتى رفعنا القضية الى القضاء. لكنهم استمروا من دون انتظار قرار القضاء".
وكثف اردوغان السبت مشاوراته في اسطنبول، اولا مع كوادر حزبه العدالة والتنمية ثم مع رئيس البرلمان جميل جيتشيك.
وخلال اجتماعه، قرر حزب العدالة والتنمية تنظيم لقاءين عامين في نهاية الاسبوع المقبل، السبت في انقرة والاحد في اسطنبول، وفق وسائل الاعلام التركية. ويهدف ذلك الى اطلاق حملة الحزب للانتخابات المحلية المقررة في 2014 اضافة الى الرد على التظاهرات.
واستفاد اردوغان من عودته من المغرب العربي ليل الخميس الجمعة ليثبت قوته والدعم الذي يحظى به من قسم كبير من الرأي العام التركي.
وامام الالاف من مناصريه انتقد المتظاهرين وطالب بالوقف "الفوري" للتظاهرات.
وقبل اسبوع، لوح رئيس الوزراء بسيناريو المواجهة الشعبية قائلا "اذا ارادوا تنظيم تجمعات واذا كان الامر حركة اجتماعية وحين يجمعون عشرين شخصا ساجمع مئتين. وحين يصبحون مئة الف ساحشد مليونا من افراد حزبي".

الإيكونوميست: تركيا غير مستعدة لحكم سلاطين جدد
المصدر: محيط
رأت مجلة "الإيكونوميست" البريطانية أن الاضطرابات التي تشهدها تركيا تثبت أن الأتراك غير مستعدين لحكم سلاطين جدد، في إشارة إلى رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان.
ورصدت المجلة - في تعليق على موقعها الإلكتروني اليوم السبت- حالة التبرم السائدة بين الأتراك من الأسلوب السلطوي الذي ينتهجه أردوغان، الديموقراطي ابن الطبقة المتوسطة، في إدارته لشئون البلاد كما لو كان أحد السلاطين العثمانيين.
ونوهت عن المخاوف القائمة من استفحال استبداد أردوغان الذي وصف الديمقراطية ذات يوم بأنها قطار يستطيع المرء النزول منه متى وصل المحطة التي يرومها، مشيرة إلى الأصوات التي تتهم الرجل -المنتمي إلى حزب "العدالة والتنمية ذي المرجعية الدينية"- بالسعي لإضفاء الطابع الديني على الدولة العلمانية "الأتاتوركية"، لاسيما بعد سن قانون جديد مقيد لتجارة الكحول.
وفندت المجلة ما زعمه بعض المراقبين من أن الاضطرابات التركية دليل على امتناع قيام الديمقراطية في ظل نظام إسلامي، قائلة " إن الإسلام ليس له علاقة بالاضطرابات إنما المشكلة تكمن في أسلوب أردوغان".
ولفتت في هذا السياق إلى الرئيس التركي عبد الله جول، بين كثيرين ممن ينتمون للحزب نفسه الذي ينتمي إليه أردوجان، والذين ينتقدون أسلوبه الاستبدادي في إدارة البلاد ويأخذون عليه ضيق فهمه للديمقراطية، هذا من جهة، ومن جهة أخرى دللت المجلة على صحة قولها بأن ثمة قادة كثيرون غير مسلمين يتبعون أسلوب أردوجان الاستبدادي المتعالي، مشيرة إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس وزراء المجر فيكتور أوربان.
وقالت "الإيكونوميست" إن أردوغان يؤمن في سياساته بفلسفة "حكم الأغلبية"؛ وعليه فهو يرى أن فوزه بإحدى الانتخابات يعطيه الحق في فعل ما يحلو له حتى قدوم موعد انتخابات جديدة.
وأشارت إلى أن الصحفيين الأتراك ممن تم الزج بهم في السجون تزيد أعدادهم على أقرانهم في الصين، كما أشارت أيضا إلى إطاحة أردوغان بفصيل كامل من الجنرالات أعضاء القيادة العسكرية في تركيا.
ورجحت المجلة البريطانية أن يظهر أردوجان مزيدا من التشبث بالسلطة مستقبلا ولو على حساب القواعد واللوائح التي تحكم حزب "العدالة والتنمية" والتي تقضي بوجوب تركه منصبه كرئيس للوزراء عام 2015، قائلة " إنه قد يسعى لتغيير الدستور بما يضمن له البقاء في السلطة".
ولكن ثمة أسباب ترغم أردوغان على التخلي عن تلك الأفكار، أهمها بحسب المجلة أن العديد من الأتراك قد تعبوا من سياسات الرجل لدرجة يصعب معها إدارة أحوال البلاد إذا ما قرر البقاء في السلطة.
كما أن على أردوغان ألا يخاطر بهدم ما شيده من إنجازات تتعرض الآن للزلازل بحسب وصف المجلة، مشيرة إلى تراجع الاقتصاد على نحو حاد، كما أن المفاوضات مع الأكراد هي الآن في موقف صعب في ظل حالة الضبابية المستقبلية.
واقترحت "الإيكونوميست" بعض الخطوات الكفيلة بوضع تركيا على المسار الصحيح؛ أولى تلك الخطوات تتمثل في وعد أردوغان بعدم التشبث بالسلطة، وثانيها أن الدولة التركية باتت في حاجة إلى دستور جديد بدلا من ذلك الذي صاغه الجيش عام 1982، بحيث تجتمع في صياغته كافة الأحزاب.
وعليه؛ قالت المجلة إن أردوغان إذا ما أراد الحفاظ على مكانته في التاريخ التركي، فإنه يتعين عليه تكريس وقته المتبقي في السلطة لعمل إصلاحات دستورية والتوصل إلى تسوية مع الأكراد وإحياء المحادثات مع الاتحاد الأوروبي للحفاظ على الديمقراطية والاقتصاد.


