تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : اقلام واراء اسرائيلي 430



Haneen
2013-12-05, 10:30 AM
اقلام واراء اسرائيلي 430
4/9/2013

<tbody>


</tbody>


<tbody>
في هــــــذا الملف

ما موقف يهود الولايات المتحدة من الازمة السورية؟
بقلم: حيمي شليف،عن هآرتس

الفصل بين العمليات والامن
بقلم: د. رؤوبين باركو،عن اسرائيل اليوم

حينما يقاتل شريرٌ شريرا
بقلم: موشيه آرنس،عن هآرتس

النزول عن الشجرة السورية والسلم الاسرائيلي
بقلم: د. رون برايمن،عن اسرائيل اليوم

اسرائيل قادرة على وقف المشروع الذري الايراني
بقلم: عاموس هرئيل،عن هأرتس

اذا ذهبت الكوليرا فسيأتي الطاعون
بقلم: أفيعاد كلاينبرغ،عن يديعوت

اللعب مع الشيطان
بقلم: ارال سيغال،عن معاريف








</tbody>


ما موقف يهود الولايات المتحدة من الازمة السورية؟

بقلم: حيمي شليف،عن هآرتس
‘بدأ البيت الابيض أمس اتصالات بزعماء يهود امريكيين ليُجندهم هم ومنظماتهم ليدعموا جهود الادارة لاحراز موافقة من مجلس النواب على عملية عسكرية في سورية، لكنهم لا يسارعون الآن الى الانضمام للمعركة.
رغم يوم عطلة ‘الليبر دي’، بدأت أمس محادثات مباشرة بين موظفين كبار في الادارة والقيادة اليهودية، أُسمعت فيها رسائل الرئيس اوباما ووزير الخارجية كيري عن مركزية اسرائيل في تقديرات الادارة الامريكية. وأكد الموظفون كلام اوباما وكيري عن أن فوزهما في التصويت في مجلس النواب ضروري لمنع انتشار سلاح كيميائي قد يُعرض اسرائيل للخطر، ولردع ايران وحزب الله. ‘لا أعتقد أن اعضاء مجلس النواب سيريدون التصويت على نحو يُعرض اسرائيل للخطر’، قال كيري.
ويتجه وزير الخارجية الامريكي نفسه الى مشاعر الذنب التاريخية عند المجتمع اليهودي، بالمقارنة التي يُجريها بين النظام السوري والمانيا في الحرب العالمية الثانية، وبين الاسد وهتلر وبين عدم فعل الادارة آنذاك ازاء كارثة يهود اوروبا وصمت القيادة اليهودية في الولايات المتحدة، كما يُفهم ضمنا وبين المعارضة الحالية لعملية في سورية. أفادت جهات في الادارة الامريكية صحيفة ‘نيويورك تايمز′ بأن ‘الايباك أصبحت تضغط في مجلس النواب الامريكي لأجل عملية موجهة على الاسد’، لكن اشخاصا في المجتمع اليهودي تحدثوا مع صحيفة ‘هآرتس′ قالوا إنه لم يُبت الى الآن بقرار مُلزم. وعبر هؤلاء الاشخاص عن قلق للمكان المركزي الذي تعطيه الادارة لاسرائيل في النقاش العام وعن خشية من أن تكون اسرائيل ومؤيدوها معا قد حُشروا بين المطرقة والسندان، في حال سيخسرون معها في كل حال. ‘اذا أيدنا الرئيس فسنغضب الجمهوريين ونبدو مثل مُهيجي حرب’، قال أحد القادة أمس لصحيفة ‘هآرتس′. ‘واذا تنحينا جانبا ولم نفعل شيئا فسنُحدث قطيعة مع الادارة لن تُنسى سريعا’.
تجري الحملة الدعائية في المجتمع اليهودي موازية للاتصالات المباشرة التي بدأ يجريها البيت الابيض أمس لمشرعين كبار، وفي مقدمتهم السناتور الجمهوري جون ماكين الذي نافس اوباما في الرئاسة في 2008. ويطلب ماكين بعكس أكثر المُشرعين، من اوباما أن ينفذ عملية عسكرية واسعة أكثر طموحا من هذه المخطط لها تفضي الى اسقاط الاسد.
توجد تقديرات مختلفة لنسب القوى في التصويت المتوقع في الاسبوع القادم، ويستيقن مراقبون سياسيون من أن الصراع لم يُحسم بعد. إن الادارة الامريكية تولي موقف الجماعة الموالية لاسرائيل أهمية كبيرة، بل قد تكون حاسمة: فقد قال موظف رفيع المستوى في الادارة أمس لصحيفة ‘نيويورك تايمز′، إن جماعة الضغط الموالية لاسرائيل هي مثل ‘غوريلا وزنها 800 باوند في الغرفة’، أي أنها عامل تأثيره أكبر من كل عامل آخر في المحيط. لكن القادة اليهود في نيويورك وواشنطن لا يسارعون الى الوقوف علنا وراء الادارة أو الى استعمال جماعة الضغط الموالية لاسرائيل ‘الايباك’ لمصلحته، لاسباب مختلفة أُثيرت أمس في المحادثات العاجلة التي تمت بين الطرفين.
إن العلاقات الاشكالية في الماضي ايضا بين اوباما ونتنياهو ومؤيديه في القيادة اليهودية لها دور في التردد. إن بعض الجهات ترفض تعزيز مكانة اوباما السياسية وتتمنى هزيمته، في حين لا تستيقن اخرى تصميمه على الهجوم على سورية، حتى لو حصل على تفويض من مجلس النواب، وتخشى وضعا تضيع فيه الجماعة اليهودية اعتمادا على اجراء لن يتم آخر الامر.
قد يستطيع اليهود استعمال رأس السنة ذريعة لتأخير جوابهم، لكن يوجد من يُقدرون أنهم سيضطرون آخر الامر الى دعم الادارة ولو لابراء الذمة. ‘لا شك في أنه اذا رفض مجلس النواب عملية في سورية فلن يضر ذلك باوباما فقط، بل بمكانة ردع الولايات المتحدة وقوتها في العالم كله’، قال أمس لصحيفة ‘هآرتس′ شخص رفيع المستوى في الجماعة اليهودية. ‘إن من يعلن أنه يؤيد اسرائيل لا يستطيع أن يتنحى جانبا ويُمكّن من حدوث شيء كهذا’.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ

الفصل بين العمليات والامن

بقلم: د. رؤوبين باركو،عن اسرائيل اليوم
‘إن احباط عملية رجال حماس في المجمع التجاري ماميلا في القدس، التي كُتب عنها أول أمس، عاد ليشير الى قدرات ‘الشاباك’ على الاحباط. إن الكشف عن العملية يؤكد جوانب تنفيذية حاسمة بالنسبة لأمننا، أهمها إسهام جدار الأمن المحكم الاغلاق. فليس من العجب أن يُسمي منتقدو هذا الجدار المنقذ للحياة ‘جدار الفصل العنصري’ أو ‘جدار الابرتهايد’، لأنه يفصل بين الأحياء والأموات. ومما يفرحنا أننا في جانب الأحياء.
لماذا توجد عملية الآن؟ إنها جيدة دائما بالنسبة لحماس التي تسوء حالها، فقد تدهورت شعبية المنظمة بعد استكبار ورفض وقح لكل اقتراح مصالحة وطنية، حتى من كبار الزعماء العرب، مع السلطة الفلسطينية. وقد دمر الجيش المصري بيوت رفح في الجانب المصري من محور فيلادلفيا ودمر وأغلق أكثر الأنفاق التي كانت تمد حكومة حماس بالسلاح والمال والوقود والغذاء، وأغلق ممر رفح.
‘تُعرف مصر السيسي حماس بأنها مُعاوِنة على العمليات الارهابية الاسلامية الموجهة عليها من سيناء وتتهمها ايضا بالتعرض للمركز الثقافي المصري في غزة. وتركيا مشغولة بسورية. وقد أُغلقت ايران وسورية وحزب الله في وجه المنظمة منذ كان التمرد على الاسد، وتحاول السلطة الفلسطينية وقف تحويل الأجور الى الموظفين في غزة.
إن حماس التي ساء حالها تضطر في المدة الأخيرة الى الاتجاه الى أبو مازن والعاملين معه، كي يحاولوا مع مصر للافراج عن ناسها المعتقلين. وفي الاثناء تحترق المنطقة وتُحشر حماس في زاوية، وتقوى السلطة الفلسطينية وتُجري اتصالات مع اسرائيل، وعلى ذلك فان الورقة التقليدية التي بقيت في يد حماس هي صواريخ القسام والارهاب.
يقول المثل العربي: ‘ألف أم تبكي ولا أمي’. أجل إن وجود الجدار يجعل الأمور صعبة على الفلسطينيين الذين يشتكون من أن مساره يشير الى الاتجاه العام لحل الصراع، مع السلام أو بغيره: نحن هنا وهم هناك. ويرى فلسطينيون كثيرون هذا الجدار ‘السور الحديدي’ الذي يضع حدا لأحلام تحرير فلسطين وإغراقها بملايين اللاجئين أو إغراقنا بدم عمليات المنظمات الارهابية.
يحتج الفلسطينيون ومدعو اليسار في العالم على الجدار الأمني الذي يفصل بين شحنات الموت الناسفة وبين السكان اليهود، الذين يشتهون الحياة. إن الجدار الأمني يجعل الامور صعبة على مخططي العمليات ويشغلهم بالحياة اليومية، لأن المخربين يتحركون نتيجة مسار الحركة الذي يُمليه في المحاور الطولية ليهودا والسامرة. ولذلك يقيم الجيش الاسرائيلي حواجز في الشوارع للكشف عن المخربين وشحناتهم، ويعاني السكان الفلسطينيون ايضا. وهذا صعب، لكن أصعب من ذلك تحمل بكاء أمهات قُتل أبناؤهن.
ولما كانت خلايا القتل لا تستطيع أن تدخل نحو الغرب، فانها تستعين بـ’مخربي الأطراف’. ويُستعمل لهذه الغاية مواطنو شرق القدس الفلسطينيون، فالمنظمات الارهابية تختار القدس باعتبارها منطقة الاتصال المباشر بنا، وبسبب معناها الرمزي بصفتها عاصمة اسرائيل، واستغلالها للميول القومية عند مواطني شرق القدس الفلسطينيين، الذين توجد معهم بطاقات هوية زرقاء.
تحاول حماس الآن في وضعها الصعب، بواسطة العمليات، أن تعيد بناء مكانتها وتُشهد على وجودها، وأن تُحدث عداوة بين الفلسطينيين ويهود المدينة، وأن تمنعهم من الاندماج في حياتها، ويقول كثيرون علنا إن عندهم الكثير مما يخسرون، قياسا بالدول العربية وبالمناطق الفلسطينية، ومع ذلك ورغم وسائل الاحباط توجد اخفاقات ايضا.
إن احباط العملية في القدس يُذكر بمقالة شريرة نُشرت في الآونة الاخيرة في صحيفة ‘صهيونية’ معروفة اشتكى فيها الكاتب من أن ‘الذراع السياسية’ الاسرائيلية لا تُنسق مع ‘الذراع العسكرية’. وكتب أنه في الوقت الذي تُجري فيه وزيرة الخارجية تفاوضا مع الفلسطينيين على الخصوص، تنفذ أذرع اسرائيل العسكرية اعتقالات تُفشل ذلك. وقد كان يقصد الى أن يعرض اسرائيل على أنها منظمة اخرى ذات ذراع عسكرية وسياسية، وعرض عدم التنسيق بأنه نابع من البلادة أو ميل آثم. إن المشكلة هي أن حماس ومنظمات الرفض تقوم بعمليات حينما تستطيع، خاصة لافشال تفاوض سياسي. وفي الرد على ذلك ورغم خيبة أمل الكاتب الصحافي المذكور آنفا تضطر ‘الذراع العسكرية’ الاسرائيلية الى احباطها في وقت التفاوض خاصة، حتى من دون تنسيق مع وزيرة الخارجية.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ








حينما يقاتل شريرٌ شريرا

بقلم: موشيه آرنس،عن هآرتس
لا يريد رئيس الولايات المتحدة باراك اوباما اسقاط نظام بشار الاسد. وهو لا يريد أن يلتزم بموقف يؤيد هذا الطرف أو ذاك في الحرب الأهلية الهائجة في سورية، وهي حرب قُتل فيها الى الآن نحو من 100 ألف انسان من الرجال والنساء والاولاد، واضطرت أكثر من مليون انسان الى الفرار من بيوتهم.
إنه معني فقط بنقل الرسالة التالية: أيها الاسد لا تستعمل سلاحا كيميائيا! أو بعبارة اخرى أنت تستطيع الاستمرار في قتل النساء والرجال والاولاد، اذا لم تفعل ذلك بسلاح كيميائي. فقصف المدافع والقصف من الجو والصواريخ البالستية حلال، أما السلاح الكيميائي فلا. يصعب أن نصدق أن هذا هو ما يريد اوباما أن يقوله حقا، لكن يبدو أنه أسير الالتزام الذي التزم به مُرغما تقريبا قبل بضعة أشهر، حينما أعلن أن استعمال السلاح الكيميائي ‘خط أحمر’. وهو يشعر الآن بأنه يجب عليه أن يفي بهذا الالتزام وليحدث بعدها ما يحدث. لكن لا يوجد في هذا الكثير من المنطق، لأنه اذا كان القصد انقاذ حياة البشر، فيبدو أن هذا الهدف لن يُحرز، أو قد تكون النتيجة عكس ذلك.
إن الصور التي شوهدت في أنحاء العالم لجثث اولاد قُتلوا بسلاح كيميائي على أيدي قوات الاسد بالقرب من دمشق، تثير القشعريرة وستبقى منقوشة في ذاكرتنا وقتا طويلا؛ وهي تُذكر بصور الآلاف الخمسة من الرجال والنساء والاولاد الذين أُميتوا بسلاح كيميائي في البلدة الكردية حلبجة على يد الجيش العراقي في 1988. وينبغي ألا ننسى أن الجيوش العربية استعملت السلاح الكيميائي في الماضي فقد استعمله الجيش المصري في اليمن بين 1963 و1967، واستعمله الجيش العراقي على الايرانيين بين 1980 1988. ربما كان من الممكن آنذاك أن يتدخل العالم ويضع حدا لاستعمال هذا السلاح، لكن يبدو أنه لا أحد كان يهمه ذلك في حينه في الحقيقة.
إن الحقيقة البائسة بشأن الحرب الأهلية في سورية، هي أن الطرفين ينتميان الى قوى الظلام، فالاسد ورجاله جزارون برهنوا طوال السنين على قسوتهم. والنظام السوري جزء من ‘محور شر’ مع منظمة حزب الله الارهابية ووكيلتهما ايران. وفي مقابل ذلك يتصل المتمردون بالقاعدة وبمنظمات اسلامية متطرفة تسعى الى القضاء على اسرائيل وعلى الحضارة الغربية، وقد أظهرت من قبل قدرتها على تنفيذ هجمات قاتلة. فمن السهل أن نتخيل خطرها اذا انتصرت في الحرب الأهلية في سورية.
من ذا يريد أن يرى انتصار طرف من بين هذين الطرفين؟ ليته كان من الممكن أن نضع حدا لهذا الصراع الدامي، من دون مساعدة طرف من الطرفين لكن الامر مقرون بنقل قوات برية ومئات آلاف الجنود الذين سيضطرون الى نزع سلاح الطرفين. والقليلون في العالم الغربي يملكون القدرة على فعل ذلك، أما من عندها القدرة كالولايات المتحدة واسرائيل فغير مستعدة لفعل ذلك لاسباب واضحة.
وهكذا تستمر اعمال القتل بسلاح تقليدي وغير تقليدي بمساعدة ايران وروسيا وعدد من الدول العربية. وتنتقل المعارك الى داخل لبنان وقد تصل الى الاردن ايضا. ويبدو الآن أنه لا يمكن وقفها. إن جارتي سورية، تركيا واسرائيل، اللتين لهما قدرة عسكرية على حماية أنفسهما، في حالة تأهب لضمان الأمن على حدودهما. والأمل هو أن يصبح الطرفان ذات يوم مرهقين جدا بحيث يضعان سلاحهما.
ويحسن في الوضع الحالي الذي يبدو بلا أمل الآن، الذي يحارب فيه الشرير الشرير، عدم التدخل.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ









النزول عن الشجرة السورية والسلم الاسرائيلي

بقلم: د. رون برايمن،عن اسرائيل اليوم
‘من الصحيح الى الآن أن ‘معركة’ العالم ‘المتنور’ مع حاكم سورية تبدو عالقة اذا لم نشأ المبالغة: فرئيس الولايات المتحدة ينتظر مجلس النواب؛ ورئيس وزراء بريطانيا فشل في الحصول على دعم من البرلمان. ولا يوجد الآن دعم دولي أو داخلي لعملية امريكية تردع الاسد وتبرهن على أن الولايات المتحدة ما زالت زعيمة العالم الحر.
‘تحدث اوباما ووزير خارجيته وديفيد كاميرون حديثا عاليا عن ضربة مؤلمة لنظام الحكم في دمشق، حينما يُستعمل السلاح الكيميائي. وإن استيقاظهم المتأخر يوحي بتسليم بذبح عشرات آلاف المواطنين السوريين بسلاح غير كيميائي، أي أن تقنية القتل وحدها هي التي تقلقهم لا القتل الجماعي نفسه. ويبدو أنهم أحدثوا توقعات عالية كثيرا لعملية عسكرية، توقعات لا يستطيعون أو لا يريدون الوفاء بها. وقد تسلقوا شجرة عالية جدا، ولا يعرفون كيف ينزلون عنها. فلا عجب أنهم في موسكو ودمشق وطهران يفركون أيديهم في متعة.
لا تستطيع الادارة الامريكية أن تُبيح لنفسها الاستمرار في الجلوس على شجرة عالية، وفي طريق مسدود لا مخرج فيه. ولن تعيد عملية عسكرية متأخرة ومقلصة بناء الردع ايضا.
‘إن الخشية هي أن تتم بدل الهجوم محاولة النزول عن الشجرة، وإظهار نجاح ما يعيد بناء جلالة شأنهم، التي قد أُضر بها. وقد يحاولون التوصل الى ‘انجاز′ سريع يمحو الضعف والتردد اللذين ميزا علاجهم لما يجري في سورية. ويأتي هذا الوضع بعد سلسلة أخطاء في قراءة الواقع في العالم العربي والاسلامي عامة، وفي مصر خاصة، وبعد العلاج الساذج للمشروع الذري الايراني.
يجب على اسرائيل أن تأخذ في حسابها أن الخيبة الامريكية والاوروبية، بسبب العلاج المتخاذل للتحديات التي عرّضهما لها العالم الاسلامي قد تفضي الى انفجارها في وجه اسرائيل بصورة خطيرة. إن حاجة اوباما وكيري والدول الاستعمارية في اوروبا، المُلحة الى ‘انجاز′ ما قد تفضي بهم الى محاولة احراز ‘نجاح’ في اسرائيل خاصة (يشهد مرة اخرى بقراءة مختلة للواقع).
ومعنى ذلك أنه بدل أن يتحسن أمن اسرائيل نتاج ضربة قاسية لسورية، واشارة رادعة لايران، قد تكون نتيجة الازمة الحالية ضغطا متزايدا سافرا على اسرائيل في اتجاه ‘حل’ الدولتين، حل ليست له أية صلة بالسلام، لكنه قد يبدو في واشنطن ولندن من نوع سلم للنزول عن الشجرة السورية.
اعتادوا أن يقولوا في الماضي: ‘إضرب اليهود وأنقذ روسيا’. ولا يُفترض أن تكون اسرائيل دائما في المركز، لكن يجب عليها مع كل ذلك أن تأخذ في حسابها أنه سيوجد من يريد أن يتبنى هذا الشعار. ومن المهم أن نحلل بصورة صحيحة الواقع المركب وأن نتنبأ بتطورات محتملة وأن نستعد لها مسبقا. وعلينا أن نُبين في حزم أن حل الخيبات الامريكية والاوروبية لن يتم على حساب اسرائيل، وأننا لا ننوي أن نكون وسيلة لعلاج خيبات اوباما ووزير خارجيته. ينبغي أن نُبعد عن المسيرة السياسية أولا جهات اسرائيلية حتى في داخل الحكومة متحمسة لضغط خارجي لأجل ‘حل’ ليس حلا. إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مدفوع الى اتخاذ قرارات صعبة، مثل فصم الصلة الكاذبة بين السلام والدولة الفلسطينية غرب الاردن.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ


اسرائيل قادرة على وقف المشروع الذري الايراني

بقلم: عاموس هرئيل،عن هأرتس
على حسب صحيفة ‘نيويورك تايمز′، التي استعادت مسار اتخاذ القرارات في الادارة الامريكية، الذي أُجل في نهايته بصورة مفاجئة الهجوم على سورية، والتقرير المركزي الذي عرض على الرئيس باراك اوباما، والذي كان كان يتعلق بايران خاصة، فان رئيس الولايات المتحدة على ثقة بأنه سيحتاج الى مجلس النواب في المستقبل، اذا استقر رأيه على أن يهاجم برنامج ايران الذري، ولهذا فهو غير معني للالتفات الآن الى مجلس الشيوخ ومجلس النواب في اتخاذه قرارا يتعلق بسورية.
يمكن أن نُخمن أن التغيير في آخر لحظة في توجه اوباما، قد نبع من تأليف بين تقديرات استراتيجية وسياسية واخلاقية، لكن يبدو أن ذِكر السياق الايراني، في نبأ سُرب الى ‘التايمز′، يرمي الى حاجات اخرى. اذا اختار اوباما آخر الامر خيار الهجوم العسكري على سورية فانه يحتاج الى المعسكر الكبير من مؤيدي اسرائيل من الحزبين في مجلس النواب كي يُجيزه بالتصويت. إن الورقة الايرانية المستقبلية تعليل مهم لتجنيد تأييد لاجراءاته على سورية. ومع عدم وجود تحالف دولي يؤيد الهجوم خلص اوباما الى استنتاج أنه يحتاج الى تأييد سياسي (وتسويغ دستوري) من الداخل للعمل العسكري في سورية.
لكن استقرار رأي اوباما على تأجيل الهجوم على سورية في آخر لحظة باعتباره نذير سوء بالنسبة لتحالف آخر، وهو الحلف الذي يمكن أن نصفه بأنه ‘حمائمي’ في القضية الايرانية، بين كبار مسؤولي جهاز الامن في اسرائيل. فعلى حسب سلسلة طويلة من الأنباء المنشورة، حاول رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق ايهود باراك ثلاث مرات في فصلي الصيف والخريف في 2010 و2011 و2012 أن يُقدما قرارا يتعلق بهجوم اسرائيلي مستقل على ايران، رغم الاعتراض الامريكي.
وفي جميع الأحوال صدتهما جبهة مضادة في الداخل اشتملت على قادة الجيش الاسرائيلي (ومنهم كبار مسؤولي ‘أمان’ وسلاح الجو)، والموساد و’الشاباك’ ووزراء السُباعية بوغي يعلون ودان مريدور وبني بيغن. ولم يُجدِ ايضا الاستبدال بقادة أذرع الأمن في الوقت المخطط له، فقد تمسك الوارثون ايضا بالمواقف نفسها. ولم ينجح نتنياهو وباراك في حشد قوة كافية للتغلب على المعارضة الواسعة وقيادة هجوم اسرائيلي على ايران.
أثار معسكر المعارضين سلسلة طويلة من الدعاوى لتأخير الهجوم الاسرائيلي، فقد شك بعضهم بقدرة اسرائيل على العمل بصورة فعالة بنفسها على إبعاد التهديد الذري؛ واعتقد آخرون أنه لم تتهيأ الظروف لذلك الى الآن وأنه لم تُجرب الى الآن جميع المسارات البديلة، لكن الدعوى المركزية التي كانت مشتركة بين الجميع تعلقت بالعلاقات الخاصة بالولايات المتحدة، فقد زُعم أن عملية تُضاد المصلحة الامريكية ستضر ضررا شديدا بدعم الادارة الامريكية لاسرائيل، هذا الى أنه ما زال يوجد احتمال معقول لأن يستقر رأي اوباما على العمل بنفسه حينما يبلغ السيل الزبى بسبب وعده القاطع باحباط بلوغ ايران الى القدرة الذرية (لا الاحتواء فقط).
