المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اقلام واراء عربي 451



Haneen
2013-07-17, 11:41 AM
اقلام واراء عربي 451
16/7/2013

في هذا الملف
«فلسطنة» أولويات حماس
عريب الرنتاوي/الدستور الأردنية
القدس تنزف تحت الادانات
جهاد سليم الزغير/القدس العربي
نتنياهو يحاول إعادة توجيه الأنظار نحو إيران
حلمي موسى/السفير
هل ينفذ الاسد تهديداته لاسرائيل؟
رأي القدس العربي
مصر: مسيرة «الإخوان» التاريخية ضد الديمقراطية
غسان الإمام/الشرق الأوسط
مراجعة إخوانيّة؟
حازم صاغيّة/الحياة اللندنية
«ياخونت».. والتحالف التركي الاسرائيلي!
محمد خروب/الرأي العام
إسرائيل تضرب سوريا.. والعرب نيام
رومان حداد/الرأي الأردنية
الاخوان من ايران الى لبنان
احمد عياش/النهار اللبنانية
جائزة فى الغباء للإخوان!
سليمان جودة/المصري اليوم
اللى ميعرفشى يقول أسامة ياسين
حمدي رزق/المصري اليوم
هل يلجأ الإخوان إلى العنف؟
عماد الدين حسين/الشروق المصرية
الانتصار الحقيقي في مصر
صالح عوض/الشروق الجزائرية



«فلسطنة» أولويات حماس
عريب الرنتاوي/الدستور الأردنية
نشرت صحيفة السفير اللبنانية قبل يومين، تقريراً مقتضباً للصديق قاسم قصير، تحدث فيه (من موقع العارف) عن اتصالات تجريها حركة حماس وجماعات إسلامية أخرى، بهدف “لملمة شتات الحالة الإسلامية” في لبنان ابتداءً، وربما في المنطقة استتباعاً ... وهي اتصالات وتحركات، أوجبتها التطورات في مصر، وما سبقها من أحداث في لبنان (عبرا والمربع الأمني للأسير).
أما صحف الأمس، فقد أوردت تصريحات للقيادي في حماس، صلاح البردويل، نفى فيها أن تكون القاهرة قد شهدت اجتماعات مؤخراً بين فتح وحماس من أجل استكمال البحث في قضية المصالحة، رادّاً ذلك إلى انشغال مصر بأزمتها الداخلية، وانصراف الرئيس الفلسطيني في تعقب وتتبع الفصول المتلاحقة من مهمة الوزير الأمريكي جون كيري.
استعادة الثقة بين “الحالات والجماعات” الإسلامية من جهة، واستكمال مسار المصالحة الفلسطينية، مساران مهمان، لا شك أن قيادة حرك حماس بعد زلزال الثلاثين من يونيو، توليهما اهتماماً مركزاً ... لكن المؤشرات (التقديرات) تشي بأن الحركة منصرفة لترتيب أوضاعها الإقليمية وتحالفاتها القديمة – الجديدة، وأن هذا المسار يحظى بأولوية في تفكير الحركة واهتماماتها، فيما مسار المصالحة واستعادة الوحدة، فمركون واقعياً لأوقات أخرى وظروف أفضل ... وربما ثمة من يقول من داخل الحركة، بصوت خافت أو مسموع: ليس مسموحاً أن نذهب للمصالحة في ظل اختلال في موازين القوى، وأن استعادة هذا التوازن وتلك الموازين، أمرٌ مقدمٌ على استئناف جهود المصالحة واستعادة الوحدة.
مثل هذا التفكير الذي تشي به مواقف البعض وتصريحاتهم (والأهم سلوك الحركة)، يضع مسألة المصالحة في مأزق كبير، ويجعل منها ملفاً مرجئاً دوماً، ومركوناً على أعلى رف ... فالمصالحة مؤجّلة إن كانت حماس في ذروة صعودها إقليمياً، طالما أن فرصة “أكل الكعكة” كاملة متاحة ... وهي مرجأة حين تكون تحالفات الحركة الإقليمية في أصعب حالات هبوطها خشية “الخروج من المولد بحبات قليلة من الحمص” ... متى ستكون المصالحة ملائمة وراهنة إذا؟ ... ومتى ستقتنع الأطراف الفلسطينية الرئيسة، حماس وفتح كذلك، بأن المصالحة ليست “خياراً صفرياً”، بل هي “لعبة رابح – رابح”؟
ومثل هذا التفكير، يشفُّ عن عقلية قديمة جديدة في العمل الوطني والإسلامي الفلسطيني، تقوم على الاستقواء باللاعبين الكبار في الخارج، من عواصم وقوى إقليمية ودولية، لإحداث التوازن أو التغلب على الأخ والشريك والرفيق في “الداخل” ... لعبة مارستها الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين عندما كانت قطب المعارضة الداخلية الرئيس لقيادة منظمة التحرير، حيث حرصت الجبهة على الدوام، على معادلة النفوذ المهيمن لفتح وياسر عرفات على المنظمة، من خلال علاقات متميزة مع جمال عبد الناصر، ومن بعده القذافي وصدام حسين وحافظ الأسد، ودائماً تحت شعار “البعد القومي” للقضية الفلسطينية.
الآن، ومن موقعها كقطب ثانٍ على الساحة الفلسطينية، تمارس حماس اللعبة ذاتها تقريباً ... وتتنقل في رهاناتها الخارجية بين عواصم عدة، كانت دمشق وطهران والضاحية الجنوبية أبرزها زمن تصدر شعار المقاومة، وأصبحت الدوحة وأنقرة وقاهرة (مرسي) تحتل المكانة ذاتها زمن ربيع العرب وصعود إسلامهم السياسي، أما الذريعة الجديدة هذه المرة، فتتمثل في “البعد الإسلامي” للقضية الفلسطينية.
ماذا عن البعد الوطني المُؤسس للقضية الفلسطينية؟
مثل هذا السؤال، لم يحظ بكثير من عناء التيار القومي الفلسطيني وتفرعاته من قبل، وهو لا يحظى اليوم بالاهتمام المطلوب من “التيار الإسلامي” الفلسطيني وتفرعاته العديدة كذلك ... لذلك يرتفع منسوب التشاؤم في تقدم مسار المصالحة الوطنية على مسارات “ترميم التحالفات الإقليمية”، مع الحلفاء والأصدقاء، القدامى منهم والجدد.
لا نختلف مع البردويل عندما قال بأولوية المفاوضات على المصالحة في تفكير القيادة الفلسطينية ... لكننا في المقابل، لا نرى المصالحة أولوية أولى في تفكير حماس، حركة وحكومة ... وفي ظني أن أحداث مصر، وما شهدته من سقوط لحكم الإخوان والاستراتيجيات التي بنيت على استدامته، لن يسرّع بالضرورة مسار المصالحة، بل ربما يضعها في آخر قائمة “المهام المؤجّلة” بانتظار انبلاج صورة أوضح للتطورات في الإقليم من حولنا ... فأية مقامرة بالذهاب إلى المصالحة وما قد يستتبعها من إجراءات وخطوات (الانتخابات مثلاً)، قد تكون نتائجه سيئة لحماس، بل وقد نجد أنفسنا أمام “سيناريو 30 من يونيو معدلاً” في قطاع غزة، ولقد أظهرت وقائع عديدة في القطاع المحاصر، أن حركة حماس، تعاني قبل الثلاثين من يونيو، من أزمة علاقة مع أهل القطاع، بدءاً بمهرجان انطلاقة فتح، الذي كان بمثابة (30 يونيو غزاوي مبكر)، وانتهاء بمهرجانات استقبال الشاب محمد عسّاف، الذي أجبر حكومة حماس على تغيير موقفها ومقاربتها من الرجل وجمهوره العريض.
خلاصة القول، أن من المهم لحماس أن تسعى في ترميم ما تشاء من علاقات وتحالفات مع دول وعواصم وجماعات وجمعيات، في شتى أرجاء الأرض ... لكن الأهم لها، وللقضية الفلسطينية أولاً، هو أن تضع موضوع المصالحة في صدارة أهدافها ... وأن تعيد الاعتبار لـ “المكون الوطني” في خطابها وأهدافها وأولوياتها، بدل أن تغرق عميقاً في أجندة “التمكين” ومقررات التنظيم الدولي واجتماعات إسطنبول الأخيرة.
وإذا كان المطلوب اليوم، إخوانياً، هو تمصير جماعة الإخوان بعد فشل مشروع “أخونة” مصر، وفقاً لعبد الحليم قنديل، فإنه من باب أولى أن ندعو حماس لمزيد من “الفلسطنة” بعد أن منيت مشاريع “الأخونة” و”الأسلمة” بضربات شديدة، وبدا أنها تجر المنطقة إلى سلسلة من الانقسامات والتداعيات لا نعرف كيف ستنتهي ومتى.


