المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اقلام واراء اسرائيلي 433



Haneen
2013-12-05, 10:32 AM
اقلام واراء اسرائيلي 433
6/9/2013

<tbody>




</tbody>


<tbody>
في هــــــذا الملف

على اوباما أن يهاجم ايران الآن وأن ينسى سورية
بقلم: ناحوم برنياع ،عن يديعوت

إن تردع تسكن روع الجمهور
بقلم: أمير أورن،عن هارتس

بعض العرب من مواطني اسرائيل في خدمة المستوطنات
بقلم: درور أتكس ،عن هآرتس










</tbody>


على اوباما أن يهاجم ايران الآن وأن ينسى سورية

بقلم: ناحوم برنياع ،عن يديعوت

في 1936 كتب جورج أورويل قصة ‘اطلاق النار على فيل’، وهي قصة تربت عليها أجيال من القُراء. كانت بريطانيا تحكم بورما وكان أورويل يخدم فيها ضابطا في الشرطة، وقد كرهه المحليون كما كرهوا الاوروبيين جميعا. وفي ذات صباح أبلغوه أن فيلا مروضا أُصيب بالجنون، كما يحدث للفيلة في فترة الشبق الجنسي. وهاج الفيل وحطم الدكاكين في السوق وقتل انسانا، والى أن وصل مكان الحادث كان الفيل قد سكن اضطرابه وربض في سكون في الحقل يأكل العشب.
لم يقصد اورويل اطلاق النار على الفيل، لكن الجمهور حثه على ذلك. ‘خطوت في أسفل التل أشعر بشعور الأحمق والبندقية على كتفي والجمع في تزايد واكتظاظ على أثري.
‘وفي اللحظة التي رأيت فيها الفيل علمت بيقين كامل أنه لا يجوز لي أن أطلق النار عليه. فعن بُعد، وهو يأكل في هدوء لا يبدو أخطر من بقرة. وقد كانت نوبة جنونه قد زالت تقريبا. واستقر رأيي على أن أتعقبه وقتا ما كي أتحقق من أنه لا يبدأ الهياج من جديد، ثم أعود الى البيت.’
‘لكنني نظرت آنذاك الى الجمع خلفي. كان هناك ألفان من السكان المحليين على الأقل، وكان آخرون ينضافون في كل لحظة. وكان الجميع على يقين بأنني أوشك أن أطلق النار. وكانوا ينظرون إلي كما ينظرون الى ساحر. واستطعت أن أشعر بآلاف اراداتهم تحثني بقوة لا يمكن الصمود في وجهها. توقع الناس مني أن أطلق النار وكنت مُجبرا على أن أُلبي رغبتهم. إن السيد يجب أن يسلك سلوك السيد، فيجب عليه أن يكون مصمما. اذا ابتعدت من هناك في عجز فسيسخر الجمهور مني، وهذا لا يؤخذ في الحسبان. كانت حياتي كلها صراعا دائما كي لا أكون سخرية’.’
وأطلق اورويل النار وعاد وأطلقها الى أن سقط الفيل.
‘و’بعد ذلك’ كتب، ‘بدأ جدل لا ينتهي في قتل الفيل. فقد كانت الآراء بين الاوروبيين مختلفة، فقال كبار السن إنني على حق، أما الشباب فزعموا أنه كان من الحماقة اطلاق النار على الفيل لأنه قتل محليا، لأن الفيل قيمته أكبر من قيمة اي محلي بائس. وقد فرحت جدا متأخرا بأن محليا قُتل، فقد برأني قتله من جهة قضائية. وتساءلت أكثر من مرة هل خطر ببال أحد أنني قتلت الفيل فقط كي لا أُرى أحمق’.
