Haneen
2013-06-16, 12:31 PM
أقــلام وآراء إسرائيلي 365
13/6/2013
<tbody>
في هــــــذا الملف
المظاهرات في تركيا: تنفيس أم قاطرة تغيير؟
بقلم: غيلا ليندنشتراوس ـ اوريت بارلوف وتيمور سئيتوف ،عن نظرة عليا
توازن احمدي نجاد
بقلم: د. افرايم كام،عن اسرائيل اليوم
السلطة الفلسطينية تدير حملة فظة ضد التطبيع مع اسرائيل
بقلم: نداف هعتسني،عن معاريف
مسألة أملاك اليهود في البلدان العربية وتعويضهم ورقة مساومة في المستقبل
بقلم: آفي شيلون،عن هآرتس
تصريحات دنون تستوجب ابعاده عن منصبه
بقلم: أبراهام تيروش،عن يديعوت
حرب الايام الستة.. الحرب التي لم تنته
بقلم: أمنون ابراموفيتش،عن اسرائيل اليوم
</tbody>
المظاهرات في تركيا: تنفيس أم قاطرة تغيير؟
بقلم: غيلا ليندنشتراوس ـ اوريت بارلوف وتيمور سئيتوف ،عن نظرة عليا
المظاهرات التي بدأت في ميدان تقسيم في اسطنبول وانتشرت منذئذ الى بؤر اخرى في الدولة، هي أحد التطورات الاكثر اثارة للاهتمام في تركيا منذ صعود حزب العدالة والتنمية الى الحكم منذ أكثر من عشر سنوات. وبينما لا يزال صعبا ان نرى سيناريو تؤدي فيه هذه المظاهرات الى اسقاط رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان، فانها كفيلة بان تشكل عائقا في وجه مساعيه لتغيير مؤسسة الرئاسة في تركيا، تمهيدا للانتخابات المباشرة للرئاسة في 2014، التي يعتزم التنافس فيها.
عمليا، تخوف بعض من الجمهور التركي من ‘رئيس قوي’ على نمط الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، هو بين عناصر الخلفية لاندلاع المظاهرات في الوقت الحالي. وفي منشورات وزعت اثناء المظاهرات جاء: ‘هذا ليس بسبب الحديقة، هذا بسبب استغلال القوة السياسية، هذا بسبب الرقابة على وسائل الاعلام، هذا بسبب عدم نيل الاقليات حماية الدولة، هذا من أجل الديمقراطية’.
مجموعة مركزية في المظاهرات، هم العلمانيون. ففي اوساط العلمانيين يوجد تنوع واسع من التيارات الايديولوجية: يمكن ان نلاحظ مثلا الليبراليين، الشيوعيين والكماليين المحافظين. وبالنسبة لمجموعة الشباب الليبراليين فان هؤلاء الشباب لا يشعرون فقط بعداء متزايد لحزب العدالة والتنمية، بل ويشعرون بانه ليس لهم عمليا من يمثلهم. وهم يعربون عن النفور من المواقف القديمة لحزب الشعب الجمهوري (الحزب الذي أسسه اتاتورك)، وهم لا يتماثلون مع المواقف القومية لحزب العمل الوطني. محفل مهم آخر يشارك في المظاهرات هو الاقلية العلوية التركية، التي تقدر بنحو 15 في المئة من السكان. هذه الاقلية التي لديها شكاوى تاريخية ضد الاغلبية السنية، تشعر بالاحباط في الزمن الراهن. والامر ينبع من انه حسب فهمهم، عملية التقارب مع الاكراد طمست حقوقهم. وتعبير رمزي عن موقف الحكم من هذه الاقلية، هو حقيقة ان الاسم الذي اختير للمشروع الطموح المتمثل ببناء جسر ثالث فوق البوسفور، هو السلطان سليم الاول، الذي اشتهر ضمن امور اخرى بضرب العلويين. فضلا عن ذلك، فان العلويين الاتراك غير راضين عن السياسة التركية بالنسبة لما يجري في سورية، والموقف المتصلب تجاه نظام بشار الاسد. كما يوجد في المظاهرات أيضا حضور للاقلية الكردية، وان كان بشكل نسبي في جنوب شرق الدولة هادئ. من يبدون كمن ‘يجلس على الجدار’ هم اولئك المتماثلين مع حركة غولان (حركة مجتمع مدني ذات لون ديني اقامها الداعية فتوالله غولان ولها بضعة ملايين من المؤيدين)، ممن هم غير راضين عن ميول الحكم المطلق المتزايدة لدى اردوغان. ومن جهة أخرى فان الكثير من المؤيدين لهذه الحركة هم من جمهور ناخبي حزب العدالة والتنمية. ومن تغيب حتى الان سواء عن الموقف من الاحتجاج في الشبكة الاجتماعية أم في الميدان، هو الجيش التركي. وليس هذا مفاجئا في ضوء العملية التي بادر اليها وحققها اردوغان في السنوات الاخيرة، تعطيل الجيش التركي كلاعب سياسي. في هذا السياق تجدر الاشارة الى ان المتظاهرين في الميدان، في معظمهم، لا يريدون مرة اخرى تدخل الجيش. ومع ذلك، في المنظور التاريخي يمكن لهذا بالتأكيد ان يشكل سابقة في ضوء أن عدم الاستقرار السياسي في الماضي كان احد الدوافع الاساسية لتدخل الجيش.
احدى المشاكل الاساسية في تركيا في السنوات الاخيرة هي الرقابة الذاتية للصحف في اعقاب اعتقال الكثير من الصحافيين في الدولة، وكذا الضغط الذي يمارسه حزب العدالة والتنمية على محافل الاعلام التي لا تسير في خط الحكومة. وهكذا فقد كانت الشبكات الاجتماعية، التي تحظى ايضا على اي حال بالشعبية في اوساط الجمهور التركي (32 مليون مستخدم رسمي في الفيسبوك ونحو 10 ملايين في التويتر، بالنسبة لعدد من السكان يبلغ نحو 74 مليون نسمة) هي التي شكلت أداة مركزية لانتشار المظاهرات والزخم الذي حققته. وقبل المظاهرات انطلق انتقاد للصحافة التركية، ولكن سلوكها في اثناء المظاهرات (وكذا سلوك الشرطة) وصف في الشبكة بانه ‘خيانة’. وبالنسبة لمسألة ما الذي أدى الى الاحتجاج الاجتماعي، فان الحديث البارز في الشبكة كان ان موجة الاحتجاج الاجتماعي هي رد عفوي وعاطفي على رد فعل الشرطة العنيف والقمعي.
فاستخدام الغاز المسيل للدموع، خراطيم المياه ووسائل عنيفة اخرى لتفريق المظاهرات كانت فقط جزءا من الاساليب التي استخدمتها الشرطة لتفريق مظاهرة مدنية، لم تكن عنيفة في طابعها. وتصاعد رد الفعل المتسلسل كنتيجة لادارة فاشلة للحدث وصعوبة النظام في الاحتواء والسيطرة على مستوى اللهيب، بل ان الوضع تفاقم حين كان واضحا ان وسائل الاعلام الرسمية والتقليدية مجندة في صالح النظام. ومع اندلاع الاضطرابات، واصلت كل شبكات التلفزيون الرسمية سياسة البث المحدد. ولم يحظَ الاحتجاج الاجتماعي بتغطية مناسبة ولم تمنح منصة اعلامية رسمية لصوت الاحتجاج باسماع ذاته، بل تعاظم الاحباط حين انحصرت التغطية، التحليل والتوثيق للاحتجاج على نحو شبه مطلق بالشبكات الاجتماعية. ويمكن ان نتعرف على خوف السلطة من تأثير الشبكات الاجتماعية من خلال اعتراف شركة الهواتف الخلوية التركية الرائدة، توركسال، بانها تعرضت للضغط في أول يوم للمظاهرات الكبرى لتقييد الخدمة في منطقة ميدان تقسيم، وكذا تصريح اردوغان العلني في أن التويتر مليء بالاكاذيب.
مشوق الموقف سواء من وزير الخارجية التركي، احمد داود اوغلو أم الرئيس التركي عبدالله غول من ‘المس المحتمل بصورة تركيا’ في اعقاب المظاهرات. ويمكن أن نفهم هذه التصريحات في السياق العام لمحاولة تركيا تحقيق نفوذها في المناطق المجاورة لها من خلال ‘القوة الرقيقة’ وفكرة ‘النموذج التركي’. يمكن أن نقدر مع ذلك ان ليست المظاهرات هي التي تمس بصورة تركيا، بل شكل قمعها. وبشكل أكثر تحديدا يمكن أن نفهم تصريحات المسؤولين الاتراك هذه على خلفية حملة اسطنبول لان تكون مضيفة الالعاب الاولمبية 2020. وفي ضوء أن القرار عن المدينة الفائزة سيحسم في ايلول/سبتمبر، فالتقديرات هي أنه في اعقاب المظاهرات فرص اسطنبول باتت اقل.
