Haneen
2013-06-24, 11:52 AM
المواقع الالكترونية التابعة لتيار دحلان 65
18/6/2013
أخبار . . .
الانقسام سيكون
دائمًا نصف الفلسطينيين يعتقدون أن قياداتهم فاشلة
الكرامة برس 18-6-2013
أظهرت نتائج استطلاع للرأي العام الفلسطيني، أن أقل من ثلث الفئة المستطلعة، تعتقد أن السلطة الفلسطينية بشقيها في الضفة والقطاع ”إنجاز للشعب الفلسطيني“، فيما تقول نسبة من 40% أنها ”عبء عليه“.
وجاء في نتائج الاستطلاع الذي أجراه ”المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية“ في رام الله، أن نسبة التفاؤل بإمكانيات المصالحة بين حركتي ”فتح“ و“حماس“ تستمر في التراجع، ويتعزز الاعتقاد بأن الانقسام سيكون دائمًا أو سيبقى لفترة طويلة، وأن فرص المصالحة منعدمة في ظل وجود قيود في الضفة والقطاع على حريات أعضاء الحركتين، وفي ظل عدم الاتفاق على موعد للانتخابات واستمرار التنسيق الأمني مع الاحتلال الإسرائيلي من قبل السلطة الفلسطينية بالضفة ورفض حماس لقبول الاتفاقات التي وقعتها منظمة التحرير مع تل أبيب.
وأشارت النتائج إلى أن 49% من الفئة المستطلعة توافق على رأي رئيس وزراء حكومة رام الله المستقيل سلام فياض في وصفه للقيادات الفلسطينية منذ بداية القضية كقيادات ”فاشلة“، و47% لا يوافقون على ذلك.
ووفقا للاستطلاع؛ فإنه ”لو أجريت انتخابات رئاسية جديدة وترشح فيها اثنان فقط هما الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الحكومة في غزة إسماعيل هنية، يحصل الأول على 49% والثاني على 44% من أصوات المشاركين، ولو أجريت هذه الانتخابات في قطاع غزة، يحصل عباس في هذا الاستطلاع على 46% وهنية على 51%، وفي الضفة الغربية يحصل عباس على 51%، وهنية على 38%، وبلغت نسبة المشاركة في الانتخابات في هذه الحالة 64%“.
يذكر أنه قبل ثلاثة أشهر بلغت نسبة التصويت لعباس 52% ولهنية 41% الأمر الذي يعكس تراجعا في شعبية الرئيس عباس لصالح اسماعيل هنية.
أما لو كانت المنافسة بين محمود عباس والقيادي في حركة ”فتح“ مروان البرغوثي وإسماعيل هنية، فإن البرغوثي يحصل على النسبة الأكبر (35%)، يتبعه هنية (33%) ثم محمود عباس (27%)، وتبلغ نسبة المشاركة في هذه الحالة 76%.
وحسب الاستطلاع الجديد، فإنه لو جرت انتخابات برلمانية بموافقة جميع القوى السياسية، فإن 72% من المستطلعة آرائهم سيشاركون فيها، حيث تحصل قائمة ”التغيير والإصلاح“ التابعة لـ ”حماس“ على 30% من أصوات المشاركين، وفتح على 41%، وتحصل كافة القوائم الأخرى مجتمعة على 9%، وتقول نسبة من 21% إنها لم تقرر بعد لمن ستصوت.
وتبلغ نسبة التصويت لحماس في هذا الاستطلاع في قطاع غزة 38% وفي الضفة الغربية 24 %، وتبلغ نسبة التصويت لحركة فتح في هذا الاستطلاع في قطاع غزة 41% وفي الضفة الغربية 41%.
هذه النتائج مشابهة لما كان عليه قبل ثلاثة أشهر باستثناء ارتفاع كبير على نسبة التصويت لحماس في قطاع حيث بلغت آنذاك 33%.
مقالات . . .
الانقلاب .... جردة حساب ..!
الكرامة برس – 18-6-2013 أكرم عطا الله
إنها ذكرى انتصارنا علينا حين انهزمنا أمام جوعنا على السلطة لنعلن رفع راية استسلامنا السوداء هذه المرة، استسلامنا لأبشع ما فينا من غرائز حين كان الرصاص أداة الحوار بين الأخوة الأعداء وحين تحولت أسطح العمارات إلى ساحات قتل وسحل وقنص في أسوأ عملية إطاحة لكرامة وطنية كانت تنغرس فينا في الطريق نحو الوطن المفروش بالآلام لتهزأ مما كانت تصدح به الفنانة الثورية أميمة خليل ' أهلوك لا سور من الكذب .. أهلوك لا قناصة الرتب ' فنكتشف أننا قلاع من الكذب وقناصة للرتب حد الموت في سبيلها.
ست سنوات مرت على ذلك الجرح المفتوح في الذاكرة والذي أصابها بانحناءة مزمنة في عمودها الفقري لكن يبدو أن الفلسطينيين لم يدركوا حجم المأساة بعد، فلا زالوا منشغلين بتسميتها أهي انقسام؟ أم انقلاب؟ أم حسم؟ إنهم يمتلكون من ترف اللغة والوقت وفائض الدم ما يكفي لهذا النقاش إنها مصيبة يا سادة يبشركم الكاتب الإسرائيلي أليكس فيشمان أول أمس على صحيفة يديعوت أحرونوت بأنه لا يوجد حل للانقسام بين حركة المقاومة الإسلامية حماس والسلطة الفلسطينية.
