المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الاخوان المسلمين 57



Haneen
2013-06-25, 09:52 AM
الاخوان المسلمين 57
22/6/2013
<tbody>


</tbody>
استثمار أمريكا للإسلاميين لضرب أعدائها
الإسلاميون لأميركا… “التقطني واضرب عدوك بي”

معا برس ،،،،
عبدالجليل معالي،،،،،
في هذه الصفحة بالتحديد، قتلنا الظاهرة الإسلاموية بحثا وتمحيصا، وكانت أغلبُ القراءات مهتمة بالنظر إلى التيارات الإسلامية من داخل بيئاتها، ارتباطا بما يستجدّ من أحداث تفرضُ ضرورة التعاطي مع الخبر، واستبعادا لدور العامل الخارجي في صنع ورعاية الظاهرة الإسلامية، تفاديا –منهجيا- لنظرية المؤامرة.
ولكن هل أن الظاهرة الإسلاموية هي فقط صنيعة بيئتها السياسية المحلية؟ أم أنها نتاج لتضافر «معطيات» الداخل، مع «لعب» الخارج وإغراءاته؟ وهل توقف «الخارج» يوما عن المراهنة على الجواد الإسلامي سواء كان أصيلا أو مهجنا؟تكفي عودة سريعة لتاريخ الحركات الإسلامية، لتبيّن حقائق عديدة.
أولها أن التيارات الإسلامية بمختلف صنوفها كانت جلها تنبع من بيئة محلية مخصوصة ثم تُغذّى وتطوّر خارجيا لخدمة مشروع ما.
الحقيقة الثانية أن العلاقة بين التيارات الإسلامية (وأكبرها جماعة الإخوان) وبين الجهات النافذة خارجيا، ارتبطت بمفاصل تاريخية كبرى متصلة بدورها بأحداث عالمية أو كونية، مما حدا بالبعض إلى اعتبار أن التيارات الإسلامية كانت حطب وقود في الحرب الباردة.
الملمح الثالث يقوم على أن أميركا هي الجهة الأكثر »استثمارا» للتيارات الإسلامية، حيث كانت توظفها لضرب عدوّ، أو لتغيير حليف انتهت صلاحيته.



الاستثمار في إخوان مصر
في الحرب الباردة التي امتدت من 1945 إلى 1991، لم يكن الاتحاد السوفياتي العدو الوحيد لأميركا، بل انسحب الأمر أيضا على القوميون الجدد من عبدالناصر في مصر إلى محمد مصدق في إيران، حيث حولت أميركا عديد الزعماء الذين اختلفوا معها إلى وحوش، واحتاجت لذلك أن توظفَ عديد «الأعوان» المحليين الذي استعدوا لممارسة الدور المطلوب أميركيا، وهنا يمكن تأصيل تجنيد أميركا للإخوان في مصر ضد عبدالناصر.
في سياق تأكيد العلاقة القديمة بين الإخوان وأميركا، نستدلّ بتحليل الكاتب الأميركي آيان جونسون الكاتب المعروف في وولستريت جورنال الذي كتب مؤخرا مقالا أثار فيه تاريخ العلاقة بين الإخوان والمخابرات الأميركية، وأرجع التحالف إلى الخمسينيات ووصفه بالتحالف السري من أجل محاربة الشيوعية ومشتقاتها، وذكر الكاتب نقلا عن كتاب لأيزنهاور تفاصيل لقاء سري حضره سعيد رمضان مندوب الإخوان المسلمين (صهر البنا) الذي كان يوصفُ آنذاك بوزير خارجية الإخوان.
وهذا الأخير كان عميلا للمخابرات البريطانية والأميركية والسويسرية في آن، ونشط في تنسيق مسألة التخلص من عبد الناصر خاصة بعد قرار تأميم قناة السويس، علاوة على أنه مثل حلقة الوصل بين الإخوان في أوروبا ومن لجأوا للسعودية مستغلا في ذلك جواز سفره الأردني.
تكفي الإشارة إلى حادثتين أساسيتين لإبراز الحضور الإخواني العنيف إبان الحقبة الناصرية؛ حادثة المنشية عام 1954 حين بادر عضو من الجماعة إلى إطلاق النار على عبدالناصر أثناء إلقائه خطابا في ميدان المنشية بالإسكندرية، أما الثانية فهي محاولة الانقلاب عام 1965 والتي أدت إلى اعتقال أغلب عناصر المجموعة المجموعة القطبية. وكانت كل تلك العمليات تقع بعلم ودعم الولايات المتحدة.

