المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المواقع الالكترونية التابعة لتيار الدحلان 62



Haneen
2013-06-17, 09:17 AM
المواقع الالكترونية التابعة لتيار دحلان 62
11/6/2013

مقــــــــــــــــــــــــــــ ـــــالات

ثقافة وطن ..!! ( أهو ) العاوي إنتصر ..؟!

امد / أحمد دغلس /11-6-2013

بالأمس توجنا اكاديميا ناجحا ( محترما ) رئيسا للوزراء ،،، تفاخرنا بالإنتقاء ... اكاديمي من قلب الوطن ، مُنسب قالوا فيه كثير من القول الحسن ، لكن ما حدث في اول طلاته يثير التساؤل ..!! أهل هي قسمته نصيبه حظه ام ما ( شاء ) له القدر ..؟؟ ما جرى في اليومين ألأولين من بدء ورشة عمله ، في مشغل حكومة الوطن ، بحاجة الى كم آخر من الوعي والثقافة الوطنية ..؟؟ ما جرى في اول التنصيب غير مشجعة .... لأجرؤ أن اتسائل ، اين ثقافة المواطن والوطن ...!! زرت المواقع واليوتوب وفليت صفحات الصحف وأخبار الوطن ، فوجدت اننا لسنا بثقافة المحنة التي نحن فيها ، وإنما بثقافة لم نعرفها من قبل ، ويلنا ما السبب ..؟؟

اولها قبيلتنا الخليلية التي هددت بالإنفصال عن إمبراطورية فلسطين لأنها خرجت ( بدون ) وزير ...!! ليرعى القبيلة ... هكذا تصوروا وكاننا في العصر قديم ، عصر داحس والغبراء نخاف تزوير السباق وتسمية الخٍلْفة لداحس ام للغبراء .... ، ليقوم الرئيس ورئيس الوزراء بإشعال الشمعة الخمسة والعشرين من شمع الخليل ( الخالص ) لتأخذ وزارة الثقافة ...!! وأي ثقافة ..؟؟ هل التي نحن ألأحوج اليها ... !! لنرى ،،، ناهيك عن هذا وذاك ، ليأتي ثانية مواطن فلسطيني ( يتهم ) نفسه بمبادر وطني ، ليعلق الكلمات التهكمية على شماعة مداخلة رأي ضمن ساحة حرية التعبير ، لكنه لم يوفق لكونه يحمل من الضغينة اكثر مما يحمل من حرية التعبير ، لينزلق نزقا سيد ( مُنَصَب ) وزير بتمرير نعت ( العواء ) لغة الكلب الذي أخلص للإنسان على مدى الالاف السنين ، رجل يتكلم بلسان التكهم إنسان ( لا ) يعوي وإن خرج عما نؤمن به من ساحة حرية القول ، لكن لكل زمان رجال وحكام ، شاهدت دما يسيل من رأس العاوي ..؟! قالوا انها من سبب حرب جرت على ساحة جامعة بيت لحم بين الفلسطينيين ..؟؟ قالوا عنها ثقافة الدفاع عن كبيرنا ( لا ) برأيي حقا ثقافة ( حصار ) كبيرنا بثقافة فئة البدون ..!! يحملها سادة العنف المفرط ليرموها بحضن الكبير ..!! متناسيين سعة صدر المسئولية حتى في سوء ظُلمة الحال .

الثالث المفجع ... مشاهدة فيديو حادث سير بين نابلس وطولكرم مع عامل نظافة ... تصدمه سيارة مسرعة ليطير ، يطير ... ويطير ساقطا على الأرض ، تاتي الرجال تقلبَه ، تتفحصه ... ينتفض... يرتعش ، يتقوقع ، عدسات الخلوي تقتنص المشهد وكاننا في هولوود ( أكشن ) ليس هذا المهم بل المهم ان السيارات التابعة من وراء الحادث لا تستقر حتى تنفض المأساة وينتظم المرور ..!! تمر ملتوية ومُتلَوية مسرعة وكان عاوي ( كلب ) لا إنسان ممد على الطريق ، ليس له ام تبكيه ولا عائلة تندبه ... ولا احلام كثيرة لم يحققها بعد لأقول لنفسي ... ويحاه ،،، أهل هذه ثقافتنا ..؟؟ ثقافة التهكم والتشهير ، ثقافة ضيق صدر المسئول ، ثقافة التعدي بقانون الضرب المفرط ، ثقافة المرور دون ثقافة القاعدة الذهبية التي اولها الحرص على المارة في شوارع الوطن ... اهل هذه اخلاقنا التي نٌعًرِفُها ..!! بثقافة الوطن ثقافة التكافل ثقافة الحس ... ثقافة إحترام الحدث وإحترام الموت ...ثقافة المخاطبة ، ثقافة إحترام حرية الرأي دون المساس بكرامة الآخرين وقواعده ،،،، ثقافة القانون بعيدا عن ثقافة القوة والضرب المبرح ... اسئلة تحيرني كان الله بعون الوطن .

لكي لا انسى : ليش بَره لما بغلط احد في مؤسسه او وزارة بتحمل المسئول تبعيتها ، لكن إحنا لما بغلط حدى منا ما بتحملهاش حد ...؟؟.



عذرآ "جمال أبوالجِديان" يا بركة .