القدس تنزف تحت الادانات
جهاد سليم الزغير/القدس العربي
نسمع كل يوم عبر وسائل الاعلام العربية والاسلامية الادانات والشعارات.. لكن الإسرائيليين وحلفائهم اصبح عندهم مناعة لم تؤثر بهم تلك الادانات.. هناك مقولة عن العرب انهم ينسون وإذا اقروا شيئا لا ينفذون لان حلفاءهم لا يوافقون.. اما إداناتهم فهي خجولة وأفعالهم مبتورة، الاعلام عندهم ليس الا لرفع العتب امام شعوبهم، والادانات تودع في رصيد بنوك الادانات العربية، عجبا لمن يعيش تحت املاءات الدول وتحت طائلة التهديد بقطع معونات او تجميد الارصدة؟
لا ندري لماذا تتنصل امتنا من المسؤوليات الاخلاقية تجاه شعب فلسطين الذي ضحى بالكثير من اجل ان يحافظ على كرامة الامة ورصيدها التاريخي، المدينة المقدسة يطويها النسيان في خضم الاحداث المشتعلة بالعالم العربي، مما يفسح المجال وبشكل واضح للمخططات الاسرائيلية دون محاسبة او حتى تنديد.. بالأمس اقتحامات من قبل المجندات الاسرائيليات للمسجد الاقصى وقبلها اقتحامات من اعضاء كنيست متطرفين وغيرها من الاقتحامات اليومية التي تشرف عليها الشرطة والمخابرات الاسرائيلية غير مكترثين بالوصاية الملكية الاردنية على الاقصى.. نتساءل اين الاعلام العربي من كل هذه الاحداث؟ الاقصى حقيقة هو في خطر وقد نبه لهذا الامر الكثير من الشخصيات الدينية والاعتبارية بالقدس وطالبو اصحاب النفوذ والاختصاص في السلطة الوطنية والأردن والدول العربية كي يقوموا بفعل ما حفاظا على هذا المسجد الحزين.
المدينة الصامدة مدينة القدس العربية التي تفتخر بعروبتها احجارها اشجارها تفوح بروائح التاريخ التي تشهد على انها عربية، لكن الحملة الشرسة من اليهود تسارع الزمن لأنهم ادركوا ان الزمن ليس بصالحهم، مما جعلهم يمارسون شتى الطرق لتهويد الارض والإنسان وتحويل قبلة المسلمين الاولى المسجد الاقصى المبارك الى هيكل مزعوم مبني على الاباطيل والأساطير.. يدنس ويستباح ولا يجد من يرد عنه الاذى، سوى الادانات التي لم تأت بثمار ولا تحرك ساكنا، فوالله لو قدر لهذا المسجد ان ينطق لقال لكم، كفى يا امة المليار ونصف (كُلُّ المَساجِدِ طُهِّرتْ.. وأنَا عَلَى شَرفِي أُدَنسْ).
ان الصلوات التلمودية والاقتحامات اليومية للمسجد الاقصى لم تثن المقدسيين من الصلاة في رحابه والتشبث بترابه، المقدسيون هم من يتفردون بالدفاع عن القدس والاقصى، لا ندري هل العرب والمسلمون لا يزال بعضهم يعرف شيئا عن الاقصى؟ ألم يتذكروا عذابات والآلام شعب يرزح تحت الاحتلال اكثر من 60 عاما؟ ام ان انتهاكات الاسرائيليين تتلاشى من اذهانهم في خضم الاحداث العابرة. يتساءل المقدسيون ماذا سيفعل العرب والمسلمون اذا ما نفذ اليهود حلمهم بهدم الاقصى المبارك – لا سمح الله – وانشاء الهيكل المزعوم؟
هل سيستعيضون عنه بمكة والمدينة، عذرا يا سيدي يا رسول الله العرب والمسلمون لم يعد مسراك يهمهم، اجنداتهم حافلة بمواعيد اللقاءات والمؤتمرات وثوراتهم قد اشغلتهم، يصرفون المليارات على التوافه.. وعند الحديث عن القدس تتلاشى الارقام وتصم الآذان.. وتبقى الادانات الخجولة، همهم المحافظة على كياناتهم الهشة وطموحهم توريث ابنائهم. العروبة لم تعد توحدهم والاسلام لم يعد سوى طقوس من العبادات فارغة من المضمون بالنسبة لهم.
المقدسيون يتصدون برباطهم في المسجد الاقصى، وسلطات الاحتلال تصعد بلا هوادة، الاحتلال يجرم من يرفع الصوت بالتهليل (كلمة لا اله إلا الله) وتنسب له تهمة وجريمة، فكم من طلبة العلم في المسجد الاقصى نساء ورجال تم اعتقالهم لمجرد التكبير في وجهة المستوطنين داخل باحات المسجد الاقصى. عذرا يا سادة اداناتكم لم تخرج الاحتلال وبعدكم عن الاقصى هو فرصتهم لبناء الهيكل المزعوم.
اين اصحاب الجلالة ممن وعدوا بصرف المليارات للمدينة الحزينة لم نسمع لهم صوتا؟! نأمل ان لا يكون سكوتهم مقصودا فنحن نعاتب ابناء جلدتنا ولا نطلب من غيرهم.. لا نريد ان تكون ملياراتكم ارقاما على ورق.. انتم في شهر الخير وإخوانكم في المدينة المقدسة في امس الحاجة اليكم، فمهما كان الامر سيبقون هم عنفوان الدفاع عن كرامة الامة وكرامتكم.
المقدسيون في ارقام الاحصاء الاقتصادي فقراء.. المنظمات الحقوقية رصدت ان 77 ‘ منهم يعيش دون خط الفقر ولكنهم اعفاء تحسبونهم اغنياء لا يسألونكم عطاء من اجل مصالحهم الخاصة، يدركون ان استنزافهم في القدس يعني سقوط القبلة الاولى للمسلمين، هم يريدونكم ان تشدو على ايدهم.. الإدانات الرنانة لم ترجع الحق لأهلة، القرارات الجريئة هي السبيل.. نحن لا نريد تجييش الشعوب لتحرير الاقصى نريد مواقف يحسب لها عند حلفاء اسرائيل، لان العالم اليوم تحكمه المصالح الاقتصادية والعرب بثروتهم ونفوذهم يستطيعون ان يؤثروا على صانع القرار في البيت الابيض، ليتكم مرة واحدة تكونون على قدر المسؤولية لان التاريخ لن يرحمك.

نتنياهو يحاول إعادة توجيه الأنظار نحو إيران
حلمي موسى/السفير
شنّ رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو من جديد حملة على إيران بهدف إعادة وضع خطرها النووي على رأس سلم الاهتمامات الدولية. واختار نتنياهو تدشين الحملة في مستهل جلسة حكومته الأسبوعية أمس الأول، وفي مقابلة أجراها مع محطة تلفزيونية أميركية قال فيها إنه يعتزم الهجوم على إيران قبل فوات الأوان إذا ما تجاوزت الخط الأحمر الإسرائيلي. غير أن مصدراً سياسياً إسرائيلياً، أكد أن الهجوم على إيران لم يعد على جدول الأعمال الإسرائيلي.
وكانت التقديرات قد أشارت إلى ابتعاد إسرائيل عن التهديد بضرب إيران إثر التطورات الأخيرة في المنطقة ونتائج الانتخابات الإيرانية. فقد تراجع الدور الإيراني جراء وقوف الكثير من الدول العربية ضد إيران وبسبب الحرب الأهلية في سوريا. وتراجعت أهمية التهديدات الإسرائيلية بضربة عسكرية لإيران أو لحث الولايات المتحدة على توجيه هذ الضربة بعد انتخاب حسن روحاني رئيساً للجمهورية الإسلامية. ويعتقد أن جانباً من حملة نتنياهو المتجددة على إيران تنبع من الخشية أن تقود التطورات الأخيرة وانتخاب روحاني إلى تخفيف العقوبات الغربية على طهران.
ولكن تهديدات نتنياهو الأخيرة تبدو لدى البعض، وكأنها من دون رصيد في ظل الوضع الدولي من جهة وتقليص ميزانية الدفاع الإسرائيلية من جهة أخرى. وربما أن الإشارة الوحيدة لصالح نتنياهو في هذا الشأن هي التجربة التي أجريت قبل أيام على محرك صاروخي يعتقد أنه لطراز «أريحا 3»، الذي يقال إن مداه سبعة آلاف كيلومتر. واعتبرت بعض الأوساط الإسرائيلية أن إجراء التجربة فيها نوع من الإشارة لأميركا وإيران باستعدادات إسرائيلية لا تنقطع برغم إخراج وحدات جوية وبحرية من الخدمة العسكرية الإسرائيلية.
وفي كل حال، فإن «معاريف» نشرت على لسان مصدر سياسي رفيع المستوى قوله إن الخيار العسكري الاسرائيلي ضد المنشآت النووية الإيرانية شُطب عملياً من جدول الاعمال. وأضاف هذا المصدر أن القيادة العسكرية والسياسية في اسرائيل ليست مصممة بما فيه الكفاية على قيادة خطوة جريئة من هذا النوع، مشيراً إلى أن المؤسسة العسكرية لم تقترح خططاً تسمح بوقف المشروع النووي الايراني بوسائل عسكرية.
وتتعارض هذه الأقوال مع تصريحات نتنياهو أمس الأول في مستهل جلسة الحكومة الاسبوعية حين قال إنه «من المهم تشديد العقوبات الاقتصادية وطرح خيار عسكري مصداق حيال ايران. نحن نؤمن بأنه الآن، أكثر من أي وقت مضى، في ضوء هذا التقدم لإيران، من المهم تشديد العقوبات الاقتصادية ووضع خيار عسكري موثوق إزاء إيران».
كذلك، قال نتنياهو، في مقابلة مع شبكة «سي.بي.إس» الأميركية، إن «إيران تقترب من القنبلة». ورداً على سؤال اذا كان سيستخدم الخيار العسكري أجاب «لن أنتظر الى أن يفوت الأوان. ساعاتنا تتكتك بوتيرة مختلفة. نحن أقرب إلى إيران من الولايات المتحدة ونحن أكثر قابلية للإصابة. وعليه فيحتمل أن نكون مطالبين بالتصدي لمسألة كيفية ايقاف ايران قبل أن تكون الولايات المتحدة مطالبة بالتصدي لها». وأضاف أن الإيرانيين «يخطئون إن ظنوا أن إسرائيل سوف تسمح لهم بالوصول إلى القنبلة».
وعلى خلفية الحملة ضد إيران، أشاعت إسرائيل أجواء من الغموض حول التجربة التي أجرتها يوم الجمعة الماضي على محرك صاروخي. وأشارت وسائل إعلام إسرائيلية وغربية إلى أن التجربة جرت على ما يبدو على صاروخ من طراز «أريحا 3»، فضلاً عن تدريبات لوحدة منظومة «حيتس» ضد الصواريخ.
وبحسب ما نشر، فإن مدى هذا الصاروخ سبعة آلاف كيلومتر وقادر على حمل رأس حربي يزيد وزنه عن طن. وأشاعت التجربة في حينه قلقاً في المناطق المحيطة بمعسكر التجارب في «بلماخيم»، خصوصاً أنه سبق التجربة بيومين إغلاق كامل للمجال الجوي في منطقة واسعة هناك.
وأوحى الغموض لبعض المعلقين بأن إسرائيل في تجربتها هذه، وهي الثالثة على «أريحا 3» في السنوات الخمس الأخيرة، تحاول تحسين قدرتها النووية وقدرة إيصال سلاحها إلى أبعد مدى. ومعروف أن صواريخ «أريحا» من النوع القادر على حمل أسلحة نووية.
وإلى جانب التجربة الصاروخية الجديدة، أجرت وحدة الدفاع ضد الصواريخ «حيتس» مناورة شملت نشر عدة بطاريات بمشاركة الطواقم النظامية والاحتياطية. وقال قائد الوحدة المقدم أوري أيال «أننا نتدرب على سيناريوهات عمل وقتال تنطلق من تلقي نيران مكثفة».

