تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : اقلام واراء اسرائيلي 386



Haneen
2013-07-11, 10:54 AM
اقلام واراء اسرائيلي 386
8/7/2013


<tbody>
في هــــــذا الملف


الفلسطينيون لا يريدون العودة لمفاوضة اسرائيل
محمود عباس الذي يميل الى العودة لتجديد المحادثات مع اسرائيل يسمع للولايات المتحدة أكثر مما يسمع لجمهوره الذي يعارض أكثره المحادثات
بقلم:عميره هاس،عن هآرتس

معركة صعبة على حمص
بقلم:تسفي بارئيل،عن هآرتس

بدون مساعدة لن تقوم قائمة لمصر
بقلم:تشيلو روزنبرغ،عن معاريف

نحن لن نسقط زعماء في الشوارع
بقلم:روبيك روزنتال،عن معاريف

مصر تحتاج الى مبارك جديد اكثر ليبرالية واقل فسادا
بقلم:بوعز بسموت،عن اسرائيل اليوم

‘الاخوان’ لن يقفوا ساكنين
بقلم:د. رؤوبين باركو،عن اسرائيل اليوم

الثورة في مصر بدأت فقط
بقلم:سيفر بلوتسكر،عن يديعوت








</tbody>
الفلسطينيون لا يريدون العودة لمفاوضة اسرائيل
محمود عباس الذي يميل الى العودة لتجديد المحادثات مع اسرائيل يسمع للولايات المتحدة أكثر مما يسمع لجمهوره الذي يعارض أكثره المحادثات
بقلم:عميره هاس،عن هآرتس

