Haneen
2013-07-07, 11:19 AM
الملف المصري 653
<tbody>
إستفراد الإخوان بثورة يناير
</tbody>
<tbody>
6/7/2013
</tbody>
<tbody>
</tbody>
الثورة ولعبة الكراسي في مصر
هكذا استفرد «الإخوان» بثمار ثورة يناير
فراس برس ،،، 05-07-2013
لا يكفي إسقاط رئيس لكي تحصل على ثورة ناجحة. هذا هو الدرس الأول والأهم، الذي تعلمه المصريون، بعد أن قاموا بثورتين في غضون 30 شهرا فقط، ولم يكن غريبا أن يكون أول طلب لرئيس المحكمة الدستورية المستشار عدلي منصور، بعد أن أدى القسم رئيساً «مؤقتا» لمصر، هو دعوة المصريين إلى الاستمرار في الميادين والشوارع، حتى تنتصر ثورتهم بالكامل. فمن دون استمرار مراقبة وحراسة المصريين لثورتهم، فقد تسرق منهم مرة أخرى، كما حدث في أعقاب ثورة 25 يناير التي استفردت جماعة الإخوان بحصد ثمارها، وتنكرت لتعهداتها الأولى مثل «مشاركة لا مغالبة»، وعدم ترشح أي من قيادييها لمنصب الرئيس. وتمادت الجماعة في الاستحواذ على المكاسب والمواقع الكبرى والوسطى الواحد تلو الآخر، لتنفيذ مخطط «الأخونة» و«التمكين» عبر تجاوز القانون والدستور الذي اقسم الرئيس المعزول محمد مرسي على احترامه، ثم ما لبث أن أصدر إعلانات دستورية دكتاتورية، وأصر على إصدار دستور لا يحظى بالإجماع الوطني العام، وقام حزبه وحلفاؤه بحصار المحكمة الدستورية العليا وتقديم مشروع قانون لإجراء مذبحة للقضاء بإبعاد أكثر من ثلاثة آلاف قاضٍ فوق سن الستين، وذلك كله بعد أن قام مرسي بالانقضاض على قيادة القوات المسلحة بإبعاد قيادتها الكبرى كلها في ضربة غادرة، عبر إبعاد المشير محمد حسين طنطاوي ورئيس الأركان الفريق سامي عنان، وتعيين الفريق عبدالفتاح السيسي قائدا عاما للقوات المسلحة ووزيرا للدفاع مكان طنطاوي. لكن السيسي رد الضربة لمرسي و«الإخوان» بأشد وأقسى مما توقعا، عبر الانحياز إلى الملايين في الشوارع والميادين، الذين خرجوا في الموعد الذي حدوده مسبقا لقيام أول ثورة في التاريخ جرى تحديد موعدها قبل اندلاعها بعدة أسابيع وبشكل علني معروف للجميع.
رئيس مدني بحماية الثورة
لم يتصدر الفريق السيسي المشهد السياسي إذا، ولم يتم إعلان تشكيل مجلس لقيادة الثورة كما حدث في انقلاب الجيش العسكري عام 1952 الذي تحول إلى ثورة شعبية بقيادة محمد نجيب وجمال عبدالناصر، وقد أصبح كل منهما رئيساً لمصر على التتابع. ولم يعلن تولي المجلس العسكري للسلطة كما فعل المشير طنطاوي عقب تخلي مبارك عن الحكم في 11 فبراير 2011 وتوليه مهام رئيس الدولة، إلى حين إجراء الانتخابات الرئاسية التي فاز بها مرشح الإخوان (مرسي)، الذي ذاق من الكأس ذاتها التي شرب منها مبارك، كما قام السيسي برد صاعق على الإهانات التي لحقت بالقوات المسلحة بإبعاد قادتها بطريقة غادرة، وقيام مرسي بشل يدها للرد على عمليات قتل واختطاف الضباط والجنود في سيناء على يد جماعات تكفيرية إرهابية حظيت بغطاء سياسي من نظام الإخوان، وهو ما تمتعت به حركة حماس التي ولدت من رحم جماعة الإخوان وأثبتت محكمة الإسماعيلية برئاسة القاضي الشجاع خالد محجوب اشتراك «حماس» في اقتحام السجون المصرية أثناء أحداث ثورة يناير لتهريب قيادات الإخوان المعتقلة، والمساهمة الفاعلة في أحداث العنف والترويع والقتل التي تمت في القاهرة لمساعدة جماعة الإخوان على إسقاط نظام مبارك والوجوب إلى الحكم.