إنها الكارثة التي حملت كل المعاني، وكل المعاني تدل عليها فقد كانت هناك أزمة عجزت أطراف الانقسام عن حلها بالحوار فتم حسمها بانقلاب لتنتج انقساما، هكذا هي الأمور، بكل بساطة كل من المصطلحات تدل على الأخرى وأنني أفضل دوما استعمال كلمة انقلاب حتى تلسع مع كل مقال من فكر يوما أو يفكر باستعمال السلاح كوسيلة لحسم الخلافات الفلسطينية وهي كثيرة .
قبل ثلاث سنوات سألت الصحيفة الإسرائيلية عميرة هاس والتي تكتب في صحيفة هآرتس عما لديها من معلومات عن اليد الإسرائيلية الخفية في هذا الانقلاب وفي تلك التراجيديا الفلسطينية، كنت أبحث عن الحبل السري الذي يربط بين مأساتنا وإسرائيل متصورا أن كل الأزمة لدينا كانت تدار من 'الكرياة' وهي مقر وزارة الدفاع في تل أبيب ولم يغادرني هذا الاعتقاد حتى اللحظة باحثا عن تأكيده بالمعلومات لأنه مهما بلغ الفلسطينيون من عجز في إدارة حواراتهم لا يمكن أن يصل الأمر إلى هذا المستوى، أجابتني وهي التي تبدي في مقالاتها تعاطفا مع الفلسطينيين قائلة 'لا معلومات لدي عما تبحث عنه ولكن ما أعرفه أن ما حدث عندكم كان هدية السماء بالنسبة لإسرائيل ' وكررتها هدية السماء.
لم نتوقف أمام حساب الضمير ولم نسأل أنفسنا ما الذي فعلناه بأنفسنا حين حملنا البنادق لنمثل بجثة مشروعنا الوطني في الوقت الذي كنا نمده بوحدات الدم ليقف على قدميه، كيف يمكن لشعب بكل هذه التضحيات أن يطلق النار على قدميه ليصاب بالكساح الدائم؟ إنها شهوة السلطة التي كانت ولا زالت قصة الماضي والحاضر في الثقافة العربية، فنحن من قتل الخلفاء من أجل السلطة؟ ونحن من شق العالم الإسلامي ما بين شيعة وسنة في لعبة الصراع عليها ولا زالت النار متقدة، ونحن سادة الانقلابات في العالم وعندنا انقلب الابن على أبيه من أجلها وقتل الأخ أخاه.
إنها السلطة التي ألقيت أسفل جبل أُحد فنزلنا مهرولين لنقتتل على بقاياها فلا فزنا بالسلطة ولا كسبنا الحرب التي صعدنا من أجلها وتهنا في الطريق نحو العودة إلى رأس الجبل، لأن وزن ما حملناه من عبء التزامات الحكومتين أكبر من العودة، فتملكتنا حالة من الضياع بين الطرق والوسائل، وكان هناك أحد ما يجلس مخرجا لسانه لنا ليقول 'رسبتم بجدارة في امتحان الإدارة' إدارة النظام السياسي وإدارة الحوار والخلاف والاختلاف.
حتى اللحظة لم يستوقفنا ما حدث، فما تشي به حوارات المصالحة من ابتسامات تعكس حجم الانفصال عن الواقع المتجهم حد البكاء على أطلال الوحدة والانشغال اليومي بمقارعة المحتل، فقد أصبح هذا جزءاً من الماضي في ظل هدنة هناك وتهدئة 'وهي الاسم الحركي للهدنة' هنا في غزة، وفي ظل التسابق على تبريد أهم جبهتين كانتا قبل الانقسام -الانقلاب مفتوحتين على إسرائيل كما جهنم، حقا إنها هدية السماء.
علينا إجراء جردة حساب للسنوات الست الماضية على مستوى التعليم والخدمات والصحة والاقتصاد والأهم حجم الكراهية بين أبناء الشعب الواحد والتي تحتاج إلى سنوات من العلاج، فعلاج الروح وانكسارها أصعب من علاج الجسد، كم من السجناء اعتقلنا بسبب الانقسام الذي وفر فرصة لتجاوز كل الأعراف والقوانين لحقوق الإنسان ونحن في الطريق نحو تكريس الانشطار في الوطن اكتشفنا أننا نعيد استنساخ أسوأ النظم وأكثر أجهزة الأمن بؤسا في العالم العربي، فقد تحولت العلاقة بين الأخوة الألداء إلى علاقة تربصية كل ٌيخشى من الآخر أن يخطف سلطته مخولا أجهزة أمنه ارتكاب ما يلزم للحفاظ عليها، فتجربة التاريخ قالت أن المقاومة عندما تصل للسلطة يتحول سلاحها إلى حارس للسلطة، هذا ما حصل مع فتح قبل عقدين والآن يتكرر مع حماس.
كيف يمكن أن نهز الفصائل حد إفاقة الضمير؟ أن نلسعها بصعقة كهربائية ليعود الدم يجري في عروقها، أن تبني لنا نظاما سياسيا يشكل نموذجا لكل مواطن، أن تتوحد أو نكتب في لحظة غضب وتمرد على الواقع أن تتبدد، الأمل أن تتوحد أن تنتصر إرادتها على إرادة إسرائيل، فنحن الشعب مستعدون للتنازل عن السلطة، ولأن الشعب هو سيد السلطات وهو أبوها وأمها فليس أمامنا إلا أن نقول كما قالت تلك المرأة أم المولود حين ادعت أخرى أمومته أمام القاضي الذي حكم بقطعه إلى نصفين لتأخذ كل منهما نصف فتنازلت عنه، أرجوكم يا سادة نحن الشعب نتنازل عن سلطتنا لكم، خذوها كلها ولكن لا تقطعوها ولا تقسموها فستموت ويموت معها مشروعنا، خذوها لأننا أيضا أكثر عجزا منكم على استردادها لأن الساحات لم تغرق بالشعب حتى الآن.