امد / أحمد منصور دغمش /11-6-2013

عندما نستذكر القادة الشهداء فيتحتّم علينا أن نقف طويلآ في محطة الشهيد القائد "أبـــوماهر أبوالجديان" الذي وهّب عمره ومُنذ نُعومة أظافره لفلسطين أرضآ وشعبآ ولم يعرف سبيلآ للوصول لهدفه المنشود وهو الحرية والإستقلال إلا حركة فتـــح فكان من رِواد العمل التنظيمي في حقبة السبعينيات التي تُعد من أخطر الأوقات التي إشتدّ فيها تكوين العمل الثوري ، وكانت حركة فتــــح "بصدق رجالها في حينه" ، هي من تمتلك زمام المبادره وفرسانها من يُفرض الزمان والمكان في مُعظم المعارك العسكرية والأمنية ضد كل من يُحارب قضيتنا ، فكان الشهيد "أبـــوماهر" من أوائل الأسرى وممن لهم الباع الأكبر في تنظيم الحركة الأسيرة ووضع لوائحها الداخلية ومدى الإلتزام الحديدي هو من أجبر إدارة سِجون الإحتلال للرِضوخ لمطالب وحقوق أسرانا البواسل الذين يمضّون رِيعان شبابهم وخيرة سنين عمرهم في تلك السجون التي حولوها لجامعات يتخرج منها الأبطال بدرجة كادر في أضعف الأحيان بعدما خطط الإحتلال لجعل السجون مقبرة للأحياء أبّى الثوار إلا أن يجعلوها قلاعآ يزداد فيها الثائر علمآ بقضيته وتُحصنه من الوقوع في الظلام الذي يتمناهُ له العدو الصهيوني ،، فعندما كانوا من يعتقدون أنفسهم قادة في هذه الأيام وهذه الظروف وأيامها لا ندري أين كانوا ، بل نجزم أن الشهيد "أبــــو ماهر" كان قائدآ حقيقيآ علمآ بأن مفهوم القيادة هي فعل وليس لقب يُطلق على كل من هبّ ودبّ ، وعندما إندلعت الإنتفاضة المباركة الأولى كان القائد "البركه" من أشدّ الرجال الذين خاضوا وطيس معاركها ، فأصبح هدفآ لأجهزة أمن الإحتلال فأصبح أبــا ماهر مطاردآ قبل أن يعرف غيره معنى المطاردة ،، وألقى القبض عليه وتم أسره عام1989م في أثناء قيامه بإحدى مهماته الثورية ، وبعدها تم إبعاده إلى جنوب لبنان ليبدأ حقبة جديدة في العمل النضالي من أجل الوطن ولكن خارج حدوده ، ولم يكترث شهيدنا بالإبعاد بل إزداد إصرارآ على المواجهه فإزداد علمه بفنون القتال ، وإمتهن العمل العسكري وتمرس فيه ، وذلك ما رشحه لقيادة كتائب شهداء الأقصى بعد عودته مع قوات السلطة الوطنية عام1994م ..

وأصبح في إنتفاضة الأقصى مرةً أخرى من أوائل من يتربع على قوائم المطلوبين للإعدام من قِبل العدو الصهيوني حيث نجّا من عدة مُحاولات إغتيال نفذها ضده جيش الإحتلال الصهيوني ، فكان كل مرة ينجو من الإغتيال يزداد إصرارآ على دك حِصون الأعداء علمآ بأن السنوات الطويلة التي أمضاها في زنازين الإحتلال أصابته بالعقم فلم ينجب ورضي بنصيبه وأوكل آمره لله تعالي ، لكنه كان يؤكد دومآ بأن كل أبناء فتـــح هم أبنائه وإخوانه ، فإشتهر بالطيبة والتسامح وكان شديدآ على الأعداء وأرحم ما يكون بين أبناء شعبه ، ولكن ذلك لم يشفع له من الإحتلال وعملائه فتم إغتياله قبيل الإنقلاب الأسود بأيام قليله مع شقيقه "مــــاجد" الذي أبّى إلا مُرافقته في الدنيا والآخرة مع بعض الأقارب والأصدقاء الذين قضوا على أثر مجزرة يندى لها الجبين نفذتها قيادة الإنقلاب وبتعليمات صريحه من تل أبيب ، فإنطوت صفحة حياة "أبـــوماهر البركة" الذي سيبقى للأبد حيآ في قلوب كل شرفاء الوطن ، ولكن معاناة أهله لم تنتهي بعد ..، فما زالت بيوتهم مهدومة وأصبحوا بلا مأوى بسبب الإنقلاب وما زالوا أهله وذويه ينتظرون من يُصلح لهم تلك البيوت التي تقيهم برد الشتاء وحرّ الصيف ، وينتظرون ويأملون أن تعيد سلطتنا وحكومتنا وحركتنا بناء البيوت التي نُسفت بالكامل ، فإن الشهيد القائد "أبـــوماهر" لم يبخل يومآ بأغلا ما يُملك من أجل الوطن والفتـــح ،، فلماذا يبخل الوطن في إعادة ولو جزء من حقوق "البركه" لأهله ؟ فلا بارك الله في أمة لا تحترم ولا تُقدر شهدائها ولا تُحاول إنهاء معاناة ذويهم ، فلقد أصبح المئات من أبناء فتـــح بلا آباء وبلا بيوت على أثر الإنقلاب الحاقد الذي يتّم الأطفال ورمّل النساء وأثكّل الأمهات ، لكن يبقى الأمل في الأجر عند ملك الملوك الذي لا يغفل ولا ينام ولا تضيع عنده مثقال ذرة من خير أو شر ، وذلك ما يشد من أزرنا ويزيد حبنا في العمل من أجل الوطن وترابه المقدس .