هل ينفذ الاسد تهديداته لاسرائيل؟
رأي القدس العربي
هزت اصوات الانفجارات فجر الجمعة الخامس من تموز (يوليو) منطقة اللاذقية، حيث تم تفجير شحنة صواريخ (50 صاروخا) روسية من طراز ياخونت المضادة للسفن، وهي صواريخ دقيقة يصل مداها الى 300كم ويمكنها بدقة ضرب سفن البحرية الاسرائيلية في البحر المتوسط.
غداة التفجيرات، نفت المعارضة السورية مسؤوليتها، وبعد عشرة ايام سربت مصادر امريكية للصحافية باربرة ستار التي’تغطي اخبار وزارة الدفاع الامريكية، خبر مسؤولية اسرائيل عن التفجير وقد تم نشره في محطة ‘سي ان ان’ وصحيفة ‘نيويورك تايمز′. ويوم امس قالت قناة ‘روسيا اليوم’ الروسية ان التفجير تم بغارة اسرائيلية نفذت من قاعدة تركية، ولكن وزير الخارجية التركي احمد داوود اوغلو سارع لنفي الخبر معتبرا من يصدقه ويقوم بنشره بانه موهوم.
التفجير تم قبل عشرة ايام، ويستهدف قاعدة صواريخ سورية، واطراف عدة تتناول الخبر باستثناء الجهة المعنية، وهي نظام الرئيس بشار الاسد، الذي توعد بعد هجوم اسرائيلي سابق في الخامس من ايار/مايو الماضي حيث شنت اسرائيل غارة جوية على قاعدة في دمشق ودمرت مخازن أخفيت فيها صواريخ ‘فاتح 110′ الايرانية، توعد بالرد الفوري وفي هضبة الجولان على اي عملية اسرائيلية جديدة.
الضربة الاسرائيلية الاخيرة، هي الثالثة المعلنة منذ بداية هذا العام، حيث كان اول هجوم اسرائيلي هذا العام في كانون الثاني/يناير على قاعدة صواريخ ارض ـ جو.
تم الاعلان عن الهجمات الثلاث من طرف ثالث، مما يرجح مصداقية الاشاعات التي تحدثت عن تفجيرين آخرين في دمشق لم يعلن اي طرف مسؤوليته عنهما وتحدثت روايات عن اقدام اسرائيل على تنفيذهما.
بعد الكشف عن القصف الاسرائيلي، هل ينفذ الاسد تهديده ويرد؟ نشكك في ذلك رغم اننا نتمناه، الرئيس السوري لديه اولويات، واليوم اولوياته هي الحرب في الداخل ومواصلة قصف حمص والمدن السورية الاخرى، وليس الجولان. والسبب الثاني هو فيما يبدو عدم القدرة على الرد، وتقول بعض التحليلات ان الرئيس السوري سيؤجل انتقامه الى حين الحصول على منظومة صواريخ اس 300، والتي من شأنها ان تعرقل اي هجوم اسرائيلي. ومن المتوقع ان تنجح اسرائيل بمنع اتمام ونشر هذه المنظومة في الاراضي السورية، حيث يبدو ان روسيا نفسها مترددة بايصالها، وذلك حرصا على عدم الاخلال بميزان القوى، رغم انها اعلنت قبل اسابيع ان المزيد من الغارات الاسرائيلية او فرض منطقة حظر جوي قد يسرع بعملية التسليم.
اسرائيل تواصل اعتداءاتها في الدول العربية دون اي رادع، ويبدو ان الهجوم الاخير على القاعدة في اللاذقية هو ضمن سيناريو تدريب وتحضير لتوسيع مدى الاعتداءات لتصل لايران ايضا، حيث ترافق الاعتداء على اللاذقية مع نجاح تجربة اطلاق صاروخ باليستي بعيد المدى قبل يومين. ويتقاطع ذلك مع تحذيرات رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو من ان اسرائيل قد تتدخل عسكريا قبل الولايات المتحدة ضد البرنامج النووي الايراني.
وتعتبر اسرائيل ان انتخاب الرئيس حسن روحاني، لن يبطئ من وتيرة تطوير ايران لقدرتها العسكرية النووية.
مصر: مسيرة «الإخوان» التاريخية ضد الديمقراطية
غسان الإمام/الشرق الأوسط
«الإخوان» قادمون. عائدون! سوف يغزون صناديق الاقتراع محمولين على «أوتوبيسات» فاخرة. بعد ستة شهور، سينتخبون مجلسي نواب وشورى، بأغلبية كافية لتشكيل حكومة ونظام لهم. ثم ينتخبون مرسي آخر أذكى. وأكفأ. وأحلى من مرسي الأصلي.
أين الثلاثة والثلاثون مليون إنسان الذين نزلوا إلى الشوارع ضدهم؟ هؤلاء صوتوا بأقدامهم. بأيديهم. بصراخهم، في الشوارع والميادين ضد «الإخوان». هؤلاء الشباب سينتابهم الكسل. فلا أوتوبيسات مكيَّفة الهواء تنقلهم إلى مراكز الاقتراع.
خيبة الشهور الستة، بتحسن الأحوال، تحكمهم. لا زعماء. لا أحزاب قديمة وجديدة تنصحهم. توجههم إلى التصويت للمرشحين المعارضين للإخوان. ماذا سيفعل حمدين صباحي؟ ترك «الحرية» لخمسة ملايين ناصري صوتوا له في الجولة الانتخابية الأولى. فصوتوا للشيخ «مرسي - 1» في الجولة الرئاسية الثانية. فعل صباحي ذلك، نكاية بـ«الفلول». بالعسكر. بمنافسيه الانتخابيين الدكتور محمد البرادعي. وعمنا الدبلوماسي الطيب عمرو موسى. «الإخوان» اليوم أقلية انتخابية مرفوضة في الشارع الشعبي والسياسي المصري. هذه الأقلية كافية غدا، لضمان فوزهم انتخابيا. لماذا؟ لأن باراك حسين أوباما يلاحق الجنرال عبد الفتاح السيسي مطالبا إياه بالديمقراطية!
انطلت الخدعة. خجل الجنرال أمام العرب. والعجم. طالبته أميركا بحقوق الإنسان. فوعد باختصار عمر حكومة القاضي عدلي منصور والاقتصادي حازم الببلاوي، لتعيش ستة شهور فقط. هل تكفي ستة شهور لضمان عدم استئثار الأقلية الإخوانية بمرحلة ما بعد الانتقالية؟ هل ستة شهور كافية لبلورة القوى الشبابية لمشروعها الديمقراطي؟ لتشكيل أحزابها. وللتنسيق مع القوى الليبرالية. واليسارية. والدينية؟ لاستعادة الديمقراطية المسروقة. والسلطة المخطوفة. والثورة التي يزعم الإخوان أنهم أصحابها وحُماتها؟
مساكين العسكر. ردوا لأنفسهم الاعتبار. استعادوا الثقة. قبلوا اعتذار القوى الشبابية والسياسية التي شككت بولائهم للديمقراطية. هل هم يكررون خطأ تسليم الحكم والسلطة إلى الإخوان. ثم يختصرون المرحلة الانتقالية، ليبرهنوا أمام الملأ، على زهدهم بالسلطة والحكم، وإخلاصهم للديمقراطية؟ نحن العرب لا نعرف تاريخنا السياسي المعاصر. النظام يلغي تاريخ النظام «البائد» الذي سبقه. يلغي أشخاصه. سياساته. إنجازاته. سأروي للقراء العرب، بمن فيهم المصريون، شيئا عن تاريخ مصر الديمقراطي. وعن تاريخ الإخوان المضاد للديمقراطية.
قبل تسعين سنة، انتخبت مصر سعد زغلول أول رئيس مدني في انتخابات ديمقراطية حرة، وفي ظل دستور ليبرالي. بعد وفاة زغلول (1927) انتخبت مصر خليفته مصطفى النحاس زعيم حزب الوفد الليبرالي أربع مرات رئيسا لحكومة الأغلبية (بمثابة رئيس للدولة في نظام ملكي). ودائما بأغلبية ديمقراطية ساحقة، وليس بأغلبية ضئيلة. وهزيلة. ومشكوك بصحة أرقامها، تلك التي انتخب فيها العم مرسي.
كان حزب الوفد الليبرالي هو حزب الديمقراطية الحرة في مصر منذ تأسيسه في ثورة 1919. وقام الزعيم القبطي الشاب مكرم عبيد، بعد وفاة زعيمه سعد زغلول الذي قرَّبه، بالدور الأول في صياغة الحياة السياسية والديمقراطية في مصر، إلى حين استقالته من حكومة زعيمه ورئيسه النحاس (1942).
بل كان مكرم عبيد هو الذي نادى باستعادة عروبة مصر. أعلن صراحة: «المصريون عرب». قبل أن يؤكد جمال عبد الناصر عروبة مصر، فيما قلل حسن البنا من أهمية عروبة مصر في خدمة دورها ونفوذها الإقليمي. مات مكرم عبيد في أواخر الخمسينات. ومات مصطفى النحاس في منتصف الستينات. أوردت الصحافة الرسمية الخبر. لكن لم تذكر شيئا عن تاريخهما الوطني والسياسي.
أقيلت حكومات مصطفى النحاس ذات الشرعية الديمقراطية الحقيقية عدة مرات بين عامي (1928/ 1952). فلم ينزل النحاس متمردا إلى الشارع. ظل ديمقراطيا. لم يعتصم حزب الوفد بالميادين. لم يخوِّن ويزندق الجيش المصري الوطني. كما يفعل الإخوان في هذه الأيام، إزراءً بالديمقراطية. وعندما رفض عبد الناصر إعادة الديمقراطية. اعتزل النحاس السياسة والزعامة. ولعله أدرك أن تحرير مصر من الاستعمار يتطلب زعماء شبابا أكثر قوة وتصميما من حزبه الذي استنزفه النضال الطويل من أجل الديمقراطية.
لكن ماذا عن ديمقراطية الإخوان؟ كان الشيخ رشيد رضا (طرابلسي من لبنان) أحد الزعماء الثلاثة للحركة الدينية الإصلاحية التي حاولت مصالحة الإسلام مع الديمقراطية، في نهايات القرن التاسع عشر. الموت المبكر لزميليه الشيخين جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده حَدّ من إرساء الشورى والديمقراطية، كأساس للإصلاح السياسي عند الأفغاني. وللإصلاح التربوي، وعصرنة العلوم الأزهرية عند عبده.
مات الشيخ رضا عجوزا في عام 1935. عاش ما يكفي بعد موت زميليه الإصلاحيين، لتجميد فكره. فتبنى حركة الداعية حسن البنا الإخوانية (1928) الأكثر تزمتا من الحركة الدينية السابقة. وخاض الإخوان بزعامة البنا حربا بلا هوادة ضد الحركة الثقافية والفكرية الليبرالية المصرية التي أنار نتاجها الأدبي والفكري العالم العربي.
غير أن البنا، كداعية ديني وزعيم جماعة دينية/ سياسية، سكت عن جناح الإخوان للعنف الديني. فقد اغتال «الجهاز السري» في الجماعة رئيسين للحكومة والقاضي الذي حاكم الإرهابيين القتلة. قُتل أحمد ماهر (1945) وزميله محمود فهمي النقراشي (1948) بلا مبالاة أو احترام لرمزين من رموز الدولة الحداثية المعاصرة. قتل الأول داخل البرلمان المصري. وقتل الثاني داخل مبنى رئاسة الحكومة.
واغتيل القاضي أحمد الخازندار، من دون أي احترام إخواني لهيبة القضاء والعدالة.
قال محمود العيسوي الإخواني الذي قتل أحمد ماهر إنه فعل ذلك، لأن الحكومة أعلنت الحرب على ألمانيا الفاشية (كشرط رمزي للانتساب إلى الأمم المتحدة). كان قتل رئيس الحكومة لهذا السبب التافه، دليلا مبكرا على عدم إيمان الإخوان بالديمقراطية، وانحيازهم العاطفي الضمني لدولة تسببت بنشوب أكبر حروب التاريخ. أدى رد الفعل الرسمي العنيف على جرائم الإخوان، إلى اغتيال البنا نفسه. وكانت مراوغته في ادعائه بأن جماعته هي جمعية خيرية حينا. وسياسية حينا، مقدمة لتورط «الجهاز السري» في محاولة اغتيال جمال عبد الناصر (1954)، لأنه رفض تسليم الإخوان السلطة والحكم. وكانت الجريمة كافية لملاحقة زعماء الإخوان، وتصفية «الجهاز السري» بإعدام زعمائه.
خسر الإخوان المواجهة بين الدولة والإخوان في عهد النظامين الملكي والناصري. الخسارة لم تمنع الإخوان من مواصلة «الجهاد» لشرعنة عدائهم للثقافة المصرية الليبرالية غير المعادية أصلا للدين. كَلَّفَ سيد قطب (المفكر والمثقف الوحيد الذي أنجبه الإخوان) نفسه بهذه المهمة المعادية للأدب. وللثقافة. وللسياسة. وللإيمان. وللعقل. والمنطق.
أين اختفى هذا المثقف ذو الحساسية البالغة؟ تحول سيد قطب من أديب صور بجمالية مرهفة الفن القصصي في القرآن، إلى مفكر رائد للعنف الديني! قرأ سيد قطب إسلام الصار الهندي. فاستعار منه مبدأ القداسة الغيبية، لأسلمة العرب المسلمين مرة أخرى! مانحا الإخوان والحركات «الجهادية والتكفيرية» الخارجة من رحمهم، حق تطبيق «الحاكمية الإلهية» الغامضة، كوكلاء لها على الأرض. فوضعهم بمصاف الأنبياء، أو بمصاف الفقهاء نواب المهدي المنتظر في المذهب الشيعي.
إذا كان جمال عبد الناصر أخطأ في إعدام سيد قطب، لأنه منح الإخوان والجهاديين «شهيدهم»، فقد ارتكب الرئيس أنور السادات خطأ مماثلا، نكاية بالعروبة، بالاستعانة بالإخوان و«الجهاديين»، لتصفية الشباب والطلبة الناصريين واليساريين في الجماعات المصرية والشارع السياسي.
يتهم الإخوان اليوم القاضي عدلي منصور رئيس سلطة النظام الانتقالي. وحازم الببلاوي التكنوقراط الاقتصادي المكلف تشكيل الحكومة الانتقالية، بأنهما من «فلول» النخبة التقليدية في نظام الرئيس حسني مبارك. لكن أليسوا هم أيضا من هذه الفلول؟ لقد انخرطوا هم أيضا في قنوات ومؤسسات هذا النظام، ودخلوا برلماناته. بل وسجونه، آملين في الحصول على صك بشرعيتهم منه.
وقف الإخوان على الحياد في الصدام بين نظام مبارك وشباب الانتفاضة. تقدم الإخوان. حالفوا المجلس العسكري السابق الذي ساهم في خلع مبارك. ليسرقوا الثورة. وليخطفوا الرئاسة والحكومة. ثم تحالفوا مع الأحزاب الدينية المتشددة، ضد الشباب الذين أثبتوا اليوم أنهم القوة السياسية والشعبية الوحيدة في مصر التي توفر حقا الشرعية الشعبية للنظام، وليس أبدا الأقلية الشعبية الإخوانية التي خدعوا بها أميركا لكسب تأييدها، في «أخونة» الدولة. والمجتمع. والنظام، وبلا وعي إدارة أوباما لخطر ما يفعلون في مصر والمنطقة. تخلى أوباما عن المطالبة باستعادة مرسي، بعدما تبين له عناده ورفضه السماح بمشاركة الشباب والأحزاب الليبرالية. وها هو النظام الانتقالي يدعو الإخوان للمشاركة في عملية الانتقال للديمقراطية الجديدة. لكن لم يمنح الشباب الفرصة لتأسيس أحزابهم. ربما كان من الأفضل تمديد المرحلة الانتقالية سنة أو سنتين، لإقامة ديمقراطية حقيقية مستقرة في مصر، لا تهزها فوضى الليبراليين. ولا عداء الإخوان لهم وللديمقراطيين.
هل تطبيق الديمقراطية النيابية (البرلمانية) ينقذ مصر من الاستقطاب الخطير بين المتأسلمين والليبراليين؟ ربما لأن النظام الرئاسي أثبت هو أيضا فشله في اعتماد الديمقراطية في التعامل مع المجتمع. الأحزاب. المؤسسات التشريعية. ثمة أستاذ أميركي في القانون وعلم السياسة يدعو المصريين لتجربة الحكومة البرلمانية. بروس آكرمان يدعو إلى إنهاء العمل بالنظام الرئاسي. لكن يبقى إصرار الإخوان وحلفائهم على احتلال 75 بالمائة من المقاعد البرلمانية خطرا، سواء على الحكومة البرلمانية، أو النظام الرئاسي. والدليل تصرف الإخوان غير العاقل في هذه الأيام.