احتمال تحول المظاهرات الى ‘ربيع تركي’ تكون نتيجته اسقاط الحكم، يبدو كما اسلفنا صغيرا. فالكثيرون في الشبكة يشددون على أن تقسيم ليس ميدان التحرير والرئيس التركي ايضا قال انه يجب أن نرى المظاهرات كمظاهرات تشبه حركة ‘احتلال وول ستريت’ اكثر مما تشبه الهزة في العالم العربي. خطأ هو ايضا رؤية ما يحصل اليوم في تركيا فقط بتعابير الصراع بين العلمانيين والمتدينين. وحتى لو كان العلمانيون هم الذين يقودون المظاهرات، فان آخرين في الجمهور يتماثلون مع قسم من الانتقاد الذي ينطلق على سلوك اردوغان، ولهذا فان المظاهرات الحالية هي بالتأكيد اشارة تحذير لحكم حزب العدالة والتنمية.
في الشبكة يدعون بان انفجار المشاعر الشعبية سيكون له تأثير استراتيجي على الخريطة السياسية لتركيا. ويؤمن الكثيرون بان ما بدأ كاحتجاج اجتماعي عفوي يجب أن يترجم الى عمل سياسي منظم، وانه رغم ان لهذا الاحتجاج وجوه عديدة فليست له قيادة. رغم اليافطات التي رفعت في المظاهرات ودعت الى استقالة اردوغان، واضح أن اغلبية المتظاهرين معنيون اولا وقبل كل شيء بلجمه ولجم بعض خطواته التي اعتبرتها مجموعات واسعة من الجمهور خطوات غير ديمقراطية.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
توازن احمدي نجاد
بقلم: د. افرايم كام،عن اسرائيل اليوم
أصبح نهائيا الآن أن محمود احمدي نجاد سينزل في الايام القريبة عن المسرح السياسي مع انتهاء ولايته الثانية رئيسا لايران. وكان يفترض ان يحدث هذا قبل اربع سنوات، حين انتهاء ولايته الاولى، بيد ان نتائج الانتخابات زورت آنذاك ومنح الزعيم الروحي علي خامنئي الرئيس تأييده واهتم بابقائه في منصبه. ويوجب عليه الدستور الايراني الآن ان يترك عمله.
تركت ثماني سنوات ولاية احمدي نجاد لايران توازنا مختلطا، فهناك من جهة البرنامج الذري الايراني المنطلق الى الأمام. ووسعت ايران حلقة منشآتها الذرية وهي تسيطر على علم بانتاج سلاح ذري وتخصب اليورانيوم بكميات كبيرة تكفي لبناء سلاح ذري، بعد القرار بأشهر معدودة.
ونالت ايران انجازا آخر، ففي 2001 و2003 سيطرت قوات امريكية على جارتيها افغانستان والعراق. وسبب وجود قوات امريكية كبيرة في جانبي ايران قلقا حقيقيا فيها، ولا سيما في 2003 من امكانية ان تهاجمها الولايات المتحدة ايضا كي توقف برنامجها الذري، لكن هذا القلق تضاءل بالتدريج، هذا الى ان القوات الامريكية أُجليت عن العراق في 2011 وهي توشك ان تجلو عن افغانستان في 2014. لكن ستبقى قوات كبيرة في منطقة الخليج. ان خروجها من العراق وافغانستان تراه ايران انجازا مهما. والى ذلك استغل النظام الايراني في السنوات الاخيرة علاقاته بالشيعة في العراق ومنزلتهم المتقدمة فيه ليوسع تأثيره في جارته. مقابل هذه الانجازات اضطرت ايران الى مواجهة مشكلات صعبة على عهد احمدي نجاد، مثل عبء يزداد ثقلا لعقوبات لم يسبق لها مثيل تقودها امريكا واوروبا. ان موجة العقوبات التي بدأت في 2012 قوية ومؤلمة، وتشعر الحكومة بها شعورا جيدا وكذلك المنظمات الاقتصادية والناس في الشارع. وتضر العقوبات بتصدير النفط من ايران وتعزل نظامها المصرفي جزئيا وتضائل ايرادات حكومتها واحتياطيها من العملة الاجنبية، وتُسبب انخفاض قيمة العملة الايرانية وزيادة التضخم المالي. ويوجد لذلك دائما احتمال انفجار غليان حقيقي مضاد للنظام.
يضاف الى ذلك ان نضال نظام الاسد في سورية عن مستقبله واحتمالات بقائه منخفضة. فاذا سقط نظامه فقد تفقد ايران حليفتها الوحيدة، وستزداد عزلتها حدة ويتم الاضرار بعلاقاتها بحزب الله. وتحاول ايران مساعدة الاسد بشحنات سلاح مرسلة وبمعدات عسكرية في الأساس وبمشورة في القتال يقدمها ضباط حرس الثورة الذين أُرسلوا الى سورية وبمساعدة مالية. لكن من الواضح ان احتمالات بقائه ليست متعلقة بها.
وتضررت مكانة احمدي نجاد ايضا تضررا شديدا في السنوات الاخيرة، فقد انشأ لنفسه خصوما في كل منظومة تقريبا في البرلمان والقيادة الدينية وجهاز القضاء ووسائل الاعلام. وهو مكروه من كثيرين في ايران ووجه اليه انتقاد شديد بسبب الوضع الاقتصادي. وفي الاضطرابات التي حدثت في حزيران/يونيو 2009 على أثر الانتخابات، سار مئات الآلاف في الشوارع يهتفون ‘الموت للديكتاتور’. لكن أبلغ أخطائه كان سلوكه السياسي الذي أفضى الى شقاق بينه وبين خامنئي. فقد أصبح احمدي نجاد منذ 2009 عبئا على الزعيم الروحي، وأصاب انتقاد الرئيس خامنئي ايضا وأضر بمكانته. وحاول احمدي نجاد ان يبني لنفسه قاعدة قوة سياسية واقتصادية تحافظ على مكانته بعد انتهاء ولايته. وحاول ان يقود سياسة وطنية تعارض توجه المؤسسة الدينية وتضعضع سيطرة الفقهاء على القرارات السياسية. لكنه فشل وتضاءل تأييده وهو يغادر الساحة السياسية ومكانته في الحضيض.
سيتم تذكر احمدي نجاد في اسرائيل في الأساس بسبب دعواته الى محوها عن الخريطة وإنكاره للمحرقة. وقد فعل زعماء ايرانيون آخرون ذلك ايضا لكن سلسلة تصريحات احمدي نجاد اللاذعة، وبين يديها التقدم في البرنامج الذري أحدثت انطباع التهديد الذري الايراني المفرط. ومن هذه الجهة أصبح احمدي نجاد كنزا دعائيا مهما لاسرائيل وساعدها على ان تُبين في العالم الحاجة الى بذل كل جهد لمنع ايران من الحصول على السلاح الذري.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
السلطة الفلسطينية تدير حملة فظة ضد التطبيع مع اسرائيل
بقلم: نداف هعتسني،عن معاريف
هذا الاسبوع نشرت دعوة رئيس اللجنة الاولمبية الفلسطينية جبريل الرجوب فريق برشلونة لكرة القدم الى عدم المجيء للعب في اسرائيل، كي لا يتعاون مع الاحتلال الاسرائيلي الذي يقع ‘من البحر وحتى النهر’. كما علم بان الفلسطينيين رفضوا مبادرة لاجراء مباراة لفريق اسرائيلي ـ فلسطيني كي لا يتعاونوا مع دولة الاحتلال. وما لم يحظَ بالكشف هو أن هذا الحدث لا يشكل سوى طرف الجبل الجليدي الذي لسبب ما لا يغطى عندنا اعلاميا، في إطاره تدير السلطة الفلسطينية والمنظمة التي أقامتها، فتح، حملة فظة ضد كل تطبيع بين الشعبين. كما أنهم يقمعون ويهاجمون كل علاقة تجارية، او رياضية او اجتماعية.
وجرت في الاسابيع الاخيرة محاولة لعقد مباراة ودية لفريق من الشباب الفلسطيني مع فريق من حولون، برعاية الاتحاد الاوروبي، غير أن منظمة فتح وقفت بوحشية ضد المنظمين الفلسطينيين ومنعت الحدث. والى جانب ذلك تلقى رجال أعمال فلسطينيون من جنين كانوا دعوا الى الغرفة التجارية في حيفا، تهديدات من منظمة فتح كي لا يتجرأوا على الوصول الى اللقاء.. رجال أعمال آخرون وعلى رأسهم الملياردير منيب المصري ممن اعتزموا اللقاء مع رجال أعمال اسرائيليين في أعقاب قرار المؤتمر الاقتصادي الذي انعقد في الاردن قبل نحو اسبوعين، يوجدون تحت حملة من التحريض والتهديد ضدهم، من قبل محافل من السلطة وفتح. وحقيقة أنه شارك في المؤتمر ابو مازن وشجع المبادرة ظاهرا، الا انه لم يتغير في الامر شيء. والى جانب ذلك، فان صحافيين فلسطينيين التقوا في الخارج مع صحافيين اسرائيليين، طردوا من رابطة الصحافيين الفلسطييين.
