Haneen
2013-07-17, 11:39 AM
اقلام واراء عربي 448
13/7/2013
في هذا الملف
تفاؤل جون كيري ليس في محله ..
سلامة العكور/الرأي الأردنية
لا تغرنّكم ابتسامات جون كيري
ياسر محجوب الحسين- (صحفي سوداني)-الشرق القطرية
لعنة عفوية على الفلسطينيين
ماهر ابو طير/الدستور الأردنية
تهويد الاقصى
د. موسـى الكـيـلاني/الراي الأردنية
ست تجارب ... وأربع حقائق
عريب الرنتاوي/الدستور الاردنية
لمن القرار في المرحلة الانتقالية؟
عصام نعمان/ الخليج الإماراتية
عيون وآذان (انذار أحمر عربي)
جهاد الخازن/الحياة
العرب على أبواب الربيع الثاني
عبد العزيز المقالح/الخليج الإماراتية
البندقية في سورية تضل طريقها
رأي القدس العربي
فتّش عن الانقلاب
حازم صاغيّة/ الحياة
إسرائيل تؤذي اللبناني في أفريقيا والشكاوى إلى مجلس الأمن من دون جدوى
خليل فليحان/النهار اللبنانية
تفاؤل جون كيري ليس في محله ..
سلامة العكور/الرأي الأردنية
من المنتظر أن يقوم وزير الخارجية الامريكي جون كيري بزيارة وشيكة للمنطقة من أجل العمل على استئناف المفاوضات الفلسطينية ـ الاسرائيلية . ولا ندري كيف سيضمن جون كيري استئناف المفاوضات في حين أن رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو يرفض بالمطلق وقف عمليات الاستيطان في القدس الشرقية ويوافق على وقفها مؤقتا في الضفة الغربية !..والأنكى أن نتنياهو يشترط اعتراف منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة ب «يهودية « دولة اسرائيل للقبول بالتفاوض حول الاراضي المحتلة في عدوان 5حزيران 1967 م!!..وهذا يعني اعتبار الفلسطينيين المقيمين في اراضي أل «48» جالية اجنبية يمكن إخراجها في عملية « ترانسفير « قصيرة الأمد أو بعيدة فالامر سيان .
ونتساءل حول أسباب تفاؤل جون كيري بإمكانية تحقيق تقدم ملموس في المفاوضات القادمة ؟!.. فهل هو يراهن على قبول الجانب الفلسطيني بشروط نتنياهو أم يراهن على احتمال تخلي الجانب الفلسطيني عن القدس الشرقية كي تكون الجزء الشرقي من عاصمة اسرائيل الموحدة ؟.. وهذا لن تستطيع أي قيادة فلسطينية لا اليوم ولا في المستقبل القبول به أبدا .. وهنا نقول أنه ما دام اليمين الاسرائيلي المتطرف هو الذي يحكم اسرائيل مدعوما من مجتمع اسرائيلي يميني وليس حريصا على تحقيق السلام ويسعى لاجبار الفلسطينيين على الاستسلام , فإن الحل السياسي للصراع سيظل على الرف أو مغيبا حتى أجل غير مسمى حتى لو جاء جون كيري للمنطقة ألف ألف مرة .
لقد حاولت الادارات الامريكية المتعاقبة على امتداد أكثر من نصف قرن إقناع الجانب الفلسطيني بمبادراتها التي تضمنت دائما شروط اسرائيل .. ومارست ضغوطا سياسية واقتصادية على الجانب الفلسطيني وعلى الدول العربية المعنية واستطاعت انتزاع تنازلات خطيرة لصالح اسرائيل ..لكنها فشلت بسبب التعنت الاسرائيلي في التوصل إلى حل مقبول ومعقول يقوم على اساس قرارات الشرعية الدولية .. فاسرائيل لا تزال تتنكر لقرارات مجلس الامن الدولي « 242 و338 «اللذين يقضيان بانسحابها من الاراضي الفلسطينية التي احتلتها في عدوانها في 5 حزيران 1967م..وليس ثمة شك في ان الانحياز الامريكي المطلق لإسرائيل وان الدعم العسكري والاقتصادي والتقني الامريكي لها كان ولا يزال وراء هذا الرفض الاسرائيلي للحل السياسي العادل والدائم للصراع ..لا سيما وان لاسرائيل أطماعا في الاراضي والمياه والثروات الفلسطينية والعربية وتحلم في تحقيقها ..لذلك دأبت على رفض كل مبادرات السلام بما في ذلك مبادرة السلام العربية التي تنطوي على تنازلات تنتقص كثيرا من الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني ..ولن يجبر اسرائيل على القبول بالسلام العادل والالتزام باستحقاقاته سوى لجوء الجانب الفلسطيني والعربي إلى إعداد القوة والتلويح جديا بها .. فهي لم تعترف بمنظمة التحرير والتفاوض معها إلا بعد انتفاضتين مجيدتين باسلتين ..ولن تلتزم باستحقاقات السلام إلا بعد تفجير انتفاضة ثالثة تنتشر في جميع أرجاء فلسطين من البحر إلى النهر.
ورحم الله الزعيم العربي الخالد جمال عبد الناصر الذي قال : « ما أخذ بالقوة لايسترد إلا بالقوة « ..لقد جرب الفلسطينيون والعرب المفاوضات العدمية لأكثر من نصف قرن ولم تصدع اسرائيل لاستحقاقات السلام العادل ..فليجربوا اللجوء إلى تعزيز قدراتهم القتالية امتثالا لقول الله تعالى «واعدوا لهم ما استطعتم من قوة .. ».
لا تغرنّكم ابتسامات جون كيري
ياسر محجوب الحسين- (صحفي سوداني)-الشرق القطرية
صحيح أن جون كيري وزير الخارجية الأمريكي قد تولى منصبه في الأول من فبراير الماضي، إلا أن الرجل معروف على الصعيدين، داخل أمريكا وخارجها، فقد كان مرشحا للحزب الديموقراطى لانتخابات الرئاسة في العام 2004 والتي خسرها لصالح الرئيس جورج بوش الأبن.. حركة كثيفة وجهود مستمرة يقوم بها الرجل في المنطقة العربية والإسلامية منذ تقلده منصبه الحالي.. لكن من ينتظرون خيراً من كيري فإنهم لن يحصدوا سوى ابتساماته الغامضة والخادعة.. ديدن الرجل أنه (يعطيك من طرف اللسان حلاوة ويروغ منك كما يروغ الثعلب).. للرجل قصص في السودان عندما كان رئيسا لجنة العلاقات الخارجية بالكونجرس الأمريكي.. الشهور التي سبقت الاستفتاء على فصل جنوب السودان شهدت زيارات مكوكية واطراء على مواقف الحكومة السودانية.. فما سرّ اللطف الذي نزل على كيري وجعله يهيم في (حب) الحكومة السودانية؟..كانت مهمة كيري تخدير الخرطوم بوعود التطبيع ورفع العقوبات حتى يمر الاستفتاء (بسلام) وأن تسكت الخرطوم.. حينها أشاد كيري بحكمة الرئيس البشير ولوّح برفع السودان من قائمة الارهاب.. كان عندما يتحدث الناس عن ضمانات لاستفتاء حر ونزيه تقوم القيامة ويُتهم من يطالب بتلك الضمانات بأنه يريد عرقلة الاستفتاء، بل والتنصل منه تماما.. ذلك الجو الارهابي كان أحد أهم أدوات تزوير الاستفتاء الذي نتج عنه انفصال جنوب السودان.. وبالفعل أنجز كيري مهمة فصل جنوب السودان وذهبت ابتساماته أدراج الغفلة.
اليوم يقوم كيري بجولات كثيرة في المنطقة العربية ويوزع ابتسامات أكثر دون أن ينجز ملفاً واحدة سواء فيما يتعلق بسوريا أو مصر، لأن غرق المنطقة في الفوضي مصلحة أمريكية وهي صاحبة نظرية الفوضى الخلاقة، وخلاقة لأنها تساعدها في إعادة رسم خريطة المنطقة خدمة للإستراتيجية الأمريكية التي ليس لها علاقة لا بالأمن والاستقرار ولا حتى بالديمقراطية.. تصف صحيفة يديعوت أحرنوت الإسرائيلية في تقرير لها بأنه (وسيط جاهل).. وتساءلت الصحيفة قائلة: (لماذا يعمل السيد كيري بجهد لتسهيل لقاء بين رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، ورئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس، في حين تضرب فوضى عارمة بأطنابها في كل من مصر وسوريا؟).. كيري صرح بأن الفلسطينيين والإسرائيليين "حققوا تقدما حقيقيا" باتجاه استئناف مباحثات السلام المباشرة بين الطرفين المتوقفة منذ نحو ثلاث سنوات.
في ابريل الماضي تحدث كيري عن أن ثروة الرئيس مبارك في أمريكا تجاوزت مبلغ 31.5 مليار دولار!!.. لكن ثوار (25) يناير تساءلوا لماذا صمتت أمريكا طوال هذه المدة ومخابراتها على علم تام بفساد المخلوع واسرته وشبكة نظامه؟!.. في ديسمبر من العام 2011 استقبل الدكتور محمد مرسي الرئيس المصري المعزول، ورئيس حزب الحرية والعدالة حينها، جون كيرى، برفقة آن باترسون السفيرة الأمريكية بالقاهرة وبحضور الدكتور عصام العريان، نائب رئيس الحزب، والدكتور محمد سعد الكتاتني الأمين العام للحزب.. كيري أكد لمرسي أنه لم يتفاجأ بتقدم حزب الحرية والعدالة للمشهد الانتخابي في مصر، مشيرا إلى احترامه للإرادة الشعبية في مصر.. اليوم وبعد الانقلاب العسكري ضد مرسي يؤكد كيري أن الولايات المتحدة ترفض بشكل قاطع المزاعم الكاذبة والتي لا أساس لها من الصحة من جانب البعض في مصر بأن بلاده تؤيد جماعة الإخوان المسلمين أو أي حزب سياسي أو حركة مصرية بعينها.. هل مازال البعض يقع في حبائل ابتسامات كيري؟!.
لعنة عفوية على الفلسطينيين
ماهر ابو طير/الدستور الأردنية
مؤسف جدا رفع صورة الرئيس المصري محمد مرسي على المسجد الاقصى،امس، باسم القدس والمقدسيين والفلسطينيين،الذين لا ينقصهم هم جديد فوق همومهم،التي تبدأ بالتهديدات للمسجد الاقصى، وتمتد الى قطاع غزة، وما يواجهه على خلفية الانقلاب العسكري في مصر.
هل يمتلك الشعب الفلسطيني ترف الغرق في وحل أزمة عربية جديدة، وماعلاقة المسجد الاقصى بالرئيس المصري، الذي لاحرره من أسره، ولا يصح توظيفه في معركة داخلية في مصر،مع اقرارنا ان ماحدث في مصر كان انقلابا عسكريا،والرئيس المعزول تم غدره علنا،لتبقى كل الازمة في نهاية المطاف مصرية،ولايصح سحب اثارها على فلسطين،من القدس الى غزة،ومابينهما من ضفة غربية؟!.
الذين رفعوا صورة الرئيس مرسي على المسجد الاقصى، يفتقدون الى البصيرة السياسية، لان هذا الموقف سيرتد سلبا على اهل غزة،الذين لم يسلموا من انتقامات وحصارات الحكم المصري البائد في عهد مبارك،ولا من قسوة المؤسسة الامنية والعسكرية في مصر في مراحل مختلفة، والذين رفعوا صورته،أضروا بالشعب الفلسطيني الذي يواجه كراهية من اتجاهات مصرية محددة.
هي نفس اللعنة التي نراها دائما، وسببها إما -العنتريات الزائفة- لبعض الفصائل،او بتخطيط مسبق من الاحتلال عبر بعض ادواته لحشد الكراهية ضد الفلسطينيين في كل مكان،وقد رأينا هذه الاخطاء الفادحة في مراحل مختلفة في لبنان والكويت والعراق وسورية ومصر.
كأن أحدا لايتعلم، لا من كلف رفع صورة صدام حسين في الضفة الغربية، ذات يوم، وما حملته الكويت من مشاعر ضد الفلسطينيين على خلفية هذا الموقف، ودفع الفلسطيني للثمن في الكويت والعراق في مراحل مختلفة،وهو ذات الثمن الذي دفعه الفلسطيني في سورية على خلفية المحنة السورية، والثمن الذي سيدفعه اذا سقط النظام، أو صمد في أزمته، كما الاثمان الاخرى في لبنان وغيرها، لان خصومة الفلسطيني باتت منتجا يتم انتاجه في كل المراحل!.
القدس والمقدسيون في احوج حالاتهم لدعم العرب، والزج بالقدس في صراع سياسي عربي في بلد عربي مراهقة كبيرة،لايخاف اصحابها،الله عز وجل،فهذا بيت من بيوت الله، لايصح اصلا رفع صورة لاي زعيم عربي عليه، مهما بلغ قدره، وقد كان الاولى عدم تحويله الى مرسم يرفع صور الزعماء، ولو كان هناك قائد يستحق ان يتم رفع رسمه عليه، لكان صلاح الدين الايوبي الذي حرره ذات يوم، وهو امر لم يحصل بطبيعة الحال.
ماعلاقة الاقصى بالانقلاب العسكري في مصر، حتى يتم توظيف المسجد والقدس في صراع عربي على السلطة، والى متى سيتم اللعب بالمقدس الديني والشعب الذي تحت الاحتلال في الصراعات العربية، وهل الذين رفعوا صورته بذريعة مساندته، حسبوا حسابا لفواتير الانتقام التي سنراها ضد اهل غزة وضد الفلسطينيين عموما في مصر، من جانب «الدولة العميقة» الاكثر ثباتا حتى الان، والاكثر نفوذا، وهو انتقام سيتبدى في اجراءات سيئة، فوق الاجراءات التي نراها هذه الايام.؟!
الذهنية العربية طرفية،ولاتتقبل التحليل الحيادي،وكل ما تؤمن به،اما ان تكون مع مرسي، واما ان تكون ضده، ولا تقبل هذه الذهنية ان تقول ان ما جرى في مصر كان انقلابا عسكريا وان الرئيس تم عزله زورا وبهتانا وفي ذات الوقت لا تقبل زج فلسطين والاقصى والقدس في هذا الصراع، والذي يعتبرك مع مرسي يفترض ان تقبل كل التصرفات الخاطئة بذريعة الدفاع عن مرسي من رفع صورته على الاقصى، وصولا الى اعلان النفير العام في الاردن نصرة لمرسي.