مراجعة إخوانيّة؟
حازم صاغيّة/الحياة اللندنية
شهد عقد العشرينات، حين ولدت «جماعة الإخوان المسلمين»، ظهور نُوى شيوعيّة في مصر ولبنان. لكنّ أحد الفوارق الهائلة والكثيرة بين الطرفين أنّ الشيوعيّين عبّروا عن ولادة قطاع حديث هو الصناعة وطبقتها العاملة ممّا أنتجته العلاقات الاستعماريّة الجديدة. أمّا «الإخوان»، في المقابل، فعبّروا عن صدمة الاحتكاك بالغرب وحاولوا الردّ عليه جملة وتفصيلاً. فلم يكن بلا دلالة أن يرتفع شعار «القرآن دستورنا»، أو أن تكون المدينة التي وُلدوا فيها، أي الاسماعيليّة، هي التي حضنت، وفي آن معاً، المقرّين القياديّين للقوّات العسكريّة البريطانيّة ولحملات التنصير الدينيّة.
وبعد عشرين عاماً، لم تنفصل نشأة حزب البعث العربيّ الاشتراكيّ، عن توسّع المؤسّسة العسكريّة والإدارات، على أثر الاستقلال، في سوريّة أوّلاً ثمّ في العراق. وظلّ هذا الارتباط بوجه من وجوه التحديث غريباً عن «الإخوان» الذين تحوّل صدامهم بالمؤسّسة العسكريّة، وصدامها بهم، واحداً من التيّارات العريضة للحياة السياسيّة في المشرق العربيّ الحديث. والحال أنّنا إذا راجعنا قدرة الأنظمة العسكريّة، في مصر وسوريّة والعراق، على التخلّص من عناصر إخوانيّة تمكّنت من التغلغل في الجيوش، أذهلتنا تلك القدرة التي تشي بتعارض مطلق بين الجسدين.
صحيح أنّ «التنظيم – الإرهابيّ – الخاصّ» الذي أنشأه «الإخوان» مطالع الأربعينات، ثمّ الأدبيّات القطبيّة الراديكاليّة التي ظهرت في الستينات، ربطت أبناء حسن البنّا بلون وظيفيّ وأداتيّ من التحديث. غير أنّ ذلك لم يكن البتّة كافياً لتحويل ذاك الجمهور الشعبيّ العريض إلى جمهور يتقاطع مع التحديث، كائناً ما كان تعريف هذا المصطلح الأخير وكائناً ما كان الموقف منه.
وعلى العموم عملت المظلوميّة، التي تصلّبت في العهد الناصريّ، على تعزيز الميل إلى الانسحاب والانكفاء عن عالم «جاهليّ» من صناعة الشياطين الأجانب والمحليّين. أمّا الهجرة الإخوانيّة، المصريّة ثمّ السوريّة، إلى الخليج فعائداتها الماليّة لم تتحوّل قوّة اجتماعيّة فاعلة رغم استثمارها الموسّع في نشر الدعوة. وهذا ما توضحه أيّة مقارنة بين الإخوانيّة العربيّة والإخوانيّة التركيّة، حيث ترافق الصعود السياسيّ للأخيرة مع تبلور بعض الوسائط الاجتماعيّة، كبورجوازيّة الأناضول أو الطفرة التلفزيونيّة التي أتاحها عهد تورغوت أوزال (1989 – 1993). وقد تعلّم إخوانيّو تركيا، وسط هذه التجربة التي حاولت المزج بين الإسلام والليبراليّة، ما لم يتعلّمه إخوانيّو مصر من سياسة وتفهّم لـ «السوق» ولـ «الرأي العامّ» واتّجاهاتهما.
يقال هذا بقصد التنويه بالمسافة الفلكيّة التي ينبغي على «الإخوان» عبورها من أجل أن يتحوّلوا قوّة مؤثّرة في عالم حديث لا يوجد عالم سواه. والحال أنّهم إن لم يتحوّلوا في هذا المنحى، كان ذلك وبالاً، لا عليهم فحسب، بل على مجتمعاتهم كذلك.
لقد سلّطت الثورة السوريّة، في أحد معانيها، الكثير من الضوء على تفاهة القوى الحداثيّة غير الإخوانيّة، وعلى تفاهة حداثيّتها نفسها. وفي المعنى ذاته يمكن القول إنّ الانقلاب المصريّ الأخير، مستفيداً من هزال السنة التي قضاها محمّد مرسي في الرئاسة، سلّط الضوء على معضلة الانقطاع الإخوانيّ عن العالم الحديث والذي لا مهرب من رأب صدوعه.
فمع «إخوان» كهؤلاء، ما من أمل. ومن دون «إخوان»، فيما هم يمثّلون شعبيّاً ما يمثّلون، ما من أمل كذلك.