الزمن السيء
امد 18-6-2013 عزام الحملاوى
لاتوجد مواقف محرجة ومسيئة أكثر من تلك المواقف التي تبدد آمالك وطموحاتك في الحياة عندما تواجه أصحاب عقول متعلمة ومثقفة ومتميزة, وذات مكانة علمية مرموقة وذو خبرة في شتى مجالات الحياة المختلفة, ولكنها مع الأسف تحمل أفكارا سيئة وسوداوية متعصبة, رغم اكتسابها تجربة غنية في الحياة لأنها شاهدت وعايشت فترات مختلفة ومراحل تاريخية من حياة الشعب الفلسطيني في هذا الوطن, ابتداءً ما قبل الانتفاضة الأولى وحتى الانقلاب ونتائجه والذي نزف خلاله دماءً بريئة وطاهرة جرحت واذت الكثير من مشاعر الناس وقيمهم الإنسانية, وفرض فيها الفريق المنتصر آراؤه وسياساته0 نتيجة لذلك, انتشرت الكثير من الآراء والمفاهيم والمصطلحات بين أبناء شعبنا مثل: اليمين الرجعي, واليساري, والانتهازي,والشيوعي, والمتاسلم, والبرجوازي, وغيرها من هذه المصطلحات التي أوصلتنا إلى درجة أكثر من التعصب التنظيمي الأعمى الذي أدى إلى ازدياد الكره بين أبناء الشعب الواحد, وتخلف القضية والوطن الذي قدم ألاف الشهداء الأبرار من اجل التخلص من هذه المفاهيم والمصطلحات القديمة, وإرساء قيم التسامح, والمحبة, والوحدة, والتكافل, وغيرها من القيم النبيلة السامية التي كانت تميز مجتمعنا وكانت دائما عنوانه في أحلك الظروف.
ورغم هذه الظروف القاسية والمشاكل والصراعات التي يمر بها الشعب والوطن, ورغم آلامها ومرارتها إلا أنها تعتبر في بعض جوانبها تجربة ذات بعد انسانى يجب أن نستخلص منها الدروس والعبر, وإن نستفيد منها خلال حياتنا اليومية في علاقاتنا الأخوية حتى يكون لدينا الاستعداد والقدرة على تجاوزها بسهولة, مما سيساعدنا على التطور والتقدم, أما إذا اتبعنا أصحاب العقول والأفكار السوداء المتعصبة التي تفضل أن تعيش على المشاكل والصراعات والخلافات بدون التفكير في تجاوزها والخروج منها, وبدون استخلاص الدروس والعبر والاستفادة منها, فإننا سنظل ندور في حلقة مفرغة ولن نخرج من مشاكلنا ونتطور لان عقولهم قد توقفت عن التفكير وحكموا على أنفسهم بان يظلوا سجناء لخلافاتهم وصراعاتهم وأفكارهم السوداء لعدم رغبتهم في استخدام العلم والأفكار الحديثة في تطور المجتمعات وعدم الانطلاق بها للتقدم والتطور والنمو،لان هذا سيكشف عوراتهم وعيوبهم ومساوئهم وسيبعدهم عن مصالحهم الحزبية والشخصية إن مايؤثر في النفس ويؤذى المشاعر الإنسانية, مايحدث اليوم من ظلم مرير وقاسي ومؤثر يجرح مشاعر الإنسان ويدمره داخليا, ويتسبب له في مشاكل اقتصادية, واجتماعية, وضياع كرامته, وكبت لحرياته, وانعدام للعدل, وعدم الشعور بالمواطنة المتساوية, لذلك فهي فعلاً فترة متخمة بالآلام والجراح وهي صعبة التحمل ولها تداعيات سلبية كثيرة على نفسية وحياة ومشاعر الكثير من أبناء شعبنا, لذلك كانت هذه العقول المتزمتة سببا قويا لدى البعض الآخر في تحمل مسؤوليتهم في تحقيق الأهداف السامية والنبيلة في للدفاع عن الحق والعدل, والقضاء على الجور, ومحاولة إيقاف الظلم والمعاناة وكذلك لأن الاستسلام يعنى السماح لهذه العقول الظلامية المتخلفة بالاستمرار في نهجها وبث سمومها في المجتمع الفلسطيني إن الشئ الذي لا يقبله العقل والمنطق هو أن تتدخل نوايا وأهداف وايدولوجية أصحاب العقول والأفكار السوداء في سلوك الناس, وان تفرض عليهم أفكارهم ونظرياتهم, ورغباتهم الشخصية, وهذا بسبب عدم رغبتهم في التعاون بينهم وبين الآخرين للخروج في حل يرضي الشعب ويريح الجميع إن مايبعث القلق والتردد في النفس هو رفض أصحاب العقول المنغلقة والمتعصبة الأطروحات والأفكار التي تقدم لهم الحل لقضايا ومشاكل الوطن والشعب, ولكن هذه الأفكار والأطروحات لا تنسجم مع أهدافهم وأفكارهم ومصالحهم الخاصة من وجهة نظرهم, والتي يمكن أن تضعك أمامهم في موضع اتهام, وهذا هو الزمن السيئ والردئ الذي نعيشه إن سوء ورداءة هذا الزمن الخرابيشى عكست نفسها على حياتنا, ومبادئنا وأخلاقنا, حيث أصبحنا لا نقدر بعضنا البعض بدلا من التعامل على أساس شركاء لا أجراء في هذا الوطن, ومن اجل أن يكون هناك تتطابق بين المبادئ والقيم والأهداف التي ننادي بها والواقع التي نعيشه, لان هذا سيقود إلى صدق الأهداف والأفكار وتطبيقها على ارض الواقع مما سيوحدنا على الأرض لنقف صفا واحدا في مواجهة عدونا الصهيوني لان مايجرى على الساحة الفلسطينية لايخدم إلا هذا العدو الغادر.