وقف باراك اوباما في يوم السبت الاخير في وجه الفيل وفي يده بندقية محشوة والجموع من خلفه، واستقر رأيه فجأة على الانتظار على نحو فاجأ الجميع. وفي تلك اللحظة كف العالم عن الانشغال ببشار الاسد وبأفعاله، وتحول ليبحث في باراك اوباما وتصميمه وزعامته وحكمته وما يفعله بالتاريخ الامريكي. إن الاختلاف في عملية عسكرية في سورية يقسم الاحزاب من الداخل. فمؤيدو العملية في الحزب الديمقراطي يجدون شركاء في رأيهم في جناح الصقور من المحافظين الجدد ومن الجمهوريين؛ ويتصل معارضو العملية من الديمقراطيين بجمهوريين من النوع الانفصالي. لكن الجدل في اوباما في مقابل ذلك يجعل الحزبين وجها لوجه في مواجهة غريزية مشحونة. فلا توجد على اوباما تخفيضات ولا مصالحات ولا اتفاقات. فهو في نظر جهة مُخلِّص وفي نظر اخرى خائن.
يوجد غير قليل من المنطق وربما العدل ايضا في استقرار رأي اوباما على الانتظار، لكن يجب على مؤيدي اوباما ايضا أن يعترفوا بأن الطريق إليه كان مرصوفا بالأخطار. يمكن أن نبدأ بالـ16 كلمة التي قالها قبل سنة في حديث مع المراسلين الصحافيين. وقد أراد اوباما أن يُبين لماذا لا ينوي التدخل في الحرب الأهلية في سورية، رغم القتل الجماعي. وأضاف كي يُعادل الانطباع الانهزامي الذي أثاره كلامه، قائلا: ‘سيكون خطا أحمر بالنسبة إلينا اذا بدأنا نرى كميات من السلاح الكيميائي تتحرك في الميدان أو تبلغ الى درجة الاستعمال’. وحينما قال اوباما كلامه كان على يقين من أنه لن يبلغ أبدا مرحلة الامتحان. وقد نسي أن الخط الاحمر سيف ذو حدين، فهو كما يهدد الطرف الثاني يُلزم طرفك. كان عند اوباما جواب عن المسألة السورية وكان بايجاز أنه مهما يحدث فلن تتدخل امريكا. لكن الخط الاحمر الذي حدده أفرغ سياسته من المضمون. وفي حين كان الاسد يُمطر أبناء شعبه بالسلاح الكيميائي، كان سؤالان يُطاردان اوباما، الاول، أين استراتيجيتك؛ والثاني أين الصدق.
وكان الخطأ الثاني الصيغة القاطعة التي وصف بها متحدثو الادارة، وفي مقدمتهم وزير الخارجية كيري، العملية العسكرية الامريكية. وقد أحدثت التصريحات توقعات كبيرة ودراما اعلامية شملت العالم كله. وقد ترك استقرار الرأي على التراجع عنها في آخر لحظة، أمام منصة فارغة وسماعة مفردة، انطباعا عن رئيس متردد ومُحجم وخائف.