يعارضون لكنهم غير مهتمين حقا ـ هذا بجملة موجزة موقف الفلسطينيين من العودة لمفاوضة اسرائيل، بحسب خطة حددها وزير الخارجية الامريكي جون كيري. لكن يبدو ان رئيس م.ت.ف محمود عباس يحسب في جملة تقديراته، الغضب الامريكي المتوقع أكثر من حساب الموقف السائد وصورته في نظر الجمهور. ويميل عباس كما يقولون في دوائر م.ت.ف الى العودة للمحادثات بشروط تختلف عن الشروط التي اشترطها أولا.
إن الثورة المستمرة في مصر وقبل ذلك فوز محمد عساف بـ’محبوب العرب’ شغلا ويشغلان الجمهور الفلسطيني أكثر من رحلات كيري. لكن في الوقت نفسه حينما يُسأل غير المهتمين عن رأيهم في تجديد المحادثات مع حكومة اسرائيل يُعبرون عن معارضتهم. ولعدم الاهتمام والمعارضة مصادر مشتركة: أولها الاستنتاج العام الجازم أن حكومة اسرائيل سعت أكثر من مرة الى إخضاع الفلسطينيين، حينما كانت تتحدث عن اتفاق، ولذلك فان الافتراض أن كل مفاوضة لها محكوم عليها سلفا بفشل أو بأزمة وطنية. والثاني عدم الثقة بالقيادة الفلسطينية وتشخيص أنها أضعف وأعجز مما كانت.
حصل الانطباع العام عن معارضة واسعة للمحادثات على تقوية في استطلاع للرأي العام أُجري في منتصف حزيران/يونيو بين فلسطينيين في الضفة الغربية (ويشمل ذلك القدس الشرقية) وفي قطاع غزة، ونشر هذا الاسبوع. يقول استطلاع الرأي عن المعهد الفلسطيني لبحث السياسة واستطلاعات الرأي ان 56 في المئة من الفلسطينيين يعارضون مقابل 38 في المئة يؤيدون تجديد التفاوض، الذي أسسه هي: من دون شروط مسبقة، وحصر الاهتمام في الحدود والأمن وخطة ‘مارشال’ اقتصادية في المناطق المحتلة. ويقول مدير المعهد الدكتور خليل الشقاقي إن أكثر الفلسطينيين (نحو 54 في المئة) ما زالوا يتمسكون بخطة فتح الوطنية، وهي تحقيق السيادة وحق تقرير المصير في دولة في حدود 1967 الى جانب اسرائيل، وإن كان أكثرهم يعتقدون ان احتمالات ذلك ضعيفة الى غير موجودة. ان هذا الاستنتاج لا يزيد في عدد مؤيدي حل الدولة الواحدة (30 في المئة بحسب استطلاع الرأي الاخير) في مقابل 69 في المئة معارضين.
قالت ناشطة نسوية وعضو في منظمة نساء ذات صلة بـ ‘م.ت.ف’ لصحيفة ‘هآرتس′ إن معارضتها هي وكثيرين من الرجال والنساء الذين تتحدث اليهم بفضل عملها تقوم على عدة مستويات، ‘إن اللغة حول التفاوض وتجديده تقوم على الخطاب الاسرائيلي وتنبع من الهيمنة الاسرائيلية’، تقول. وتعريفات ‘الأمن’ و’العنف’ و’الدولة’ و’الارهاب’ هي من وجهة نظر اسرائيلية بصورة مسبقة. ‘فالأمن هو أمن اسرائيل دائما، والعنف والارهاب هما للفلسطينيين على الاسرائيليين، واسرائيل هي الدولة التي يُطلب إلينا ان نعترف بها حتى وهي لم تحدد حدودها’.
وتقول: ‘في نفس الوقت الذي يضغطون فيه علينا للعودة الى محادثات مع اسرائيل، تقوى فقط هجمات المستوطنين والجيش على سكان الضفة الغربية. وقد أضعفت هذه الظواهر التي تحمينا اجهزة السلطة منها، في نظرنا، السلطة الفلسطينية وعباس أكثر. أي تفاوض جدي يمكن ان يجريه في وضع ضعيف جدا كهذا؟’، أضافت.
إن عدم قدرة السلطة على حماية مواطنيها من هجمات المستوطنين يُثار في أحاديث كثيرة. وقد يكون هذا هو السبب بحسب استطلاع الرأي الذي يجعل نسبة المزارعين الفلسطينيين الذين يعارضون تجديد الاتصالات هي العليا، وهي 74 في المئة.
ويؤكد هاني المصري، مدير ‘مسارات’، وهو مركز بحوث ونقاشات استراتيجية مقره في رام الله، ضعف الموقف الفلسطيني الذي لا ينبع كما يقول، فقط من الانقسام بين حماس وفتح، بل من اختلاف في الرأي ايضا داخل السلطة الفلسطينية وداخل فتح. وبسبب كل ذلك يقول، مع الازمة الاقتصادية الاجتماعية التي دُفع اليها المجتمع الفلسطيني، ليس عند الجمهور الفلسطيني ثقة بقيادته وبقدرتها على تحسين الحال. ‘إن قيادتنا تصدر عنها معلومات متناقضة، فهي تقول من جهة انه لم تكن مفاوضات، وتعترف من جهة اخرى بأنه أُجري في السنتين الاخيرتين عشرات اللقاءات السرية بين الطرفين، لم تُحرز أي تقدم. ويقول متحدثون مختلفون كلاما مناقضا عن نية الفلسطينيين التخلي عن شروطهم والعودة الى المحادثات، ويزيد هذا في عدم الثقة’. ويقول ايضا ‘توجد معارضة للاتصالات أكبر مما كانت في الماضي، ولا سيما بسبب تصريحات اعضاء كنيست اسرائيليين، مثل داني دنون ونفتالي بينيت’.
ويضيف المصري ايضا ان جميع خيارات تعزيز الموقف الفلسطيني كالنضال الشعبي واستمرار مسار القبول لمؤسسات الامم المتحدة والمصالحة بين فتح وحماس تبنتها السلطة الفلسطينية، باعتبارها تكتيكا مؤقتا فقط، كي تفضي الى تجديد المحادثات وتكسب وقتا في الحكم لا باعتبارها استراتيجية جدية.
ويقول ناشط في احدى مجموعات الشباب، أُنشئت في السنتين الاخيرتين لغرض تغيير الاستراتيجية الفلسطينية، ‘نحن معارضون كل المسيرة التي تسمى مسيرة السلام ولا نعارض فقط العودة الى التفاوض’. وقال: ‘إن التفاوض يعطي اسرائيل ورقة تين للاستمرار في مسارها الاستعماري، وبسبب الحديث في ذلك تم وقف الاجراءات الفلسطينية في الامم المتحدة، ووقف مسار المصالحة مع حماس. والحديث في التفاوض يوقف خطوات اوروبية في مواجهة المستوطنات ايضا. يقولون لنا إنه يجب انتظار مبادرة كيري ومنحه فرصة وهكذا نخسر وقتا مرة اخرى’.
ومع كل ذلك فان توزع نتائج الاستطلاع الأخير يُبين ان نسبة الشباب الذين يعارضون العودة الى الاتصالات ليست أكبر من نسبة مجموعات اخرى، بل انها أقل بين ابناء 18 28، فـ43 في المئة منهم يؤيدون مقابل 51 في المئة يعارضون. والى سن الـ50 فان التأييد والمعارضة يشبهانهما عند سائر السكان، أما عند أبناء الـ50 فما فوق على الخصوص فان نسبة معارضة العودة للتفاوض هي 64 في المئة (مقابل 30 في المئة يؤيدون).
على حسب استطلاع الرأي يؤيد 38 في المئة العودة الى المحادثات. فمن هم؟ في حديث الى دبلوماسيين قال مسؤول كبير في م.ت.ف انه لو جيء بهذا الشأن ليتم الاقتراع عليه في اللجنة التنفيذية لـ م.ت.ف لأيده في الاقتراع 6 فقط من 18. إن اللجنة في الحقيقة لم تعد حكومة الفلسطينيين الفعلية، لكن كانت هذه هي طريقة المسؤول الكبير ليشير الى أن اعضاء فتح فقط في اللجنة هم الذين سيؤيدون موقف عباس الذي يلوح في الأفق ويكون هذا فقط عن ولاء وطاعة للحزب. ويفكر المصري من جهته في الطبقة الاقتصادية الاجتماعية من طبقة وسطى عالية وأثرياء جدد تشكلت وأصبحت متعلقة بمؤسسات السلطة والمنح الدولية لها، وهي طبقة معنية بالهدوء الذي احدى علاماته هي تفاوض مستمر. إن ناشطا من المجموعات الشابة يقول بصراحة أكبر، إن العودة للتفاوض تفيد في بقاء عباس. ويُقدر هو والمصري ايضا ان عباس لا يريد ان تلقي الولايات المتحدة المسؤولية عليه عن ازمة جديدة.
وتشير معطيات استطلاع الرأي مع ذلك الى ان الحد بين المؤيدين والمعارضين لم يحدده الانتماء الطبقي. فعلى حسب الاستطلاع 66 في المئة من التجار و62 في المئة ممن يؤجرون أكثر من 4800 شيكل يعارضون العودة الى الاتصالات. وأقل من ذلك نسبة المعارضة بين أصحاب الأجور المنخفضة والعمال (فوق 50 في المئة بقليل). ويمكن ان نستنتج ان الخوف عندهم من اولئك الذين ليست لهم أملاك في الخارج كبير من عدم اليقين وزعزعة الوضع الراهن، وهم يأملون ان تصلهم مكاسب الرزمة الاقتصادية التي يعرضها كيري.
ومقابلهم قال رجل اعمال فلسطيني لعالم اجتماع فلسطيني انه مستعد لمساعدة نضال شعبي مع مواجهة السلطة الاسرائيلية، لكن المستوى السياسي على الخصوص هو الذي أوحى اليه عدم الاتجاه الى هذا التوجه. ويقول المصري انه ازاء القتل في سورية والفقر وعدم الاستقرار في مصر بدأ الناس ‘يقولون إن الحال عندنا أفضل’. أي أنه لا ينبغي المسارعة والمعارضة. ويضيف مصدر في م.ت.ف انه لو شاء ان يُبين عباس موقفه للجمهور المؤيد لتجديد الاتصالات لقال لهم، إن الكلام على نضال شعبي حسن لكن الجمهور لم يُظهر الى الآن استعدادا للانضمام بجموعه الى مظاهرات ومواجهات للجيش.
وفي المجتمع الدولي لا تتجرأ حتى الدول التي هي أقرب الى الموقف الفلسطيني على مواجهة الولايات المتحدة وطلب ان تضغط على اسرائيل. فالدول العربية غارقة في شؤونها، أما الدول الصديقة على نحو خاص (مثل البرازيل) فتُلح على الفلسطينيين ان يعودوا الى المحادثات كي تستطيع الدفاع عن مواقفهم. وعلى حسب قول هذا المصدر من م.ت.ف يفضل حتى من يعتقدون ان احتمال الدولتين قد انقضى ان يمتنعوا الآن عن زعزعات لا داعي لها من اجل التمكين من انشاء خيارات اخرى ومبادرات اخرى وتمكين قيادات جديدة من التشكل وصياغة برنامج عمل جديد. وقد يكون هذا هو السبب الذي جعل مجموعات الشباب التي تعارض السلطة الفلسطينية لم تبادر الى أية مظاهرة على العودة للاتصالات. ‘لماذا نتظاهر على ما سيفشل مسبقا’، قال الناشط الشاب. ‘لنا ترتيب أفضليات مختلف’.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ



معركة صعبة على حمص

بقلم:تسفي بارئيل،عن هآرتس

بينما تعزو وسائل الاعلام اللبنانية ومواقع المعارضة على الانترنت للجيش السوري الحر الهجوم الصاروخي على مخازن الذخيرة قرب مدينة اللاذقية الشمالية، يشكو قادة الجيش الحر من أن الوعود بتسليحهم بسلاح نوعي بقيت على الورق وان مخزون ذخيرة قواتهم آخذة في النفاد.
ومع ان الجيش الحر حقق في الايام الاخيرة بضعة انجازات، ولا سيما بتدمير دبابات لجيش النظام، ولكن كمية الصواريخ المضادة للصواريخ التي نقلت الى بعض من وحدات الجيش الحر لا تكفي لمواجهة المعركة القاسية، التي بدأت قبل يومين على مدينة حمص وتتضمن قصفا من الجو وبالمدفعية.
حتى الان ترفض الدول الغربية تسليم الثوار صواريخ مضادة للطائرات، والتخوف هو أنه الى أن يتم الحسم بشأن نوعية وكمية السلاح الذي سيرسل الى الثوار، من شأن جيش النظام أن يسيطر على مناطق حيوية اخرى تجعل من الصعب على الثوار دحره عنها.
وفي نفس الوقت تحتدم أزمة المساعدات للمدنيين. فحسب تقارير لناشطين سوريين، ما لا يقل عن 2500 مدني من مدينة حمص يعيشون في حصار من دون قدرة على المغادرة، ومن دون أدوية وغذاء ومن دون ان تتمكن منظمات الاغاثة من الوصول اليهم لتقديم المساعدات لهم. ويصطدم تمويل المساعدات وتنظيمها ليس فقط بعوائق قاسية على الارض، فالمشكلة المركزية هي غياب قيادة سياسية موحدة يمكنها أن تأخذ على عاتقها ادارة المناطق المحررة واداء مهامها كحكم موازٍ يمكن الدول الغربية والدول العربية من أن تقوم بدفع خطوة سياسية الى الامام.
أمس، وبعد أزمات وخلافات شديدة، نجح 114 من اعضاء الائتلاف الوطني الجسم الذي يجمع معظم حركات المعارضة من أن يختاروا لانفسهم رئيسا جديدا، احمد عاصي الجربا من مدينة القامشلي، الذي تنافس مع مصطفى الصباغ. الجربا، زعيم قبلي ذو مكانة كان في ماضيه في السجن السوري، وان كان مقربا من الدوائر العلمانية، ولكنه يمثل السعودية ايضا، مقابل منافسه الصباغ، الذي يعتبر ممثلا لقطر. والتعيين هو لستة اشهر فقط، وليس واضحا اذا كان الجربا سيوافق على ادارة حوار مع النظام السوري طالما بقي الاسد رئيسا، وما اذا كان سينجح في فرض مواقفه على خلفية الخلافات الداخلية بين اعضاء الائتلاف الوطني. ويفترض بالمجلس الاداري للائتلاف الوطني، الذي يضم 14 عضوا ان يشارك في مؤتمر جنيف الثاني، الذي يبتعد موعد انعقاده وتعتزم فيه الدول الغربية وروسيا عرض حل سياسي للازمة في سورية.
وقد نشب خلاف شديد ايضا في صفوف الجيش السوري الحر، عندما أعربت مجموعة من الضباط التي تجمعت لاقامة قيادة عسكرية موحدة عن عدم رضاها من قيادة رئيس الاركان سالم ادريس، الذي يرون فيه رجلا اكاديميا عديم التجربة العسكرية، وغير قادر على ادارة معارك عسكرية متنوعة.
ويدعو بعض الضباط الى تنحيته وتعيين رجل ميداني بدلا منه، ولكن حسب اقوالهم فان ادريس ‘الذي يتحدث الانكليزية بشكل معقول’ يتمتع بدعم امريكي ولهذا فمن الصعب تنحيته.
وقال ناشطون في الجيش السوري الحر يوجدون في تركيا لـ’هآرتس′ ان الاحساس في اوساط المقاتلين هو أنه لا توجد في الغرب ارادة حقيقية للتدخل في ما يجري في سورية، وان جنودا كثيرين قرروا ترك ميادين القتال والانتقال الى الدول المجاورة، ولا سيما الى تركيا، لانهم لا يرون غاية من استمرار القتال.
وروى أحد الضباط فقال ان ‘المعنويات في قسم من الوحدات متردية. فالمقاتلون يتجولون وهم يحملون بنادق بلا رصاص، واحيانا ليس لديهم حتى المال لشراء الغذاء. بعضهم يقوم باعمال تجارية على حساب المواطنين الذين تبقوا في قراهم، وآخرون يفرضون نظاما ارهابيا ويصفون الحسابات مع المواطنين. لقد قررت الهرب الى تركيا بعد سنتين ونصف السنة من القتال لاني يجب أن اهتم بعائلتي التي تسكن في ظروف فظيعة في مخيم اللاجئين’.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ



بدون مساعدة لن تقوم قائمة لمصر

بقلم:تشيلو روزنبرغ،عن معاريف

في أوقات الازمة يتسابق المحللون والخبراء على اختلاف أنواعهم على من سيتنبأ أولا بما سيأتي. والمرة تلو الاخرى، يتبين ان اولئك المتنبئين يتصرفون بشكل معاكس تماما، مرة اخرى يتنبأون بالوضع في مصر، بل ويقررون انه من المؤكد سيكون الحال افضل مما كان حتى الان، منذ صعود مرسي.
لو كان هؤلاء يتحدثون كالناس العاديين، لكان الصحافيون الذين يجرون المقابلات معهم ينبشون في ملفاتهم الاعلامية، ويفحصون توقعاتهم ويحللون تحليلاتهم ليصلوا الى الاستنتاج بانه بين ما تنبأوا به والواقع توجد هوة كبيرة. واحتراما لهم، لن نذكر هنا اسماء، ولكننا بسهولة يمكن أن نجد في أقوالهم ما يثير السخرية.
الوضع الثوري لا يكون ابدا قابلا للتوقع الدقيق، فمن يستطيع مثلا ان يتوقع هل النظام الذي سيقوم في مصر بعد نهاية الثورة افضل؟ هل الثورة حقا بدأت كردة على الاصولية الاسلامية ومحاولة مرسي فرض دستور ديني؟ لا يقين. والدليل هو أن مرسي انتخب بشكل ديمقراطي من اغلبية كبيرة من المواطنين، فهل الذين انتخبوه لم يعرفوا ما هي عقيدته السياسية؟ بالتأكيد عرفوا ومع ذلك انتخبوه.
وهاكم اقتباس من مقال لاحد المحللين المعتبرين، من الخبراء في الشؤون العربية الذين ينالون التقدير وله علاقات مع العالم العربي: ‘من الصعب ان نتواسى بهذا بالطبع، ولكن من الافضل ان تكون شخصيات علمانية في قمة النظام الجديد في القاهرة، تحت تأثير قوي للقوات المسلحة، من متزمتي الدين.
نظام يستعين بالسعودية افضل من نظام يستعين بقطر. نظام يركز على الازمات الداخلية في بلاد النيل افضل من نظام له رؤية عموم اسلامية’. ظاهرا، أقوال معقولة. غير أنه كان يجدر وضع تحفظ كبير على هذه الاقوال.
متزمتو الدين في العالم العربي والاسلامي هم حقيقة قائمة. والدول الغربية بما فيها الولايات المتحدة واسرائيل أدارت، ولا تزال تدير، شبكات علاقات ممتازة مع هذه الانظمة. ومن جهة اخرى، لدينا غير قليل من النماذج لانظمة عربية علمانية أوقعت مصيبة على شعوبها وعلى محيطها.
ناصر لم يكن اصوليا اسلاميا؛ والسادات بالتأكيد لم يكن؛ زعماء المملكة الهاشمية لم يكونوا الا علمانيين واضحين؛ الاسد الاب والابن لم يسكنا كل حياتهما في المساجد واتبعا الشريعة؛ صدام حسين والقذافي لم يكونا متزمتين دينيا. وهناك نماذج كثيرة. كما لا توجد فروقات جوهرية بين الرغبة في انتهاج سياسة عموم اسلامية وارادة القيادة العموم عربية مثل ناصر..
وعليه فان القول ماذا سيكون في المستقبل أفضل، هو تخمين جيد مثل كل تخمين في اليانصيب. مصر مبارك كانت مستقرة، ظاهرا. من ناحية اسرائيل، شكل مبارك ضمانة لمواصلة اتفاقات السلام والهدوء النسبي على الحدود.
هذا كثير جدا. محلل عسكري محترم يقول: ‘من ناحية اسرائيل هذا تطور جيد. صحيح أن في عهد مرسي العلاقات مع مصر كانت جيدة، ولكن حماس في غزة تلقت ريح اسناد من مرسي والاخوان المسلمين. اما الان فلديها عصي في الدواليب. تهديد الارهاب من سيناء من غير المتوقع أن يكون اسوأ مما عليه اليوم. وفي عهد مرسي وعهد مبارك على حد سواء لم تكن لمصر سيطرة كاملة في سيناء، ولهذا فان الوضع لا يتغير’.
هذا تفاؤل جدير بالاشارة، ولكن على ماذا يستند؟ ربما على خريطة النجوم. مصر توجد في وضع فظيع من الناحية الاجتماعية والاقتصادية. ليس مرسي ولا اي زعيم آخر سيأتي سيكون قادرا على حل أزمات مصر في سنة أو سنتين. لم يعد للشعب المصري صبر، ومثلما خرج الملايين الى الشوارع ضد مرسي، هكذا سيحصل لاحقا ايضا. مصر غير قابلة للتقدير العقلي لان الفوضى هي التي تسيطر وستبقى تسيطر لزمن طويل آخر. من دون مساعدة من الخارج لن تقوم قائمة لمصر. ومثل هذه المساعدة لا تلوح في الافق. ولهذا فان الاستنتاج هو أن الوضع قد يتدهور الى فوضى مطلقة. فهل عندها أيضا سيكون هذا جيدا؟

ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ



نحن لن نسقط زعماء في الشوارع

بقلم:روبيك روزنتال،عن معاريف

هبة حمدي أبو سيف، الصحافية المصرية التي أسرت قلوب الكثيرين في حديثها في القناة 10، دعت الشعب الاسرائيلي الى العمل مثلما يعمل ‘الشعب المصري’.
اذا كنتم غير راضين عن نتنياهو ولبيد، ‘فاسقطوهما’. اما المشاهدون فعلى اي حال ابتسموا بتسامح. فنحن في اسرائيل نعرف ما هي الديمقراطية. وفي الديمقراطية لا يسقط الناس الحكم في الشوارع.
احداث التحرير في مصر اثارت من جديد الحماسة في النقاش حول جوهر الديمقراطية. فمن جهة، هبة محقة. ما وقع في ميدان التحرير هو خلاصة الديمقراطية: الشعب خرج الى الشوارع مرتين كي يسقط طاغيتين.
في المرة الاولى، طاغية لم ينتخب ابدا. في المرة الثانية، طاغية انتخب في انتخابات حرة، ولكن سلوكه وخطاه كانت طاغية. ان روح الديمقراطية هي ظاهرا الانتخابات الحرة، ولكن الانتخابات الحرة في الحالة المصرية خلقت وضعا يتناقض مع مبادئ الديمقراطية، وذلك لان الديمقراطية ليست فقط انتخابات حرة.
الانتخابات الحرة هي أداة، وروح الديمقراطية هي الهدف. اذا لم تحقق الانتخابات الهدف، فالناس ستبحث عن أداة اخرى. هذا هو موقف هبة وموقف المتظاهرين الذين يحتفون في الميدان. الديمقراطية في باقي العالم لم تجد طريقة افضل من الانتخابات الحرة. ولكن هذا لا ينبغي أن يصرفنا عن التحدي الذي طرحته هبة.
نعم نحن لن نسقط نتنياهو ولبيد في الميادين. ولكن ما هو حقا تأثير الشعب على ما يفعله زعماؤه؟ هل الطريقة الديمقراطية، التي تقوم على أساس الانتخابات، تخلق حقا آليات تأثير على الواقع؟ يخيل أحيانا ان الديمقراطية عندنا، وبفوارق غير كبيرة ايضا الديمقراطيات في اوروبا، تعمل حسب الطريقة العسكرية المعروفة في التغيير.
فما هو حقا تأثير ‘الشعب’ على المسيرة السياسية، على شن الحروب، على حجم البناء في المناطق وعلى حل النزاع؟ الحالة الوحيدة التي دفعت فيها أجواء شعبية الى الحرب كانت فترة الانتظار ما قبل الايام الستة، والحرب كانت ستندلع على أي حال. المسيرة السلمية مع مصر احدثها غير الاسرائيلي أنور السادات. اما اوسلو فأحدثها اسحق رابين بدعم اوروبي وأمريكي. والمسيرة لم يوقفها الشعب بل ارهابي يهودي وحيد، حتى وان كان عمل في اجواء جماهيرية نازفة.
ما هو حقا تأثير ‘الشعب’ على الاقتصاد؟ قبل سنتين خرج الاحتجاج الشعبي الاكبر والاكثر تأثيرا الى الشوارع. فماذا تبقى منه؟ وزير الدفاع الذي صعد على موجة الاحتجاج سرعان ما انسجم في خطه مع المسار الآمن للاقتصاد الاسرائيلي منذ الازل: الرأسمالية المعتدلة وسياسة الرفاه المشوشة. كل ما تبقى هي صفحات اكسل لموظفي المالية، والحركات الى الاعلى والى الاسفل من جانب المحافظ في تحديد نسبة الفائدة.
ما هو حقا تأثير ‘الشعب’ على الوضع الراهن في مواضيع الدين والدولة؟ على وضع عرب اسرائيل؟ على وضع المحيط؟ حكومات تأتي وتذهب وكريات شمونا تبقى في بؤسها وبطالتها.
نحن لن نسقط زعماء في الشوارع، ولكن في لحظة الوعي يخيل أن السياسة و’الشعب’ يسيران في الديمقراطية الاسرائيلية في خطوط موازية لن تلتقي ابدا. الفارق الوحيد بينها وبين ما ليس ديمقراطية هو ان السياسيين يأتون ويذهبون، واولئك الذين يذهبون لا يلقى بهم (بشكل عام) الى السجون، بل يتوجهون للعمل في بيوتهم.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
مصر تحتاج الى مبارك جديد اكثر ليبرالية واقل فسادا