هكذا تجري حملة ضد ما يسمى ‘المطبع′. فمن جهة يدعي الحكم الفلسطيني بانه يريد السلام واسرائيل هي الرافضة. ومن جهة اخرى فانه يواظب على التحريض ضد مجرد وجودنا في الصحافة وفي كتب التعليم، والان يقود حملة لقطع كل علاقة بين اليهود والعرب. وتشكل الحملة ضد التطبيع استكمالا طبيعيا للنشاط الحثيث الذي تقوم به سلطة ابو مازن، في اطار المساعي الدولية لفرض المقاطعة والنبذ للدولة اليهودية بأسرها.
السلطة هي لاعب نشيط في كل ‘اسبوع أبرتهايد’ ضد اسرائيل، في كل خطوة لمنظمات اليسار المتطرف، في البلاد وفي الخارج، لتصفية الدولة الصهيونية. ويوم السبت الماضي فقط شارك وزير الاقتصاد الفلسطيني جواد ناجي، في اجتماع عقدته في بيت لحم منظمة مقاطعة ضد اسرائيل. وحتى رئيس الوزراء الفلسطيني السابق، حبيب الغرب سلام فياض، تصدر خطوات المقاطعة على البضائع الاسرائيلية.
المفارقة هي انه حتى رجال اليسار المتطرف الذين منذ سنين كانوا محبين للفلسطينيين، بدأوا يستقبلون بعداء. فقبل بضعة أسابيع انقذ حاخام يهودي ناشطا يساريا من اعتداء ضده قام به جمع فلسطيني حاصر الفندق الذي كان فيه في رام الله في اجتماع ‘الحوار بين الاديان’. كما أن متبرعين أجانب لمنظمة ‘سلام’ المتماثلة مع اليسار، وجدوا صعوبة في لقاء المدعومين الفلسطينيين علنا. فقد نقلوا في ظلمة الليل في لقاء في قرية عربية وحذروا من مغبة جلبهم صحافيين خوفا من المقاطعة. وفي الماضي فان قتلة مثل مروان البرغوثي وجبريل الرجوب نفسه لعبوا لعبة السلام والتعايش ونجحوا، بواسطتها، في تشويش كثيرين وطيبين. مؤخرا غير رجال ابو مازن الاتجاه فهم يحرضون علنا ضد اسرائيل ويعرفون أنفسهم بانهم العدو الالد لنا، مثلما صرح الرجوب لصحيفة لبنانية مؤخرا. وهكذا فان مخلوق يد ‘السلام’ السلطة الفلسطينية تكشف وجهها الحقيقي وتفترس وهم السلام. ان الوحش الذي يسمى المسيرة السلمية’ والذي ابتلع حتى اليوم العديد من الضحايا، بدأ يفترس ذيله.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
مسألة أملاك اليهود في البلدان العربية وتعويضهم ورقة مساومة في المستقبل
بقلم: آفي شيلون،عن هآرتس
تُذاع في الآونة الاخيرة في التلفاز دعاية يشجع فيها يوسي ألفي أبناء الطائفة الشرقية على رواية قصصهم من اجل التوثيق التاريخي. بيد انه تكمن تحت العنوان البشوش وهو ‘أخبر ابنك’ خطة ذات آثار تاريخية تغيب عن ناظر الجمهور.
إن مشاهدي الدعاية مدعوون الى زيارة موقع مكتب المواطنين القدماء على الانترنت والى رواية قصصهم. وهذا في ظاهر الامر مؤثر وحق كما هو مهم توثيق تراث يهود اوروبا، من المناسب تخليد تاريخ من جاءوا من البلدان الاسلامية. لكن من دخلوا الى الموقع وأرادوا توثيق قصصهم وجدوا مفاجأة وهي استمارة بيروقراطية توجههم الى كيفية المطالبة بالأملاك التي سُلبت منهم حينما هاجروا الى البلاد. وفي هذا الاسبوع وعلى أثر شكاوى، كما يبدو، أُبرز في الاستمارة ايضا الجزء الذي يتناول التوثيق لكن أكثر المواد فيها ما زالت تتعلق بالمطالبة بالأملاك.
إن مشروع ‘أخبر ابنك’ هو ثمرة قرار حكومي في 2009 على تغيير السياسة القديمة المتعلقة برواية المهاجرين من الشرق. فقد كانت الدولة الى ذلك الوقت تعارض تصنيفهم على أنهم لاجئون طُردوا وسُلبت أملاكهم لسببين، الاول هو ان اسرائيل بهدي من الروح العامة الصهيونية في عصر بن غوريون لم تستوعب لاجئين جاءوا مُجبرين، بل مهاجرين جاءوا بعد ألفي سنة اشتياق. وكان السبب الثاني الخوف من إحداث معادلة تعترف بأن حرب الاستقلال أوجدت لاجئين من نوعين، يهود طُردوا من البلدان العربية وفلسطينيين طُردوا من اسرائيل. والأعداد متشابهة ايضا: نحو 8 آلاف يهودي، جاءوا سنة 1967، من البلدان العربية ونحو 700 ألف فلسطيني يعتبرون لاجئين بحسب الامم المتحدة.
إن سبب تغير التوجه الحكومي نحو رواية الهجرة كامن في الاعتراف بأن اسرائيل سيصعب عليها من جهة دولية ان تتهرب من الضغط للاعتراف بمسؤولية محدودة على الأقل عن مشكلة اللاجئين الفلسطينيين. ولما كان حق العودة أمرا محظورا فمن المنطق ان نفترض ان تضطر الدولة الى مواجهة طلبهم تعويضات على الأقل.
إن تعريف اليهود بأنهم لاجئون يمكن ان يحرز اذا هدفين، وهما التغطية على رواية النكبة بكارثة يهودية أكبر، والحسم من الدعوى المالية على اسرائيل. فعلى حسب حسابات الباحثين كان اليهود في البلدان العربية يملكون أملاكا تزيد قيمتها على الأملاك الفلسطينية. ومع ذلك ستثمر المعادلة ايضا اسئلة في مجال القانون الدولي مثل أن اسرائيل عاونت على نحو غير رسمي قرار مجلس النواب العراقي على مصادرة أملاك اليهود مقابل السماح لهم بالهجرة. فهل يعني ذلك أنها تخلت عن أملاكهم؟
مهما يكن الامر فان المفارقة المنطقية هي في ان حكومة يمين خاصة تضر بالرواية الصهيونية في تناولها ليهود البلدان العربية باعتبارهم لاجئين. من وجهة نظر الرواية الخاصة لأبناء عائلتي الذين هاجروا من بغداد فان تعريف ‘اللاجئين’ مختلف فيه. لم يشغل أكثرهم في الحقيقة أنفسهم بنشاط صهيوني واستقرت آراؤهم على الهجرة بسبب العداء الذي ثار ضدهم مع انشاء الدولة، لكن الوعي اليهودي الذي حافظوا عليه مئات السنين هو الذي سبّب التأثر الأصيل الذي صاحب هجرتهم، رغم الصعاب والتخلي عن الأملاك.
اذا كانت الحكومة تنوي ان تسعى الى اتفاق لا الى إحداث مضاد للنكبة، فانه توجد في المعادلة بين اللاجئين الفلسطينيين واليهود فائدة. بيد أنه من المؤسف أن الدولة تضلل المواطنين القدماء في توجهها الى ذلك مرتين، مرة بالاغراء بتقديم دعوى بحجة توثيق تراثهم، ومرة اخرى حينما تشجعهم على اعتقاد ان ملء الاستمارة سيساعدهم على الحصول على قيمة أملاكهم، في حين ان الهدف هو احراز ورقة مساومة في التفاوض. فاليهود في هذا الشأن على الأقل كلهم أخوة: ويستطيع الشرقيون ان يسألوا الناجين من المحرقة عن مقدار السخاء الذي أظهرته السلطات عليهم.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
تصريحات دنون تستوجب ابعاده عن منصبه
بقلم: أبراهام تيروش،عن يديعوت
داني دنون فعل هذا، ها هم الجميع يتحدثون عنه، فهو ليس مجرد نائب وزير عادي يتبوأ مهام ثانوية في وزارة الدفاع، نتنياهو لم يعينه وزيرا رغم أنه وصل الى المكان الخامس في الانتخابات التمهيدية في الليكود عندها سيريه ويرينا جميعنا ما يمكن ان يفعله كنائب وزير ايضا. وعلى الطريق، سيحث مكانته في الصراع، الخفي هذه المرة، على خلافة نتنياهو.