أوجاع الضفة
امد 18-6-2013 خالد معالي
كثيرة هي الأوجاع المزمنة التي تضرب جسد الضفة الغربية، وتسد شرايينها وتثخنها بالجراح التي لا تندمل؛ والمصيبة العظمى أننا بتنا نتعايش معها وكأنها قدرنا المحتوم. أوليس الانقسام اللعين يطل علينا بذكراه السابعة بوجهه القبيح والشنيع؛ كوحش وشيطان مغضوب عليه، يبتلع طيبتنا، وتعاوننا، ورحمتنا على بعضنا البعض، وطاقاتنا، وقدرتنا، وتحررنا...؟!
لنتأمل في الوجع السرطاني المتفشي في جسد الضفة؛ بالاستيطان وعربدة واعتداءات المستوطنين؛ التي تضرب في كل الجهات والأماكن، ووجع الاعتقالات اليومية للأطفال والشباب والشيوخ مع ساعات فجر كل يوم، عدا عن ترويع الأطفال والنساء الذي لا يتوقف، ووجع الأسرى وذوبان زهرة شبابهم في السجون، وتعرية وإذلال ذويهم خلال الزيارات الدارجة، ووجع تعمد المس بكرامة المواطن الفلسطيني واهانته على الحواجز بشكل مستمر، ووجع تخطي الجدار والحواجز بحثا عن لقمة خبز مغمسة بالدم لعشرات الآف العمال التي هي أيضا أوجاع متواصلة...
وجع وألم لا يوصف من نوع آخر مختلف يجري في الضفة والوطن ككل؛ وهو ألم ووجع الانقسام في ذكراه الحزينة. من كان يصدق أن رفاق السلاح، الذين دمهم ووطنهم ووجعهم واحد، ينجح المحتل في تمزيقهم شر ممزق، ويضحك عليهم "نتنياهو" ويتشفى فيهم، ويقول للعالم: انظروا إليهم، حتى مع أنفسهم لا يتصالحون، وبالتالي لا يستحقون دولة، ولا أن يحيوا كبقية الشعوب، وكثير عليهم حتى حكم ذاتي ممسوخ.
هموم وأوجاع الضفة داخليا كثيرة جدا؛ فسلطات الاحتلال تفرض وضعا داخليا صعبا ومعقدا، من مختلف النواحي السياسية والأمنية والاقتصادية؛ إلا انه من غير الإنصاف أن نعلق كل أوجاعنا ومصائبنا على شماعة الاحتلال، فهناك أوجاع وآلام هي من صنع داخلي، وبما كسبت أيدينا، ولو كان الاحتلال هو "الكل في الكل " ومن يصنع الحدث باقتدار، كما يخيل للبعض؛ لما أنسحب صاغرا ذليلا من جنوب لبنان وقطاع غزة.
الذي يتعب ويوجع القلب أكثر من كل ما سبق هو عقدة العلاقات الداخلية الفلسطينية الفلسطينية، فالأصل مع وجود احتلال يستهدف الجميع؛ أن تتحد جميع ومختلف القوى في بوتقة التصدي له ومقاومته؛ ولكن الذي يحصل هو عكس ذلك تماما، بهدر مجاني للطاقات الخلاقة.
من بين الأوجاع المستعصية الداخلية على مستوى العلاقات الفلسطينية الفلسطينية؛ هو الاعتقال السياسي، كونه نتاج وثمرة غير طيبة من ثمرات وشجرة الانقسام الخبيئة. فالانقسام المسخ والمشئوم طال كثيرا، ولا بد للعقلاء والمخلصين تدارك الأمر، وإنهاؤه، وطي صفحته إلى الأبد بغير رجعة.
تئن الضفة تحت ضغط الغلاء الفاحش، والبطالة وزيادة أعداد الخريجين، وقلة فرص العمل، وانعدام الأمل، وهجرة الطاقات والشباب، وقروض ربوية تتراكم بسرعة عجيبة، لغالبية الموظفين، وضغط متراكم في النفوس للأوضاع الصعبة، وانسداد وتجلط للدماء في مختلف شرايين جسد الضفة المنهك.
مخطئ من يظن أن السكوت على أوجاع الضفة سيطول؛ لان من طبيعة الشعوب الحية وحتى على مستوى الإنسان والفرد العادي؛ أن يحاول مرة تلو أخرى تخطي الصعاب والشدائد. فضغط الحال، ومشقة الحياة، تدفع العقول الخلاقة للبحث عن حلول إبداعية للتخلص من الأوجاع؛ وهو ما كان في الانتفاضة الأولى والثانية كمحاولات للتخلص من الاحتلال ووجعه اللعين.
الشعوب الحية لا تعرف الملل والكسل، ولا الاستسلام للواقع التعيس؛ بل تشمر عن ذراعيها، وتنزل لميدان التحدي، وتخوض المعركة باقتدار؛ لتحقق النصر لاحقا مهما بلغت حجم التضحيات، فالعبرة بالنتائج لا بالتفاصيل، ولنا حديثا؛ عبرة في هزيمة الروس والأمريكان في أفغانستان، برغم قوتهما وجبروتهما.