في الذكري السادسة لإستشهاد القائد جمال أبو الجديان وإخوانه وزملائه ومحبيه نجدد العهد والقسم أن نكون الأوفياء لدمائكم الزكية وأرواحكم الطاهرة وسنظل كما كنا معكم ، وسنسير علي خطاكم ، ولن نصالح الخونة ، ولن نصافح الأيدي الخائنة النجسة ، ولن نساوم علي أرواحكم الطاهرة ، ولن ننسي دمائكم الزكية مهما كلفنا الأمر وسنظل صامدين حتي أخر نفس .

فإلي اللقاء في الفردوس الأعلى يا أبــا ماهر أنت وكل الشهداء مع الأنبياء والصديقين وحسن أولئك رفيقآ ، وستبقى ذكراك خالده في قلوب كل الشرفاء والأوفياء كخلود القمر في كبد السماء وسلام لروحك وروح من سبقوك من الأحبة ومن لحقوا بك من الغاليين علينا وعليك ومنهم القادة سميح المدهون ومنير دغمش ، وسلام عليك فطبت حيآ وطبت شهيدآ وطابت ذكراك كالمسك تتذكرها وتتناقلها الأجيال ...

رحم الله شهدائنا الأبرار وعلى رأسهم زعيمنا ورمز عزتنا وكرامتنا [ياسرعرفات] والشفاء العاجل والكامل لجرحانا البواسل والحرية للوطن ولأسرى الحرية وعهدنا دومآ نجدده أمام الله ،، ومن ثم دماء الشهداء أن نبقى أوفياء للأمانات التي أخذناها على عاتقنا وأقسمنا بها .

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ...


حكومة استهلاك الوقت

امد / د. سفيان ابو زايدة / 11-6-2013

الدكتور رامي الحمد الله ، رئيس الوزراء الجديد و الذي احترمه و اقدره جدا على الصعيد الشخصي يستطيع ان يطمئن بأن الغالبية العظمى من الناس ليس لها توقعات كبيرة من هذه الحكومة و لن تلومه في حال عدم قدرته على ايجاد حلول عملية او سحرية للتحديات التي تعصف بنا كفلسطينيين. لن يُحمله احد مسؤولية الاوضاع الاقتصادية الصعبة و لن يُتهم بالعجز و سوء الادارة طالما هناك احتلال و استيطان و سيطرة اسرائيلية على الارض و الماء و المعابر و في ظل اعتماد شبه كلي على المعونات و المساعدات الخارجية. و الاهم من ذلك ان له نائب لم يساهم في أختياره سيتولى متابعة الامور الاقتصادية.

لن يحمله احد اي مسؤولية في حال فشل العملية السياسية او المفاوضات فهذا الملف ليس له او لحكومته اي علاقة به، ليس مطلوب منه تقديم خطة سياسية او حلول ابداعية لكيفية الخروج من المأزق، و ان اضطرت الحكومة ان يكون لها اي علاقة بهذا الشأن فعليه ان لا يقلق حيث تم تخصيص نائب له للشؤون السياسية سيتكفل بالامر. هذا الامر ينطبق ايضا على كل اشكال العمل الدبلوماسي الخارجي، حيث لن يكون له علاقة بعمل السفارات او السفراء الا بالحسنى.

لن يحمله احد المسؤولية في حال فشل احد الوزراء في مهمته او تقاعس في اداء واجباته او حتى استغل موقعه، الجميع يعرف انه لم يكن له علاقة بأختيار الغالبية العظمى من الوزراء و ان هناك وزراء دائمين يعتبرهم الشارع الفلسطيني من الثوابت الوطنية الجديدة حيث بقاءهم في مواقعهم لا يقل اهمية عن القدس و اللاجئين.

لن يتهمه احد بأنه رئيس وزراء غير شرعي لا سمح الله، لان الشرعية في النظام السياسي الفلسطيني وفقا للنظام الاساسي اصبحت مغيبة و ان كل ما هو موجود فاقد لهذه الشرعية، و فقط للتذكير، شرعية التشريعي التي مدتها اربع سنوات انتهت منذ 2010 و كذلك شرعية رئيس السلطة. القانون الاساسي يُنتهك ليل نهار و الحديث على انه تم اختراقة في آلية تشكيل هذه الحكومة، حيث تم تعيين نائبين لرئيس الوزراء مع ان النص صريح وواضح بأختيار نائب واحد فقط و ان عدد الوزراء يجب ان لا يتجاوز الاربعة و عشرين وزيرا هو حديث بلا معنى.

لن يتهمه احد ان بقيت هذه الحكومة اكثر من ثلاثة شهور، هذا امر غير منطقي على الاطلاق لان احدا لن يصدق ان خلال الثلاثة شهور القادمة ستحدث معجزات على صعيد المصالحة او على صعيد العملية السياسية، حيث كلاهما ثبت ان الحديث عنهم هو عبثي و فقط من اجل اشغال فراغ في ظل العجز التام عن ايجاد البدائل و الحلول و ان وجدت فأن اصحاب القرار غير قادرين على تحمل تبعاتها.