الشخصية المصرية الاكثر حساسية لهويتها بين العرب، والمصري يحتمل كل شيء، عدا تدخلك طرفا في ازماته، والذين قاموا بتوظيف الاقصى والقدس وادخالهما طرفا يصطف مع الرئيس مرسي، ارتكبوا خطيئة كبيرة ضد الفلسطينيين، ولعل السؤال الذي يطرح نفسه حول حق هؤلاء في توظيف المسجد الاسير في صراع عربي،يبقى مطروحا بقوة امام هول المشهد وسوء الحسابات،والخبث الخفي لزج الفلسطينيين في معركة عربية جديدة،يراد منها الانتقام من غزة وحماس وخنقهما من باب رد الفعل.
مسكينة فلسطين،التي يتم توظيفها في كل شقاق العرب ونفاقهم، ومذابحهم غير المقدسة،على يد نفر ينفذ اجندات غير نظيفة، او على يد من حسنت نواياهم، ولايقول لك احد حتى اليوم،هل حرر الرئيس المعزول القدس حتى يتم رفع صورته على المسجد الاقصى،ام ان كل القصة استدعاء لمزيد من لعنات العرب ضد الفلسطينيين، في ارث يتم تعظيمه في كل الدول العربية يؤدي الى استعداء الفلسطيني، والانتقام منه في كل المراحل؟!.
لم يتم رفع صورة الرئيس المعزول فوق مساجد القاهرة، من جانب انصاره، فبأي حق يتم رفع صورته على الاقصى، وتوظيف المسجد في صراع لا يبقي ولايذر، فالمسجد الاقصى ليس عضوا في تنظيم سياسي حتى يعلن موقفه من ازمة مصر، وعليكم ان ترحموا الشعب الفلسطيني من هذه الافخاخ التي يتم نصبها في كل الدول العربية المأزّمة.
الفلسطينيون خبروا لعنات عربية كثيرة، غير انهم هذه المرة امام لعنة مقدسة يتم انتاجها ظلما باسم المسجد الاقصى، اذا يقال للملايين المصرية التي وقفت ضد مرسي، ان المسجد الاقصى وأهله ضدكم!!.
تهويد الاقصى
د. موسـى الكـيـلاني/الراي الأردنية
بإشراف مباشر من الوزير الاسرائيلي ليبرمان , تبدأ يوم الاحد 14/ 7/ 2013 حملة شد الرحال الى الاقصى , حيث سينطلق آلاف المتشددين المتدينين من منطقة ميا شااريم في القدس ومن المستوطنات في قبر النبي يوسف و كريات ارباع , لنصب الخيام في المساحات الواقعة ما بين مسجد الصخرة المشرفة , وباحات الاقصى المبارك ,و للبقاء لمدة ثلاثة أيام , للصلاة ولاثبات الوجود السياسي , في تحدٍ صارخ للارادة العربية , وفي استهتار كامل للقرارات الدولية .
وعلى امتداد ثلاثة آلاف عام , لم يحاول الشعب اليهودى ان ينسى المعبد الاول الذي اقام الملك سليمان اعمدته « بوعز « تعزيزاً لكلمة الاله الواحد وشكراً للعلى الاعلى بعد أن حضرت اليه بلقيس ملكة العطور والطيب والزعفران , تتهادى في قصره على ممرات من زجاج جبال الخليل العاكس للصور.
وقد قام البابليون بتدمير المعبد وساقوا الشعب اليهودي أرقاء اسرى الى العراق الى ان حررهم « سايروس « كسرى ايران عقب انتصاره على البابليين بعد سبعين عاما من السبي ووفاءً للوعد الذي قطعه لعشيقته المقدسية التي اهداها له جنوده جاريةً لدى اقتحامهم قصور بابل .
وجاء حرق معبد الله ثانية عندما جاءت الجيوش الرومانية فاحرقت المدينة بكاملها عام 70 ميلادية وبقى الخراب يحيط باعمدة المعبد الى ان جاء الخليفة المسلم عمر بن الخطاب عام 638 (م ) وأمر بإزالة الانقاض والمخلفات من على تلك الربوة , وصلى بالمسلمين حيث كان المعراج.
يقول الحاخام اسرائيل أرييل في كتابه عن الهيكل الثالث ان كلمة الله قد استوطنت اعمدة الهيكل الموجودة تحت سطح الارض ولذا فانه تعالي يستجيب للدعاء بالقرب من ذلك المكان , ولذلك فقد جمع من صاحب اندية القمار والملاهي الليلية المليونير الامريكي موسكوفيتش الاموال اللازمة لاعادة بناء الهيكل الثالث على المساحات الواقعة ما بين المَسْجِديْن الاقصى والصخرة , لتكون السيادة ما فوق الارض للمسلمين , وما تحتها لليهود.
ومن هنا تتضح خطورة دعوة الوزير الاسرائيلي ليبرمان لشد الرحال الى حائط المبكى او الحائط الغربي او كما يعرفه العرب باسم حائط البراق , ولإقامة الخيام لمدة ثلاثة ايام في الباحة الواقعة ما بين المسجد الاقصى وقبة الصخرة المشرفة . وذلك تمهيداً لتثبيت ما يدعونه من حقوق نسجتها عقلية الاوهام والتخيلات والهلوسات التلمودية .
لقد اهابت مؤسسة القدس الدولية يوم 9/ 7/ 2013 بالجامعة العربية ورابطة العالم الاسلامي ومصر ان يمارسوا نفوذهم من خلال الامم المتحدة ومن خلال علاقاتهم السياسية مع الادارة الامريكية لمضاعفة الضغوط على الحكومة الاسرائيلية لتوعز بايقاف حملة الخيام في باحات الاقصى التي تستهدف تهويد المساجد والمعابد الاسلامية ولكن لقد اسمعت لو ناديت حياً , ولكن لا حياة لمن تنادي.
ست تجارب ... وأربع حقائق
عريب الرنتاوي/الدستور الاردنية
وفرت وقائع الأزمة المصرية، وسلوك الإخوان قبل وبعد “عزل” الرئيس محمد مرسي، الفرصة لمراجعة مواقف الإخوان وإعادة النظر بسلوكهم في عدد من الدول والمجتمعات العربية خلال السنوات العشر الفائتة (العراق، غزة، ليبيا، سوريا، تركيا وسوريا) ... ليتضح أن ثمة فجوة غائرة بين ظاهر الخطاب وباطنه، وأن الجماعة تختزن منسوباً عنفياً مثيراً للقلق، وأنها في سبيل الوصول إلى السلطة والاحتفاظ بها، مستعدة لإراقة الدماء والاستقواء بالأجنبي ومد يد التعاون مع “السلفية الجهادية”.
بعد ساعات من “عزل مرسي”، روّجت الجماعة أخباراً عن انشقاقات داخل قيادات الجيش المصري، و”تيار عريض” من ضباطه، يقفون بالمرصاد ضد السيسي و”انقلابه العسكري” ... وضجت منصة رابعة العدوية بالخطابات التحريضية ضد الجيش التي تحث على “التمرد” و”عدم إطاعة الأوامر” ... واستقبل الميدان ذاته، وبصيحات الله أكبر، من أسموه الضابط المنشق عن “الداخلية”، في لحظة تستحضر صورة “رياض الأسعد” ونواة الجيش السوري الحر ... ثم تتالت بعد ذلك المواقف والبيانات والفتاوى، من إخوان مصر وإخوانهم في الدول العربية، التي تحرض على الجيش المصري وتحث على تقسيمه وتفكيكه، بل و”تشرعن” التعرض لضباطه وجنوده ومراكزه، وبصورة تجعل من “إرهاب سيناء” أداة من الأدوات المشروعة للعودة إلى الحكم.
هذه هي الوجهة العامة لمواقف الإخوان وتصريحاتها وفتاوى شيوخهم، التي تخللتها -بالطبع- بعض التصريحات الخجولة التي يجهد أصحابها بحفظ “خط الرجعة” والإبقاء على “شعرة معاوية” مع المؤسسة العسكرية وبقية مؤسسات الدولة ومكونات المجتمع ... لكن لحظة غضب الإخوان وانفعالهم، أتاحت لنا التعرف -دفعة واحدة- على “مكنونات” ما يجري في صفوف وعقول قادة “التنظيم الحديدي” و”الخاص”، والعقلية الميليشياوية المزروعة عميقاً بوعي و”لاوعي” الجماعة.
الحدث المصري بسلميته، فتح أعيننا على أحداث الأمس القريب، لتتبع موقع “العنف” في خطاب الجماعة وتفكيرها ... ونبدأ بالعراق، حيث اصطف إخوانه خلف بول بريمر وعادوا إليه على ظهور دبابات الغزو الأمريكي، وتحالفت تيارات منهم مع “القاعدة” في مواجهة خصومهم في الحكم الجديد، وليس في مواجهة الأمريكان ... هذا يحدث الآن في سيناء، حيث تتكشف بعض وقائع “زواج المتعة” بين الإخوان والسلفية الجهادية ... أما في القاهرة، فالتقارير عن “العلاقة الغرامية” بين آن باترسون وقيادات الإخوان تزكم الأنوف، فضلاً عن التلويح بالعنف والشهادة وبذل الأرواح والدماء، الذي بات زاداً يومياً لمتحدثي “النهضة” و”رابعة العدوية”.
في ليبيا بعد ذلك، لم تختلف المواقف والتحالفات والأدوات التي اتخذها وانتهجها واستخدمها إخوان ليبيا في صراعهم مع القذافي ... مروراً بغزة وحكاية “الحسم/ الانقلاب” ... إلى أن وصلنا إلى سوريا، حيث تكشف سياسات الهيمنة والعسكرة والتسلح والاستقواء بالأطلسي وكل شياطين الأرض، طالما أن السلطة هي الهدف من قبل ومن بعد، وطالما أن “نهاية المطاف”، ستأتي بالإخوان إلى سدتها، مهما كان الثمن وغلت التضحيات ... وفي كل هذه التجارب، رأينا عمليات إلقاء الخصوم من على أسطح البنايات العالية، مضافاً إليها عمليات إطلاق النار على ركب المتظاهرين وأكل قلوب وكبود الأسرى، وإباحة دم الأنصار، إن كان المزيد منه، يكفي لتأليب العالم ضد الخصوم.
في تركيا، التي ورث “إخوانها” دوراً محورياً في حلف الأطلسي، ظننا أن الاحتفاظ بهذا الموقع والدور، أنما يأتي من باب “احترام الالتزامات المسبقة”، ورجحنا أن “العدالة والتنمية”، إنما يستبقي على دور التركيا الطليعي في الحلف، من باب “المصلحة الوطنية العليا”، وفي مسعى لتعظيمها ... لكن النشاط التركي الفائض لاستقدام الأطلسي إلى سوريا، ونشر الباتريوت واستعجال التدخل العسكري الدولي في الأزمة السورية، كشف عن “خفايا” الخطاب وعمق الاستعداد الكامنين في عقل وضمير “إخوان تركيا” ... بل أن حماستهم لوصول اخوانهم السوريين للسلطة، مع كل ما سيفتحه ذلك من أبواب، لتزعم المنطقة وفرض “الولاية السلطانية” عليها، دفعت الإخوان الأتراك، لمد يد المساعدة للقاعدة والنصرة والجهاديين ولكل أجهزة المخابرات في العالم، ولكل أنواع الأسلحة والمسلحين لاجتياز الحدود مع سوريا.
في العراق وليبيا وحتى سوريا، حاولنا أن نجد العذر للإخوان المسلمين في هذه الدول ... قلنا إنها تخضع لأنظمة دموية لا تعرف الرحمة ... وجيوش عقائدية تربت على “إلغاء الآخر” ... خشينا على بنغازي من “مجزرة” لا تبقي ولا تذر ... وعلى إسلاميي العراق من “حلبجة” و”أنفال” جديدتين، وعلى إخوان سوريا من “حماة ثانية” ... وعلى حماس من ميليشيات الدحلان وأطماعه الانقلابية وارتباطاته ... لكن كيف نفسر “توق” إخوان مصر للعسكرة والاستقواء بالجماعات “الجهادية” واستدعاء التدخل الأجنبي وتفكيك الجيش؟ ... كيف نفسر مواقف إخوان تركيا الأكثر حماسة للعسكرة و”الأطلسة” ومد اليد لكل إرهابيي العالم وجهادييه؟ ... كيف نفسر اندفاع أخوان “الدول الشقيقة” ومن ضمنها الأردن، لإطلاق الفتاوى والنداء بشق الجيش المصري وإدخال البلاد في حالة من الفوضى والخراب والحرب الأهلية، حتى يسترد إخوانهم “عرش مصر”؟ ... هل تستحق السلطة كل هذه التضحيات والمقامرات؟
الخلاصة: نكتشف الآن، عبر خمس أو ست تجارب إخوانية في أقل من عشر سنوات:
(1) ان”العنف وإراقة الدماء”، أمرٌ مجاز سياسياً وأخلاقياً و”شرعيا” للوصول إلى السلطة والاحتفاظ بها ... (2) ان المواقف المداهنة للجيوش والأجهزة الأمنية العربية، تندرج في سياق “التقّية” الانتهازية، لا أكثر ولا أقل، في حين تكمن تحت سطح هذه المواقف، أعمق مشاعر الكراهية ...
(3) ان “حبل الإخوان السري” فكرياً وسياسياً و”عملانيا” مع القاعدة والسلفية الجهادية، لم ينقطع رغم محاولات التمايز الزائفة والكاذبة ...
(4) الأهم من كل هذا وذاك أن الاستعانة بالجيوش الأجنبية والأساطيل والطائرات، التي عادةً ما يقال فيها إنها “كافرة” و”صليبية” أمرٌ مجاز شرعاً، ومقبول سياسياً وأخلاقياً، طالما أن الوصول إلى السلطة والاحتفاظ بها، هو الهدف و”نهاية المطاف”.
لمن القرار في المرحلة الانتقالية؟
عصام نعمان/ الخليج الإماراتية
ثمة قبول عام، مصرياً وعربياً ودولياً، بأن شعب مصر بأغلبيته الساحقة سحب ثقته بمحمد مرسي و”حكم الإخوان”، وأن القيادة العامة للقوات المسلحة ترجمت إرادة الشعب ببيانها الصادر في 3 يوليو/ تموز 2013 القاضي بتعطيل الدستور بشكل مؤقت، وتسمية رئيس المحكمة الدستورية العليا عدلي منصور رئيساً مؤقتاً للجمهورية، وتخويله صلاحية إصدار إعلانات دستورية، وتشكيل حكومة كفاءات للإشراف على الانتخابات البرلمانية، ولجنة لمراجعة التعديلات المقترحة على الدستور .
الرئيس المؤقت عدلي منصور أصدر إعلاناً دستورياً ليل الاثنين الماضي قضى بإجراء انتخابات برلمانية خلال ستة أشهر، والدعوة إلى انتخابات رئاسية خلال شهرين من تاريخ انتخاب مجلس النواب . وفي اليوم التالي، عيّن منصور وزير المال الأسبق في حكومة عصام شرف الدكتور حازم الببلاوي رئيساً لوزراء الحكومة الانتقالية، والمدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية الدكتور محمد البرادعي نائباً للرئيس للشؤون الخارجية .