وكان الخطأ الثالث هو استقرار الرأي على التوجه الى مجلس النواب. قد أكون مخطئا لكن يبدو لي أن اوباما كان سيخرج على نحو أفضل من خطبته في يوم السبت لو أنه قال: ‘فحصت جيدا عن الخطط التي قدمها إلي رؤساء هيئة القيادة العامة. ويؤسفني أنني لم أجد فيها جوابا مناسبا عن المشكلة التي أريد حلها. إن الخطر هو أننا اذا عملنا بطريقة لا تفضي الى تغيير الوضع فسنقوي الاسد بدل أن نُضعفه. وأنا استطيع أن أعد الشعب الامريكي والعالم كله بأننا سنبذل في الايام القادمة جهدا رفيعا كي نفضي الى تغيير الوضع بطريقة عسكرية أو بطرق اخرى’.
ونقل بدل ذلك القرار الحاسم الى مجلسي النواب. وكان الاجراء غريبا في أحسن الحالات وفاسدا في اسوئها. فقد بذل الرؤساء الامريكيون دائما أقصى ما يستطيعون لابعاد مجلس النواب عن قرارات حاسمة في الشؤون الخارجية. حينما أدرك الرئيس روزفلت أنه يجب عليه أن يُشرك بلده في حرب المانيا النازية ضلل اعضاء مجلس النواب الذين دعوا الى الابتعاد؛ وحينما أراد الرئيس جونسون أن يوسع التدخل الامريكي في فيتنام، اختلق سببا لعملية حربية. وقد تجاوز اوباما نفسه مجلس النواب حينما أمر في 2011 بالهجوم على قوات حاكم ليبيا معمر القذافي من الجو. وقد احتج اعضاء مجلس النواب وبيّن اوباما أنه لا يجب عليه، بحسب القانون، أن يطلب موافقتهم.
منذ أن انتُخب اوباما رئيسا كان الجمهوريون في مجلس النواب يبذلون كل ما يستطيعون لاحباط كل اجراء له، ولاساءة سمعته على رؤوس الأشهاد؛ وكان هو يفعل كل شيء كي يلتف عليهم، فأصبحت النتيجة استقطابا وشللا وأضرارا ضخمة بالقدرة الامريكية على الحكم. إن احتمال أن يفضي الاسد خاصة الى سلام داخلي في واشنطن ليس كبيرا. وأكثر من ذلك منطقا أن نفرض أن اوباما يريد أن يجعل الشلل في مجلس النواب ذريعة وورقة تين وكبش فداء.
‘إن اوباما متأكد أنه يفهم أفضل من الجميع سير التاريخ. كان القرن العشرون هو القرن الامريكي. أما العقد الأول من القرن الواحد والعشرين فقد استنزف امريكا من جهة اقتصادية وعسكرية وسياسية، فحُكم عليها أن تنطوي نحو الداخل. ويبدو أن تشاؤم اوباما يعبر عن شعور أكثر الامريكيين الآن بالواقع. وفي هذا قوتها. لكن اوباما لا ينظر الى التاريخ من أعلى مقعد المتفرجين فهو رئيس مُكلف. وتميل نبوءاته المتشائمة الى أن تحقق نفسها.
من الصحيح أن أعود لأقتبس في هذا السياق جملة قالها لي في المدة الاخيرة أحد مقرري السياسة في اسرائيل. ويبدو لي أن الجملة توجز بصورة جيدة الشعور هنا. قال إن امريكا استقر رأيها على أن تترك دورها بصفة شرطي العالم في وقت أسرع مما ينبغي، فالعالم لم ينضج لذلك حتى الآن.