مهمة هذه الحكومة الاساسية التي من غير المعروف كم سيكون عمرها الزمني هو قتل الوقت و اشغال الفراغ الى ان تتغير الظروف و الاحوال سواء بتغير اللاعبين الاساسسيين او بتغير الظروف. مهمتها الاساسية المشاركة في لعبة استهلاك الوقت . هذه اللعبة التي تُمارس من الناحية الفعلية منذ ان انهارت العملية السياسية في كامب ديفيد 2000 و التي تبعها انفجار الانتفاضة الثانية.

منذ ذلك الحين و جميع الاطراف الرئيسية تمارس هذه اللعبة. بدأت بأزالة ما تم اعتباره في حينة العقبة الكيداء في التوصل الى سلام مع الاسرائيليين وهو الشهيد ياسر عرفات، تزامن ذلك مع طرح خطط و مشاريع و محاولات لاحياء العملية السياسية و التي كان آهمها خارطة الطريق .

الانقسام الفلسطيني و ما تبعه من مفاوضات و اتفاقات و ابتسامات و مجاملات كاذبة حتى هذه اللحظة. انشغلنا بعهدها عامين نذهب او لا نذهب الى الامم المتحدة، دول كاملة العضوية او دولة غير عضو. نحتاج الى بضعة سنوات من التفكير و الاعداد ما اذا كان من المصلحة الانضمام الى المؤسسات الدولية لاستكمال هذا الانجاز و ما اذا كان بالامكان تحمل تبعات هذا التوجه في ظل التهديد الاسرائيلي.

مهمة هذه الحكومة هو استهلاك الوقت للعمر الزمني و الافتراضي لبعض القيادات التي ليس فقط تتمسك في مواقعها و كأنها ستعيش للابد، بل تعمل على توسيع صلاحياتها و التكويش على كل شيئ في هذا الوطن، ليصبحوا هم القانون و هم الدستور وهم الامن و هم القضاء وهم المنظمة و هم التنظيم ، باختصار هم الثابت الوحيد في هذا الوطن و ما تبقى مجرد تفاصيل صغيرة لا تستحق الوقوف عندها.

و اخيرا على هذه الحكومة ان لا تقلق من اسرائيل، فهي ليس مهم عندها ان بقي الدكتور سلام فياض او جاء الدكتور رامي الحمد الله، المهم بالنسبة للاسرائيلين ان مشروعهم الاستيطاني متواصل ليس فقط في القدس و الكتل الاستيطانية بل في كل المستوطنات المنتشرة فوق اراضي و تلال الضفة الغربية. اسرائيل ليس مهم لديها ان استمرت هذه الحكومة وهذه السلطة ام لا ، طالما المشروع الاستيطاني الذي يقودة اليمين المتطرف في اسرائيل يسير بكل ثقة، بأمكان السلطة ان تواصل عملها الى الابد.


ما هو المقصود بالمفاوضات قانونيا ؟

امد / عبد الحكيم سليمان وادي/ 11-6-2013
رئيس مركز راشيل كوري الفلسطيني لحقوق الإنسان ومتابعة العدالة الدولية

الحلقة الأولي

إن المفاوضات ليس لها معنى واحد,بل هناك معاني عديدة لها.حيث إن المفاوضات عبارة عن علم ومهنة وفن ووسيلة,اى أداة وعلية نذكر ثلاثة مراحل للمفاوضات كتالي :

-المفاوضات هي علم حديث تفرع عن علم حديث أخر هو علم الدبلوماسية.وهذا العلم الجديد تفرع عنة علم أخر أسمة علم إدارة الأزمات.

-الأصل لمفهوم المفاوضات هو علم الدبلوماسية.

- ثم الدبلوماسية نفسها.

- ثم إدارة الأزمات.

من هنا يجب أن ندرس بكل دقة علم المفاوضات.عبر طرح السؤالين التاليين:

-السؤال الأول/كيف يجب أن يتصرف المفاوض الفلسطيني؟

-السؤال الثاني/ كيف يتصرف المفاوض الفلسطيني من الناحية الفعلية؟

وللإجابة نجد أن المفاوضات لها معنى عام ومعنى خاص.واى مفاوضة تدخل مباشرة في معناها العام بالطبع.ولكن هناك نوع مستقل بذاته في المفاوضات وهو الخاص الذي يسمى مفاوضات الأزمة.التي يمكن آن تحدث في اى لحظة بين طرفين أو أطراف عدة.

لقد ظهرت المفاوضات كعلم في العقود الثلاثة الأخيرة وتطور هذا العلم ليصبح مستقلا.ولكن في الجوهر لا يوجد اى فرق بين علم المفاوضات وبين علم إدارة الأزمات.

والسؤال ألأول/ هو كيف تبدأ المفاوضات ؟

إن المفاوضات لا تبدأ بشكل عفوي.بل يكون هناك تهيئة وتحضير مسبق لها,عبر التحضير وثم البدء في مرحلة المفاوضات التمهيدية وهذه هي المرحلة الأولي بالطبع.