18/6/2013
أخبار . . .
الانقسام سيكون
دائمًا نصف الفلسطينيين يعتقدون أن قياداتهم فاشلة
الكرامة برس 18-6-2013
أظهرت نتائج استطلاع للرأي العام الفلسطيني، أن أقل من ثلث الفئة المستطلعة، تعتقد أن السلطة الفلسطينية بشقيها في الضفة والقطاع ”إنجاز للشعب الفلسطيني“، فيما تقول نسبة من 40% أنها ”عبء عليه“.
وجاء في نتائج الاستطلاع الذي أجراه ”المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية“ في رام الله، أن نسبة التفاؤل بإمكانيات المصالحة بين حركتي ”فتح“ و“حماس“ تستمر في التراجع، ويتعزز الاعتقاد بأن الانقسام سيكون دائمًا أو سيبقى لفترة طويلة، وأن فرص المصالحة منعدمة في ظل وجود قيود في الضفة والقطاع على حريات أعضاء الحركتين، وفي ظل عدم الاتفاق على موعد للانتخابات واستمرار التنسيق الأمني مع الاحتلال الإسرائيلي من قبل السلطة الفلسطينية بالضفة ورفض حماس لقبول الاتفاقات التي وقعتها منظمة التحرير مع تل أبيب.
وأشارت النتائج إلى أن 49% من الفئة المستطلعة توافق على رأي رئيس وزراء حكومة رام الله المستقيل سلام فياض في وصفه للقيادات الفلسطينية منذ بداية القضية كقيادات ”فاشلة“، و47% لا يوافقون على ذلك.
ووفقا للاستطلاع؛ فإنه ”لو أجريت انتخابات رئاسية جديدة وترشح فيها اثنان فقط هما الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الحكومة في غزة إسماعيل هنية، يحصل الأول على 49% والثاني على 44% من أصوات المشاركين، ولو أجريت هذه الانتخابات في قطاع غزة، يحصل عباس في هذا الاستطلاع على 46% وهنية على 51%، وفي الضفة الغربية يحصل عباس على 51%، وهنية على 38%، وبلغت نسبة المشاركة في الانتخابات في هذه الحالة 64%“.
يذكر أنه قبل ثلاثة أشهر بلغت نسبة التصويت لعباس 52% ولهنية 41% الأمر الذي يعكس تراجعا في شعبية الرئيس عباس لصالح اسماعيل هنية.
أما لو كانت المنافسة بين محمود عباس والقيادي في حركة ”فتح“ مروان البرغوثي وإسماعيل هنية، فإن البرغوثي يحصل على النسبة الأكبر (35%)، يتبعه هنية (33%) ثم محمود عباس (27%)، وتبلغ نسبة المشاركة في هذه الحالة 76%.
وحسب الاستطلاع الجديد، فإنه لو جرت انتخابات برلمانية بموافقة جميع القوى السياسية، فإن 72% من المستطلعة آرائهم سيشاركون فيها، حيث تحصل قائمة ”التغيير والإصلاح“ التابعة لـ ”حماس“ على 30% من أصوات المشاركين، وفتح على 41%، وتحصل كافة القوائم الأخرى مجتمعة على 9%، وتقول نسبة من 21% إنها لم تقرر بعد لمن ستصوت.
وتبلغ نسبة التصويت لحماس في هذا الاستطلاع في قطاع غزة 38% وفي الضفة الغربية 24 %، وتبلغ نسبة التصويت لحركة فتح في هذا الاستطلاع في قطاع غزة 41% وفي الضفة الغربية 41%.
هذه النتائج مشابهة لما كان عليه قبل ثلاثة أشهر باستثناء ارتفاع كبير على نسبة التصويت لحماس في قطاع حيث بلغت آنذاك 33%.
مقالات . . .
الانقلاب .... جردة حساب ..!
الكرامة برس – 18-6-2013 أكرم عطا الله
إنها ذكرى انتصارنا علينا حين انهزمنا أمام جوعنا على السلطة لنعلن رفع راية استسلامنا السوداء هذه المرة، استسلامنا لأبشع ما فينا من غرائز حين كان الرصاص أداة الحوار بين الأخوة الأعداء وحين تحولت أسطح العمارات إلى ساحات قتل وسحل وقنص في أسوأ عملية إطاحة لكرامة وطنية كانت تنغرس فينا في الطريق نحو الوطن المفروش بالآلام لتهزأ مما كانت تصدح به الفنانة الثورية أميمة خليل ' أهلوك لا سور من الكذب .. أهلوك لا قناصة الرتب ' فنكتشف أننا قلاع من الكذب وقناصة للرتب حد الموت في سبيلها.
ست سنوات مرت على ذلك الجرح المفتوح في الذاكرة والذي أصابها بانحناءة مزمنة في عمودها الفقري لكن يبدو أن الفلسطينيين لم يدركوا حجم المأساة بعد، فلا زالوا منشغلين بتسميتها أهي انقسام؟ أم انقلاب؟ أم حسم؟ إنهم يمتلكون من ترف اللغة والوقت وفائض الدم ما يكفي لهذا النقاش إنها مصيبة يا سادة يبشركم الكاتب الإسرائيلي أليكس فيشمان أول أمس على صحيفة يديعوت أحرونوت بأنه لا يوجد حل للانقسام بين حركة المقاومة الإسلامية حماس والسلطة الفلسطينية.