عندها فانه يعلن عن سياسة الحكومة وكأنه رئيسها، ويقول للعالم ولنا: لا تصدقوا ما يقوله رئيس الوزراء الحقيقي في الموضوع الفلسطيني، فهو لا يقصد، هو يخدع الجميع، فالحكومة، التي أنا في واقع الامر أمثلها، تعارض حل ‘الدولتين للشعبين’، الذي يتحدث عنه نتنياهو من الشفة الى الخارج، ولكنه لا يفعل شيئا لتحقيقه. كما أن دعوات رئيس الوزراء لاستئناف محادثات السلام مع الفلسطينيين ليست صادقة، حسب دنون، لانه يعرف بانه لن يكون هناك اتفاق ابدا. باختصار، ليس ابو مازن هو العائق للسلام بل حكومة اسرائيل.
يتحدى دنون نتنياهو ايضا لانه دحره جانبا، وكذا لان هذه الاقوال تعززه داخل الليكود اليميني، ناهيك عن أنه يعيش الان ذروة السباق لرئاسة مؤتمر الليكود. الموضوع هو أن دنون محق ايضا في صورة الوضع التي يرسمها، ولكنه محق بقدر لا يقل، وربما أكثر، لو أن رئيس الوزراء طير نائب الوزير من منصبه فور اطلاقه مثل هذه التصريحات. فما كان يمكن في اي نظام سليم لوزير أو نائب وزير ان يبقى على حاله بعد تحد كهذا لرئيس وزرائه وعرضه كمن يتظاهر وعرض سياسته كهراء لن يكون له وجود.
هذه الخطوة كان ينبغي لرئيس الوزراء ان يتخذها في كل الاحوال، سواء كان دنون محقا أم لا. اذا كان نتنياهو يعرف في خفايا قلبه ان تصريحات نائب الوزير صحيحة، وبالفعل ليس لرئيس الوزراء اي نية وقدرة للوصول الى تسوية وأن كل اعلاناته عن رغبته واستعداده للدخول في مفاوضات مع ابو مازن للوصول الى حل الدولتين ليست سوى مناورة تضليل. فمن سمح لدنون بالكشف عن هذا؟ واذا كان يرفض تصريحات نائب الوزير والنوايا التي تعزى له، فقد كان عليه بالاحرى ان يعيده الى مقاعد النواب العاديين. لقد حذر نتنياهو أول أمس من الشروخ في الائتلاف التي من شأنها أن تسقط الحكومة. مناحيم بيغن تحدث في حينه عن ‘افسادات في الحكومة’، وفعلة دايان هي شرخ فاسد لا مثيل له.
ولكن رئيس الوزراء أفلت بضع كلمات واهنة فقط، بمدى وهنه في مركز الليكود. وهو، كالمعتاد، يخاف. وزير الدفاع يعلون ‘الرئيس′ الرسمي لدنون لم يطلق اي كلمة، كلاهما سيضطران الى دعم دنون وجيوشه حين يأتي الاوان. محظور عليهما ان يستفزاه، وبالتأكيد الا يعاقباه.
وملاحظتان في مواضيع اخرى على جدول الاعمال:
لعمر الحاخام الرئيس يوجد قيد أعلى في القانون ـ 70 فما دون عند انتخابه. ليس مؤكدا أن هذا مبرر. أفليس مبرراً اكثر أن يتقرر قيد أدنى، كي لا ينتخب حاخام رئيس شاب اكثر مما ينبغي؟ يغدق ثناء على رأس المرشح الحاخام دافيد لاو، حاخام موديعين، ولكن أليس عمر 47 مبكرا جدا لولاية حاخام رئيس؟ فاذا كان جيدا، فانه بعد عشر سنوات سيكون ناضجا ومناسبا أكثر.
وزير المالية يئير لبيد جلب ابنه ابن الـ17 الى جلسة المجلس الوزاري للسكن. كل الموضوع حل في تقرير مبتسم قصير في وسائل الاعلام وبنكتة الاب الفخور. والان تصوروا أن يكون نتنياهو يفعل مثل هذا الامر. ما كانوا ينزلون عنه لاسبوعين، ويحتمل حتى ان يكون مراقب الدولة ومحكمة العدل العليا مطالبين بمعالجة ‘الجريمة’ الفظيعة هذه.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
حرب الايام الستة.. الحرب التي لم تنته
بقلم: أمنون ابراموفيتش،عن اسرائيل اليوم
تكون قد مرت اليوم 46 سنة على انتهاء حرب الايام الستة. ولا يوجد في تاريخ الشعوب أمثلة كثيرة على تأثير جد حاسم وحاد كتأثير تلك الايام الستة في دولة اسرائيل، ولا سيما اليوم السابع من الحرب وهو أطول يوم وقد استمر الى ايامنا هذه.
لم تكن تلك الحرب حدثا عسكريا، بل كانت وما زالت حدثا ثقافيا. فقد انتهت بمجموعات صور نصر وأناشيد نصر وأغاني نصر وأفلام نصر، وغُلفت بمعنى ديني هو بدء الخلاص، وحركت مسيرة مسيحانية، وعرّفت من جديد بصيغة اسرائيلية مميزة التقسيم بين يمين ويسار. واستحثت شعورا فلسطينيا عند العرب من مواطني اسرائيل، وبدأ جدل قوي وشجار دام حقيقي يتناول قدسية الانسان أو قدسية الارض. والحكمة السياسية أو الحقوق التاريخية، أيهما أسبق وأهم، أمساحة الدولة أم مضمونها ومحتواها.
إن ميزانية الامن التي كانت تراوح الى وقت الحرب بين 6 في المئة الى 10 في المئة من الميزانية العامة ارتفعت بعدها جدا وبلغت الى 14 17 في المئة من الميزانية العامة.
واستخرجت الحرب من يهود الجاليات الهتاف وصيحات الابتهاج. وقد هتف لها يهود الغرب لكنهم لم يهاجروا الى اسرائيل. وغيّرت الصهيونية الدينية التي كانت تيارا سياسيا معتدلا جلدها ووقفت على حرف المنحدر. وعارض حاييم موشيه شبيرا الذي كان آنذاك زعيم الحزب الديني القومي الخروج الى الحرب، وتوسل من اجل الاصغاء الى اصدقائنا في العالم. أما وارثوه فاستخفوا به وبالأغيار وأنشدوا بصوت جهير: ‘ليس لنا من نتكل عليه سوى أبينا الذي في السماء’. وأنشدوا: ‘كل العالم بأجمعه جسر ضيق جدا والشيء الأساس هو عدم الخوف البتة’.
ونشرت بعد الحرب ايضا كتب فكاهات، ولست أعرف كم من الحروب في التاريخ، من حروب اليونان القديمة الى الحرب الاهلية في سورية، حظيت بكتب فكاهات، وهذه علامة على الغرور وفقدان ما بقي من التواضع. وكانت فكاهات ربطت القوة العسكرية بالدين مثل: لماذا استمرت الحرب ستة ايام فقط؟ لأن الحاخامية العسكرية أمرت الجيش الاسرائيلي بالوصول الى قناة السويس قبل دخول السبت.
إن المؤرخين القدماء والجدد مختلفون بينهم في مسألة أكانت اسرائيل آنذاك مُعرضة لخطر وجودي، أكانت الخطابة العربية تقصد ما تقول أم كانت حديث فانتازيا وتعبيرا كلاميا فارغا عن حلم ضئيل. وقد تنبأت وسائل الاعلام الرسمية في الدول المجاورة وقالت في تبجح: ‘سنمحو اسرائيل’ و’سنمحو العار’. و’الرجال للبحر والنساء لنا’. فهل كان ذلك اسلوب كلام أم سعيا الى التنفيذ؟ وخافت اسرائيل آنذاك خوفا قاتلا.
ومع مرور السنين اضطر ساسة مركزيون من الاحزاب المركزية الى الاعتراف بحقيقة انه يجب اعادة العجلة المناطقية والسكانية الى الوراء. ولطمهم الواقع المحلي والعالمي على وجوههم. لقد أدركوا انه يجب حل هذه العقدة، منهم موشيه ديان وشيمعون بيرس واسحق رابين وعيزر وايزمن وارييل شارون وايهود اولمرت وتسيبي ليفني ودافيد ليفي وروني ميلو ودان مريدور وآخرون، لكنهم حينما بدأوا يفكرون تفكيرا يساريا شيئا ما، اتجهت الأيدي الى اليمين بصورة قوية فكان الوعي في جهة والفعل في جهة اخرى.
وتدفقت الموارد والمال والطاقات الى المناطق وما زالت تتدفق الى هناك. وابتعد النقب والجليل والأحياء الفقيرة عن القلب وعن الميزانية العامة. فان بئر السبع وحيفا تُعاملان اليوم معاملة الأطراف. أما ارييل وعمانوئيل وشلوميئيل كما قال رابين بلغة وخازة فهي المركز. يسكن في جنوب البلاد في نصف مساحة الدولة تقريبا نحو من 10 في المئة من السكان.