والسؤال الثاني/ هو كيف تجري المفاوضات؟ أي كيف يتم ادراة العملية التفاوضية؟

والسؤال الثالث/ كيف تنتهي المفاوضات؟

وبالطبع النماذج عديدة...يمكن أن تكون مفاوضات طويلة أو قصيرة ومن ثم تأتي النهاية لهذه المفاوضات وربما تكون سعيدة مثل الأفلام الهندية أو تكون حزينة مثل المسلسلات التركية...حيث من المفروض أن تؤدي المفاوضات إلي حل أو اتفاق نهائي بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي.الذي لم يتوصل لحل خلال عشرين عاما من المفاوضات منذ توقيع اتفاق اوسلوا سنة 1994.

إذا ما هو المقصود بالاتفاق؟

الاتفاق يعني المعاهدة بين الطرفين الفلسطيني والاسرائيلى كما حصل في اتفاقية اوسلوا الهزيل.والمقصود بالاتفاق هو وضع نص للمعاهدة الدولية بين الطرفين الدولتين أو عدة الأطراف الدول...وهنا لابد من توضيح مرحلة المعاهدات التي تتجلى في مرحلة المفاوضات وثم إعداد نص المعاهدة ومن ثم التشاور عليها والتوقيع بالأحرف الأولى ومن ثم التوقيع عليها بشكل نهائي والتصديق عليها ونشرها في الجريدة الرسمية لتصبح نافذة وسارية المفعول.وعلية تنتهي هذه المعاهدة بحل مشكلة من المشكلات القائمة,وبهذا تكون حالة ايجابية.

- أما الحالة السلبية من المفاوضات هي عدم التوصل لأي اتفاق نهائي كما يحصل اليوم بين السلطة الوطنية الفلسطينية بقيادة الرئيس عباس وبين دولة الاحتلال الإسرائيلي الذي يماطل ويتلاعب منذ عشرات السنين فترة اوسلوا وما قبلها أيضا.

هذه هي معاني المفاوضات كعلم.والسؤال ما هو المقصود بالمفاوضات كمهنة؟

إن المفاوضات كمهنة لها معني واسع ومعني ضيق:

أولا -المعني الواسع للمفاوضات :

هو المعني الذي يتطابق مع معني الدبلوماسية,بحيث تكون الدبلوماسية هي المفاوضات والعكس صحيح.وهذا هو أصل الدبلوماسية والمفاوضات إنهم يحملون نفس المعنى.

وهنا لابد من ذكر المفكر نيكلسون وهو صاحب كتاب/علم الدبلوماسية,والذي جاء لنا بمثال عن المفاوضات في حالة الطبيعة الأولى للإنسان الأول.حيث قال إن الإنسان الأول في الكهوف كان يسكن ضمن جماعات في هذه الكهوف وقد حصل بينهم نزاع وقد قام احد سكان الكهف الأول بالانتقال للكهف الثاني والتفاوض وثم عاد للكهف الأول.وعلية فقد حصل الحوار والنقاش بين الكهفين وانتهت المشكلة بدون إراقة الدماء,وهذا هو معني الدبلوماسية للإنسان الأول صاحب الكهف,وهنا نقصد المعني الواسع للمفاوضات.التي نجد فيها تغلب أصحاب الكهوف سابقا على أصحاب النفوذ في حركتي فتح وحماس التي لم تتوصل لأي اتفاق بينهما لإنهاء الانقسام بين غزة والضفة منذ تاريخ 2007/6/14

ثانيا- المعني الضيق للمفاوضات:

وهي تعتبر مجرد وظيفة من الوظائف الدبلوماسية,وهذا منصوص علية صراحة وبكل وضوح في اتفاقية فينا سنة 1961 حول قانون العلاقات الدبلوماسية.

والسؤال/ من هي الجهة التي تختص بالمفاوضات؟

والجواب على هذا السؤال هو بغاية الأهمية.

إن المفاوضات هي عمل من أعمال السياسة الخارجية التي هي من اختصاص وزير محدد هو السيد وزير الخارجية الذي يمثل الدولة.


لذلك نجد إن المفاوضات هي عمل من أعمال وزير الخارجية بصفته المفاوض الأول في دولته,وهذا عكس ما يحصل في دولة فلسطين التي عملت على تهميش وزير الخارجية وتكليف ما يسمي بكبير المفاوضين مثل صائب عريقات.والتي نقترح أن يكون هذا الفريق جزء لا يتجزءا من وزاره الخارجية الفلسطينية ويتم تخصيص إدارة خاصة تشرف على المفاوضات تخضع في الأول والأخير إلى إشراف وزارة الخارجية وان لا تكون بديلا أو نقيضا لها كما حصل مع الوفد الفلسطيني برئاسة المرحوم حيدر عبد الشافي والذي تم تهميشه فيما بعد هو والفريق المفاوض معه لاستكمال المفاوضات السرية بشكل علني مع منظمة التحرير الفلسطينية التي كانت تفاوض الاحتلال في نفس الوقت الذي كان فيه المناضل حيدر عبد الشافي يفاوض الاحتلال.ومن ناحية أخري يمكن كذلك للوزراء الآخرين الدخول في مفاوضات طبقا للقانون الفلسطيني الداخلي وكذلك القانون الدولي تكون محصورة الصلاحيات وبموافقة وزير الخارجية الفلسطيني عبر التنسيق معه في أجراء هذه المفاوضات مع أي دولة أخري حتى لا يكون هناك اى تجاوز,ولكن ما يحصل على ارض الواقع الفلسطيني هو العكس,فنجد أحيانا وزيرا أو سفيرا أو رئيس جامعة أو عضو مجلس تشريعي يستقبل الوفود الأجنبية والسفراء الأجانب بل والوزراء من الاتحاد الاروبي دون أدنى تنسيق مع السيد وزير الخارجية مهما كان أسمة,بل و الادهي من ذلك نجد أن السيد ما يسمي بكبير المفاوضين يستقبل وزيرة الخارجية الأمريكية ويجتمع معها في ظل غياب بل وتهميش لوزير الخارجية الفلسطيني وهذا ما يسبب بانعكاس ضحالة الدبلوماسية الفلسطينية التي تسعي لفرض نظام خاص بمجموعة الضغط المقربة من أصحاب القرار وهذا ما يقلل قيمة العمل التفاوضي الفلسطيني. وكل هذا لابد وان يتوفر فيه شرط أساسي هو المتابعة التقنية للمفاوضات من طرف وزاره الخارجية الفلسطينية مع الوزراء الآخرين أو مع الوفود التي تقوم بعملية التفاوض مثل كبير المفاوضين..الخ