إنها الكارثة التي حملت كل المعاني، وكل المعاني تدل عليها فقد كانت هناك أزمة عجزت أطراف الانقسام عن حلها بالحوار فتم حسمها بانقلاب لتنتج انقساما، هكذا هي الأمور، بكل بساطة كل من المصطلحات تدل على الأخرى وأنني أفضل دوما استعمال كلمة انقلاب حتى تلسع مع كل مقال من فكر يوما أو يفكر باستعمال السلاح كوسيلة لحسم الخلافات الفلسطينية وهي كثيرة .
قبل ثلاث سنوات سألت الصحيفة الإسرائيلية عميرة هاس والتي تكتب في صحيفة هآرتس عما لديها من معلومات عن اليد الإسرائيلية الخفية في هذا الانقلاب وفي تلك التراجيديا الفلسطينية، كنت أبحث عن الحبل السري الذي يربط بين مأساتنا وإسرائيل متصورا أن كل الأزمة لدينا كانت تدار من 'الكرياة' وهي مقر وزارة الدفاع في تل أبيب ولم يغادرني هذا الاعتقاد حتى اللحظة باحثا عن تأكيده بالمعلومات لأنه مهما بلغ الفلسطينيون من عجز في إدارة حواراتهم لا يمكن أن يصل الأمر إلى هذا المستوى، أجابتني وهي التي تبدي في مقالاتها تعاطفا مع الفلسطينيين قائلة 'لا معلومات لدي عما تبحث عنه ولكن ما أعرفه أن ما حدث عندكم كان هدية السماء بالنسبة لإسرائيل ' وكررتها هدية السماء.
لم نتوقف أمام حساب الضمير ولم نسأل أنفسنا ما الذي فعلناه بأنفسنا حين حملنا البنادق لنمثل بجثة مشروعنا الوطني في الوقت الذي كنا نمده بوحدات الدم ليقف على قدميه، كيف يمكن لشعب بكل هذه التضحيات أن يطلق النار على قدميه ليصاب بالكساح الدائم؟ إنها شهوة السلطة التي كانت ولا زالت قصة الماضي والحاضر في الثقافة العربية، فنحن من قتل الخلفاء من أجل السلطة؟ ونحن من شق العالم الإسلامي ما بين شيعة وسنة في لعبة الصراع عليها ولا زالت النار متقدة، ونحن سادة الانقلابات في العالم وعندنا انقلب الابن على أبيه من أجلها وقتل الأخ أخاه.
إنها السلطة التي ألقيت أسفل جبل أُحد فنزلنا مهرولين لنقتتل على بقاياها فلا فزنا بالسلطة ولا كسبنا الحرب التي صعدنا من أجلها وتهنا في الطريق نحو العودة إلى رأس الجبل، لأن وزن ما حملناه من عبء التزامات الحكومتين أكبر من العودة، فتملكتنا حالة من الضياع بين الطرق والوسائل، وكان هناك أحد ما يجلس مخرجا لسانه لنا ليقول 'رسبتم بجدارة في امتحان الإدارة' إدارة النظام السياسي وإدارة الحوار والخلاف والاختلاف.
حتى اللحظة لم يستوقفنا ما حدث، فما تشي به حوارات المصالحة من ابتسامات تعكس حجم الانفصال عن الواقع المتجهم حد البكاء على أطلال الوحدة والانشغال اليومي بمقارعة المحتل، فقد أصبح هذا جزءاً من الماضي في ظل هدنة هناك وتهدئة 'وهي الاسم الحركي للهدنة' هنا في غزة، وفي ظل التسابق على تبريد أهم جبهتين كانتا قبل الانقسام -الانقلاب مفتوحتين على إسرائيل كما جهنم، حقا إنها هدية السماء.
علينا إجراء جردة حساب للسنوات الست الماضية على مستوى التعليم والخدمات والصحة والاقتصاد والأهم حجم الكراهية بين أبناء الشعب الواحد والتي تحتاج إلى سنوات من العلاج، فعلاج الروح وانكسارها أصعب من علاج الجسد، كم من السجناء اعتقلنا بسبب الانقسام الذي وفر فرصة لتجاوز كل الأعراف والقوانين لحقوق الإنسان ونحن في الطريق نحو تكريس الانشطار في الوطن اكتشفنا أننا نعيد استنساخ أسوأ النظم وأكثر أجهزة الأمن بؤسا في العالم العربي، فقد تحولت العلاقة بين الأخوة الألداء إلى علاقة تربصية كل ٌيخشى من الآخر أن يخطف سلطته مخولا أجهزة أمنه ارتكاب ما يلزم للحفاظ عليها، فتجربة التاريخ قالت أن المقاومة عندما تصل للسلطة يتحول سلاحها إلى حارس للسلطة، هذا ما حصل مع فتح قبل عقدين والآن يتكرر مع حماس.
كيف يمكن أن نهز الفصائل حد إفاقة الضمير؟ أن نلسعها بصعقة كهربائية ليعود الدم يجري في عروقها، أن تبني لنا نظاما سياسيا يشكل نموذجا لكل مواطن، أن تتوحد أو نكتب في لحظة غضب وتمرد على الواقع أن تتبدد، الأمل أن تتوحد أن تنتصر إرادتها على إرادة إسرائيل، فنحن الشعب مستعدون للتنازل عن السلطة، ولأن الشعب هو سيد السلطات وهو أبوها وأمها فليس أمامنا إلا أن نقول كما قالت تلك المرأة أم المولود حين ادعت أخرى أمومته أمام القاضي الذي حكم بقطعه إلى نصفين لتأخذ كل منهما نصف فتنازلت عنه، أرجوكم يا سادة نحن الشعب نتنازل عن سلطتنا لكم، خذوها كلها ولكن لا تقطعوها ولا تقسموها فستموت ويموت معها مشروعنا، خذوها لأننا أيضا أكثر عجزا منكم على استردادها لأن الساحات لم تغرق بالشعب حتى الآن.