الإعلان الدستوري كما القرار بتعيين الببلاوي والبرادعي قوبلا بتحفظات وانتقادات من قوى المعارضة الشعبية المعادية لمرسي و”حكم الإخوان” . زعيم حزب النور السلفي يونس مخيون رحب بتعيين الببلاوي، لكنه تحفظ على تعيين البرادعي، كما اعترض على الإعلان الدستوري بدعوى أن حزبه يرفض أن تكون اللجنة المنوط بها تعديل الدستور معيّنة من رئيس الجمهورية وغير منتخبة من الشعب، مشدداً على ضرورة اختيار اللجنة عن طريق مجلس النواب المنتخب . مخيون اعترض أيضاً على الطريقة التي جاء بها الإعلان الدستوري من حيث إعطاء رئيس الجمهورية الحق في إجراء تعديلات بنسبة مئة في المئة، الأمر الذي يشكّل “افتراء على الشرعية ومنحة من الحاكم لا نقبلها” .
حركة “تمرد” التي تقف وراء الاحتجاجات الشعبية الضخمة التي أطاحت مرسي، أبدت تحفظات على الإعلان الدستوري . الناطق باسمها محمود بدر قال إنه سيقدم اعتراضاته إلى الرئيس منصور، وأن البرادعي بالتعاون مع منى ذو الفقار وبعض الدستوريين يعدّون التعديلات المطلوب إدخالها على الإعلان الدستوري . كما أكد الحرص على إنجاح المرحلة الانتقالية حتى الانتهاء من تأليف الحكومة لمباشرة العمل سريعاً على رفع المعاناة عن المواطنين البسطاء من دون الإخلال بمبادئ الثورة وأهدافها .
تردد أيضاً أن لقادة جبهة الإنقاذ تحفظاتهم على الإعلان الدستوري .
تطرح الاعتراضات والتحفظات سالفة الذكر أسئلة سياسية وإجرائية: من هو صاحب القرار الفعلي خلال المرحلة الانتقالية؟ هل هو الرئيس منصور؟ أو هو منصور بالتشاور مع رئيس الوزراء والوزراء؟ هل هو الرئيس بالتشاور مع قادة حركات المعارضة الشعبية التي نجحت في إطاحة مرسي و”إخوانه”؟ أو هو القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول عبدالفتاح السيسي؟
من الواضح أن الرئيس منصور مَدين سياسياً للمعارضة الشعبية في اختياره رئيساً للجمهورية خلال المرحلة الانتقالية، وللفريق السيسي إجرائياً بترجمة إرادة شعب مصر إلى قرار نافذ يشكّل الأساس الدستوري للحكم الجديد الذي خَلَف “حكم الإخوان” . لذلك ينتظر قادة المعارضة الشعبية، كما الفريق السيسي، من الرئيس منصور أن يشاورهم في القضايا والقرارات الرئيسة التي تصدر عنه . غير أن تحفظات بعض قادة المعارضة تشير إلى أن منصور لم يشاورها في بعض الأمور المتعلقة بمضمون الإعلان الدستوري، كما بتعيين كلٍ من الببلاوي والبرادعي، فهل شاور السيسي؟
وحدةُ قوى المعارضة الشعبية كان لها الأثر الرئيس في حمل القيادة العامة للقوات المسلحة على الانحياز إلى أغلبية شعب مصر التي طالبت بإزاحة مرسي و”حكم الإخوان” . وبمقدار ما يحرص قادة المعارضة على وحدة الصف والتنسيق في ما بينهم، يؤثرون بفعالية في الرئيس منصور كما في القيادة العامة للقوات المسلحة . أما إذا أظهر قادة المعارضة الشعبية اختلافاتهم وخلافاتهم بشأن أهداف المرحلة الانتقالية وإجراءاتها، فإن منصور سيضطر إلى التشاور مع الفريق السيسي والأخذ برأيه .
من المعلوم أن المعارضة الشعبية تنطوي على تعددية واضحة، وأنها مكّونة من تيارين رئيسين، الأول عروبي ويساري وليبرالي، والثاني إسلامي بطابع سلفي غالب . لذلك من المنتظر أن تنشأ اختلافات بين قوى التيارين الرئيسين، وأن تنعكس تالياً على رئيس الجمهورية المؤقت وعلى القيادة العامة للقوات المسلحة . والمعوّل أنه في حال الاختلاف فإن دور القيادة العامة للقوات السملحة في المرحلة الانتقالية يصبح أكبر وأفعل . إلى ذلك، تسعى قوى خارجية نافذة إلى التأثير في أركان الحكم الانتقالي وفي مكّونات المعارضة الشعبية . فالولايات المتحدة تمارس سياسة مدروسة بأهدافٍ ثلاثة: الاعتراف بالحكم الجديد وبدور القوات المسلحة في تظهيره، ودعوة الجيش إلى توفير الأمن والاستقرار وعدم الانغماس في السياسة وتركها لأهلها، ودعوة الحكم الجديد إلى الانفتاح على الإخوان المسلمين وإشراكهم كما غيرهم في الحكومة الجديدة .
الاتحاد الأوروبي أعلن أن إزاحة مرسي لا تشكّل انقلاباً عسكرياً وأبدى استعداداً للتعاون مع الحكم الجديد .
دول الخليج، ولا سيما الإمارات العربية المتحدة والسعودية، قدّمت للحكم الجديد مساعدات مالية تربو على ثمانية مليارات دولار أمريكي .
روسيا والصين أبدتا ارتياحاً لإزاحة “حكم الإخوان”، وحذرتا من تدخلات خارجية قد تؤدي إلى حرب أهلية .
إيران تحفظت على “طريقة” إزاحة مرسي، لكنها أظهرت انفتاحاً على الحكم الجديد .
“إسرائيل” لم تحزن على زوال “حكم الإخوان” لكونه يؤدي إلى إضعاف حركة “حماس” في قطاع غزة .
غني عن البيان أن ما تتخذه القوى الخارجية من مواقف غالباً ما يكون له منظور استراتيجي، فالولايات المتحدة يهمها أن يبقى الجيش متماسكاً ليؤمّن لمصر الاستقرار بما في ذلك احترام معاهدة “السلام” المعقودة مع “إسرائيل” .
أياً كانت أهداف القوى الخارجية من وراء دعم الحكم الجديد أو ذمّه، فإن القوى الوطنية الحية في مصر مدعوة إلى اغتنام ثورة شعب مصر العظيم على “حكم الإخوان” الاستبدادي من أجل العمل على إقامة دولة مدنية ديمقراطية تحترم الأديان جميعاً، وتستلهم الإسلام في قيمه ومثله العليا، وترسي قواعد حكم القانون والمواطنة والعدالة والتنمية والإبداع الحضاري .
عيون وآذان (انذار أحمر عربي)
جهاد الخازن/الحياة اللندنية
في أيام الحرب الباردة كنا نسمع عن «إنذار أحمر» وهو أعلى درجات الإنذار ويعني قرب، أو احتمال، نشوب حرب نووية. اليوم الإنذار الأحمر يبقى، ولكن لمواجهة الإرهاب، وقد صدر توجيه رئاسي اميركي بهذا المعنى في 11/3/2002 رداً على إرهاب 11/9/2001، وعندما أسست وزارة الأمن الوطني في مطلع 2003، أصبح لدرجات خطر عمل إرهابي ألوان يُعرف بها.
وهكذا ففي احتمالات الإرهاب، أخضر بمعنى خفيف، وأزرق محدود، وأصفر عالٍ، وبرتقالي محتمل أكثر، وأحمر أعلى درجات الإنذار، عندما تكون هناك معلومات عن عمل إرهابي وشيك.
ما سبق مقدمة من عندي، ومقالي اليوم سببه تعليق ساخر على ألوان الإنذار اكتفى صاحبه بتناول دول غربية، فأبدأ بها نقلاً عنه، ثم أكمل بدول عربية.
البريطاني مشهور بمتانة أعصابه أو برودته، فلا شيء يهزه، بل ربما اعتبر فورة الأعصاب عيباً. وهكذا فدرجات الإنذار عنده هي منزعج ثم متضايق ثم غاضب قليلاً. والانكليزي لم يعرف الغضب الشديد إلا عندما تعرض للهجوم الجوي الالماني سنة 1940 ما قطع إمدادات الشاي الهندي والسيلاني عن البلاد. وقرأت أن آخر مرة غضب فيها الانكليزي قبل ذلك كانت في حريق لندن الكبير سنة 1666.
الفرنسي شهرته خسارة الحروب، وهكذا فدرجات الإنذار عنده هي: أهرب ثم اختبئ، ثم تعاون (إشارة الى تعاون فرنسيين كثيرين مع الاحتلال النازي في الحرب العالمية الثانية) ثم استسلم. الإيطالي مثل الفرنسي فشلاً في الحروب، وايطاليا لم تربح حرباً منذ سقوط الامبراطورية الرومانية قبل ألفي سنة، لذلك فدرجات الإنذار للطليان هي: اصرخ، ثم لوِّح بيديك محتجاً، ثم وَلوِل، وأخيراً أخرج من تحالفك وانضم الى الغزاة (إشارة الى انتقال ايطاليا من حلف المحور الى الحلفاء بعد قتل موسوليني).
الألماني أعلى قدرات عسكرية، ودرجات الإنذار عنده: أنكر (أنه يريد شنّ حرب)، ارتدِ ملابس عسكرية وردد أناشيد وطنية، أغز بلداً جاراً (كما فعل النازيون ببولندا)، اخسر (وهم خسروا الحربين العالميتين). قرأت درجات إنذار أخرى عند بلدان مثل إرلندا واستراليا، لها علاقة بشرب الخمر، وكانت في بلدان اميركية لاتينية تدور حول الرقص، أو السرقة في بلدان أخرى، وأتجاوزها لأنها تحتاج الى شرح كثير، وأنتقل الى البلدان العربية من دون أن أسمي أياً منها لأنني جهاد بن خازن ولست عنتر بن شداد.
عندنا 22 دولة عربية ودويلة، والإنذارات تتجاوز الألوان، ولعلها كلها تنتهي بدرجة: اقتل المعارضين، إلا أنني أسجلها مرة واحدة لتجنب التكرار. وهكذا:
دولة عربية أولى: هدد، هدد بصوت أعلى، أطلب حماية أميركية، اقتل المعارضين.
دولة ثانية: تجاهل الموضوع، قلل من أهميته، إلغِ النوم بعد الظهر، اتهم الصهيونية والاستعمار.
ثالثة: مش موجود، ارجع من لندن، حوِّل أموالك الى الخارج، أسجن العمال الأجانب.
رابعة: صلاة، مزيد من الصلاة، دعاء، التوبة.
خامسة: بتهون، ولا يهمك، إشاعات، خروف محشي.
سادسة: اتصل غداً، اتصل بعده، ما حصلش، هاجر الى اوروبا.
سابعة: اطرح الصوت، ارفع صوتك أكثر، يا أهل المروءة، ساعدونا ربنا يساعدكم.
ثامنة: انتظرناهم من الشرق، انتظرناهم من الغرب، انتظرناهم من فوق، صرنا تحت.
تاسعة: اكسر رأسهم، اطحن عظامهم، أفرّمْهم، استسلم.
وأستطيع أن أعطف على عاشرة، وعشرين، إلا أن الحال من بعضه، وشر البلية ما يُضحك.
العرب على أبواب الربيع الثاني
عبد العزيز المقالح/الخليج الإماراتية
يبدو أن الأقطار العربية قادمة على أكثر من ربيع، وأن أوضاعها المترجرجة، وغياب المشروع الوطني المرتبط أساساً بالمشروع القومي ما زال غائباً رغم مرور أكثر من قرن من الزمن على الإرهاصات فيه، وربما صار يبتعد أكثر فأكثر بعد أن أصبح لكل قطر عربي تاريخه وربيعه ورؤيته الإقليمية لذاته ولما حوله، لاسيما بعد أن ارتفع بصورة محمومة غير مسبوقة الشعار القطري المخيف “قطرنا أولاً”، وأولوية العناية بالقطر أو الإقليم الاهتمام به أولاً، لا يتناقض مع ما ينبغي أن يكون عليه حال النظر إلى القطر باعتباره جزءاً من أمة ومن وطن كبير . والخطورة الآتية من شعار “أولاً” أنه بدأ يأخذ مفهوماً إقليمياً ويدفع بكل قطر عربي إلى أن ينفض يديه من كل ما يتصل بالقضايا المشتركة التي تؤكد أن الأمة العربية واحدة وأن مشكلاتها لا يمكن أن تحل في إطار إقليمي منفصل، وقد أثبتت السنوات الطويلة الماضية أن انكفاء بعض الأقطار العربية على ذاتها، ووضع الحلول المطلوبة على مقاسها غير مجدٍ ولا يحل أي أشكال .
والصادم، بل الفاجع أننا لا ننظر ما حولنا وما إلى جوارنا من أمم وشعوب بدأت السير الحثيث نحو المستقبل في تكتل موحد يحاول أن يتناسى مكوناته العرقية واللغوية، وأقرب ما يكون إلينا دولتان إسلاميتان كبيرتان وناهضتان هما: تركيا وإيران . والدولتان من خلال التدقيق والتمحيص لا تمتلكان من التجانس اللغوي والعرقي والتاريخي ما يمتلكه العرب . الأرض الواحدة في تركيا وإيران هي الجامع بين عناصر الأمنية، وهي الموحّد لتوجهاتهما نحو البناء وتحدي الصعوبات الداخلية والخارجية . فلماذا العرب وحدهم ولهم كل هذه الإمكانات الباعثة على الاندماج والعمل المشترك يعانون حالة من التنافر وأحياناً التناحر؟ ولماذا ينظر إليهم الأصدقاء نظرة إشفاق في حين ينظر إليهم الأعداء نظرة ازدراء واستعداد للانقضاض والاحتواء؟ وهل لا يزال غائباً عن أذهان العقلاء من القادة أن السبب في شيوع هاتين النظرتين يعود إلى هذه الحالة من التمزق والتنكب عن طريق القوة والاعتماد على النفس؟
إن مشروع النهوض المعطّل والمنتظر في الأدراج منذ عشرات السنين ينادي بإلحاح في حين تؤكد مكوناته التاريخية والمعاصرة أنه هو الحل، وأن الربيع الواحد المشترك ربيع إعادة الأمة إلى كيانها الموحد على شكل ولايات أو أقاليم هو المدخل الصحيح لحماية الأقطار المبعثرة من أخطار التمزق ومن أخطار الجشع الذي تبديه الدول الطامعة تلك التي تعمل بحكمه الذئب الذي لا يأكل من الغنم إلاّ الشاردة والخارجة عن الحشد الذي تخشاه الذئاب ولا تفكر في الاقتراب منه . لقد بدا ما يسمى بالربيع العربي يتوالى من قطر عربي إلى آخر، وبدلاً من أن تتواصل مسيرته، وجدناه يغرق في صراعات ليست بعيدة من أصابع الأعداء، وهاهو ذا يبدأ في مصر العربية رحلته الثانية، ويصعب التكهن بمصيره مادام محصوراً في رؤية إقليمية تعطي ولاءها كله لمصر بعيداً عن محيطها العربي الذي كان قد أعطاها حق القيادة والريادة منذ خمسينات القرن المنصرم .