ينتمي رئيس الوزراء نتنياهو الى المستيقظين. وهو يقول اضمنوا لي ترتيبات امنية وسأبالغ في السير. بيد أن هذه الثقة المتملصة تعبر عن المفارقة المنطقية المستمرة، وهي أنه من اجل تأمين دولة قومية ديمقراطية نتخلى عن دولة قومية ديمقراطية.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ
13/6/2013
<tbody>
في هــــــذا الملف
المظاهرات في تركيا: تنفيس أم قاطرة تغيير؟
بقلم: غيلا ليندنشتراوس ـ اوريت بارلوف وتيمور سئيتوف ،عن نظرة عليا
توازن احمدي نجاد
بقلم: د. افرايم كام،عن اسرائيل اليوم
السلطة الفلسطينية تدير حملة فظة ضد التطبيع مع اسرائيل
بقلم: نداف هعتسني،عن معاريف
مسألة أملاك اليهود في البلدان العربية وتعويضهم ورقة مساومة في المستقبل
بقلم: آفي شيلون،عن هآرتس
تصريحات دنون تستوجب ابعاده عن منصبه
بقلم: أبراهام تيروش،عن يديعوت
حرب الايام الستة.. الحرب التي لم تنته
بقلم: أمنون ابراموفيتش،عن اسرائيل اليوم
</tbody>
المظاهرات في تركيا: تنفيس أم قاطرة تغيير؟
بقلم: غيلا ليندنشتراوس ـ اوريت بارلوف وتيمور سئيتوف ،عن نظرة عليا
المظاهرات التي بدأت في ميدان تقسيم في اسطنبول وانتشرت منذئذ الى بؤر اخرى في الدولة، هي أحد التطورات الاكثر اثارة للاهتمام في تركيا منذ صعود حزب العدالة والتنمية الى الحكم منذ أكثر من عشر سنوات. وبينما لا يزال صعبا ان نرى سيناريو تؤدي فيه هذه المظاهرات الى اسقاط رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان، فانها كفيلة بان تشكل عائقا في وجه مساعيه لتغيير مؤسسة الرئاسة في تركيا، تمهيدا للانتخابات المباشرة للرئاسة في 2014، التي يعتزم التنافس فيها.
عمليا، تخوف بعض من الجمهور التركي من ‘رئيس قوي’ على نمط الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، هو بين عناصر الخلفية لاندلاع المظاهرات في الوقت الحالي. وفي منشورات وزعت اثناء المظاهرات جاء: ‘هذا ليس بسبب الحديقة، هذا بسبب استغلال القوة السياسية، هذا بسبب الرقابة على وسائل الاعلام، هذا بسبب عدم نيل الاقليات حماية الدولة، هذا من أجل الديمقراطية’.
مجموعة مركزية في المظاهرات، هم العلمانيون. ففي اوساط العلمانيين يوجد تنوع واسع من التيارات الايديولوجية: يمكن ان نلاحظ مثلا الليبراليين، الشيوعيين والكماليين المحافظين. وبالنسبة لمجموعة الشباب الليبراليين فان هؤلاء الشباب لا يشعرون فقط بعداء متزايد لحزب العدالة والتنمية، بل ويشعرون بانه ليس لهم عمليا من يمثلهم. وهم يعربون عن النفور من المواقف القديمة لحزب الشعب الجمهوري (الحزب الذي أسسه اتاتورك)، وهم لا يتماثلون مع المواقف القومية لحزب العمل الوطني. محفل مهم آخر يشارك في المظاهرات هو الاقلية العلوية التركية، التي تقدر بنحو 15 في المئة من السكان. هذه الاقلية التي لديها شكاوى تاريخية ضد الاغلبية السنية، تشعر بالاحباط في الزمن الراهن. والامر ينبع من انه حسب فهمهم، عملية التقارب مع الاكراد طمست حقوقهم. وتعبير رمزي عن موقف الحكم من هذه الاقلية، هو حقيقة ان الاسم الذي اختير للمشروع الطموح المتمثل ببناء جسر ثالث فوق البوسفور، هو السلطان سليم الاول، الذي اشتهر ضمن امور اخرى بضرب العلويين. فضلا عن ذلك، فان العلويين الاتراك غير راضين عن السياسة التركية بالنسبة لما يجري في سورية، والموقف المتصلب تجاه نظام بشار الاسد. كما يوجد في المظاهرات أيضا حضور للاقلية الكردية، وان كان بشكل نسبي في جنوب شرق الدولة هادئ. من يبدون كمن ‘يجلس على الجدار’ هم اولئك المتماثلين مع حركة غولان (حركة مجتمع مدني ذات لون ديني اقامها الداعية فتوالله غولان ولها بضعة ملايين من المؤيدين)، ممن هم غير راضين عن ميول الحكم المطلق المتزايدة لدى اردوغان. ومن جهة أخرى فان الكثير من المؤيدين لهذه الحركة هم من جمهور ناخبي حزب العدالة والتنمية. ومن تغيب حتى الان سواء عن الموقف من الاحتجاج في الشبكة الاجتماعية أم في الميدان، هو الجيش التركي. وليس هذا مفاجئا في ضوء العملية التي بادر اليها وحققها اردوغان في السنوات الاخيرة، تعطيل الجيش التركي كلاعب سياسي. في هذا السياق تجدر الاشارة الى ان المتظاهرين في الميدان، في معظمهم، لا يريدون مرة اخرى تدخل الجيش. ومع ذلك، في المنظور التاريخي يمكن لهذا بالتأكيد ان يشكل سابقة في ضوء أن عدم الاستقرار السياسي في الماضي كان احد الدوافع الاساسية لتدخل الجيش.
احدى المشاكل الاساسية في تركيا في السنوات الاخيرة هي الرقابة الذاتية للصحف في اعقاب اعتقال الكثير من الصحافيين في الدولة، وكذا الضغط الذي يمارسه حزب العدالة والتنمية على محافل الاعلام التي لا تسير في خط الحكومة. وهكذا فقد كانت الشبكات الاجتماعية، التي تحظى ايضا على اي حال بالشعبية في اوساط الجمهور التركي (32 مليون مستخدم رسمي في الفيسبوك ونحو 10 ملايين في التويتر، بالنسبة لعدد من السكان يبلغ نحو 74 مليون نسمة) هي التي شكلت أداة مركزية لانتشار المظاهرات والزخم الذي حققته. وقبل المظاهرات انطلق انتقاد للصحافة التركية، ولكن سلوكها في اثناء المظاهرات (وكذا سلوك الشرطة) وصف في الشبكة بانه ‘خيانة’. وبالنسبة لمسألة ما الذي أدى الى الاحتجاج الاجتماعي، فان الحديث البارز في الشبكة كان ان موجة الاحتجاج الاجتماعي هي رد عفوي وعاطفي على رد فعل الشرطة العنيف والقمعي.
فاستخدام الغاز المسيل للدموع، خراطيم المياه ووسائل عنيفة اخرى لتفريق المظاهرات كانت فقط جزءا من الاساليب التي استخدمتها الشرطة لتفريق مظاهرة مدنية، لم تكن عنيفة في طابعها. وتصاعد رد الفعل المتسلسل كنتيجة لادارة فاشلة للحدث وصعوبة النظام في الاحتواء والسيطرة على مستوى اللهيب، بل ان الوضع تفاقم حين كان واضحا ان وسائل الاعلام الرسمية والتقليدية مجندة في صالح النظام. ومع اندلاع الاضطرابات، واصلت كل شبكات التلفزيون الرسمية سياسة البث المحدد. ولم يحظَ الاحتجاج الاجتماعي بتغطية مناسبة ولم تمنح منصة اعلامية رسمية لصوت الاحتجاج باسماع ذاته، بل تعاظم الاحباط حين انحصرت التغطية، التحليل والتوثيق للاحتجاج على نحو شبه مطلق بالشبكات الاجتماعية. ويمكن ان نتعرف على خوف السلطة من تأثير الشبكات الاجتماعية من خلال اعتراف شركة الهواتف الخلوية التركية الرائدة، توركسال، بانها تعرضت للضغط في أول يوم للمظاهرات الكبرى لتقييد الخدمة في منطقة ميدان تقسيم، وكذا تصريح اردوغان العلني في أن التويتر مليء بالاكاذيب.
مشوق الموقف سواء من وزير الخارجية التركي، احمد داود اوغلو أم الرئيس التركي عبدالله غول من ‘المس المحتمل بصورة تركيا’ في اعقاب المظاهرات. ويمكن أن نفهم هذه التصريحات في السياق العام لمحاولة تركيا تحقيق نفوذها في المناطق المجاورة لها من خلال ‘القوة الرقيقة’ وفكرة ‘النموذج التركي’. يمكن أن نقدر مع ذلك ان ليست المظاهرات هي التي تمس بصورة تركيا، بل شكل قمعها. وبشكل أكثر تحديدا يمكن أن نفهم تصريحات المسؤولين الاتراك هذه على خلفية حملة اسطنبول لان تكون مضيفة الالعاب الاولمبية 2020. وفي ضوء أن القرار عن المدينة الفائزة سيحسم في ايلول/سبتمبر، فالتقديرات هي أنه في اعقاب المظاهرات فرص اسطنبول باتت اقل.