«ياخونت».. والتحالف التركي الاسرائيلي!
محمد خروب/الرأي العام
ليس سهلاً ان تكشف موسكو عن اتفاق تركي مع اسرائيل لضرب مستودعات صواريخ ياخونت الدقيقة التصويب والتكنولوجيا العسكرية الرفيعة والقادرة على تدمير أي هدف بحري على مسافة تصل الى 300كم.
وتدرك موسكو قبل غيرها، أن مجرد توجيه اصبع الاتهام الى حكومة رجب طيب اردوغان بتسهيل ضرب اسرائيل لتلك المستودعات في الساحل السوري وقريباً من اللاذقية، يعني ان قواعد اللعبة التي اراد اردوغان وخصوصاً اوباما وحلف شمالالاطلسي تكريسها عندما نصبوا قواعد الدرع الصاروخية في ملاطية بتركيا قد تغيرت، فضلاً عن انخراط السلطان التركي في عملية تدمير منهجي لسوريا .
لم يعد مفراً الان من الاضاءة على حقائق التنسيق الأمني والعسكري التركي الاسرائيلي (بمباركة اميركية بالطبع) الذي لم ينقطع اصلاً بين انقرة وتل ابيب حتى عندما مرت بأزمة معلنة بعد ضرب اسرائيل لسفينة مافي مرمرة وقتل تسعة مواطنين اتراكفضلاً عن الجرحى، وواصلت الصحافة الاسرائيلية الحديث عن هذا التنسيق رغم رفض انقرة مشاركة تل ابيب في المناورات الجوية التي تجريها سنوياً مع سلاحي الجو الاميركي والتركي، اضافة الى منع انقرة سلاح الجو الاسرائيلي من مواصلة تدريباتهوطلعاته الجوية في الاجواء التركية، ما دفع نتنياهو الى «اغاظة» انقرة والذهاب الى اليونان (عدوها التقليدي) لتوقيع شراكة استراتيجية معها واستخدام الاجواء اليونانية في تدريباته كذلك اجراء مناورات جوية مع سلاح الجو اليوناني.
كل ذلك بات من الماضي, بعد أن «نجح» اوباما في جر نتنياهو واردوغان الى «فخ» المصالحة، وبدا الاعتذار (الشفوي حتى لا ينسى احد) الذي قدمه نتنياهو عبر الهاتف الذكي لاوباما, وكأنه طي لصفحة فاترة بينهما بل استعادة بحماسة للعلاقات الاستراتيجيةالتاريخية والتقليدية بين انقرة وتل ابيب، وخصوصاً أن الاخيرة ما تزال تذكر لتركيا انها «اول» دولة اسلامية اعترفت باسرائيل بعد اشهر قليلة من قيامها وشكلت على الدوام «كماشة» قوية لمحاربة العرب والعروبة و على كل محاولة عربية وخصوصاًناصرية لكسر التحالف الثلاثي الشهير الذي جمع بين طهران وانقرة وتل ابيب وكانت اديس ابابا دائماً في الاحتياطي (الفاعل وغير السلبي)..
لم تُطوَ صفحة سفينة مرمرة ولحس اردوغان شرطاً مهماً من شروطه الثلاثة وهو رفع الحصار عن قطاع غزة، فيما تراوح مسألة التعويضات مكانها، بين تعنت اسرائيلي تجاه «الارقام» التي تعرضها تل ابيب واخرى تطرحها انقرة لكن الاخيرة – في مايبدو – لم تجعل من ذلك عقبة أمام تواصل التنسيق الامني والعسكري ولم تكن الغارات الاسرائيلية وخصوصاً على ما وصف بالمفاعل النووي السوري في منطقة الكبر غائبة عن رادارات انقرة الاطلسية كما ينبغي التذكير..
فضيحة الخامس من تموز، بما هو التاريخ الذي سمحت فيه انقرة باستخدام احدى قواعدها الجوية ومجالها الجوي بالتالي للطائرات الاسرائيلية بضرب مستودعات صواريخ ياخونت البحرية من مسافة بعيدة عن الساحل السوري, سيكون لها ما بعدها, ولنتنجو انقرة من دفع الحساب اجلاً أم عاجلاً, لأن الامور أبعد وأعمق بكثير من مجرد استهداف عينة أو كمية كبيرة (لا فرق) من هذه الصواريخ، التي تراها اسرائيل كاسرة للتوازن وتعرض اسطولها البحري كما منصات التنقيب عن النفط في عرض البحرالمتوسط الى الخطر، فالغارة اصابت موسكو ايضاً وهي استفزاز متواصل وربما اختبار وتحدٍ جديد لدمشق ودفع الاخيرة الى الرد، الأمر الذي قد يفضي الى قلب المعادلات والاصطفافات وموازين القوى الاقليمية، ما بالك الميدانية في سوريا التي بدأت تميللصالح النظام، فيما يتلقى اردوغان الصفعة تلو الاخرى بدءاً من احتجاجات ميدان تقسيم (الذي حظر اردوغان على الاتراك التظاهر فيه او التجمع، فيما سخّره لمظاهرات تدعم الرئيس المعزول محمد مرسي)، وليس انتهاء بما آلت اليها اوضاع حلفائه فيالقاهرة الذين اصيبوا بنكسة كبيرة.
الواهمون هم الذين ما زالوا يراهنون على مبدئية وجدية حزب العدالة والتنمية في مسعاه «العربي» المغلف برداء اسلامي، يزعم الاعتدال والترويج للديمقراطية والتعددية، وما عودة التحالف الاستراتيجي بين انقرة وتل ابيب (هل غاب يوماً؟) سوى الاشارةوالدليل على ان الهدف بينهما مشترك، وهو وأد أي حلم قومي عربي بالتحرر والانعتاق والسيادة والاستقلال، إذ ليس «العرب» في نظرهما سوى ارض مشاع برسم الضم او الالحاق ونهب الثروات وأسواق لتصريف منتوجاتهما وإرث لاجدادهما، احدهماعثماني سلجوقي والآخر يهودي عاد الى ارض «أجداده» بعد نفي وتشريد استمر اكثر من الفي عام.
أين من هنا؟.. إسألوا فلاديمير بوتين