ولا يصح -والحديث في أغلبه عن الأربعة العربية- أن ننسى ذلك الابتهاج الذي بدا على وجوه أبناء الأمة في مشرقها ومغربها عندما بدأت سلسلة انتفاضات الربيع الأول، وكيف ظنت الأغلبية الوحدوية أنه بداية إلى استعادة الكرامة القومية المهدورة، وظنت الأغلبية المحرومة أنه بداية الطرق إلى العدالة الاجتماعية المفقودة . وظنت الأغلبية المقهورة أن ذلك الربيع بداية المنطلق الصحيح إلى الحرية التي طال انتظارها وطال شوق الناس إلى رؤيتها مجسدة في الأفعال لا في الأقوال وفي الحياة العامة لا في القصائد والمقالات والكتب، فالحرية هي رديف التنفس، وإيقاع الضوء الذي يجعلنا نرى الأشياء على حقيقتها من دون تزييف أو تزوير .
البندقية في سورية تضل طريقها
رأي القدس العربي
اتهام الجيش السوري الحر تنظيم ‘دولة الشام والعراق الاسلامية’ بقتل القائد الميداني للجيش الحر كمال حمامي، واعتبار مقتله اعلانا للحرب، ينذر بتصعيد كبير للفوضى في صفوف المعارضة السورية، وباستمرار حرب الاغتيالات والمعارك الدامية، وهو دليل على انحراف البوصلة في تحديد من هو العدو.
وكانت وسائل الاعلام الغربية ركزت خلال الايام الماضية على تزايد المناطق التي تسيطر عليها جماعات مرتبطة بتنظيم ‘القاعدة’، خاصة تنظيم ‘دولة الشام والعراق الاسلامية’.
وكان واضحا ان الجبهات المرتبطة بتنظيم ‘القاعدة’ لم تعان من اي نقص لا بالمال ولا بالعتاد، واستطاعت بقدرة المد العسكري ان تنفرد بمناطق صغيرة تقيم عليها امارات اسلامية، تفرض فيها قوانين الشريعة الاسلامية.
ظاهرة تعزيز وجود تنظيم ‘القاعدة’ في سورية ادت بلجنة الكونغرس الامريكي ولجنة الامن والاستخبارات في البرلمان البريطاني الى طلب اعادة النظر بتسليح المعارضة السورية خوفا من وصول هذه الاسلحة لتنظيم ‘القاعدة’ كما اعربت عن مخاوفها من خطر استغلال تنظيم ‘القاعدة’ للفوضى في سورية والتخطيط مستقبلا لهجمات على اهداف بالغرب، خاصة بعد انضمام العديد من الجهاديين من دول اوروبية الى الثورة السورية.
المخاوف في بريطانيا وامريكا وصلت لحد التحذير من امكانية وصول اسلحة كيماوية يملكها النظام لايدي الجهاديين، وتزامن ذلك مع اتهام روسيا للمعارضة باستخدام غاز السارين، علما ان معظم اجهزة الاستخبارات الغربية المتابعة للتطورات في سورية اكدت عدم وجود ادلة على ذلك.
ان اطالة امد الحرب وشح الموارد اديا الى تشظي المعارضة في ما كان هناك من يستعد لاستغلالها سواء تنظيم ‘القاعدة’ او دول واجهزة امنية. كما ادى تأخر وتلكؤ الدول الغربية في دعم الجيش السوري الحر الى تعزيز قوة تنظيم ‘دولة الشام والعراق الاسلامية’ في مناطق مقاتلي المعارضة الاخرى بما في ذلك مناطق جبهة النصرة، مما يعني ان قوات المعارضة المسلحة ستواجه القوات السورية وحلفاءها، وفي نفس الوقت ستقاتل التنظيمات الاسلامية المتشددة التي تتطلع لموطئ قدم يقربها ويساعدها على استكمال حربها مع الغرب.
هذه التطورات ستجعل من الصعوبة على المعارضة كسب ثقة الغرب، وما هو خطير في الجدل الدائر حاليا ان الدول الغربية تبحث عن اعذار وصيغ لاعادة الاعتماد على النظام السوري، باعتباره القوة الوحيدة الموجودة والمتماسكة بغرض مواجهته المجموعات المتطرفة.
وهذا يعني ان الدول الغربية قد تكون في مؤتمر جنيف 2 متساهلة في مسألة نقل السلطة والتنازل عن طلب تنحي الرئيس بشار الاسد.
للاسف كل هذه التطورات تعني ان امد الحرب سيطول، وان اعداد الضحايا ستتضاعف، والمؤسف اكثر انه وامام هذه التحديات، نجد الانقسامات والخلافات لم تعد بين الفصائل والجهات المتباعدة فقط، بل نجدها داخل الفصيل الواحد.
فتّش عن الانقلاب
حازم صاغيّة/ الحياة اللندنية
قد يكون هناك بعض الوجاهة في الانتقادات التي تُوجّه إلى إمارة قطر وإلى تضخّم دورها. لكنّ البائس أنّ أهل المشرق العربيّ حين يفعلون هذا، لا يفكّرون للحظة بالانهيار الذي تعرّضت له مراكزهم الكبرى الثلاثة، أي مصر والعراق وسوريّة، هي التي شكّلت، في العالم العربيّ، الحاضرات التي استقبلت التأثير الأوروبيّ والحديث واستدخلته إلى هذا الحدّ أو ذاك.
لقد حدث هذا في المشرق قبل المناطق الأخرى من العالم العربيّ، لكنّه، على ما يبدو، يتعرّض للانطواء قبل تلك المناطق. وهذا ما يملي نظرة نقديّة إلى الذات تتقدّم النظرة الاستهجانيّة لأدوار الآخرين، كائناً ما كان الرأي فيها.
بل ربّما جاز القول إنّ رائد النظرة هذه كان صدّام حسين. فهو دفعها إلى سويّة الاحتلال المباشر، على ما جرى حينما غزا الكويت، مؤسّساً ومكرّساً نوعاً من القطيعة بين المشرق والخليج لم تعرفه مناطق العالم العربيّ من قبل.
والأساس في ما نعيشه اليوم من تقويض المراكز الثلاثة، المصريّ والسوريّ والعراقيّ، هو الانقلاب العسكريّ الذي كانت تلك المراكز سبّاقة إليه. ففي 1936 بدأ الانقلاب في العراق على يد الضابط بكر صدقي الذي ارتكب، قبل ثلاث سنوات فحسب، مجزرة الأشوريّين. وفي 1941 كان انقلاب «المربّع الذهبيّ» ورشيد عالي الكيلاني الذي أطلق المناخ الذي توّجه «الفرهود»، أوّل بوغروم في العالم الإسلاميّ ينزل باليهود. أمّا في 1958 فكان الانقلاب الجمهوريّ المسمّى ثورة، تلاه انقلابان في 1963 أوّلهما جاء بالبعث إلى السلطة والثاني أزاحه عنها، وصولاً إلى انقلاب 1968 الذي أعاد البعث وأنجب صدّام حسين التكريتي. منذ ذلك التاريخ حتّى 2003 والعراق «عراق صدّام». وفي سوريّة التي لم تتأخّر كثيراً، شهد العام 1949 ثلاثة انقلابات جاءت، على التوالي، بحسني الزعيم وسامي الحنّاوي وأديب الشيشكلي، ثمّ قام الأخير بانقلاب ثانٍ عزّز فيه سلطاته، حتّى إذا أطيح، أواسط الخمسينات، حكمت سوريّة طغمة عسكريّة تخفّت وراء واجهة مدنيّة قبل أن تسلّم البلد إلى مصر. بعد ذاك قُوّض عهد الوحدة (1958-1961) بانقلاب تلاه انقلاب، إلى أن وصل البعض إلى السلطة بانقلاب آخر في 1963، وفي 1966 انقلب بعثيّون على بعثيّين، ثمّ في 1970 انقلب حافظ الأسد على باقي رفاقه وصارت البلاد «سوريّة الأسد».
أمّا مصر التي عرفت انقلاباً واحداً في تمّوز (يوليو) 1952، وهو كان السبّاق في تقديم العمل التآمريّ بوصفه «ثورةً»، فحكمها المجمّع العسكريّ حتّى ثورة كانون الثاني (يناير) 2011. ومن داخل الانقلاب التأسيسيّ كانت تحدث «انقلابات» متتالية في التوجّه السياسيّ لا تسندها أيّة استشارة لرأي الشعب، كأنْ يتحوّل السادات عن النهج الناصريّ، أو أن يتحوّل مبارك عن النهج الساداتيّ.
في هذه الغضون صارت المجتمعات المشرقيّة بيوتاً كبرى للكبت والتصحير السياسيّين، وللانقطاعات الاجتماعيّة، ولهجرة الكفاءات وتردّي القدرة على مواكبة ما يجدّ في العالم، لا سيّما مع العولمة وتزايد اعتماد الاقتصاد على المبادرة الفرديّة الحرّة. وسجّلت المنطقة المذكورة نسبة مرتفعة جدّاً في الحروب الباهظة الكلفة، ليس فقط في المواجهات مع إسرائيل، المباشرة منها في مصر وسوريّة، والمداورة عبر لبنان، بل أيضاً في اليمن (مصر) وفي الكويت وإيران (العراق).
وعلى العموم، صار الحديث عن «دور رياديّ» تلعبه بلدان المشرق تمريناً على كلام منتفخ وموروث، من دون أن تكون أيّة منطقة أخرى في العالم العربيّ قادرة على ممارسة هذا «الدور الرياديّ» الذي تتراجع الحاجة إليه أصلاً. لكنْ بدل أن نهجو الانقلاب، رحنا نهجو «مدن الملح» وطبعاً أميركا. وما زلنا نحتفظ للانقلاب بطاقة من التسامح فجّرناها قبل أيّام في القاهرة.
إسرائيل تؤذي اللبناني في أفريقيا والشكاوى إلى مجلس الأمن من دون جدوى
خليل فليحان/النهار اللبنانية
تهاون المجتمع الدولي مع الاستفزازات الاسرائيلية هو الذي جعل الدولة العبرية تخرق القرار 1701 وتلك التي صدرت قبله عن مجلس الامن، وهذا ما جعلها تستبيح يوميا الاجواء اللبنانية وتخرق الخط الازرق ساعة يشاء آمر دورية اثناء تنفيذ مهمة لها على الحدود الفاصلة مع لبنان. وتخرق قوتها البحرية المياه اللبنانية وتعرض عضلاتها وتعتدي وتنصرف. وما يفعله الامين العام للامم المتحدة بان كي – مون هو تضمين ما يتلقاه من خروق اسرائيلية جنوباً في التقرير الدوري الذي يرفعه الى رئيس مجلس الامن.
ورأت مصادر قيادية في معرض استفسار " النهار" منها حول الرتابة والخفة في التعامل مع الخروق الاسرائيلية للقرار 1701 انه لا بدّ من الضغط الدولي عليها، ولا سيما الاميركي او الاميركي – الاوروبي لتغيير نمط التصرف الاسرائيلي المرفوض من جميع الفئات اللبنانية من دون استثناء.
واعتبرت ان الشكوى الى مجلس الامن تذهب الى الارشيف، ويدعو الامين العام في تقريره تل ابيب الى التقيد ببنود القرار. صحيح انه لا بد من تبليغ المجلس عن المخالفة الاسرائيلية، غير ان تراكم تلك الخروق وما يتبعها لم يردع اسرائيل ولم يجعلها تنسحب من الاجزاء الجنوبية التي لا تزال تحتلها. وعلى لبنان ان يطالب المجلس او على الاقل الدول الصديقة والمؤثرة ذات العضوية الدائمة لدى المجلس بانشاء مكتب او جهازا للنظر في الشكاوى على اسرائيل، علما ان قيادة الجيش في الجنوب مخولة الاتصال بقيادة "اليونيفيل" في مثل هذه الحالات لحل المشكلة التي من اجلها يخضع المرء لمعاكسات مع وصوله الى المكان الذي يقصده.
ومن المسلم به ان معظم تلك الخروق لم تؤد الى نتائج تمنع اسرائيل من تجديد خروقها. والادهى ان الدولة العبرية توسع حجم اعتداءاتها والولايات المتحدة الاميركية لا تمارس اي ضغط عليها من اجل وقف التعديات، بل يجب افهام اسرائيل بوجوب وقف الاعتداءات تمهيدا للانتقال الى اعلان وقف النار الذي بقي على حاله منذ حرب اسرائيل على لبنان .
ولا تكتفي اسرائيل بتعمد خرق القرار 1701 في الجنوب، بل انها نقلت دسائسها ضد اللبناني المنتشر في العالم، ولا سيما في عدد من الدول الافريقية التي تضم الآلاف من الجنوبيين، تنصب لهم اسرائيل المكائد مع الدول التي تستضيفهم من بعض افراد الجالية اليهودية في الدولة عينها، وتتهمهم انهم اعضاء في خلية تابعة لـ"حزب الله" وآخر المكائد في نيجيريا، باتهام ثلاثة من رجال الاعمال اللبنانيين بانهم اعضاء في خلية تابعة للحزب، وان هؤلاء يخططون لضرب مصالح اسرائيل في ابوجا وغيرها من المدن. جرت اتصالات بواسطة السفارة اللبنانية في نيجيريا هدفت الى اثبات براءة هؤلاء لكن الى الآن الثلاثة ما زالوا موقوفين اثر رفض المحكمة العليا في ابوجا امس الافراج عنهم بعدما نظرت في الدعوى التي اقاموها ضد وزارة العدل والمخابرات النيجيرية .
ولفتت مصادر ديبلوماسية لبنانية الى اصرار اسرائيل على تعقب اللبنانيين، وخصوصاً الجنوبيين، ليس فقط في الجنوب بل ايضا في دول الاغتراب وهذا ما يستدعي تشكيل جهاز يساعد السفارات اللبنانية في الخارج على متابعة اوضاع المنتشرين في عدد من الدول التي فيها يهود للحفاظ على مصالحهم ووقف إلصاق التهم باللبناني الشيعي في افريقيا او في سواها من الدول بانه ينتمي الى الحزب ويقتني السلاح للقيام بأعمال "ارهابية" كما يسمونها.