بقلم:بوعز بسموت،عن اسرائيل اليوم

إن الثورة المصرية التي بدأت في كانون الثاني/يناير 2011 ما زالت في ذروتها. ونحن نعيش اليوم في نتائج المعركة الثانية التي لم تنته بعد. أما الممثلان اللذان أديا دور الرئيس، وهما مبارك ومرسي فقد أنهيا دوريهما. وسيبقى الجيش الذي هو الممثل الرئيس كذلك الى نهاية المسرحية، حتى بعد أن يصعد الى المسرح رئيس جديد. ويضاف الى مسرحيتنا ايضا ممثل جديد (ليس نجما)، وهو محمد البرادعي الذي كان يرأس في الماضي الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
مرت مصر بنهاية اسبوع عنيف. وسقط عشرات القتلى ومئات الجرحى في صدامات دامية في القاهرة والاسكندرية، فالاخوان المسلمون لا يتخلون. وتُبين الصور التي ظهر فيها شاب يُطرح من سطح مبنى على أيدي مؤيدي مرسي، وهم يرفعون علم القاعدة، الاحتمال المأساوي لمسرحيتنا.
وأرادت مجموعة جهاديين في شبه جزيرة سيناء ان تُذكر العالم بأنهم في الصورة ايضا. إن اغتيال رجل الدين القبطي في العريش اشارة خفية الى اعمال ارهاب وانتقام متوقعة في مصر. وقد وقف البابا القبطي تواضروس الثاني يؤيد المعارضة ويؤيد الضباط يوم الاربعاء. وكان رجل الدين المسكين ذلك أول من دفع الثمن.
إن الاخوان المسلمين لا ينوون التخلي عن الانتخابات التي سُرقت منهم، كالشباب الليبراليين بالضبط الذين لم يتخلوا عن الثورة التي سُرقت منهم.
إن جميع الاحزاب الاسلامية في العالم قلقة وتعبر عن احتجاجها على ما يجري في مصر، ويشمل ذلك اردوغان: فرسالة ثورة القاهرة الثانية هي ان الديمقراطية مرغوب فيها، لكن بشرط ان يفوز الطرف الصالح. والاخوان المسلمون هم الطرف الشرير كما كانت الحال في الجزائر في كانون الاول/ديسمبر 1991 بالضبط.
يثير هذا في واقع الامر علامات سؤال عن مشاركة الاخوان المسلمين في المستقبل في الجهاز السياسي. فاذا ضموهم فانهم يخاطرون بأن يفوزوا (كما في مصر وتونس) واذا أبقوهم في الخارج عادوا الى ايام مبارك. وقد يكون هذا جيدا للأمن لكن ليست هذه ديمقراطية.
تعلمت المعارضة الليبرالية دروس الماضي واختارت أقل بنيها قوة حضور، فالبرادعي رمادي ولا يهدد الضباط وسائر الفلول السياسية، وهو من اجل ذلك بالضبط مرشح لرئاسة الوزراء.
إن أحداث القاهرة تورط الادارة الامريكية لأنه اذا كان الحديث عن انقلاب عسكري فيجب على الولايات المتحدة ان تغلق حنفية المساعدة المالية لمصر، وهي 1.3 مليار دولار كل سنة بحسب قانون من 1961، ولهذا ينسقون بين الصيغ فيتفق الجميع على ان الحديث عن ثورة شعبية حصلت على مساعدة من جيش الشعب. ويتولى الجيش زمام الحكم ويُصرف البرادعي المدني أمور الحكومة تحت رقابة عسكرية ويتم تحويل المال المصري الى مصر.
يبدو انه يوجد سبب للقلق حقا عند جيران مصر الذين يحاذون شبه جزيرة سيناء. كان اوباما وكيري يستجمان في نهاية الاسبوع، فكان أحدهما يلعب الغولف والآخر يُبحر في يخت وهذه أنباء سيئة لمصر. فقد أصبحت تثير اهتمام القوة العظمى الاولى في العالم بقدر أقل.
ستعود مصر الى عظمتها فقط اذا أصبحت نموذج مسار ديمقراطي، وعاد المدنيون الى تولي قيادة الدولة. ولما كان هذا لن يحدث غدا كما يبدو فان من سيُخلص العجلة المصرية من الوحل سيكون مبارك جديد أكثر ملاءمة لروح العصر (أكثر ليبرالية وأقل فسادا). إن مخرج مسرحيتنا يجمع الآن لاعبين جددا لغرض ان يجد النجم الذي يؤدي دور الرئيس الجديد. ويجب ان يكون المرشح مقبولا عند من يمثل الجيش. إن سامي عنان، وهو رئيس اركان الجيش المصري السابق، مرشح مناسب للمنصب من بين اولئك الذين نحوا مبارك. سيخلع الضابط بزته العسكرية ويصبح الجميع راضين، ما عدا الاخوان المسلمين كما كانت الحال بالضبط في عهد مبارك.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
‘الاخوان’ لن يقفوا ساكنين