إسرائيل تضرب سوريا.. والعرب نيام
رومان حداد/الرأي الأردنية
إعلان الولايات المتحدة أن سلاح الجو الإسرائيلي هو المسؤول عن ضرب مخازن أسلحة في مدينة اللاذقية يثير قراءة جديدة للحدث السوري، فالتسريب الأمريكي القصد منه وضع إسرائيل في الواجهة، وذلك للتأكيد على عدم سماح إسرائيل لتغيير توازن القوى التكتيكي في المنطقة عبر ضخ سلاح روسي حديث في مخازن الجيش السوري وإمكانية وصول هذا السلاح ليد حزب الله.
لا يمكن تصديق أن أجهزة الرادار الروسية في السفن الحربية الروسية قبالة الساحل السوري لم ترصد سلاح الجو الإسرائيلي، ولكن الأمر الأكثر قابلية للتصديق هي أن الرادارات الروسية رصدت الطائرات الإسرائيلية، ولم ترغب بالتعرض لها، لأن تفجير مخازن الأسلحة يعد التفجير الثاني بعد تفجيرات شهر ايار/مايو الماضي لشحنات أسلحة موجهة لحزب الله عبر الاراضي السورية، وهو ما سيرفع الضغط السوري على روسيا بضرورة تمويلها بأسلحة نوعية وحديثة.
الهجوم الذي قام به سلاح الجو الإسرائيلي على مخزن الأسلحة في اللاذقية سلوك إسرائيلي في مصلحة الرئيس السوري بشار الأسد من ناحيتين.
الناحية الأولى هي أن إسرائيل ما زالت تدعم بسلوكها هذا مقولة أن الرئيس السوري يشكل تهديداً عليها وهي تخشى امتلاكه أسلحة نوعية، وهو ما يزيد شعبيته بصفته عدواً لإسرائيل، ويساعد مؤيدي النظام السوري على الدفاع بأن ما يحدث في سوريا هو مؤامرة دولية صهيونية ضد نظام (قومي ممانع).
ومن الناحية الثانية فإن إسرائيل تحمي الرئيس بشار الأسد من خطأ قد يرتكبه في لحظة حرجة سياسية وهي فتح جبهة قتالية ضد إسرائيل، وهو الأمر الذي قد يؤدي إلى خسارته للدعم الروسي له، لأن أساس الدعم السياسي والعسكري الروسي طوال الفترة الماضية هو اللوبي اليهودي الروسي القوي الذي يملك نفوذاً واسعاً في قطاعات الطاقة والتعدين والأسلحة والنقل والبنوك، وهو اللوبي الداعم تاريخياً لوالد الرئيس بشار المرحوم حافظ الأسد.
إلا أن الأحداث التابعة لهذا القصف تتمتع بأهمية قصوى لقراءة المشهد العام، فما يؤكد على أن إسرائيل لا تريد تغيير التوازن التكتيكي مع حزب الله هو التفجير الذي حصل في الضاحية الجنوبية في بيروت لمكتب إدارة استخبارات الحزب الخاصة بنشاطاته في سوريا.
ما استطاع هذا العدوان الإسرائيلي على الأراضي السورية واللبنانية إظهاره هو أن سوريا وحزب الله غير قادرين على الرد على الهجوم الإسرائيلي، ليس بسبب انشغالهما بما يدور على الأرض في سوريا، بل لعدم امتلاكهما القدرة العسكرية والقدرة الاستخباراتية لتنفيذ أي رد على الهجمات الإسرائيلية، وهو ما بدا واضحاً منذ نهاية الحرب الإسرائيلية ضد حزب الله عام 2006، حيث لم يقم الحزب بأي عمل عسكري ضد إسرائيل، رغم اغتيال عماد مغنية، وضرب سوريا أكثر من مرة واختراق الطيران الإسرائيلي للأجواء السورية واللبنانية مرات عدة.
كما أن العدوان أظهر خطورة الإعلام الذي ركّز طوال الفترة الماضية على الأحداث الجارية في مصر لدرجة أن خبر العدوان الإسرائيلي لم يحتل المساحة الحقيقية له ومر كأي خبر يومي عادٍ، وهو ما أخفى أيضاً ردة الفعل المستكينة من الدول العربية التي لم تقم باستنكار الحدث على الأقل، ولم تتعامل مع الحدث بجدية.


الاخوان من ايران الى لبنان
احمد عياش/النهار اللبنانية
لا شك في ان "حزب الله" ورعاته في طهران ساورهم الندم عندما سارعوا الى التهليل لسقوط حكم الاخوان المسلمين في مصر بذريعة "الثأر" من موقف الرئيس المخلوع محمد مرسي من النظام في سوريا قبل ايام من التغيير في مصر، فتبين لهم سريعا ان حالهم ينطبق عليه القول المأثور "أكلت يوم أكل الثور الابيض". فما جرى لاخوان مصر هو درس لاخوان ايران ولبنان وفي كل مكان. حتى ان الرئيس السوري بشار الاسد الذي يتلقى شهرياً ملياري دولار من ايران كي يبقى نظامه على قيد الحياة لم يكتم مشاعره التي ألحقت الاذية بولي نعمته الايراني عندما صرّح لصحيفة "الثورة" السورية في الرابع من الجاري ان ما جرى في مصر هو "سقوط لما يسمى الاسلام السياسي (...) في أي مكان في العالم" ولم ينتبه الى ان اوصاف الاسلام السياسي الذي يتحدث عنه تنطبق كليا على حليفه الايراني فاضطر قبل ايام الى التوضيح عبر صحيفة "البعث" السورية فميّز ايجابا بين حكم الملالي في ايران وحكم سواهم ممن يستخدمون الدين الاسلامي. لكن توضيح الاسد لن يغيّر من حقائق الأمور شيئا وهي ان "سقوط الاسلام السياسي" كما يقول الأسد كان بدأ قبل زمن طويل في ايران لكن بطش الملالي قد غطى هذا الفشل وكمّ افواه ملايين الايرانيين على مدى عقود. في لبنان واجه سعي "حزب الله" الى استنساخ تجربة مرشده الايراني لحكم لبنان فشلاً ذريعاً منذ ان ترك جيش بشار الاسد لبنان عام 2005 فتخبط في حروب داخلية وخارجية كان أشدها سوءا التورط في حرب سوريا. وهناك معطيات عدة تشير الى ان "حزب الله" ذاهب الى مزيد من التشدد. ففي الموضوع الحكومي لم يتحمل مناورة حليفه الرئيس نبيه بري التي حاولت اظهار مرونة شكلية بالتخلي عن الثلث المعطّل. وهناك احتجاج صامت من افراد وجماعات يتلقون دعما مادياً شهرياً من الحزب لضمان ولاء هؤلاء للحزب لكنهم ما عادوا يتلقونها. وظهرت آثار الازمة المالية على البيئة الحاضنة للحزب بعدما تواترت انباء عن توقف ايران عن تقديم الدعم السخي له في وقت اصبح "حزب الله" تحت المجهر الاقليمي والدولي بما حرمه من مصادر دعم مصنفة بأنها غير مشروعة. ثم جاء انفجار الضاحية الجنوبية الاخير ليسقط خرافة قدرة الحزب على مربعه الأمني فزاد الحياة صعوبة فوق صعوبة. اما لبنان الذي كان بمثابة بقرة حلوب لكل خارج عن القانون ومنهم "حزب الله"، فهو يمر بظروف شديدة الصعوبة يجسدها انغلاق افق الرزق امام اللبنانيين في دول الخليج. اذا كان المنطق في مصر اقتضى التضحية بحكم الاخوان المسلمين لمصلحة لقمة عيش ملايين المصريين فإن المنطق نفسه يقتضي التضحية بهيمنة "حزب الله" على لبنان والتي تجر البلاد الى الهاوية. لكن مصر غير لبنان وغير ايران ويحتاج الاخوان في البلدين الى أمر غير المنطق الذي بدأت تلوح معالمه في الجمهورية الاسلامية التي فيها الكثير من الجمر تحت الرماد. فلعل وعسى ينال لبنان نعمة التقليد ما سينتهي اليه الامر في ايران.