13/7/2013
في هذا الملف
تفاؤل جون كيري ليس في محله ..
سلامة العكور/الرأي الأردنية
لا تغرنّكم ابتسامات جون كيري
ياسر محجوب الحسين- (صحفي سوداني)-الشرق القطرية
لعنة عفوية على الفلسطينيين
ماهر ابو طير/الدستور الأردنية
تهويد الاقصى
د. موسـى الكـيـلاني/الراي الأردنية
ست تجارب ... وأربع حقائق
عريب الرنتاوي/الدستور الاردنية
لمن القرار في المرحلة الانتقالية؟
عصام نعمان/ الخليج الإماراتية
عيون وآذان (انذار أحمر عربي)
جهاد الخازن/الحياة
العرب على أبواب الربيع الثاني
عبد العزيز المقالح/الخليج الإماراتية
البندقية في سورية تضل طريقها
رأي القدس العربي
فتّش عن الانقلاب
حازم صاغيّة/ الحياة
إسرائيل تؤذي اللبناني في أفريقيا والشكاوى إلى مجلس الأمن من دون جدوى
خليل فليحان/النهار اللبنانية
تفاؤل جون كيري ليس في محله ..
سلامة العكور/الرأي الأردنية
من المنتظر أن يقوم وزير الخارجية الامريكي جون كيري بزيارة وشيكة للمنطقة من أجل العمل على استئناف المفاوضات الفلسطينية ـ الاسرائيلية . ولا ندري كيف سيضمن جون كيري استئناف المفاوضات في حين أن رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو يرفض بالمطلق وقف عمليات الاستيطان في القدس الشرقية ويوافق على وقفها مؤقتا في الضفة الغربية !..والأنكى أن نتنياهو يشترط اعتراف منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة ب «يهودية « دولة اسرائيل للقبول بالتفاوض حول الاراضي المحتلة في عدوان 5حزيران 1967 م!!..وهذا يعني اعتبار الفلسطينيين المقيمين في اراضي أل «48» جالية اجنبية يمكن إخراجها في عملية « ترانسفير « قصيرة الأمد أو بعيدة فالامر سيان .
ونتساءل حول أسباب تفاؤل جون كيري بإمكانية تحقيق تقدم ملموس في المفاوضات القادمة ؟!.. فهل هو يراهن على قبول الجانب الفلسطيني بشروط نتنياهو أم يراهن على احتمال تخلي الجانب الفلسطيني عن القدس الشرقية كي تكون الجزء الشرقي من عاصمة اسرائيل الموحدة ؟.. وهذا لن تستطيع أي قيادة فلسطينية لا اليوم ولا في المستقبل القبول به أبدا .. وهنا نقول أنه ما دام اليمين الاسرائيلي المتطرف هو الذي يحكم اسرائيل مدعوما من مجتمع اسرائيلي يميني وليس حريصا على تحقيق السلام ويسعى لاجبار الفلسطينيين على الاستسلام , فإن الحل السياسي للصراع سيظل على الرف أو مغيبا حتى أجل غير مسمى حتى لو جاء جون كيري للمنطقة ألف ألف مرة .
لقد حاولت الادارات الامريكية المتعاقبة على امتداد أكثر من نصف قرن إقناع الجانب الفلسطيني بمبادراتها التي تضمنت دائما شروط اسرائيل .. ومارست ضغوطا سياسية واقتصادية على الجانب الفلسطيني وعلى الدول العربية المعنية واستطاعت انتزاع تنازلات خطيرة لصالح اسرائيل ..لكنها فشلت بسبب التعنت الاسرائيلي في التوصل إلى حل مقبول ومعقول يقوم على اساس قرارات الشرعية الدولية .. فاسرائيل لا تزال تتنكر لقرارات مجلس الامن الدولي « 242 و338 «اللذين يقضيان بانسحابها من الاراضي الفلسطينية التي احتلتها في عدوانها في 5 حزيران 1967م..وليس ثمة شك في ان الانحياز الامريكي المطلق لإسرائيل وان الدعم العسكري والاقتصادي والتقني الامريكي لها كان ولا يزال وراء هذا الرفض الاسرائيلي للحل السياسي العادل والدائم للصراع ..لا سيما وان لاسرائيل أطماعا في الاراضي والمياه والثروات الفلسطينية والعربية وتحلم في تحقيقها ..لذلك دأبت على رفض كل مبادرات السلام بما في ذلك مبادرة السلام العربية التي تنطوي على تنازلات تنتقص كثيرا من الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني ..ولن يجبر اسرائيل على القبول بالسلام العادل والالتزام باستحقاقاته سوى لجوء الجانب الفلسطيني والعربي إلى إعداد القوة والتلويح جديا بها .. فهي لم تعترف بمنظمة التحرير والتفاوض معها إلا بعد انتفاضتين مجيدتين باسلتين ..ولن تلتزم باستحقاقات السلام إلا بعد تفجير انتفاضة ثالثة تنتشر في جميع أرجاء فلسطين من البحر إلى النهر.
ورحم الله الزعيم العربي الخالد جمال عبد الناصر الذي قال : « ما أخذ بالقوة لايسترد إلا بالقوة « ..لقد جرب الفلسطينيون والعرب المفاوضات العدمية لأكثر من نصف قرن ولم تصدع اسرائيل لاستحقاقات السلام العادل ..فليجربوا اللجوء إلى تعزيز قدراتهم القتالية امتثالا لقول الله تعالى «واعدوا لهم ما استطعتم من قوة .. ».
لا تغرنّكم ابتسامات جون كيري
ياسر محجوب الحسين- (صحفي سوداني)-الشرق القطرية
صحيح أن جون كيري وزير الخارجية الأمريكي قد تولى منصبه في الأول من فبراير الماضي، إلا أن الرجل معروف على الصعيدين، داخل أمريكا وخارجها، فقد كان مرشحا للحزب الديموقراطى لانتخابات الرئاسة في العام 2004 والتي خسرها لصالح الرئيس جورج بوش الأبن.. حركة كثيفة وجهود مستمرة يقوم بها الرجل في المنطقة العربية والإسلامية منذ تقلده منصبه الحالي.. لكن من ينتظرون خيراً من كيري فإنهم لن يحصدوا سوى ابتساماته الغامضة والخادعة.. ديدن الرجل أنه (يعطيك من طرف اللسان حلاوة ويروغ منك كما يروغ الثعلب).. للرجل قصص في السودان عندما كان رئيسا لجنة العلاقات الخارجية بالكونجرس الأمريكي.. الشهور التي سبقت الاستفتاء على فصل جنوب السودان شهدت زيارات مكوكية واطراء على مواقف الحكومة السودانية.. فما سرّ اللطف الذي نزل على كيري وجعله يهيم في (حب) الحكومة السودانية؟..كانت مهمة كيري تخدير الخرطوم بوعود التطبيع ورفع العقوبات حتى يمر الاستفتاء (بسلام) وأن تسكت الخرطوم.. حينها أشاد كيري بحكمة الرئيس البشير ولوّح برفع السودان من قائمة الارهاب.. كان عندما يتحدث الناس عن ضمانات لاستفتاء حر ونزيه تقوم القيامة ويُتهم من يطالب بتلك الضمانات بأنه يريد عرقلة الاستفتاء، بل والتنصل منه تماما.. ذلك الجو الارهابي كان أحد أهم أدوات تزوير الاستفتاء الذي نتج عنه انفصال جنوب السودان.. وبالفعل أنجز كيري مهمة فصل جنوب السودان وذهبت ابتساماته أدراج الغفلة.
اليوم يقوم كيري بجولات كثيرة في المنطقة العربية ويوزع ابتسامات أكثر دون أن ينجز ملفاً واحدة سواء فيما يتعلق بسوريا أو مصر، لأن غرق المنطقة في الفوضي مصلحة أمريكية وهي صاحبة نظرية الفوضى الخلاقة، وخلاقة لأنها تساعدها في إعادة رسم خريطة المنطقة خدمة للإستراتيجية الأمريكية التي ليس لها علاقة لا بالأمن والاستقرار ولا حتى بالديمقراطية.. تصف صحيفة يديعوت أحرنوت الإسرائيلية في تقرير لها بأنه (وسيط جاهل).. وتساءلت الصحيفة قائلة: (لماذا يعمل السيد كيري بجهد لتسهيل لقاء بين رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، ورئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس، في حين تضرب فوضى عارمة بأطنابها في كل من مصر وسوريا؟).. كيري صرح بأن الفلسطينيين والإسرائيليين "حققوا تقدما حقيقيا" باتجاه استئناف مباحثات السلام المباشرة بين الطرفين المتوقفة منذ نحو ثلاث سنوات.
في ابريل الماضي تحدث كيري عن أن ثروة الرئيس مبارك في أمريكا تجاوزت مبلغ 31.5 مليار دولار!!.. لكن ثوار (25) يناير تساءلوا لماذا صمتت أمريكا طوال هذه المدة ومخابراتها على علم تام بفساد المخلوع واسرته وشبكة نظامه؟!.. في ديسمبر من العام 2011 استقبل الدكتور محمد مرسي الرئيس المصري المعزول، ورئيس حزب الحرية والعدالة حينها، جون كيرى، برفقة آن باترسون السفيرة الأمريكية بالقاهرة وبحضور الدكتور عصام العريان، نائب رئيس الحزب، والدكتور محمد سعد الكتاتني الأمين العام للحزب.. كيري أكد لمرسي أنه لم يتفاجأ بتقدم حزب الحرية والعدالة للمشهد الانتخابي في مصر، مشيرا إلى احترامه للإرادة الشعبية في مصر.. اليوم وبعد الانقلاب العسكري ضد مرسي يؤكد كيري أن الولايات المتحدة ترفض بشكل قاطع المزاعم الكاذبة والتي لا أساس لها من الصحة من جانب البعض في مصر بأن بلاده تؤيد جماعة الإخوان المسلمين أو أي حزب سياسي أو حركة مصرية بعينها.. هل مازال البعض يقع في حبائل ابتسامات كيري؟!.
لعنة عفوية على الفلسطينيين
ماهر ابو طير/الدستور الأردنية
مؤسف جدا رفع صورة الرئيس المصري محمد مرسي على المسجد الاقصى،امس، باسم القدس والمقدسيين والفلسطينيين،الذين لا ينقصهم هم جديد فوق همومهم،التي تبدأ بالتهديدات للمسجد الاقصى، وتمتد الى قطاع غزة، وما يواجهه على خلفية الانقلاب العسكري في مصر.
هل يمتلك الشعب الفلسطيني ترف الغرق في وحل أزمة عربية جديدة، وماعلاقة المسجد الاقصى بالرئيس المصري، الذي لاحرره من أسره، ولا يصح توظيفه في معركة داخلية في مصر،مع اقرارنا ان ماحدث في مصر كان انقلابا عسكريا،والرئيس المعزول تم غدره علنا،لتبقى كل الازمة في نهاية المطاف مصرية،ولايصح سحب اثارها على فلسطين،من القدس الى غزة،ومابينهما من ضفة غربية؟!.
الذين رفعوا صورة الرئيس مرسي على المسجد الاقصى، يفتقدون الى البصيرة السياسية، لان هذا الموقف سيرتد سلبا على اهل غزة،الذين لم يسلموا من انتقامات وحصارات الحكم المصري البائد في عهد مبارك،ولا من قسوة المؤسسة الامنية والعسكرية في مصر في مراحل مختلفة، والذين رفعوا صورته،أضروا بالشعب الفلسطيني الذي يواجه كراهية من اتجاهات مصرية محددة.
هي نفس اللعنة التي نراها دائما، وسببها إما -العنتريات الزائفة- لبعض الفصائل،او بتخطيط مسبق من الاحتلال عبر بعض ادواته لحشد الكراهية ضد الفلسطينيين في كل مكان،وقد رأينا هذه الاخطاء الفادحة في مراحل مختلفة في لبنان والكويت والعراق وسورية ومصر.
كأن أحدا لايتعلم، لا من كلف رفع صورة صدام حسين في الضفة الغربية، ذات يوم، وما حملته الكويت من مشاعر ضد الفلسطينيين على خلفية هذا الموقف، ودفع الفلسطيني للثمن في الكويت والعراق في مراحل مختلفة،وهو ذات الثمن الذي دفعه الفلسطيني في سورية على خلفية المحنة السورية، والثمن الذي سيدفعه اذا سقط النظام، أو صمد في أزمته، كما الاثمان الاخرى في لبنان وغيرها، لان خصومة الفلسطيني باتت منتجا يتم انتاجه في كل المراحل!.
القدس والمقدسيون في احوج حالاتهم لدعم العرب، والزج بالقدس في صراع سياسي عربي في بلد عربي مراهقة كبيرة،لايخاف اصحابها،الله عز وجل،فهذا بيت من بيوت الله، لايصح اصلا رفع صورة لاي زعيم عربي عليه، مهما بلغ قدره، وقد كان الاولى عدم تحويله الى مرسم يرفع صور الزعماء، ولو كان هناك قائد يستحق ان يتم رفع رسمه عليه، لكان صلاح الدين الايوبي الذي حرره ذات يوم، وهو امر لم يحصل بطبيعة الحال.
ماعلاقة الاقصى بالانقلاب العسكري في مصر، حتى يتم توظيف المسجد والقدس في صراع عربي على السلطة، والى متى سيتم اللعب بالمقدس الديني والشعب الذي تحت الاحتلال في الصراعات العربية، وهل الذين رفعوا صورته بذريعة مساندته، حسبوا حسابا لفواتير الانتقام التي سنراها ضد اهل غزة وضد الفلسطينيين عموما في مصر، من جانب «الدولة العميقة» الاكثر ثباتا حتى الان، والاكثر نفوذا، وهو انتقام سيتبدى في اجراءات سيئة، فوق الاجراءات التي نراها هذه الايام.؟!
الذهنية العربية طرفية،ولاتتقبل التحليل الحيادي،وكل ما تؤمن به،اما ان تكون مع مرسي، واما ان تكون ضده، ولا تقبل هذه الذهنية ان تقول ان ما جرى في مصر كان انقلابا عسكريا وان الرئيس تم عزله زورا وبهتانا وفي ذات الوقت لا تقبل زج فلسطين والاقصى والقدس في هذا الصراع، والذي يعتبرك مع مرسي يفترض ان تقبل كل التصرفات الخاطئة بذريعة الدفاع عن مرسي من رفع صورته على الاقصى، وصولا الى اعلان النفير العام في الاردن نصرة لمرسي.