فترة الانتظار

إن فترة الانتظار هي فرصة ايضا كما أثبتت اسرائيل في 1967. فموقف روسيا قد يتغير ويمهد الطريق لابعاد الاسد وإبعاد الجهاديين عن سورية؛ وقد يصوغ اوباما خطة عسكرية مطورة ويحظى بأكثرية حاسمة في مجلسي النواب. ويشير سيناريو أقل تفاؤلا الى خمس عقبات ممكنة مقرونة بالانتظار بترتيب صاعد:
1-”فقدان الأهداف. فالمهلة ستُمكّن الجيش السوري من أن يُفرق مخزوناته بطريقة تجعل العملية العسكرية لا معنى لها وتجعل الاسد ووكلاءه الايرانيين والروس منتصرين.
2-”فقدان الثقة بأمريكا. لن ينظر أحد في العالم بعد ذلك بجدية الى الخطوط الحمراء التي يخطها الرئيس. وسيتم استيعاب الرسالة أولا في طهران وبيونغ يانغ وتُسرع التقدم الايراني نحو السلاح الذري.
3-”سيفقد الرئيس في واقع الامر القدرة على أن يأمر بعمليات عسكرية وستفرغ صفة ‘القائد الأعلى’ من مضمونها. فلن تكون بعد ذلك اعمال قصف في ليبيا من دون موافقة اعضاء مجلس النواب، ولا اطلاق صواريخ من طائرات بلا طيارين وهجمات سايبر. فمنذ اللحظة التي وضع فيها الرئيس هذه القوة الضخمة في يد المُشرعين، فانهم لن يسارعوا الى التخلي عنها. وقد نشأت سابقة قد تؤثر في مكانة الرئاسة في السنين التالية. فالرئاسة الاستعمارية ستُخلي مكانها لطراز أكثر تواضعا وأكثر تركيبا. فالبيت الابيض سيوصي والتل الذي هو مكان وجود مجلسي النواب سيوافق.’
4-”’ستتضرر مكانة امريكا في العالم ضررا شديدا. وتقول مقالة كتبها هذا الاسبوع ديفيد روتكوف محرر الصحيفة الاسبوعية ‘فورين بوليسي’، إنه اذا صوتت الكثرة من مجلسي النواب ايضا تؤيد الهجوم، ‘فسيتم انتقاص التصور الذي يرى أن امريكا هي لاعبة عظيمة القوة على المسرح الدولي، وأن رئيسها هو انسان لكلمته وزن في العالم. إن الزعماء الاجانب يعرفون اجراء الحساب. أصبحت امريكا بعد العراق وبعد افغانستان أقل ميلا الى التدخل، وهي تحجم عن استعمال قوة عسكرية وتمتنع عن فعل ذلك سريعا. إن اولئك الذين كانوا يخشون في الماضي أن يتحدوا الولايات المتحدة ستصبح خشيتهم أقل من الآن، سواء أكان ذلك خيرا أم شرا’.
5-”إن احتمال عملية عسكرية واسعة موجهة على منشآت ايران الذرية قد انخفض انخفاضا شديدا. وهذا ما يجب على اوباما أن يفعله الآن في ظاهر الامر كي يزيل الأضرار، أن يهاجم ايران وأن يُنسي سورية. إنه في واقع الامر بنى بيديه مرحلة اخرى في الطريق الى العملية. اذا كان مجلس النواب قد دُعي الى الموافقة على مطر قليل من الصواريخ على منشآت عسكرية في سورية فلا يخطر بالبال ألا يُدعى للموافقة على عملية شاملة كثيرة النتائج موجهة على ايران. والموافقة مقرونة بفحص دقيق وطويل عن تقارير استخبارية وبنقاش عميق لتقديرات عسكرية واستراتيجية. وهذا الامكان يفضي الى نظرية مؤامرة من النوع الذي يحبه الامريكيون: إن استقرار الرأي على نقل قضية سورية الى مجلس النواب هو طريقة مُحكمة بصورة عجيبة لدفن الالتزامات التي التزم بها اوباما بشأن ايران.
يتعلق كثير بما سيُقال ويُفعل في فترة الانتظار. وفي كل ما يتعلق بزعامة اوباما لم تُقل الى الآن الكلمة الاخيرة.
إن اوباما يتولى عمله في البيت الابيض منذ خمس سنوات تقريبا، وقد فاز مرتين في الانتخابات، ورغم ذلك ما زال امريكيون كثيرون يرونه غازيا اجنبيا وانهزاميا وواعظا منافقا لا يُصدق كلامه هو نفسه ووغدا. ولا شك في أن الكراهية لاوباما مصابة بالعنصرية، لكن فيها أكثر من ذلك. ففيها شوق الى ايام عظيمة لن ترجع على كل حال في فترة ولاية باراك اوباما.