جائزة فى الغباء للإخوان!
سليمان جودة/المصري اليوم
عندما أوقع السادات بمراكز القوى فى عام 1971 قال عنهم: هؤلاء يجب أن يخضعوا للمحاكمة بتهمة الغباء السياسى!.. وكان السبب أن الرجل كان، على مدى شهور قبلها، يبحث عن وسيلة للإيقاع بهم دون جدوى، فإذا بهم هم أنفسهم يتطوعون ويقدمون له الوسيلة التى يبحث عنها، وذلك بأن قدموا استقالات جماعية من مناصبهم، متصورين أن استقالاتهم سوف تؤدى إلى خلق حالة فراغ دستورى فى الدولة، فإذا بالسادات يقبلها جميعاً، وينتهى أمرهم تماماً!
وإذا كان هناك شىء، من بين أشياء بلا حصر يتعين أن تخضع قيادات جماعة الإخوان للمحاكمة بسببها، فهذا الشىء هو الغباء السياسى المطلق!
فمنذ أن أطاح الشعب بالرئيس المعزول، لا يتوقفون هم، ليس عن الكيد للدولة، كجهاز رسمى، وإنما يواصلون الكيد للشعب نفسه، وكأنهم، بغبائهم السياسى الذى لا نظير له، يريدون أن يقضوا على ما قد يكون قد بقى من تعاطف إنسانى لدى المصريين معهم، كجماعة، أقول «ما قد».. ولذلك تجدهم - مثلاً - يقطعون الطرق على المواطنين، ويعاقبونهم بلا ذنب، ويعطلون مصالحهم، ويصيبون سكان منطقة رابعة العدوية، وشرق القاهرة كلها، بالقرف والتعاسة، ليصب هذا كله، فى النهاية، فى اتجاه القضاء الكامل على أى ذرة تعاطف قد تكون باقية من جانب أى مواطن معهم!
ليس هذا فقط، وإنما تبدو هذه الجماعة، التى لا تتوقف كل يوم عن الدعوة إلى العنف، وكأنها تستحق جائزة على غبائها، إذا جاز للعالم أن يمنح جماعة من الجماعات جائزة فى الغباء.. فقد خرج واحد من المنتمين إليها التعساء، ليقول فيما يشبه المساومة المكشوفة مع الجيش، إن القوات المسلحة إذا تراجعت عن بيانها، الذى حمت به إرادة الشعب، فى مواجهة ممارسات رئيس ساقط، فإن هجمات الإرهاب فى سيناء سوف تتوقف!
نحن، إذن، أمام رجل يدين نفسه بلسانه، وأمام جماعة تعترف صراحة، على لسان واحد من منتسبيها، بأنها هى نفسها الطرف الثالث الذى كان يضرب فى سيناء، وفى غير سيناء، على مدى شهور مضت، ولم نكن نعرف من هو بالضبط؟!
لقد بلغ التشبث بالسلطة، عند جماعة الإخوان، حداً لم تجد معه حرجاً فى أن تفضح نفسها بنفسها، حين تقر علناً بأن الذين يهاجمون الأبرياء فى سيناء، إنما هم إخوان، أو على الأقل، على صلة بالإخوان، وأن الجماعة الإخوانية تستطيع وقف أى هجمات من هذا النوع، إذا دخلت الدولة معها فى مساومة، وفى فصال، حول إرادة شعب ضاق ذرعاً بالفشل والعجز على مدى عام كامل، من حكم خطيب جامع اسمه محمد مرسى، كان قد ضل طريقه إلى قصر الرئاسة!
بدلاً من أن تحاول الجماعة مراجعة نفسها، وتقييم أسباب فشلها، والتوقف أمام أسباب انفضاض المصريين من حولها، فإنها تجاهد، كل يوم، فى سبيل إنزال العقاب بهم، دون أن تنتبه إلى أن هذا المسلك منها إذا دام أكثر من هذا فإن طاقة المصريين على التحمل سوف تنفد، وسوف يخرجون ليطاردوا أى إخوانى فى أى ركن من أركان البلد!


اللى ميعرفشى يقول أسامة ياسين
حمدي رزق/المصري اليوم
«وترجع عدم دهشتى إلى أن أسامة يس ـ وقد تعاملت معه عن بعد ـ هو من أذكى القيادات الإخوانية، وهو ينتمى إلى جيل آخر أكثر شباباً من جيل الشيوخ الذى تجمد فى فكره داخل مكتب الإرشاد، كما أنه يتمتع بحس سياسى ناضج، يعرف متى يتقدم ومتى يتراجع، وهو ما تفتقده تماماً القيادات الحالية».
أعلاه ما خطه الأستاذ محمد سلماوى فى «المصرى اليوم» مثمنا اعتذار وزير الشباب السابق أسامة ياسين فى مداخلة مع «الجزيرة» دون مواربة: «نحن نعتذر عن أى خطأ ارتكبناه»، وهو ما لم نسمعه من المرشد العام ولا من أى قيادة إخوانية أخرى، بمن فى ذلك الرئيس المعزول نفسه.
فعلا اللى ميعرفشى يا أستاذ سلماوى يقول عدس، أقصد أسامة ياسين، ويصفه بما ليس فيه، يتمتع بحس سياسى ناضج، يعرف متى يتقدم ومتى يتراجع، فعلا ياسين يعرف جيدا متى يتقدم ومتى يتأخر، لكن فى المعارك الحربية يتمتع بحس قتالى احترافى، قائد الفرقة 95 هو من قتل المتظاهرين ليلة موقعة الجمل، واعترف صريحا بالقتل فى فيديو على يوتيوب مدته 4.07 دقيقة تخللته ضحكات مجرمة من ياسين ومحاوره الإعلامى أحمد منصور على مشهد قتل أحد المتظاهرين.

يمثل ياسين فى الفيديو بدم بارد وقهقهات منصور الشيطانية تشجعه، كيف أن الشهيد بعد أن اغتالته الفرقة (95)، ضربا أعلى العمارة (2) فى ميدان التحرير، يرفع سبابته وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة، بين يدى ياسين، بعلامة التشهد، يقترب ياسين ليسمع منه مفاجأة: «أنا من إخوان شبرا، تبع البلتاجى»!!
ياسين الذى تهرب من مواجهة لجنة تقصى الحقائق (الملاكى) التى شكلها (المعزول)، ولم تعرج اللجنة على ما جاء بالفيديو (الجريمة) الذى يعترف فيه ياسين بقيام فرقته بقتل إخوانى من شبرا (تبع البلتاجى)، والأخطر أن ياسين يرى أنها من الأخطاء، وببرود قاتل يقول: «لكل معركة أخطاء»، ويهزل فى موضع قتل: «نيران صديقة» ولا يترحم على الشاب الإخوانى، ولا يستغفر الله فى قتل نفس حرم الله إلا بالحق.
أذكى القيادات الإخوانية- على حد وصف سلماوى- لأنه استطاع أن يفلت بجريمته حتى الآن، وسيحاسب حتما على قيادته الفرقة القتالية (95)، قبل ثورة 30 يونيو كان من سابع المستحيلات الاقتراب من الوزير الإخوانى، كان هناك نائب عام (ملاكى المقطم)، الآن نطلب التحقيق مع أذكى إخوته، تحقيق (مستقل) فى مقتل شاب إخوانى من شبرا (تبع البلتاجى)، واعتراف الوزير القاتل مسجل بالصوت والصورة، وشاهد عليه أحمد منصور الذى كان مغتبطا أثناء روايته مشهد قتل مع سبق الإصرار والترصد، بأمارة ما كان صوت سعادة الوزير رايح (مبحوح) من إصدار التعليمات لفرقته القتالية التى كانت مزودة بالدروع وهى تقتحم الممر المؤدى للعمارة (2) بميدان التحرير لتحريرها من البلطجية الذين ثبت أنهم من إخوان البلتاجى بشبرا.
يا أستاذ سلماوى برجاء مراجعة تاريخ هؤلاء الإرهابيين، ولا تسلم لهم بالذكاء بل بالدهاء، وأرجو ألا يتوانى النائب العام المستشار هشام بركات عن استدعاء أسامة ياسين وأحمد منصور وتفريغ الفيديو، وسؤالهما عن دم شهيد الإخوان (من إخوان البلتاجى بشبرا)، أما أنت يا أستاذ سلماوى فلتكف أرجوك عن دهشتك فى هذه الأيام الزحل، ولا تنخدع فى الوجوه الملساء واللحى المشذبة، وتمثل بيتا من شعر أحمد شوقى يقول: برز الثعلب يوما فى ثياب الواعظين.. مخطئ من ظن يوما أن للثعلب دينا.