الكراسي الموسيقية
أما وقد سقط نظام الإخوان بدوره، يخشى الكثير من المعلّقين والكتّاب، ومنهم الكاتب الأميركي توماس فيردمان، أن تعيش مصر لعبة «الكراسي الموسيقية»، حيث تتبادل القوى السياسية الكبرى القادرة على الوصول إلى مقعد الحكم، الجلوس على هذا المقعد في الوقت الملائم لها حين تتوافر لها القوة والقدرة، وحين تعجز القوى الأخرى. والمشاهد السياسية المتعاقبة تشير إلى نوع من الألعاب الموسيقية السياسية المستمرة منذ 30 شهرا، فسقط نظام مبارك الذي جمع بين الهوية المدنية والصبغة العسكرية، ثم جاء العسكر في قيادة مرتبكة مع حكومة مدنية والنتيجة سقوطهما من اللعبة لمصلحة جماعة الإخوان التي تصورت أن بإمكانها إيقاف الموسيقى والاستمرار على المقاعد وحدهم، ولكن الموسيقى لم تتوقف وسقط الإخوان بسرعة فائقة، إذ لم يتحمل أغلبية المصريين حكمهم مع الفشل في كل المجالات.
وإذا كان السؤال ما زال مطروحا حول استمرار اللعبة الموسيقية، فان الإجابة هي نعم. فمصر الآن لديها رئيس مدني معين من الشعب والجيش شركاء الثورة الجديدة، استنادا إلى الشرعية الثورية. وأمام مصر فترة انتقالية لتأسيس عقد اجتماعي وسياسي جديد، والانتقال إلى الشرعية الدستورية الحقيقية بإصدار دستور يحمى حقوق المواطنة والمساواة والقانون، وانتخاب رئيس جديد من عينة رئيس المحكمة الدستورية، الذي أكد في كلمته نهاية عبادة الشخص الواحد وإنصاف الآلهة.
والى حين إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية الجديدة، سيظهر تباعا المشاركون في اللعبة الموسيقية الجديدة، والسؤال الأهم الآن هو: هل سيعود «الإخوان» وحلفاؤهم للمشاركة في اللعبة، أم سيختارون تدميرها وإيقاف الموسيقى؟!
<tbody>
إستفراد الإخوان بثورة يناير
</tbody>
<tbody>
6/7/2013
</tbody>
<tbody>
</tbody>
الثورة ولعبة الكراسي في مصر
هكذا استفرد «الإخوان» بثمار ثورة يناير
فراس برس ،،، 05-07-2013
لا يكفي إسقاط رئيس لكي تحصل على ثورة ناجحة. هذا هو الدرس الأول والأهم، الذي تعلمه المصريون، بعد أن قاموا بثورتين في غضون 30 شهرا فقط، ولم يكن غريبا أن يكون أول طلب لرئيس المحكمة الدستورية المستشار عدلي منصور، بعد أن أدى القسم رئيساً «مؤقتا» لمصر، هو دعوة المصريين إلى الاستمرار في الميادين والشوارع، حتى تنتصر ثورتهم بالكامل. فمن دون استمرار مراقبة وحراسة المصريين لثورتهم، فقد تسرق منهم مرة أخرى، كما حدث في أعقاب ثورة 25 يناير التي استفردت جماعة الإخوان بحصد ثمارها، وتنكرت لتعهداتها الأولى مثل «مشاركة لا مغالبة»، وعدم ترشح أي من قيادييها لمنصب الرئيس. وتمادت الجماعة في الاستحواذ على المكاسب والمواقع الكبرى والوسطى الواحد تلو الآخر، لتنفيذ مخطط «الأخونة» و«التمكين» عبر تجاوز القانون والدستور الذي اقسم الرئيس المعزول محمد مرسي على احترامه، ثم ما لبث أن أصدر إعلانات دستورية دكتاتورية، وأصر على إصدار دستور لا يحظى بالإجماع الوطني العام، وقام حزبه وحلفاؤه بحصار المحكمة الدستورية العليا وتقديم مشروع قانون لإجراء مذبحة للقضاء بإبعاد أكثر من ثلاثة آلاف قاضٍ فوق سن الستين، وذلك كله بعد أن قام مرسي بالانقضاض على قيادة القوات المسلحة بإبعاد قيادتها الكبرى كلها في ضربة غادرة، عبر إبعاد المشير محمد حسين طنطاوي ورئيس الأركان الفريق سامي عنان، وتعيين الفريق عبدالفتاح السيسي قائدا عاما للقوات المسلحة ووزيرا للدفاع مكان طنطاوي. لكن السيسي رد الضربة لمرسي و«الإخوان» بأشد وأقسى مما توقعا، عبر الانحياز إلى الملايين في الشوارع والميادين، الذين خرجوا في الموعد الذي حدوده مسبقا لقيام أول ثورة في التاريخ جرى تحديد موعدها قبل اندلاعها بعدة أسابيع وبشكل علني معروف للجميع.