الشخصية المصرية الاكثر حساسية لهويتها بين العرب، والمصري يحتمل كل شيء، عدا تدخلك طرفا في ازماته، والذين قاموا بتوظيف الاقصى والقدس وادخالهما طرفا يصطف مع الرئيس مرسي، ارتكبوا خطيئة كبيرة ضد الفلسطينيين، ولعل السؤال الذي يطرح نفسه حول حق هؤلاء في توظيف المسجد الاسير في صراع عربي،يبقى مطروحا بقوة امام هول المشهد وسوء الحسابات،والخبث الخفي لزج الفلسطينيين في معركة عربية جديدة،يراد منها الانتقام من غزة وحماس وخنقهما من باب رد الفعل.
مسكينة فلسطين،التي يتم توظيفها في كل شقاق العرب ونفاقهم، ومذابحهم غير المقدسة،على يد نفر ينفذ اجندات غير نظيفة، او على يد من حسنت نواياهم، ولايقول لك احد حتى اليوم،هل حرر الرئيس المعزول القدس حتى يتم رفع صورته على المسجد الاقصى،ام ان كل القصة استدعاء لمزيد من لعنات العرب ضد الفلسطينيين، في ارث يتم تعظيمه في كل الدول العربية يؤدي الى استعداء الفلسطيني، والانتقام منه في كل المراحل؟!.
لم يتم رفع صورة الرئيس المعزول فوق مساجد القاهرة، من جانب انصاره، فبأي حق يتم رفع صورته على الاقصى، وتوظيف المسجد في صراع لا يبقي ولايذر، فالمسجد الاقصى ليس عضوا في تنظيم سياسي حتى يعلن موقفه من ازمة مصر، وعليكم ان ترحموا الشعب الفلسطيني من هذه الافخاخ التي يتم نصبها في كل الدول العربية المأزّمة.
الفلسطينيون خبروا لعنات عربية كثيرة، غير انهم هذه المرة امام لعنة مقدسة يتم انتاجها ظلما باسم المسجد الاقصى، اذا يقال للملايين المصرية التي وقفت ضد مرسي، ان المسجد الاقصى وأهله ضدكم!!.
تهويد الاقصى
د. موسـى الكـيـلاني/الراي الأردنية
بإشراف مباشر من الوزير الاسرائيلي ليبرمان , تبدأ يوم الاحد 14/ 7/ 2013 حملة شد الرحال الى الاقصى , حيث سينطلق آلاف المتشددين المتدينين من منطقة ميا شااريم في القدس ومن المستوطنات في قبر النبي يوسف و كريات ارباع , لنصب الخيام في المساحات الواقعة ما بين مسجد الصخرة المشرفة , وباحات الاقصى المبارك ,و للبقاء لمدة ثلاثة أيام , للصلاة ولاثبات الوجود السياسي , في تحدٍ صارخ للارادة العربية , وفي استهتار كامل للقرارات الدولية .
وعلى امتداد ثلاثة آلاف عام , لم يحاول الشعب اليهودى ان ينسى المعبد الاول الذي اقام الملك سليمان اعمدته « بوعز « تعزيزاً لكلمة الاله الواحد وشكراً للعلى الاعلى بعد أن حضرت اليه بلقيس ملكة العطور والطيب والزعفران , تتهادى في قصره على ممرات من زجاج جبال الخليل العاكس للصور.
وقد قام البابليون بتدمير المعبد وساقوا الشعب اليهودي أرقاء اسرى الى العراق الى ان حررهم « سايروس « كسرى ايران عقب انتصاره على البابليين بعد سبعين عاما من السبي ووفاءً للوعد الذي قطعه لعشيقته المقدسية التي اهداها له جنوده جاريةً لدى اقتحامهم قصور بابل .
وجاء حرق معبد الله ثانية عندما جاءت الجيوش الرومانية فاحرقت المدينة بكاملها عام 70 ميلادية وبقى الخراب يحيط باعمدة المعبد الى ان جاء الخليفة المسلم عمر بن الخطاب عام 638 (م ) وأمر بإزالة الانقاض والمخلفات من على تلك الربوة , وصلى بالمسلمين حيث كان المعراج.
يقول الحاخام اسرائيل أرييل في كتابه عن الهيكل الثالث ان كلمة الله قد استوطنت اعمدة الهيكل الموجودة تحت سطح الارض ولذا فانه تعالي يستجيب للدعاء بالقرب من ذلك المكان , ولذلك فقد جمع من صاحب اندية القمار والملاهي الليلية المليونير الامريكي موسكوفيتش الاموال اللازمة لاعادة بناء الهيكل الثالث على المساحات الواقعة ما بين المَسْجِديْن الاقصى والصخرة , لتكون السيادة ما فوق الارض للمسلمين , وما تحتها لليهود.
ومن هنا تتضح خطورة دعوة الوزير الاسرائيلي ليبرمان لشد الرحال الى حائط المبكى او الحائط الغربي او كما يعرفه العرب باسم حائط البراق , ولإقامة الخيام لمدة ثلاثة ايام في الباحة الواقعة ما بين المسجد الاقصى وقبة الصخرة المشرفة . وذلك تمهيداً لتثبيت ما يدعونه من حقوق نسجتها عقلية الاوهام والتخيلات والهلوسات التلمودية .
لقد اهابت مؤسسة القدس الدولية يوم 9/ 7/ 2013 بالجامعة العربية ورابطة العالم الاسلامي ومصر ان يمارسوا نفوذهم من خلال الامم المتحدة ومن خلال علاقاتهم السياسية مع الادارة الامريكية لمضاعفة الضغوط على الحكومة الاسرائيلية لتوعز بايقاف حملة الخيام في باحات الاقصى التي تستهدف تهويد المساجد والمعابد الاسلامية ولكن لقد اسمعت لو ناديت حياً , ولكن لا حياة لمن تنادي.
ست تجارب ... وأربع حقائق
عريب الرنتاوي/الدستور الاردنية
وفرت وقائع الأزمة المصرية، وسلوك الإخوان قبل وبعد “عزل” الرئيس محمد مرسي، الفرصة لمراجعة مواقف الإخوان وإعادة النظر بسلوكهم في عدد من الدول والمجتمعات العربية خلال السنوات العشر الفائتة (العراق، غزة، ليبيا، سوريا، تركيا وسوريا) ... ليتضح أن ثمة فجوة غائرة بين ظاهر الخطاب وباطنه، وأن الجماعة تختزن منسوباً عنفياً مثيراً للقلق، وأنها في سبيل الوصول إلى السلطة والاحتفاظ بها، مستعدة لإراقة الدماء والاستقواء بالأجنبي ومد يد التعاون مع “السلفية الجهادية”.
بعد ساعات من “عزل مرسي”، روّجت الجماعة أخباراً عن انشقاقات داخل قيادات الجيش المصري، و”تيار عريض” من ضباطه، يقفون بالمرصاد ضد السيسي و”انقلابه العسكري” ... وضجت منصة رابعة العدوية بالخطابات التحريضية ضد الجيش التي تحث على “التمرد” و”عدم إطاعة الأوامر” ... واستقبل الميدان ذاته، وبصيحات الله أكبر، من أسموه الضابط المنشق عن “الداخلية”، في لحظة تستحضر صورة “رياض الأسعد” ونواة الجيش السوري الحر ... ثم تتالت بعد ذلك المواقف والبيانات والفتاوى، من إخوان مصر وإخوانهم في الدول العربية، التي تحرض على الجيش المصري وتحث على تقسيمه وتفكيكه، بل و”تشرعن” التعرض لضباطه وجنوده ومراكزه، وبصورة تجعل من “إرهاب سيناء” أداة من الأدوات المشروعة للعودة إلى الحكم.
هذه هي الوجهة العامة لمواقف الإخوان وتصريحاتها وفتاوى شيوخهم، التي تخللتها -بالطبع- بعض التصريحات الخجولة التي يجهد أصحابها بحفظ “خط الرجعة” والإبقاء على “شعرة معاوية” مع المؤسسة العسكرية وبقية مؤسسات الدولة ومكونات المجتمع ... لكن لحظة غضب الإخوان وانفعالهم، أتاحت لنا التعرف -دفعة واحدة- على “مكنونات” ما يجري في صفوف وعقول قادة “التنظيم الحديدي” و”الخاص”، والعقلية الميليشياوية المزروعة عميقاً بوعي و”لاوعي” الجماعة.
الحدث المصري بسلميته، فتح أعيننا على أحداث الأمس القريب، لتتبع موقع “العنف” في خطاب الجماعة وتفكيرها ... ونبدأ بالعراق، حيث اصطف إخوانه خلف بول بريمر وعادوا إليه على ظهور دبابات الغزو الأمريكي، وتحالفت تيارات منهم مع “القاعدة” في مواجهة خصومهم في الحكم الجديد، وليس في مواجهة الأمريكان ... هذا يحدث الآن في سيناء، حيث تتكشف بعض وقائع “زواج المتعة” بين الإخوان والسلفية الجهادية ... أما في القاهرة، فالتقارير عن “العلاقة الغرامية” بين آن باترسون وقيادات الإخوان تزكم الأنوف، فضلاً عن التلويح بالعنف والشهادة وبذل الأرواح والدماء، الذي بات زاداً يومياً لمتحدثي “النهضة” و”رابعة العدوية”.
في ليبيا بعد ذلك، لم تختلف المواقف والتحالفات والأدوات التي اتخذها وانتهجها واستخدمها إخوان ليبيا في صراعهم مع القذافي ... مروراً بغزة وحكاية “الحسم/ الانقلاب” ... إلى أن وصلنا إلى سوريا، حيث تكشف سياسات الهيمنة والعسكرة والتسلح والاستقواء بالأطلسي وكل شياطين الأرض، طالما أن السلطة هي الهدف من قبل ومن بعد، وطالما أن “نهاية المطاف”، ستأتي بالإخوان إلى سدتها، مهما كان الثمن وغلت التضحيات ... وفي كل هذه التجارب، رأينا عمليات إلقاء الخصوم من على أسطح البنايات العالية، مضافاً إليها عمليات إطلاق النار على ركب المتظاهرين وأكل قلوب وكبود الأسرى، وإباحة دم الأنصار، إن كان المزيد منه، يكفي لتأليب العالم ضد الخصوم.
في تركيا، التي ورث “إخوانها” دوراً محورياً في حلف الأطلسي، ظننا أن الاحتفاظ بهذا الموقع والدور، أنما يأتي من باب “احترام الالتزامات المسبقة”، ورجحنا أن “العدالة والتنمية”، إنما يستبقي على دور التركيا الطليعي في الحلف، من باب “المصلحة الوطنية العليا”، وفي مسعى لتعظيمها ... لكن النشاط التركي الفائض لاستقدام الأطلسي إلى سوريا، ونشر الباتريوت واستعجال التدخل العسكري الدولي في الأزمة السورية، كشف عن “خفايا” الخطاب وعمق الاستعداد الكامنين في عقل وضمير “إخوان تركيا” ... بل أن حماستهم لوصول اخوانهم السوريين للسلطة، مع كل ما سيفتحه ذلك من أبواب، لتزعم المنطقة وفرض “الولاية السلطانية” عليها، دفعت الإخوان الأتراك، لمد يد المساعدة للقاعدة والنصرة والجهاديين ولكل أجهزة المخابرات في العالم، ولكل أنواع الأسلحة والمسلحين لاجتياز الحدود مع سوريا.
في العراق وليبيا وحتى سوريا، حاولنا أن نجد العذر للإخوان المسلمين في هذه الدول ... قلنا إنها تخضع لأنظمة دموية لا تعرف الرحمة ... وجيوش عقائدية تربت على “إلغاء الآخر” ... خشينا على بنغازي من “مجزرة” لا تبقي ولا تذر ... وعلى إسلاميي العراق من “حلبجة” و”أنفال” جديدتين، وعلى إخوان سوريا من “حماة ثانية” ... وعلى حماس من ميليشيات الدحلان وأطماعه الانقلابية وارتباطاته ... لكن كيف نفسر “توق” إخوان مصر للعسكرة والاستقواء بالجماعات “الجهادية” واستدعاء التدخل الأجنبي وتفكيك الجيش؟ ... كيف نفسر مواقف إخوان تركيا الأكثر حماسة للعسكرة و”الأطلسة” ومد اليد لكل إرهابيي العالم وجهادييه؟ ... كيف نفسر اندفاع أخوان “الدول الشقيقة” ومن ضمنها الأردن، لإطلاق الفتاوى والنداء بشق الجيش المصري وإدخال البلاد في حالة من الفوضى والخراب والحرب الأهلية، حتى يسترد إخوانهم “عرش مصر”؟ ... هل تستحق السلطة كل هذه التضحيات والمقامرات؟
الخلاصة: نكتشف الآن، عبر خمس أو ست تجارب إخوانية في أقل من عشر سنوات:
(1) ان”العنف وإراقة الدماء”، أمرٌ مجاز سياسياً وأخلاقياً و”شرعيا” للوصول إلى السلطة والاحتفاظ بها ... (2) ان المواقف المداهنة للجيوش والأجهزة الأمنية العربية، تندرج في سياق “التقّية” الانتهازية، لا أكثر ولا أقل، في حين تكمن تحت سطح هذه المواقف، أعمق مشاعر الكراهية ...
(3) ان “حبل الإخوان السري” فكرياً وسياسياً و”عملانيا” مع القاعدة والسلفية الجهادية، لم ينقطع رغم محاولات التمايز الزائفة والكاذبة ...
(4) الأهم من كل هذا وذاك أن الاستعانة بالجيوش الأجنبية والأساطيل والطائرات، التي عادةً ما يقال فيها إنها “كافرة” و”صليبية” أمرٌ مجاز شرعاً، ومقبول سياسياً وأخلاقياً، طالما أن الوصول إلى السلطة والاحتفاظ بها، هو الهدف و”نهاية المطاف”.
لمن القرار في المرحلة الانتقالية؟
عصام نعمان/ الخليج الإماراتية
ثمة قبول عام، مصرياً وعربياً ودولياً، بأن شعب مصر بأغلبيته الساحقة سحب ثقته بمحمد مرسي و”حكم الإخوان”، وأن القيادة العامة للقوات المسلحة ترجمت إرادة الشعب ببيانها الصادر في 3 يوليو/ تموز 2013 القاضي بتعطيل الدستور بشكل مؤقت، وتسمية رئيس المحكمة الدستورية العليا عدلي منصور رئيساً مؤقتاً للجمهورية، وتخويله صلاحية إصدار إعلانات دستورية، وتشكيل حكومة كفاءات للإشراف على الانتخابات البرلمانية، ولجنة لمراجعة التعديلات المقترحة على الدستور .
الرئيس المؤقت عدلي منصور أصدر إعلاناً دستورياً ليل الاثنين الماضي قضى بإجراء انتخابات برلمانية خلال ستة أشهر، والدعوة إلى انتخابات رئاسية خلال شهرين من تاريخ انتخاب مجلس النواب . وفي اليوم التالي، عيّن منصور وزير المال الأسبق في حكومة عصام شرف الدكتور حازم الببلاوي رئيساً لوزراء الحكومة الانتقالية، والمدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية الدكتور محمد البرادعي نائباً للرئيس للشؤون الخارجية .