الزمن السيء
امد 18-6-2013 عزام الحملاوى
لاتوجد مواقف محرجة ومسيئة أكثر من تلك المواقف التي تبدد آمالك وطموحاتك في الحياة عندما تواجه أصحاب عقول متعلمة ومثقفة ومتميزة, وذات مكانة علمية مرموقة وذو خبرة في شتى مجالات الحياة المختلفة, ولكنها مع الأسف تحمل أفكارا سيئة وسوداوية متعصبة, رغم اكتسابها تجربة غنية في الحياة لأنها شاهدت وعايشت فترات مختلفة ومراحل تاريخية من حياة الشعب الفلسطيني في هذا الوطن, ابتداءً ما قبل الانتفاضة الأولى وحتى الانقلاب ونتائجه والذي نزف خلاله دماءً بريئة وطاهرة جرحت واذت الكثير من مشاعر الناس وقيمهم الإنسانية, وفرض فيها الفريق المنتصر آراؤه وسياساته0 نتيجة لذلك, انتشرت الكثير من الآراء والمفاهيم والمصطلحات بين أبناء شعبنا مثل: اليمين الرجعي, واليساري, والانتهازي,والشيوعي, والمتاسلم, والبرجوازي, وغيرها من هذه المصطلحات التي أوصلتنا إلى درجة أكثر من التعصب التنظيمي الأعمى الذي أدى إلى ازدياد الكره بين أبناء الشعب الواحد, وتخلف القضية والوطن الذي قدم ألاف الشهداء الأبرار من اجل التخلص من هذه المفاهيم والمصطلحات القديمة, وإرساء قيم التسامح, والمحبة, والوحدة, والتكافل, وغيرها من القيم النبيلة السامية التي كانت تميز مجتمعنا وكانت دائما عنوانه في أحلك الظروف.
ورغم هذه الظروف القاسية والمشاكل والصراعات التي يمر بها الشعب والوطن, ورغم آلامها ومرارتها إلا أنها تعتبر في بعض جوانبها تجربة ذات بعد انسانى يجب أن نستخلص منها الدروس والعبر, وإن نستفيد منها خلال حياتنا اليومية في علاقاتنا الأخوية حتى يكون لدينا الاستعداد والقدرة على تجاوزها بسهولة, مما سيساعدنا على التطور والتقدم, أما إذا اتبعنا أصحاب العقول والأفكار السوداء المتعصبة التي تفضل أن تعيش على المشاكل والصراعات والخلافات بدون التفكير في تجاوزها والخروج منها, وبدون استخلاص الدروس والعبر والاستفادة منها, فإننا سنظل ندور في حلقة مفرغة ولن نخرج من مشاكلنا ونتطور لان عقولهم قد توقفت عن التفكير وحكموا على أنفسهم بان يظلوا سجناء لخلافاتهم وصراعاتهم وأفكارهم السوداء لعدم رغبتهم في استخدام العلم والأفكار الحديثة في تطور المجتمعات وعدم الانطلاق بها للتقدم والتطور والنمو،لان هذا سيكشف عوراتهم وعيوبهم ومساوئهم وسيبعدهم عن مصالحهم الحزبية والشخصية إن مايؤثر في النفس ويؤذى المشاعر الإنسانية, مايحدث اليوم من ظلم مرير وقاسي ومؤثر يجرح مشاعر الإنسان ويدمره داخليا, ويتسبب له في مشاكل اقتصادية, واجتماعية, وضياع كرامته, وكبت لحرياته, وانعدام للعدل, وعدم الشعور بالمواطنة المتساوية, لذلك فهي فعلاً فترة متخمة بالآلام والجراح وهي صعبة التحمل ولها تداعيات سلبية كثيرة على نفسية وحياة ومشاعر الكثير من أبناء شعبنا, لذلك كانت هذه العقول المتزمتة سببا قويا لدى البعض الآخر في تحمل مسؤوليتهم في تحقيق الأهداف السامية والنبيلة في للدفاع عن الحق والعدل, والقضاء على الجور, ومحاولة إيقاف الظلم والمعاناة وكذلك لأن الاستسلام يعنى السماح لهذه العقول الظلامية المتخلفة بالاستمرار في نهجها وبث سمومها في المجتمع الفلسطيني إن الشئ الذي لا يقبله العقل والمنطق هو أن تتدخل نوايا وأهداف وايدولوجية أصحاب العقول والأفكار السوداء في سلوك الناس, وان تفرض عليهم أفكارهم ونظرياتهم, ورغباتهم الشخصية, وهذا بسبب عدم رغبتهم في التعاون بينهم وبين الآخرين للخروج في حل يرضي الشعب ويريح الجميع إن مايبعث القلق والتردد في النفس هو رفض أصحاب العقول المنغلقة والمتعصبة الأطروحات والأفكار التي تقدم لهم الحل لقضايا ومشاكل الوطن والشعب, ولكن هذه الأفكار والأطروحات لا تنسجم مع أهدافهم وأفكارهم ومصالحهم الخاصة من وجهة نظرهم, والتي يمكن أن تضعك أمامهم في موضع اتهام, وهذا هو الزمن السيئ والردئ الذي نعيشه إن سوء ورداءة هذا الزمن الخرابيشى عكست نفسها على حياتنا, ومبادئنا وأخلاقنا, حيث أصبحنا لا نقدر بعضنا البعض بدلا من التعامل على أساس شركاء لا أجراء في هذا الوطن, ومن اجل أن يكون هناك تتطابق بين المبادئ والقيم والأهداف التي ننادي بها والواقع التي نعيشه, لان هذا سيقود إلى صدق الأهداف والأفكار وتطبيقها على ارض الواقع مما سيوحدنا على الأرض لنقف صفا واحدا في مواجهة عدونا الصهيوني لان مايجرى على الساحة الفلسطينية لايخدم إلا هذا العدو الغادر.