وحيد في القمة

جهد البيت الابيض بحسب ما قالت وسائل الاعلام الامريكية، في تحذير اسرائيل مسبقا من أن الرئيس قد استقر رأيه على تأجيل الهجوم على سورية. ويحسن أن تسكتوا أيها الاسرائيليون. وتلقى نتنياهو نذير السوء وسكت. فاذا استثنينا عددا من الكلمات الواخزة غير المُضرة من جهات سياسية مجهولة، فان حكومة اسرائيل قد أطبقت شفتيها، رغم الرغبة في رؤية محور سورية ايران مضروبا، ورغم التأثيرات المقلقة في المشروع الذري الايراني، وقد أثبت نتنياهو للامريكيين أنه مطيع وأنه قادر على التحكم بفمه وبأفواه وزرائه. وقد أجلّوا منه ذلك. سيحتاجون الى صمت نتنياهو وربما الى تأثيره ايضا حينما سيواجهون معارضة الجمهوريين في مجلس النواب.
يستطيع نتنياهو أن يوجز السنة المنصرمة بأنها واحدة من أفضل سنواته في السياسة. فقد هُزم في الانتخابات وانتُخب رغم ذلك رئيس وزراء من جديد، ولحزبه 19 نائبا فقط في الكنيست، ورغم ذلك يسيطر على زمام الحكم، ففي يديه رئاسة الوزراء والأمن والخارجية وطائفة من الوزارات من المستوى المتوسط. أما المالية، وهي الوزارة الرفيعة الوحيدة التي أُعطيت لوزير من حزب آخر، فيسيطر عليها نتنياهو في واقع الامر. ‘إنتصرنا’، قال نتنياهو لاعضاء حزبه بعد انتهاء الانتخابات. وبدا ذلك انفعاليا في تلك الليلة لكنه كان صحيحا.
والشيء الأساسي أن الحكومة مستقرة، ففي الشأن الاقتصادي يوجد فيها إجماع لا مثيل له، فالجميع متفقون على الاتجاه الى اليمين، وفي المجال السياسي فيها توازن بين اليمين واليسار، ولا يهدد أحد من وزرائها كرسيه. ولا تهدد المعارضة ايضا كرسيه. فلو أنه استقر رأيه فجأة على الاعتزال الى فيلته في قيصارية لانتظم فورا صف طويل من البدائل، لكنه الآن وحيد في القمة.
وهو وحيد بعدد من المفاهيم الاخرى. فليس له حزب: لأن منتخبي الليكود ومؤسساته يُصرفون أمورهم حسب طريقتهم، بل إنهم يتجاهلونه احيانا ويُصادمونه احيانا وجها لوجه، والذي ليس وزيرا يهاجم الحكومة من اليمين في الموضوعات السياسية ومن اليسار في الموضوعات الاقتصادية. وفي انتخابات السلطات المحلية لا يسأله أحد عن رأيه، وفي القدس يرشح فرع الليكود مرشحا ينافس رئيس البلدية المكلف الذي يعتبر من رجال نتنياهو.
وليس له ناخبون: فأكثر الجمهور يفضلون نتنياهو على آخرين في رئاسة الوزراء، لكنهم لا يسارعون الى صناديق الاقتراع ليصوتوا له. وليس له مستشارون: لأنه يوجد لاثنين فقط من اعضاء المجلس الوزاري المصغر، وهما بوغي يعلون وتسيبي ليفني، تجربة سياسية أو أمنية؛ ومكتبه يشغله أناس قوتهم في طاعتهم لا في حكمتهم ولا في استقلالهم بيقين. فهو على عكس رابين أو شارون أو اولمرت يفضل أن يكون مساعدوه صغارا. وليس له اصدقاء في الطريق كما كان لرابين أو لاشكول. فالوحيدون الذين يمكن أن يستشيرهم هم محاموه.
وقد تعلم مثل اوباما الايمان بالقيادة من الخلف، فهو يحذر أن يبادر الى اجراءات مختلف فيها في الشؤون الاقتصادية والشؤون الأمنية والشؤون السياسية، بيقين. وهو يلعب وظهره الى السلة. أما الخطب فغاية في الفصاحة، وأما القدمان فغاية في الضعف. ويوجد كل اعلان له بالتزام مقدس للحفاظ على أمن الدولة في سياق أو في غير سياق. وهناك محللون يرون ذلك اشارة الى استعداد نتنياهو لتنازلات مبالغ فيها من اجل السلام؛ ويوجد محللون يرون ذلك اشارة عكسية. إن نتنياهو قد أصبح عرّافا في سن الرابعة والستين.
‘إنه ليس زعيما بل ‘موجهاً’. إن هذه الكلمة التي تُطلق كل بضع دقائق مرة من اجهزة الفاكس في ديوان رئيس الوزراء هي لغز. ما معنى ‘موجه’؟ إن التوجيه الصادر هو أمر مُلزم. والطلب متعلق بموافقة جهة اخرى. أما الارشاد فهو أمر غير مُلزم.
‘وهو مثل اوباما لا يسارع الى الزناد، فهو يحث الامريكيين على اطلاق النار، لكنه لا يسارع هو نفسه الى اطلاقها. إن فترات ولايته لرئاسة الوزراء قد بوركت بقلة القتلى في جانبنا وفي جانبهم. كان هذا يبدو في الولاية الاولى حظا حسنا لكن حينما يكون هذا هو الواقع في الولاية الثالثة فمن الواضح أنه توجد هنا سياسة متصلة ومتعمدة. فهي لا تحل المشكلة الايرانية لكنها تُمكّن الاسرائيليين من حياة يومية عادية وليس هذا بالأمر القليل.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ

إن تردع تسكن روع الجمهور

بقلم: أمير أورن،عن هارتس
إن الفريق العسكري الرفيع المستوى الذي يُدير الاستعداد للهجوم الامريكي على سورية، أكثر تيقظا وموضوعية من أي وقت مضى. فرئيس الاركان بني غانتس، ونائبه غادي آيزنكوت، ورئيس ‘أمان’ أفيف كوخافي، وقائد سلاح الجو أمير إيشل ورئيس شعبة التخطيط نمرود شيفر يتصرفون في تقدير للامور وتعاون من دون توتر شخصي أو تنظيمي. وينطبع في نفس الجيش الاسرائيلي أنهم في الحكومة لا يسارعون في هذه المرة الى الزناد ايضا.
هذا نجاح يُرى على أنه فشل، فالمواطنون الذين شاهدوا التلفاز وقرأوا الصحف يعبرون عن عدم ثقة بحكومتهم وجيشهم. وتحولت مراكز توزيع الأقنعة الواقية في هذه الحال الى صناديق اقتراع.
إن النهج الرسمي الذي يقول ‘اذا ضُربنا فسنرد’، جاء ليُسكّن النفوس، وهو مخيف، بالضرورة. فالمواطن الذي يشعر بالملل والدعَة في أكثر ايام السنة، والذي كسل عن اكتساب تأمين لساعة عُسر على صورة تزود بقناع واقٍ، لا يحتاج الى من يحل شيفرة من الوحدة 8200 كي يفهم الامور فهما صحيحا مُرتبا، وهو أن السوريين سيعملون والجبهة الداخلية ستُصاب وسيرد الجيش الاسرائيلي على المهاجمين. فاذا كان هذا هو الفهم الشعبي فان السياسة الاسرائيلية أفلست إفلاسا تاما. إن الربط بين المصطلحين المنفصلين ‘السلاح الكيميائي’ و’هجوم سورية’ وهمي. إن الاستعمال السوري للسلاح الكيميائي الذي كان حافزا الى العملية الامريكية، ليس هو المضمون المتوقع للهجوم السوري على اسرائيل، الذي سيأتي في أعقاب الهجوم الامريكي على سورية.
مهما يكن موجودا تهديد محتمل لعملية سورية على اسرائيل، ومهما يُنفذ هذا التهديد اذا بطلت قيمته الردعية في مواجهة الامريكيين فهو تهديد بسلاح عادي صواريخ ارض ارض مسلحة بمواد متفجرة لا بمواد كيميائية أو بيولوجية.
يبدو أن مواطني اسرائيل لا يؤمنون بأن بطاريات القبة الحديدية وباتريوت وحيتس ستُقدم حماية كافية من القذائف الصاروخية والصواريخ على اختلاف أنواعها، وذلك بسبب النقص أو عدم الملاءمة. لكنهم اذا كانوا يخشون حقا من أن تستعمل سوريا سلاحا كيميائيا على اسرائيل، فمعنى ذلك أن الردع الذري المنسوب الى اسرائيل غير ناجع في مواجهة تهديد غير ذري.
اعتادت نظم حكم عربية أن تزعم أن تسلحها بـ’سلاح ذري للفقراء’ كيميائي وبيولوجي يرمي الى التخفيف من سطوة السلاح الذري، الذي تزعم أنه موجود بيد اسرائيل. وقد كان الهدف الرئيس في واقع الأمر لوجود الوحدات الكيميائية هو حماية النظام من انقلاب عسكري. فسلاح المدرعات الذي هو المُحدث التقليدي للانقلابات سيواجه في الانقلاب التالي الحرس الجمهوري؛ وسيواجه الحرس الجمهوري الحرس الرئاسي؛ واذا نجمت الخيانة والتمرد من بين الموالين في الحرس الرئاسي فسيضربهم السلاح الكيميائي، لأن بقاء النظام هو فوق كل شيء. ولهذا ستهاجَم اسرائيل ايضا فقط اذا شعر النظام بضيق بالغ جدا، وهو الشيء غير المحتمل في ‘حرب رأس السنة’ لباراك اوباما.
إن السياسة المعلنة وهي انتظار هجوم سوري قبل عملية اسرائيلية تؤجج ذعر الموقف الدفاعي. من الطبيعي أن يفكر المواطنون في خطر أن يضرب الغاز السوري عائلاتهم، مقابل الشعور بالذنب في التخلي عن أعزائهم لنزوات الاحصاء. ويبدو في التعليل أنه يوجد من يرفضون تطعيم أبنائهم لمواجهة البوليو (شلل الاطفال) رغم أن المرض من التطعيم محتمل لواحد من كل مليون فقط. ويمكن ضرب الفيروس في سورية قبل أن يضرب. ولاسرائيل قدرة مبرهن عليها على أن تجد في سورية سلاح إبادة وتضربه ويدل على ذلك ضرب المفاعل الذري في مثل هذا الاسبوع قبل ست سنوات. ويمكن أن نُخمن أن اعداد هذا السلاح للاطلاق سيُعلم به قبل ذلك وأن اسرائيل لن تُعرض نفسها لخطر أن تُضرب بالغاز قبل أن تعمل، بل ستوجه ضربة رادعة. فاذا كان الامر كذلك فلماذا لا تعلن ذلك مسبقا؟ فلن يُكشف بذلك عن سر عملياتي لأن السوريين سيفرضون بحسب تجربة الماضي أنهم مكشوفون للاستخبارات الاسرائيلية وسيتم احراز تسكين روع الجمهور مع تعزيز الردع الذي أخذ يضعف. يحسن كي تظل المخاطرة ضعيفة التلويح بالتهديد باحباطه بضربة استباقية.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ


بعض العرب من مواطني اسرائيل في خدمة المستوطنات

بقلم: درور أتكس ،عن هآرتس
‘رئيس الوزراء، كما هو معروف، رجل مشغول جدا. مشغول لدرجة أنه لم يجد الوقت للتنديد بالاعتداءات التي ارتكبت في السنوات الاخيرة على خلفية قومية وعنصرية، سواء في مناطق الضفة أم في اسرائيل.
ولكن رغم شدة انشغالاته، تمكن بالفعل من ايجاد الوقت اللازم كي يلتقي بممثلي مجموعة هامشية نبتت في السنوات الاخيرة من داخل الاقلية المسيحية العربية في الجليل، ترفع علم التجنيد للجيش الاسرائيلي للشبان المسيحيين العرب، رغم أن الحديث يدور عن اعداد طفيفة للغاية من عشرات المتجندين كل سنة (الذين قد يرتفع عددهم في وقت ما الى مئات قليلة)، ممن ليس للجيش اي حاجة حقيقية لهم.
فليس′شخص كنتنياهو يفوت الفرصة لاضرام الشعلة الداخلية في المجتمع العربي في اسرائيل، في ظل خوض مناورة مكشوفة اخرى من ‘فرق تسد’. فبعد كل شيء، نتنياهو ومستشاروه على قدر كاف من العقل كي يفهموا ان مسألة الخدمة العسكرية والخدمة الوطنية هي مسألة حساسة للغاية بين السكان العرب بشكل عام، وبالاساس بين الاقلية المسيحية ـ العربية، رغم أن من داخلهم بالذات خرج ايضا قسم من المعارضين العلمانيين، الاكثر تطرفا، للصهيونية.
ينبغي مع ذلك قول الحقيقة: مسألة التجنيد للجيش هي مسألة سهل على معظم الجمهور الفلسطيني داخل اسرائيل ان يتحدوا ضدها. فالجيش الاسرائيلي، بعد كل شيء، هو رمز الاستلاب الذي يشهده الفلسطينيون داخل اسرائيل منذ 1948، وهو العامل في استمرار السيطرة العسكرية الاسرائيلية في المناطق، وفضلا عن ذلك، فان رفض المشاركة في الخدمة العسكرية أو المدنية، لا تمس مباشرة بالمصالح الشخصية لاغلبية المواطنين العرب مثلما يرونها. ففي ميزان المصالح العام، مريح وسهل أكثر لمعظمهم الا يخدموا.
بالمقابل، توجد اوضاع يكون فيها الامتناع عن مساعدة الاحتلال، تجبي ثمنا بالفعل، وليسوا جميعهم مستعدون لدفعه.
في نهاية العام 2010 بدأت جمعية المستوطنين ‘امانا’ في مشروع عربدة آخر في الضفة، هذه المرة بين تلتين، المستوطنة المنعزلة عيناب (غرب طولكرم) تقع عليهما. فقد شقت الجرافات الطرق، مهدت التربة، حفرت القنوات ودقت العواميد لا شيء استثنائيا بمفاهيم الغابة المحلية، سبع مقطورات نصبت في المكان وبعد زمن اضيفت اليها سبع اخر. وهكذا تمت المباركة بنشوء حي يهودي جديد الى العالم في قلب ‘السامرة المحررة’.
غير أن الجرافات التي مهدت التربة قبل نصب المقطورات كانت تعود لشركة ‘وليد حسن للاشغال محدودة الضمان’، التي تقع في الطيرة في المثلث.