احتمال تحول المظاهرات الى ‘ربيع تركي’ تكون نتيجته اسقاط الحكم، يبدو كما اسلفنا صغيرا. فالكثيرون في الشبكة يشددون على أن تقسيم ليس ميدان التحرير والرئيس التركي ايضا قال انه يجب أن نرى المظاهرات كمظاهرات تشبه حركة ‘احتلال وول ستريت’ اكثر مما تشبه الهزة في العالم العربي. خطأ هو ايضا رؤية ما يحصل اليوم في تركيا فقط بتعابير الصراع بين العلمانيين والمتدينين. وحتى لو كان العلمانيون هم الذين يقودون المظاهرات، فان آخرين في الجمهور يتماثلون مع قسم من الانتقاد الذي ينطلق على سلوك اردوغان، ولهذا فان المظاهرات الحالية هي بالتأكيد اشارة تحذير لحكم حزب العدالة والتنمية.
في الشبكة يدعون بان انفجار المشاعر الشعبية سيكون له تأثير استراتيجي على الخريطة السياسية لتركيا. ويؤمن الكثيرون بان ما بدأ كاحتجاج اجتماعي عفوي يجب أن يترجم الى عمل سياسي منظم، وانه رغم ان لهذا الاحتجاج وجوه عديدة فليست له قيادة. رغم اليافطات التي رفعت في المظاهرات ودعت الى استقالة اردوغان، واضح أن اغلبية المتظاهرين معنيون اولا وقبل كل شيء بلجمه ولجم بعض خطواته التي اعتبرتها مجموعات واسعة من الجمهور خطوات غير ديمقراطية.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
توازن احمدي نجاد
بقلم: د. افرايم كام،عن اسرائيل اليوم
أصبح نهائيا الآن أن محمود احمدي نجاد سينزل في الايام القريبة عن المسرح السياسي مع انتهاء ولايته الثانية رئيسا لايران. وكان يفترض ان يحدث هذا قبل اربع سنوات، حين انتهاء ولايته الاولى، بيد ان نتائج الانتخابات زورت آنذاك ومنح الزعيم الروحي علي خامنئي الرئيس تأييده واهتم بابقائه في منصبه. ويوجب عليه الدستور الايراني الآن ان يترك عمله.
تركت ثماني سنوات ولاية احمدي نجاد لايران توازنا مختلطا، فهناك من جهة البرنامج الذري الايراني المنطلق الى الأمام. ووسعت ايران حلقة منشآتها الذرية وهي تسيطر على علم بانتاج سلاح ذري وتخصب اليورانيوم بكميات كبيرة تكفي لبناء سلاح ذري، بعد القرار بأشهر معدودة.
ونالت ايران انجازا آخر، ففي 2001 و2003 سيطرت قوات امريكية على جارتيها افغانستان والعراق. وسبب وجود قوات امريكية كبيرة في جانبي ايران قلقا حقيقيا فيها، ولا سيما في 2003 من امكانية ان تهاجمها الولايات المتحدة ايضا كي توقف برنامجها الذري، لكن هذا القلق تضاءل بالتدريج، هذا الى ان القوات الامريكية أُجليت عن العراق في 2011 وهي توشك ان تجلو عن افغانستان في 2014. لكن ستبقى قوات كبيرة في منطقة الخليج. ان خروجها من العراق وافغانستان تراه ايران انجازا مهما. والى ذلك استغل النظام الايراني في السنوات الاخيرة علاقاته بالشيعة في العراق ومنزلتهم المتقدمة فيه ليوسع تأثيره في جارته. مقابل هذه الانجازات اضطرت ايران الى مواجهة مشكلات صعبة على عهد احمدي نجاد، مثل عبء يزداد ثقلا لعقوبات لم يسبق لها مثيل تقودها امريكا واوروبا. ان موجة العقوبات التي بدأت في 2012 قوية ومؤلمة، وتشعر الحكومة بها شعورا جيدا وكذلك المنظمات الاقتصادية والناس في الشارع. وتضر العقوبات بتصدير النفط من ايران وتعزل نظامها المصرفي جزئيا وتضائل ايرادات حكومتها واحتياطيها من العملة الاجنبية، وتُسبب انخفاض قيمة العملة الايرانية وزيادة التضخم المالي. ويوجد لذلك دائما احتمال انفجار غليان حقيقي مضاد للنظام.
يضاف الى ذلك ان نضال نظام الاسد في سورية عن مستقبله واحتمالات بقائه منخفضة. فاذا سقط نظامه فقد تفقد ايران حليفتها الوحيدة، وستزداد عزلتها حدة ويتم الاضرار بعلاقاتها بحزب الله. وتحاول ايران مساعدة الاسد بشحنات سلاح مرسلة وبمعدات عسكرية في الأساس وبمشورة في القتال يقدمها ضباط حرس الثورة الذين أُرسلوا الى سورية وبمساعدة مالية. لكن من الواضح ان احتمالات بقائه ليست متعلقة بها.
وتضررت مكانة احمدي نجاد ايضا تضررا شديدا في السنوات الاخيرة، فقد انشأ لنفسه خصوما في كل منظومة تقريبا في البرلمان والقيادة الدينية وجهاز القضاء ووسائل الاعلام. وهو مكروه من كثيرين في ايران ووجه اليه انتقاد شديد بسبب الوضع الاقتصادي. وفي الاضطرابات التي حدثت في حزيران/يونيو 2009 على أثر الانتخابات، سار مئات الآلاف في الشوارع يهتفون ‘الموت للديكتاتور’. لكن أبلغ أخطائه كان سلوكه السياسي الذي أفضى الى شقاق بينه وبين خامنئي. فقد أصبح احمدي نجاد منذ 2009 عبئا على الزعيم الروحي، وأصاب انتقاد الرئيس خامنئي ايضا وأضر بمكانته. وحاول احمدي نجاد ان يبني لنفسه قاعدة قوة سياسية واقتصادية تحافظ على مكانته بعد انتهاء ولايته. وحاول ان يقود سياسة وطنية تعارض توجه المؤسسة الدينية وتضعضع سيطرة الفقهاء على القرارات السياسية. لكنه فشل وتضاءل تأييده وهو يغادر الساحة السياسية ومكانته في الحضيض.
سيتم تذكر احمدي نجاد في اسرائيل في الأساس بسبب دعواته الى محوها عن الخريطة وإنكاره للمحرقة. وقد فعل زعماء ايرانيون آخرون ذلك ايضا لكن سلسلة تصريحات احمدي نجاد اللاذعة، وبين يديها التقدم في البرنامج الذري أحدثت انطباع التهديد الذري الايراني المفرط. ومن هذه الجهة أصبح احمدي نجاد كنزا دعائيا مهما لاسرائيل وساعدها على ان تُبين في العالم الحاجة الى بذل كل جهد لمنع ايران من الحصول على السلاح الذري.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
السلطة الفلسطينية تدير حملة فظة ضد التطبيع مع اسرائيل
بقلم: نداف هعتسني،عن معاريف
هذا الاسبوع نشرت دعوة رئيس اللجنة الاولمبية الفلسطينية جبريل الرجوب فريق برشلونة لكرة القدم الى عدم المجيء للعب في اسرائيل، كي لا يتعاون مع الاحتلال الاسرائيلي الذي يقع ‘من البحر وحتى النهر’. كما علم بان الفلسطينيين رفضوا مبادرة لاجراء مباراة لفريق اسرائيلي ـ فلسطيني كي لا يتعاونوا مع دولة الاحتلال. وما لم يحظَ بالكشف هو أن هذا الحدث لا يشكل سوى طرف الجبل الجليدي الذي لسبب ما لا يغطى عندنا اعلاميا، في إطاره تدير السلطة الفلسطينية والمنظمة التي أقامتها، فتح، حملة فظة ضد كل تطبيع بين الشعبين. كما أنهم يقمعون ويهاجمون كل علاقة تجارية، او رياضية او اجتماعية.
وجرت في الاسابيع الاخيرة محاولة لعقد مباراة ودية لفريق من الشباب الفلسطيني مع فريق من حولون، برعاية الاتحاد الاوروبي، غير أن منظمة فتح وقفت بوحشية ضد المنظمين الفلسطينيين ومنعت الحدث. والى جانب ذلك تلقى رجال أعمال فلسطينيون من جنين كانوا دعوا الى الغرفة التجارية في حيفا، تهديدات من منظمة فتح كي لا يتجرأوا على الوصول الى اللقاء.. رجال أعمال آخرون وعلى رأسهم الملياردير منيب المصري ممن اعتزموا اللقاء مع رجال أعمال اسرائيليين في أعقاب قرار المؤتمر الاقتصادي الذي انعقد في الاردن قبل نحو اسبوعين، يوجدون تحت حملة من التحريض والتهديد ضدهم، من قبل محافل من السلطة وفتح. وحقيقة أنه شارك في المؤتمر ابو مازن وشجع المبادرة ظاهرا، الا انه لم يتغير في الامر شيء. والى جانب ذلك، فان صحافيين فلسطينيين التقوا في الخارج مع صحافيين اسرائيليين، طردوا من رابطة الصحافيين الفلسطييين.