بقلم:د. رؤوبين باركو،عن اسرائيل اليوم

أخذت ثورة الاخوان المسلمين المضادة تحشد زخما في ميادين مصر. فالصدمة التي أصابت قادة الحركة على أثر الانقلاب العسكري الذي وقع عليهم وقوع رعد في يوم صافٍ، تحولت في نهاية الاسبوع في قلوب الجموع في الميادين الى غضب طاغٍ وإن يكن مضبوطا حتى الآن.
فقد بيّن المرشد العام لحركة الاخوان المسلمين محمد بديع، الذي هو السلطة العليا الظاهرة للحركة، كيف تكون المرحلة الوسطى التالية، وهي ان جموع مؤيدي مرسي لن يتركوا الميادين الى ان يعود الرئيس الى منصبه. وقد أعلن بديع في خطبته بصوت أجش في ميدان رابعة العدوية ان تنحية مرسي وحل حكومته والخطوات التي صاحبت ذلك ‘باطلة، باطلة، باطلة’.
وبقي بديع الى الآن طليقا، لكن ناشطين كبارا آخرين مثل نائبه خيرت الشاطر ومئات من الأتباع ما زالوا معتقلين، وتم اغلاق محطات الاذاعة الاسلامية. وفي عملية مداهمة من الجهات الاستخبارية لمحطة ‘الجزيرة’ التي صورت، كما يبدو، بأنها مشجعة للاخوان المسلمين، تمت مصادرة معداتها واعتقل مديروها وأُفرج عنهم بعد ذلك. وقد أعلن بديع في خطبته الحماسية في الميدان بأن الاخوان لن يعترفوا بأي نظام سوى نظام مرسي، الذي انتخب بطريقة ديمقراطية. وطلب الافراج فورا عن الرئيس المنحى من مكان اعتقاله واعادته الى منصبه، وقال إن مؤيديه سيستمرون في التظاهر بلا عنف الى ان يجلس على كرسيه من جديد.
وأشار بديع في خطبته المشعلة للنار الى المذنبين الثلاثة في الوضع الذي نشأ وهم: شيخ الأزهر، والبابا القبطي والجيش. ووجه إصبع الاتهام أولا الى الأزهر الذي أيد الانقلاب، بقوله إن هذا الانقلاب هو ‘أخف الضرر’. إن بديع الذي يمثل تفسيرا متطرفا للاسلام على مذهب الاخوان المسلمين قذف الأزهر الذي يمثل المؤسسة الدينية للدولة (والاسلام المعتدل بعامة)، لأنه في الحقيقة ‘رمز ديني’ لكن ليست له سلطة على ارادة الشعب. أما الأزهر من جهته فأصدر تعليمات أمر فيها بالحفاظ على الدم والكرامة والممتلكات المصرية والامتناع عن العنف، لكن ‘المرشد’ تحداه تحديا معلنا وتحدى المؤسسة الدينية المصرية بعامة.
وقد أيد البابا القبطي، ربما غير مختار، علنا في خطبته القصيرة المتجهمة، الانقلاب بوقوفه الى جانب الفريق أول السيسي. وادعى بديع عليه انه ‘رمز ديني’ لكنه لا يمثل البتة ارادة الأقباط.
ويبدو في هذه المرحلة أن الأقباط لن ينالهم من الثورة والوضع الجديد الذي نشأ خير. فقد دخلوا في فخ، فلو أنهم تنحوا جانبا لحقد عليهم نظام الثورة. وبسبب تأييدهم لعزل العزيز على الاخوان مرسي، حقد عليهم المتطرفون الاسلاميون. وكان الأقباط الى الآن ضحية دائمة لخيبات أمل الاخوان المسلمين والمتطرفين الاسلاميين الآخرين، وقد وضع بديع عليهم الآن علامة بحنكة شريرة باعتبارهم هدفا جديدا.
وقد زعم بديع في اتهامه للجيش انه لا يجوز له التدخل في السياسة. وطلب بديع من السيسي بصورة إنذار ان يفرج عن معتقلي الحركة وان يعيد فورا الرئيس الى منصبه ‘المسروق’، وإلا لن تغادر الجموع الميادين. وأضاف انه حينما تتم تلبية هذه الشروط ويعود الوضع الى ما كان عليه فسيكون من الممكن التوصل الى تفاهمات. والآن يصرخ جموع الاسلاميين ‘ليرحل السيسي الخائن في ساعة’، وقُتل الى الآن عشرات وجُرح مئات في مواجهات في ميادين مصر بين الجموع والجيش الذي يزعم قادته أنه لا يُناصر أية جهة ولا يستعمل الذخيرة الحية.
إن اقتصاد مصر يتدهور بسرعة فلا توجد استثمارات ولا سياح. وأعلنت ادارة القناة أن النقل البحري في السويس مستمر كالعادة، لكن أُعلن في سيناء عن حالة طوارئ، نتيجة قتل جندي مصري وجرح اثنين آخرين بالقرب من المعبر الحدودي في رفح (الذي تم اغلاقه)، واطلاق صواريخ على قاعدة عسكرية مصرية بالقرب من مطار العريش. وتؤثر الأحداث ايضا في دول اسلامية اخرى. ففي ايران ينددون. وفي تركيا تنظم السلطة الحاكمة مسيرات تأييد لمرسي. ويبدو أنهم في امريكا لم يحبوا هذه الطريقة لكنهم يحبون النتيجة.
يبدو ان العرض الحقيقي في مصر لم يبدأ بعد، وما زلنا الى الآن في ‘البرنامج التمهيدي’ فقط.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
الثورة في مصر بدأت فقط