-المفاوضات كمهنة:

السؤال هل المفاوضات تقتصر على الدبلوماسيين المحترفين فقط ؟

المفاوضات بالطبع لا تقتصر على الدبلوماسيين المحترفين فقط,بل يمكن أن يكون العضو المفاوض دبلوماسيا وعبقريا مثل الأخ الدكتور/حسن عصفور,أو غير محترفا ولا يمتلك حرفة الدبلوماسية وتم وضعة عضوا في الوفد المفاوض لإرضاء شخصا ما وربما يكون بائع طماطم كما يحصل في بعض دول العالم الثالث.ونتحدث هنا عن روح فريق التفاوض وليس عن فرد واحد,حيث لم هناك مجال ليكون مفاوض بوحدة مقابل مفاوض أخر,لاسيما وان كافة الدول أصبحت تعتمد على الفريق المفاوض المليء بالخبراء المتنوعين بخبراتهم المشهود لها بالكفاءة والشهادات الأكاديمية...الخ وهذا ما يدفعنا لتوضيح كلمة معني أن المفاوضات فن.

-فن المفاوضات:

يحتاج المفاوض إلى الذكاء والبراعة والمهارة والخبرة.حيث المفاوضات هي فن التواصل وفن النقاش وفن المساومة.

1/ فن التواصل: المفاوضات هي عملية تواصلية تتم بوسائل تكنولوجية حديثة الآن,ولكنها تبقي دائما وجها لوجه هي الأفضل وهي المحبذة.

والتواصل يكون عبر مسالتين أساسيتين:

الأولي/ هي اللغة.أي لغة المفاوضات.

والثانية/ هي الأسئلة في المفاوضات.

لغة المفاوضات ليس لها معني واحد,حيث لها معني واسع ومعني ضيق,

-الواسع: هو جميع المفردات والكلمات والعبارات والجمل والمصطلحات التي تستعمل في المفاوضات.مثل/ التفاوض باللغة الفرنسية أو الانجليزية أو العربية وهذا هو المقصود بلغة المفاوضات.

-المعني الضيق للمفاوضات: يشمل المصطلحات الخاصة بالمفاوضات.

إن لغة المفاوضات هي ثلاثة لغات أو ربما اثنتين دوليا.

مثل/ منظمة التعاون الإسلامي تستخدم ثلاثة لغات هي : الفرنسية والعربية والانجليزية,وبهذا نجد أن المفاوضين يتقنون لغة واحدة إثناء جلسات التفاوض.ونجد كذلك الأمم المتحدة تعتمد 6 لغات أساسية.

والملاحظ في المفاوضات المتعددة الأطراف تكون اللغة الأساسية للتفاوض هي اللغة الانجليزية ومن ثم اللغة الاسبانية,وهنا نجد أن اغلب المفاوضين الفلسطينيين مع الأسف الشديد لا يفقهون شيئا في هذه اللغات,حيث ومنذ تولي السلطة الفلسطينية سيطرتها سنة 1994 على الأراضي الفلسطينية وتناقل سلطة الحكم بين 16 حكومة متتالية كان أخرها حكومة رامي الحمد لله,لم تستطع تكليف ناطق رسمي باللغة الأجنبية وهذا الأمر ينطبق على مؤسسة الرئاسة الفلسطينية وعلى الأحزاب والفصائل والحركات السياسية الفلسطينية,وقس ذلك على الوفد الفلسطيني المفاوض وكبير المفاوضين وأعضاء الوفد شخصيا.على الرغم من توفر كوادر كثيرة في هذا المجال ولكن تبقي حرية الاختيار حسب المصلحة الشخصية وليس مصلحة الوطن فلسطين.مع العلم إن وزارة الخارجية الفلسطينية على مدار تاريخها الدبلوماسي لا يوجد لديها معهد خاص بها لتدريب موظفيها لاكتساب اللغات الأجنبية على سبيل المثال وهذا ما ندعو له من خلال هذا الموضع البالغ الأهمية.حيث نجد جل الموظفين هم من الحاصلين على شهادات في الأدب العربي أو اختصاصات لا علاقة لها إطلاقا بالعمل الدبلوماسي من الناحية القانونية والتقنية والإدارية التي تعمل به كافة الدول المتقدمة.حيث انه في المفاوضات الثنائية على سبيل المثال يتفق المفاوضين من الطرفين على تحديد لغة للتفاوض مثلما يحدث بين فلسطين وما يسمي بإسرائيل.وبالطبع عندما يتحدثون نفس اللغة تغيب المشكلة في الفهم والاستيعاب,بدلا من الاستعانة بالمترجمين.

