المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اقلام واراء اسرائيلي 370



Haneen
2013-06-24, 10:20 AM
اقلام واراء اسرائيلي 370
19/6/2013

في هــــــذا الملف



تأجيل الهجوم على ايران الى 2014

بقلم: عاموس هرئيل ،عن هآرتس


خامنئي واوباما لن يتغيرا فالاول مبرمج للحرب والثاني للسلام

بقلم: بوعز بسموت ،عن اسرائيل اليوم


ليس الملك عاريا

بقلم: اليكيم هعتسني ،عن يديعوت

نتنياهو متهم أصلا بأنه غير معني بدولتين للشعبين

بقلم: دان مرغليت،عن اسرائيل اليوم


في ايران نظام قوي يواصل اللعب بنشاط في الساحة الشرق أوسطية

بقلم: د. الداد باردو،عن معاريف


من لاهاي الى القدس

بقلم: عميرة هاس،عن هآرتس


حقيقة من ارض اسرائيل

بقلم: عوزي برعام ،عن هأرتس




تأجيل الهجوم على ايران الى 2014
بقلم: عاموس هرئيل ،عن هآرتس

سيكون أحد الآثار المهمة لفوز المرشح المعتدل نسبيا حسن روحاني في انتخابات الرئاسة الايرانية، كما يبدو، تأجيل البت في مسألة عملية عسكرية اسرائيلية على منشآت ايران الذرية الى 2014. منذ ان زار الرئيس اوباما البلاد في آذار/مارس هذه السنة، قللت اسرائيل من ترديد وقوة تهديداتها بالمس بالمشروع الذري الايراني، بناء على تفاهم مع الولايات المتحدة على انه يُفضل انتظار نتائج الانتخابات في ايران.
ويبدو الآن بعد المفاجأة التي أحدثها روحاني ان الغرب سيحتاج الى بضعة اشهر اخرى على الأقل كي يهضم ماهية التغيير. وسيصعب على اسرائيل الى ذلك الحين ان تجند تفهما أو تأييدا في العالم لعملية مستقلة منها على ايران. وقد تصبح 2013 ايضا سنة ضائعة بالنسبة لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، رغم الاشارات الخفية المتوالية من المقربين منه الى أنها ستكون سنة الحسم الاخيرة بيقين بشأن ايران.
حدّث اوباما في ظل انتقاد شديد من اسرائيل وحليفات اخرى قبل أكثر من سنة سياسته المعلنة بشأن المشروع الذري، حينما أعلن أنه سيلتزم بطريقة منع لا احتواء لخطط التطوير الايرانية. لكن مبلغ استعداده لتأييد هذه التصريحات بأعمال، مختلف فيه. فالرئيس الامريكي يعمل كي يضائل تدخل بلده العسكري وراء البحر لا ليزيده، ويشهد على ذلك رد الولايات المتحدة المحدود على أحداث الربيع العربي. وقد اتخذ الرئيس قرار إزالة حظر السلاح الذي فُرض على المتمردين في سورية مُرغما وبتأخر ملحوظ.
رغم ان اوباما استعمل عقوبات دولية شديدة لم يسبق لها مثيل على ايران (زادت الوضع الاقتصادي للمواطنين الايرانيين سوءا، ومن المؤكد أنها أسهمت في فوز روحاني)، فانه لا يُظهر أي حماسة لخطوة عسكرية امريكية أو اسرائيلية عليها. ويتوقع في الشهر التالي ان تدخل سلسلة عقوبات اخرى حيز التنفيذ. لكن واشنطن، كما يشهد اعلان البيت الابيض أول أمس، تنوي ان تعطي روحاني فرصة. ويتذكر الامريكيون ان روحاني هو الذي مثل الايرانيين وقت التفاوض الذي أفضى الى تجميد تخصيب اليورانيوم بين أواخر 2003 ومطلع 2005. وستطلب الولايات المتحدة الى اسرائيل أن تتيح وقتا الى أن تتضح الصورة.