بقلم:سيفر بلوتسكر،عن يديعوت

مصر في هياج وهذا حسن، فبعد اسقاط نظام الرئيس السابق مبارك المستبد، سيطر على مصر النظام المستبد لحركة اسلامية فاشية تسمى ‘الاخوان المسلمين’. وقد حظي الاخوان المسلمون في أول انتخابات حرة بعد تنحية مبارك بأن يصبحوا أكبر حزب في مجلس الشعب، ويحصلوا على الرئاسة. وأدرك قادتهم فورا ما ينساه الليبراليون احيانا، وهو أنه ليس مهما كيف تصل الى الحكم، بل المهم ان تغير صورة النظام، بحيث لا تخسر أبدا الحكم بعد ذلك.
ولهذا عمل الاخوان المسلمون خلال السنة الماضية في جد كبير في القضاء على المؤسسات الهشة أصلا للديمقراطية المصرية الضعيفة. وكان ذلك هدفهم الأعلى وبقي كل ما عدا ذلك هامشيا. وكذلك الاقتصاد، فان نظام الاخوان المسلمين لم يُجهد نفسه في إحداث تحول في الاقتصاد المصري. إن قطاع الاعمال في مصر مهدم، والتصدير ينهار، والبنى التحتية تتداعى، والدعم الحكومي يلتهم موارد ميزانية ضخمة، وبطالة الشباب في الذروة، والنقص في المنتوجات الأساسية حقيقة حياة، والتفاوض في مساعدة عاجلة من صندوق النقد الدولي بلغ طريقا مسدودا. وتبين ان الادارة الاسلامية عاجزة وبلا قدرات وبلا خطة ‘الاسلام هو الحل’ لادارة الاقتصاد، لكن هذا لم يضايقها بصورة خاصة، بل كان يهمها فقط تحصين حكمها.
وجاءت الذروة غير الديمقراطية مع ‘اجازة الدستور باستفتاء للشعب’، والتعبير هذا يظهر بين قوسين، لأن الشعب المصري لم يوافق قط على اقتراح الدستور الذي صاغه الاخوان المسلمون، فقد شارك في استفتاء الشعب 33 في المئة فقط من أصحاب حق الاقتراع. وكان يجب ان تفضي نسبة مشاركة جد منخفضة، وهي تعبير سافر عن التصويت، الى الاقدام الى الغاء الاستفتاء بصورة آلية. في مقابل ذلك افتخر الاخوان المسلمون باحراز أكثرية لاقتراحهم. أما في واقع الامر فان خُمس الشعب في مصر فقط وافق على الدستور الاسلامي. وتجاهل ذلك ساسة ووسائل اعلام كثيرة من خارج مصر، فقد كان العالم يريد الهدوء في مصر، ولم يكن يهمه من يقود الهدوء وكيف.
يمكن ان نُقدر اذا انه لولا التمرد الشعبي في الاسبوع الماضي لأصبحت مصر سريعا دولة اسلامية اخرى ذات حزب واحد. واليكم تذكير من الماضي: حصل الحزب النازي وزعيمه أدولف هتلر في 1933 على الحكم في المانيا بتفاوض سياسي من وراء ستار. لكن المستشار هتلر نجح في أقل من سنة بعد توليه الحكم في ان يمحو في المانيا كل ذكر للديمقراطية، وكان كل ذلك الوقت يُهدئ روع ساسة اوروبا والولايات المتحدة بخطب مصالحة عن رغبته القوية في السلام، ويُقسم ألا يستعمل القوة العسكرية لاحراز غايات مناطقية.
لنتخيل كيف كان سيتطور التاريخ لو خرج في صيفٍ قبل ثمانين سنة 20 مليون الماني الى شوارع المدن يتظاهرون على النازيين، ولو طلبوا مصادرة الحكم من هتلر ولو أن الجيش الالماني استجاب لنداء الشعب وعزله واعتقل قادة حزبه.
من شبه المؤكد ان جزءا لا يستهان به من الرأي العام المستنير، لو حدث ذلك، لندد بالانقلاب العسكري ولعبر عن قلقه من عدم استقرار المانيا الذي يهدد النظام المقدس في كل اوروبا، ويخشى معارك الشوارع التي كانت ستنشب على أثر ذلك، وبسبب زعامة النظام العسكري المؤقت. وكان جزء آخر لو حدث ذلك سيباركه. إن استعمال تعبيري ‘لو’ و’لنتخيل’ في التاريخ يثير البلبلة والتضليل. والمقارنات داحضة على نحو عام. ورغم ذلك ينبغي ألا نتجاهل الدرس وهو أن الاستقرار غير الديمقراطي اسوأ وأخطر كثيرا من عدم الاستقرار الديمقراطي. الآن فقط وفي هذا الاسبوع فقط بدأت الدولة المصرية تخطو في طريق التحول الديمقراطي الحقيقي. وستكون هذه طريقا معوجة وكثيرة العقبات وطويلة جدا. والحرب الأهلية ايضا واردة. تحررت دول الكتلة السوفييتية الشيوعية في 1989 ولم ينته الى الآن ولم يُستكمل النضال من اجل الديمقراطية في أكثرها.
إن المعركة المصيرية بين السياسة المدنية والسياسة الدينية المتطرفة على مستقبل العالم العربي لم تُحسم بعد، لكنها تجري بكامل القوة على الأقل.


ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