رئيس مدني بحماية الثورة
لم يتصدر الفريق السيسي المشهد السياسي إذا، ولم يتم إعلان تشكيل مجلس لقيادة الثورة كما حدث في انقلاب الجيش العسكري عام 1952 الذي تحول إلى ثورة شعبية بقيادة محمد نجيب وجمال عبدالناصر، وقد أصبح كل منهما رئيساً لمصر على التتابع. ولم يعلن تولي المجلس العسكري للسلطة كما فعل المشير طنطاوي عقب تخلي مبارك عن الحكم في 11 فبراير 2011 وتوليه مهام رئيس الدولة، إلى حين إجراء الانتخابات الرئاسية التي فاز بها مرشح الإخوان (مرسي)، الذي ذاق من الكأس ذاتها التي شرب منها مبارك، كما قام السيسي برد صاعق على الإهانات التي لحقت بالقوات المسلحة بإبعاد قادتها بطريقة غادرة، وقيام مرسي بشل يدها للرد على عمليات قتل واختطاف الضباط والجنود في سيناء على يد جماعات تكفيرية إرهابية حظيت بغطاء سياسي من نظام الإخوان، وهو ما تمتعت به حركة حماس التي ولدت من رحم جماعة الإخوان وأثبتت محكمة الإسماعيلية برئاسة القاضي الشجاع خالد محجوب اشتراك «حماس» في اقتحام السجون المصرية أثناء أحداث ثورة يناير لتهريب قيادات الإخوان المعتقلة، والمساهمة الفاعلة في أحداث العنف والترويع والقتل التي تمت في القاهرة لمساعدة جماعة الإخوان على إسقاط نظام مبارك والوجوب إلى الحكم.
الكراسي الموسيقية
أما وقد سقط نظام الإخوان بدوره، يخشى الكثير من المعلّقين والكتّاب، ومنهم الكاتب الأميركي توماس فيردمان، أن تعيش مصر لعبة «الكراسي الموسيقية»، حيث تتبادل القوى السياسية الكبرى القادرة على الوصول إلى مقعد الحكم، الجلوس على هذا المقعد في الوقت الملائم لها حين تتوافر لها القوة والقدرة، وحين تعجز القوى الأخرى. والمشاهد السياسية المتعاقبة تشير إلى نوع من الألعاب الموسيقية السياسية المستمرة منذ 30 شهرا، فسقط نظام مبارك الذي جمع بين الهوية المدنية والصبغة العسكرية، ثم جاء العسكر في قيادة مرتبكة مع حكومة مدنية والنتيجة سقوطهما من اللعبة لمصلحة جماعة الإخوان التي تصورت أن بإمكانها إيقاف الموسيقى والاستمرار على المقاعد وحدهم، ولكن الموسيقى لم تتوقف وسقط الإخوان بسرعة فائقة، إذ لم يتحمل أغلبية المصريين حكمهم مع الفشل في كل المجالات.
وإذا كان السؤال ما زال مطروحا حول استمرار اللعبة الموسيقية، فان الإجابة هي نعم. فمصر الآن لديها رئيس مدني معين من الشعب والجيش شركاء الثورة الجديدة، استنادا إلى الشرعية الثورية. وأمام مصر فترة انتقالية لتأسيس عقد اجتماعي وسياسي جديد، والانتقال إلى الشرعية الدستورية الحقيقية بإصدار دستور يحمى حقوق المواطنة والمساواة والقانون، وانتخاب رئيس جديد من عينة رئيس المحكمة الدستورية، الذي أكد في كلمته نهاية عبادة الشخص الواحد وإنصاف الآلهة.
والى حين إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية الجديدة، سيظهر تباعا المشاركون في اللعبة الموسيقية الجديدة، والسؤال الأهم الآن هو: هل سيعود «الإخوان» وحلفاؤهم للمشاركة في اللعبة، أم سيختارون تدميرها وإيقاف الموسيقى؟!