كان يبدو في الاشهر الاخيرة وكأن خيار الهجوم المستقل على ايران أخذ يفلت من يد نتنياهو، فقد انتُخب في ايران رئيس معتدل نسبيا هو حسن روحاني، قوّت تصريحاته تأييد المجتمع الدولي لاستنفاد قناة التفاوض الدبلوماسي مع طهران. ويوجد في مكان باراك الآن في مكتب وزير الدفاع يعلون، وهو من قادة الجناح المعتدل في مسألة الهجوم المستقل، أما الشركاء الجدد لنتنياهو في الحكومة، ولا سيما الوزير يئير لبيد، فلهم أجندات سياسية مختلفة سيشوش ضرب ايران عليها.
إن نتنياهو حذر جدا من أن يُهين الامريكيين علنا بسبب القرار المتعلق بسورية، بل إنه وبخ الوزير أوري اريئيل الذي وخز اوباما بكلامه، رغم تحذير صريح من رئيس الوزراء، لكنه يمكن أن نُقدر من متابعة تصريحات سابقة لنتنياهو بشأن ايران وبيقين أنه أصبح مشحونا بايمان أكثر اتقادا مما كان في العادة منذ السبت الماضي، بالفرضين الأساسيين اللذين عاد بهما الى ديوان رئيس الوزراء في 2009: الاول أنه هو وحده بين الجميع يفهم التهديد الايراني فهما صحيحا، ويفهم الأخطار التي تصاحبه ومنظـومة القـوى العالمية التي تشتغل بذلك.
والثاني هو أن اسرائيل وحدها برئاسته تستطيع أن تُزيل آخر الامر التهديد الذري عن برنامج العمل العام، وأنه لا يمكن الاعتماد على أية دولة اخرى لتعالج المشكلة بدلا منا. والمشكلة من وجهة النظر الاسرائيلية في استقرار رأي اوباما على تأجيل الهجوم على سورية ليست في القرار نفسه (الذي لا يجوز لاسرائيل أن تتدخل فيه)، بل في التعوج الكثير التردد الذي قام به الرئيس حتى اعلانه. وقد تكلم نتنياهو في الماضي في حلقات مختلفة على أن اجراءات الولايات المتحدة في سورية تُراقب وتُحلل في ايران.
إن البت في سؤال هل تهاجم اسرائيل ايران وحدها قد تم تأجيله كما يبدو الى سنة 2014، بعد استنفاد جولة اخرى أو اثنتين من المحادثات الذرية بين طهران والقوى الكبرى.
واذا فشلت الاتصالات ايضا فانه يتوقع اختلاف شديد في القيادة العليا الاسرائيلية، ليس من الواضح البتة هل ينتهي لصالح مؤيدي الهجوم. لكن اذا هاجم نتنياهو آخر الامر، رغم المعارضة في الداخل والخارج فانه يبدو أن نهاية الاسبوع في 31 آب/اغسطس 2013 سيتم تذكرها بأنها تاريخ رئيس في صورة بلوغه الى القرار.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ

اذا ذهبت الكوليرا فسيأتي الطاعون

بقلم: أفيعاد كلاينبرغ،عن يديعوت
من المنطق أن نقول ان الولايات المتحدة ستهاجم سورية آخر الامر، وهي لن تفعل ذلك لأن الاسد يذبح أبناء شعبه، فهو يذبحهم منذ زمن بعيد ولم يتدخل الغرب. وتشهد التجربة على أنه يمكن القتل بسلاح تقليدي ايضا، وان هذا لا يهم الضحايا في الحقيقة. اذا هاجمت الولايات المتحدة فلن تفعل ذلك، لأنه تم تجاوز خط احمر اخلاقيا، فقد تم تجاوز هذا الخط منذ زمن، بل إنه ليس من المؤكد الحديث عن تهديد لـ’سلام العالم’. إن السلاح الكيميائي على عكس أنواع اخرى من وسائل الابادة الجماعية، كالسلاح الذري والبيولوجي ليس ‘كاسرا للتعادل’، فله تأثير محدود ولا سيما في المدنيين. وهو من عدة جوانب أقل فاعلية من القنابل الحارقة التي لا يُحرم استعمالها ولا تقل نتائجها فظاعة.
اذا هاجمت الولايات المتحدة فانها ستفعل ذلك لاسباب سياسية، حينما حذر اوباما من أن استعمال السلاح الكيميائي سيستتبع ردا، لم يُعلن إنذارا كان يرمي الى وقف ذبح الأبرياء، بل حدد خطا أحمر نظريا تماما. وبعد كل شيء أية مصلحة للاسد في أن يقتل أعداءه بسلاح كيميائي، في وقت يملك فيه رخصة قتلهم بنفس القدر من الفاعلية بسلاح عادي؟ بيد أن الاسد استقر رأيه على التجاهل لاسبابه الخاصة. وسيُعاقب على هذا، أي على تجاهل التهديد الامريكي. فالولايات المتحدة تريد أن تُظهر أنه لا يجوز الاستخفاف بتهديداتها. وليس من المؤكد أنها معنية باسقاط نظام الاسد. لا يعني هذا أنها متحمسة للاسد لكنها ليست متحمسة حقا للبديل، اذا كانت قد افترضت في الماضي أنها قادرة على أن توجد بديلا من العدم، فهي اليوم أقل ثقة بنفسها. فمن المنطق أن نفرض اذا أن عملية العقاب المتوقعة في سورية لا ترمي الى اسقاط النظام، فالولايات المتحدة ستلطم الاسد ولن تُسقطه.
يمكن أن يزعزعنا عدم الاكتراث الاخلاقي للولايات المتحدة. فقد كنا نتوقع أن تعمل زعيمة العالم الحر في وقف مذبحة جماعية وأن تُسقط المسؤولين عنها، ولو أن اجراءات سياسية كانت تحدث في فراغ لكان هذا هو العمل الاخلاقي، بيد أن هذا العالم هو مكان تفضي فيه النوايا الخيّرة أكثر من مرة الى الجحيم. هل تتذكرون صدام حسين؟ لقد استعمل حسين، وهو مريض نفسي قاتل، السلاح الكيميائي ضد أبناء شعبه، لكنه على عكس الاسد كان عنده التبجح والوسائل ايضا لاحراز هيمنة اقليمية، تُعرض الدول المجاورة للخطر جدا. كانت بواعث العملية الامريكية في العراق مركبة في الحقيقة، لكن الرغبة في اسقاط مستبد بغيض وتمكين شعبه من حياة أطيب وأكثر حرية كانت جزءً منها. وكانت نتائج ذلك الاجراء الذي يستحق المدح، مدمرة. فالولايات المتحدة لم تستطع تحسين الاوضاع في العراق، وقد أفضت من دون أن تقصد ذلك الى عدم استقرار في العراق بالفعل والى تقوية كبيرة لايران والى سفك دماء لم يسبق له مثيل، أكثر مما جرب الشعب العراقي طول سني حكم صدام حسين، بل إن العملية التي كانت أكثر حذرا في ليبيا أثمرت نتائج اشكالية. فليس من الواضح الى الآن أي نظام سيحكم ليبيا بدل نظام القذافي الاستبدادي، لكنه أصبح واضحا الآن أن انهيار النظام أفضى الى تسريب كارثي لسلاح ليبي الى أشد المنظمات خطرا. إن من يُرد الاتيان بفائدة يُحدث ضررا احيانا وتأتي الكوليرا احيانا بدل الطاعون.
إن الاستنتاج من هذا الادراك بائس وهو أن يُفضل أكثر من مرة إبقاء الأوغاد على حالهم، لأن البديل ببساطة اسوأ. لا تفكك اذا لم تكن على ثقة بأنك تعرف التركيب من جديد. إن فكرة أن من أراد اطلاق النار يُطلقها ببساطة ولا يفكر كثيرا تناسب فيلما هوليووديا ولا تناسب الشرق الاوسط. إن اوباما غير متردد لكنه يفكر.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ

اللعب مع الشيطان

بقلم: ارال سيغال،عن معاريف
‘غني عن البيان كتابة مقال آخر يندد او يثني على تردد الرئيس اوباما. ‘حين تسكت الصقور، تبدأ الببغاوات بالثرثرة’ قال تشرتشل، حكمة تنقصنا جدا الان. لا خلاف في أن الامريكيين يجدون صعوبة في انتاج سياسة متماسكة قادرة على التصدي لفوضى الشرق الاوسط. يخيل ان المقارنة بالايام المظلمة في التاريخ صحيحة اكثر من أي وقت مضى. فقد اختار البرلمان البريطاني العار الاخلاقي، واثبت كم عميقا دفن إرث تشرتشل. ايران تنظر بهزء وهي واقفة الى الجانب، وتتقدم بخطى حثيثة نحو القنبلة. والصحيح في هذا الوقت هو أن ليس هناك من يوقفها. والروس مثل الروس، مثلما كانوا في الايام المظلمة لحلف ريبنتروف مولوتوف، مرة اخرى يلعبون مع الشيطان. كأمة، الروس لم يعملوا دوما حسب المنطق الغربي المقبول او المقاييس الحضارية. فحقوق الانسان تهمهم كما تهمهم الشعرات التي تساقطت العام الماضي.
‘لا يمكنني أن أتوقع الاعمال الروسية’، اوضح تشرتشل في حينه. ‘هذا لغز، مغلف بالغموض، والمجهول؛ ولكن لعله يوجد مفتاح وهذا المفتاح هو المصلحة القومية الروسية’. وما هي المصلحة التي تقود سياسة بوتين التهكمية؟ ليس النفط، فروسيا ليست متعلقة بالشرق الاوسط. ولا المصالح الاقتصادية الصرفة. كل محاولة لتحليل السلوك الروسي بادوات قيمية او كبديل بالواقعية السياسية مآلها الفشل، لان السلوك الروسي مأخوذ من مجال الصحة النفسية. دافعية تتغذى بوقود جنون قوة عظمى انهارت ويعاد بناؤها. من مهانات الماضي. الرغبة في العودة الى الهيمنة كقوة عظمى حيال الولايات المتحدة، العامل التاريخي الذي فكك الاتحاد السوفييتي في نهاية منافسة دامية، يفوق كل اعتبار للمنطق الاخلاقي. ولهذا فان الروس الان يلعبون اللعبة الشعبية الخطيرة، الروليت الروسي.
ان الاستخدام الابكر لتعبير الروليت الروسي يظهر في قصة قصيرة بقلم جورجي سورداز الفرنسي في العام 1937. وتأتي الحبكة بقصص المقاتلين في الفيلم الاجنبي الفرنسي، ومنها تجربة في الحرب العالمية الاولى لعريف روسي في الفيلق. ذاك الروسي خدم في جيش القيصر في منطقة رومانيا، العام 1917 والواقع كان يهتز من لحظة الى لحظة بسبب الثورة التي اندلعت في الام روسيا. بالنسبة لضباط الجيش القيصري بدا المستقبل عديم الامل، وقد شعر اولئك الضباط ليس فقط بانهم يفقدون عائلاتهم، مكانتهم المهنية ومستقبلهم الاقتصادي، بل وبالاساس بالاهانة امام الزملاء من جيوش الحلف. وكان الضباط الروس يمسكون فجأة مسدساتهم في اماكن مختلفة، في غرفة الطعام، حول طاولة في مقهى، في جلسة لاحتساء كأس مع الاصدقاء، يفرغون عبوة المسدس الا من رصاصة واحدة، يديرونها، يغلقون، يلصقون المسدس بالرأس ويضغطون على الزناد. كانت هناك خمس فرص الى واحدة في أن تطرق المطرقة الرصاصة الحية فتزين الغرفة بدمائهم. هذا حصل في بعض الاحيان ولم يحصل في اخرى، كما يجمل العريف الروسي في قصته. لعبة اخرى للضباط الروس في تلك الفترة تسمى ‘الكوكو’. عدد من الضباط كانوا يجتمعون في غرفة، يطفئون النور، يختبئون خلف الاريكة والكراسي وهم مسلحون بطلقة واحدة في المسدس، وعند صوت ‘الكوكو’ ينهضون ويطلقون النار من دون تمييز في اتجاهات مختلفة.
الثمن في الروليت الروسي معروف. الاحتمالات على الطاولة، 1 الى 5. القنبلة الشيعية الايرانية في الطريق الى حكم المهدي لن توفر حياة الروس حين تطلق على اليهود أو الانجلوساكسونيين البروتستانتيين. يمكن فقط الامل في أن يطيع التاريخ المنتقد الحاد للروس، الرفيق كارل ماركس، فيتكرر كمهزلة وليس، لا سمح الله، كاعادة لمأساة معروفة مسبقا.

ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