صفحة دعائية في (نيويورك تايمز) تتهم شرطة تركيا بالوحشية
المصدر: ج. الفجر المصرية
تحت عنوان "ماذا يحدث في تركيا؟" نشرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، الجمعة الماضية صفحة دعاية كاملة عن حركة الاحتجاج التركية، بعد أن جمعت عبر الإنترنت أكثر من 100 ألف دولار خلال خمسة أيام.
وأكدت هذه الدعاية التي يختفي عنوانها جزئًيا وراء دخان الغاز المسيل للدموع، قائلاً: "الشعب التركي كلمته ولن نخضع للاضطهاد".
واضاف واضعو النص: "خلال السنوات العشر التي تولى فيها رئيس الوزراء أردوغان السلطة لاحظنا تراجعًا مستمرًا لحقوقنا المدنية وحرياتنا، وتظهر أعمال اعتقال صحافيين وفنانين ونواب والقيود المفروضة على حرية التعبير، وحقوق النساء والأقليات بأن الحزب الحاكم غير جدي بشأن الديمقراطية".
وأكدوا تضامنهم مع "المواطنين العاديين الذين يتظاهرون" في تركيا، وطالبوا بما أسموه بـ "وضع حد لوحشية الشرطة، وبصحافة حرة، وبحوار ديمقراطي مفتوح، وبتحقيق في التجاوزات الأخيرة للحكومة التي أدت إلى مقتل أبرياء".
وتم دفع سعر الدعاية من أموال جمعت على الإنترنت خلال خمسة أيام، وهي تحمل توقيع "حركة جيزي الديمقراطية" باسم الحديقة في أسطنبول التي انطلقت منها حركة الاحتجاج قبل أسبوع ثم امتدت إلى جميع أنحاء البلاد.
وقال المنظمون، لـ"فرانس برس"، إن اكثر من 2500 شخص ساهموا في جمع 102 ألف دولار، ويتوقع أن تنظم تظاهرة جديدة للتضامن مع المتظاهرين السبت في نيويورك يشارك فيها آلاف الأشخاص.




«تقسيم» يلغي 50 % من الحجوزات إلى تركيا
المصدر: الاقتصادية
قدّرت مصادر أن نحو50 في المائة من الحجوزات في إسطنبول أُلغيت من جرّاء الأحداث التي تشهدها تركيا. وشهد قطاع السياحة اضطراباً من جرّاء الاحتجاجات في متنزه جيزي، وبصفة خاصّة في إسطنبول، في الوقت الذي ألغى فيه عددٌ من أفواج السياحة الثقافية والتجارية برامجهم في المدينة خشية تجدُّد الاشتباكات العنيفة.
وبحسب "الألمانية" قال شيلان بيرنجي أوغلو المدير التنفيذي لسياحة كبار الشخصيات، وهي إحدى كبريات شركات السياحة في تركيا "تم تأجيل بعض الحجوزات ولكن إلى أكتوبر أو نوفمبر وهو ما يعني تقريباً الإلغاء بالمفهوم المالي".
وقال أوكتاي فاليير، وهو أحد أقطاب قطاع السياحة، إن السياحة التجارية ستكون أول من تتأثر بهذه الحوادث.
وبينما تضرّر قطاع السياحة الترفيهية بشكل كبير في المدينة، فإن كثيراً من المؤتمرات والاجتماعات الدولية المقرر عقدها في الصيف يبدو أنها قد تأثرت بشدة أيضاً.
وقال بيرنجي أوغلو "السلطات تسعى جاهدةً لتخفيف قلق منظمي الاجتماعات الكبيرة التي من المقرر عقدها في آب (أغسطس) وأيلول (سبتمبر) المقبلين. وتم بالفعل إلغاء معظم الاجتماعات متوسطة المستوى". يُشار إلى أن تركيا تشهد احتجاجات ضدّ خطط حكومية لتطوير متنزه جيزي قرب ميدان تقسيم بإسطنبول سرعان ما تحوّلت إلى مظاهرات ضدّ الحكومة وطالبت باستقالتها رغم إعلان رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، تعليق خطط تطوير المتنزه.