هكذا تجري حملة ضد ما يسمى ‘المطبع′. فمن جهة يدعي الحكم الفلسطيني بانه يريد السلام واسرائيل هي الرافضة. ومن جهة اخرى فانه يواظب على التحريض ضد مجرد وجودنا في الصحافة وفي كتب التعليم، والان يقود حملة لقطع كل علاقة بين اليهود والعرب. وتشكل الحملة ضد التطبيع استكمالا طبيعيا للنشاط الحثيث الذي تقوم به سلطة ابو مازن، في اطار المساعي الدولية لفرض المقاطعة والنبذ للدولة اليهودية بأسرها.
السلطة هي لاعب نشيط في كل ‘اسبوع أبرتهايد’ ضد اسرائيل، في كل خطوة لمنظمات اليسار المتطرف، في البلاد وفي الخارج، لتصفية الدولة الصهيونية. ويوم السبت الماضي فقط شارك وزير الاقتصاد الفلسطيني جواد ناجي، في اجتماع عقدته في بيت لحم منظمة مقاطعة ضد اسرائيل. وحتى رئيس الوزراء الفلسطيني السابق، حبيب الغرب سلام فياض، تصدر خطوات المقاطعة على البضائع الاسرائيلية.
المفارقة هي انه حتى رجال اليسار المتطرف الذين منذ سنين كانوا محبين للفلسطينيين، بدأوا يستقبلون بعداء. فقبل بضعة أسابيع انقذ حاخام يهودي ناشطا يساريا من اعتداء ضده قام به جمع فلسطيني حاصر الفندق الذي كان فيه في رام الله في اجتماع ‘الحوار بين الاديان’. كما أن متبرعين أجانب لمنظمة ‘سلام’ المتماثلة مع اليسار، وجدوا صعوبة في لقاء المدعومين الفلسطينيين علنا. فقد نقلوا في ظلمة الليل في لقاء في قرية عربية وحذروا من مغبة جلبهم صحافيين خوفا من المقاطعة. وفي الماضي فان قتلة مثل مروان البرغوثي وجبريل الرجوب نفسه لعبوا لعبة السلام والتعايش ونجحوا، بواسطتها، في تشويش كثيرين وطيبين. مؤخرا غير رجال ابو مازن الاتجاه فهم يحرضون علنا ضد اسرائيل ويعرفون أنفسهم بانهم العدو الالد لنا، مثلما صرح الرجوب لصحيفة لبنانية مؤخرا. وهكذا فان مخلوق يد ‘السلام’ السلطة الفلسطينية تكشف وجهها الحقيقي وتفترس وهم السلام. ان الوحش الذي يسمى المسيرة السلمية’ والذي ابتلع حتى اليوم العديد من الضحايا، بدأ يفترس ذيله.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
مسألة أملاك اليهود في البلدان العربية وتعويضهم ورقة مساومة في المستقبل
بقلم: آفي شيلون،عن هآرتس
تُذاع في الآونة الاخيرة في التلفاز دعاية يشجع فيها يوسي ألفي أبناء الطائفة الشرقية على رواية قصصهم من اجل التوثيق التاريخي. بيد انه تكمن تحت العنوان البشوش وهو ‘أخبر ابنك’ خطة ذات آثار تاريخية تغيب عن ناظر الجمهور.
إن مشاهدي الدعاية مدعوون الى زيارة موقع مكتب المواطنين القدماء على الانترنت والى رواية قصصهم. وهذا في ظاهر الامر مؤثر وحق كما هو مهم توثيق تراث يهود اوروبا، من المناسب تخليد تاريخ من جاءوا من البلدان الاسلامية. لكن من دخلوا الى الموقع وأرادوا توثيق قصصهم وجدوا مفاجأة وهي استمارة بيروقراطية توجههم الى كيفية المطالبة بالأملاك التي سُلبت منهم حينما هاجروا الى البلاد. وفي هذا الاسبوع وعلى أثر شكاوى، كما يبدو، أُبرز في الاستمارة ايضا الجزء الذي يتناول التوثيق لكن أكثر المواد فيها ما زالت تتعلق بالمطالبة بالأملاك.
إن مشروع ‘أخبر ابنك’ هو ثمرة قرار حكومي في 2009 على تغيير السياسة القديمة المتعلقة برواية المهاجرين من الشرق. فقد كانت الدولة الى ذلك الوقت تعارض تصنيفهم على أنهم لاجئون طُردوا وسُلبت أملاكهم لسببين، الاول هو ان اسرائيل بهدي من الروح العامة الصهيونية في عصر بن غوريون لم تستوعب لاجئين جاءوا مُجبرين، بل مهاجرين جاءوا بعد ألفي سنة اشتياق. وكان السبب الثاني الخوف من إحداث معادلة تعترف بأن حرب الاستقلال أوجدت لاجئين من نوعين، يهود طُردوا من البلدان العربية وفلسطينيين طُردوا من اسرائيل. والأعداد متشابهة ايضا: نحو 8 آلاف يهودي، جاءوا سنة 1967، من البلدان العربية ونحو 700 ألف فلسطيني يعتبرون لاجئين بحسب الامم المتحدة.
إن سبب تغير التوجه الحكومي نحو رواية الهجرة كامن في الاعتراف بأن اسرائيل سيصعب عليها من جهة دولية ان تتهرب من الضغط للاعتراف بمسؤولية محدودة على الأقل عن مشكلة اللاجئين الفلسطينيين. ولما كان حق العودة أمرا محظورا فمن المنطق ان نفترض ان تضطر الدولة الى مواجهة طلبهم تعويضات على الأقل.
إن تعريف اليهود بأنهم لاجئون يمكن ان يحرز اذا هدفين، وهما التغطية على رواية النكبة بكارثة يهودية أكبر، والحسم من الدعوى المالية على اسرائيل. فعلى حسب حسابات الباحثين كان اليهود في البلدان العربية يملكون أملاكا تزيد قيمتها على الأملاك الفلسطينية. ومع ذلك ستثمر المعادلة ايضا اسئلة في مجال القانون الدولي مثل أن اسرائيل عاونت على نحو غير رسمي قرار مجلس النواب العراقي على مصادرة أملاك اليهود مقابل السماح لهم بالهجرة. فهل يعني ذلك أنها تخلت عن أملاكهم؟
مهما يكن الامر فان المفارقة المنطقية هي في ان حكومة يمين خاصة تضر بالرواية الصهيونية في تناولها ليهود البلدان العربية باعتبارهم لاجئين. من وجهة نظر الرواية الخاصة لأبناء عائلتي الذين هاجروا من بغداد فان تعريف ‘اللاجئين’ مختلف فيه. لم يشغل أكثرهم في الحقيقة أنفسهم بنشاط صهيوني واستقرت آراؤهم على الهجرة بسبب العداء الذي ثار ضدهم مع انشاء الدولة، لكن الوعي اليهودي الذي حافظوا عليه مئات السنين هو الذي سبّب التأثر الأصيل الذي صاحب هجرتهم، رغم الصعاب والتخلي عن الأملاك.
اذا كانت الحكومة تنوي ان تسعى الى اتفاق لا الى إحداث مضاد للنكبة، فانه توجد في المعادلة بين اللاجئين الفلسطينيين واليهود فائدة. بيد أنه من المؤسف أن الدولة تضلل المواطنين القدماء في توجهها الى ذلك مرتين، مرة بالاغراء بتقديم دعوى بحجة توثيق تراثهم، ومرة اخرى حينما تشجعهم على اعتقاد ان ملء الاستمارة سيساعدهم على الحصول على قيمة أملاكهم، في حين ان الهدف هو احراز ورقة مساومة في التفاوض. فاليهود في هذا الشأن على الأقل كلهم أخوة: ويستطيع الشرقيون ان يسألوا الناجين من المحرقة عن مقدار السخاء الذي أظهرته السلطات عليهم.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
تصريحات دنون تستوجب ابعاده عن منصبه
بقلم: أبراهام تيروش،عن يديعوت
داني دنون فعل هذا، ها هم الجميع يتحدثون عنه، فهو ليس مجرد نائب وزير عادي يتبوأ مهام ثانوية في وزارة الدفاع، نتنياهو لم يعينه وزيرا رغم أنه وصل الى المكان الخامس في الانتخابات التمهيدية في الليكود عندها سيريه ويرينا جميعنا ما يمكن ان يفعله كنائب وزير ايضا. وعلى الطريق، سيحث مكانته في الصراع، الخفي هذه المرة، على خلافة نتنياهو.