‘وليد حسن’ هي ذات الشركة التي مهدت في تلك السنة التربة والبنية التحتية للحي الجديد الذي بنته ‘امانا’ في افنيه حيفتس، على مسافة بضعة كيلومترات غرب عيناب. شركة ‘حفريات سخنين’ هي الشركة التي استؤجرت لحفر الاساسات لروضة الاطفال الجديدة التي تبنى في ذات المستوطنة هذه الايام. بالمقابل، فان حفر الاساسات للمنازل التي تبنيها ‘امانا’ في مستوطنة عوفريم (غرب رام الله) حفرتها في حينه الشركة المنافسة ‘حفريات موسى محدودة الضمان’ التي هي ايضا من سخنين.
هذه الشركات ليست وحدها، فهي جزء من مجموعة مهمة لمقاولين ومخططين فلسطينيين عرب من مواطني اسرائيل، ترتزق من البناء الاسرائيلي المتسارع في الضفة.
لا توجد هنا اي نية للمزايدة الاخلاقية من جانب غير قليل من الاشخاص الذين يسعون الى الرزق، والذين يحتمل الا يكونوا حصلوا على عمل في اماكن اخرى. ولكن توجد بالتأكيد أيضا حالات تحركها نوازع الجشع للمال، وذلك في الوقت الذي يوجد فيه من جهة اخرى غير قليل من اليهود الاسرائيليين (البعيدين بالطبع عن أن يكونوا الاغلبية) ممن بشكل واع لا يعملون ولا يشترون من المستوطنات، ويدفعون لقاء اختياراتهم ثمنا اقتصاديا، بل واحيانا شخصيا.
تنضم هذه الظاهرة الى ظاهرة معروفة اكثر لمئات الطلاب العرب الذين يأتون كل سنة، ولا سيما من منطقة المثلث، للتعلم في المركز الاكاديمي عفوا، في جامعة ارئيل. هؤلاء طلاب كان يمكنهم ان يتعلموا ايضا في كليات وجامعات اخرى، ولكنهم اختاروا ارئيل بالذات. اما مستوطنو ارئيل، من جهتهم، فيلوحون بهم وكذا بحقيقة أن مهندس مدينة ارئيل هو من سكان كفر قاسم كدليل على أنه لا يوجد ابرتهايد في المناطق، وكل ذلك تلفيق من ‘اليسرويين المنقطعين عن الواقع′، كما وصفهم ذاك المهندس اياه في الماضي.
من الصعب الاختلاف في حقيقة أن اولئك الطلاب، الذين يسمحون بوعي لمستوطني ارئيل بالاستغلال الاعلامي لهم، كي يستغلوا باقي السكان الفلسطينيين في الضفة، يتحملون مسؤولة خاصة في كل ما يتعلق بالمساعدة للدعاية الاسرائيلية، التي تسعى الى تطبيع ما هو على نحو ظاهر غير مقبول على الارض.
يبدو أن الجمهور العربي الفلسطيني في اسرائيل الذي يكافح، وعن حق، في سبيل الاعتراف به كأقلية اصيلة، يجب ان يسأل نفسه كيف أنه هو (بجملة الوانه وتوتراته الداخلية) يساهم في مشروع الاستيطان في الضفة، وما هي المعاني لهذه المساهمة الكبيرة. واضح أن خطوة من هذا النوع ستتطلب ايضا مراجعة داخلية اليمة، بل والتعريض للخطر تلك المصالح المادية لبعض الجهات ذات القوة. وربما، وكما هو معروف، فهذه ليست أفعال يتطوع معظم الناس لعملها.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ


ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