حليف منتهي الصلوحية في إيران
بين الفترة الناصرية والثورة المختطفة في إيران حدثت وقائع عديدة للدعم الأميركي للتيارات الإسلامية، وكانت كلها تقع تحت عنوان محاربة التمدد الشيوعي، لكن تحت هذا الهدف الاستراتيجي كانت تطرأ أهداف أخرى ثانوية أو تكتيكية من قبيل التخلص من نظام فقد أسباب وجوده، فبعد وفاة عبدالناصر عام 1970، أقامت أميركا تحالفا مع التيار الإسلامي في مصر واستغل السادات هذا التيار لإنشاء قاعدة سياسية معاكسة للناصرية، ودعمت أميركا استيلاء ضياء الحق على السلطة بالقوة في باكستان عام 1977 وإقامته لنظام إسلامي، كما دعمت سعي حسن الترابي السوداني الإخواني للوصول إلى السلطة بعد مصالحة الحركة الإسلامية السودانية مع جعفر النميري عام 1977.
الرابط بين كل هذه التدخلات أن أميركا كانت تراهنُ على الإسلاميين وترى فيهم أداة وقف التمدد السوفياتي. مهدت كل هذه «المناوشات» إلى الحدث الأبرز في نهاية السبعينيات وهو الثورة الإسلامية في إيران، وكان خلالها الدور الأميركي بارزا ومفاجئا في آن واحد؛ فرغم تأكيدات القادة الأميركان للشاه بأنهم سيدعمونه حتى النهاية، إلا أن حسابات أخرى كانت تدبّر بليل، وكانت الدوائر النافذة في الولايات المتحدة تبحث عن بديل جاهز لتقمص دور «عون التنفيذ» الجديد في المنطقة.

اللحظة الأفغانية: الصداع الطالباني
على خلفية صعود حزب الشعب الديمقراطي الأفغاني ذو الميول الماركسية إلى الحكم في أبريل 1978 وشروعه في إرساء سياسة إصلاحية لم ترق للتيارات الإسلامية والقوى التقليدية الأفغانية.
اندلعت حركة «ثورية» مضادة لحكم نور محمد تراقي (الذي خلفه حفظ الله أمين في السلطة ابتداء من عام 1979) أنتجت حربا أهلية أفغانية، فانطلقت المخابرات الأميركية في البحث عن سبل دعم المجموعات الرافضة لحكم حزب الشعب، وكتب روبرت غيتس المدير السابق لجهاز السي أي أي في مذكراته الموسومة «في الظلال» أن المخابرات الأميركية بدأت بمساعدة الحركات المعارضة في أفغانستان قبل 6 أشهر من التدخل السوفياتي الذي بدأ في كــــانون الأول 1979.
لكن ما يهمنا هو أن أميركا دعمت بكل ما أوتيت من قوة وضغوط سياسية قوات «الجهاد الأفغاني» أولا لوقف النفوذ السوفياتي في البلاد، وثانيا لتوجسها من وجود أعداد كبيرة من القوات السوفياتية قرب مناطق غنية بالنفط.
وما ميّز «الجهاد» الأفغاني ضد الحكومة الأفغانية «الكافرة» هو أنه كان متعدد الجنسيات، حيث وفد الآلاف من الجهاديين من أقطار مختلفة لدعم التيارات الإسلامية الأفغانية في سعيها لدحر الكفر من أراضيها، وكان ذلك أول تمرين عملي على تحول الحركات الجهادية الإسلامية من المستوى المحلي إلى الآفاق العابرة للأوطان.
لم يتوقف «المصنع الأميركي» عن تقديم آخر منتجاته، ولم يتوقف عن المراهنة على قوى إسلامية رغم كلّ الضربات التي كيلت له من قبل هذه القوى نفسها، والغريب أن أميركا والتيارات الإسلامية المتشددة المعدّة أميركيا تتشابه بشكل مدهش في مسألة ملفتة.
أميركا حافظت طيلة تاريخها المعاصر وتحديدا منذ بداية الحرب الباردة على ميزة أساسية هي أنها تضرب أعدائها بالتنظيمات الإسلامية ثم «تحطّم» أدواتها، أي أنها تضرب بالإسلاميين ثم تضربهم، أما التيارات الإسلامية فهي تصنع أميركيا وتسعدُ بذلك بالدعم الأميركي في البداية ثم تنقلبُ على الراعي السياسي والمالي.