هل يلجأ الإخوان إلى العنف؟
عماد الدين حسين/الشروق المصرية
هل فى مقدور جماعة الإخوان أو بعض أنصارهم فى التيار الإسلامى اللجوء إلى العنف والدخول فى مرحلة صدام شديدة مع المجتمع بأكمله ردا على إنهاء تجربتهم فى الحكم بعد عام واحد فقط من بدئها؟.
بالطبع الإجابة هى نعم، فأسهل قرار يمكن أن يتخذه شخص أن يتخلص من حياته، وفى الطريق يتخلص من مجموعة لا يحبهم من الأشخاص، وتلك هى الآلية البسيطة التى يلجأ إليها الشخص الاستشهادى أو الانتحارى.
لكن السؤال الأكثر أهمية هو: هل فى مقدور الإخوان تحمل الكلفة الباهظة للجوء إلى العنف؟!.
الإخوان خسروا السلطة السياسية، وخسروا طيلة العام الماضى كل قوى المجتمع الحية تقريبا، فهل يغامرون بخسارة المجتمع بأكمله.
ثبت باليقين أن الإخوان لا يصلحون الآن ليحكموا، والبعض يتندر بالقول إنهم ينجحون تماما كمعارضين، لكن وبعد تجربة العام فى الحكم فإن علينا أن نقلق عليهم ــ حتى وهم فى المعارضة ــ إذا هم واصلوا التفكير بنفس طريقتهم خلال عام حكم مرسى.
ورقة الضغط الرئيسية التى يملكها الإخوان غير «ورقة الشرعية»، هى جماهيرهم المنظمة التى تجيد مبدأ السمع والطاعة، وهذه الجماهير يمكنها أن تصبح إيجابية خلال الاحتجاجات السلمية أو فى طوابير الانتخابات والاستفتاءات، لكنها يمكن أن تتحول إلى آلات متحركة للقتل والعنف إذا تلقت أوامر من قياداتها بذلك.
السؤال مرة أخرى: هل فى مقدور الإخوان تحمل تكلفة العنف؟!.
المؤكد أنه فى اللحظة التى سيبدأ فيها الإخوان اللجوء السافر إلى العنف فإنهم سيخاطرون بخسارة ما تبقى لهم من تعاطف بين الناس. غالبية المصريين نقمت على الإخوان فشلهم فى الحكم، لكن ربما هناك البعض لايزال يتعاطف معهم باعتبارهم لم يكملوا مدتهم أو «انضحك عليهم».
لا يدرك الإخوان حجم الخسارة الشعبية التى يتعرضون لها بسبب قرارهم الغريب بقطع وإغلاق بعض الطرق والميادين، فما بالكم إذا لجأوا إلى العنف؟!.
والطبيعى أن الإخوان سيفكرون فى خطورة اتخاذ قرار مثل هذا؟!، والمنطقى أنهم سوف يستدعون إلى الذاكرة كيف كان الشارع المصرى يتعاطف مع الجهاديين والجماعة الإسلامية، ثم انقلب عليهم تماما حينما لجأوا إلى العنف فى أوائل التسعينيات.
والمؤكد أيضا أن الإخوان سيضعون فى اعتبارهم ذكريات المصريين العاديين عندما شاهدوا جثة الطفلة شيماء التى قتلها المتطرفون بقنبلة أمام مدرستها فى مصر الجديدة، وكذلك تفجير مقهى وادى النيل فى ميدان التحرير.
فى اللحظة التى سيلجأ فيها الإخوان إلى العنف سيتم تصنيفهم فورا كجماعة إرهابية داخليا وخارجيا، ووقتها سيكون من حق جهات الأمن أن تتصدى لهم بكل أشكال القوة.
وأخطر ما فى الأمر أن الشعب نفسه سيتعامل مع الجماعة باعتبارها ليس فقط خارجة على القانون ولكن باعتبارها عدو.
ثم وهذا هو الأهم: لو أن الإخوان قرروا الصدام ، فهل هم قادرون على مواجهة الجميع، هل هم قادرون على مواجهة الشعب والجيش والشرطة والأحزاب والقوى السياسية والمجتمع المدنى والنقابات والهيئات.
فى اللحظة التى سيتخذ فيها الإخوان قرارا بالصدام مع المجتمع، قد يسببون مشكلة هنا وهناك، سيتحولون إلى صداع فى رأس المجتمع، سيعطلون حركة الإنتاج ويفشلون الحكومة، لكنهم وقتها سيكونوا قد اتخذوا قرارا بالانتحار الجماعى.


الانتصار الحقيقي في مصر
صالح عوض/الشروق الجزائرية
ذكرت مجلّة "تايم" الأمريكيّة إن ما حدث في مصر هو انقلاب عسكري مكتمل الأركان على الرئيس المنتخب، معتبرة أن مصر تشهد الآن "أسوأ ديمقراطيّة في العالم".
وخصصت مجلة تايم وهي إحدى أشهر المجلاّت في العالم، صورة غلاف العدد الجديد لما يحدث في مصر، وقسّمت الصورة على نصفين، الأيمن اصطبغ باللّون الأحمر في إشارة إلى الدم، وكتب عليه باللّغه الأنجليزيّة ما معناه: "أسوأ ديمقراطية في العالم" في إشارة إلى ما أقدم عليه الجيش المصري وسقوط قتلى وجرحى من الإخوان المسلمين ومناصري الشرعيّة.
أما الجزء الأيسر فقد كتب عليه "أعظم متظاهرين في العالم"، مشيدة بموقف مؤيّدي الرئيس المنتخب الذي أطاح به الجيش، المعتصمين احتجاجًا على عزله والانقلاب العسكري على المسار الديمقراطي، وتنصيب حاكمين جدد لا شرعيّة لهما.
ان هذا يعكس بدون أدنى شك الموقف الدولي او المراد له ان يكون موقفا دوليا في العاصمة الأمريكية.. وهو يسير في اتجاه تعميق الأزمة في مصر وليس حلها، لأن المنتصر في الاشتباك الداخلي خاسر ولا منتصر في النزاعات الداخلية والخاسر الكبير هو الشعب في امكانياته وابنائه ومستقبله، لهذا فإن اي كلام عن الغلبة في الميادين بين المؤسسة العسكرية والشعب المصري يعني بوضوح اننا دخلنا في الدوامة الكبرى التي خططت لها الإدارة الأمريكية ووجدت دعمها من دول الخليج وعلى رأسها المملكة السعودية.
حتى هذه اللحظة يتحلى الإخوان المسلمون بروح المسئولية العليا، اذ انهم يصرون على استرداد حقهم الديمقراطي بوسائل ديمقراطية تستخدم الاحتشادات والضغط بالملايين لإقناع المؤسسة العسكرية بضرورة التراجع خطوات عما قامت به.. وان السلمية التي التزمت بها حركة الإخوان تعني بوضوح ان المصريين يرتقون إلى مستوى ينأى بهم عن الفتنة الداخلية، لأن السيناريو المحتمل لهم والمراد بهم من قبل الأعداء ان يستدرج الإخوان إلى المواجهات العنفية ضد المؤسسة العسكرية، وان يستدرج الجيش إلى معارك داخلية تنهك اعصابه وتفتت قواه، في حين تتهرى مناطق اخرى أمنيا كسيناء وتتغول فيها انشطة الموساد الاسرائيلي.
الانتصار العظيم هو ذلك الذي يتجسد بخروج المصريين جميعا من الفتنة وتغليبهم لصوت العقل والحكمة والابتعاد عن تنطع المتنطعين وتيبس البعض.. الانتصار هو ان يتوصل المصريون إلى صيغة توافق، ومهما كانت بنودها، فلا بأس بها.. انها سفينة نجاة للمجتمع والدولة مهما كان حجم الخسارة لهذا الفريق او ذاك.. ان الخسارة تحسب بما يلحق الأوطان وليس بما يلحق برنامج هذا الحزب او ذاك..
فالمصريون اليوم امام فرصة اللحظات الأخيرة والأمة كلها تنظر إليهم فإما ان يخاطروا بمستقبل مصر والعرب والمسلمين، وإما ان يدخلوا الفرح في قلوب الأمة بمخرج من الفتنة الدهماء والله يتولانا بنصره وفرجه.