الإعلان الدستوري كما القرار بتعيين الببلاوي والبرادعي قوبلا بتحفظات وانتقادات من قوى المعارضة الشعبية المعادية لمرسي و”حكم الإخوان” . زعيم حزب النور السلفي يونس مخيون رحب بتعيين الببلاوي، لكنه تحفظ على تعيين البرادعي، كما اعترض على الإعلان الدستوري بدعوى أن حزبه يرفض أن تكون اللجنة المنوط بها تعديل الدستور معيّنة من رئيس الجمهورية وغير منتخبة من الشعب، مشدداً على ضرورة اختيار اللجنة عن طريق مجلس النواب المنتخب . مخيون اعترض أيضاً على الطريقة التي جاء بها الإعلان الدستوري من حيث إعطاء رئيس الجمهورية الحق في إجراء تعديلات بنسبة مئة في المئة، الأمر الذي يشكّل “افتراء على الشرعية ومنحة من الحاكم لا نقبلها” .
حركة “تمرد” التي تقف وراء الاحتجاجات الشعبية الضخمة التي أطاحت مرسي، أبدت تحفظات على الإعلان الدستوري . الناطق باسمها محمود بدر قال إنه سيقدم اعتراضاته إلى الرئيس منصور، وأن البرادعي بالتعاون مع منى ذو الفقار وبعض الدستوريين يعدّون التعديلات المطلوب إدخالها على الإعلان الدستوري . كما أكد الحرص على إنجاح المرحلة الانتقالية حتى الانتهاء من تأليف الحكومة لمباشرة العمل سريعاً على رفع المعاناة عن المواطنين البسطاء من دون الإخلال بمبادئ الثورة وأهدافها .
تردد أيضاً أن لقادة جبهة الإنقاذ تحفظاتهم على الإعلان الدستوري .
تطرح الاعتراضات والتحفظات سالفة الذكر أسئلة سياسية وإجرائية: من هو صاحب القرار الفعلي خلال المرحلة الانتقالية؟ هل هو الرئيس منصور؟ أو هو منصور بالتشاور مع رئيس الوزراء والوزراء؟ هل هو الرئيس بالتشاور مع قادة حركات المعارضة الشعبية التي نجحت في إطاحة مرسي و”إخوانه”؟ أو هو القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول عبدالفتاح السيسي؟
من الواضح أن الرئيس منصور مَدين سياسياً للمعارضة الشعبية في اختياره رئيساً للجمهورية خلال المرحلة الانتقالية، وللفريق السيسي إجرائياً بترجمة إرادة شعب مصر إلى قرار نافذ يشكّل الأساس الدستوري للحكم الجديد الذي خَلَف “حكم الإخوان” . لذلك ينتظر قادة المعارضة الشعبية، كما الفريق السيسي، من الرئيس منصور أن يشاورهم في القضايا والقرارات الرئيسة التي تصدر عنه . غير أن تحفظات بعض قادة المعارضة تشير إلى أن منصور لم يشاورها في بعض الأمور المتعلقة بمضمون الإعلان الدستوري، كما بتعيين كلٍ من الببلاوي والبرادعي، فهل شاور السيسي؟
وحدةُ قوى المعارضة الشعبية كان لها الأثر الرئيس في حمل القيادة العامة للقوات المسلحة على الانحياز إلى أغلبية شعب مصر التي طالبت بإزاحة مرسي و”حكم الإخوان” . وبمقدار ما يحرص قادة المعارضة على وحدة الصف والتنسيق في ما بينهم، يؤثرون بفعالية في الرئيس منصور كما في القيادة العامة للقوات المسلحة . أما إذا أظهر قادة المعارضة الشعبية اختلافاتهم وخلافاتهم بشأن أهداف المرحلة الانتقالية وإجراءاتها، فإن منصور سيضطر إلى التشاور مع الفريق السيسي والأخذ برأيه .
من المعلوم أن المعارضة الشعبية تنطوي على تعددية واضحة، وأنها مكّونة من تيارين رئيسين، الأول عروبي ويساري وليبرالي، والثاني إسلامي بطابع سلفي غالب . لذلك من المنتظر أن تنشأ اختلافات بين قوى التيارين الرئيسين، وأن تنعكس تالياً على رئيس الجمهورية المؤقت وعلى القيادة العامة للقوات المسلحة . والمعوّل أنه في حال الاختلاف فإن دور القيادة العامة للقوات السملحة في المرحلة الانتقالية يصبح أكبر وأفعل . إلى ذلك، تسعى قوى خارجية نافذة إلى التأثير في أركان الحكم الانتقالي وفي مكّونات المعارضة الشعبية . فالولايات المتحدة تمارس سياسة مدروسة بأهدافٍ ثلاثة: الاعتراف بالحكم الجديد وبدور القوات المسلحة في تظهيره، ودعوة الجيش إلى توفير الأمن والاستقرار وعدم الانغماس في السياسة وتركها لأهلها، ودعوة الحكم الجديد إلى الانفتاح على الإخوان المسلمين وإشراكهم كما غيرهم في الحكومة الجديدة .
الاتحاد الأوروبي أعلن أن إزاحة مرسي لا تشكّل انقلاباً عسكرياً وأبدى استعداداً للتعاون مع الحكم الجديد .
دول الخليج، ولا سيما الإمارات العربية المتحدة والسعودية، قدّمت للحكم الجديد مساعدات مالية تربو على ثمانية مليارات دولار أمريكي .
روسيا والصين أبدتا ارتياحاً لإزاحة “حكم الإخوان”، وحذرتا من تدخلات خارجية قد تؤدي إلى حرب أهلية .
إيران تحفظت على “طريقة” إزاحة مرسي، لكنها أظهرت انفتاحاً على الحكم الجديد .
“إسرائيل” لم تحزن على زوال “حكم الإخوان” لكونه يؤدي إلى إضعاف حركة “حماس” في قطاع غزة .
غني عن البيان أن ما تتخذه القوى الخارجية من مواقف غالباً ما يكون له منظور استراتيجي، فالولايات المتحدة يهمها أن يبقى الجيش متماسكاً ليؤمّن لمصر الاستقرار بما في ذلك احترام معاهدة “السلام” المعقودة مع “إسرائيل” .
أياً كانت أهداف القوى الخارجية من وراء دعم الحكم الجديد أو ذمّه، فإن القوى الوطنية الحية في مصر مدعوة إلى اغتنام ثورة شعب مصر العظيم على “حكم الإخوان” الاستبدادي من أجل العمل على إقامة دولة مدنية ديمقراطية تحترم الأديان جميعاً، وتستلهم الإسلام في قيمه ومثله العليا، وترسي قواعد حكم القانون والمواطنة والعدالة والتنمية والإبداع الحضاري .
عيون وآذان (انذار أحمر عربي)
جهاد الخازن/الحياة اللندنية
في أيام الحرب الباردة كنا نسمع عن «إنذار أحمر» وهو أعلى درجات الإنذار ويعني قرب، أو احتمال، نشوب حرب نووية. اليوم الإنذار الأحمر يبقى، ولكن لمواجهة الإرهاب، وقد صدر توجيه رئاسي اميركي بهذا المعنى في 11/3/2002 رداً على إرهاب 11/9/2001، وعندما أسست وزارة الأمن الوطني في مطلع 2003، أصبح لدرجات خطر عمل إرهابي ألوان يُعرف بها.
وهكذا ففي احتمالات الإرهاب، أخضر بمعنى خفيف، وأزرق محدود، وأصفر عالٍ، وبرتقالي محتمل أكثر، وأحمر أعلى درجات الإنذار، عندما تكون هناك معلومات عن عمل إرهابي وشيك.
ما سبق مقدمة من عندي، ومقالي اليوم سببه تعليق ساخر على ألوان الإنذار اكتفى صاحبه بتناول دول غربية، فأبدأ بها نقلاً عنه، ثم أكمل بدول عربية.
البريطاني مشهور بمتانة أعصابه أو برودته، فلا شيء يهزه، بل ربما اعتبر فورة الأعصاب عيباً. وهكذا فدرجات الإنذار عنده هي منزعج ثم متضايق ثم غاضب قليلاً. والانكليزي لم يعرف الغضب الشديد إلا عندما تعرض للهجوم الجوي الالماني سنة 1940 ما قطع إمدادات الشاي الهندي والسيلاني عن البلاد. وقرأت أن آخر مرة غضب فيها الانكليزي قبل ذلك كانت في حريق لندن الكبير سنة 1666.
الفرنسي شهرته خسارة الحروب، وهكذا فدرجات الإنذار عنده هي: أهرب ثم اختبئ، ثم تعاون (إشارة الى تعاون فرنسيين كثيرين مع الاحتلال النازي في الحرب العالمية الثانية) ثم استسلم. الإيطالي مثل الفرنسي فشلاً في الحروب، وايطاليا لم تربح حرباً منذ سقوط الامبراطورية الرومانية قبل ألفي سنة، لذلك فدرجات الإنذار للطليان هي: اصرخ، ثم لوِّح بيديك محتجاً، ثم وَلوِل، وأخيراً أخرج من تحالفك وانضم الى الغزاة (إشارة الى انتقال ايطاليا من حلف المحور الى الحلفاء بعد قتل موسوليني).
الألماني أعلى قدرات عسكرية، ودرجات الإنذار عنده: أنكر (أنه يريد شنّ حرب)، ارتدِ ملابس عسكرية وردد أناشيد وطنية، أغز بلداً جاراً (كما فعل النازيون ببولندا)، اخسر (وهم خسروا الحربين العالميتين). قرأت درجات إنذار أخرى عند بلدان مثل إرلندا واستراليا، لها علاقة بشرب الخمر، وكانت في بلدان اميركية لاتينية تدور حول الرقص، أو السرقة في بلدان أخرى، وأتجاوزها لأنها تحتاج الى شرح كثير، وأنتقل الى البلدان العربية من دون أن أسمي أياً منها لأنني جهاد بن خازن ولست عنتر بن شداد.
عندنا 22 دولة عربية ودويلة، والإنذارات تتجاوز الألوان، ولعلها كلها تنتهي بدرجة: اقتل المعارضين، إلا أنني أسجلها مرة واحدة لتجنب التكرار. وهكذا:
دولة عربية أولى: هدد، هدد بصوت أعلى، أطلب حماية أميركية، اقتل المعارضين.
دولة ثانية: تجاهل الموضوع، قلل من أهميته، إلغِ النوم بعد الظهر، اتهم الصهيونية والاستعمار.
ثالثة: مش موجود، ارجع من لندن، حوِّل أموالك الى الخارج، أسجن العمال الأجانب.
رابعة: صلاة، مزيد من الصلاة، دعاء، التوبة.
خامسة: بتهون، ولا يهمك، إشاعات، خروف محشي.
سادسة: اتصل غداً، اتصل بعده، ما حصلش، هاجر الى اوروبا.
سابعة: اطرح الصوت، ارفع صوتك أكثر، يا أهل المروءة، ساعدونا ربنا يساعدكم.
ثامنة: انتظرناهم من الشرق، انتظرناهم من الغرب، انتظرناهم من فوق، صرنا تحت.
تاسعة: اكسر رأسهم، اطحن عظامهم، أفرّمْهم، استسلم.
وأستطيع أن أعطف على عاشرة، وعشرين، إلا أن الحال من بعضه، وشر البلية ما يُضحك.
العرب على أبواب الربيع الثاني
عبد العزيز المقالح/الخليج الإماراتية
يبدو أن الأقطار العربية قادمة على أكثر من ربيع، وأن أوضاعها المترجرجة، وغياب المشروع الوطني المرتبط أساساً بالمشروع القومي ما زال غائباً رغم مرور أكثر من قرن من الزمن على الإرهاصات فيه، وربما صار يبتعد أكثر فأكثر بعد أن أصبح لكل قطر عربي تاريخه وربيعه ورؤيته الإقليمية لذاته ولما حوله، لاسيما بعد أن ارتفع بصورة محمومة غير مسبوقة الشعار القطري المخيف “قطرنا أولاً”، وأولوية العناية بالقطر أو الإقليم الاهتمام به أولاً، لا يتناقض مع ما ينبغي أن يكون عليه حال النظر إلى القطر باعتباره جزءاً من أمة ومن وطن كبير . والخطورة الآتية من شعار “أولاً” أنه بدأ يأخذ مفهوماً إقليمياً ويدفع بكل قطر عربي إلى أن ينفض يديه من كل ما يتصل بالقضايا المشتركة التي تؤكد أن الأمة العربية واحدة وأن مشكلاتها لا يمكن أن تحل في إطار إقليمي منفصل، وقد أثبتت السنوات الطويلة الماضية أن انكفاء بعض الأقطار العربية على ذاتها، ووضع الحلول المطلوبة على مقاسها غير مجدٍ ولا يحل أي أشكال .
والصادم، بل الفاجع أننا لا ننظر ما حولنا وما إلى جوارنا من أمم وشعوب بدأت السير الحثيث نحو المستقبل في تكتل موحد يحاول أن يتناسى مكوناته العرقية واللغوية، وأقرب ما يكون إلينا دولتان إسلاميتان كبيرتان وناهضتان هما: تركيا وإيران . والدولتان من خلال التدقيق والتمحيص لا تمتلكان من التجانس اللغوي والعرقي والتاريخي ما يمتلكه العرب . الأرض الواحدة في تركيا وإيران هي الجامع بين عناصر الأمنية، وهي الموحّد لتوجهاتهما نحو البناء وتحدي الصعوبات الداخلية والخارجية . فلماذا العرب وحدهم ولهم كل هذه الإمكانات الباعثة على الاندماج والعمل المشترك يعانون حالة من التنافر وأحياناً التناحر؟ ولماذا ينظر إليهم الأصدقاء نظرة إشفاق في حين ينظر إليهم الأعداء نظرة ازدراء واستعداد للانقضاض والاحتواء؟ وهل لا يزال غائباً عن أذهان العقلاء من القادة أن السبب في شيوع هاتين النظرتين يعود إلى هذه الحالة من التمزق والتنكب عن طريق القوة والاعتماد على النفس؟
إن مشروع النهوض المعطّل والمنتظر في الأدراج منذ عشرات السنين ينادي بإلحاح في حين تؤكد مكوناته التاريخية والمعاصرة أنه هو الحل، وأن الربيع الواحد المشترك ربيع إعادة الأمة إلى كيانها الموحد على شكل ولايات أو أقاليم هو المدخل الصحيح لحماية الأقطار المبعثرة من أخطار التمزق ومن أخطار الجشع الذي تبديه الدول الطامعة تلك التي تعمل بحكمه الذئب الذي لا يأكل من الغنم إلاّ الشاردة والخارجة عن الحشد الذي تخشاه الذئاب ولا تفكر في الاقتراب منه . لقد بدا ما يسمى بالربيع العربي يتوالى من قطر عربي إلى آخر، وبدلاً من أن تتواصل مسيرته، وجدناه يغرق في صراعات ليست بعيدة من أصابع الأعداء، وهاهو ذا يبدأ في مصر العربية رحلته الثانية، ويصعب التكهن بمصيره مادام محصوراً في رؤية إقليمية تعطي ولاءها كله لمصر بعيداً عن محيطها العربي الذي كان قد أعطاها حق القيادة والريادة منذ خمسينات القرن المنصرم .