ومن ناحية أخري فان الأسئلة التفاوضية هي أنواع متعددة:ومنها الأسئلة المفتوحة أو الأسئلة المغلقة أو الأسئلة المناسبة أو الأسئلة المحرجة بين المفاوضين/مثل سماع فضيحة معينة عن مسئول فلسطيني قام بمساعدة الاحتلال الإسرائيلي في بناء الجدار العازل(فضيحة الاسمنت) أو قصص أخري وتهريب تليفونات في سيارات المسئولين الخ

وهناك كذلك أسئلة غبية وأسئلة زكية من طرف المفاوضين وكذلك أسئلة استفزازية وهي أداة مهمة في المفاوضات ولا تكون جميعها بصيغة واحدة.

المفاوضات فن للنقاش:

وفي هذه الصفة تتلاقي مع الحوار.وهما متشابهان.اى الحوار والمفاوضات يشتركان في إنهما نقاش.

وهناك فرق بين الحوار وبين المفاوضات:

1/ الفرق الأول هو أن المفاوضات هي نقاش حول مصلحة خاصة,بينما الحوار يكون حول مشكلة عامة.

الفرق الثاني هو أن المفاوضات من ناحية أخري هي التزام بحل أو باتفاق,إما الحوار فهو ابدأ للرائ.ويؤكد ذلك صورة الكهف في القرءان الكريم. وبالتأكيد أن المفاوضات هي تعبير عن موقف أما بالحل آو الالتزام بة.

الفرق الثالث هو إن المفاوضات قد تتم عن طريق وسيط,حيث ان الوساطة والمفاوضات هي شئ واحد.

والمفاوضات هي بين طرفين وعندما يتدخل الوسيط تسمي بالوساطة,أما الحوار فيكون بدون وسيط ويكون بصورة مباشرة.

المفاوضات هي فن المساومة: ولها معنيين الايجابي والسلبي.

أولا: المعني السلبي للمساومة هي أنا اكسب وأنت تخسر في المفاوضات وذلك ما ينطبق على إسرائيل التي تكسب والفلسطينيين الذين يخسرون عبر التفريط والقبول بحلول هشة وناقصة للشرعية وللمشروعية عبر سياسة التنازل التي تستخدمها السلطة الوطنية الفلسطينية في جلسات المفاوضات.

ثانيا: المعني الايجابي للمساومة: وهو معني التبادل والمقايضة,بمعني أن نكسب جميعا,بحيث أعطيك ما لدي وما ترغب في الحصول علية وبالمقابل أن تعطيني ما ارغب فيه وهو تحت سيطرتك أو بيدك,أي تبادل المكاسب وهذا هو حال المتاجرة التي تقوم بة السلطة الفلسطينية في شرعنه الاحتلال الإسرائيلي عبر التنازلات المتكررة وعبر المفاوضات السرية المنبوذة.

والمساومة قد تشمل أمور أخري مثل/ الإقناع والترغيب والترهيب,وهنا يكون الترهيب عبارة عن أكراه المفاوض الأخر على قبول صفقة أو حل بدون ارادتة الحرة...مثل فضيحة اليمامة في الخليج العربي مؤخرا.

المفاوضات كوسيلة: اى هي الأداة الأولي لإبرام المعاهدات الدولية,حيث لا يمكن تصور اى معاهدة دولية بدون مفاوضات وهي وسيلة لحل المشكلات الدولية,وكذلك الأمر فان المفاوضات هي أداة لتحقيق المصالح المشتركة.

والى اللقاء في الحلقة القادمة أن شاءا لله.



بين الحكومتين : الوحدة مؤجلة !

امد / رجب ابو سرية / 11-6-2013

يقال إن الرئيس محمود عباس كان يفضل تعيين الرجل المقرب منه السيد محمد مصطفى، رئيس صندوق الاستثمار، رئيساً للحكومة، خلفاً لسلام فياض المستقيل، لكن واشنطن كانت تفضل الدكتور رامي الحمد الله، لذا فإنه وتقييداً لصلاحيات الرجل، عَين له نائبين، أحدهما مصطفى، كما أن التشكيل الأساسي للحكومة السابقة، بقي على حاله، حيث ضمت الحكومة 'الجديدة' او المتجددة سبعة وزراء جدد، أي أقل من ثلث أعضائها، وبهذا فإن التغيير الأهم كان في تغيير رئيس الحكومة، وإلا لكنا أمام تعديل وزاري، لا أكثر ولا أقل!.