عندها فانه يعلن عن سياسة الحكومة وكأنه رئيسها، ويقول للعالم ولنا: لا تصدقوا ما يقوله رئيس الوزراء الحقيقي في الموضوع الفلسطيني، فهو لا يقصد، هو يخدع الجميع، فالحكومة، التي أنا في واقع الامر أمثلها، تعارض حل ‘الدولتين للشعبين’، الذي يتحدث عنه نتنياهو من الشفة الى الخارج، ولكنه لا يفعل شيئا لتحقيقه. كما أن دعوات رئيس الوزراء لاستئناف محادثات السلام مع الفلسطينيين ليست صادقة، حسب دنون، لانه يعرف بانه لن يكون هناك اتفاق ابدا. باختصار، ليس ابو مازن هو العائق للسلام بل حكومة اسرائيل.
يتحدى دنون نتنياهو ايضا لانه دحره جانبا، وكذا لان هذه الاقوال تعززه داخل الليكود اليميني، ناهيك عن أنه يعيش الان ذروة السباق لرئاسة مؤتمر الليكود. الموضوع هو أن دنون محق ايضا في صورة الوضع التي يرسمها، ولكنه محق بقدر لا يقل، وربما أكثر، لو أن رئيس الوزراء طير نائب الوزير من منصبه فور اطلاقه مثل هذه التصريحات. فما كان يمكن في اي نظام سليم لوزير أو نائب وزير ان يبقى على حاله بعد تحد كهذا لرئيس وزرائه وعرضه كمن يتظاهر وعرض سياسته كهراء لن يكون له وجود.
هذه الخطوة كان ينبغي لرئيس الوزراء ان يتخذها في كل الاحوال، سواء كان دنون محقا أم لا. اذا كان نتنياهو يعرف في خفايا قلبه ان تصريحات نائب الوزير صحيحة، وبالفعل ليس لرئيس الوزراء اي نية وقدرة للوصول الى تسوية وأن كل اعلاناته عن رغبته واستعداده للدخول في مفاوضات مع ابو مازن للوصول الى حل الدولتين ليست سوى مناورة تضليل. فمن سمح لدنون بالكشف عن هذا؟ واذا كان يرفض تصريحات نائب الوزير والنوايا التي تعزى له، فقد كان عليه بالاحرى ان يعيده الى مقاعد النواب العاديين. لقد حذر نتنياهو أول أمس من الشروخ في الائتلاف التي من شأنها أن تسقط الحكومة. مناحيم بيغن تحدث في حينه عن ‘افسادات في الحكومة’، وفعلة دايان هي شرخ فاسد لا مثيل له.
ولكن رئيس الوزراء أفلت بضع كلمات واهنة فقط، بمدى وهنه في مركز الليكود. وهو، كالمعتاد، يخاف. وزير الدفاع يعلون ‘الرئيس′ الرسمي لدنون لم يطلق اي كلمة، كلاهما سيضطران الى دعم دنون وجيوشه حين يأتي الاوان. محظور عليهما ان يستفزاه، وبالتأكيد الا يعاقباه.
وملاحظتان في مواضيع اخرى على جدول الاعمال:
لعمر الحاخام الرئيس يوجد قيد أعلى في القانون ـ 70 فما دون عند انتخابه. ليس مؤكدا أن هذا مبرر. أفليس مبرراً اكثر أن يتقرر قيد أدنى، كي لا ينتخب حاخام رئيس شاب اكثر مما ينبغي؟ يغدق ثناء على رأس المرشح الحاخام دافيد لاو، حاخام موديعين، ولكن أليس عمر 47 مبكرا جدا لولاية حاخام رئيس؟ فاذا كان جيدا، فانه بعد عشر سنوات سيكون ناضجا ومناسبا أكثر.
وزير المالية يئير لبيد جلب ابنه ابن الـ17 الى جلسة المجلس الوزاري للسكن. كل الموضوع حل في تقرير مبتسم قصير في وسائل الاعلام وبنكتة الاب الفخور. والان تصوروا أن يكون نتنياهو يفعل مثل هذا الامر. ما كانوا ينزلون عنه لاسبوعين، ويحتمل حتى ان يكون مراقب الدولة ومحكمة العدل العليا مطالبين بمعالجة ‘الجريمة’ الفظيعة هذه.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
حرب الايام الستة.. الحرب التي لم تنته
بقلم: أمنون ابراموفيتش،عن اسرائيل اليوم
تكون قد مرت اليوم 46 سنة على انتهاء حرب الايام الستة. ولا يوجد في تاريخ الشعوب أمثلة كثيرة على تأثير جد حاسم وحاد كتأثير تلك الايام الستة في دولة اسرائيل، ولا سيما اليوم السابع من الحرب وهو أطول يوم وقد استمر الى ايامنا هذه.
لم تكن تلك الحرب حدثا عسكريا، بل كانت وما زالت حدثا ثقافيا. فقد انتهت بمجموعات صور نصر وأناشيد نصر وأغاني نصر وأفلام نصر، وغُلفت بمعنى ديني هو بدء الخلاص، وحركت مسيرة مسيحانية، وعرّفت من جديد بصيغة اسرائيلية مميزة التقسيم بين يمين ويسار. واستحثت شعورا فلسطينيا عند العرب من مواطني اسرائيل، وبدأ جدل قوي وشجار دام حقيقي يتناول قدسية الانسان أو قدسية الارض. والحكمة السياسية أو الحقوق التاريخية، أيهما أسبق وأهم، أمساحة الدولة أم مضمونها ومحتواها.
إن ميزانية الامن التي كانت تراوح الى وقت الحرب بين 6 في المئة الى 10 في المئة من الميزانية العامة ارتفعت بعدها جدا وبلغت الى 14 17 في المئة من الميزانية العامة.
واستخرجت الحرب من يهود الجاليات الهتاف وصيحات الابتهاج. وقد هتف لها يهود الغرب لكنهم لم يهاجروا الى اسرائيل. وغيّرت الصهيونية الدينية التي كانت تيارا سياسيا معتدلا جلدها ووقفت على حرف المنحدر. وعارض حاييم موشيه شبيرا الذي كان آنذاك زعيم الحزب الديني القومي الخروج الى الحرب، وتوسل من اجل الاصغاء الى اصدقائنا في العالم. أما وارثوه فاستخفوا به وبالأغيار وأنشدوا بصوت جهير: ‘ليس لنا من نتكل عليه سوى أبينا الذي في السماء’. وأنشدوا: ‘كل العالم بأجمعه جسر ضيق جدا والشيء الأساس هو عدم الخوف البتة’.
ونشرت بعد الحرب ايضا كتب فكاهات، ولست أعرف كم من الحروب في التاريخ، من حروب اليونان القديمة الى الحرب الاهلية في سورية، حظيت بكتب فكاهات، وهذه علامة على الغرور وفقدان ما بقي من التواضع. وكانت فكاهات ربطت القوة العسكرية بالدين مثل: لماذا استمرت الحرب ستة ايام فقط؟ لأن الحاخامية العسكرية أمرت الجيش الاسرائيلي بالوصول الى قناة السويس قبل دخول السبت.
إن المؤرخين القدماء والجدد مختلفون بينهم في مسألة أكانت اسرائيل آنذاك مُعرضة لخطر وجودي، أكانت الخطابة العربية تقصد ما تقول أم كانت حديث فانتازيا وتعبيرا كلاميا فارغا عن حلم ضئيل. وقد تنبأت وسائل الاعلام الرسمية في الدول المجاورة وقالت في تبجح: ‘سنمحو اسرائيل’ و’سنمحو العار’. و’الرجال للبحر والنساء لنا’. فهل كان ذلك اسلوب كلام أم سعيا الى التنفيذ؟ وخافت اسرائيل آنذاك خوفا قاتلا.
ومع مرور السنين اضطر ساسة مركزيون من الاحزاب المركزية الى الاعتراف بحقيقة انه يجب اعادة العجلة المناطقية والسكانية الى الوراء. ولطمهم الواقع المحلي والعالمي على وجوههم. لقد أدركوا انه يجب حل هذه العقدة، منهم موشيه ديان وشيمعون بيرس واسحق رابين وعيزر وايزمن وارييل شارون وايهود اولمرت وتسيبي ليفني ودافيد ليفي وروني ميلو ودان مريدور وآخرون، لكنهم حينما بدأوا يفكرون تفكيرا يساريا شيئا ما، اتجهت الأيدي الى اليمين بصورة قوية فكان الوعي في جهة والفعل في جهة اخرى.
وتدفقت الموارد والمال والطاقات الى المناطق وما زالت تتدفق الى هناك. وابتعد النقب والجليل والأحياء الفقيرة عن القلب وعن الميزانية العامة. فان بئر السبع وحيفا تُعاملان اليوم معاملة الأطراف. أما ارييل وعمانوئيل وشلوميئيل كما قال رابين بلغة وخازة فهي المركز. يسكن في جنوب البلاد في نصف مساحة الدولة تقريبا نحو من 10 في المئة من السكان.
ينتمي رئيس الوزراء نتنياهو الى المستيقظين. وهو يقول اضمنوا لي ترتيبات امنية وسأبالغ في السير. بيد أن هذه الثقة المتملصة تعبر عن المفارقة المنطقية المستمرة، وهي أنه من اجل تأمين دولة قومية ديمقراطية نتخلى عن دولة قومية ديمقراطية.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