أوجاع الضفة
امد 18-6-2013 خالد معالي
كثيرة هي الأوجاع المزمنة التي تضرب جسد الضفة الغربية، وتسد شرايينها وتثخنها بالجراح التي لا تندمل؛ والمصيبة العظمى أننا بتنا نتعايش معها وكأنها قدرنا المحتوم. أوليس الانقسام اللعين يطل علينا بذكراه السابعة بوجهه القبيح والشنيع؛ كوحش وشيطان مغضوب عليه، يبتلع طيبتنا، وتعاوننا، ورحمتنا على بعضنا البعض، وطاقاتنا، وقدرتنا، وتحررنا...؟!
لنتأمل في الوجع السرطاني المتفشي في جسد الضفة؛ بالاستيطان وعربدة واعتداءات المستوطنين؛ التي تضرب في كل الجهات والأماكن، ووجع الاعتقالات اليومية للأطفال والشباب والشيوخ مع ساعات فجر كل يوم، عدا عن ترويع الأطفال والنساء الذي لا يتوقف، ووجع الأسرى وذوبان زهرة شبابهم في السجون، وتعرية وإذلال ذويهم خلال الزيارات الدارجة، ووجع تعمد المس بكرامة المواطن الفلسطيني واهانته على الحواجز بشكل مستمر، ووجع تخطي الجدار والحواجز بحثا عن لقمة خبز مغمسة بالدم لعشرات الآف العمال التي هي أيضا أوجاع متواصلة...
وجع وألم لا يوصف من نوع آخر مختلف يجري في الضفة والوطن ككل؛ وهو ألم ووجع الانقسام في ذكراه الحزينة. من كان يصدق أن رفاق السلاح، الذين دمهم ووطنهم ووجعهم واحد، ينجح المحتل في تمزيقهم شر ممزق، ويضحك عليهم "نتنياهو" ويتشفى فيهم، ويقول للعالم: انظروا إليهم، حتى مع أنفسهم لا يتصالحون، وبالتالي لا يستحقون دولة، ولا أن يحيوا كبقية الشعوب، وكثير عليهم حتى حكم ذاتي ممسوخ.
هموم وأوجاع الضفة داخليا كثيرة جدا؛ فسلطات الاحتلال تفرض وضعا داخليا صعبا ومعقدا، من مختلف النواحي السياسية والأمنية والاقتصادية؛ إلا انه من غير الإنصاف أن نعلق كل أوجاعنا ومصائبنا على شماعة الاحتلال، فهناك أوجاع وآلام هي من صنع داخلي، وبما كسبت أيدينا، ولو كان الاحتلال هو "الكل في الكل " ومن يصنع الحدث باقتدار، كما يخيل للبعض؛ لما أنسحب صاغرا ذليلا من جنوب لبنان وقطاع غزة.
الذي يتعب ويوجع القلب أكثر من كل ما سبق هو عقدة العلاقات الداخلية الفلسطينية الفلسطينية، فالأصل مع وجود احتلال يستهدف الجميع؛ أن تتحد جميع ومختلف القوى في بوتقة التصدي له ومقاومته؛ ولكن الذي يحصل هو عكس ذلك تماما، بهدر مجاني للطاقات الخلاقة.
من بين الأوجاع المستعصية الداخلية على مستوى العلاقات الفلسطينية الفلسطينية؛ هو الاعتقال السياسي، كونه نتاج وثمرة غير طيبة من ثمرات وشجرة الانقسام الخبيئة. فالانقسام المسخ والمشئوم طال كثيرا، ولا بد للعقلاء والمخلصين تدارك الأمر، وإنهاؤه، وطي صفحته إلى الأبد بغير رجعة.
تئن الضفة تحت ضغط الغلاء الفاحش، والبطالة وزيادة أعداد الخريجين، وقلة فرص العمل، وانعدام الأمل، وهجرة الطاقات والشباب، وقروض ربوية تتراكم بسرعة عجيبة، لغالبية الموظفين، وضغط متراكم في النفوس للأوضاع الصعبة، وانسداد وتجلط للدماء في مختلف شرايين جسد الضفة المنهك.
مخطئ من يظن أن السكوت على أوجاع الضفة سيطول؛ لان من طبيعة الشعوب الحية وحتى على مستوى الإنسان والفرد العادي؛ أن يحاول مرة تلو أخرى تخطي الصعاب والشدائد. فضغط الحال، ومشقة الحياة، تدفع العقول الخلاقة للبحث عن حلول إبداعية للتخلص من الأوجاع؛ وهو ما كان في الانتفاضة الأولى والثانية كمحاولات للتخلص من الاحتلال ووجعه اللعين.
الشعوب الحية لا تعرف الملل والكسل، ولا الاستسلام للواقع التعيس؛ بل تشمر عن ذراعيها، وتنزل لميدان التحدي، وتخوض المعركة باقتدار؛ لتحقق النصر لاحقا مهما بلغت حجم التضحيات، فالعبرة بالنتائج لا بالتفاصيل، ولنا حديثا؛ عبرة في هزيمة الروس والأمريكان في أفغانستان، برغم قوتهما وجبروتهما.