إن تصريحات روحاني موجهة بقدر كبير الى آذان غربية. ورسالته هي: يوجد ما يتم الحديث فيه ويشمل ذلك الموضوع الذري. يصعب ان نُقدر كيف ستكون نسبة القوى بين الرئيس الجديد والزعيم الأعلى علي خامنئي، ازاء الهزيمة التي أصاب بها روحاني المرشحين المحافظين في الانتخابات. لكنه من الواضح انه من اجل تخليص ايران من الازمة الاقتصادية يُحتاج الى تخفيف العقوبات، ويستطيع النظام ان يحرز هذا فقط اذا ما أشار الى مرونة ما في المسألة الذرية.
إن الشك الاسرائيلي في مقدار اعتدال روحاني الحقيقي والقلق من سذاجة غربية في شأن ايران، مفهومان تماما. فعند نتنياهو اسباب جيدة تجعله يخشى من ان اسرائيل قد تبقى وحدها في المعركة، ومن ان القوى الكبرى ستوافق على مصالحة غير مرضية على المشروع الذري الايراني.
لكن يصعب الى الآن أن نفهم الشعور الكئيب الذي يصدر عن القدس منذ ان تم نشر نتائج الانتخابات في طهران. أي ثمن كان سيدفعه نتنياهو لو أنه افتتح جلسة الحكومة في يوم الاحد بتهنئة الشعب الايراني على الشجاعة التي أظهرها حينما صوت معارضا توقعات الزعيم الأعلى، ولو أنه أعلن ان نتائج الانتخابات تتيح فرصة لحل الازمة بطرق سلمية؟ بدل ذلك أبرزوا هنا تصريحا قديما لروحاني بأن اسرائيل ‘شيطان’ (سمى اسرائيل في هذا الاسبوع خاصة باسمها بدل ‘العدو الصهيوني’، كما هي العادة في ايران). إن القيادة الاسرائيلية تتصرف وكأن الامر الوحيد الذي كان يهم عشرات ملايين الايرانيين، الذين صوتوا في الانتخابات في يوم الجمعة الاخير هو سياسة النظام نحو اسرائيل.
يوجد سؤال رئيس آخر يتعلق بتأثير الانتخابات في ايران في الحرب الأهلية في سورية. لم تعد ايران وحزب الله يُخفيان في الاشهر الاخيرة مشاركتهما في الحرب الى جانب نظام الاسد. إن هذه القضية في ظاهر الامر تقع في مجال حسم خامنئي. لكن اذا كانت الانتخابات تُقدم شهادة على شعور الجمهور الايراني بالضائقة بالتوجه الذي اتجه اليه النظام الى الآن، فسيكون من المثير للعناية ان نرى هل ستتضاءل قريبا حرية العمل الايرانية حول النشاط في سورية.
لم تُنشر الى الآن معطيات صادقة تتعلق بمقدار الخسائر التي أصابت حرس الثورة الايراني في سورية. ويبدو ان النشاط الايراني يتم من وراء ستار ويتعلق أساسا بالتوجيه وتقديم السلاح وأعمال مختلفة تحتاج الى خبرة تقنية، خلافا لحزب الله الذي يشارك مشاركة فاعلة في المعارك وأصيب فيها بخسائر فادحة.
أصبح يوجد في وسائل الاعلام اللبنانية من يصفون سورية بأنها ‘فيتنام حزب الله’ بسبب غرق المنظمة في القتال هناك والثمن الذي دفعته. لكن النقاش الموازي بين الجمهور الايراني لم يكد يبدأ أو لم يصل على الأقل الى وسائل الاعلام والشبكات الاجتماعية الظاهرة لعيون الغرب. لكنه في أمد أبعد قليلا يتوقع ان يوجد في ايران ايضا من يسألون أنفسهم لماذا الاستمرار في سفك الدم من اجل بقاء نظام الاسد. في الوقت الذي يستعد فيه الطاغية السوري ومؤيدوه لمعركة على مدينة حلب، يستمر الجهد الدولي لعقد مؤتمر يرمي الى احراز هدنة مؤقتة. كانت ايران الى اليوم عائقا أمام هذا الجهد وما زال روحاني سرا غامضا للغرب الذي سيتابع الآن ايضا تصريحاته المتعلقة بما يجري في سورية.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ



خامنئي واوباما لن يتغيرا فالاول مبرمج للحرب والثاني للسلام

بقلم: بوعز بسموت ،عن اسرائيل اليوم
إن مهرجان الأمل بعد انتخاب رجل الدين المعتدل حسن روحاني للرئاسة في ايران مفهوم، لأن العالم يحب الامور الايجابية ونحن ايضا. والعالم يحب ايضا أفلام الخيال العلمي. إن رئيسا ايرانيا معتدلا يدعو للسلام العالمي ينافس بسهولة في فئة الفيلم الخيالي الأفضل حتى ازاء ‘حرب الكواكب’. وربما يُفسر هذا لماذا أصبحت ادارة اوباما وكثيرون من محللينا يتقاسمون نفس التصور العام، فبعد أن أفسد الاخوان المسلمون ربيعهم جاء روحاني ليجعل صيفهم لذيذا.
تُبشر العناوين الصحافية بالفرصة التي سيحصل عليها روحاني من الولايات المتحدة. أفرصة؟ ما الذي حصل عليه اذا خامنئي واحمدي نجاد من واشنطن منذ تم تجديد المحادثات الذرية في جنيف في تشرين الاول/اكتوبر من تلك السنة؟ ألم تكن اللقاءات بين القوى الكبرى وايران جزءا من حوار عالمي؟ لن يحصل روحاني على فرصة بل على مهلة. والانتخابات في ايران لم تمنح طهران فرصة فقط، بل واشنطن ايضا.
وهذا يُفسر القلق في القدس لأن حكومة اسرائيلية جد غير مسؤولة فقط ستسكت عن الردود بعد الانتخابات، ففي ايران بخلاف سورية حيث يحسن بنا الصمت حقا كان يجب على شخص ما ان يكون هو الذي يصرخ قائلا ‘الملك عارٍ’.
ليس علي خامنئي وحده هو الذي يجب ان يُقلقنا، ليس علي خامنئي الزعيم الروحي للجمهورية الاسلامية الذي يناضل منذ 24 سنة من اجل بقاء النظام الذي يفترض ان يكون راضيا عن انتخاب روحاني المعتدل من بين المرشحين الستة هو الذي يجب ان يقلقنا، بل اوباما ايضا. إن فوز روحاني يأتي للرئيس الامريكي في وقت مدهش. فبعد الانتخابات في الولايات المتحدة وفي ايران حانت لحظة الحسم في ما يتعلق بالمشروع الذري الايراني، وآخر شيء يريده اوباما هو ان يعمل. ولهذا من المريح جدا لفريق منا إما لاسباب سياسية (محللينا) وإما لاسباب عقائدية (اوباما) أن يُبينوا لنا ان روحاني هو بمنزلة فرصة.
لا يستطيع خامنئي واوباما ان يتغيرا، فالاول مبرمج للحرب والثاني للسلام (مع شهادة!). وكل واحد ومورثاته الجينية. أحدهما يدعو الى استقطاب عالمي والآخر الى عالم يحب فيه الجميع الجميع. ويبغض خامنئي ما يمثله الغرب، واوباما على يقين من انه يستطيع ان يخترق كل سور كراهية في العالم. فلو وجب على اوباما ان يبرهن على انه تنصر لكان مذهبه هو البرهان. أما خامنئي فلن يتجه غدا صباحا ليغير نهجه واوباما ايضا. ويُمكّنهما روحاني من ان يحافظ كل واحد منهما على ايمانه لأنه يُمسك اليوم بقبعتين قبعة رئيس ايران وقبعة ‘بائع الأحلام’ ايضا.
كان لاسرائيل انجاز كبير في الملف الايراني وهو جعل القضية الذرية مشكلة عالمية. وقد فعلت ذلك بعمل دام سنين بهدوء وبصوت صارخ ايضا. وقد عرفت حكومات اليمين واليسار خطر المشروع ولا شك في ان احمدي نجاد ساعدنا كثيرا في السنوات الثماني الاخيرة، ولولا فصل إنكاره للمحرقة لأمكن حتى ان نقول له شكرا.
لكن الامور لم تكن كذلك دائما، ويذكر رئيس الدولة شمعون بيرس حينما كان وزيرا للخارجية ذلك جيدا. وكيف سمع في زياراته لباريس في تسعينيات القرن الماضي ومطلع الألفية الثالثة ان الخطر الايراني ليس أكثر من شعور اسرائيل بالمطاردة، الى ان فهم العالم الامر على حقيقته ذات صباح. كان الاوروبيون هم الذين أرسلوا أولا الدول الثلاث بريطانيا وفرنسا والمانيا لسلسلة اتصالات مع طهران. واسألوا الفرنسيين كم أكلوا حصرما من الايرانيين. ينبغي أن نتذكر ان خاتمي المعتدل كان في تلك الفترة رئيسا، وكانت القوات الامريكية قد اجتاحت العراق الجارة وكانت تلك اسبابا كافية لتفهم ايران ان تعليقها تخصيب اليورانيوم أفضل (لا الالغاء معاذ الله). ونقول بالمناسبة ان روحاني أدار المحادثات آنذاك. فاذا أصبح لايران آخر الامر قنبلة ذرية فسيكون مشاركا كاملا في الجناية.
إن الاقتصاد الايراني محطم بسبب العقوبات. وتدرك ايران ان السيف الموضوع على عنقها حقيقي. لكن النظام الايراني، كالنظام السوري بالضبط، يرى انه ليس للعالم زعيم وتستغل روسيا كل خرق صغير. وتصبح الحرب حتى لو كانت عادلة كلمة فظة. ماذا يفعلون اذا؟ يرسلون الجندي روحاني الى الجبهة ويخرج الجميع رابحين. ويخرجون ذلك الولد صاحب الدور غير الشعبي الذي يُفسد على الجميع الحفل لأنه وحده يرى ان الملك عارٍ.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ


ليس الملك عاريا

بقلم: اليكيم هعتسني ،عن يديعوت
إن داني دنون الذي أعلن ان نتنياهو لا يُطلق شعار ‘الدولتين’ بجدية، لا يهتف رافعا عقيرته ‘الملك عار’، بل ‘الملك لابس′.. لكن نتنياهو هو ملك خاسر خسر في الانتخابات وأنقذ كرسيه بصعوبة بحلف خاسرين مع ليبرمان الذي خشي الهزيمة هو ايضا.
من المُلح ان نفحص عن خيارات نتنياهو، اذا حاول أن يُرضي أنصاره الجدد من اليسار ويدخل في تفاوض في ‘الدولتين’ فان ‘البيت اليهودي’ سيعتزل، واذا حاول ان يستبدل ‘شاس′ به فسيعتزل حزب ‘يوجد مستقبل’. وستطلب يحيموفيتش في مقابل دخولها ثمنا سياسيا يقسم الليكود ويترك نتنياهو بلا بيت، واليسار لن يتبناه خلافا لشارون.
بقي 20 عضو كنيست لليكود فقط، لأن اليسار لم يصوت له رغم خطبة بار ايلان، وهرب اليمين بسبب تلك الخطبة نفسها. وأقام نتنياهو ائتلاف تسيبي ليفني مع تسيبي حوتوبلي، ويعقوب بيري مع أوريت ستروك. كيف؟ بالتنويم، فما بقيت ‘المسيرة السياسية’ نائمة، بقيت بنية الائتلاف التي لا يوجد اسمنت يرص لبناتها بعضها الى بعض واقفة في مكانها، وإن كان فارغا من كل هدف ومضمون سياسي واجتماعي واقتصادي (ربما اذا استثنينا ايران، لكنها تبدو مثل مشروع خاص لرئيس الوزراء).
تقف الحكومة على رجلين، وهما الـ31 عضو كنيست من ‘الليكود بيتنا’ الذين يربطهم بالائتلاف البقاء في الحكم، والـ31 عضو كنيست من ‘يوجد مستقبل’ و’البيت اليهودي’ الذين يربطهم معا مثال ‘المساواة في العبء’، أي إبعاد الحريديين عن التأثير. وسيطول هذا الحلف ايضا ما بقي الموضوع السياسي نائما. فما الذي يحث نتنياهو اذا على اخراج ‘الدب الفلسطيني’ من الغابة؟ هل انتخابات جديدة يُشك في ان يُنتخب فيها؟
الى أين يمكن في الحقيقة ان تؤدي محادثات سلام في عالم عربي أخذ يزداد تطرفا، وهو يغرق في حمامات دماء؟ هل يستطيع أبو مازن البعيد من ان يكون السادات (الذي لم يعش) في وقت كهذا أن يسير على أثره؟ هل يستطيع ان يتخلى عن صدع واحد في الحائط الغربي ولا ‘يُستشهد’؟.
يُعزي معسكر السلام نفسه بأنه يجب اقتلاع 150 ألف مستوطن ‘فقط’. وسيبقى 250 ألفا في اماكنهم في ‘الكتل الاستيطانية’. لكن مساحة يسكنها هذا العدد الكبير من الناس مع العقارات الباهظة الكلفة جدا التي يسكنها 200 ألف يهودي في القدس الشرقية، ستقتضي اقتطاع مساحات بديلة كبيرة جدا من النقب ومنطقة لخيش وغور بيسان. ولم يستطع نتنياهو الى الآن ان يواجه ‘مستوطني’ هذه المناطق، وحينما سيحاول سيشتاق الى مستوطني الايام الستة.
ومن اجل ماذا سيعرض نتنياهو كرسيه للخطر؟ هل ليجلس الى جبريل الرجوب الذي لو ملك قنبلة ذرية كما قال لألقاها علينا؟ هل ليجلس الى أبو مازن الذي تقول وسائل اعلامه إن يافا وحيفا وبئر السبع فلسطينية وارض محتلة منذ 1948؟ والذي يسمي كل جادة وساحة عامة ومدرسة ونادٍ باسم مخربين قتلوا يهودا؟
أقسم نتنياهو ألا يعتمد على أي اتفاق، بل على الجيش الاسرائيلي الذي سيوضع في ‘الارض الفلسطينية’. فهل يؤمن بجدية أن يوجد شريك عربي في ذلك؟ وحينما يبدو كل مفهوم الدولة الفلسطينية داحضا بهذا القدر فلماذا نعجب من داني دنون الذي حاول في الحاصل العام ان يزعم ان رئيس وزرائنا لم يفقد سلامة عقله؟

ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ



نتنياهو متهم أصلا بأنه غير معني بدولتين للشعبين

بقلم: دان مرغليت،عن اسرائيل اليوم
إن بنيامين نتنياهو في الحقيقة يعرض موقفا يضائل ضرر تصريحات وزراء ونوابهم تعترض على حل الدولتين للشعبين الذي يقبله، لكن المشكلة تزداد سوءا في الساحتين الداخلية والدولية.
إن موقف رئيس الوزراء واضح وهو انه ينبغي أولا اجراء تفاوض، فاذا توصل الى تفاهم مع الفلسطينيين فسيقوم بنضال ديمقراطي على قلوب رفاقه في الائتلاف الحكومي والجمهور الاسرائيلي عامة، من اجل تبني حله الذي لا يقبله وزراء اليمين في الليكود بيتنا والبيت اليهودي. ومن المريح له ايضا ان يعرض الامور على هذا النحو، لأنه لولا ذلك لقال له محادثوه الامريكيون والفلسطينيون بعد ذلك إن سلطته مختلة في واقع الامر.
توجد ثلاثة مستويات، إثقال من داخل الائتلاف الحكومي، أخفه ان التفاوض لن ينجح أصلا. فقد أثبت أبو مازن في الاتصالات برؤساء حكومة معتدلين مثل ايهود باراك وايهود اولمرت أنه لا يتوجه الى اتفاق ينشئ دولتين غرب نهر الاردن، فلماذا يعامل نتنياهو معاملة مختلفة؟ وهذا ما يصرح به ممثلون متزنون لوزراء واعضاء كنيست يؤمنون بأرض اسرائيل الكاملة.
وهناك إثقال أكبر يأتي من المعارضة المباشرة للتفاوض. حانت أمس نوبة نفتالي بينيت ليعبر بلغة تسيء الى التفاوض، ولم يعد هذا تقدير ان التفاوض لن ينجح، وهو موقف يستطيع نتنياهو ان يقبله باعتباره تقديرا معقولا، بل أصبح تعبيرا عن الرأي يرى ان من المراد والمأمول ان تفشل جهوده. ولا بأس في هذا اذا جاء من المعارضة، لكنه غير معقول من البيت، وهو يفرض على الحكومة ان تُظهر في الداخل وفي العالم الاختلاف الداخلي في صفوفها، لأن كتلا حزبية مثل يوجد مستقبل والحركة، يجب عليها ان ترد كما فعل أمس يعقوب بيري، وأصبحت تدور معركة بين وزير ووزير.
إن العالم الذي اعتاد سلوك الديمقراطية الاسرائيلية الغريب استطاع ان يُسلم بهذا الخلل ايضا. لكن حينما يُسمع تصريح من نوع تصريح داني دنون الذي لم يبلغه بينيت الى الآن لكنه اقترب منه بأن الحكومة ورئيسها لا يريدان في واقع الامر البتة التوصل الى اتفاق مع الفلسطينيين، فان الحديث عن ضرر حقيقي. لأن هذا القول ربما يلقي على نتنياهو تهمة غير حقيقية، فاذا لم يفعل فانه يكشف عن سر دولة ـ حكومة يضر بالثقة بها وقدرتها على الحيلة ازاء الامريكيين والاوروبيين والدول العربية. وإن وهذا تصديق مُضر لذلك.
لماذا يعبر وزراء واعضاء كنيست على نحو يقطع قطعة الخشب التي يدير نتنياهو من فوقها التفاوض المسبق؟ انه قصر نظر حتى من وجهة نظرهم. وحتى من قبل رغبتهم في الابقاء على الائتلاف الحكومي، فهم يقطعون آخر الامر الغصن الذي يجلسون عليه وهذا ثمن باهظ جدا مقابل عنوان صحافي كبير أو عابر.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ












في ايران نظام قوي يواصل اللعب بنشاط في الساحة الشرق أوسطية

بقلم: د. الداد باردو،عن معاريف
أعلن حسن روحاني أمس ان جهود الحكومة الجديدة ستكون بالاساس لمواجهة الازمة الاقتصادية. فكيف يعتزم عمل ذلك بالضبط؟ بالاساس من خلال تغيير الاسلوب، المجاملات والمعاملات، حكومة تشارك فيها الاحزاب المختلفة، الحديث غير الحماسي، الابتسام، الشفافية في المسألة النووية ستؤدي الى التجميد، وبعد ذلك الى الغاء العقوبات. العلاقة الطيبة مع كل الدول المجاورة، بمن في ذلك ‘الاخوان’ من السعودية، ستفتح الحدود امام التجارة وتهدئ المنطقة. وبشكل عام، العلاقات الطيبة مع كل الدول، كما يعد روحاني.
لم يخرج الرئيس الجديد عن الخطوط الاساس: سنواصل تخصيب اليورانيوم، العقوبات غير العادلة ولا تفيد الا اسرائيل (التي في وكالات الانباء الرسمية اصبحت مرة اخرى ‘الكيان الصهيوني’)، الحديث مع أمريكا هو موضوع معقد، حل مشكلة سورية بيد الشعب السوري، وهكذا دواليك. فهل يمكن من خلال المجاملات والمعاملات تغيير السياسة وتحقيق الانجازات؟ ربما نعم. فبعد كل شيء، اعطى روحاني لخامنئي ولرفاقه في النظام هدية كبرى.
قد لا يكونون رغبوا فيه، ولكن بفضله وبفضل اسلوبه يستعرض ‘نظام آيات الله’ الحيوية والقوة الشديدة. واذا كانت تقلصت بالفعل قاعدة التأييد للنظام بسبب ابعاد العنف والدكتاتورية لديه، فها نحن يوم الجمعة شهدنا مشاركة جماهيرية لعشرات الملايين في الطقس المركزي في الجمهورية، الانتخابات للرئاسة.
لا يمكن الحديث بعد اليوم عن تغيير النظام في ايران. امامنا نظام قوي يواصل اللعب بنشاط في الساحة الشرق أوسطية. يتبين أن الاجهزة والمؤسسات المعقدة جدا في الدولة الايرانية تسمح لقوى عديدة ومتنوعة التعبير عن نفسها ولمس مراكز القوة. ليست هذه ديمقراطية، كي لا يتشوش احد، ولكن هذه ايضا ليست دولة يوجد لها حاكم يمكن تغييره. لا يمكن تغيير خامنئي، ولكن يتبين أيضا انه لا يقرر كل شيء. تجربة الزعيم الروحي وعصبته في فرض ارادتهم على الدولة الكبرى التي يسيطرون عليها لم تنجح حقا، فثمة حدود للوقاحة والاستكبار. نتائج الانتخابات في 2009 زوروها، وبعد ذلك ضربوا، عذبوا، اغتصبوا، قتلوا، أخافوا وقمعوا. عندما بدأ الربيع العربي في 2011 حلت موجة اخرى من القتل والقمع بالذات داخل ايران.
وماذا بعد؟ ماذا ينبغي لنا أن نتعلمه وماذا ينبغي لنا أن نفعله؟ أولا ان نواصل في ذات الطريق. ان نراقب بسبعة عيون وأن نحرص على الا تكون لايران قنبلة. ثانيا وهذا هو الاساس ان نفهم بانه طرأ تغيير استراتيجي في الشرق الاوسط في السنوات الاخيرة. بشكل مفاجئ، استراتيجية المحيط التي وضعها دافيد بن غوريون وروبين مرحاف من الخمسينيات نهضت وتقف أمام ناظرينا. العالم العربي ينهار من الداخل ودول المحيط ـ اسرائيل، تركيا، ايران واثيوبيا ـ تتعاظم. المنافسة على قلب العالم العربي في بدايتها فقط. والنجاح يمر عبر القلب.

ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ


من لاهاي الى القدس

بقلم: عميرة هاس،عن هآرتس
مروان دلال، الذي كان مدعيا عاما كبيرا في محكمة الجنايات الدولية في قضية يوغسلافيا السابقة، يطلب من محكمة العدل العليا أن تأمر بفتح تحقيق جنائي في جرائم الحرب التي ارتكبها، ظاهرا تسيبي ليفني، ايهود اولمرت، عمير بيرتس، حاييم رامون، يوفال ديسكن، غابي اشكنازي، دان حلوتس، يوآف غالنت، عيدو نحوشتان واليعيزر شكدي. وقد رفع المحامي دلال الالتماس يوم الاحد 9 حزيران/يونيو، في ذات اليوم الذي أمر فيه القاضي اوري شوهم الملزمين بالرد، بمن فيهم المستشار القانوني للحكومة والنائب العام العسكري الرئيس، بالتقدم بردهم الاولي حتى 9 تموز/يوليو.
وبرأي دلال، فان النائب العسكري الرئيس والمستشار القانوني للحكومة كانا ملزمين بالمبادرة الى تحقيقات جنائية ضد العشرة المسؤولين من القيادة السياسية والعسكرية، بالنسبة لمسؤوليتهم عن قتل مدنيين وخروقات مزعومة اخرى للقانون الدولي في ثلاث حالات: حرب لبنان الثانية في 2006، ‘الرصاص المصبوب’ الهجوم على قطاع غزة في كانون الاول/ديسمبر 2008 حتى كانون الثاني/يناير 2009 واعتراض الاسطول الى غزة في ايار/مايو 2010.
المستشار القانوني للحكومة، يهودا فينشتاين، أجاب دلال بانه لا يمكن الربط الشخصي لليفني وديسكن بجرائم مزعومة ارتكبت في رصاص مصبوب. وحتى رفع الالتماس لم تصل ردود المستشار بالنسبة لمسؤولية باقي الملزمين بالرد على الجرائم التي يزعم ارتكابها.
موقف فينشتاين ليس نهاية المطاف، كما يلمح دلال ويكتب في الالتماس: ‘في غياب تحقيق جنائي او في غياب تحقيق جنائي صادق في اسرائيل، فان ذوي الصلة من القيادة السياسية والعسكرية، قد يتعرضون للاعتقال والتحقيق والاتهام في دول اخرى في العالم تتبنى قوانينها صلاحيات المحاكمة الكونية’.
منذ نهاية التسعينيات، قال دلال لـ’هآرتس′، تتطور نظرية صلاحية قانونية كونية، أي قوة الدول للاعتقال، التحقيق والمحاكمة لمواطني دول اخرى على جرائم لم توجه ضد الدولة التي تحاكمهم ومواطنيها. فاعتقال رئيس الطغمة العسكرية التشيلية اوغستو بينوشيه في بريطانيا في تشرين الاول/اكتوبر 1998 بشّر بهذا الميل.
جانب آخر في هذا الميل وجد تعبيره في المحكمة الجنائية الدولية في قضية يوغسلافيا السابقة، يطبق القانون الدولي الذي كان ساري المفعول اثناء الحرب والتطهير العرقي الاجرامي في يوغسلافيا في بداية التسعينيات.
وعمقت هذه المحكمة وطبقت العقيدة التي تطورت في محاكمات نيرنبرغ وطوكيو بعد الحرب العالمية الثانية: ليست فقط الدول مسؤولة عن الجرائم واسعة النطاق، بل ايضا الاشخاص، الذين شغلوا مناصب رسمية.
لا يعني التقديم الى المحاكمة الادانة التلقائية، كما يفيد موقع الانترنت للمحكمة، في 30 أيار/مايو برأت ساحة مسؤولين اثنين في اجهزة الامن الصربية من المسؤولية عن جرائم حرب الميليشيات التي اقاماها في بداية التسعينيات. الرجلان، يوبيتسا ستنشيتس وفرانكو سيماتوبيتش، اعتقلتهما السلطات الصربية في 2003 ونقلا الى حفظ المحكمة التي تستقر في لاهاي.
ومنذ تأسيسها رفعت الى هذه المحكمة لوائح اتهام ضد 191 مسؤولا من يوغسلافيا السابقة. 69 ادينوا، 18 برئوا، في 36 حالة لوائح اتهام شطبت او اوقفت الاجراءات، ضد 25 لا تزال تجري المحاكمة. وهذه محكمة معدة على عجل، يفترض أن تنهي عملها في نهاية 2016. متهمون على مستويات صغرى ينقلون الى المحاكمة في دول يوغسلافيا السابقة. دليل آخر على أن ‘الادعاءات بشأن التقادم والحصانة لا تسري عندما يدور الحديث عن اشتباه بارتكاب جرائم حرب’، كما يذكر دلال في الالتماس.
وبرأي دلال، فمن قراءة تقارير تحقيق دولية واسرائيلية ايضا تنشأ شبهات بافعال جنائية في لبنان، في غزة وضد الاسطول الى غزة. وفي القسم العلني من تقرير لجنة فينوغراد (بالنسبة لحرب لبنان الثانية)، كتب دلال في الالتماس انه توجد نتائج واقعية تفترض فتح تحقيق جنائي، مثل تصريحات القيادة العسكرية والسياسية العليا.
مثلا قول رئيس الاركان دان حلوتس لوزير الدفاع عمير بيرتس: ‘يتعين علينا القيام بعدة أعمال جد عدوانية من اجل تثبيت نمط جديد من قوانين اللعب’. او قول ايهود اولمرت رئيس الوزراء: ‘يجب تحديد ثمن لا يجعل احدا يرغب في التعاطي معنا’ (حسب هيومان رايتس ووتش قتل الجيش الاسرائيلي في صيف 2006، ما مجموعة 1109 مواطنين لبنانيين).
المحكمة في قضية يوغسلافيا بحثت العلاقة التي بين تصريحات القيادة السياسية وارتكاب جرائم حرب من قبل القيادة العسكرية في الميدان. وفي التماس يجلب دلال مثلا قرار هيئات الاستئناف بالنسبة لممتشيلو كراجنسنك الذي كان رئيس البرلمان في ‘الجمهورية الصربية’ للبوسنة. فقد دعا المندوبين في البرلمان ‘الى تطبيق ما اتفقنا عليه، وهو التقسيم العرقي على الارض’. وأخذت هيئات الاستئناف للعلاقة التي بين هذا الاعلان والطرد العلني للبوسنيين المسلمين. كرجنسنك ادين بجرائم ضد الانسانية وحكم عليه بعشرين سنة سجن.
تجربته اقتناها دلال في عمله في ‘عدالة’ المركز القانوني لحقوق الاقلية العربي في اسرائيل، في سنوات 1999 2007. عندها قبل في المحكمة الجنائية الدولية في قضية يوغسلافيا، وعمل في هيئات استئنافها حتى 2010. الاستئناف الذي رفعه الاسبوع الماضي هو العمل القانوني الاول لمنظمة ‘غروتيوس′، مركز القانون الدولي لحقوق الانسان، التي أسسها والتي سجلت كشركة لمنفعة الجمهور في شباط/فبراير 2013.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ



حقيقة من ارض اسرائيل

بقلم: عوزي برعام ،عن هأرتس
تعالوا ننظر لحظة في العبارة الرائجة جدا ‘دولة فلسطينية الى جانب دولة اسرائيل’. أصبحت هذه الجملة التي تعبر عن مقولة سياسية واضحة على مر السنين، رمزا للخداع والنفاق والسذاجة. قبل سنين حينما كان متحدثو اليمين يقولون: ‘لن تنشأ أبدا دولة فلسطينية الى جانب دولة اسرائيل’، كان المعارضون والمؤيدون ايضا يعرفون موقفهم. إن مقولة متحدثي اليمين اليوم ضد ذلك حقا، لكن معناها يكاد يكون مشابها.
ما كنت لأتمسك بهذه العبارة لولا اعتقادي بأنها أحسن تعبيرا من اي شيء آخر عن التحول الذي جرى علينا، فانتقلنا من عصر سذاجة الصياغة الى عصر التذاكي والتهرب.
حينما قال بنيامين نتنياهو في 2009: ‘دولة فلسطينية الى جانب دولة اسرائيل’، تلقى اليمين قوله بدهشة وتلقاه اليسار بارتياح كبير. لكن بدأت تهب ريح مختلفة رويدا رويدا، فقد بيّن المحللون قائلين: ‘صحيح، قال كذلك لكنه اشترط ذلك باعتراف فلسطيني بحق اسرائيل في الوجود كدولة يهودية ولن يوافق الفلسطينيون على هذا أبدا’. ولو سِرت في شارع مدينة وسألت المارة هل رئيس الحكومة مستعد في رأيهم لتسوية تفضي الى انشاء دولة فلسطينية الى جانب دولة اسرائيل لأجابك كثيرون بيقين: ‘قال ذلك حقا لكنه لا يقصده في الحقيقة، وهو يتمنى أن يُفشل الطرف الثاني التسوية المقترحة’.
تحدثت في الآونة الاخيرة الى أناس كانوا يعتبرون في الحلقة القريبة من نتنياهو واشتغلوا بشؤون الخارجية والامن، لم يستطع أحدهم ان يقول بيقين ما الذي يريده رئيس الوزراء. وقال أحدهم ‘إنه يلعب لعبة شطرنج مُحكمة مع ادارة اوباما، ويحفظ تصرفه قريبا من صدره’، أي أن داني دنون ليس مخطئا بافتراضه ان رئيس الوزراء لا يريد انشاء دولة فلسطينية مثل تسيبي ليفني حقا، التي لم تخطئ باستيقانها ان نتنياهو يدعم اجراءاتها.
ليست المشكلة المُثقلة هي استعمال اللغة المزدوجة بتصريحات معلنة، بل هي في الأساس تقوية الموقف الذي يرى ان الساسة موهِمون ولا يقولون الصدق. كنا نعرف دائما انه توجد سياسة تضليل عملها ان تطمس على الماهيات والمواقف. لكننا علمنا ايضا ان صدق العامل في الحياة العامة وتساوقه وحكمته كنز له. وتُنقل اليوم الى الآخرين رسالة عدم الصدق باعتبارها معيار سلوك شرعيا تقريبا.
‘سأسقط العبء عن الطبقة الوسطى’، قال يئير لبيد قبل الانتخابات. لكنه يُقسم الآن أننا اذا فعلنا ذلك فسنصبح ‘كاليونان واسبانيا’. ويعلم الجميع أنه لو ألف نتنياهو حكومة اخرى لطلب لبيد رد كرامة الطبقة الوسطى من فوق كل منبر، والجمهور يسمع ويعجب وينتقل الى حياته المعتادة. فمن الحقائق ان المرشحين اللذين يطلبان القيادة الوطنية في المستقبل هما نتنياهو ولبيد.
ليس المعيار الجديد هو ‘قلت الحقيقة’، بل هو ‘نجحت في حيلتي، أليس صحيحا؟’، ولا يحتاج السياسي الى ان يخشى حكم الناخب اذا كذب أو زوّر، إن استعمالا مُحكما لتويتر والمنشورات الحساسة في الفيسبوك والظهور المقنع في التلفاز تؤدي بكثيرين الى أن يعتقدوا أن ما كان ذات يوم حقيقة أصبح اليوم عكس الحقيقة بالضبط.
تنشأ أمام أعيننا أجيال جديدة ليست أقل صلاحا من الأجيال السابقة، لكن قُضي عليهم ان ينشأوا في واقع مضلل ليس فيه قيمة للحقيقة ولا قيمة لقيم ديمقراطية ولا قيمة لالتزام مدني لمجتمع حر، وهذا هو الخطر الذي من المهم منعه ومن المهم مكافحته

ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ


ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