لكن هناك ما يمكن لحظه، ونعتبره أمراً مهماً، وهو خروج ممثلي كل من الجبهة الديمقراطية و'فدا' من الحكومة الجديدة، وبذا فإن الحكومة الجديدة، تضم فقط وزراء حركة فتح والمستقلين، وباستثناء احمد مجدلاني أمين عام جبهة النضال، الذي يبدو أنه ليس إلا أستثناء يؤكد القاعدة، فإن الحكومة الجديدة فضت شراكة 'فتح' مع الفصائل والمستقلين، وهكذا فإن هذه الحكومة صارت تشبه إلى حد ما في تشكيلتها وطبيعتها حكومة غزة، من حيث إنها صارت حكومة 'فتح' مقابل حكومة 'حماس'، فهي لفظت من جهة حلفاء 'فتح' من الفصائل، ومن جهة ثانية، اختزلت الهامش المستقل عن 'فتح'، الذي كان يظهر في حكومتي فياض السابقتين.

كما أنه لوحظ أن الوزراء الجدد جاؤوا من جامعتي النجاح وصندوق الاستثمار، وقد أظهر الاحتجاج الشعبي في الخليل، عدم الاهتمام بتمثيل المناطق في التشكيل الحكومي، لذا سارع رئيس الحكومة الجديد إلى ضم كادر فتحاوي للحكومة كوزير للثقافة التي كان موقعها شاغراً، ربما لأن برنامج الثقافة ـ أصلاً ـ تم إغفاله من برنامج الحكومة الجديدة!

لا نريد هنا أن نشير إلى نابلس والخليل والقدس، ولكن إلى غزة بالأساس، التي تمثل الجناح الثاني للوطن الفلسطيني، موضوع الدولة، فغزة ليست محافظة من الوطن، بل هي جناح يكاد يكون نصفه، خاصة في ظل انقسام يرغب المواطنون في وضع حد له، فلا يكفي بتقديرنا أن يكون حضور غزة في الحكومة ممثلاً بأربعة وزراء من أصل 24، إذا كان الحديث يجري عن حكومة تمثل الوطن الفلسطيني بأسره، إلا إذا كان معدو الحكومة، قد وضعوا نصب أعينهم الواقع بعين الاعتبار، وخضعوا لقسوته، وحددوا مهمات محددة لهذه الحكومة، وهي خدمة أهالي الضفة الغربية، وعلى أي حال فإن هذا الأمر، سيظهر من خلال ما ستقوم به الحكومة والوزارات المختلفة من برامج وإجراءات، نظن أنها ستعفي نفسها سلفاً، مما يخص غزة من خدمات وهموم ومشاكل.

يمكن القول بمرارة إن تشكيل هذه الحكومة قد خضع في نهاية المطاف لواقع الانقسام، وصار هناك الآن حكومتان متقابلتان، واحدة مقالة في غزة، تتحكم بها جماعة الإخوان المسلمين (حماس)، والأخرى تتحكم بها فتح، ويسمها أساتذة جامعة النجاح من نابلس بسماتهم الأكاديمية والاقتصادية، وفي انتظار ما ستتمخض عنه محاولات جون كيري وزير خارجية الولايات المتحدة الأميركية من محاولات لإطلاق العملية السياسية، فإن هذه الحكومة ستظل تنتظر مصيرها ومستقبلها، وليس مفيداً لها إشعارها منذ يومها الأول بأنها حكومة مؤقتة، لن يتجاوز عمرها الثلاثة شهور، حتى آب المقبل، حيث إنه خلال هذه الفترة، ستتضح معالم خطة كيري، وفي الحالتين، إن نجح في إطلاق العملية السياسية أو فشل، فإن أمر الوحدة الداخلية سيظل معلقاً بهذه النتيجة!.

أياً يكن من أمر، فإننا نعتقد بأن التشكيل الحكومي الجديد، قد تقدم خطوة على طريق التعامل 'بواقعية' مع حالة الانقسام، وليس عبثاً او صدفة ان تخرج أصوات من 'حماس'، تطالب بتسليم غزة للكل الوطني، فتجربة 'حماس' بالحكم مريرة، كذلك فإن ما يواجهه حكم الإخوان في مصر من مشاكل، وما يتعرض له رجب الطيب أردوغان في تركيا من بوادر للربيع التركي، كلها عوامل ضغط إضافية على 'حماس'، لذا فإن ظهور حكومة رامي الحمد الله على شكل حكومة 'ائتلاف' قطاعي أو جغرافي، ربما تقرب الصورة التي يمكن أن تكون عليها حكومة 'فدرالية' مركزية، حيث يفضل أن تقيم القيادة السياسية الفلسطينية في غزة، المحررة من الاحتلال، فلا يعقل أن يكون رئيس السلطة، تحت الاحتلال، ولو كان في غزة، فإن ذلك سيدعم من حركة اتصالاته السياسية الخارجية، وسيعزز صورة الدولة المستقلة، من حيث سيستقبل رؤساء الدول، وستتحرر القيادة من تأثير الجغرافيا السياسية، فيما تكون السلطة التنفيذية في الضفة المحتلة، أي أنه يمكن التفكير منذ الآن، بنائب للرئيس نفسه، يكون حمساوياً، كذلك يتم التوافق على أن يكون الرئيس أو شخصية محايدة رئيساً للحكومة، فيما يتم الاتفاق على تقليد أن يكون نائبا رئيس الحكومة، واحداً من الضفة والآخر من غزة، أو أحدهما فتحاوي والآخر حمساوي، وهكذا يمكن تقديم سلطة وحكومة عليها إجماع، لا توحد فقط الفلسطينيين في الداخل والخارج، وأنما تضمن 'تطبيق' أي اتفاق سياسي، يتم التوصل إليه، وفي أي وقت!.