ولا يصح -والحديث في أغلبه عن الأربعة العربية- أن ننسى ذلك الابتهاج الذي بدا على وجوه أبناء الأمة في مشرقها ومغربها عندما بدأت سلسلة انتفاضات الربيع الأول، وكيف ظنت الأغلبية الوحدوية أنه بداية إلى استعادة الكرامة القومية المهدورة، وظنت الأغلبية المحرومة أنه بداية الطرق إلى العدالة الاجتماعية المفقودة . وظنت الأغلبية المقهورة أن ذلك الربيع بداية المنطلق الصحيح إلى الحرية التي طال انتظارها وطال شوق الناس إلى رؤيتها مجسدة في الأفعال لا في الأقوال وفي الحياة العامة لا في القصائد والمقالات والكتب، فالحرية هي رديف التنفس، وإيقاع الضوء الذي يجعلنا نرى الأشياء على حقيقتها من دون تزييف أو تزوير .
البندقية في سورية تضل طريقها
رأي القدس العربي
اتهام الجيش السوري الحر تنظيم ‘دولة الشام والعراق الاسلامية’ بقتل القائد الميداني للجيش الحر كمال حمامي، واعتبار مقتله اعلانا للحرب، ينذر بتصعيد كبير للفوضى في صفوف المعارضة السورية، وباستمرار حرب الاغتيالات والمعارك الدامية، وهو دليل على انحراف البوصلة في تحديد من هو العدو.
وكانت وسائل الاعلام الغربية ركزت خلال الايام الماضية على تزايد المناطق التي تسيطر عليها جماعات مرتبطة بتنظيم ‘القاعدة’، خاصة تنظيم ‘دولة الشام والعراق الاسلامية’.
وكان واضحا ان الجبهات المرتبطة بتنظيم ‘القاعدة’ لم تعان من اي نقص لا بالمال ولا بالعتاد، واستطاعت بقدرة المد العسكري ان تنفرد بمناطق صغيرة تقيم عليها امارات اسلامية، تفرض فيها قوانين الشريعة الاسلامية.
ظاهرة تعزيز وجود تنظيم ‘القاعدة’ في سورية ادت بلجنة الكونغرس الامريكي ولجنة الامن والاستخبارات في البرلمان البريطاني الى طلب اعادة النظر بتسليح المعارضة السورية خوفا من وصول هذه الاسلحة لتنظيم ‘القاعدة’ كما اعربت عن مخاوفها من خطر استغلال تنظيم ‘القاعدة’ للفوضى في سورية والتخطيط مستقبلا لهجمات على اهداف بالغرب، خاصة بعد انضمام العديد من الجهاديين من دول اوروبية الى الثورة السورية.
المخاوف في بريطانيا وامريكا وصلت لحد التحذير من امكانية وصول اسلحة كيماوية يملكها النظام لايدي الجهاديين، وتزامن ذلك مع اتهام روسيا للمعارضة باستخدام غاز السارين، علما ان معظم اجهزة الاستخبارات الغربية المتابعة للتطورات في سورية اكدت عدم وجود ادلة على ذلك.
ان اطالة امد الحرب وشح الموارد اديا الى تشظي المعارضة في ما كان هناك من يستعد لاستغلالها سواء تنظيم ‘القاعدة’ او دول واجهزة امنية. كما ادى تأخر وتلكؤ الدول الغربية في دعم الجيش السوري الحر الى تعزيز قوة تنظيم ‘دولة الشام والعراق الاسلامية’ في مناطق مقاتلي المعارضة الاخرى بما في ذلك مناطق جبهة النصرة، مما يعني ان قوات المعارضة المسلحة ستواجه القوات السورية وحلفاءها، وفي نفس الوقت ستقاتل التنظيمات الاسلامية المتشددة التي تتطلع لموطئ قدم يقربها ويساعدها على استكمال حربها مع الغرب.
هذه التطورات ستجعل من الصعوبة على المعارضة كسب ثقة الغرب، وما هو خطير في الجدل الدائر حاليا ان الدول الغربية تبحث عن اعذار وصيغ لاعادة الاعتماد على النظام السوري، باعتباره القوة الوحيدة الموجودة والمتماسكة بغرض مواجهته المجموعات المتطرفة.
وهذا يعني ان الدول الغربية قد تكون في مؤتمر جنيف 2 متساهلة في مسألة نقل السلطة والتنازل عن طلب تنحي الرئيس بشار الاسد.
للاسف كل هذه التطورات تعني ان امد الحرب سيطول، وان اعداد الضحايا ستتضاعف، والمؤسف اكثر انه وامام هذه التحديات، نجد الانقسامات والخلافات لم تعد بين الفصائل والجهات المتباعدة فقط، بل نجدها داخل الفصيل الواحد.
فتّش عن الانقلاب
حازم صاغيّة/ الحياة اللندنية
قد يكون هناك بعض الوجاهة في الانتقادات التي تُوجّه إلى إمارة قطر وإلى تضخّم دورها. لكنّ البائس أنّ أهل المشرق العربيّ حين يفعلون هذا، لا يفكّرون للحظة بالانهيار الذي تعرّضت له مراكزهم الكبرى الثلاثة، أي مصر والعراق وسوريّة، هي التي شكّلت، في العالم العربيّ، الحاضرات التي استقبلت التأثير الأوروبيّ والحديث واستدخلته إلى هذا الحدّ أو ذاك.
لقد حدث هذا في المشرق قبل المناطق الأخرى من العالم العربيّ، لكنّه، على ما يبدو، يتعرّض للانطواء قبل تلك المناطق. وهذا ما يملي نظرة نقديّة إلى الذات تتقدّم النظرة الاستهجانيّة لأدوار الآخرين، كائناً ما كان الرأي فيها.
بل ربّما جاز القول إنّ رائد النظرة هذه كان صدّام حسين. فهو دفعها إلى سويّة الاحتلال المباشر، على ما جرى حينما غزا الكويت، مؤسّساً ومكرّساً نوعاً من القطيعة بين المشرق والخليج لم تعرفه مناطق العالم العربيّ من قبل.
والأساس في ما نعيشه اليوم من تقويض المراكز الثلاثة، المصريّ والسوريّ والعراقيّ، هو الانقلاب العسكريّ الذي كانت تلك المراكز سبّاقة إليه. ففي 1936 بدأ الانقلاب في العراق على يد الضابط بكر صدقي الذي ارتكب، قبل ثلاث سنوات فحسب، مجزرة الأشوريّين. وفي 1941 كان انقلاب «المربّع الذهبيّ» ورشيد عالي الكيلاني الذي أطلق المناخ الذي توّجه «الفرهود»، أوّل بوغروم في العالم الإسلاميّ ينزل باليهود. أمّا في 1958 فكان الانقلاب الجمهوريّ المسمّى ثورة، تلاه انقلابان في 1963 أوّلهما جاء بالبعث إلى السلطة والثاني أزاحه عنها، وصولاً إلى انقلاب 1968 الذي أعاد البعث وأنجب صدّام حسين التكريتي. منذ ذلك التاريخ حتّى 2003 والعراق «عراق صدّام». وفي سوريّة التي لم تتأخّر كثيراً، شهد العام 1949 ثلاثة انقلابات جاءت، على التوالي، بحسني الزعيم وسامي الحنّاوي وأديب الشيشكلي، ثمّ قام الأخير بانقلاب ثانٍ عزّز فيه سلطاته، حتّى إذا أطيح، أواسط الخمسينات، حكمت سوريّة طغمة عسكريّة تخفّت وراء واجهة مدنيّة قبل أن تسلّم البلد إلى مصر. بعد ذاك قُوّض عهد الوحدة (1958-1961) بانقلاب تلاه انقلاب، إلى أن وصل البعض إلى السلطة بانقلاب آخر في 1963، وفي 1966 انقلب بعثيّون على بعثيّين، ثمّ في 1970 انقلب حافظ الأسد على باقي رفاقه وصارت البلاد «سوريّة الأسد».
أمّا مصر التي عرفت انقلاباً واحداً في تمّوز (يوليو) 1952، وهو كان السبّاق في تقديم العمل التآمريّ بوصفه «ثورةً»، فحكمها المجمّع العسكريّ حتّى ثورة كانون الثاني (يناير) 2011. ومن داخل الانقلاب التأسيسيّ كانت تحدث «انقلابات» متتالية في التوجّه السياسيّ لا تسندها أيّة استشارة لرأي الشعب، كأنْ يتحوّل السادات عن النهج الناصريّ، أو أن يتحوّل مبارك عن النهج الساداتيّ.
في هذه الغضون صارت المجتمعات المشرقيّة بيوتاً كبرى للكبت والتصحير السياسيّين، وللانقطاعات الاجتماعيّة، ولهجرة الكفاءات وتردّي القدرة على مواكبة ما يجدّ في العالم، لا سيّما مع العولمة وتزايد اعتماد الاقتصاد على المبادرة الفرديّة الحرّة. وسجّلت المنطقة المذكورة نسبة مرتفعة جدّاً في الحروب الباهظة الكلفة، ليس فقط في المواجهات مع إسرائيل، المباشرة منها في مصر وسوريّة، والمداورة عبر لبنان، بل أيضاً في اليمن (مصر) وفي الكويت وإيران (العراق).
وعلى العموم، صار الحديث عن «دور رياديّ» تلعبه بلدان المشرق تمريناً على كلام منتفخ وموروث، من دون أن تكون أيّة منطقة أخرى في العالم العربيّ قادرة على ممارسة هذا «الدور الرياديّ» الذي تتراجع الحاجة إليه أصلاً. لكنْ بدل أن نهجو الانقلاب، رحنا نهجو «مدن الملح» وطبعاً أميركا. وما زلنا نحتفظ للانقلاب بطاقة من التسامح فجّرناها قبل أيّام في القاهرة.
إسرائيل تؤذي اللبناني في أفريقيا والشكاوى إلى مجلس الأمن من دون جدوى
خليل فليحان/النهار اللبنانية
تهاون المجتمع الدولي مع الاستفزازات الاسرائيلية هو الذي جعل الدولة العبرية تخرق القرار 1701 وتلك التي صدرت قبله عن مجلس الامن، وهذا ما جعلها تستبيح يوميا الاجواء اللبنانية وتخرق الخط الازرق ساعة يشاء آمر دورية اثناء تنفيذ مهمة لها على الحدود الفاصلة مع لبنان. وتخرق قوتها البحرية المياه اللبنانية وتعرض عضلاتها وتعتدي وتنصرف. وما يفعله الامين العام للامم المتحدة بان كي – مون هو تضمين ما يتلقاه من خروق اسرائيلية جنوباً في التقرير الدوري الذي يرفعه الى رئيس مجلس الامن.
ورأت مصادر قيادية في معرض استفسار " النهار" منها حول الرتابة والخفة في التعامل مع الخروق الاسرائيلية للقرار 1701 انه لا بدّ من الضغط الدولي عليها، ولا سيما الاميركي او الاميركي – الاوروبي لتغيير نمط التصرف الاسرائيلي المرفوض من جميع الفئات اللبنانية من دون استثناء.
واعتبرت ان الشكوى الى مجلس الامن تذهب الى الارشيف، ويدعو الامين العام في تقريره تل ابيب الى التقيد ببنود القرار. صحيح انه لا بد من تبليغ المجلس عن المخالفة الاسرائيلية، غير ان تراكم تلك الخروق وما يتبعها لم يردع اسرائيل ولم يجعلها تنسحب من الاجزاء الجنوبية التي لا تزال تحتلها. وعلى لبنان ان يطالب المجلس او على الاقل الدول الصديقة والمؤثرة ذات العضوية الدائمة لدى المجلس بانشاء مكتب او جهازا للنظر في الشكاوى على اسرائيل، علما ان قيادة الجيش في الجنوب مخولة الاتصال بقيادة "اليونيفيل" في مثل هذه الحالات لحل المشكلة التي من اجلها يخضع المرء لمعاكسات مع وصوله الى المكان الذي يقصده.
ومن المسلم به ان معظم تلك الخروق لم تؤد الى نتائج تمنع اسرائيل من تجديد خروقها. والادهى ان الدولة العبرية توسع حجم اعتداءاتها والولايات المتحدة الاميركية لا تمارس اي ضغط عليها من اجل وقف التعديات، بل يجب افهام اسرائيل بوجوب وقف الاعتداءات تمهيدا للانتقال الى اعلان وقف النار الذي بقي على حاله منذ حرب اسرائيل على لبنان .
ولا تكتفي اسرائيل بتعمد خرق القرار 1701 في الجنوب، بل انها نقلت دسائسها ضد اللبناني المنتشر في العالم، ولا سيما في عدد من الدول الافريقية التي تضم الآلاف من الجنوبيين، تنصب لهم اسرائيل المكائد مع الدول التي تستضيفهم من بعض افراد الجالية اليهودية في الدولة عينها، وتتهمهم انهم اعضاء في خلية تابعة لـ"حزب الله" وآخر المكائد في نيجيريا، باتهام ثلاثة من رجال الاعمال اللبنانيين بانهم اعضاء في خلية تابعة للحزب، وان هؤلاء يخططون لضرب مصالح اسرائيل في ابوجا وغيرها من المدن. جرت اتصالات بواسطة السفارة اللبنانية في نيجيريا هدفت الى اثبات براءة هؤلاء لكن الى الآن الثلاثة ما زالوا موقوفين اثر رفض المحكمة العليا في ابوجا امس الافراج عنهم بعدما نظرت في الدعوى التي اقاموها ضد وزارة العدل والمخابرات النيجيرية .
ولفتت مصادر ديبلوماسية لبنانية الى اصرار اسرائيل على تعقب اللبنانيين، وخصوصاً الجنوبيين، ليس فقط في الجنوب بل ايضا في دول الاغتراب وهذا ما يستدعي تشكيل جهاز يساعد السفارات اللبنانية في الخارج على متابعة اوضاع المنتشرين في عدد من الدول التي فيها يهود للحفاظ على مصالحهم ووقف إلصاق التهم باللبناني الشيعي في افريقيا او في سواها من الدول بانه ينتمي الى الحزب ويقتني السلاح للقيام بأعمال "ارهابية" كما يسمونها.